المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 كانون الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.january02.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد وجود الربّ يسوع في الهيكل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص/تمنيات إيمانية للعام الجديد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم  السبت 01 كانون الثاني/2022 بمناسبة اليوم العالمي للسلام/مع نص العظة

فيديو ونص عظة المطران الياس عودة في قداس راس السنة الجديدة/2022

وزارة الصحة : 3358 إصابة جديدة و 17 حالة وفاة

لبنان يتجه الى الفدرلة… والفاتيكان يتخوف من سقوط النموذج

الـ2021 الفرنسية في لبنان… ماكرون أعاد تعويم “المنظومة”!

"عربي بوست": الحريري عائد مع حرسه القديم

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 1/1/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

"أبو عجينة" مرّة أخرى

بعدَ ٧ سنوات... حزب الله يَستعيد "نور علي"

مبارزة سياسية جديدة بين عون وبري.. وميقاتي يدعو لتعاون الجميع بورشة النهوض

استنفار “القوات” انتخابيًا… لسحب غطاء “التيار” لـ”الحزب”!

"لا شيء يُبشّر بالخير"... ما السيناريو الخطير الذي يَنتظر اللبنانيين؟

سنةٌ "جحيميّة"... 3 إستحقاقات تُداهم الـ 2022!

باسيل صاحب الكلمة الأولى... وهذا فحواها

استعدادات لخطوات دولية تثير غضب السلطة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الاعلام الايطالي يجمع على أن البابا فرنسيس هو رجل العام 2021

إسرائيل: لدينا قدرات لا يمكن تخيلها وسنحمي أنفسنا ضد التهديد الإيراني...و الحرس الثوري يوجه رسالة قوية: لن تروا الراحة أبدا

“الحرس الثوري”: لن نسمح لقتلة سليماني أن ينعموا بالراحة

إيران: لا يوجد أي قرار أممي يمنعنا من التجارب الفضائية

إسرائيل تعلن سقوط صاروخين أطلقا من غزة قبالة ساحل تل أبيب

أميركا تؤكد دعمها لإعادة جدولة «انتخابات واقعية» في ليبيا

توجس وسط ميليشيات طرابلس بعد وصول حشد عسكري من مصراتة لتأمين العاصمة

مكتب حمدوك ينفي وضعه قيد الإقامة الجبرية للمرة الثانية

الطيران الإسرائيلي يقصف موقع القادسية التابع لحماس في غزة

المعارضة التركية تجدد دعوتها لإجراء انتخابات مبكرة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل صحيح بأن السيد نصرالله مرتاح لقوته وقراراته؟ أم أنه ينقاد لردات فعل ستنعكس سلبا عليه؟/الكولونيل شربل بركات

لأنه وطنٌ/بشارة شربل/نداء الوطن

"ما" حزب الله!/سعد بن طفلة العجمي/انديبندت عربية

في صبيحة اليوم ال807 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

اذكر أنّك من حزب الله وإلى حزب الله تعود!/أسعد بشارة/هنا لبنان

هل يترشّح باسيل للانتخابات؟/كريستال خوري/أساس ميديا

قاتل الملايين «شخصية» العام البائس؟/راجح الخوري/الشرق الأوسط

ليس من أجلهم فقط بل من أجل الآخرين أيضاً!/فايز سارة/الشرق الأوسط

مشروع إقلاع العقل العربي/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي ينوه بتحديد موعد الانتخابات وتوقيع مرسومها: لمؤتمر دولي يعطي للحوار الوطني ضمانة أممية وآلية تنفيذية

نص عظة قداس رأس السنة/المطران الياس عودة

الاب نجيب بعقليني:  للعمل معا من أجل بناء السلام من خلال العدالة والمسامحة والرحمة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أحد وجود الربّ يسوع في الهيكل

إنجيل القدّيس لوقا02/من41حتى52/كانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم. ولَمَّا بَلَغَ يَسُوعُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدُوا مَعًا كَمَا هِيَ العَادَةُ في العِيد. وبَعدَ ٱنْقِضَاءِ أَيَّامِ العِيد، عَادَ الأَبَوَان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، وهُمَا لا يَدْرِيَان. وإذْ كَانَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ في القَافِلَة، سَارَا مَسِيرَةَ يَوْم، ثُمَّ أَخَذَا يَطْلُبانِهِ بَيْنَ الأَقارِبِ والمَعَارِف. ولَمْ يَجِدَاه، فَعَادَا إِلى أُورَشَليمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ. وَبعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، وَجَدَاهُ في الهَيكَلِ جَالِسًا بَيْنَ العُلَمَاء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم. وكَانَ جَمِيعُ الَّذينَ يَسْمَعُونَهُ مُنْذَهِلينَ بِذَكَائِهِ وأَجْوِبَتِهِ. ولَمَّا رَآهُ أَبَوَاهُ بُهِتَا، وقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يا ٱبْنِي، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذا؟ فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!». فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟». أَمَّا هُمَا فَلَمْ يَفْهَمَا الكَلامَ الَّذي كَلَّمَهُمَا بِهِ. ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا، وعَادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وكَانَتْ أُمُّه تَحْفَظُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ في قَلْبِهَا. وكَانَ يَسُوعُ يَنْمُو في الحِكْمَةِ والقَامَةِ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

فيديو ونص/تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/01 كانون الثاني/ 2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/81876/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af/

كم سيكون الأمر صحياً ومفيداً ومثمراً ومريحاً وفرحاً لو أن كل فرد منا حاول أن يستقبل هذا العام الجديد، 2022 وهو متصالحاً مع نفسه، ومع كل الآخرين، وتحديداً مع أولئك الأحباء على قلبه، أكانوا أهلاً أو أقرباء، أو أصحاباً.

كل أولئك الذين كان خلال العام المنتهي بينه وبينهم خصاما أو عداءً، أو انقطاع تواصل لأي سبب كان.

وبنفس الوقت كم سيكون الأمر صحياً ومريحاً لكل واحد منا إن كان فعلاً هو على استعداد تام وبفرح وعن قناعة للترحيب بالعام الجديد بضمير مرتاح دون تأنيب للذات على ما قد يكون قد اقترفه من ذنوب وأخطاء وخطايا عن عمد أو دون قصد.

كم سيكون الشعور الذاتي والداخلي بالرضا ونحن ندخل أول أيام العام الجديد دون أحمال ثقيلة ومقلقة قد تكون تراكمت في دواخلنا وفي عقولنا طوال العام المنصرم من مثل العداوة والكراهية والحقد والضغائن والغيرة.

ولأن حياتنا على هذه الأرض الفانية هي قصيرة جداً.

ولأن الله، أبانا السماوي قد وهبنا نعمة الحياة كوديعة مؤقتة وقد يستردها في أي لحظة، علينا بإيمان وفرح وعن قناعة تامة أن نرمي خلفنا ونحن نستقبل العام الجديد كل المصاعب والآلام وخيبات الأمل التي واجهتنا في السنة المنصرمة.

علينا أن نفعل ذلك دون أي حزن أو ندم أو ملامة وتحميل مسؤوليات لأي أحد، وندخل بسعادة وأمل ورجاء عام 2022 الجديد بصفحة بيضاء ونقية من حياتنا وخالية تماماً من غير الأمل والرجاء والاتكال على الله وعلى محبته لنا.

من المؤكد بأن كل شخص حكيم ومؤمن سيسعى لدخول العام الجديد وهو حاملاً زوادته الإيمانية وهي ممتلئة بالحب وبكل قيم ونّعم وعطايا التسامح والإيمان وبأيدي ممدودة وقلوب نقية وثقة بالنفس.

عام جديد ومبارك على الجميع

ملاحظة/التمنيات في أعلى كانت نشرت لأول مرة في نهاية العام 2021

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم  السبت 01 كانون الثاني/2022 بمناسبة اليوم العالمي للسلام/مع نص العظة

https://www.facebook.com/maronite.patriarchate.bkerki/videos/898416860869565

 

فيديو ونص عظة المطران الياس عودة في قداس راس السنة الجديدة/2022

نقلاً موقع مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس/01 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105217/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%af%d8%a7/

المطران عودة: من يدّعي العفّة لكنّه يغطّي الفاسدين فاسد ومذنب مثلهم

شدد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة رأس السنة على أنّ “من لا يحاسب المسيئين إلى الدولة وسيادتها وهيبتها شريك في الإساءة إلى الدولة، ومن يعيق قيامة الدولة أو يصادر قراراها أو يورّطها في نزاعات هي بغني عنّها، لا يعمل من أجل مصلحتها”. وأشار إلى أنّ “المطلوب رجال دولة يتحلّون بالشجاعة والإقدام”. واضاف عودة: “من يدّعي العفّة لكنّه يغطّي الفاسدين هو فاسد ومذنب مثلهم، ومن يغضّ الطرف عن سلاح خارج الشرعية مجرم بحق الوطن”.

 

وزارة الصحة : 3358 إصابة جديدة و 17 حالة وفاة

وطنية/01 كانون الثاني/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "3358  إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 731288 ، كما تم تسجيل 17 حالة وفاة".

 

لبنان يتجه الى الفدرلة… والفاتيكان يتخوف من سقوط النموذج

 وكالة الانباء المركزية/01 كانون الثاني/2022

في وقت يبدو فيه الخارج مهتما بحل الازمة اللبنايية بدءا من المجتمع الدولي مرورا بفرنسا ومن ورائها الاتحاد الاوروبي وصولا الى الجامعة العربية والجمهورية المصرية تحديدا التي تولي أهتماما لافتا لمساعدة البلاد على تجاوز محنتها، يمضي أركان السلطة والحكم كما القوى السياسية والحزبية في صراعهم على المغانم المالية والادارية وتناتشهم لمؤسسات الدولة والعمل لتملكها وتوريثها لابنائهم والاقارب كما الحال راهنا مع أكثر من مرجع ومسؤول من الذين يتصارعون منذ اليوم على الاستحقاقات الانتخابية . وتأخذ مصادر دبلوماسية أوروبية هنا على اللبنانيين تطييفهم لعملية أقتراع المغتربين ونقل خلافاتهم حول الموضوع الى بلاد الانتشار وتصوير تمسك البعض بالنواب الستة قبل رد الطعن وكأنه مكسب مسيحي، في حين هو العكس كما تضيف، كون الغالبية من المنتشرين هم من المسيحيين الذين تركوا البلاد وهاجروا من الوطن قديما وفي العقود الخمس الاخيرة والسنوات الثلاث الماضية أي منذ بداية الازمة المالية, وأن تجاوز المصالح الشخصية والضيقة واحقاق العدالة كانا يفترضان لو تم الاخذ بالمقاعد الستة للمغتربين وبغض النظر عن قاعدة 6 و6 مكرر تخصيص أكثر من نصفها للمسيحيين وتكشف لـ”المركزية” عن ان دوائر الفاتيكان المهتمة ببقاء لبنان وطن الرسالة والنموذج للتعايش المسيحي- الاسلامي لم تكن راضية على تمسك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن خلفه الوزير باسيل باقتراع المغتربين للنواب الستة في المغتربات كونها كانت تتخوف من أن يجر هذا الامر وقاعدة 6 و6 مكرر لاحقا الى مجلس رئاسي من المذاهب الست في لبنان خصوصا مع تنامي الحديث عن الصيغ الفيدرالية للحلول في المنطقة .

كذلك، فأن المصادر هنا تميط اللثام عن إيعاز ايراني الى المعنيين في لبنان بوجوب عدم الخلاف مع الرئيس عون وتمكينه من تحقيق بعض رغباته ليبدو زاهيا مع انتهاء ولايته، كون لبنان بعد الانتخابات النيابية والرئاسية بأشهر قليلة لن يكون على ماعليه فهو مهيأ لصيغة جديدة ترتكز أقله على الفيدرالية وما يعرف باللامركزية الادارية والمالية الموسعة التي أشار اليها عون في رسالته الاخير الى اللبنانيين والتي ستطيح بكل ما هوقائم من دستور ونظام.

 

الـ2021 الفرنسية في لبنان… ماكرون أعاد تعويم “المنظومة”!

صحيفة الراي الكويتية/01 كانون الثاني/2022

يكاد يكون 2021 عام انتهاء المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد زيارته بيروت على وهج إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020. ويكاد يكون 2021 كذلك عام محاولة ماكرون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، عندما زار السعودية قبل أقل من شهر والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأطلق رسائل تحذيرية للسياسيين في لبنان، وجدد التذكير بالقرارات الدولية، ومنها الـ 1559. عندما أطلق الرئيس الفرنسي مبادرته لحكومة غير سياسية ومن إختصاصيين، أعاد معه تعويم الطبقة السياسية. كان الرئيس الفرنسي متأثراً بحجم «بيروتشيما» ومتعاطفاً مع آلام اللبنانيين، فوجّه أشد التحذيرات قسوة في حق السياسيين في مؤتمره الصحافي. لكنه قام في الوقت نفسه بخطوة معاكسة تماماً فجمع الطبقة السياسية، التي كان اللبنانيون تظاهروا ضدها، في قصر الصنوبر على طاولة واحدة، وإستمع إليهم يطرحون إصلاحات وتصورات لمستقبل أفضل للبنانيين، في وعود لم يُنفذ منها شيء.

وبدأ مع هؤلاء مسارُ إعادة تشكيل الحكومة وإطلاق عجلة التحقيق في انفجار المرفأ وتقديم مساعدة للشعب اللبناني، والتفاوض مع صندوق النقد والقيام بالإصلاحات الضرورية ومكافحة الفساد وغيرها من العناوين الرنانة.

وفي موازاة بثّ ماكرون الحرارة في علاقات فرنسا مع القوى السياسية كافة، كان اللافت تواصله المباشر مع «حزب الله»، وصارت الحركة على خط باريس – الضاحية الجنوبية لبيروت سالكة عبر موفدين ورسائل متبادلة.

ولم تكد تمرّ أسابيع حتى بدأت المبادرة تفقد معناها. اختير السفير مصطفى أديب رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة ثم أطيح به. واختير الرئيس سعد الحريري وأطيح به أيضاً، وكُلف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، التي تنهي السنة الحالية من دون أن تجتمع بعدما لم تعقد منذ تأليفها (أيلول الماضي) إلا 3 جلسات. شكل ميقاتي حكومةً سياسيةً تحت غطاء إختصاصيين. فكل فريق سياسي شارك في الحكومة على طريقته مسمياً وزراءه، حتى أن عرقلة التأليف كانت لتَقاسُم الحصص الوزارية. فإستعادت الطبقة السياسية ما كادت تفقده منذ إحتجاجات 17 تشرين الأأول 2019 وصولاً إلى إنفجار المرفأ. لكن الروح الذي بثّها ماكرون بالمنظومة جعلها مجدداً سيّدة اللعبة السياسية من دون منازع، رغم إنهيار الليرة ومعها أحلام اللبنانيين بغد أفضل.

تشكلت الحكومة، وكأن لا متغيراتٍ حَصَلَتْ ولا إنتفاضات ملأت بيروت وطرابلس والجنوب. وكل ما حصل أن فرنسا بقيت على تَواصُلها مع كل القوى السياسية، ونشطت حركة موفديها إلى بيروت تحت ذرائع مبادرة ماكرون التي لم يتحقّق منها أي شيء عملياً. ولم يَفُتْ الحكومة في أولى أيامها إلا أن تقع في مشكلة مع السعودية من خلال تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي العدائية للمملكة والإمارات وإصراره على عدم الإستقالة. وجاءت زيارة ماكرون للسعودية أوائل كانون الأول، لتعطي اللبنانيين أملاً بإحتمال وضع بلدهم مجدداً على سكة الحلول الغربية – العربية، ولا سيما في إطلاقها رسائل تتعلق بالقرارات الدولية والمساعدة الإنسانية. لكن فعلياً لم يحقق ماكرون منذ إطلاق مبادرته أي تقدم يذكر في سبيل إصلاح الوضع اللبناني. فماذا قدّمت فرنسا للبنان – وخصوصاً أنها التزمت التحرك تجاهه جدياً – بين إنكفاء أميركي ونأي سعودي تام عن التدخل في مشكلات لبنان؟

أولاً، خسرت بيروت الرهان على أي مؤتمر دولي يتعلق بمساعدة لبنان, فباريس لم تستطع لمرتين حشد الدعم الكافي مادياً، لا عبر المؤتر الدولي الذي عقد في نهاية 2020 ولا عبر المؤتمر الخاص بالجيش اللبناني الذي عُقد هذه السنة. وهذا الفشل مردّه في شكل أساسي إلى غياب الخليج عن تقديم الدعم المادي الذي كانت تعوّل عليه باريس.

ثانياً، لم تستطع فرنسا فرض إيقاعها في تشكيل الحكومات، وخصوصاً في ضوء التناقضات التي حفل بها تعاطي موفديها إلى لبنان مع القوى السياسية. فباريس ظلّت متمسكةً إلى اللحظات الأخيرة بالرئيس سعد الحريري، وقادت مفاوضات شاقة حتى في تفاصيل التشكيل بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ومن ثم إرتضت بوزارة المال لـ «الثنائي الشيعي» («حزب الله» وحركة «أمل»)، وقبِلت بتقاسم الحصص، بما يشبه كل المفاوضات لتشكيل الحكومات السابقة. ومن ثم دعمت وصول الرئيس نجيب ميقاتي وإستقبلته في الإليزيه في أول زيارة رسمية له.

لكن حين وقعت خطيئة قرداحي نأت فرنسا بنفسها عن أي مفاوضات تتعلق بإقناع السعودية ودول الخليج بعدم إتخاذ تدابير في حق لبنان، ولا سيما ان ماكرون كان يُعدّ العدّة لزيارة الرياض بعدما أرجئت لأكثر من مرة.

وكان ماكرون المرشح الرئاسي في الأشهر الأخيرة قبل الإنتخابات الفرنسية، يحاول إنتزاع نصر ديبلوماسي رئاسي يصرفه في باريس، وليس في بيروت، عبر عقود تجارية وصناعية وثقافية، وعبر إبقاء باريس صلة وصل بين السعودية ولبنان.

والمفارقة أن ماكرون ذَهَبَ إلى الرياض وفي جعبته نية حلحلة العقدة الحكومية. وأقصى ما حصل عليه إتصالٌ بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. لم يُدْعَ الأخير إلى الرياض، ولم يتصل ماكرون بالرئيس عون. وبدت هذه المفارقة وكأنها نوع من التوازن في الموقفين السعودي والفرنسي تجاه لبنان. قدّم قرداحي إستقالته، لكن باريس رفعت السقف عبر معاودة التذكير بالقرار الدولي رقم 1559، ما إعتبر مُوَجَّهاً ضد «حزب الله». إلا أن المواجهة تبدو وكأنها نوع من أنواع التعويض السياسي ليس أكثر. فباريس نفسها دعت وزير الأشغال علي حمية المحسوب على الحزب الى زيارتها، وحمية ليس غريباً عن فرنسا وقد درس في جامعاتها ويحمل جنسيتها، في حين أن ماكرون الذي إتصل بميقاتي لم يقم بالمثل مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وأوفد إليه السفيرة الفرنسية في بيروت لإطلاعه على نتائج المحادثات مع الرياض حول لبنان. لكن عون ردّ على تجاهل ماكرون له بعدم إستقبال الموفد الفرنسي بيار دوكان وإدلائه بتصريحات علنية ينتقد فيه التصرف الفرنسي.

ثالثاً، حاولت باريس حضّ لبنان على مفاوضات مع صندوق النقد، لكن المفاوضات ما زالت متعثرة منذ حكومة الرئيس حسان دياب. وموفدها إلى بيروت بيار دوكان زارها مرات عدة من دون تحقيق أي خطوة تُذكر، لا على طريق دفع الحكومة والبرلمان إلى القيام بإصلاحات. وكانت الزيارة عبارة عن إبقاء خيط التواصل موجوداً مع لبنان من دون أي جهد إضافي. ومع إنتهاء الـ2021، تبدأ باريس عملياً الدخول في مرحلة الإنتخابات الرئاسية. ويبدأ ماكرون طريقه كمرشح رئاسي إستفاد من زخم زيارته إلى بعض دول الخليج، ولا سيما السعودية إقتصادياً عبر إتفاقات صناعية وعسكرية وتجارية يستثمرها في حملته الإنتخابية. أما لبنان فسيكون على موعد مرة أخرى مع تقلّبات السياسة الفرنسية تجاه «بلاد الأرز» والمسؤولين فيها، في خضم تهويلات بفرض عقوبات على سياسيين لبنانيين، والبحث مع الإتحاد الأوروبي لوضعها موضع التنفيذ على مستوى الإتحاد. لكن كل ذلك لم يتحقق، وبقي اللبنانيون يراهنون على أن تعيد «الأم الحنون» قراءة خطواتها الخاطئة في لبنان والتي ساهمت بشكل مباشر في معاودة تعويم الطبقة السياسية.

 

"عربي بوست": الحريري عائد مع حرسه القديم

عربي بوست/السبت 01 كانون الثاني 2022

نشر "عربي بوست" مقالًا بعنوان: "السعودية تعود لبنانياً عبر دمشق.. والحريري عائد مع حرسه القديم"، للصحفي صهيب جوهر، جاء فيه: "تنتهي السنة الحالية في لبنان على تعطيل لجلسات الحكومة، معطوف عليها غياب لمجلس النواب مع انتهاء دورة انعقاده العادية بسبب أن رئيس الجمهورية ميشال عون لم يبادر إلى فتح دورة انعقاد استثنائي لمجلس النواب، ما يعني أنّ لبنان سيدخل في شلل مزدوج حكومي ودستوري، ويبدو أنّه سيكون طويل الأمد، مع الانسداد الكامل أمام الحكومة، وتفاعل الأسباب السياسية والقضائية (قضية القاضي طارق بيطار) المانعة من إنعقادها".

وأضاف، "تبدو الانتخابات أمراً واقعاً، وإذا ما قدّر لصناديق الاقتراع أن تُفتح أمام الناخبين وفق المواعيد المحددة في مرسوم دعوة الهيئات الناخبة أي بعد رمضان القادم في 15 أيار القادم، فستكون القوى السياسية على اختلاف توجهاتها، أمام اختبار مصيري تواجهه في تاريخها السياسي عقب ثورة 17 تشرين".

وتابع، "حيث تعيش الأحزاب تحدياً مصيرياً من شأنه أن يقلب المشهد رأساً على عقب، إذا ما نجحت الضغوط الدولية في تثبيت المواعيد الواردة في المرسوم والذي ألحِق بتوقيعَي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ما يجعله نافذاً، بانتظار معالجة إشكاليتيْ تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات ورصد الاعتمادات المالية اللازمة، واللتين تحتاجان إلى قرارين يصدران عن حكومة ميقاتي المعطلة".

ولفت المقال إلى أنّه "إقليمياً لا يمكن فصل سياق الموقف السعودي من لبنان وسوريا عن بعضهما البعض، إذ يأتي كشف التحالف العربي بقيادة السعودية، نهاية الأسبوع المنصرم، عن تورُّط حزب الله في حرب اليمن ليس بالأمر الجديد، لكنّه عرض هذه المرة أدلّة تثبت هذا التورُّط وتحميل الحزب مسؤولية ضرب الأمن القومي السعودي، ما يعني أن المملكة وضعت لبنان على رأس أولويات سياساتها الإقليمية ومحفّزاً للحضور السعودي مجدداً في الساحة اللبنانية، خصوصاً على المستوى السياسي". وأضاف، "الأكيد أن ما حكي عنه "مبادرة ماكرون" لم تحقق أي تقدم باستثناء الخرق الفرنسي الوحيد هو إنشاء آلية سعودية-فرنسية للمساعدة الإنسانية في لبنان بعد رفض السعودية دعم المؤسسات الحكومية اللبنانية، وذلك عبر إنشاء صندوق ائتماني تشترك فيه الدولتان، وأيضاً الشركاء الخليجيون الآخرون وتحديداً قطر، لتمويل مشاريع تساعد الشعب اللبناني مباشرةً، والقطاعات التي ستشملها هذه المساعدات، فستكون مبدئياً الصحة والتربية والمياه أما عملية دفع سياسي ودعم مباشر للدولة وإعادة العلاقات، فيبدو صعباً قبيل الاتفاق الإيراني- الأمريكي والتوصل لخلاصات في الحوار السعودي- الإيراني". ووفق ما يشير الصحفي جوهر في المقال فإنّه "سوريّاً هناك إهتمام سعودي- قطري بالتنسيق مع تركيا لإعادة تفعيل الملف السوري، حيث عادت سوريا لدى السعوديين ملفاً استراتيجياً لأي مشروع عربي، وفي سياق الاهتمام السعودي الإقليمي الجديد مع رؤية محمد بن سلمان الجديدة لبلاده وسياساتها الخارجية". وتابع، "لذا تطرح الرياض رؤية جديدة وموحدة لسوريا، في ظل الرفض السعودي المطلق للتطبيع مع النظام وكذلك بالنسبة إلى قطر، حيث من المفترض أن يُعقد مؤتمر لتوحيد المعارضة السورية في شهر شباط في الدوحة، وهذا بحد ذاته تطور لافت لا بد من التوقف عنده بالكثير من الاهتمام، ولديه فرصة في أن يشكل عنواناً لتحول جديد في المسار السياسي داخل سوريا".

وأردف، "فيما العودة السعودية للبنان غير واضحة المعالم فالمملكة كان وكيلها الحصري آل الحريري من الراحل الرئيس رفيق الحريري وصولاً إلى سعد الحريري والذي يبدو أنه في أزمة مفتوحة مع الإدارة السعودية منذ سيطرة الأمير محمد بن سلمان على الحكم في السعودية".

وأضاف، "الحريري المعتكف في الإمارات منذ اعتذاره عن تشكيل الحكومة في تموز الماضي كثرت حوله الأقاويل أنه ينوي الخروج من المشهد واعتزال السياسة والتوجه لعالم الأعمال المالية، لكن المنطق السياسي يقول إنه لا بيت سياسي يقفل في لبنان فكيف إذا كان بيت رفيق الحريري وارثه السياسي المتعثر مع سعد". ووفق المقال، فإنّه "كل ما قيل سابقاً عن توجه الرجل للاعتزال والانكفاء بددته حركته الأسبوع المنصرم مع الرئيس فؤاد السنيورة والذي يقود مساعي ذات طابع "سني" لإعادة الحريري للمشهدية السياسية، يضاف إلى أن الحريري استدعى كل الحرس القديم في تياره السياسي إلى الإمارات كسليم دياب ونادر الحريري والاستدعاءات ستشمل أحمد الحريري وأحمد هاشمية بعد أن وصلت خلافاتهما إلى العلن وبات لزاماً عودة استطلاعية أول العام الجديد، وهو كان قد أبلغ "الأحمدين" عدم إجراء أي اتصالات أو اجتماعات لتأليف أية لائحة في أية منطقة".

دبلوماسي عربي من الطراز الرفيع، لم يخفِ خيبةَ أمله من أداء الرئيس نجيب ميقاتي وتحديداً عقب مؤتمره الأخير منذ يومين، والذي انطلق من محاولة مساعيه ودعوته إلى جلسة حوار للبحث في تعزيز علاقات لبنان العربية واستعادتها، وحرصه على عدم استفزاز حزب الله، وإعتباره حزباً سياسياً، مع عدم موافقته على وجود نفوذ إيراني في لبنان. يرى الدبلوماسي العربي أن الركاكة السياسية التي يشهدها لبنان هي نتيجة أن فريقاً سياسياً يمثله مثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يمارس سياسة إمساك العصا من المنتصف، وهو يسعى لإرضاء كل المتناقضات في الوقت نفسه حزب الله وعون بري وباسيل السعودية وإيران فرنسا والولايات المتحدة، وهذا الأسلوب لم يعد ينطلي على أحد في العام 2021، فلبنان ليس سلطنة عمان أو سويسرا، لبنان جزء من الصراع ومنصة هجوم على مشروع آخر، والمطلوب الوضوح إما أن القوى مع حزب الله أو في مواجهة هذه السياسة المشوهة. يعتقد الدبلوماسي المخضرم أن ميقاتي لا يمكنه أن يحلّ مكان الحريري سنياً ووطنياً، وبعد مواقفه الأخيرة من حزب الله عادت الأمور لنقطة الصفر مع المملكة، ويؤكد أن الرجل لم يقدم أي جديد في المشهد الذي غاب عنه الحريري، حكومته معطلة ولم يستطِع اجتذاب أي شخصية سُنية وازنة والعلاقة بينه وبين زملائه في نادي الرؤساء ليست على ما يرام. يعتقد المرجع الدبلوماسي أن عودة الحريري للساحة السياسية حتمية وغير قابلة للنقاش، وهو كان يدرس خياراته مع الدولة المستضيفة، أي الإمارات، وأن هناك شبه إجماع عربي على إعادته للمشهد السياسي، كي لا تبقى الأبواب مشرعة سنياً للاختراق من حزب الله أو جماعات وشخصيات متطرفة سياسياً ودينياً، فالاعتدال هو سمة سنة المنطقة ولا يمكن جعلهم يعيشون فراغاً، وأن الذي يريد تبديل الحريري كان عليه تحضير بدلاء، لأن كل المطروحين في المشهد لا يمكنهم إدارة هكذا جماعة لبنانية بحجم السُّنة في البلاد.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 1/1/2022

وطنية/السبت 01 كانون الثاني 2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

 كل عام وأنتم بألف خير، مع الأمل أن تحمل سنة 2022 بارقة حلول للبنانيين. سنة 2021 رحلت بكل مشاكلها على غرار سابقاتها، ومع احتفالات قيدتها جائحة كورونا.

 حلت السنة الجديدة 2022 مثقلة بملفات السنة الماضية الشائكة. والعام الجديد يفتح أبوابه على تحد غير مسبوق صحيا، مع الارتفاع المخيف للاصابات والوفيات بكورونا، والوضع الكارثي الذي ستتعرض له المستشفيات المنهكة، كما سيفتح أبوابه على ثلاثة استحقاقات انتخابية، دفعة واحدة، وهي الانتخابات النيابية المقررة في أيار، والرئاسية مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في الحادي والثلاثين من تشرين الأول والانتخابات البلدية إن حصلت.

 ومطلع العام، يشهد موعدين، الأول غدا من خلال كلمة لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، والثاني الإثنين من خلال كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

سنة 2022 الواقع فيها مأزوم مع استمرار تعطيل جلسات مجلس الوزراء، علما أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يواصل جهوده لرأب الصدع، من دون الإقدام على أي خطوة غير محسوبة النتائج.

أما على الصعيد النيابي، فرئيس الجمهورية لم يوقع حتى الساعة مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب ما يمنع انعقاده، وما يعني بالتالي سقوط الحصانات عن النواب المستدعين للمحاكمة من قبل القاضي طارق البيطار. وفي الملفات القضائية فإن الأمور معلقة، خصوصا أن القاضي بيطار يخضع للحجر الصحي نتيجة الإصابة بكورونا.

ويبقى الدولار الشغل الشاغل، وأهم القضايا المرحلة الى العام الجديد، مع سعر الصرف المستمر في التحليق، وقد تجاوز اليوم في السوق الموازية الثمانية والعشرين ألفا.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

 باسم الناس... باسم كل إنسان...نطل عليكم كما في بداية كل عام جديد. وعلى مدى أيام عام مضى بلياليه المظلمة، نتحدث بلسان الناس ننقل وجعهم نشعر بألمهم...هذا واجبنا بلا منة، فنحن منهم وهم منا نحن مرآتهم وهم رسمنا، نحن هم وهم نحن.

في نشرة الناس، نقرش رواتب باتت بلا قدرة وليرة أصبحت في غرفة الإنعاش بفعل فيروس لا لقاح له هو السوق السوداء، ننزل معهم إلى تحت الحد الأدنى للأجور الذي تحولت قيمته ما دون تسعيرة صفيحتي بنزين.

ننتظر معهم في طوابير تهدد خزانات وقود سياراتهم عند كل منعطف قاس. ننتقل على متن معاناة سائق أجرة...(والأجر على الله) لأن التعرفة باتت بلا قيمة.

نسعى مع الساعين لحفظ حقوق المودعين...واستعادة تعويض نهاية خدمة عالق في حساب عائد لمن أفنى عمره في خدمة الدولة والمجتمع.

ننشد العدالة الضائعة في زواريب المصالح والسيناريوهات المفبركة ولا نستسلم أمام من يبيطر بأدائه المشبوه، قدسية ملف انفجار الوطن وفق استنسابية لا تلتزم بدستور وقوانين.

 نحكي قصة مرضى لم يكتب لهم أن يتخطوا باب مكتب الدخول في مستشفى... ومنهم من ينتظر ولم يجد للعلاج سبيلا. نبحث عن حبة دواء...عن حليب طفل لا ذنب له سوى أنه أبصر النور في بلاد العتمة.

نضيء شمعة... لنبحث عن الكهرباء... فنلعن الظلام والظلامة.. وفواتير مولدات لا تولد سوى الأصفار، فيما تيار الدولة مقطوع... مقطوع. نعطش في بلد يعوم على الماء و(السيترن) يشهد.

 نشيد سدودا من الحوافز أمام الكفاءات لمنع تسربها السري إلى الغربة. ننقب بكل الوسائل عن حفظ ثروتنا من ذهب نفطي علها تكون قرشا أبيض لمستقبل الأجيال، فتعبر من الزمن الأسود...ولكن ليس عبر بوابات الهجرة.

 نحرض على إنقلاب صحي يطيح بالجنرال (كوفيد التاسع عشر) عبر ثورة لقاح لا تهدأ حتى تحقيق النصر بالمناعة المجتمعية. نردد أن التعليم واجب لا يقف عند حد الأقساط الثقيلة.. وأن حق المعلم هو ألف باء بناء المجتمعات.

 وكما كل عام نقول... نحن في هذه النشرة لا نستهدف مشاهدة أكبر، بل نسعى إلى نقل عينات عشوائية عن حكايا الناس الموجوعة...هي ليست نشرة... بل صرخة في برية الوطن.  مرة جديدة... نفتح منبرنا للناس على مساحة الوجع لبث شكواهم...والشكوى لغير الله مذلة.

 هذه هي رسالة الإعلام ...هذه هي رسالتنا. إجتمعنا من أجل الإنسان، ومن أجل لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، هكذا نكون كلنا للوطن، وإذا كنا كلنا للوطن... فمن عليه؟؟.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

سريعا انتهت الاحتفالات والتمنيات على أبواب العام الجديد وتقدمت التحديات، ولاح في أيامه الأولى بريقان لامعان من الضفة وغزة الى بغداد وطهران، كلاهما سيربكان الأميركي والعدو الصهيوني واتباعهما في المنطقة.

 في فلسطين المحتلة، معركة الحرية للاسير هشام أبو هواش تستقطب الجميع الى ميدان النزال، وأصوات المقاومين على أعلى نبرتها وأصابع المجاهدين على الزناد، وإعلان النفير في غزة مع رسائل بأن استشهاد الأسير سيفتح الأمور على كل الاحتمالات.

 في طهران كان كلام الإمام السيد علي الخامنئي لدى استقبال عائلة الشهيد اللواء قاسم سليماني، فاتحا لمشهد مشرق تستعد له الأمة، وتصنعه جبهات المقاومة بفعل دماء الشهيدين اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، وهو ما رددته ساحات بغداد التي امتلأت باخوة الشهيدين في تظاهرات الرد المليوني المطالبة بخروج الاحتلال الأميركي والمستنكرة لجريمة المطار الخارقة لسيادة العراق، مع تأكيد قادة الحشد الشعبي أن دماء سليماني والمهندس لن تضيع، وأن الشعب العراقي لن يقبل بأقل من الانسحاب الكامل للاحتلال الأميركي من بلاده.

 في بلاد الأرز كل شيء لا يزال بسبات الأعياد او مخدرا بفعل الوجع من شدة الأزمة، إلا وباءا كورونا والدولار اللذان لا يعترفان بعطل رسمية ولا استراحة اسبوعية ولا من يهدئ من جنونهما.

 وإذا كان وباء كورونا يستغل الاحتفالات والتجمعات ليحقق انجازاته برفع عداد الإصابات، فما هو مبرر ارتفاع سعر الدولار حيث لا مؤسسات تجارية تعمل اليوم ولا مضاربات ولا ارتفاع بالطلب على الدولار؟، فهل من يشك بعد بأن الوقود السياسي متى رمي على هشيم الأزمة الاقتصادية، هو من يلهب النار المشتعلة في البلاد؟.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كان العام الماضي أقفل على رسالة رئاسية وضعت النقاط على الحروف، داعية الى حوار لتطبيق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، وإقرار الاستراتيجية الدفاعية والاتفاق على خطة التعافي المالي والنهوض الاقتصادي، فالانطلاقة السياسية للعام الجديد تتوقف على موعد اللبنانيين ظهر الغد مع الكلمة المنتظرة لرئيس "التيار الوطني الحر"، التي ستشكل بلا أدنى شك محور النقاش والحوار في البلاد خلال الايام المقبلة، بدءا بخطاب الأمين العام لحزب الله السادسة من مساء الاثنين.

وإذا كان استباق كلمة جبران باسيل مرفوضا، سواء بالتحليلات او التمنيات او المزايدات، فاللبنانيون جميعا مدعوون الى مواكبتها، ثم الى منع تحوير معانيها او أخذها في اتجاهات لا تشبه مضمونها، من خلال الاجتزاء والتحريف والتفسير الخاطئ، على ما جرت العادة في ظل الجو السياسي والإعلامي الموبوء.

 وفي الانتظار، يبقى في مستهل العام الجديد أن نضم أمنياتنا الى أمنيات جميع اللبنانيين، باستقرار سياسي ونهوض اقتصادي وحلول مالية ومعيشية سريعة، لأن الأزمة طالت والمعاناة زادت، والوضع برمته فاق قدرة الناس على التحمل ولم يعد يطاق.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

 كل عام وأنتم بخير، الدعاء صادق لكنه صعب التحقق، لأن الخير في المفاهيم الشرقية أمر غيبي إلهي يعني أن الله هو المسؤول فيما العبد نائم أو ناقم . من أين يأتي الخير وكيف تتحقق الأماني ولبنان بشعبه وبشره وحجره ودولته، رهينة منظومة باعته للذئاب : ذئاب الإقليم ذئاب الذل وضباع الأنانيات والمصالح الشخصية.

 من أين يأتينا الخير والمنظومة تشكو وتبكي وتنوح وتستعطي، وفي الوقت نفسه تعض الأيدي التي تقبلها وتتتنكر لإلتزاماتها تجاه الدول المانحة وصندوق النقد، وتمعن في تفتيت المؤسسات، وتقطع أرزاق قواها العاملة وتدفع قواها العالمة الخبيرة إلى الهجرة القسرية بحثا عن فرص الحياة الكريمة والعمل المنتج في مشارق الأرض ومغاربها.

 والأنكى أنها لا تكتفي بقهر مواطنيها الصابرين الصامدين في الداخل تحت نير ظلمها، بل هي تلاحق المغتربين في مواطنهم الجديدة، تهددهم في أزراقهم من خلال افتعال أسوأ العلاقات مع الدول المضيفة، ولنا في الإعتداء اللفظي اليومي من منابر الدويلة على دول الخليج خير مثال، وإن حدث أن سكت منبر أو انطفأ لسان يتم تعبئة الفراغ سريعا بشحنة كابتاغون أو بعض المسيرات ينتهكون بها حرمات الدول الصديقة وسياداتها وأمنها الإجتماعي .

 نعم بعقل قديم متحجر، تستعد المنظومة لملاقاة العام الجديد: على صعيد مجلس النواب كصرح تصريف أعمال وتشريع غب الطلب، العقد الإستثنائي سيظل معلقا على حبال الصراع المستعر بين الرئيسين عون وبري.

على الصعيد الحكومي، مجلس الوزراء سيظل ممنوعا من الإجتماع بأمر من رئيسه، مسايرة للثنائي الشيعي الذي لا يسايره ولا يدعه يسير أعمال الناس، ويواصل سياسة القضم والهضم والكولشة على كل الدولة. أما بالنسبة للقضاء فالتكتيك المدمر نفسه يسري عليه.

 أمام هذه الصورة المأسوية المرشحة للإستمرار حتى نهاية العهد، واستطرادا، نهاية الدولة، لم يعد أمامنا سوى الانتخابات النيابية بابا للتغيير والتجديد، لذلك نستحلفكم أيها اللبنانيون لا تدعوهم يسلبونكم هذا الحق، بس أكيد أكيد ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

 يكاد جميع اللبنانيين يجمعون على أن العام 2021 كان من أسوأ الأعوام على كل الصعد، سواء أكانت اقتصادية، مالية، سياسية او حتى صحية.

وهم يسدلون الستارة عن آخر ساعات هذا العام، يتأملون بأن تكون سنة 2022 أفضل، حتى لو أنهم يعرفون أنها قد لا تقل صعوبة على الأقل على الصعيد الاقتصادي، وهنا همهم الأكبر.

 فهذه السنة هي سنة الاستحقاقات الانتخابية، سواء على مستوى الانتخابات التشريعية في أيار المقبل أو الرئاسية في تشرين الأول 2022، كما أنها سنة الاستحقاقات المالية، من خلال بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي وانجاز خطة النهوض الاقتصادي.

 وفي معلومات خاصة بالـLBCI، فإن مسؤولين في الصندوق قالوا إن انجاز التفاوض مع الـIMF، والوصول الى خطة تعيد لبنان الى سكة التعافي يحتاج الى نحو عام كامل، هذا إذا توحدت رؤية المسؤولين اللبنانيين الأمس قبل اليوم، وبوشر العمل فورا وعلى أعلى المستويات، ووضعت القوانين الإصلاحية المرتبطة بالخطة.

 وعلى هذا الأساس، كل يوم يخسره لبنان سيجعل التعافي والنهوض أصعب، ما يضع السياسيين أمام مسؤوليات كبيرة، تفرض عليهم إعادة الحياة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، مع تداول معلومات عن إمكان صدور القرار الظني في قضية المرفأ قريبا، ما قد يسهل الدعوة الى اجتماع مجلس الوزراء وإعادة التشريع لمجلس النواب، الذي أنهى عقده العادي أمس وأصبح تاليا أي تشريع جديد مستحيلا، من دون فتح دورة استثنائية لمجلس النواب.

 وهنا بيت القصيد...ففتح الدورة يحصل بالتوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اللذين يصدران مرسوما في هذا الشأن، ما يسمح للنواب بمواكبة مفاوضات صندوق النقد عبر إقرار قوانين إصلاحية مثل الكابيتال كونترول وقانون النقد والتسليف وغيرها، وهو موضوع لم يناقش حتى الساعة.

أما في حال لم تفتح هذه الدورة، فيمكن لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، منح المعنيين فرصة وصفت بالقصيرة، قبل اللجوء الى تأمين تواقيع الأكثرية المطلقة للنواب على عريضة نيابية تطالب بفتح الدورة، الأمر الذي إذا حصل يجعل مرسوم فتح الدورة الاستثنائية إلزاميا.

 والسؤال في ظل الكباش بين الرئاستين الأولى والثانية هنا هو: ماذا لو لم يفتح الرئيس عون الدورة الاستثنائية؟، هل سيفعلها الرئيس بري ويؤمن تواقيع أكثرية النواب؟ وكيف سيحتسب الأكثرية المطلقة هذه المرة، بأصوات 59 نائبا أو 65؟.

 كثيرة إذا هي الاستحقاقات المنتظرة، أضف اليها ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي يفترض أن تتبلور صورته مع وصول الوسيط الأميركي  Amos Hochtein الى لبنان بعيد الاسبوع الاول من كانون الثاني، لكن ملف العام من دون منازع سيكون الانتخابات التشريعية في آيار المقبل، وهي ستضع الناخبين أمام مسؤولية التغيير وتحويل الأمنية إلى حقيقة.

  * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

سقطت الورقة الأخيرة من عام غير مأسوف عليه، "وأول دخولو" كاد العام الجديد أن يسقط صريعا برصاصة طائشة من أسلحة بأياد همجية توزعت في العاصمة وغير منطقة. لعشر دقائق وأكثر استمر وابل الرصاص الفالت، وفي عشر دقائق في عشرين منطقة حرق مطلقو النار مئة مليون دولار، إذا ما احتسبنا نصف دولار سعرا للطلقة الواحدة ومن النوع الرخيص.

 كل الدول استقبلت العام الجديد بعروض الألعاب النارية المبهرة، وحده اللعب بالنار يحصل في بلد العجائب لبنان، حيث مستوى دخل الفرد تدنى إلى ما تحت خط الفقر وحيث المواطن يرزح تحت أعباء معيشية وصحية ومالية واقتصادية، فمن أين لهم هذا؟، وكيف لمن يتذمر من الحالة التي وصلنا إليها أن يسرف في حرق المال بالبارود ويهدد أرواح الناس ويطلق الرصاص العشوائي، وهو لا يملك فلسا في جيبه.

 الفلتان الأمني هذا ليس وليد احتفال بقدوم عام جديد، بل هو نتاج غطاء سياسي وحزبي مؤمن من كل الأطراف وإذ باتت أسماء مطلقي النار بحوزة الأجهزة الأمنية، بحسب ما أعلن وزير الداخلية ويجري العمل لتوقيفهم، فإن على القضاء المختص وفور صدور بيان مفصل بأسمائهم أن ينزل أشد العقوبات بهم والعبرة في التنفيذ.

والفلتان الأمني بالسياسي يذكر، فكل طرف فتح منصة على حسابه افتتح البازار رئيس الجمهورية بالهجوم على منظومة هو على رأسها فأطلق النار السياسي العشوائي ولم يصب أحدا، بل إن شظاياه ارتدت عليه، تلاه رئيس الحكومة بموقف على الحافر وآخر على المسمار ليكتمل المشهد يومي الأحد والاثنين بمؤتمر لرئيس "التيار الوطني" جبران باسيل، وإطلالة لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ذكرى اغتيال المهندس وسليماني.

وإلى حينه، فإن صلوات رأس السنة جاءت بمفعول رجعي. البطريرك الراعي جدد التمسك بخيار الحياد، وأكد أن لبنان مريض بفقدان هويته ودعا لضرورة حصول الانتخابات بإشراف مراقبين دوليين. أما طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية فرأى الراعي أن توصيات طاولات الحوار السابقة لم تنفذ بعد تنصل بعض الأطراف منها. واستبدل الطرح بحوار وطني برعاية الأمم المتحدة في إطار مؤتمر دولي، يعطي للحوار ضمانة أممية وآلية تنفيذية.

المطران عودة من جهته قال إن "من يدعي العفة لكنه يغطي الفاسدين هو فاسد ومذنب مثلهم، ومن يغض الطرف عن سلاح خارج الشرعية مجرم بحق الوطن". ورأى أن المطلوب رجال دولة يتحلون بالشجاعة والإقدام.

وفي عملية البحث عن رجال الدولة، تبين أن الدولة بلا رجال وهي ممسوكة من عصابة سلاحها العصب الطائفي تآمرت على  الطائف الذي أقر نظاما سياسيا لا طائفيا ببدعة الديمقراطية التوافقية ضربت النظام اللاطائفي، كما نصت وثيقة الطائف بنظام يقوم على التحاصص الطائفي لمنع انتقال لبنان من دولة الطوائف إلى دولة مدنية علمانية، وحولت مجلس الوزراء إلى مجلس نواب مصغر هربا من المحاسبة والمراقبة، وصادرت الدولة وقرارها وخيراتها وأمعنت في تهجير الشعب اللبناني بجرائمها الموصوفة.

وها هي اليوم تتأهب لجولة جديدة من معاركها بين الرئاستين الأولى والثانية عنوانها، فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسومها، واتهم مجلس النواب بعدم القيام بمسؤولياته في إقرار القوانين، فكان الرد بعريضة تطالب بفتح دورة استثنائية لاستغلال ما تبقى من عمر ولاية مجلس النواب للقيام بدوره التشريعي في هذه الظروف الاستثنائية، والعريضة تتطلب 65 توقيعا لتصبح ملزمة لرئيس الجمهورية.

ومجددا تعود الآلة الحاسبة لتفعل عملها في احتساب تواقيع الكتل النيابية، أما الصوت التفضيلي في النكد السياسي فسيناله رئيس مجلس النواب نبيه بري وبلا منازع.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"أبو عجينة" مرّة أخرى

ليبانون ديبايت/السبت 01 كانون الثاني 2022

عُلِم أنّه "وخلال المداهمة التي نفذتها قوة من الجيش اللبناني لمنزل رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري الملقب بـ"ابو عجينة" قبل يومَين، عثرت في داخله على كميات من الأسلحة والأعتدة الحربية، مع العلم أن المذكور لم يمض على إطلاق سراحه من السجن ساعات معدودة". ويبدو أنّ قضية أبو عجينة ستشهد فصولاً جديدة على الرغم من قرار إخلاء سبيله الصادر عن قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل بو سمرا، وذلك بعد أيام من تنحية رئيس المحكمة العسكرية العميد منير شحادة من منصبه، والذي سبق وأن حكمه في نيسان الماضي بالأشغال الشاقة لمدة 5 سنوات مع تجريده من حقوقه المدنية، وذلك بقضية تحريض أشخاص مسلحين على الإنتقام من جنود الجيش الذين أقدموا على قتل الإرهابي خالد حميد مطلع شباط 2013، ونجم عن ذلك إستشهاد الرائد بيار بشعلاني والمعاون الأول إبراهيم زهرمان وإصابة العديد من العسكرين.

 

بعدَ ٧ سنوات... حزب الله يَستعيد "نور علي"

القناة 23 /01 كانون الثاني/2022

أعلن حزب الله في بيانٍ له عن "إستعادة جثمان المُجاهد محمد مصطفى بواب المُلقب بـ "نور علي". وجاء في بيان حزب الله التالي: "بإسمه تعالى, عندما تصر المقاومة الإسلامية على إستعادة رفات شهدائها، فهذا دليل على أنها مقاومة إنسانية، سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي(رض). أعوام في الشهادة وعاد محلّقًا كرفيف اليمام فوق أهداب المقام، عاد نجمًا وقمرًا وأميرًا يحمل البشائر ووجهه يزهر سنابل, عاد على رواحل العشق والحنين وفي ليالي الزهراء(ع), عاد مع عامٍ جديد في المقاومة والجهاد، والهتاف يعلو، يامحمد قم إلى حضن أبيك إلى بلدتك حاروف، وأنت المخضّب بالمجد والبطولات، ووجه أمك توهّج بشرى ونورًا, الآن يكتمل العناق وقلبها أورق على كفيك وردة, عاد نور علي مع شهادة السليماني والمهندس, توحّد الزمن مع الزمن وانتصر الشهداء, يا أهلنا، يا شعب المقاومة، ياعوائل الشهداء, تزفُّ المقاومة الإسلامية بشرى استعادة جثمان الشهيد المجاهد, الحاج محمد مصطفى بواب ( نور علي)، يحدد التشييع لاحقا". والراحل هو إبن بلدة حاروف قضاء النّبطيّة, مواليد 1989 وخدم في مدينة حلب السورية وشارك في العديد من "معارك المقاومة"، وإسمه الجهادي "نور علي"، وأُصيب في أحد المرّات بطلقة في قدمه, وعندما تعافى طلبَ أن يعودَ إلى أرض المعركة وقد أصرّ على عمله حتّى أتَت الموافقة على عودته إلى سوريا. وبعد ذلك قتل في إحدى المعارك في رتيان - ريف حلب الشّمالي بتاريخ 17-2-2015، وأُسِر جثمانه حينها.

 

مبارزة سياسية جديدة بين عون وبري.. وميقاتي يدعو لتعاون الجميع بورشة النهوض

وكالات/01 كانون الثاني/2022

تبدو الازمة السياسية - الحكومية ، مع اليوم الأول من السنة الجديدة، والى ان يبرز عامل تسوية لم تكتمل بعد بين مكونات السلطة، مرشحة لمزيد من التفاقم والتعقيد في ظل تجدد التجاذبات بل والتحديات بين رئاستي الجمهورية ومجلس النواب في موضوع فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب. اذ انه وسط الاجواء المبلدة حكوميا، يُفتتح العام باشتباك رئاسي جديد، ساحتُه مجلس النواب هذه المرة، وفق ما اشارت" النهار". أضافت" ففي مقابل تكبيل مجلس الوزراء، يحاول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تكبيل مجلس النواب علّ هذه الخطوة تدفع الثنائيَ الشيعي الى التراجع. فهو يبدو، بحسب المصادر، لن يوقّع مرسومَ فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، ما يمنع انعقاده. لكن إحجامَه هذا، يعرّي ايضا النوابَ المستدعين للمحاكمة من قِبل القاضي طارق البيطار، اذ تسقط عنهم حصاناتُهم حكما خارج العقد العادي للمجلس. من هنا، اطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري العمل لجمع تواقيع اكثرية النواب على عريضة تطلب فتحها علما ان توقيع العريضة من ٦٥ نائبا سيجعل موافقة رئيس الجمهورية على مرسوم فتح الدورة الزاميا. ولهذه الغاية، نشطت الاتصالات بين عين التينة وكليمنصو وتيار المستقبل لجمع هذه التواقيع. كما ان المصادر تشير الى ان ثمة مساع أجريت لضم "الجمهورية القوية" الى هذه العريضة، غير ان "القوات اللبنانية" تشترط الاطلاع على بنود الجلسة النيابية العتيدة. فاذا تضمّنت اي قرار يقيّد صلاحيات المحقق العدلي طارق البيطار، فإن نوابها لن يوقّعوا. وفي السياق السياسي، تترقب الأوساط المعنية مع بداية السنة ما سيعلنه تباعا كل من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الاحد، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاثنين، بما يفترض ان يبلور صورة مسار الامور بين الحليفين اللذين اهتزت علاقتهما بقوة أخيرا اقله ظاهرا ، وتاليا مصير انضاج التسوية. وفي انتظار ما يمكن ان تفرزه هذه الاتصالات، غرد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبر "تويتر" كاتبا "بالامل والايمان سنستقبل عاما جديدا نتمناه مليئا بالصحة والخير والعافية لجميع اللبنانيين، وكلنا أمل بأن تتوحد كل الارادات لنتعاون في ورشة النهوض بلبنان مما يمر به من صعوبات ومشكلات، وباذنه تعالى ستزول المحنة ويتعافى وطننا ويستعيد اللبنانيون حياتهم الطبيعية".

 

استنفار “القوات” انتخابيًا… لسحب غطاء “التيار” لـ”الحزب”!

 صحيفة الشرق الاوسط/01 كانون الثاني/2022

يعوّل حزب “القوات اللبنانية” على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة لـ”إسقاط الأكثرية الحاكمة”، عبر الحصول على الكتلة النيابية الأكبر داخل المجموعة المسيحية، فتسحب بذلك الغطاء الذي أمنه “التيار الوطني الحر” لـ”حزب الله”، حسب ما قال نواب الحزب الجمعة. وتعد كتلة “القوات” في البرلمان الآن ثاني أكبر كتلة نيابية للمكون المسيحي بعد كتلة “التيار الوطني الحر”. ويسعى الحزب إلى زيادتها في ظل التطورات السياسية الأخيرة، ولأن تصل كتلته إلى موقع التمثيل المسيحي الأكبر في البرلمان. وتجري الانتخابات في 15 أيار المقبل، ومن المزمع أن ينتخب المجلس النيابي الجديد رئيساً جديداً للجمهورية في خريف عام 2022. وأكدت النائبة ستريدا جعجع، الجمعة، أنه “لا بد لنا كشعب من الإفادة من الفرصة الذهبية المتاحة أمامنا هذا العام (الجديد) عبر الانتخابات النيابية من أجل إسقاط الأكثرية الحاكمة العابثة بلقمة عيشنا وحياتنا وأمننا، لنخرج من الهوة الظلماء التي رمتنا هذه القوى فيها إلى نور السيادة والحرية والعيش الكريم”. وشددت جعجع، في تصريح، على وجوب “أن يدرك كل لبناني أن مشاركته في هذا الاستحقاق النيابي واجب وطني عليه، لأن الانتخابات ستكون بمثابة استفتاء على هوية لبنان الذي نريد ومستقبله”. وأضافت: “إذا ما أردنا التغيير من لبنان الراهن إلى لبنان الدولة القوية القادرة الفاعلة، دولة القانون والمؤسسات، دولة الشفافية والمساواة والعدل، دولة الاستقرار والازدهار والبحبوحة، ما علينا سوى أن نقترع لصالح من هم مشهود لهم بالعمل المؤسساتي والشفاف وتطبيق القوانين بكل مساواة وعدل ومن دون أي تمييز، من لهم باع في النضال والكفاح في سبيل الحرية والسيادة حتى الشهادة”. وتابعت: “لنا في هذا الإطار نموذج ليطلع عليه اللبنانيون، وهو نموذج الجمهورية القوية (كتلة القوات النيابية) الذي تمكنا من إرسائه في قضاء بشري منذ تولينا سدة المسؤولية في عام 2005”.

ويؤكد نواب في حزب “القوات” أنهم يسعون إلى تغيير موازين القوى في البرلمان عبر الحصول على أكثرية نيابية مسيحية، رغم الحاجة إلى تحالفات وائتلافات في البرلمان لتمرير اقتراحات قوانين والتصويت عليها. وأشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، في تصريح صحافي، إلى أن “الحمل على أكتافنا كبير، لأن (القوات اللبنانية) قادرة على أن تصنع الفرق عبر الحصول على الكتلة النيابية الأكبر داخل المجموعة المسيحية، ولو أنها منفتحة على الجميع، فتسحب بذلك الغطاء الذي أمنه التيار الوطني الحر لحزب الله”. وقال بو عاصي: “واجبنا أن نخرج لبنان من هذا المسار الانحداري الكارثي الذي أوصلنا إليه (حزب الله) وتواطؤ لبنانيين كثر بمن فيهم مسيحيون للأسف بهذا المشروع الذي لا يمت إلى لبنان بصلة، وأن نعيد الوطن إلى المسار الصحيح”. وأضاف: “ما نقوم به هو واجب علينا بحق ناسنا، وليس الواجب أن نشل الحكومة كي نعطل التحقيق في جريمة المرفأ. واجبنا ألا يفقد شعبنا أمواله وألا يهاجر شبابنا. علينا أن نكون رسل خير وسلام في هذا الوطن”. وتكرر تعويل “القوات” على نتائج الانتخابات، على لسان عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم، بعد زيارة وفد من الكتلة وحزب “القوات” متروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس المطران إلياس عودة الجمعة. وقال واكيم إن “الشعب موجود ويخاف خسارة وطنه، أما السلطة، وهي نفسها التي ارتكبت الفظائع، فغير مبالية ومستمرة في النهج نفسه”، مشدداً على أنه “لم يبق لنا جميعاً حل إلا الثورة، الثورة الدستورية”. وأضاف: “الثورة الدستورية تكون عبر انتخابات نيابية نزيهة، مصحوبة بوعي الناخب اللبناني، تطيح بالأكثرية الحاكمة وتعيد بناء السلطة فتعيد للبنان سيادته الكاملة”.

 

"لا شيء يُبشّر بالخير"... ما السيناريو الخطير الذي يَنتظر اللبنانيين؟

ليبانون ديبايت/السبت 01 كانون الثاني 2022

يستمرُّ الوضع الاقتصادي بالتدهور السريع مع إرتفاع نسبة التضخم وإرتفاع سعر صرف الدولار "الجنوني" نهاية العام 2021 ، ممّا يُؤشّر وفق 3 خبراء إقتصاديين تحدَّثوا إلى "ليبانون ديبايت" إلى زيادة عدد الفقراء في لبنان وإلى مزيد من التضخم وإرتفاع سعر صرف الدولار ويُمكن أنْ نصل وفق تعبير إقتصادي إلى إتساع ما يُسمى عمق الفقر في لبنان إلّا إذا جرى إتفاق مع صندوق النقد الدولي وبدأت الإستثمارات تدخل إلى لبنان. ولا يرى الخبير والمُحلّل الإقتصادي لويس حبيقة أيّ "سقف يمكن للدولار ان يتوقف عنده في العام 2022، فاليوم رغم تعاميم مصرف لبنان ومحاولات لجم الدولار حتى لا يتخطى اـ 27 ألفا إلّا أنّ ذلك ليس إلّا محاولة تخدير وسيليه إرتفاع لا نعرف حدوده، فلا يوجد أيّ مؤشّر ينبئ بأن الدولار لن يرتفع". أمّا عن الوضع الاقتصادي وامكانية تعافيه في العام 2022 فإن الدكتور حبيقة يُشدّد على "ضرورة وجود إيجابيات تمنح الثقة بهذا الإقتصاد مثل الصناعة والزراعة والسياحة، وبما أنّ الوضع السياسي والإقتصادي مرتبط ببعضه البعض، فإن ذلك يؤشر إلى تراجع في الوضع الإقتصادي وليس إلى تعافٍ، بمعنى أنّه لا يوجد أيّ شيء يبشر بالخير". ويُقسّم الخبير الإقتصادي البروفسور جاسم عجاقة العام 2022 لقسمَيْن محطة الإنتخابات النيابية ونعتقد أنّ هناك إستارتيجية يتبعها حاكم مصرف لبنان من الآن إلى الإنتخابات ألا وهي ضخّ الدولار في السوق للمحافظة على سقف لن يتخطّى حتى شهر آذار الأسعار الحالية في السوق، ولكن في القسم الثاني والذي يندرج وفق التخمين إذا حصلت الإنتخابات أو لا، وفي حال لم تحصل لن يكون هناك ما يُسمّى سقف بل توجّه صعودي لكنّ في حال حصلت الإنتخابات وتم التوافق على برنامج مع صندوق النقد فإنّ لجم الدولار يُصبح أكثر واقعية وخاصة إن بدأت الإصلاحات كما يفرض صندوق النقد لذلك لدي نظرة تفاؤلية لناحية سعر الصرف". ويرى الباحث الإقتصادي الدكتور محمود جباعي، أنّ "سعر الصرف بالنسبة إلى الدولار لن يختلف في العام 2022 عن العام 2021 طالما المصرف المركزي مستمرّ بعملية طباعة الليرة اللبنانية التي هي السبب الرئيسي في إنهيار العملة الوطنية". وتوقّع "أن يتجاوزر سعر الصرف للدولار هذا العام الثلاثين ألفاً وما فوق إذا استمرّ النهج المعتمد من قبل المصرف، وغياب أية رقابة للدولة، وإذا لم نذهب بتغيرات جذرية تتعلَّق بتخفيف طباعة الليرة لِما له علاقة بضرب المضاربين بالسوق السوداء من مصارف وصرّافين وغيرهم ويُمكن أنْ نَصل إلى سعر صرف قد يتجاوز الـ40 ألفًا في العام 2022 إذا لم نُسارع إلى ضوابط سريعة وإتفاقات نقدية وإقتصادية وحلّ شامل، وإذا إستمرينا بنفس المهاترات السياسية وإبتعدناعن الحلول ولم يكن لدينا حلول وإتفاقات خارجية مع صندوق النقد الدولي وخطة إصلاح وتعافي فإنّ الدولار سيصل بالتأكيد إلى هذا المستوى". ولا يلتمسُ حتى "اليوم أية مؤشرات حقيقية للتعافي الإقتصادي اللبناني".

 

سنةٌ "جحيميّة"... 3 إستحقاقات تُداهم الـ 2022!

ليبانون ديبايت/السبت 01 كانون الثاني 2022

ودّعت سنة 2021 اللبنانيين عموماً بواقع مأساوي يجعلهم إلى حدّ بعيد متوجسين من العام 2022 وما قد يَحمله من ويلات، خصوصاً أنّ هذا العام يحمل 3 إستحقاقات سياسية، هي الإنتخابات النيابية والبلدية والرئاسية، وما يُمكن أنْ تفرزه من إحتقان قد يؤدّي الى إشكالات غير محمودة، إلّا أنّ الثابت وفق 3 آراء لمُحللين سياسيين عبّروا عن رؤيتهم لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "الإنتخابات النيابية ستحصل تحت ضغوط خارجية لكنّ الأحداث الأمنية برأي بعضهم غير مُستبعدة وأنّ الفراغ الرئاسي سيحدث وإنْ لفترة محددة". ويتوقع المُحلّل السياسي جوني منيّر أنْ "يسبق الإنتخابات النيابية إحتقان سياسي يؤدّي إلى مشاكل أمنية متعددة"، إلا أنّه يحسم أنّ "الإنتخابات ستحصل في مواعيدها إلَّا إذا حصل عمل أمني كبير من خارج المتوقع". وأمّا المحامي والمُحلّل السياسي جوزيف أبو فاضل فيتوقع أنْ "تحدث الإنتخابات بنسبة 60% إلّا في حال تدهور الوضع الإقتصادي أكثر فأكثر وإرتفع سعر صرف الدولار إلى درجة عالية جداً، عندها لن يستطيع أحد من الشعب الإنتقال للإقتراع أو حتى التفكير بإنتخاب أحد بعد وصول وضعه إلى ما هو عليه، كما أنّ الدولة قد تعجز عن إجراء الإنتخابات". ويصفُ رئيس تحرير موقع "لبنان الكبير" المُحلل السياسي محمد نمر، "سنة الـ 2022 بالسنة "الجحيمية" نسبة إلى الإستحقاقات التي تتخلَّلها والتي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بتوازن القوى في البلد". وإذْ يلفتُ إلى أنّ "الإنتخابات النيابية هي في المبدأ وفق مواعيدها"، لكنه يتوجس من أنّ "البلد مكشوفأ على كل الإحتمالات".

 

باسيل صاحب الكلمة الأولى... وهذا فحواها

الأنباء/01 كانون الثاني/2022

أشارت مصادر سياسية عبر "الأنباء" الالكترونية إلى أنّ "الحكومة لا تزال عالقة، وستفتتح السنة الجديدة على سجالات سياسية، يريد رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل أن يكون هو صاحب الكلمة الأولى فيها لتليها كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله".

وقالت المصادر: "كلمة باسيل أصبحت واضحة المعالم نسبياً لجهة الهجوم على رئيس مجلس النواب نبيه بري، والضغط على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالإضافة إلى مهاجمة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وكل الخصوم. سيحاول باسيل تجنب الدخول في سجال سياسي مباشر مع حزب الله، لكنه سيعمل على تمرير رسائل هادفة لاستدراج الحزب إلى تقديم تنازلات لصالحه".  ولفتت المصادر إلى أنّ "مواقف باسيل هدفها إعادة التمهيد أمام البحث في تسوية جديدة تقوم على عناصر متعددة، أولها تفعيل عمل مجلس الوزراء وعقد جلسات للحكومة لإقرار رزمة من التعيينات في قطاعات مختلفة، قضائية، أمنية، ديبلوماسية وإدارية، مقابل توقيع رئيس الجمهورية على مرسوم عقد دورة إستثنائية للمجلس النيابي، بالإضافة إلى استمرار البحث في مصير الإنتخابات وإحتمال الذهاب إلى إدخال تعديلات على قانون الإنتخاب بعد لا قرار المجلس الدستوري، خصوصاً أن باسيل يهتم إلى حد بعيد في ما قد تؤدي إليه نتائج الإنتخابات في دائرة الشمال الثالثة وسط إستطلاعات رأي كثيرة وإحصاءات تشير إلى صعوبته في توفير الحاصل الإنتخابي وحيداً بظل خسارته للعديد من تحالفاته خصوصاً مع تيار المستقبل ومع ميشال معوض". على هذه الأفكار "أنه كلام متضررين من إجراء الانتخابات وأنَ هذا الأمر غير وارد على الإطلاق.

 

استعدادات لخطوات دولية تثير غضب السلطة

وكالة الانباء المركزية/01 كانون الثاني/2022

ثبت بالوجه الشرعي ان سياسة المناكفات والجدل الطائفي والحشد المذهبي هي احدى الوسائل الناجحة – في وقت افتقدت فيه موارد الدولة التي يمكن استغلالها – من أجل استقطاب اللبنانيين وشد العصب للفوز بالمواقع واحتفاظ القوى السياسية بـالرايتنغ الشعبي”. فهي من انجح السياسات والاستراتيجيات المعتمدة لبنانيا منذ فترة من الزمن وفي اوقات حرجة للهروب من مظاهر الفشل والتهرب من المسؤولية والتنصل من تبعاتها وإنكار حجم المأساة التي يعيشها اللبنانيون. يعترف اكثر من طرف كان ضحية لهذه المعادلة عبر “المركزية” بأن من اتقن هذه السياسة، اعطي الدفع الكافي من بيئته الشعبية فمضى في المواجهة التي ضمنت للطرفين المتواجهين ما يريدونه من تحشيد، الى ان دفع آخرون الثمن حتى ان بعضهم غاب عن الساحة السياسية وخصوصا اولئك الذين احتفظوا لأنفسهم بالسياسات التقليدية فعقدت السنتهم امام المد المذهبي والطائفي ولم يتمكنوا من مواجهة “التسونامي” الذي تسبب به.

على هذه الخلفيات، ومن دون العودة الى سلسلة التجارب التي اعتمدت في انتخابات العام 2018 وتلك التي رافقت العديد من الازمات التي لجأ خلالها ابطالها الى بيئاتهم المذهبية للحماية، جدد المراقبون الحياديون التحذير من الانجراف الشعبي وراء ما يجري تحضيره من سيناريوهات تهدف الى تحقيق هذه التوجهات. ومن هذه المنطلقات بالذات دعا المراقبون الى رصد المواقف التي يمكن ان ترفع من منسوب التوتر الطائفي التي تقود الى تضييع المسؤولية الملقاة على الدولة اللبنانية بمختلف أدواتها الحكومية والادارية كما القضائية والنقدية من اجل اعادة تصويب البوصلة والتركيز على توحيد سبل المواجهة لمعالجة الازمات. فما اقفلت عليه السنة الماضية من مواجهات بين أهل الحكم دلت على أولويات مختلفة لدى كل منهم وان التقوا على أي من منها، فهم مختلفون حول كيفية مقاربتها ومعالجتها. وإن دخل بعضهم في التفاصيل يضطر الى العودة الى ما انتهى اليه العام المنصرم على معادلة مربكة قد تستمر في الأشهر الاولى من العام الجديد في ظل فقدان أي توجه يوحي ان هناك نية لدى أهل الحكم بتغيير أي من استراتيجياتهم المعتمدة. ففي الوقت الذي نجح فيه “الثنائي الشيعي” في كربجة العمل الحكومي وتأثيرات ذلك على السلطة القضائية وما تركته من احداث امنية أمكن ضبطها، فإن ما عبرت عنه عطلتا الميلاد ورأس السنة من قطيعة بين كبار المسؤولين ابعدت التوقعات باحتمال استغلال هذه الفترة من أجل البحث في ما يمكن القيام به تاركين البلد رهينة المواجهات التي سجلت بين أهل الحكم ومنها التي شاهدناها بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وسط صمت القوى الاخرى ولا سيما الثنائي الشيعي الذي كانت سياساته وكيفية التعاطي معها سببا في الخلاف الذي تظهر بينهما في الأيام الاخيرة .

عند هذه المحطة، دعا المراقبون الى رصد المواقف التي ستحفل بها الساعات المقبلة انطلاقا من المواقف المنتظرة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المقررة غدا وما هو منتظر من كلام سيطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مطلع الاسبوع المقبل لرصد بورصة التوجهات المقبلة. علما ان مثل هذه المواقف ستكون لها تردداتها على اكثر من مستوى. فإن عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من عطلته العائلية في لندن لن تغير شيئا، وإن واكبتها عودة الرئيس سعد الحريري فقد يتغير شيء ما، على الاقل، قد ينتهي اللغط الذي واكب الحديث عما ينوي القيام به في المرحلة المقبلة بعدما تعددت السيناريوهات المتداولة.

وبانتظار معرفة اتجاه الريح التي ستلف البلاد وما ستكون عليه المواقف المربكة والمشتتة، يبدو واضحا ان الاسابيع المقبلة ستقود البلاد الى مدار الانتخابات النيابية ولن يطول الوقت لتظهر اولى التفاهمات التي يمكن ان تتحكم بالتحالفات الانتخابية في المدى الذي لا يتجاوز الشهر الاول من العام الجديد قبل ان تضغط المهل الدستورية لتفرض اخرى قد لا تكون مألوفة وهو ما سيزيد من حال الارباك التي تسببت بها الازمة النقدية والمالية والتي قد تقود الى اسوأ انتخابات نيابية – كما يتوقعه كثر من الداخل والخارج – بحيث ستتحكم بعض الدولارات الطازجة التي تستعد بعض القوى لاستخدامها بالكثير مما هو منتظر على فظاظته. وعليه، تحدثت مصادر ديبلوماسية مطلعة عن توجهات دولية لفرض رقابة اقسى وادق من قبل، على مجريات العملية الانتخابية، وهو ما سيثير عاصفة من الرفض الذي ستعبر عنه قوى السلطة التي بدأت تشكك بأداء منظمات المجتمع المدني والقوى التغييرية كوسيلة لإبعاد شبح المراقبة الدولية على الانتخابات والتي سيزيد من ازمتها الفشل المنتظر بإطلاق بعض البرامج الإغاثية تحت شعار تعزيز “الحماية الاجتماعية” لعلها تكون مادة اغراء للناخبين. وما يدل الى مثل هذه النية أرجاء البعض منها ان نجحت في استكمال المراحل التحضيرية لها الى توقيت يقترب قدر الامكان من فتح صناديق الاقتراع لاستغلال النفوذ وهو ما سيؤدي الى رفع منسوب الاتهامات التي ستوجه الى أركان السلطة على خلفية تورطهم وغرقهم في سباق سيكون علنيا لتقاسم ما تبقى من موارد الدولة ومردود المساعدات الدولية المنتظرة ان وصلت الى ايديهم.

انطلاقا من هذه المعادلات المتشعبة لا يبدو ان مطلع العام الجديد سيحمل شيئا من المتغيرات المرغوب بها على اكثر من مستوى فما أورثه العام المنصرم للعام الجديد، سيفرض حلا من الروتين القاتل الذي سيزيد من آلام اللبنانيين ومعاناتهم ما لم تظهر بوادر انتفاضة شاملة تتلاقى فيها القوى التغييرية على توجه واحد وتشكيلات انتخابية واسعة تعيد النظر بتركيبة المجلس النيابي الذي افتقد فيه المشرعون ورجال القانون والدستور في ظل سيطرة أصحاب الفتاوى الجاهزة غب الطلب وتعزز مواقع سلاطين البلاط في كل المواقع.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الاعلام الايطالي يجمع على أن البابا فرنسيس هو رجل العام 2021

وطنية -  الفاتيكان/01 كانون الثاني/2022

خصص الاعلام الايطالي مساحات واسعة للحديث عن الاحداث الكبيرة والمهمة التي حصلت في العام 2021 والشخصيات التي تركت بصمات لا تمحى على المستوى العالمي، فكان توافق على أن قداسة البابا فرنسيس هو رجل العام.  فقد رصد مكتب "الوكالة الوطنية للأعلام" لدى الكرسي الرسولي، أهم وأبرز نشاطات الأب الأقدس في العام 2021 الذي كان مفعما بالالتزامات والنشاطات والزيارات التي بلغت 3 خارج الاراضي الايطالية، كما أصدر ثماني إرادات رسولية تناولت مواضيع مختلفة في المجالات الرعوية والقانونية والمالية. مما لا شك فيه أن الزيارة الرسولية التي قام بها الأب الأقدس إلى العراق من الخامس وحتى الثامن من آذار الماضي، والتي وصفت ب "التاريخية"، احتلت مكانا هاما على قائمة نشاطات البابا في العام 2021. فقد كانت الزيارة الاولى التي يقوم بها البابا إلى بلاد الرافدين، التي تعاني بسبب الحروب الممتالية وتفشي سرطان العنف المتطرف والأصولي. ورغم كل المخاطر، أصر الحبر الأعظم على زيارة هذا البلد حيث التقى السلطات المدنية والجماعات المسيحية، والمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني.

وفي شهر أيلول أيضا، زار رأس الكنيسة السلوفاكية، وتوقف أمام نصب المحرقة النازية في براتيسلافا متحدثا عن "التجديف" عندما استخدم اسم الله للقضاء على كرامة الإنسان، كما ندد بالعنصرية والتمييز خلال زيارته "غيتو" الغجر في لونيك. وفي إطار زيارته الرسولية إلى قبرص واليونان مطلع هذا الشهر، توجه رأس الكنيسة إلى جزيرة ليسبوس اليونانية التي تأوي أعدادا كبيرة من المهاجرين واللاجئين يعيشون في أوضاع غير إنسانية، وقد شاء أن ينظر هناك في أعين الرجال والنساء والأطفال المجروحين، وارتفع صوت فرنسيس ليتردد صداه في العالم كله، محذرا من خطر أن يتحول Mare Nostrum، بحرنا إلى Mare Mortum، بحر الأموات. ولا بد من التذكير بزيارته أسيزي، مدينة القديس فرنسيس، حيث جمع أكثر من 500 فقير من إيطاليا وأوروبا، وسلط الضوء على الأشكال الجديدة للفقر، ومعاناة النساء اللواتي يعاملن كسلع، والأطفال ضحايا العبودية، والعاطلين عن العمل. وفي رسالته إلى المشاركين في اللقاء العالمي الرابع للحركات الشعبية، أطلق فرنسيس نداء إلى أقوياء الأرض داعيا للعمل من أجل عالم أكثر عدلا وتضامنا، مطالبا بإلغاء الديون الخارجية عن البلدان الفقيرة وحظر السلاح ورفع العقوبات وتوفير اللقاحات للجميع.  كذلك التقى البابا العديد من قادة العالم، رغم الجائحة، ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ثم الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.  ومنذ مطلع العام 2021 ولغاية شهر تشرين الثاني الفائت، أصدر الحبر الأعظم ثماني إرادات رسولية، صابا الاهتمام على الإصلاحات، فأدخل تعديلات في المجالات الرعوية والمالية والقانونية. ومن بين هذه الإرادات الرسولية تلك الصادرة في الرابع والعشرين من آذار الماضي والتي تقضي بخفض رواتب الكرادلة وكبار الموظفين في الكرسي الرسولي ودولة الفاتيكان، في إطار الجهود المبذولة لاحتواء العجز المالي. وفي الحادي عشر من أيار، أصدر إرادة رسولية تقضي بإنشاء خدمة معلم التعليم المسيحي.

على الصعيد الصحي لقداسة البابا، فقد أصيب بالتهاب عرق النسا، ثم تلقى لقاح فايزر في الثالث عشر من كانون الثاني، وفي الرابع من تموز دخل مستشفى جيميلي للخضوع لعملية جراحية في القولون، وظل في المستشفى لعشرة أيام. ومن نافذة غرفته الكائنة في الطابق العاشر أطل يوم الأحد ليتلو صلاة التبشير الملائكي ووقف إلى جانبه بعض الأطفال من قسم الأمراض السرطانية.

 

إسرائيل: لدينا قدرات لا يمكن تخيلها وسنحمي أنفسنا ضد التهديد الإيراني...و الحرس الثوري يوجه رسالة قوية: لن تروا الراحة أبدا

Sputnik عربي/01 كانون الثاني/2022

وجه الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، رسالة إلى الأعداء، قائلا: "سترون كيف سنصب المصائب على رؤوسكك، ولن تروا الراحة أبداً". ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن نائب قائد فلق القدس التابع للحرس الثوري، العميد علي فدوي، خلال كلمة له في وزارة الخارجية الإيرانية، قوله إن "أمر اغتيال قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني لن يمر لأن أخبث الخبثاء في العالم اغتالوا أفضل رجل في الثورة الإسلامية"، مؤكدا أنهم لن يتركوا قتلة قاسم سليماني.وأوضح فدوي، أن "ميزانية وزارة الدفاع الأميركية التي وقّع عليها بايدن للعام الجديد تقدّر بنحو 770 مليار دولار وهي تعادل ثمن ما نبيعه من النفط لنحو 100 عام"، مشيرا إلى أنه "منذ 10 أعوام أبلغنا أميركا وفرنسا وبريطانيا وكندا ونيوزلندا وأستراليا بأنه لا يمكن لسفنهم العسكرية استخدام الخطوط الدولية المرسومة في مضيق هرمز". وأضاف: "رسمنا لهم خطوطا أخرى ليسيروا عبرها، حتى هذه اللحظة لم تتجرأ أي دولة من هذه الدول على تجاوز الخطوط التي رسمناها لهم"، متابعا أنه في "إحدى المرات حاول الأمريكيون اختبارنا واقتربوا من الخطوط الدولية، فحاصرنا سفينتهم الحربية من 6 جهات وأخرجناهم". كما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، السبت، أن لبلاده قدرات لا يتخيلها العالم لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وشدد على أن "إسرائيل لن تنتظر الإذن من أحد للدفاع عن أمنها". وقال لابيد لـ"القناة 12" الإسرائيلية، رداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل لديها قدرات لمهاجمة مواقع تخصيب اليورانيوم ومواقع الأسلحة الإيرانية: "إن لدى إسرائيل قدرات حيث العالم وحتى الخبراء، لا يستطيعون تخيلها.. إسرائيل ستحمي نفسها من التهديد الايراني". وأضاف أن "إسرائيل تفعل كل ما بوسعها للدفاع عن أمنها ولا تحتاج إلى إذن من أحد..".وفي إشارة إلى استمرار محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن المفاوضين لم "يستسلموا" بعد لمطالب إيران، مضيفًا: "إسرائيل ليست ضد اتفاق جيد، ولكن فقط ضد اتفاق خاطئ". وأشار إلى أن إسرائيل قدمت معلومات للقوى العالمية بأن الإيرانيين "يكذبون" بشأن برنامجهم النووي. وقد أمر رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، القوات المسلحة، الأحد الماضي، بتسريع التأهب لهجوم محتمل على إيران. وبحسب التقرير، فإن الاستعدادات تشمل تغييرات في برامج التدريب والتأهيل للطيارين المقاتلين وقادة الأساطيل الحربية. وسبق أن صرح تومر بار، القائد الجديد للقوة الجوية الإسرائيلية، بالقول: "بوسع القوة الجوية لبلادنا أن تنفذ هجوما على المنشآت النووية الإيرانية بكل نجاح، إذا لزم الأمر ذلك".وفي الأشهر الأخيرة، كانت هناك تقارير عديدة عن هجوم إسرائيلي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، وأرجع مسؤولون في إيران سبب إجراء مناورة "النبي الأعظم 17" التي أجريت الأسبوع الماضي، حيث أطلق فيها 16 صاروخًا باليستيًّا، إلى أنها رد على التهديدات الإسرائيلية

 

“الحرس الثوري”: لن نسمح لقتلة سليماني أن ينعموا بالراحة

 روسيا اليوم/01 كانون الثاني/2022

أكد قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني العميد حاجي زاده أن “الانتقام مستمر وأن طهران لن تسمح لقتلة اللواء قاسم سليماني بأن ينعموا بالراحة”، وقال: “بعد مقتل الحاج قاسم كان يعلم الأميركيون أننا سوف نستهدفهم، لكنهم لم يعرفوا أين ستكون الضربة، ولذلك تحولت قواعدهم لأول مرة إلى حالة دفاعية”. وأضاف: “أبعدوا أسطولهم البحري من المنطقة وأعادوا انتشار قواتهم، لكن قرابة 2000 شخص شهدوا الضربات الصاروخية الإيرانية في عين الأسد”. وشدد على أن “إيران لن تسمح لقتلة الحاج قاسم أن ينعموا بالسلام. الانتقام مستمر واستهداف عين الأسد كان البداية. محور المقاومة وأصدقاء الحاج قاسم سوف يواصلون هذا الطريق”. وختم: “إذا كانت الولايات المتحدة تريد الحد من تكاليفها، عليها مغادرة المنطقة”.

 

إيران: لا يوجد أي قرار أممي يمنعنا من التجارب الفضائية

روسيا اليوم/01 كانون الثاني/2022

ردت الخارجية الإيرانية  على “المحاولات الأخيرة لبعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين لاختلاق أجواء إعلامية حول تجربة طهران إطلاق أقمار صناعية مؤخرًا”. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده: “إن التقدم في العلوم والبحوث، ولاسيما في مجال علوم الفضاء، حق للشعب الإيراني”، مشددًا على أن “تلك التصريحات والتدخلات لن تحدث خللًا في إرادة الشعب الإيراني لإحراز التقدم في هذا المجال”. وأضاف: “لا يوجد أي قرار أممي يمنع الجمهورية الإسلامية الايرانية من البحوث والتجارب الفضائية ولاسيما التي تتعلق بالصواريخ الحاملة للأقمار الاصطناعية، ولذا فإن الاستناد إلى القرار 2231 مجرد مغالطة غير مبررة ومغلوطة من الأساس”. وأكد أن “القوانين الدولية تصرح بحق إيران في استخدام التقنيات السلمية في التقدم العلمي ولن تنتظر طهران رأي بعض الدول التي تسعى لفرض وجهات نظرها على الآخرين”. وتم: “إيران حكومة وشعبًا تقدر الابتكارات العلمية لأبنائها وإحاطتهم بالتقنيات السلمية التي تم تطويرها محليا، ولاسيما إنجازات العلماء والنخب في مجال العلوم الفضائيية التي تحققت خلال فترة العقوبات غير القانونية والظالمة ضد طهران”.

 

إسرائيل تعلن سقوط صاروخين أطلقا من غزة قبالة ساحل تل أبيب

تل أبيب/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2022

قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة أطلقوا صاروخين صوب منطقة البحر المتوسط اليوم (السبت)، انفجرا قبالة ساحل تل أبيب. وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على «تويتر»: «في وقت سابق هذا الصباح، تم رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة نحو البحر الأبيض المتوسط سقطا قبالة سواحل منطقة تل أبيب الكبرى. وفقاً للسياسة المتبعة لم يتم تفعيل إنذارات أو أعمال اعتراض». وقالت الشرطة إن الحادث لم يتسبب في سقوط ضحايا أو حدوث أضرار. ولم تعلن أي جماعة في غزة حتى الآن مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين. ويخيم الهدوء على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة إلى حد كبير منذ حرب استمرت 11 يوماً في مايو (أيار). ويوم الأربعاء، أدى إطلاق نار من غزة إلى إصابة مدني إسرائيلي أعقبه إطلاق الجيش الإسرائيلي قذائف من دبابة، ما تسبب في إصابة ثلاثة فلسطينيين.

   

أميركا تؤكد دعمها لإعادة جدولة «انتخابات واقعية» في ليبيا

توجس وسط ميليشيات طرابلس بعد وصول حشد عسكري من مصراتة لتأمين العاصمة

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2022

بينما أكدت الإدارة الأميركية دعمها لجهود «القادة الليبيين» لإجراء انتخابات «واقعية مبكرة»، رصد ناشطون وشهود عيان استمرار توافد أرتال مسلحة لميليشيات قادمة من مدينة مصراتة (غرب)، إلى داخل العاصمة طرابلس. وقال المبعوث الأميركي الخاص وسفيرها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في رسالة وجهها إلى الليبيين، أمس، بمناسبة العام الميلادي الجديد، إن بلاده تشارك الليبيين «خيبات الأمل» بسبب تأجيل الانتخابات، لكنه أوضح في المقابل أنها تدعم عمل «القادة الليبيين لإعادة جدولة انتخابات واقعية في إطار زمني مبكر»، لافتاً إلى أن «زخم الانتخابات بالبلاد لا يزال قويا»، وهو ما يظهر من خلال تسجيل المواطنين للحصول على بطاقاتهم الانتخابية، متعهدا بمواصلة بلاده العمل مع القادة الليبيين والشركاء الدوليين. وروى نورلاند في رسالته أنه «اندهش من إجابة إحدى الفتيات خلال زيارته لإحدى المدارس في العاصمة طرابلس، عندما سألها إن كانت تعتقد أن ليبيا بلد ديمقراطي فردت قائلة: (إن شاء الله)، مشيرا إلى أنه من الضروري بناء مستقبل أفضل (لأطفال ليبيا الديمقراطية)». كما تحدث عما وصفه بالتطورات الإيجابية التي حدثت خلال العام الماضي، بما في ذلك الاتفاق على وقف إطلاق النار، والتواصل بين الأطراف الليبية، وإعادة فتح الطريق الساحلي، وعقد مؤتمر استقرار ليبيا الذي وصفه بالناجح.

بدورها شددت ستيفاني ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، على أهمية توفير وضمان الظروف الملائمة للحفاظ على تقدم العملية الانتخابية «على أسس متينة، ومن منطلق تكافؤ الفرص، بحيث لا يتمتع أي مرشح دون غيره بمزايا غير عادلة».

وقالت في بيان لها مساء أول من أمس، عبر «تويتر»، إنها تكرر في كل اتصالاتها مع الأطراف الليبية والشركاء الدوليين، التزام الأمم المتحدة الراسخ بدعم السلطات الوطنية، المعنية بالاستجابة للتطلعات المشروعة، والقائمة لـ2.8 مليون ناخبة وناخب في أرجاء ليبيا.

في غضون ذلك، بحث رئيس مجلس النواب المكلف، فوزي النويري، في طرابلس مع عبد الغني الككلي، رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، الأوضاع الأمنية، ودور الجهاز في حفظ الأمن والاستقرار، وسبل تعزيز التواصل والتنسيق بين كل الأجهزة الأمنية بالبلاد، بهدف الحفاظ على أمن المواطن وسلامته، وفقا لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم المجلس. ويعتبر هذا هو أول اجتماع من نوعه لمسؤول رفيع المستوى في مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد مقرا له، مع أحد أبرز قادة الميليشيات المسلحة، الموجودة في العاصمة طرابلس. ويتحدر عبد الغني الككلي، المعروف باسم (غنيوة)، الذي يعد أحد أهم قادة ميليشيات طرابلس، من مدينة ككلة، علما بأن فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق» السابقة، عينه بموجب قرار رسمي مطلع العام الماضي رئيسا لـ«جهاز الأمن القومي ودعم الاستقرار»، الذي أنشئ لدعم السلطات الحاكمة في العاصمة.

إلى ذلك، رصد ناشطون وشهود عيان استمرار توافد أرتال مسلحة لميليشيات قادمة من مدينة مصراتة (غرب)، إلى داخل العاصمة طرابلس. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر بالمجلس الرئاسي أن الأخير شرع، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، في تنفيذ خطة لحفظ الأمن في العاصمة طرابلس، بإشراك المنطقتين العسكريتين الغربية والوسطى، وأدرج وصول التعزيزات العسكرية تباعا إلى المدينة ضمن هذه الخطة الأمنية.

وأعلنت «قوة مكافحة الإرهاب» رسميا عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة لمقراتها في طرابلس، بينما أظهرت لقطات مصورة، خروج لواء الحلبوص من مصراتة باتجاه طرابلس، التي تشهد حالة من الاستنفار الأمني المكثف. وقال بيان للمركز الإعلامي لمحور «قوة مكافحة الإرهاب»، مساء أول من أمس، إن من بين التعزيزات الجديدة «لواء الشهيد محمد الحلبوص»، وعدة كتائب عسكرية أخرى، مشيرا إلى وصول تعزيزات عسكرية لشعبة الاحتياط بطرابلس، بقيادة مختار الجحاوي في وقت سابق، تطبيقا لما وصفه بالترتيبات الأمنية الموضوعة للمساهمة في الحفاظ على أمن العاصمة وسلامة مواطنيها. وأثار وصول هذه التعزيزات توجسا وانزعاجا في أوساط قادة ميليشيات طرابلس، الذين اجتمعوا بشكل عاجل مساء أول من أمس لتدارس الموقف. وتجاهلت وزارة الداخلية هذه التطورات، لكنها نفت مساء أول من أمس ما تردد عن إيقاف وكيلها للشؤون الفنية، فرج أقعيم عن العمل احتياطياً، وقالت في بيان مقتضب، إن البيان «مزور»، وأكدت أنها سوف تتابع مصدره لاتخاذ ما يفرضه القانون من إجراءات.

 

مكتب حمدوك ينفي وضعه قيد الإقامة الجبرية للمرة الثانية

الخرطوم/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2022

نفى مكتب رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، اليوم (السبت)، تقارير متداولة حول وضعه قيد الإقامة الجبرية للمرة الثانية. وقال المكتب، في بيان اليوم: «تتداول منصات التواصل الاجتماعي وبعض المحطات الإعلامية خبراً مفاده وضع الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء في الإقامة الجبرية للمرة الثانية، ونحن ننفي هذا الخبر». وأضاف المكتب: «نؤكد تمتعه (حمدوك) بكامل حريته في التحرك والاجتماع والتواصل». ولم يُسجِّل حمدوك ظهوراً علنياً منذ نحو أسبوع، وفقاً لوسائل إعلامية. ويأتي ذلك في غضون تفاقم التوتر السياسي في البلاد، وسط استمرار المظاهرات المناهضة لانقلاب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وآنذاك، أعاد البرهان تشكيل المجلس السيادي، وأقال حمدوك، وأطاح بحكومته ووضعه قيد الإقامة الجبرية، قبل أن يعيده إلى منصبه بموجب اتفاق بينهما. وأغلق سودانيون مناهضون للحكم العسكري طرقاً في الخرطوم، أمس (الجمعة)، احتجاجاً على قمع قوات الأمن لمظاهرات أول من أمس (الخميس)، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وموجة من الاعتقالات. واتّهمت لجنة الأطباء المركزية قوات الأمن بقطع الطريق على سيارات الإسعاف وإخراج جريح واحد بالقوة من إحداها.

 

الطيران الإسرائيلي يقصف موقع القادسية التابع لحماس في غزة

العربية.نت/01 كانون الثاني/2022

أفاد مراسل العربية أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بحوالي 12 صاروخا موقع القادسية التابع لحماس جنوب قطاع غزة. شنت طائرات الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء السبت المروحية هجوماً على مواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وسمع أصوات قصف في محافظة خانيونس، حيث أفاد مراسل العربية أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بحوالي 12 صاروخا موقع القادسية التابع لحماس جنوب قطاع غزة. كما أفاد المراسل بأن الطيران الحربي الإسرائيلي مازال يواصل قصف بعض الأهداف داخل القطاع بشكل متقطع. وقالت مصادر محلية فلسطينة أن المضادات الأرضية التابعة للمقاومة تطلق النار صوب الطائرات الحربية في أجواء القطاع. فيما تواصل طائرات الاحتلال الاسرائيلي تحليقها الكثيف في أجواء قطاع غزة. وأفاد التلفزيون الإسرائيلي بأن سلاح الجو قصف موقعا للفصائل الفلسطينية غرب خانيونس جنوب قطاع غزة. وذكرت "القناة 13" العبرية أن سلاح الجو قصف أهدافا في قطاع غزة ردا على إطلاق الصواريخ على سواحل تل أبيب. وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي في بيان صحفي"قصفت طائرات حربية وطائرات عمودية في الآونة الأخيرة سلسلة من الأهداف في مجمع الصواريخ التابع لحماس ، كما قصفت الدبابات مواقع عسكرية لحركة حماس على حدود قطاع غزة". وأضاف البيان" الاهداف ونوعية الاهداف التي تعرضت للهجوم ردا على القصف الصاروخي صباح اليوم من قطاع غزة الى شواطئ البحر الابيض المتوسط غربي كتلة دان". وقال البيان "إن منظمة حماس مسؤولة عما يحدث في قطاع غزة وتتحمل تبعات الأعمال الإرهابية انطلاقا من قطاع غزة". وكانت أخر مرة هاجمت طائرات إسرائيلية مواقعاً في قطاع غزة في 7 سبتمبر الماضي رداً على إطلاق شبان من غزة في حينه عدة بالونات حارقة على مستوطنات وبلدات إسرائيلية. ورعت مصر اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في 21 مايو الماضي لإنهاء جولة قتال عنيفة خلفت مقتل أكثر من 250 فلسطينياً و13 شخصاً في إسرائيل فضلاً عن تدمير واسع في المنازل والبني التحتية في القطاع. وسمحت إسرائيل عقب وقف إطلاق النار بفتح جزئي لمعابر قطاع غزة وإدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية مع الإبقاء على قيود واسعة على الواردات وعمليات التصدير بحسب مصادر فلسطينية.

 

المعارضة التركية تجدد دعوتها لإجراء انتخابات مبكرة

العربية.نت - جوان سوز/01 كانون الثاني/2022

استقبلت تركيا العام الجديد بإعلان الحكومة اليوم السبت، عن ارتفاع أسعار الكهرباء بنسب تتراوح بين 50 و100% للاستخدامين المنزلي والتجاري على حدٍّ سواء، كما أنها أعلنت عن ارتفاع جديد في الفواتير الشهرية للغاز الطبيعي، وذلك بالتزامن مع تبديد الليرة التركية لأرباح الأسبوع الماضي والتي حققتها أمام العملات الأجنبية. وكشفت مصادر مقرّبة من كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا أن "ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز ستكون محور جلساتنا البرلمانية التي ستعقد بعد انتهاء عطلة نهاية العام". واتهم مسؤول بارز في حزب "الشعب الجمهوري" الذي يعارض حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، زعيمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمعاقبة الشعب التركي مع دخولهم العام الجديد جراء إعلان حكومته عن رفع أسعار الكهرباء والغاز مجدداً. وقال غورسال تكين النائب في البرلمان التركي عن الحزب المعارض إن "أسعار مختلف مواد الطاقة من الكهرباء إلى الغاز في ارتفاع، وقد دخلت تركيا بالفعل العام الجديد مع زيادةٍ في أسعار الكهرباء والغاز والوقود رغم أن واحداً من بين كلّ 5 مشتركين يدفعون فواتيرهم في الوقت المحدد، ولذلك نطلب من الرئيس أن يضع نفسه في مكان الأب الذي لديه ثلاثة أطفال ويعمل بمفرده مقابل الحد الأدنى للأجور". وأضاف البرلماني المعروف لـ "العربية.نت" أن "المواطنين سيتعين عليهم دفع الزيادة في الحد الأدنى للأجور لعام 2022 والتي أُعلِن عنها قبل حلول العام الجديد، بشكلٍ غير مباشر من خلال دفعهم لفواتير الكهرباء والغاز الطبيعي بعد رفع أسعارهما، وهو ما يؤدي فعلياً إلى زيادة التكاليف في مختلف القطاعات، علاوة على ارتفاع معدلات التضخم".

وتابع: "يجب إلغاء ضريبة القيمة المضافة على فواتير الكهرباء والغاز الطبيعي على الأقل خلال فصل الشتاء"، مشدداً على أنه "ينبغي أيضاً أن تكون الكهرباء والغاز الطبيعي مجانية لكل أسرة حتى الحد الذي تحتاجه، ولهذا يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات عاجلة لصالح محدودي الدخل فيما يتعلق باستهلاكهم للكهرباء ومواد التدفئة". كما جدد مطالبة حزبه بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، معتبراً أن "إجراء مثل هذه الانتخابات هو السبيل الوحيد للخروج من أزمات البلاد الحالية". وقال أيضاً: "إذا لم تجر الانتخابات على الفور، فلن تتاح للمواطنين فرصة لتقويم ظهورهم مرة أخرى"، مضيفاً: "على البلاد إجراء انتخابات مبكرة على الفور ويجب تبني تفاهم ديمقراطي بشكل عاجل". ويطالب حزب المعارضة الرئيسي بإجراء انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية مبكرة قبل تلك التي من المزمع عقدها في شهر يونيو من العام 2023. ويحظى طلب هذا الحزب بإجراء انتخابات مبكرة بتأييد أحزابٍ معارضة أخرى بينها حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، بالإضافة لحزبي "المستقبل" والديمقراطية والبناء". والحزبين الأخيرين أسسهما أحمد داود أوغلو وعلي باباجان بعدما استقالا من حزب "العدالة والتنمية". لكن لا يمكن للأحزاب المعارضة اتخاذ قرار إجراء الانتخابات المبكرة، فهي لا يمكن أن تعقد إلا بأمرٍ من الرئيس التركي شخصياً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل صحيح بأن السيد نصرالله مرتاح لقوته وقراراته؟ أم أنه ينقاد لردات فعل ستنعكس سلبا عليه؟

الكولونيل شربل بركات/25  تموز/2010

من أرشيف سنة 2010

http://eliasbejjaninews.com/archives/105220/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%87%d9%84-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d8%ad-%d8%a8%d8%a3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af/

المراقب لحركة السيد نصرالله في الأشهر الأخيرة يجد بأنه قد خرج عن عادته في الابتعاد عن الأضواء واستعاد دور الخطيب المفوه الذي يخترع المناسبات ليثبت بأنه جدير باعتلاء المنبر وقادر على تحريك المشاعر سلبا أو إيجابا لا فرق.

السيد نصر الله كان يعتبر، بنظر بعض السياسيين والصحافيين والمتتبعين للشأن السياسي اللبناني، متزنا نوعا ما فيما يقول، وهو، حتى يوم أخطأ الحسابات في سنة 2006 اعترف صراحة بأنه “لم يكن يعلم” وهذا أعطاه مصداقية من جهة الصراحة ولو أنه أعتبر نقطة سلبية في مجال القيادة والقرار الصائب. ولكن السيد نصر الله عوّدنا على أنه يفرض برنامجه على الآخرين كما يفرض رأيه من خلال خطاباته النارية؛ فهو يستند إلى ظهر قوي ودولة كبرى من دول المنطقة يحسب لها حساب، إن من ناحية القدرات المالية، لأنها دولة نفطية كبرى، أو من ناحية الطموحات السياسية والتخطيط. وهذه الدولة تعتبر جماعته في لبنان ورقة مهمة للمناورة حول مصالحها في الشرق الأوسط والعالم، ومن هنا أهمية الدور الذي يلعبه السيد وأهمية الخطاب الذي يوجهه.

التوتر البادي في ظهورات السيد الأخيرة والتسرّع في التهديد والوعيد يعكسان ربما تصدّع داخلي في صورة الأمبراطورية الجديدة ناتج عن خوف من المرحلة القادمة، ما يدفعها إلى قرار من لا يعرف ما يخبأ له فيسارع إلى الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع.

صحيح أن الإيرانيين بدأوا بالشعور بحلقة ما تغلق عليهم من قبل العالم، وهم يريدون المواجهة لا التراجع، ولذا فقد أعطي الأمر أولا للبدء بالتصعيد في لبنان، ومن ثم سينتقل هذا بالتأكيد إلى الحدود السعودية اليمنية، وربما لاحقا بعض القلاقل والعمليات التصعيدية في دول الجوار الأخرى، وذلك كإشارات ما قبل المواجهة الكبرى. من هنا رأينا السيد حسن يخرج عن عادته ويتحدّى الكل ويهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور. ولكن هل كل هذا يصب في مصلحة اللبنانيين من جماعته؟ وأين سيقف الرئيس بري وغيره ممن ليس لهم دور إيراني وسوف يصبح دورهم اللبناني غير ذي شأن في حالة تردّي موقف السلطة التي يستمدون منها التأثير على الرعية والأتباع؟

السيد ومن خلال خطاباته يريد المواجهة ولكنه لا يعرف مع من ستكون، فهو لم يجرؤ أن يتحدّى إسرائيل التي سبقته إلى التهديد، وقد حاول تحدّي المجتمع الدولي من خلال الضغط على القوات الدولية في الجنوب ولكنه فشل في عملية التصعيد، لا بل لاقى هجوما مضادا عليه من قبل اللبنانيين أولا، ومن قبل أهل البيت في قرى الجنوب الذين شعروا بأن هذه التحركات ليست في مصلحتهم، ومن ثم من قبل المجتمع الدولي الذي لم يظهر عن ضعف موقف، ولذا فقد تحرّك باتجاه المحكمة الدولية ومن دون مبرر يذكر.

المطلوب من السيد البدء بفتح مشكل لكي يصار إلى التحدث مع الإيرانيين والسوريين لحلحلة الأمور، ولذا فهو يكرر التهديد ولا يقف عند حد بل يقول: “البقية تتبع”، أي أنه يوعدنا بأنه لن يوقف تهجمه لأنه يفتش عن مشكل. وهذا بالضبط ما يقوم به بعض أزلام سوريا من أمثال الوهاب والقنديل وغيرهم، إذ أن السوريين يحاولون اللعب بعدة أوراق في نفس الوقت؛ فيمثلون بأنهم راغبون في التقارب مع السعودية والغرب، وبالطبع تركيا، لا بل يحاولون تثبيت طبيعية العلاقة بين لبنان وسوريا، وفي نفس الوقت يحرّكون جماعتهم في لبنان للدفع نحو خلق المشكل. من هنا الشعور السائد هذه المرة بين كل من علّق أو كتب عن خطاب السيد ومؤتمره الصحفي بأنه يبدو محشورا ويحاول الهرب إلى الأمام.

السيد لم يكتف بالتهجم على القوات الدولية والمحكمة الدولية وقوى الرابع عشر من آذار، لقد هدد بفتح حرب أهلية طالما قال بأنه ضدها وأن سلاحه لا يستعمل في الداخل مهما كانت الظروف ( بالرغم من أنه استعمله في”اليوم المجيد” 7 أيار)، لا بل حاول حشر حليفه المسيحي الجنرال عون بتسريبه قصة مفبركة على لسان عون، لم يجرؤ الأخير على إنكارها كليا، تدعو إلى فتح مشكل طائفي وتحويل الصراع إلى صراع، ليس فقط مذهبي، بل ديني أيضا وبوقاحة غير خافية على أحد، وقد جعلت هذه التسريبات عون في موقف لا يحسد عليه، فكيف له أن يبرر طلبه من حزب الله مهاجمة “البيئة الحاضنة للعملاء” كما يسميها نصر الله، ويعني بها المناطق المسيحية، وهي المناطق التي جعلت من عون زعيما وطنيا، فهل يريد نصر الله بذلك حشر عون ليقف في صفه بعد أن يجرده من أي عطف مسيحي عليه؟ من هنا الشعور بأنه محشور للغاية هو وأسياده ولم يعد له من مخرج سوى استعمال السلاح وليس فقط التهديد به.

بعد كل هذا الكلام نحزن مرة أخرى على مصير الأهل الذين يعيشون في ظل هكذا زعماء مأجورين يعرفون جيدا بأن الوقت ليس في مصلحتهم ولا مصلحة حتى جماعتهم الضيقة التي تعتاش على “المال الحلال”، ولكنهم يقودونهم إلى الهلاك المحقق. فهل سينتفض “شيعة الحق” بوجه الطاغية الذي يقودهم إلى الموت؟ وكما قام أهالي بلدة بليدا الجنوبية بقتل الزعيم المحلي من آل فرحات الذي كان يستغلهم ويذلهم “بسيوف الببير”، هل سيقوم الجنوبيون بطرد نصرالله وجماعته هذه المرة “بميابر الدخان”؟ أم أن الكرامة قد ماتت والحقد الذي زرع فيهم على الآخرين جعلهم ينحشرون في قمقم مغلق يخافون من الاقدام على أية محاولة للخروج منه خوفا من الأسواء؟

الأيام القادمة سوف تفضح أكثر فأكثر خطط أسياد نصر الله ومشاريعهم المحضرة لاخوتنا شيعة لبنان، فهل بقي من أمل في الوعي الجماعي لمن تجذّر في أرض الجنوب بالرغم من القلة ومنذ أكثر من خمسة قرون على طرده من قبل المماليك؟ أم أن التاريخ سيعيد نفسه وسيخسر لبنان الكثير من أهله ومقتنياتهم قبل أن ينتهي مسلسل العنف الذي أنتجه حزب الله والذي طوّره السيد ومن سبقه في واجهة قيادة فرق الحرس الثوري الإيراني في لبنان؟

لقد استعمل حزب الله أهل الجنوب عدة مرات متاريس وأكياس رمل لتنفيذ أوامر أسياده وأقنع البعض منهم بتغيير مفاهيمهم وأخلاقياتهم حتى بتنا نفتقد للقواسم المشتركة بين هؤلاء وبقية اللبنانيين في كثير من الأحيان، فهل سيحاكم هؤلاء على هذا الكم من الضرر الذي أحدثوه في الأجيال القادمة؟ ومن سيعيد بناء الشخصية اللبنانية التي تطورت خلال مئات من السنين وبنيت على التسامح والجيرة الحسنة وقبول الآخر والتعاون من أجل الخير العام لا من أجل العنف والقتل والكراهية؟ ومن سيدفع مقابل كل هذا الضرر بعد أن يسقط حزب الله ودويلته في صراع الكبار ويعودون إلى أحجامهم الطبيعية؟

صحيح إن العالم يحكمه بشر ولكن الدول تتصرّف بطول بال ولا تلحق أحيانا بالأحداث المتسارعة التي يدفعها بعض الشذاذ، ولكن في النهاية “لا يصح إلا الصحيح” ولا بد للأمور أن تستقر بالشكل الطبيعي، ولكن الثمن الذي يدفعه شعب لبنان منذ أكثر من أربعة عقود لا يمكن لأي شعب آخر أن يتحمّله. فهل إن المستقبل الزاهر بدأت معالمه ترتسم؟ وهل إن العنف الذي اجتاح لبنان سيذهب هذه المرة إلى غير رجعة؟ وبأي ثمن؟

 

...لأنه وطنٌ

بشارة شربل/نداء الوطن/01 كانون الثاني/2022

نتفاءل بالعام الجديد، رغم المأساة التي نعيشها، ورغم تحويل المنظومة الحاكمة حياة معظمنا الى جهنم. نتفاءل، لأن المافيا المتسلطة ليست بداية لبنان ولا خاتمته. هذا وطن بُني بالكد والجد والدماء، ولن تذهب به الى التهلكة قلةٌ مارقة لا تتساوى إلا بمن استهدفتهم قصيدة محمود درويش "عابرون في كلام عابر". هذا وطن كوَّن بنوه على مدى السنوات مشتركات قابلة لتأسيس وحدة عيش ومصير في ظل التنوع والاختلاف، من غير حاجة الى أساطير مؤسِّسة أو "رحبانيات" تعزز الفكرة أو تخيِّط الأوهام. ليس "قطعة سما" مثلما هو ليس "خطأ جغرافيا" ولا صنيعة استعمار او طرحاً أجهضه رحم "سايكس بيكو". من الكهوف التي لجأ إليها الفارون من الاضطهاد، الى السواحل التي صدَّت الغزوات او تحملت وزرها، وصولاً الى تعليق جمال باشا المشانق في ساحة الشهداء في 6 أيار، وانتهاء بأفراح وأتراح مئة عام على "لبنان الكبير"، شهاداتٌ على أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" وما يدعونا الى الأمل بخلاص بلا زعماء مخلِّصين ولا أنبياء كذبة ولا قادة مبجَّلين ولا لاعبين ماكرين مزورين للحاضر والتاريخ.

نتفاءل، لأننا بقدر ما نرى يومياً ارتكابات ناهبي مداخيل الناس ومدخراتهم والمتسببين بوصول الغالبية حدَّ طلب الحاجة، نلمُس نقاء الروح والمعدن الأصيل لدى مواطنين كثيرين مقيمين ومغتربين يتدافعون لدعم المحتاجين ويبذلون ما يستطيعون لإسناد المعوزين ولو بربطة خبز أو بمبلغ بسيط. هؤلاء المعطاؤون بلا ضجيج كلٌ في مجاله، بعضُهم "صدَقةٌ جارية" و"لا تعلم شمالُه ما تنفق يمينه"، وبعضهم الآخر يقدم قوة عمله لمساندة منكوبين، هم لبنان الذي شوهت صورته ممارسات ثلاثين عاماً من الفساد والإفساد، وهم الخميرة التي لا تزال صالحة ولن تخترقها موبقات المافيا وزبانيتها.

"نكسر جرة" خلف العام المنصرم لكننا لن ننهيه بالتفجع والنواح. يكفينا ما عايشنا خلاله من آلام ونكبات. ويعز علينا ألا يتبقى في جعبتنا كثير من سهام الأمل التي تجعل الأم تردع ولدها عن الهجرة بدل تشجيعه على الضرب في آفاق الإغتراب، والتي تثبِّت إيمان الشباب بالبلاد بدل الكفر بها. لن نيأس. ما قلناه في المنظومة التي خَسفت الأرض باللبنانيين بعدما تسببت بتفجير مرفأ عاصمتهم ليس بعده أي كلام في معجم الهجاء. نعلن عجزَنا عن اكتشاف أوصاف مهينة إضافية لهؤلاء وفقرَ القاموس لمفردات تحقيرية يستحقونها، لكننا نكرر أننا أبناء الرجاء، وأن نهاية الليل انبلاجُ الفجر بقوة إرادة أي لبناني يعرف قيمة دولة القانون والمؤسسات ومعنى السيادة والحرية والكرامة ويقرر التصدي بشتى الوسائل للوصول الى شاطئ الحياد. لن نيأس. هذا وطن نحن أصحابه، ولن يبقى ملفاً على طاولة أو كرةً في ملعب الفاسدين والطامعين والطامحين، مهما طوينا من اوراق الروزنامة والسنوات.

 

"ما" حزب الله!

سعد بن طفلة العجمي/انديبندت عربية/01 كانون الثاني/2022

الهجمات الحوثية بالمسيّرات على المملكة العربية السعودية والصواريخ الباليستية تنطلق من صعدة وجبل مران، بمساعدة وتدريب وتمويل من "حزب الله" اللبناني، هكذا تقول الأخبار وتؤكد التقارير، إذ تستهدف هذه الهجمات المدنيين والمنشآت المدنية في جنوب السعودية.

"حزب الله" اللبناني شارك ولا يزال يشارك في المعارك التي يخوضها النظام السوري ضد شعبه، وارتكب الفظائع بحق الشعب السوري، ومارس ممارسات طائفية وقتلاً طائفياً في مدن القصير وحمص وحلب. اختطف "حزب الله" لبنان رهينة وحوّله إلى مرتع لتصنيع المخدرات وتهريبها إلى منطقة الخليج، وتسبب في قطيعة خليجية – لبنانية، لجأ إليها الخليجيون درءاً لشروره ووقفاً لتهريب المخدرات والسلاح وتدريب المقاتلين من الكويت وحتى صعدة. ففي الكويت، اكتُشفت خلية مسلحة أُدينت قضائياً بجمع السلاح وتخزينه والتدريب عليه بمساعدة وتخطيط ومشورة "حزب الله" اللبناني. لكن القول إن "حزب الله" هو من يقوم بهذه الفتن والقلاقل والحروب الطائفية مجافٍ للواقع والحقيقة، "ما حزب الله" كما يُقال باللهجة اليمنية، "مو حزب الله" كما يُقال في الخليج والعراق، "منّو حزب الله" كما في لهجة أهل الشام، وبالمصري "مش حزب الله". ففي كل اللهجات والفهم والتحليلات "ما حزب الله" هو من يقوم بهذه القلاقل والمحن والحروب، فـ"حزب الله" هو إيران، وإيران في المنطقة هي "حزب الله"، وليس في هذا القول مبالغة أو تجنٍّ أو تجاوز للحقيقة، فلقد صرّح الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله علناً بأن "تمويل الحزب وسلاحه وتدريبه وصواريخه يأتي من إيران"، هكذا بصريح العبارة أو كما شدّد "على السطح"، ومرادفها بالفصحى: جهاراً نهاراً، وكما نقول بالشعبي: "أشكرا والعين ترى". إيران هي من يتدخل في المنطقة للهيمنة عليها، مدفوعة بخليط من الأيديولوجية العنصرية التي تمتطي الدين والطائفية، يحفّزها غياب رادع عربي أو دولي يوقف تدخّلها السافر في المنطقة.

تسعى إيران إلى خلق مرادف للدول التي تتدخل فيها، ليصبح هذا المرادف "دولة داخل الدولة"، لكنه أقوى من الدولة ومن جيشها، ونموذجها داخل إيران نفسها بدأ بإنشاء الحرس الثوري الإيراني الذي تشكَّل في مايو (أيار) عام 1979 بعيد الثورة ضد الشاه، وبقي منذ ذلك اليوم القوة الحقيقية في إيران، مهمشاً بذلك الجيش النظامي وبقية التنظيمات الإيرانية، وهو النموذج الذي استُنسخ في لبنان بـ"حزب الله"، وفي اليمن بتنظيم "أنصار الله"، وفي العراق حيث يجري تعزيزه بنموذج "الحشد الشعبي". ويكمن العامل المشترك بين هذه التنظيمات الموازية لتنظيم الدولة في بلدانها أنها تدين بالولاء للولي الفقيه في طهران علي خامنئي، ولذلك يُطلق عليها جميعاً مجازاً الولائية، أي الموالية للولي الفقيه الإيراني. الدول التي قطعت علاقاتها بإيران، قطعت يد "اطلاعاتها" أي استخباراتها في دولها، مثل مصر والسودان والأردن والبحرين والسعودية والمغرب وغيرها. حتى الكويت التي لم تقطع علاقاتها بإيران، استدعت سفيرها فيها منذ عام 2016 ولم تعِده حتى الآن.

يذكر أن مملكة البحرين كانت قد أجهضت خلق موازٍ للدولة في داخلها عام 2012 بمساعدة عسكرية خليجية مباشرة. النموذج اللبناني الحالي بهيمنة إيران على البلاد من خلال مخلب "حزب الله"، هو النموذج الذي تنشده إيران، وتخطط له في كل دول المنطقة للهيمنة عليها، لكن على أي عاقل يمكن أن يوالي هذا المخطط أن يرى ما آلت إليه الحال في لبنان كمثال لما يمكن أن تؤول إليه الحال في بلاده لو استنسخت إيران نموذجها فيه.

العقلاء في المنطقة والمنصفون من المراقبين والمحللين، بل وحتى المجتمع الدولي يدركون جميعاً أن إيران هي سبب البلاء في المنطقة اليوم، لكن المجتمع الدولي لن يتحرّك لردع التغوّل الإيراني فيها، فما يهمه مصالحه التي لن تمسّها إيران مباشرة.

لذا، فالمجتمع الدولي، ممثلاً بالدول الكبرى، الذي يفاوض إيران على برنامجها النووي في فيينا اليوم، لا يهمه سياساتها العدوانية ضدنا في المنطقة، فأولوياته تختلف عن أولوياتنا ومصالحنا، على الرغم من علمه وإدراكه لسياساتها المزعزعة للمنطقة برمّتها.

إن الرادع الأول للمخطط التدميري الإيراني في المنطقة هو بتعزيز التلاحم الوطني داخل الدول المستهدفة، والرفض الوطني للمتاجرة بالطائفة على حساب الوطن، والتمسك بالولائية الوطنية، وليس التبعية الولائية، فمن يسير على درب الولائية الطائفية، إنما يعمل على تنفيذ المخطط الإيراني للهيمنة على بلاده، وخلق موازٍ لدولته على حساب بقائها ووحدتها، وهذا ما يجب علينا جميعاً رفضه والتصدي له.

 

في صبيحة اليوم ال807 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/01 كانون الثاني/2022

إنه اليوم الأول من العام ال2022 ! الصخب حول العالم في إستقبال العام الجديد رسالة قوة وتمسكٍ بالفرح وإصرار على تجاوز العام الرمادي 2021 وما تركه من مآسٍ حول المعمورة!

أهلاً بالعام الجديد، رغم أن الإصابات بالوباء عندنا بدأت تتجاوز ال4 آلاف يومياً، ومن شبه المستحيل على الأكثرية تحمل تكلفة الإستشفاء والدواء فيما المتسلطين أداروا الظهر، لأنهم من زمان تعاملوا مع الناس أنهم شعب زائد!  وأهلاً بالعام 2022 رغم أن اللبنانيين كانوا استقبلوا العام 2021 ب8 آلاف ليرة سعر صرف الدولار، ويستقبلون العام 2022 ب27500 ليرة سعر الصرف، فهناك عناد، قناعة كالصوان، بأن التحالف المافياوي لن ينجح في قتل الحياة على هذه الأرض، وآتية إستعادة الوطن المستباح والدولة المخطوفة! صحيح كانوا قلة تجولوا في وسط بيروت المطفأة الأنوار، بيروت التي لم تكن تنام، فالأكيد أن ألوف التجمعات واللقاءت على إمتداد لبنان، قالت أن الناس لن تستسلم لتوقعات العرافين وما أكثرهم ينبتون كالفطر! وصحيح أنهم جعلوا بيروت البوصلة تئن اليوم، لكنها باقية لؤلؤة لا تنكسر ولا تنحني وما تعودت السقوط، وقدرها النهوض، بعدما نجح قلبها بنسبة كبيرة ودون أي دعم، بلملمة الجراح التي طالتها نتيجة التفجير الهيولي الذي استهدفها في الرابع من آب 2020!

الإيجابية البارزة أن المتبقي 9 أشهر فقط من عمر العهد، وتحديداً 304 ايام من ضمنها هذا النهار!

الأمر الأكيد أن مجمل التطورات التي عصفت بلبنان واللبنانيين، ورتبت أثماناً مخيفة لم تكن بفعل الصدفة، بل بفعل فاعل؛ هو النفايات السياسية المتسلطة المتكئة إلى تبعيتها للخارج والمحتمية ببندقية لا شرعية، والتي ليس بوسع أي جهة التبرؤ من المسؤولية عن نقل لبنان من البحبوحة إلى العوز، وتعريض اللبنانيين إلى كمٍ من الإذلال، ما ترك الحساب مفتوحاً ولن يفلتوا من دفع الثمن..لكن الأهم أن حلم إبليس بالجنة أقرب إلى التحقق من حلم التوريث، والعهد البرتقالي ليس قابلاً للتمديد بأي شكلٍ من الأشكال!

واليوم الإيجابية الأكبر أنه بعد 806 أيام على ثورة "17 تشرين" لم يتمكنوا من وأدها، ولم تتمكن أي جهة من ركوب موجتها، كما فشلت أفواج المتسلقين وما حولهم من جمعيات "فاعلي الخير" في خطط خلق حيثيات مزعومة. ووحدها "17 تشرين" هي البوصلة للتغيير، من أجل لبنان آخر ما زال ممكناً، آتٍ بالتأكيد، مع إتساع الوعي الذي أدخلته الثورة، ما عجل بمغادرة الكثير من اللبنانيين إنتماآتهم الأولية، وترك مقاعد المتفرجين، والتحول إلى لاعب سياسي..والأهم هناك في كلّ جهات لبنان مجاهرة؛ يا نحن يا هني.. ونحن لأنه لم يعد لدينا ما نخسره، إلاّ العوز، والجوع.. ودورة الزمن لن تتأخر!

واليوم مع رافعة محورية بدأت في الأشهر الأخيرة بالتبلور، عنيت العدلية، فإن المسار القضائي الذي يقوده القاضي طارق البيطار وهو أحد أشجع القضاة وأنزههم، سيستمر حتى الحقيقة والعدالة، في عام سيشهد نهاية التلطي خلف الحصانات ونهاية عصر قانون الإلات من العقاب.. المرتكبون سيدفعون الثمن، والدليل فشل كل الطغمة المتحكمة بكسر التحقيق رغم التعطيل المتلاحق، ولن تمر جريمة إدارة الظهر لإحتمال حدوث إبادة جماعية وترميد ثلث العاصمة! لم تحمل ليلة التوقعات المبرمجة والمدروسة والمخطط لها، رؤية ظالمين في حاويات القمامة، أو رمي لصٍ في مجرور، أو جرجرة مرتكب...، فإن معسكر الضحايا وهم الأكثرية من كل الإنتماءات ومن كل المناطق سيبدعون في التعامل وقد باتوا يعرفون من هم؛ "عدو الشعب رقم واحد"!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

اذكر أنّك من حزب الله وإلى حزب الله تعود!

أسعد بشارة/هنا لبنان/01 كانون الثاني/2022

لم يُعِرِ الرئيس ميشال عون الاهتمام الكافي للشّكل والمضمون والتّوقيت للكلمة التي ألقاها، والتي سوّق لها مناصروه بأنّها ستكون القنبلة التي تجعل ما بعدها ليس كما قبلها.

في التوقيت، جاءت الكلمة بعد فشل الصفقة التي كان جبران باسيل أحد أطرافها، ليؤكّد المؤكّد وهو أنّ عون لا يعترض أو ينكفئ أو يندفع أو يصرخ أو يصمت إلّا كي يؤمّن مصلحته السياسية الخاصّة، وهذه قاعدةٌ ثابتةٌ شبّ وشاب عليها، منذ العام 1989 وإلى اليوم، من بعبدا 1988 إلى بعبدا 2021.

كان سهلاً عليه بعد انتهاء حرب التحرير إلى انتخاب رينيه معوض رئيساً، أن يفتح الحرب مع القوّات اللبنانية، وأن يرسل الموفدين لغازي كنعان، فهذه أسهل المهمّات عند من لا مبدأ ثابت يسير عليه في السياسة.

في المضمون، أرسل عون إشارات اعتراضٍ على حزب الله، لم تتخطّ اللوم والعتب، ولم ترقَ إلى مستوى البحث في التحالف القائم منذ 16 سنة. لم يمسّ بالتحالف العميق المرتكز على تغطية سلاح حزب الله ومشروعه، بل إنّه لم يجرؤ على مهاجمة حليف حليفه الرئيس نبيه بري بالاسم، وترك الباب مفتوحاً للصفقة بنسختها الثانية، التي من المتوقع أن ينشط حزب الله في المرحلة المقبلة في الترتيب لها، تجاوزاً لشراهة جبران باسيل التي أفشلت الصفقة الأولى، وأحرجت بري وميقاتي، اللذين اتّفقا على دفنها سوياً، على وقع عدم ممانعة حزب الله.

لقد بدا الرئيس المتعب في بعبدا، واقعاً تحت هاجسٍ وحيد: ضمان تأمين الانتقال السّلس في السنة الأخيرة، لوريثه وهذا يتطلب عاملين:

الأوّل: استمرار دعم حزب الله لباسيل، ليس باعتباره أحد الحلفاء، بل الحليف الأقوى والأكثر جدوى للحزب ومشروعه. وهنا يراهن عون على ما يمكن أن يُحدثه من أعاجيب في البيئة المسيحية. لقد بات يعلم أنّ هذه البيئة بكلّ اتجاهاتها، باتت تُحمّل حزب الله وسياساته مسؤولية الانهيار، لكن لا زال واثقاً من أنّه قادرٌ على أن يصنع فيها أعجوبةً جديدة، تعيد لتحالفه مع الحزب صورته التي لم يخسر منها الكثير من العام 2006 وحتى الأمس القريب، وهذا يتطلّب تأييداً من الحزب، لا لبس فيه، لبعض القنابل الدخانية التي أطلقها عون في كلمته، ومنها اللامركزية التي تغري المسيحيين، والاستراتيجية الدفاعية التي تعني كبح السلاح وتأثيره على الواقع اللبناني المتداعي.

يروي أحد المطّلّعين أنّ عون المسترئس أرسل لسمير جعجع قبل توقيع ورقة التفاهم رسالة إغراء مفادها: من أدخل نصر الله في قلوب المسيحيين، قادرٌ على أن ينسيهم حرب القوات والجيش (يقصد قادر أن يلغي عدائية أكثرية المسيحيين للقوات).

الثاني: توظيف الصفقة بنسختها الثانية (إذا نجحت)، في صناديق الاقتراع، للحدّ من التراجع المؤكّد الذي قلّص نسبة تأييد التيار الوطني في معظم الدوائر المسيحية، وعلى ما يبدو فإنّ باسيل سيطوّر سياسة إطلاق القنابل الدّخانية التي بدأها عون، لاستعادة خطابٍ مسيحيٍّ مبنيٍّ على استثارة الملفات التي تخاطب الوعي الدفين، ومنها ملفّ الفيدرالية حتى حدود الانفصال، والدولة المدنية، كلّ ذلك مغطّى بمطلب اللامركزية الإدارية الذي هو الاسم الحركي للفيدرالية. على وقع هذا اللهاث في رفع الخطاب الشعبوي، يصبح تلمّس الخيط الأبيض من الخيط الأسود، في علاقة عون بحزب الله ضرورياً. إذ يعطي اللقاء الذي جمع باسيل ووفيق صفا، جواباً من أجوبة كثيرة، كلها تدور حول مسلّمة وحيدة: العلاقة بين حزب الله والتيار باقيةٌ وثابتة، وهي تجاوزت الأزمة التي نتجت عن انهيار الصفقة.

لا يكتم مطلعون في التيار سرّاً إذا كشفوا أنّ اللقاء بين باسيل وصفا (عُقد في منزل أحد نوّاب بعبدا)، بحث في ما بعد صدور قرار المجلس الدستوري، وأنّ العين باتت فعلاً على الانتخابات. لقد حصل بحثٌ أوّليٌّ ومفصّل بين حزب الله والتيار في الانتخابات والتحالفات المشتركة، ويضيف المطّلعون: “رغم مشكلتنا مع حزب الله إلّا أنّه الطرف الوحيد الذي يمكن اعتبار تحالفنا معه قائماً، خلافاً للصدام الذي يحكم علاقتنا بالرئيس بري وشركائه. ويقولون:” بتوقيع الرئيس عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، نكون قد دخلنا فعلاً في المعركة الانتخابية، لكن وسط التعطيل المستمر، إذ لن يقبل الرئيس عون أن يقايض عقد جلسة للحكومة، بالإطاحة بالقاضي طارق البيطار من داخل الحكومة وهذا الموقف تبلّغه صفا بوضوح”. رياح التّهدئة هبّت إذاً، وكما خفّض عون من منسوب كلمته، كذلك لا يتوقّع لباسيل إلا أن يكمل شدّ العصب لكن من دون المسّ بجوهر التحالف مع حزب الله، فالتفاهم الذي بُنيَ على وضوحٍ في تبادل المصالح قائمٌ ومستمرّ، ولا يوجد لدى عون أيّ هامشٍ واسعٍ للمناورة والابتعاد عن الحزب، فهو أكثر من يدرك أنّ خرق الخطوط الحمر مُكلِف، وأنّ استثمار 16 سنة من التحالف الذي أفضى به إلى بعبدا، لا يتيح له فرض شروطه، بل يُبقي له معادلةً واحدةً متيسرة: أن يتذكّر في كلّ أزمةٍ أنّه من حزب الله وإلى حزب الله يعود.

 

هل يترشّح باسيل للانتخابات؟

كريستال خوري/أساس ميديا/السبت 01 كانون الثاني 2022

ماذا يعني أن يصدر وزير الداخلية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وأن يوقّعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أوّلاً، ورئيس الجمهورية ميشال عون ثانياً، تمهيداً لنشره في الجريدة الرسمية؟

هذا يعني أنّ أولى الخطوات التنفيذية للعملية الانتخابية باتت واقعية وعملانية، ولم تعُد مجرّد وعود وشعارات. بل قل قد انطلق القطار... لكن من دون أن يعني أبداً أنّ وصوله إلى محطّته النهائية بات محسوماً.

ثمّة ضغط دولي كبير لإجراء الاستحقاق في وقته، ولو أنّ حماسة بعض الدول المعنية، وتحديداً فرنسا والولايات المتحدة، تتراجع دون إعلان، لأنّها لم تعد تأمل حصول نتائج انقلابية من شأنها أن تغيّر المشهد السياسي بشقّيه التنفيذي والتشريعي، رأساً على عقب. على اعتبار أنّ أفضل التوقّعات تعطي القوى المعارضة، وتحديداً الجديدة منها، بين عشرة وإثنا عشر نائباً منهم 8 مستقليين. وهو ما يعني أنّه يستحيل رسم مشهديّة مختلفة كثيراً عمّا هو قائم. وبالتالي لا مكان للانقلابات الكبرى على المسرح اللبناني. وثمة معلومات عن أنّ الإدارة الفرنسية أنجزت تقريباً آليّتها الرقابية وفريقها المختصّ للتدقيق في حيثيّات الاستحقاق عن قرب. وبالتالي بات يمكن التكهّن أنّ مواجهة الرغبة الدولية في إجراء الانتخابات من جانب القوى المحليّة لم تعد مستحيلة.

تعاني القوى السياسية من "عقدة نقص" في مشروعيّتها الشعبية بعد انتفاضة 17 تشرين الأول وما ولّدته من خطاب يطعن بالقوة التمثيلية للأحزاب والقوى السلطوية

ومع ذلك، تعاني القوى السياسية من "عقدة نقص" في مشروعيّتها الشعبية بعد انتفاضة 17 تشرين الأول وما ولّدته من خطاب يطعن بالقوة التمثيلية للأحزاب والقوى السلطوية. ولذلك تحتاج إلى تجديد "خلايا" شرعيّتها الشعبية من خلال "نفض الغبار" عن صناديق الاقتراع وإخضاع المعارضين قبل سواهم لهذا الاختبار، في محاولة لاستعادة هذه المشروعيّة من جديد، وإعادة إثبات حقيقة وجودها على الأرض للتخلّص من الشعور بالذمّيّة السياسية.

تريد معظم القوى السياسية إجراء الانتخابات لهذا السبب بالذات، بمن فيهم "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وغيرهما. لكنّ هبوط هذا الكمّ الكبير من المغتربين على لوائح شطب الدوائر الـ15، شكّل عقدة مستعصية تصعب معالجتها في الوقت المتبقّي للمهل القانونية. و"الصفقة" التي كان يجري العمل على تنفيذها وحاول "حزب الله" أن يحوكها بهدوء، كان هدفها التخلّص من المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار و"نجدة" الحلفاء بتخليصهم في وقت واحد من البلوكات الاغترابية غير الممسوكة. وقد سقطت هذه الصفقة نتيجة عدم قدرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على مواجهة المجتمع الدولي بقرارات تطيير رزمة من القضاة، وفي مُقدّمهم رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود والمحقّق العدلي طارق البيطار... فانضمّ أكثر من 220 ألف ناخب غير مقيم إلى هؤلاء المقيمين، مشكّلين خطراً حقيقياً على قوى الثامن من آذار لأنّ السمة العامّة لهؤلاء المنتشرين هي المعارضة.

لهذا يتردّد أنّ جبران باسيل، أكثر المتضرّرين من "ضربة" المغتربين، يقوم بمراجعة هادئة للبحث في كيفيّة إبعاد هذه "السكين" عن رقبته والتخفيف من "قساوتها"، لدرجة التفكير في إمكانية طرح قانون الانتخابات من جديد على التعديل، ولو أنّه احتمال ضعيف بسبب المهل القانونية، إلا إذا حصل تمديد محدود.

الخيار الآخر المطروح على طاولة البحث بين باسيل ودائرته الضيقة من المقربين هو عدم إقدام باسيل على الترشّح، والابقاء على رئاسته للتيار الوطني الحرّ إسوة بسليمان فرنجية وسمير جعجع ووليد جنبلاط الذين يريدون العمل السياسي لكتلهم النيابية دون أن يكونوا جالسين على مقاعد مجلس النواب. ويلاقي هذا الاقتراح استحساناً متقدماً لدى باسيل وبعض المستشارين المقربين منه، دون أن يعني ذلك اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد.

ثمّة ضغط دولي كبير لإجراء الاستحقاق في وقته، ولو أنّ حماسة بعض الدول المعنية، وتحديداً فرنسا والولايات المتحدة، تتراجع، لأنّها لم تعد تأمل حصول نتائج انقلابية من شأنها أن تغيّر المشهد السياسي

على أيّ أساس قد يحصل التمديد؟

لا جواب محسوماً إلى الآن، ولا من يجرؤ على طرحه في العلن. لكنّ ثمّة العديد من السيناريوهات المحتملة، ومنها مثلاً ما هو مرتبط بمصير سعد الحريري، الذي لن يكون تردّده في خوض الاستحقاق وذهابه إلى حدّ إعلان مقاطعته حدثاً عابراً أو تفصيلاً ثانوياً. فالرجل فاقد للغطاء الإقليمي، ومربك ويتخبّط في أزماته، ولا تمويل خارجياً يساعده على خوض الانتخابات. لكنّه، مع ذلك، لا يزال يمثّل حاجةً بالنسبة لبعض القوى السياسية، ومنها الثنائي الشيعي الذي يفضّل الحريرية السياسية مع "علّاتها" وضعفها، على مظاهر متطرّفة في هذا الشارع قد تنبت مثل الفطر في حال انتهى دور الحريري السياسي.

والأرجح أنّ رئيس "تيار المستقبل" يدرك هذه الحقيقة، وقد يندفع إلى استخدامها كورقة ضغط لمنع وضعه خارج الحلبة السياسية. وفق البعض، قد يكون إعلان الحريري رغبته في مقاطعة الانتخابات خلال اجتماعات "الزوم" مع كتلته النيابية، مقدّمة أو توطئة لكي يهجم رئيس مجلس النواب نبيه بري باتّجاه الدفاع عن الحريري والانضمام إلى قافلة المقاطعين تحت عنوان لاميثاقية الاستحقاق والبرلمان الذي سيولد منه لأنّ الفريق السنّيّ الأساسي خارجه، أسوة برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي قد يتحمس للانضمام أيضاً إلى الفريق المقاطع، ولو أنّ كوادره ترفع من منسوب التنسيق مع "المستقبل" لعلّ الانتخابات تفرض نفسها فجأةً... وهو ما قد يطرح إشكالية جديّة حول سلامة العملية الانتخابية، وبالتالي يصبح باب التمديد مفتوحاً على مصراعيه!

 

قاتل الملايين «شخصية» العام البائس؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2022

يقفل العام مرة ثانية على سوريالية مخيفة، عندما تبدو كل دول العالم مثل كرة قدم تتقاذفها متحورات متلاحقة، يوزعها لاعب قاتل لا يُرى بالعين المجرَّدة، وهو جائحة كورونا، التي تجهد لتدخل التاريخ الإنساني التاعس، من بوابات الأوبئة المميتة مثل الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت 40 مليون إنسان، فلقد قتل «كورونا» حتى الآن 5.4 مليون إنسان، وأصاب حتى الآن 280 مليوناً، آخرهم مليون يوم الأربعاء الماضي، ووضع المصابين في المستشفيات التي لم تعد تستوعب، والمجتمعات وراء الكمامة، والإنسان في الوحدة والابتعاد عن الآخرين، وأخيراً بأن يزرع رقاقة بحجم حبة الأرز تحت الجلد، لتكون هويته الثانية الضرورية التي تبيّن أنه تلقى اللقاحات المتلاحقة، التي يبدو أنها لن تتوقف تعزيزاً للحماية، وطبعاً لزيادة مليارات المصانع التي تنتج اللقاحات والرقاقات.

يوم الأربعاء الماضي حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الخطورة التي يمثلها متحور «أوميكرون» عالية جداً، في وقت سجلت دول كثيرة في العالم، من الصين إلى الولايات المتحدة مروراً بأوروبا والقارة الأفريقية، أعداداً قياسية للمصابين بسبب المتحورات شديدة العدوى من «دلتا» إلى «أوميكرون».

وإذا كانت وسائل الإعلام والمؤسسات الدولية درجت على اختيار شخصية العام للشخص الأكثر فاعلية دولياً وتأثيراً إيجابياً وإنجازاً مفيداً، ففي ظل هذا العالم الذي يئن موتاً واختناقاً، ومرضاً ويبحث عن قارورة أوكسيجين، ومع اقتصاد يعاني ويترنح تحت قرارات الإغلاق، وكآبة إنسانية تتعمق مع التوحّد، وتراجع مستويات التعليم، وضيق مساحات التفاعل الاجتماعي، ومع عيد تاعس وموحش لنهاية سنة، في ظل كل هذا يتقدم وباء كورونا معربداً ويقتحم الأبواب صارخاً: أنا شخصية العام مرة ثانية!

من يستطيع أن يعترض، عندما تقول صحيفة «الغارديان» مثلاً، أنه لم يكد نصف سكان دول أوروبا، أي 250 مليون إنسان يخرجون من الحجر الصحي العام الماضي، حتى أعادهم «أوميكرون» و«دلتا» إلى حجر أقسى، وهذه إجراءات لم يعرفوها منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن 60 في المائة منهم يؤكدون رغبتهم في التزام العزل والعمل من البيوت، وفق استطلاع أجرته هيئة «إيفوب»، بما يعني أن الجائحة أثّرت على أطباع الناس، وأن تجربة الإغلاق العصيبة والطويلة داخل البيوت غيرت الأمزجة وقلبت قواعد الاختيار والاجتماع!

العالم تحت وطأة ضربة غير مسبوقة للاقتصاد، ويقول غاي رايدر، مدير منظمة العمل الدولية «إنها قطعاً الأزمة الأصعب منذ الثلاثينات عندما واجه العالم الكساد العظيم»، ذلك أن الخسائر على مستوى العالم العام الماضي تجاوز 3.7 ترليون دولار، وهذا أمر استثنائي، في حين تقول منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير عن التعليم «إنها سنوات لا يمكن تعويضها بعد زيادة التفاوت في حق الأطفال في التعليم».

لكن الوحش «كورونا» ومتحوراته المتلاحقة، لم يضرب قواعد الحياة وطرق التفكير والخيارات عند الإنسان فحسب، بل كشف عمَّا يقول البعض، العورات والتقصير المعيب والهائل في العالم، خصوصاً عندما يتذكر هؤلاء أن سباق الدول على إنتاج الأسلحة أو بالأحرى آلات الموت، هو عملياً أكبر بأضعاف أضعاف من سباق الدول على إنتاج اللقاحات لحماية الحياة!

ربما يبدو هذا الرأي مقبولاً نسبياً، ففي النهاية إن الوحشية كامنة في الإنسان ويمكن أن تأخذ وجهة نظر قاسية تصل إلى حد لا يصدق، عندما يسمح الإنسان مثلاً بأن يكون هو الذي يأخذ قرار موت أو حياة إنسان آخر، ليس في ميدان الحرب فحسب، بل على أسرّة المستشفيات وحيال المرضى العاجزين، وما إذا كان من المفيد للمجتمع والدولة، الإبقاء على حياة هذا المريض أو تركه للموت المؤكد، لمجرد أنه قطع مسافة معينة في عمره، وصار مقبولاً أن يموت، لكي يفسح في المجال لحياة من هم أصغر منه سناً؛ وذلك حرصاً على ديمومة أوسع لحياة المجتمع والدولة!

يا للهول فعلاً، حصل شيء من هذا العام الماضي في إيطاليا وإسبانيا في قمة جائحة كورونا، وسيحصل في دول أخرى عندما لا يعود في وسع المستشفيات أن تتسع لأعداد المصابين، وتقرر أن يذهب العلاج المتوافر إلى من هم أصغر سناً، ربما لأن المسنّين قد شبعوا من الحياة، أو لم يعد لديهم حق في الحصول على فرصة لإضافة سنوات أخرى إلى حياتهم!

الأمر هنا يتخذ فعلاً معنى مروعاً، عندما يجيز الإنسان طبيباً كان أو مديراً لمستشفى لنفسه حق اتخاذ قرار الموت أو الحياة، بغض النظر عن الذين ستتاح لهم فرص النجاة لأنهم من صغار السن، والذين عليهم أن يموتوا لأنهم تجاوزوا عمراً متقدماً!

فيا للهول، أوليس هذا تدخلاً فجاً في تقرير مسار الحياة الذي يحدد الأعمار والأقدار كما تؤمن شعوب كثيرة في هذا العالم البائس، أوليس هذا نوعاً من صناعة الموت وإتاحة الحياة يقررهما أولئك الذين اقسموا على حماية الحياة الإنسانية.

فعلاً يا للهول، ماذا فعلت بنا أيها الـ«كورونا» اللعين أنت ومتحوراتك المتلاحقة التي قتلت حتى الآن أكثر من أربعة ملايين ونصف مليون إنسان، ويبدو أنها ستقتل مئات الملايين؛ ذلك أن منظمة الصحة العالمية، قدرت عدد المصابين يوم خلال يوم الأربعاء الماضي بمليون إنسان، هذا في وقت ما زال 70 في المائة من الناس لم يحصلوا على اللقاح بعد. أكتب هذه الأسطر وأنا مصاب بالصدمة والهول وعدم التصديق، بعدما قرأت تقريراً سبق أن نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية قبل ثلاثة أسابيع، عن مخطط سري لتوفير العلاج لمن هم أصغر سناً عنوانه «مسار نهاية الحياة» وهو يهدف إلى حرمان مسني بريطانيا من الرعاية أثناء الجائحة، وكشفت الصحيفة عن وثائق سرية تظهر أن «هيئة الخدمات الصحية الوطنية» وضعت خططاً سرية، لسحب الرعاية عن الأشخاص في دور المسنين، ووضعهم على ما يسمى «مسار نهاية الحياة»، وحرمانهم من الرعاية في المستشفيات، لإتاحة الفرصة لعلاج الأصغر سناً، والأكثر إثارة وغرابة أن هذا المخطط سبق جائحة كورونا، التي ضربت بريطانيا، وأنه يعود إلى عام 2016 لمواجهة جائحة إنفلونزا. رغم نفي الحكومة البريطانية، تؤكد الصحيفة، أن أكثر من 42 ألف مقيم في دور الرعاية في بريطانيا وويلز لقوا حتفهم أثناء الجائحة، وأخرجت المستشفيات آلاف المرضى من دور الرعاية، من دون إجراء أي اختبارات حول أحوالهم الصحية، وأمام كل هذا، وقد حصل شيء مشابه في إيطاليا وإسبانيا العام الماضي، بسبب جائحة كورونا، ليس في وسع المرء إلا أن يصاب بالصدمة المروعة، عندما تكشف الأمراض والجوائح أن في داخل الإنسان ينام وحش يستطيع أن يعطي لنفسه حق التقرير بمنح الحياة أو الموت لإنسان آخر، على قاعدة ما سمّاه البريطانيون «مسار نهاية الحياة» وهذا شيء رهيب مثل «كورونا» ومتحوراته المتلاحقة!

 

ليس من أجلهم فقط بل من أجل الآخرين أيضاً!

فايز سارة/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2022

قبل سنوات حدثني دبلوماسي غربي، أنه التقى وزير خارجية دولة أوروبية في شتاء العام 2013، وفي مجرى حديثهما، قال الوزير الأوروبي لزائره، إنه يعاني الأرق، وإنه لا يستطيع النوم بعد قراءته التقارير التي تصله عن الأوضاع في سوريا، وسماع الأخبار عن حال السوريين، وما يتعرضون له من قتل وجرح وتهجير وظروف معيشية شديدة القسوة وخاصة سكان المخيمات منهم. وقال الدبلوماسي، إن الوزير كاد يبكي لفرط تأثره، وهو يحدّث زائره، وكان حزيناً أن العالم لم يستطع القيام بعمل يساعد في حل القضية السورية، ووقف تردي أحوال السوريين في الحد الأدنى.

مضى على الحادثة أكثر من 8 أعوام، لم يتحقق فيها حل في سوريا، ولا حدث فيها أي تغيير إيجابي في وضع السوريين، بل إن الأوضاع تدهورت بصورة متزايدة في كل المجالات. وشملت كل السوريين، ليس في مناطق سيطرة النظام فقط، بل في منطقة سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) في شرق الفرات، وشقيقتها منطقة السيطرة التركية في الشمال الغربي، وهناك تدهور هائل في أوضاع اللاجئين السوريين في بلدان اللجوء، وخاصة في لبنان وتركيا وإقليم كردستان العراق والأردن؛ حيث تتصاعد أزمات اقتصادية واجتماعية، وتتزايد نزعات عنصرية ضد اللاجئين في سياق الضغط على وجودهم وجعله مادة في الصراعات السياسية الداخلية. لا أعرف ما هو إحساس الدبلوماسي الغربي ولا صديقه الوزير الأوروبي، حيال ما يحيط بالسوريين وقضيتهم اليوم من تهميش وتجاهل ومعاناة، وإن كنت أقدر، أن التخلي الدولي، وترك السوريين بين براثن ثلاثي المسؤولين في دمشق وموسكو وطهران، ترك أثره في التساهل، وربما تجاهل ما يجري وتجاوزه، ليس في أوساط الأوروبيين والغربيين، بل في أوساط من هم أقرب إلى السوريين وهمومهم من العرب والمسلمين وفي أوساط السوريين أنفسهم.

ما يدفع إلى الخلاصات السابقة تطورات كثيرة تتواصل، وكانت منطقة شمال وشمال غربي سوريا مؤخراً مسرحاً لواحدة منها، باعتبارها كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة؛ إذ شهدت المنطقة موجة أمطار، تواصلت طوال 4 أيام مصحوبة برياح شديدة البرودة، وتسببت الأمطار وما رافقها من سيول في غرق كلي أو جزئي لنحو 400 من مخيمات النازحين، التي يسكنها مئات آلاف شردهم نظام الأسد من بيوتهم وأملاكهم، ورماهم أسرى الحاجة في العراء.

محصلة الكارثة المطرية، التي جرى رصد نتائجها من منظمات إنسانية ومنابر إعلامية محدودة، رسمت ملامح الكارثة. فطوال 4 أيام من الأمطار، كان من الصعب على فرق الإنقاذ القليلة العدد والمحدودة القدرات الوصول إلى المخيمات وسكانها، وتقديم ما يمكن لهم في مواجهة انهيار الخيام أو تمزقها، وهو أمر لم يجعل أصحابها بلا مأوى فحسب، بل من دون مستلزمات العيش الأساسية من تجهيزات النوم والتدفئة والألبسة والمواد الغذائية وصولاً إلى مياه الشرب.

وبطبيعة الحال، فإن الكارثة عطلت كل الأنشطة اليومية والخدمات الضرورية، ومنها وصول البضائع والسلع، ومنها المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، وأوقفت الخدمات الصحية وعياداتها المتنقلة، وأعاقت أعمال فرق الإنقاذ، وعطلت القسم اليسير من الشبكات الكهربائية وحركة المواصلات من المخيمات وإليها.

ورغم أن كل سكان المخيمات كانوا ضحايا الكارثة، فإن بصماتها الأشد أصابت الفئات الأضعف، وبينهم كبار السن والمرضى والأطفال والنساء، وخاصة الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة، ويشكل المهمشون نسبة ظاهرة من سكان المخيمات.

الكارثة المطرية، وإن كانت الأشد في السنوات الماضية، فإنها كانت متوقعة، وكان ينبغي الاستعداد لمواجهة احتمالاتها في منطقة، تتكثف فيها سلطات متعددة. ففي منطقة الكارثة ثمة حكومتان؛ الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني المعارض الذي تدعمه تركيا، والثانية حكومة الإنقاذ التي تدعمها «هيئة تحرير الشام» المتشددة، وهناك تنظيمات وجماعات مسلحة، وعشرات من المجالس المحلية، وقد ثبت عجز الجميع عن القيام بما ينبغي، ومعهم عشرات من منظمات المجتمع المدني العاملة في الإغاثة، التي تبين أن أثرها العملي محدود.

ويبدو عجز الفاعليات السورية ناتج عوامل متعددة، من بينها محدودية القدرات والموارد وحالة الصراع والتنافس، وظاهرة الفساد، إضافة إلى تفشي ظاهرة ضعف روح المسؤولية، ما جعل دور الفاعليات في مواجهة الكارثة ضعيفاً، والأمر ينطبق أيضاً على ما قام به الأتراك من خلال «الهلال الأحمر» في مواجهة كارثة كبيرة، وقد دفعت الظروف إلى قيام عشرات من المنظمات السورية بطلب تدخل دولي في بيان استغاثة، دعت فيه إلى تحرك فوري وعاجل لإنقاذ النازحين في المخيمات من نتائج الكارثة المطرية وما سبّبته، وطالبت بتحرك عاجل للمجتمع الدولي «بكل السبل وتوظيف الطاقات والموارد».

وللحق، فإن ما تم في مواجهة الكارثة، لا يعكس خطورتها، وضرورة منع تكرارها بصورة جدية وعملية، وهو ما ينبغي أن يكون مطروحاً أمام المعنيين من السوريين وغيرهم. فمن غير المقبول استمرار هذه الأعداد من النازحين في مخيمات، ما يعني ضرورة العمل على إعادتهم إلى مدنهم وقراهم، بل إلى بيوتهم وممتلكاتهم مع كل ضمانات السلامة والأمن، وفي حال الفشل في تحقيق مطلب العودة الآمنة، فإنه ينبغي إعمار المخيمات لتكون أماكن صالحة للسكن، وقادرة على تأمين احتياجات سكانها ومواجهة ظروف الطبيعة من حولها، وثمة إمكانات محلية، يمكن أن تساعد في تنفيذ هكذا مشروع، من بينها رغبة السكان في وضع حد لمعاناتهم، ووفرة اليد العاملة والخبرات المحلية، ورخص المستلزمات المحلية. لقد بات على الفاعلين السوريين والمتصلين بقضيتهم من الفاعلين الدوليين، بمن فيهم المانحون للمساعدات، المضي بخطوات جدية في معالجة تفاصيل الملف السوري، وخاصة القضايا أو الموضوعات الإنسانية، ومنها موضوع عودة النازحين وإسكانهم، ليس من أجلهم فقط، وهم يستحقون كل الاهتمام والدعم، بل من أجل تأكيد أن في هذا العالم من يهتم بمآسٍ ومشكلات يخلقها مجرمون، يعجز العالم عن محاسبتهم، ثم يعجز عن مساعدة ضحاياهم، وربما يعتاد على رؤيتهم، وهم يعانون إلى أقصى درجات الكارثة.

 

مشروع إقلاع العقل العربي

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2022

في كل شيء، هناك كبير وصغير، وهين وخطير. كل الأمم مرت بمراحل ضعف وقوة، تخلف وتقدم. تحولات الشعوب تبدأ بأسئلة كبيرة تشخص وضعها وتحدد حلقات ضعفها من أجل اجتراح مقومات تطورها والتوجه نحو النهوض والتقدم. العرب ليسوا استثناء، وقد مروا بمرحلة كانوا فيها سادة العالم في عهدي الأمويين والعباسيين، ثم تراجعوا على مدى قرون تحت السلطة العثمانية ومنها إلى حقبة الاستعمار الغربي. الانغلاق الفكري، وانهيار التعليم، بل غيابه بالكامل، كانا العاملين اللذين أوصدا أبواب الدخول إلى دنيا تتغير وتتحرك نحو النهوض والوجود في عصور تنطلق بقوة نحو تكوين إنساني جديد شامل. اخترعت المطبعة في ألمانيا سنة 1455، وحرمت في العهد العثماني إلى سنة 1717، بين تلك الحقب كانت أوروبا تخوض معركة النهضة الفكرية والعلمية، وصار الكتاب وجبة يومية لعامة الناس، خصوصاً بعدما قام مارتن لوثر بترجمة الكتاب المقدس من اللاتينية إلى الألمانية. حُرمت المطبعة في العالم الإسلامي، بل كُفر من يستعملها. في تلك الحلقة الإنسانية الفارقة، كانت أوروبا تطوي صفحات لا عد لها في سفر الزمن، وتنطلق نحو أفق جديد غير مسبوق في كل شيء، حين بقي العرب في متاهة الظلام الصلب الذي لا يلوح فيه ضوء يقود إلى أبواب الدنيا الجديدة. الموروث القديم في كل المجالات، مثله مثل الرداء الذي يتلفع به الإنسان، لا بد أن يصيبه التقادم بالاهتراء ويتحول إلى أسمال بالية تلتهمها الثقوب.

تلك هي الحقيقة التي رآها ووقف أمامها العقل الأوروبي، تحديداً الإيطالي في مرحلة حاسمة من العقل الإنساني، عندما أشعل آل ميدتشي في مدينة فلورنسا الإيطالية مصباحَ العقل، بدأت حقبة جديدة في مسار الإنسان. ومنذ تولي كوزيمو الكبير 1389 - 1464 - وهو أحد أبناء عائلة ميدتشي في فلورنسا - حكم فلورنسا، فتح الأبوابَ لكبار الفنانين وأنفق عليهم من دون تحفظ، وبعده جاء حفيده لورينزو، وقام برعاية الفلاسفة وأحيا الفلسفة اليونانية والرومانية وكذلك الإسلامية، وقام برعاية الفنانين الكبار ومنهم فوتاشيللي، وميكائيل أنجلو، وليوناردو دافنشي، وجمع أكثر من خمسين فناناً في فلورنسا. رعت عائلة ميدتشي الفكر والفلسفة وأرسلت مبعوثين إلى كل مكان للحصول على الكتب، وقام المفكرون بدراسة أعمال أرسطو وابن رشد، وعملوا على إيصال الفكر والفلسفة إلى كل فئات المجتمع، وكانت تلك أكبر خطوات الانطلاق نحو إنسان جديد لعصر جديد.

كانت الفلسفة هي قداحة النهضة، وكما قال سقراط لأهل أثينا: «أنا النحلة التي تقرص الحصان الأثيني الكسول».

بدأ من قصر فلورنسا عصرٌ جديدٌ، سُمي «عصر النهضة»، ولكن الاسم الحقيقي كان الولادة من جديد أو الولادة مرة أخرى، وهي باللغة الإيطالية «rinascimento»، أي استعادة مجد الإمبراطورية الرومانية من جديد.

«النهضة تبدأ من أعلى» ذلك ما نستخلصه من التجربة الإنسانية، التي تكررت في عهد فريدريك الثاني الألماني الذي كان ملكاً فيلسوفاً وفناناً.

مشروع الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، يستحق أن نقرأه بعمق وتوسع، على قاعدة أن النهضة تبدأ من أعلى، أي من قمة القرار، وأن إطلاق قدرات العقل هي القداحة التي تشعل أضواء الطريق. مراجعة الموروث بجرأة وإطلاق القدرات الإنسانية بلا حدود أو قيود ودراسة الفلسفة وفتح أبواب الإبداع أمام الجميع رجالاً ونساء. القراءة العميقة الموضوعية للكيان الإنساني المعاش وفهمه علمياً وفكرياً وإعادة تأسيس منهج مجتمعي ينتخل من الموروث ما يشكل قوة دفع وتجاوز أسمال ما تجاوزته الحياة.

عاش العرب سنوات طويلة بعد فترة الاستقلال إثر سنوات من الاستعمار، وسادت شعارات وحركات قومية بعناوين مختلفة، وبعدها طافت الشعارات والتيارات والحركات الدينية بعناوين مختلفة أيضاً، فماذا كانت النتيجة؟ الجواب لمسه ورآه الجميع.

الركوض بعين عمياء إلى ماض كان له ما له وعليه ما عليه، لكنه كان ابن زمانه، والعصور مثل الإنسان يلدها زمنها بعد فترة حمل محسوبة. كان للعرب والمسلمين صولاتهم وجولاتهم السياسية والعسكرية والعملية في زمن امتلكوا فيه مقومات تلك الصولات والجولات شرقاً وغرباً، وكانت كلها بقوة العقل والإيمان الصادق الذي اجتهد وفكر، ورشف من كؤوس من سبقوه في الفكر والفلسفة والعلم، وأضافوا ما أبدعه عقلهم في حلقات الحرية والتفتح والتسامح. مشروع الأمير محمد بن سلمان، له من القوة ما تجعله بداية جادة، تستحق أن يلتف حولها طيف النخب العربية بكل ألوانها، كي يكون هذا المشروع العقلاني قفزة الإقلاع نحو غد عربي جديد، يتجاوز دوامة الاجترار، ويفتح الأبواب للدخول إلى عصر جديد بإنسان مبدع جديد في كل المجالات الفكرية والعلمية. مكان المرأة في مجتمعنا، ظل لعصور طويلة مهتزاً، ولم تخفت الأصوات التي تتسابق على وأدها في حفر الماضي السحيق، وللأسف باسم الدين، وكأن أمنا خديجة زوجة الرسول الأولى لم تكن، وكذلك أمنا عائشة وشجرة الدر وغيرهن الكثير، لم يكن من جنس النساء. ما تشهده المملكة العربية السعودية اليوم، ليس انفتاحاً بل هو إقلاع جريء نحو سماء النهوض والتقدم لولوج أبواب عصر جديد. بعد سنوات عُلقت فيها على هوية العرب والمسلمين سمة الدم والإرهاب والعنف والقتل، بأيدي ثلة من الشباب الذين دُفنت عقولهم في حفر ماضٍ متخيل، لا بد من إبداع عصر إسلامي وعربي، لا يكون عالة على غيره في كل شيء، وأن يراجع بشجاعة حقبة رحلت وغطت فيها الشعارات الرغبوية، وهج العقل، وكانت النتيجة شلل الكيان، ورقد الحصان الكسول قروناً. قال أبو الطيب:

لولا العقولُ لكانَ أدنى ضيغمٍ أدنى إلى شرفٍ من الإنسانِ

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي ينوه بتحديد موعد الانتخابات وتوقيع مرسومها: لمؤتمر دولي يعطي للحوار الوطني ضمانة أممية وآلية تنفيذية

وطنية/01 كانون الثاني/2022  

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وشكرالله نبيل الحاج، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الوزير السابق سجعان القزي، رئيس الرابطة المارونية نعمة الله أبي نصر، السفير خليل كرم، نقيب  الصيادلة الدكتور جو سلوم، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك، وعدد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الإنجيل، ألقى عظة بعنوان "دعي اسمه يسوع" (لو 2: 21). وقال: "في اليوم الثامن لولادة الطفل، تمت بحسب الشريعة الإلهية ختانته ودعي اسمه يسوع (لو 2: 21). وهو الإسم الذي كشفه الملاك لمريم يوم بشارتها (لو 1: 31)، وليوسف في الحلم مضيفا معنى الإسم وهو الله الذي يخلص شعبه من خطاياهم (متى 1: 21). في يوم عيد اسم يسوع نتذكّر أنّ ابن الله صار إنسانًا لكي يخلّص كلّ إنسان من خطاياه. فهو لا يريد أن يعيش أي إنسان في حالة الخطيئة الدائمة، بعيدًا عن الله الذي خلقه ويحبّه ويريد إشراكه في النعيم السماويّ. وقد استودع الكنيسة خدمة سرّ التوبة لكي يتمكّن التائب من نيل الغفران الإلهيّ، والولادة روحيًّا من جديد فنلجأ دائمًا إلى يسوع لكي يخلّصنا من خطايانا. ولأن اسم يسوع يعني الله الذي يخلصنا من خطايانا، فهو مصدر السلام الحقيقيّ في قلب الإنسان، بل هو سلامنا (أفسس 2: 14). ولهذا السبب إختار القدّيس البابا بولس السادس اليوم الأول من كل سنة جديدة ليكون يوم السلام العالمي وجرى الإحتفال سنويًّا منذ 1967. واعتاد البابوات توجيه رسالة خاصّة بهذا اليوم. فوجّه قداسة البابا فرنسيس رسالته لسنة 2022 بعنوان: حوار الأجيال، تربية وعمل: آليات لبناء السلام. وقد اعتدنا في لبنان أن نحتفل بيوم السلام العالمي في الأحد الأوّل من كانون الثاني. وعليه سنقيم غدا هذا الاحتفال، ونقدم مضمون رسالة قداسة البابا فرنسيس لهذا اليوم".

أضاف: "يسعدني في عيد رأس السنة 2022، أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية ومعنا معالي الدكتور هيكتور حجار وزير الشؤون الاجتماعية، ونقيب الصيادلة الجديد الدكتور جو سلوم، واننا في هذه المناسبة نشدد على السعي الذي تقوم به الوزارة لخدمة شعبنا في هذه الظروف التي تزداد حدّة. كما واننا نشدد مع النقابة في سعيها وبخاصة ضرورة تأمين التمويل للبطاقة الدوائية التي تتيح للمواطن شراء الدواء من الصيدليات. بهذه الليتورجيا الالهية نفتتح السنة الجديدة شاكرين الله على السنة المنصرمة وعلى ما أفاض علينا فيها من خير ونعم بالرغم من خيباتها وأحزانها؛ وعلى حفظه لنا ولوطننا لبنان بيده الخفيّة وغير المنظورة. ويطيب لي أن  أهنّئكم جميعًا، وأعرب لكم ولعائلاتكم عن أطيب التمنيات، راجين أن يجعلها ربنا يسوع سنة سلام وخير وخلاص من المعاناة التي نعيشها في لبنان وبلدان الشرق الأوسط وسواها من البلدان. وأوجه هذه التهاني والتمنيات إلى شعبنا اللبناني في الوطن وبلدان الانتشار، وكذلك إلى أبناء كنيستنا ورعاتهم في لبنان والنطاق البطريركي والقارات الخمس".

وتابع: "لا بد في بداية السنة الجديدة من أن يقف اللبنانيون عموما والسياسيون والنافذون والحزبيون وخصوصا أمام واقع لبنان المنهار بيقظة ضمير، ويعترفوا بأخطائهم. ألم يأتوا هم بحروب الآخرين على أرضنا فكانت بدايات الانحدار؟ ثم ألم يذهبوا إلى حروب هؤلاء الآخرين على أراضيهم فكان الانهيار والانعزال عن الأسرتين العربية والدولية والفقر والهجرة؟ إلى متى يهملون عن قصد أو غير قصد معالجة أسباب أزماتنا الوطنية الكبيرة، وتغيير مسار الانهيار، وإيجاد الحلول وتنفيذها؟"

وقال: "لبنان مريض بفقدان هويته، وكأي مريض يشكو من فقدان صحته، من الواجب إعادتها إليه. من الواجب ان تعاد الى لبنان عافيته التي خسرها. فهو بحكم موقعه الجغرافي، وتنوعه الديني والثقافي، وانفتاحه على جميع الدول، ودوره التاريخي كجسر ثقافي واقتصادي وتجاري، ومكان للتلاقي والحوار، وعنصر استقرار في المنطقة، هو دولة هويتها الحياد الإيجابي الناشط. وبهذه الصفة لبنان دولة مساندة لا مواجهة كما جاء في أعمال وضع ميثاق جامعة الدول العربية (1945)، بناء على إعلان حكومة الإستقلال التزام لبنان الحياد بين الشرق والغرب. في الحياد خير لبنان وازدهاره وخير جميع اللبنانيين".

 أضاف: "نقدر الخطوة الأولية الواعدة التي اتخذها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية بتحديد موعد الانتخابات النيابية والتوقيع على مرسوم إجرائها. ونعول على أن تركز السلطة اهتمامها في الأشهر المقبلة على التحضير الجدي لها وخلق الأجواء السياسية والأمنية لحصولها مع الانتخابات الرئاسية في تشرين المقبل. ونشدد هنا على ضرورة حصول هذه الانتخابات بإشراف مراقبين دوليين، وخصوصا أنه توجد رغبة بذلك لدى الرأي العام اللبناني ولدى الأمم المتحدة. إذا سلمت النوايا وتغلب الإخلاص للبنان وشعبه، تكون الفترة الباقية كافية لإحياء العمل الحكومي، ولإنهاء المفاوضات مع المؤسسات المالية الدولية، ولضبط الحدود ولترميم العلاقات مع دولِ الخليجِ وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، ولتصويب موقع لبنان. فينتقل من الانحياز إلى الحياد، ومن سياسة المحاور إلى سياسة التوازن. وهكذا يوفر لبنان المناخ الملائم مستقبلا لإطلاق حوار وطني برعاية الأمم المتحدة في إطار مؤتمر دولي يعطي للحوار ضمانة أممية وآلية تنفيذية. فالحوارات الداخلية، التي لطالما رحبنا بها وأيدنا توصياتها وقراراتها، ظلت من دون تنفيذ، بل تنصل منها بعض الأطراف المشاركين فيها. وما يحتم مؤتمرا دوليا أيضا هو أن بعض جوانب الأزمة اللبنانية يتعلق بقضايا إقليمية ودولية كمصير اللاجئين الفلسطينيين، وعودة النازحين السوريين، وحسم المشاكل الحدودية والأمنية مع إسرائيل".

 وتابع: "إن الكنيسة، ببطريركيتها وأبرشياتها ورهبانياتها ومؤسساتها، تبقى جادة في مساندة شعبنا روحيا ومعنويا وماديا. وعلى هذا الأساس، وفيما انهيار الدولة يتواصل، الكنيسة مدعوة لتجدد ذاتها وقواها بقوة الروح القدس، لأنها قبلة أنظار الشعب ومحط آماله. وهي، كما يسميها القديس بولس الرسول، عمود الحق وأساسه (1 طيم 3: 15). ينبغي أن يشمل هذا التجدد كل أبناء الكنيسة وبناتها، لكي نبدأ سنة جديدة، ملتزمين تميم إرادة الله، لأنه هو الذي ينمي، ونحن عاملون معه (1 كو 3: 5-9). إن التجدد يقتضي منا الإصغاء إلى إلهامات الروح القدس، والاعتراف بأننا خطئنا عندما نفذنا إرادتنا عوض أن نتمم الإرادة الإلهية (رجاء جديد للبنان، 38). وإننا سندرس مع إخواننا السادة المطارنة والرؤساء العامين مساحات هذا التجدد لكي نكون أكثر فعالية في خدمتنا الراعوية المثلثة: نشر كلمة الإنجيل لتشديد الإيمان وثبات الرجاء، وتقديس النفوس بتوزيع نعمة الأسرار، وخدمة المحبة التي تتزايد حاجاتها وقطاعاتها".

 وختم الراعي: "باسم يسوع، الله الذي يخلصنا من خطايانا، نبدأ العام الجديد 2022. فرجاؤنا به لا يخيب، وهو لا يدعنا أيتاما في شدائدنا، بل يأتي لنجدة ضعفنا. له المجد والتسبيح مع أبيه وروحه القدوس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في القداس.

 

نص عظة قداس رأس السنة/المطران الياس عودة

نقلاً موقع مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس/01 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105217/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%af%d8%a7/

المطران الياس عودة: هؤلاء مُجرمون وفاسدون!

أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة إلى أنّ "المطلوب رجال دولة يتحلّون بالشجاعة والإقدام". وأضاف: "من لا يُحاسب المُسيئين إلى الدولة وسيادتها وهيبتها شريكٌ في الإساءة إلى الدولة، ومن يُعيق قيامة الدولة أو يُصادر قراراها أو يورّطها في نزاعات هي بغني عنّها لا يعمل من أجل مصلحتها، ومن يدّعي العفّة لكنّه يُغطّي الفاسدين هو فاسد ومذنب مثلهم، ومن يغضّ الطرف عن سلاح خارج الشرعية مجرم بحقّ الوطن".

 صبــاح السبت 1 كــانــون الــثــانــي 2022 وبــمــنــاســبــة ذكــرى خــتــانــة ربــنــا يـســوع الــمـسـيـح بــالــجــسـد وتــذكـــار أبــيــنــا الـجــلـــيــل فــي الـــقــديــسـيـن بــاســيــلـيــوس الــكــبــيــر ورأس الـسـنـة تــرأس سـيــادة مـتــروبـولـــيـت بــيــروت وتــوابــعـهـا الــمـطــران الــيـاس عــوده خــدمـة الــقــداس الإلـهـي فـي كــاتــدرائـيـة الــقــديـس جــاورجـيــوس فـي سـاحـة الــنـجـمـة. بـعـد قــراءة الإنـجـيـل الــمـقــدس ألــقـى سـيـادتـه الـعـظة الـتالية:

«بـــاســـمِ الآبِ والإبـــنِ والـــرُّوحِ الــقُـــدُس، آمــيـــن.

 أَحِــبَّـــائـــي، فــيــمــا يُــعَــيِّـــدُ الــعـــالَـــمُ الــيَـــومَ لانــطِـــلاقِ عـــامٍ أَرضِـــيٍّ جَـــديـــد، تُــعَــيِّـــدُ الــكَــنــيــسَـــةُ الــمُــقَـــدَّسَـــةُ لِــخِــتـــانَـــةِ ربِّــنــا يــســوع الــمَــســيـــحِ بـــالــجــســـد، ولِــلــقِـــدِّيـــسِ بـــاســيــلــيـــوسَ الــكَــبــيـــرِ رَئــيــسِ أَســـاقِــفَـــةِ قَــيــصَـــرِيَّـــة كَــبَّـــادوكِــيـــا.

 الــسَّــنَـــةُ الــجَـــديـــدَةُ كَــنَــــسِــيًّـــا تَــــــبـــدَأُ فـــــــي الأَوَّلِ مِــــــــنْ شَــهـــرِ أَيــلـــول، مُــعــلِــنَـــةً إِنــطِـــلاقَ دَورَةٍ لــيــتـــورجِــيَّـــةٍ جَـــديـــدَة. مَـــعَ ذَلِـــكَ، تُــصَــلِّـــي الــكَــنــيــسَـــةُ الــيَـــومَ مِـــنْ أَجـــلِ الــــعـــالَـــم، كَـي يَــكـــونَ عـــــامُـــهُ الــجَـــديـــدُ عَـــامًـــا مَــمــلـــوءًا خَــيـــرًا وبَـــرَكَـــةً، بَــعــيـــدًا عَـــنِ الــتَّــعَــلُّـــقِ بِـــالـــدُّنــيَـــوِيَّـــاتِ، ومُـــوصِـــلًا إلـــى اللهِ والــسَّــمـــاوِيَّـــات.

 أحــبــائــي، ســنـــةٌ أخــرى انــطــوتْ، وبــلــدُنــا رازحٌ تــحــتَ نــيــرِ الــشــقــاءِ والألـمِ والـمـوت، لا فــرحَ فــيـه ولا حـيــاة، إنــســانُــه مــقــهــورٌ وحــزيــنٌ، حـــائــرٌ بــمــصــيـــرِه، يــســألُ إلــى مــتــى الــصــبــرُ والأعــوامُ تــمــرُّ، والــعــمـــرُ يــمــرُّ، والأحــلامُ تــنــقــضــي لأنّ الأمــلَ يــتــضــاءلُ يـــومــاً بــعـــدَ يــوم، والإيــمــانُ بــقــيــامــةِ هـــذا الـبــلــدِ يــكـــادُ يَــهْــجُــرُ نــفــوسَ أبــنــائــه مـن شــدّةِ مـــا عـــانــوا ومـــا زالــوا يُــعــانــون. لـكـنّ الإلـهَ الــذي عــيّــدْنـا لـمــيـلادِه بـالــجــســدِ مــنــذ أســبــوعٍ هــو رجـاؤنـا الــوحــيــد، هــو الـــذي افــتـــدانــا بـــدمِــهِ الــكــريــمِ وقَــهــرَ الــخــطــيــئــةَ والــشــرَّ والــمــوت، بــاذلاً نــفــسَــه مــن أجـلِ أن نَــربحَ نـفــوسَــنـا ونَــرْكُــنَ إلـــى مــحــبّــتِــه ورحــمــتِــه.

 نــقـــرأُ فـــي ســفـــرِ الـــرُّؤيـــا: «وسَــمِــعـــتُ صَـــوتًـــا عَــظــيــمًـــا مِـــنَ الــسَّــمـــاءِ قـــائِـــلًا: هُـــوَذا مَــســكَـــنُ اللهِ مَـــعَ الــنَّـــاس، وهُـــوَ سَــيَــســكُـــنُ مَــعَــهُـــم، وهُـــمْ يَــكـــونـــونَ لَـــهُ شَــعــبًـــا، واللهُ نَــفــسُـــهُ يَــكـــونُ مَــعَــهُـــم إِلَــهًـــا لَــهُـــم. وسَــيَــمْــسَـــحُ اللهُ كُـــلَّ دَمــعَـــةٍ مِـــنْ عُــيـــونِــهِـــم، والــمَـــوتُ لا يَــكـــونُ فــيــمـــا بَــعـــد، ولا يَــكـــونُ حُـــزْنٌ ولا صُـــراخٌ ولا وَجَـــعٌ فــيــمـــا بَــعـــد، لأَنَّ الأُمـــورَ الأولـــى قَـــدْ مَــضَـــتْ. وقـــالَ الــجـــالِـــسُ عــلـــى الــعَـــرش: هـــا أَنـــا أَصــنَـــعُ كُـــلَّ شَـــيءٍ جَـــديـــدًا! وقـــالَ لـــي: أُكــتُـــبْ فَـــإِنَّ هَـــذِهِ الأَقـــوالَ صـــادِقَـــةٌ وأَمــيــنَـــة... أَنـــا هُـــوَ الأَلِـــفُ والــيـــاء، الــبِـــدايَـــةُ والــنِّــهـــايَـــة. أَنـــا أُعــطـــي الــعَــطــشـــانَ مِـــنْ يَــنــبـــوعِ مـــاءِ الــحَــيـــاةِ مَــجَّـــانًـــا. مَـــنْ يَــغــلِـــبْ يَـــرِثْ كُـــلَّ شَـــيءٍ، وأَكـــونُ لَـــهُ إِلَــهًـــا، وهُـــوَ يَــكـــونُ لِـــيَ ابْــنًـــا. أَمَّـــا الــخـــائِــفـــونَ وغَــيْـــرُ الــمُـــؤمِــنــيـــنَ والـــرَّجِــســـونَ والــقـــاتِــلـــونَ والـــزُّنـــاةُ والــسَّــحَـــرَةُ وعَــبَـــدَةُ الأَوثـــانِ وجَــمــيـــعُ الــكَـــذَبَـــة، فَــنَــصــيــبُــهُـــم فـــي الــبُــحَــيـــرَةِ الــمُــتَّــقِـــدَةِ بِــنـــارٍ وكِــبـــريـــت، الَّـــذي هُـــوَ الــمَـــوتُ الــثَّـــانـــي» (رؤ 21: 3-8).

الــيـــومَ بَــدءُ ســنــةٍ جــديــدة، بَــدءُ زمــنٍ نــرجــو أن يــكــونَ مـخــتــلــفــاً عــمّــا سَــبَــقَــه، جــديــداً. لــكــنّ الــجِـــدَّةَ لا تــكــونُ إلاّ بِــتَــخَــلّــيــنــا عــن كــلِّ مــا اقــتــرفــنــاه مــن شــرورٍ وخــطــايــا، والإتــحــادِ بِــمَــنْ هــو «الألــفُ والــيــاء، الــبــدايــةُ والــنــهــايــة»، الــذي يــصــنــعُ كــلَّ شــيءٍ جــديــداً. إنَّ الــتَّــجـــديـــدَ الَّـــذي عــلـــى الإنــســـانِ أَنْ يَــســعـــى إِلَــيـــهِ يَــجِـــبُ أَنْ يَــكـــونَ تَــجـــديـــدًا مُــبـــارَكًـــا مِـــنَ الـــرَّبّ، مَــلــيــئًـــا بِـــالأَفــكـــارِ الــحَــسَــنَـــةِ الَّــتـــي تُــتَـــرجَـــمُ أَفــعـــالًا وأَقـــوالًا تَــصُـــبُّ فـــي مَــصــلَــحَـــةِ كُـــلِّ الــنَّـــاس، لا فـــي مَــصــلَــحَـــةِ الأنـــا وحـــدَهــا. هَــــذا مـــا فَــعَــلَـــهُ الـــرَّبُّ بِــتَــجَــسُّـــدِهِ، إِذْ تَــسَـــرْبَـــلَ بَــشَـــرِيَّــتَــنـــا مِـــنْ أَجـــلِ خَــلاصِــهـــا، وزَرعَ الــفَـــرَحَ مَــكـــانَ الـــدُّمـــوع، والــحَــيـــاةَ بَـــدَلَ الــمَـــوت، والــصِّــحَّـــةَ مَــكـــانَ الأَلَـــمِ والــمَـــرَض. أَرادَ الـــرَّبُّ أَنْ يُــظــهِـــرَ لِــلــبَــشَـــرِ مَــحَــبَّــتَـــهُ الــعَــظــيــمَـــةَ، فَــتَــجَــسَّـــدَ وتَــحَــمَّـــلَ مَــفـــاعــيـــلَ الــجَــسَـــدِ إِذ تَــنـــازَلَ لِــيَــحــتَــمِـــلَ الــخِــتـــانَـــةَ، ثـــم اقــتــبــلَ الــمــعــمــوديــةَ، ثُـــمَّ تـــألَّـــمَ ومـــاتَ وقـــامَ، لَــكِـــنَّ الإِنــســـانَ لَـــمْ يُــحــسِــنْ الــتَــصَـــرُّفَ تُــجـــاهَ الــخـــالِـــقِ، وبَـــدَلَ الــشُّــكـــران، لَــحِـــقَ بِـــالأَوثـــانِ ومــا زال. أَوثـــانُ زَمـــانِــنـــا هِـــيَ الــمـــالُ والــسُّــلــطَـــةُ والــشَّــهـــوَةُ والـــزُّعَــمـــاءُ والــمُــمــتَــلَــكـــات. كُـــلُّ هَـــذِهِ سَــعـــى إِنــســـانُ الــيَـــومِ وَراءَهـــا، عــلـــى حِــســـابِ أَخــيـــهِ الإِنــســـانِ وراحَــتِـــهِ وحَــتَّـــى حَــيـــاتِـــه. ســرقَــه. حَــسَــدَه. نــافــسَــه. قــاتــلَــه وقــتــلَــه لـيـعـيـشَ هـو. احــتَــكَــرَ الــضــروريــاتِ لــيــســلــبَــه مــالَــه فــكــان أنْ ســلــبَــه حــيــاتَــه أحــيــانــاً. أَحـــرَقَ الــغـــابـــاتِ مِـــنْ أَجـــلِ بَــيـــعِ الـــدِّفءِ لأَخــيـــهِ الإِنــســـان، فَــجَــعَــلَـــهُ يَــخــسَـــرُ الـــرِّئَـــةَ الــطَــبــيــعِــيَّـــة، وقَـــدْ شـــاهَـــدْنـــا كَــمِّــيَّـــاتِ الأَشــجـــارِ الَّــتـــي أُعـــدِمَـــتْ فـــي بَــلَـــدِنـــا الــعـــامَ الــمُــنــصَـــرِم، دونَ أَنْ يَــتَــحَـــرَّك مَــســـؤولٌ لــمــعــاقــبــةِ الــمــفــتــعــلــيــن ولإعـــادَةِ الــتَّــشــجــيـــر. بَـــدَلَ الــعَــمَـــلِ مِـــنْ أَجـــلِ مُــســتَــقْــبَـــلٍ أَفــضَـــل، مُـــؤمِــنــيـــنَ بِـــأَنَّ الـــرَّبَّ لا يَــتـــرُكُ خَــلــيــقَــتَـــه، إِنــتَــظَـــرَ الــنَّـــاسُ بِــشَــغَـــفٍ إِطـــلالَـــةَ الــمُــنَــجِّــمــيـــنَ عــلـــى الــشَّـــاشـــاتِ حَــتَّـــى يَـــرتَـــووا مِـــنْ تــضــلــيــلِــهــم، مُــبــتَــعِـــديـــنَ عَـــنِ الـــرَّبِّ الَّـــذي وَعَـــدَ شَــعــبَـــهُ قـــائِـــلًا: «إِنَّ هَـــذِهِ الأَقـــوالَ (أي أقــوالُ الــربّ) صـــادِقَـــةٌ وأَمــيــنَـــة». يَــعــيـــشُ إِنــســـانُ الــيَـــومِ خَـــوفًـــا، لا بَـــلْ رُعْــبًـــا مِـــنَ الــمُــســتَــقــبَـــلِ الــغـــامِـــض، خُــصـــوصًـــا فـــي بَــلَـــدِنـــا الَّـــذي لَـــمْ تَــعُـــدْ فــيـــهِ أَيُّ ضَــمـــانَـــةٍ بِــمُــســتَــقــبَـــلٍ واعِـــدٍ، إِلَّا أَنَّ هَـــذا الـــرُّعـــبَ يَـــدُلُّ عــلـــى قِــلَّـــةِ إيــمـــانٍ بـــاللهِ الَّـــذي سَــيَــجــعَـــلُ كُـــلَّ شَـــيءٍ جَـــديـــدًا، حَــتَّـــى ولَـــو طـــالَـــتْ فَــتـــرَةُ الإِنــتِــظـــارِ. «الــمَـــوتُ الــثَّـــانـــي» الَّـــذي سَــمِــعــنـــا عَــنـــهُ فـــي سِــفـــرِ الـــرُّؤيـــا رَهـــنٌ بِــطَـــريــقَـــةِ عَــيــشِــنـــا وبِــمَـــوقِــفِــنـــا تُــجـــاهَ الـــرَّبِّ ومَــحَــبَّــتِـــهِ ورَحــمَــتِـــه. هَـــلْ سَــيَــبــقـــى الــشَّــعـــبُ مِـــنَ «الــخـــائِــفــيـــنَ» و«غَــيْـــرِ الــمُـــؤمِــنــيـــنَ»؟ هَـــلْ سَــيَــتَــحَــوَّلُ إلــى جَــمـــاعَـــةِ « رَجِــســيـــنَ» و« قـــاتِــلــيـــنَ» و« زُنـــاة»؟ هَـــلْ سَــيَــبــقـــى مِـــنْ أَتــبـــاعِ « الــسَّــحَـــرَة»، أو مِـــنْ « عَــبَـــدَةِ الأَوثـــانِ» ويُــصَـــدِّقُ «الــكَـــذَبَـــةَ» الَّـــذيـــنَ يَــعِـــدونَ ولا يَــصْـــدُقـــون؟ الــسَّــنَـــةُ الــمُــنــصَـــرِمَـــةُ كـــانَـــتْ مَــلــيــئَـــةً بِـــالــمَـــوتِ الــمُــتَــظَــهِّـــرِ بـتـفـجـيـرِ الـمـرفـأ وقـتلِ وتـشـريـدِ الآلاف، وبـانـهـيـارِ الإقـتـصـادِ وفُــقـــدانِ الــغِـــذاءِ والـــدَّواء، وبِــتَــبَــخُّـــرِ أَمـــوالِ الــنَّـــاسِ مِـــنَ الــمَــصـــارِف، وبِــتَــراجُــعِ الــقِــطــاعِ الــتَّـــربَـــوِيّ والــصــحــيّ، وقَـــدْ عـــانـــى الــمُـــواطِـــنُ كُـــلَّ هَـــذا، ولا يَـــزال، لَــكِـــنْ إِلـــى مَــتـــى؟ هَـــلْ سَــيَــخــتـــارُ الــشَّــعـــبُ عَــيـــشَ الــمَـــوتِ الــثَّـــانـــي هَـــذا الــعـــام؟ هَـــلْ سَــيَــبــقـــى مُــخَـــدَّرًا، مَــغــســـولَ الـــدِّمـــاغِ، بِــسَــبَـــبِ وُعـــودٍ وخُــطـــابـــاتٍ واهِــيَـــةٍ تَــعـــودُ إلـــى الــسَّـــاحَـــةِ كُـــلَّ أربَـــعِ ســنـــواتٍ لِــتُــعــيـــدَ نَــفــسَــهـــا؟ الآنَ، وقَـــدْ حُـــدِّدَت مَـــواعــيـــدُ الإِنــتِــخـــابـــاتِ رَســمِــيًّـــا، عــلـــى كُـــلِّ إِنــســـانٍ فـــي هـــذا الــبَــلَـــدِ الــحَــبــيـــب، أَنْ يـعـي مـسـؤولـيـتَـه  ويُــمـــارِسَ حَــقَّـــهُ الـــدِّيــمــقـــراطِـــيَّ، بــل واجــبَــه الــوطــنــي، ويــخــتـــارَ مَــنْ يــرى فــيــهــم الأمــلَ بــالــتــغــيــيــرِ وإرادةِ الــعــمــلِ لــلإنــقــاذ. عــلــى الــشــعــبِ أن يــخــتــارَ مَــن يـُـقــدِّمُ بــرنــامــجَ عــمــلٍ واضــحٍ ويــتــعــهَّــدُ بـتــطــبــيــقِــه بــأمــانــةٍ وإخــلاصٍ لــلــوطــنِ والــمــواطــن، بــعــيــداً مــن الــمــصــلــحــةِ الــشــخــصــيــةِ أو الــحــزبــيــةِ، ومــن الــزبــائــنـيــةِ والارتــبــاطــاتِ الــخــارجــيــة. هَـــذا الــعــمــلُ سَــتَــعـــودُ نَــتـــائِــجُـــهُ عــلـــى الــشَّــعـــبِ كُـــلِّــه، وسَــيُــحَـــدِّدُ مَــصــيـــرَ الـــزمــنِ الآتـــي إِنْ كـــانَ لِــلــخَــيـــرِ أَو لِــلــمَـــوت، عــلـى أَمَـــلِ أَلَّا يَــكـــونَ أَحَـــدٌ مِـــنَ الــشَّــعـــبِ مُــســـاهِــمًـــا فـي جَــلــبِ هــذا الــمَــوتِ عــلَــيـهِ وعــلـى أَبــنـاءِ بَــلَــدِهِ مَــعَــه.

 يـــا أَحِــبَّـــة، عــلــى الإِنــســـانِ أَلَّا يَــقـــولَ إِنَّـــهُ، بِــمُــفـــرَدِهِ، لا يَــســتَــطــيـــعُ أَنْ يُــغَــيِّـــرَ شَــيــئًـــا. أَبـــرَزُ مِــثـــالٍ عــلـــى ذَلِـــكَ هُـــوَ الــقِـــدِّيـــسُ بـــاســيــلــيـــوسُ الــكَــبــيـــرُ الَّـــذي نُــعَــيِّـــدُ لَـــهُ الــيَـــوم. لَــقَـــدْ قـــامَ هَـــذا الــقِـــدِّيـــسُ، وَحـــدَهُ، بِــبِــنـــاءِ «الــمَـــديــنَـــةِ الــبـــاســيــلــيّـــة»، الَّــتـــي ضــمَّــتْ الــمُــســتَــشــفــيـــاتِ وأَمـــاكِـــنَ إيـــواءِ الــغُـــرَبـــاءِ، والــمَـــدارِسَ، وغَــيـــرَ ذَلِـــكَ مِــمَّـــا كـــانَ الــشَّــعـــبُ يَــحــتـــاجُـــهُ. كُـــلُّ إِنــســـانٍ مَـــدعُـــوٌّ لِــلــعَــمَـــلِ مِـــنْ أَجـــلِ الــجَــمـــاعَـــةِ كَــكُـــلّ، وهَـــذا مـــا تُــمَــثِّــلُـــهُ الــكَــنــيــسَـــةُ الــجـــامِــعَـــةُ، وهِـــيَ لَــيــسَـــتْ مَــجــمــوعَـــةَ أَفـــرادٍ أَنـــانِــيِّــيـــنَ يَــعــمَـــلُ كُـــلٌّ مِــنــهُـــم لِــمَــصــلَــحَــتِـــهِ الــشَّــخــصِــيَّـــة، بَـــل هِـــيَ مَــجــمـــوعَـــةُ أَشــخـــاصٍ، أَصــغَـــوا إلـــى كَــلِــمَـــةِ الـــرَّبّ، ويَــعــمَــلـــونَ مَــعًـــا مِـــنْ أَجـــلِ نــشــرِهــا والــعَــمَـــلِ بِــهَـــدْيِــهـــا، مِـــنْ أجــلِ  الــمَــنــفَــعَـــة الــعـــامــة. لَــقَـــدْ سَــمِــعــنـــا فـــي قِـــراءَةِ إِنــجــيـــلِ الــيَـــوم أَنَّ الــمُــعَــلِّــمــيـــنَ، الَّـــذيـــنَ كـــانـــوا مِـــنَ الــحُــكَــمـــاءِ والــفُــهَــمـــاء، أَصــغَـــوا إلـــى الــكَــلِــمَـــةِ الإِلَــهِــيَّـــةِ الــخـــارِجَـــةِ مِـــنْ فَـــمِ الــــرَّبِّ يَــســـوع، ابـــنِ الــثـــانِــيَـــةَ عَــشْـــرَةَ مِـــنَ الــعُــمـــر، مُــعَــــلِّـــمـاً الــبَــشَـــرَ كَــيـــفَ يَــتَـــواضَــعـــونَ ويُــصــغـــونَ بِــتَـــأَنٍّ لِــمَـــنْ يَـــأتــيــهـــم بِــكَــلِــمَـــةِ الله.

 فـــي هــذا الــيــومِ الــمــبــارَكِ نــرفــعُ الــدعــاءَ إلــى ربِّ الــســمــاءِ والأرضِ كــي يــنــيــرَ عــقــولَ مَــن يَــتَـــولّــونَ شـؤونَ هـذا الـبـلـدِ، ويطـهِّــرَ قــلــوبَــهـــم ونــيّــاتِــهــم لــيــعـمــلـــوا عــلــى تــضــمــيــدِ جـــراحِــه وشــفــائِـــه مِـــن مــحــنــتِــه. لــقــد أصــبـــحَ لــبــنــانُ فــي عِــدادِ الــدولِ الــفــاشــلــةِ بــســبــبِ ســوءِ إدارةِ الــدولـــة، والــفــســادِ الــمــســتــشــري فــي الــقــطــاعِ الــعــام. أصــبــحَ لــبــنــانُ أرضــاً ســائــبــةً، دولــةً بـــلا حــدودٍ لأنّ حـــدودَهــا غــيــرُ مــضــبــوطــةٍ عـــن قــصــدٍ أو عــن غــيـــرِ قــصــد، أصــبــحَ مَـوئــلاً لـلــمُـهَـرِّبــيــن والـفـاسِـديــن، وســـاحــةً لــلــعــصــابــاتِ ومَــكَــبًّــا لــلــنــفــايــاتِ وبــلــدَ الــمــتــســـوّلــيــن. الــتــشــبّــثُ بــالــرأي تـــارةً وبــالــحــقــيــبــةِ طـــوراً عــطّــلا الــبــلـــد. زَرْعُ الــمـحـاسـيــبِ في الإدارةِ شـــلَّ عــمــلَ الإدارة. الــتــغــاضــي عــن الــفــاســديـــن وعــدمُ مــحــاســبــةِ كــلِّ مَـــن يُــســيءُ إلـــى الــدولــةِ أغــرقــا الــبــلـــدَ فــي الــديــونِ والــمــشــاكــل. مـســايرةُ بـعـضِ الأطرافِ عـلـى حـسـابِ الـسـيـادةِ،  وســيــاســـةُ الــمــقــاطــعــةِ الــتــي مارسَهـا أكـثــرُ مـن طـرفٍ، والإســتــقــواءُ بــالــســلاحِ، عـطّــلــتْ الـدولـةَ ومـؤسـسـاتِـهـا. الــتــصــعــيــدُ الــســيــاســي والــســجــالاتُ والإتــهــامــاتُ الـمُـتــبــادَلَــة والــعـصــبــيــاتُ الــمــذهــبــيــةُ زادتْ الــتــوتُّــرَ وعــمّـقـــتْ الــشــرخَ بــيــن الــفــئــاتِ الــحــاكــمــةِ حــتــى أصــبــحَ الــبــلــدُ كــلُّــه مــعــطَّــلاً ومــشــلــولَ الأعـمــال، والــخــاســرُ الأكــبــرُ هــو الــمــواطــنُ الــذي لــم يــعُــدْ قــادراً عــلــى إطــعــامِ أولادِه وتــعــلــيــمِــهـــم. حــتــى الــفــئــاتُ الــمــيــســورةُ أصــبــحــتْ فــي الــعَـــوَزِ بــســبــبِ حَــجْـــزِ أمــوالِــهــا فــي الــمــصــارف. والــمـــؤســفُ أنّ الــمــســؤولــيــن، عــوضَ مــعــالــجــةِ الــوضــعِ وبَــذْلِ جــهــودٍ لا مــحــدودةٍ مــن أجــلِ إنــقــاذِ الــبــلــد، هــم أنــفــسُــهــم يـَـشــكــون مــن ســوءِ الــوضــعِ. لــكــنّ تـــوصــيــفَ الــحــالــةِ لا يُــجــدي لأنّ الــجــمــيــعَ واعــون خــطــورتَــه.  المواطنُ يريدُ أجوبَةً، ينتظِرُ حُلولاً. الــمــطــلــوبُ مــعــالــجــةٌ حــقــيــقــيــةٌ. الــمــطــلــوبُ قـــرارٌ واضــحٌ وعــمــلٌ دؤوبٌ. الـمـطـلـوبُ رجالُ دولـةٍ يـتـحـلّـون بـالـشـجـاعـةِ والإقـدامِ. عــلــى كــلِّ مــســـؤولٍ أن يــقــومَ بــواجــبِــه عــلــى أتــمِّ وجــهٍ، وأن يــحــتــرمَ دســتــورَ الــبــلــدِ وقــوانــيــنَــه، وأنْ يــعــمــلَ بــنـــزاهــةٍ وإخــلاصٍ وتــجــرُّد، واضــعـــاً مــصــلــحــةَ الــوطــنِ فــوق كــلِّ مــصــلــحــة. نــحــن فـي دولــةٍ الــجــمــيــعُ فــيــهــا يــخــالــفُ الــقــانــون. أجــهــزتُــهــا تـخـالــفُ الـقــانـون، والـمـســؤولـون لا يــطــبّــقــون الــقــانــون، والــعــصــابــاتُ فــيــهــا لا تَــهــابُ الــقــانــون. ألــيــسَ واجــبــاً عــلــى الــمــســؤولــيــن أن يــفــرضــوا هــيــبــةَ الــدولــةِ ويــعــتــمــدوا الــمــحــاســبــةَ والــعــقــاب؟ وأن يُــحــاســبــوا أنــفــسَــهــم أولاً ويُــقــوِّمـوا اعــوجــاجَـهــا؟ مَــنْ يــدّعــي الــعــفّــةَ لــكــنّــه يُــغــطّــي الــفــاســديــن ولا يَــفــضــحُ أعــمــالَــهــم هــو فــاســدٌ ومُــذنــبٌ مــثــلَــهــم. مَــنْ يــغـــضُّ الــطــرفَ عــن ســلاحٍ خــارجِ الــشــرعــيــةِ مــجــرمٌ بــحــقِ الــوطــن. مَـــنْ لا يُــحــاسِــبُ الــمــســيــئــيــن إلــى الـــدولــةِ وســيــادتِــهــا وهــيــبــتِــهــا شــريــكٌ فــي الإســاءةِ إلــى الــدولــة. مَــنْ يُـعــيــقُ قــيــامَ الـدولــةِ أو يُــصـادرُ قـــرارَهـا أو  يُــورِّطُـهــا فــي نِـزاعـاتٍ هـي بِــغــنـىً عـنـهـا لا يَـعــمــلُ مِــن أجــلِ مــصــلــحــتِــهــا. أمــا مــجــلــسُ الــنــواب، الـــذي هــو مــجــلــسُ مُــمَــثّـِـلــي الــشــعــب، فــعــلــيــه الــعــودةُ إلــى دورِه الــطــبــيــعــي فــي الــمــراقــبــةِ والــمــحــاســبــةِ والــتــشــريــعِ الــشــفّــافِ غــيــرِ الــمــرتــبــطِ بــالــمــصــالــح.

 يـــا أَحِــبَّـــة، نُــصَــلِّـــي أَنْ يَــكـــونَ هـــذا الــعـــامُ الــمُــقــبِـــلُ عَــلَــيــنـــا، عـــامَ الــخَـــلاصِ لِــلُــبــنـــانَ والــلُّــبــنـــانِــيِّــيـــن. عـــامًـــا يَــجِـــدُ فــيـــهِ الــمَـــريـــضُ دَواءَهُ بِــسِــعـــرٍ مَــعــقـــول، والــجـــائِـــعُ طَــعـــامَـــهُ مِـــنْ دونِ أَنْ يَــحــتـــاجَ إلـــى تَـــوَسُّــلِـــهِ مِـــنْ أَحَـــد. عـــامًـــا يَــجِـــدُ فــيـــهِ الــطِّــفـــلُ حَــلــيــبَـــهُ، والــمَـــرأَةُ حُــقـــوقَــهـــا وإِنــصـــافَــهـــا فـــي الــقـــانـــونِ، وكِــبـــارُ الــسِّـــنِّ كَـــرامَــتَــهُـــم مُــصـــانَـــة. نُــصَــلِّـــي أَنْ تَــجِـــدَ الـــعَـــدالَـــةُ طَـــريــقَــهـــا إلـــى الــتَّــحــقــيـــقِ فـــي مــأســاةِ الــعـــاصِــمَـــة، مِـــن دونِ تــدخُّـــلٍ فــي عــمــلِ الــمُــحــقّــق أو تــعــطــيــل، حَــتَّـــى تَـــرتـــاحَ قُــلـــوبُ ذَوي الــضَّــحـــايـــا، وتُــكَــفــكَـــفَ دُمـــوعُ كُـــلِّ مَـــنْ أصــابَــه الــضــرر. نَــســـأَلُ الـــرَّبَّ أَنْ يُــغـــدِقَ الـــرَّحــمَـــةَ عــلـــى قُــلـــوبِ الــمَــســـؤولــيـــن، حَــتَّـــى يَـــرأَفـــوا بِـــالــشَّــعـــبِ، ويَــعــمَــلـــوا مِـــنْ أَجـــلِ خَـــلاصِ الــمُـــواطِــنــيـــنَ لا مِـــنْ أَجـــلِ الإِجــهـــازِ عــلــى مَـــنْ تَــبَــقَّـــى مِــنْــهُـــم فـــي أَرضِ الـــوَطَـــن. دُعـــاؤُنـــا أَنْ يَــســكُـــبَ اللهُ الـــوَعـــيَ فـــي عُــقـــولِ أَبــنـــاءِ لــبــنــان حَــتَّـــى يَــعـــرِفـــوا أَنَّ خـــلاصَ أَرضِــهِـــم بـيـدهـم، عَــبـــرَ تَــخَــلِّــيــهِـــم عَـــن عِــبـــادَةِ وَثَـــنِ الـــزَّعــيـــمِ ومـــالِـــهِ ومُــســـاعَـــداتِـــهِ الــمَـــوســمِــيَّـــة.

 أَلا بـــارَكَ اللهُ هَـــذا الــعـــامَ الــجـــديـــدَ، ومَــنَــحَــكُـــم سُـــؤْلَ قُــلـــوبِــكُـــم، وشِــفـــاءَ مَـــرضـــاكُـــم، وراحَـــةَ نُــفـــوسِ مَـــوتـــاكُـــم، وخَـــلاصَ نُــفـــوسِــكُـــم، آمــيـــن».

 

الاب نجيب بعقليني:  للعمل معا من أجل بناء السلام من خلال العدالة والمسامحة والرحمة

وطنية/01 كانون الثاني/2022  

دعا رئيس جمعية "عدل ورحمة" الاب نجيب بعقليني، لمناسبة حلول العام الجديد، أفراد المجتمع الى "العمل معا من أجل بناء السلام، وذلك من خلال تطبيق العدالة وممارسة المسامحة والرحمة".وقال في بيان: "تحتفل الكنيسة الكاثوليكية باليوم العالمي للسلام، وذلك في الأول من شهر كانون الثاني.

يدعونا السيد المسيح لعيش السلام الذي يرتكز على المحبة والحقيقة والحرية والعدالة، والذي يطال جميع المؤمنين بيسوع المسيح وغير المؤمنين به. أليس هو ملك السلام ومصدره؟ ألم يأخذ إنسانيتنا ليهبنا ألوهيته؟ ألا يعني هذا أنه زرع في قلوبنا وعقولنا الرحمة والرأفة وسلام القلب والمسامحة؟

نعم، أعطانا القدرة لبناء السلام المهدد يوميا في عصرنا لأسباب كثيرة، أبرزها: حب السيطرة، والعنف، والشر، والتسلط، والكبرياء، واللامبالاة والحقد والانتقام، والفساد المستشري، وعدم التضامن وغيرها. يعيش عالمنا حالة من "الانتحار"، والاحباط والخوف من الغد، يوما بعد يوم".

 أضاف: "لنمتلئ من السلام، كي نستطيع أن نفيض بالسلام على الآخرين "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (متى 5: 9). لنكن أبناء السلام من خلال أعمالنا وأفعالنا المعاشة يوميا، لننزع حالة "شهوة الربح والانتصار" على الآخر، بطرق غير شرعية، لا إنسانية ولا أخلاقية. لنحد من تعلقنا "بعطش السلطة" والاستعداد "لخسران الذات وموتها"، بهدف تدمير حياتنا وحياة الآخر. لنواجه معا تداعيات "جائحة كورونا" المؤذية على مسيرة البشرية، والنهوض بحالة بلادنا المزرية على جميع الاصعدة، بالتعاون والتنسيق والتضامن، وعيش الأخوة".

وختم بعقليني: "أنت السلام الحقيقي، ونردد مع الملائكة "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر". لا لثقافة العنف، نعم للسلام وثقافة السلام".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 01-02 كانون الثاني/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 01 كانون الثاني/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105205/105205/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 01/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105209/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-01-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin