المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 شباط/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.february03.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

النَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل تبارك الطفل يسوع في الهيكل وتشكر الرب

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/لا من فائدة من طرح لحياد لبنان ما لم أولاً حياداً عن الصراع العربي الإسرائيلي

الياس بجاني/باسيل شيطان على صورة انسان

الياس بجاني/جعجع يستغبي عقول وذكاء اللبنانيين

الياس بجاني/فيديو ونص: بين مقاطعة انتخابات 1992 السياديّة والوطنيّة والمقاوميّة التاريخيّة، والأبواق والصنوج والعملاء المدّعين زوراً بأنها كانت خاطئة وفاشلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع والدة الشهيد لقمان سليم السيدة سلمى مرشاق في الذكرى الأولى لإغتياله: لا اثق بأن القضاء جاد في التحقيق مع أن الجهة التي اغتالته هي معروفة وكانت هددته علناً

المواطن المسيحي الباكستاني، عكاش بشير، ضحى بنفسه واستشهد وهو يحمي المصلين من هجوم انتحاري للجهاديين استهدف احدى كنائس باكستان فسمي عبدا لله

فيديو تقرير من موقع درج يغطي ذكرى مرور سنة على اغتيال لقمان سليم فيما التحقيق القضائي معطل

وزارة الصحة : 10760 إصابة جديدة و 17حالة وفاة

وزير الدفاع الإيطالي: قريبون من لبنان شعبا وجيشا

المجلس العالمي لثورة الارز : خريطة أولية نوقشت مع الكونغرس الاميركي حول انتشار الجيش في مناطق يعتبر فيها القرار 1559 منفذا

أسرار الصحف الصادرة يوم الأربعاء في 2 شباط 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 2 / 2 / 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

باسيل تسلّل الى غداء القصر بين عون وغالاغر!

قلق بابوي على "مستقبل لبنان"... و"الخارجية" تحثّ بعثاتها على "التسوّل"

باسيل "لا يخشى البلل": "حزب الله" يحمينا!

بوشكيان: 3.7 ملايين يورو من الاتّحاد الاوروبي عبر يونيدو لمشاريع الطاقة المتجددة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزير الدفاع الإسرائيلي يبدأ زيارة إلى البحرين

واشنطن سترسل طائرات مقاتلة ومدمرة لمساعدة الإمارات بعد هجمات الحوثيين

واشنطن ترهن الاتفاق النووي بـ«قرار سياسي» من إيران لا يتضمن قيوداً على الصواريخ الباليستية والجماعات المزعزعة للاستقرار

واشنطن تعرض تبادل المعلومات مع موسكو بشأن الصواريخ

واشنطن ترسل مقاتلات ومدمرة لدعم الإمارات بعد هجمات الحوثيين

فرنسا: لا دلائل على استعداد روسيا للتحرك في أوكرانيا «حتى الآن»

هل تغرد ألمانيا خارج السرب في الموقف الغربي الجماعي ضد روسيا؟

أميركا تنشر 3 آلاف جندي في شرق أوروبا «خلال أيام»/بايدن وافق رسمياً على إرسال قوات لدعم الحلفاء الأوروبيين

رئيس وزراء بريطانيا حضر حفلاً خلال إجراءات العزل في يناير 2021

أميركا: ثلاثة قتلى بحادثي إطلاق نار في كلية ومدرسة

المطارنة الموارنة: الخلل في العلاقات مع الخليج مثل ساطع لحاجة لبنان إلى إعلان حياده

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوزير جبران باسيل عدوّ للسيادة اللبنانيّة عن سابق تصوّر وتصميم./د. عماد شمعون/الكلمة اولاين

مقالي في "جريدة النهار" اليوم الأربعاء 82% من اللبنانيين فقراء/غسان عياش/النهار

عن القاتل وعن القتيل/عقل العويط/النهار

"مكرم هل أنت مستيقظ؟ لقمان اختفى!"/مكرم رباح/النهار العرب

الحلول في مكان آخر، وبالتأكيد لا تبدأ ببديل لريض سلامة يحضره باسيل، الذي يخضع لعقوبات دولية وبين التهم أنه أفسد الحياة السياسية/حنا صالح/فايسبوك

دائرة الشمال المسيحي... هل تستعيد بريقها السيادي؟/ألان سركيس/نداء الوطن

حوار لبناني برعاية الفاتيكان أو الكويت؟/راكيل عتيّق/الجمهورية

اللقاء الرباعي”… لتطويق الحريري؟/محمد شقير/الشرق الأوسط

جديد الهندسات المالية: تحويل الدولار من حلم إلى همّ/خالد أبو شقرا نداء الوطن

"الوعد" و"العهد"/محمد عبيد/نداء الوطن

الرياح تهزّهم/سناء الجاك/نداء الوطن

"القوات"-"الاشتراكي": تحالف الضرورة... على أنقاض "المستقبل"/كلير شكر/نداء الوطن

الرد اللبناني معروف على الورقة العربية والخليجية والدولية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

لبنان في وجدان المملكة والخليج... فماذا نفعل؟/نعمة طعمة/الشرق الأوسط

عن التدخّلات الكريمة والتدخّلات اللئيمة/حازم صاغية/الشرق الأوسط

أوكرانيا ليست نُزهة سوريا/بكر عويضة/الشرق الأوسط

أميركا و«الحرس الثوري»... «قوة الإيذاء» لا تكفي/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

غالاغير بعد لقائه الراعي: سنعود إلى روما برؤية أوضح

رئيس الجمهورية لوفد مكتب مجلس الكتاب العدل: نعمل لمنع تحميل المودعين أعباء أخطاء الآخرين ونتعرض لهجوم ممن لا يريد التحقيق الجنائي واللعبة في مرحلتها الاخيرة

مجلس الوزراء استكمل دراسة الموازنة الحلبي: استئخار بتها الى الغد للنظر في كل الرسوم فياض: سلفة الكهرباء جزء من خطة متكاملة واستثمار في القطاع

مؤتمر عن "البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة" في جامعة الكسليك غالاغير: يمكن تخطي الانقسامات والجمود عبر الحوار والوحدة والتفاهم ووضع الخير العام في مصاف الأولويات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

النَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل تبارك الطفل يسوع في الهيكل وتشكر الرب

إنجيل القدّيس لوقا02/من36حتى40: كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا، ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار.فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم. ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

لا من فائدة من طرح لحياد لبنان ما لم أولاً حياداً عن الصراع العربي الإسرائيلي

الياس بجاني/02 شباط/2022

حياد لبنان إن لم يكن حياداً شاملاً وأولاً عن الصراع العربي الإسرائيلي سيبقى لبنان ساحة مفتوحة لإرهاب ونفاق تجار كذبة تحرير فلسطين

 

باسيل شيطان على صورة انسان

الياس بجاني/01 شباط/2022

باسيل إسخريوتي وصنيعة مخابرات اسدية. ليس فيه أي شيء ماروني أو لبناني. إيمانياً هو انسان ترابي متنكر للعماد بالماء والروح القدس

 

جعجع يستغبي عقول وذكاء اللبنانيين

الياس بجاني/31 كانون الثاني/2022

عندما يدعي جعجع أن "الهيئة التنفيذية" في حزبه رشحت فلان أو علنتان فهذا استغباء لذكاء وعقول الناس لأنه صاحب شركة حزبه ووحده المقرر.

هذه وضعية كل شركات أحزاب لبنان بمن فيها شركة جعجع. صاحب الشركة الدكتاتور هو الآمر والناهي وحتى الأطفال يعرفون هذه الحقيقة... ومن لا يرى هذا الواقع لديه مشكلة حقيقية.

 

الياس بجاني/فيديو ونص: بين مقاطعة انتخابات 1992 السياديّة والوطنيّة والمقاوميّة التاريخيّة، والأبواق والصنوج والعملاء المدّعين زوراً بأنها كانت خاطئة وفاشلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/105942/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7/

الياس بجاني/31 كانون الثاني/2022

منذ أشهر، ومجموعات بالية وتبعيّة من الصنوج والأبواق والوصوليين والتجار والمرتزقة السياسيين والإعلاميين والحزبيين المخصيين سيادياً وكرامة وانتماءً لبنانياً، يجهدون من دون كلل، ومن ضمن مخطّط ملالوي-أسدي-يساري ممنهج، لشيطنة وتشويه أهميّة وسياديّة ووطنيّة ومقاوميّة مقاطعة انتخابات عام 1992، وذلك لتبرير مشاركة كلّ أصحاب شركات الأحزاب التجاريّة والعائليّة والوكيلة للخارج، في الانتخابات القادمة التي ستشرعن احتلال حزب الله، وتعيد استنساخ الطبقة السياسية العفنة والمرتهنة لهذا الحزب، ولنظام الأسد، وتعطّل كل الجهود الساعية لتنفيذ القرارات الدولية (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701 و 1680). لمَن ذاكرتهم انتقائية، ومهترئة، ومسمّمة بسرطانات الأوبئة الأسدية والملالويّة والنرسِيسيّة واليساريّة البالية، نقول إن مقاطعة الانتخابات عام 1992 كانت انتفاضة شعبيّة ووطنيّة واستقلاليّة ولبنانويّة تاريخيّة، وواجهت مشروع الاحتلال السوري الإبليسي، كما وأنّها بامتياز وطبقاً لكل المعايير، كانت محطة وطنية انطلقت من منصتها، ومن وحي حركتها، كل مراحل مقاومة هذا الاحتلال الأسدي الإجرامي.. فتكلّلت عام 2005 بدحر الجيش السوري ذليلاً ومنكسراً يجرجر خيباته وعفنه.

محطة مقاطعة انتخابات 1992 التي حملت رايتها ودعت إليها البطريركية المارونية بشخص البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، جمعت تحت مظلتها كل القوى السيادية في حينه، تيار عون، الكتائب، الأحرار، حراس الأرز، الكتلة الوطنية، إضافة إلى قوى وقيادات غير مسيحية وازنة في مقدمها رئيس الوزراء الراحل صائب سلام.

من روحية وثقافة المقاطعة عام 1992، وُلد تجمّع قرنة شهوان، وبيان المطارنة الموارنة التاريخي عام 2000، وثورة الأرز، ومليونيّة 14 آذار.

وجراء النتائج التراكمية المقاومية لهذه المقاطعة، خرج د. سمير جعجع من السجن، وعاد الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون من المنفى، والتأم تجمع 14 آذار السيادي، الذي جاء بأكثرية نيابية في دورتين انتخابيتين متتاليتين.

مقاطعة انتخابات 1992 كان لها أسبابها الوطنية والسيادية لرفض ممارسات المحتل السوري الفاجرة والعاهرة، ومنها مخالفته السافرة لمعظم بنود اتفاقية الطائف (الكارثي وغير القابل للتطبيق)، علما أنه وبوقاحة وجلف كان نفذ كل ما يريده من أمور مهرطقة، حتى قبل الانتخابات دون الاكتراث لما نص عليه اتفاق الطائف، أو لما يطالب به المجتمع الدولي والإقليمي، والأهم لما يده الشعب اللبناني بأكثريته الساحقة.

فرض المحتل السوري قانون انتخابي هجين وافترائي والغائي مخالف للطائف، وقد فصّل من خلاله الدوائر الانتخابية على مقاس احتلاله ومشروعه الاستعماري، وقرّب موعدها من سنة 1994 إلى سنة 1992، وزاد عدد النواب من 108 إلى 128 وزرع ال 20 نائباً الجدد هؤلاء في دوائر تمكّنه من إنجاح وإسقاط من يريد منهم. كما قام المحتل بعمليات تركيب ملفات قضائية مزورة، واعتقال، وخطف، واغتيالات، وتهجير، ونفي، وإرهاب، غير مسبوقة، طاولت كل الرموز الوطنية المعارضة لاحتلاله، وأيضا زَرَعَ في الدوائر الحكومية الآلاف من الموظفين التابعين له وللأحزاب العميلة التي تعمل بأمرته، فتطول لائحة إجرامه وإرهابه، وهي تحتاج لمجلدات لجمع تفاصيلها.

نشير هنا إلى أن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري الآتي يومها من عالم التجارة والمال السعودي، هو من غطى نتائج تلك الانتخابات الإلغائية وغير القانونية، وكذلك فعلت الدول العربية التي فرضت الطائف، بينما كان يُفترض بها أن تسهر على تنفيذ بنوده ولجم الشهوات الأسدية الاستعمارية والإجرامية بحقّ اللبنانيين. كما أن التفاهم الأميركي السوري العربي في تلك الحقبة سهل للمحتل الأسدي إجراء انتخابات 1992 التزويرية، رغم المقاطعة الكبيرة لها، حيث أن بعض النواب المسيحيين لم يحصل على أكثر من 35 صوتًا.

الغريب والعجيب هنا والمحزن هو أن الأحزاب والشخصيات التي قاطعت انتخابات 1992، هي نفسها اليوم تسوّق للانتخابات التي ستجري بظل الاحتلال الإيراني بهدف تشريع احتلاله.

سامي الجميل الذي استقال مع نواب حزبه من المجلس النيابي الحالي بحجة عجزه عن تحقيق أي أمر بظل سيطرة حزب الله على المجلس، يرى أن الانتخابات هي الحل لحل كل مشاكل لبنان، وكذلك د. جعجع الذي، وهنا المفارقة، مشى طوعاً ودون مقاومة إلى السجن سنة 1994، هو يمشي اليوم أيضاً على "عماها" تكتيكياً وليس استراتجياً، ودن خلفية سيادية وتحريرية إلى الانتخابات التي يتوهم أنها ستزيد عدد نوابه، فيما يتعامى عن أن الاحتلال الإيراني الإرهابي لا يواجه لا بالانتخابات، ولا بأي ممارسة ديموقراطية.

في الخلاصة، فإن كل من يحاول تزوير التاريخ، وتشويه أحقية وسيادية ووطنية انتفاضة مقاطعة انتخابات 1992، هو مجرد بوق وصنج وأداة رخيصة، لا كرامة ولا أخلاق ولا ضمير عنده، وهو مهما طال زمن العهر والمّحل والاحتلال، فإن نهايته ستكون في مزابل الوطن والتاريخ.

يبقى، أن كلّ من يشارك في الانتخابات النيابية القادمة، بظل احتلال حزب الله، هو يشرعن احتلال هذا الاحتلال، وبالتأكيد هو لم يتعلم شيئًا من عبر وبطولات محطة مقاطعة انتخابات 1992.

https://www.youtube.com/watch?v=UvdTVMm4Mnc&ab_channel=EliasBejjani

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع والدة الشهيد لقمان سليم السيدة سلمى مرشاق في الذكرى الأولى لإغتياله: لا اثق بأن القضاء جاد في التحقيق مع أن الجهة التي اغتالته هي معروفة وكانت هددته علناً

 https://www.youtube.com/watch?v=oHuBCv-rHbY 02 شباط/2022

 

المواطن المسيحي الباكستاني، عكاش بشير، ضحى بنفسه واستشهد وهو يحمي المصلين من هجوم انتحاري للجهاديين استهدف احدى كنائس باكستان فسمي عبدا لله

كاتي يودر/ وكالة الأنباء المركزية/ لاهور، باكستان/02 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/106019/akash-bashir-who-died-protecting-catholic-worshippers-in-pakistan-named-a-servant-of-god-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8/

Akash Bashir, who died protecting Catholic worshippers in Pakistan, named a Servant of God/Katie Yoder/CNA/Lahore, Pakistan/February 02/2022

عندما حاول انتحاري جهادي دخول كنيسة كاثوليكية في باكستان عام 2015 ، منعه حارس أمن متطوع يبلغ من العمر 20 عامًا اسمه عكاش بشير. وبحسب ما ورد في التقارير قال بشير للإرهابي المسلح بالمتفجرات “سأموت لكنني لن أسمح لك بالدخول”. ثم فجر المهاجم القنبلة فقتل نفسه على الفور ومعه قتل عكاش بشير ونجت الكنيسة والمصلين بداخلها. بشير الآن مرشح لمرتبة الطوباوية (عبد الله) في الكنيسة الكاثوليكية.جراء بطوليته وإيمانهالتي انقذت الكنيسة من انفجار دموي والتي كان بداخلها أكثر من 1000 مصلي كاثوليكي. توفي بشير في 15 آذار سنة 2015 ، عندما هاجم انتحاريون كنيسة القديس يوحنا الكاثوليكية وكنيسة المسيح للكنيسة الباكستانية التي تقع في مدينة لاهور وفي أحد أكبر الأحياء المسيحية الباكسنية. جماعة الأحرار الباكستانية الإرهابية، حركة طالبان الباكستانية اعلنت مسؤوليتها عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل 17 شخصًا وإصابة أكثر من 70 آخرين ، وفقًا لما أوردته فاتيكان نيوز. الأرقام هذه بالتأكيد كانت ستكون أكبر لو لم يكن بشير يحرس كنيسة القديس يوحنا الكاثوليكية. بعد ما يقرب من سبع سنوات على استشهاد بشير، أعلن رئيس أساقفة لاهور سيباستيان شو  ان ملف تطويبه قبل في الفاتيكان وسوف يعلن عبداً لله (طوباوياً) وهي رتبة ما قبل رتبة القداسة.

 

فيديو تقرير من موقع درج يغطي ذكرى مرور سنة على اغتيال لقمان سليم فيما التحقيق القضائي معطل

Lokman Slim assassination: one year on, Lebanese intellectual’s absence leaves void/Sunniva Rose/The National/February 02/2022

سونيفا روز/موقع انترناشيونال: فراغ بعد سنة على اغتيال الباحث والمفكر لقمان سليم

http://eliasbejjaninews.com/archives/106013/sunniva-rose-the-national-lokman-slim-assassination-one-year-on-lebanese-intellectuals-absence-leaves-void-%d8%b3%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%81%d8%a7-%d8%b1%d9%88%d8%b2-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7/

 

وزارة الصحة : 10760 إصابة جديدة و 17حالة وفاة

وطنية/02 شباط 2022

تخطت اعداد المصابين بفيروس كورونا اليوم ال10 آلاف ، واعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها  تسجيل "10760 إصابة ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 939282، كما تم تسجيل 17 حالة وفاة".

 

وزير الدفاع الإيطالي: قريبون من لبنان شعبا وجيشا

وطنية/02 شباط 2022

 أكد وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني أن تسلم الجيش اللبناني أول دفعة من الآليات الإيطالية "دليل على قرب إيطاليا والدفاع الإيطالي من لبنان وشعبه والجيش اللبناني".ولفت غويريني في تصريح نقلته "روسيا اليوم" عن وكالة "آكي" الايطالية إلى أن "علاقة الصداقة التي تربط لبنان بإيطاليا تتميز بجذور تاريخية تستمد عمقها من الهوية المتوسطية المشتركة"، مشيرا إلى أن "وجودنا المستمر في البلاد من العام 1980 حتى الآن، يشهد على التزامنا الواضح للسلام والاستقرار في المنطقة بأسرها".

 

المجلس العالمي لثورة الارز : خريطة أولية نوقشت مع الكونغرس الاميركي حول انتشار الجيش في مناطق يعتبر فيها القرار 1559 منفذا

وطنية/02 شباط 2022

أعلنت الامانة العامة في المجلس العالمي لثورة الارز ( مقره واشنطن) في بيان "ان خريطة أولية نوقشت مع بعض أعضاء الكونغرس الاميركي، حول انتشار الجيش اللبناني في المناطق التي يمكن أن يعتبر فيها القرار الدولي 1559 منفذا من حيث المبدأ كونها ليست جزءا من البيئة الحاضنة لحزب الله أو أي من المنظمات المسلحة غير اللبنانية ولا وجود فيها لأي سلاح خارج عن الشرعية اللبنانية، ولذا يطلب إلى القوات المسلحة أي الجيش وقوى الأمن الداخلي فيها حماية المواطنين من أي تعد أو تجاوز لمفاعيل القرار الدولي وبالتالي عدم السماح بتجول العناصر المسلحة فيها أو استعمالها لتخزين الأسلحة والمتفجرات أو القيام باي نوع من الأعمال الاستخباراتية أو الاستفزازية التي قد تشكل خرقا لبنود القرار الدولي، ومن هنا عدم اعطاء تصاريح بالمرور أو التجول لأي عناصر مسلحة فيها، وافهام قيادات حزب الله أو أي من التنظيمات المسلحة الأخرى بذلك وتوقيف كل من يتجاوز هذه التعليمات. أما المناطق التي تقع ضمن ما اعتبر بيئة حاضنة ويهما أن تلتحق بالمناطق التي نفذ فيها القرار فيمكنها في أي وقت أن تطلب من القوى الأمنية اللبنانية شملها ضمن المناطق الخالية من الأسلحة بعد موافقة أغلبية أبنائها، ريثما يتم التفاهم مع حزب الله وغيره من التنظيمات المسلحة على ضرورة حصر السلاح والأعمال الحربية بقوى الدولة اللبنانية وحدها. وفي الجنوب، خاصة منطقة عمل القوات الدولية، يبقى أمر تنفيذ القرار الدولي 1559، والذي يعتبر جزءا من القرار 1701 الذي يجب أن تكون القوات الدولية مسؤولة عن تنفيذه، من مهمات هذه القوات بمساعدة الجيش وبالتنسيق مع قيادتها".

 

أسرار الصحف الصادرة يوم الأربعاء في 2 شباط 2022

وطنية/02 شباط 2022

تستمر المساعي من قِبل زعيم سياسي لإقناع نائب حالي أو نجله بالترشح في الانتخابات المقبلة، نظراً إلى اعتداله وإلى أكثر من معطى وصعوبة إيجاد البديل.

يقول مرجع سياسي ان اسراع نائب بقاعي الى اعلان عدم ترشحه تضامنا مع موقف زعيم سياسي مرده الى مشكلات مالية يعاني منها النائب المذكور ولجوئه الى هذا الغطاء السياسي لاخراج عدم قدرته على الاستمرار في العمل السياسي المكلف.

لوحظ أن نائباً بقاعياً خرج من كتلة حزبية وبقي على علاقته وصداقته مع رئيس الحزب، بخلاف نواب أخرين ومن كتل متنوعة.

يُتوقّع أن يتبلور موقف وزير ماروني سابق وقطب جبلي حول مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة وتحالفاته.

اللواء

بات بحكم المؤكد أن مساعٍي تبذلها دولة عربية ناشطة من شأنها أن تبرّد الأجواء بين لبنان ودول الخليج، ريثما يتضح مسار مفاوضات فيينا.

لا تحظى خطوة هبوط الدولار على النحو الحاصل بقبول مؤسسات الإئتمان المالي الدولي، التي لا تبدي ترحيباً بما يحصل في سوق القطع!

أخذ على جهة سياسية سعيها للتشبّث برموز «غير شعبية» لأسباب تتعلق بعدم إفساح المجال أمام هجمة الطامحين للمراكز.

نداء الوطن

نقلت معلومات متابعة ان قاضياً متابعاً لملف حاكم مصرف لبنان سبق ان وجه استنابة الى أحد الأجهزة الأمنية طلب بموجبها داتا الاتصالات الهاتفية للارقام الهاتفية العائدة له.

قام فريق المستشارين في وزارة الطاقة والمياه بتحضير ملف خطة الكهرباء التي اعتمدتها الوزيرة السابقة ندى البستاني، وقد اهمل الفريق كل التعديلات التي طرأت على الخطة خلال ولاية الوزير السابق ريمون غجر، وتحضير الخطة يأتي بعد اصرار الرئيس ميقاتي على مناقشتها بالتوازي مع مناقشة طلب سلفة الخزينة لمؤسسة كهرباء لبنان.

تتردد معلومات عن أن الطريق الساحلية المؤدية إلى الجنوب تشهد وجوداً لعناصر مسلحة محلية ليلياً بشكل غير ظاهر، مما يهدد بحصول توترات امنية

البناء

توقعت دراسة إحصائيّة انتخابيّة نفّذت لحساب إحدى السفارات أن يحصل بهاء الحريري على ثلاثة مقاعد وأن يستفيد حزب القوات بتثبيت ثلاثة من مقاعده السابقة بسبب غياب تيار المستقبل انتخابياً وأن تستفيد الكتل الأخرى من تراجع المشاركة بانخفاض الحاصل الانتخابيّ لتزيد مقاعدها

قال مسؤول أمني إن بمستطاع الأجهزة الأمنيّة فرض اعتماد لوائح الأسعار التي كانت لكل السلع والأدوية في تشرين الأول الماضي خلال يومين (كان سعر الدولار 19500 ليرة) إذا أصدر وزيرا الاقتصاد والداخلية قراراً موحداً بهذا المضمون دون استثناءات وزوّدت الأجهزة بلوائح الأسعار

الجمهورية

تؤكد مصادر دينية أن لا انكفاء لطائفة أساسية وستكون لها مواقف حازمة قريباً.

لوحظت خلافات بالجملة بين وزراء ومديرين عامين في وزارات أساسية ومحاولة إبعاد المديرين عن اجتماعات مهمة

لم يتبلّغ مسؤول رفيع معني بملف تفاوضي أساسي بموعد زيارة وسيط في هذا التفاوض على رغم أن مجيئه كان منتظراً بعد زيارته أخيراً دولة معنية.

الأنباء

ظلم يطال شريحة العمال الموسميين في الوزارات والتي لم يلحقها رفع بدل النقل.

رغم اقرار المساعدات الاجتماعية التي كانت مقررة عن شهري تشرين الثاني وكانون الاول للموظفين الا ان موعد قبضها لا يزال غير معروف خاصة وانها لم تُصرف مع رواتب كانون الثاني. 

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 2 / 2 / 2022

وطنية/02 شباط 2022

* "تلفزيون لبنان"

"يمكن اختصار يوم الموازنة الطويل في السراي بعبارة "ترحيل الملفات الخلافية الى الجلسات المقبلة" من بند سلفة الكهرباء التي تحاول الحكومة تمريرها على قاعدة زيادة ساعات التغذية مقابل زيادة التعرفة/ الى بند الدولار الجمركي  مع التحفظ الحكومي على هذا التعبير.

واللافت على هامش الجلسة قول وزير الاتصالات إن التوازن المالي في قطاع الاتصالات لا يمكن أن يحصل إلا باعتماد 9 آلاف ليرة لدقيقة التخابر وهنا لا بد من التذكير بأن الشرارة الأولى لإشعال ثورة 17 تشرين 2019 كانت اقتراح وزير الاتصالات آنذاك بفرض رسم 6 دولارات على الواتساب على سعر صرف 1500 ليرة.

أما في شأن مطالب قطاع النقل البري فقد كلف مجلس الوزراء لجنة وزارية لدراسة المطالب. وعليه فإن طرق اللبنانيين لا سيما الطلاب والموظفون سالكة صباح الغد، في انتظار ما سيقرره أصحاب نظرية "شل البلد" الذين نجحوا اليوم بشل أعصاب الناس ساعات وساعات داخل سياراتهم، ولا يسهى عن بالنا بأن غالبية اللبنانيين الساحقة مقهورة ولديها مطالب محقة لدى الحكومة، لكنهم لم يقطعوا الطرق ولم يشلوا حياة بعضهم... فهل أنتم "بسمنة وبقية الناس بزيت"؟

وفيما السياسة المالية والاقتصادية للبلد على مشرحة الحكومة وتحت مجهر الهيئات الدولية، أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا إسكوا تقريرها الجديد الذي أشار الى أن الليرة اللبنانية فقدت 82 % من قوتها الشرائية، وسجل البلد الإرتفاع الأعلى في مستوى الأسعار لعام 2021.

وفي الحديث عن الأسعار، يحاول أصحاب السوبر ماركت ومعظم التجار إقناع الناس بأنهم خفضوا أسعار السلع، ولكن الجواب في إقفال بعض المتاجر بالشمع الاحمر اليوم بالعاصمة، والدور على بقية الجشعين في كل المناطق.

البداية من تقرير الاسكوا حول الليرة والاسعار".

* قناة الـ "nbn":

"شلّ قطاع النقل البري حركة البلاد مجددا وعلق إضرابه الذي كان سيستمر يوم غد وبعده بإعطاء فرصة جديدة للحكومة، وهو يترقب التجاوب الحكومي من عدمه مع مطالب السائقين العموميين ليبني على أساس ذلك خطة تحركه خلال الساعات المقبلة.

وعلى وقع الإضراب لم تسمع من السرايا أي كلمة تتعلق بالمطالب وسادت لغة الأرقام بدلا منها حيث إستكمل مجلس الوزراء دراسة البنود العالقة في مشروع الموازنة العامة فيما أرجأ مرة أخرى بند الدولار الجمركي وسلفة الكهرباء والاتصالات الى جلسة الغد بسبب غياب الأرقام الدقيقة.

وبلغة الأرقام تسلح المدير العام لوزارة الإقتصاد محمد أبو حيدر خلال جولة في محلات السوبرماركت في بيروت والمناطق ذلك أن سعر الدولار انخفض من 33 الف ليرة الى ما يقارب الـ20 الف ليرة وبالتالي يجب أن يكون انخفاض اسعار السلع بنفس النسبة.

أبو حيدر ضبط مخالفات صارمة وواضحة جدا في اعلان الاسعار وقام بتسطير محاضر ضبط بالمخالفين مؤكدا أنه أمام صرخة الناس اليومية لم يعد مقبولا هذا الجشع عند بعض التجار.

والى شأن مالي آخر توجه عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة بسؤال إلى رئيس الحكومة والوزراء المعنيين والقضاء والأجهزة الرقابية والأمنية: من يحمي اللبنانيين من لصوصية المصارف والكارتيلات وحصرية الوكالات وتوابعهم من المحتكرين ممن يخالفون القوانين ويقتنصون أرباحا فاحشة؟ لا علاج لهؤلاء إلا السجن والإقفال بالشمع الأحمر فهل من يجرؤ على خطوة كهذه"...

* قناة الـ "ام تي في":

"لا تحرك غدا لقطاع النقل البري . وبالتالي فان المواطنين يمكنهم ان  يذهبوا الى اعمالهِم بهدوء ، ومن دون "تعصيب"  ، والتلاميذ الى مدارسهِم بسلام . وبالمناسبة ،  فان ما حصل اليوم في الشوارع وعلى الطرقات غير معقول وغير مقبول في المبدأ مطالب قطاع النقل البري محقة في معظمها ، كحال معظم القطاعات . فالوضع المالي والاقتصادي لم يعد يطاق ليس بالنسبة اليهم ، وانما بالنسبة الى جميع الناس .

لكن المشكلة ان اتحادات ونقابات قطاع النقل البري ، في ما فعلته ، اضرت بالناس اكثر مما اضرت بالمسؤولين وبأركان المنظومة .

فمن  رصد وجوهَ الناس العالقين على الطرقات ، وردود افعالهم  ادرك ان اتحادات النقل اخطأت بالطريقة والاسلوب ، وإِن اصابت في الهدف ،  ولعل هذا الامر هو ما دفع اتحادات  النقل الى تعليق تحركاتهِا غدا ، لدراسة الوضع من كل جوانبه ، والقيام بتحركات لا تؤذي الناس في اعمالهم وحياتهِم اليومية .

واللافت في السياق هذا ان مجلسَ الوزراء ورغم ما حصل على الطرقات ، لم يكترث بمطالب القطاع في العمق ، كأن هموم السائقين العموميين لا تعنيه ، وكأن معاناة الناس على الطرقات من جراء احتجاجات السائقين لا تعنيه ايضا . فلا وقتَ لدى وزراء حكومة الميقاتي  لمثل هذه الامور غير المهمة . المهُم عندهم زيادة الدولار الجمركي ، ورفع سعر الاتصالات الهاتفية الخلوية ، وما سوى ذلك هو من التفاصيل التي لا تقدمُ ولا تؤخر في شيء !.

سياسيا، المعركة الناشبة بين رئاسة الجمهورية من جهة وحاكمية مصرف لبنان من جهة ثانية مستمرة. وجديدها اليوم  استكمال رئيس الجمهورية ميشال عون هجومه على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عبر تأكيده ان اللعبة اصبحت في نهايتها. فما سبب التصعيد العوني المستجد على سلامة؟ هل القصد "قبع"  سلامة وهو امر صعب وفق توازنات القوى الحالية؟  ام ان الهدف اجراء مقايضة بين رأس سلامة وبين انتخابات المغتربين؟  فالمعلوم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري هو في طاليعة المدافعين عن سلامة،  وهو ايضا من يتحكم في ادراج بند تعديل قانون الانتخاب على جدول اعمال مجلس النواب. فهل تكون المقايضة بسكوت العهد عن سلامة،  مقابل تغيير قانون الانتخاب،  اي اقرار الدائرة 16 وحرمان المنتشرين  التصويت في دوائرهم الاصلية؟ انه سؤال مشروع ، وخصوصا ان لا شيء يبرر الهجوم المتجدد للعهد على سلامة. لذلك ايها اللبنانيون،  تذكروا عند  الاستحقاق النيابي كل الممارسات التي يرتكبها اركان المنظومة. تذكروا الاعيبهم ومعاركهم الوهمية. تذكروا صفقاتهم ومقايضاتهم،  وعندما تصبحون امام صندوقة الاقتراع  اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن"...

* قناة "الجديد":

"حركات المناضل بسام طليس على خطوط النقل البري جاءت بلا بركة.. إضراب متواضع لم يعطل إلا سير شؤون الناس ولم يحصل على إجماع حتى من داخل النقابات نفسها فقطاع النقل البري.. ابن السلطة، يتمرد على السلطة المفلسة ويأخذ الطرقات رهينة لصراع السياسات وثلاثية النقل البري يبدو أنها أضرمت النيران في حركتها منذ اليوم الأول.. فقررت وزارة التربية العودة إلى التدريس غدا وكأن إضرابا لن يكون فيما أغفل مجلس الوزراء مطالب المحتجين و"رك" على موازنة الخطى الضرائبية الضائعة وقد سمعت من الجلسة أصوات رنين الهواتف لتنبئ برفع التسعيرة وأوضح وزير الاتصالات جوني قرم للجديد أنه طرح اقتراحا يقضي باحتساب سعر الفاتورة على منصة صيرفة مع خفض قيمتها بنسبة سبعة وستين في المئة أي الثلثين ومع إغراق مجلس الوزراء بالجداول الضرائبية،

كانت وزارة الاقتصاد تضرب في السوق وتجند مديرها العام محمد أبو حيدر مطاوعا مزودا بمضبطة الاتهام ضد تجار السوء والحانات الكبرى لعدم التزامهم التسعير وفق انخفاض سعر الدولار.. وهو هدد بخطوات تصعيدية داعيا إلى مؤازرة من المستهلك نفسه على أن المنازلة الأبعد مدى لا تزال تدور رحاها على محور البنك المركزي وبمبدأ المداورة فاليوم كان دور رئيس الجمهورية في "دك" حصون الحاكمية على أن تعطى القاضية غادة عون دورها في اليوم التالي وقال عون- فرع الرئاسة إن من غدر بالبلد لن يصلح أوضاعها.. وعندما نطالب حاكمية مصرف لبنان بإعطاء المعلومات المطلوبة لإتمام التحقيق الجنائي، نتعرض للهجوم من جهات معروفة لا تريد للتحقيق أن يصل إلى نتائج واضحة مؤكدا أن هذه اللعبة أصبحت في مرحلتها الأخيرة وسيكشف أمر كل مسؤول عن هذه الكارثة الكبيرة فإلى من وجه رئيس الجمهورية اتهامه؟ ومن هي الجهات التي قال إنها معروفة بالهجوم عليه وعرقلة التدقيق؟

فرئيس مجلس النواب نبيه بري غريمه الأول براء من هذه التهمة.. ولن يبقى في الميدان سوى الإعلام ومحطة الجديد التي لن يعنيها سوى انتزاع هذا الملف من الصراع السياسي المالي حتى لا تضيع حقوق الناس وإذا كان الرئيس ميشال عون يتهم الآخرين بالعرقلة فليسجل عنده: من عرقل التشكيلات القضائية وحبسها في أدارج الرئاسة لأنها غبنت القاضية غادة عون؟ من وظف وعبأ الإدارات والوزارات بالآلاف كحشوة انتخابية؟ من باع اللبنانيين سدودا فارغة؟ من خاض معارك وهمية لاسترجاع حقوق المسيحيين إلى أن هاجر المسيحيون وكادوا يصبحون أقلية؟ من حمى صهره بصفقاته وبواخره وتعييناته وأثلاثه المعطلة وجمد تأليف حكومات حتى يرضى جبران؟ لمن تعطلت رئاسة الجمهورية سنتين ونصف السنة حتى "يشرفنا" الجنرال ميشال عون؟

وحتى لا نهدر وقت المشاهدين نكتفي بسؤال أخير: من مدد لرياض سلامة في مجلس الوزراء؟ وصاحب هذه الإنجازات في خمس سنوات ونصف من عهد بات يسلتزم تدقيقا.. لن يبيعنا اليوم أوهاما بالتدقيق الجنائي.. واذا كان هناك من تدقيق فلنبدأ بأموال سيدر التي هدرت قبل أن تصل وعطلتم كل مسارها وإذا كان الرئيس نبيه بري لم يشترك هذه المرة في معركة تعطيل الجنائية العونية، فذلك لأن باله مشغول بمستقبله في رئاسة مجلس النواب بعد انهيار الخط الأزرق والولاية السابعة لن تكون سهلة بل ممتنعة.. وطريقها محفوف بالكتل النيابية..

والاهم بخط بيروت دمشق فهذه الطريق لم تعد سالكة سياسيا.. وسوريا أقرب لاستعادة مقعدها في الجامعة العربية منها إلى استعادة الثقة برئيس مجلس النواب أما في حسابات الكتل النيابية فإن بري سيحتاج إلى عقد صفقات وتسويات كبيرة قبل تأمين الحاصل للرئاسة.. وللبحث صلة"...

* قناة الـ "ال بي سي":

"حارة بيسكِّرها ولد ... وبلد بيسكْرو بسام طليس "!

إنها الملهاة المأساة ... سيِّد بسام ، ماذا تريد ؟ إذا كانت مطالب قطاع النقل مشروعة ، فهل هكذا تحققها ؟ هل بمنع المريض من الوصول إلى عيادة الطبيب أو المستشفى ؟ هل بمنع المسافر من الإلتحاق بطائرته؟

إذا كانت لديك مطالب ، ومطالب مشروعة ، فيجب أن تأخذها من السلطة التنفيذية أي من الحكومة ، لكن الحكومة لم تتأثر بقطع الطرق الذي نفذته ، بل وصل وزراؤها إلى السرايا ، فما ذنب الناس لتقطع عليهم الطرق ؟

هناك وسيلة أخرى للضغط على الحكومة ، تتمثل بالضغط على مجلس النواب لعقد جلسة عامة لمناقشة الحكومة ومحاسبتها وصولًا إلى طرح الثقة بها ، فلماذا لا تسلك هذا الطريق سيد بسام ؟ الرئيس بري رئيسك في حركة أمل ، ورئيس السلطة التشريعية ، فلماذا لا توجِّه ضغطَك في اتجاه عين التينة لتحقيق هذا المطلب ؟

سيِّد بسام طليس ، أقلِع عن هذه الوسيلة ، إذا كان لديك " وصول" إلى عين التينة أو إلى السرايا . هل تعرف أن لكل قطاع في لبنان " بسام طليس " ؟ وإذا كان " بسام طليس " كل قطاعْ، قرَّر أن يقطع الطرقات ، فهل تعرف أننا نكون أمام 365 يومًا لقطع طرقات ؟

وللمفارقة ، جاء قطع الطرق اليوم في وقت عَقد فيه مجلس الوزراء جلسة ماراتونية لم يتوصل فيها إلى قرارات حاسمة في أي من البنود المطروحة ، وبدا كأن المجلس بدأ يدور في حلقة مفرغة ، بعدما لمس أن العينْ بصيرة واليد قصيرة ، وأن البنود تحتاج إلى أموالٍ، ولا أموال.

اليوم لم تكن المعاناة والصرخات بسبب الطرقات وحسب، بل بسبب المعاناة من عدم وجود أدوية ... يعني : تعددت الاسباب والصرخة واحدة . 

قبل الدخول في النشرة ، نشير إلى أن عداد كورونا حلِّق اليوم :   تسجيل 10760 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" و17 وفاة"...

:* قناة "المنار":

"طرقات لبنان تقطعت اليومَ بوقفة السائقين، فيما كل طرقِ الحلول الاقتصادية مقطعة ما دام العقل الذي يهندس تلك الحلول ما زال مبنيا على الهندسات المالية نفسها التي تتحكم بالبلاد والعباد منذ عقود..

واِن سمع مجلس الوزراءِ صوت السائقين الا انه عاجز عن الجواب، بل زاد على مسامع السائقين واللبنانيين البكاء. ولم يغيّر هذا ولا ذاك في يوميات المواطن التائه بين الحرباء الاخضر اي الدولار الذي يتغير سعره كل يوم، وافاعي السوق اي بعضِ التجار المتحكمين بالاسعار.

اما مجلس الوزراءِ المحكوم للواقع فما زال يبحث بين اكوام الازمات عن بعض الارقام الترقيعية، مع نزعة البعض التي لا ترى الا جيوب المواطنين المثقوبة بدل خزنات كبار المستفيدين والمحتكرين.

جلسة اليوم لم تَخرج بايِّ قرار فيما كانت الكهرباء وسلفها من اعمدة الجلسة، وسط الحديث عن رفع التعرفة مقابل رفع ساعات التغذية، معَ تغذية البعض لفكرةِ رفع الدولار الجمركي، وتعرفة الاتصالات، وكل هذا دونَه نقاش طويل ورفض صريح من الوزراء الذين يمثلون اوجاع الناس الرافضين تحميل الفقراء الجريمة الاقتصاديةَ التي اقترفتها كارتيلات المال والاحتكار. فيما شدد رئيس الجمهوريةِ ميشال عون على رفض تحميل المودعين أعباء أخطاءِ الآخرين، معتبرا ان اللعبة أصبحت في مرحلتها الأخيرة، وسيكشف امر كل مسؤول عن الكارثة كما قال.

كارثة كورونا الموضوعة على هامش الازمات عادت بارقامها اليوم تدق جرس الانذار، فعداد الاصابات فوق العشرةِ آلاف، وان كان الواقع الاستشفائي لا يَدعو الى اقفال البلد كما قال وزيرُ الصحة اِلا ان الامر يستدعي الكثير من الحذر..

حذر شديد عند الحدود الاوكرانية الروسية، فيما الاميركي الهارب من افغانستان اعلن عن ارسال بضع مئات من جنوده الى اوروبا في خطوة استعراضية امام الترسانة الروسية، مع تأكيد البنتاغون انه لن يرسل اي جندي للحرب في اوكرانيا..

اما وزير الحرب الصهيوني الذي حضر الى البحرين، فلن ينقذ باوهامِ الدعم ِالامني حكام بعض الممالك والمشيخات الغارقين في شر ِافعالِهم وعدوانِهم على شعوبِهم وعلى الشعب اليمن"...

* قناة الـ " او تي في ":

على المستوى الإقليمي والدولي، الأبرز اليوم خبران: الأول، إعلان كبير المفاوضين الإيرانيين أن الشروط الملائمة للعودة الى الاتفاق النووي على قاعدة رابح-رابح صارت متوفرة للجميع. أما الثاني، فإعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية من الأردن عن اجتماع قريب للبحث في عودة سوريا الى الجامعة. أما على المستوى المحلي، فالأبرز في كل الأيام، الدوران المستمر في الحلقة المفرغة، ومحورها الواضح إصرار المنظومة المتحكمة بالبلاد على التمسك بمواقعها، حتى آخر وديعة لأصغر مودع.

وفي هذا الإطار، أيام الغضب المسيِّسة تتكرر، لتقطع الطرق لا على الفاسدين بل على الناس، وجولات المفتشين على السوبرماركت والإجراءات القضائية التلازمة معها تتوالى، من دون أن يخفّض أيُّ تاجر أيَّ سعر، والمحاولات المفضوحة للتهرب من التدقيق الجنائي تتلاحق، من دون أن ينطق أيُّ من مكافحي الفساد حديثي النعمة بأي كلمة، وعلى وقع هجوم إعلامي مركز على أشرف القضاة.

واليوم، نبَّه رئيس الجمهورية إلى أننا نواجه صراعاً يتعلق بموضوع اموال المودعين التي اصبحت في خطر، مؤكداً ان ما يحصل في هذا المجال يحمّل المودعين اعباء اخطاء الآخرين، وهذا امر مرفوض ونعمل بجهد لمنع حصوله، خصوصاً ان كل الوعود التي تعمم في هذا المجال هي غير صحيحة. وشدد الرئيس عون على أنه من المستحيل ان يتمكن من غَدَر البلد من اصلاح الاوضاع، فمن اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم لا يمكن ان يكون هو المسؤول الصالح لتصحيح الامور وايجاد الحلول بعد الاخطاء التي ارتكبها بحق هذا البلد.

وأضاف: عندما نطالب حاكمية مصرف لبنان بإعطاء المعلومات المطلوبة لإتمام التحقيق الجنائي، نتعرض للهجوم من جهات معروفة لا تريد للتحقيق ان يصل الى نتائج واضحة وتحميل المسؤولية لمن اوصل الوضع المالي والمصرفي الى الواقع المؤلم الذي يعيش فيه المواطنون والمعاناة اليومية من عدم الوصول الى حقوقهم ولقمة عيشهم، وهنا أود أن أؤكد، قال رئيس الجمهورية، ان هذه اللعبة اصبحت في مرحلتها الاخيرة وسيكشف امر كل مسؤول عن هذه الكارثة الكبيرة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

باسيل تسلّل الى غداء القصر بين عون وغالاغر!

نداء الوطن/02 شباط 2022

مسامير كثيرة ثبّتها امين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غالاغر في نعش الطبقة السياسية، حيث رفع منسوب وحدة تقريع هذه الطبقة التي اصدر بحقها احكاماً كثيرة ابرزها انها طبقة كاذبة عندما تحدث عن ان المطلوب الحقيقة الكاملة وليس «نصف حقيقة».

الا ان غالاغر ذا الشخصية الصلبة والمباشرة المائلة الى الحسم، لم يسلم من تحايل ما، وهو الذي حصر لقاءاته بالقيادات الرسمية السياسية والدينية، وقع من حيث لا يدري في «كمين» الغداء الذي اقامه على شرفه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي ظل بعيداً من الاعلام، والذي كان نجمه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وهي مناسبة لكي يفرغ باسيل كل ما لديه «وزيادة» امام الموفد البابوي الذي لا تنطلي عليه كل مقاربات القيادات اللبنانية. اما المحطة الاستثنائية فكانت انتقال غالاغر من غداء بعبدا الى مكتب قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، حيث المحطة التي لها مدلولات كثيرة لجهة ان يقف على وجهة نظر القائد مباشرة من المستجدات لا سيما ما يتصل بحقيقة الصعوبات التي تواجهها المؤسسة العسكرية وكيف تعالج القيادة هذه الصعوبات، والمخاطر التي تواجه لبنان وماذا يجب ان يُعمل عليه للحد من هذه المخاطر وصولاً الى جعلها صفرية، ولمحطة اليرزة في جدول مواعيد غالاغر اهميتها ايضا انه خص قائد المؤسسة العسكرية دون غيره من القيادات الامنية بهذا اللقاء، «لأن الرهان كبير جداً على الجيش في حماية الاستقرار الأمني وصون السلم الاهلي وتأمين سلمية العملية الانتخابية». في لقاءاته السياسية من بعبدا الى عين التينة، مرّر غالاغر رسائل الفاتيكان كما يجب ان تمرّر، لجهة ضرورة الإصلاحات كشرط لازم لدعم المجتمع الدولي للحفاظ على هوية لبنان الخاصة القائمة على التعايش السلمي والأخوة بين مختلف الاديان، وليس على الطبقة السياسية، رابطاً بين التوازن الداخلي وهوية لبنان وبين ضمان مواصلة المسيحيين دورهم من اجل مصلحة البلد الذي كانوا من مؤسسيه لأن إضعاف الحضور المسيحي تدمير للتوازن وللهوية. وفي الرسائل المباشرة تأكيده على تحقيق العدالة في انفجار مرفأ بيروت. وفي رسالة مباشرة الى رفض سياسة المحاور، كانت دعوة غالاغر بما يمثل الى التوقف عن استخدام لبنان والشرق الاوسط من اجل المصالح الخارجية… ماذا يعني بان شرط رعاية الفاتيكان للحوار طلب كل الاطراف تدخّله؟ باللغة الدبلوماسية يعني «ان اي رعاية فاتيكانية للحوار شرطها اللازم الوصول الى نتائج حاسمة، والفاتيكان لا يرعى حواراً نتيجته الفشل او نتائجه لا تنفذ، وان يقبل كل من هم الى الطاولة مسبقاً بتنفيذ ما يتم التوصل اليه». هل تفعلها الطبقة السياسية؟ الجواب «بالتأكيد لا. لانها لا تحفر قبرها بيدها». لكن على الطبقة السياسية ان تنتظر «ما سيعلنه غالاغر في ايام زيارته التي تختتم الجمعة من مواقف وكلها تنتهي الى خلاصة مفادها لقد انتهت صلاحية الطبقة السياسية الحاكمة».

 

قلق بابوي على "مستقبل لبنان"... و"الخارجية" تحثّ بعثاتها على "التسوّل"

باسيل "لا يخشى البلل": "حزب الله" يحمينا!

نداء الوطن/02 شباط 2022

بمعزل عن الشكوك المدعّمة بمعلومات تشي باتجاه الأكثرية الحاكمة إلى تدبيج الحجج القانونية والذرائع اللوجستية اللازمة لنسف الاستحقاق النيابي المقرر في أيار المقبل من بوابة إثارة "زوبعة" تشريعية لإعادة إحياء الدائرة 16 لاقتراع المغتربين، أضحت صورة المعركة الانتخابية المقبلة واضحة المعالم بين جبهتين متقابلتين تقفان على طرفي نقيض في الطروحات السياسية والسيادية، الأولى يتصدرها "حزب الله" ومن خلفه "التيار الوطني الحر" والحلفاء في محور الممانعة، والثانية يتصدرها حزبا "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" وسائر مكونات المعارضة وقوى المجتمع المدني المنتفضة على السلطة وأكثريتها الراهنة.

وبالأمس، ارتسمت الخطوط العريضة لخارطة المواجهة الانتخابية بين الجبهتين، من خلال صورتين متزامنتين أعادتا إلى الذاكرة الاصطفافات العمودية بين 14 آذار و8 آذار، فبدت صورة اللقاء القواتي – الاشتراكي في معراب لإعلان التحالف الانتخابي "في مختلف المناطق" إشهاراً صريحاً للنية بخوض الاستحقاق النيابي من منطلقات "مصيرية" باعتبارها "فرصة للقوى السيادية والوطنية من أجل إحداث التغيير الحقيقي وصون السيادة وحماية الدستور لنرى لبنان وطناً لا منصة أو ساحة للآخرين" كما عبّر النائب أكرم شهيب إثر لقاء رئيس "القوات" سمير جعجع...

أما على مقلب الصورة المقابلة، فكان رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل حاسماً في تظهير تخندقه الواضح إلى يمين "حزب لله" في المعركة، مؤكداً العزم والنية على تعميق أواصر التحالف مع "الحزب" وترسيخ وحدة الحال معه، وصولا إلى تصوير نفسه كـ"الغريق الذي لم يعد يخشى البلل"، في معرض إعرابه لتلفزيون "فرانس 24" أمس عن أنه لو كان ينوي التخلي عن التفاهم مع "حزب الله" لكان أقدم على ذلك قبل العقوبات الأميركية، ليذهب أبعد في الدفاع عن "الحزب" وتمجيد سلاحه باعتباره يحمي اللبنانيين و"لديه وظيفة الدفاع عن لبنان وسيادته".

وأمام التحديات الوجودية التي باتت تتهدد لبنان، استرعت الانتباه المواقف والرسائل التي نقلها أمين سر الكرسي الرسولي في الفاتيكان المونسنيور ريتشارد بول غالاغير إلى بيروت تعبيراً عن القلق البابوي المتعاظم حيال مصير الكيان اللبناني والخشية من أنّ "مستقبل هذا الوطن لم يعد مضموناً"، محذراً من الاستمرار في "إضعاف الحضور المسيحي" لأنّ ذلك من شأنه أن "يدمّر التوازن الداخلي وهوية لبنان" حسبما نبه إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، معيداً التذكير بما قاله البابا فرنسيس في الأول من تموز الفائت حين جمع رؤساء الكنائس في الفاتيكان لناحية التأكيد على "ضرورة أن يتخذ من هم في السلطة القرار الحاسم بالعمل من أجل السلام وليس من أجل مصالحهم الخاصة"، متوجها لهم بالقول: "توقفوا عن استخدام لبنان والشرق الأوسط من أجل المصالح الخارجية، إذ يجب أن يحظى الشعب اللبناني بفرصة لان يكون بأبنائه مهندساً لمستقبل أفضل على أرضه بعيداً من أي تدخل خارجي".

وفي لقاءاته المكوكية التي شملت عين التينة، مرّر الموفد البابوي رسائل الفاتيكان في أكثر من اتجاه لا سيما لناحية وجوب تحمل السلطة اللبنانية مسؤولياتها في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لتلقي دعم المجتمع الدولي، كما شدد على ضرورة تحقيق العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت. في حين برز على جدول لقاءات غالاغير زيارته اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون والوقوف على رأيه حيال الصعوبات التي تواجهها المؤسسة العسكرية في ظل الأزمة القائمة والمخاطر المحدقة بالبلد وهويته، وفي ذلك تأكيد على أنّ رهان الفاتيكان كما المجتمع الدولي "كبير على الجيش في حماية الاستقرار الأمني وصون السلم الأهلي في لبنان". تزامناً، وعلى صعيد تمدد "تسونامي" الانهيار في أكثر من اتجاه لبناني، حثت وزارة الخارجية البعثات الديبلوماسية في الخارج على "تسوّل" الأموال من المغتربين والمانحين لتغطية نفقاتها ورواتب موظفيها بالعملة الصعبة. وكشفت وكالة "رويترز" النقاب عن تعميم أصدرته الخارجية إلى السفارات اللبنانية تطالبهم فيه "بالبحث عن مانحين للمساعدة في تغطية النفقات، في ظل التأخر عن دفع رواتب الدبلوماسيين، والاتجاه إلى إغلاق بعض البعثات في الخارج". الوكالة التي أكدت أنها اطلعت على نصّ التعميم الصادر بتاريخ25 كانون الثاني، لفتت إلى أنّ وزارة الخارجية لم ترد على طلبها للحصول على مزيد من المعلومات بخصوص تعميمها والوضع المالي لبعثاتها الديبلوماسية، ناقلةً في المقابل عن ديبلوماسيين لبنانيين "تأكيدهم أن موظفي البعثات في الخارج لم يتقاضوا رواتب شهر كانون الثاني".

 

بوشكيان: 3.7 ملايين يورو من الاتّحاد الاوروبي عبر يونيدو لمشاريع الطاقة المتجددة

وطنية/02 شباط 2022

عرض وزير الصناعة جورج بوشكيان مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في لبنان (يونيدو ) إيمانويل كالينزي المشاريع المشتركة المنفذة والتي في طور التنفيذ بين الوزارة والمنظمة، وأكدا ضرورة اقامة مشاريع جديدة لمصلحة القطاع الصناعي وتطويره وتحديثه. وأبلغ كالينزي بوشكيان "تأمين يونيدو مبلغ ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف يورو مقدم من الاتحاد الاوروبي لتمويل مشاريع في الطاقة المتجددة". بدوره،  ثمن الوزير بوشكيان المبادرة الاوروبية عبر يونيدو،  واكد انها ضرورية ومهمة جدا للاعتماد على مصادر طاقة بديلة عن النفط، توفر في الكلفة والفاتورة النفطية وتقلص الانبعاثات والتلوث". كما التقى الوزير بوشكيان سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف طراف، وعرضا المشاريع المشتركة التي تمولها دول الاتحاد لمصلحة القطاع الصناعي الانتاجي.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

وزير الدفاع الإسرائيلي يبدأ زيارة إلى البحرين

تل أبيب/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

قال متحدث رسمي إن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بدأ اليوم الأربعاء زيارة إلى البحرين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن غانتس سيوقع مذكرة تفاهم مع البحرين خلال الزيارة التي تستمر يومين. وبحسب بيان مكتب الوزير، حطت في العاصمة المنامة أول طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أقلت غانتس وعددا من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين بينهم قائد البحرية ديفيد ساعر سلامة. وسيجتمع وزير الدفاع مع قادة المملكة وكبار المسؤولين في مجال الدفاع. وتأتي الزيارة بعد نحو عام ونصف عام من إعلان كل من الإمارات والبحرين عن اتفاقات تطبيع العلاقات مع إسرائيل والتي أبرمت برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

 

اجتماع وزاري عربي الشهر المقبل لبحث عودة سوريا إلى الجامعة العربية

عَمان/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في عَمان اليوم، أن اجتماعاً وزارياً عربياً سيُعقد مطلع مارس (آذار) المقبل، لبحث إمكان عودة سوريا إلى الجامعة العربية. وقال أبو الغيط لقناة «المملكة» الرسمية، إن «اجتماعاً وزارياً عربياً سيُعقد مطلع الشهر المقبل لبحث إمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية». وقررت الجامعة العربية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، بعد نحو 8 أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، تعليق عضوية سوريا، مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، مطالبة الجيش السوري بـ«عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام». ويدور جدل حالياً بشأن عودة سوريا، إثر الانتصارات العسكرية للجيش السوري الذي استطاع استعادة مناطق كبيرة من المسلحين والمعارضين، بدعم من حليفيه الروسي والإيراني. وهناك انقسام بين الدول العربية في هذا الشأن. وفي يناير (كانون الثاني) 2019، قال وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، إن «المكان الطبيعي» لسوريا هو داخل جامعة الدول العربية. ودعا العراق ولبنان إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية، كما أعادت الإمارات في ديسمبر (كانون الأول) 2018 فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012. وحافظ الأردن على علاقاته الدبلوماسية مع سوريا، وأعاد فتح الحدود بين البلدين. وقال الأمين العام المساعد للجامعة، حسام زكي، في نهاية يناير 2019، إنه «لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية». وبحث أبو الغيط ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم، في عَمان «جهود إيجاد حلول للأزمات في سوريا واليمن وليبيا، ودعم العراق ولبنان»؛ حسبما أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية. كما تم خلال اللقاء بحث «سبل تفعيل آليات العمل العربي المشترك»؛ حيث أكد أبو الغيط والصفدي «ضرورة تضافر الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل الدور العربي الجماعي، في جهود حل الأزمات لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».

من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله أبو الغيط «ضرورة تنسيق وتوحيد مواقف الدول العربية لمواجهة مختلف التحديات»؛ مشيراً إلى «أهمية دور جامعة الدول العربية في هذا الخصوص».ومن جانب آخر، أكد أبو الغيط لقناة «المملكة» أنه «لم يحدد (بعد) موعد القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الجزائر». وتقرر إرجاء القمة الدورية السنوية لجامعة الدول العربية على مستوى القادة، والتي كان مقرراً انعقادها في 22 مارس بالجزائر، بسبب وباء «كوفيد-19»، وهو التأجيل للعام الثالث على التوالي. وعقدت القمة السنوية الأخيرة لجامعة الدول العربية على مستوى القادة في مارس 2019 في تونس، وتم إلغاء نسختي 2020 و2021 بسبب «كوفيد-19».

 

واشنطن سترسل طائرات مقاتلة ومدمرة لمساعدة الإمارات بعد هجمات الحوثيين

وطنية/02 شباط 2022

قررت الولايات المتحدة إرسال طائرات مقاتلة ومدمرة تحمل صواريخ موجهة، إلى أبوظبي لمساعدة الإمارات في التصدي لهجمات الحوثيين في اليمن، حسبما أفادت البعثة الأميركية في الدولة الخليجية في بيان اوردته" وكالة الصحافة الفرنسية".  وجاء القرار الهادف إلى دعم الإمارات "في مواجهة التهديد الحالي"،  بعد اتصال هاتفي جرى امس بين وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن وولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

 

واشنطن ترهن الاتفاق النووي بـ«قرار سياسي» من إيران لا يتضمن قيوداً على الصواريخ الباليستية والجماعات المزعزعة للاستقرار

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

كشف مسؤولون أميركيون أن محادثات فيينا الرامية لإعادة إيران والولايات المتحدة إلى الامتثال المتبادل لموجبات الاتفاق النووي شارفت على الانتهاء، مؤكدين أنه بعد أشهر عديدة من المفاوضات، فإن هذه العودة مرهونة الآن بـ«قرار سياسي» من طهران التي يجب أن تتراجع عن انتهاكاتها مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وتشير هذه التصريحات من المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن إلى أن المفاوضات بين كل الأطراف الموقعة على اتفاق عام 2015، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، ضمن «مجموعة 5 + 1» للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا مع إيران، أنجزت الجانب التقني المتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها من واشنطن وطهران من أجل عودتهما إلى «الامتثال الكامل» للاتفاق النووي بعد أربع سنوات من قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الانسحاب منه، وما تبع ذلك من انتهاكات إيرانية، كما أنها تؤكد أن إدارة بايدن اتخذت قراراً سياسياً بهذه العودة وتنتظر قراراً مماثلاً من طهران يعتقد على نطاق واسع أنه سيكون في يد المرشد الإيراني علي خامنئي. وأوردت صحيفة «النيويورك تايمز» أن الاتفاق الجديد، «لن يحد» من قدرة إيران على تطوير الصواريخ الباليستية وإنتاجها، أو على «وقف دعم للجماعات الإرهابية أو القوى التي تعمل بالوكالة عنها» في الشرق الأوسط، في إشارة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن و«حزب الله» في لبنان و«عصائب أهل الحق» في العراق وغيرها من الجماعات التي تزعزع استقرار المنطقة، خلافاً لرغبة بعض الديمقراطيين وجميع الجمهوريين تقريباً. وتوقعت أن يكون أي اتفاق جديد مع إيران «قضية انتخابية في انتخابات التجديد النصفي» للكونغرس الأميركي خلال العام الجاري. وعندما خرج ترمب من «أسوأ صفقة على الإطلاق»، وعد بإجبار طهران على الدخول في مفاوضات جديدة للحصول على شروط أفضل تتضمن وقف دعم طهران للنظام السوري وتمويل الجماعات الإرهابية وتجاربها الصاروخية.

لكن بالنسبة للرئيس بايدن، فإن استعادة الاتفاق النووي، بما فيه من قيود على البرنامج الإيراني، من شأنها أن تفي بوعد أطلقته في حملته الرئيسية لنقض قرار ترمب بالانسحاب عام 2018، ما أدى أيضاً إلى خلافات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي. ورغم أن العودة إلى الاتفاق تأتي أيضاً بمخاطر سياسية كبيرة على الحزب الديمقراطي فإن بايدن مستعد لـ«اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لتحقيق هذا الهدف»، وفقاً لما قاله مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية خلال إحاطة مع عدد من الصحافيين شاركت فيها «الشرق الأوسط».

وقال المسؤول الأميركي: «أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة يتعين فيها اتخاذ بعض أهم القرارات السياسية من قبل جميع الأطراف»، مضيفاً أنه «إذا كان هدفنا هو التوصل إلى تفاهم سريعاً... فإن الطريقة المثلى للقيام بذلك، في أي مفاوضات، هي أن تلتقي الأطراف التي لديها أكبر قدر من المخاطرة بشكل مباشر». وزاد: «نحن مستعدون للقاء إيران إذا كانوا مستعدين للقائنا»، معتبراً أنه سيكون «مؤسفاً للغاية» إذا لم يجر الجانبان محادثات مباشرة «نظراً لضيق الوقت المتبقي ونظراً لمدى أهمية القرارات التي يتعين اتخاذها». وأكد أن «الكرة الآن في ملعب إيران». وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أنه «لم يتبق سوى بضعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق، وفي حال فشل المحادثات، فإن واشنطن ستزيد الضغط الاقتصادي والدبلوماسي علی طهران». وأشار إلى أوضاع السجناء الأميركيين في إيران، قائلاً إن «إطلاقهم (…) هو إحدى أولوياتنا الرئيسية في محادثات فيينا». ولم يقدم المسؤولون الأميركيون أي تفاصيل عن الاتفاق الجديد، غير أن استعادة الاتفاق القديم ستعني أن كل القيود المفروضة على إنتاج إيران من المواد النووية ستنتهي عام 2030، ما يعني أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن لن يتمكن من الحصول على اتفاق «أطول وأقوى» بسبب رفض المسؤولين الإيرانيين لهذه الفكرة. وسعى المفاوضون الإيرانيون إلى الحصول على ضمانات مكتوبة بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الاتفاق مجدداً، لكن نظراءهم الأميركيين أكدوا أن بايدن لا يستطيع تقديم ضمانات كهذه.

وعلى رغم أن إيران لم تكدس الحجم ذاته من اليورانيوم المخصب الذي كان لديها قبل اتفاق عام 2015، فهي اتخذت خطوات تقنية متقدمة لرفع مستوى التخصيب إلى 60 في المائة، وهي الأقرب إلى 90 في المائة المستخدمة لإنتاج أسلحة نووية. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن «التخصيب في أي دولة بنسبة 60 في المائة أمر خطير للغاية»، مضيفاً: «وحدها الدول التي تصنع القنابل تصل إلى هذا المستوى». ولا يعرف ما إذا كانت طهران سترسل هذا الوقود المخصب بدرجة 60 في المائة إلى روسيا كما فعلت في السابق، أو إلى دولة أخرى. كما لا يعرف حتى الآن كيف سترد إسرائيل على أي اتفاق جديد، علماً بأنها قامت بعمليات عدة لتخريب المنشآت الإيرانية، إذ فجرت بعضها، واغتالت العالم الذي تعتقد الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية أنه مصمم مشروع إيران للقنبلة. وفي موازاة ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة وإيران على وشك التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى لإطلاق أربعة مواطنين أميركيين مقابل إيرانيين حُكم عليهم لانتهاكهم العقوبات، وفقاً لما نقلته «النيويورك تايمز» عن شخصين مطلعين على المحادثات. وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية إنه لا يمكنه تصور صفقة مع إيران إذا لم تطلق المحتجزين الأميركيين.

 

واشنطن تعرض تبادل المعلومات مع موسكو بشأن الصواريخ

واشنطن/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء، أمس (الثلاثاء)، بأن الولايات المتحدة أبلغت روسيا باستعدادها لمناقشة منح الكرملين طريقة للتحقق من عدم وجود صواريخ توماهوك في قواعد حلف شمال الأطلسي برومانيا وبولندا، إذا كانت روسيا مستعدة لتبادل معلومات مماثلة بشأن صواريخ في قواعد روسية معينة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. ويبدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلقاً بشأن التهديد الذي تشكله قواعد الدفاع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي برومانيا وبولندا. ويهدف المقترح الأميركي إلى معالجة تلك المخاوف لأنه يتطلع إلى نزع فتيل الأزمة بشأن الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا. وقال مصدر مطلع إن الولايات المتحدة عرضت فقط إجراء محادثات بشأن عدة مخاوف لدى روسيا، وأضاف المصدر: «كل شيء نوافق على القيام به سيكون بالتبادل... بمعنى أنه سيتطلب إجراءات من جانب روسيا أيضاً... ولن يتم تنفيذه إلا بعد مشاورات كاملة مع الحلفاء والشركاء». وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، وتقول دول غربية إنها تخشى من أن بوتين ربما يخطط للغزو، وتنفي روسيا ذلك، لكنها قالت إنها قد تقوم بعمل عسكري لم تحدده ما لم تتم تلبية مطالبها الأمنية.

 

واشنطن ترسل مقاتلات ومدمرة لدعم الإمارات بعد هجمات الحوثيين

أبوظبي/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

أعلنت الولايات المتحدة إرسال طائرات مقاتلة ومدمّرة تحمل صواريخ موجّهة، إلى أبوظبي لمساعدة الإمارات في التصدي لهجمات الميليشيات الحوثية في اليمن، حسبما أفادت البعثة الأميركية في الإمارات. وجاء القرار الهادف إلى دعم الإمارات «في مواجهة التهديد الحالي»، في إشارة للحوثيين، بعد اتصال هاتفي جرى الثلاثاء بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعماً للحكومة ضد الحوثيين. وتعرّضت الإمارات الشهر الماضي لثلاث هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة شنها الحوثيون بعد خسارتهم مناطق في اليمن على أيدي قوات يمنية موالية للحكومة درّبتها الإمارات. وفي الهجوم الأول في 17 يناير (كانون الثاني)، قتل ثلاثة أشخاص بطائرات بدون طيار وصواريخ استهدفت أبوظبي. وكان ذلك أول هجوم على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون. ونجحت الإمارات في اعتراض وتدمير صاروخين بعد أسبوع، بمساعدة القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية قرب أبوظبي، قبل أن تعترض وتدمّر صاروخاً في هجوم ثالث وقع الاثنين الماضي. وقال بيان البعثة الأميركية إنّ أوستن وولي عهد أبوظبي بحثا «مجموعة من الإجراءات التي تتخذها وزارة الدفاع لدعم الإمارات». ويشمل ذلك «إرسال المدمرة حاملة الصواريخ الموجهة للبحرية الأميركية (يو أس أس كول) للتعاون مع البحرية الإماراتية قبل التوقف في ميناء أبوظبي». كما أبلغ الوزير الشيخ محمد «بقراره نشر طائرات مقاتلة من الجيل الخامس لمساعدة الإمارات في مواجهة التهديد الحالي وكإشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الإمارات كشريك استراتيجي طويل الأمد». ويشمل التعاون كذلك «الاستمرار في تقديم معلومات استخباراتية للإنذار المبكر، والتعاون في مجال الدفاع الجوي».والأسبوع الماضي، أكّد مسؤول إماراتي رفيع لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ تهديد الحوثيين لدولة الإمارات لن يصبح «الواقع الجديد»، مشدّداً على قدرة بلاده على التصدّي لأي هجوم، وسعيها لتعزيز قدراتها الدفاعية بشكل مستمر. وقال: «تمتلك الإمارات قدرات دفاعية بمستويات عالية وتسعى باستمرار لتحديثها». وتابع: «بالإضافة إلى التحديثات السنوية، تعمل الإمارات مع شركائها الدوليين للحصول على أنظمة وتكنولوجيا متطورة لردع ومكافحة التهديدات لأمننا القومي».

 

فرنسا: لا دلائل على استعداد روسيا للتحرك في أوكرانيا «حتى الآن»

باريس/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، اليوم (الأربعاء)، إنه ليس هناك دلائل في هذه المرحلة تشير إلى أن روسيا مستعدة للتحرك في أوكرانيا، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب، أمس (الثلاثاء)، بتعمد جر بلاده إلى حرب وبتجاهل مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا. وحشدت روسيا عشرات الآلاف من قواتها قرب حدودها مع أوكرانيا لكنها نفت أي نية غزوها. وبعد مرور نحو ثماني سنوات على استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ودعمها لمقاتلين انفصاليين في دونباس في شرق البلاد أصبحت الجمهورية السوفياتية السابقة محوراً للصراع فيما قد تكون أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.

 

هل تغرد ألمانيا خارج السرب في الموقف الغربي الجماعي ضد روسيا؟

برلين/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

في الوقت الذي يحشد فيه «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» موقفاً جماعياً أمام روسيا وسط توقعات الحلف بإقدام موسكو على غزو أوكرانيا، برزت رسائل مختلطة عن ألمانيا أثارت بدورها تساؤلات حول ما إذا كانت برلين ملتزمة بهذا النهج الجماعي. وقال الباحثان ليانا فيكس؛ الزميلة المقيمة في «صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة»، وستيفن كيل؛ زميل «سياسة الأمن والدفاع» في «صندوق مارشال»، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست»، إن الحكومة الألمانية الجديدة تتعرض لانتقادات بسبب سياستها تجاه روسيا خلال واحدة من أسوأ الأزمات في الأمن الأوروبي منذ حروب البلقان. وقد خلقت الإشارات الأخيرة الصادرة عن برلين بشأن العقوبات وتسليم الأسلحة الدفاعية، حالة من الارتباك عبر المحيط الأطلسي، مما يهدد بقلب الرد الموحد على التوغل الروسي في أوكرانيا. وتساءل الباحثان: «هل تعود ألمانيا إلى موقفها الأضعف تجاه روسيا منذ ما قبل غزو البلاد لأوكرانيا في عام 2014؟ أو الأسوأ من ذلك، هل تعود ألمانيا إلى موقفها الأوسط التاريخي، وتنتقل إلى الوسط بين موسكو وواشنطن؟». وقال الباحثان إنه من السابق لأوانه ومن غير المجدي استبعاد برلين والقفز إلى استنتاج يشير إلى أن ألمانيا تبدو شرقية وليست غربية. فموقف ألمانيا في أوروبا و«حلف شمال الأطلسي» بالغ الأهمية. وينبغي بذل كل جهد ممكن الآن لتعزيز جبهة موحدة والضغط على برلين لبذل ما هو أكثر من الحد الأدنى. وأضافا أن الأسئلة حول دور ألمانيا تتطلب إجابات سريعة وقوية من قادة ألمانيا الجدد، وإلا فإن هذه الأسئلة سوف تتحول إلى مخاوف؛ الأمر الذي يضفي الشرعية على الانطباعات بأن ألمانيا حليف ضعيف، ويغذي المبالغات في أنها تتخلى عن التحالف عبر «الأطلسي» تماماً. وذهب كل من الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى برلين للتدقيق في موقف ألمانيا ودعم هذه الدولة الحليفة، وذلك لأن الوضع الراهن مربك.

وجاءت مجموعة من الرسائل من المسؤولين الألمان الذين يشكلون حكومتها متعددة الأحزاب، مما جعل من الصعب التمييز بين الأصوات التي تمثل الموقف الرسمي لألمانيا والتي تشكل ضحية مربكة لحكم الائتلاف. وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، يحكم ألمانيا ائتلاف من 3 أحزاب. وهناك نزاع سياسي داخل الأحزاب الحاكمة وفيما بينها على حد سواء. فعلى سبيل المثال؛ أصبح الجناح اليساري في «الحزب الديمقراطي الاشتراكي»، الذي كان تقليدياً أكثر ليونة بشأن روسيا، أقوى في السنوات القلائل الماضية، في حين أن «الخضر» ابتعدوا كثيرا عن جذورهم السلمية إلى مواقفهم الأكثر براغماتية اليوم.

ولم يفض اتفاق الائتلاف الذي يحدد سياسات الحكومة إلا إلى نقاط خلاف، مما أدى إلى كثير من الارتباك بشأن الديناميكيات الداخلية لدى الحكومة الجديدة.

ومع ذلك، أكد المستشار أولاف شولتس، المنتمي إلى «الحزب الديمقراطي الاشتراكي»، وكذلك وزيرة خارجيته، أنالينا بيربوك، المنتمية إلى «حزب الخضر»، صراحة أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في رد فعل على التصعيد الروسي. ويشمل ذلك إنهاء خط أنابيب الغاز الطبيعي «نورد ستريم2» المثير للجدل مع روسيا. ومن المؤسف أن المستشار الألماني ظل صامتاً لفترة طويلة للغاية في حين أحدث بعض أعضاء حزبه حالة من الارتباك داخل الائتلاف، الأمر الذي قوض الثقة في وقت كان فيه الأمر بالغ الأهمية. ونتيجة لهذا؛ فإن هذا التشكك لا يزال قائماً. وسيتعين على برلين الوفاء بوعدها بوضع مشروع «نورد ستريم2» على الطاولة في حال حدوث أي تصعيد روسي، حتى لو كان ذلك يضر بالمصالح الاقتصادية ومصالح الطاقة في ألمانيا. ويقول الباحثان إن إيجاد الإجابة الصحيحة عن عمليات نقل الأسلحة أكثر صعوبة، حيث ترى برلين أن هذه الأنواع من عمليات النقل تساهم في التصعيد وليس في الردع. حتى إن ألمانيا منعت حليفاً آخر؛ هو إستونيا، من إرسال دعم الأسلحة إلى أوكرانيا إذا كانت الأسلحة التي يرسلونها مصنوعة في ألمانيا. ورغم كل هذه الانتقادات، فإنه ليس هناك ما يشير إلى أن ألمانيا تريد أن تكون مسؤولة عن كسر النهج الذي تقوده الولايات المتحدة. ولم ترد برلين على اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يركز على أوروبا لحل الأزمة. كما أن الجهود التي تبذلها ألمانيا في إطار «صيغة نورماندي» (أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا) ليست علامة على الاسترضاء الألماني أو بعض الجهود الألمانية - الفرنسية لتقسيم التحالف. وترى ألمانيا أن إعادة روسيا إلى طاولة المفاوضات والابتعاد عن التصعيد العسكري ضرورة دبلوماسية؛ ليس لأن هذا الشكل أو الاتفاقات المماثلة كانت ناجحة بشكل خاص في الماضي، ولكن لأن كل جهد يمنع أو يؤخر روسيا عن التدخل في أوكرانيا يستحق الدفع به. وأظهر التدخل الروسي الأول في عام 2014 كيف يمكن لسلوك الرئيس فلاديمير بوتين أن يحفز تحولاً كبيراً في السياسة الألمانية وتصور روسيا. فقد انفصلت ألمانيا تحت قيادة أنجيلا ميركل عن نموذجها القديم «سياسة الاتجاه شرقاً» ووجهت أوروبا نحو سياسة عقوبات مشتركة تجاه روسيا. وقد فعلت ذلك على خطى ثابتة مع الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك، أصبحت دولة رائدة في مجموعة القتال التابعة لحلف «الناتو» في ليتوانيا. ولم يكن «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» الذي تتزعمه ميركل هو الذي غير رأيه بشكل كبير فحسب بشأن كيفية إشراك روسيا؛ بل فعل ذلك أيضاً فرنك فالتر شتاينماير من «الحزب الديمقراطي الاشتراكي». وهذا يعطي سبباً للتفاؤل بأن ألمانيا لن تغرد خرج السرب. ويخلص الباحثان إلى أن ألمانيا أمامها طريق طويلة لتضطلع بالدور القيادي في أوروبا الذي تولته بنجاح قبل 7 سنوات. وأضافا: «التقييم الأولي الصادق لاستجابة ألمانيا لأهم أزمة أمنية أوروبية منذ عقود أمر واقعي. وقد حاولت الحكومة الجديدة بالفعل جاهدة تصحيح مسار رسائل العقوبات. وستكون هناك حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير في الأيام المقبلة. وستتيح زيارة المستشار شولتس إلى واشنطن الأسبوع المقبل فرصة حاسمة لزيادة توضيح وإظهار التزام ألمانيا بنهج موحد عبر الأطلسي».

 

أميركا تنشر 3 آلاف جندي في شرق أوروبا «خلال أيام»/بايدن وافق رسمياً على إرسال قوات لدعم الحلفاء الأوروبيين

واشنطن/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

أفادت شبكة «سي.إن.إن» نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تحددهم بأن من المتوقع أن تعلن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اليوم الأربعاء أن القوات الأمريكية ستنتشر خلال الأيام المقبلة بعد أن وافق الرئيس جو بايدن رسميا على نشر المزيد من العسكريين الأميركيين في شرق أوروبا.

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فقد وجّه بايدن بنشر 3 آلاف جندي لدعم الحلفاء الأوربيين. ونحو ألفي جندي أميركي سيتم نشرهم من الولايات المتحدة إلى بولندا وألمانيا، ونحو ألف سيتم إعادة نشرهم من ألمانيا إلى رومانيا، وفق الصحيفة. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي القول إن نشر القوات الأميركية في بولندا وألمانيا ورومانيا يأتي رداً على التوترات المتصاعدة المرتبطة بأوكرانيا. وكان البنتاغون قد وضع نحو 8500 جندي أميركي في حالة تأهب لاحتمال نشرهم في أوروبا بعد أن نشرت روسيا تعزيزات عسكرية بالقرب من حدود أوكرانيا.وكان البنتاغون قد وضع نحو 8500 جندي أميركي في حالة تأهب لاحتمال نشرهم في أوروبا بعد أن نشرت روسيا تعزيزات عسكرية بالقرب من حدود أوكرانيا.

 

رئيس وزراء بريطانيا حضر حفلاً خلال إجراءات العزل في يناير 2021

لندن/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

أفادت صحيفة «غارديان» البريطانية، أمس (الثلاثاء)، بأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حضر حفلاً في 14 يناير (كانون الثاني) 2021 في وقت تطبيق إجراءات الإغلاق التي أعقبت احتفالات عيد الميلاد، وهو ما يضاف إلى قائمة الفعاليات الاجتماعية الحكومية التي يبدو أنها تنتهك القواعد المرتبطة بالجائحة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وقالت الصحيفة إن الفعالية أدرجت في تحقيق المسؤولة في الخدمة المدنية سو جراي حول الحفلات الذي نُشر يوم الاثنين، لكن التفاصيل خضعت للتنقيح. وقالت إنه يُعتقد أن جونسون ألقى كلمة شكر فيها مسؤولاً خلال التجمع في داونينغ ستريت، حيث مكث حوالي خمس دقائق.

 

أميركا: ثلاثة قتلى بحادثي إطلاق نار في كلية ومدرسة

واشنطن/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

قُتل رجلا أمن بالرصاص في حرم كلية في ولاية فرجينيا الأميركية أمس (الثلاثاء)، بينما أدى إطلاق نار في إحدى مدارس مينيسوتا في اليوم نفسه إلى مقتل طالب وإصابة آخر، وفق الشرطة. وأعلنت شرطة ولاية فرجينيا في بيان على «تويتر» أن رجلي أمن أحدهما مسؤول عن سلامة حرم كلية «بريدج ووتر» في فيرجينيا قُتلا بالرصاص قبل أن يفر المشتبه فيه بإطلاق النار من مكان الحادث، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف البيان الذي نشرته الكلية أيضاً على موقعها الإلكتروني أن رجال أمن من وكالات مختلفة وصلوا إلى حرم الكلية حوالي الساعة 1:20 مساء (18:20 ت غ) بعد الإبلاغ عن مطلق نار نشط. وذكرت شرطة ولاية فرجينيا أنها ألقت القبض على المشتبه فيه، وهو شاب يبلغ 27 عاماً ويُدعى ألكسندر وايت كامبل، مشيرة إلى أنه كان مصاباً «بجرح غير مهدد للحياة جراء طلق ناري». ولم يتضح ما إذا كانت الشرطة قد أطلقت النار على المشتبه فيه، لكنها أكدت أنها وجهت إليه تهمة القتل العمد. وأفاد العديد من الطلاب لصحيفة «واشنطن بوست» عن سماع طلقات نارية بالقرب من مبنى الدراسة في حرم الكلية واضطرارهم إلى الاحتماء في مكانهم لأكثر من ثلاث ساعات. وقالت كيسي تراسلو الطالبة البالغة 21 عاماً للصحيفة إنها سمعت طلقاً نارياً خارج نافذة المبنى، و«بعد الطلقة الثانية انبطحنا على الأرض وبقينا كذلك لمدة ساعة». وأضافت: «قام أستاذي بتحصين الباب بطاولة مكتب كبيرة وشاشات كومبيوتر. بقينا في مكاننا. وكان هناك باب ثانوي أغلقه الطلاب أيضاً». وغرد حاكم ولاية فرجينيا غلين يونغكين على «تويتر»: «اطلعت على الوضع في كلية بريدج ووتر. مطلق النار قيد الاحتجاز وشرطة الولاية والشرطة المحلية في مكان الحادث». وفي مينيسوتا، أعلن مسؤولون عن وقوع إطلاق نار في بلدة ريتشفيلد خارج مينيابوليس ظهراً أسفر عن مقتل طالب وإصابة آخر. وقال رئيس شرطة ريتشفيلد لصحيفة «ستار تريبون» إن المهاجمين فتحوا النار على الطلاب الموجودين على رصيف خارج مركز التعليم الجنوبي قبل أن يبتعدوا في سيارة. وأضافت الصحيفة أن اثنين من المشتبه فيهم اعتقلا في وقت لاحق، مشيرة إلى الضحية هو الطالب جاماري رايس، وفق أصدقاء له، وقد أشار صحافيون محليون إلى أنه ابن كورتيز رايس الناشط في حركة «بلاك لايفز ماتر» (حياة السود مهمة). وألقي القبض على كورتيز رايس العام الماضي بعد اتهامه بمحاولة ترهيب قاضٍ يتولى محاكمة الشرطية السابقة كيم بوتر التي قتلت رجلاً أسود في أبريل (نيسان).

 

المطارنة الموارنة: الخلل في العلاقات مع الخليج مثل ساطع لحاجة لبنان إلى إعلان حياده

وطنية/02 شباط/2022

عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.

وفي ختام الاجتماع اصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر جاء فيه:

1 - رحب الآباء بسيادة المطران Paul Ghallagher، أمين سر العلاقات مع الدول، في أمانة سر دولة الفاتيكان، الذي التقاهم في اجتماعهم. وهو يقوم بزيارة رسمية إلى لبنان موفدا من قداسة البابا فرنسيس للتعبير عن قربه من الشعب اللبنانيّ، وعنايته بشأن لبنان على المستوى الدولي. وتأتي الزيارة بمناسبة الإحتفال بمرور 25 سنة على إصدار الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، الذي وقعه القديس البابا يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته للبنان في أيار 1997.

2 - يتابع الآباء باهتمام النقاشات الدائرة على الصعد الرسمية والسياسية والإعلامية في موضوع الموازنة العامة. ويلفتون الإنتباه إلى الأولوية التي ينبغي أن تعطى في ظروف البلاد الصعبة للغاية، لتسهيل توافر الخدمات العامة ومتطلِّبات الصحة والغذاء تبعا للإمكانات المادية المحدودة لمعظم اللبنانيين وبرقابة صارمة تشمل عمليات الإستيراد والتوزيع والمبيع.

3 - ويأملون بوصول الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق في مدى قريب، بما يفتح الباب واسعا أمام المباشرة بالإصلاحات المطلوبة لتحرير الدعم المالي المرتجى وإطلاق ورشة المشاريع الحيوية. يترقبون من المراجع الرسمية المعنية إقامة شبكة أمن وأمان عامة تشجِّع على عودة الدورة الإستثمارية الكفيلة بتأمين فرص عمل والحد من الهجرة.

4 - يراقب الآباء التحولات السياسية الجارية في مراكز القرار عشية انطلاقة الإعداد الجدي للانتخابات النيابية، ويؤكدون ضرورة الحؤول بينها وبين احتمالات تأثيرها سلبا على هذه الانتخابات كما والإنتخابات الرئاسية. ويعوِّلون بذلك على وطنية اللبنانيين المخلصين، وعلى حكمتهم وحرصهم على أن تلبي الإستحقاقات الدستورية توق اللبنانيين إلى صيانة الحرية، والفوز بالأمن الراسخ وبالاستقرار المثمر.

5 - وإنهم يعبرون عن قلقهم الشديد حيال الإضطراب السائد القطاع التعليمي في ما يتعلق بالرواتب والأجور والأقساط وانتظام عمل المؤسسات المعنية، وبالتالي تهدد هذا القطاع بالشلل، وهو أحد أركان العافية المعرفية في البلاد. ويدعون إلى إيجاد حلول مرِنة ومعقولة يجب أن تأخذها الحكومة في الاعتبار في الشقَّين الرسمي والخاص، من ضمن بنود الموازنة العامة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي. فالتعليم والتربية يمثلان القوة الموجهة الأساسية للتنمية البشرية المتكاملة، ولتعزيز الثقافة اللبنانية بمختلف جوانبها. وهما ثروة اللبنانيين المعروفين بروحهم الخلاق.

6 - يبدي الآباء ارتياحهم إلى الخطوات الإيجابية التي سجلتها الأجهزة العسكرية والأمنية على صعيد ضبط الحدود والمرافق العامة وإحباط محاولات تهريب المخدرات عبرها. ويرجون أن يكون ذلك بداية لاسترداد الدولة سيادتها الكاملة على كل حدودها، وحقوقها في تلك المرافق من دون استثناء.

7 - يشدِّد الآباء على وجوب المعالجة الحازمة للخلل الطارئ على العلاقات اللبنانية - الخليجية، بحيث يوضع حد نهائي للتدخلات في شؤون الأشقاء والأصدقاء. ويرون في هذا الخلل مثلا ساطعا لحاجة لبنان الماسة إلى إعلان حياده، فلا يعود ساحة للتجاذبات الخارجية وتستقيم حياته السياسية نحو التركيز على حسن إدارة أوضاعه وتواصله مع الخارج القريب والبعيد.

8 - تحتفل الكنيسة المارونية في التاسع من هذا الشهر بعيد شفيعها القديس مارون، وهو قد أصبح منذ الإستقلال عيدا وطنيا يعني جميع اللبنانيين. يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم وجميع مواطنيهم الى التأمل بروحانية هذا القديس والتمثل بفضائله، ولا سيما منها الإيمان والمحبة، والتجرد والزهد، والغيرة على نشر كلمة الله بالصلاة والعمل، والى طلب شفاعته كي يلهم الله شعبنا والمسؤولين فيه العودة اليه بتوبة صادقة وسعي حثيث لنشر الألفة والمحبة والسلام في ربوع هذا الوطن والمنطقة والعالم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوزير جبران باسيل عدوّ للسيادة اللبنانيّة عن سابق تصوّر وتصميم.

د. عماد شمعون/الكلمة اولاين/02 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/106010/106010/

لقد هالنا إصرار معالي الوزير جبران باسيل على الاستمرار في نحر سيادة لبنان، وعلى الاستمرار في الطعن بدور الجيش اللبنانيّ وكرامته.

ودليلنا يكمن فيما ما أدلى به معاليه في أحدث تصريح له في مقابلة على تلفزيون فرانس 24 بتاريخ 1 شباط 2022، حيث قال: "إنّ لسلاح حزب الله وظيفة محدَّدة هي الدفاع عن لبنان وسيادته". وعلى ادعاء الوزير اللاسياديّ هذا نردّ: • كيف لسلاحٍ ميليشيَويّ، لسلاحٍ دينيّ مَهديّ تتمّ إدارته مِن إيران، لسلاح مناقض لسلاح الشرعيّة اللبنانيّة، أن يكون مدافعًا عن سيادة هو في سبب فضّها؟ • ولماذا يقبل الوزير باسيل بأن يستمرّ الجيش اللبنانيّ في أن يتقاضى عناصره رواتبهم مِن ضرائبنا مقابل مهام أُقصِي عنها الجيش لصالح تفويض ميليشيا حزب الله مسألة الدفاع عن لبنان؟

أوَليس في كلام الوزير باسيل تسويقًا واضحًا لشرعنة سلاح حزب الله على حساب شرعيّة سلاح الجيش اللبنانيّ، وعلى حساب أن لا يبقى للجيش أي دور واعتبار، وأي مبرِّر للوجود؟  ثم يسترسل رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ معالي المهندس جبران باسيل، قائلًا: "إننا نتمسّك بتفاهماتنا مع حليفنا حزب الله الذي دفع ما دفع لحماية لبنان وتحرير أرضه". وفي الحديث هذا إشارة جليّة إلى ما وصل إليه حزب الله وسلاحه في ضمير الوزير باسيل ووجدانه اللاوطنيّ، ممّا جعله أن يرى في الحزب: 

• القوّة التي تحمي لبنان

• والحزب الذي قدّم ما قدّم مِن الشهداء

• والحزب الذي حرّر أرض الوطن

ونحن نردّ سائلين: كيف لصهر قائد الجيش أن يكون مسوِّقًا لسلاحٍ غير شرعيّ، لسلاح "ولاية الفقيه" التي حذَّر منها الرئيس عون شخصيًّا؟ 

وفي خلاصة القول، نرى أن معالي الوزير جبران باسيل قد حسم خياراته لينتهي بها إلى إعلان: 

• قبوله العيش في ظلّ سلاح الدويلة الإسلاميّة الخمينيّة المهيمنة على لبنان.

• وقبوله استبدال السلاح الوطنيّ واللاطائفيّ للشرعيّة اللبنانيّة، بسلاح طائفيّ أصوليّ تابع لإيران، يطمئنّ له ليحميه وليحرِّر له أراضيه في لاسا والمريجة وحارة حريك. 

إننا وبالمناسبة نسجّل ذهولنا حيال التزام الوزير باسيل وقدرته على التمييز بين مَن هو صديق له وبين مَن هو عدوّ، بين حبيبه وهو حزب الله، وبين أعدائه وهُم: المردة، والكتائب، وحرّاس الأرْز، والأحرار، والقوات اللبنانيّة، والبطريركيّة المارونيّة.     

وعليه، وإزاء هذا الواقع المريب والمريع، وبعد يأسنا مِن استيقاظ الوطنيّة في وجدان الوزير باسيل، لم يعد امامنا سوى التوجّه إلى أعضاء "التيار الوطنيّ الحرّ"، إلى الذين نشهد لهم فضلهم في محاربة الاحتلال السوريّ، نتوجّه إليهم بجملة مِن الأسئلة، هي: 

• كيف لكم بعد أن كنتم سياديّين أن أصبحتم مِن داعمي الاحتلال الإيرانيّ ومِن المسوِّقين له؟؟؟ 

وكيف لكم أن تستمرّوا في التفرّج على تمادي رئيسكم في التضحية بسيادة لبنان على مذبح ولاية الفقيه؟؟؟

وكيف لكم أن تستمرّوا في السماح لقيادتكم الإمعان في زجّ لبنان في أتون نار جهنّم؟؟؟

• وكيف لكم كسياديّين علمانيّين أن تستمرّوا في تحمّل جريمة تحويلكم لبنان إلى جمهوريّة إسلاميّة خمينيّة - فرع إيران؟؟؟   

أولَم تلاحظوا بعدْ كيف أن لبنان سويسرا الشرق قد أصبح فحمة الشرق.

وكيف ان لبنان العِلم قد أصبح أمّيًّا.

وكيف ان لبنان مستشفى الشرق قد أصبح مريضًا "يشحد" كيسًا للمصل.

وكيف أن لبنان بلد التعايش قد أصبح أصوليًّا وشموليًّا.

وكيف ان لبنان الاقتصاد الحرّ قد أصبح شيوعيًّا.

وكيف أن لبنان العنيّ بودائعه المصرفيّة قد أصبح معدومًا على يد حكّامه الذين أخذوا على عاتقهم تنفيذ سياسة تأميم أموال الشعب نهبًا.

وكيف أن لبنان الجنّة قد أصبح جهنّم.

وكيف أن لبنان الثقافة والفرح وحبّ الحياة قد أصبح قمصانًا سود.

أيها الإخوة والرفاق في التيّار الوطنيّ الحرّ، إن رئيسكم الذي سبق له أن باع لبنان، ها هو يجدّد البيعة مع كلّ موسم انتخابيّ. وها هو يشيع قائلًا: "علينا أن لا نقبل بعزل حزب الله خصوصًا أن هناك نيّة خارجيّة لذلك".

إن رئيسكم خائف على عزل مَن عزل لبنان عن محيطه العربيّ والدوليّ.

إنه رئيسكم خائف على عزل مَن عزل لبنان عن الهناء والرفاه والرقيّ والتقدّم.

فهلمّوا كيما تحاسبوه لتبقوا وطنيّين شرفاء، وإن أحجمتم، أصبحتم شركاءً له في تدمير لبنان وأيرنته.

إننا نستودعكم لبنان مِن أجل أن نعمل على تحريره سويّة.

 

مقالي في "جريدة النهار" اليوم الأربعاء 82% من اللبنانيين فقراء

غسان عياش/النهار/02 شباط/2022

لم يكن التقرير الذي بثّته شبكة CNN الأميركية أسوأ ما نُشر عالمياً عن الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي تعصف بلبنان. فقد سبق للبنك الدولي في بيروت، على سبيل المثال لا الحصر، أن وصف هذه الأزمة بأنها من بين الانهيارات الاقتصادية الأكثر حدّة عالمياً منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.

إلا أن تقرير CNN يبيّن المدى الزمني الطويل الذي يحتاج إليه لبنان لكي يستعيد بعضاً من سمعته واحترامه في العالم، لأن التقرير الذي بثّه فريد زكريا، مقدّم البرامج الذائع الصيت في الشبكة، والكاتب البارز في واشنطن بوست ونيوزويك ومجلة تايم، جاء فيه أننا "عندما نفكر في الدول الفاشلة، فإن الصور التي تتبادر إلى الذهن هي أفغانستان أو اليمن أو جنوب السودان. لكن لبنان، الذي كان الدولة الأكثر روعة في الشرق الأوسط، ينضمّ الآن إلى تلك الدول".

تقرير جديد للأمم المتّحدة عن الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه سنة 2022، خصّص حيّزاً خاصّاً عنوانه "تشريح الأزمة المالية في لبنان". حسب النشرة الاقتصادية الأسبوعية لبنك عوده، أشار التقرير إلى انكماش الاقتصاد اللبناني خلال سنتي 2019 و2020 بنسبة 7.2 بالمئة و37 بالمئة على التوالي، وأكّد أن معدّل الفقر في لبنان ارتفع من 42 بالمئة سنة 2019 إلى 82 بالمئة سنة 2021، وأن نسبة الفقر المدقع في البلاد تبلغ 40 بالمئة.

"مرصد الاقتصاد اللبناني" الذي يصدر كل ستة أشهر عن البنك الدولي في بيروت، ذكر أن إطار الكساد الراهن في لبنان يؤدّي إلى تفكّك الركائز الأساسية للاقتصاد السياسي لفترة ما بعد الحرب الأهلية. وأعاد المرصد التذكير بما شدّد عليه في تقريره الدوري السابق بأن الكساد الذي يعيشه لبنان هو "كسادٌ متعمّد"، فرضته على اللبنانيين النخب التي تتحكّم بالنظام اللبناني منذ أمد بعيد.

في الوقت الذي صدر فيه هذا التقرير، تسرّبت إلى الرأي العام الملامح الأوّلية لتصوّرات اللجنة الوزارية التي يرأسها نائب رئيس الحكومة بشأن خسائر الجهاز المصرفي اللبناني (مصرف لبنان والمصارف) وطريقة توزيعها. فقدّرت الخسائر، كما نُشر من قبل، بمبلغ 69 مليار دولار. منعاً لتضليل الرأي العام، فإن هذا الرقم لا يشمل كل الخسائر "الاقتصادية الوطنية" الناجمة عن الانهيار الراهن، بل هو يقتصر حصراً على ما سُمّي الفجوة بين مطلوبات الجهاز المصرفي بالعملات الأجنبية وموجوداته. أما الخسائر التي نجمت عن الكارثة فهي تتخطّى كثيراً هذا الرقم.

والجديد في المعلومات المسرّبة ما نُشر عن الطريقة المقترحة لتوزيع الخسائر، بما في ذلك النسب والشطور، فيتحمّل القطاع العام 26 بالمئة من الخسائر مقابل 19 بالمئة لمساهمي المصارف و55 بالمئة للمودعين، وفقاً لطريقة توزيع تختلف بين مودع وآخر.

الكارثة الحقيقية التي تهدّد مستقبل الأجيال المقبلة من اللبنانيين، قبل أن تطال الجيل الحالي، هي عدم تحميل المسؤولية لأيّ من الأطراف التي قادت البلاد إلى هذا الانهيار الكبير. وهذا يعني أن نفس اللاعبين الكبار، أو ورثتهم، يمكن أن يقودوا البلاد في مرحلة لاحقة إلى نفس النتيجة، عبر نفس المسار.

مؤسّسة دولية بحجم البنك الدولي وأهمّيته لا تعتقد بأن الكارثة اللبنانية هي من صنع الطبيعة، أو من إنتاج قوى كونية خارقة، بل تؤكّد تكراراً أن "الكساد متعمّد" ومقصود، وأنه من صنع النخب التي تحكم لبنان. فلا يجوز، بالتالي، أن يتغاضى الرأي العام اللبناني عن احتمال وجود جريمة بهذا المستوى هزّت كيان المجتمع اللبناني، ودفعت القسم الأكبر من أبنائه إلى أتون الفقر، بل هي، يمكن القول، "قبعت" الاقتصاد اللبناني من جذوره وقضت على دور بارز كان له في هذه المنطقة من العالم.

الذين عناهم البنك الدولي واتّهمهم بارتكاب المجزرة، ما زالوا هم أنفسهم يديرون الدولة، ويتحكمون بمؤسّساتها، ويتلاعبون باقتصادها، ويتقاسمون منافعها. والناخبون يتأهّبون اليوم لتجديد صلاحية وجودهم في السلطة.

تقضي الأمانة للحقيقة بالقول إن المسؤولية عمّا وصلت إليه البلاد لا يتحمّلها طرف واحد، بل تتوزّع على النظام السياسي، أوّلاً، ثم على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والنقدية. وستكون لنا وقفة متعمّقة، تشبه القرار الظنّي، تحدّد مسؤولية كل طرف من هذه الأطراف ودوره في التراجيديا اللبنانية.

 

عن القاتل وعن القتيل

عقل العويط/النهار/02 شباط/2022

(إلى عائلة لقمان سليم الصغيرة والكبيرة)

مَن يَقتل؟ القاتل هو الذي يَقتل. مَن يُقتَل؟ القتيل هو الذي يُقتَل. أهذا الجواب، يا ترى، يوازي جوابَ مَن يفسّر الماءَ بعد الجهد بالماء؟ ليس الأمر عندي بهذه الخفّة. إطلاقًا. إذ يستحيل عليَّ أنْ أتعامل مع موضوعٍ تراجيديٍّ كهذا، ظلاميٍّ، انحطاطيٍّ، دمويٍّ، همجيٍّ، ومفجع، بما يوحي أنّي أكتفي بأنْ أصف. بأنْ أفسّر. بحيادٍ مثلًا. ببرودةٍ مثلًا. بسخافةٍ مثلًا. إلى آخره. لا. لستُ من أهل الخفّة بحيث أتطرّق إلى ذكرى مرور سنة على مقتلة لقمان سليم الفظيعة (وأين؟!) فوق أرض الجنوب، على تلك الأرض، حيث النسيم هناك يخضع للرقابة، وحيث الشجر كذلك، وحيث الحيطان، وحيث الآمال والأحلام والإرادات والطموحات المسحوقة، وحيث الحشرجات، فكيف بالقلوب المتمرّدة.  لماذا القاتل يَقتل؟ هو يَقتل لأنّه قاتل. لأنّه قادرٌ على القتل. لأنّه متمكّن. لأنّه قويّ. لأنّه متغطرس. لأنّه لا يخشى القانون. لأنّه يقتل القانون. لأنّه يهرسه هرسًا، ويمعسه معسًا. لأنّه ضدّ الدولة. لأنّه فوق الدولة. لأنّه دولةٌ فوق الدولة بدلَ الدولة. لأنّه يحتقر الدولة. لأنّه لا يتحمّل الحرّيّة. لأنّه ضدّ الحرّيّة. ولأنّه يلغي الآخر، كلّ آخر. ولأنّه نقيض الآخر. ولأنّه أنا أو لا أحد. ولأنّه يكره الضوء. ولأنّه لا يسمح للضوء بأنْ يكون ضوءًا، ولا للظلّ بأنْ يكون ظلًّا.

لماذا القاتل يَقتل؟ هو يَقتل أيضًا وخصوصًا لأنّه قاتل. لأنّه ضعيف. لأنّه جبان. لأنّه خائف. لأنّه كلّ ما يمكن أنْ يضفيه قاموسٌ على قاتل.

بل خصوصًا لأنّه كلّ ما يمكن أنْ يقوله قتيلٌ في قاتل. وما يقوله أهلُ قتيلٍ في قاتل.

مَن أيضًا هو القاتل؟

القاتل هو أيضًا مَن يتحالف مع قاتل. مَن يمجّد قاتلًا. مَن يدافع عن قاتل. مَن يسكت على قاتل. مَن يجامل قاتلًا. مَن يشجّع قاتلًا. مَن يغضّ عن قاتل. مَن يكتم قاتلًا. مَن يدفع جزيةً لقاتل. مَن يقبل بأنْ يكون ذمّيًّا عند قاتل. مَن يستفيد من قاتل. ومَن يركع أمام قاتل.

مَن أيضًا هو القتيل؟ كلُّ قتيلٍ مادّيٍّ، كلُّ قتيلٍ معنويٍّ، هو القتيل. كلُّ جائعٍ، كلُّ فقيرٍ، كلُّ مريضٍ، كلُّ شريدٍ، كلُّ مظلومٍ، كلُّ مقهورٍ، كلُّ ذليلٍ غصبًا عنه، كلُ متمرّدٍ كلُّ ثائرٍ كلُّ صاحبِ كرامةٍ كلُّ حرٍّ هو (مشروع) قتيل.

مَن أيضًا هو القتيل مَن أيضًا هو القتيل؟ أليس لبنان، أليس لبنان الدولة، دولة المواطن، دولة المواطَنَة، أليس لبنان (بالظلط) ل ب ن ا ن هو القتيل القتيل القتيل؟!

 

"مكرم هل أنت مستيقظ؟ لقمان اختفى!"

مكرم رباح/النهار العربي/02 شباط/2022

بهذه الرسالة القصيرة من العزيزة مونيكا استفقت في الرابع من شباط  (شباط)  على خبر اختطاف لقمان سليم، صديقي الشجاع ورفيق دربي في رحلة الحفاظ على الذاكرة اللبنانية وفي معركة التصدي للفاشية والعنصرية وفي نضالنا المشترك لبناء وطن ديموقراطي وعلماني يليق بنا. الصدمة التي انتابتني سرعان ما تحولت إلى غضب عارم لدى رؤيتي صديقي لقمان يسبح بدمائه بعد أن قام النذلاء والجبناء بقتله خوفاً من عقله ولسانه السليط في نصرة الحق والعدالة.

منذ اللحظة الأولى التي التقيت فيها لقمان ومونيكا في " الهنغار" في حارة حريك في شباط (فبراير) 2006 إلى اللحظة التي فارقنا بها لقمان جسدياً، جمعتنا سنوات من الأحاديث والنقاشات والمشاريع الفكرية والتاريخية الممزوجة بالطعام والخمر، والمهووسة بالحفاظ على ذاكرة الحروب الأهلية العديدة وتوثيق الجرائم والمجازر التي ارتكبتها الطبقة الحاكمة وحلفائها من الدول بحق البشر والأمم على أرض لبنان.

كتابي هذا، والذي أعادت كتابته بلُغتنا الأم الدكتورة العزيزة رلى ذبيان وحرره لقمان، هو نتاج سنوات من الأبحاث والمقابلات الشفوية التي أجريتها مع شخصيات اطلعت على أحداث صراع ما عُرف بحرب الجبل سنة 1983، وهو باكورة تعاون بدأ بيني وبين جمعية "أمم" للتوثيق والأبحاث ليتطور إلى صداقة عميقة سمحت لي أن أصبح فرداً من عشيرة لقمان الفكرية ومكنتني من أن استعين بشكل متناهي بموسوعته وأسخرها في سلسلة من النشاطات الفكرية المتعلقة بتاريخ لبنان والمشاريع السياسية الإصلاحية.

عندما تعرضت خيمة الملتقى "The Hub" -التي كنت أحد القيّمين عليها- وسط العاصمة بيروت لهجوم خلال ثورة 17 تشرين الأول (أكتوبر) من جنجاويد محور الممانعة، التفتُّ لأجد إلى جانبي لقمان وحفنة من الشجعان والشجاعات وقفوا بكل حزم للدفاع عن حقنا في التعبير عن الرأي وسط ثقافة التخوين والاتهام بالعمالة.

في آخر لقاء لي مع لقمان في مكتبه في "أمم" قبل نحو أسبوع من اغتياله، طلب مني مبتسماً أن ننسى كتابي والتطبيق الذي كنا نعدّه مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كون تلك المشاريع أصبحت منجزة ليردف قائلاً "عندنا العديد من الأفكار و"المؤامرات" المشتركة الأخرى التي يجب أن نركز عليها".

لقمان سليم ليس مجرد مثقف وكاتب ومترجم وناشر وناشط من الطراز الأول، بل هو صورة عن لبنان والمشرق اللذين نصبو إليهما، عن وطن لا يخاف من العقل والتعددية والحرية ولا يقدس الأصنام والمجرمين بحق البشرية وبحق الأبرياء في لبنان. كتابي تُرجم بلغة عربية سليمة كما كان لقمان يحب، لغة تميز بها هو وصديقه الوهمي سعيد الجن، لغة زينت مقالاته ورسائله الإلكترونية العديدة التي أرسلها لي عبر السنوات.

عزيزتي مونيكا، لقمان لم يختفِ بل غُيّب جسده وسيبقى في كل حرف وصفحة ننشرها عبر "أمم" والعديد من المنابر الحرة الأخرى. ولعل الغصة الكبرى تكمن في عدم وجوده معنا في احتفالية هذا الكتاب ورؤيته وهو يرفع رأسه وكأس نبيذه فخراً بمعركة أخرى من معاركنا في حربنا على النسيان.

المجرم وسيّده اللذان اغتالا لقمان اعتقدا بسذاجة أنهما يستطيعان أن يمحيا شعار "صفر خوف" الذي أطلقه لقمان في وجه البرابرة الذين هاجموا جدران منزله في حارة حريك، كما اعتقدا أن جريمتهما ستذهب من دون عقاب كما هو حال العشرات من الاغتيالات السياسية عبر السنين.

العدالة للقمان ستأتي عاجلاً أم آجلاً، وسيبقى لقمان الصوت الصارخ في الدفاع عن هيكل الحرية والعقل في غابة يحكمها الطغاة والفاجرون.

العدالة ولو سقطت السماوات....

 رفيقي لقمان.... اشتقتلك

 *من مقدمة النسخة العربية من كتابي النزاع على جبل لبنان: الدروز والموارنة والذاكرة الجماعية، الصادر عن دار الجديد

 

الحلول في مكان آخر، وبالتأكيد لا تبدأ ببديل لريض سلامة يحضره باسيل، الذي يخضع لعقوبات دولية وبين التهم أنه أفسد الحياة السياسية

حنا صالح/فايسبوك/02 شباط/2022

في صبيحة اليوم ال839 على بدء ثورة الكرامة

10% من رواتب الموظفين والمتقاعدين على الأقل، أي المليارت سرقتها منصة "صيرفة" والمصارف بتنظيم دقيق من سلامة وعصابته والزمر الفاجرة في الكارتل المصرفي، ورعاية حكومة "معاً للإنقاذ"!

في بلد الغرائب والعجائب وابتكار الأساليب "الشلمصتية" وتحكم حكومة النجيب، التي تغطي البدع الآيلة إلى قتل الناس عوزاً وجوعاً يستمر النهب لا حسيب ولا رقيب. لا احد يعرف إذا كان المدعي العام عويدات والمدعي العام المالي إبراهيم قد طال الحسم رواتبهما! الأرجح أن الأمر لم يحصل، وإلاّ كان تم استدعاء الناهبين إلى التحقيق..أما عامة الموظفين من أعلى الهرم إلى أسفله فقد تم ضرب حقوقهم عبر الحائط! في أي بلد يحترم حكامه الدستور ويلتزمون قوانينه، كان كل المسؤول عن هذه الجريمة أمام القضاء! لكن في ظل نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي لن يلاحق أحد، ولن يتهم أحد، و"أمين المال" رياض سلامة، وصفير رئيس جمعية المصارف، كما الخليل وزير المالية، لن يمثلوا أمام قاضي التحقيق، فمثل هذه الجريمة تفصيل في سجلات مليئة بالكبائر، فنحن الناس نعيش في بلد "الحصانات" وفي ظلِّ "نظام الإفلات من العقاب"!

ما جرى بالأمس مشهد إضافي للسقوط المالي والإقتصادي المستمر والذي لا تفعل حكومة "الثورة المضادة" إلاّ تزخيمه، فقد رفعت بوجه الناس سيف الضرائب غير المباشرة، وانتقلت جهاراً للدفاع عن كارتل مصرفي ناهب، وتحمي نفايات سياسية سرقت الودائع وحولتها إلى الخارج وكل ما يجري يضع العصي لمنع إستعادتها! ما جرى بالأمس دليل إضافي، أن النفخ الإصطناعي بسعر صرف الليرة لن يعيدها إلى الحياة، وكل خزعبلات سلامة ستفاقم الكارثة. كيف يمكن إنتظار الحلول من الشخص الملاحق أمام القضاء الأوروبي بتهم الفساد والإثراء غير المشروع وتبيض الأموال، وخلال إسبوعين تقريباً بدّد نحو 500 مليون دولار في المخطط الجهنمي لخفض سعر صرف الدولار، الأمر الذي لم يمس تحليق أسعار السلع، بل سيؤدي إلى تعميق مشاكل البلد المالية والإقتصادية.

الحلول في مكان آخر، وبالتأكيد لا تبدأ ببديل لريض سلامة يحضره باسيل، الذي يخضع لعقوبات دولية وبين التهم أنه أفسد الحياة السياسية. تبدأ الحلول في السياسة بوجود حكومة تمثل مصالح الناس ووجع البلد، وهاجسها إخراج لبنان من الجحيم الذي دفع إليه. حكومة مستقلة عن منظومة الفساد والتبعية تبدأ بتخفيض عجز الخزينة من خلال إجراءات إصلاحية حقيقية، واستعادة الأموال العامة ومواجهة حقيقة أن الإصلاح ومصالح الناس لا تكون مع تغول الإقتصاد الموازي للدويلة، ولا تكون بدون الضرائب التصاعدية على الأرباح وبدون هيكلة القطاع المصرفي المفلسس وتدفيع الكارتل المصرفي ما نهبه، وبدون جباية المليارات من الأملاك البحرية، وبدون نظام حماية ورفع الضرائب عن البطون الخاوية. ما جرى أمس ومستمر اليوم مشهد خطير تعرض فيه الناس لمزيد من إنتهاك الحقوق والكرامة، وكالعادة بدا المواطن متروكاً لا سند له ولا حماية من الكواسر المتسلطين يعيثون فساداً وإجراماً. وما حصل يفترض منا كمواطنين تشديد مقاطعة المحتكرين والإمتناع عن شراء السلع مهما كانت الصعوبات، فبمثل هذه الخطوة يكون الإنتقال إلى الدفاع عن الحقوق وإشعار المحتكرين بالوجع. ومحاصرة الذين استسهلوا كسر كل القوانين ويمعنون برفع الأسعار، ويعلنون على رأس السطح أن الدولار الجمركي سيرتفع وترتفع معه الأسعار وباشروا تطبيق ذلك حتى قبل إقرار مشروع الموازنة! والخطير أن البصم على المشروع  من جانب مجلس النواب الفاقد للشرعية سيطلق أخطر مرحلة إنهيار في لبنان!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

دائرة الشمال المسيحي... هل تستعيد بريقها السيادي؟

ألان سركيس/نداء الوطن/02 شباط/2022

الخريطة السياسية ستتغيّر

تُسلّط الأضواء على دائرة الشمال الثالثة بعد اقتراب مسألة حسم أسماء المرشحين والتحالفات، في حين أنّ عنصر المفاجأة يبقى سيّد الموقف. تضم دائرة الشمال الثالثة أربعة أقضية هي الكورة (3 مقاعد أرثوذكسية)، البترون (مقعدان مارونيان)، بشري (مقعدان مارونيان)، وزغرتا (3 مقاعد مارونية)، وتعتبر هذه الدائرة أكبر دائرة مسيحية في لبنان. لا شكّ أن العوامل الحزبية تتداخل بالعائلية في هذه الدائرة، إذ توجد فيها عائلات سياسية في حين أن النفوذ الحزبي قد تنامى في الفترة الأخيرة. ويعلم من يخوض المعركة الإنتخابية أن المسألة هي في تشليح «حزب الله» الأكثرية، وإذا كان الخرق في المناطق الشيعية صعباً، إلا أن المهمة تبدو أسهل في الدوائر ذات الغالبية المسيحية، لأن «الحزب» استفاد من الغطاء المسيحي الذي أمّنه له «التيار الوطني الحرّ» وسيطر على الأكثرية وقرار الدولة. ويطرح أكثر من فريق سيادي مسألة خوض المعركة النيابية تحت شعار إما مع الدولة أو مع سلاح «حزب الله».

في أوّل انتخابات جرت بعد انسحاب جيش الإحتلال السوري من لبنان، فازت قوى 14 آذار في كل مقاعد الشمال وضمنها المقاعد العشرة في أقضية بشري والبترون والكورة وزغرتا، وعلى رغم حلول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية أوّلَ في زغرتا إلا أنّ أصوات طرابلس والمنية أسقطته.

وبعد الإتفاق على قانون الإنتخاب في الدوحة عام 2008، جرت انتخابات 2009 على أساس قانون القضاء ففازت قوى 14 آذار بالمقاعد السبعة في الكورة والبترون وبشري وخسرت مقاعد زغرتا الثلاثة.

أما الإنتخابات التي غيّرت وجهة هذه الأقضية السيادية فكانت عام 2018 بعد إقرار قانون النسبية، فجمعت الأقضية المسيحية الأربعة وكانت النتيجة خسارة القوى السيادية الأكثرية في هذه الدائرة، إذ حصدت لائحة فرنجية و»القومي» 4 مقاعد، وحصدت لائحة «التيار الوطني الحرّ» 3 مقاعد بالتحالف مع رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوّض الذي حافظ على مواقفه السيادية واستقلاليته، في حين فازت لائحة «القوات اللبنانية» بثلاثة مقاعد. وكانت نتائج انتخابات 2018 كفيلة بسيطرة «حزب الله» على الأغلبية البرلمانية مستخدماً جناحيه على الساحة المسيحية وهما «التيار الوطني الحرّ» وتيار «المردة».

ويبدو أن القوى السيادية تعلّمت من أخطاء الانتخابات الأخيرة، وحتى هذه اللحظة هناك لائحتان: الأولى لائحة «القوات اللبنانية» و»الأحرار»، والثانية لائحة تحالف معوض و»الكتائب» والمحامي مجد حرب وبعض شخصيات المجتمع المدني، في حين تكودر تنظيمات أخرى من المجتمع المدني نفسها تحت عنوان «شمالنا». وأمام كل هذه الوقائع، فإن الإحصاءات تشير إلى تراجع في شعبية «التيار الوطني الحرّ» حيث لا يمكنه حصد أكثر من حاصل لوحده، في حين أن لـ»المردة» حاصلين، ويبقى انتظار القرار الذي سيتخذه الحزب «السوري القومي الإجتماعي» والمرشح وليم طوق.

وإذا سارت الأمور كما يجب فإن القوى السيادية قد تنطلق من 6 مقاعد على الأقل لتحاول قضم أكبر عدد من المقاعد من درب حلفاء «حزب الله» ما يعني أن الخريطة السياسية ستتغيّر في هذه الدائرة وستستعيد بريقها السيادي بعد نتائج 2018.

 

حوار لبناني برعاية الفاتيكان أو الكويت؟

راكيل عتيّق/الجمهورية/02 شباط/2022

على الرغم من أنّ أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غالاغير لم يحمل معه الى لبنان الذي يزوره حالياً، مبادرة فاتيكانية محدّدة لاجتراح حلول لبلد الرسالة الذي فقد مقومات أي بلد طبيعي، الّا أنّ لهذه الزيارة معاني ورسائل عدة، أبرزها تأكيد الدور المسيحي، وأنّ لبنان ثابت ضمن أجندة الكرسي الرسولي وفي «قلب قداسة البابا فرنسيس» المُهتم بوضع لبنان، ويعمل على أن يستعيد عافيته. الى ذلك، كان لافتاً إعلان غالاغير استعداد الكرسي الرسولي لأي جهد مُمكن أن يقوم به لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين.

إستعداد الفاتيكان للعب دور في الحوار اللبناني – اللبناني، مشروط بالرغبة اللبنانية الجامعة، أي إذا طلب جميع الأطراف في لبنان ذلك، وليس بطلب من فريق واحد أو جهة فقط، بحسب مصادر مطّلعة. وبالتالي، أوصل المسؤول الفاتيكاني الرسالة ويبقى على الأطراف اللبنانيين كافةً، من طوائف ومسؤولين وقيادات، أن يجمعوا على طلب رعاية الفاتيكان حواراً في ما بينهم لكي يلبّي الكرسي الرسولي النداء. لكنّ المسؤول الفاتيكاني لم يدخل في تفاصيل هذا الموضوع خلال لقاءاته المسؤولين، بل عبّر عن وجهة نظر الكرسي الرسولي وقال ما قاله و»علينا أن نفهم ذلك وأن نعرف كيف نستثمره»، بحسب المصادر إيّاها.

كذلك من الرسائل المهمّة التي نقلها غالاغير، أهمية الحضور المسيحي في لبنان، وأنّ إضعافه يُدمّر التوازن الوطني وهوية البلد، فضلاً عن تأكيده دور التعايش المسيحي – الإسلامي ورسالة لبنان في الشرق، وألّا تبقى هذه العبارات مجرّد شعارات بل أن تُنفّذ بالفعل والممارسة. ودعا القيادات السياسية اللبنانية الى القيام بدورها، وليس الإتكال فقط على مساعدة من الغرب. وفي حين أعلن غالاغير أنّ البابا فرنسيس يرغب في زيارة لبنان قريباً جداً، من دون تحديد موعد لهذه الزيارة، الّا أنّه أوضح خلال لقاءاته في لبنان، بحسب مصادر مطّلعة، أنّ زيارة البابا للبنان لن تكون قبل الانتخابات النيابية أي قبل أيار المقبل، بل بعد إجراء هذا الاستحقاق الدستوري، لكي لا تُستثمر الزيارة في مواضيع يؤثر الفاتيكان عدم إدخاله فيها. لكن هذا لا يعني أنّ زيارة الحبر الأعظم لبيروت ستُجرى بعد الانتخابات فوراً، إنّما إذا كانت هناك برمجة لهذه الزيارة فستكون ما بعد الانتخابات وليس قبل إجرائها.

على ضفة الحوار أيضاً، جرى التداول، أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، طلب من أمير الكويت، في الرسالة التي بعثها إليه مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، رعاية حوار لبناني – لبناني بشأن الورقة الخليجية – العربية المُقترحة، والتي سبق أن نقلها وزير خارجية الكويت الى المسؤولين، وذلك بعد أن دعا عون الى حوار يتضمّن جدول أعماله بنوداً تحويها الورقة العربية أيضاً ولم يُلبِّ جميع الأفرقاء هذه الدعوة.

وفي حين لم يتبلّغ عون حتى أمس، أي ردّ من أمير الكويت على الرسالة التي وجّهها إليه، إن عبر اتصال أو رسالة جوابية، ولم يلتقِ عون بو حبيب الذي ما لبث أن عاد الى بيروت حتى غادر الى تركيا ضمن الوفد الوزاري المرافق لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تؤكّد مصادر قريبة من عون، أنّ «رئيس الجمهورية لم يطلب من أمير الكويت أن يرعى حواراً لبنانياً – لبنانياً، بل أطلعه في الرسالة التي بعثها إليه عمّا قام به على هذا الصعيد، وأنّه سبق أن دعا الى حوار، وأنّ بعض البنود الواردة في المبادرة الأخوية تتضّمن أفكاراً وخطوات تتوافق مع روحية ما طرحه أخيراً على الأطراف اللبنانية من نقاط بحث تُعرض على طاولة حوار وطني». وأضاف عون مؤكداً أنّ «هذا ما يدعوه الى متابعة السعي بالتعاون مع أمير الكويت والأشقاء العرب والأصدقاء في المجتمع الدولي، الى تنفيذ الإجراءات الواردة في الورقة لما فيه مصلحة للشعب اللبناني»، ولم يطلب من أمير الكويت رعاية أي حوار، وكلّ ما قيل عن ذلك غير صحيح، بحسب المصادر نفسها.

كذلك لم يأتِ ردّ خليجي – عربي فوري على إجابة لبنان الرسمية عن الورقة الكويتية، فيما قال بو حبيب من الكويت إنّ الأصداء إيجابية لكن لا إجابات محدّدة بعد، والإجابة ستكون قيد الدرس من الدول الخليجية والعربية المعنية. وكانت أتت هذه المقترحات، بحسب مطّلعين، بمبادرة أخذتها الكويت فأجرت اتصالاتها وتوصّلت الى الورقة التي تحمل أفكاراً ونقاطاً أكثر ممّا هي شروط، وذلك للتداول، فتواصلت مع الأوروبيين والأميركيين وبعض الدول النافذة والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، فوافقت هذه الدول على أن تكون مقترحات الكويت مادة للنقاش، ثمّ أتى بها وزير خارجية الكويت الى لبنان وسلّمها الى المسؤولين، الذين أبلغوا إليه إجابة أولية، بعدها جرى تشاور بين الرؤساء الثلاثة وإرسال الإجابة الرسمية الى الكويت مع بو حبيب.

وبالتوازي أرسل عون رسالة الى أمير الكويت يشكره فيها على دعم لبنان وعلى هذه المبادرة، مبدياً استعداده للتعاون بأي خيار يجري التوافق عليه لبنانياً – عربياً. لذلك دعا عون الى تشكيل لجنة مشتركة لدرس كلّ مقترحات المبادرة معاً، وليس أن يُقتصر التحاور والنقاش على الرسائل، إذ من خلال اللجنة التي تدرس كلّ بند من الورقة العربية، يقوم لبنان بما يُمكنه أن ينفّذه، وما لا يُمكنه تطبيقه ويتطلّب مساعدة خارجية، تُطلب هذه المساعدة لدرس إمكانية تحقيقه، وذلك لأنّ تطبيق القرارات الدولية ليس سهلاً بحسب المصادر إيّاها. فعلى سبيل المثال، إنّ لبنان ملتزم القرار 1701 فيما اسرائيل لا تلتزمه وتحتلّ مزارع شبعا وقرى كفرشوبا والقسم الشمالي من الغجر، وانتهاكاتها مستمرّة، فضلاً عن الضغط في موضوع النفط والترسيم. وبالتالي بحسب هذه المصادر: «هناك أمور في يدنا نقوم بها وسنقوم بها، وهناك أمور مرتبطة بالخارج وليست لبنانية فقط».

 

اللقاء الرباعي”… لتطويق الحريري؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/02 شباط/2022

قال مصدر سياسي مواكب للأجواء التي سادت اللقاء الذي عُقد بدعوة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وحضره المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة وتمّام سلام، إن من المبكر التعامل معه على أنه توصّل إلى رسم الخطوط العريضة التي يراد منها ترتيب الوضع داخل الطائفة السنّية على قاعدة عدم مقاطعة الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار) المقبل، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه شكّل الانطلاقة الأولى لملء الفراغ الانتخابي الذي أحدثه قرار زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعزوفه وتياره السياسي عن خوض الانتخابات النيابية من دون أن يدعو جمهوره ومحازبيه إلى مقاطعة الاقتراع. ولفت المصدر إلى أن عزوف الحريري عن خوض الانتخابات لا يعني أنه قرر إخلاء الساحة الانتخابية لخصومه، وإلا لما ترك الحرية لنوابه من غير المنتمين إلى تيار «المستقبل» بالترشُّح إنما على مسؤوليتهم، وسأل إذا كان عزوف الحريري عن خوض الانتخابات سينسحب على جمهوره ومحازبيه بعدم الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع مع أنه لم يطلب منهم مقاطعتها؟ كما سأل إذا كانت دعوته لعدم مقاطعة الانتخابات ستتلازم مع دعوة محازبيه للانخراط اقتراعاً في العملية الانتخابية؟ وهذا ما تصدّر جدول أعمال اللقاء الرباعي الذي عُقد في منزل ميقاتي الذي كرّر أمام الحضور رغبته في عدم الترشح لخوض الانتخابات، وأنه سيختار الوقت المناسب ليعلن موقفه بصورة رسمية. ورأى المصدر المواكب أن القرار النهائي متروك للحريري بدعوة جمهوره ومحازبي التيار الأزرق للإقبال على صناديق الاقتراع، وإن كان هناك من يسأل ومن خارج جدول الأعمال الذي تم تداوله في اللقاء الرباعي: كيف يوفّق بين عزوفه وبين مشاركة «المستقبل» في الانتخابات لانتخاب مجلس نيابي جديد يتولى انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للرئيس ميشال عون؟

ورأى أنه من غير الجائز أن يغيب المكوّن السنّي عن الاستحقاق الرئاسي الذي يضع لبنان أمام مرحلة سياسية جديدة غير المرحلة التي مرّ فيها طوال ولاية عون والتي أعاد فيها البلد إلى المربّع الأول بعد انحيازه لفريق دون الآخر ما أفقده الدور الوفاقي ولم يعد الحَكَم الذي يرعى الحوار بين اللبنانيين، خصوصاً أن التعهدات التي قطعها في خطاب القسم فور انتخابه رئيساً للجمهورية بقيت حبراً على ورق، وكشف أن زيارة عون للمفتي دريان بقيت في حدود رفع العتب ولم تبدّل من الأزمة القائمة بينه وبين الشارع السنّي.

وأكد أن اللقاء الرباعي، انطلاقاً من حرصه على الموقع الجامع لدار الفتوى ممثّلاً بالمفتي دريان، تدارس عدة خيارات يراد منها ترتيب الوضع السنّي بدءاً بعدم إخلاء الساحة ترشُّحاً للانتخابات، ومروراً بعدم إقحامه في فراغ قاتل، وانتهاءً ببند أساسي يتعلّق بكيفية التعاطي مع قرار المشاركين فيه بعدم مقاطعة الانتخابات، وقال إن الخيارات التي طُرحت ما زالت موضع تداول وتشاور، وأن بلورتها إلى خطوات ملموسة تبقى عالقة إلى حين عودة الحريري إلى بيروت عشية حلول الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري للوقوف على ما يقوله في رسالته إلى اللبنانيين.

وأضاف المصدر السياسي أن أركان اللقاء الرباعي يتواصلون باستمرار مع الحريري وهم يترقّبون ما سيقوله في خطابه، وقال: «يخطئ من يراهن على أن هدف اللقاء تطويق الحريري أو حشره في الزاوية، لأنه ليس في وارد التفريط بتحالفه معه». وتابع أن اللقاء يتطلّع بالتفاهم مع الحريري إلى إنتاج مقاربة سياسية شاملة للتعاطي مع الاستحقاق النيابي، ولاحقاً الرئاسي، اللذين يشكّلان محطة لإعادة تكوين السلطة في لبنان، وأكد أنه ليس في وارد أخذ الطائفة السنّية إلى الإحباط وصولاً إلى تهميش دورها الأساسي في المعادلة السياسية التي تشكّل مظلة رئيسية لإدارة شؤون البلد. وقال إن الطائفة السنّية كانت ولا تزال تشكّل العمود الفقري للوقوف في وجه التطرُّف ترسيخاً لدورها في الحفاظ على الاعتدال وترسيخه كخيار لا بد منه لإنقاذ مشروع الدولة وتعزيزه كبند أساسي على جدول اللقاء الرباعي.

وإذ استبعد أن تكون مهمة اللقاء الرباعي الإشراف على تشكيل اللوائح الانتخابية، وعزا السبب إلى حرص أعضائه على رعاية الجهود المبذولة لملء الفراغ المترتّب على عزوف الحريري عن خوض الانتخابات، قال في المقابل إنه لن يُقحم نفسه في لعبة المفاضلة بين هذه اللائحة أو تلك، وبين مرشّح وآخر، لأنه يُفقده دوره الجامع، وهذا ما لا يريده المفتي دريان ورؤساء الحكومات السابقون. وأكد أن اللقاء الرباعي يناقش حالياً عدة خيارات، واضعاً نصب عينيه الاحتمالات سلباً أو إيجاباً للخيار الذي يُفترض أن يستقر عليه بعد التشاور مع الحريري، وشدّد على أن الخيار الذي سيتخذه يأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الدور المعنوي لدار الإفتاء، خصوصاً أن البلد يمر حالياً بمرحلة سياسية عصيبة غير مسبوقة، وبالتالي فهي تبقى في غنى عن إقحامها في لعبة تركيب اللوائح.

لذلك فإن الغموض لا يزال يكتنف تركيب اللوائح الانتخابية حتى داخل الحلف الواحد باستثناء التفاهم القائم بين حزبي «التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية» مع انطلاق الحوار بين سمير جعجع والنائبين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور لترجمة إعلان النيات بالتحالف إلى خطوات ملموسة، وإن كان عزوف الحريري عن خوض الانتخابات يقلقهما ويحاولان إيجاد البدائل لتعاونهما بشكل أساسي في دائرة الشوف – عاليه، مع أنهما يفضّلان التريُّث في تركيب اللائحة المشتركة إلى ما بعد تظهير الموقف النهائي للحريري ومعه أركان اللقاء الرباعي للوقوف على ما سيقرّره أنصار «المستقبل» في هذه الدائرة.

فالغموض الانتخابي يكتنف أيضاً ما تبقّى من قوى «8 آذار» سابقاً بعد خروج رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتموضعه في الوسط، رغم أن «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» يبديان رغبة في تمديد تحالفهما الانتخابي، وأنّ تبادل الحملات وتحديداً من فريق الصقور في التيار الذي يرعاه النائب جبران باسيل لا يعدو كونه مناورة لن تأخذ طريقها إلى إعلان الطلاق السياسي بينهما ويراهن باسيل من خلالها على إعادة ترميم وضعه في الشارع المسيحي. وعليه، فإن عامل الوقت يحشر جميع الأطراف المعنية بالانتخابات النيابية التي ستكون مضطرة حتى إشعار آخر إلى التريُّث، وتتعامل مع الموقف الذي سيعلنه الحريري من زاوية أن موقفه يضيء الطريق أمام صوغ التحالفات الانتخابية من جهة، ويُخرج جمهور التيار الأزرق من الإرباك المسيطر عليه بتحديده الموقف النهائي ما إذا كان عدم مقاطعته للانتخابات سيُترجم بدعوته للإقبال على صناديق الاقتراع، لأنه بموقفه سيؤثر سلباً أو إيجاباً على إعادة خلط الأوراق من خلال تشتيت صوت الناخب السنّي، لأن توزيعه بشكل غير مدروس سيؤدي إلى حصول مفاجآت في إيصال نواب إلى البرلمان، خصوصاً إذا انكفأ تيار «المستقبل» عن المشاركة، وهذا يؤدي للإخلال بالتوازن في البرلمان العتيد.

 

العملة الخضراء "تغطّي" الأرض والسماء واللبنانيون يخسرون 10% في البيع وفي الشراء

جديد الهندسات المالية: تحويل الدولار من حلم إلى همّ

خالد أبو شقرا نداء الوطن/02 شباط/2022

زادت المصارف في «رقة» الدفع بالدولار حتى «انفلقت». فمن بعد توقفها اختيارياً في شباط 2020 عن تقطير حقوق 80 في المئة من أصحاب الودائع بنفس عملة الايداع، سابقة بشهرين تعميم «ليلرة» السحوبات الشهير رقم 151، لم تعد ترضى الدفع إلا بالعملة الخضراء، حتى لو كان الحساب بالليرة. هذه الاجراءات التي بدأ تنفيذها، اختيارياً أيضاً، بـ1 شباط 2022 تستأهل التأريخ، فهي ليست كرماً زائداً، ولا رأفة بأصحاب الدخول المحدودة إنما كتحضير لما هو أسوأ. أحد عملاء بنك بيروت «BOB» توجه مطلع الشهر الحالي إلى فرع المصرف لسحب المبلغ المعتاد بقيمة 5 ملايين ليرة من حسابه الوحيد بالليرة اللبنانية، مع العلم أن السقف يصل إلى 12 مليون ليرة. إلا أن ما حدث في المصرف لم يكن في الحسبان، فالاجراءات الجديدة المعتمدة تقضي بحل من اثنين:

- إما إلزامية تحويل المبلغ المراد سحبه كاملاً إلى الدولار على سعر منصة صيرفة.

- إما سحب مليون ليرة كحد أقصى يومي من الصراف الآلي.

قبل الدخول في تفاصيل هذه «النصبة» الجديدة التي سيتعرض لها المودعون، فان موظفة «الكاونتر» أوهمت العميل، عن قصد أو عن جهل، بأن هذا الإجراء هو نتيجة تعميم جديد من مصرف لبنان، وهو أمر عار عن الصحة. وبعيداً عن الشكليات التي تطرح علامات استفهام جدية عن كيفية تعاطي واجهة المصارف مع زبائنها، ففي المضمون سيخسر العميل من سحب 5 ملايين ليرة مبلغ 500 ألف ليرة يضاف إلى فقدان الليرة أكثر من 90 في المئة من قيمتها، وهو أمر لا يركب على «قوس قزح». فالمصرف سيعطي المبلغ على أساس سعر منصة صيرفة المحدد من قبله بـ 21500 ليرة فيما سعر الصرف في السوق 19800 ليرة. ما يعني أن العميل سيتقاضى من المصرف 232 دولاراً بدلاً من 5 ملايين ليرة ويصرفها في السوق على سعر 19800 ليرة فيكون قد سحب فعلياً 4.6 ملايين ليرة. والخسارة تزداد كلما زاد المبلغ، فهل من تفسير؟

هذا الإجراء لا ينحصر في بنك بيروت إنما يتعداه إلى الكثير غيره. وهو يطال الشق اللبناني من التعميم 158. حيث تلزم المصارف المستفيدين من 400 دولار على سعر 12 ألف ليرة تقاضي نصف المبلغ بالدولار على سعر صيرفة ووضع النصف الآخر بالبطاقة للمشتريات. السبب الأول لهذه الفوضى هو: «تحول القطاع المصرفي إلى حارة «كل مين إيدو إلو»، والاستنسابية في تطبيق التعميم 161 التي تستفيد من غياب الرقابة، وتحديداً من قبل لجنة الرقابة على المصارف»، برأي خبير المخاطر المصرفية د. محمد فحيلي. فالمصارف قد تكون استغلت التعديل الذي طرأ على التعميم 161 في البيان الاخير لمصرف لبنان، الذي لم يأت على ذكر ترك خيار السحب للمودع بالعملة التي يريد كما أكد التعميم الاساسي 161.

تحضيراً لخفض سعر الصرف

لا يمكن فهم ما يجري اليوم إن لم نعد بالتاريخ إلى مرحلة ما بعد شباط 2020. فمع التخلف عن سداد الديون في آذار من ذلك العام وإقفال البلد بسبب حالة التعبئة العامة لمواجهة كوفيد-19 توقفت المصارف كلياً عن إعطاء الدولار للمودعين. الحجة كانت وقتها النقص في الدولار بسبب تعطل عمليات الشحن. إلا أن هذا «لم يكن صحيحاً»، من وجهة نظر فحيلي، «لان النقد بالدولار كان متوفراً والشحن لم يتوقف. من بعدها أصدر المركزي في 21 نيسان 2020 التعميم 151 الذي ألزم السحب من ودائع الدولار بالليرة على سعر 2600 ليرة بداية، قبل أن يرفع السقف إلى 3900 ليرة. وعليه، «لم يكن توقف المصارف عن الدفع وقتها إلا لتحضير الأرضية لاصدار تعاميم يكون الهدف منها تخفيف الضغط عن المنظومة».

اليوم، «يتكرر السيناريو نفسه. فالمنظومة محشورة بدراسة الموازنة، وقد جرى إسقاط مادتين أساسيتين منها للحفاظ على ديمومتها. الاولى، تتعلق بالدولار الجمركي. والثانية، تعطي صلاحيات استثنائية لوزير المالية. وهنا يأتي دور المنقذ سلامة برأي فحيلي حيث سيستمر في تخفيض سعر الصرف إلى ما دون 20 ألف ليرة بالسوق السوداء، من ثم يصدر تعميماً يخفض فيه سعر الصرف الرسمي من 1500 ليرة إلى 8000 ليرة بسلاسة مطلقة. والسلطة السياسية تعفى من مواجهة هذه الموضوع.

قوننة "الهيركات"

سبب آخر يضيفه المستشار المالي ميشال قزح لتبرير ما يحصل على أرض الواقع. فالمصرف المركزي باع كمية من الدولار على سعر يتراوح بين 30 و33 ألف ليرة، ولمّ في المقابل كتلة نقدية كبيرة بالليرة اللبنانية، وما زال مستمراً في هذه العملية. ذلك مع الاشارة إلى أن كل الكتلة النقدية بالليرة لا تكلف المركزي أكثر من 2 مليار دولار لشرائها كاملة، والانتقال إلى الدولرة الشاملة. ولكن ليس هذا هو الهدف على ما يبدو من وراء ما يجري، إنما «قوننة الهيركات»، برأي قزح. فـ»من خلال إلزام سحب الودائع بالدولار بأقل من 60 في المئة من قيمتها، يعني تهيئة المودعين نفسياً للاقتطاع من حساباتهم 60 في المئة. ومن الجهة الاخرى يساعد تخفيض سعر الصرف في السوق الموازية وعلى منصة صيرفة تمرير الموازنة، وتقوية موقع المفاوضين مع صندوق النقد الدولي. لكن في النهاية كل ما يجري هو تمرير للوقت من حساب المودعين». أمّا في ما خص تقنين السحوبات بالليرة وفرض أخذها بالدولار فيعزوه قزح إلى أسباب قد تكون تقنية إنما غير منطقية. فـ»المصارف تملك سيولة بالليرة وعليها تلبية سحوبات عملائها بحسب السقوف الموضوعة في الأساس».

الربح على حساب المودع

على الرغم من لمّ كميات كبيرة من الليرات منذ بدء تطبيق التعميم 161 أواسط كانون الأول الماضي، إلا أن الكميات التي ما زالت متوفرة في المصارف أكثر بما لا يقاس. وعدم الدفع بالليرة مقصود من أجل الزام المودعين عامة وأصحاب الرواتب الموطنة خاصة مع بداية هذا الشهر على تقاضي الدولار وتصريفه بسعر أقل في السوق السوداء»، يقول المستشار المالي د. غسان شماس، وبهذه العملية يحقق مصرف لبنان والمصارف هامش ربح من خلال اعادة شراء الدولار من السوق بنسبة أقل بـ10 في المئة. فتنشيف الليرة وإعطاء الدولار على سعر أعلى من سعر السوق السوداء يخفض سعر الصرف من جهة، ويساعد من الجهة الأخرى على شراء الدولار بسعر أرخص. وبهذه العملية يستفيد المركزي ويخسر المودع». ما يحصل ليس طبيعياً. وخلاصته، أن نزول سعر السوق السوداء تحت منصة صيرفة سيدفع المواطنين إلى التوقف عن تحويل الأموال إلى الدولار. وبالتالي ينخفض عرض الاخير ويعود سعره للارتفاع. ولكي يحافظ المركزي على وتيرة الانخفاض «غمز» المصارف تنشيف الليرة، والفرض على المودعين تقاضي الدولار، ولو خسروا به 10 في المئة عند تصريفه نتيجه تطلب تحديث السعر على صيرفة 24 ساعة. لعبة جديدة تضاف إلى ألاعيب المركزي السابقة التي يدفع ثمنها المودع والمواطن.

 

"الوعد" و"العهد"

محمد عبيد/نداء الوطن/02 شباط/2022

في صيف العام 2015، دُعِيتُ من قبل هيئة قضاء زحلة في "التيار الوطني الحر" الى جلسة حوار مفتوحة مع كوادر "التيار" وأنصاره. إفتتحت الجلسة بالقول: إن العماد ميشال عون هو الشريك الوطني المسيحي الذي كان يبحث عنه الإمام السيد موسى الصدر فوجده السيد حسن نصرالله. لم تكن هذه العبارة من باب المجاملة ولا المحاباة للحاضرين، بل كانت تعبيراً عن قناعة بأن الشراكة التي أرادها الإمام الصدر العام 1976، حين رفض قرار الحركة الوطنية اللبنانية عزل "حزب الكتائب" بإعتباره الممثل السياسي الأبرز للمسيحيين اللبنانيين، إنما سيؤدي الى عزل المسيحيين كافة وليس الكتائبيين وحدهم. وجدت صداها من خلال رفض العماد ميشال عون عزل "حزب الله" الممثل الشعبي الأبرز للشيعة مخافة أن يؤدي ذلك الى عزل الشيعة كافة. في العام 1976 لم يلاقِ "حزب الكتائب" الإمام الصدر في منتصف الطريق، فانفجرت الحرب الأهلية التي قادت الى تقسيم البلاد ورسم خطوط تماس سياسية-طائفية فانعزل اللبنانيون عن بعضهم بعضاً. أما في شباط العام 2006، فإن إستدراك عدم تكرار تلك التجربة المريرة والمؤلمة من تاريخ الوطن، أدى الى منع عزل "حزب الله" وبالتالي الشيعة، بعدما كان "الحزب" نفسه قد سلم مقاليد السلطة طوعاً لشركاء مفترضين إثر خوضه الانتخابات بتحالف رباعي مع ثلاثي الحريرية السياسية "الحريري، بري وجنبلاط"، هذا الثلاثي الذي إستشعر منذ اللحظة الأولى لعودة ميشال عون من باريس خطر قدرته على الإمساك بجمهور الساحة المسيحية الذي كان متعطشاً لحضور سياسي ودولتي، بعد إحباط ومن ثم إنكفاء قسري عن المشاركة في إعادة تكوين السلطة وفقاً لمندرجات الدستور الجديد: الطائف. لم تكن التوقعات الوطنية من تفاهم "مار مخايل" تشبه أية توقعات من التفاهمات أو الإتفاقيات أو التحالفات الأخرى الممجوجة التي إعتاد اللبنانيون متابعة وقائعها وتبدلاتها الدائمة. ذلك أن العناق الباسم بين السيد نصرالله والعماد عون الذي أثلج قلوب جماهير الرمزين الآتيين من خارج منظومة سلطة الفساد والميليشيات والتقلبات السياسية، أوحى بأن لبنان سيدخل مرحلة جديدة من تاريخه، يمكن أن تشكل تعويضاً عما فات اللبنانيين من إمكانية بناء دولة عادلة وقادرة ونظيفة، كما يمكن أن تكون مدخلاً حقيقياً لترسيخ صيغة التعايش الإسلامي المسيحي بمعانيه السماوية وليس الدنيوية، إنطلاقاً من إعتبار هذا التعايش ناظماً لمبدأي العدالة الاجتماعية والمساواة، كذلك ضامناً للإستقرار الاجتماعي قبل السياسي. قد يرى بعض الناس في توصيفي هذا حُلماً بعيداً عن الواقعية، ومن قال إن قيام وطن ذي رسالة حضارية إنسانية، أو أن توفير حياة محترمة كريمة للشعب، لا يستوجب وجود قادة حالمين يتكبدون العناء والتعب ويمتهنون الإيثار والتضحية في سبيل رِفعَة شعوبهم وأوطانهم. خاصة وأن تجربة الشعب اللبناني منذ حوالى ثلاثين عاماً مع المسؤولين غير المسؤولين والسياسيين "الحرابيق" الواقعيين، لم تنتج سوى الفساد والمحسوبية والزبائنية السياسية وبالتالي الخراب والإنهيار.

"حزب الله" ونبيه بري

لا يمكن قراءة مسار العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بعد التوقيع على تفاهم "مار مخايل"، دون الأخذ بالحسبان العلاقة بين "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري. خصوصاً وأن تحالف الطرفين الأخيرين لم يرمِ بثقله على ذلك التفاهم فحسب، بل طالت تداعياته القوى السياسية الأخرى والأهم الدولة وإحتمالات تصحيح أداء مؤسساتها الدستورية والإدارية كافة. وإذا تجاوزنا العقبات التي وضعها الرئيس نبيه بري في طريق وزراء "التيار الوطني الحر" من خلال إمساكه بتوقيع وزارة المالية، وبالأخص في ما يتعلق بوزارة الطاقة والمياه. فإنه كان واضحاً أن بري الذي أغلق أبواب مجلس النواب بالرغم منه لأكثر من سنتين في وجه عقد أية جلسة إنتخابية رئاسية تأتي بغير العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، تعمد تحويل جلسة إنتخاب عون الى سيرك تهريجي من خلال لعبة الأوراق المزدوجة التي وضعت في صناديق الإقتراع، وذلك بهدف النيل من مشروعية عملية الإنتخاب وجديتها. وبالتالي توجيه رسالة الى عون و"الحزب" معاً أنه لن يرتدع عن محاولاته إسقاط عهد عون في بداياته. على الرغم من أن بري نفسه كان قد تلقى وعداً من السيد نصرالله بأن وزارة المالية ستبقى من حصته وأن علي حسن خليل تحديداً سيتولاها في حكومة العهد الأولى. وهو الوعد الذي كان قد إستحصل عليه السيد نصرالله من العماد عون في الجلسة الأخيرة التي جمعتهما وجهاً لوجه قبيل جلسة الإنتخاب الشهيرة.

بالتأكيد لم يرغب عون في منح بري هذه الوزارة مجدداً خصوصاً مع بدايات عهده، لكن رغبة السيد نصرالله في تطمين بري سلفاً بإيجابية نوايا العماد تجاهه، آملاً أن يتمكن لاحقاً من إدارة خلافات الحالتين العونية والبِرية بأقل قدر من السلبية، إضافة الى عدم إعتراض الصهر جبران باسيل في تلك الجلسة على تثبيت هذا الإلتزام حتى قبل وصول عون الى سدة الرئاسة، كل ذلك لم يُثنِ بري عن الإستمرار في ممارسة أساليبه التعطيلية التي أصابت من العهد مقتلاً وساهمت في قيادة البلد الى الإنهيار الكامل والشامل.

إعتاد "حزب الله" أن يَسُوقَ الكثير من الأعذار لتبرير صبره على أداء بري السلطوي في مؤسسات الدولة وإداراتها، أو لتظهير أن التحالف بينه وبين بري "يشكل ضمانة للوطن والمقاومة"! مع علمه المسبق والمؤكد أن الوقائع السياسية والإجتماعية والإقتصادية الناتجة عن إستعمال بري لفائض قوة "الحزب" في تعزيز نفوذه ورصيده الشخصي حصراً في السلطة والمال، أثبتت أن هذا التحالف كان على حساب حفظ علاقة إيجابية مع باقي مكونات الوطن، وسداً مانعاً في وجه قيام الدولة، ومانعاً لتحرر المقاومة من تداعيات سلبيات السلطة على سمعتها ومعنوياتها. غير أن الأخطر يكمن في محاولات الإشارة همساً حيناً أو علناً أحياناً أخرى أن أي فَضٍ أو تشذيب لهذا التحالف سيؤدي حتماً الى عودة الصراع الدموي بين "حزب الله" وحركة الرئيس بري، بحيث يبدو الأمر وكأن الشيعة يعيشون في كانتون خارج كيان الدولة أو أنهم لا يخضعون لقوانين هذه الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية. والمؤلم أكثر أن يُستحضر عند كل نقاش حول هذا التحالف موضوع حرب "إقليم التفاح". وكأن هذه الحرب لم تنته بعد في أذهان من يستعيدونها، أو كأنه بالإمكان حدوثها مجدداً في ظل الدولة مع العلم أنها حصلت في زمن اللادولة. وهل الحليفان "الحزب" و"الحركة" أو أحدهما بلا أي مسؤولية وطنية وأخلاقية وشرعية كي يذهبا الى هذا النوع من الصراع؟! سؤال يستحق من "الحزب" تحديداً إجابة صادقة وصريحة تأخذ بعين الإعتبار إحترام عقول الناس وجمهوره.

"حزب الله" وجبران باسيل

في تفاهم "مار مخايل" كان جبران باسيل من المتفرجين وليس من صُناع هذا التفاهم. غير أن ذلك لم يمنعه من أن يكون أول وأكثر المستفيدين منه وزارياً ونيابياً وسياسياً، والأهم المُمسِك الأوحد بمفاتيح خيارات وعلاقات عمه ميشال عون العماد ومن ثم الرئيس. ولا يمكن تجاوز أن باسيل أدخل على لغة الحياة السياسية في لبنان مفردات ذات دلالات خارجة عن سياق الدستور وأدبياته ونصوصه وحتى إجتهاداته. ومثال ذلك: الأقوى في طائفته، تحالف الأقوياء، الميثاقية (وفق تفسيره الخاص)، حقوق المسيحيين... وآخرها اللامركزية المالية. وفي كل ذلك كان يتأرجح بين محاولاته تقديم نفسه خلفاً مُلطَفاً لمؤسس "القوات اللبنانية" بشير الجميل، وبين سعيه الى أن يكون نسخة مسيحية منقحة عن "عتاعيت" الحريرية السياسية وليد جنبلاط ونبيه بري. بالتأكيد لم يكن جبران باسيل ليتمتع بهذا الهامش من حرية التلاعب بمصير "التيار" وبمصير المسيحيين وحضورهم في الدولة لولا أمرين: الأول، وراثته السياسية المبكرة لعمه. والثاني، رهانه على حاجة "حزب الله" إليه ودعمه المطلق لأدائه، بإعتباره المانع الأساس لعزل "الحزب" ومحاصرته ضمن الدائرة الشيعية. اليوم، يجلس باسيل على حافة خيارين أحلاهما مُرٌ، فإما أن يقطع حبل التفاهم مع "حزب الله" ويندفع بإتجاه محاولة إعادة تكوين حيثية مسيحية بحتة تكون مدخلاً له لإستعادة موقع متقدم في طائفته. أو أن يُبقي على هذا التفاهم مع كل ما اعترى تنفيذه من عراقيل وموانع جعلته نصاً يرعى تبادل المصالح بين طرفيه، بعدما إستحال تحويله الى رافعة لشراكة وطنية تؤسس لبناء الدولة أو على الأقل لتصحيح مسارها "الحريري". في وقت بات الكثير من المسيحيين ومنهم "التيارون" يرون أن كلفة هذا التفاهم على وجودهم وعلى الكيان يُوجِب الانسحاب منه. في هذا الوقت العصيب، ألا يستحق الذين راهنوا على صدق نوايا صانعي تفاهم "مار مخايل": سيد الوعد وسيد العهد، أن يشهدوا في ذكرى توقيعه السابعة عشرة مراجعة جذرية وبناءة لهذا التفاهم تضيف عليه بعضاً من الشفافية والمصارحة أو الإفتراق بالتي هي أحسن.

وإذا كان السيد قد وفى بوعده، هل كان "العهد" مسؤولاً!

 

الرياح تهزّهم

سناء الجاك/نداء الوطن/02 شباط/2022

مرتزقة إيران يجانبون الحقيقة عندما يؤكدون أنهم لا يهتمون، أو أن نتائج الانتخابات النيابية لن تغير في الواقع اللبناني شيئاً.. لا يشعرون بالأمان حيال صناديق الإقتراع وما يترقبون أن تحمله في أيار المقبل.. وإلا ما الذي يدفع بنائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم إلى تكرار معادلته القاضية بتيئيس اللبنانيين من جدوى هذه الصناديق؟؟ فهو يكاد يمهد لإستنتاج يقضي بتوفير تكاليف العملية الإنتخابية وتوزيعها على الشعب الجائع لأن لا شيء سيتغير.. يستعين في حجته إلى دراسات وإحصاءات قام بها خبراء المحور.. وليس لنا أن نحلل ونجتهد بعد هذه الحجة.. ليس لنا أن ننضم إلى من يعتبرون أن الصناديق يمكن أن تحمل تغييراً ما.. وإذا حملت فلن تؤثر على التركيبة الحالية.. والأفضل أن نقبع في همومنا ونتابع أسعار المازوت وقارورة الغاز. ولا عجب.. فشغل المحور ومرتزقته ينصب علينا.. أما تكبير الحجر المتعلق بالمؤامرات الخارجية التي تستهدف "المقاومة"، فهو لزوم الداخل لتجييشه وتخويفه.. ولا سيما عندما يشارك إعلام المرتزقة في الكشف عن شبكات تجسس لمصلحة إسرائيل.. وهدف المشاركة ليس أن من بين المتورطين عنصراً من "حزب الله" "رفض تسليمه إلى القضاء اللبناني".. ولكن لأن بعض الموقوفين في هذه الشبكات "كانوا يعتقدون أنهم يعملون لمصلحة مؤسسات دولية أو منظمات غير حكومية".. وأحدهم ثبتت عمالته لأنه حصل على تمويل من منظمة دولية لشراء كمامات كتب عليها "كلن يعني كلن ونصرالله واحد منهم".

بالتالي فإن مصدر قلق المرتزقة لا يأتي من الخارج.. المهم الداخل.. وبالأخص "بيئة المقاومة" التي يفترض بها أن تثبت وفاءها من خلال قطع علاقتها جذرياً مع المؤسسات المأجورة للدولة.. إبتداء من أي مؤسسة رسمية تفتقد إلى الطوابع لإنجاز معاملاتها.. وليس إنتهاء بصناديق الإقتراع..

وإستخفاف رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بإنهيار القطاع المصرفي لا يخرج عن السياق.. و"إذا أرادوا هدم النظام المصرفي في لبنان فليهدموه، فهذا النظام لم نصنعه نحن، بل صنعته إرادات خارجيّة وراقبته وزارة الخزانة الأميركية، حيث لا يدخل فلسٌ إلى مصرف من مصارفنا إلّا برقابة وزارة المال الأميركية".. والجملة الأخيرة هي التي تسببت بفتوى القضاء على هذا القطاع، وقطع دابر الأدلة على تمويل إرهاب المحور.. وإستتباعاً، المعادلة واضحة: المصارف والمستشفيات والمدارس والجامعات هي مؤسسات تنال من الكرامة وتلتزم تعليمات الإدارة الأميركية ومن ورائها العدو الصهيوني.. فلتذهب إلى الجحيم.. والقسم الكبير من اللبنانيين "هم أهل شرف وإباء ومقاومة ووفاء..".. ولا يحتاجون هذه المؤسسات.. لا يحتاجون الدولة من أساسها.. لديهم قضية.. والقضية أكبر من الوطن والدستور والقانون.. وأهم من الأسئلة السخيفة المتعلقة بمسؤولية المنظومة ومن يتحكم بها عن الإنهيار الإقتصادي الحاصل.. وأيضا أهم من الانتخابات كحق وواجب على اللبنانيين الذين يمكنهم أن يرفعوا منسوب "النق" ما شاؤوا.. لكن ممنوع عليهم أن يغيروا مصيرهم الذي يتحكم به محور إيران ومرتزقته.. وحتى لو أفرزت الانتخابات بصيص أمل، فهو إلى أفول وسيولد ميتاً لأنه صنيعة العمالة التي تجد من يمولها لرشوة الناخبين..

ولأنه "وبحمد الله لدينا على مستوى قيادات بيئتنا من يملك الرؤية الواضحة لما يجب أن نفعله لمواجهة هذا المخطّط وهزيمته".. تجتهد هذه القيادات بالترويج لتقديرات عن أن نسبة المشاركة في الإنتخابات ستكون الأقل في تاريخ الدورات الانتخابية.. وأن ردود الفعل غير المرتقبة.. أو المرتقبة نتيجة جرائمهم بحق اللبنانيين.. لا تخيفهم.. لكن مرتزقة المحور يجانبون الحقيقة.. هم خائفون وقلقون وليسوا جبلاً.. الرياح تهزّهم..

 

"القوات"-"الاشتراكي": تحالف الضرورة... على أنقاض "المستقبل"

كلير شكر/نداء الوطن/02 شباط/2022

تفضّل القوى السياسية التعامل مع الاستحقاق النيابي على قاعدة أنّه حاصل في موعده... إلّا اذا. تلك الـ»إلّا إذا»، لا تزال حاضرة بقوّة، وهي في الحسبان المأمول. الأكيد أنّ أياً من هذه القوى لا يملك الجرأة للخروج مطالباً بالتأجيل، أو بفتح الباب أمام أي مخرج من شأنه أن يبعد هذه الكأس لبعض الوقت، مع العلم أنّ معظم هذه الأطراف يفضّل عدم الخضوع لهذا الاختبار في ضوء عاملين بارزين: انخفاض نسبة المشاركة لدى كلّ الطوائف، وتراجع شعبية هذه الأحزاب والتيارات، لمصلحة «لا أحد». ولكن الواقعية تقتضي الاستعداد للانتخابات طالما أنّ السيناريو البديل غير متوفر أو غير جاهز، وقد يحلّ موعد 15 أيار على غفلة. ولهذا، تتعامل القوى السياسية مع فرضية فتح صناديق الاقتراع في موعدها، على أنّها المرجحة، بانتظار «فرج ما» لا يزال مجهول المصدر، خصوصاً اذا تمسّكت الدول الغربية، وتحديداً باريس وواشنطن بموقفها الداعي لاحترام المواعيد الدستورية، ولو أنّ المؤشرات الميدانية تدلّ على أنّ معمودية الصناديق لن تأتي بالانقلاب الانتخابي الموعود. على هذا الأساس، يكثّف «الحزب التقدمي الاشتراكي» من حراكه الانتخابي، بعدما أعطى رئيسه وليد جنبلاط الضوء الأخضر لختم قرار رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري بالانكفاء، بالشمع الأحمر. لم يقف الزعيم الدرزي كثيراً عند الأسباب التي أملت على الحريري «الابتعاد الاضطراري»، معتبراً أنّ «الحريري قد يعود وقد لا يعود إلى العمل السياسي... قراره بالتعليق فقط ليس نهائيّاً»، معلناً «الاستمرار في العمل السياسي أنا وتيمور، ولن نقفل باب المختارة»، قائلاً: «لسعد الحريري ظروف خاصّة جدّاً، ونحن ليست لدينا الظروف نفسها».

ولأنّ الغموض يلف الحاضنة السنيّة التي لا تزال في حالة ارباك وضياع بعد قرار الحريري، كان لا بدّ بالنسبة للاشتراكيين، من حجز الحليف المسيحي في الجبل وبعبدا والبقاع الغربي. فكان التنسيق المباشر مع معراب، حيث التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب عضوي «اللقاء الديمقراطي» النائبين اكرم شهيب ووائل أبو فاعور، موفدين من جنبلاط، وذلك بغية التنسيق الانتخابي بين ماكينتيّ الحزبين، وفلش أوراق الترشيحات الأولية تمهيداً للاتفاق على مكونات اللوائح في الدوائر الثلاث الأساسية، والعمل على احتضان البيئة السنيّة.

مبدئياً، ثمة ثلاث دوائر أساسية هي قيد المراجعة الثنائية: الشوف-عاليه، بعبدا والبقاع الغربي، في حين أنّ بقية الدوائر- التماس، كالمتن (سجل الاستحقاق السابق مشاركة 1041 صوتاً تفضيلياً درزياً نال منها ادي أبي اللمع 173 صوتاً)، وزحلة (سجل الاستحقاق السابق مشاركة 521 صوتاً تفضيلياً نال منها جورج عقيص 51 صوتاً)، قد تكون بمثابة دعائم للتفاهم حيث يمكن لـ»الحزب التقدمي» أن «يتبرّع» بأصواته لمصلحة مرشحي «القوات»، أو بيروت الثانية حيث يمكن لـ»القوات» أن تجيّر أصواتها للمرشح «الاشتراكي».

في التفصيل، يتبيّن أنّه في الشوف، لا يزال جورج عدوان مرشحاً، في حين أنّ البحث يتناول المقعدين المارونيين والمقعد الكاثوليكي، حيث يميل «الاشتراكي» الى ترشيح حبوبة عون في حين أنّ النقاش لا يزال قائماً حول المقعدين المتبقيين. أما في عاليه، فتميل «القوات» إلى تسمية اميل مكرزل، فيما سيكون راجي السعد تقاطعاً بين الحزبين. أما في بعبدا، فسيكون بيار أبو عاصي مرشحاً من جديد إلى جانب هادي أبو الحسن، وتميل «القوات» إلى تسمية كميل شمعون. أما في البقاع الغربي، فلا يزال الاسمان المسيحيان، اللذان سينضمان إلى وائل أبو فاعور، قيد البحث.

في السياسة، أبقت «القوات» طوال الفترة الماضية، وعلى الرغم من تقلبات «البيك»، على علاقتها بـ»الاشتراكي» على موجة الاستقرار، وتجنّبت خوض أي اشتباك مع جنبلاط، مع العلم أنّ الأخير لم يتردد بين الحين والآخر في ممارسة سياسة «النكوعة»، كأن يقول مثلاً في احدى مقابلاته التلفزيونية إنّ «أي شخص من أي طائفة يفكر في مغامرة عسكرية هو مجنون»، وقد فهم من هذا الكلام أنّ المقصود هو جعجع خصوصاً وأنّ هذا التلميح جاء بعد تسريب كلام نُقل عنه بعد عشاء جمعه برئيس حزب «القوات»، عن امتلاك الأخير «15 ألف مقاتل، ونحن قادرون على مواجهة الحزب الذي بات يعاني من ضعف كبير، نتيجة الأوضاع في لبنان وفي الإقليم»... أو كأن يُنقل عنه قوله: «هيدا اللي قاعد ع التّلة مرتاح ع وضعه، علاقته ممتازة مع السعودية وما بعرف على شو مراهنين عليه»، ليعود ويغرّد معتذراً «على اثر تسريب كلام مجتزأ قلته في اجتماع عام والذي يشكل اساءة لاطراف داخلية ودول عربية، فانني اقدم اعتذاري واتمنى ان يكون هذا التوضيح كافياً لجلاء اي ملابسات».

 

الرد اللبناني معروف على الورقة العربية والخليجية والدولية

طارق الحميد/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/106023/%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%88%d9%81-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84/

لا أعتقد أن الرد على المطالب التي سلَّمها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، للمسؤولين اللبنانيين بشأن إجراءات بناء الثقة لإنهاء الأزمة مع الخليج، سيكون بالأمر الذي يصعب التكهن به. من يتعامل مع الأزمة اللبنانية - اللبنانية يستطيع معرفة الرد، والأسلوب الذي سيصاغ به، وخصوصاَ ملف «حزب الله» الإرهابي وسلاحه، وكذلك تطبيق سياسة «النأي بالنفس». ما رشح من الورقة التي قدمها وزير الخارجية الكويتي للبنانيين يتضمن، مثلاً، تحديد إطار زمني لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، ومن ضمنها القرار رقم 1559 الذي يدعو إلى نزع سلاح الفصائل الخارجة عن الدولة، أي سلاح «حزب الله».

حسناً، هنا نستطيع معرفة الرد اللبناني بسهولة حيث نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، قوله: «لن أذهب لأُنهي وجود (حزب الله)... هذا غير وارد... نحن ذاهبون للحوار». والحقيقة أننا لا نحتاج إلى مصادر لمعرفة الرد، فقد سبق للوزير اللبناني نفسه أن قال في شريط صوتي بثّته صحيفة «عكاظ» إن «الأميركان كانوا يضغطون بشدة خلال عهد ترمب، وبوجود وزير الخارجية بومبيو، ويطلبون منّا التخلص من (حزب الله)».

مضيفاً: «إنما كيف يمكن التخلص؟ وقلت لهم مرة: ابعثوا 100 ألف مارينز وخلّصونا... بدّكم تحتفلوا والشامبين علينا... أنا ما فيني خلّص من (حزب الله)». وعليه فمن الواضح أن لبنان غير قادر على التخلص من سلاح «حزب الله»، ولا راغب حتى في خوض المعركة السياسية، وإن طالت، للشروع بتطويق الحزب سياسياً، بل إن بعض ساسة لبنان، ومهما تظلموا، هم من أسهم بتمكين الحزب سياسياً. وبالنسبة إلى تطبيق سياسة «النأي بالنفس» فقد نقلت «رويترز» عن مصادر مطلعة على مسودة الرد أنَّ لبنان سيقول إنه «لن يكون منطلقاً للتحركات التي تمسّ بالدول العربية»، وإنه ملتزم قولاً وفعلاً بسياسة «النأي بالنفس».

وهذا أمر غير قابل للتطبيق أيضاً بسبب سطوة سلاح «حزب الله»، فمن يستطيع من اللبنانيين أن يوقف الحزب الإرهابي من التدخل في الأزمة السورية؟ أو يمنعه من التدخل في الشأن اليمني؟ ومن سيمنع الحزب من تهريب المخدرات وهو يسيطر على المنافذ اللبنانية؟

الحقيقة أن الرد اللبناني سيكون استمراراً لنهج «تدوير الزوايا» الذي أوصل لبنان لهذه الأزمة الكبرى، ولن تستطيع حكومة لبنانية التصدي لـ«حزب الله» الإرهابي وفقاً للنهج السائد في لبنان اليوم. وهذه القراءة لا تعني أن دول الخليج تضيّع وقتها في الأزمة اللبنانية، بل تعني أن دول الخليج، وبكل ذكاء، تبني موقفاً خليجياً عربياً، ودولياً، ضد «حزب الله» الإرهابي، وتثبت أن الساسة اللبنانيين غير جادين في حل أزمتهم. وحتى لو طال أمد بناء موقف حقيقي ضد من تسببوا في أزمة لبنان فإنَّ لحظة الحقيقة قادمة، خصوصاً أننا أمام منعطفات سياسية حادة في المنطقة نتاج ما ستسفر عنه مفاوضات فيينا، والتطورات الجادة على الأرض في اليمن، وأكثر. وبالنسبة إلى الساسة اللبنانيين فهناك مثل شعبي عميق ينطبق عليهم يقول: «الحجر من الأرض، والدم من رأسك»، حيث سيصبحون ضحايا أنفسهم لا محالة، كما أصبح لبنان ضحيتهم.

 

لبنان في وجدان المملكة والخليج... فماذا نفعل؟

نعمة طعمة/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

تذكرني الحركة الخليجية باتجاه لبنان بعد زيارة وزير خارجية دولة الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح، بالزمن الجميل الذي جمع لبنان تاريخياً بالمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، عندما كانت اللجنة العربية الثلاثية تسعى إلى وقف الحرب الدامية في لبنان في أحلك الظروف، وأصعب مرحلة شهدها لبنان، يوم كانت لغة المدافع هي السائدة، والدمار يطال لبنان، وشعبه الطيب يهاجر... حينها كان الأمير الراحل سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية وعميد وزراء الخارجية في العالم، ومعه أمير دولة الكويت الراحل وزير الخارجية آنذاك الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى جانب وزير خارجية المغرب عبد اللطيف الفيلالي، يقومون بمهام دبلوماسية شاقة، بحنكة ودراية تامة في تدوير الزوايا، وعراقة سياسية ودبلوماسية بالغة الأهمية، إلى أن توصلوا إلى اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب في لبنان، وبات الدستور الضامن للسلم الأهلي في لبنان. الرياض ستعود إلى لبنان، وهي لم تغادره أصلاً، فالتاريخ لا يمحى بشطبة قلم، والخليج أيضاً، فما جرى في الكويت، وقبله ما عبّر عنه وزير الخارجية الكويتي من كلام يحمل محبة الكويت ودول مجلس التعاون للبنان وبعبارات رقيقة، ينمّ عن هذا التاريخ الناصع، فلطالما سمعت من كبار المسؤولين السعوديين كلاماً يؤكد مدى تعلقهم بلبنان، بل أكثر من بعض مسؤوليه، فكانوا يتأثرون لما كان يجري إبان الحروب، في بلد اعتبروه وطنهم الثاني، فساندوه، ودعموه، وكانوا إلى جانبه في الملمات يوم تخلَّى عنّا العالم. اليوم نسأل، ماذا فعلنا تجاه أهلنا في الخليج؟! أسأل؛ هل يعقل أن نشهد هذه الحملات التي تطال السعودية، مملكة الخير والعطاء والسند الأساس لوطن الأرز؟! أسأل؛ هل يعقل أن ترسل الآفات إلى هذه الدول التي تعلَّقت بوطننا وساعدت أهله واحتضنتهم؟! أسأل، وأنا أشاهد على شاشات التلفزة كيف تتعرض منشآت مدنية وحيوية في السعودية لاعتداءات خارج المواثيق الدولية وحقوق الإنسان... والبعض في لبنان لا يرفّ له جفن، ويغفل عن أن المملكة هي مَن حصّنت اقتصادنا، ومن سعت إلى جانب الأشقاء والأصدقاء لوقف الحروب المؤسفة في بلدنا. وعَودٌ على بدء، فما شاهدناه في الأيام الماضية من تطورات سياسية ودبلوماسية ومؤتمرات، وحيث دول الخليج كانت في طليعة هذه الأحداث، وتحديداً تجاه لبنان، من مساعٍ دبلوماسية خليجية وعربية ودولية... يذكرنا أيضاً بهذا الدور السعودي والخليجي والعربي، لإنقاذ وطننا من براثن الانهيار السياسي والأمني والاقتصادي، حيث أهل بلدي الطيبون الصابرون يعانون الأزمات الحياتية والمعيشية الصعبة... والشباب يهاجرون وعائلات بأكملها تنتظر الحصول على تأشيرة لتغادر هذه الأرض التي احتضنتهم وتعلقوا بجذورها، في ظل تخلي مسؤوليهم عنهم وعن معاناتهم وقهرهم وفقرهم، والغياب المدوي للمعالجات للأزمات القائمة، إلا مسكنات لا تسمن ولا تغني عن إطعام جائع وفقير، وسياسات اعتباطية وغياب الرؤية الواضحة، وكم حذرنا منذ سنوات من هذه السياسات التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه، وكذلك إلى الأزمة القائمة اليوم مع المملكة والخليج... ولكنها غيمة صيف وستزول بفعل أصحاب الحكمة والرأي السديد من خلال قيادة المملكة الحكيمة وزعماء الخليج الذين يتمسكون ببلد ما زال في الذاكرة والوجدان. ويبقى أمام هذه المساعي الخيرة والجولات المكوكية والمؤتمرات... أن ينتفض أهل الحل والربط وكبار المسؤولين فيقرأوا الماضي والحاضر، ويقفوا وقفة المسؤول الذي يعمل لصالح بلده وأهله، لا للآخرين... فلتقف الحملات على المملكة والخليج، ولنلتزم بالمبادرات، ولنتقِ الله ونخافه... حرصاً على ما تبقى لنا من رصيد... وإلا الخوف والقلق على المصير، وثقتي ومعرفتي بحكماء الخليج أنهم حتى الساعة، لبنان في عقولهم وقلوبهم... فهل من مجيب؟!

 

عن التدخّلات الكريمة والتدخّلات اللئيمة

حازم صاغية/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

هناك حالات من التدخّل الكريم الذي قد يمارسه بلد في بلد آخر. هذه أمثلة عن بعض تلك الحالات:

- أن يمارس نظام الدولة (أ) أعمالاً إباديّة ضدّ شعبه، فتتدخّل الدولة (ب) لوقفها (عراق صدّام حسين، سوريّا الأسد، ليبيا القذّافي...).

- أن تمارس جماعة أهليّة مسلّحة في البلد (أ) أعمالاً إباديّة ضدّ جماعة أهليّة أضعف منها (الهوتو والتوتسي في رواندا وبوروندي، الصرب والمسلمون في البوسنة، طالبان في أفغانستان، «داعش» والإيزيديّون في العراق...).

- أن يمارس نظام الدولة (أ) تجويع شعبه (كوريا الشماليّة...).

- أن يشكّل نظام الدولة (أ) تهديداً لجيرانه، وأن يغزوها ويحتلّها (هتلر في تشيكوسلوفاكيا وباقي أوروبا، صدّام حسين في الكويت...).

- أن يستولي على السلطة في الدولة (أ) نظام عسكريّ أو قَبَليّ تتجمّع القرائن على رفض أغلبيّة السكّان له (أمثلة لا تُحصى).

هذه الحالات يغطّي بعضَها مبدأُ «التدخّل الإنسانيّ»، لكنّ التدخّل فيها لا يحظى بالإجماع عليه بطبيعة الحال، كما أنّه لا يحصل إلاّ في القليل من حالاته المستحقّة. مع هذا فحصوله يبقى قابلاً للدفاع عنه ولتبريره.

في المقابل، فإنّ ما لا يمكن الدفاع عنه إطلاقاً هو نمطٌ آخر من التدخّل، أو التهديد بالتدخّل، سببه التالي: إنّ شعب الدولة (أ) اتّخذ بأكثريّته، وغالباً من خلال برلمانه، قراراً يتعلّق بمصيره وبطريقة حياته وبسياسته الخارجيّة، لكنّ قراره هذا لا يعجب الدولة (ب) التي تعتبره خطراً عليها.

سياسة روسيا في أوكرانيا اليوم، والمعزّزة بحشد مائة ألف جنديّ على الحدود، مَثلٌ صارخ. تهديدات الصين لتايوان، حيث ترفض الأولى استقلال الثانية عنها، مَثل آخر. لدينا في المشرق العربيّ مثل شهير هو حين حرمت سوريّا الأسد لبنانَ من أن تكون له سياسة خارجيّة مستقلّة باسم «وحدة المسار والمصير»، فحين أراد أن ينتزع هذا الحقّ كان الاغتيال بالمرصاد لسياسيّيه وصحافيّيه وكتّابه.

إبّان الحرب الباردة كان هذا النوع من التدخّل، المباشر مرّةً والمداور عبر أدوات وسيطة مرّات، مشتركاً بين الجبّارين: الاتّحاد السوفياتيّ سحق، بجيشه وبقوّات حلف وارسو، هنغاريا في 1956 وتشيكوسلوفاكيا السابقة في 1968 وكاد يسحق بولندا في 1981. الولايات المتّحدة لم تزجّ جيشها في سحق بلدان أخرى، لكنّها دعمت انقلابات عسكريّة على أنظمة ديمقراطيّة منتَخبة. أبرز تلك الحالات كانت في إيران 1953 ضدّ حكومة محمّد مصدّق، وفي غواتيمالا 1954 ضدّ حكومة جاكوبو أربنز، وفي تشيلي 1973 ضدّ حكومة سيلفادور ألّيندي.

الحجّة – المعلنة أو الضمنيّة – على ضفّتي التدخّل كانت من طبيعة أمنيّة: إنّ النظام الذي نسحقه يقوّي الخصم على حسابنا. أمّا الخصم فهو المعسكر الأطلسيّ في نظر موسكو، والمعسكر السوفياتيّ في نظر واشنطن.

بعد الحرب الباردة وصعود أجندة الديمقراطيّة على نطاق كونيّ، لم تعد واشنطن تمارس هذه التدخّلات ضدّ أنظمة ديمقراطيّة. حربها الأولى في العراق (غير الديمقراطيّ يومذاك) أدّت إلى تحرير الكويت من احتلاله. حربها الثانية اضطُرّت لتبريرها إلى كذبة سلاح الدمار الشامل.

اليوم بات التدخّل اللئيم هذا يرتبط بأنظمة معيّنة لا تحتاج إلى أيّة كذبة كي تبرّر ما تفعل. إنّها تجاهر بفعلها غير هيّابة ولا متردّدة: الدفاع عن أمني الذاتيّ ضدّ إرادة غيري وحرّيّاته.

هذه الأنظمة تجمع بينها مواصفات محدّدة ربّما كان أبرزها:

- أنّ النظام استبداديّ، وإن اعتمد مظهراً ديمقراطيّاً شكليّاً في بعض الحالات، كما في روسيا بوتين.

- أنّه في الغالب قوميّ وشعبويّ يقف على رأسه زعيم معبود أو نصف معبود.

- أنّه يغلّب الحجّة الأمنيّة العارية على سواها من الحجج. ما من اعتبار لأيّ سبب آخر بما في ذلك إرادة السكّان الذين يتمّ التدخّل في بلدهم. وإذا كان الكثير من تلك البلدان شيوعيّاً في السابق، أي غير آيديولوجيّ اليوم، تبقى إيران، بين البلدان التدخّليّة أكثرها استخداماً لذرائع آيديولوجيّة، علماً بأنّها لا تنجح في حجب نزعة التوسّع.

- وأنّ ثمّة أسئلة وجوديّة تحيط بمستقبل النظام التدخّليّ وقابليّته للبقاء. حتّى الصين، وهي وحدها من بين البلدان التدخّليّة صاعدة وغنيّة ومتماسكة، ليست بمنأى عن تلك الأسئلة على مدى أبعد.

لقد باتت ظاهرة التدخّل اللئيم من الظواهر التي تلازم عالمنا اليوم، وأغلب الظنّ أنّ ضعف الإرادة الدوليّة ممثّلةً بالأنظمة الديمقراطيّة، ومن ثمّ تعثّر التدخّل الكريم وتردّده، هما ما يجعل التدخّل اللئيم على هذه الدرجة من الانتشار والسطوع.

 

أوكرانيا ليست نُزهة سوريا

بكر عويضة/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

في سوريا، كما في غيرها من دول عربية عدة، تُعطى ضواحٍ في المدن والقرى اسم «حي النزهة». الأرجح أن اختيار ذلك الاسم تحديداً، من جانب مجالس البلديات المحلية، التي تختص بهكذا أمر، جرى لسبب يتعلق بفسحة الشوارع في تلك الضاحية، مما يتيح للناس فرص المشي بقصد التنزه، واستنشاق نقي الهواء الطلق، بعيداً عن ضوضاء أبواق السيارات، وصخب مراكز التسوق في مركز أي مدينة أو قرية. يجري، أحياناً، اللجوء إلى وصف «النزهة» ذاته عند توجيه تحذير، في المستوى الفردي، لشخص ما، أو لطرف دولي، وربما إلى لاعب مهم في ساحات اللعب السياسي عالمياً، بهدف لفت النظر إلى خطورة ما قد يقدم عليه ذلك الفرد، أو النظام، من خطوات تبدو مرجحة في ضوء ما سبقها من مقدمات، فيُقال للمعني أن الأمر لن يقتصر على مجرد نزهة، بل المؤكد أن تترتب على خطوة كتلك عواقب لها تأثيرات خطرة، على الأغلب سوف تتعدى النطاق الذاتي إلى الإطار الإقليمي، أو العالمي.

بالطبع، تردد هكذا تعبير على مسامع الناس في مختلف أنحاء الكوكب خلال ما مضى من أواخر العام الماضي، ومطالع العام الجديد، موجهاً بالتحديد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو توجه صحيح، إذ من الطبيعي أن تتجه أنظار المعنيين بالسلم العالمي، في العالم كله، تقريباً، نحو سيد الكرملين، في انتظار خطوة موسكو المقبلة بعد الحشود الضخمة، التي قُدرت بما يفوق مائة ألف جندي، والتي توجهت إلى مناطق الحدود بين روسيا وأوكرانيا، بما أوحى بقرب غزو روسي للجارة الأوكرانية. هل يُقدم قيصر الكرملين على هكذا تصرف «أحمق»، كما يبدو في نظر كثيرين، خصوصاً في الولايات المتحدة، وفي عواصم دول حلف «الناتو»، عموماً، لكن النظر إليه سيختلف، على الأرجح، في مناطق عدة من العالم، وعلى وجه التحديد حيثما يوجد حنين إلى زمن الاتحاد السوفياتي، عندما لم يكن الغرب مستفرداً بالقرار الدولي، على النحو الذي صار إليه بعد سقوط جدار برلين، وتفكك إمبراطورية السوفيات، بانهيار حلف وارسو.

سوريا - كما هو معروف لكل من درس فسيفساء التحالفات في منطقة الشرق الأوسط، طوال النصف الثاني من القرن الماضي - واحدة من تلك الدول التي أخل سقوط الاتحاد السوفياتي بمجمل التوازنات التي تقوم عليها أساسيات الحكم فيها، إضافة إلى خرائط علاقاتها الإقليمية، وكذلك الدولية. في ضوء ذلك، يمكن تخيل كم سيكون مبهجاً للحكم السوري القائم حالياً أن يرى القدم الروسية تقتحم الحدود الأوكرانية، كما لو أنها تعيد إحياء تلك الصورة التي اختفت منذ زمن بعيد، وتعلن عودة العالم إلى أيام هيمنة قطبين، البيت الأبيض في واشنطن، مقابل الكرملين في موسكو. ذلك نوع من خيال الأماني لم يزل يراود بعض ذوي التفكير الرغبوي. لكن، انطلاقاً من حكمة تقول إن المرء يجب أن يتجنب نهائياً القول على نحو حاسم إن أمراً ما لن يقع مطلقاً، الأفضل ألا أقع في هكذا حسم، إنما في الآن نفسه يمكن المجازفة بالقول إن مثل ذلك الأمل الرغبوي هو أقرب إلى المستحيل منه إلى واقع ما يجري على الأرض.

نعم، نجح فلاديمير بوتين في إعادة فرض الوجود الروسي على أكثر من أرض عربية، بدرجات مختلفة، بعدما كاد يختفي تماماً. وصحيح أن سوريا كانت البوابة الأوضح رؤية، والأقوى تأثيراً، في تأكيد العودة الروسية إلى المنطقة، خصوصاً منذ بدء تدخل السلاح الروسي (30-9-2015) جواً وبراً وبحراً، فيما يجري من معارك على الأرض السورية، الأمر الذي أعاد رسم قواعد الحرب ككل، لكن رد الفعل الغربي على ذلك التدخل، آنذاك، لن يصلح مقياساً للبناء عليه، الآن، في توقع حجم ردود دول حلف «الناتو» على غزو روسي لأوكرانيا. كلا، الأرجح أن تدخل بوتين في سوريا سوف يبدو مثل نزهة حين يُقاس بإقدام سيد الكرملين على غزو أراضي أوكرانيا. في الوضع السوري، لم يبدُ الغرب مهتماً بردع موسكو على النحو الذي يحول بينها وبين تحقيق هدفها لجهة تثبيت الحكم في دمشق، لذا اكتفى بالزعيق أكثر من الفعل. أما في الشأن الأوكراني فمن الواضح أن التقييم مختلف كثيراً. الأمر في أوكرانيا يتعلق بمستقبل «الناتو» ذاته، وبمجمل هيبته. خطوة بوتين المقبلة؟ سؤال يتردد على كل الألسنة، أما الجواب فهو الأصعب أمام الجميع أيضاً.

 

أميركا و«الحرس الثوري»... «قوة الإيذاء» لا تكفي

إميل أمين/الشرق الأوسط/02 شباط 2022

مثير إلى حد غريب وعجيب موقف الولايات المتحدة من إيران ومواقفها، ذلك أنه فيما يتلاعب المفاوضون الإيرانيون في فيينا بمقدّرات نظرائهم الأميركيين والأوروبيين، يعلو صوت العسكريين في طهران مهددين ومنذرين، بالويل والثبور وأشر الأمور، ومن غير أن نستمع إلى تعليق صوتي من أي مسؤول أميركي.

زد على ذلك أن الأمر لم يعد قاصراً على حدود العنتريات الكلامية، بل تجاوزه إلى تفعيل وكلاء الحرب، أو وكلاء الشر الذين يدورون في مدارات عسكر إيران، لتهديد أمن المنطقة وسلامها، وعلى غير المصدق أن يراجع الصواريخ الباليستية الحوثية التي باتت تطرق أبواب المدنيين في المملكة العربية السعودية، وجديدها في الإمارات العربية المتحدة، ناهيك بقصف مطار بغداد بالصواريخ، ومحاولة اغتيال رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، وربما الأسوأ لم يأتِ بعد. هل الصمت والإذعان الأميركيان سبب رئيس في تمادي إيران في غيها السادر؟ الذين قُدر لهم الاستماع مساء الأحد الماضي للتصريحات الصادرة عن «الحرس الثوري»، وتوصيفهم لمن العدو ومن الحبيب، ومحاولة إظهار قدرتهم على السماح بالمرور في مياه الخليج، أو المنع، يدرك أن هناك حالة من جنون العظمة تنتاب هولاء، الذين نسوا أو تناسوا عمليات سابقة، مثل «براينغ مانتيس» في نهاية ثمانينات القرن الماضي، التي دُمر فيها نصف الأسطول الإيراني، وذلك حين كانت واشنطن غير متهيبة من إخفاق مفاوضات، أو حريصة على إبقاء إيران حجر عثرة في المنطقة، ضمن توازنات جيوسياسية ماورائية. رضا تنكسيري، قائد القوة البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، تحدث عما سماه ست صفعات قوية تم تسديدها للولايات المتحدة خلال السنة ونصف السنة الماضية.

يلفت الانتباه في تصريحات تنكسيري إصراره على الاختباء وراء رداء الدين، واللعب على فكرة الثورة الإسلامية المستمرة والمستقرة، وتأكيده أن الضربات وجهت للأميركيين بيد «مقاتلي الإسلام»، كما جاء عبر وكالة «فارس»، الأمر الذي يبين للعالم عامة، وللعم سام بنوع خاص وإدارة الرئيس جو بايدن تحديداً وتخصيصاً، أن إيران لا تزال تعيش وتحلم، بل تخطط وتتآمر انطلاقاً من كونها ثورة، وليس دولة، وهذه هي الكارثة وليس الحادثة. شيء ما في تصريحات تنكسيري يظهر فداحة الخطيئة المميتة التي ارتكبتها واشنطن، وبقية الدوائر الغربية، طوال العقود الثلاثة الماضية، حين وقفت عاقدة الأذرع على الصدور، فيما إيران تبني برنامجاً صاروخياً قاتلاً، فقد عقد ما يشبه المقاربة بين قدرات إيران الصاروخية في بداية الثورة حين كانت تفتقد للأسلحة الحديثة، واضطرارها وقتئذ لاستيراد الصواريخ من الخارج، أما اليوم فتظهر قدرتها على الإنتاج، بل وتهديد الأعداء...

يعترف رجل «الحرس الثوري» الإيراني بأن صواريخ طهران هي التي أجبرت السفن الأميركية على الدوران في الخليج، وبعيداً عن مرمى نيرانها، بل إنه يصف قوة الولايات المتحدة بالقوة الورقية، وهو أمر يعرف القاصي والداني أنه من قبيل أضغاث الأحلام الإيرانية، لكن ما يشجعه على التمادي هو الصمت الأميركي الغريب، وبخاصة حين ترى صواريخ الحوثي تنهمر في الأرجاء، وتتوانى عن إعادة أدراجه في خانة الجماعات المصنفة بالإرهابية. لم تعُد قوات «الحرس الثوري» تداري أو تواري سعيها للسطو المسلح على مياه الخليج العربي، فمن قبل تكلم تنكسيري نفسه داعياً القوات الأميركية إلى مغادرة الخليج، «حفاظاً على أرواحها»، واليوم يذكّر الأميركيين بمشهد استهداف قاعدة عين الأسد، معتبراً إياه أصغر نماذج رد إيران المحتل في حال تعرضت لما يسميه أي حماقة عدوانية. الصمت الأميركي المدوي تجاه أعمال «الحرس الثوري» الإيراني هو الذي دعا قائد فيلق القدس التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، العميد إسماعيل قاآني من قبل، للتصريح بأن قوات إيران ستوفر أرضية الانتقام من الأميركيين داخل منازلهم، وبواسطة أفراد موجودين معهم. ما الذي تنتظره أميركا بعد تصريح الرجل، وهو يهدد بما هو إرهاب داخلي، عملت الأجهزة الاستخبارية الأميركية على تجنبه منذ عقدين من الزمن؟

يكاد المشهد النازي في ثلاثينات القرن الماضي يتكرر من جديد، وقد دفعت أوروبا ثمناً باهظاً لتوانيها عن قطع الطريق على الشمولية والاستبداد الألماني من دماء شعوبها، ورخاء اقتصادها... ماذا عن أميركا؟ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أقر الكونغرس ميزانية دفاع بـ768 مليار دولار، وبزيادة 25 مليار دولار على ما طلبته إدارة الرئيس بايدن، وهو أمر جيد لصقور وزارة الدفاع... هل هذا يكفي لردع إيران؟ الجواب عند رافائيل كوهين، الضابط السابق في الجيش الأميركي، وأحد كبار خبراء مؤسسة راند، وفيه أن القوة العسكرية توفر ما وصفه عالم الاقتصاد الحائز جائزة نوبل، توماس شيلينغ، بـ«القوة للإيذاء»، غير أن الردع الناجح يتطلب شيئاً أكثر، وهو القدرة على إظهار توجه حاسم لاستخدام القوة إذا لزم الأمر. هل يعوز إدارة بايدن هذا الحسم؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

غالاغير بعد لقائه الراعي: سنعود إلى روما برؤية أوضح

وطنية/02 شباط 2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غالاغير، الذي شارك في جزء من اجتماع المطارنة الموارنة قبل لقائه البطاركة وممثلين عن بعضهم، وشارك في اللقاء الكاثوليكوس آرام الأول، البطريرك مار يوسف الثالث يونان، ممثل البطريرك يوحنا العاشر المتروبوليت الياس كفوري، والمطران سيزار اسيان، بحضور السفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتيري وسفير لبنان في الفاتيكان الدكتور فريد الخازن.

 غالاغير

بعد اللقاء، قال غالاغير: "أتيت اليوم لزيارة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والأساقفة الموارنة باسم قداسة البابا للتحدث والاطلاع على وضع البلد والكنيسة، وسنعقد بعد قليل اجتماعا صغيرا مع بطاركة لبنان الآخرين، فمن المهم جدا تحقيق هذا التواصل مع إخوتنا الأساقفة وتبادل الحديث مع معارفنا والسلطات من خلال المبادرات الأكاديمية التي شاركنا فيها".  أضاف: "بكل صدق، أتاحت لي هذه الزيارة وبعض اللقاءات التي أقمتها إمكانية إدراك الحقيقة في لبنان في وقت أزمته هذه. وبالتالي، أشكر قداسته على سماحه وتسهيله إقامة هذه الزيارة، وأعتقد أننا سنعود إلى روما برؤية أوضح عن المصاعب ودور الكنيسة في المستقبل والبحث عن إمكانية مساعدة لبنان في هذه الأوقات الصعبة". وختم: "أشكركم وأعتقد أنه يمكننا أن نكون دائما في وحدة، ليس في الصلاة وحسب، إنما أيضا من خلال التزامنا نحن أنفسنا من جانب قداسة البابا، وكذلك من جانب الأسرة الدولية لمساعدة لبنان والتعاون مع السلطات".

 

رئيس الجمهورية لوفد مكتب مجلس الكتاب العدل: نعمل لمنع تحميل المودعين أعباء أخطاء الآخرين ونتعرض لهجوم ممن لا يريد التحقيق الجنائي واللعبة في مرحلتها الاخيرة

وطنية/02 شباط 2022

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "ما يحصل اليوم في الموضوع المالي يهدف الى تحميل المودعين اعباء اخطاء الآخرين، وهذا امر مرفوض ونعمل بجهد لمنع حصوله، خصوصا ان كل الوعود التي تعمم في هذا المجال هي غير صحيحة"، مشددا على أنه "من المستحيل ان يتمكن من غدر البلد من اصلاح الاوضاع. فمن اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم لا يمكن ان يكون هو المسؤول الصالح لتصحيح الامور وايجاد الحلول بعد الاخطاء التي ارتكبها".  وقال الرئيس عون: "عندما نطالب حاكمية مصرف لبنان بإعطاء المعلومات المطلوبة لإتمام التحقيق الجنائي، نتعرض للهجوم من جهات معروفة لا تريد للتحقيق ان يصل الى نتائج واضحة وتحميل المسؤولية لمن اوصل الوضع المالي والمصرفي الى الواقع المؤلم الذي يعيش فيه المواطنون، والمعاناة اليومية من عدم الوصول الى حقوقهم ولقمة عيشهم"، وأكد ان "هذه اللعبة اصبحت في مرحلتها الاخيرة، وسيكشف امر كل مسؤول عن هذه الكارثة الكبيرة".

 الخازن

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من مكتب مجلس الكتاب العدل في لبنان المنتخب حديثا ومن اللجنة الادارية لصندوق التعاضد والتقاعد برئاسة رئيس مكتب المجلس ناجي الخازن، الذي ألقى في مستهل اللقاء كلمة، ابرز فيها "اهمية عمل الكتاب العدل في لبنان، إضافة الى شؤون المهنة، لا سيما بعد انجاز ثالث انتخابات لمجلس كتاب العدل".  ولفت الى ان "المجلس انشئ عام 2014 نتيجة نضال كتاب العدل لتأسيس هيئة تمثيلية تعبر عن رأيهم وافكارهم وتعمل على تطوير المهنة وحمايتها وتحصينها، وقد كان الرئيس عون من اهم الداعمين آنذاك لمشروع القانون المتعلق بتأسيس هذا المجلس". وتحدث الخازن عن مهام المجلس المحددة في القانون، ومنها على الصعيد الداخلي "السهر على رعاية شؤون المهنة وتحصينها وعلى حسن اداء الكتاب العدل ومهامهم وعلى ابداء الرأي وتقديم المقترحات بكل المشاريع القوانين والمراسيم المتعقلة بتنظيم مهنة الكتاب العدل، إضافة الى المهام على الصعيد الخارجي"، لافتا الى ان "المجلس كان حاجة ضرورية للبنان لناحية الانضمام الى الاتحاد الدولي لكتاب العدل الذي اصبح يضم اكثر من 90 دولة حول العالم، ما اعطى لبنان حضورا وموقعا على الصعيد الدولي، وفتح مجالا لتحسين العلاقات المهنية عبر تبادل الخبرات والمعارف بين مجالس الكتاب العدل الاعضاء في الاتحاد الدولي". ولفت الى "الاهتمام الفرنسي بتطوير مهام كتاب العدل في لبنان لتتلاءم مع المعايير الدولية وتطوير العمل عبر استخدام الوسائل الحديثة في خدمة العمل العدلي والاداري، وذلك عبر الربط الالكتروني والتوقيع الالكتروني، أي ما يعرف بالعقد الرسمي بواسطة التواصل الالكتروني"، مؤكدا من ناحية أخرى ان "استحداث مراكز لكتاب العدل يجب ان يتم وفق دراسة موضوعية، وتملأ من خلال مباراة تراعى فيها معايير  الكفاءة كما يحصل الآن".  واشار الخازن الى ان "الكتاب العدل على تواصل مع مختلف القطاعات الاقتصادية ونشاطاتها لتأمين الضمانة القانونية وما يعرف بتدارك النزاعات بين الافراد"، مشددا على أن "الكتاب العدل بحاجة الى دعم ورعاية الدولة ووزارة العدل في الكثير من الامور، لا سيما في ما يختص بصندوق التعاضد والتقاعد الذي يؤمن الراتب التقاعدي وحق الاستشفاء لكتاب العدل، وقد اصبح اليوم في وضع عاجزا فيه عن تأدية المهمة المطلوبة منه، لا سيما في ظل الازمة الاقتصادية التي أثرت على رواتب الكتاب العدل وخصوصا المتقاعدين منهم"، متمنيا "التدخل مع مصرف لبنان والمعنيين من المصارف لتحرير الموجودات في المصارف من الاموال التابعة لمجلس الكتاب العدل، ومعظمها مخصص لخدمات طبية"، مطالبا ب"الدعم المالي من الدولة لهذا الصندوق الذي اصبح بحاجة الى اهتمام خاص بعد ان اصبح مهددا".

 رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشيرا الى "اهمية مهنة الكتاب العدل وتطويرها وتحديث وسائل عملها لتواكب العصر"، مشيدا ب"جهد مجلس الكتاب العدل لإثبات حضوره على الصعيد العالمي، لا سيما بعد انضمامه الى الاتحاد الدولي لكتاب العدل ما يسمح لأعضائه بالتواصل مع المجالس الدولية وتبادل الخبرات في مجالات عدة".  وشدد الرئيس عون على ان "مهام الكتاب العدل تؤكد على صحة ونزاهة المعاملات والعقود التي تحصل بين المواطنين وتفصل في ما بينهم في حال حصول اي خلاف"، وامل "ان تتحسن الاوضاع الاقتصادية في لبنان وتحل الازمة المالية قريبا، ما يؤثر ايجابا على مختلف المجالس والصناديق التابعة لها". وقال: "نحن نواجه اليوم صراعا يتعلق بموضوع اموال المودعين التي اصبحت في خطر، وان ما يحصل في هذا المجال يحمل المودعين اعباء اخطاء الآخرين، وهذا امر مرفوض ونعمل بجهد لمنع حصوله، خصوصا ان كل الوعود التي تعمم في هذا المجال هي غير صحيحة". وأكد الرئيس عون أنه "من المستحيل ان يتمكن من غدر بالبلد من اصلاح الاوضاع. فمن اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم لا يمكن ان يكون هو المسؤول الصالح لتصحيح الامور وايجاد الحلول بعد الاخطاء التي ارتكبها بحق هذا البلد. وعندما نطالب حاكمية مصرف لبنان بإعطاء المعلومات المطلوبة لإتمام التحقيق الجنائي، نتعرض للهجوم من جهات معروفة لا تريد للتحقيق ان يصل الى نتائج واضحة وتحميل المسؤولية لمن اوصل الوضع المالي والمصرفي الى الواقع المؤلم الذي يعيش فيه المواطنون والمعاناة اليومية من عدم الوصول الى حقوقهم ولقمة عيشهم، وهنا أود أن أؤكد ان هذه اللعبة اصبحت في مرحلتها الاخيرة وسيكشف امر كل مسؤول عن هذه الكارثة الكبيرة".

 

مجلس الوزراء استكمل دراسة الموازنة الحلبي: استئخار بتها الى الغد للنظر في كل الرسوم فياض: سلفة الكهرباء جزء من خطة متكاملة واستثمار في القطاع

وطنية/02 شباط 2022

عقد مجلس الوزراء جلسة مطولة اليوم، برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية، لاستكمال البحث في مشروع قانون الموازنة للعام 2022.

 الحلبي

وفي نهاية الجلسة، تلا وزير التربية والتعليم العالي وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي المقررات، وقال: "استأنف مجلس الوزراء اجتماعاته المفتوحة في جلسة صباحية وبعد الظهر برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء، وحضور السادة الوزراء وفريق من وزارة المالية وادارة الجمارك. في مستهل الجلسة عرض دولة الرئيس نتائج زيارته الى تركيا مع فريق من الوزراء وأبدى ارتياحه الى مجريات هذه الزيارة، موجها شكره الى الجمهورية التركية، رئيسا وحكومة وأعضاء وشعبا، والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين واستمرارها وتطورها".  أضاف: "ثم عرض المجلس موضوع التحرك الذي قام به اليوم اتحاد النقل البري، وفي ضوء الاجتماع الذي جرى أمس بين  ممثلين عن الاتحاد العمالي العام واتحاد النقل البري مع معالي وزير المالية، والاجتماع الذي جرى ايضا بين رئيس اتحاد النقل البري ومعالي وزير الداخلية، تقرر تكليف وزراء المالية والداخلية والاشغال والنقل متابعة أوضاع السائقين بما يأخذ بالاعتبار حال المالية العامة. ثم باشر المجلس بمتابعة البحث في المواد التي كانت إما معلقة أو مستأخرة للبت بها في مشروع الموازنة، وبصورة خاصة المادة المتصلة باستيفاء حقوق الدولة من الإستيراد. وبعد المناقشة المستفيضة والاستماع الى عرض فريقي وزارة المالية والجمارك، تقرر استئخار البت بالموضوع الى جلسة الغد للنظر في كل الرسوم شرط أن تعفى كل المواد الإستهلاكية من غذاء وادوية وسواها من أي رسوم أو أعباء. ثم انتقل المجلس الى دراسة المادة 135 المتصلة بالمنحة الاجتماعية للعاملين في القطاع العام، فجرى نقاش بشأنها وأيضا تم استئخارها على أن تعرض بصيغة نهائية صباح الغد". وتابع: "ثم انتقل المجلس للبحث في موضوع السلفة المطلوبة لقطاع الكهرباء، فجرى نقاش حول هذه المادة وطلب السلفة، وبناء عليه، وبعد الاستماع الى مداخلة وزير الطاقة الذي بين الحاجة الى دعم مالي في السنة الأولى من تنفيذ خطة إصلاح قطاع الكهرباء بالتوزاي مع تنفيذ بنود هذه الخطة الاصلاحية التي تشمل زيادة التغذية وتقليص الهدر في الشبكة ورفع التعرفة بما يسمح بتغطية الجزء الأكبر من الكلفة في مرحلة اولى، بما يقلص من قيمة فاتورة الكهرباء على المواطن، وكامل الكلفة في مرحلة لاحقة وزيادة الطاقة الإنتاجية بمشاركة القطاع الخاص، واعتماد نموذج أكثر كفاءة في قطاع توزيع الطاقة بمشاركة القطاع الخاص أيضا، وأخيرا التغييرات التشريعية والتنظيمية. وتقرر أن تلحظ الكلفة في الموازنة على أن يرتبط الإنفاق فيها في ضوء إقرار الخطة أولا، ومن ثم في ضوء تنفيذ الخطوات الإصلاحية المشار اليها. كما جرى تكليف وزراء الطاقة والمالية والعدل والإقتصاد بدراسة وعرض إمكانية زيادة ساعات التغذية بطريقة تسمح بتغطية كلفة تأمين هذه الزيادة، على أن يعرض الإقتراح أيضا على مجلس الوزراء الذي يستأنف جلساته بدءا من يوم غد الساعة التاسعة صباحا".

وزير الطاقة

وقال وزير الطاقة وليد فياض: "الاساس هو موضوع قطاع الطاقة بمؤسساته وبالقطاع الخاص الذي يعمل فيه، وبمردوده وبالمعاناة التي يعيشها المواطنون بسبب قلة التغذية بالكهرباء والغلاء الفاحش في أسعارها التي لا كفاءة اقتصادية لها فيما يجب ان تكون الطاقة مجمعة لنحصل على كفاءة عالية، كل هذا الامر يجعل الشعب يعاني من الكلفة العالية جدا. ولتحسين الوضع اعتبرنا انه يجب إصلاح وضع الكهرباء، عن طريق زيادة التغذية، وعبر الفيول والعقود التي نعمل عليها مع الاردن ومصر، وتقليص الهدر، والاستثمار بالانتاج وزيادة الطاقة الإنتاجية عبر مشاركة القطاع الخاص، وهناك امكانات للتمويل اقترحها مجلس النواب، وصندوق النقد الدولي او عبر اطراف اخرى". أضاف: "من ضمن خطة قطاع الكهرباء، أشرنا الى الاصلاحات التنظيمية والتشريعية ليصبح القانون يحاكي الوضع الحالي، ويوضح العلاقة بين دور القطاعين العام والخاص ودور الهيئة الناظمة التي يجب أن تنشأ وان تكون مستقلة. وهذه الخطة لها انعكاس مالي، ويترتب عليها في المرحلة الاولى كلفة عالية اكبر من تلك التي سنجبيها، واعتبرنا أن الاصلاحات ضرورية ومنها زيادة التعرفة لتكون الفاتورة المتوجبة على المواطن اللبناني أقل من الكلفة الحالية، اي تكون كلفة كهرباء لبنان أقل من نصف كلفة المولدات".

 وتابع: "إن الكلام عن سلفة هو جزء من خطة متكاملة واستثمار في قطاع الكهرباء لنتمكن من القيام به. وهذا يتطلب من كل الجهات المعنية وأولها مجلس الوزراء مجتمعا، ان يلتزم بهذه الخطة وببنودها، وهذا ما لحظه اليوم مجلس الوزراء ودولة الرئيس بقوله إننا نربط هذه الأمور مع بعضها البعض، فهذا هو الإتفاق الذي وصلنا اليه في مجلس الوزراء اليوم". وردا على سؤال، قال: "إن وضع هذه الخطة هو جزء من البرنامج الذي يجب ان نعالجه مع الجهات الخارجية ومن ضمنها البنك الدولي لنتمكن من تمويل مشاريع الغاز والكهرباء".

 

مؤتمر عن "البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة" في جامعة الكسليك غالاغير: يمكن تخطي الانقسامات والجمود عبر الحوار والوحدة والتفاهم ووضع الخير العام في مصاف الأولويات

وطنية/02 شباط 2022

افتتحت جامعة الروح القدس - الكسليك مؤتمرا  عن  "البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة"، في  ناسبة مرور  25  عاما على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني للبنان، في حرمها الرئيسي في الكسليك، بمشاركة  أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير ،  الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاب نعمة الله الهاشم،  سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي الدكتور فريد الخاز ن   ونخبة من أهم الخبراء والعلماء الدينيين والعلمانيين "لمناقشة أهمية لبنان المتنوعة الأوجه في هذه المنطقة المتعددة". وحضر الافتتاح بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الكاثوليك البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، المطران مارون ناصر الجميل، ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المطران ادوار جاورجيوس ضاهر، ممثلا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي ، المطران جورج أسادوريان ممثلا بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك الكاثوليكوس رافائيل بادروس، السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتيري، النائب شوقي الدكاش وحشد من الأساقفة والرئيسات العامات والمدبرين العامين وعدد من الوزراء والنواب السابقين والنقباء والمديرين  العامين، وقائمقام كسروان بيار كساب، ورئيس اتحاد بلديات كسروان- الفتوح جوان حبيش، وفاعليات ديبلوماسية وبلدية ومصرفية وعسكرية وروحية وجامعية واجتماعية وثقافية ومدنية وإعلامية. 

 الافتتاح

 استهل الافتتاح بنشيد الفاتيكان الوطني والنشيد الوطني اللبناني وكلمة تقديم للأستاذة الجامعية نسرين الصديق، ثم عرض فيلم وثائقي قصير عن البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان. 

 الهاشم

ثم القى  الأب العام الهاشم كلمة أشار فيها إلى أن "عقد هذا المؤتمر في رحاب جامعة الروح القدس - الكسليك، الذي ينطبع اسمها في الوجدان اللبناني عموما  والوجدان المسيحي خصوصا، ما هو إلا تأكيد لهوية جامعة رهبانيتنا اللبنانية المارونية، التي تعتنق لبنان إسما وهوية ورسالة، وإصرار على الدور الذي لعبته رهبانيتنا عبر تاريخها وجامعتنا منذ التأسيس، تحت جناح البطريركية المارونية، في إظهار هوية لبنان الفريد والمتنوع، وفي الدفاع عن رسالته وطنا للإنسان، حيث الحرية قدس أقداس، وحيث تتجلىالقيم الروحية وقيم العيش المشترك والاحترام المتبادل والنمو في أبهى مظاهرها". واضاف: "نجتمع اليوم، في رحاب هذه الجامعة العريقة، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، وقد سميت كذلك في مناسبة زيارته للبنان عام 1997. نجتمع لنحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لهذه الزيارة التاريخية، التي وقع البابا القديس خلالها الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" (10 أيار 1997)، ولإطلاق فعاليات السنة الخامسة والعشرين لهذا الإرشاد الذي أراده قداسة البابا تفسيرا وتطبيقا لما أعلنه في 7 أيلول 1989 من أن "لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة".   وتابع: "جاء الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" تثبيتا وتفسيرا لمفهوم لبنان-الرسالة وفق فكر الكرسي الرسولي عموما، وفكر القديس البابا يوحنا بولس الثاني خصوصا. هو خارطة طريق لتثبيت هوية لبنان، وتدعيمها، وتفعيلها.  عبر دعوة المسيحيين إلى التجدد في المسيرة الإيمانية قبل أي تجدد إجتماعي أو سياسي، تجدد يبدأ "بمسيرة صلاة وتوبة وارتداد" (رجاء جديد 2)، ومن خلال دعوة المسيحيين والمسلمين والدروز إلى التعاون والتفاهم (رجاء جديد، 14) والاعتراف الحقيقي بالحريات الجوهرية التي تصون الكرامة الانسانية، وتفسح في المجال لممارسة الايمان بحرية، كما إلى احترام صادق لحقوق الانسان وترسيخ العدالة عبر  مساواة الجميع امام القانون، والمحافظة على قيم الديمقراطية والحضارة التي يمثلها لبنان (رجاء جديد، 17)".  

 وقال: "تواصل هذا الاهتمام خلال حبرية قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر، الذي خص لبنان بزيارة رسولية، شرح خلالها أهمية دور لبنان، مثالا عالميا لإمكان عيش اتباع الديانات بسلام وإخاء، نابذين جميع مظاهر العنف والتفرقة. ويستمر هذا الاهتمام بزخم وديناميكية، مع قداسة البابا فرنسيس الذي نجده حاضرا، عند كل منعطف، يذكر لبنان، يصلي من أجله، ويقوم بخطوات عملية تجاهه وتجاه تخفيف معاناة أبنائه. في ختام "يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان"، 1 تموز 2021، زاد الأب الأقدس، إضافة قيمة إلى قول البابا القديس يوحنا بولس الثاني، معلنا أن لبنان "هو رسالة عالمية، رسالة سلام وأخوة ترتفع من الشرق الاوسط". واردف: "وبذلك حملنا قداسته مسؤولية الشهادة  لإعلان وثيقة "الأخوة الانسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقعها وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب في أبو ظبي في 4 شباط 2019. واتبع البابا فرنسيس هذه الوثيقة برسالة أصدرها في 3 تشرين الاول 2020، بعنوان "في الأخوة والصداقة الاجتماعية" (Fratelli tutti)، أعاد فيها التشديد على أن طريق السلام ممكن بين الأديان".    واعتبر  الأب الهاشم "أن لبنان يشكل بنوع خاص، التربة الخصبة لكي تثمر هذه التعاليم البهية".   وتابع: "صحيح أن واقع لبنان الحالي مأسوي على المستويات كافة: السياسي، والمؤسساتي، والاقتصادي، والمالي، والاجتماعي، والتربوي، والاستشفائي، والحياتي اليومي. ولكنه صحيح أيضا أن مبدأنا الأول، هو عنوان إرشاد البابا القديس، أي الرجاء. لا شك أن الخارج والداخل يتقاسمان مسؤولية الانهيار الحالي ونتائجَه: فتفاقم الأزمات العالمية والإقليمية وانعكاساتها على الداخل اللبناني وقضية النازحين واللاجئين، معطوفة على الارتهان للخارج واستشراء الفساد والشلل المؤسساتي وتغليب المصلحة الذاتية والفئوية على المصلحة العامة، وغياب إرادة الحوار لدى بعض المكونات الداخلية، كلها عوامل تضاعف من مأسوية الوضع الحالي. لكننا أبناء الرجاء وسنصمد حتى تتحول الأزمة الحالية إلى فرصة بناء للبنان جديد أكثر أمانة لهويته ورسالته". 

 وأكد أن "لبنان سيبقى بلد الحرية والتلاقي، باتكالنا على العناية الإلهية وعلى ذواتنا وعلى أصدقائنا المخلصين الذين يؤمنون برسالة لبنان. وفي عناصر الصمود الثلاثة هذه، دور الكرسي الرسولي محوري: فقداسة الأحبار الأعظمون يرفعون الصلوات دائما ويدعون الجميع إلى الصلاة من أجل لبنان عند كل أزمة وخطر، سائلين العناية الإلهية حماية لبنان وأبنائه، كما يفعل قداسة البابا فرنسيس في عظاته وصلواته المتكررة من أجل لبنان، وأهمها الدعوة إلى يوم الصلاة من أجل لبنان في الاول من تموز السنة الماضية".  وقال : "كذلك لا ينفك الكرسي الرسولي يدعونا إلى الاتكال على ذواتنا لإيجاد الحلول المناسبة، مشجعا الكنائس المحلية على الشهادة الإنجيلية الصادقة وكذلك المؤسسات الكنسية على مزيد من التجظد والشفافية، ومبادرا الى تقديم المساعدة حيث يجب ويمكن، مع الحرص الدائم على التواصل الدائم مع المكونات اللبنانية الأخرى وتأكيده فرادة الرسالة المناطة بها. أما بالنسبة إلى الاتكال على أصدقاء لبنان المخلصين، فيبقى الكرسي الرسولي في طليعتهم، وقد يكون الدولة الوحيدة التي تحرص على الحفاظ على لبنان من أجل دوره ورسالته العالمية، وليس لأهداف ومطامع خاصة. وليس خافيا على أحد ما يقوم به الكرسي الرسولي، وأمانة سر دولة الفاتيكان، مع مراكز القرار العالمي في سبيل لبنان والحفاظ عليه وعلى هويته. فالملف اللبناني حاضر دائما لقاءات نيافة الكردينال بياترو بارولين ولقاءاتكم مع رؤساء الدول والمنظمات العالمية وممثليها".  واعتبر أنه "على رغم من رداءة الوضع الحالي، لا نخاف على لبنان لأننا نتكل على الله، وعلى ذواتنا وعلى الاصدقاء المخلصين، سنصمد لأننا نتكل على الله وعلى شفاعة سيدة لبنان وقديسيه، سنصمد لأننا نحمل مسؤولية الرسالة الإنسانية التي حملها أجدادنا ووصلت إلينا، سنصمد كما صمدوا وتخطوا صعابا وأزمات واضطهادات ومجاعات أشد فتكا وخطورة، سنصمد مستلهمين جهادهم وكفاحهم من أجل العيش الحر الكريم معا، سنحافظ على إنساننا وأرضنا ومؤسساتنا وعائلاتنا وقيمنا بفضل تضامننا وتضحياتنا. وكما حمل المغتربون رسالة لبنان إلى مختلف بلدان الانتشار وزرعوا العلم والتلاقي والازدهار حيث حلوا،  سيساعدوننا على إعادة بلورة صورة لبنان الحضارية".

 واكد اننا "سنحافظ على لبنان - الرسالة، كي لا تضيع ثقة البابا القديس يوحنا بولس الثاني بلبنان وبنا، ولكي يعود لبنان إلى اداء دور المثال الأول في مشروع الإخوة الإنسانية الذي يتوق قداسة البابا فرنسيس إلى تحقيقه. برجاء، نريد أن يتجلى هذا الوطن الصغير، في جغرافيته المحدودة، مجددا نموذجا ومثالا لنسيج انساني متناغم، ولعيش كريم معا".  

 وختم: "رجاء نريد أن يسير وطننا إلى الأمام، وفي البال تراثه الديني والثقافي الغني، المتجذر في تاريخ الانسانية. برجاء نريد أن نضحي جميعا لكي يكون لبنان فعل وجود لا مجرد شعار. ولكي يبقى، على الدوام، لبنان الحرية والتلاقي، لبنان الرسالة".   

 السفير الخازن

وتحدث السفير  الخازن  الذي أشار إلى "أن فكرة المؤتمر انطلقت في العام 2019، على أن يبدأ في روما، بحضور لبناني فاتيكاني، ويستكمل في لبنان إلى أن تم  اعتماد الصيغة الحالية. وكان من المقرر انعقاد المؤتمر في العام 2020، وتأجل على اليوم بسبب الجائحة". 

 وأضاف: "جاء تعييني سفيرا لدى الكرسي الرسولي حافزا للاطلاع عن كثب على عمق الروابط بين لبنان والكرسي الرسولي، التي انطلقت من الناحية الديبلوماسية في أواخر أربعينات القرن الماضي، إلا أن جذورها التاريخية تعود إلى قرون مضت. ولهذه العلاقات خصوصية في نواح عدة، لعل أبرزها أنها غير قائمة على المقايضات المعهودة في العلاقات بين الدول، ويميزها الحرص الدائم لدى كلا الطرفين علىتطويرها وتمتينها. وما مشاركة رئيس الديبلوماسية الفاتيكانية المونسنيور غالاغير في هذا المؤتمر والزيارة الرسمية التي يقوم بها للبنان سوى دلالة إضافية على هذا الواقع".   وتابع: "في الكرسي الرسولي ديبلوماسية فاعلة برصانة واحتراف، وهي سابقة لنشوء حاضرة الفاتيكان المعاصرة. أما لبنان فهو من المسائل الثابتة على جدول أعمال الديبلوماسية الفاتيكانية، التزامًا بتوجيهات الحبر الأعظم".  وأشار إلى "محطات ثلاث طبعت مسار العلاقات بين لبنان والكرسي الرسولي: في مرحلة أولى، ما قبل الدولة في لبنان والفاتيكان، تعزززت الروابط بين الكنيسة الرومانية والكنائس الكاثوليكية الشرقية. وجاء تأسيس المدرسة المارونية في روما في أواخر القرن السادس عشر مبادرة بابوية خيرة، ساهمت في إطلاق نهضة ثقافية وروحية، وانجازات على غير صعيد. محطة ثانية بدأت مع إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان والكرسي الرسولي.

والفاتيكان من الدول العشر الأولى التي أقام معها لبنان علاقات ديبلوماسية مع تعيين شارل حلو (رئيس الجمهورية لاحقا) سفيرا في العام 1947. أما المحطة الثالثة فانطلقت مع البابا القديس يوحنا بولس الثاني عبر مواقفه المعروفة وإطلاقه السينودس الكنسي الخاص بلبنان، محملا بلد الأرز رسالة تتجاوز حدوده. الدعوة إلى التلاقي والانفتاح تعود جذورها إلى مقررات مجمع الفاتيكان الثاني الذي شارك فيه يوحنا بولس الثاني (رئيس الأساقفة آنذاك)، وكانت له مساهمات مفصلية، وتحديدا في مسألة الحريات الدينية".   ولفت  إلى "أن الدافع الى انعقاد هذا المؤتمر كلام البابا القديس يوحنا بولس الثاني منذ أكثر من ثلاثة عقود (في 7 أيلول 1989)، رافعًا لبنان إلى مصاف الرسالة، وفي أحلك ظروف الحرب في البلاد... دعوة الرجاء هذه، أعاد التأكيد مضامينها قداسة البابا فرنسيس في الكلمة الختامية ليوم لبنان في الفاتيكان في الأول من تموز الماضي، الذي شارك فيه الحبر الأعظم وكبار معاونيه". 

 وأكد "تعددية وحرية، واحة أخوة ورسالة سلام، عبارات مفاتيح للبنان المراد في كلام الحبر الأعظم، ماضيا وحاضرا، وبمضامين مترابطة، فتثبت الرسالة ولبنان مؤتمن عليها، فلا يكون جسر عبور ظرفيا بل نواة صلبة تجسد المعاني والغايات. فالتعددية والحرية متلازمتان، والأخوة والاختلاف صنوان، وكل ذلك من أجل الخير العام. ومن لبنان، كلام معبر للإمام موسى الصدر في العام 1977 يحاكي جوهر الرسالة: "التعايش الإسلامي المسيحي من أغلى ما في لبنان، وهذه التجربة غنية للإنسانية كلها". وأضاف: "وجود لبنان، الدولة والمجتمع، يشكل حجر الزاوية، أي أنه المدماك الأول للرسالة. وهي لا تأتي من فراغ ولا من التمنيات والشعارات، بل من الواقع المعاش، بحلوه ومره، والمنبثق بدوره من الوجدان، نتاج التاريخ والثقافة والإيمان".  وتابع: "مسارات مختلفة أدت إلى نشوء الدول والمجتمعات في هذه المنطقة من العالم، ومنها لبنان، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى. محطات مفصلية شهدها لبنان، أبرزها الاستقلال المتلازم مع الميثاق الوطني. نجاحات وإخفاقات سجلت، وتزامنت مع تحولات كبرى في المحيط الإقليمي بدأت في أواخر الأربعينات، بعد سنوات قليلة من الاستقلال". 

 وأضاف:  "إلا أن الثابت في المسار العام أن لا دولة سلطوية في لبنان، وتفاعل مع الخارج، القريب والبعيد لم يخل من أزمات. لم تسقط الدولة حتى في أصعب الظروف وإن تلاشى دورها، ولم يختزل الفكر في قوالب جامدة، ولم تنكسر الإرادة الحرة، ومعها التنوع والانفتاح، وثمة فرص وإمكانات لم تكن متاحة سوى في لبنان. وما دام لبنان رسالة، ركيزتها التعددية والحريات، وما لذلك من متطلبات وأثمان، فلا بديل عنها على رغم التحديات. قدر لبنان أن يواجه الصعاب وهو الآن في خضم أزمات غير مسبوقة. ليست كلها من صنع الخارج، ولاسيما منها تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية ومعها القيم المطلوبة في مقاربة الشأن العام".   وشدد على "أن الانهيار الراهن أصاب كل مفاصل البنيان في لبنان، الدولة والمجتمع والاقتصاد، وسرعان ما دخلت تداعياته كل بيت وعائلة. معاناة الناس اليومية لا مثيل لها في زمني الحرب والسلم، منذ مئة عام على اليوم. تفككت ركائز الاقتصاد، وأهدر المال العام واحتجز المال الخاص. وفي تقرير أخير للبنك الدولي عن لبنان، إشارة لافتة إلى حال غير مألوفة من انكماش متعمد. أما انفجار المرفأ، الذي دمر وشرد وقتل الناس في البيت والمدرسة والمستشفى وليس في الملاجئ وخلف المتاريس، فكارثة حلت، لم يشهد لبنان مثيلًا لها... وإلى هذا الواقع غير المسبوق في الإطار اللبناني، نزاعات وتحولات إقليمية ودولية في العقود الأخيرة، وهي أيضا غير مسبوقة".     واعتبر أن "المجتمع الدولي لا يغض النظر عن لبنان، فلا مصلحة له بالانهيار الكامل ولا دعم متاح بلا شروط. إلا أن للصبر حدودا،  ولا سيما أن مفاتيح الحلول لبعض أزمات لبنان ليست كلها بيد الخارج. فإذا كان الكرسي الرسولي يساعد بلا مقابل، فهو أسوة بسواه من الجهات المعنية، ينتظر مبادرة لبنانية عنوانها العام الإصلاح، ذلك أن العمل المثمر لا يأتي من طرف واحد. ثمة تعاطف دولي مع لبنان، وتحديدا مع شعبه، وأنا شاهد على ذلك وخصوصًا في الفاتيكان".  

ولفت إلى أن "الكرسي الرسولي معني بالدرجة الأولى بمعاناة الناس وليس بالتجاذبات السياسية. ولبنان من الدول التي أخذت الحيز الأكبر من اهتمامات الحبر الأعظم في العامين الماضيين من أجل توفير عيش الناس، بعيدا من الفقر والعوز، وبكل الوسائل المتاحة. فلا رسالة ممكنة ولا عيش مشترك سوي بلا عيش كريم. وما الغاية من أي نموذج عندما تنتهك القوانين ولا تتوافر ظروف حياة يسودها الاطمئنان". 

 وأضاف: "عيش مشترك يحاكي الرسالة - النموذج، كما نادى بها البابا القديس، قد يكون صعب المنال في هذه الظروف القاسية. إلا أن الانهيار الحاصل ليس مصدره تصدع العيش المشترك ولا التنوع والحق في الاختلاف، بل ثمة من يسعى الى عيش مشرِك من أجل مصالح ومكاسب على حساب الخير العام. كما أن الفشل في إدارة الشأن العام ليس مرده فشل العيش المشترك على مستوى الناس، ضحايا الانهيار من كافة الفئات والانتماءات. فالمصيبة مشتركة، على أن تكون إرادة الخروج منها جامعة لدى أصحاب القرار".  وتابع: "للعيش المشترك في لبنان خصوصية لا بل فرادة تميزه عن سواه من الدول والمجتمعات في المحيط الإقليمي وتحديدًا لجهة التعددية والحريات وعدم تدخل الدولة بالشأن الديني وبخصوصية المكونات، وأيضا في المجالات التربوية، والإعلامية، والثقافية وسواها. وهذا ما سيتم القاء  الضوء عليه في هذا المؤتمر. بكلام آخر، العيش المشترك في لبنان ليس نتاج الفرض أو القوة من أي سلطة، بل هو نتاج التجربة المعاشة والاختلاط الطوعي وغير المفتعل بين الناس. لذلك يبقى العيش المشترك صمام أمان، إذا شئنا، ومعطى قائم في أي حال".   وقال: "الهم المعيشي الضاغط يحتم أولويات من أجل حياة تصونها كرامة الإنسان. إلا أن الأزمات الكبرى قد تشكل حافزاأو فرصة للانطلاق من جديد. وهذا ليس كلاما في النظريات والأوهام، لأن لا بديل للبنان: للقوي والضعيف وللواثق والمشكك على حد سواء. فالمصالح المشتركة بين اللبنانيين اليوم هي واقعيا أكثر من أي وقت مضى. وما من إنجاز كان ممكنا لأي طرف محلي. وفي أي مجال إلا في لبنان، وتحت مظلة الدولة، متمكنة كانت أم معطلة، وفي مجتمع لا تنقصه المبادرة ولا إرادة الإقدام".  وختم: "معًا من أجل لبنان"، شعار أراده الحبر الأعظم للقاء رؤساء الكنائس الأخير في الفاتيكان، فهل نكون، نحن اللبنانيين، معا من أجل لبنان، رسالة حضارية نقدمها إلى العالم، فنكون أصحاب مبادرة وليس في موقع المتلقي؟". 

 غالاغير

وفي ختام الافتتاح، كانت كلمة للمونسنيور غالاغير، وفي مستهل عرضه لعلاقة  البابا يوحنا بولس الثاني بلبنان، قال: " قال: "نلاحظ جميعا ن العلاقة التي كانت تربط البابا يوحنا بولس الثاني بلبنان كانت مميزة للغاية، ويجب فهمها عبر وضعها في الإطار التاريخي لانتخاب البابا يوحنا بولس الثاني على السدة البطرسية في العام 1978... وقد دعا قداسته الأسرة الدولية مرات عدة  منذ بداية حبريته إلى مساعدة لبنان على التوصل إلى السلام ضمن أرض وطنٍ يحترمه ويعترف به الجميع، داعما إعادة بناء مجتمع عادل وأخوي، في حين عملت الديبلوماسية الفاتيكانية بلا كلل، إن على الصعيد الثنائي أو المتعدد الأطراف، على توفير  الظروف المؤاتية لإحلال السلام الدائم".  وأضاف: ""ويُلتمس التزام الحبر الأعظم الخاص تجاه لبنان عبر  الاحتفال بالسينودس الخاص من أجل لبنان الذي عقد في العام 1995 والإرشاد الرسولي الذي انبثق منه تحت عنوان "رجاء جديد للبنان". وتجدر الإشارة هنا إلى أن لبنان يتميز بكونه البلد الوحيد في العالم الذي خصته الكنيسة الكاثوليكية بسينودس كامل."  

وتابع: "يمكننا القول إذا إن البابا يوحنا بولس الثاني جمعته بلبنان أواصر صداقة متينة وجميلة تجلت بطرق عدة وساعدت هذا البلد على النمو وتوطيد هويته. ففي رسالة بابوية إلى الأساقفة الكاثوليك عن الوضع في لبنان في 7 أيلول 1989، دعا البابا يوحنا بولس الثاني إلى الصلاة على نية أن يتبين للعالم أن "لبنان هو أكثر من بلد: إنه رسالة حرية وعيش مشترك للشرق والغرب".  واعتبر أن "هذه الصورة المحببة إلى قلبنا جميعا، نموذج لتحديد هوية لبنان، وهي هوية لطالما أولاها الكرسي الرسولي اهتماما خاصا، حيث إنع لا شك في أن زوال لبنان من شأنه أن يكون موضع أسف شديد للعالم بأسره،  في حين أن المحافظة على هذا البلد هي من أكثر المهام نبلا وإلحاحا التي ينبغي للعالم المعاصر أن يتولاها، كما جاء في الرسالة البابوية التي وجهها البابا يوحنا بولس الثاني إلى الأساقفة الكاثوليك ?ن الوضع في لبنان".   

 وقال: "ما زال الشعب اللبناني يعاني الأمرين، ومعاناته واضحة للجميع. ففي ظل تنامي الفقر، تجد عائلات عدة نفسها عاجزة عن النفاذ إلى حساباتها المصرفية، في حين أن المدارس والجامعات والمستشفيات تعاني النقص في التمويل. ما هو السبيل إلى الحل؟ لا شك في أن الأسرة الدولية يجب أن تساعد لبنان على مواجهة هذا الأفق الاقتصادي المسدود ووضع حد له. لكن هناك حاجة أيضا إلى تجدد وإصلاحات داخلية تترافق وتنبه حقيقي للخير العام والتزام مقاربة تتخطى المصالح الضيقة للأفراد والجماعات. ويمكن تخطي الانقسامات والجمود السياسي والاقتصادي عبر الديموراطية الحقة، وقوامها الحوار والوحدة والتفاهم ووضع الخير العام في مصاف الأولويات".   وفي معرض الحديث عن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، أكد أن "المسيحية لطالما شكلت عنصرا أساسيا في ثقافة هذه المنطقة الجغرافية، وخصوصا  في بلاد الأرز الغنية اليوم بتعدد التقاليد الدينية فيها" 

وقال: "بالفعل، يعيش الكاثوليك التابعون لكنائس بطريركية متنوعة وللكنيسة اللاتينية في هذا البلد، وهو أيضًا موطن لمسيحيين من كنائس ومجموعات كنسية أخرى، إضافة إلى المسلمين والدروز. وتمثل هذه الطوائف المتنوعة مصدر غنى وفرادة وتحد للبنان في آنٍ. غير أن مساعدة لبنان على الازدهار مهمة تقع على عاتق أبنائه جميعا على مسيحيي   لبنان والعالم العربي وكل الفخورين بهذا الإرث أن يساهموا بشكل فاعل في تحقيق الخير العام نن طريق الثقافة والتطور. وننوه هنا بأن الإسلام والمسيحية يتشاركان عدددا من القِيم الإنسانية والروحية التي لا تحتمل التأويل... يعيش المسيحيون والمسلمون في الشرق الأوسط ضمن منطقة واحدة، وقد شهد تاريخهم المشترك محطات مجيدة وأخرى أليمة، وهم اليوم مدعوون إلى العمل سويًا على بناء مستقبل قائم على الأخوة والتعاون".  وذكر بأمل البابا يوحنا بولس الثاني في أن "يساهم الحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين في لبنان في إطلاق المسار نفسه في دول أخرى في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم."  

 ونوه ب"الاهتمام المستمر الذي يوليه الكرسي الرسولي للبنان منذ زيارة البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر لبيروت في أيلول 2012، وصولا إلى البابا فرنسيس الذي ألقى  مرارا الضوء على أهمية الوحدة والحرية والعيش المشترك والتعدظية والحوار، واصفا  لبنان بـ"واحة الأخوة"، مطلقا مناشدة من القلب في ختام يوم الصلاة من أجل لبنان في الأول من تموز 2021، ومفادها: "كُل  من فيِ يَدِهِ السلطة، فليضع  نَفسه نِهائِيا وَبِشَكْل قاطِعٍ في خِدْمَةِ السلام، لا في خِدمة مَصالِحِهِ الخاصَة. كَفَى أنْ يبحث عدد قليل مِنَ الناسِ عن منفعة  أنانِية علَى حِسابِ الكَثيرين! كَفَى أنْ تسيطر  أَنْصافُ الحَقائِقِ علَى آمالِ الناس. كَفَى اسْتِخْدامُ لبنانَ والشَرْقِ الأوْسَط لِمَصالِحَ وَمَكاسِبَ خارجِيَة! يَجِبُ إعْطاءُ اللبنانِيِينَ الفُرْصَةَ لِيَكُونوا بُناةَ مُسْتَقْبَلٍ أفْضَل، علَى أرْضِهِم وَبِدونِ تَدَخُلاتٍ لا تَجُوز".  وختم: "إن هذه المناشدة التي تضاف إلى مواقف البابوات يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر وبولس السادس وبيوس الثاني عشر تمثل أفضل أمل للبنان واللبنانيين في قيام بلدٍ لديه الحرية  بأن يبلغ ملء هويته، حيث التعددية هدية والعيش المشترك نعمة ومثال يحتذى". إشارة إلى أن المؤتمر يستمر يومين ويبحث في 5 محاور أساسية، وهي: "المسار التاريخي؛ العلاقات المسيحية- الإسلامية في الحالة اللبنانية؛ العيش المشترك والدولة والمجتمع؛ التربية والثقافات والحريات؛ وإعلان أبو ظبي ورسالة لبنان".       

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 02-03 شباط/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 02 شباط/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105999/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1320/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 02/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/106008/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-02-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin