المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 شباط/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.february26.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ترك الغرب شعب أوكرانا دون مساعدة عمل اجرامي ومتخاذل

الياس بجاني/فيديو: قراءة في مهزلة البعثة الأوروبية المكلفة مراقبة الإنتخابات في لبنان التي هي عملياً شرعنة لإحتلال حزب الله وبصم على تسليم البلد لحزب الله

الياس بجاني/داعش وحزب الله وجهان لإرهاب واحد ومن تفقيس حاضنات محور المقاومة

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق يحكي واقع أحزاب لبنان الشركات والوكالات التعتير وحال قطعانم التعيسة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة : 2727 إصابة جديدة و 14 حالة وفاة

الاتحاد الأوروبي يهيئ الأجواء لمعاقبة لبنانيين!

البنك الدولي مستعد لتمويل خطة الكهرباء

مصير الانتخابات: معطيات مشجّعة ولكن!

لودريان إلى بيروت قريبا… ماذا في جعبته؟

تصاعد تهديدات جمهور «حزب الله» لمعارضيه قبل موعد الانتخابات النيابية

تداعيات اقتصادية بالغة الخطورة لغزو أوكرانيا على لبنان.. سيعاني الأمرّين!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 شباط 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/02/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اعتصام في طرابلس لأهالي الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا للمطالبة بإنقاذ أبنائهم

مفاجأة السنيورة": كسر قرار الحريري بالمقاطعة والانسحاب والتقدم إلى"منصة القيادة السياسية" للطائفة

الدولية للمعلومات: 40 نائبا عزفوا حتى الآن عن الترشح و44 وجها جديدا

قَدَر الدروز: القلق دائم... لكنهم صامدون

"التيار" والدولة المدنية: مؤتمر وخريطة طريق!

بيان الخارجية اللبنانية موضع جدل.. وردٌّ ناريّ من السفارة الروسيّة!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس عبر خلال زيارته السفارة الروسية عن قلقه حيال الحرب في أوكرانيا

البابا لن يشارك بلقاء المطارنة في فلورنسا لاسباب صحية

صافرات الإنذار تدوي في العاصمة الأوكرانية جراء قصف روسي

مسؤول دفاعي أميركي: التقدم صوب العاصمة الأوكرانية كييف أبطأ مما كانت روسيا تتصور

روسيا تعلن السيطرة على مطار خارج العاصمة الأوكرانية

بوتين يدعو الجيش الأوكراني إلى الاستيلاء على السلطة

الرئيس الروسي: كل ما يجري في أوكرانيا يتم من خلال مستشارين غربيين لاسيما من الولايات المتحدة

واشنطن: نحمل بوتين والمحيطين به مسؤولية ما يحدث في أوكرانيا

والخارجية الأميركية ردا على سؤال بشأن معاقبة بوتين: كل الخيارات على الطاولة

مسؤولون بإدارة بايدن يبلغون الكونغرس: كييف قد تسقط سريعا

فورين بوليسي: بايدن يوقف محادثات الحد من التسلح مع روسيا

على خطى الاتحاد الأوروبي.. بريطانيا تجمد أصول بوتين ولافروف

سي إن إن نقلا عن مصادر: سيتم فرض عقوبات أميركية على بوتين اليوم

«مستنقع» روسي في أوكرانيا... دروس من الشيشان وأفغانستان

إعلان أسماء الفائزين بجائزة «زايد للأخوة الإنسانية» لعام 2022

الجائزة أطلقت استلهاماً من الوثيقة التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوطن الأسطورة … لبنان القداسة والتاريخ والبطولة والرسالة/الجزء الثالث والأخير- التراث/ابو أرز- اتيان صقر

مَن يلعبُ ورقة الانهيار الخَفيَّة؟/طوني عيسى/الجمهورية

لماذا دخول السنيورة يهدِّد الانتخابات؟/شارل جبور/الجمهورية

صندوق النقد غير راضٍ عن الموازنة!/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

إنجازات "المعلومات" تحاصر ادعاء عون/كتب محمد شقير/الشرق الأوسط

بوتين يغزو... بايدن يصلّي/سمير عطاالله/الشرق الأوسط

لهذه الأسباب هاجم بوتين أوكرانيا... وهكذا ستنتهي الحرب/ناجي س. البستاني/النشرة

الهجوم الروسي على أوكرانيا وتداعياته على الخليج وإيران/المعهد الدولي للدراسات الإيرانية

ماذا بعد غزو أوكرانيا؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

جولة بوتين الأولى... ماذا بعد؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

ودخل الدبّ الروسي إلى الحديقة/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

يوم التأسيس والانتصار للدولة الوطنية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

رسم خريطة أوروبا من جديد... بالدم/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

والشرق الأوسط يترقب "أوكرانياه" أيضا!/فارس خشّان/الحرة

الديبلوماسية بعد العسكرية./جورج يزبك/فايسبوك/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص رسالة الصوم التي وجهها البطريرك الراعي اليوم  من روما: نسير كنيسة سينودسية في زمن الصوم الكبير بقيادة البابا ملتزمين بناء الشركة والوحدة والصلاة

الراعي التقى نصار وترأس القداس الالهي في مؤتمر فلورانس: العائلة هي النواة الحقيقية لبناء المجتمعات والأوطان

موافقة مبدئيّة على خطّة الكهرباء"... هذه ابرز مقررات مجلس الوزراء

الرئيس عون استقبل وفد مجلس وزراء العدل العرب وابرق الى العاهل السعودي وولي العهد مهنئا: بيروت تفتح ابوابها للجميع وبخاصة للاشقاء العرب

لجنة الدفاع عن القضية الارمنية: على المجتمع الدولي ادانة جرائم أذربيجان ومنع حصول المزيد ضد الإنسانية

ميقاتي وقع قوانين جلسة مجلس النواب الأخيرة وأحالها على رئاسة الجمهورية

أبي نصر: نلتزم إجراء انتخابات نزيهة وشفافة للرابطة المارونية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

إنجيل القدّيس لوقا12/من49حتى59/قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ!وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ! هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا! فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة! يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!». وَقَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ. وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ. أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟ وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟ حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن. أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

ترك الغرب شعب أوكرانا دون مساعدة عمل اجرامي ومتخاذل

الياس بجاني/25 شباط/2022

غرب جبان ومتخاذل ترك شعب أوكرانيا يذبح ويشرد. أوروبا وأميركا يستنسخان جبن شبمرلين وبوتين يلعب دور هتلر. العالم يحتاج لتشرشل جديد

**بريطانيا كانت تسترضي هتلر.. السياسة التي تسببت في قيام الحرب العالمية الثانية

https://www.sasapost.com/translation/appeasement-second-world-war/

 

الياس بجاني/فيديو: قراءة في مهزلة البعثة الأوروبية المكلفة مراقبة الإنتخابات في لبنان التي هي عملياً شرعنة لإحتلال حزب الله وبصم على تسليم البلد لحزب الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/106538/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%87%d8%b2%d9%84/

24 شباط/2022

 

داعش وحزب الله وجهان لإرهاب واحد ومن تفقيس حاضنات محور المقاومة

الياس بجاني/22 شباط/2022

داعش صناعة إيرانية وأسدية وأردوغانية ومن تفقيس حاضنة محور الممانعة. ما اعلنه المولوي عن احباط عمليات لداعش هو دعم لإحتلال حزب الله

 

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق يحكي واقع أحزاب لبنان الشركات والوكالات التعتير وحال قطعانم التعيسة

الياس بجاني/22 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/106502/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%8a%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d8%a3/

ترى هل في لبنان أحزاب بمعايير ومفاهيم أحزاب الدول الغربية والديمقراطية حيث مبدأ تداول مواقع السلطة، والشفافية المالية، والانتخابات، والمحاسبة، والقوانين المؤسساتية الضابطة، والأهداف العلنية إضافة إلى قيم وأسس احترام العقل والعلم والحرية والمنطق، وخدمة الوطن وليس الأفراد أو الدول الأجنبية أو الجماعات الجهادية؟

بالطبع لا، وما تسمى أحزاب في لبنان جميعها، ودون أية استثناءات هي إما شركات تجارية وعائلية، أو جهادية ووكيلة لمرجعيات أو دول أجنبية.

أهداف هذه الأحزاب الشركات الوكيلة والجهادية تتمحور حول الربح المادي والزعامة والسلطة والنفوذ واستعباد الناس والمتاجرة بهم، أو العبودية للمراجع الأجنبية والدينية بما يخص الأحزاب الوكيلة والجهادية من مثل حزب الله، الوكيل الإيراني.

ففي آلية عمل هذه الشركات الأحزاب كافة، المالك أو ورثته أو المراجع الخارجية (للأحزاب الوكيلة والجهادية) هم دائماً على صواب ومطلوب من الحزبي في أي موقع كان الطاعة العمياء، والتبعية الغنمية المذلة، وتنفيذ الإملاءات والأوامر دون سؤال، وإلا لا مكان له في الشركة-الحزب.. أو في الحزب الوكيل.

من هنا فإن الحزبي للأسف في لبنان هو مواطن تخلى عن حقوقه في المواطنة وكذلك عن حريته، وارتضى العبودية بأبشع صورها، وقبّل لعب دور “الزلمي”، و”التابع” “والهوبرجي” لأصحاب الشركة الأحزاب، أو خادماً ومسلحاً لأجندات شركات الأحزاب الجهادية والوكيلة للخارج مثل حزب الله الوكيل الملالوي.

وبناءً على هذه الحقائق البشعة والمهينة للعقل ولمبدأ الحرية، فإن لا وجود عند الحزبي في لبنان لحاسة نقد ولو جزئية، ولا فسحة في عقله لأي منطق أو رأي مستقل.

الحزبي اللبناني إذاً هو في مفهوم التكنولوجيا الحديثة مجرد “ريبوت”، أي إنسان آلي، يُسَّير عن بعد أوعن قرب بريموت كونترول أصحاب شركة الحزب المحلية أو الوكيلة.

وبنتيجة هذه “الريبوتية”، لا نسمع، ولن نسمع في أي وقت، أن حزبي ما ومهما على شأنه قد اعترض على قرار واحد يتعلق بمواقف أو تحالفات أو معايير عداء أو سلم أو حرب اتخذه صاحب شركة حزب أو وكيل للخارج الذي يزين صدره الحزبي هذا بزرها أو يلف حول رقبته فولارها… من يعترض يطرد ويُخّون وربما يصفى جسدياً.

في الخلاصة، فإن مشكلة لبنان الأساسية هي ليست محصورة حالياً في الاحتلال الإيراني البغيض والمجرم والإرهابي وفي حكام طرواديين ودمة وواجهات، بل تكمن أيضاً في قسم كبير منها في تبعية وغنمية السواد الأعظم من العاملين في المجال الحزبي.

https://www.youtube.com/watch?v=ibcqtxnWudk&t=373s&ab_channel=EliasBejjani

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

وزارة الصحة : 2727 إصابة جديدة و 14 حالة وفاة

وطنية/25 شباط/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل " 2727 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1062879 ، كما تم تسجيل 14 حالة وفاة".

 

الاتحاد الأوروبي يهيئ الأجواء لمعاقبة لبنانيين!

وكالة أخبار اليوم/25 شباط/2022

رغم الاشاعات والكلام المتكرر عن محاولات القوى السياسية تأجيل الانتخابات، الا ان استعدادات الاحزاب والتيارات قائمة، وكذلك تحضيرات الحكومة اللوجستية والتقنية، وآخرها إحالة وزير المالية يوسف الخليل على الأمانة العامة لمجلس الوزراء مشروع مرسوم مرفق بمشروع قانون يرمي إلى فتح اعتماد إضافي استثنائي في الموازنة العامة لعام 2022 بقيمة 320 مليار ليرة في موازنة وزارة الداخلية والبلديات وفي موازنة وزارة الخارجية والمغتربين لتغطية نفقات الانتخابات النيابية. ورغم “الخضّة” الأوروبية نتيجة بدء الحرب الروسية على اوكرانيا، الا ان هذا الامر لم يمنع الاتحاد الاوروبي من اصدار بيان يعلن فيه عزمه ارسال بعثة لمراقبة الانتخابات في لبنان. فماذا يعني هذا الإعلان؟ إلى ذلك، أوضح  مصدر ديبلوماسي متابع، عبر وكالة “أخبار اليوم”، أن هذا الأمر يعني التأكيد الأوروبي والتشديد على ضرورة الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، “والا سيفتح باب الجحيم” على المسؤولين في حال تمّ تأجيل الانتخابات او الغائها. وقال المصدر: “الاتحاد الاوروبي الآن في وضع متوتر نتيجة هذه الحرب وامكان خسارة اوكرانيا، لذا، هو يفضّل عدم الاستخفاف به أو بقراراته وإلا سيمضي قدماً بنظام العقوبات وفق الآلية المتّبعة وموادها”. ووفق معلومات “أخبار اليوم” فهناك بداية تفكير في تهيئة الاجواء لمعاقبة المسؤولين اللبنانيين الذين سيتبين انهم وراء تعطيل أو تسويق عدم اجراء الانتخابات وخاصة انتخابات المغتربين في الخارج، لا سيما في ضوء الانباء التي وردت حيال ضرورة تمويل البعثات لكافة العملية الانتخابية. اذ ان هذه العقوبات ستشمل المستويات كافة.

 

البنك الدولي مستعد لتمويل خطة الكهرباء

 الجمهورية/25 شباط/2022

اعلن المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط ساروج كومار جاه «انّ لبنان في حاجة الى ايلاء الأولوية لوضع اللمسات الأخيرة على الورقة الاصلاحية مع الأطراف المعنية للتوصل الى إقرارها وتبنّيها، وأبلغت الى رئيس الوزراء أننا نرغب برؤية تبني خطة للكهرباء في أسرع وقت ممكن لأنها شرط أساسي للبنك الدولي من أجل تأمين التمويل لقطاع الكهرباء». وكان كومارجاه قد شارك على رأس وفد من البنك الدولي في اجتماع ترأسه ميقاتي أمس الخميس وخصص للبحث في مشاريع البنك مع لبنان، وتم خلاله البحث في واقع الاقتصاد اللبناني، ومجالات التعاون والمساعدات التقنية والفنية التي يمكن البنك ان يقدمها في القطاعين المالي والمصرفي والبنى التحتية وخصوصا الكهرباء والمياه والبيئة. وعلمت «الجمهورية» ان كومار جاه زار فياض عصر أمس في مكتبه في وزارة الطاقة ودعاه الى الدفاع عن الخطة التي أعدّها معبّراً عن تأييد البنك الدولي لها بكل تفاصيلها، وهو على استعداد لتمويلها متى أقرّت. لافتاً الى انه ابلغ الى ميقاتي والمشاركين في الاجتماع بهذا الموقف، متسائلا عن الأسباب التي حالت دون إقرارها بالسرعة القصوى للبدء بتطبيقها.

 

مصير الانتخابات: معطيات مشجّعة ولكن!

وكالة الانباء المركزية/25 شباط/2022

يقترب موعد 15 ايار بسرعة. اسابيع قليلة لا اكثر، باتت تفصل اللبنانيين عن الانتخابات النيابية. حتى اللحظة، كل شيء تقنيا ولوجستيا، يؤشر الى ان الاستحقاق سيحصل في تاريخه المحدد، وهذه الحركة التحضيرية تدفع الى التفاؤل، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. في الساعات الماضية، عقبةُ “تمويل” الانتخابات وتغطية تكاليفها في الداخل والاغتراب، تم تخطيها. فغداة جلسة مجلس الوزراء الاربعاء والتي أقرّت هذه النفقات، أحال وزير المالية يوسف الخليل على الأمانة العامة لمجلس الوزراء، امس، مشروع مرسوم مرفق بمشروع قانون يرمي إلى فتح اعتماد إضافي استثنائي في الموازنة العامة لعام 2022 بقيمة 320 مليار ليرة في موازنة وزارة الداخلية والبلديات وفي موازنة وزارة الخارجية والمغتربين لتغطية نفقات الانتخابات النيابية المقررة في أيار 2022. وفي وقت تطمئن “الداخلية” كما “الخارجية” ووزيراها بسام المولوي وعبدالله بو حبيب، في كل مناسبة، الى أن الوزارتين جاهزتان للاستحقاق على الصعد كافة، حمل الاربعاء، تطورا “خارجيا” مشجّعا انتخابيا ايضا، حيث  أعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان في بيان، ان “الاتحاد قرر إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات النيابية وعيّن الممثلُ الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل عضو البرلمان الأوروبي جيورجي هولفيني كبير مراقبي البعثة”. وسيبلغ عديد البعثة 80 مراقباً وخبيراً سيتوزعون بين بيروت والمناطق، وبعضهم سيتولى تغطية عمليات تصويت المغتربين في عدد من دول الانتشار. غير ان كل هذه العوامل التي تدل على ان البلاد تتحضر فعليا للانتخابات، تقابلها عوامل اخرى تدفع اللبنانيين، التواقين الى الاستحقاق للتغيير، الى الحذر، وتُبقيهم “على أعصابهم”. اوّل هذه المعطيات، الإقبال الخجول على الترشح للانتخابات، مع ان هذا الواقع مرشّح للتبدل مع اقتراب تاريخ 15 آذار (الذي تنتهي عنده مهلة تقديم الترشيحات). اما ثانيها، فيتمثل في اصرار بعض القوى السياسية، رغم اقتراب موعد الانتخابات، على إدخال تعديلات الى قانونها او على قواعد اجرائها “ميدانيا”. فحتى اليوم، لا يزال التيار الوطني الحر مصرا على اعتماد “الميغاسنتر”، ويصعّد نبرته على هذا الخط. امس، لفت رئيس التيار النائب جبران باسيل، عبر تويتر، إلى أن الحكومة انشأت 219 مركزا للميغاسنتر في ٥٩ دولة في العالم، وليس هناك أي عذر بعدم إنشائها ٧ مراكز في لبنان، محذّرا من حرمان الناس من الاقتراع بسبب البعد وكلفة التنقّل. وأشار باسيل إلى أن “بهذه الطريقة تقوم الحكومة بتشجيع المال السياسي وتخفيض نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية”. وختم “الوقت كافي، الكلفة بسيطة والانتخاب اسهل. لن نقبل”. الميغاسنتر اجراء اصلاحي طبعا، تضيف المصادر، الا ان الهامش الزمني لتطبيقه بات ضيقا جدا، فهل المطلوب من خلال التمسك به، إرجاء الاستحقاق مثلا؟! ويبقى العامل الاساس المولّد للقلق انتخابيا، متمثلا في الا تكون لايران مصلحة في حصول الاستحقاق، خاصة اذا كان حزب الله يشعر ان حلفاءه في فريق 8 آذار لن يحققوا النتائج المرجوّة وسيُفقدونه تاليا، الاكثرية في البرلمان… فلننتظر ونر، تختم المصادر.

 

لودريان إلى بيروت قريبا… ماذا في جعبته؟

إم تي في اللبنانية/25 شباط/2022

كشفت معلومات الـmtv عن أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت ستتمّ في 3 و4 آذار، في حال لم تتطور الحرب الروسية – الأوكرانية. وسيكون في عداد الوفد المرافق السفير بيار دوكان الذي سيتابع مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وخطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة، بالإضافة إلى موضوع الموازنة. وسيتواصل مع اللاعبين المعنيين بهذه الخطة، علماً أنه من ابرز المشجعين لإبرام اتفاق مع صندوق النقد من دون تباطؤ.

 

تصاعد تهديدات جمهور «حزب الله» لمعارضيه قبل موعد الانتخابات النيابية

صحيفة الشرق الأوسط/25 شباط/2022

عكس تهديد الناشطين الإلكترونيين الذين يدورون في فلك «حزب الله» للأستاذ الجامعي باسل صالح، حجم التضييق الذي يمارسه جمهور الحزب على الناشطين المعارضين له في مناطق نفوذه قبل الاستحقاق الانتخابي.

وعادةً ما تتصاعد التهديدات والمضايقات قبل الاستحقاقات الانتخابية، لكنها في هذا العام تكتسب بُعداً أكثر أهمية، بالنظر إلى أنها تأتي بعد الانتفاضة الشعبية عام 2019 والتي انبثقت عنها مجموعات من المجتمع المدني تعمل بشكل جدي لخوض هذا الاستحقاق، ويعوّل كثيرون على تغيير في نتائج الانتخابات النيابية المقبلة استناداً إلى زخم الحراك الشعبي.

وأعلن الناشط السياسي والأستاذ الجامعي، ابن منطقة كفرشوبا في الجنوب، باسل صالح، عن تلقيه تهديداً من أحد الأشخاص المناصرين للحزب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إنه هدّده بالتصفية الجسدية، بعد انتقاده للحزب إثر استباحة الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية خلال الأيام الماضية، ووصفه تعليقات ناشطين مؤيدين للحزب الذين تحدثوا عن عدم خوفهم من هذه الطائرات، بـ«المكابرة». وكتب صالح على حساباته الإلكترونية قائلاً: «ألم يحكمنا نصر الله وحزبه كي يتوقف الطيران الإسرائيلي عن استباحة أجوائنا؟»، مضيفاً: «لا أعرف مصدر مكابرة متلازمة القوة المفرطة وعدم الخوف من الموت، لكن ما أعرفه أن ملامح وجه الميليشياوي الذي أوقفوه في منطقة شويا (في إشارة إلى عنصر الحزب الذي كان يستقل راجمة صواريخ في منطقة شويا في حاصبيا في جنوب لبنان، وأوقفته مجموعة من البلدة بعد إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل في الصيف الماضي) تقوّض كل قوة أمام حقيقة الخوف».

وبعد هذا الكلام أعلن صالح عن تهديده قائلاً: «أحدهم هددني بشكل علني، وحدد مكان عملي في تهديده» في إشارة إلى الجامعة اللبنانية. وقال إن المناصر للحزب «يتحدى القانون والقوى والأجهزة الأمنية. هو يتهم ويخون ويهدد، وهناك جماعة من الجهة الحزبية عينها تصفق له». وأضاف: «جماعة من البشر يعدّون الوطنية، ونظافة الكف، على قياسهم هم فقط، وكل من يقول لا، هو خائن وعميل ويجب الاقتصاص منه».

ويضع صالح «هذا التهديد العلني في يد الأجهزة الأمنية المحلية، والجهات الدولية التي تراقب، عن كثب، كل ما يجري في لبنان»، مضيفاً: «نحن في صراع مباشر مع حكم تحالف الميليشيات والمافيات، نحن تحت رحمة السرقة والاحتيال ومصادرة الحقوق من ناحية، وتحت رحمة كاتم الصوت من ناحية ثانية».

ويتهم صالح «الذباب الإلكتروني الذي يدور في فلك (حزب الله)»، بالوقوف خلف هذه التهديدات، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه يتبع الإجراءات القانونية حيال التهديد الذي تعرض له، لافتاً إلى أنه تقدم بدعوى قضائية. ويشير إلى أن قوى الأمن اتصلت به بعد 48 ساعة من إعلانه عن تعرضه للتهديد وسؤاله عما إذا كان يتعرض لخطر داهم، لكنه يقول إن إدارة الجامعة اللبنانية التي وُضع التهديد في عهدتها أيضاً كونه أستاذاً فيها، «لم تبادر إلى فعل أي شيء، كذلك رابطة الأساتذة المتفرغين».

ويربط صالح هذه التهديدات بالاستحقاق الانتخابي المقبل والحراك الذي يقوم به إلى جانب مجموعة من الناشطين في منطقة الجنوب، ويرى أن ما أزعج «الذباب الإلكتروني» بشكل أساسي هو «انتقاده لصورة المقاتل الذي لا يُقهَر الذي يحاول الحزب رسم صورته منذ 35 عاماً، ووصْف هذا المقاتل بالميليشياوي». وأضاف صالح: «معركة الجنوب هي الأخطر بالنسبة إلى (حزب الله) وهو الذي استطاع ترهيب الانتفاضة الشعبية التي خرجت من بيئته في الأيام الأولى للمظاهرات عام 2019، وبالتالي سيبذل جهده لعدم انعكاس أي حراك سياسي ضدّه على صناديق الاقتراع، وبالتالي سيواجه أي عمل سياسي في الجنوب».

ولا يستبعد صالح أن تتصاعد الحملات ضد معارضي الحزب في الفترة المقبلة مع اقتراب الانتخابات النيابية، «لا سيما مع محاولة المجموعات رصّ صفوفها لخوض المعركة»، مضيفاً أن «الضغوط يمكن أن تتجسد بألف طريقة، ولعل تصفية الناشط والباحث السياسي لقمان سليم خير دليل على ذلك».

وتعيد هذه التهديدات إلى الذاكرة تلك التي استهدفت المعارضين الشيعة في انتخابات عام 2018 وبينهم الصحافي علي الأمين، حيث تم الاعتداء عليه في الجنوب، حيث كان الأمين مرشحاً لمقعد نيابي في المنطقة.

ولا تستبعد الباحثة والأستاذة الجامعية منى فياض، أن يصعّد «حزب الله» تهديده وحملته ضد معارضين عشية الانتخابات، وقد تصل إلى حد الاغتيالات. وتضع فياض هذه التهديدات في خانة الدفاع عن النفس وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «تهديدات (حزب الله) لمعارضيه لا تتوقف وقد تزيد حدّتها مع اقتراب موعد الانتخابات التي لا يعمل فقط (حزب الله) خلالها للحصول على أكبر عدد من المقاعد، إنما لإثبات أن شعبيته لم تتراجع في ظل الاستياء الشعبي الذي بات واضحاً في بيئته في الفترة الأخيرة».

وتضيف: «كل ما يحصل في الفترة الأخيرة من الحديث عن استقدام الغاز الإسرائيلي إلى لبنان وتنازل السلطة اللبنانية عن مساحة في الحدود البحرية وما يُعرف بالخط 29… هذا كلّه بمقاييسهم خيانة موصوفة». وترى أن «كل ذلك بعلم (حزب الله) الذي بات في موقع الدفاع عن النفس بعدما انكشف أمام جمهوره وهو الذي يدّعي المقاومة وتحرير الأراضي المحتلة، وبالتالي سيلجأ إلى التهديد والتخويف»، مضيفة: «بدأنا نسمع بتركيب ملفات عمالة وغيرها بحق البعض كان آخرها لصحافي لبناني بتهمة العمالة، لكتابته مواضيع تنتقد (حزب الله) والثنائي الشيعي (الحزب وحركة أمل)».

 

تداعيات اقتصادية بالغة الخطورة لغزو أوكرانيا على لبنان.. سيعاني الأمرّين!

المركزية/25 شباط/2022

لم يكن ينقص لبنان شقاء وتداعيات إضافية على أزماته وانهياراته سوى أن يغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا لتشتعل مع هذه الحرب تداعيات اقتصادية بالغة الخطورة على البلدان المأزومة في المنطقة وفي مقدمها لبنان، مهددة إياه كما تنبأ له مسؤولون أميركيون بالجوع.، كما أشارت "النهار".

على مستوى العصف الاقتصادي للعدوان الروسي على أوكرانيا، يقف لبنان على شفير أزمة جديدة تضاف إلى باقة أزماته الاقتصادية والمالية والمعيشية، وسيعاني بنتيجتها "الأمرّين": غلاء الأسعار وتفاقم التضخم، وفق ما أكدت مصادر اقتصادية ل"نداء الوطن"، موضحةً أنّ "الساحة اللبنانية لن تكون بمنأى عن تأثيرات الحرب الأوكرانية، لا سيما وأنّ لبنان يستورد 50% من حاجاته من القمح من أوكرانيا، ما يهدد بضرب سلسلة تموينه من هذه المادة الحيوية، التي بدأت تتفاقم أزمتها أساساً نتيجة غياب التمويل من مصرف لبنان الذي لم يعد يفتح الاعتمادات بالدولار لاستيراد القمح بالسهولة نفسها التي كانت سائدة خلال فترة الدعم السابقة".وإذ نوّهت بأنّ "توقف المطاحن عن تسليم الأفران القمح ناتج عن تأخر المصرف المركزي في تسديد المستحقات المالية للبواخر الراسية في عرض البحر بانتظار فتح الاعتمادات"، أشارت في المقابل إلى "وجود مخزون يكفي لقرابة الشهرين في مخازن المطاحن لكن في حال انقطاع الاستيراد من أوكرانيا، فإنّ الخيارات البديلة غير واضحة راهناً، وهي قد تشمل الاستيراد من دول أخرى من بينها الولايات المتحدة أو رومانيا والهند"، آخذةً في هذا السياق على الدولة اللبنانية عدم وجود "استراتيجية أمن غذائي" لديها، تمكن من احتواء أزمات طارئة من هذا النوع.

وفي حين ارتفع سعر طن القمح عالمياً ليتجاوز الـ300 دولار أمس، فإنّ المصادر ترى أنّ "الأثر الأكبر على المالية العامة سيكون متصلاً بمسألة ارتفاع سعر النفط مع تخطي سعر البرميل عتبة الـ100 دولار، خصوصاً وأنّ لبنان يستورد ما معدله 4 مليارات دولار من النفط والمحروقات الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع متزايد في تسعيرة البنزين والمازوت، فضلاً عن ارتفاع سعر الغاز عالمياً، وإلى تفاقم عجز ميزان المدفوعات ما سيشكل تالياً ضغطاً إضافياً على الليرة المنهارة أصلاً رغم تعاميم المصرف المركزي وسياساته المالية القصيرة الأمد". وفي ضوء ذلك، أشارت المصادر إلى أنّ "الضغط المتزايد على الليرة سوف يلتهم ما تبقى من قدرة المواطن الشرائية"، موضحةً أنّ ارتفاع أسعار المحروقات "سينعكس تلقائياً وبأشكال مباشرة وغير مباشرة على كافة السلع الاستهلاكية نتيجة ارتفاع كلفة التنقلات داخلياً، بالإضافة إلى الارتفاع المتوقع في أسعار كافة المواد والبضائع المستوردة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 شباط 2022

وطنية/25 شباط/2022

الجمهورية

يستعد حزب فاعل لإصدار كتاب يوثق بالتفصيل ملفات خصومه في السياسة وهو من إعداد أحد نوابه.

رأت مصادر مطلعة أنّه لن تستجد قريباً معطيات جديدة على ملف قضائي مالي إذ اختلط فيه الحابل بالنابل.

لا يُعلّق رئيس سابق على تطورات تجري داخل حزب كان يترأسه ويكتفي بالإستماع والإطلاع على ما يُنقل إليه.

اللواء

يتابع معنيون كيفية انعكاس التحوُّل في الوضع الدولي على سوريا ولبنان، في الأسابيع المقبلة، بصرف النظر عن مفاوضات فيينا.

تكاد العلاقات تبدو شبه منقطعة بين حركة سياسية وحزب وسطي، على خلفيات فيتوات على شخصيات حزبية مرشحة للانتخابات..

نشطت "حرب البوستات" بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتم إدخال الروسيات والأوكرانيات، بعشرات البوستات من "إنتاج لبناني"!

نداء الوطن

علم أن ردَّ أحمد الحريري على الرئيس السنيورة بعد مؤتمره الصحافي أمس الأول حصل بناء على طلب من الرئيس سعد الحريري مباشرة، غير أنه خَلَق تعاطفاً مع السنيورة نظراً لعلاقته التاريخية بالحريري الأب والإبن ولصعوبة القبول بأن يعلِّم أحمد الحريري الرئيس السنيورة ما يجب أن يفعله.

يشهد الداخل السوري زيارات متكررة لبعض الشخصيات العكارية الطامحة للترشح عن المقعد العلوي في دائرة الشمال الأولى، وذلك طمعاً في الحصول على أصوات الطائفة من جهة والترشح على لائحة 8 آذار في هذه الدائرة من جهة أخرى.

لوحظ ان وزير الداخلية لم يستخدم في مؤتمره الصحافي أمس الأول تعبير الضاحية الجنوبية كهدف للمجموعات الارهابية مع ان تقرير شعبة المعلومات ذكر ثلاث مناطق محددة.

الأنباء

لا تزال الخلافات تستحكم داخل تيار سياسي على خلفية رفض رئيسه ترشيح نائب حالي من منطقة ساحلية.

يتولى فريق إعلامي محسوب على حزب فاعل التصويب المباشر في أكثر من اتجاه نحو حزب سياسي عريق. 

البناء

تساءل مرجع نيابي عما اذا كان الموقف الصادر عن وزير الخارجية اللبنانية حول الحرب في أوكرانيا والانحياز ضد روسيا يمثل موقف الحكومة، خصوصاً أن رئيسها ينادي دائماً بالنأي بالنفس والحياد، مضيفاً أن الأمر أكبر من صلاحيّات وزير ورئيس حكومة.

قال مسؤول مالي في موسكو إن عضّ الأصابع الاقتصادي بين روسيا والغرب يدور حول مَن سيبدأ بوقف تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا فإن جاءت العقوبات على التحويلات الروسية بواسطة السويفت أو بادرت روسيا للرد على العقوبات النتيجة واحدة وهي لا غاز روسي إلى أوروبا.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/02/2022

وطنية/25 شباط/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

يمكن القول إن الخبر الأبرز من أوكرانيا هو عرض بوتين إجراء محادثات مع أوكرانيا بعد أن أبدى الرئيس الأوكراني زيلينسكي موافقته على حياد بلاده وذلك بعد مرور حوالى ست وثلاثين ساعة على دخول جيوش القيصر أراضي أوكرانيا.

فهل يفضي ذلك الى إحجام القوات الروسية عن دخول كييف المحاصرة بانتظار جلوس وفدي البلدين الى الطاولة في مينسك؟

وهل يعقل أن مجرد تلميح زيلنيسكي بالحياد كاف لإقناع القيصر باتخاذ قرار يحقن الدماء في سادس حرب يخوضها في الخارج منذ وصوله إلى حكم روسيا عام 1999 بدءا من كوسوفو والشيشان وجورجيا والقرم فسوريا واليوم أوكرانيا؟ ولم يستبعد الأوروبيون أن تكون دول أوروبية أخرى على لائحة تدخل بوتن العسكري.

من الواضح ألا الإدانات الدولية ولا دعوات منظمات حقوق الإنسان ولا سخط الرأي العام العالمي حيال الحرب لقيت صدى لدى الكرملين ولا حتى إسقاط عضوية روسيا في مجلس أوروبا ولا تجميد أصول بوتين ووزير خارجيته في اوروبا ولا التهديد بالعزلة الدولية أو بعقوبات كلاسيكية لم تؤت أكلها.

وهنا لا بد من السؤال عن سلاح "السويفت" الذي طالب بايدن بتطبيقه ضد موسكو وشركاتها ومؤسساتها المالية ويتردد القادة الأوروبيون بإشهاره لكنه يبقى الخيار الأخير أمام الغرب لكبح جماح القيصر الذي يذكر تماما أن تطبيق إسقاط إيران من نظام السويفت العالمي كنظام تراسل مالي عالمي خسر إيران نصف مداخيلها النفطية عام 2012 ويمكن القول إن المفاضلة الآن تجري بين السويفت واستمرار تدفق الغاز الروسي نحو أوروبا وعلى أحد القرارين يتوقف مصير الحرب على أوكرانيا.

لبنان لم يسلم من شظايا حرب أوكرانيا فهو تلقى عتبا ودهشة روسيين على خلفية بيان الخارجية بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا لكن وزير الخارجية أعاد اليوم التمسك بالموقف اللبناني المبدئي المستند الى مبادىء الشرعية الدولية

وفي بعبدا موافقة مبدئية ومشروطة للحكومة على خطة إصلاح الكهرباء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لا صوت يعلو صوت القصف الروسي على أوكرانيا وصفارات الإنذار في كييف.

في اليوم الثاني واصلت موسكو عمليتها العسكرية وهي باتت عند ابواب العاصمة الأوكرانية التي بادر جيشها إلى تفجير جسر بالقرب منها ليعرقل وصول الدبابات الروسية إليها.

في المقابل كان حلفاء أوكرانيا الغربيون وفي حلف الناتو يؤكدون أن لا أحد في أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية لديه الرغبة في خوض الحرب ضد روسيا أو إرسال قوات إلى كييف في الوقت الحالي.

ولعل التصريحات الغربية هي التي دفعت الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إلى الشكوى مما وصفه بالخذلان الغربي لبلاده وتركها وحيدة في مواجهة روسيا.

جل ما سعت واشنطن للتوصل إليه هو الضغط على حلفائها لفرض عقوبات على موسكو بشكل يقوض قدرتها على القيام بأعمال تجارية بالعملات الرئيسية في العالم إلى جانب العقوبات على البنوك والشركات التي تملكها الدولة الروسية وهي عقوبات صممت بطريقة لا تسبب اي تعطيل لتدفق الطاقة الحالي من روسيا باتجاه العالم.

على اية حال فإن موسكو ستتخذ في المقابل عقوبات مضادة وفق مبدأ المعاملة بالمثل.

هذا في وقت أعلن فيه الكرملين الإستعداد لإرسال وفد إلى (MINSK) للتفاوض مع وفد أوكراني بينما دعا الرئيس فلاديمير بوتين الجيش الأوكراني إلى الإمساك بالسلطة وعندئذ سيكون من الأسهل التوصل إلى تفاهم.

في لبنان حضرت الكهرباء في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا وتمت موافقة مبدئية على خطتها من دون إقرارها.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

لا نريد حربا مع روسيا..

قالتها وزيرة الدفاع الفرنسية فانهت المشهد على الساحة الاوكرانية، وأبقت الممثل المعروف على الشاشة – الفاشل في السياسة – فلاديمير زيلينسكي في اسوأ دور ومصير، ضمن سيناريو كتبه له الاميركي، وتولى اخراجه الحلف الاطلسي. وهو مسلسل اميركي طويل قد حفظه العالم بعدة لغات لا سيما العربية منها والافغانية، واليوم الاوكرانية..

لقد تركنا وحيدين بمواجهة روسيا – قال الرئيس الاوكراني الذي يتولى يوميا اذاعة اخبار تقدم القوات الروسية ، معلنا من مخبئه ان تلك القوات دخلت مناطق في العاصمة كييف .

اما عواصم القرار الغربي فاكملت دعمها اليومي لحكومة زيلينسكي عبر صليات من بيانات الاستنكار الدقيقة، والعقوبات الاقتصادية التي تتولى دبابات الجيش الروسي سحقها رزمة برزمة..

مشهد لم يكن يتوقعه حتى أكثر الاوكرانيين شكا بحلفائهم الاميركيين والاوروبيين، اما بعض الرسميين اللبنانيين فقد فاقوا كل التوقعات.

فالملتحفون متى شاؤوا عنوان الحياد، لم يحيدوا عن توريط بلدهم بالازمات تلبية لخواطر واوامر بعض السفارات، وتولت وزارة الخارجية ادانة الهجوم الروسي على اوكرانيا ببيان خارج عن كل قواعد الدستور والاعراف اللبنانية، مسعرة ازمة داخلية بتصرفها الذي اقل ما يقال فيه انه ارتجالي وغير مسؤول، وغير متفق عليه داخل الحكومة، ومفتعلة اخرى خارجية، اول معالمها بيان عبرت فيه السفارة الروسية في بيروت عن دهشتها لبيان الخارجية اللبنانية المخالف لسياسة النأي بالنفس التي تدعيها، مذكرة من كتب البيان ومن زوده بحبره السياسي بان روسيا لم توفر جهدا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية..

جمهورية لم يكن عند بعض سياسييها حرج التورط في صراع الكبار زمن محاذرة كبريات دول العالم في كل خطوة وبيان، وهي جمهورية تاركة ابناءها يواجهون مصيرهم في اوكرانيا ، ومأزومة الى حد البحث بين جداول موازناتها المهترئة عن بضعة دولارات لشراء القمح ، وعن بعض ساعات كهربائية بين خطوط توترها العالي المتقطعة..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

لليوم الثاني على التوالي :الحرب على اوكرانيا مستمرة. الهجوم الصاروخي على العاصمة والمدن الاوكرانية قوي ومكثف. وهو عزز اليوم بهجوم بري مؤلل  بحيث  تقدمت القوات الروسية نحو كييف من ثلاثة محاور،  كما اصبحت المدرعات الروسية على المشارف الشمالية للعاصمة.

محافظ كييف اعلن ان العاصمة دخلت في مرحلة دفاعية ، فيما عرض التلفزيون الاوكراني تعليمات للمواطنين تتعلق بسبل صناعة قنابل المولوتوف  وذلك للدفاع عن انفسهم.

اذا حتى الان اوكرانيا صامدة وتقاوم.…في المقابل اميركا تدين وتعاقب من بعيد، اما اوروبا فتؤكد بادائها انها فعلا القارة العجوز.

فوزيرة الدفاع الفرنسي  مثلا اعلنت ان بلادها ستتخذ قرارها قريبا جدا بشأن ما اذا كانت  سترسل اسلحة اضافية الى اوكرانيا.

طبعا التصريح الفرنسي مستغرب. فالمدرعات الروسية تدق ابواب العاصمة الاوكرانية ، فيما فرنسا لا تزال في طور دراسة الموضوع !  والاداء الاوروبي والعالمي الملتبس هو ما جعل الرئيس الاوكراني يطلب من الاوروبيين التظاهر لارغام حكوماتهم على التحرك ضد الغزو الروسي لاوكرانيا. فهل يكون الشارع الاوروبي بديلا عن ضائع الحكومات الاوروبية، وهل تعوض الشعوب الاوروبية ضعف الانظمة وترددها ولا جدوى قراراتها؟

تداعيات الازمة الاوكرانية لم ينج منها لبنان. فهي زادت الى الانقسامات اللبنانية انقساما جديدا. فبيان وزارة الخارجية الذي صدر امس تفاعل اليوم، حتى داخل مجلس الوزراء ، حيث سجل عدد من الوزراء تحفظهم عن مضمونه. فكيف لحكومة لا تتفق على بيان حول السياسة الخارجية ان تتفق على الشؤون الداخلية ؟ وكيف لحكومة لا تملك رؤية واحدة حول الوضع في اوكرانيا، ان تملك نظرة واحدة الى الوضع في لبنان؟ وهذا الامر تأكد لدى مناقشة الحكومة خطة الكهرباء.

فللمرة الثانية على التوالي تعجز حكومة ميقاتي عن اقرار خطة الكهرباء. ولأن الخطة لم تمر بقرار رسمي، فان الحل كان بالموافقة المبدئية للحكومة على الخطة. فماذا تعني قانونيا ودستوريا الموافقةالمبدئية؟ وهل الموافقة المبدئية مثلا تشمل اعادة تنظيم قطاع الكهرباء، ولاسيما تشكيل الهيئة الناظمة، وهو موضوع خلافي بين القوى السياسية منذ اعوام واعوام ؟ هكذا يتأكد ان المسار الانقاذي لحكومة معا للانقاذ متعثر ومتخبط، وهي حكومة عاجزة، وغير قادرة حتى الان على الاقل على تنفيذ ما هو مطلوب منها دوليا.

فالمنظومة الفاشلة لا يمكن ان تنتج الا حكومة فاشلة.  لذلك ايها اللبنانيون خوضوا معركة التغيير في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وفي الخامس عشر من ايار  اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

لم يكن ينقص لبنان إلا الخلاف على التطورات في أوكرانيا.

فبعدما ظن كثيرون أن الحدث بعيد عنا، ولا يمكن أن يطالنا بشظاياه السياسية، ولو أن تداعياته لن تغيب، بفعل أثره على موضوعي المحروقات والقمح، تبين أمس أننا في صلب الأزمة المستجدة، على وقع التباين الذي أثاره بيان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، والذي كان حزب الله أول المعترضين عليه في جلسة مجلس الوزراء اليوم.

وعلى وقع بيان للسفارة الروسية، ومؤتمر صحافي مرتقب للسفير، وفي مقابل قيام السفيرة الفرنسية والسفير الألماني بزيارة لبو حبيب لشكره على البيان، وطلب مشاركة لبنان في تبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن، زار عدد لافت من سفراء الدول الغربية، تتقدمهم السفيرة الاميركية، مقر السفارة الاوكرانية في رسالة تضامن من على ارض لبنان.

وفي الموازاة، بدأت معالجة ذيول البيان الملتبس، علما ان مستشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للشؤون الروسية امل ابو زيد كان كشف صباحا لل أو.تي.في. انه تلقى اتصالا من وزارة الخارجية الروسية ليل امس، استهجن بيان الخارجية اللبنانية، نظرا الى مضمونه المفاجئ ولهجته الغريبة.

وإذ أوضح ابو زيد أن الجانب الروسي يتفهم تعقيدات التركيبة اللبنانية، أكد أنهم اعربوا لهم عن عتبهم بوضوح. وأعلن ابو زيد أنه يزور موسكو الاسبوع المقبل لعقد لقاءات في الخارجية الروسية بهدف توضيح الصورة، الى جانب لقاء بالسفير الروسي لدى لبنان.

أما على مستوى مجلس الوزراء، الذي حضر بيان الخارجية على طاولته، فإقرار مبدئي لخطة الكهرباء، مع تشكيل لجنة اضافية، الى جانب وعد بطرح دراسة الميغاسنتر في الجلسة المقبلة، بعد تعيين ثلاثة اعضاء في هيئة الاشراف على الانتخابات اليوم.

لكن، قبل الدخول في العناوين المطروحة، وابرزها الى جانب تفاصيل الازمة الاوكرانية وتداعياتها على لبنان، التدابير المتخذة من وزارة الاقتصاد في موضوع القمح، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.

تذكروا مثلا، انو الشعارات المرفوعة بأكثريتها غير واقعية. هيك صار قبل انتخابات ال2005 و2009 و2018، وهيك عم بيصير اليوم. ومن ابرز الامثلة بهالمرحلة، اعتبار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبل فترة انو انتخاب القوات بيخفض سعر الدولار، وحديثو اليوم بالذات عن انو الانتخابات المقبلة هدفها اعادة لبنان سويسرا الشرق.

وما تنسوا ابدا، انو محاولات التأثير على الرأي العالم بالأقوال الحلوة، ولا مرة

اقترنت بأفعال بتشبه الأقوال… لأنو بعد الانتخابات بنهار واحد بس، بترجع سياسة المهادنة والمسايرة وبيسود منطق التسويات المعروف خاصة بمجلس النواب، من بعد ما يكون يللي ضرب ضرب ويللي هرب هرب.

ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

إنها الحرب, الرئيس الأوكراني يقول للقوات المسلحة: أنتم "كل ما لدينا".

الكرملين يرفض التعليق على المدة التي ستستغرقها العمليات العسكرية في أوكرانيا.

أوكرانيا توحي بأن واشنطن وأوروبا تخلوا عنها.

روسيا مستمرة في عملياتها من دون أن تكشف أهدافها، وإلى أين ستصل.

أوكرانيا تقول إن القوات الروسية فقدت نحو 2800 عسكري و80 دبابة خلال هجومها على أوكرانيا.

مسؤول دفاعي أميركي كبير يقول إن روسيا تواجه مقاومة أقوى مما كانت تتوقع في غزوها  لأوكرانيا بما في ذلك التقدم صوب العاصمة كييف، ويبدو أنها فقدت بعض الزخم في الهجوم. وأضاف المسؤول: "بحسب تقييمنا نرى أن هناك مقاومة من جانب الأوكرانيين أقوى مما كان الروس يتوقعون"، مشيرا إلى أن مراكز السيطرة والتحكم التابعة للجيش الأوكراني "لم تتعرض للضرر".

الوضع الإنساني بدأ يطرق أبواب أوكرانيا حيث عبر عشرات الآلاف من الأوكرانيين، معظمهم نساء وأطفال، الحدود إلى بولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا .

البابا فرانسيس توجه إلى السفارة الروسية اليوم لإبلاغ سفير موسكو بقلقه بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، في خروج غير مسبوق عن البروتوكول الدبلوماسي. ويعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يذهب فيها بابا للفاتيكان إلى سفارة دولة للتحدث مع سفير في خضم أي صراع. وعادة ما يتم استدعاء المبعوثين الأجانب من خلال أمانة سر الدولة أو لقاء البابا في مقره.

لبنان، كالعادة، بدا مضطربا. الخارجية أصدرت بيانا أنتقدت فيه روسيا، موقف الخارجية انتقده الوزير مصطفى بيرم، لكن الهجوم العنيف جاء من حزب الله بلسان النائب ابراهيم الموسوي الذي سأل: "أي سياسة خارجية يتبعها لبنان؟ وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضل وزير خارجيتنا، وأوضح لنا الأمر".

وهذا المساء تطور لافت، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اتصل بالسفير الروسي وأوضح له أن البيان الذي صدر عن وزير الخارجية لا يعبر عن موقف التيار.

بعيدا من المماحكات، أزمة مستجدة طافت على سطح التطورات. من أين سيؤمن لبنان القمح بعدما تبين أن "الستوك" الموجود لا يكفي لأكثر من شهر؟ وزير الإقتصاد يكشف أن لبنان يسعى لعقد اتفاقات استيراد من دول مختلفة وسط مخاوف في السوق بسبب الأزمة الأوكرانية. والمعلوم أن لبنان يستورد ستين في المئة من استهلاكه من القمح من أوكرانيا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

قد يعود الرئيس الأوكراني ممثلا كوميديا يؤدي دورا في فيلم أميركي قصير انتهى عند بوابات كييف لكن فلاديمير زيلسنكي هذه المرة سيجسد الواقع على حقيقته ويصرخ في نهاية المشهد كيف تركه الحلفاء ونسوه في المعركة وحيدا مع شعب لا يملك مقومات الصمود ولا ترسانات الكبار فقد خذلت أميركا حليفها ولم تغير خط سيرها في التخلي عن أدواتها، بدءا من حكام فيتنام الجنوبية وليس انتهاء بالأفغاني أشرف غني وزجت بزيلسنكي في أصعب مواجهة مع الجارة الكبرى، روسيا.. وأقنعته بأن من حق أوكرانيا أن تكون عضوا في حلف الناتو أيا كانت اعتراضات الكرملين وقيصره يومان على المعركة فقط ونطق الأوكراني بالاستسلام بعدما وجد نفسه يقاتل منفردا، وقال بالفم الملآن: "تركنا وحدنا للدفاع عن بلدنا"..

وسأل: "من هو مستعد للقتال معنا؟ لا أرى أحدا".. و"من مستعد لضمان عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي؟ الجميع خائف"، وحالة الدهشة لدى الرئيس المخلوع أميركيا وأوروبيا تفرضها المواقف الدولية التي جاءت مخيبة للآمال.. إذ إن أدناها ذهب الى الإدانة وأقصاها استخدم سلاح العقوبات فيما بقية التصرحيات نزلت الى الملاجىء كحال الشعب الأوكراني أما حلف الأطلسي أصل المشكلة وبلائها فراح نحو تعزيز وجوده العسكري في شرقي أوروبا واستبعد إرسال قواته الى الدولة الواقعة تحت الراجمات الروسية لم يكن الجيش الروسي ليخوض معركة سهلة لو أن قوة عظمى صدته لكنه وبتقدم ميداني ركز جهده القتالي الرئيس في اتجاه العاصمة كييف عازلا إياها من ثلاثة محاور وعلى آخر الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، أوديسا وماريبول وبدا أن سيطرة الروس على قلب كييف ومراكزها السياسية ومربعاتها الامنية من شأنه حسم المعركة في أسرع وقت ممكن لاسيما بعد استيلائهم على انظمة صوريخ اميركية وضرب كل المخازن العسكرية التي تبرعت بها اوروبا واميركا وتعريض المدنيين لاقسى انواع الخطر والرعب في قصف لا تبرره الشرائع الانسانية قبل الدولية وهذا المشهد العسكري المكسور قاد رئيس أوكرانيا الى توجيه نداء استغاثة اخر عارضا فيه التفاوض مع فلاديمير بوتن ومن دون شروط لأنه أصبح وعائلته تحت الأرض ووفقا لرئيس مجلس وزراء إيطاليا فإن آخر مكالمة مع زيليسنكي أحزنت قادة أوروبا.. فهاتفه لم يعد متاحا والمحداثة معه اصبحت مستحيلة التقط بوتين حال الهزيمة ووافق على التفاوض مع أوكرانيا بعد إعلان كييف استعدادها لبحث مسألة حيادها واشترط أن يتولى الجيش الأوكراني السلطة من أجل تسهيل الاتفاق، رافضا بذلك أي تفاوض مع الحكومة الحالية التي وصفها بأنها "عصابة مدمني مخدرات وبالنازيين الجدد" وفيما يستمر النزف الاوكراني، اكتفى الاتحاد الاوروبي والدول الغربية بفرض رزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو، ومن ضمنها تجميد أصول لبوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، لكن الغرب حاذر حتى الان تعليق العمل الروسي بنظام "سويفت" المالي وفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي خشية أن تكون له انعاكسات سلبية على اقتصادات هذه الدول نفسها وإذا كان زيلسنكي أبدى استعداده للحياد فإن لبنان لم يفعلها وقرر تطيير النأي بالنفس والوقوف الى جانب أوكرانيا وإدانة روسيا وهو صاحب بدعة الحياد وتجنيب البلد لعبة الاصطفافات الإقليمية والدولية وانعكست روح الانقسام على جلسة مجلس الوزراء التي صوب فيها وزير العمل مصطفى بيرم باسم حزب الله الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية أما كاتب المقال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب زيلنسكي فقد دخل الجلسة (لابسا الدرع فقوصوا عليه وحده) في موضوع البيان، وهو كان على استعداد أن يأخذ أي هجوم بصدره، كما قال وعلى ضفة الساحة الحمراء فإن بيانا صدر عن السفارة الروسية في بيروت أخذ على لبنان انحيازه إلى طرف دون آخر لكن كل هذه الشائعات الدولية لم تفسد لتوافق سلعاتا قضية.. وداخل مجلس الوزراء عم التوافق على خطة الكهرباء وباستثناء اعتراض وزراء أمل فإن الخطة بسلعاتها ومعاملها أقرت بالأحرف الأولى.. وينتظر أن تتم المقايضة فيما بعد على تأليف الهيئة الناظمة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية"

اعتصام في طرابلس لأهالي الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا للمطالبة بإنقاذ أبنائهم

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 شباط/2022

اعتصم قبل ظهر اليوم (الجمعة)، عند ساحة عبد الحميد كرامي في مدينة طرابلس شمالي لبنان، أهالي الطلاب اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا، للمطالبة بإنقاذ أبنائهم من الحرب. وطالب الأهالي «المجتمع الدولي إنقاذ أبنائهم بعدما فقدوا الأمل من مناشدة الدولة»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وقال متحدث باسم الأهالي «إن الأرقام التي أعطيت للجالية اللبنانية في أوكرانيا كلها مغلقة أو ملغاة، والطلاب باتوا مشردين في ملاجئ المترو، وبعضهم انقطع الاتصال معهم». كانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية قد أعلنت في بيان أمس (الخميس)، عن اتخاذ عدد من الخطوات في إطار متابعة الأزمة الأوكرانية، بينها إنشاء خلية أزمة برئاسة الوزير والعمل مع الدول المعنية على تأمين ممرات آمنة للبنانيين الراغبين بالعودة. وحثت الرعايا اللبنانيين الراغبين بالمغادرة على تسجيل أسمائهم على رابط إلكتروني مخصص لهذه الغاية. من جهة ثانية، قال سفير لبنان في أوكرانيا علي ضاهر في تصريح لقناة «الجديد» المحلية، اليوم الجمعة «نحاول قدر المستطاع أن نؤمن الخروج الآمن والسليم للجالية اللبنانية من أوكرانيا». وشنت روسيا أمس الخميس عملية عسكرية في أوكرانيا بهدف تجريدها من أسلحتها ووقف تقدم حلف شمال الأطلسي (ناتو) لافتة أنها لا تخطط لاحتلال أوكرانيا.

 

مفاجأة السنيورة": كسر قرار الحريري بالمقاطعة والانسحاب والتقدم إلى"منصة القيادة السياسية" للطائفة

الأنباء الكويتية/25 شباط/2022

شكل قرار الرئيس سعد الحريري بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة ترشحا واقتراعا وتعليق المشاركة في الحياة السياسية مفاجأة كبرى وفجر قنبلة سياسية (ليس قنبلة صوتية وإنما قنبلة عنقودية أصابت بشظاياها كثيرين ومازال دويها وصداها يترددان).

المفاجأة السياسية الأخرى التي لا تقل أهمية في نتائجها وتداعياتها، ليس على مستوى الانتخابات النيابية فحسب، وإنما أيضا على مستوى المعادلة السياسية ومرحلة ما بعد الانتخابات، تمثلت في قرار الرئيس فؤاد السنيورة المعاكس بالدعوة إلى المشاركة الكثيفة والنشطة في الانتخابات النيابية ترشحا واقتراعا، وبتزخيم المشاركة في الحياة السياسية والمبادرة إلى تحديد الإطار العام للمرحلة المقبلة وللموقف السني مع تحديد سقفه السياسي وأهدافه وآلياته، وهو القرار الذي اعلنه السنيورة في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه مؤخرا، بعد جولة مشاورات مع المرجعيات والفعاليات في الطائفة السنية، كا كتبت "الأنباء" الكويتية.

وأعلن الرئيس فؤاد السنيورة الموقف التالي:

1 ـ دعوة أهل السنة والجماعة للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ترشيحا واقتراعا، والى عدم إخلاء الساحة الوطنية والسياسية للنفوذ الإيراني و«للطارئين».. ولأن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات تنطوي على شبهة أن لبنان فقد قواه الحية ورضخ للهيمنة، ولأن الانتخابات هي محطة يجب عدم تفويتها والاقتراع هو تعبير عن الاستنكار والرفض لممارسات الهيمنة وإيصال الاعتراض إلى العالم.

2 ـ دعوة السنة خاصة واللبنانيين عامة إلى النضال الوطني من أجل استعادة لبنان سيادته واستقلاله وحرياته ودوره وعلاقاته، محددا حزب الله وهيمنة إيران أساسا للمشكلة وسببا رئيسيا لها، وداعيا إلى استعادة التوازن الداخلي على أساس احترام الدستور وسلطة القانون، والى استعادة لبنان توازن سياسته الخارجية وفي مقدمها ما يضمن حسن علاقاته مع الأشقاء العرب، وداعيا أيضا إلى الالتزام باتفاق الطائف واستكمال تطبيقه.

ويبدي السنيورة تفهما لقرار الرئيس سعد الحريري والظروف والأسباب التي أملت عليه اتخاذه، ولكنه يغالطه ويخرج على قراره ويلغي مفاعيله.. ولا يعتبر السنيورة أن الأزمة هي طائفية أو مذهبية وانها أزمة السنة في لبنان، وإنما يعتبرها أزمة وطنية مع «دولة مخطوفة ومرتهنة لم تعد هي صاحبة السلطة والنفوذ والقرار في لبنان».

وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي أول من قرع جرس الإنذار في شأنها، معبرا عن عمق الأزمة والحاجة إلى تحرير الدولة اللبنانية من وصاية السلاح وتحييدها عن الصراعات والمحاور الإقليمية.

والسؤال الأول الذي يثار هنا، هو: لماذا أقدم السنيورة على هذا «القرار الخيار» وطوى صفحة سعد الحريري سياسيا وافتتح مرحلة جديدة ونصب نفسه قائدا لها؟!

جملة أسباب وعوامل دفعت الرئيس السنيورة إلى ذلك، وهي:

1 ـ قناعته الضمنية بأن خروج سعد الحريري هو خروج نهائي، وأن الفراغ الكبير الذي خلفه وراءه لا يمكن أن يستمر، وإلا فإن الساحة السنية تكون قد أخليت للخصوم والقوى المتربصة وللتطرف، وستصبح عرضة لاختراقات وانقسامات وتشرذم وتفتت، ما سيؤدي إلى إضعاف دورها وتأثيرها في القرار الوطني وفي الاستحقاقات السياسية المزدحمة خلال العام الحالي.

وفي رأي السنيورة، لا يجوز ولا يعقل إقصاء السنة من المشهد السياسي، ولا يجب أن يخرج أهل السنة من دائرة التأثير في القرارات الأساسية، ولا يجوز شطب تيار سياسي له أوسع تمثيل مناطقي.. وإذا كان هناك ما استوجب وفرض تغيير الزعيم والقائد، فليس هناك ما يوجب إخراج طائفة من المعادلة.

2 ـ مقاطعة السنة للانتخابات وتدني نسبة مشاركتهم بدرجة كبيرة ستؤدي إلى تغيير خارطة التمثيل السني بشكل كبير، وحيث سيتقدم كثيرون إلى الساحة الخالية ويصولون ويجولون ويقتطعون لأنفسهم مساحات وحصصا ويحجزون أمكنة ومقاعد. والأمر لا يتوقف عند قوى سنية طامحة وتتحين الفرصة، وإنما يتجاوزها إلى قوى من خارج الطائفة السنية، وتحديدا حزب الله ودمشق اللذين سيكونان أكثر المستفيدين من حال الفراغ لملئه بشخصيات وقوى موالية لهما. وهذا ما بدأت مؤشراته تظهر تباعا.

3 ـ التطورات الكبيرة المتسارعة في المنطقة والعالم، والتي تضع لبنان عند عتبة تحولات وصفقات، وعند فوهة مرحلة حافلة لن يكون بمنأى عن تداعياتها، وسيدفع السنة ثمنا باهظا إذا ما جرت التسويات وهم خارج المشهد والمعادلة.

إن كل ما يجري في المنطقة والعالم غير مطمئن ومدعاة للقلق بالنسبة للسنيورة، ويمكن تلخيصه وفق مراقب سياسي على هذا النحو: «يتقدم المحور الإيراني بدعم روسي، ويحاول فرض سطوته في المنطقة بالاستفادة من المواجهة الروسية المفتوحة مع الغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية، وكذلك زخم التوقيع المرتقب للاتفاق النووي الايراني في فيينا، يقابله تراجع أميركي وأوروبي واضح في خوض المواجهة على الساحة اللبنانية على نحو جاد، ففرنسا دخلت في زمن الانتخابات، وكشفت الأحداث ضعف ثقلها السياسي، فيما تبدو واشنطن مهتمة فقط بالغاز وترسيم الحدود البحرية، وإذا ما وصلت الصفقة الأميركية مع الرئاسة الأولى في هذا الملف إلى خواتيمها بعد تحييد دور قائد الجيش، فلن تكترث الإدارة الأميركية لأي شأن آخر، ولن تتدخل في رسم موازين القوى الجديدة.

اما السؤال الثاني، فهو: ما الخطوة التالية من جانب السنيورة؟!

1 ـ عندما يحث السنيورة أهل السنة والجماعة على المشاركة الكثيفة ترشحا واقتراعا، هذا يعني أنه بذلك يمهد لمشاركته هو أولا، وأنه لن يسير على خطى سعد الحريري وتمام سلام ونهاد المشنوق الذين انسحبوا، وكل واحد لأسبابه وظروفه. وبات من المرجح أن يبادر السنيورة إلى قيادة لائحة كاملة في بيروت الثانية ترجمة وتكريسا لموقعه المتقدم، باعتبار أنه يمثل رمزية سنية وكان على علاقة وثيقة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وظل واقفا إلى جانب الحريري ولم يتركه حتى في عز الخلاف معه حول التسوية الرئاسية، إضافة إلى أن بهاء الحريري لم يصب نجاحا في محاولته الأولى لملء فراغ شقيقه ووراثته، ولأن العاصمة بيروت هي مركز الثقل وأهلها يشعرون أنهم متروكون ومهملون وأن زعاماتهم ضعيفة.. وبالنتيجة، يرى السنيورة أنه الأقدر على جمع الصوت السني المشتت بعد عزوف سعد الحريري، وعلى التخفيف من نسبة المقاطعة السنية في بيروت وتحفيز الناخبين الملتزمين في صفوف تيار المستقبل.

2 ـ «مشروع السنيورة» لا يقتصر على تشجيع أهل السنة والجماعة على المشاركة في الانتخابات وعدم ترك الساحة السنية لقمة سائغة أمام الخصوم، وإنما يتجاوز ذلك إلى تكريس نفسه وموقعه كمرجعية سنية في زمن التحولات الكبرى والأوقات الصعبة. وربما يفكر السنيورة بالزعامة السنية ولكنه بالتأكيد يفكر بالقيادة السياسية على مستوى الطائفة السنية، وأيضا على مستوى المعارضة الوطنية التي تحتاج إلى توحيد الصفوف ونبذ الخلافات بين القوى السيادية، والى قيام جبهة موحدة ومتراصة، ومن يقود سياستها ومواقفها.

إن الرئيس فؤاد السنيورة يقترب من الدور الذي كان لعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما تولى قيادة «لقاء البريستول».. والمشهد اللبناني العام يقترب من أجواء 2004 ـ 2005.. وها هو الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يعود تدريجيا إلى تموضع ما قبل العام 2008 ويعلن قراره بالتصدي لمحاولة إلغائه، بهدوء وحزم.. وها هو البطريرك الماروني بشارة الراعي يفعل ما كان فعله البطريرك الراحل نصرالله صفير بدءا من نداء أيلول 2000 الشهير، والبطريرك الراعي يقرع منذ أشهر جرس الإنذار وقد اطلق أكثر من نداء.

 

الدولية للمعلومات: 40 نائبا عزفوا حتى الآن عن الترشح و44 وجها جديدا

وطنية/25 شباط/2022

 وزعت "الدولية للمعلومات" تقريرا بعنوان "64 وجها نيابيا جديدا و 15 عائدا في انتخابات 2018 فكم سيكون عددهم في الانتخابات القادمة 44 أم أكثر؟"، جاء فيه:

 "في الانتخابات النيابية التي جرت في العام 2018:

 عزف 46 نائبا عن الترشح لأسباب مختلفة، إما لرغبة ذاتية أو لتقديرهم ظروف المعركة وارتفاع احتمالات الخسارة أو لأن الجهة السياسية التي دعمتهم في الانتخابات السابقة تخلت عن دعمهم.

 وشغرت 3 مقاعد (استقالة النائب روبير فاضل - انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية - وفاة النائب بدر ونوس).

وترشح 6 نواب عادوا وانسحبوا.

 وخاض 24 نائبا الانتخابات النيابية وخسروا.

 وشهد المجلس النيابي دخول 79 نائبا منهم 64 نائبا أي نصف المجلس يدخلون المجلس للمرة الأولى و15 نائبا كانوا نوابا في مجالس سابقة وعادوا في انتخابات 2018.

 وفي الانتخابات القادمة في العام 2022، فإن الواقع هو على النحو التالي:

 وفاة 4 نواب.

 40 نائبا عزفوا حتى الآن عن الترشح للانتخابات.

 وهناك أعداد أخرى قد تعزف من الآن حتى إقفال باب الترشح في 15 آذار القادم، كما أن هناك نوابا قد يخوضون الانتخابات ويخسرون لكن الأكيد حتى اليوم أن هناك 44 وجها جديدا في مجلس النواب القادم".

 

قَدَر الدروز: القلق دائم... لكنهم صامدون

أساس ميديا/25 شباط/2022

لعلّ دروز لبنان أكثر مَن ينطبق عليهم العنوان الذي أطلقه موقع "أساس" على العام 2022: "عام الارتباك".

إنّها جماعة تعيش حال قلق وارتباك تاريخية. بدأت مع نهاية الإمارة المعنيّة، وتتجدّد مع نهاية كلّ مرحلة سياسيّة وبداية أخرى.

منذ العام 2019 توالت أحداث مفصليّة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة: "17 تشرين 2019"، الانهيار الاقتصادي والماليّ والاجتماعي السريع، انفجار مرفأ بيروت. وآخر هذه الأحداث خروج سعد الحريري وتيّار المستقبل من المشهد السياسي (مؤقّتاً)، الذي يشير إلى مرحلة سياسية جديدة تشبه إلى حدٍّ بعيد مرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري (2005)، كما قال وليد جنبلاط نفسه، وهو ما يزيد من قلق الدروز على مستقبلهم ومستقبل لبنان.

بيك المختارة من أوائل السياسيين الذين التقطوا رسالة الناس في "17 تشرين". دعا المنظومة الحاكمة إلى التعامل بجدّيّة مع مطالبهم. لم يتجاوبوا. صارح "ناسه". كان جريئاً. قال لهم إنّ "مرحلة الرخاء" ذهبت إلى غير رجعة وإنّنا ذاهبون إلى مرحلة "أكثر صعوبة". وطلب منهم "التكاتف والتضامن الاجتماعيّين". وبالفعل حوّل الحزب الاشتراكي إلى مجموعة خلايا أزمة لمساعدة أبناء الجبل على الصمود: حصص غذائية، أدوية، دفع الأقساط المدرسية والجامعية للطلاب العاجزين. وخصّص أيضاً مبالغ كبيرة ليس لدعم مستشفيات الجبل فقط، بل ومستشفيات عريقة في بيروت تضرّرت بانفجار 4 آب.

سقوط لبنان؟

يتعدّى قلق وليد جنبلاط الانهيار الاقتصادي والماليّ والضائقة الاجتماعية إلى سقوط لبنان. وهو قال صراحة، في مقابلته مع مارسيل غانم الأخيرة، إنّ الإيرانيين دمّروا الكيان اللبناني. وهذا يشير إلى الذهاب نحو لبنان جديد سيخسر فيه الدروز بعضاً من دورهم وحضورهم السياسيَّين كما خسروا في كلّ تحوّل سياسي شهده جبل لبنان منذ القرن التاسع عشر.

فنظام القائمقاميّتين (1842-1860) قسّم السلطة بينهم وبين الموارنة. ونظام المتصرّفية (1861-1918) أعطى الرئاسة إلى مسيحي غير لبناني. وفي "لبنان الكبير" أصبحت للموارنة، منافسيهم في جبل لبنان، مع صلاحيّات واسعة ونفوذ ومراكز أساسية في الدولة. ثمّ كان اتّفاق الطائف الذي عزّز سلطة السُنّة والشيعة. أمّا الدروز فبقي مجلس الشيوخ الذي وُعِدوا برئاسته حبراً على صفحات الدستور. لذلك كتب عبّاس الحلبي (وزير التربية الحالي) في العام 2006 في كتابه "الموحّدون الدروز: ثقافة وتاريخ ورسالة"، أنّ الدروز "يراكمون العجز والتآكل التدريجي لسلطتهم في الجبل".

قبل المتابعة، نودّ التوضيح أنّ الكلام عن القلق عند وليد جنبلاط على أنّه قلق الدروز يعود إلى أنّ زعيم المختارة هو الممثّل الأوّل لهم منذ عقود في مقابل التراجع الكبير لزعامة آل أرسلان. أمّا وئام وهّاب، المدعوم من دمشق وحزب الله، فلم يستطِع أن يشقّ الطريق لزعامة جديدة في الجبل. وهو لا يستطيع فعل ذلك في جماعة تقليدية ذات تركيبة مجتمعية – سياسية هرميّة على رأسها الزعيم السياسي.

7 عناوين للقلق

أما قلق الدروز وزعيمهم الأوّل فعناصره كثيرة، منها ما هو مزمن، ومنها ما هو جديد وطارئ، وهي سبعة:

1- وليد جنبلاط قلق جدّاً من سلخ لبنان عن عالمه العربي وتحويله إلى "هانوي إيرانية" (بحسب تعبيره)، ليس فقط بسبب الانهيار الاقتصادي والاجتماعي ولا بسبب أهداف سياسية ضيّقة، إنّما لأسباب تتعلّق بالهوّيّة العربية للدروز. فالدرزيّة نشأت في العالم العربي. ولم تنتشر خارجه على خلاف باقي الأديان. لذلك كتب عبّاس الحلبي في كتابه: "الموحّدون الدروز عرب أقحاح برابطة الدم والعقليّة والنضال". وهذا ما يثبته تاريخ "بني معروف" في هذا الشرق العربي الذي التزموا قضاياه وحاربوا من أجلها.

2- غياب الغطاء السياسي الإقليمي للدروز بسبب هيمنة حزب الله على البلاد وتراجع الدور العربي... يشكّل مصدر قلق كبير لزعيم المختارة. في الماضي وفّرت الناصرية الغطاء السياسي لوالده كمال جنبلاط. ثمّ سعى هو للحصول على الغطاء السوري، مع علمه أنّ نظام الأسد اغتال والده. بعد خروج الجيش السوري من لبنان حصل جنبلاط على الغطاء السياسي الأميركي والفرنسي، لكن لمدّة قصيرة انتهت بعد تعويم بشّار الأسد. بعد 7 أيار 2008 كان الغطاء السياسي السعودي "موسميّاً" إلى أن فُقِد نهائياً بعد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. من هنا ما نسب إلى جنبلاط مؤخراً عن تخلّي السعودية عن لبنان وتركه فريسة لإيران.

3- الانتخابات النيابية المُقبلة مصدر قلق كبير لجنبلاط، خاصة بعد قرار سعد الحريري تعليق عمله السياسي هو وتيار المستقبل. إذا كان انقسام المسيحيين بين القوات والتيار يصبّ في مصلحة حفاظه على كتلة نيابية وازنة، فإنّ انقسام السُنّة وتشرذمهم يشكّل خطراً على نفوذه في منطقته، بخاصّة في الشوف والإقليم.

4- لدى زعيم المختارة هاجس من عودة التوتّر والصراع بين الدروز والموارنة. من هنا حرصه على مصالحة الجبل التي أبرمها مع البطريرك الراحل نصرالله صفير وجدّدها مع البطريرك بشارة الراعي. لذلك لم يصعّد ضدّ ميشال عون الذي حاول في الماضي نبش القبور بكلامه عن أجراس الكنائس.

5- تحصين البيت الدرزي الداخلي هو قلق درزي منذ أن اعتمد نظام دمشق سياسة "فرّق تسُد" بين أبناء الطائفة الواحدة، ويستمرّ بها حزب الله. من هنا حِرص وليد جنبلاط، كما طلال أرسلان، على تفادي أيّ إشكال أمنيّ بين مناصريهما، وتطويقه إذا ما وقع، والسعي إلى إقامة المصالحات بين العائلات. وهذا ما فعلاه بعد الإشكالات التي وقعت في خلدة والشويفات.

6- وليد جنبلاط قلق على وراثته السياسية على الرغم من أنّه ألبس عباءة الزعامة لنجله تيمور في الذكرى الأربعين لاغتيال والده في العام 2017. لكنّ هذا الأخير، كما أصبح معروفاً لدى "بني معروف" وغيرهم، لا يحب السياسة ولا يرغب في الزعامة. هذا ما أجبر وليد جنبلاط على البقاء في رئاسة الحزب، وعلى العودة إلى التعاطي في تفاصيل الحياة السياسية للدفاع عن الدروز ومصالحهم. إصرار وليد جنبلاط في مقابلته الأخيرة مع مارسيل غانم على القول أكثر من مرّة إنّه ينسّق مع تيمور، وسيرى مع تيمور، و... كان لدحض الأخبار التي انتشرت في الأسابيع الأخيرة عن احتمال اعتزال تيمور الزعامة والسياسة.

7- يبقى القلق الديموغرافي الذي هو قلق تاريخي لدى الدروز. تجربتهم مع الموارنة في جبل لبنان منذ القرن الثامن عشر علّمتهم الكثير. فبعدما كانوا أكثريّة في جبل لبنان أصبحوا أقليّة صغيرة في "لبنان الكبير". وساهمت موجات الهجرة، التي بدأت في النصف الثاني للقرن التاسع عشر واستمرّت في القرن العشرين، في تراجع عددهم بشكل كبير. ويخشى الدروز اليوم الديموغرافيا الشيعية في مناطقهم، بخاصة في عاليه وساحل الشوف. ويقلقون من موجة هجرة جديدة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

إنّه قدر الدروز أن يعيشوا في قلق دائم. لكنّهم صامدون في الجبل. لا يستسلمون. أكّد ذلك وليد جنبلاط بعد قرار سعد الحريري الأخير: "لن نقفل باب المختارة".

 

"التيار" والدولة المدنية: مؤتمر وخريطة طريق!

موقع أم تي في/25 شباط/2022

تحلّ الدولة المدنية، من خارج السياق السياسي العام، ضيفاً على التيار الوطني الحر الذي يعقد غدا السبت مع مجموعة كبيرة من الشخصيات المستقلة مؤتمرا تُطلق في ختامه وثيقة سياسية تحدد الأطر الآيلة الى إقرار الدولة المدنية.

القول من خارج السياق السياسي لأن مختلف الأحزاب والقوى السياسية، وتحديدا المسيحية منها، منشغلة هذه الايام بحملاتها الإنتخابية القائمة بشكل أساس على الإثارة والغرائزية والتحشيد وشدّ العصب بغاية كسب بضعة مقاعد من أجل إعلان التتويج والنصر المبين.

لكن التيار، المدرك لهذا الواقع والمنغمس هو الآخر في التحضير لحملته الإنتخابية ولتسمية مرشحيه في مختلف المناطق جنبا الى جنب مع تحديد تحالفاته، وجد فرصة لإبراز مساحة من الحوار المدني - العلماني تُخرج المشهد السياسي من روتينه الإنتخابي، وتمنح اللبنانيين، الشباب منهم على وجه التحديد، فسحة من التواصل البعيد من لغة الأسْر المذهبي. ليست المهمّة سهلة، بالنظر إلى محاولة الاحزاب إبعاد قواعدها عن كل ما يشتتهم عن الغاية الإنتخابية، وباعتبار أن صوت المعركة سيطغى في القابل من الأيام على ما تبقى من صوت عاقل. لكن التيار يدرك أيضا، بواقعية، أن ثمة أكثر من نصف اللبنانيين غير معنيين حتى الآن بكل الصخب الإنتخابي. هؤلاء لا بد يفتّشون عن مسارات جديدة وأفكار تستجيب لهواجسهم، وما أكثرها، بدءاً من الوجودي وليس إنتهاءً بإنشغالاتهم اليومية بحثاً عن قوتٍ أو فرصة نجاة.

الدولة المدنية، بنظر التيار، بإستطاعتها الإستجابة لمجمل تلك التحديات، كبيرها وصغيرها، عسيرها ويسيرها.

1-فهي القادرة على تجاوز الأزمة الماليّة من خلال التأسيس لاقتِصاد وطني مُنتِج وحيوي ومتين، يرسّخ العدالة الاجتماعية وينقل لبنان من الاقتصاد الريعي المُولِّد للفساد إلى الاقتصاد المنتج، مِمّا يَحدّ من الهجرة ويعزّز الاستقلاليّة والسيادة والنمو المستدام.

2-وهي المخوّلة بناء الدولة القوية والحديثة المرتكزة على الكفاءة والمساواة، مع تعزيز القضاء كسلطة مستقلة.

3-وهي القادرة على تحقيق إجماع اللبنانيين على سيادة الدولة واستقلاليّة القرار الوطني والحفاظ على الأرض والهويّة، بعيداً عن الولاءات الطائفيّة أو الخارجيّة.

4-وهي المؤهلة لبناء عمودي يؤسس لتجاوز الدولة العميقة ومنظومتها التي ما فتئت تقتنص فرص اللبنانيين بحياة أفضل. ويكون ذلك بالتخفيف من المركزية الشديدة الوطأة والضرر، والذهاب نحو لامركزية موسّعة تحقق التنمية العادلة والمستدامة وتحرر اللبنانيين من إرتهانهم في كل تفاصيل حياتهم الى النظام الزبائني المسبّب لكل ويلاتهم، مع إقرار مجلس للشيوخ بصلاحيات فعلية ووازنة يعطي للمتوجّسين من العلمنة بمعناها التحرريّ ما قد يفتقدونه في المرحلة الإنتقالية من نوستالجيا الى الدولة - القبيلة.  

موعد الدولة المدنية غدا السبت في مركز لقاء في الربوة، حيث تلقى كلمات لكل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الوزراء السابقين السابق حسن مراد وعصام نعمان وعدنان السيد حسين، الدكتور حسن الخير، مع كلمة إفتتاحية للإعلامية ماغي فرح، على أن يتضمّن أيضاً مداخلات شبابية والتحضير لمجموعة من ورش الشمل تتناول 7 عناوين رئيسة وُضعت بغاية تحقيق أهداف وثيقة الدولة المدنية.

 

بيان الخارجية اللبنانية موضع جدل.. وردٌّ ناريّ من السفارة الروسيّة!

إم تي في اللبنانية/25 شباط/2022

بعدما أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بياناً يوم أمس دانت فيه "اجتياح الأراضي الأوكرانية" ودعت روسيا إلى "وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها"، ردّت سفارة روسيا في لبنان ببيان استغربت فيه موقف الخارجية لمخالفتها سياسة النأي بالنفس، واتخاذها طرف ضد طرف آخر. وتجدون البيان مرفقاً بالخبر. وكان وزير العمل مصطفى بيرم قد صرّح عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء قائلاً: "نستغرب بيان الخارجية اللبنانية الذي صدر مخالفاً لمبدأ الحياد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية فضلاً عن عدم التشاور في ذلك وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذات الأبعاد الخطيرة". أمّا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب فقال: "أنا لابِس درع، قوصوا عليي وحدي بموضوع البيان".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

البابا فرنسيس عبر خلال زيارته السفارة الروسية عن قلقه حيال الحرب في أوكرانيا

وطنية/25 شباط/2022

زار البابا فرنسيس صباح اليوم السفارة الروسية لدى الفاتيكان في روما، "للتعبير عن قلقه" حيال الحرب في أوكرانيا، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي، حسبما افادت "وكالة الصحافة الفرنسية". وأضاف أن الحبر الأعظم الذي كان قد دعا الاربعاء إلى "حماية العالم من جنون الحرب"، التقى السفير الروسي ألكسندر أفدييف وقد استغرقت زيارته للسفارة "أكثر من نصف ساعة".

 

البابا لن يشارك بلقاء المطارنة في فلورنسا لاسباب صحية

وطنية/25 شباط/2022

افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" منذ قليل أن البابا فرنسيس لن يشارك بلقاء المطارنة السبت والاحد في مدينة فلورنسا لاسباب صحية. 

 

صافرات الإنذار تدوي في العاصمة الأوكرانية جراء قصف روسي

مسؤول دفاعي أميركي: التقدم صوب العاصمة الأوكرانية كييف أبطأ مما كانت روسيا تتصور

دبي - العربية.نت/25 شباط/2022

دوت صافرات الإنذار مساء الجمعة في العاصمة الأوكرانية كييف جراء قصف روسي، كما هزت خمسة انفجارات العاصمة الأوكرانية، سمع دويها قرب محطة للطاقة شمال المدينة، حسب ما أفاد رئيس بلدية كييف. وقال كييف فيتالي كليتشكو، إن توقيت الانفجارات كان متقاربا مابين ثلاث إلى خمس دقائق، مشيرا إلى أن الجسور في المدينة وضعت تحت حماية وسيطرة خاصة مع اقتراب القوات الروسية، في حين أقيمت نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية وقرب المواقع الاستراتيجية بالمدينة. وقبل ذلك بساعات قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن الجيش الروسي يحاول التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف من محور جديد بعد فشله في السيطرة على مدينة تشيرنيهيف. وأوضحت الوزارة عبر "تويتر" أن القوات الروسية لا تزال على بعد أكثر من 50 كيلومترا عن مركز مدينة كييف، مشيرة إلى تقارير عن اشتباكات متقطعة في الضواحي الشمالية للعاصمة الأوكرانية. وفي تطور، نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، الجمعة، إن القوات الروسية عزلت مدينتي سومي وكونوتوب بشمال شرق أوكرانيا. وقال مسؤول دفاعي أميركي بارز، الجمعة، إن روسيا تواجه مقاومة أقوى مما كانت تتوقع في حربها ضد أوكرانيا، بما في ذلك تقدمها صوب العاصمة كييف، ويبدو أنها فقدت بعض الزخم في الهجوم. وأضاف المسؤول "حسب تقييمنا نرى أن هناك مقاومة من جانب الأوكرانيين أقوى مما كان الروس يتوقعون"، مشيراً إلى أن مراكز السيطرة والتحكم التابعة للجيش الأوكراني "لم تتعرض للضرر". وإلى ذلك، نقلت وكالة سبوتنيك، الجمعة، عن وزارة الدفاع الروسية أنها صادرت كمية كبيرة من الأسلحة التي أمد بها الغرب أوكرانيا. وأضافت أن وزارة الدفاع الروسية ذكرت أيضا أن الجيش دمر 211 منشأة عسكرية للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، مشيرة إلى أن من بين المنشآت العسكرية التي تم تدميرها في أوكرانيا 17 مركزاً للقيادة والاتصالات و19 منظومة "إس-300" و"أوسا" و 39 رادارا. وتابعت: "خلال العملية العسكرية الخاصة تم إسقاط 6 مقاتلات ومروحية واحدة و5 مسيرات تابعة للجيش الأوكراني". وفي وقت سابق، اعتبر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة الرد الأوروبي على الحرب الروسية "بطيئًا جدًا"، وطالب بوضع كل تدابير الردّ "على الطاولة". وسأل زيلينسكي في تصريح جديد، "كيف ستدافعون عن أنفسكم إذا كنتم بطيئين إلى هذا الحدّ في مساعدة أوكرانيا؟". وأضاف "إلغاء التأشيرات للروس؟ قطع روابط (روسيا بنظام التعاملات المصرفية العالمي) سويفت؟ عزل كامل لروسيا؟ استدعاء سفراء؟ حظر على النفط؟ اليوم، كل شيء يجب أن يكون على الطاولة لأن هذا تهديد لنا جميعًا، لأوروبا بأسرها". ودارت معارك صباح الجمعة في أحد الأحياء الواقعة في شمال كييف، بينما يبدو أن القوات الروسية تشدد الخناق حول العاصمة الأوكرانية. وكتب وزير الخارجية الأوكراني في تغريدة "إطلاق مروّع لصواريخ باليستية روسية على كييف. آخر مرة شهدت فيها عاصمتنا أمرًا مماثلًا كانت في 1941 عندما تعرّضت لهجوم من ألمانيا النازية. انتصرت أوكرانيا على هذا الشيطان وستنتصر أيضًا على ذلك". ونقلت وكالات أنباء روسية الجمعة عن المتحدث باسم الكرملين قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعدّ لإرسال وفد إلى مينسك، عاصمة حليفته بيلاروس، لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا حيث تشنّ قواته هجومًا. وقال المتحدث دميتري بيسكوف إن "فلاديمير بوتين مستعدّ لإرسال وفد روسي على مستوى وزارتَي الدفاع والخارجية والإدارة الرئاسية إلى مينسك لإجراء مفاوضات مع وفد أوكراني".

 

روسيا تعلن السيطرة على مطار خارج العاصمة الأوكرانية

موسكو/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، إن قواتها سيطرت على مطار هوستوميل الاستراتيجي خارج العاصمة الأوكرانية كييف وقامت بإنزال مظليين في المنطقة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وقالت إن الجيش الروسي منع الوصول إلى كييف من الغرب وإن القوات الانفصالية في شرق أوكرانيا هاجمت مواقع للجيش الأوكراني بدعم من الجيش الروسي. وفي المقابل، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، إن العاصمة الأوكرانية «دخلت في مرحلة الدفاع». وذكر في إفادة صحافية: «دخلت المدينة مرحلة الدفاع. دوي طلقات وانفجارات في بعض الأحياء. دخل المخربون بالفعل كييف. العدو يريد تركيع العاصمة وتدميرنا».

 

بوتين يدعو الجيش الأوكراني إلى الاستيلاء على السلطة

الرئيس الروسي: كل ما يجري في أوكرانيا يتم من خلال مستشارين غربيين لاسيما من الولايات المتحدة

العربية.نت، وكالات/25 شباط/2022

ثمن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي اليوم الجمعة ما يقوم به قوات الجيش الروسي في أوكرانيا، مطالباً الجيش الأوكراني بتولي زمام الحكم والاستيلاء على السلطة. وأشار الرئيس الروسي إلى أن كل ما يجري في أوكرانيا يتم من خلال مستشارين غربيين، لاسيما من الولايات المتحدة.  يأتي ذلك فيما قال بوتين في وقت سابق الجمعة إننا "سنجري محادثات رفيعة المستوى مع أوكرانيا"، وذلك خلال اتصال هاتفي اليوم مع نظيره الصيني شي جين بينغ. وخلال الاتصال دعا شي جين بينغ نظيره الروسي إلى تشكيل آلية أمنية أوروبية فعالة ومستدامة. وأكد شي جين بينغ أن الصين تدعو لتسوية بين روسيا وأوكرانيا عبر المفاوضات. وتبادل الرئيسان شي جين بينغ وبوتين، وجهات النظر حول الوضع في أوكرانيا. وأطلع الرئيس الروسي نظيره الصيني على تاريخ القضية الأوكرانية والعملية العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش الروسي في شرق أوكرانيا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين قوله إن روسيا مستعدة لإرسال وفود إلى مينسك لإجراء محادثات مع أوكرانيا، مشيرة إلى أن الوفد قد يضم مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية. وفي السياق، قال المستشار الرئاسي الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، اليوم الجمعة، إن أوكرانيا "تريد السلام" ومستعدة لإجراء محادثات مع روسيا. وقال بودولياك: "إذا كانت المحادثات ممكنة فيجب إجراؤها. وإذا قالوا في موسكو إنهم يريدون إجراء محادثات، بما في ذلك حول الوضع المحايد (لأوكرانيا تجاه حلف "الناتو") فنحن لا نخشى ذلك.. يمكننا التحدث عن ذلك أيضاً". مستعدون للحوار وتابع بودولياك في رسالة نصية أرسلها لوكالة "رويترز": "استعدادنا للحوار جزء من سعينا الدؤوب لتحقيق السلام". وجاء الرد على مقترح بودولياك سريعاً، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي اليوم إن "رئيس أوكرانيا يكذب عندما يقول إنه مستعد لمناقشة الوضع المحايد لبلاده". وأكد لافروف أن روسيا مستعدة للحوار مع السلطات الأوكرانية "بمجرد توقف الجيش الأوكراني عن القتال". من جهته، ذكر الكرملين اليوم أنه "سمع عن استعداد" الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث تعهدات محتملة من أوكرانيا بالحياد، لكنه قال إنه لا يمكنه التعليق بأي شيء على محادثات محتملة بين زعيمي البلدين. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن موسكو ستبحث عرض زيلينسكي، وأضاف أن توقعات موسكو من كييف لم تتغير.

 

واشنطن: نحمل بوتين والمحيطين به مسؤولية ما يحدث في أوكرانيا

والخارجية الأميركية ردا على سؤال بشأن معاقبة بوتين: كل الخيارات على الطاولة

العربية.نت، وكالات/25 شباط/2022

حملت الخارجية الأميركية الرئيس الروسي فلادمير بوتين والمحيطين به مسؤولية ما يحدث في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس مساء اليوم الجمعة في مؤتمر صحفي :لقد دعونا مع الحلفاء لحل دبلوماسي للأزمة بشأن أوكرانيا..ولكن لا مؤشرات على نية الرئيس بوتين خفض التصعيد".

وطالبت الخارجية الأميركية بوتين بسحب قواته من أوكرانيا مشيرا إلى أن الكرملين يواصل التضليل ونشر الأكاذيب. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ردا على سؤال بشأن معاقبة بوتين: كل الخيارات على الطاولة. أبلغ مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الكونغرس، مساء الجمعة، بأن العاصمة الأوكرانية كييف قد تسقط سريعا، فيما أفادت فورين بوليسي بأن بايدن أوقف محادثات الحد من التسلح مع روسيا. وكانت شبكة بلومبيرغ الإخبارية قد قالت الخميس، إن العاصمة الأوكرانية كييف قد تسقط خلال ساعات مع تدمير الدفاعات الجوية. وقبيل ذلك قال مسؤولون أميركيون لمجلة نيوزويك إنهم يتوقعون سقوط العاصمة الأوكرانية كييف في يد القوات الروسية القادمة في غضون أيام، وإنه سيتم تحييد مقاومة البلاد بشكل فعال بعد ذلك بوقت قصير. وأفاد المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن تركيز موسكو، كما كشفت عنه إشارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيكون محاصرة القوات الأوكرانية وإجبارها على الاستسلام أو تدميرها. وتوقعوا أن تتم السيطرة على كييف في غضون 96 ساعة، وأن تسقط القيادة الأوكرانية في غضون أسبوع تقريبًا. ويبدو أن الهجمات الروسية على الحكومة الأوكرانية والمؤسسات العسكرية، مقترنة بهجمات برية للاستيلاء على نقاط استراتيجية، ليست سوى المرحلة الأولى لما قد يكون حملة برية أكثر شمولاً. وأعرب أحد كبار ضباط المخابرات الأميركية السابقين، والذي يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع روسيا، عن توقعاته لسيناريو العملية العسكرية الروسية. وقال ضابط المخابرات الأميركية الكبير لمجلة نيوزويك: "بعد انتهاء القصف الجوي والمدفعي وبدء الحرب البرية حقًا ، أعتقد أن كييف ستسقط في غضون أيام قليلة فقط. قد يصمد الجيش الأوكراني لفترة أطول قليلاً ، لكن هذا لن يدوم طويلاً". وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، إن الجيش الروسي يحاول التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف من محور جديد بعد فشله في السيطرة على مدينة تشيرنيهيف. وأوضحت الوزارة عبر "تويتر" أن القوات الروسية لا تزال على بعد أكثر من 50 كيلومترا عن مركز مدينة كييف، مشيرة إلى تقارير عن اشتباكات متقطعة في الضواحي الشمالية للعاصمة الأوكرانية.

 

مسؤولون بإدارة بايدن يبلغون الكونغرس: كييف قد تسقط سريعا

فورين بوليسي: بايدن يوقف محادثات الحد من التسلح مع روسيا

العربية.نت، وكالات/25 شباط/2022

أبلغ مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الكونغرس، مساء الجمعة، بأن العاصمة الأوكرانية كييف قد تسقط سريعا، فيما أفادت فورين بوليسي بأن بايدن أوقف محادثات الحد من التسلح مع روسيا. وحسب نيويورك تايمز، فأبلغ وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، قائلا "أبلغا المشرعون أن كيييف تحت حصار من الشمال والجنوب والشرق وأصبح سقوطها مرجحا". وأكد وزير الدفاع الأميركي أن واشنطن ستواصل توفير المعدات العسكرية لأوكرانيا إلا أنه اعترف بصعوبة ذلك بسبب سيطرة روسيا على المجال الجوي الأوكراني. وكانت شبكة بلومبيرغ الإخبارية قد قالت الخميس، إن العاصمة الأوكرانية كييف قد تسقط خلال ساعات مع تدمير الدفاعات الجوية. وقبيل ذلك قال مسؤولون أميركيون لمجلة نيوزويك إنهم يتوقعون سقوط العاصمة الأوكرانية كييف في يد القوات الروسية القادمة في غضون أيام، وإنه سيتم تحييد مقاومة البلاد بشكل فعال بعد ذلك بوقت قصير. وأفاد المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن تركيز موسكو، كما كشفت عنه إشارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيكون محاصرة القوات الأوكرانية وإجبارها على الاستسلام أو تدميرها. وتوقعوا أن تتم السيطرة على كييف في غضون 96 ساعة، وأن تسقط القيادة الأوكرانية في غضون أسبوع تقريبًا. ويبدو أن الهجمات الروسية على الحكومة الأوكرانية والمؤسسات العسكرية، مقترنة بهجمات برية للاستيلاء على نقاط استراتيجية، ليست سوى المرحلة الأولى لما قد يكون حملة برية أكثر شمولاً. وأعرب أحد كبار ضباط المخابرات الأميركية السابقين، والذي يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع روسيا، عن توقعاته لسيناريو العملية العسكرية الروسية.

وقال ضابط المخابرات الأميركية الكبير لمجلة نيوزويك: "بعد انتهاء القصف الجوي والمدفعي وبدء الحرب البرية حقًا ، أعتقد أن كييف ستسقط في غضون أيام قليلة فقط. قد يصمد الجيش الأوكراني لفترة أطول قليلاً ، لكن هذا لن يدوم طويلاً". وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، إن الجيش الروسي يحاول التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف من محور جديد بعد فشله في السيطرة على مدينة تشيرنيهيف. وأوضحت الوزارة عبر "تويتر" أن القوات الروسية لا تزال على بعد أكثر من 50 كيلومترا عن مركز مدينة كييف، مشيرة إلى تقارير عن اشتباكات متقطعة في الضواحي الشمالية للعاصمة الأوكرانية.

 

على خطى الاتحاد الأوروبي.. بريطانيا تجمد أصول بوتين ولافروف

سي إن إن نقلا عن مصادر: سيتم فرض عقوبات أميركية على بوتين اليوم

دبي _ العربية.نت/25 شباط/2022

قررت بريطانيا الجمعة، تجميد أصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، فيما نقلت سي إن إن عن مصادر أنه سيتم فرض عقوبات أميركية على بوتين اليوم. وأعلنت الحكومة البريطانية الجمعة تجميد الأصول العائدة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف ردا على العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا. وقالت وزارة الخزانة إنها أضافت اسمي بوتين ولافروف إلى قائمة الكيانات والأفراد الذين فرضت عليه عقوبات إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقالت وزيرة خارجية بريطانيا تروس ليز الجمعة إن بلادها ستفرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف ردا على ما أسمته العملية العسكرية الروسية "غير المشروعة وغير المبررة" لأوكرانيا. وبدأت روسيا يوم الخميس عملية عسكرية مستهدفة مدنا وقواعد عسكرية أوكرانية بعد أسابيع من التوتر والحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية. وفي وقت سابق، قال مسؤول إن مبعوثي الاتحاد الأوروبي، الذين يجتمعون في بروكسل لصياغة تفاصيل عقوبات على روسيا، وافق عليها زعماء دول التكتل الخميس، قرروا تجميد أصول في أوروبا يملكها الرئيس الروسي بوتين ووزير خارجيته لافروف. هذا وأفاد زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة، أنهم بدأوا في إرسال مزيد من القوات إلى شرق أوروبا، قائلين إن موسكو كذبت بشأن نواياها حول أوكرانيا. وقال الزعماء الثلاثون في بيان مشترك عقب قمة افتراضية ترأسها الأمين العام ينس ستولتنبرغ: "يجب ألا يخدع وابل الأكاذيب الذي تطلقه الحكومة الروسية أحدا". وأضاف البيان دون ذكر مزيد من التفاصيل: "نقوم الآن بإرسال قوات دفاعية إضافية كبيرة إلى الجزء الشرقي من الحلف". وفي مزيد من العقوبات الأوروبية على موسكو، قام مجلس أوروبا بتعليق عضوية روسيا، ويعد المجلس أهم منظمة حقوقية أوروبية. وقال المجلس، المشكل من 47 دولة عضوا، إن روسيا لا تزال عضوة به، وإن العضوية معلقة وليست ملغاة، وبناء عليه مازالت روسيا ملزمة باتفافيات حقوق الإنسان التي وقعتها في إطار المجلس. وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعلن، الخميس، أن الولايات المتحدة ستفرض موجة جديدة من العقوبات ضد روسيا في محاولة واسعة لعزل موسكو عن الاقتصاد العالمي. وأضاف بايدن أن مجمل العقوبات ستستهدف تريليونات من الأصول، وستتضمن إجراءات محددة ضد النخب الروسية والبنوك بما في ذلك بنك VTB المملوك للدولة.

 

«مستنقع» روسي في أوكرانيا... دروس من الشيشان وأفغانستان

(تحليل سياسي)لندن: كميل الطويل/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

هل تخاطر روسيا فعلاً، بغزوها الحالي لأوكرانيا، بـ«الغرق في مستنقع»، كما حصل في الماضي لجيشها في أفغانستان، في ثمانينات القرن الماضي، ولاحقاً في الشيشان، في تسعيناته؟ هذا ما لوح به مسؤولون غربيون في الأيام الماضية. ولكن هل هذا السيناريو واقعي فعلاً؟ هذه مقارنة سريعة بين دروس «مستنقعي» أفغانستان والشيشان وإمكان تكراره في أوكرانيا كما يأمل الغربيون اليوم:

- الشيشان... حربان بنهايتين مختلفتين

هدد مسؤولون غربيون، في أكثر من مناسبة، قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وبعده، بأن الرئيس فلاديمير بوتين يخاطر بأن تتحول أوكرانيا إلى «شيشان ثانية» تغرق فيها القوات الروسية، في إشارة إلى أن الروس سيواجهون حرب عصابات وتمرداً على غرار ما حصل في هذه الجمهورية المسلمة في القوقاز في تسعينات القرن الماضي. كان البريطانيون أوضح من لوح بهذا الخيار – المخاطرة، قبل أسابيع من بدء الغزو فجر أمس. في الأيام الماضية، أعاد البريطانيون التلويح بهذا الخيار مع «توضيح» أنهم كانوا يقصدون حرب الشيشان الأولى بين العامين 1994 و1996، وليس الثانية (1999 – 2000). جاء توضيحهم، على الأرجح، بعدما اكتشفوا أن التلويح بـ«شيشان ثانية» قد يعتبر بمثابة «دعوة» للرئيس بوتين للغزو، وليس لردعه عن الغزو. فحرب الشيشان الأولى، خلال عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن، كانت بالفعل «مستنقعاً» غرق به الروس وكلفهم خسائر فادحة (آلاف القتلى والجرحى)، وانتهت بهزيمتهم وانتصار المتمردين الشيشان. لكن حرب الشيشان الثانية التي أشرف عليها الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، خلال توليه رئاسة الحكومة وبعد توليه الرئاسة، خلفاً ليلتسن، كانت في نظر الروس نصراً مبيناً. أنهت هذه الحرب التمرد في الشيشان وقضت عليه عملياً، رغم أنه جاء بثمن باهظ للشيشان الذين وجدوا عاصمتهم غروزني وقد تحولت إلى ركام نتيجة الضربات الروسية. وأعطى هذا الانتصار شعبية واضحة لبوتين الذي ظهر في أعين الروس ليس فقط بوصفه من أخضع المتمردين الشيشان بل أيضاً نتيجة قضائه على «تهديد إرهابي» كان يطرق أبوابهم في موسكو نفسها من خلال تفجيرات تستهدف أبنية سكنية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المتمردين الشيشان لم يحظوا، في حربيهم الأولى والثانية، بدعم غربي في مواجهة الروس، ربما نتيجة خوف العواصم الدولية الكبرى من وجود متشددين عرب يرتبط، بعضهم بتنظيم «القاعدة»، التحقوا بالشيشان بهدف تكرار تجربة «المستنقع الأفغاني» ضد الروس في القوقاز هذه المرة.

خسر المتمردون الشيشان الحرب ضد روسيا نتيجة عوامل عديدة، أحدها فقط غياب الدعم العسكري الغربي. الآن تختلف الصورة، كما يبدو، بالنسبة لأوكرانيا. فقد سارع الغربيون، وعلى رأسهم البريطانيون والأميركيون، إلى تزويد الأوكرانيين بـ«أسلحة دفاعية» بينها قاذفات صواريخ متطورة من طراز (جافلين) قادرة على توجيه ضربات دقيقة للمدرعات والدبابات الروسية. كما أن هناك جنوداً غربيين إلى جانب الجنود الأوكرانيين لتدريبهم على استخدام الأسلحة الحديثة التي تعطى لهم. لكن الغربيين أكدوا مراراً بأنهم لا ينوون الدخول في نزاع عسكري مباشر ضد الروس بسبب أوكرانيا، ما يوحي بأن هؤلاء الجنود – المدربين سينسحبون إذا ما تقدم الروس غرباً نحو كييف.

- أفغانستان... المستنقع الأول

عندما حذر الغربيون الروس من مستنقع شيشاني ربما كان في ذهنهم أفغانستان، لكنهم فضلوا عدم التلويح بهذا السيناريو لأنهم أنفسهم كانوا قد ذاقوا لتوهم مرارة الهزيمة في أفغانستان عندما اضطروا للانسحاب في أغسطس (آب) العام الماضي بعد غزو دام 20 سنة وانتهى بعودة حركة «طالبان» إلى سدة الحكم.

ولا شك أن بعض الغربيين يمني النفس الآن بأن أوكرانيا ستتحول إلى أفغانستان ثانية بالنسبة إلى الروس، كما كانت في الثمانينات ضد الجيش الأحمر. هنا، كان الغربيون أساسيين في تقديم الدعم للمجاهدين الأفغان. فقادة هؤلاء كانوا يستقبلون في عواصم العالم. يعقدون مؤتمرات صحافية في البيت الأبيض مع الرئيس رونالد ريغان. لم يكن الدعم سياسياً فقط بالطبع. فقد أشرفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6) على تزويد الأفغان بالأموال والأسلحة، بما في ذلك صواريخ «ستينغر» التي حرمت الجيش الأحمر من سيطرته المطلقة على الأجواء فوق أفغانستان.

لكن هناك فرقاً جوهرياً بين المثالين الأفغاني والأوكراني، حتى ولو وحد بينهما هدف الغربيين وهو إغراق السوفيات، من قبل، والروس، الآن، في «مستنقع» لا يستطيعون الخروج منه إلا مهزومين. والفرق هنا واضح. فالمجاهدون الأفغان كانوا ينطلقون من منطلق ديني إلى حد كبير. فقد حملوا السلاح في مواجهة «الشيوعيين الملحدين»، بنسختهم المحلية الممثلة بحكومة نجيب الله في كابل، أو بنسختهم السوفياتية ممثلة بـ«الجيش الأحمر». ولكن في مقابل حقيقة أن الأفغان، ومن بعدهم الشيشان، حملوا السلاح ضد السوفيات انطلاقاً من هدف ديني إلى حد كبير، فإن هذا العامل يكاد يكون غائباً كلياً في الحالة الأوكرانية في ضوء انتماء الأوكرانيين والروس ليس فقط إلى الديانة ذاتها بل أيضاً إلى العرقية السلافية ذاتها. كما أن هناك فرقاً جوهرياً آخر بين الحالتين الأفغانية والأوكرانية. فالدعم الغربي للمجاهدين الأفغان ذهب إلى فصائل مسلحة كانت تقاوم حكومة «شرعية» قائمة في كابل. أما الدعم الغربي للأوكرانيين اليوم فهو يذهب إلى حكومة قائمة فعلاً في كييف وإلى جيشها النظامي، وليس إلى مجموعات مسلحة، كما كان الحال في أفغانستان. لكن بالطبع هذا السيناريو يمكن أن يتغير لاحقاً إذا ما تمكن الروس من إطاحة حكومة الرئيس فولودومير زيلنسكي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى قيام مجموعات مسلحة تقاوم الروس. وثمة مؤشرات بالطبع إلى احتمال حصول هذا الأمر في ضوء توزيع حكومة كييف السلاح على المواطنين الراغبين في «مقاومة الغزاة».

 

إعلان أسماء الفائزين بجائزة «زايد للأخوة الإنسانية» لعام 2022

الجائزة أطلقت استلهاماً من الوثيقة التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

أعلنت اللجنة الدولية العليا لوثيقة «الأخوة الإنسانية»، التي تم توقيعها بين الأزهر والفاتيكان، اختيار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والملكة رانيا آل عبد الله، إلى جانب مؤسسة «المعرفة والحرية» (فوكال)، لتكريمهم بجائزة «زايد للأخوة الإنسانية» لعام 2022، تقديراً لجهودهم المبذولة في تعزيز الأخوة الإنسانية واحترام التنوع والتعايش السلمي، ودعما للمحافظة على استمرارية هذه الجهود من أجل الكرامة الإنسانية والتسامح. ووفق بيان لمشيخة الأزهر في القاهرة اليوم (الجمعة)، فإن «الجائزة أطلقت استلهاماً من وثيقة (الأخوة الإنسانية) التي وقعها شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرنسيس، في أبوظبي عام 2019 تحت رعاية ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان». وأضاف الأزهر «تمثل الوثيقة حجر الأساس الذي تقوم عليه الجائزة باعتبارها مرجعية أخلاقية عالمية لتعزيز الروابط الإنسانية والقيم الدينية، ودستورا إنسانيا لتحقيق السلام والحوار والتعددية، فضلاً عن كونها دليلاً ملهما للأجيال القادمة يرشدهم نحو سبل تعزيز التعايش وتقبل الآخر». ووفق الأزهر فإن «جائزة (زايد للأخوة الإنسانية) تهدف إلى الاحتفاء بجهود الأفراد والكيانات المبادرة بتقديم إسهامات جليلة في سبيل الارتقاء بالإنسانية وتعزيز التعايش السلمي». ويشار إلى لجنة تحكيم الجائزة مستقلة، ضمت شخصيات مرموقة من أنحاء مختلفة من العالم، ومنهم رؤساء دول سابقين وقادة مجتمعات وشخصيات بارزة حائزة على جائزة «نوبل للسلام»، وغيرهم من الخبراء الدوليين في مجال تعزيز التعايش السلمي وتفعيل الحوار بين الثقافات. ووثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها الأزهر والفاتيكان في أبوظبي فبراير (شباط) عام 2019 تعد الأهم في العلاقة بين الإسلام والمسيحية، ونتاج جهد مشترك وعمل مخلص استمر لأكثر من عام ونصف... وتم تشكيل لجنة دولية لتحقيق أهداف الوثيقة، التي تنص على «السلام العالمي والعيش المشترك وضمان مستقبل مشرق ومتسامح للأجيال القادمة». وأشار بيان الأزهر اليوم (الجمعة) إلى أن «تكريم الملك عبد الله الثاني، يأتي تقديراً لدوره البارز في تعزيز الحوار بين الأديان في أرجاء المنطقة كافة، ومبادراته في الحد من الانقسامات ودعم القضايا الإنسانية، والعمل على تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب... وتكريم الملكة رانيا تقديراً لدفاعها المتواصل عن حقوق اللاجئين والنساء والأطفال حول العالم، وجهودها الدؤوبة في تعزيز التسامح وقبول الآخر من خلال إطلاق عدد من المبادرات الخيرية. كما وقع الاختيار على مؤسسة المعرفة والحرية (فوكال)، و(هي منظمة إنسانية في دولة هايتي تأسست عام 1995) تقديراً لدورها البارز في تأهيل وتمكين الشباب، وتقديم الدعم اللازم للمجتمع الهايتي على المستويات الشعبية كافة».

من جانبه، قال الأمين العام للجنة الدولية العليا للأخوة الإنسانية محمد عبد السلام، اليوم، «قامت لجنة تحكيم جائزة (زايد للأخوة الإنسانية) بالنظر إلى المبادرات الإنسانية التي قدمتها الشخصيات والمؤسسات التي تم ترشيحها والتي تجاوز عددها 200 مرشحاً، وجاءت كل المبادرات متوافقة مع القيم التي تضمنتها وثيقة (الأخوة الإنسانية)»، مضيفاً أن «الملك عبد الله الثاني حمل رسالة السلام والمحبة على مدى عقود متتالية، وبذل جهودا كبيرة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واستقبل اللاجئين داخل المملكة الأردنية، وقدم نموذجاً للتسامح في المنطقة، وكان دوما داعما للحوار بين الأديان والثقافات، فمثل همزة وصل بين الثقافة الشرقية ومثيلتها في الغرب... أما الملكة رانيا فهي نموذجاً رائداً للمرأة العربية وأسهمت كثيرا في تمكين الفتيات الأردنيات، وضمان حصولهن على كامل حقوقهن، فضلاً عن أنشطتها المميزة في خدمة الطفل واللاجئين والأعمال الخيرية».

وبحسب بيان الأزهر، ذكر الكاردينال رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان ميغيل أنغيل أيوسو، رئيس اجتماعات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن «الفائزين بالجائزة يمثلون نموذجا مميزا في تعزيز الأخوة الإنسانية ونشر التعايش والتسامح».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوطن الأسطورة … لبنان القداسة والتاريخ والبطولة والرسالة/الجزء الثالث والأخير- التراث

ابو أرز- اتيان صقر/25 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/106579/%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86-2/

المقدمة: الحديث عن لبنان يبدأ ولا ينتهي، حكايته عمرها من عمر التاريخ، وسردها بكل فصولها يتطلب مجلدات عديدة، لذلك اعتمدنا الإيجاز في مقاربة هذه الحكاية التي تشبه الأساطير في فرادتها وروعتها، وسنسلط الضوء على بعض محطاتها المشرقة التي تكشف النقاب عن عطاءات حضارية مذهلة قدّمها هذا الوطن الصغير على المسرح العالمي الكبير، تاركاً بصماته الواضحة على صفحات التاريخ والتراث الإنساني العالمي.

ثالثاً: التراث

٤۷- الحضارة اللبنانية القديمة وصلت إلى ذروة مجدها في الحقبة الفينيقية الممتدّة من القرن الثاني عشر ق.م. إلى القرن الثالث ق.م. على وجه التقريب، وخلالها برزت كوكبة من العلماء والشعراء والفلاسفة الذين ساهموا إلى حدٍّ كبير في بناء الحضارة العالمية، لا بل كانوا ركيزتها الأساسية كما سنرى لاحقاً.

٤٨- حوالي الألف الثاني ق.م. اخترع أجدادنا الحروف الأبجدية اللفظية عندما كانت بقية الشعوب تستعمل الحروف التصويرية، وهذه الأبجدية غيّرت وجه العالم إذ بفضلها أصبح البشر قادرين على التواصل في ما بينهم والتعبير عن أفكارهم من خلال ٢٢ حرفاً فقط; وسرعان ما انتقلت هذه الأبجدية إلى بلاد اليونان عن طريق قدموس وأخوته ومنها إلى العالم، وما زالت إلى اليوم تستعملها معظم شعوب الأرض وتسمّيها زوراً الأحرف اللاتينية.

٤٩- ذهب قدموس وأخوته إلى جزر اليونان للبحث عن شقيقتهم “أوروبا” التي خطفها “زوس” كبير آلهة اليونان وجاء بها إلى جزيرة كريت ونصّبها ملكة عليها وأطلق إسمها على القارة التي تحمل اليوم إسم أوروبا، وكان ذلك حوالي العام ١٥٠٠ ق.م.

٥٠- زار قدموس وأخوته عدة جزر يونانية، ولمّا لم يعثروا على شقيقتهم خافوا أن يعودوا إلى والدهم “أجنور” Agenor ملك صور، فقرروا البقاء هناك، واستقرّ كل منهم في جزيرة حملت إسمهم وتولّوا الحكم عليها، والأخوة هم سيليكس Cilix، وتاسوس Thasus وفينيكس، أما قدموس فاستقر في جزيرة تيباس Thebes وأصبح ملكاً عليها.

٥١- مع قدموس وأخوته راحت الحضارة الفينيقية تغزو بلاد الإغريق بدءاً بالأبجديّة والنظام الديموقراطي وكافة فنون الآداب والشِعر والعلوم والفلسفة، وانتهاءً بفنون الملاحة والتبادل التجاري بين الشعوب، فكانت هذه الحملة الفينيقية-القدموسية الحافز الرئيسي في انطلاق الحضارة اليونانية.

٥٢- على ضفاف البحر المتوسط بنى أجدادنا إمبراطورية عظيمة دامت حوالي ٥٠٠ سنة قامت على نشر العِلم والمعرفة وفنون الكتابة والتجارة… إلخ، وليس بحدّ السيف كما سائر الإمبراطوريّات، ما يؤكّد مرّة جديدة أن شعبَنا منذ أن وُجد يكره العنف والحروب بطبيعته لأنه صاحب رسالة حضارية وإنسانية بامتياز.

٥٣- لقد وصلت سفن هذه الإمبراطورية إلى شواطىء أميركا الجنوبية والشمالية مروراً بأفريقيا وأوروبا، ما يعني أن الفينيقيين اكتشفوا القارة الأميركية قبل كريستوف كولومبوس بمئات السنين، ونقلت معها تلك السفن الحضارة الفينيقية إلى شعوب العالم بدءاً بالشعب الإغريقي الذي نقلها إلى روما ومنها إلى بلاد الغرب.

٥٤- يَذكر المؤرّخ أنظوان الخوري حرب في كتابه “إسم لبنان عِبرَ العصور” ان علماء الآثار وجدوا في العام ١٨٧٢ ميلادي على صخرة في البرازيل في ولاية باراهيبا Parahiba كتابات محفورة باللغة الفينيقية تقول ما يلي: وَصلنا إلى هنا ١٢ رَجُلاً وثلاث نساء على أيام ملكنا حيرام ونطلب من الآلهة أن تساعدنا”، عِلماً ان حيرام مَلَكْ على صور من العام ٩٨٠ إلى العام ٩١٧ ق.م. تقريباً حسب التوراة.

٥٥- وعلى ذكر روما يؤكّد المؤرخون ان بيروت كانت مركزاً لأقدم وأعرق مدرسة حقوق في العالم، وكان يرتادها نبلاء الإمبراطورية الرومانية، وتخرّج منها كبار المشرّعين ممن وضعوا القانون الروماني الشهير The Roman Code، ومن أبرزهم أولمبيانوس وبابينيانوس وكلاهما من أصول فينيقية; وعليه سُمّيت بيروت أمّ الشرائع.

٥٦- إعتمدت الممالك الفينيقية في صيدا وصور وجبيل النظام الديموقراطي أي حكم الشعب بالشعب، ومارسته بشفافية عالية على غرار ما تفعله اليوم أرقى الدول.

٥۷- كانت السلطة تتألف في المدن الفينيقية من مجلسين وحكومة، مجلس النواب كان يُنتخب من الشعب، ومجلس الشيوخ كان يضم النخب الثقافية والأدبية والأعيان.

٥٨- كانت الحكومة تحكم بثقة المجلسين، وتستقيل إذا سحب أحد المجلسين منها الثقة، أما إذا سحب المجلسان منها الثقة فكانت تذهب إلى الإعدام. وقد ترك المشرّعون هامشاً للرحمة حيث منحوا الكاهن الأعظم حق حجب الدم (سعيد عقل).

٥٩- وعندما اعتمد اليونانيون نظام الحكم الفينيقي الذي نقله إليهم قدموس واخوته، نسبوه إليهم كعادتهم وأطلقوا عليه تسمية Demos–Kratos، أي حكم الشعب أو سلطة الشعب، وعن اليونانيين أخذ الرومان نظام الحكم الديموقراطي، ومنهم انطلق إلى عالم الغرب، ويعني أن الديموقراطية هي اختراع فينيقي كالأبجدية، وان هذين الإختراعين قد خدما الحضارة الإنسانية كما لا أحد.

٦٠- في العام ٨١٤ ق.م. بنى الفينيقيون إمبراطورية ثانية حملت إسم قرطاجة أي  Qart–Hadasht أي المدينة الجديدة، أسستها إبنة ملك صور اليسار أو أليسا أو دَيْدون، فنَمَت وتوسّعت وتعاظم شأنها، فسيطرت على ساحل افريقيا الشماليّة، وامتدّت في عهد هَمِلْقار برقة وإبنه هنيبعل الكبير حتى وصلت إلى قرطاجنة أي قرطاجة الجديدة Cartago–Nova التي صار إسمها في ما بعد إسبانيا، ومن هناك انطلق هنيبعل في حملته العسكرية الشهيرة على الإمبراطورية الرومانيّة مروراً ببلاد الغال (فرنسا اليوم) وصعوداً إلى جبال الألب وصولاً إلى إيطاليا، وقد عُرفت هذه الحرب بإسم الحرب الفُوْنيّة Punic war أي الفينيقية.

٦١- احتلّ هنيبعل شمال إيطاليا ثم أجزاءً كبيرة منها بعد أن هزم الجيش الروماني في أكثر من موقعة، أهمها موقعة “كاناي” أو “كان” التي سحق فيها جيش العدو وقتل منه حوالي ٧٠ ألفاً وأسر عدّة آلاف، ثم وصل إلى ضواحي روما وحاصرها ١٥ سنة قبل أن يخسر معركة زاما ويعود أدراجه إلى قرطاجة التي ما لبثت أن سقطت في يد الرومان العام ١٤٦ ق.م. (جورج مصروعة)٬ والسؤال الكبير الذي يطرحه الجميع هو: لماذا امتنع هنيبعل عن دخول روما عندما كانت ساقطة عسكرياً؟؟؟ ولو فعل لكان غيّر وجه التاريخ.

٦٢- أكملت قرطاجة الرسالة التي بدأتها صور أي الإمبراطورية الأم، وبخاصة في مجال الملاحة والتجارة وعلوم الزراعة وفنون القتال التي برع فيها هنيبعل والتي ما تزال تُدرّس اليوم في أرقى المعاهد العسكرية في العالم باعتباره أحد أشهَر القادة في التاريخ.

٦٣- وإذا كانت قرطاجة (تونس اليوم) إبنة فينيقيا، فإن قرطاجنّة (إسبانيا اليوم) هي حفيدتها، لذلك تلاحظ ان اللهجة التي يتكلم بها أهل تونس وجوارها هي قريبة الشبه إلى اللهجة اللبنانية، وإذا ما سألتَ أهل مدينة فالنسيا Valencia الإسبانية الواقعة على شاطىء البحر المتوسط مباشرةً قُبالة الشاطىء اللبناني عن أصلهم يُجيبك العارفون منهم نحن فينيقيونSomos Phenicos٬ وبالقرب منها توجد مدينة إسمها إلى اليوم قرطاجنة، وليس بعيداً عنها تقع مدينة مرسيليا الفرنسية، وإسمها الأصلي مرسى ـ إيل أي مرفأ الإله التي كانت من أهم المرافىء الفينيقية.

٦٤- بنى الفينيقيون العديد من القلاع والصروح والمعابد تكريماً لآلهتهم في مختلف المناطق اللبنانية، وآثارها الباقية إلى اليوم تدل على براعتهم في فنون البناء والنحت والهندسة، وأشهر تلك الصروح على الإطلاق هي قلعة بعلبك ومعابدها الرائعة الجمال.

٦٥- من الخطأ الشائع القول بأن قلعة بعلبك هي رومانية، ولنا على ذلك عدّة دلائل نكتفي بثلاثة: الأول، إسمها العائد للإله الفينيقي بعل ملك الشمس، والثاني، القلعة القديمة الموجودة تحت القلعة الحالية بناها أجدادنا قبل العهد الروماني بأكثر من ألفي سنة، ثم قاموا في العام ٢٧ ق.م. ببناء القلعة الحالية فوق القلعة القديمة. الثالث، طريقة البناء والهندسة والشكل والنحت والنقوش كلها فينيقية وتختلف كثيراً عن الهندسة الإغريقية ـ الرومانية.

٦٦- أطلق الرومان على معابد بعلبك أسماء آلهتهم جوبيتير وفينوس وباخوس بدل آلهة الفينيقيين بعل وعشتروت وأدون، وذلك بفعل إحتلالهم للمنطقة، فاستنتج المؤرخون ان بناء القلعة تمّ على يد الرومان.

٦۷- جميع علماء الآثار الذين عاينوا قلعة بعلبك ودرسوا هندستها وطريقة تشييدها عجزوا عن تفسير السر وراء ضخامة الحجارة التي استُعملت في بناء القلعة، والتي يتراوح وزنها من ١٠٠ طن إلى ٣٠٠ طن وصولاً إلى “حجر الحُبْلى” الذي يزن ١٦١٥ طناً وهو أكبر حجر منحوت موجود على وجه الأرض.

٦٨- وأكثر ما أدهش هؤلاء العلماء هو الجمع بين ضخامة البناء وجماله في آنٍ معاً، عِلماً أن الضّخامة غالباً ما تتم على حساب الجمال، لذلك تفوّقت بعلبك بضخامة بنائها وأناقته على معبد البارثينون Parthenon اليوناني، ومعبد البانثيون Pantheon الروماني.

٦٩- أكثر ما حيّر هؤلاء العلماء هو اللغز وراء كيفية نقل تلك الحجارة الأضخم في العالم من مقلعها المجهول حتى الساعة، إلى مكان القلعة، وكيفية رفعها إلى جدران البناء، عِلماً أن التكنولوجيا الحديثة تعجز اليوم عن ذلك وبخاصّة حجر “الحُبْلى” المذكور أعلاه، مما دفع الباحثين وعلى رأسهم العالم الروسي “لاغريست” Lagrest إلى القول أن بُناة بعلبك هم جماعات أتوا من خارج كوكب الأرض وعلّموا أهل بعلبك فنون البناء وقفلوا راجعين إلى كوكبهم.

۷٠- خلال حقبة الإزدهار الحضاري الفينيقي لمعت أسماء كبيرة في حقول الشِعر والفلسفة والعلوم وغيرها، وما زالت عطاءاتها الفكرية فاعلة إلى اليوم في الحضارة العالمية، وتشكل الجزء الأكبر من أساساتها.

۷١- من المؤسف القول بأن التراث الفينيقي سُرق بمعظمه ونُسب إلى شعوب أخرى غير الشعب اللبناني، وبخاصة الشعب اليوناني، وهذا يعود إلى سببين رئيسيين: الأول، التلاقح الفكري الكثيف الذي حصل بين الشعب الفينيقي والإغريقي، واستمر لعقود طويلة جعلت الأمور تلتبس على الباحثين والمؤرخين وتَحْول دون التمييز بين الحضارتين. الثاني، إهمال اللبنانيين لتُراثهم على مَرّ الأجيال ما جعله سائباً وعرضةً للسرقة والنهب، من دون أن ننسى سوء النوايا عند الكثير من الباحثين والمؤرخين، وفي ما يلي أهم هؤلاء الأسماء.

۷٢- هوميروس، شاعر الشعراء وأعظمُهم في التاريخ القديم، وغالبية المراجع تشير إلى أنه إغريقي، إلى أن جاء المؤرخ الفرنسي فكتور بيرار Victor Berard (١٨٦٤-١٩٣١) الذي تخصص في البحث عن حياة وأعمال هذا الشاعر الكبير، وكتب عنه عدّة مؤلفات منها “الفينيقيون والأوْديسَّة” و “الفينيقيون وقصائد هوميروس”، وخَلُص إلى الإستنتاج بأن هوميروس فينيقي وليس إغريقياً.

۷٣- وما يؤكد هذه النظرية هو الغموض الذي اكتنف مكان وتاريخ ولادة هوميروس، فمنهم من حدّد تاريخ ولادته في العام ١٢٠٠ ق.م.، ومنهم الآخر حدّده في العام ٨٠٠ ق.م. في مكان ما من آسيا الصغرى، ما يُشير إلى أن الألياذة والأوديسة كُتِبَتا في حقبة إزدهار النهضة الفينيقية وقبل النهضة اليونانية بعدّة سنوات.

۷٤- موخوس الصيدوني، ولد حوالي ١٢٠٠ ق.م. في صيدا وهو أول من اكتشف نظرية الذرّة ولُقّب “بأبو الذرّة”، وجزم بأن هذه الذرّة قابلة للإنقسام والتجزئة وأطلق عليها تسمية Tomo أو Tomos (المؤرخ سترابون). حوالي العام ٥٠٠ ق.م. أي بعده بسبعماية عاماً ظهر في اليونان عالمان هما لوسيب Leucipp و ديموقريط Democrite فتبنّيا نظرية موخوس واعتبرا ان الذرّة لا تتجزأ وأطلقا عليها تسمية Atomos.

۷٥- المُضحك المبكي هو أن الذرّة اليوم تجزأت كما جزم موخوس منذ ثلاثة آلاف سنة ولكن إسمها لا يزال غلطاً، ولا بُدّ من تصحيحه بالعودة إلى تسمية موخوس Tomos.

۷٦- بيتاغور، فيلسوف وعالم عاش في القرن الخامس ق.م. والده تاجر من صور، ولد في جزيرة ساموس من أم يونانية، تعلّم في مدارس صور وجبيل ومن ثم تخرّج من مدرسة صيدا على يد تلامذة موخوس بحسب الفيلسوف جامبليك Jam Belik.

۷۷- طاليس، فيلسوف وعالم ولد حوالي العام ٥٤٧ ق.م. من أبوين فينيقيين بحسب المؤرخ هيرودوت، ويقول أفلاطون عنه انه يتحدّر من سلالة ملك صور أغنور وإبنه قدموس.

۷٨- اقليدس، فيلسوف وعالم لُقّب بِ أبو الجيومتري، ولد في صور حوالي منتصف القرن الرابع ق.م.، وانتقل إلى أثينا ثم إلى الإسكندرية حيث عاش وعلّم فيها.

۷٩- زينون، ولد في صور حوالي العام ٣٣٤ ق.م.، فيلسوف ومؤسس المدرسة الرواقية Stoicisme، عاش في قبرص واليونان، ومات حوالي العام ٢٦٢ ق.م.

٨٠- بورفير Porphyre، ولد في صور في العام ٢٣٤ ميلادي، فيلسوف اشتهر بشجرته التي تشرح الفرق بين النوعيّة والكمّية، وسيادة الأولى على الثانية، مات في العام ٣١٥.

٨١- يقول المؤرخ اليوناني سترابون ما يلي: “كل من يريد أن يتثقّف عليه الذهاب إلى مدارس صور وصيدا”، لذلك نجد ان معظم عمالقة الفكر في الفلسفة والعلوم والشِعر قد تخرجوا من تلك المدارس كما ذكرنا أعلاه.

٨٢- قد يعتقد البعض أن هناك مبالغة في ما قلناه عن نسب هؤلاء العمالقة وجذورهم باعتبار ان الإعتقاد السائد في العالم يعتبر انهم يونانيون، غير ان غالبية المراجع التي نستند إليها هي يونانية.

٨٣- وعلى هذا الأساس نقترح تشكيل لجنة تضم نخبة من الباحثين والمؤرخين اللبنانيين، تكون مهمتها جمع كل الوثائق والأدلة المتعلقة بهذا الموضوع الوطني الشديد الأهمية، وإرسالها إلى المراجع الدولية المختصة مثل اليونسكو والأنسيكلوبيديا، والويكيبيديا ومحرّك البحث غوغل وغيرها من أجل تصحيح هذا الخطأ التاريخي الفادح، واسترداد حق لبنان في تراثه المنهوب.

٨٤- سبق وقلنا ان اللبنانيين لم ينخرطوا في حروب خارجية خلال تاريخهم الطويل، بل حروبهم كانت كلها دفاعاً عن النفس وداخل حدود لبنان، وهذا التقليد القديم يعود إلى طبيعة الشعب اللبناني المحب للسلام والتسامح ونبذ العنف والإنفتاح الحضاري على العالم; ولكن عندما يتعلق الأمر بالدّفاع عن النفس والوطن يتحوّل اللبنانيون فجأة إلى محاربين أشدّاء يُتْقِنون فنون القتال كما لا أحد. وفي ما يلي بعض المحطات المشرقة والمشرّفة في تاريخنا النضالي والعسكري.

٨٥- بعد أن احتل نبوخذ نصّر ملك بابل مدينة القدس في العام ٦٠٥ ق.م. وسبَى أهلها إلى بلاده، جاء إلى صور وحاصرها في محاولةٍ لإخضاعها، ولكنها قاومته طوال ١٣ سنة وأرغمته على فكّ الحصار والعودة خائباً إلى بابل بعد أن وقّع معها معاهدة صلح.

٨٦- إجتاح أرتحششتا Artaxerxes ملك الفرس (٤٦٥ـ٤٢٤ ق.م.) المنطقة بجيش جرّار قوامه ٣٣٠ ألف جندي، ولما وصل إلى صيدا قرّر الملك “تينيس” تسليمه المدينة، فرفض الأهالي وقرروا المواجهة، فتولت قيادة الجيش الصيدوني فتاة يافعة إسمها عشتريم، فأمرت بتجنيد كل من هو قادر على حمل السلاح، وبإحراق الأسطول الحربي كي لا يستولي عليه العدو، وأيضاً بإحراق المدينة بمن فيها وما فيها لكي تَحْرُم الغازي نشوة النصر، ثم ذهبت لملاقاته على أرض المعركة.

يقول التاريخ أن عدد الذين قضوا حرقاً في المدينة بلغ حوالي ٤٠ ألفاً، وان ما أقدمت عليه صيدا هو أول وأكبر عملية إنتحار جماعي في التاريخ، ويقول أيضاً ان أرتحششتا اضطر إلى استدعاء المزيد من الحشود العسكرية إلى تلك المعركة.

٨۷- قبل أن يهزم الإسكندر المقدوني جيوش الفرس ويحتل بلادهم ويصل إلى الهند، جاء إلى فينيقيا في طريقه إلى مصر، فخضعت له جميع الممالك ما عدا مملكة صور التي قاومته بشجاعة أسطورية لم يكن يتوقعها، فبقيَ يتمرّغ تحت أسوارها سبعة أشهر عاجزاً عن اختراقها إلا بعد أن ردم البحر واصلاً صور البرية بصور البحرية، وكان ذلك في العام ٣٣٢ ق.م.

٨٨- إن الحروب الفُوْنية الثلاث التي نشبت بين روما وقرطاجة والتي أتَينا على ذكرِها سابقاً، دامت ١١٨ سنة أي من العام ٢٦٤ إلى العام ١٤٦ ق.م. وتُعَدّ أطول حروب تلك الأزمنة. عندما اجتاح هنيبعل إيطاليا واحتلها لمدة ١٥ عاماً، لم يفعل ذلك لأهداف توسّعية بل دفاعاً عن النفس تِبعاً لمبدأ أفْضَل دفاع هو الهجوم، وذلك بعد أن تمادت روما في تحدّي قرطاجة ومحاولة إذلالها وإخضاعها. أما لماذا لم يدخل هنيبعل مدينة روما وينهي الحرب لمصلحته، فهذا سرّ لم يكشفه أحد حتى الآن.

٨٩- في القرن السابع ميلادي اجتاحت جيوش الفتح العربي بلدان المنطقة برمّتها وبما فيها الساحل اللبناني ووصلت إلى أبواب أوروبا، ولكنها عجزت عن دخول جبل لبنان حيث تصدّى لها جيش المردة وراح يشنّ عليها هجمات متتالية لإجبارها على مغادرة الساحل، ما دفع بالغزاة إلى طلب الهدنة مقابل دفع جزية لأهل الجبل التي كانت كناية عن عدد من أكياس الذهب والخيول العربية (فؤاد افرام البستاني).

٩٠- في القرن السادس عشر ميلادي ظهر الأمير فخر الدين المعني الكبيرحاملاً في قلبه حلم التحرّر من الهيمنة العثمانية، وحلم توسيع حدود لبنان، ولبلوغ هذين الهدفين كان عليه أن يوحِّد الجبل ويكسر والي الشام الذي يشكّل الخطر الدائم على لبنان ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

٩١- نجح فخر الدين في توحيد الجبل وضمّ جيش المردة إلى قواته، وسار على رأس الحملة العسكرية لملاقاة والي الشام، فأدركه في عنجر وهزمه شرّ هزيمة رغم تفاوت العدد، ثم أعلن استقلال لبنان الكبير الممتد من نواحي حلب إلى ما بعد عكّا، الأمر الذي أجبر السلطنة العثمانية على الإعتراف بهذا الواقع الجديد. وعلى هذا الأساس يُعتبر فخر الدين مؤسس الدولة اللبنانية الحديثة وباني استقلالها.

٩٢- حرص فخر الدّين شديد الحرص على التمسّك بهوية لبنان اللبنانية، فرفض عرضاً من السلطنة العثمانية لمنحه لقب أمير البحر والبرّ أو أمير عربستان، وأصرّ على لقب أمير لبنان، عِلماً انه غالباً ما كان يستعمل لقب أمير فينيقيا للتوقيع على مراسلاته.

كَثُرت الشائعات حول وفاة الأمير فخر الدّين في المنفى، إلى أن عثرنا في كتاب        Lebanon through writer’s eyes في الصفحتين ٨٩ و ١٥٨ على الرواية التالية: طلب فخر الدّين من السلطان مراد الرابع مَنحِه ربع ساعة من الوقت لكي يصلّي قبل إعدامه، فوافق السلطان معتقداً انه سيصلّي على الطريقة العثمانية، فركع الأمير على ركبتيه ورسم على وجهه إشارة الصليب، فصرخ السلطان بالسيّاف قائلاً: “اقتل فوراً هذا الخنزير المسيحي”. وعندما نزعوا ثيابَه بعد إعدامه وجدوا صليباً من ذهب معلّقاً على صدره يشبه في شكله صليب اللورين LORRAINE. وإذا صحّت هذه الرواية يكون فخر الدّين قد مات شهيداً مسيحياً.

٩٣- يوسف بك كرم (١٨٢٣ ـ ١٨٨٩)

سأله “الصدر الأعظم” كيف تحضر أمامي وسيفك على خصرك؟، فأجاب: هذا سيف لبنان، إذا سقط من يدي سقط لبنان.

هو إبن بطرس كرم حاكم إهدن وجوارها، تميّز بشجاعة نادرة مقرونة بالحكمة والغيْرية والسيرة النقيّة، ومَحبة لبنان بعد الله.

رفض الرضوخ للإحتلال العثماني، فثار عليه وأنشأ جيشاً من ماله الخاص، فأرسل “الباب العالي” عدّة حملات عسكرية لقمع ثورة يوسف كرم، فواجه هذا الأخير الجيش العثماني الجرّار في ١٢ موقِعة، انتصر فيها جميعاً انتصاراً ساحقاً، بالرّغم من اختلال ميزان القوى بشكل كبير لصالح العثمانيين.

٩٤- وعلى سبيل المثال نذكر معركة بنشعي الكبرى في ٢٨/١/١٨٦٦ كنموذج عن تلك المعارك، حيث تمكّن يوسف كرم على رأس ٤٠٠ مقاتل من دحر الجيش العثماني المؤلف من ٥٠٠٠ خمسة آلاف جندي، فهزمه شرّ هزيمة ولحق بفُلُولِه الهاربة حتى مداخل طرابلس، فقتل منه حوالي الألف جندي وغَنِم ٦٠٠ بندقية و ٣٠ برميلاً من البارود، ولم يخسر سوى ثمانية شهداء فقط.

٩٥- وصلت شهرة يوسف كرم إلى أقاصي الأرض، فسارعت السلطنة إلى البحث عن حل سياسي للتخلص منه بعد أن فشلت عسكرياً في ذلك، فاتفقت مع قناصل الدول الغربية على إبعاده بموافقة البطريرك الماروني وبتواطؤ من قنصل فرنسا.

حصل الإجتماع في بكركي بحضور جميع المعنيين، وحضر يوسف كرم أيضاً، وعندما أبلغوه قرار الإبعاد قال جملته الشهيرة: “إذا كان الخيار أن أموت أنا ويحيا الشعب، فمرحباً بالموت وليعيش شعبي ويعيش لبنان”.

وسط وداع شعبي حاشد، غادر يوسف بك كرم لبنان في ٣١/١/١٨٦٧ على متن بارجة حربية فرنسية أرسلها له نابليون الثالث.

تنقّل في عدّة بلدان أوروبية محاولاً العودة إلى لبنان ولكنه لم ينجح، فتوفي في مدينة رازينا الإيطالية بتاريخ ٧ نيسان ١٨٨٩. وكأن قدر الأبطال الأنقياء أن ينتهوا في المنافي كما انتهى فخر الدين من قبله.

٩٦- في العام ١٩٥٨ حاول جمال عبد الناصر ضمّ لبنان بالقوة إلى الوحدة المصرية ـ السورية التي سُمّيت يومذاك “الجمهورية العربية المتحدة”، فقاومه اللبنانيون الأحرار برئاسة كميل شمعون وأعادوه خائباً إلى بلاده، وبعد أشهر قليلة سقطت هذه الوحدة غير المأسوف عليها، وساهمت لاحقاً في سقوط كل محاولات الوحدة بين باقي الدول العربية.

٩۷- في العام ١٩٧٥ انطلقت الحرب الفلسطينية على لبنان بزعامة ياسر عرفات تؤازرُه كافة المنظمات والفصائل الفلسطينية، وعدداً من المنظمات الإرهابية مثل منظمة بدرماينهوف الإلمانية، والجيش الأحمر الياباني، والألوية الحمراء الإيطالية، وكارلوس الإرهابي، وعدد كبير من المرتزقة العرب والأفارقة، إضافة إلى دعم كافة الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام السوري عِبرَ جيش التحرير الفلسطيني ومنظمة الصاعقة… إلخ. وذلك تنفيذاً للمخطط الأميركي الذي أعدّه هنري كيسنجر والقاضي بإعطاء لبنان إلى الفلسطينيين وطناً بديلاً عن وطنهم تمهيداً لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي.

٩٨- نجح كيسنجر في الحصول على تأييد معظم الدول العالمية بما فيها الدول “الصديقة” كفرنسا مثلاً، ونجح أيضاً في تأليب اللبنانيين على بعضهم، وتحييد الجيش تمهيداً لانهياره. أما الإتحاد السوفياتي فكان مرتبطاً بمعاهدات صداقة ودفاع مع ياسر عرفات وحافظ الأسد.

٩٩- وبالرغم من كل ذلك، وخلافاً لكل التوقعات والنصائح بعدم المواجهة والتسليم بالأمر الواقع، وقف اللبنانيون الشرفاء وقفة واحدة، فارتجلوا جيشاً بديلاً معظم أفراده من تلامذة المدارس والجامعات، وراحوا بسلاح فردي وبدائي يتصدّون لهذه الغزوة ـ المؤامرة.

١٠٠- لم تمضِ أشهر قليلة حتى انتقل اللبنانيون من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، وراحوا يهاجمون المنظمات الفلسطينية في معاقلها أي في مخيماتها التي تحوّلت إلى معسكرات، فبدأت تسقط تباعاً وعلى رأسها معسكر تل الزعتر الشديد التحصين، معلِنةً إنتصار المقاومة اللبنانية على هذا المخطط الدولي الجهنمي.

١٠١- سُمّيت هذه الحقبة بحرب السنتين، وفي أثنائها هاجم الفلسطينيون عدّة بلدات وقرى مسيحية نائية في عكار وشكّا والدامور والعيشية وارتكبوا فيها أبشع المجازر بحق أهاليها العزّل جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ أين منها مجازر التتر والمغول مجسّدةً قمّة الحقد الفلسطيني تجاه شعبٍ ذنبه الوحيد انه استضافهم على أرضه عشرات السنين.

١٠٢- المُلفت للنظر ان الإعلام الدولي، تمشّياً مع المخطط المذكور، مارس سياسة التعتيم على تلك المجازر، ولم يسلط الضوء إلّا على الخسائر التي لحقت بالفلسطينيين، وأبرزها مجزرة صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ التي نستنكرها جميعاً، فساد الإعتقاد لدى الرأي العام العالمي ان صبرا وشاتيلا كانت المجزرة الوحيدة التي حصلت خلال هذه الحرب، وما زال هذا الإعتقاد سائداً حتى اليوم.

١٠٣- على إثر وقوع مجزرة شكّا، وحّدت قوّات الشمال في إهدن وبشرّي صفوفها وشنّت هجوماً كاسحاً على منطقة الكورة التي كانت معقلاً حصيناً للمنظمات الفلسطينية واليسارية، ولاقتها من الساحل قوّات من أحزاب الجبهة اللبنانية، فسقطت الكورة خلال ساعات معدودة، ووصلت قوّات المقاومة اللبنانية إلى مدخل طرابلس في البحصاص، وتوقفت هناك مُحْجِمةً عن دخول المدينة خوفاً من أن تأخذ الحرب طابعاً طائفياً.

١٠٤- بعد تحرير المناطق الشرقية من كفرشيما إلى الأرز، عقد عدد من ضبّاط الجيش، أو من تبقى منهم، إجتماعاً في ثكنة الفياضية في آب ١٩٧٦، بحثوا فيه خطة عسكرية لإسقاط المنطقة الغربية من بيروت، تتألف من ثلاث مراحل: الأولى، تقضي بالوصول إلى عاليه صعوداً من الكحّالة، الثانية، متابعة السير نحو سوق الغرب، والثالثة، النزول إلى خلدة وتطويق المنطقة الغربية من الخلف.

١٠٥- طلب هؤلاء الضبّاط الإجتماع بنا، بشير الجميّل وداني شمعون وممثل عن التنظيم وأنا (اتيان صقر)، ولما عرضوا علينا هذه الخطّة وافق الجميع عليها، بينما أنا تحفظت على المرحلة الأولى منها، ورفضت الإشتراك بها لأنها قد تشعل حرباً بيننا وبين الطائفة الدرزية، واقترحت أن نذهب مباشرة إلى سوق الغرب عن طريق القماطيّة، وعندما أصرّوا على رأيهم، وضعت مقاتلي حرَّاس الأرز في حالة تأهّب في مكان قريب من الكحّالة استعداداً للإنطلاق إلى سوق الغرب وخلدة في حال نجاحهم في الوصول إلى عاليه.

١٠٦- فشلت المهمّة بعد وقتٍ قليل على انطلاقها إذ سقط عدد كبير من عناصر الفرقة المهاجمة عند اجتياز منطقة ضهر الوحش.

قصدنا تدوين هذه الواقعة لسببين، الأول، للدلالة على المعنويات العالية التي كانت تتمتع بها المقاومة اللبنانية بُعَيدَ تحرير المناطق الشرقية صيف العام ١٩٧٦; والثاني٬ لدحض مزاعم السوريين وأعوانهم القائلة بأن الجيش السوري جاء إلى لبنان لإنقاذ “المسيحيين” من الهلاك، عِلماً ان هذه الإشاعة انطلقت قُبيل دخول السوريين إلى المناطق الشرقية، وسرَت بين الناس، وما زالت سارية إلى اليوم.

إذاً الحقيقة الساطعة هي ان جيش الإحتلال السوري دخل لبنان يوم كان “المسيحيون” في عز قوتهم وذروة انتصاراتهم.

١٠۷- أما لماذا وافق زعماء الجبهة اللبنانية على دخول جيش الإحتلال السوري إلى المناطق الشرقية المحرّرة للتو من الإحتلال الفلسطيني، فنضع علامات استفهام كبرى أمام هذا السؤال ونتركه للتاريخ، رغم أننا نملك بعض المعلومات عن هذا الموضوع ونتحفظ عن ذكرها.

١٠٨- لم تدم فرحة المقاومة اللبنانية بانتصاراتها طويلاً إذ قرّرت الإدارة الأميركية بالإتفاق مع حافظ الأسد إرسال الجيش السوري إلى لبنان لوقف “الحرب الأهلية”، فدخل تحت تسمية خادعة هي “قوات الردع العربية” بأعداد كبيرة فاقت الأربعين ألفاً، مصحوبة بدباباته ومدافعه وترسانته الثقيلة والخفيفة، ترافقه حفنة من الجنود الخليجيين والأردنيين والليبيين بقصد التمويه ولم تلبث أن غادرت تاركةً جيش الإحتلال السوري يتحكّم بمصير لبنان ٣٠ عاماً.

١٠٩- استطاع حافظ الأسد بدهائه المعروف إقناع زعماء الجبهة اللبنانية بالموافقة على دخول جيشه إلى المناطق المحرّرة كما ذكرنا، عندها طلبتُ أنا من الشيخ بشيرالذي كنا قبل أيام معدودة، قد انتخبناه قائداً للقوّات اللبنانية، أن يدعو إلى اجتماع طارىء مشترك بين القوّات والجبهة لبحث هذا الموضوع الخطير، بعد أن حاولتُ عبثاً إقناع الرئيس شمعون والشيخ بيار والرئيس الياس سركيس برفض هذا الدخول.

١١٠- تمّ عقد هذا الإجتماع في اليوم التالي في قيادة حزب حرَّاس الأرز التي كانت في الوقت عينه المقرّ المؤقت للقوَّات اللبنانية، وحضره جميع أعضاء الفريقين، فكان الإجتماع قصيراً وفاشلاً لأن الجميع كان موافقاً سلفاً على المبادرة السورية، ولأن ما كتب قد كتب.

١١١- عندها اتفقنا في قيادة حزبنا على ضرورة إتخاذ موقف ما للتعبير عن رفضنا لهذه المبادرة ـ المؤامرة، فدعونا في اليوم التالي إلى مؤتمر صحافي عقدناه في مركز الحرَّاس في منطقة السبتية، وأعلنّا خلالَه الإعتصام في مكان ما في الجبل، فانتقلنا من الأشرفية إلى العاقورة، ثم إلى تنّورين ثم إلى عيون السّيمان وانتهينا في دير مار يوحنا في الخنشارة بسبب قساوة الطقس.

١١٢- حصل هذا في شتاء العام ١٩٧٦ـ١٩٧٧، وعندما حلّ العام ١٩٧٨ كان كيل أهالي المنطقة الشرقية قد طفح من تجاوزات الجيش السوري، فقررنا طرده من هذه المناطق بالإتفاق مع رفاقنا في أحزاب الجبهة اللبنانية. وبوقت قصير تمكّنتْ قوّات هذه الأحزاب من تطويق مراكز السوريين، وبخاصةٍ مقار قيادتهم في برج المرّ وبرج رزق وبناية حبيش وبناية كرم الزيتون ومحاصرتهم بشكل مُحكم، فدارت بيننا وبينهم معارك ضارية دامت حوالي الشهر أدّت إلى مقتل عدد مرتفع من السوريين المحاصرين الذين راحوا يطلبون من قيادتهم الإستسلام كما أفادتنا أجهزة التنصّت.

١١٣- عندها أمر حافظ الأسد قواته بالإنسحاب من المناطق الشرقية، فراحت تخلي مراكزها الواحد تلو الآخر مجرجِرةً وراءَها أذيال الهزيمة، فكان هذا المشهد أروع ما شاهدناه في هذه الحرب، لا يضاهيه روعة إلّا المعسكرات الفلسطينية وهي تسقط تباعاً وتستسلم إلى المقاومة اللبنانية من تل الزعتر إلى جسر الباشا إلى النبعة إلى ضهر الجمل وضبية والكرنتينا.

١١٤- وهكذا تحرّرت مناطقنا للمرّة الثانية من إحتلال كان يحلم بضمّ الكيان اللبناني إلى الكيان السوري، غير ان الفرحة لم تدم طويلاً لأن حافظ الأسد قرّر الإنتقام على طريقته الوحشية المعهودة، فزرع الجبال المطلّة على بيروت الشرقية بعشرات المدافع والراجمات الصاروخية المتعددة الأفواه، وراح يقذف بها عشوائياً الأحياء السكنية ليلاً نهاراً وعلى مدى أسابيع متواصلة حتى أصبحت المناطق المحرّرة مناطق مدمّرة حيث سقط العديد من الضحايا، سيّما وان الصواريخ والقذائف طاردت الأهالي إلى ملاجئهم، وبخاصة قذائف المدفعية من عيار ٢٤٠ ملم المحظورة دولياً.

كل هذه الأحداث حصلت في صيف ١٩٧٨ وأُطلق عليها إسم حرب المئة يوم.

١١٥- إذاً المحطّات التي تألقت فيها المقاومة اللبنانية خلال الحرب الفلسطينية ـ السورية على لبنان هي ثلاث. المحطة الأولى، تمثلت في ارتجال جيش بديل عن الجيش اللبناني والصمود في وجه أخطر مؤامرة دولية على لبنان نفّذتها المنظمات الفلسطينية وحلفاؤها. المحطة الثانية، تمثلت في الإنتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة الهجوم، ومحاصرة المعسكرات الفلسطينية وإسقاطها. المحطة الثالثة، محاصرة القوات السورية وطردها من المناطق الشرقية ولكن بثمن مرتفع من الشهداء المدنيين والدمار الهائل… إلى أن جاء العام ٢٠٠٥ حيث انتفض الشعب اللبناني كلُه في وجه الإحتلال السوري، فانطلق في تظاهرة مليونية أدّت إلى طرده من كافة المناطق اللبنانية.

١١٦- اللافت للنظر هنا ان المناطق الشرقية تحرّرت ثلاث مرّات بدلاً من مرة واحدة، الأولى، عام ١٩٧٦، الثانية، العام ١٩٧٨، الثالثة، العام ٢٠٠٥، والسبب يعود دائماً إلى الأخطاء السياسية التي اقترفتها القيادات المارونية، ما يعني ان الأداء العسكري للمقاومة اللبنانية كان باستمرار متفوّقاً على الأداء السياسي.

١١۷- في آذار ١٩٨١ فرض السوريون حصاراً خانقاً على زحلة تمهيداً لاحتلالها، فرفض الأهالي وقرروا المواجهة، فسارع الشيخ بشير إلى دعمهم لوجستياً وعسكرياً، ثم أرسل إليهم عن طريق الجرد مئة مقاتل بقيادة جو إدّة بينهم ٢٢ مقاتلاً من حرَّاس الأرز بقيادة كيروز بركات حيث اتخذوا من حوش الأمراء مقرّاً لهم.

١١٨- إستبسل الزحليون كعادتهم في الدفاع عن مدينتهم بالرغم من موقع المدينة المعزولة جغرافياً عن المناطق الشرقية، ومن اختلال ميزان القوى بين المهاجمين الذين استخدموا كعادتهم كل أنواع القذائف والصواريخ وحتى سلاح الجو لتدمير الأحياء والمنازل على رؤوس الأهالي، وبين المدافعين الذين تصدّوا لهم بأسلحة فردية مقرونة بشجاعة نادرة.

١١٩- بعد ثلاثة أشهر من المعارك الضارية والصمود الرائع من قبل الأهالي، توقف القتال نتيجة الضغوط السياسية الهائلة التي مارستها الجاليات اللبنانية عامة والزحلية خاصةً على عواصم القرار، فاحتفلت زحلة ومعها اللبنانيون الأحرار بالإنتصار على الغزاة، ولكن بثمن مرتفع دفعته من دماء شهدائها ومن خراب غير محدود في المنازل والأحياء والمحال التجارية، مع الإشارة إلى أن خسائر العدو فاقت بكثير خسائر زحلة بالأرواح والعتاد العسكري.

١٢٠- في ٦ حزيران ١٩٨٢ اجتاحت القوّات الإسرائيلية لبنان من جنوبه إلى عاصمته، وقضت على المنظمات الفلسطينية في صور وصيدا وبيروت، وأرغمت ياسر عرفات على مغادرة لبنان مع ١٥ ألف من كوادره، ودفعت بالقوات السورية للإنسحاب من بيروت إلى البقاع، الأمر الذي مهّد الطريق أمام الشيخ بشير للوصول إلى سدّة الرئاسة ومن بعده الشيخ أمين، غير ان القيادات المارونية كعادتها لم تُحسن التعامل مع هذا الحدث الإستثنائي الذي أتاح لها فرصة إغلاق جبهة الجنوب نهائياً باعتبارها بوابة الحرب والسِلم، وإرغام القوات السورية على الإنسحاب من لبنان تزامناً مع إنسحاب القوات الإسرائيلية.

١٢١- وتمشّياً مع سياسة إضاعة الفرص التي أتْقنها زعماء الموارنة عمد هؤلاء إلى إلغاء إتفاق ١٧ إيّار الذي وافق عليه مجلس النواب بالإجماع وبدون إكراه، الأمر الذي أدّى إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من طرف واحد، وعودة قوات الإحتلال السوري إلى بيروت كسابق عهدها، ما يعني عودة الحرب إلى المربّع الأول.

١٢٢- وإمعاناً في ارتكاب الأخطاء المميتة، أرسلت تلك القيادات قواتها إلى الشوف لمقاتلة الدروز والإنخراط في معركة طائفية لا معنى لها ولا هدف سوى تفتيت الجبل وتهجير “المسيحيين” من بيوتهم وقراهم إلى المناطق الشرقية.

١٢٣- هناك من يخلط ما بين المقاومة اللبنانية والقوات اللبنانية، الأولى عمرها من عمر لبنان، وتمثلت في مقاومة الغزوات المتتالية التي ضربت هذا البلد عِبرَ العصور، وكان لنضالها المستمر في الزمان والمكان الفضل الأول في بقائه صامداً إلى اليوم، وقد اتخذت عدّة أسماء منها الجراجمة والمردة والمقدَّمين… إلخ. بينما الثانية تأسست في صيف ١٩٧٦ أي مباشرة بعد تحرير معسكر تل الزعتر وملحقاته على يد المقاومة اللبنانية; وقد تمّ ذلك بعد عدة إجتماعات عُقدت بين أحزاب الجبهة اللبنانية في مقر قيادة حزب حرَّاس الأرز، وانتهت بالإتفاق على توحيد البندقية والقيادة في هيئة عسكرية واحدة دُعيت القوّات اللبنانية، وبانتخاب الشيخ بشير الجميّل قائداً لها، وهدفها الأول منع الإقتتال الداخلي.

١٢٤- إرتَكبَتْ هذه الهيئة خطأين أساسيين أدّيا إلى انتحارها: الأول، إنحرافها عن مسارها العسكري المرسوم لها في نظامها الداخلي إلى المسار السياسي فأصبحت حزباً فوق الأحزاب بدلاً من أن تكون ذراعها العسكري، فتحوّلت إلى أداة للوصول إلى السلطة. الثاني، إنخراطها في نزاعات وحروب داخلية أشد ضراوة وأكثر دموية من كل المعارك التي خاضتها المقاومة اللبنانية ضدّ الإحتلالين الفلسطيني والسوري، إبتداءً من مجزرة إهدن ١٩٧٨ مروراً بمجزرة الصفرا ١٩٨٠، فحرب الجبل ١٩٨٣، فحرب الإلغاء بين القوات والجيش ١٩٩٠ التي قضت على كل تضحيات المقاومة اللبنانية وإنجازاتها ومكتسباتها; من دون أن ننسى عملية تهجير شرق صيدا الغامضة وغير المبرّرة ١٩٨٥، والإنتفاضة الثانية ١٩٨٦غير الشرعية وغير المبرّرة أيضاً.

الخاتمة:

لقد سلّطنا الضوء في هذه الدراسة الموجزة على المحطّات المشرقة من تاريخنا المجيد، ولم نأتِ على ذكر المحطّات المظلمة إلّا عَرَضاً، ذلك لأننا نعيش اليوم أسوأ مرحلة سياسية في تاريخنا الحديث والمعاصر، والسبب الأول هو منظومة لبنان السياسية الحالية الجاهلة والفاسدة والمارقة بمعظمها التي تخصّصت في نهب أموال الشعب، وتدمير كيان الدولة تدميراً منظّماً وممنهجاً، والسبب الثاني هو حركة التاريخ التي تتحكم بمسار الأمم ومصيرها تبعاً لمبدأ الصعود والهبوط في دورة الزمان الجيّد حيناً والسيّىء حيناً آخر.

نحن على يقين ان لبنان سوف يتجاوز حتماً هذه المرحلة القاتمة كما فعل دائماً عِبرَ التاريخ، وكأن القدر قد حَكم عليه أن يُعايش الأخطار ليتغلّب عليها، وأن يصارع الموت لينتصر عليه.

كم من الأمم نشأت ونَمَتْ وتوسّعت ثم زالت واندثرت ولم يبقَ منها سوى الذكرى، بينما لبنان نشأ ونما وعاش في قلب الخطر، فبقى واستمرّ، وسيبقى وسيستمرّ.

صحيح ان لبنان بلدٌ صغيرُ المساحة إذا ما قيس بالأميال المربّعة، ولكنه من أكبر بلدان العالم إذا ما قيس بالأميال المكعّبة، أي عمقاً وارتفاعاً.

أليس هو وطن أدونيس، الأسطورة الذي كان يموت وينهض من موته في اليوم الثالث؟؟؟

ووطن الفينيق، الطير الأسطورة الذي كان يحترق ثم ينهض من رماده ليعود إلى التحليق من جديد؟؟؟

الجواب نعم.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

مَن يلعبُ ورقة الانهيار الخَفيَّة؟

طوني عيسى/الجمهورية/25 شباط/2022

واضح أنّ انهيار لبنان ليس مسألة تقنية، أي ليس ناجماً بكل بساطة عن فساد القيِّمين على السلطة وغالبية الطبقة السياسية والمالية والاجتماعية، بل هو مسألة سياسية بتوقيته وطبيعته. وللتذكير، بقيت طبقة الفاسدين في لبنان تَلقى تشجيعاً وتحريضاً خارجياً لعقود طويلة، بل كان فسادُها مُموَّلاً ومَمهوراً بمشروعية الدول والمؤسسات الدولية المانحة. لم ينكشف الانهيار في لبنان إلّا لأنّ النزاع الأميركي- الإيراني وصل إلى الانفجار في عهد دونالد ترامب، أي عندما بدأ الأميركيون حصارهم لإيران و«حزب الله» والسلطة التي من خلالها يتحكّم بالقرار، وأوعزوا إلى القوى والمؤسسات العربية والدولية أن تُقفل على لبنان أبواب الدعم بالمطلق. فالأميركيون وحلفاؤهم، ولاسيما في الخليج، كانوا يدركون جيداً أنّ الدولة اللبنانية عبارة عن جسم ضعيف ومفكّك، وأنّ الدم الوحيد الذي يغذّيه هو المساعدات. فقرَّروا استخدام هذه الورقة لدفع لبنان إلى التزام خياراتهم والتخلّي عن إيران.

ولذلك، دعَمَ الأميركيون وحلفاؤهم انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 بقوة، وردّ الإيرانيون بإحباطها. واليوم، يحاول حلفاء إيران حسم المعارك الآتية، وتكريس سيطرتهم على القرار. إذاً، الانهيار ورقة سياسية، وهو قد يتمادى ويتحوَّل اهتراءً كاملاً إذا تأخّرت التسويات، لأنّ أي طرف إقليمي أو دولي لا يبدو مستعداً ليدفع «مِن كيسه» ثمن إخراج لبنان من وضعية الانهيار. لكنه قد ينتهي في أي لحظة ويبدأ النهوض. فالولايات المتحدة تعتقد أنّ استمرارها في الضغط على حلفاء إيران ستدفعهم إلى التراجع في النهاية، وتُحسم المعركة لمصلحتها. وللدلالة إلى ذلك، يطرح بعض المتابعين لموقف واشنطن السؤال الآتي:

هل الولايات المتحدة هي اليوم أقوى ممّا كانت في الشرق الأوسط قبل 10 أعوام أو 20 أم أضعف؟ ويستدركون: إنّها اليوم أقوى بكثير. وهي تزداد نفوذاً، لا بتحقيق الانتصارات المباشرة، بل بتركِ حلفائها يضعفون من تلقاء أنفسهم، تحت تأثير عامل الوقت. وفي تقديرهم، أنّ واشنطن تراهن على استراتيجية «استهلاك الوقت». ولكن، هل يكون خَطِراً الرهان على الوقت في لبنان؟ أي هل يمكن أن يتسبَّب عامل الوقت بوفاة هذا الرجل المريض، تحت وطأة الحصار ونتيجة التمادي في الرهانات؟

يحاذر الأميركيون إيصال لبنان إلى مكان يسقط فيه لقمة سائغة في فم إيران. ولذلك، هم وحلفاؤهم يعيشون ازدواجية صعبة بين الرغبة في تشديد الحصار والضغوط لإجبار الإيرانيين على التراجع، والحرص على إبقاء الحدّ الأدنى من الدعم (السياسي والمالي والعسكري خصوصاً…) بما يسمح ببقاء هيكليةٍ للدولة والنظام. ولكن، في المقابل، الإيرانيون أيضاً لا يريدون الانهيار الكامل في لبنان. فليس من مصلحتهم أن تسقط دولةٌ يمتلكون فيها غالبية القرار، بل يستعدُّ فيها حلفاؤهم لتكريس نفوذهم من أعلى مستويات الهرم نزولاً حتى القواعد، حيث يخطّطون لإحداث تحوُّلات في العديد من المؤسسات والقطاعات الحسّاسة، بعد إطباق سيطرتهم على القرار. إذاً، انهيار لبنان ومصيره عالقٌ بين «النفَس الطويل» الأميركي وأسلوب «القضم» الإيراني. والاستحقاقات الانتخابية في 2022 ستكون مفصلية في المواجهة. ويعمل الإيرانيون لتكريس نفوذهم من خلالها، سواء بإجراء الانتخابات أو بتطييرها.

ولكن، في المقابل، يمكن للأميركيين أن يستخدموا أوراقاً تبدّل المعادلات، ويفاجئوا السلطة في لبنان، وهي شديدة التأثير: مفاوضات الناقورة، المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمساعدات الخارجية من عربية وأوروبية على السواء. وفوق ذلك، تحريك الدعاوى التي يرفعها الدائنون في وجه الدولة، أو متضرِّرون في وجه القطاع المصرفي اللبناني. ولكن، في هذا الوقت الضائع، ليس الأميركيون والإيرانيون وحدهم يلعبون ورقة الانهيار اللبناني. فإسرائيل يريحها أن تفاوض طرفاً منهاراً ويحتاج إلى تسوية سريعة ليبدأ استثمار الغاز. كما يريحها انهيار لبنان لـ«تبليعه» الحلول التي ربما تنتظر الشرق الأوسط، والتي تقتضي تسويات للمشكلات السياسية والديموغرافية والاقتصادية المعقّدة على حساب العرب، ولبنان واحدٌ منهم. وثمة مَن يعتقد أنّ انهيار لبنان شكَّل فرصة لكثيرين كي يرثوا موقعه التقليدي في مجالات المال والتجارة والخدمات والسياحة والثقافة. وقد جاء تدمير مرفأ بيروت علامة فارقة في هذا المسار.

وعلى الأرجح، سيبقى الانهيار اللبناني ورقة مساومة بين القوى الدولية والإقليمية النافذة، ولاسيما على طاولة المفاوضات الأميركية- الإيرانية. وسيكون لبنان محظوظاً إذا سلكت النزاعات طريق التسوية في وقت قريب نسبياً، وإذا أدرك اللبنانيون كيف يستفيدون من مناخ التسوية لإيجاد موقع لهم على الخريطة.

 

لماذا دخول السنيورة يهدِّد الانتخابات؟

شارل جبور/الجمهورية/25 شباط/2022

شكّل دخول الرئيس فؤاد السنيورة على خط الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات النيابية، تجنّباً لإخلاء الساحة الوطنية والسياسية وعدم تفويت محطة من محطات النضال سعياً لقيام الدولة، عاملا إضافيا من عوامل الخطر على تطيير الاستحقاق النيابي. لماذا؟

مِن المسلّم به انّ الأكثرية الحاكمة تخوض الانتخابات النيابية من موقع ضعف لا قوة لثلاثة أسباب أساسية معروفة:

السبب الأول مردّه إلى الانهيار الكبير وغير المسبوق الذي أصبح البلد في وسطه، وهذا الانهيار حصل في هذا العهد وعلى يد هذا الفريق بالذات، ومن غير المنطقي ان تعيد الشريحة اللبنانية الصامتة الاقتراع لمَن أوصلها إلى هذه الكارثة.

السبب الثاني يتعلّق بالقناعة التي تولّدت لدى معظم اللبنانيين بأنّ المشروع السياسي الذي يحكم لبنان لم يعد قادرا على الاستمرار وانه وصل إلى الحائط المسدود، ولم يعد من الحكمة ولا المصلحة التجديد لهذا المشروع، إنما المصلحة الوطنية تستدعي الاقتراع لمشروع سياسي آخر قادر على إنقاذ لبنان.

السبب الثالث لأنّ الثنائي الأساسي الحاكم، العهد و«حزب الله»، يفتقد إلى التحالفات السياسية الداخلية التي لم تعد في وارد تجديد التسوية معه، كما يفتقد إلى الغطاء الخارجي في ظل الموقف الخليجي المتشدِّد.

ومن المسلّم به بشكل أو بآخر انّ الأكثرية الحاكمة ستفقد الأكثرية النيابية من جهة، والأكثرية المسيحية من جهة أخرى، وكل محاولاتها لتطيير تصويت المغتربين الذين يصبّ اقتراعهم ضدها بنسبة 80 % باءت بالفشل، ما يعني ان خسارتها للأكثريتين النيابية والمسيحية باتت شبه محسومة، وكل ذلك قبل دخول الرئيس السنيورة على خط التشجيع على ضرورة المشاركة السنية في الانتخابات والذي يشكل دخوله تحولا حاسما بنتيجة الانتخابات للاعتبارات الآتية:

الاعتبار الأول لأنّ ثنائي العهد والحزب كان يراهن على بقاء الجسم السني السيادي خارج إطار المواجهة الانتخابية بعد إعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه عن خوض الانتخابات، ولكن من دون ان يدعو إلى المقاطعة، وتركه حرية المشاركة لمن يريد إنما من خارج إطار تيار «المستقبل».

الاعتبار الثاني لأنّ الحزب كان يراهن على قدرته تحقيق مزيد من الاختراقات داخل البيئة السنية وتحديداً بعد موقف الحريري.

الاعتبار الثالث لأنّ الحزب كان يراهن على ان البيئة السنية فقدت مرجعيتها الوطنية ولن تكون جسما مؤثرا في الانتخابات ومقررا على المستوى الوطني، خصوصا ان ما ستفرزه الانتخابات داخل هذه البيئة سيكون كناية عن مجموعة كتل منفصلة وصغيرة، ما يعني خروج هذه الطائفة من الوزن الوطني السيادي.

ومعلوم على هذا المستوى ان قوة انتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005 ارتكزت على الوزن المسيحي والسني والدرزي، وبمجرّد خروج المكون السني من هذا الوزن يعني إضعافا للخط السيادي، خصوصا ان هذا المكون أكثر من محوري وأساسي بسبب امتداده الإقليمي والصراع المركزي ضد إيران وتمددها على مستوى المنطقة.

ومعلوم أيضا أن الهمّ الأساسي لمحور الممانعة منذ العام 2005 كان في كيفية إخراج الطائفة السنية من المواجهة، لأنه يعتبر ان مجرّد خروجها أو تحييدها يجعله ضامناً لإمساكه بمفاصل القرار السياسي، وهذا ما يفسِّر كمّ الاغتيالات التي استهدفت قيادات من داخل هذه الطائفة، واستخدام السلاح في بيروت، وإسقاط حكومة الرئيس الحريري، وكان يعتقد انّ بإمكانه استثمار موقف الحريري لإضعاف الجسم السني السيادي، وهذا الإضعاف سيكون كفيلا بتحييد الجسم «الإشتراكي» ومحاصرة الجسم القواتي.

وما لم يكن في حسبان محور الممانعة ان يدخل السنيورة على خط الانتخابات من باب مشروع سياسي متكامل عنوانه الأساس تحرير الدولة وإعادة الاعتبار للدستور والسيادة والقانون وتطبيق قرارات الجامعة العربية والشرعية الدولية، اي ان يعود السنيورة من باب تجديد مشروع 14 آذار والتشديد على وحدة الصف السيادي، لأن اي إضعاف لهذا الخط يشكل إضعافاً للمشروع السياسي السيادي ويقدِّم خدمة لمحور الممانعة الذي يريد إبقاء لبنان ساحة مستباحة ويخشى من ان تعيد الانتخابات تمكين الفريق السيادي.

ولا يغِب عن بال أحد انّ الرئيس فؤاد السنيورة يشكل جزءا لا يتجزأ من عائلة الحريري، وقيادته هذا المشروع من داخل البيئة السنية لا تعني ابتعاده عن رئيس «المستقبل»، ولا حاجة إلى التذكير بأنه تولّى رئاسة الحكومة الأولى والثانية بعد انتفاضة الاستقلال بقرار مباشر من الحريري، ما يعني ان كل ما يمكن ان يراكمه سيبقى ضمن بيت الحريري وتيار «المستقبل»، خصوصاً ان أحداً لا يستطيع منافسة الحريري على موقع الزعامة، والسنيورة ليس أساسا في هذا الوارد، إنما مقتضيات المواجهة تتطلب تعبئة كل البيئات وتوحيدها لإنقاذ لبنان.

وإذا كان الفريق الممانع يفكِّر في تطيير الانتخابات قبل ان يستجد عامل السنيورة بسبب خسارته المتوقعة للانتخابات التي تختلف جذريا عن الاستحقاق السابق في العام 2018 للعوامل المعروفة المتعلقة بالانهيار وفشل الدولة وتبدُّل نمط عيش الناس والعزلة الخارجية وغياب التحالفات ودخول العهد في الأشهر الأخيرة لولايته، فإنّ دخول السنيورة على خط الانتخابات بمشروع سياسي متكامل سيجعل الفريق الممانع يبحث أكثر فأكثر عن كيفية تطييرها، لأن رهانه على إخراج العامل السني من الانتخابات أو تحييده أو فَرطعته لم يعد قائما، خصوصا ان التوجُّه الذي عبّر عنه السنيورة لا يختلف عن توجُّه دار الافتاء، وكان المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان قد عبّر بصراحة عن ضرورة عدم المقاطعة والعودة إلى الدستور واتفاق الطائف.

وإذا كانت الانتخابات النيابية تشكل محطة وفرصة، محطة ديموقراطية للتعبير لا تأتي سوى مرة واحدة كل أربع سنوات، وفرصة لتحقيق التغيير بعد ان لمست الناس لمس اليد خطورة نأيها بنفسها عن الشأن العام، فإن الدينامية السياسية التي أطلقها السنيورة تشكّل بدورها محطة وفرصة، محطة لتوحيد القوى السيادية وتعبئة البيئات اللبنانية السيادية انتخابيا، وفرصة لإحياء مشروع «العبور إلى الدولة».

وإذا كان الخطر الشخصي على الرئيس السنيورة أصبح مضاعفا لأنه دخل على خط المحظور السياسي لدى فريق الممانعة بسبب إعادته استنهاض البيئة السنية وإعادتها للدور الريادي الذي لعبته بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فإنّ هذا الفريق لن يوفِّر وسيلة لتطيير الانتخابات من الباب الأمني أو الفوضى، لأن هذه الانتخابات لم تعد تحمل قضية سياسية على غرار انتخابات العام 2009، إنما الأكثرية التي ستكونها هذه الانتخابات سترفض اي تسوية على غرار التسويات السابقة وستتمسك بتسوية بشروط الدولة فقط لا غير، ولذلك، أصبحت الانتخابات في دائرة الخطر.

 

صندوق النقد غير راضٍ عن الموازنة!

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/25 شباط/2022

بعد مرور 14 يوماً على إعلان صندوق النقد الدولي انتهاء مناقشاته الإفتراضية مع السلطات اللبنانية التي جرت في الفترة الممتدة من 24 كانون الثاني الفائت الى 11 شباط الجاري، ها هو وفد صندوق النقد المكلف التفاوض مع لبنان، يضرب اليوم موعداً جديداً مع أعضاء اللجنة المكلفة متابعة المفاوضات مع الصندوق بدءاً من شهر آذار المقبل، لجسّ نبض الحكومة حول التطورات التي جرت في تلك الفترة وما اذا كانت أحرزت تقدّماً في الملاحظات التي أبداها أمامها. ومعروف أن اللجنة اللبنانية تتألف من نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، وزير المالية يوسف خليل، وزير الإقتصاد امين سلام وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لذلك سيقوم وفد "الصندوق" بجولة عليهم كما من المفترض أن يلتقي الرؤساء الثلاثة. وأوضح وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام لـ"نداء الوطن" ان مغزى هذه الجولة يتمحور حول "الوقوف على ما آلت اليه المطالب التي أعلنوا عنها في جلسات النقاش السابقة"، ولفت إلى أنّ أبرز مطالب الصندوق هي:

- "إقرار الموازنة فوراً بعد مناقشتها في مجلس النواب، فصندوق النقد غير راضٍ عنها ولكن قبل بها في ظلّ الظروف الحالية، رغم وجود عجز بقيمة 7 آلاف مليار ليرة، باعتبار أن الهوامش المقبولة بالنسبة إليه للعجز تصل الى 10 آلاف مليار ليرة.

- توفير حماية أكبر للمودعين وعدم تحميلهم حجماً كبيراً من الخسائر. وهذا الأمر لا يزال قيد الدرس، وقرار الحماية سيصدر بناء على الإجتماعات القائمة بين مصرف لبنان ووزارة المال والمصارف.

- طرح خطة إصلاحية شاملة".

الى ذلك أكّد سلام "ضرورة البحث جدياً في كيفية اعادة هيكلة المصارف وإمكانية اعتماد مبدأ الشطور في الودائع ما بين 100 أو 200 ألف دولار وتأمين غطاء كامل للمودعين الصغار".

فرغم عدم رضى وفد الصندوق في الجولة السابقة على عمل السلطات اللبنانية، إلا أنه أبدى إيجابية حيال المعطيات التي سلمته اياها السلطات اللبنانية.

أما عن الحظوظ المتاحة لإمكانية التوصّل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وانطلاق المفاوضات الرسمية، أعرب سلام عن تفاؤله بهذا الصدد، مشدداً على "سعي السلطات اللبنانية للتوصّل الى اتفاق مبدئي على الأرقام والخطة مع وفد صندوق النقد في آذار ووضع القطار على السكة الصحيحة، على أن يتمّ بعدها طلب استكمال بعض الأمور، والتوجّه صوب اتفاق نهائي يتم توثيقه والتوقيع عليه لبدء المفاوضات الفعلية الرسمية وانطلاق البرنامج"، إلا أنه اعرب في الوقت نفسه عن خشيته من "عامل الوقت الذي يشكّل أكبر تحدّ لنا"، محذراً في السياق من أنه "من دون إقرار موازنة لا يمكن استكمال المناقشات أو المفاوضات مع صندوق النقد".

 

إنجازات "المعلومات" تحاصر ادعاء عون

كتب محمد شقير/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

طغى الإنجاز الأمني الذي حقّقته شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بتفكيك خلية إرهابية «داعشية» كانت على وشك استهداف ثلاثة مراكز دينية في الضاحية الجنوبية لبيروت على المشهد السياسي في لبنان الذي لا يزال يتخبّط في أزماته، وكاد يحاصر المحامية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون في ادعائها على المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بتهمة عرقلة تنفيذ مذكرة قضائية والإخلال بواجبات الوظيفة أثناء محاولة إحضار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من قبل جهاز أمن الدولة وإحالته للمثول أمام قاضي التحقيق نقولا منصور.

وكان يُفترض مثول اللواء عثمان أمس أمام القاضي منصور، لكنه لم يتبلغ بوجوب مثوله للاستماع إلى إفادته بشأن امتناع قوى الأمن المكلّفة بحراسة منزل سلامة عن تنفيذ مذكرة قضائية بإحضاره، برغم أن المدير العام لجهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا نفى منعه من تنفيذ المذكرة القضائية الصادرة عن القاضية عون، إضافة إلى أن اللواء عثمان كان أجاب بالتفصيل على الكتاب الذي تسلّمه منها في أقل من نصف ساعة، مع أن هناك من استبق إجابته وراح يروّج معلومات بأن عون ستدّعي عليه.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية بأن تثبيت نقطة حراسة من قوى الأمن الداخلي أمام منزل سلامة جاء بطلب مباشر من الرؤساء بعد ورود معلومات بأنه سيتعرّض لاستهداف أمني، وأنه مضى على وجودها أكثر من ثلاث سنوات، وأن الرؤساء كانوا يلحّون في كل مرة على اللواء عثمان بضرورة الإبقاء على هذه القوة وعدم تحريكها لإلحاقها بمراكز عملها.

وكشفت المصادر الوزارية أن عامل الصدفة كان وراء تلازم الإنجاز الأمني الذي حقّقته شعبة المعلومات بتوقيف أعضاء الشبكة الإرهابية التابعة لـ«داعش» مع الموعد الذي حدّدته القاضية عون اللواء عثمان للمثول أمام القاضي منصور، مع أنه لم يتبلغ بموعد مثوله أمامه، وقالت إن الرد على القاضية عون جاء بالأفعال وبتنويه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بهذا الإنجاز الأمني، وأيضاً مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تدخّل سابقاً وأوعز بضرورة استرداد ملف الادعاء على سلامة من القاضية عون. وإذ توقفت المصادر أمام الأبعاد السياسية التي كانت وراء إصرار وزير الداخلية القاضي بسام مولوي على التوجّه إلى المقر العام للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ليعلن الإنجاز الذي حقّقته شعبة المعلومات في حضور عثمان ورئيس الشعبة العميد خالد حمود، لفتت في المقابل إلى أن ادعاء القاضية عون على عثمان كأنه لم يكن، وشكّل حصانة لهذه المؤسسة الأمنية التي كانت سجّلت قبل أسابيع إنجازاً باكتشافها شبكة تجسُّس لصالح إسرائيل، يضاف إلى إنجازاتها في حربها المفتوحة على المهرّبين الذين يتولّون تهريب حبوب الكبتاغون المخدّرة إلى دول الخليج العربي التي كانت وراء تأزيم العلاقات اللبنانية - الخليجية.

ورأت المصادر نفسها أن القوة المكلّفة بحراسة منزل سلامة لم تمنع جهاز أمن الدولة من تنفيذ مذكرة إحضاره، وقالت إن دورها يقتصر على حماية منزله في ضوء المعلومات الأمنية التي تحدثت عن استهدافه من دون الدخول في تفاصيلها التي بقيت قيد الكتمان بعلم الرؤساء.

وأكدت أن مسؤول القوة الأمنية المولجة بحراسة منزل سلامة اتصل باللواء عثمان لوضعه في صورة الموقف المترتّب على حضور قوة من أمن الدولة إلى منزله، وقالت إن عثمان أوعز إلى القوة بضرورة تسهيل مهمتها وهذا ما حصل، وقالت إن مهمتها محصورة بمنع الاعتداء على منزل سلامة وليس بمنعها من تنفيذ مهمة رسمية ومذكرة عدلية.

وأشادت بالطريقة التي تعاطت بها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي مع الادعاء على عثمان، وقالت إنها نأت بنفسها عن الدخول في سجال معها أو الانجرار للرد على الحملات المنظّمة التي استهدفتها والتي استمرت بعد توقيف معظم الذين ثبت ضلوعهم في شبكات التجسس الإسرائيلية بدلاً من احتضان شعبة المعلومات وتوفير الحماية السياسية كما يجب أسوة بالحماية التي وفرها لها بري وميقاتي ومولوي، خصوصاً أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها القوى العسكرية والأمنية على غرار ما يصيب السواد الأعظم من اللبنانيين لم تؤثر سلباً على جهوزيتها، وهي تواصل تأدية مهامها في الحفاظ على الأمن والاستقرار إلى جانب ملاحقتها للمجموعات الإرهابية وشبكات التجسُّس وتهريب المخدرات.

وأكدت المصادر نفسها أن قوى الأمن في تنسيقها الدائم مع الجيش والقوى الأمنية الأخرى تأبى الدخول في معارك جانبية يفتعلها هذا الفريق أو ذاك، ويتلطّى وراء البعض في القضاء في محاولة للاقتصاص منها، بدلاً من أن يبادر إلى احتضانها وتوفير كل أشكال الدعم السياسي والمعنوي لها في ظل تعذُّر تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها، ودعت إلى الكف عن إخضاعها من حين لآخر إلى «فحوصات» من قبل الفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون، وشدّدت على أن الادعاء على عثمان لن يكون له مفاعيل بمفعول رجعي، وعزت السبب إلى أن الردّ الأبرز عليه جاء ميدانياً بمنع المجموعة التكفيرية من استهداف الضاحية الجنوبية التي يوجد فيها «حزب الله» بكثافة، وقالت إن شعبة المعلومات أحسنت اختيار الوقت المناسب في وضعها اليد على الانغماسيين المنتمين إلى المجموعة لقطع الطريق على تنفيذ مخططها الإجرامي بعد أن استكملت كل التحضيرات اللوجيستية والاستطلاعية للمناطق التي أدرجتها كأولوية بطلب من مشغّلها المقيم خارج لبنان.

واعتبرت أن عنصر المفاجأة كان مطلوباً لأن شعبة المعلومات بعد أن تمكّنت من اختراق المجموعة الإرهابية من الداخل، أيقنت بما لديها من تقديرات ميدانية ولوجيستية للاستعدادات التي استكملتها هذه المجموعة من خلال ملاحقتها الدؤوبة لها بأنها أوشكت على تفجير المقرّات المرسومة لها، وبالتالي اختارت الوقت المناسب لاعتقال أعضائها لئلا يغدرها عامل الوقت، وقالت إن عثمان كان على تواصل مع مولوي لوضعه في أجواء الاستعدادات لإلقاء القبض بالجرم المشهود على المجموعة الداعشية ومعها الأحزمة الناسفة التي أعدتها لتفجير المراكز والتي استخدمت في تجهيزها تقنية عالية وخبرة غير مسبوقة.

لذلك فإن عثمان وإن كان لم يتبلغ شخصياً بطلب مثوله أمس أمام القاضي منصور بخلاف ما روّجت له بعض وسائل الإعلام، فإن توالي الإنجازات الأمنية لشعبة المعلومات باتت كفيلة بسحب الادعاء عليه بعد أن مثلت الشعبة، كما يقول مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، أمام الشعب اللبناني من خلال ما حقّقته من إنجازات ولقيت منه الاحتضان المطلوب الذي انسحب فوراً على المجتمع الدولي ممثلاً بمعظم السفراء المعتمدين لدى لبنان الذين أبدوا تقديرهم لدور القوى الأمنية التي تحافظ على الأمن وتحمي الاستقرار في ظل تفاقم الأزمة الاجتماعية بغياب الحد الأدنى من الحلول المطلوبة للحد من الضائقة المعيشية.

 

بوتين يغزو... بايدن يصلّي

سمير عطاالله/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

صباح الخميس، وفي ساعاته الأولى، كان يحدث ما هو متوقع: قوات فلاديمير بوتين تقتحم الجارة التاريخية، أوكرانيا، والصواريخ تدوي في العاصمة كييف والمدن الرئيسية، وفلاديمير بوتين يعلن من عليائه أنه لن يحتل أراضي في أوكرانيا، لكنه سوف ينهي - أو يقضي على - نزعتها النازية، وسوف يجردها من السلاح! في المقابل وقف الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن أن «صلوات العالم أجمع مع أوكرانيا»، ومعها أيضاً العقوبات. طبعاً لا أحد يريد منه أكثر من ذلك، وإلا دخل العالم «منطق الحرب» كما قال فرنسوا ميتران عشية حرب العراق، و«منطق الحرب» يعني، ببساطة، الحرب.

ماذا يعني نزع السلاح وإلغاء الروح النازية؟ يعني أن ترضى أوكرانيا، بأن تكون دولة منزوعة السلاح ومجردة من القرار السياسي. وأن تخضع تماماً لإملاءات موسكو، وأن لا تكون لها أي علاقة خاصة مع أي دولة أخرى. بكلام أكثر وضوحاً، يجب أن تنسى الهوى الأوروبي بكل أشكاله، «فالأوكرانيون والروس شعب واحد في بلدين» كما قال بوتين في استعارة قول الرئيس حافظ الأسد إن السوريين واللبنانيين شعب واحد في بلدين. كذلك كانت دمشق تقول إن لبنان ليس في حاجة إلى قوة عسكرية لأن سوريا تتولى الدفاع عنه، ولذا منع عليه أن يكون لديه سلاح جوي، إلا ما كان عنده من طائرات «الهوكر هانتر» البريطانية التي اشتراها في الخمسينات. وتستخدم بريطانيا هذا النوع من الطائرات منذ السبعينات في العروض الاحتفالية بذكرى الطائرات الأوائل، والأخوين رايت، والأندلسي عباس بن فرناس، الذي قلد الطير في التحليق ناسياً القاعدة الذهبية في قول الإمام الشافعي «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع». ولم ينتبه ابن فرناس إلى أن الطير يستخدم مخالبه في الهبوط لخفض السرعة، فكان أن فقد صفة الريادة في الطيران.

فلاديمير بوتين لم ينس شيئاً من قواعد الإذلال والإهانة والتأديب: طائرات، دبابات، صواريخ، شاحنات، تفجيرات، تهديدات، توبيخات، وتذكير بأن أوكرانيا مجرد اختراع من اختراعات سميه فلاديمير إيليتش. هكذا ينظر السوريون وعدد من اللبنانيين إلى لبنان: مجرد كيان اقتطع من سوريا. ولذلك، بقيت دمشق سنوات ترفض الاعتراف «بالكيان» اللبناني. ولما اعترفت جعلت ضابط أمن والياً عليه، ثم جعلت الثاني ولياً. وكان حظ الاثنين مثل حظ لبنان: الانتحار. الذي يطمئن في هذه الحالات، صلوات المستر بايدن، فيما يزداد عدد الموتى والضحايا والمشردين الذين هم حتماً في حاجة إلى ذلك. يستحسن في هذه الأيام العودة إلى كتاب «انحدار الغرب» للألماني أوزوالد شبنغلر الذي يقول إن «التاريخ ليس خطاً مستقيماً» وهو لا يؤمن «بالإنسانية» التي يعتمد المستر بايدن على «صلواتها».

 

لهذه الأسباب هاجم بوتين أوكرانيا... وهكذا ستنتهي الحرب

ناجي س. البستاني/النشرة/25 شباط/2022

أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره للجيش الروسي بغزو أوكرانيا، فدخل العالم في حرب جديدة ظنّ الكثيرون أنّ لا مكان لها في عصرنا الحديث، ليتبيّن العكس! فما هي أسباب وخلفيّات هذه الحرب، وكيف يُرتقب أن تتطوّر؟.

بداية لا بُد من التذكير أنّه بعد سُقوط الإتحاد السوفياتي السابق وتفكّكه ، خرجت 14 دولة من تحت عباءة هذا الإتحاد بشكل نهائي ، بحيث صارت روسيا الإتحادية وحدها، الأمر الذي أحدث تغيّرًا كبيرًا في التوازن الإستراتيجي الذي كان قائمًا، بين الإتحاد السوفياتي من جهة، والدول الأوروبيّة ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركيّة من جهة أخرى. واليوم، وبعد مرور أربعة عُقود على هذا الحدث، يُحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعادة هذا التوازن الإستراتيجي على حدوده مع أوروبا بالتحديد، بعدما أسفرت تدخّلات الجيش الروسي في بعض الحروب الخارجيّة، وفي سوريا بشكل خاص، بإعادة هذا التوازن على المُستوى العالمي، مُسقطًا ما عُرف لبضع سنوات بإسم "الأحاديّة الأميركيّة".

وإستهداف أوكرانيا بالتحديد، دون سواها من باقي الجمهوريّات التي كانت في السابق مُنتمية إلى الإتحاد السوفياتي، يعود إلى أسباب عدّة:

أوّلاً: أوكرانيا هي أكبر الدول الأوروبيّة من حيث الحجم الإجمالي، حيث تبلغ مساحتها 603700 كيلومتر مربّع. وهي تتشارك مع روسيا الإتحاديّة في مساحة حدوديّة كبيرة، الأمر الذي يجعل موقعها إستراتيجيًا.

ثانيًا: نحو ربع سُكان أوكرانيا هم من الروس (22%)، في مُقابل 73% من الأوكرانيّين و5% من أقليّات وجذور عرقيّة مختلفة، وذلك من أصل نحو 52 مليون نسمة. وقد ساهمت روسيا في مرحلة سابقة في إنفصال كلّ من مُقاطعة "دونيتسك" (أكثر من 75% من سُكانها من الروس) و"لوغانسك" (نحو 65 % من سُكانها من الروس) عن أوكرانيا، قبل أن تعترف رسميًا بهذا الإنفصال قبل أيّام.

ثالثًا: النظام الحاكم في أوكرانيا مُنفتح على الدول الأوروبيّة الغربيّة، وهو خارج تأثير النظام الروسي، ويُعتبر سياسيًا في المحور الأميركي. وعلى الرغم من تبدّل الرئيس أكثر من مرّة عبر الإنتخابات، بقيت العلاقات الروسيّة-الأوكرانيّة غير سليمة.

رابعًا: السبب الأهمّ والأبرز لإجتياح أوكرانيا يتمثّل في سعيها للإنضمام إلى حلف "الناتو"، الأمر الذي تعتبره روسيا خطًا أحمر مَمنوع تجاوزه، لأنّ هذا يعني تمدّد قوّات الحلف إلى الحدود الروسيّة بشكل واسع، بشكل يُهدّد العمق الروسي.

خامسًا: أدرك الرئيس الروسي أنّ سقف ردّات فعل أميركا والدول الأوروبيّة ينحصر بفرض عُقوبات إقتصاديّة وماليّة وإجراءات مُقاطعة تجاريّة، وأنّ لا قُدرة ولا رغبة لأيّ من دول العالم الغربي بمواجهته عسكريًا، الأمر الذي شجّعه أكثر على المُضيّ قُدمًا بخطوة الإجتياح. ولأنّ الرئيس الروسي يتمتّع بعقليّة عسكريّة، لم يتردّد في التذكير بقُدرات روسيا النوويّة ، بهدف إثبات مدى جديّته في التعامل عسكريًا مع أيّ مُحاولة لمواجهته من قبل أيّ دولة ضُمن حلف "الناتو".

سادسًا: على الرغم من أنّ أوكرانيا تتمتّع بجيش قوي نسبيًا، إلا أنّ الجيش الروسي يفوقه قُوّة بأضعاف ، الأمر الذي يعني قُدرة روسيا على حسم المعركة عسكريًا، بغضّ النظر عن حجم المُقاومة التي ستلقاها، وعن حجم الخسائر التي ستلحق بها. وعلى الرغم من أنّ روسيا لن تُدخل كل جيشها إلى أوكرانيا، وعلى الرغم من أنّ عشرات آلاف المُقاتلين قد يُواجهون القوّات الروسيّة الغازيّة، فإنّ التفوّق العسكري-كمّا ونوعًا، واضح لصالح موسكو. وليس بسرّ أنّ روسيا بدأت الحرب بضرب المطارات والدفاعات الجويّة الأوكرانيّة، لمنح جيشها التفوّق الجويّ الحاسم في المعركة، علمًا أنّها تلعب أيضًا على معنويّات الجيش الأوكراني، لدفع آلاف العسكريّين لإلقاء السلاح من دون مُقاومة.

سابعًا: لا يزال منطق القُوّة هو السائد في العالم، وعندما إجتاح الجيش الأميركي أفغانستان أو العراق، لم يُوقفه أحد، وهو ما يراهن عليه الرئيس بوتين في غزوه أوكرانيا حاليًا، علمًا أنّ بعض المُحلّلين يرفضون هذه المُقارنة، لأنّ ما حدث في أفغانستان والعراق، وحتى في سوريا وليبيا، هي عمليّات أجنبيّة ضُدّ أنظمة ديكتاتوريّة، بينما في أوكرانيا يحدث العكس حيث يتم السعي لإسقاط حكم ديمقراطي مُنتخب شرعيًا.

وممّا تقدّم من الواضح أنّ الرئيس الروسي الذي أثبت بقرار غزو أوكرانيا، أنّه لن يُوقف هُجومه ما لم يُحقّق الأهداف الإستراتيجيّة المرسومة للهجوم، إنّ سلميًا أو بالقُوّة. والمُقصود هنا، أنّ أوكرانيا لن تكون أبدًا عُضوًا في حلف "الناتو"، بل جُمهوريّة خاضعة سياسيًا للنُفوذ الروسي. وكل العُقوبات الغربيّة ضُدّ موسكو–إن التي إتخذت أو التي ستُتخذ في المُستقبل، لن تُغيّر شيئًا في قرار الرئيس الروسي، علمًا أنّ هذه العُقوبات، وإرتدادات الحرب في أوكرانيا ككلّ، ستتسبّب بدون أدنى شكّ بأزمة غلاء عالميّة للعديد من السلع، واللبنانيّون سيدفعون بدورهم فاتورة إقتصاديّة باهظة لهذه الحرب!.

 

الهجوم الروسي على أوكرانيا وتداعياته على الخليج وإيران

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية/25 شباط/2022

https://rasanah-iiis.org/%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81/%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d9%87/

بعد يومين من الاعتراف الروسي باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، اتخذ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صباح يوم 24 فبراير 2022م، قرارًا بشن عملية عسكرية لحماية إقليم دونباس، جنوبي شرق أوكرانيا، وعقب القرار شنَّت القوات الروسية هجُومًا على أهدافٍ متعددةٍ في أوكرانيا، وحذَّر الرئيس الروسي، من تدخل أيّ أطرافٍ إقليمية أو دولية لصالح أوكرانيا، من تحمل عواقب كارثية، وهو ما نقل الصراع إلى مرحلة الحرب بين الدولتين الروسية والأوكرانية، وقد استدعى القرار الروسي، ردودَ فعلٍ عالمية منددة بالعملية العسكرية، لتداعياتها الخطرة على حالة السلم والأمن الدوليين، وكذلك تداعياتها على حركة التجارة الدولية، وإمدادات النفط وأسعار الطاقة، مما يعكس ملامحَ أزمة عالمية قادمة، قد تحمل في مضمونها تسريع الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب.

لا يتوقف أثر الأزمة الروسية-الأوكرانية بمجال الدولتين الجيوسياسي، ليؤثر على دولٍ عديدة في المجالين المركزي والهامشي من بنية النظام العالمي، ومع تزايد حِدة التصعيد، سواءً عبر المناورات العسكرية من قِبل روسيا، أو إمداد الولايات المتحدة ودول الناتو لأوكرانيا بالأسلحة والآليات العسكرية، وتتابع التهديدات بالردّ القاسي بالعقوبات الاقتصادية المُشددة من جهة دول القارة الأوروبية وحليفها الأطلسي. تطرح هذه التطورات بعض الأسئلة حول مدى علاقتها بالتحولات الجيوسياسية على الساحة الدولية، وعوامل تصاعد الأزمة ومواقف القوى الفاعلة فيها، وماهية الأثر الذي سينعكس على دول الخليج وإيران والإقليم إن تضاعفت معدلات التوتر في الأزمة.

على ضوء ذلك يمكن قراءة المشهد الراهن وتحديد معالم الأزمة، فضلًا عن تداعياتها على الخليج وإيران، عبر تفنيدها في محاور ثلاثة؛ أولًا: الأزمة الأوكرانية في التحولات الجيوسياسية الدولية، وثانيًا: عوامل صعود الأزمة والقوى الفاعلة فيها، ثالثاً: تداعيات الأزمة.

أوّلًا: الأزمة الأوكرانية في التحولات الجيوسياسية الدولية

اندلع الصراع الروسي-الأوكراني في ظل تحولات شهدتها الساحة الدولية خلال العقد الأخير، أهما رغبة روسيا في استعادة مكانتها وتتنامي المخاوف من توسيع نطاق حلف شمال الأطلسي (الناتو) باتجاه حدودها الشرقية مع أوروبا، الأمر الذي يُهدد أمنها القومي ويقضي على طموحاتها الجيوسياسية تجاه مجالاتها الحيوية التقليدية، وذلك بالتزامن مع مخاوف أمريكية متصاعدة، من أن مكانتها على الساحة الدولية عُرضة للتهديد، وأن ميزان القوة قد يختل لغير صالحها.

والحقيقة أن الإدراك الأمريكي للخطر الذي يهدد مكانتها على الساحة الدولية، من الصين الصاعدة بقوة على الساحة الدولية، وروسيا التي تسعى لإعادة التموضع، كان قد دفع بإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لمتابعة سياسة احتوائية بدلاً من سياسة الانخراط التي تبنَّتها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة، وهذه السياسة كانت بمثابة انطلاق للحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة وكلٍ من روسيا والصين، وتنطلق الإستراتيجية بالأساس، من أن هناك واقعًا دوليًا جديدًا، وأن الولايات المتحدة بصدد مواجهة مع القوى الكبرى بصورة باتت حتميةً عاجلًا أم آجلاً، وتقوم هذه الإستراتيجية على استعادة التوازُن الإستراتيجي على الساحتين الأوروبية والآسيوية في أقصى جنوبها الشرقي.

اندلع الصراع بينما كانت تُجري الولايات المتحدة ضمن إستراتيجيتها، نقاشات حول إعادة صياغة العلاقات عبر الأطلسي، ويبدو أن هناك رغبةً في بلورة العلاقة وفق تصور جديد، يحفظ للقوتين مكانتهما على الساحة الدولية، لا سيما بعد ما بدأت تزداد مخاوف أوروبا بشأن قضايا الدفاع والأمن، وهي المخاوف التي انبثقت عن التوجهات الأمريكية نحو الشرق الأقصى مع الانسحاب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وضعف مستوى التنسيق والتشاور، والذي ظهر بوضوح مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والتوترات الأمريكية والبريطانية مع فرنسا بعد صفقة الغواصات النووية مع أستراليا، والمخاوف الأوروبية من اتجاه الولايات المتحدة لبناء محاور وتحالفات جديدة بعيدًا عنها، وبهذا جاءت الأزمة كاختبار مهم للعلاقات الأمريكية-الأوروبية، وجاءت كاشفةً لحدود الالتزام الأمريكي بأمن أوروبا واستقرارها.

ولا تُمثل الأزمة اختبارًا للعلاقات عبر الأطلسي وحسب، بل إنها جاءت بينما يُعيد الأوروبيون النظر في الإستراتيجية الأمنية، حيث بدا أن الناتو لم يعد مظلةً أمنيةً كافية لتلبية تطلعات الأوروبيين ولا الأمريكيين أنفسهم، وقد أعطت الولايات المتحدة إشارات إلى الحاجة إلى قدرات دفاعية أوروبية أقوى «مُكملة لحلف الناتو»، وركزت على ضرورة زيادة أوروبا لنفقاتها العسكرية، وعدم الاعتماد الكبير على الدعم الأمريكي، ولم يكن يعني ذلك أن الولايات المتحدة غير ملتزمة بواجباتها الأساسية تجاه أوروبا، إذ ما تزال أوروبا ركيزةً أساسية في التوازنات الدولية القائمة بوصفها قوى راضية عن النظام الدولي الراهن.

وبينما يبحث المعسكر الغربي عن إعادة تموضع للحفاظ على النظام الدولي الراهن، فإن القوى الكبرى الناشطة تسعى لتعزيز مكانتها، في مقدمتها الصين، التي تزحف بقوَّة نحو تغيير قواعد النظام الدولي الراهن، وتُشاطر الصين في موقفها من ميزان القوى الحالي والرغبة التعديلية روسيا، رغم أن مكانتها الاقتصادية لا تسمح لها بالبقاء كقوةٍ مؤثرةٍ في التوازنات الدولية الحالية، لأن ناتجها المحلي الإجمالي لا يقع ضمن المراكز العشرة الأولى عالمياً، غير أن روسيا قوةٌ عظمى نووية ولها ثقلٌ على الساحة الدولية، وعلاقتها مع الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي مؤثرةٌ على الجغرافيا السياسية في أوروبا وفضائها الجيوسياسي الممتد حتى الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي تحاول أن تحافظ على مكانتها الدولية، وترتكز سياساتها الخارجية في مواجهة الولايات المتحدة على الاحتفاظ بقدرٍ من التوازن الإستراتيجي والتدخل العسكري في المواقع الإستراتيجية عندما تقتضي الضرورة، ولا شك، تستفيد من إرثها السوفيتي في استعادة بعض من نفوذها على الساحة الدولية، وتمُارس سياسة نشطة لاستعادة نفوذها في الفضاء السوفيتي القديم، وصولًا إلى الشرق الأوسط، وتُمارس من خلال الفيتو في مجلس الأمن الدور الفاعل في حماية مصالحها الإستراتيجية، فضلاً عن عرقلة السياسات الأمريكية في العديد من القضايا.

ومع هذه التطورات، نقلت روسيا مسار الصراع حول أوكرانيا، وهو الصراع الذي قد يعيد رسم خريطة أوروبا مرةً أخرى، ويقلب جهود واشنطن لتحقيق الاستقرار في علاقتها مع روسيا، نظرًا لأن موسكو تزداد ثقةً سياسياً واقتصادياً، لاسيما في ظل قدرة النظام الروسي على مواجهة معارضيه الذين يقمعهم بشدة، فضلاً عن أن موسكو  أعادت بناء مركزها المالي منذ بدء العقوبات الغربية في عام 2014م، وتمتلك رصيدًا من احتياطيات العملات الأجنبية يقدر بحوالي 620 مليار دولار، كما تعزز نفوذ روسيا في مواجهة أوروبا، بسبب ارتفاع أسعار الغاز ونقص إمدادات الطاقة، إضافةً إلى أنه تم النظر إلى الخلافات الأوروبية والخلافات عبر الأطلسي والتركيز الأمريكي على الصين على أنه نقاط ضعف، تسمح لروسيا بتعزيز أمنها الإستراتيجي تجاه فضاءها الأوروبي، باعتبار أوكرانيا مصلحةً ثانوية لدى الولايات المتحدة، وربما الغرب، لهذا سبق الأزمة خطابٌ روسيٌ متصاعد حول خطوطها الحمراء في أوكرانيا، هذا ناهيك عن أن تدفق السلاح الغربي على أوكرانيا يمثل تهديداً أمنياً لروسيا.

ثانيًا: عوامل صعود الأزمة والقوى الفاعلة فيها

1. عوامل صعود الأزمة وتطورها نحو الحرب

تفاقمت حِدة التوترات منذ مطلع العام 2022م، بين الأطراف الغربية من جانب وبين روسيا من جانب آخر، وتزايدت التكهنات، لاسيما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بوقوع الاجتياح الروسي الواسع والشامل للأراضي الأوكرانية خلال الأيام المتبقية من شهر فبراير 2022م، وهو ما حدث بالفعل. تعود الأزمة برمتها إلى رفض الجانب الروسي انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو الدفاعي، وتشديده على التصدي لأي محاولة لنشر الصواريخ للحلف على الأراضي الأوكرانية، فيما يرى الجانب الغربي على لسان الأمين العام لحلف الناتو، بأن أمر الانضمام للحلف قرار سيادي، تختص به الحكومة الأوكرانية، ولا يحق لأي كيان خارجي آخر الوقوف أمام ما يخوله لها القانون والعرف الدوليين.

ورغم فرض العواصم الغربية عقوبات على روسيا لمنعها من غزو أوكرانيا غير أنها لم تكترث وغزت أوكرانيا، وقد يعود ذلك لتنامي قدراتها العسكرية خلال العقد الماضي، وزيادة تأثيرها في القضايا الإقليمية والدولية، والأهم الخطوات المسبقة التي اتخذتها روسيا للحد من تأثيرات العقوبات الغربية، حيث قلَّل الروس من اعتمادهم على الدولار الأمريكي خلال السنوات الماضية، إذ انخفضت حصة الأصول المقدرة بالدولار في احتياطيات البنك المركزي الروسي إلى 50% خلال الفترة من 2013 -2020م، وبحلول 2021م أعلنت روسيا استبدال الدولار في صندوق الثروة السيادية للبلاد، والحد من استخدامه في تسوية الحسابات التجارية مع الشركاء في الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي ودول «البريكس»، مع رفع احتياطات النقد الأجنبي حتى بلغت مرتبة رابع أكبر احتياطي نقدي بالعالم بنحو 630 مليار دولار، وتراجع الدين الخارجي لروسيا ليصل إلى أدنى معدلات الدين بالعالم، وخفض حصة السندات الروسية التي يمتلكها الأجانب في روسيا.

على المستوى الدولي، لم يكن مُفاجئًا حتى للأوساط الغربية رفض روسيا انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وما ذاك إلا لأن التحركات الروسية خلال العقد الماضي تدور في فلك استعادة المكانة الدولية ككيان وارث للهيبة والقوة العظمى السوفيتية سابقًا، ومحاولاتها التضييق على مناوئيها الغربيين ودحر مخاطر انتشار أسلحتهم وقواعدهم العسكرية حول ما تعده روسيا فضاءاتها الجيوسياسية الحيوية. وقد ظهرت تلك التحركات مع استعادة الدولة الروسية تحت قيادة بوتين لبعض من حضورها على الساحة الدولية والذي ظهر مُبكراً في إعادة الشيشان بالقوة للفلك الروسي، ومؤخراً في الهجوم على شبه جزيرة القرم الأوكرانية ثم ضمها إلى أراضيها عام 2014م، واستحواذها منطقتي «أوسيتيا الجنوبية» و«أبخازيا» بحجة المُطالبة بالأملاك التاريخية لروسيا في تلك البقاع، وبذريعة الدفاع عن الأقلية الموالية لروسيا، وأيضًا في دخولها الأزمة السورية عام 2015م، أملًا في خلق مناطق صراع مع الأطراف المناوئة على المستويين الدولي والإقليمي بعيدًا عن أراضيها ومناطق التماس مع جغرافيتها الشاسعة.

تُظهر خريطةُ الصراع ما بين الناتو وروسيا، أن الساحة الأوكرانية ستغدو مجالاً للصدام المباشر بينهما، لاسيما في وجود رغبة روسيا لوضع كوابح ضد توسع الناتو باتجاه روسيا إزاء التوسع الغربي الذي طال معظم دول شرق أوروبا، بالتحديد الدول التي انضمت من بعد عام 1997م. وفيما تحظى روسيا بدعم بيلاروسيا وتنشر جنودها هناك، تستمر في التنديد بالنشاطات العسكرية لحلف الناتو في شرق أوروبا، وتطالب بعدم نشر صواريخ في دول مثل بولندا ورومانيا، فضلًا عن مطالبتها سحب القوات القتالية للحلف في بولندا وجمهوريات البلطيق الثلاث؛ لاتفيا واستونيا وليتوانيا. ولا شك أن «الثورة الأوكرانية» أو ما تعده روسيا «انقلابًا» على الحكومة السابقة في عام 2014م قد مثَّل خسارةً كبيرةً لموسكو، مما حفَّزها على اقتحام شبه جزيرة القرم، وعمَّق من شرخ العلاقة مع أوكرانيا.

على الجهة المقابلة، تأتي مطالبات واشنطن لنظرائها الروس بتوضيح ملابسات تحركاتهم العسكرية على الحدود مع أوكرانيا منذ شهر نوفمبر الماضي، مع تبادل الطرفين للاتهامات بإجراء مناورات عسكرية «استفزازية»، ورغم التراشق الإعلامي المستمر، فإن الجانب الأمريكي والأوروبي يعيان المخاوف الروسية، في حين أن طلب أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو، يصبُ في مصلحة الحلف وزيادة نفوذه. أوروبا على وجه الخصوص تُدرك أهمية التشابك الاقتصادي مع روسيا، لاسيما في مجال الطاقة وإمدادات الغاز الطبيعي، حيث تستورد أوروبا قرابة الأربعين بالمئة من احتياجاتها للغاز من روسيا، وكذا، فإن سياسات الطاقة الروسية تُلقي بضلالها على الداخل الأوروبي، الذي يحاول الموائمة بين احتياجاته وأيضًا حاجة أوكرانيا الاقتصادية، كونها لم تعد ممر العبور الوحيد لأنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا في وجود مشاريع نورد ستريم 1 و2 عبر بحر البلطيق مباشرة إلى ألمانيا. 

يبقى بلا شك أن الصراع بين القوى الدولية، هو أحد ركائز التفسير للأزمة الأوكرانية، وإن كانت الشرارات تمسّ الإشكاليات الإقليمية والجيوسياسية، إلا ميزان القوى الدولي وتحولات النظام العالمي في الوقت الراهن، هي دوافع ما يُحاك خلف الستار من خطط إستراتيجية، سواءً من قِبل الولايات المتحدة في سبيل التصدي «للتجاوز» الروسي، أو من قِبل روسيا من جهة رغبتها إعادة تشكيل النظام الدولي القائم، بغية فرض هيمنتها على ما تعده فضاءها الحيوي وحقها الشرعي في استعادة الأراضي «الروسية السوفيتية التاريخية»، مع التنبه إلى أن مراكز القوة الأخرى في العالم، تتابع بحذر ما ستؤول إليه الأزمة الأوكرانية، ونخص بالذكر مراكز القوة السياسية والاقتصادية كالصين والهند والبرازيل، فضلًا عن الاتحاد الأوروبي.

2. القوى المحركة للازمة

رغم التأكيدات الغربية والأمريكية بأن روسيا تجهز لشن حرب عسكرية ضد أوكرانيا، غير أن الروس أكدوا عدم نيتهم شنَّ الحرب، وأن كافة التقارير الاستخباراتية الغربية وتصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حول جهوزية موسكو لشن حرب محتملة ضد كييف خلال أيام قادمة، «مُضللة»، وتهدف لتأجيج التوتر، تمهيدًا لفرض عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو، وتبرير توسع حلف الناتو شرقًا باتجاه الحدود الروسية لتطويق روسيا وتهديد أمنها القومي، من خلال تقديم العتاد العسكري لكييف، ودعمها في إجراء المزيد من المناورات في البحر الأسود وقرب الحدود مع روسيا.

تؤكد واشنطن مجددًا، بأن أقمارها الصناعية رصدت تحركات عسكرية روسية قرب الحدود الأوكرانية، ولذلك طلبت من المواطنين الأمريكيين مغادرة الأراضي الأوكرانية، وبالتبعية طلبت دول حلف الناتو من رعاياها سرعة مغادرة أوكرانيا، في إشارة إلى قرب اندلاع الحرب، ورغم قرار موسكو باتخاذ خطوات حذرة بسحب جزء من القوات المرابطة على الحدود وإنهاء مناوراتها العسكرية، غير أن إدارة الرئيس بايدن، لا تزال قلقةً من هجوم روسي على أوكرانيا، حيث أكدت أن القوات المتبقية على الحدود لا تزال في وضع يسمح لروسيا بشن هجوم على كييف في أي وقت.

وفي ظل التطورات الراهنة للصراع فإن التساؤل المطروح: ما الهدف الحقيقي من وراء التصعيد الروسي المتتالي بغزو أوكرانيا؟ وما الذي دفع روسيا للهجوم على أوكرانيا في الوقت الراهن؟ للإجابة على هذا التساؤل يمكن القول بأن المسألة تبدو أبعد وأعقد بكثير من أوكرانيا في حد ذاتها، وأن تحولات دولية كبرى تدور رحاها في وقتنا الراهن في هذا الجزء الجيوسياسي الحساس من العالم، وهذا ما يُفسر طبيعة المواقف الأمريكية والأوروبية التي حذَّرت موسكو من اجتياح أوكرانيا، والتي تحولت لساحة تصفية حسابات معقدة، بين لاعبين دوليين كبار بحجم الولايات المتحدة وروسيا، وبوابة جيوسياسية مهمة لمحاولات موسكو توسيع مجالها الحيوي في حدائقها الخلفية التقليدية التاريخية، واستكمال سياسة إعادة التموضع في أوروبا بعد ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014م، وإعادة الاعتبار للدور الروسي على الصعيد الدولي.

زادت عدوانية بوتين تجاه أوكرانيا بضمه شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014م، كرد فعلٍ على الاحتجاجات الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس الأوكراني، يانوكوفيتش، الحليف لروسيا على خلفية رفضه توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي لصالح تعزيز العلاقات مع الروس، ثم أدركت روسيا وجود جهود غربية حثيثة لضم أوكرانيا لحلف الناتو، لا سيما على خلفية إدراج كييف ضمن فئة الدول الطامحة للانضمام، بما يعني عدم قبول موسكو بوجود تهديدات أمنية على حدودها مع أوكرانيا حال انضمامها للناتو، إذ أن أوكرانيا هي الدولة العازلة مع بيلاروسيا والقرم وبوابة رئيسية للحفاظ على مجالاتها الحيوية التقليدية، وهذه الدول هي ما تبقت من حصن منيع تآكل تدريجياً منذ نهاية تسعينيات القرن العشرين، نتيجة توسعة رقعة الحلف الأطلسي بانضمام غالبية الجمهوريات السوفيتية السابقة وأوروبا الشرقية لحلف الناتو، كان آخرها انضمام مقدونيا الشمالية للحلف 2020م.

تُدرك روسيا، أنه في حال انضمام أوكرانيا للناتو، فإن هذا يعني تهديداً حدوديًا مباشرًا لروسيا، حيث يتيح واقعيًا نشر الصواريخ الأمريكية متوسطة المدى على الحدود مع روسيا، مما يجعلها مُهدَّدةً عسكريًا، لذا، فإن رسالة بوتين كانت واضحةً بوقف الزحف الغربي تجاه حدود بلاده، لإنهاء الأزمة، فإن بوتين يريد تعهدًا غربيًا أبديًا بعدم قبول أوكرانيا كأعضاء بحلف الناتو، إضافةً لانسحاب الناتو من بلدان الواجهة، مثل بولندا (التي أقامت فيها الولايات المتحدة قاعدة عسكرية، وهي من بين أسباب تنامي قلق موسكو) ورومانيا وبلغاريا، بعبارة أخرى، فإن روسيا تسعى لترسيم الخريطة الأمنية في أوروبا، لحماية أمنها ولترسيخ نفوذها وضمان توسيع نطاقها الجغرافي والسياسي، وفي حال رفضت الولايات المتحدة والناتو هذه المطالب، فقد يكون التصعيد والحرب العسكرية هو الخيار الروسي لتحقيق مطالبها، ويبدو المشهد مُعقدًا وكافة الاحتمالات مطروحة.

وفي المقابل، ترفض العواصم الفاعلة في حلف الناتو، بينها واشنطن ولندن وباريس وبرلين ثم مجلس الأمن الدولي، استخدام روسيا القوة المسلحة ضد أوكرانيا، وحذرتها من مغبة تداعيات السيناريو العسكري، وهددتها بدفع الثمن، وبذل الألمان والفرنسيين والبريطانيين جِهودًا دبلوماسية بين موسكو وكييف لتخفيف التوتر، وكلها باءت بالفشل، لتمسك الروس بمطالبهم في عدم انضمام كييف للناتو، ثم لجأت هذه العواصم إلى استخدام سلاح العقوبات ضد روسيا، لثنيها عن شن الحرب ضد أوكرانيا، وتُجهز لعقوبات أوسع ضد موسكو، ولم يكترث الروس بالعقوبات، وشنوا هجمات عسكرية ضد أوكرانيا.

وعلى الرغم من التهديدات الأمريكية لروسيا، غير أن العديد من المراقبين رأوا أن الموقف الأمريكي الحقيقي من الصراع ليس منع الغزو الروسي لأوكرانيا، لأسباب تتعلق برغبة الإدارة الأمريكية في تأزيم روسيا واستنزافها ماليًا ومفاقمة مشكلاتها الاقتصادية، بل وتعطيل دخول خط «نورد ستريم 2» لنقل الغاز إلى ألمانيا الخدمة الفعلية، لكونه سيمنح روسيا نفوذًا أكبر في القارة العجوز، وربما تحقق الهدف الأمريكي بإعلان ألمانيا إيقاف إجراءات ترخيص خط الغاز الروسي «نورد ستريم 2»، وفرض العديد من العواصم الغربية عقوبات ضد موسكو، بينها بريطانيا واستراليا وكندا وغيرها، وهو ما يصب في صالح الأهداف الأمريكية في عزل روسيا وحصارها.

تمتلك روسيا أوراقًا رابحةً في الأزمة ضاغطةً على دول حلف الناتو لتحقيق المطالب الروسية، وتجعل بوتين يُمسك بزمام الأمور، أبرزها الغاز المُصدر للدول الأوربية المانيا وإيطاليا وفرنسا وصعوبة إيجاد بديل لتأمين الطاقة بسهولة في الوقت الراهن، فلن تستطيع واشنطن والدوحة تأمين كميات الغاز المطلوبة أوروبيًا حال قرَّرت روسيا وقفَ تصدير الغاز لأوروبا، لاعتبارات تتعلَّق بصعوبة تحويل البنية التحتية الأوروبية إلى بنية يمكنها استيعاب الغاز المسال بدلاً من الغاز الخام، وعامل التكلفة العالية لنقل الغاز الأمريكي للدول الأوروبية، كما أن حجم الغاز النرويجي لا يكفي لتعويض الفجوة الروسية من الغاز، لا سيما في ظل تأكيد العديد من التقارير الدولية انخفاض كمية الغاز النرويجي بحلول 2024م، إضافًة إلى أن قطر مُلتزمة بعقود آجلة طويلة الأمد لغازها لدول آسيوية.

ولا يمكن تجاهل توقيت التصعيد الروسي على الموقف الأوروبي في فصل الشتاء، حيث الحاجة الأوروبية الشديدة للغاز الروسي، نتيجة ارتفاع معدل استهلاك الطاقة بشكلٍ كبير، وإذا قرَّرت روسيا منع تصدير الغاز للأوروبيين، فإنها ستتسبَّب في أزمة كبيرة، خاصةً أنها قلَّلت من ضخ الغاز خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يسهم في تحكم بوتين في إدارة الأزمة والتأثير على الموقف الأوروبي، وكذلك الموقف الأمريكي لا سيما في توقيت تحتاج فيه واشنطن لاستقرار أسعار الطاقة عالميًا، ومن ثم زيادة إصرار الروس على إبقاء أوكرانيا بعيدةً عن الناتو، فرغم التلويح الأمريكي بورقة العقوبات ضد روسيا، غير أن الفاعلين في حلف الناتو يدركون ورقة الضغط الروسية (إمدادات الغاز) وحاجة أوروبا لذلك، والتداعيات الكارثية للارتفاع التصاعدي لأسعار الطاقة، لا سيما أن حلفاء روسيا مثل فنزويلا وإيران يتوقَّع أن تكونَ مواقفهم داعمةً بشدة للروس.

وفي سياق المواقف الدولية تجاه الأزمة، اتهمت بكين-المنافس الإستراتيجي الدولي للولايات المتحدة على تراتبية القوة في هرم النظام الدولي والحليف الإستراتيجي لموسكو- الولايات المتحدة بتأجيج التصعيد الروسي-الأوكراني لوقوع الحرب، فالصين التي تربطها علاقات تجارية بأوكرانيا لن تؤيد الحرب ضد كييف، حيث أن بكين تُعطي أولويةً لمصالحها الاقتصادية والتجارية حول العالم، وحتى الساعة لم يُترجم أي دعم صيني لروسيا، لأن البيانات الرسمية الصادرة على الحكومة الصينية تظهر في موقف الحياد وعدم التدخل، وهو الموقف عينه الذي اتخذته الصين أيضًا أثناء أزمة شبة جزيرة القرم 2014م، وأكدت بكين، أن العلاقات مع موسكو تأتي لتبادل المنفعة والمصالح المشتركة بين البلدين المتحالفين، وليس على حساب أي دولة ثالثة مع دعم الصين لمطالب روسيا في معارضة أي توسع للحلف الأطلسي وتهديداته للأمن الروسي وعدم ضم أوكرانيا إلى الناتو.

يتضح من طبيعة هذه المواقف، أن الأزمة الأوكرانية والتصعيد الروسي ضد أوكرانيا يرتبط بصراع جيوسياسي واسع على مناطق القوة والنفوذ والمجالات الحيوية، وتنافس تُجاري دولي مُحتدم على النفط والغاز وأنماط وخطوط التجارة الدولية بين أقطاب إستراتيجية دولية تتجاوز أوكرانيا بكثير في حدٍ ذاتها، إذ يأتي الصراع ضمن التحولات الدولية الراهنة والصراعات على مناطق القوة والنفوذ والمكانة الدولية بين القوى الدولية المؤثرة في القضايا والشؤون الدولية القوى الداعية للتحول في النظام الدولي وبينها وروسيا والدول المتمسكة بالنظام الدولي القائم، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

ثالثًا: تداعيات الأزمة

يُظهر الصراع الدولي الراهن على أوكرانيا حِدَّة الصراع بين القوى المُهيمنة، مُمثلةً في الولايات المتحدة وروسيا التي تُعد واحدةً من أهم القوى التعديلية التي ترغب في إنهاء الهيمنة الأمريكية والتحول نحو نظام متعدد الأقطاب بجانب الصين، لهذا يرى البعض أن هذه الأزمة قد تُشكل مُفترقًا في توازن القوى الدولي القائم، فضلاً عن أن اندلاع صراعٍ مفتوح، قد يكون بمثابة حربٍ عالميةٍ ثالثة، تضع العالم أمام تحديات كارثية على المستوى الإنساني والاقتصادي، لا سيما في ظل الحشد العسكري الذي يُعيد إلى الذاكرة أجواء الحرب الباردة والقرار الروسي بغزو أوكرانيا، وُيمكن رصد بعض التأثيرات التي يمكن أن تمتد إلى دول المنطقة وفي مقدمتها الخليج وإيران، وذلك على النحو الآتي:

1. التداعيات على منطقة الشرق الأوسط

أ. التداعيات الجيوسياسية: لا يتوقف تأثير الأزمة الأوكرانية على منطقة شرق أوروبا، بل إن له تداعياته على الشرق الأوسط، باعتبار أن أطراف الصراع ترتبط بمصالح حيوية بدول المنطقة، وتنخرط في صراعاتها بصورة أو أخرى وبدرجة لا تقل على الصراع القائم في أوكرانيا، فدول الخليج حليفٌ مهمٌ للولايات المتحدة وأوروبا، وإيران لديها تحالفٌ مهمٌ مع روسيا والصين، وكلما احتدم الصراع في أوكرانيا، فإن صداه سيتردَّد في المنطقة باعتبارها أحد ساحات المنافسة الإستراتيجية بين القوى الكبرى، وقد أعلنت روسيا اعتزامها إجراء تدريبات بحرية في البحر المتوسط، وأنها نقلت قاذفات وطائرات مجهزة بصواريخ أسرع من الصوت إلى قاعدتها الجوية في سوريا، ويعد هذا مؤشرًا على أن المنطقة ليست بعيدةً عن الصراع والتجاذبات التي تتجلى حاليًا في أزمة أوكرانيا، وقد تتجلى غدًا في أي من بؤر التوتر والصراع في الشرق الأوسط.

ب. التداعيات على الصراعات الإقليمية: تُمثل سوريا ساحةً مرتقبةً أكثر تأثراً بالأزمة، إذ قد يمثل الضغط على النفوذ الروسي في سوريا ورقةً يمكن أن تستخدمها الولايات المتحدة وأوروبا، ويشير البعض إلى أن التوصل لتسوية بين أطراف النزاع في أوكرانيا، لن يستثني الوصول إلى مقايضة ما بشأن سوريا، وهو أمرٌ سيكون له عواقب على دول الخليج وإيران وتركيا التي تبدو أمام خيارات صعبة في ظل علاقاتها المتأرجحة مع كلٍ من روسيا والولايات المتحدة والغرب، والتي تتقاطع مصالحهما في سوريا بصورة واضحة. وجدير بالذكر، الإشارة إلى أن روسيا عندما حاولت أن تُخفف من الضغوط الأمريكية والأوروبية بعد ضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014م، قرَّرت التدخل في النزاع السوري في 2015م إلى جانب النظام السوري، إذ كان ضمن دوافعها خلق توازن وبؤرة صراع بعيدا عن فضائها الجيوسياسي الحيوي، إضافة إلى التحكم في مشاريع نقل الطاقة المنافسة لها، ناهيك عن محاصرة الناتو من خاصرته الجنوبية في البحر الأبيض المتوسط إضافة إلى محاصرته في البحر الأسود وإيجاد نقاط تموضع جيوسترإتيجي جديدة، تربط بين مناطق النفوذ الحيوي الروسي، لهذا فإن الدخول في حالة حرب أو استمرار التوتر سيدخل المنطقة في اصطفافات دولية وحرب باردة حتمية.

ج. التداعيات الاقتصادية: يُعاني الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن من ضعف النمو الاقتصادي وارتفاع حاد في التضخم، وساهمت الأزمة بالفعل في ارتفاع أسعار النفط والغاز عالمياً والمعادن الأساسية والموصلات الإلكترونية والأسمدة، ولا شك فإن خروج الأزمة عن السيطرة سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الأوروبي -خاصةً ألمانيا- والعالمي؛ ستواجه أوروبا التي تعتمد على روسيا في توفير قرابة ثلث احتياجاتها من النفط والغاز نقصاً حاداً في تلك الإمدادات قبل أن تجد البديل المناسب وسد العجز، وحتى ذلك الوقت، سترتفع أسعار النفط والغاز بدرجة أكبر مما عليه الآن، لتفرض تحديات جدية للنمو الاقتصادي العالمي ومزيد من الارتفاع في تكاليف الانتاج وتكاليف الشحن والتأمين، وربما عرقلة سلاسل الإمداد مجددًا. وبجانب النفط والغاز، فروسيا مُنتج ومُصدر أساسي لمنتجات تُشكل نسبة مهمة من السوق العالمي كالأسمدة، والمعادن كالنيكل والألومنيوم والبلاديوم والبلاتين، ما سينعكس في أسعار تلك المنتجات الهامة للصناعة العالمية في حال خروج الأزمة عن السيطرة.

ومن ناحية أُخرى سيفرض حصار أوكرانيا تحديات متعلقة بالأمن الغذائي العالمي، نظراً للمزايا النسبية التي تتمتع بها أوكرانيا في القطاع الزراعي وتصدير الحبوب كالقمح والذرة واللحوم والدواجن وغيرها من منتجات الغذاء الأساسية، ما سيعرض أسعار تلك المنتجات للارتفاع، في وقت تحاول دول العالم جاهدةً وضع حدٍ لارتفاع أسعار الغذاء الأساسية بعد جائحة كورونا، نظراً لتأثيرها المباشر على زيادة الفقر، والقوة الشرائية لعامة المواطنين، وبينما تعتبر أوكرانيا شريك تجاري مهم لعدد من الدول العربية، كما تعتبر موردًا مهمًا للمنتجات والسلع الإستراتيجية وفي مقدمتها القمح، فإن تفاقم الصراع أو سيناريو الحرب قد يُعرقل حركة التجارة ويضر باقتصادات بعض الدول، وقد يُصاحب ذلك اضطرابات اجتماعية وسياسية، ناهيك عن اندفاع الحكومات للبحث عن مصادر بديلة للحصول على السلع، ومن بينها الولايات المتحدة التي لا شك سيكون لها شروطها ومطالبها وإملاءاتها.

ولا شك أن حزمة العقوبات الأمريكية والأوروبية التي ستستهدف روسيا لن تستثني شركاءها التجاريين وقد تطال العقوبات والأفراد والشركات والكيانات الرسمية، وهذا قد يضر ببعض دول المنطقة التي لديها علاقات اقتصادية مهمة مع روسيا، ويعرقل التعاون معها ناهيك عن تعطيل صفقات السلاح المبرمة أو المتوقعة في المستقبل.

2.  التداعيات على إيران

أ. فُرصٌ لقطاع الطاقة في إيران: تعزز الأزمة واحتدام التنافس الدولي من الرغبة الأمريكية في التمسك بمسار الدبلوماسية مع إيران على أمل تهدئة التوترات في المنطقة، وأملاً في أن يفتح إحياء الاتفاق النووي الباب أمام استيعاب ودمج إيران، وهو الأمر الذي يسمح بدخول الغاز والنفط الإيراني إلى سوق الطاقة، فإيران تمتلك موارد هائلة، ومع احتمال إعادة إحياء الاتفاق النووي في غضون أسابيع وعودتها إلى سوق الطاقة الدولية، فإنها مؤهلة لتكون أحد مورّدي الغاز الرئيسيين إلى أوروبا بجانب قطر، الأمر الذي يسهم في توفير بديل لأوروبا عن الغاز والنفط الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا، أو حتى عبر خط نوردستريم2 عبر بحر البلطيق، بما يزيد من الضغوط على روسيا، هذه الفرصة الاقتصادية تمنح إيران مساحة أكبر للمناورة، وتنفيذ أجندتها في الضغط على الولايات المتحدة والغرب بتطوير العلاقة نحو الشرق.

ب. تداعيات اقتصادية: مع لجوء بوتين للخيار العسكري، ستتأثر تجارة إيران مع روسيا بصورة أكبر من تجارتها مع أوكرانيا التي تعتبر محدودة إلى حدٍ بعيد، فحجم التجارة بين روسيا وإيران يزيد على أربعة مليارات دولار في العام، بينما بلغ معدَّل استيراد البضائع من أوكرانيا خلال العام 2021م ما يقرب من 111 مليونًا و710 آلاف دولار، فيما صدَّرت طهران إليها بضائع بقيمة 48 مليون دولار، ويشير الحجم التجاري للبلدين أيضًا البالغ إلى 160 مليونًا و290 ألف دولار إلى ارتفاع يقدر بـ 76% بالمقارنة بالفترة ذاتها من العام 2020م، ويعتبر المجال الزراعي هو الأكثر تأثراً لأن إيران بدأت في الزراعة في أوكرانيا خلال السنوات الماضية، إذ استحوذت الكثير من الشركات الإيرانية على مساحات شاسعة للغاية من الأراضي في أوكرانيا، وتعمل هناك على انتاج القمح والحبوب وغيرها بتكلفة أقل لخصوبة الأراضي.

ج. تعزيز تحالف إيران مع روسيا والصين: ربُما يرى البعض أن المحادثات في فيينا يمكن أن تكون ورقة مساومة مع الغرب في موضوع أوكرانيا، وقد يعمل بوتين لدفع مفاوضات فيينا قُدمًا والانضمام للضغط على إيران مقابل تنازلات في شرق أوروبا، لكن لا شك أن احتدام الصراع يشغل الولايات المتحدة عن المخاطر التي تمثلها إيران، وسوف تستفيد إيران من هذه الأجواء لمواصلة سياساتها وكسب مزيدٍ من الوقت لتنفيذ مخططاتها، فضلاً عن كسب مزيدٍ من التأييد من جانب روسيا، خصوصاً أن احتمال فرض الولايات المتحدة مزيدًا من العقوبات على إيران، سيدفع روسيا إلى مزيدٍ من التعاون الإستراتيجي والاقتصادي مع إيران، وعدم الالتفات للعقوبات الأمريكية، وقد تدعم الصين هذا التوجه بما يخلق جبهةً تعتمد عليها إيران في تعزيز نفوذها والاحتفاظ بمكتسباتها، ناهيك عن أن هذا الدعم سيُسهم في احتمال حصول إيران على اتفاق أفضل في فيينا. إن إصرار روسيا على نهجٍ يُعيد للذاكرة أجواء الحرب الباردة سيدفعها لتطوير علاقاتها مع حلفائها، لا سيما في الشرق الأوسط الذي يمثل أحد أهم ساحات إحياء الطموحات الروسية على الساحة الدولية، وتحتل إيران أولوية كحليف مهم لروسيا في المنطقة، إذ ستحرص روسيا على عدم تطبيع العلاقات بين إيران والغرب.

د. تعزيز روسيا للتنافس الإقليمي: وذلك من خلال تقديم دعم عسكري وتنفيذ صفقات سلاح واتفاقيات تجارية تسهم في خلق بيئة إقليمية معقدة أمام الولايات المتحدة، وتستفيد الصين بالطبع من هذا التوتر وستعمل على سياسة المواجهة خارج المجال بتعميق التنافس في الشرق الأوسط تماشيا مع التوجهات الروسية نفسها ودعم أعداء واشنطن ومن بينهم إيران، غير أن أهمية تحالف أوبك+ بالنسبة لروسيا قد يحد من مقاربتها واندفاعها تجاه إيران.

3. تداعيات الأزمة على دول مجلس التعاون الخليجي

أ. فُرصٌ اقتصادية لدول الخليج: بالنسبة للدول المنتجة للغاز والنفط وفي مقدمتها دول الخليج فإن الأزمة تصبُ في صالحها اقتصاديًا، حيث تتزايد أهمية مواردها من الغاز والنفط، باعتبارها بديلًا للنفط والغاز الروسي، وبالفعل قامت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بإجراء اتصالات مع عددٍ دول في المنطقة، ومع شركات غربية عاملة في قطاعي الغاز والنفط، لبحث فرصِ تزويدِ أوروبا بإمدادات من الطاقة كبدائل للغاز الروسي، وُيمكن للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تخفيفَ الضغط على أسعار النفط في حالة حدوث غزوٍ روسيٍ لأوكرانيا، فأزمة أوكرانيا فتحت الباب أمام دول المنطقة لتقدم نفسها لأوروبا كمصدر بديل للطاقة.

ب. مكاسب سياسية: اتصالاً بالجانب الاقتصادي فإن الأزمة تمنح هذه الدول مكانةً سياسية في الترتيبات الراهنة على الساحة الدولية، من مدخل سياسات الطاقة التي ستتابعها للتخفيف من ارتفاع الأسعار، لا سيما في حال تفاقمت الأزمة ونشب الصراع وتوقفت الإمدادات الروسية، فضلاً عن أن تصاعد الصراع من شأنه أن يمنح دول الخليج فرصًا أكبر للمناورة وحرية الحركة.

ج. تخفيف الضغوط الأمريكية: تُعزز الأزمة الأوكرانية من الواقعية الأمريكية في التعامل مع دول الخليج، فقد أظهر الصراع حاجةَ الولايات المتحدة إلى دعم حلفائها التقليديين في الخليج لا سيما على الجانب الإستراتيجي والاقتصادي، ولا شك أن هذا سوف يدفع السلوك الأمريكي نحو مزيدٍ من الواقعية تجاه التعامل مع بعض الحكومات في المنطقة بصرف النظر عن الخلاف معها بشأن بعض القضايا والسياسات، وربما هذا ما دفع الرئيس بايدن إلى الاتصال الهاتفي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لأهمية المملكة في استقرار سوق الطاقة في أوقات الصراعات.

د. التخلص من القيود والضغوط الأمريكية: يمكن القول إن حاجة الولايات المتحدة لدول الخليج في الصراع قد تُسهم في تخلص بعض هذه الدول من قيود إدارة بايدن على واردات السلاح إليها، وقد ظهر ذلك في رفع واشنطن تحفظاتها على صفقات سلاح كبيرة للسعودية والإمارات، وهذا التوجه سوف يُغني دول المنطقة عن التقارب مع روسيا وعدم المضي قدمًا في تنفيذ صفقات السلاح المتوقعة مع روسيا والصين، وستخسر روسيا جرَّاء هذا التغيير لا سيما بعدما كانت قد استعادت بعض من مكانتها كأحد أهم موردي السلاح لدول المنطقة خلال العقد الأخير.

خلاصة القول إن سيناريو الحرب هو الأكثر تأثيرًا على الشرق الأوسط إذ أنه على الأغلب سيحمل تغييرًا مهمًا في السياسة العالمية وفي توجهات الدول الكبرى، ونظرًا لأن الشرق الأوسط في قلب التوازنات القائمة وأحد الدوائر المهمة للقوى المتصارعة فإن تكلفة وتداعيات حتمية ستدفعها المنطقة، لا تضاهي المكاسب الاقتصادية المحتملة لبعض الدول، ولا حتى فرص المناورة السياسية المتاحة أمام بعض الحكومات، خصوصًا إذا شكَّلت الحرب بدايةً لحقبة جديدة من الصراع بين القوى العالمية للهيمنة وبسط النفوذ، لكن إذا تعاملت الولايات المتحد والغرب مع الإعلان الروسي بالاعتراف بمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك والهجوم على أوكرانيا على أنه أمرٌ واقع فرضهُ بوتين، وعدم اتخاذ خطوات رادعة على غرار ما حدث في جورجيا أو ما حدث عندما ضمَّت روسيا شبه جزيرة القرم فإن بوتين يكون قد نجح في فرض أمرٍ واقعٍ جديد على الصراع في شرق أوروبا، لكن لا يعني ذلك أن المواجهة ستتوقف لكنها ستكون منافسةً إستراتيجيةً أيضًا لن تسلَمَ المنطقةُ من تبعاتها، لكن بحدَّة أقل.

 

ماذا بعد غزو أوكرانيا؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

لن تقوم حرب عالمية ثالثة تقضي سريعاً على معظم ما هو حي على كوكب الأرض. قد يكون الأسوأ منها، حروباً طويلة متعددة الجبهات، بالأسلحة التقليدية، تديرها دول تملك القوة النووية. حتى من دون حرب عالمية، تظل الأزمة الحالية أبعد مدى من أوكرانيا، وأعمق وأخطر مما تبدو. حلف الناتو متوجس من أنها البداية، لا يدري ماذا يخطط له الرئيس فلاديمير بوتين بعد أوكرانيا. هل ينوي الروس الاستيلاء، أو استعادة، عدد من دول الاتحاد السوفياتي السابقة، وبنفس المسوّغات التي استُخدمت هذا الأسبوع، باسم التاريخ، والجغرافيا، والتراب، والدين، والديون المالية، وحماية الأمن القومي، والرد على تمدد الناتو، أو استجابةً لاستغاثة من إقليم انفصالي أو جماعة معارضة...؟ النشاط العسكري الروسي في بيلاروسيا وطاجيكستان يعزز فكرة أننا في بداية مشروع روسيا البوتينية. وبوتين هو من روسيا الإمبريالية القيصرية، وضد البلاشفة الروس، وإن كان يتحدث عن الاتحاد السوفياتي كمرجعه التاريخي في استعادة ما هو «حق» لروسيا.

بضم أوكرانيا أو معظمها، نكون قد شهدنا دورة متكاملة لحدث عالمي 360 درجة، حيث عادت الحرب الباردة، على الأقل في حياة مَن هم مثلي.

ما الخطوة الروسية المحتملة التالية؟ هل تكون لاتفيا وليتوانيا وإستونيا الوجبة الثانية؟ هناك 15 دولة انفصلت عن الاتحاد السوفياتي يعدّها القوميون الروس لهم، ويعدّون الغرب مذنباً فيما حدث. الرئيس بوتين هو المنظّر لهذا الطرح، ورسم في خطابه الماضي خريطة سياسية مهمة لفهم الوضع الحالي والمستقبلي. قال: «قيادة الحزب الشيوعي ارتكبت الكثير من الأخطاء التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفياتي، وإن حق الجمهوريات في مغادرة الاتحاد كان بمثابة (القنبلة الموقوتة) تحت الدولة الروسية التي كانت تسمى الاتحاد السوفياتي آنذاك».

الأعمق والأبعد أن روسيا البوتينية تبدو عازمة على التمدد، وحلف الناتو ودول الغرب يواجهان وضعاً صعباً، حيث إن الدخول في مواجهة مباشرة مع دولة نووية أمر خارج الاحتمالات. دخول أوكرانيا هو بيان سياسي يؤذن بعالم مختلف لا يمكن أن نعرف أبعاده حتى في مناطق النزاعات الأخرى في العالم.

الحل السياسي بعيد الاحتمال، أن تدفع أزمة أوكرانيا القوى الكبرى إلى البحث عن صيغة تعايش جديدة مبنية على عدم استخدام القوة لحسم الخلافات، آخذة في الاعتبار تقديم الضمانات الأمنية، وهي المبرر الذي تكرر موسكو الحديث عنه في اعتراضها على حلف الناتو. ولا شك أن العالم، منذ نهاية الحرب الباردة افتقد نظام القطبين، الذي كان رغم سيئاته يضمن استقراراً على الجبهات الكبرى.

لم يأتِ الغزو مفاجأة، بل كان من الاحتمالات المتوقعة، واستخدام الغاز ضد أوروبا أيضاً كان أمراً متوقعاً، مع هذا لا يوجد حل عسكري على مستوى الدول الكبرى، والخشية أن يكون الخيار العسكري عند الغرب هو فتح جبهات أخرى من خلال دول أخرى لمنع موسكو من الاعتقاد أن أوكرانيا يمكن تكرارها مرة أخرى.

أما العقوبات الاقتصادية فإنها، كما نعلم جيداً، سلاح فاشل، خصوصاً مع أنظمة مستعدة لتحمل الثمن مهما كان قاسياً. المفارقة هي أن الذي يدفع ثمن عقوبات غزو أوكرانيا هو الغرب ودول العالم، مع التضخم وارتفاع الأسعار لسلع حيوية مثل الطاقة والقمح.

 

جولة بوتين الأولى... ماذا بعد؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

للوهلة الأولى، قد تقدم أحدث التحولات والانعطافات في لعبة البوكر الأوكرانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره الفائز. الأهم من أي شيء أنه يحصد ما زرعه قبل 8 سنوات، عندما حرّض الانفصاليين ذوي الأصول الروسية على إقامة «جمهوريات شعبية» منشقة في أجزاء من الأراضي الأوكرانية في «دونيتسك» و«لوغانسك». ومن خلال تمركز القوات في الجيبين، يمنح بوتين صيغة رسمية للاحتلال الذي مارسه بشكل غير مباشر من خلال مرتزقة «فاغنر» والميليشيات المحلية. ومن خلال فرض «معاهدتي تعاون» على «الجمهوريات» المنشقة، أعلن بوتين أيضاً ضمّها لروسيا.

في البداية، أدرك بوتين أن عليه تقديم نفسه على أنه ضحية من أجل كسب تعاطف الرأي العام الغربي الذي يتعامل مع شخصيات مثل صدام حسين أو جورج فلويد، ولذلك فقد قدّم روسيا على أنها ضحية «لتوسع» حلف «ناتو»، وصليل السيوف على أنه فعل من أفعال الدفاع عن الذات.

لا يهم أن حلف «ناتو» هو ميثاق دفاعي، ولا يُسمح له بمهاجمة أي شخص ما لم يتعرض أحد أعضائه للهجوم أولاً. وحتى ذلك الحين، فإن المادة الخامسة التي بموجبها يُسمح بالعمل العسكري لا تنطبق تلقائياً ولم يتم تطبيقها منذ إنشاء التحالف. في المقابل، بقيادة الاتحاد السوفياتي المنحل الآن، تم استخدام «حلف وارسو» المنافس للتدخلات العسكرية في المجر وبولندا وتشيكوسلوفاكيا لسحق الانتفاضات الشعبية ضد الهيمنة الروسية.

ادّعى بوتين أن «ناتو» يخطط لضم أوكرانيا كعضو واستخدامها كقاعدة متقدمة ضد روسيا. ويُظهر هذا الادعاء أن بوتين يرى الحرب بين روسيا وحلف «ناتو» كاحتمال، ربما على المدى القصير. ومن الصعب الحفاظ على هذا الادعاء فقط لأنه، بموجب قواعد «ناتو»، لا يمكن قبول دولة لديها نزاعات حدودية غير مستقرة مع جيرانها كعضو. تنطبق هذه القاعدة على كل من أوكرانيا وجورجيا، وهي دولة أخرى غزاها بوتين، وكلاهما ممنوع من عضوية «ناتو» بسبب نزاعاتهما الإقليمية النامة عجن العدوان الروسي.

وهكذا كان بوتين يؤلف أغنية ويرقص على شيء لا يمكن أن يحدث بموجب قواعد «ناتو». لكن بمرور الوقت، قد يكتشف بوتين أنه حقق انتصاراً أجوف بتكلفة سياسية واقتصادية حتى أمنية كبيرة.

في البداية، لم يعد بإمكانه أن يتنكر في هيئة الخراف. حتى المدافعون عنه، ناهيك عن المرتزقة من بين السياسيين والصحافيين الغربيين، لقادرون على الدفاع عن خطوته الأخيرة، ناهيك عن تقديمه كضحية «للإمبريالية». يكشف بوتين عن نفسه كخصم، إن لم يكن عدواً لدوداً للعالم الديمقراطي، ويسهل على أولئك في الغرب الذين لديهم ما يكفي من العمود الفقري للوقوف ضد المهدئات. فقد يكتشف بوتين أنه على الرغم من أن جو بايدن قد يكون ضعيفاً وسهلاً، فإن الولايات المتحدة وعائلة الدول الديمقراطية ليست كذلك.

ومن المرجح أيضاً أن تفشل دعوة بوتين للاعتراف بجمهوريتيه الوهميتين، كما فعلت دعواته المماثلة للاعتراف بضم شبه جزيرة القرم في عام 2014 و«استقلال» الأراضي الجورجية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في عام 2008. حتى عملاؤه في طهران لم يجرأوا على الاعتراف بشرعية هذه الأعمال العدوانية، إذ وصف رفيقه الأخير، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأمر بأنه «غير مقبول»، بينما أغرق الأخ الأكبر شي جينبينغ في بكين هذه القضية في سيل من النقد. من شأن هذا أن يترك رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو وحيداً، وقد يؤيد أو لا يؤيد أحدث صدع للقيصر فلاديمير.

سيكون بوتين مخطئاً في الاعتقاد بأنه بمرور الوقت سيصادق بقية العالم على «غزوه» تماماً كما لم يعترف أحد بضم ستالين لجمهوريات البلطيق.

كما أن بوتين مخطئ في الاعتقاد بأن فرض «الفنلنة» (تطبيق النموذج الفنلندي) على أوكرانيا يمكن أن يوفر لروسيا المنطقة الجليدية التي يريدها.

في الواقع، عززت فنلندا، النموذج الأصلي لـ«الفنلنة»، الروابط مع الديمقراطيات الغربية باطراد من خلال الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي وإقامة علاقات تعاون وثيقة مع «ناتو». كما أنها بنت دفاعاً قوياً، خمن ضد من؟

اشترت فنلندا مؤخراً 64 طائرة حربية فائقة الحداثة من طراز «F - 35» تكفي لتدمير نصف آلات الطيران الروسية القديمة. والسويد، وهي دولة ديمقراطية أخرى من خارج «ناتو»، وبالتالي (تعتبر متبنية للنموذج الفنلندي)، لاحظت السلوك العدواني المتزايد لبوتين وزادت نفقاتها الدفاعية وعززت وجودها العسكري في أرخبيل «غوتلاند».

منذ الغزو الروسي في عام 2008، على الرغم من منعها من الانضمام إلى عضوية «ناتو»، عادت جورجيا أيضاً إلى إعادة بناء دفاعاتها العسكرية، وضاعفت حجم جيشها تقريباً وحصلت على معدات حديثة من الغرب.

وبالتالي، لا يوجد سبب يمنع أوكرانيا التي لا تستطيع الانضمام إلى «ناتو» إلا بعد تسوية النزاعات الإقليمية مع روسيا، من أن تكون قادرة على ترقية دفاعاتها بدعم من الديمقراطيات الغربية، وهو أمر يحدث بالفعل، وإن كان على نطاق متواضع حتى الآن. يعزز سلوك بوتين العدواني أيدي القوميين الأوكرانيين الذين يسعون إلى «مستقبل أوروبي» لأمتهم. في المقابل، من شأن ذلك أن يبرر مزيداً من الإنفاق على الدفاع الأوكراني، وهو الأمر الذي قد يجبر بوتين على الدخول في سباق تسلح صغير على الأطراف الغربية لروسيا.

أظهر مشهد الدبابات الروسية القديمة والعربات المدرعة التي تتسلل إلى «دونباس» مدى قوة ترسانة بوتين العتيقة. لا يمكن أن يكون الاحتفاظ بـ150 ألف جندي أو 10 في المائة من قدرته العسكرية القابلة للاستخدام في «دونباس» احتمالاً واقعياً، في الوقت الذي جعل بوتين روسيا تشارك عسكرياً في بيلاروسيا، وكازاخستان، وطاجيكستان، وسوريا، وليبيا، ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى. كما أن بناء الإمبراطورية أمر مكلف. فمنذ عام 2014 حُرمت شبه جزيرة القرم من مصدر دخلها الرئيسي، ألا وهو السياحة الأجنبية، وكلفت روسيا نحو 40 مليار دولار، بما في ذلك تكلفة جسر إلى البر الرئيسي. ومع وصول «دونباس» إلى النقطة صفر من حيث الصمود الاقتصادي، سيتعين على بوتين تلبية احتياجات أكثر من 4 ملايين شخص «يتلقون المساعدة الاجتماعية»، بما في ذلك كثير من المتقاعدين من كبار السن.

قد يلاحظ أي شخص يتابع السياسة الروسية مع بعض الاهتمام حقيقة أخرى، قد تكشف أن انتصار بوتين أجوف، وهي عدم وجود إجماع كبير على مقامرة القيصر فلاديمير الأخيرة. في العرض المتلفز المصمم لإظهار أن بوتين كان يتصرف بناء على نصيحة كبار المسؤولين، بدا رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين وعضوان آخران على الأقل في مجلس الأمن القومي أقل حماساً بشأن المسار الذي اقترحه بوتين، ولمح إلى أن المسار الدبلوماسي قد لا يجري حظره. كما أن التسرع الذي دفع به بوتين لنصوص «المعاهدة» من خلال مجلس «الدوما»، البرلمان الروسي، أدى أيضاً إلى القلق من أن النقاش الحقيقي قد يشير إلى عدم وجود دعم كامل لمغامرة «دونباس». قد يرفض أولئك الذين يرون في بوتين كحاكم هذا الاقتراح باعتباره وهمياً وقد يكونون على حق. ومع ذلك، فإن الاحتمالية التي قد يشعر بها البعض في نخبة القيادة الروسية بشأن جنون العظمة لدى بوتين لا ينبغي استبعادها.

هذه مباراة متعددة الجولات، وقد يكون بوتين قد فاز في الجولة الأولى. ومع ذلك، لم يدق جرس النهاية بعد.

 

ودخل الدبّ الروسي إلى الحديقة

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

جاء اليوم الموعود، ودخلت الدبابات الروسية إلى شرق أوكرانيا، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بداية عملية عسكرية روسية هدفها، كما قال، نزع السلاح الأوكراني وإبعاد خطر «الناتو» عن روسيا وحماية الموالين لروسيا في إقليم الدونباس. ليس هذا وحسب، بل أطلق تهديداً صريحاً لمن يفكّر في التدخل من الخارج بأنه سيجابه ردّاً روسياً لم يشهد له التاريخ مثيلاً! ليس المهم هنا مناقشة الحق أو الباطل الروسي في هذه العملية المنتظرة منذ حين، ولكن، واستكمالاً للمقال السابق، رصد الارتباك والضياع الغربي... والبعض يرى أنه ليس ضياعاً بل قمة الدهاء في نصب الفخّ للدبّ الروسي!

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خرج لشعبه يعلن الدعوة للدفاع والحرب، ويبشّرهم بأنه للتو اتصل بالرئيس الأميركي بايدن ووعده بحشد المساعدة لأوكرانيا. أريد فقط من حضراتكم التأمل في هذه اللقطات لمواقف قادة الغرب:

ندّد الرئيس الأميركي جو بايدن، فجر أمس (الخميس)، بما وصفه بـ«الهجوم غير المبرر» من قبل روسيا ضد أوكرانيا، ودعا بايدن العالم للدعاء للأوكرانيين. وفي الوقت نفسه واعداً بردود قوية.

كتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على «تويتر»: «لقد أفزعتني الأحداث المروعة في أوكرانيا، وقد تحدثت إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي لبحث الخطوات التالية».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قالا في بيان مشترك:

«في هذه الساعات العصيبة، قلوبنا مع أوكرانيا ومع النساء والرجال والأطفال الأبرياء».

المستشار الألماني، الجديد أولاف شولتس قال في بيان هو الآخر: «هذا يوم مروّع لأوكرانيا ويوم أسود لأوروبا».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجّه نداء اللحظة الأخيرة للرئيس بوتين لوقف الحرب «باسم الإنسانية»... واعترف بخطئه حينما اعتقد سابقاً أن لا شيء سيحدث على حدود أوكرانيا. هذا في ظل تدخل روسي خطير اعتبرت الخارجية الأوكرانية، في بيان لها، أن هدفه هو «تدمير الدولة الأوكرانية».

وأضافت في بيانها: «استجابتنا المشتركة الآن مرهونة ليس فقط بحياة وأمن المواطنين الأوكرانيين فحسب، بل مرهونة أيضاً بأمن مواطني أوروبا ومستقبل النظام العالمي».

روسيا مستنفرة وتعتبر أنها تدافع عن صميم أمنها القومي، وأن أوكرانيا تحولت لقاعدة تهديد غربي لعمق روسيا... هكذا ترى موسكو الأمور، وتتصرف على الأرض وفقاً لهذه الرؤية... لم تخفِ شيئاً.

في الطرف الآخر، لا نرى وضوحاً في الرؤية ولا عزيمة للفعل، رغم كل ثرثرات قادة الغرب.

هل ذلك لأن المزاج الغربي خاصة الأميركي لا يحفل بهذه الحروب، فوفقاً لاستطلاع جديد أجراه مركز (أنورك) لأبحاث الشؤون العامة لصالح أسوشيتدبرس، يرى 52 في المائة أن واشنطن يجب أن يكون لها دور ثانوي، و20 في المائة يرون أنه لا ضرورة للقيام بأي دور أميركي أصلاً.

ربما يلخّص تعليق المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ذات اللسان الحادّ، طبيعة الفرق بين المعسكرين، حين سخرت من تهديد الحكومة البريطانية بتأديب روسيا ومساعدة أوكرانيا، كاتبة على حسابها بـ«تلغرام»: «وزارة الخارجية البريطانية: أوكرانيا ليست عضواً في الناتو، لكن نحن سوف نساعدها في الدفاع عن النفس. أنتم ساعدتموها... استريحوا».

 

يوم التأسيس والانتصار للدولة الوطنية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

منذ القرن الحادي عشر الهجري - السابع عشر الميلادي، برزت الحاجة في نجد واليمامة على الخصوص إلى السلطة الواحدة من أجل أمن المجتمع وكفايته وإقداره على تنظيم معاشه ومعيشته. فقد توزعت الأمور في صورة قرى وبلدات متناحرة، واضطربت طرق التجارة البعيدة والبينية، وشاع التغالب على السطوة القريبة. وهذا هو الهدف الذي نهض به وإليه الأمير والإمام محمد بن سعود، متخذاً من بلدة الدرعية مستقراً ومنطلقاً في عشرينات القرن الثامن عشر الميلادي. إنّ هذا الوازع للدفع والدفاع، بتعبير ابن خلدون، آثر المؤسِّس أن يستعين على إحقاقه بوازع الدين (الذي يقول بحرمات الدم والعرض والمال) عندما استقبل الشيخ محمد بن عبد الوهاب واحتضن دعوته الإصلاحية. وبالنظر إلى تلك النضالات الملحمية من أجل الاستيعاب والوحدة، بدا لدى المؤرخين المحليين كأنما الأمر هو أمر الدعوة للتوحيد في مواجهة «الشرك». بينما الواقع أنه كان وظلَّ عملاً سياسياً كبيراً، وقد استعان عليه المؤسس كما سبق القول بالوازع الديني، وإلاّ فالشيخ الإصلاحي ما رشّح نفسه لإمرة دينية أو سياسية؛ بل أعان على إحقاق المشروع السياسي لمحمد بن سعود جاعلاً الشرْك قريناً للتشرذم والتجزئة والخروج على طاعة الدولة الجديدة. وهناك أمرٌ آخر قليلاً ما جرى تأكيده أو إبرازه، وهو وعي الجماعة الاجتماعية المدينية والقَبَلية بالحاجة إلى الدولة، والانتصار لها وتأييدها، ولو لم يكن الأمر كذلك لما بقيت الدولة وتجددت بعد الغزو المصري - العثماني.

تأسست الدولة السعودية الأولى في عشرينات القرن الثامن عشر، وتجددت في عشرينات القرن التاسع عشر. وهي في الزمانين الأول والثاني تمددت واستوعبت خارج نجدٍ واليمامة لأنّ الغالبية وقفت إلى جانبها بمقتضى الحاجة للأمن والأمان والحياة الطبيعية، وبالطبع فإنّ ذلك هو مقتضى الدين، أولم يكن «الإيلاف» الذي أنعم الله عز وجلّ به على مكة من خلال قريش في القرن السادس الميلادي إطعاماً من جوعٍ وأماناً من خوف؟! لقد بلغ من إعظام العرب القدامى لإنجاز قريش أنْ سمَّوهم: آل الله وقرابينه؛ الناشرين للسلم والكفاية. وهو الأمر الذي قام به آل سعود في قلب الجزيرة وأطرافها طوال ثلاثة قرون. وقد توالت على الإمرة والإمامة منهم خمسة أجيالٍ أو ستة. تظهر شخصية كارزماتية منهم فيلتفّ حولها الجيل الذي عرف عن أسلافهم حفظهم لمصالح الجماعة ومنعتها فيزيلون المتغلبين ويحفظون الولاء والانتماء، ويحققون الكفاية والشوكة.

ما كان مصطلح السلطة الوطنية ولا مفهومها معروفاً في الشرق ولا في الغرب. كانت هناك الإمبراطوريات، وفي المشرق العثمانيون والمتمردون عليهم بين حينٍ وآخر. وما كان السعوديون أباطرة ولا سُعاة لإمبراطورية؛ بل هي دولة الكفاية والشوكة التي تهدف لتحقيق الأمن والأمان والسلام للجزيرة، والتي تسعى دائماً لحماية الحرمين وخدمتهما وتأمين سُبُل الوصول إليهما. وهذا يعني أنه كانت لديهم دائماً رسالة، هي في لغة الزمان رسالة الإسلام، وهذا ما كان يعنيه الدين للناس. فمنذ الدولة السعودية الأولى تتحدث تقارير الرحّالة الأجانب، والقناصل في المحيط عن الأمن والعدل في الديار السعودية، وشدة التمسك بالدين.

ولنصل إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وسيطرته عام 1902 على الرياض آتياً من الكويت. في الظاهر ما كان عنده، شأن أسلافه، غير ثلاثة أهداف: إقامة السلطة الواحدة من جديد - ونشر الأمن والعدل اللذين اضطربا عندما تراجعت سلطة الدولة السعودية الثانية - والعودة إلى الحرمين. وهو يكاد يكون الوحيد بين المسيطرين في أعقاب الحرب العالمية الأولى، والذي ما قَبِلَ عروض الخلافة بعد أن ألغاها في تركيا مصطفى كمال. ما بقي أحدٌ من الهاشميين ومن ملوك مصر ومن سادة العراق، ومن جهاتٍ في الهند والجزر الإندونيسية وبلاد ما وراء النهر إلاّ وطمع فيها. أما الملك عبد العزيز، وبالبصر والبصيرة، فقد أدرك أنّ الخلافة ومواريثها مضت وانقضت، ولا بد من الإصغاء لنداء المستجد والجديد. عبد العزيز آل سعود وقبل أن يظهر البترول وبعد ظهوره فهو – إلى جانب ميراث أسلافه - إنما في فهمٍ للتطورات الحديثة، رمى بالفعل إلى إقامة سلطة وطنية ودولة وطنية بمقاييس القرن العشرين. وقد لقي مقاومة داخلية شديدة ليس بسبب الرجعية الدينية فقط؛ بل لأنّ وجاهات الداخل وسياسات الخارج والمحيط ما كانت تريد دولة عربية قوية ومستقلة ومتقدمة بالفعل.

الدولة السعودية الثالثة التي أسسها الإمام ثم الملك عبد العزيز آل سعود (المملكة من سنة 1932) دخلت على نظام الدولة الوطنية الحديثة من أوسع أبوابه. ولذلك وبالإضافة إلى وقوف شعبها معها؛ أمكن لها التجذر في العالم الحديث. وقد تابع ملوك الدولة من أبناء الملك عبد العزيز إكمال هذا البناء المؤسسي بالداخل والخارج على تفاوت؛ إلى أن كان عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وثورته، ومن مفرداتها البارزة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ونهضويته التنموية والتغييرية، وسواء باتجاهاتها الكبرى بالداخل، أو في ترتيبات العلائق الاستراتيجية مع الخارج. هناك تكبير هائلٌ لحجم الاقتصاد. وهناك اندفاعٌ كبير في الخروج من الإدمان على اقتصاد النفط الريعي. وقبل ذلك وبعده هناك الإطلاق المنقطع النظير لطاقات الشباب لصنع الجديد والمتقدم. ولولا خشية المبالغة والتجاوز لقلت إنها الدولة السعودية الوطنية الرابعة!

إطلاق موجة يوم التأسيس، والتصنيف التاريخي للدول السعودية الثلاث خلال ثلاثمائة عام، المقصود به إطلاق وعي جديدٍ أو الكشف عنه للعراقة الواثقة من جهة، والنهضة الجديدة الشاسعة الآفاق من جهة أخرى.

إنها موجاتٌ تجديدية وإبداعية تقدم وعوداً رائعة للحاضر والمستقبل. فهنيئاً للمملكة في تذكارها ليوم التأسيس قبل ثلاثة قرون. وهنيئاً لها بالعهد الحاضر، عهد الإنجاز لمستقبلٍ زاهر في الزمن والمكان.

 

رسم خريطة أوروبا من جديد... بالدم

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

التاريخ يُعيد نفسه. عرف العالم هذه الحقبة المظلمة قبل ثمانية عقود. رجل يتسلق السلطة حاملاً أوهام العظمة وأحلام التمدد إلى خارج الخريطة التي لم تعد تتسع لطموحاته. وحاملاً فوق ذلك حساباً من تركة الماضي على «العدوان» الذي تعرضت له بلاده على أيدي المنتصرين. أدولف هتلر يصل إلى المستشارية في برلين للانتقام من معاهدة فرساي. وفلاديمير بوتين يصل إلى الكرملين للانتقام من اتفاقات رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف، التي أسدلت الستار على العصر السوفياتي، وحرمت موسكو من قيادة 14 دولة مجاورة، لكنها فتحت لروسيا باباً إلى القارة الأوروبية، كان يفترض أن يكون مدخلاً إلى الانتماء إلى أسرة واحدة، تحكمها أصول الجيرة الحسنة، واحترام حق دول هذه القارة في إدارة شؤونها كما يختار لها مواطنوها أن تدار. بوتين ليس غورباتشوف ولا بوريس يلتسين. هو ابن مدرسة أخرى. لا يقر بمسؤولية قيادة الكرملين في زمن الحكم الشيوعي عمّا حل بالاتحاد السوفياتي. بل تأخذه نظرية المؤامرة إلى اعتبار ذلك الانهيار خطة غربية محكمة الأهداف، لإضعاف الزعامة الروسية، وفرض قيادة ذات قطب واحد على العالم. ولا يرى في اختيار الدول المجاورة التي كانت تدور في الفلك السوفياتي، الانتماء إلى الكتلة الأوروبية وإلى عضوية حلف الأطلسي، سوى جزء من تلك الخطة. لا يعترف بوتين بحق هذه الدول في اختيار مصيرها، لأنه ببساطة لا يرى أن لها حقاً في الوجود كدول مستقلة. وهذه قصته الأساسية مع أوكرانيا، كما مع دول البلطيق الثلاث، التي يهددها المصير نفسه إذا نجح الغزو الروسي لأوكرانيا، وأتيح لبوتين أن ينصّب في كييف النظام الذي يختاره.

إنه يوم مروع لأوكرانيا، ويوم أسود لأوروبا، كما قال المستشار الألماني أمس. ولأن أولاف شولتس هو ابن ألمانيا فهو يعرف الضريبة التي ستتحملها روسيا نتيجة هذا العدوان، عندما يقول إن التاريخ سوف يثبت أن بوتين ارتكب خطأ فادحاً بحق روسيا.

لكن المسؤولية ليست فقط مسؤولية بوتين. لقد اختار الغرب تجاهل حقيقة ما يخطط له الرئيس الروسي على مدى أكثر من عقدين، كان خلالهما يجري «التجارب» على حدود رد الفعل الغربي تجاه استهتاره بالقواعد التي تنظم العلاقات الدولية. دعك من سياساته الداخلية وانقلابه على قواعد تداول السلطة، التي كان الغرب يعدها شؤوناً داخلية. لكن بوتين كان يوزع السمّ القاتل للقضاء على معارضيه في العواصم الغربية. وقام بقلب الطاولة في سوريا على المعارضين ليفرض بقاء بشار الأسد في الحكم، في وجه انتقادات إقليمية ودولية واسعة، رداً على جرائم النظام السوري بحق شعبه. واستخدم «الفيتو» في مجلس الأمن أكثر من مرة لمنع أي تحقيق في تلك الارتكابات. وتحالف مع النظام الإيراني رغم تدخلات هذا النظام في أكثر من دولة عربية. واقتحم شبه جزيرة القرم واحتلها بحجة أنها «أرض روسية». ثم أرسل قواته إلى المقاطعتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، بحجة وجود أوكرانيين من أصول روسية فيهما، في تكرار لما فعله هتلر عندما ضم النمسا وإقليم السوديت في تشيكوسلوفاكيا بحجة الأغلبية الألمانية فيهما.

كل ذلك قام به بوتين أمام عيون العالم الذي لم يتحرك إلا بالتنديد والبيانات. وحتى عندما كانت تقارير الاستخبارات الغربية تؤكد نية الرئيس الروسي غزو أوكرانيا، أخذ القادة الغربيون يهرعون إلى طرف تلك الطاولة الطويلة والمهينة التي كان يفرض عليهم الجلوس إليها، كأنهم في جلسة محاكمة، يتوسلون إليه عدم غزو جارته، فيما كان الرئيس الأميركي يطمئن بوتين بأنه لن يرسل قوات أميركية إلى أوكرانيا... ماذا كان يمكن أن يستنتج بوتين من كل ذلك سوى أن هناك عجزاً غربياً كاملاً عن مواجهته، وضوءاً أخضر ليفعل بأوكرانيا ما يشاء؟

التاريخ يكرر نفسه. ومساعي استرضاء هتلر من رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، ورئيس الوزراء الفرنسي إدوار دالادييه، كررها ماكرون وشولتس مع بوتين من دون أي فرصة للنجاح. فبينما كان يجلس معهم للتفاوض، كان قادته العسكريون يحضّرون خطة الهجوم على أوكرانيا.

لا تعاد كتابة التاريخ بالحبر بل بالدماء. هذا ما عرفته أوروبا نتيجة تهور رجل جاء إلى ميونيخ هارباً من النمسا، وانتهى به الأمر قادراً على تدمير بلاده وقسم كبير من مدن أوروبا معها، ما خلّف تركة ثقيلة حملتها ألمانيا على مدى نصف قرن، قبل أن يتاح لها أن تتوحد من جديد وأن تقيم علاقات تصالح مع جيرانها، بعد أن حرّمت فتح تلك الحقبة السوداء في تاريخها، من دون أن تزيلها من ذاكرتها. وهذا ما تشهده أوروبا اليوم على يد متهور آخر جاء لينتقم من أسلافه الشيوعيين البلاشفة الذين يتهمهم بـ«اختراع» جارته أوكرانيا. ومثلما كان غزو بولندا الخطوة الأولى في طريق هتلر، بعدما اتهمها بأنها لم تكن دولة مستقلة أو طبيعية في أي وقت، هكذا يبدو اليوم غزو بوتين لأوكرانيا، انطلاقاً من أقاليمها الشرقية، معتمداً على الحجة نفسها: أنها لم تكن في أي وقت دولة طبيعية وقائمة بذاتها. غير أن الرئيس الروسي يتجاهل حقيقة أن هذه الدولة كانت بين الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي، عندما كانت «الجمهورية الأوكرانية السوفياتية الاشتراكية»، وكان يتم تنصيب رئيسها بقرار من الكرملين. يومها كان لـ45 مليون أوكراني الحق في كيان له حدوده وعاصمته. والآن يشترط بوتين أنه لن يعيد لهم هذا الحق إلا بعد إخضاعهم لإرادته وفرض إملاءات الإذعان على القيادة التي سينصّبها لهم.

إنها صفحة سوداء في التاريخ الأوروبي. وليس بوتين المسؤول الوحيد. فسياسات التساهل والاسترضاء مع ابن الـ«كي جي بي» المدلل، الذي أقنع الغربيون أنفسهم بأنه خلع ذلك الرداء، كان لا بد أن توصل إلى ما نشهده اليوم.

 

والشرق الأوسط يترقب "أوكرانياه" أيضا!

فارس خشّان/الحرة/25 شباط/2022

استشراف المستقبل القريب لمنطقة الشرق الأوسط القريب ليس وردياً على الإطلاق،  استشراف المستقبل القريب لمنطقة الشرق الأوسط القريب ليس وردياً على الإطلاق، دخان الغزو الروسي لأوكرانيا وصراخ المجتمعات، على امتداد الكرة الأرضية، من الارتفاع الجنوني لكلفة "السلّة الغذائية"، لن يحجبا الاهتمام بوصول المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى خواتيمها، إذ إنّ أيّاماً قليلة تفصل العالم عن جواب طهران النهائي الذي قد يكون، على الأغلب، إيجابياً. وإذا كانت أوروبا المرتجفة على ايقاع القوة العسكرية التي حرّكها "القيصر" فلاديمير بوتين موقظاً شبح الحرب من سباته العميق، والمربكة من انعكاسات العقوبات "ذات الحدّين" التي سوف تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على روسيا، فإنّ الشرق الأوسط الذي يتعاطى، نسبياً، بهدوء وبرودة لافتين مع الحرب على أوكرانيا، سوف يدخل، بفعل انعكاسات الاتفاق النووي مع إيران، في دوّامته الخاصة.

ولن يكون الاتفاق النووي في حال وافقت طهران على المسودة الأخيرة التي بين يديها، حلّاً لمعضلة، بل بداية لمشاكل كثيرة. الغرب يريد هذا الاتفاق، فهو، ولا سيّما في هذه المرحلة الروسية الخطرة، بحاجة الى أسواق جديدة وإلى مصادر طاقة إضافية، وتالياً فهو يتطلّع إلى أن يعوّض في إيران شيئاً من الخسائر التي ألحقتها روسيا به، وإيران نفسها، بحاجة إلى الخروج من الاختناق المالي-الاقتصادي الذي تمر فيه، وتالياً فهي سوف تحاول قدر المستطاع أن تفيد نفسها من حاجة الغرب إليها.

ومن شأن هذه المصلحة المشتركة بين الغرب وإيران، أن تُرجِئ كلّ بحث في الملفات التي تعني الدول المتضررة من إيران وأذرعها في المنطقة، خلافاً لما كان الجميع عموماً، والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً، يعدون به، على قاعدة أنّه فور الانتهاء من الملف النووي سوف يتم فتح ملف "التأثير الخبيث" لإيران في المنطقة بدءاً بالأدوار التي تلعبها أذرعها في المنطقة، مروراً بالصواريخ البالستية، وصولاً الى الـ"درونز"… الانتحارية.

إنّ المعطى الذي أدخله فلاديمير بوتين إلى الغرب من البوابة الأوكرانية، سوف يرمي الاهتمام بملف "التأثير الخبيث" لإيران نحو مرتبة ثانوية، وهذا يعني أنّ "الحرس الثوري الإيراني" المستفيد الأوّل من رفع العقوبات المرتبطة بالملف النّووي، سوف تتضخّم قدراته المالية وتالياً سوف يرفع من دائرة مساهماته لأذرعه في المنطقة، حتى تسرّع من إنجاز مخطط الهيمنة التي رسمها وطالما سعى إلى تنفيذها، مستفيداً من انشغال الدول الكبرى بحروب فلاديمير بوتين وتداعياتها وانعكاساتها. ومن البديهي، في ظل هذا المعطى ألّا تقف الدول المتضرّرة منه، مكتوفة الأيدي، الأمر الذي من شأنه أن يرفع وتيرة التأزّم في منطقة الشرق الاوسط الى مستويات غير مسبوقة. وما كانت عليه أحوال الدول التي تتصدّى لإيران في العام 2015، تاريخ توقيع الاتفّاق النّووي الأساسيّ الذي عاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومزّقه، قد اختلفت اختلافاً استراتيجياً، راهناً ولا سيما مع دخول اتفاقيات ابراهيم حيّز التنفيذ، من جهة واكتشاف الدول، بالاستناد إلى معاناة أوكرانيا المأساوية، أنّها ستجد نفسها تواجه مصيرها في الميدان، وحيدة، من جهة أخرى!  وبالاستناد الى الأسبقيات، ونظراً للمعطيات الراهنة، وفي ظل عودة العالم الى أجواء "الحرب الباردة"، فإنّ استشراف المستقبل القريب لمنطقة الشرق الأوسط القريب ليس وردياً على الإطلاق، بل أحمرَ ممزوجاً بكثير من السواد.

ومن يراقب جيّداً الدينامية في الشرق الأوسط، فهو لا يجد سوى استعدادات لمواجهات دموية تتكاثر سيناريوهاتها، في ظل استخفاف كبير بالنمو الخطر في نسب "البطون الخاوية". ولا يُخطئ من يعتقد أنّ في الشرق الأوسط أكثر من أوكرانيا واحدة ومن حكّام وأشباه حكّام يرغبون في أن يكونوا نسخاً عن فلاديمير بوتين الذي يرقص مرتاحاً في ميدان الحروب غير آبه بأيّ انعكاسات  مالية واقتصادية واجتماعية من شأنها أن تلحق أضراراً هائلة بشعبه وبضحاياه وبحاجة اقتصاده الهش الى التطوير، مثله مثل هؤلاء الطغاة الذين حماهم، بالقوة هنا والدبلوماسية هناك.

 

الديبلوماسية بعد العسكرية.

جورج يزبك/فايسبوك/الشرق الأوسط/25 شباط/2022

كما فعلها في ال ٢٠٠٨ في جيورجيا، وكما فعلها في ال٢٠١٤ في شبه جزيره القرم التي سلخها عن اوكرانيا وضمها الى الاراضي الروسية، وبعد ثماني سنوات، كانت الثالثة كما الثانية من نصيب أوكرانيا، ودائماً الدفاع جاهز لدى فلاديمير بوتين، حماية الانفصاليين الروس. ودائماً يعتمد الضربات السريعة. خمسة أيام فقط من المعارك في أوسيتيا الجنوبية ومئة ألف قتيل. معركة كييف هذه المرة تتجاوز مناطق الانفصاليين لتستهدف اوكرانيا الدولة والنظام، ولتمنع اوروبا وحلف الناتو من تهديد روسيا على حدودها. وبدل أن يصل حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي الى مشارف روسيا، أراد بوتين أن يدافع عن روسيا من الأراضي الاوكرانية. هنا يجب ألا ننسى مسألة أن أوكرانيا مرشحة لعضوية حلف شمال الاطلسي، وأن لها حدوداً مشتركة مع خمس دول اوروبية: بولونيا، سلوفاكيا، هنغاريا، رومانيا  ومولدافيا . وهي دول أعضاء في حلف شمال الاطلسي وايضاً في الاتحاد الاوروبي باستثناء مولدافيا.

بوتين يهين الذكاء الدولي بادعائه أن عملية أوكرانيا تهدف الى وقف الابادة ووقف التهديد، يريد أوكرانيا دولة منزوعة السلاح وغير نازية، قالها بوضوح: ‏démilitarisation et dénazification" أي ابادة؟ وهل أوكرانيا التي لا تملك السلاح النووي قادرة على تهديد الدب الروسي؟ أذكرّ بأن أوكرانيا تخلت عن سعيها لامتلاك السلاح النووي وعلى هذا الاساس ضمنت موسكو وواشنطن أمنها واستمرارها. وأي نازية والرئيس  الأوكراني Volodymr Zelensky من أصل يهودي؟ الواضح أن بوتين يعيش نوستالجيا القياصرة والامبراطورية الروسية وليس فقط الاتحاد السوفياتي. الهدف الآني السريع تطويع النظام في اوكرانيا ودخول  كييف او الضغط العسكري عليها بما يكفل هروب الرئيس الاوكراني، وتحويل المظام من حليف للغرب الى موال لروسيا، وعندها، وعندها فقط، يصبح بوتين مستعداً للديبلوماسية والتفاوض.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص رسالة الصوم التي وجهها البطريرك الراعي اليوم  من روما: نسير كنيسة سينودسية في زمن الصوم الكبير بقيادة البابا ملتزمين بناء الشركة والوحدة والصلاة

وطنية/25 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/106595/%d9%86%d8%b5-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%87%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1/

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من روما، رسالة الصوم الثانية عشرة بعنوان "الصوم في زمن الكنيسة السينودسية"، إلى المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات، وسائر أبناء الكنيسة المارونية في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار.

 جاء في الرسالة بعد السلام بالرب يسوع والبركة الرسولية، ما يلي:

 "يسعدني أن أتناول في رسالة الصوم لهذه السنة الخدمات الثلاث المتكاملة والمترابطة: خدمة الكلمة والصلاة والمحبة، وطابعها الشخصي والجماعي في مسيرة الكنيسة السينودسية، وتوجيهات راعوية تختص بالصوم والقطاعة.

أولا: الخدمات الثلاث

1. جمع الرسل الاثنا عشر في بداية مسيرة الكنيسة الناشئة بين ثلاث: خدمة الكلمة، والصلاة، وخدمة الفقراء التي من أجلها أنشأوا الشمامسة السبعة ومن بينهم الشهيد الأول اسطفانوس. فتعاهدوا على هذه الثلاثة كهوية ورسالة للكنيسة، بالشكل الدائم.

هذا ما نقرأه في كتاب أعمال الرسل: "لا يحسن بنا أن نترك كلمة الله لنخدُم الموائد... فنختار سبعة ممتلئين من الروح والحكمة، فنُقيمهم على هذه الحاجة، ونواظب نحن على الصلاة وخدمة الكلمة" (رسل 6: 2-4).

 2. إن زمن الصوم الكبير تذكير وتفعيل لهذه الخدمات الثلاث بالإضافة الى عيش شريعة الصيام والقطاعة كعلامة للتوبة والتكفير عن الخطايا، خطايانا الشخصية وخطايا غيرنا، وعن الشر الموجود في العالم، أصنعناه نحن أم غيرنا، كما نُصلي في المزمور الخمسين: "إرحمني يا الله كعظيم رحمتك... لأني عارف بآثامي وخطاياي أمامي في كل حين. لك وحدك خطئت والشر قدامك صنعت".

 في الواقع، في زمن الصوم، تقام الرياضات الروحية في الرعايا للتعمق في كلام الله بالمواعظ والإرشادات والبرامج التعليمية عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، وتتأمن أجواء الصلاة وإمكانية الاعترافات ورتب التوبة وتوزيع نعمة الأسرار؛ وتتفعل خدمة المحبة الاجتماعية في البطريركية والأبرشيات والرعايا والرهبانيات والأديار، وتقدم المساهمات في حملة كاريتاس- لبنان على أبواب الكنائس وفي المؤسسات الكنسية والمدنية وعلى الطرقات العامة، وينسق التعاون مع المنظمات الخيرية غير الحكومية وفي طليعتها كاريتاس– لبنان، جهاز الكنيسة الراعوي الاجتماعي.

 3. إن كلمة الله تولد الإيمان المعبر عنه بالصلاة المعاشة، أما المحبة فتنبع من قلب الله وتمر عبر قلبنا نحو الآخر (agàpe). هذه المحبة هي التعبير عن التوبة التي بها نعبُر من الأنانية ومحبة الذات الى اللقاء وسخاء اليد والقلب. بالتوبة الحقيقية نعرف أننا لم نُحب؛ وبممارسة الغفران نبلغ إلى ذروة الصوم والصلاة والصدقة، ذلك أن الغفران هو التعبير عن الحب الأعظم.

4. الصدقة تفقد جوهرها إذا فصلت عن خدمة المحبة، لأنها قد تصبح فعلا عابرا وموسميا، لزمن الصوم الكبير. فينبغي أن تكون نهج حياة، معروفا بفضيلة التضامن الذي هو الشعور والتصرف بأننا مسؤولون كلنا عن كلنا. في هذه الحالة تبدأ الصدقة بالنظرة الملأى بالعاطفة، قبل أن تكون مساعدة مادية. فالقلب هو الذي يقدم ذاته، ويقدم المساعدة التي هي التعبير عن إنسانية تعطي ذاتها بفرح.

 ثانيا: مسيرة الكنيسة السينودسية في زمن الصوم الكبير

 5. إن مسيرة التحضير لجمعية سينودس الأساقفة الروماني بموضوع: "من أجل كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة"، تأخذ في زمن الصوم الكبير دفعًا ومضمونًا أعمق.

فخدمة الكلمة والصلاة والمحبة تقتضي كنيسة تسير معا، أكانت مجسدة في أبرشية، أو في رعية، أو في رهبانية، أو في جماعة ديرية، أو كانت مجتمعا مدنيا منظما.

 هذا السير معا يتوجه نحو ثلاثة:

الشركة، وهي الاتحاد بالله عموديا، والوحدة مع جميع الناس أفقيا.

المشاركة، وهي تقاسم ما عندنا وما نملك وما نحن مؤتمنون عليه مع الذين هم في حاجة مادية، أو روحية، أو معنوية، أو تربوية، أو اجتماعية.

الرسالة، وهي رسالة المسيح المسلمة للكنيسة ولكل معمد ومعمدة. إنها رسالة الحقيقة والمحبة، والحرية، والعدالة، والسلام.

عندما نقول "سينودس" أي السير معا، نعني واجب التزام كل واحد وواحدة والجميع في هذه المسيرة المشتركة. فلا تخضع لمزاج الأفراد. فنحن جسد المسيح الواحد الذي لا يتفكك عندما يتحرك ويمشي.

 ثالثا: تدابير راعوية

أ- الصوم والقطاعة والإعفاء منهما

 6. الصيام هو الامتناع عن الطعام من نصف الليل حتى الظهر، مع إمكانية شرب الماء فقط، من إثنين الرماد (28 شباط) حتى سبت النور (16 نيسان)، باستثناء الأعياد التالية: مار يوحنا مارون (2 آذار)، الأربعون شهيدا (9 آذار)، مار يوسف (19 آذار)، بشارة العذراء (25 آذار) وشفيع الرعية وباستثناء السبت والأحد من كل أسبوع، بحسب تعليم القوانين الرسولية (سنة 380). ففي السبت تذكار الخلق، وفي الأحد تذكار القيامة. تستثني هذه القوانين سبت النور "لأن اليوم الذي كان فيه الخالق تحت الثرى، لا يحسن الابتهاج والعيد، فالخالق يفوق جميع خلائقه في الطبيعة والإكرام".

 7. القطاعة هي الامتناع عن أكل اللحم والبياض طيلة الأسبوع الأول من الصوم، وأسبوع الآلام، وفي كل يوم جمعة على مدار السنة، ما عدا الفترة الواقعة بين عيدي الفصح والعنصرة، والميلاد والدنح، والأعياد الليتورجية الواجبة فيها المشاركة بالقداس الإلهي مثل: الميلاد، والغطاس، وتقدمة المسيح إلى الهيكل، ومار مارون، ومار يوسف، والصعود، والرسولين بطرس وبولس، وتجلي الرب، وانتقال العذراء إلى السماء، وارتفاع الصليب، وجميع القديسين، والحبل بلا دنس، وعيد شفيع الرعية.

8. يعفى من الصوم والقطاعة على وجه عام المرضى والعجزة الذين يفرض عليهم واقعهم الصحي تناول الطعام ليتقووا وخصوصا أولئك الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بأمراضهم المزمنة والذين هم في أوضاع صحية خاصة ودقيقة، بالإضافة إلى المرضى الذين يخضعون للاستشفاء الموقت أو الدوري. ومعلوم أن الأولاد يبدأون الصوم في السنة التي تلي قربانتهم الأولى، مع اعتبار أوضاعهم في أيام الدراسة.

هؤلاء المعفيون من شريعة الصوم والقطاعة مدعوون للاكتفاء بفطور قليل كاف لتناول الدواء، أو لمتابعة الدروس إذا كانوا تلامذة وطلابا. المعفيون مدعوون للتعويض بأعمال خير ورحمة.

 ب – القطاعات خارج زمن الصوم الكبير

9. تمارس القطاعة خارج زمن الصوم الكبير بحسب العادة التقوية، القديمة العهد، والمحافظ عليها في جميع الكنائس الشرقية، الكاثوليكية والأرثوذكسية، استعدادا لأعياد محددة وحصرنا كل واحدة بأسبوع تسهيلا للمؤمنين، وهي: قطاعة ميلاد الرب يسوع، من 16 إلى 24 كانون الأول، وقطاعة القديسين الرسولين بطرس وبولس من 21 إلى 28 حزيران، وقطاعة انتقال السيدة العذراء إلى السماء من 8 إلى 14 آب.

ج - الصوم القرباني

10. هو الامتناع عن تناول الطعام ابتداء من نصف الليل قبل المناولة أو على الأقل ساعة قبلها، استعدادا للاتحاد بالرب بمناولة جسده ودمه.

الخاتمة

11. مع الكنيسة الجامعة نسير كنيسة سينودسية في زمن الصوم الكبير، بقيادة قداسة البابا فرنسيس، ملتزمين ببناء الشركة، وهي الاتحاد العمودي مع الله، والوحدة الأفقية مع جميع الناس وبالمشاركة في خيرات الأرض مع المحتاجين من إخوتنا وأخواتنا، وبالقيام برسالة إعلان كلمة الله، ورفع الصلاة إلى الله من أجل السلام في أوطاننا، وبخاصة في بلدان الشرق الأوسط وفي لبنان، مع دوام صلاتي ومحبتي. عن مقرنا الموقت في روما، في 22 شباط 2022".

 

الراعي التقى نصار وترأس القداس الالهي في مؤتمر فلورانس: العائلة هي النواة الحقيقية لبناء المجتمعات والأوطان

وطنية/25 شباط/2022

يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مشاركته في المؤتمر المنعقد في مدينة فلورانس الايطالية بعنوان "المتوسط مساحة سلام"، بدعوة من مجلس الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا برئاسة الكردينال كوالتييرو باسيتي، بالتعاون مع بلدية فلورانس، وذلك في دير الآباء الدومينيكان. ويرافق الراعي المطارنة منير خيرالله، جوزف نفاع ورفيق الورشا والمحامي وليد غياض.  في جلسة الافتتاح تحدث رئيس الحكومة الايطالية ماريو دراغي مرحبا بالمشاركين القادمين من إيطاليا وخارجها، ومن بلاد الشرق الأوسط، باسم حكومة إيطاليا وشعبها، متمنيا لهم "اجتماعا ولقاءات مثمرة تعزز روابط التضامن في ما بين دول حوض البحر المتوسط".  ثم تحدث باسيتي عن أبعاد المؤتمر واهميته، والتي تتلخص بـ"الوحدة في الإيمان، وتقوية التضامن، والتركيز على اللقاء ما بين المؤمنين من مختلف الديانات والثقافات، وضرورة عيش الأمانة لدعوتنا في الرسالة، وقبول الآخرين واحترامهم وتقديم الشهادة للمسيح الرب القائم من بين الأموات، ونشر مبدأ الأخوة الإنسانية الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس".  بعد ذلك، بدأت اعمال المؤتمر التي تستمر حتى مساء الاحد في 27 الحالي. وقد أعلن اليوم عن عدم تمكن البابا فرنسيس من ترؤس القداس الختامي للمؤتمر يوم الاحد لاسباب صحية.

 وصباح اليوم الجمعة، ترأس الراعي الذبيحة الالهية بمشاركة اعضاء المؤتمر وقد تقدمهم بطاركة الشرق الكاثوليك، وعدد من الكرادلة من بينهم عميد مجمع الكنائس الشرقية الكردينال ليوناردو ساندري وامين سر حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير.

وفي التأمل الروحي بعد تلاوة الانجيل المقدس وتحت عنوان "ذكرا وانثى خلقهما"، قال الراعي: "ان كلمة الرب في انجيل اليوم تختصر عملية الخلق التي ارادها للعائلة. عالمنا اليوم بحاجة لأن يتعمق اكثر فأكثر بقدسية وإنسانية سر الزواج المقدس، الزواج الذي جعله الله مباركا بين الرجل والمرأة. علينا أن ندرك حقا قيمة العلاقة بين الزوجين. وهنا تكمن حقيقة العلاقة بين الله وشعبه".  أضاف: "إن الزواج هو القيمة الحقيقية لمعرفة حقيقة عالمنا الاجتماعي والكنسي. وهنا يتوجه تفكيرنا الأعمق إلى ماهية العائلة وأهميتها. فإن لم تكن العائلة مقدسة، فلا إمكانية لوجود أوطان مقدسة ولا دولة مقدسة ولا مجتمع مقدس. فهي النواة الحقيقية التي عليها تبنى المجتمعات والأوطان. العائلة هي نواة المجتمع البشرى السليم، نواة الدولة السليمة، ونواة الوطن بعيشه، وضمانة عيش كرامة الشخص البشري. نحن اليوم نتذكر ونستذكر كل عائلة في مجتمعاتنا، ونذكر بشكل خاص العائلة المسيحية. نصلي لهذه العائلة لكي تعي قيمة قدسيتها وكرامتها في قلب الكنيسة والمجتمع".  وتابع: "نستنتج أن العائلة هي نواة الإيمان. فحين تكون واحدة وموحدة، يمكن أن ننطلق نحو مشروع توحيد الفكر السليم من أجل ضمانة المجتمعات والأوطان في عيشها السليم. ولن ننسى أيضا أنها النواة المقدسة التي فيها ومن خلالها يسمع كل شاب وصبية نداء سواء إلى الحياة المكرسة أم إلى الحياة الاجتماعية. فمن العائلة ينبثق نظام عيش المجتمعات بطريقة سليمة ومسالمة".  وختم: "نسأل الله أن يحفظ ويصون عائلاتنا كي ندرك معنى العلاقة المقدسة بيننا وبين إلهنا الخالق الذي يصون كراماتنا، فنسمع صوته ونلبي النداء لخدمة كنيستنا ومجتمعاتنا وأوطاننا. إننا نؤمن بإلهنا الحي الذي يجدد كل يوم علاقة حبه لنا ومن أجلنا".

وبعد الظهر، التقى البطريرك الماروني وزير السياحة وليد نصار الذي يمثل الدولة اللبنانية في المؤتمر، يرافقه القنصل الفخري للبنان في فلورانس شربل شبير، واطلع منه على المواضيع التي يتطرق اليها مؤتمرهم بدعوة من بلدية فلورانس والمتزامن مع المؤتمر الكنسي فيها حيث يبحث المشاركون في أوضاع بلدانهم ودور الكنيسة والمجتمع المدني في تعزيز فرص السلام والمطالبة بالاعتراف بالمواطنة الكاملة لجميع مواطني بلدانهم بحيث يتساوون في الحقوق والواجبات، ويحترمون التعددية الدينية والثقافية والسياسية، ويعيشون معا في الأخوة والمحبة والتضامن.

 ومن المقرر ان يوقع المشاركون في نهاية المؤتمر على وثيقة المواطنة والاخوة وسيرفعونها الى البابا فرنسيس الذي سيحملها الى المسؤولين في العالم من خلال مداخلاته ولقاءاته كصدى لصوت شعوب المنطقة.

 

موافقة مبدئيّة على خطّة الكهرباء"... هذه ابرز مقررات مجلس الوزراء

وكالات/25 شباط/2022

وافق مجلس الوزراء مبدئيًّا على خطّة الكهرباء التي قدّمها وزير الطاقة والمياه وليد فياض، خلال جلسته التي انعقدت في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون. وبعد الجلسة، تلا وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي المقررات، مُعلناً "الموافقة المبدئية على خطة الكهرباء بعد الالتزام بوجوب تطبيق القانون وتنظيم القطاع بشكلٍ فوري، لا سيما في ما يتعلق بتشكيل الهيئة الناظمة وتسمية أعضائها وفق المعايير الدولية وتأليف لجنة وزارية مهمّتها مراجعة قانون تنظيم قطاع الكهرباء". وأضاف: "سيتمّ رفع التعرفة الكهربائية بعد تحسين التغذية بدءاً من 8 إلى 10 ساعات يوميًّا مع مراعاة وضع ذوي الدخل المحدود الذي لا يتجاوز استهلاكهم الشهري الـ500 كيلوواط"، لافتاً إلى أنّ "مجلس الوزراء ملتزم بتعديل التعرفة بشكلٍ تدريجي بالتزامن مع تحسين التغذية بشروط تسمح بتغطية التكاليف ووضع خطة لتحسين الجباية من خلال تركيب العدادات". أمّا في ما يخصّ أزمة القمح التي يواجهها لبنان نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، فأعلن الحلبي أنّ مجلس الوزراء سيُخصّص أموالاً لشراء 50 ألف طن قمح مستورد عند الحاجة. ومن جهة أخرى، قرّر مجلس الوزراء التمديد لهيئة الإشراف على الإنتخابات المُشكّلة سابقاً وتعيين 3 أعضاء جدد بدل الذين قدّموا استقالاتهم هم أحمد حمدان وخليل خوري ونسيم خوري. وبعد الجلسة، قال وزير العمل مصطفى بيرم: "لا زيادة لتعرفة الكهرباء قبل زيادة التغذية وتم تشكيل لجنة وزارية لمناقشة أي تعديل على قانون الكهرباء". إلى ذلك، أشار بيرم إلى "أننا نستغرب بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي صدر مخالفاً لمبدأ الحياد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية فضلاً عن عدم التشاور في ذلك وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذات الأبعاد الخطيرة". في المقابل، قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب: "أنا لابِس درع، قوصوا عليي وحدي بموضوع البيان".

 

الرئيس عون استقبل وفد مجلس وزراء العدل العرب وابرق الى العاهل السعودي وولي العهد مهنئا: بيروت تفتح ابوابها للجميع وبخاصة للاشقاء العرب

وطنية/25 شباط/2022

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من مجلس الوزراء العرب ضم: رئيس الدورة 37 لمجلس وزراء العدل العرب وزير العدل الجزائري القاضي عبد الرشيد طبي، وزير العدل الفلسطيني القاضي محمد فهاد الشلالدة ووزير العدل في حكومة اقليم كردستان القاضي فرست احمد، في حضور وزير العدل القاضي هنري خوري، السفير الجزائري عبد الكريم الركابي وسفير دولة فلسطيني اشرف دبور، الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية التابع لمجلس الوزراء العرب السفير عبد الرحمن الصلح، مستشار رئيس اقليم كردستان العراق غازي صبرا، نائب سفير الجامعة العربية في بيروت يوسف السبعاوي اضافة الى المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، الوزير السابق سليم جريصاتي، والمستشارين رفيق شلالا واسامة خشاب.

وشرح اعضاء الوفد اسباب الزيارة، وهي اقامة حفل تكريمي يوم غد السبت، لمنح الجائزة العربية لافضل اطروحة دكتوراه في الوطن العربي في مجال القانون والقضاء لثلاثة فائزين.

طبي

وتحدث الوزير طبي واعرب عن سروره والوفد لوجودهم في لبنان، وشكر للرئيس عون استقباله، ونقل تحيات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والشعب الجزائري لرئيس الجمهورية وللبنان مع "التمنيات بالرخاء والاستقرار"، فيما شدد باقي اعضاء الوفد على "الاهمية التي يولونها للبنان والمحبة التي يحتلها والشعب اللبناني في قلوب شعوب دولهم"، وتمنوا ان "تنجلي غيمة المشاكل فوق لبنان ليعود الى حيويته وصورته المشرقة".

عون

ورحب الرئيس عون بالوفد "في بيروت التي تفتح ابوابها للجميع، وبخاصة للاشقاء العرب"، وشدد على "رغبة لبنان الكاملة في التعاون مع الدول العربية، والتضامن في كل المواضيع التي تساعد على تطوير وتعزيز القوانين وتوحيد التشريعات في هذه الدول"، وتمنى للوفد "النجاح في مشاريعه والعمل الذي يقوم به من اجل اعلاء روحية القانون واستقلاليته، وان يساهم الوفد، من خلال امكاناته وقدراته، في التخفيف من حدة المشاكل التي قد تطرا في بعض الاحيان بين الاشقاء العرب ومنعها من التطور الى ما لا يرغب به احد".

واشاد ب"الجهد الذي يقوم به مجلس وزراء العدل العرب لتعزيز البحث العلمي"، واثنى على "اختيار بيروت، ام الشرائع، مكانا لاقامة الحفل التكريمي وهي التي تحتضن مقر المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية"، مؤكدا ان "هذا الحدث دليل جديد على الايمان بلبنان من قبل اشقائه، بقدرته على تجاوز الصعوبات التي تعترض طريقه، كما فعل طوال تاريخه القديم والمعاصر".

برقية الى العاهل السعودي

من جهة اخرى، ابرق رئيس الجمهورية الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مهنئا بذكرى التأسيس للمملكة.

وجاء في نص البرقية:

"جلالة الأخ الملك سلمان بن عبدالعزيز المحترم

خادم الحرمين الشريفين

فيما تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى التأسيس، يطيب لي ان ابعث لجلالتكم بأصدق عبارات التهنئة القلبية، راجيا من الله عز وجل ان يعيدها الله عليكم، وعلى الشعب السعودي الشقيق  بالخير والبركات. ان هذه الذكرى التي تحتفلون فيها، كما اكدتم، بتاريخ دولة وتلاحم شعب والصمود أمام كل التحديات والتطلع للمستقبل، تبقى عنوانا لمحطات مشرقة عديدة في تاريخ المملكة التي تمكنت برؤيتها وجهودها من حجز موقع متقدم لها بين الدول العصرية الساعية الى رحابة الافاق، وهي التي لم تدخر يوما جهدا للدفاع عن القضايا الإنسانية والعربية المحقة، وللمحافظة على الكلمة العربية الموحدة رغم كل الظروف التي شهدتها المنطقة. ان لبنان الذي يقدر للمملكة، دولة وشعبا، وقوفها الدائم الى جانبه ويتطلع الى ما يعود بالصفاء على العلاقات الثنائية لما فيه خير الشعبين الشقيقين،  يعرب عن امله في ان يمدكم الله بموفور القدرة لتتمكنوا من الاستمرار في قيادة بلادكم على طريق التقدم والسؤدد".

 كما ابرق الرئيس عون الى ولي العهد الامير محمد بن سلمان، وشدد على اهمية هذه المناسبة، معتبرا اياها "احدى المحطات المضيئة في تاريخ المملكة التي واجهت التحديات في سبيل بناء غد مشرق".

 

لجنة الدفاع عن القضية الارمنية: على المجتمع الدولي ادانة جرائم أذربيجان ومنع حصول المزيد ضد الإنسانية

وطنية - المتن/25 شباط/2022

دعت لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في لبنان المجتمع الدولي إلى "الخروج عن صمته وإدانة جرائم أذربيجان ومنع حصول المزيد من الجرائم ضد الإنسانية".  وقالت في بيان: "بين 27 و 29 شباط عام 1988، وقعت مذابح وعمليات ترحيل جماعية للسكان الأرمن في مدينة سومجيت الأذرية على يد السلطات الأذرية. على الرغم من أن سومجيت كانت تبعد 20-25 كم عن باكو، تواصلت المجازر بحق الأرمن ودمرت ممتلكاتهم خلال ثلاثة أيام عام 1988، في 27 و 28 و 29 شباط، ولم تتدخل شرطة المدينة ولا الوحدات المرسلة".  أضافت: "عام 1988، كان يعيش في سومجيت 18 ألف أرمني. وفقا للبيانات الرسمية، قتل  26 أرمنيا في المذابح، لكن البيانات المتاحة الأخرى تثبت أن عدد الضحايا أعلى بأضعاف. نهبت شقق الأرمن وصودرت ممتلكاتهم وأجبر آلاف على الهجرة من المدينة تاركين وراءهم جميع ممتلكاتهم. سياسة التطهير العرقي المخططة للسكان الأرمن سعت وراء هدف واضح: منع حركة تحرير أرتساخ من خلال التهديد باستخدام القوة".  وتابعت: "بين 13 و 19 كانون الثاني 1990، حصلت هذه المرة في باكو مذابح للأرمن نظمتها ورعتها السلطات الأذرية. عام 1994، قتل راميل سافاروف، وهو ضابط أذري مشارك في برنامج حلف الشمال الأطلسي لتدريب الشراكة من أجل السلام في المجر، كوركين ماركاريان، الضابط الأرميني المشارك في البرنامج، بفأس. حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما دون عفو، ولكن بعد تسليمه إلى أذربيجان في 31 آب 2021، لم يكتف الرئيس الأذري إلهام علييف بالعفو عنه، بل حصل أيضا على شقة من قبل وزارة الدفاع وتم ترقيته.  فهذا دليل على واقع السياسة الأذرية". وأردفت: "بين عامي 2005 و2007، دمرت سلطات باكو آلاف الخاشكار الأرمنية في جلفا. وأدى هجوم النظام الديكتاتوري غير المبرر على جمهورية أرتساخ في 27 أيلول 2020، إلى ترحيل آلاف المدنيين، وارتكبت خلال ذلك الهجوم العديد من جرائم الحرب، مثل استخدام القنابل الفوسفورية وتفجير القنابل العنقودية في مناطق مأهولة بالسكان". وختمت: "ما زالوا يرتكبون الإبادة الجماعية الثقافية في أراضي أرتساخ المحتلة ويواصلون احتجاز مئات الجنود والمدنيين الأرمن، في انتهاك واضخ لمعاهدة جنيف، وتنتهج أذربيجان السياسة الإجرامية نفسها منذ عام 1988، بينما المجتمع الدولي يراقب وهو مكتوف الأيدي".

 

ميقاتي وقع قوانين جلسة مجلس النواب الأخيرة وأحالها على رئاسة الجمهورية

وطنية/25 شباط/2022 

وقع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اليوم القوانين التي أصدرها مجلس النواب في جلسته الأخيرة وأحالها على رئاسة الجمهورية. وإستقبل رئيس مجلس الوزراء سفير المانيااندريا كيندل ظهر اليوم في السرايا، كما إستقبل النائب جهاد الصمد.

 

أبي نصر: نلتزم إجراء انتخابات نزيهة وشفافة للرابطة المارونية

وطنية/25 شباط/2022 

أكد رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر أن "المجلس التنفيذي حرص على أن يكون وفيا للخط التاريخي للرابطة، منسجما مع تطلعات الآباء المؤسسين لها في الحفاظ على هوية لبنان وسيادته واستقلاله، بحيث تتجدد وتستمر الرابطة المارونية، مع كل استحقاقٍ انتخابي ديمقراطي".

وقال في تصريح اليوم: "بعد أسابيع معدودة، ينهي المجلس التنفيذي للرابطة المارونية سنته الثالثة والاخيرة من ولايته، مستعدا لتسليم المشعل لمجلسٍ تنفيذي جديد آملا أن، يكون على عهد الرابطة أمينا، ملتزما مبادئها الوطنية التي ما استلهمت يوما إلا مصلحة لبنان، وما استهدت إلا بالكنيسة المارونية.

وإني أشكر في نهاية المطاف زملائي أعضاء المجلس التنفيذي على التعاون طوال هذه الولاية التي حققت انجازات كثيرة ومهمة، رغم العراقيل والظروف الصعبة". أضاف: "وعليه، يلتزم المجلس التنفيذي للرابطة المارونية العمل على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة ، آملا أن يسودها جو من التنافس الديمقراطي، الحضاري، مقرونا باحترامٍ متبادل بين مختلف المرشحين في جو حضاريٍ مميز، حرصا على سمعة الرابطة، هذه المؤسسة التي مضى على تأسيسها 70 عاما، ولم تقو عليها محاولات إنهائها، أو تهميشها، أو تحويل مسارها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25-26 شباط/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 شباط/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/106562/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1343/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 25/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/106564/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-25-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin