المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 شباط/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.february02.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حَمَلَ سِمْعَانُ البار يسوع على ذِرَاعَيْه وقال: ألآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ، أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا، نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/باسيل شيطان على صورة انسان

الياس بجاني/جعجع يستغبي عقول وذكاء اللبنانيين

الياس بجاني/فيديو ونص: بين مقاطعة انتخابات 1992 السياديّة والوطنيّة والمقاوميّة التاريخيّة، والأبواق والصنوج والعملاء المدّعين زوراً بأنها كانت خاطئة وفاشلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة :7314 إصابة جديدة و 15 حالة وفاة

الفاتيكان للمسؤولين اللبنانيين: أقلعوا عن خدمة مصالحكم ووزير خارجيته في بيروت وعد بزيارة قريبة للبابا فرنسيس

الفاتيكان يتهم الساسة اللبنانيين بالتربح من معاناة الشعب

تصريحات المطران غالاغير تأتي بعد أسبوع من اتهام البنك الدولي للطبقة الحاكمة اللبنانية "بتدبير" إحدى أسوأ حالات الكساد الاقتصادي الوطني في العالم

غارة إسرائيلية على مواقع لـ«حزب الله» قرب دمشق جاءت بعد تسيير دورية جوية روسية ـ سورية فوق الجولان

موجة تهريب معاكسة للمحروقات من سوريا إلى لبنان

تركيا مستعدة لدعم جهود الإصلاح في لبنان

400 مليار ليرة في موازنة 2022 دعماًلـ«الرعاية الاجتماعية» في لبنان

غضب اللبنانيين لا يخفض الأسعار مع انخفاض الدولار

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 1 شباط 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 01/02/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مذكرة جلب» بحق حاكم «المركزي» اللبناني رياض سلامة

التيار”: “تنقية”مع “الحزب” وإيجابية مع “أمل”

في زمن التسويات… ورقة الخليج اختبار لأهل السلطة

لبنان دولتان بحكم الأمر الواقع …الحل تقسيمي؟

مؤامرة “تطيير” الانتخابات: هذا ما اتفق عليه باسيل و”الحزب”!

موجة تهريب معاكسة من سوريا إلى لبنان لنقل المحروقات

شهيب بعد زيارته وابو فاعور معراب: نحترم خصوصية الساحة السنية ولن نقفز فوقها وسنتحالف مع القوات في مختلف المناطق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البنتاغون: مناوراتنا البحرية الجارية بالخليج العربي لا تأتي من عدم

البنتاغون للعربية: خطر إيران يتزايد بالمنطقة ونعمل على زيادة التعاون مع شركائنا لمواجهته

الأمم المتحدة: وفاة طفلتين رضيعتين جراء الصقيع في شمال غرب سوريا

تأكيد أممي لاستخدام دمشق «الكيماوي» في هجوم قرب حماة

واشنطن تطلب انسحاباً «فورياً» للقوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا

بوتين: أوكرانيا أداة لجرّنا إلى نزاع مسلّح وفرض أقسى العقوبات علينا

جونسون يحذّر من خطر تدخل عسكري روسي وشيك في أوكرانيا

رئيس الوزراء الإيطالي يدعو إلى «خفض التصعيد» حول أوكرانيا في اتصال مع بوتين

لمواجهة روسيا... أوكرانيا تكشف عن اتفاق أمني ثلاثي مع بريطانيا وبولندا

الفرنسي الموقوف في إيران بتهمة «التجسس» ينهي إضرابه عن الطعام

واشنطن ترهن الاتفاق النووي بـ«قرار سياسي» من إيران لا يتضمن قيوداً على الصواريخ الباليستية والجماعات المزعزعة للاستقرار

إيران تنقل إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي من كرج لأصفهان

مؤشرات لانفراجة في ملف الإفراج عن المعتقلين الأميركيين لدى إيران ومسؤول أميركي يقول: نناقش القضية عبر قنوات عدة

مؤشرات لانفراجة في ملف الإفراج عن المعتقلين الأميركيين لدى إيران ومسؤول أميركي يقول: نناقش القضية عبر قنوات عدة

بارزاني يطلق مبادرة لترميم البيت الشيعي ومعلومات أفادت بأنها تهدف إلى حوارات لترضية المالكي وتفادي أي صدام

الأسد خلال لقائه وزير خارجية عمان: التعامل مع الواقع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية

مخطط ترحيل بدو النقب وضعه موشيه دايان قبل 70 عاماً والعراقيب التي هدمت 197 مرة «ملف استراتيجي قومي»

أشتية: «خريطة طريق» تلتف حولها الفصائل أمام {المركزي} ووزير الخارجية الجزائري اعتبر أن «عملية مصالحة قد بدأت»

الرجوب يؤكد لأبو الغيط تضاؤل فرص إحياء المسار السلمي

مقدسيون يهدمون منازلهم بأيديهمرام الله: «الشرق الأوسط»

الكونغرس يبحث سياسة الإدارة الأميركية في السودان ومشرعون تحدثوا لـعن امتعاضهم من أداء الخارجية

مصر لإثارة قضايا المياه أمام «كوب 27»وسط تعثر مفاوضات «سد النهضة»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المفتي: السنّة ليسوا رزقاً سائباً لأحد | تسجيل لجعجع مبتهجاً بخروج الحريري: سينسونه بعد أيام وسآتي بكل جماعته/نقولا ناصيف/الأخبار

لبنان... المبادرة الكويتية تضييع وقت وتبديد عاطفة/نديم قطيش/الشرق الأوسط

"حزب الله" يواصل الكشف عن خبايا خطّته لتدمير النّظام اللبناني/فارس خشان/النهار العربي

هل بدأ "حزب اللّه" تطبيق "الورقة العربية" بشنّ حربه الداخلية؟/الياس الزغبي/فايسبوك

كما معركة الإستقلال: الثورة ثم المجاعة في لبنان ثم انفجارات الإمارات والسعودية ودمشق... تُنبِئ بشيء كبير/المحامي عبد الحميد الأحدب

ولكنْ ماذا عن الذين لا يحسّون ولا يفكّرون؟/عقل العويط/النهار

الـ"تجليطة" التي سعّرت حملة "الحزب" على "القوات"/نوال نصر/نداء الوطن

تباعد إيراني-تركي: قناعة إقليمية دولية لـ"تحجيم" حزب الله/منير الربيع/المدن

تصعيد خليجي جديد ضد لبنان الرسمي؟/عمر البردان/اللواء

شبكات التجسس الإسرائيلية… “الحزب” متورّط!/يوسف دياب/الشرق الاوسط

“التيار” – “الحزب”: التحالف يُبعث في هذه الدوائر/كلير شكر/نداء الوطن

من يخلُف بري؟/عماد موسى/نداء الوطن

السودان وما أدراكم ما السودان/مشعل السديري/الشرق الأوسط

عن التجليطة القواتيّة وسمومها/غالب أبو زينب/الأخبار

الحريري: تهدئة مع جنبلاط وتسخين مع القوات/هيام القصيفي/الأخبار

الحوثيون مواطئ لأقدام النظام الإيراني/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

الغايات الخفية من دعم إيران لـ«حماس»/حمد الماجد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل وزير خارجية الفاتيكان: نبذل جهودنا لكي يبقى لبنان وطن الرسالة ونتطلع الى مواصلة الكرسي الرسولي لدوره

غلاغير: البابا يريد ان يأتي الى لبنان قريبا

غالاغير من عين التينة: اللقاء مع الرئيس بري إيجابي وصريح وكنت مهتما لمعرفة رؤيته "المستنيرة"

غالاغير اطلع من قائد الجيش على الوضع الحالي للمؤسسة العسكرية

غالاغير زار رعية مار مخايل - النهر ورفع الصلاة لراحة نفس ضحايا انفجار المرفأ عبد الساتر: هناك أطراف تسعى إلى تمييع التحقيقات

أردوغان: شركاتنا مستعدة لتنفيذ مشاريع في مجال البنية التحتية بما فيها إعادة إعمار مرفأ بيروت ميقاتي: أعلم حرصكم على القيام بأي مسعى لدعم لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

حَمَلَ سِمْعَانُ البار يسوع على ذِرَاعَيْه وقال: ألآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ، أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا، نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل

إنجيل القدّيس لوقا02/من25حتى35/:”كانَ في أُورَشَلِيمَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ سِمْعَان. وكانَ هذَا الرَّجُلُ بَارًّا تَقِيًّا، يَنْتَظِرُ عَزَاءَ إِسْرَائِيل، والرُّوحُ القُدُسُ كانَ عَلَيْه. وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قَدْ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَنْ يَرَى المَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبّ. فجَاءَ بِدَافِعٍ مِنَ الرُّوحِ إِلى الهَيْكَل. وعِنْدَما دَخَلَ بِٱلصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاه، لِيَقُومَا بِمَا تَفْرِضُهُ التَّورَاةُ في شَأْنِهِ، حَمَلَهُ سِمْعَانُ على ذِرَاعَيْه، وبَارَكَ اللهَ وقَال: «أَلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ، أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا، نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل!.» وكانَ أَبُوهُ وأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا يُقَالُ فِيه. وبَارَكَهُمَا سِمْعَان، وقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إنَّ هذَا الطِّفْلَ قَدْ جُعِلَ لِسُقُوطِ ونُهُوضِ كَثِيرينَ في إِسْرَائِيل، وآيَةً لِلخِصَام. وأَنْتِ أَيْضًا، سَيَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْف، فتَنْجَلي خَفَايَا قُلُوبٍ كَثيرَة».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

باسيل شيطان على صورة انسان

الياس بجاني/01 شباط/2022

باسيل إسخريوتي وصنيعة مخابرات اسدية. ليس فيه أي شيء ماروني أو لبناني. إيمانياً هو انسان ترابي متنكر للعماد بالماء والروح القدس

 

جعجع يستغبي عقول وذكاء اللبنانيين

الياس بجاني/31 كانون الثاني/2022

عندما يدعي جعجع أن "الهيئة التنفيذية" في حزبه رشحت فلان أو علنتان فهذا استغباء لذكاء وعقول الناس لأنه صاحب شركة حزبه ووحده المقرر.

هذه وضعية كل شركات أحزاب لبنان بمن فيها شركة جعجع. صاحب الشركة الدكتاتور هو الآمر والناهي وحتى الأطفال يعرفون هذه الحقيقة... ومن لا يرى هذا الواقع لديه مشكلة حقيقية.

 

الياس بجاني/فيديو ونص: بين مقاطعة انتخابات 1992 السياديّة والوطنيّة والمقاوميّة التاريخيّة، والأبواق والصنوج والعملاء المدّعين زوراً بأنها كانت خاطئة وفاشلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/105942/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7/

الياس بجاني/31 كانون الثاني/2022

منذ أشهر، ومجموعات بالية وتبعيّة من الصنوج والأبواق والوصوليين والتجار والمرتزقة السياسيين والإعلاميين والحزبيين المخصيين سيادياً وكرامة وانتماءً لبنانياً، يجهدون من دون كلل، ومن ضمن مخطّط ملالوي-أسدي-يساري ممنهج، لشيطنة وتشويه أهميّة وسياديّة ووطنيّة ومقاوميّة مقاطعة انتخابات عام 1992، وذلك لتبرير مشاركة كلّ أصحاب شركات الأحزاب التجاريّة والعائليّة والوكيلة للخارج، في الانتخابات القادمة التي ستشرعن احتلال حزب الله، وتعيد استنساخ الطبقة السياسية العفنة والمرتهنة لهذا الحزب، ولنظام الأسد، وتعطّل كل الجهود الساعية لتنفيذ القرارات الدولية (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701 و 1680). لمَن ذاكرتهم انتقائية، ومهترئة، ومسمّمة بسرطانات الأوبئة الأسدية والملالويّة والنرسِيسيّة واليساريّة البالية، نقول إن مقاطعة الانتخابات عام 1992 كانت انتفاضة شعبيّة ووطنيّة واستقلاليّة ولبنانويّة تاريخيّة، وواجهت مشروع الاحتلال السوري الإبليسي، كما وأنّها بامتياز وطبقاً لكل المعايير، كانت محطة وطنية انطلقت من منصتها، ومن وحي حركتها، كل مراحل مقاومة هذا الاحتلال الأسدي الإجرامي.. فتكلّلت عام 2005 بدحر الجيش السوري ذليلاً ومنكسراً يجرجر خيباته وعفنه.

محطة مقاطعة انتخابات 1992 التي حملت رايتها ودعت إليها البطريركية المارونية بشخص البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، جمعت تحت مظلتها كل القوى السيادية في حينه، تيار عون، الكتائب، الأحرار، حراس الأرز، الكتلة الوطنية، إضافة إلى قوى وقيادات غير مسيحية وازنة في مقدمها رئيس الوزراء الراحل صائب سلام.

من روحية وثقافة المقاطعة عام 1992، وُلد تجمّع قرنة شهوان، وبيان المطارنة الموارنة التاريخي عام 2000، وثورة الأرز، ومليونيّة 14 آذار.

وجراء النتائج التراكمية المقاومية لهذه المقاطعة، خرج د. سمير جعجع من السجن، وعاد الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون من المنفى، والتأم تجمع 14 آذار السيادي، الذي جاء بأكثرية نيابية في دورتين انتخابيتين متتاليتين.

مقاطعة انتخابات 1992 كان لها أسبابها الوطنية والسيادية لرفض ممارسات المحتل السوري الفاجرة والعاهرة، ومنها مخالفته السافرة لمعظم بنود اتفاقية الطائف (الكارثي وغير القابل للتطبيق)، علما أنه وبوقاحة وجلف كان نفذ كل ما يريده من أمور مهرطقة، حتى قبل الانتخابات دون الاكتراث لما نص عليه اتفاق الطائف، أو لما يطالب به المجتمع الدولي والإقليمي، والأهم لما يده الشعب اللبناني بأكثريته الساحقة.

فرض المحتل السوري قانون انتخابي هجين وافترائي والغائي مخالف للطائف، وقد فصّل من خلاله الدوائر الانتخابية على مقاس احتلاله ومشروعه الاستعماري، وقرّب موعدها من سنة 1994 إلى سنة 1992، وزاد عدد النواب من 108 إلى 128 وزرع ال 20 نائباً الجدد هؤلاء في دوائر تمكّنه من إنجاح وإسقاط من يريد منهم. كما قام المحتل بعمليات تركيب ملفات قضائية مزورة، واعتقال، وخطف، واغتيالات، وتهجير، ونفي، وإرهاب، غير مسبوقة، طاولت كل الرموز الوطنية المعارضة لاحتلاله، وأيضا زَرَعَ في الدوائر الحكومية الآلاف من الموظفين التابعين له وللأحزاب العميلة التي تعمل بأمرته، فتطول لائحة إجرامه وإرهابه، وهي تحتاج لمجلدات لجمع تفاصيلها.

نشير هنا إلى أن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري الآتي يومها من عالم التجارة والمال السعودي، هو من غطى نتائج تلك الانتخابات الإلغائية وغير القانونية، وكذلك فعلت الدول العربية التي فرضت الطائف، بينما كان يُفترض بها أن تسهر على تنفيذ بنوده ولجم الشهوات الأسدية الاستعمارية والإجرامية بحقّ اللبنانيين. كما أن التفاهم الأميركي السوري العربي في تلك الحقبة سهل للمحتل الأسدي إجراء انتخابات 1992 التزويرية، رغم المقاطعة الكبيرة لها، حيث أن بعض النواب المسيحيين لم يحصل على أكثر من 35 صوتًا.

الغريب والعجيب هنا والمحزن هو أن الأحزاب والشخصيات التي قاطعت انتخابات 1992، هي نفسها اليوم تسوّق للانتخابات التي ستجري بظل الاحتلال الإيراني بهدف تشريع احتلاله.

سامي الجميل الذي استقال مع نواب حزبه من المجلس النيابي الحالي بحجة عجزه عن تحقيق أي أمر بظل سيطرة حزب الله على المجلس، يرى أن الانتخابات هي الحل لحل كل مشاكل لبنان، وكذلك د. جعجع الذي، وهنا المفارقة، مشى طوعاً ودون مقاومة إلى السجن سنة 1994، هو يمشي اليوم أيضاً على "عماها" تكتيكياً وليس استراتجياً، ودن خلفية سيادية وتحريرية إلى الانتخابات التي يتوهم أنها ستزيد عدد نوابه، فيما يتعامى عن أن الاحتلال الإيراني الإرهابي لا يواجه لا بالانتخابات، ولا بأي ممارسة ديموقراطية.

في الخلاصة، فإن كل من يحاول تزوير التاريخ، وتشويه أحقية وسيادية ووطنية انتفاضة مقاطعة انتخابات 1992، هو مجرد بوق وصنج وأداة رخيصة، لا كرامة ولا أخلاق ولا ضمير عنده، وهو مهما طال زمن العهر والمّحل والاحتلال، فإن نهايته ستكون في مزابل الوطن والتاريخ.

يبقى، أن كلّ من يشارك في الانتخابات النيابية القادمة، بظل احتلال حزب الله، هو يشرعن احتلال هذا الاحتلال، وبالتأكيد هو لم يتعلم شيئًا من عبر وبطولات محطة مقاطعة انتخابات 1992.

https://www.youtube.com/watch?v=UvdTVMm4Mnc&ab_channel=EliasBejjani

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة :7314 إصابة جديدة و 15 حالة وفاة

وطنية/01 شباط/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 7314 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 928522، كما تم تسجيل 15 حالة وفاة ".

 

الفاتيكان للمسؤولين اللبنانيين: أقلعوا عن خدمة مصالحكم ووزير خارجيته في بيروت وعد بزيارة قريبة للبابا فرنسيس

بيروت/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

انتقد أمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول (الذي يساوي منصب وزير الخارجية) المطران بول ريتشارد غالاغير، المسؤولين اللبنانيين أثناء زيارته بيروت أمس، ودعا من هم في السلطة إلى وضع «نهاية لتربح القلة من معاناة الأكثرية»، ولأن «يتخذوا القرار الحاسم بالعمل من أجل السلام وليس من أجل مصالحهم الخاصة»، مطالباً بالتوقف عن «استخدام لبنان والشرق الأوسط من أجل المصالح الخارجية». واستهل غالاغير زيارته إلى بيروت بلقاء الرئيس اللنباني ميشال عون الذي أكد أن لبنان يتطلع إلى زيارة البابا فرنسيس، مشيراً إلى أن الدور الذي يقوم به الفاتيكان «هو لمصلحة جميع اللبنانيين». وقال: «إننا نتطلع إلى البابا كضامن لأهمية لبنان وحضوره في محيطه والعالم، وإلى مواصلة هذا الدعم بالنظر إلى جسامة التحديات التي تواجهنا، وهي غير مسبوقة في تاريخ لبنان الحديث»، آملاً من خلال هذا الدعم إلى جانب دعم آخرين من أصدقاء لبنان في العالم، «أن نتجاوز الانعكاسات السلبية للأزمات والصراعات الإقليمية».

من جانبه، ذكّر غالاغير «بما قاله البابا فرنسيس في الأول من يوليو (تموز) 2021 حين جمع رؤساء الكنائس في الفاتيكان، حيث أكد أن لبنان كان ولا يزال ويجب أن يبقى مشروع سلام». وقال غالاغير: «إن دعوته هي أن يكون أرضاً للتسامح والتعددية وواحة للأبدية، حيث يلتقي جميع الطوائف والأديان، وتعيش الطوائف معاً، واضعة المصلحة العامة والخير العام فوق مصالحها الخاصة». وشدد غالاغير «على ضرورة أن يتخذ من هم في السلطة القرار الحاسم بالعمل من أجل السلام وليس من أجل مصالحهم الخاصة». وقال: «لتكن هذه الفرصة بمثابة نهاية للذين يستفيدون من معاناة الجميع، من غير المسموح أن تبقى نصف الحقيقة محبطة لآمال الشعب». ودعا للتوقف عن استخدام لبنان والشرق الأوسط «من أجل المصالح الخارجية». وأضاف: «يجب أن يحظى الشعب اللبناني بفرصة لأن يكون بأبنائه مهندساً لمستقبل أفضل على أرضه بعيداً من أي تدخل خارجي». وإذ عبر عن خشيته من «ألا يكون مستقبل هذا الوطن مضموناً»، دعا الجميع، «وكل القادة سواء محلياً أو دولياً، للحفاظ على لبنان كرسالة للعيش معاً والأخوة والرجاء بين الأديان». وأشار غالاغير إلى أن البابا «أكد لي قبل أن أستهل هذه الزيارة، أنه يرغب ويريد أن يأتي إلى لبنان، قريباً جداً. لكن يبقى أن نحدد معنى كلمة قريباً. هو يريد أن يأتي وسيأتي». وأضاف المطران غالاغير أن الكرسي الباباوي يمكنه استضافة حوار بين الأطراف السياسية اللبنانية إذا طلبت ذلك جميع الأطراف المعنية. وقال: «عندما نتحدث عن دور المسهل أو الوسيط بين لاعبين سياسيين، من الممكن أن نلعب هذا الدور وذلك إذا توفرت دعوة إلى الكرسي الباباوي من جميع الأطراف المعنيين للقيام بهذا الدور»، مؤكداً أنه «إذا توفرت هذه الرغبة أو الدعوة الجماعية، فنحن مستعدون للقيام بهذا الدور». بعدها زار الدبلوماسي الفاتيكاني والوفد المرافق عين التينة، حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث قال في ختام اللقاء: «لقد كنت مهتماً لمعرفة رؤية وآراء الرئيس بري وهي آراء مستنيرة، وأعتقد أننا نستطيع التقدم إلى الأمام من خلال حوارنا بين الأطراف السياسية المتعددة في لبنان، وهي أيضاً مساعدة لنا لفهم طبيعة التحديات التي يواجهها لبنان واللبنانيون»، حسبما ذكر المكتب الإعلامي لبري في بيان. وقال غالاغير: «لنا في الفاتيكان مساهمات متواضعة إلى اللبنانيين من أجل تشجعيهم كي لا يفقدوا الأمل، خصوصاً في هذه اللحظات الصعبة على الجميع، ونأمل في أن يحمل المستقبل أياماً أفضل للبنان».

 

الفاتيكان يتهم الساسة اللبنانيين بالتربح من معاناة الشعب

تصريحات المطران غالاغير تأتي بعد أسبوع من اتهام البنك الدولي للطبقة الحاكمة اللبنانية "بتدبير" إحدى أسوأ حالات الكساد الاقتصادي الوطني في العالم

بيروت - رويترز/01 شباط/2022

انتقد المطران بول ريتشارد غالاغير، أمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول، الساسة اللبنانيين أثناء زيارته لبيروت اليوم الثلاثاء، داعياً إلى وضع "نهاية لتربح القلة من معاناة الكثرة" وسط أزمة مالية زادت بدرجة كبيرة معدلات الفقر في البلاد. جاءت تصريحات المطران غالاغير بعد أسبوع من انتقاد البنك الدولي للطبقة الحاكمة اللبنانية واتهامه لها "بتدبير" إحدى أسوأ حالات الكساد الاقتصادي الوطني في العالم بإحكام قبضتها الاستغلالية على الموارد. وقال المطران بعد لقائه مع رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الرئاسي في بعبدا: "يتعين وضع نهاية لتربح القلة من معاناة الكثرة. لا للمزيد من أنصاف الحقائق التي تحبط طموحات الشعب". ويعاني لبنان من أزمة مالية بدأت عام 2019 عندما انهار النظام المالي تحت وطأة ديون هائلة. ويقر الساسة اللبنانيون بوجود فساد في البلاد، لكن لم يتحمل أحد المسؤولية الفردية، ويقولون إنهم يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ اقتصاد البلاد. وحذر المطران غالاغير كذلك من التدخل الأجنبي في شؤون لبنان. وقال: "توقفوا عن استغلال لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب خارجية". وقال المطران غالاغير عقب لقائه مع عون، حليف ميليشيا حزب الله: "يجب إعطاء الشعب اللبناني الفرصة لرسم مستقبل أفضل على أرضه دون تدخل لا داعي له". وأضاف المطران غالاغير أن الكرسي البابوي يمكنه استضافة حوار بين الأطراف السياسية اللبنانية إذا طلبت ذلك جميع الأطراف المعنية. كما أكد أن البابا فرنسيس يرغب في زيارة لبنان قريباً. وكان عون قد دعا في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى حوار وطني بشأن قضايا تشمل الدفاع. ورفضت أغلب الأحزاب اللبنانية المشاركة، مفضلةً انتظار انتخابات عامة مقررة في مايو/أيار يأمل خصوم حزب الله أن ينتزعوا فيها الأغلبية.

 

غارة إسرائيلية على مواقع لـ«حزب الله» قرب دمشق جاءت بعد تسيير دورية جوية روسية ـ سورية فوق الجولان

بيروت - تل أبيب - لندن/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

قصف الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الأحد - الاثنين «مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر» تابعة لـ«حزب الله» اللبناني بالقرب من دمشق، ذلك بعد أيام على تسيير روسيا دوريات جوية مشتركة مع طائرات سوريا فوق الجولان جنوب البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «مواقع تابعة لحزب الله اللبناني في محيط مدينة القطيفة الواقعة في منطقة القلمون الشرقي شمال شرقي العاصمة دمشق» تعرضت «لقصف إسرائيلي فجر الاثنين». وذكر «المرصد» الذي يستقي معلوماته من شبكة مصادر داخل سوريا أن «دوي خمسة انفجارات على الأقل سمع في مدينة القطيفة، تبعها اندلاع حرائق في مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لحزب الله». وأشار المرصد إلى «معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية»، لكنه لم يورد أي حصيلة. ورفض الجيش الإسرائيلي رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، تأكيد وقوع الغارة أو نفيه، مذكراً بـأنه لا يعلق «على تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية». وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أن الغارة أدت «إلى وقوع بعض الخسائر المادية»، من دون أن تورد أي تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها. وأضافت الوكالة: «نحو الساعة 03.05 من الفجر (أمس) نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه رياق شرق بيروت مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق». وتابعت: «تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها». ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضرباتها تلك في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وخصوصاً أهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وأفيد بأن القصف حصل فجر أمس من فوق أجواء لبنان. وكان طيارون روس وسوريون أجروا دورية جوية في إطار تدريبات مشتركة بالأجواء السورية، شملت خط فك الاشتباك في الجولان جنوب البلاد. وذكرت وكالة «نوفوستي» أن الطيارين الروس أقلعوا من قاعدة حميميم، فيما انطلق الطيارون السوريون من مطارات عسكرية في محيط دمشق. وخلال التدريبات نفذ الطيارون الروس «ضربات (وهمية) ضد أهداف أرضية، فيما عمل زملاؤهم السوريون على مراقبة المجال الجوي وتوفير الغطاء الجوي اللازم». واستخدم الطيارون الروس في التدريبات مقاتلات من طرازي «سو 34» و«سو 35» وطائرة «أ50» للإنذار المبكر، فيما استخدم الطيارون السوريون طائرات «ميغ 23» و«ميغ 29».

وامتد مسار المناوبة الجوية على طول مرتفعات الجولان، ثم على طول الحدود الجنوبية، حتى نهر الفرات، وفوق المناطق الشمالية في سوريا، ومن المقرر أن يجري القيام بمثل هذه المناوبة المشتركة في المستقبل بصفة منتظمة. وفي تل أبيب، عدوا هذه الدوريات «رسالة إلى إسرائيل مفادها بأن موسكو مصرة على تعزيز مكانة نظام الأسد وتخفيض الهجمات الإسرائيلية في سوريا». ومع أنهم أشاروا إلى أن البيان الروسي حول الموضوع «لمح إلى أن هدف هذه الطلعات هو قصف معاقل للمعارضة في سوريا، حيث قال إنه خلال المهمة، سيطر الطيارون السوريون على المجال الجوي ووفروا تغطية، بينما الطواقم الروسية تدربت على مهاجمة أهداف على الأرض»، فإن الإسرائيليين سجلوا أمامهم الإشارة إلى أن مسار الدورية المشتركة للمقاتلات السورية والروسية شمل الطيران فوق مرتفعات الجولان، عند خط الهدنة بين سوريا وإسرائيل، والذي شهد ضربات جوية إسرائيلية متكررة ضد مواقع يشتبه في أنها تدار بواسطة إيران و«حزب الله». وضمت طائرات مقاتلة ومقاتلات قاذفة وطائرات إنذار مبكر وتحكم، ما قد يؤثر وربما يعرقل الهجمات الإسرائيلية. وأشاروا في تل أبيب إلى أن هناك لجنة تنسيق عسكرية عليا على مستوى نائب رئيس الأركان بين إسرائيل وروسيا، وأن «هذا الموضوع سيطرح أمامها بشكل صريح لمعرفة مدى تأثيرها على النشاط الإسرائيلي»، وفق مصادر أمنية. وكان «المرصد» قد أفاد بتسيير الشرطة العسكرية الروسية، برفقة قوات سورية، دوريات في ميناء اللاذقية يوم الاثنين 17 يناير (كانون الثاني)، بعد موجة الاستياء الشعبي، عقب استهداف الميناء من قبل السلاح الإسرائيلي، والصمت الروسي إزاء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ساحة الحاويات داخل الميناء، وأدى إلى نشوب حريق ضخم داخل الميناء، واتهموا روسيا بالتآمر على الشعب السوري. وأشار «المرصد»، وفقاً لمصادره، إلى أن «روسيا تهدف إلى إخراج إيران وأتباعها من المرفأ، وتعمل على السيطرة على ميناء اللاذقية، لتجنيبه الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، وذلك بعد سيطرتها قبل نحو عامين تقريباً، على ميناء طرطوس، ويبعد الميناء نحو 19 كيلومتراً عن قاعدة حميميم الروسية الواقعة جنوب شرقي مدينة اللاذقية.

كانت طهران قد سعت للسيطرة على إدارة ميناء اللاذقية، وحصلت على موافقة دمشق، غير أن شكوكاً ظهرت حول تنفيذ هذا الاتفاق.

في تل أبيب، أكدت تسريبات من «مصادر أمنية» القصف، وأضافت تعقيبات وتحليلات تؤكد أن الغارة الإسرائيلية جاءت رداً، «ليس بالكلام وإنما بالأفعال»، على طلعات الدوريات المشتركة، لسلاح الجو الروسي والسوري، الاثنين الأسبق، وأن الغارة الإسرائيلية تشكل رسالة مفادها أنه «سنستمر في مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا». وبحسب هذه المصادر، التي نقلها موقع «واي نت» الإخباري التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الإسرائيليين قرأوا جيداً مسار مجموعة المقاتلات السورية والروسية بالطيران فوق مرتفعات الجولان، عند خط الهدنة بين سوريا وإسرائيل، والذي شهد ضربات جوية إسرائيلية متكررة ضد مواقع يشتبه في أنها تدار بواسطة إيران و«حزب الله». وضمت المجموعة طائرات مقاتلة ومقاتلات قاذفة وطائرات إنذار مبكر وتحكم. وفي أعقاب ذلك جرت محادثات بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين وروس، عبر المسؤولون الإسرائيليون خلالها عن «تخوف» من هذه الطلعات الجوية، وسألوا نظراءهم الروس عن سبب تغيير سياستهم، «التي سمحت لسلاح الجو الإسرائيلي بالعمل بشكل حر ضد التموضع الإيراني في سوريا، وحتى تصعيد الهجمات هناك في الأشهر الأخيرة، وعملياً لجم خطة قوة القدس في الحرس الثوري لإقامة (حزب الله 2) في الأراضي السورية». وأضافت «واي نت» في تقريرها، أمس، أن الغارة الإسرائيلية «انتظرت حالة طقس ملائمة»، بعد أسبوع من الأجواء الشتوية. وأبلغت إسرائيل روسيا بشأن الغارة قبل وقت قصير من تنفيذها، «مثلما يتم في إطار نظام التنسيق الأمني بين القدس وموسكو». وتابع التقرير أنه «بالنسبة لإسرائيل، فإن الهجوم هذه الليلة هو رد واضح على الروس وكذلك على الإيرانيين أيضاً، بأنه لا توجد نية لإيقاف الخطة التي هدفها لجم التموضع الإيراني في سوريا». واعتبر التقرير أن الغارة الإسرائيلية في سوريا فجر أمس «توضح للإيرانيين مرة أخرى أنه رغم الرخاوة الأميركية ضدهم، وحتى بعدما هاجموا أهدافاً أميركية في سوريا والعراق، فإن إسرائيل تتصرف بشكل مختلف ولا تتراجع وستستمر بهذا الشكل حتى مقابل الضغوط الروسية». وخلص التقرير إلى أنه «ينبغي الآن انتظار رد رسمي سوري، في حال صدوره، أو عملية أخرى ينفذونها في المنطقة. وبالنسبة لإسرائيل، لا توجد نية بتغيير السياسة». ولمح التقرير في موقع «واي نت»، إلى أن أحد أهداف القصف يتعلق أيضاً بالهجوم بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون في اليمن باتجاه الإمارات، قبيل منتصف الليلة الماضية، في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أبوظبي. فإسرائيل تعتبر هذا هجوماً إيرانياً، وتجد فيه «فرصة لإسرائيل والإمارات من أجل تعزيز العلاقات الأمنية والسياسية».

 

موجة تهريب معاكسة للمحروقات من سوريا إلى لبنان

بعلبك (شرق لبنان): حسين درويش/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

عززت السلطات السورية إجراءاتها الأمنية على الحدود مع شمال شرقي لبنان، لوقف موجة التهريب المعاكسة التي تنطلق من الأراضي السورية إلى اللبنانية، وتمر عبرها المحروقات والخضار والماشية. وكان المهربون قد زادوا في الشهرين الأخيرين نشاط التهريب إلى لبنان، حيث كانوا ينقلون المحروقات بشكل خاص، نتيجة تفاوت السعر وارتفاعه في لبنان مقارنةً بسوريا. وقالت مصادر ميدانية في منطقة الهرمل لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الإجراءات «أدت إلى وقف عمليات التهريب تماماً من الجانبين في البقاع الشمالي». وأكد مصدر ميداني لبناني أن التهريب «توقف بالاتجاهين تنفيذاً لقرار السلطات السورية ضبط الحدود اعتباراً من الاثنين الماضي».

 

تركيا مستعدة لدعم جهود الإصلاح في لبنان

أنقرة/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن استعداد بلاده لدعم جهود الإصلاح التي تبذلها الحكومة اللبنانية واستعداد الشركات التركية لتنفيذ مشاريع في مجال البنية التحتية في لبنان، كما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. جاءت تصريحات إردوغان في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في ختام زيارة الأخير والوفد المرافق له لأنقرة اليوم الثلاثاء. وأضاف إردوغان: «نحن نواصل الوقوف الى جانب لبنان ومستعدون لدعم جهود الاصلاح التي تبذلها الحكومة اللبنانية، وقد أبديت استعدادنا لتقديم الخبرات على صعيد التعاون الرقمي للخدمات العامة». وتابع: «اتفقنا على عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة في تركيا في أقرب وقت. وأعربت عن استعداد شركاتنا لتنفيذ مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية بما فيها إعادة إعمار مرفأ بيروت». وتحدث الرئيس التركي عن مناقشة «للخطوات التي يمكننا اتخاذها لرفع نسبة التبادل التجاري الى مستويات أكبر مما تحقق حتى الآن، ونولي أهمية لوضع اتفاق التجارة الحرة موضع التنفيذ». وقال: «إننا مصممون على زيادة مساعداتنا للبنان في الفترة المقبلة، وتعاوننا السياحي، وفي مجال التعليم، كما سنواصل المساهمة في قوة الأمم المتحدة الوقتة في لبنان ( يونيفيل)». من جهته، قال ميقاتي: «أثمن مواقف فخامة الرئيس لتوطيد علاقاتنا وهي ستبقى متينة وقوية على كل الصعد، وفي كل القضايا، وقد اتفقنا خلال اجتماعنا على إجراءات لتفعيل التعاون». وأضاف: «تحدثنا عن العلاقات اللبنانية- التركية وموضوع النازحين وضرورة تضافر كل الجهود لعودتهم الى بلادهم».

 

400 مليار ليرة في موازنة 2022 دعماًلـ«الرعاية الاجتماعية» في لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

رفع مجلس الوزراء اللبناني قيمة الدعم المرصود في الموازنة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة، من 165 مليار ليرة إلى 400 مليار ليرة (نحو 18 مليون دولار)، وذلك في جلسة عقدها لدرس مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2022. وترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الجلسة، وعرض انتهاك الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية الذي جرى ليل أول من أمس، «بما يشكل اعتداءً جديداً على السيادة اللبنانية». وطلب المجلس من وزيري الخارجية والدفاع «إعداد تقرير عن العدوان الجوي تمهيداً لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات». وأطلع وزير الداخلية، بسام المولوي، المجلس على ضبط شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، 17 شبكة تجسس لمصلحة إسرائيل بعد عمليات متابعة، «وتبين أن دور هذه الشبكات هو محلي وإقليمي». وقال ميقاتي «إن ضبط هذه الشبكات يثبت مجدداً أهمية الأمن الوقائي والتنسيق القوي بين مختلف الأجهزة الأمنية المعنية بحماية لبنان، وإبعاد الساحة اللبنانية عن كل محاولة للعبث بالأمن وتخريب الاستقرار الأمني في البلاد». وفي الجلسات المتواصلة لاستكمال درس مشروع قانون الموازنة، بحث مجلس الوزراء في المادة 135 المتصلة بإعطاء مساعدة اجتماعية للعاملين في القطاع العام. وقال وزير التربية عباس الحلبي إن جميع الوزراء «أدلوا بملاحظاتهم على ضرورة توفير ما تسمح به الخزينة للمساهمة مع العاملين في القطاع العام في تحمل تداعيات الأزمة الراهنة على مستوى المعيشة». كما بحث المجلس في المادة 15 المتصلة بالرعاية الاجتماعية لتغطية مساهمات الدولة في مؤسسات الرعاية الاجتماعية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، إن «البند 15 من مشروع قانون الموازنة، وكما تمت صياغته، يتسبب بلغط، لذلك أعدنا صياغته لأن برنامج العائلات الأكثر فقراً يأتي تمويله من مجموعة دول بشكل هبة، وما أقررناه هو دعم المؤسسات الاجتماعية التي تُعنى بذوي الحاجات الخاصة، من الأطفال والمدمنين والنساء المعنفات، وقد عدلنا التعرفة ورفعناها من 165 مليار ليرة إلى 400 مليار ليرة، وهؤلاء الناس هم فقراء ولا قدرة لديهم على إرسال أولادهم والنساء المعنفات والمسنين إلى مراكز خاصة، بل إلى جمعيات تهتم بهم». وقال: «خوفاً من إقفال الجمعيات أبوابها، قرر مجلس الوزراء والرئيس مجتمعين قبول الاقتراح الذي تقدمت فيه برفع التعرفة للشخص بمعدل مرتين ونصف المرة». وأكد أن «هذا الموضوع ليست له علاقة ببرنامج العائلات الأكثر فقراً، بل يخفف إمكانات زيادة الفقر». وقال: «تخيلوا فقط في حال أقفلت هذه المؤسسات وعددها 400، أبوابها، فهذا سيعني حكماً تشريد آلاف المسنين وذوي الحاجات الخاصة والأطفال والمدمنين»، لافتاً إلى أن «العقود مع هذه المؤسسات هي عقود للأشخاص، وهي تخضع لرقابة ديوان المحاسبة المسبقة واللاحقة، وهي جمعيات قائمة تقوم بخدمة معروفة، وهدفها واضح». وأعلن أن «الزيادات التي أقرت هي فقط لعام 2022 من دون أي مفعول رجعي».

 

غضب اللبنانيين لا يخفض الأسعار مع انخفاض الدولار

بيروت/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

تحتفظ ربة المنزل اللبنانية سيرين بفواتير مشترياتها من السلع الغذائية كافة منذ حوالي الشهر. تقارن الأسعار وتدقق في التواريخ، وتقرأ على رأس الفاتورة ملحوظة كتبتها بقلم الحبر الأزرق لسعر صرف الدولار في اليوم الذي اشترت فيه تلك المشتريات. وتخبر «الشرق الأوسط» أن «الأسعار لم تنخفض على قدر نزول سعر صرف الدولار». وتضيف سيرين بلهجة تمزج الحزن بالغضب: «نعاني من جشع التجار، ومع كل انهيار تشهده الليرة اللبنانية نضطر آسفين لتحمل تبعات ارتفاع الأسعار وثباتها لوقت طويل حتى بعد انتعاش العملة الوطنية... التجار لا يشبعون ولا يكتفون». وانخفض سعر صرف الدولار أكثر من 10 آلاف ليرة لبنانية (من 33000 ليرة لبنانية للدولار الواحد إلى حوالي 21000 ليرة لبنانية) خلال أسبوعين، إلا أن أسعار السلع لم تشهد تراجعا مماثلاً في الأسواق اللبنانية. أما السيدة اللبنانية مها فحالها كحال معظم المستهلكين الذين يشتكون من تكرار سيناريو عدم التزام التجار بخفض أسعارهم توازيا مع تراجع سعر صرف الدولار، ويعبرون عن هذا الواقع بغضب، بالنظر إلى أن الأسعار كانت ترتفع مع كل ارتفاع لسعر صرف الدولار وفي اللحظة ذاتها، ولا تنخفض بعد تراجعه ولو بعد أسابيع. لكن هذا الغضب يبدو كلامياً فقط أكان من الناس أم من المعنيين، إذ يجد كثيرون أنفسهم مضطرين لشراء حاجاتهم الضرورية اليومية، فيما تعجز الفرق الرقابية عن القيام بدورها لأسباب كثيرة. وتشير «جمعية حماية المستهلك»، برئاسة زهير برو، في بيان إلى أن مقارنة أسعار السلع الغذائية الأساسية والأدوات المنزلية والاتصالات والمواصلات، مع أسعار الشهر السابق أظهرت أن التراجع تراوح بين 5 و16 في المائة. وتذكر «الجمعية» الحكومة اللبنانية بأن هناك مجلساً لحماية المستهلك برئاسة وزير الاقتصاد يضم تسع وزارات وممثلين عن المستهلك وعن غرف التجارة والصناعة والزراعة وعن الصناعيين، يمكنه أن يناقش ويقترح حلولا اقتصادية ومالية تطور الاقتصاد وتؤمن حقوق المواطنين. وسألت «حماية المستهلك»: «لماذا لا يتحرك وزير الاقتصاد للاستماع إلى كل هؤلاء بدلا من الدوران في متاهة التفاصيل؟». وترد مصادر وزارة الاقتصاد لـ«الشرق الأوسط» على هذا السؤال، كاشفة أن وزير الاقتصاد أمين سلام أحال الأسبوع الماضي كتاباً للأمانة العامة لمجلس الوزراء لإعادة تفعيل المجلس الوطني لحماية المستهلك، وهو يعمل على الموضوع. ويؤكد برو لـ«الشرق الأوسط» أن «التاجر اللبناني يستمر في التشاطر، وما يحمي المستهلك هو القوانين والدولة ومؤسساتها». ويتحدث رئيس «حماية المستهلك» عن الحلول التي طرحتها الجمعية لتخفيض الأسعار، وهي إقرار خطة التعافي ووقف خروج العملة الصعبة فوراً، وإقرار قانون المنافسة، وكذلك جدولة دفع الودائع بالدولار أسبوعيا، ما سيؤدي فورا إلى انخفاض سعر الدولار، وينعكس ارتفاعا للقدرة الشرائية للأجور خلال أيام. ويدعو المغتربين اللبنانيين للتجارة المباشرة مع المناطق والقرى والأسواق اللبنانية لتخطي الاحتكار. ووفقا لبرو، فإن هذه الحلول تحتاج إلى قرار من السلطة.

وإذ يشدد على ضرورة إقرار قانون المنافسة والحد من الاحتكارات، يعتبر أن محاضر الضبط التي تسطرها وزارة الاقتصاد بحق التجار المخالفين «لن توصل إلى مكان، ورغم إصرار الوزارة عليها هي غير قانونية بالأساس ولا معنى لها لأننا في نظام اقتصادي حر، وبالتالي للتاجر حرية البيع بالسعر الذي يريد ما عدا السلع التي تحدد الدولة أسعارها» كالمحروقات وسعر ربطة الخبز. في هذا الإطار، يشرح مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد طارق يونس لـ«الشرق الأوسط» أن «الاقتصاد الحر يسمح بهوامش ربح وليس بربح لا متناهٍ، وبالنسبة للمواد الغذائية الأساسية تتراوح نسب الأرباح بين الـ10 والـ18 في المائة، أما بالنسبة لباقي السلع كالثياب مثلا فلا تخضع لهذا القرار»، موضحاً أن «المشكلة ليست بالاقتصاد الحر، بل بتذبذب سعر صرف الدولار واختلافه بين يوم وآخر ما يصعب عملية المراقبة».

ويقول يونس: «انخفض سعر صرف الدولار حوالي 10 آلاف ليرة لبنانية ولم نشعر بأن السلع الغذائية انخفضت بالمستوى نفسه أي ما نسبته حوالي 25 أو 30 في المائة. لكن في لبنان حوالي 20 ألف نقطة بيع، و4000 محطة محروقات، ومئات الأفران وحوالي 8000 مولد، وبالتالي من الخيال أن تتمكن الوزارة بخمسين مراقباً فقط على كافة الأراضي اللبنانية من تدارك الوضع». ويشير يونس إلى أن «وزير الاقتصاد دعا البلديات لممارسة صلاحياتها التي ينص عليها قانون البلديات لمراقبة الاتجار بالمواد الغذائية وتسعيرها بما لا يتناقض مع القرار الصادر عن وزارة الاقتصاد». ويضيف: «على البلديات لعب دورها وفي حال خصصت مراقبا واحدا في نطاقها البلدي نكون أضفنا ألف مراقب بلدي ينضمون للخمسين مراقبا في وزارة الاقتصاد، لأن الوزارة لا تستطيع ممارسة هذا الدور منفردة على الأرض». ويأسف مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد لوجود من يركض دائما وراء الأرباح غير المشروعة على حساب الناس ولقمة عيشهم، مفسراً أن «دور وزارة الاقتصاد الواضح والصريح هو نظم محاضر ضبط وإحالتها إلى القضاء رغم أن معظم هذه المحاضر لا يبت فيها بالقضاء، وبالتالي هي لا تشكل قوة رادعة للتاجر المخالف». ويتابع: «طالبنا بتعديل قانون حماية المستهلك لنتمكن من فرض غرامات وعقوبات مباشرة على المخالف وهذا الطرح تقدمنا به من حوالي الخمس سنوات لكن للأسف لم يقر». ومن القوانين التي تطالب الوزارة بإقرارها قانون المنافسة والذي طرحته وزارة الاقتصاد منذ العام 2006، ويتناول ضمن أحكامه الاحتكارات والتكتلات غير الشرعية للتجار. ويقول يونس: «إذا وجدت هيئة منافسة تطبق هذا القانون، فسنتمكن من تخفيف الاحتكارات والمضاربات غير المشروعة والتلاعب بالأسعار». من جهته، يكشف نقيب أصحاب السوبر ماركت في لبنان نبيل فهد لـ«الشرق الأوسط» أنه بحث مع وزير الاقتصاد موضوع أسعار السلع الأسبوع الماضي، وتم الاتفاق والاقتناع بأن أكثر طريقة فعالة لتخفيض الأسعار هي عبر المنافسة وإعلان أسعار السلع. ويقول نقيب أصحاب السوبر ماركت: «الوزير سيتخذ القرار لناحية إعلان أسعار السلع ونحن اتفقنا على المبدأ، فمثلا إذا تم تحديد سعر كيلو الأرز المصري بـ22 ألف ليرة لبنانية وأعلن عن هذا السعر فلن يقبل المستهلك بشرائه بسعر أعلى وسيبحث عن التاجر الذي يلتزم بالتسعيرة».

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 1 شباط 2022

وطنية/01 شباط/2022

الجمهورية

لفتت أوساط متابعة أنّ دولة عربية مؤثرة لم تتخذ اي موقف من شخصية برزت في الإعلام وتم تسليط الضوء عليها في الآونة الأخيرة.

يسعى أحد المرشحين الى طلب العون العشائري للإستمرار بمشروع ترشحه في إحدى الدوائر التي تحوّلت بين ليلة وضحاها من أصعب الدوائر بالنسبة إليه.

رشح أنّ دولة خليجية فاعلة إنفردت بموقف من الرّد اللبناني بأنها تتفهّم لكنها لن تهتم.

اللواء

أثيرت معلومات خطيرة عن منطقة أمنية دولية من بيروت إلى عكار،من دون أن تحظى بأية مواقف للمسؤولين المعنيين..

تدرس جهة ممثلة في البرلمان، ومحسوبة على 8 آذار تكثيراً من عدد مرشحيها في العاصمة، مستفيدة من فراغ سياسي ووطني معروف.

يعيش فريق الصيارفة أجواء توحي بأن مسيرة التنازل في سعر صرف الدولار آخذة في الاستمرار إلى وقت غير محدّد!

نداء الوطن

أدرج وزير خارجية الفاتيكان من ضمن لقاءاته موعداً أساسياً مع قائد الجيش العماد جوزاف عون في دلالة على الأهمية التي توليها الفاتيكان للمؤسسة العسكرية ودورها الأساسي في حماية الإستقرار الأمني والسلم الأهلي ولشخص قائد الجيش الذي يقود المؤسسة في ظل ظروف صعبة جداً.

خلافاً لما أشيع عن ان الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين سيزور بيروت غداً الاربعاء عُلم ان هذا الموعد ليس دقيقاً انما الزيارة ما زالت قائمة.

بعد تقاعس أحد الأحزاب في تحفيز ناخبيه المغتربين للتسجيل للمشاركة في الانتخابات بدأت تحضيراته لاستقدام ناخبين لدعم مرشحه في المتن الشمالي. والى بطاقة السفر تؤمن للناخب اقامة ثلاثة ايام في ربوع الوطن.

الأنباء

فريق سياسي يعيش ارتباكاً واضحاً على أبواب استحقاق مصيري سيحدد مسار الامور المستقبلية.

تشويه متعمّد لمحطات سياسية وذلك بقصد الاستثمار السياسي ليس أكثر. 

البناء

أجرى مسؤولون في حزب القوات اللبنانية اتصالات بكل من دار الفتوى ومشيخة عقل الطائفة الدرزيّة طالبين عدم الانضمام إلى الدعوى التي رفعها المجلس الإسلامي الشيعي على الناطق بلسان القوات بجرم إثارة النعرات وتحقير الشعائر الدينيّة.

خلال الغارات الصاروخيّة التي تعرضت لها مدينة أبو ظبي أثناء الزيارة الرسمية لرئيس كيان الاحتلال جرت اتصالات طوارئ عالية المستوى بين المخابرات الأميركية والإسرائيلية لرسم خطة إخلائه إلى قاعدة الظفرة تمهيداً لنقله الى الخارج، كما نسبت مواقع إعلامية أميركية لمصادر أمنية رفيعة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 01/02/2022

وطنية/01 شباط/2022

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان" 

فيما ينتظر لبنان الرد الخليجي على الورقة اللبنانية بأجواء مقبولة حيال المبادرة الكويتية-الخليجية-الدولية لإعادة الثقة معه انطلق أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول المونسنيور بول ريتشارد غالاغير بزيارة  هي الأولى للبنان وتستمر ثلاثة ايام معلنا" أن قداسة البابا فرنسيس يرغب بزيارة لبنان قريبا"..وقد صرح غالاغير من قصر بعبدا: نشجع بصورة ضمنية الزعماء السياسيين على الانخراط في الحوار داعيا" إلى التوقف عن استخدام لبنان لمصالح أجنبية. 

في الغضون، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أجرى زيارة رسمية مثمرة لتركيا على رأس وفد وزاري تلبية لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان "الذي يكن حبا" كبيرا" للبنان واهتماما" عاليا"بالتعاون بكل المجالات بين لبنان وتركيا التي تقف بقوة الى جانبنا" بحسب تأكيد ميقاتي في المؤتمر الصحافي المشترك بختام المحادثات التي أيضا" كانت مناسبة لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية. 

اما مجلس الوزراء فيتابع درس مشروع الموازنة يوم الأربعاء في السراي وسط توقع الانتهاء منها الجمعة المقبل على أن تنعقد جلسة نهائية في قصربعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد عون لإقرارها وإحالة المشروع الى مجلس النواب.

كل هذه التطورات حاصلة على وقع دولار ("يا طالعة يا نازلة") وعلى "شوشرة في اللولرة" في مسألة قبض الرواتب بين السيولة وسعر الصرف الى أن حسمها بيان حاكم البنك المركزي في الرابعة عصرا".. 

في هذا الوقت دخلت البلاد المدار الانتخابي على مسافة فاصلة لقرابة مئة يوم.. وفي محور أوسع بلغت المنطقة المدار المتحرك والدقيق لمفاوضات فيينا حيال الملف النووي الايراني وفي الموازاة تستمر المحادثات السعودية-الايرانية في شكل متقطع في العراق وأحيانا في سلطنة عمان.

قبل عرض تفاصيل النشرة نشير الى أن بعد اربع وعشرين ساعة على موقف رئيس الجمهورية الذي حذر فيه من مماطلة حاكمية مصرف لبنان بتسليم المعلومات المطلوبة من شركة الفاريز اند مارسال والقول ان المساءلة لا ريب آتية برز عبر القضاء أن أصدرت القاضية غادة عون مذكرة إحضار بحق حاكم مصرف لبنان د.رياض سلامة وعممتها على جهاز أمن الدولة للتنفيذ، وذلك بعد تغيبه للمرة الثالثة عن جلسة استجوابه في دعوى مجموعة "الشعب يريد إصلاح النظام".

واشارت معلومات صحافية إلى أن القاضية عون كلفت جهاز امن الدولة بإحضار سلامة قبل 24 ساعة من موعد الجلسة الرابعة التي حددتها في 15 شباط الحالي.. وكانت القاضية قد أصدرت في 18 كانون الثاني من العام الحالي قرارا" قضى بوضع إشارة منع تصرف على كل العقارات والسيارات العائدة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وذلك بناء على شكوى تقدمت به مجموعة الشعب يريد إصلاح النظام.

وفي مطلع كانون الثاني كانت قد سطرت مذكرة بمنع سفر بحرا وجوا وبرا بحق حاكم مصرف لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

زيارتان فاتيكانية للبنان ولبنانية إلى تركيا اختصرتا الحراك السياسي والدبلوماسي.

الزيارة الفاتيكانية بدأها وزير خارجية الكرسي الرسولي لبيروت حيث أعلن أن البابا فرنسيس قلق على الوضع في لبنان مشيرا إلى أنه يرغب في زيارة هذا البلد قريبا.

أما الزيارة اللبنانية إلى تركيا فقام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يرافقه ثمانية وزراء معظمهم معنيون بجوانب اقتصادية.

وإذا كانت رحلة الوزير الفاتيكاني للبنان ستدوم ثلاثة ايام وتشمل مروحة واسعة من اللقاءات مع المراجع السياسية والروحية فإن زيارة ميقاتي لأنقرة قصيرة ولن تستمر سوى ساعات وتشمل لقاء له مع الرئيس رجب طيب أردوغان واجتماعات ثنائية للوزراء المرافقين له مع نظرائهم الأتراك.ا

لزيارة التركية غيبت اي جلسة لمجلس الوزراء اليوم على نية موازنة العام 2022 بحيث يستأنف المجلس عمله في هذا الشأن غدا فهل يكون الوزراء قد حصلوا على المزيد من الإستفسارات التي طلبوها من وزير الطاقة بشأن سلفة الكهرباء؟!.

من الكهرباء إلى المولدات والسلع الغذائية والإستهلاكية التي ما برحت اسعارها وفواتيرها تسبح بعكس التيار مسجلة ارتفاعات متواصلة رغم الإنخفاضات التي تطرأ على سعر صرف الدولار الذي بلغ بعد ظهر اليوم حدود 19600 ليرة.

وفي موازة فجور قناصي الفرص والأزمات من تجار وغيرهم يبدو أن ثمة إجراءات حاسمة ستتخذ في الساعات المقبلة ستصل حد إقفال المؤسسات المخالفة بالشمع الأحمر على ما أبلغ المدير العام للإقتصاد محمد أبو حيدر الNBN.

في الأمن لا يزال نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية في تفكيك سبع عشرة شبكة تجسس تعمل لصالح العدو الإسرائيلي تستحوذ على حيز واسع من المتابعة والإهتمام.

وفيما أفيد عن توقيفات جديدة في أكثر من منطقة بدأ القضاء اللبناني في تسلم الموقوفين لإحالتهم على النيابة العامة العسكرية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

 وفد فاتيكاني في بيروت، ووفد لبناني في تركيا. الوفد الفاتيكاني برئاسة أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غالاغير، وقد حمل إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة واحدة فحواها : أي إضعاف للحضور المسيحي يدمر التوازن الوطني، وهوية لبنان. 

في المقابل لم يفصح غالاغير عن موعد زيارة البابا فرنسيس، مشيرا إلى أن لا موعد محددا حتى الان.

 في هذا الوقت كان الرئيس ميقاتي يزور تركيا على رأس وفد فضفاض من ثمانية وزراء ، يغلب عليهم الطابع الإقتصادي.

 الزيارة التركية فرضت تأجيل اجتماعات مجلس الوزراء المتعلقة بالموازنة إلى الغد، ما شكل فرصة لالتقاط الأنفاس من دون أن يصل الأمر بالحكومة الميقاتية إلى تحديد خياراتها. فهل ستتجرأ حكومة "معا للانقاذ" وتتخذ قرارات غير شعبية إستجابة لطلبات صندوق النقد، أم ستبقى في دائرة المراوحة واللاقرار لأن الإستحقاق الإنتخابي يبقى عند المنظومة الحاكمة أقوى من أي ميل إلى الإصلاح؟ 

قضائيا، مدعي عام جبل لبنان غادة عون اصدرت اشارة الى الاجهزة الامنية لاحضار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى جلسة حددتها في 15 شباط الحالي. وقد اثار قرار عون استغراب اوساط قانونية عدة، لان الدعوة تشكل مخالفة للقوانين.  

سياسيا، ما كان يدور همسا في الكواليس يتحول حقيقة شيئا فشيئا. اذ ان ثنائي حزب الله - التيار الوطني الحر يسعى بشكل او بآخر الى اعادة طرح الدائرة 16 على بساط البحث خلال الدورة الاستثنائية لمجلس النواب. 

ووفق المعلومات فان حزب الله يسعى الى اقناع رئيس مجلس النواب بتحريك ملف قانون الانتخابات من جديد وادراجه على جدول الاعمال. فهل يقبل الرئيس بري بمطالب ثنائي: حزب الله والتيار؟ 

بمعزل عن موقف بري، ايها اللبنانيون، اعلموا ان ما يخطط لانتخاباتكم خطير، وان ثنائي حزب الله - التيار الوطني الحر يريد تجويف الاستحقاق الانتخابي ومنع التغيير الكبير. فقفوا  بقوة ضد مخططات الثنائي ، وكونوا على استعداد يوم الانتخاب لرفض المنظومة واركانها ومرشحيها، و"اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن"!

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

 ما كان سرا بات على العلن، وما فعلته تعاميم مصرف لبنان مواربة بكل اللبنانيين على مدى سنين، كانت اليوم واضحة مع رواتب الموظفين.

 فما اعتبر الشهر الماضي مكرمة من مصرف لبنان أن قدم رواتب الموظفين بالدولار، تحول هذا الشهر الى منقصة سرق خلالها التعميم ما يقارب العشرين بالمئة من رواتب الموظفين الذين تقاضوا اجورهم على اساس دولار منصة صيرفة على ان يصرفوه بالسوق السوداء بدولار اقل بما يقارب الثلاثة آلاف ليرة، فيما تكفل اصحاب القلوب السوداء بالقضاء على ثلاثين بالمئة اضافية من قيمة راتب الموظف بل من كل جيوب اللبنانيين عبر ابقاء الاسعار على ما هي عليه، فالدولار الذي حلق مصطحبا معه كل السلع في السوق اللبنانية عاد ادراجه وحيدا، ورغم خسارته ما يقارب ثلث قيمته امام الليرة اللبنانية، فان بعض السلع قد زاد سعرها فيما انخفضت اخرى بخجل..

فهل من يخجل ولو قليلا في هذا البلد؟ هل من معني قادر ان يشرح للمواطنين عن هذه السرقة الموصوفة التي تشارك فيها الدولة العميقة وهي الطغمة الحقيقية الحاكمة لعقود من مصرفيين وبعض التجار الفجار وبعض اتباعهم من السياسيين وسط انهيار تام لقدرة الدولة ومؤسساتها. فالى ما يؤسس هؤلاء؟ الا يكفيهم ما تسببوا به من خراب؟ وما هربوه من اموال؟ ام ان ارباحهم المالية والسياسية برفع سعر الدولار لم تكفهم، فعادوا لتسجيل تلك الارباح بالتلاعب به نزولا وتحقيق سرقات اضافية من جيوب اللبنانيين؟ والى متى سيبقى المواطن تحت رحمة هؤلاء الذين لم يعدموا الافكار الشيطانية لضغط اللبنانيين وصولا للانفجار وامكانية استثمار ذلك في الاستحقاقات القادمة؟

هو واقع لبناني مقلق عبرت عنه رسالة البابا فرنسيس التي حملها أمين سر الفاتيكان للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غالاغير الى المسؤولين اللبنانيين، محذرا من اختلال الصيغة اللبنانية، فيما البعض الواهم لا يزال يصوغ كل تحريض وخطاب ولا يرى ابعد من صناديق الاقتراع..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في" 

اشتباكات متقطعة بأسلحة خفيفة.

هكذا يمكن وصف الوضع السياسي على الجبهات المختلفة، على وقع الانهيار الاقتصادي والمالي المتمادي، والأزمة المستمرة على مستوى العلاقات مع دول الخليج.

فعلى جبهة الوضع المعيشي، تلويح بتحركات من أكثر من طرف، بعضها صادق محق، وبعضها الآخر مكشوف ومسيس. أما سعر صرف الدولار وتسعيرة منصة صيرفة، فشغل الناس الشاغل، وسط عجقة التعاميم، التي ينفذ بعضها، فيما يدرج البعض الآخر طي التناسي والارجاء.

أما على جبهة الموازنة، فلا يزال معظم اللبنانيين، ومعهم قوى سياسية وازنة، غير مقتنعين بالمشروع الذي يبحث على طاولة مجلس الوزراء، ملوحين بالتصدي لتفاصيله السلبية في اللجان النيابية ثم الهيئة العامة، على اعتبار ان المطروح لا يعدو كونه موازنة رقمية تعكس واقع الحال، ولا تحمل مشروعا للنهوض.

وعلى الجبهة الانتخابية، خلط اوراق وتحالفات في اكثر من اتجاه وفي اكثر من دائرة. غير ان الابرز في هذا الاطار، التصعيد المتبادل والمستمر بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، والغموض الذي يكتنف موعد وصول رجل الاعمال بهاء الحريري الى بيروت، ومن سيحيي ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وكيف.

لكن، بعيدا من الجبهات الداخلية، حركتان خارجيتان على صلة بلبنان.

 الأولى زيارة امين سر دولة الفاتيكان لبيروت، والثانية زيارة رئيس الحكومة لتركيا.

 الابرز في الاولى، حديث عن موعد قريب لزيارة البابا فرنسيس. أما اللافت في الثانية، فكلام من اردوغان عن ان بلاده تريد الوصول الى كل شرائح المجتمع اللبناني من دون تمييز.

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي" 

هل يتوجه اللبنانيون الى اعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، وحتى الى ادارات دولتهم ومراكز استشفائهم غدا صباحا ؟

الجواب : اذا كنتم غير مضطرين فلا تفعلوا .

فقطاع النقل البري، وفي سيناريو سيتكرر الخميس والجمعة، قرر قطع الطرقات الرئيسية من الشمال الى الجنوب، من الخامسة صباحا وحتى الثالثة من بعد الظهر، ولم ينس قطع الطرقات الاساسية في بيروت، تاركا للمواطنين الطرقات الفرعية للتنقل .

 يقول اتحاد النقل البري، انه اضطر للتصعيد، وانه سيسمح بمرور الحالات لا سيما الطبية منها وانه اتخذ هذا القرار بعد تخلف الحكومة عن تنفيذ وعودها في وضع الاعتمادات وكيفية تأمين تمويل هذا القطاع، ويضيف رئيس الاتحاد بسام طليس للLBCI :

 طلبنا تسهيل مرور الوزراء، عل الحكومة تبت في اجتماعها غدا بوعودها لنا .

 قصة قطاع النقل البري  لا تختلف عن قصة شعب بكامله، عاش على الاحلام والوعود، ليصحو على العدم، ولكن الفرق هذه المرة ان قطاع النقل البري ان احب او لم يحب فهو يقطع رزق اللبنانيين تماما كما تفعل دولتهم .

فمسؤولو القطاع، يعرفون تماما ان اكثرية اللبنانيين تعيش يوما بيوم وعلى " قد الرزقة يؤمن الطعام " وعندما تسألهم عن معاناة سائر المواطنين يأتي الجواب :

" الله يساعدنا كلنا " .

فماذا يريد القطاع وما الهدف ان لم يؤد الاضراب مبتغاه ؟

 لا سيما وان الحكومة التي ستعاود اجتماعها غدا لمناقشة الموازنة، لن تبت في طلبه الذي هو جزء صغير من مشكلة ضخمة قال عنها الرئيس ميقاتي في تركيا عصرا انها تكاد تكاد تكون الاسواء في العالم طالبا كل انواع المساعدة وفي كل المجالات فيما دعا امين سر الفاتيكان لوقفها قائلا :

 يتعين وضع نهاية لتربح القلة من معاناة الكثرة.

قلة تكاد تصبح غير قادرة على شراء حاجياتها الاساسية من الغذاء .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد" 

مع بداية الشهر، خاض الموظفون والعسكريون أولى المواجهات تحصيلا للراتب الذي أصبح مدولرا وعلى سعر منصة صيرفة وما دون السوق السوداء، ومن قدر له الولوج إلى أقرب مصرف وقع أسير راتبه وتحويله الى عملة صعبة لكن بخسارة مدوية. 

وفي يوم التدافع نحو المصارف تدخل المركزي فأعلن أنه سيتيح للمصارف الحصول على سيولة نقدية بالليرة في مقابل بيع دولاراتها الورقية على سعر منصة صيرفة وذلك عبر المنصة، ما سيؤشر إلى أن الازمة ستحل ابتداء من صباح الأربعا، وستكون الليرة اللبنانية متوافرة بالمصارف. 

وعلى سعر صيرفة سياسية كان المتلاعبون بالعملاء والمودعين اللبنانيين يتراشقون بمذكرات تأخذ القضاء رهينة وتودعه في صناديق حروب الإلغاء وبعد توطئة من بعبدا اتخذت مدعية جبل لبنان غادة عون اليوم قرارا كلفت بموجبه جهاز أمن الدولة تنفيذ مذكرة إحضار أصدرتها بحق حاكم البنك المركزي رياض سلامة وسوقه للتحقيق قبل اربع وعشرين ساعة من جلسة حددتها في الخامس عشر من شباط المقبل. 

وقرار غادة القضاء هذا اتخذ بعد أن تمنعت بشخصها عن تبليغ كف يدها عبر المباشر الرسمي مرتين متتالتين. ولما اودع تمردها لدى التفتيش القضائي برئاسة القاضي بركان سعد فقد اكتشف أن القاضي المذكور قد أخمدت حمم بركانه منذ وقت طويل وأنه امتنع عن بت شكاوى تخص القاضية عون وبلغت اثنتي عشرة دعوى، والبركان كان اسما على غير مسمى. 

فلم ير اللبنانيون سعده القضائي ولم يعثروا على بقايا جمره البركاني. وقد آثر في كل شكوى أن يتذرع بمزيد من الدرس إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ويحال رئيس التفيش إلى التقاعد بعد ستة أشهر، ويتظهر من هذه الدائرة المتشابكة أن القرار سياسي. يرمى في الملاعب المالية وحقوق الناس. 

وبين عون يتحين فرصة قطف رأس مالي. وعون ثان " يباشر التنفيذ" نصبح أمام عصفورية لا يبتها أي مرجع قضائي آخر. ويقف التفتيش بين الطرفين متحسسا مستقبله التقاعدي ولعل المثال الاكثر قدوة للجميع جسده قاضي التحقيق في جريمة المرفأ طارق البيطار، الذي عرف كيف يكون نجما وطنيا ومرجعا قضائيا. يحقق ويلتزم الإجراءات الواجب تطبيقها في الوقت نفسه. وهو الرجل الذي قامت عليه حروب الدنيا داخليا. صمد ولم يترجل لكنه أتبع الاصول ونفذ القانون عندما فرض عليه كف اليد. 

وفي ظل اندلاع حروب مصرفية مركزية ومعارك جلب وتوقيف وحصد شعبية انتخابية على حساب مصالح المواطنيين فإن المشهد السياسي تراجع خطوات الى الوراء الموازنة الى جلسة ضرائب غير محسوبة النتائج. 

رئيس الحكومة غادر الى السلطنة العثمانية مع إقفال الابواب العربية، ووزير خارجية الفاتيكان وصل الى بيروت حاملا رسالة من البابا فرنسيس وبينما كان المونسينور بول ريتشارد غالاغير يبلغ رئيس الجمهورية ميشال رسالة الحبر الأعظم. اختار بابا روما استقبال ميشال عون لكن من صنع الله. 

ومن فئة المطران وقال امامه مع وفد كاريتاس :سأزور لبنان، لاني وعدت بذلك وسأنفذ. لبنان يتألم كثيرا، ولا يقدر أن ينهض من دون همة شعبه الذي يجب أن ينتفض كي لا تقع أرزات لبنان".

فهل ينهض .. وينتفض ؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مذكرة جلب» بحق حاكم «المركزي» اللبناني رياض سلامة

بيروت: «الشرق الأوسط»01 شباط/2022

أصدرت القاضية اللبنانية غادة عون، أمس، مذكرة إحضار بحق حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، بعدما تغيب عن حضور 3 جلسات استجواب في إطار تحقيق في إساءة تصرفات فَتَحَتْه بعد الانهيار المالي في لبنان عام 2019. وقالت عون، وهي النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، لوكالة «رويترز»، إنها أصدرت أمر الإحضار بعد تغيب سلامة عن ثلاث جلسات تحقيق منفصلة، وقالت إنها أحالت طلب الإحضار إلى الأجهزة الأمنية. وطلبت عون من سلامة المثول للتحقيق بصفته شاهداً ولم توجه إليه اتهاماً في القضية. ورفض سلامة التعليق أمس (الثلاثاء). وسبق أن نفى ارتكاب أي أخطاء، ووصف دوافع التحقيقات معه في لبنان وفي الخارج بأنها «سياسية». والقرار اتُّخذ بناءً على الشكوى الجزائية المقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة «الشعب يريد إصلاح النظام» ضد سلامة أمام القاضية عون بجرائم «الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال وتبديد المال العام على منافع شخصية». وقالت المجموعة في بيان نشرته «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية إن قرار عون «قضى بإحضاره جبراً بواسطة القوى العامة حيث تم تكليف جهاز أمن الدولة بالقبض عليه وسوقه إليها قبل 24 ساعة من موعد الجلسة الجديدة التي حُددت بتاريخ 15 فبراير (شباط) الحالي». وكان سلامة قد اتّهم القاضية غادة عون بالانحياز ضده، وقال الشهر الماضي إنه أقام دعوى قضائية طلب فيها إبعادها من التحقيقات معه بعد أن أصدرت أمراً بمنعه من السفر. وتبع ذلك قيام القاضية بتجميد أرصدة سلامة وممتلكاته في لبنان، ومن بينها عدد من السيارات والمنازل. وقال مصدر قضائي لـ«رويترز» في وقت سابق إن التحقيقات التي تُجريها القاضية عون تركز على تحايل واختلاس وعمليات «الهندسة المالية» التي أجراها مصرف لبنان والتي منحت البنوك التجارية عوائد ضخمة على مدى عدة سنوات لجذب دولارات إلى لبنان.

 

التيار”: “تنقية”مع “الحزب” وإيجابية مع “أمل”

وكالة الانباء المركزية/01 شباط/2022

طالت تداعيات الازمة المالية في البلاد سائر الجوانب الحياتية، وانسحبت مفاعيلها على الساحة السياسية تباعدا وتشرذما بين القوى والاحلاف التي كانت تنضوي تحت مسمى ما يعرف بقوى الثامن والرابع عشر من اذار، وبات كل فريق يصارع وحيدا للبقاء. وجاء تعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي واعلانه عدم خوضه وتيار المستقبل غمار الانتخابات النيابية ليزيد خارطة التحالفات قتامة ويدفع بالفرقاء والقوى السياسية الى مراجعة حساباتها. وفي هذا السياق يلاحظ ان ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله الموقعة في السادس من شباط بين العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله والمعروفة باتفاق مار مخايل لا تزال قائمة على رغم كل الاهتزازات التي تعرض لها التفاهم انطلاقا من الوفاء الذي اظهره العونيون في حرب العام 2006 للحزب الذي رد الجميل بايصال عون الى بعبدا الذي بقي امينا للحزب بتأمين الغطاء .الشرعي له كما وفر الرئيس الحالي للتيار النائب جبران باسيل الغطاء المسيحي ويراهن بعض العونيين اليوم على امكان تكرار تسوية العام 2016 التي أفضت الى انتخاب عون رئيسا للجمهورية، لكن من دون الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، اذ تقول اوساط مراقبة ان الظروف اليوم تختلف عما كانت عليه العام 2016 سيما وان عون وصل الى الحكم لكن القرار بقي لحارة حريك، الأمر الذي نجم عنه ضرب الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي وجر البلاد الى حرب ضد العرب، وأن الحزب، مع ذلك، لا يزال ينتظر ما ستسفر عنه مفاوضات فيينا بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية الايرانية والانتخابات النيابية اذا حصلت ليحسم موقفه من الاستحقاق الرئاسي.

عضو كتلة “لبنان القوي” النائب إدي المعلوف يقول لـ”المركزية” في هذا الاطار: “لا مشكلة بين التيار والحزب على خوض الانتخابات بعدما تم التفاهم، اخيرا، على تنقية العلاقة من الشوائب التي أعترتها نتيجة الممارسة والتطورات. لكن مع حركة أمل لا تزال الامور على تباعدها رغم أنحسار الحملات الاعلامية، علما أن النيات أيجابية وفي السياسة لاشيء مستحيلا، خصوصا وأن هناك متسعا من الوقت حتى موعد الانتخابات في أيار المقبل”.

 

في زمن التسويات… ورقة الخليج اختبار لأهل السلطة

وكالة الانباء المركزية/01 شباط/2022

يصف دبلوماسي عربي مخضرم عاش في لبنان سنوات طويلة ما يجري على مستوى العلاقة بين لبنان والدول العربية والخليجية وما حملته خطوة الورقة الكويتية ببنودها الاثني عشر، باختبار تجريه هذه الدول بالتعاون مع المجتمع الدولي للدولة اللبنانية واركان الحكم لتحديد حقيقة التموضع الرسمي للبنان في منطقة الشرق الاوسط بوضوح، وفي شكل ادق اي من المحاور المتصارعة يختار، ما دام لم يلتزم النأي بالنفس الذي يتحدث عنه قولا لكنه يخرقه فعلا، وهو ما استوجب الاشارة الى عبارة “قولا وفعلا” في البند الرابع المتصل بوجوب اتخاذ اجراءات في ما يتصل بسياسة النأي بالنفس. والمطلوب تاليا تحديد خياره الرسمي من دون مواربة او التفاف على القضايا الملتبسة، فهل يبقى في محوره التاريخي العربي مع الاشقاء الذين ساندوه ووقفوا الى جانبه وانقذوه من الغرق تكرارا بعد سلسلة الحروب والازمات التي عصفت به في القرن الماضي فكان الدعم المادي والمعنوي والمؤتمرات التي عقدت لاجله واهمها مؤتمر الطائف الذي ارسى صيغة العيش المشترك والمناصفة بين الطوائف ووضع اللبنة الاولى للبنان الجديد الذي للأسف استغلته بعض القوى السياسية لمصالحها الخاصة ولم تطبق من دستور الطائف الا ما يخدم هذه المصالح، ام ان اركان الحكم اختاروا اقتلاعه من بيئته الطبيعية العربية لضمه الى المحور الفارسي وانتهاج مسار الممانعة والمقاومة التي باتت شعارا أجوف يرفعه جنود هذا المحور في لبنان من حزب الله وحلفائه لدغدغة مشاعر بيئته القومية واستنهاض هممها واقناعها بضرورة مقاومة اسرائيل التي مضى اكثر من 15 عاما من دون ان تُطلق رصاصة في اتجاهها، فيما تُخاض الحروب باسم هذه المقاومة ضد العرب في اليمن والعراق وسوريا، وتل ابيب تتفرج مزهوة. اما خيار الحياد الذي تؤيده شريحة واسعة من اللبنانيين، وقد طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كمخرج لأزمة استخدام لبنان في صراع المحاور، وقد ثار ضده جمهور المقاومة ومن يناصرها بعدما استهدفه قادة الحزب، فهو خيار ثالث في الامتحان العربي للبنان، الا ان احتمال اعتماده ضعيف في ضوء موجة الرفض الشيعي له. الاختبار الخليجي، يقول الدبلوماسي لـ”المركزية” لا بد انه يعرّي الموقف اللبناني الملتبس والمزدوج ازاء الاختلاف اللبناني، لا بل الانقسام ازاء النظرة لقضايا بنيوية جوهرية منها سيادة لبنان واستقلاله وتنفيذ القرارات الدولية وسلاح حزب الله ونزعه تنفيذا للقرار 1559. ويوجب على اركان الحكم تحديد الخيار في زمن التسويات الكبرى التي ترسم معالم مرحلة جديدة للمنطقة ولبنان من ضمنها، فتحديد خيار اي لبنان يريد اللبنانيون ضرورة. لبنان الذي يصدر “الدواعش” والارهاب ويوفد شبابه للقتال في اليمن والعراق وسوريا ضد العرب، لبنان الانهيار والجوع والفقر والمخدرات ومصالح الزعماء والطوائف والمذاهب، لبنان الدويلة الذي هجّر شبابه ويكاد  يفرغ من اهله، لبنان خامنئي وقاسم سليماني وولاية الفقيه؟ ام لبنان شارل مالك وفؤاد شهاب وكميل شمعون والدولة القوية عن حق بمؤسساتها وطاقات ابنائها الزاخرة في اصقاع العالم التي تصدر الفكر والعلم والثقافة وكانت حتى الامس القريب قبلة انظار ارقى دول العالم وحلم الامراء العرب، لبنان الازدهار والفكر والعلم والأدمغة والدولة التي لا شعار يعلو فيها فوق “لبنان اولا” ولا مصلحة تتقدم على مصلحة الوطن؟ هنا بيت القصيد في الورقة الكويتية، يختم الدبلوماسي، والقرار بيد اللبنانيين لتحديد المستقبل والمصير، بعد قرار الرؤساء في الرسالة الجوابية، وما على الشعب سوى تأكيد الخيار في صناديق الاقتراع في 15 ايار.

 

لبنان دولتان بحكم الأمر الواقع …الحل تقسيمي؟

وكالة الانباء المركزية/01 شباط/2022

لا كلام يعلو اليوم داخل الدوائر السياسية السيادية المحلية والعربية والدولية عن فشل النظام الحالي في لبنان. الكلام الذي يتردد متشعب لكنه يدور حول ارجحية انعقاد مؤتمر دولي يخرج منه المجتمعون بصيغة نظام جديد قد لا يكون على مستوى آمال وطموحات السياديين ولا يشبه صورة لبنان الكبير، خصوصا إذا ما صحت قراءات البعض من أن التسوية المرتقبة ستكون على حساب لبنان، وبالتالي فإن المقرر أن يخرج من نتائج المؤتمر الدولي غير المعلن حتى اللحظة نظام المثالثة… كل هذا يبقى في إطار “الوشوشات السياسية” إلا أن المعلن والثابت أن لبنان دولة فاشلة بشهادة المجتمعين العربي والدولي.

أبعد من أصداء خروج الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي اللبناني ودخول شقيقه على خط “المستقبل”، وأبعد من مشهدية المعارك الإنتخابية التي بدأت تستعر في ظل الإرباك الحاصل من عدم حصول الإنتخابات النيابية في موعدها المحدد في 15 أيار، يبرز الكلام عن مسودات أعدتها مجموعات لبنانية في الخارج وسيتم عرضها على مجلس الأمن كمرحلة انتقالية، بانتظار اجراء انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني المقبل. وتتضمن هذه المسودة مجموعة أفكار تقضي بالبدء بطريقة ما بتنفيذ القرار الدولي 1559، عبر تقسيم لبنان إلى منطقتين أمنيتين، الأولى في الجنوب والضاحية باتجاه البقاع شرقا، وهي تحت سيطرة حزب الله، والثانية بعهدة القوى الدولية والقوى الشرعية اللبنانية من جيش وقوى أمن داخلي. وبحسب أوساط لبنانية تعمل على خط الإدارة الأميركية فإن الكونغرس الأميركي سيدرس خطة أمنية، اعدتها المجموعات تنشأ من بيروت الإدارية إلى الشمال في عكار، من زاوية ان هذا المشروع أمني، بحت، وبداية لتطبيق القرار 1559. على ان تضغط مجموعات المجتمع المدني والقوى السياسية “السيادية الرافضة لسياسات حزب الله” لتنفيذ الخطة، وذلك كشرط للمساعدات الدولية والعربية للبنان”. الكلام عن تقسيم لبنان ليس بجديد وفق مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية سامي نادر “لكنه لا يندرج في إطار سياسة واشنطن”. ويشير عبر “المركزية” الى أن “الواقع على الأرض يثبت أن هناك منطقة تقع تحت سيطرة حزب الله بشكل كامل والدولة غائبة عنها تماما بقرار من قوى الأمر الواقع وكذلك عن القرارات الدولية 1559 و1701 لافتا إلى أن الرد على المبادرة الكويتية وهي بمعنى أصح مبادرة دولية، ردٌ تبريري أكثر ولا يمكن الإتكال عليه. وإذا ما استمر هذا الفرز القائم بحكم الأمر الواقع فهذا سيؤدي حكما إلى تقسيم لبنان”. كل التقارير الدولية وحتى الإقليمية تتحدث عن لبنان بصفة “دولة فاشلة” إنطلاقا من سيطرة حزب الله على قرار الدولة ومؤسساتها  “هذا عدا قدرة الدولة على تنفيذ الحد الأدنى من سلطتها أقله في السياسة. وهذا الأمر الواقع واضح للمجتمع الدولي. إلا أن الولايات المتحدة لا تدخل في عملية التقسيم المفروضة وهي كما سواها من الدول تتعامل مع هذا الواقع وفق استراتيجيات معينة وإلا كيف نفسر مثلا قرار الإدارة الأميركية نقل موقع مقر السفارة الأميركية الجديدة من منطقة الشويفات إلى عوكر”؟

وتعليقا على الكلام الذي يتردد حول عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان تنتج عنه ولادة نظام جديد يقول نادر: “نظامنا الحالي منهار ولا يمكن إعادة بنائه من دون وجود نية أو حتى أوراق على طاولة القرار الدولي. ولبنان ليس أولوية لدى الإدارة الأميركية، حتى الملف الإيراني لم يعد متداولا بالحماسة نفسها مع تبدل موازين القوى في المنطقة، ومن يقل العكس فهو حتما لا يقرأ في الإتجاه الصحيح أو لا يريد الإعتراف بذلك لأن أولويات الولايات المتحدة اليوم موجهة نحو الصين وكيفية مواجهتها والصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا”. السؤال الذي يطرح كيف سيتعامل لبنان مع صندوق النقد الدولي والمساعدات الدولية والعربية المقررة في ظل وجود منطقتي نفوذ ضمن دولة واحدة؟ وهل ستتمكن القوى الأمنية والجيش اللبناني من السيطرة أمنيا على منطقة النفوذ الخارجة عن هيمنة حزب الله في حال عدم اقتناع المجتمع الدولي بقدرة الدولة اللبنانية على الخروج من هيمنة حزب الله على مؤسساتها وتنفيذها القرارات الدولية وأبرزها 1559 و1701؟ يجيب نادر: “لا مساعدات دولية ولا حوار مع صندوق النقد الدولي في غياب الحد الأدنى بالسياسة. حتى الكلام عن النأي بالنفس لم يعد يقنع أحدا لأن المطلوب افعالا وليس أقوالا وكلاما على المنابر”. ازدواجية الدولة أو ما بات يعرف في المفهوم الدولي بالدولة التبريرية ما عادت مقنعة “وهذا هو الفرق بين مبادرة ماكرون والمبادرة الكويتية التي كانت واضحة في أهدافها… إما التخلي عن هيمنة دويلة حزب الله على قرارات الدولة التنفيذية والتقيد بسياسة النأي بالنفس فعلا لا قولا، وإلا… ما تحلموا بالمساعدات”. يختم نادر.

 

مؤامرة “تطيير” الانتخابات: هذا ما اتفق عليه باسيل و”الحزب”!

نداء الوطن/01 شباط/2022

“عندما نفكّر في الدول الفاشلة، فإنّ الصور التي تتبادر إلى الذهن هي أفغانستان أو اليمن أو جنوب السودان، ولكن لبنان الدولة التي كانت الأكثر روعة في الشرق الأوسط، تنضم إلى تلك الدول”!… عبارة استهلالية لتقرير “سي أن أن بالعربية” عن الانهيار اللبناني، كفيلة وحدها بتجسيد انقلاب صورة لبنان في أعين العالم، من موطن للعز إلى موطئ للذل، ومن أكثر الدول “الروعة” إلى أكثر الدول “المروّعة” بما بلغته من واقع تراجيدي ووقائع مأساوية تحت قبضة زمرة حاكمة أوصلت اللبنانيين إلى أسفل سافلين مالياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً وخدماتياً، ولا تزال تحفر تحت أقدامهم وتعمّق أزماتهم دونما أدنى حسّ بالمسؤولية الوطنية أو أقله بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية عن واجب إنهاء عذابات الناس ووقف تمدد دورة مآسيهم الحياتية. ولأنّ طبع التسلّط غلب تطبّع السلطة بمهمة استنهاض البلد وإنقاذ أبنائه، تتربص قوى الحكم بالاستحقاق الانتخابي المقبل لقطع الطريق أمام أي مشروع تغييري يهزّ ركائز أكثريتها، بعدما تيقنت من أنّ النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع لن تكون في صالحها، فكان القرار بوجوب العمل على بلورة الحجة القانونية لإرجاء الاستحقاق في أيار… وعلى ذلك استقرّ الرأي بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وقيادة “حزب الله”، على أن يشكل بند الاقتراع الاغترابي مدخلاً لتنفيذ مؤامرة “تطيير” الانتخابات النيابية، وفق ما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن”، كاشفةً عن أنّ الجانبين عقدا اجتماعاً في الآونة الأخيرة “واتفقا خلاله على إعادة إحياء مسألة الدائرة 16 لتصويت المغتربين عبر تقديم تكتل “لبنان القوي” اقتراح قانون معجلاً مكرراً يرمي إلى إلغاء المادة الثانية من تعديلات قانون الانتخاب التي علقت العمل بهذه الدائرة، مقابل تعهد “حزب الله” لباسيل بأن يضمن موافقة رئيس المجلس النيابي على المضي قدماً في هذا الاتجاه”.

ولفتت المصادر إلى أنّ القرار بعرقلة الاستحقاق الانتخابي أتى نتيجة “استطلاعات رأي موثوق بها بيّنت أنّ ما نسبته 80% من الصوت الاغترابي سيصب في صناديق الاقتراع لصالح مرشحي قوى المعارضة من الأحزاب وقوى المجتمع المدني، ما سيعني حكماً خسارة الأكثرية الراهنة لأكثريتها في المجلس المنتخب الجديد في حال الإبقاء على تصويت المغتربين على مستوى مقاعد المجلس الـ128، ولذلك فإنّ المصلحة المشتركة بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” تقتضي إعادة حصر صوت الاغتراب بالمقاعد القارية الستة، ضمن إطار ما يُعرف بالدائرة الـ16، للحد من حجم الخسارة الانتخابية ومنع إحداث أي تغيير جذري في تركيبة الأكثرية النيابية”، منوهةً بأنّ تضمين رئيس الجمهورية ميشال عون مادة تتعلق بإقرار “مشاريع أو اقتراحات ملحة تتعلق بالانتخابات النيابية” في متن برنامج الأعمال الذي حدده في مرسوم فتح العقد التشريعي الاستثنائي “عكس النيّة المبيتة في إعادة الدفع باتجاه إبطال تعديلات قانون الانتخاب التي أقرها المجلس النيابي وفشل “التيار الوطني” في إبطالها في المجلس الدستوري، وبالأخص ما يتصل منها باقتراع المغتربين. وإذ أكدت أنّ “مجرد العودة إلى إثارة قانون الانتخاب في المجلس النيابي من شأنه أن ينسف الاستحقاق برمته”، أوضحت المصادر أنّ “باسيل يتكل في تحقيق ذلك على وعد “حزب الله” بتأمين موافقة رئيس المجلس على العودة إلى الدائرة 16 الاغترابية، كما يراهن على تشتت أصوات كتلة “المستقبل” لتوفير الأكثرية النيابية اللازمة لإلغاء تعليق العمل بهذه الدائرة في مواد القانون، وهذا ما سيشكل مفتاحاً تشريعياً لتعطيل إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في شهر أيار المقبل وجعله أمراً متعذراً، نظراً لعدم توفر الأرضية اللازمة من مراسيم تطبيقية وتنظيمية لتصويت المغتربين في الدائرة المستحدثة، فضلاً عن كونهم سبق أن سجّلوا أسماءهم على قوائم الاقتراع بموجب التعديلات التي علقت العمل بالدائرة 16 في الدورة المقبلة والتي أتاحت لهم التصويت من دول الانتشار لانتخاب مجمل أعضاء المجلس النيابي، بالإضافة إلى أنّ المهل القانونية الفاصلة عن موعد الانتخابات لم تعد تفسح في المجال أمام إصدار مراسيم تنظيمية جديدة، لا سيما بعد صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وتحديد تواريخ فتح باب الترشح وإقفاله، ومواعيد الاقتراع في الداخل والخارج”. وخلصت المصادر إلى إبداء قناعتها بأنّ من بين السيناريوات المطروحة على أجندة قوى الأكثرية “سيناريو الدفع باتجاه التمديد لولاية المجلس النيابي الراهن حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، بغية حفاظ الأكثرية الراهنة على أكثريتها لكي تتمكن من إبرام صفقة متكاملة تضع الاستحقاقين الرئاسي والنيابي الجديدين في سلة تفاوضية واحدة”.

 

موجة تهريب معاكسة من سوريا إلى لبنان لنقل المحروقات

بعلبك (شرق لبنان): حسين درويش/ الشرق الأوسط/01 شباط/2022

أقفلت سوريا معابر التهريب على الحدود مع شمال شرقي لبنان، بتعزيز القبضة الأمنية عليها، في محاولة لتقويض موجة التهريب المعاكسة التي تنطلق من الأراضي السورية إلى اللبنانية، وتمر عبرها المحروقات والخضار والماشية.

وفعل المهربون في الشهرين الأخيرين نشاط التهريب من الأراضي السورية إلى لبنان، حيث يتم تهريب المحروقات بشكل خاص، على خلفية التفاوت بسعره بين البلدين. ويبلغ سعر صفيحة المازوت في سوريا نحو 250 ألف ليرة لبنانية، بينما يبلغ سعرها في لبنان نحو 350 ألفاً (17 دولاراً) بسبب ندرتها واللجوء إلى بيعها في السوق السوداء أخيراً. وأحكم الأمن العسكري السوري سيطرته على الجانب السوري من الحدود مع لبنان، عبر إقفال محكم للمسالك غير الشرعية، واتخذ إجراءات أمنية مشددة لمنع عبور السيارات اللبنانية إلى القرى السورية التي يسكنها لبنانيون في ريف القصير (جنوب غربي حمص)، كما تمنع عبور السيارات إلى الداخل اللبناني. وقالت مصادر ميدانية في الهرمل لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الإجراءات «أدت إلى وقف عمليات التهريب تماماً من الجانبين على المعابر غير الشرعية في البقاع الشمالي»، وشمل إقفال الحدود سائر مسالك التهريب في منطقة الهرمل المحاذية للأراضي السورية من منطقة القاع في أقصى شمال شرقه، إلى الغرب بطول 22 كلم. وتسلم «الأمن العسكري السوري» المعابر الحدودية غير الشرعية ونقاط المراقبة الحدودية وأمن الحدود، بعد سحب عناصر الفرقة الرابعة التي كانت مولجة بضبط أمن الحدود وتفتيشها ومراقبة الحدود البرية بين سوريا ولبنان.

ويؤكد مصدر ميداني لبناني أن عمليات التهريب «توقفت بالاتجاهين بين لبنان وسوريا تنفيذاً لقرار السلطات السورية بضبط الحدود عملاً بقرار تبديل القوات والفرق العسكرية اعتباراً من يوم الاثنين الماضي». وأشار إلى أن أحد أسباب ضبط الحدود البرية «يعود إلى انتعاش التهريب من سوريا إلى لبنان»، موضحاً أن نشاط التهريب المضاد «تزايد مع انخفاض الأسعار في سوريا وارتفاعها في لبنان». وقال المصدر إن سعر صفيحة المازوت المفقودة في لبنان «بات أقل بنحو 100 ألف ليرة عما هي عليه في سوريا»، وينسحب سعر البنزين الذي يقل سعره في سوريا عما هو عليه في لبنان بحو 30 ألف ليرة، كما يقل سعر قارورة الغاز في سوريا عن سعرها في لبنان بنحو 50 ألف ليرة لبنانية. ويشير المصدر إلى أن الطحين والمواد الغذائية «تراجع نشاط تهريبهما، بسبب تقارب الأسعار في الدولتين، ما يفقد المهرب أي مصلحة بتهريبهما». وأشارت المصادر إلى إجراءات قانونية جديدة تمنع دخول السيارات والآليات اللبنانية إلى القرى التي يسكنها لبنانيون في الجانب السوري، وتربطها بالأراضي اللبنانية من ناحية الهرمل طرقات ترابية غير شرعية. وتوازي الإجراءات السورية إجراءات أمنية لبنانية لمكافحة التهريب، وملاحقة عصابات سرقة السيارات التي تنقلها إلى الداخل السوري. وأكد مصدر عسكري لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن فوج الحدود البري الثاني في الجيش اللبناني كثف إجراءاته الأمنية على معابر التهريب عند الحدود اللبنانية السورية، ويعمل على ملاحقة عصابات تهريب ونقل السيارات المسروقة من لبنان إلى الداخل السوري»، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني «يعمل على مطاردة وملاحقة العصابات من خلال الكمائن لتوقيف المتورطين من أفرادها»، وقال إن الجيش «تمكن من توقيف 5 عصابات تتكون من عشرات الأفراد متخصصة بسرقة ونقل السيارات المسروقة إلى الداخل السوري على المعابر غير الشرعية في منطقة حوش السيد علي والمشرفة»، مؤكداً أن حاجز حربتا «أصبح ممراً إلزامياً بعد إقفال كل طرقات التهريب على السلسلة الغربية بسبب كثافة الثلوج». وأشار إلى أن الجيش سلم أفراد تلك العصابات إلى السلطات القضائية المختصة. وتحدث مصدر أمني في البقاع عن أن إجراءات الجيش اللبناني بمؤازرة المخابرات وبالتعاون مع فوج الحدود البري «لاقت ارتياح الأهالي بوضع حد لعصابات سرقة السيارات التي كانت تتحرك على جانبي الحدود من البقاع الشمالي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والبطالة في المنطقة».

 

شهيب بعد زيارته وابو فاعور معراب: نحترم خصوصية الساحة السنية ولن نقفز فوقها وسنتحالف مع القوات في مختلف المناطق

وطنية/01 شباط/2022

 التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب عضوي "اللقاء الديمقراطي" النائبين اكرم شهيب ووائل أبو فاعور، موفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. عقب اللقاء الذي استغرق ساعتين من الوقت، أكد شهيب ان "التلاقي ليس جديدا والتنسيق قائم ومستمر، صحيح ان الاستحقاق النيابي على الأبواب لكن مع حزب "القوات اللبنانية" المصالحة التاريخية قربتنا و"14 اذار" جمعتنا والمحطات الانتخابية خضناها سويا". ولفت الى "انه تجمعنا نظرة مشتركة لنرى وطنا ننتمي اليه تسوده العدالة والحرية وكرامة الانسان لا منصة او ساحة لآخرين، من هنا أهمية الاستحقاق الانتخابي المقبل قريبا الذي نراه فرصة كقوى سيادية مع شخصيات وقوى وطنية من اجل التغيير الحقيقي والعدالة الاجتماعية ومن اجل السيادة وحماية الدستور وصون الحريات". وتابع: "لا بد من توضيح امر ما فاذا كان للرئيس سعد الحريري ظروف خاصة ونقدرها، وهو الذي تشاركنا واياه في كل الاستحقاقات السيادية والوطنية، فاننا نحترم خصوصية الساحة السنية، وبالتالي لن نقفز فوق هذه الخصوصية في أي استحقاق". وفي دردشة مع الصحافيين كشف شهيب عن اننا سنتحالف مع "القوات اللبنانية" في الانتخابات النيابية في مختلف المناطق، اما بالنسبة الى اسماء المرشحين فهي قيد الدرس".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

البنتاغون: مناوراتنا البحرية الجارية بالخليج العربي لا تأتي من عدم

البنتاغون للعربية: خطر إيران يتزايد بالمنطقة ونعمل على زيادة التعاون مع شركائنا لمواجهته

دبي _ العربية.نت/01 شباط/2022

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البتاغون" جون كيربي للعربية، مساء الثلاثاء، إن مناورات الولايات المتحدة الأميركية البحرية الجارية في الخليج العربي لا تأتي من عدم. وأوضح البنتاغون أن خطر إيران يتزايد بالمنطقة وأن أميركا تعمل على زيادة التعاون مع شركائها لمواجهته. إلى ذلك اتهم السيناتور الجمهوري جون كورنين في تصريحات للعربية، اتهم إيران بتسليح وكلائها الحوثيين لتهديد أمن واستقرار المنطقة. فيما أكد السيناتور الجمهوري تيد كروز للعربية أن من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن هو شطب اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب كما أضاف السيناتور تيد كروز أن الحوثيين جماعة إرهابية ويجب التصدي لها. كما أبلغ البيت الأبيض مراسلة العربية في وقت سابق بالتزام الولايات المتحدة بحماية حلفائنا في الخليج. وتدرس واشنطن إعادة تصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية في أعقاب الهجوم الحوثي على أبوظبي، والذي قوبل بإدانة واسعة النطاق من إدارة بايدن والمشرعين الأميركيين.

وانطلق الاثنين في البحرين "أكبر تمرين بحري" في منطقة الشرق الأوسط، على الأنظمة "غير المأهولة" (المسيرة) في العالم. وأعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، الاثنين، عن انطلاق التمرين الذي حمل عنوان "IMX / CE 2022" في البحرين، ويشمل 9000 عنصر و50 سفينة، من نحو 60 دولة ومنظمة دولية، وفقا لمنشور للقيادة على تويتر. وأضافت: "خلال اليوم الأول، تم إطلاع ولي العهد ونائب القائد الأعلى ورئيس الوزراء البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على التكنولوجيا غير المأهولة الجديدة، وشاهد عرضا تجريبيا في عرض البحر". وبدأت مراسم التمرين بمقر الأسطول الأميركي الخامس في البحرين، وفقا لموقع "خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية". وأكد آل خليفة على "أهمية حماية الحركة البحرية الدولية من التهديدات التي تؤثر سلبا على التجارة العالمية، وشكر الولايات المتحدة على دورها في هذا الصدد، وشدد على ضرورة توحيد الجهود الدولية لتعزيز الأمن البحري". ومن الدول المشاركة في التمرين الإمارات ومصر وكينيا وعمان، وستكون التدريبات في الخليج العربي وبحر العرب وخليج عمان والبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي.

 

الأمم المتحدة: وفاة طفلتين رضيعتين جراء الصقيع في شمال غرب سوريا

وطنية/01 شباط/2022

قضت طفلتان سوريتان نتيجة الطقس الشتوي القاسي الذي شهده شمال غرب سوريا، حيث أدت الثلوج والأمطار الغزيرة إلى تدمير مئات الخيام في مخيمات النازحين وتعريض القاطنين فيها للخطر، وفق ما أفادت الأمم المتحدة الثلاثاء.  وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" أن "طفلتين نازحتين من ريف حلب الجنوبي إحداهما تبلغ من العمر 7 أيام والثانية شهرين توفيتا صباح الثلاثاء نتيجة البرد والصقيع" في محافظة إدلب. وأشارت "وكالة الصحافة الفرنسية" من المنطقة إلى أن "الطفلتين نقلتا إلى "مستشفى الرحمن" التخصصي في بلدة حربنوش، الذي استقبل كغيره من مستشفيات في إدلب عددا كبيرا من الأطفال المصابين بالتهابات القصبات الشعرية نتيجة البرد والصقيع.  وتسجل سنويا تقريبا وفيات أطفال خلال فصل الشتاء في مخيمات النزوح الواقعة في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في شمال غرب سوريا، حيث تفوق حاجات ملايين النازحين المساعدات المتوافرة. وأدى تراجع الدعم المالي من الجهات المانحة إلى نقص حاد في الأدوية والمعدات في مستشفيات المنطقة وعياداتها، وهو ما جعل عددا منها عرضة لاحتمال التوقف عن العمل.  وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باتريك نيكولسون للوكالة نفسها إن "الأطفال (في هذه المخيمات) معرضون لخطر البرد، ويعيشون في خيام مهترئة وثمة نقص في الملابس الشتوية والوقود". ولاحظ أن "المشكلة تزداد سوءا بسبب الأزمة الاقتصادية ونقص الموارد اللازمة لتقديم مساعدات الشتاء وزيادة الحاجات". وأشار المكتب إلى أن ظروف الطقس القاسية في شهر كانون الثاني أدت إلى تدمير 935 خيمة على الأقل وألحقت أضرارا بأكثر من 9 آلاف خيمة أخرى في عدد من مواقع النزوح في شمال سوريا. وتسببت وسائل التدفئة المكشوفة وغير الآمنة مرارا بنشوب حرائق أسفرت عن سقوط ضحايا. وبلغ عدد الحرائق منذ بداية السنة 68 في شمال سوريا وحده، أصيب بنتيجتها 24 شخصا وتوفي اثنان، بحسب الأمم المتحدة.

 وتسيطر "هيئة تحرير الشام" ("النصرة" سابقا) وفصائل معارضة أقل نفوذا على نصف مساحة إدلب ومحيطها. وتؤوي المنطقة 3 ملايين شخص، نصفهم تقريبا من النازحين.

 

تأكيد أممي لاستخدام دمشق «الكيماوي» في هجوم قرب حماة

دمشق - لاهاي - لندن الشرق الأوسط/01 شباط/2022

أكدت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» أمس، أن دمشق استخدمت مادة الكلور في هجوم وقع عام 2016 على منطقة كانت تسيطر عليها المعارضة. ووقع الهجوم في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2016، قرب مستشفى ميداني خارج بلدة كفر زيتا في محافظة حماة، وأدى إلى إصابة 20 شخصاً بصعوبات في التنفس. وأفاد تقرير للمنظمة أمس، بأن شهوداً رأوا حينها جسماً واحداً على الأقل يُلقى من مروحية كانت تحلّق فوق المكان، وتمكّن محققو المنظمة من الحصول على أسطوانة كلور صناعية عُثر عليها في الموقع. واستناداً إلى أدلة رقمية ومقابلات مع شهود، تمكن المحققون من «الربط من دون أدنى شك» بين هذه الأسطوانة وهجوم أكتوبر 2016. ولطالما نفت الحكومة السورية استخدامها أسلحة كيماوية قائلة إنها وضعت كل مخزونها تحت إشراف دولي بعد اتفاق أبرمته عام 2013 مع المنظمة. لكن المنظمة اتهمت دمشق بعدم الكشف عن مخزونها من «الكيماوي» وعدم استقبال محققيها. على صعيد آخر، قوبل قرار الحكومة السورية، أمس، استبعاد مئات آلاف العائلات من الدعم الحكومي للمواد الاستهلاكية الأساسية، بغضب شديد في دمشق بسبب تدهور الوضع المعيشي.

 

واشنطن تطلب انسحاباً «فورياً» للقوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا

واشنطن الشرق الأوسط/01 شباط/2022

أعلنت الولايات المتّحدة أنّ وزير خارجيتها أنتوني بلينكن حضّ نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي، اليوم الثلاثاء، على أن تسحب روسيا «فوراً» قواتها المحتشدة على حدودها مع أوكرانيا، مناشداً موسكو انتهاج الدبلوماسية سبيلاً لحلّ الأزمة الراهنة بينها وبين كييف، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية-. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّ «وزير الخارجية شدّد على رغبة الولايات المتّحدة، بطريقة ثنائية ومع حلفائنا وشركائنا، بمواصلة حوار جادّ مع روسيا حول المخاوف الأمنية المشتركة"، مشيرة إلى أنّ بلينكن أكد أنّ «غزواً جديداً لأوكرانيا سيؤدّي إلى تبعات سريعة وشديدة». وأضافت أن الوزير الأميركي «حضّ روسيا على وقف التصعيد على الفور وسحب العديد والعتاد من الحدود الأوكرانية». في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي إنّ لافروف لم يعط أي إشارة إلى عزم روسيا على خفض التصعيد بشكل وشيك عند الحدود الأوكرانية. وأوضح أنّ المرحلة المقبلة ستكون تقديم روسيا إلى الولايات المتحدة في موعد غير محدّد «ردّاً رسمياً» يوافق عليه الرئيس فلاديمير بوتين، جواباً على رسالة وجّهتها واشنطن الأسبوع الماضي إلى موسكو ورفضت فيها الحكومة الأميركية الطلبات الرئيسية التي تقدم بها الروس على صعيد الأمن لكنّها  فتحت الباب أمام مفاوضات حول نشر صواريخ ووضع سقف متبادل للمناورات العكسرية.

 

بوتين: أوكرانيا أداة لجرّنا إلى نزاع مسلّح وفرض أقسى العقوبات علينا

موسكو الشرق الأوسط/01 شباط/2022

رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه «من الواضح» أنّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اختارا «تجاهل» مخاوف روسيا الأمنية بدليل رفضهما الشروط الروسية في إطار المواجهة بشأن أوكرانيا. وقال بوتين بعد لقائه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان: «نحلّل الردود الخطية التي تلقّيناها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (...) لكن من الواضح من الآن تجاهل مخاوف روسيا المبدئية»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأبدى، في المقابل، أمله بالتوصل إلى حلّ للأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، متّهماً في الوقت نفسه واشنطن باستخدام أوكرانيا اداة لجرّ موسكو إلى «نزاع مسلّح». واعتبر أنّ «هدف الولايات المتّحدة الرئيسي هو احتواء روسيا» وأنّ «أوكرانيا أداة لجرّنا إلى نزاع مسلّح وفرض أقسى العقوبات علينا».

 

جونسون يحذّر من خطر تدخل عسكري روسي وشيك في أوكرانيا

كييف الشرق الأوسط/01 شباط/2022

حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال زيارة إلى كييف، اليوم الثلاثاء، من أنّ هناك «خطراً واضحاً ووشيكاً» بحصول تدخّل عسكري روسي في أوكرانيا. وقال خلال مؤتمر صحافي في كييف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «إنّه خطر واضح وماثل، نحن نرى عدداً كبيراً من الجنود يحتشدون، ونرى استعدادات لعمليات متجانسة من شتّى الأنواع مع تهديد عسكري وشيك»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. ورأى أنّ «من الحيوي أن تتراجع روسيا وتختار طريق الدبلوماسية» بشأن أوكرانيا، محذراً من أنّ غزو هذا البلد «سيشكّل كارثة لروسيا والعالم». وأضاف: «نحن مستعدّون للحوار بطبيعة الحال، لكنّ العقوبات جاهزة أيضاً».

 

رئيس الوزراء الإيطالي يدعو إلى «خفض التصعيد» حول أوكرانيا في اتصال مع بوتين

روما الشرق الأوسط/01 شباط/2022

دعا رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، اليوم (الثلاثاء)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي إلى «خفض التصعيد» في الأزمة الأوكرانية، بحسب بيان صدر عن الحكومة الإيطالية. وشدد دراغي على «أهمية الالتزام بخفض تصعيد التوترات؛ نظراً إلى التداعيات الخطيرة التي قد يتسبب فيها تفاقم الأزمة»، بحسب البيان، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وجاء في البيان أن الزعيمين «توافقا على التزام مشترك لإيجاد حل مستدام للأزمة وعلى ضرورة إعادة بناء جو من الثقة». واتهم بوتين من جانبه خلال هذه المكالمة الهاتفية، السلطات الأوكرانية بتفادي «الوفاء بالتزاماتها، لا سيما فيما يتعلق بالجوانب السياسية لتسوية النزاع» مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، وفقاً للكرملين. وأضاف أن الزعيمين «ناقشا بالتفصيل صياغة ضمانات قانونية لأمن» روسيا. وشدد بوتين على «أهمية احترام المبدأ الأساسي المتمثل في عدم تجزؤ الأمن»، عادّاً أنه ينبغي على الغرب عدم بناء أمنه على حساب أمن روسيا. وتتهم الولايات المتحدة روسيا بالتمهيد لغزو أوكرانيا؛ الجمهورية السوفياتية السابقة التي تشهد نزاعاً منذ 2014 مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرقها. لكن موسكو تنفي وجود أي مخطط لديها من هذا القبيل، مطالبة في الوقت نفسه بضمانات خطية لأمنها، وفي مقدمها التعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أبداً وبوقف توسع الحلف شرقاً. ورفضت واشنطن في رسالتها الجوابية رفضاً مطلقاً هذا المطلب، لكنها أبدت استعداداً لأن تبحث مع موسكو مسائل أخرى مهمة مثل تعزيز محادثات مراقبة الأسلحة فيما يتعلق خصوصاً بمسألة الصواريخ الاستراتيجية والأسلحة النووية المتمركزة في أوروبا، بالإضافة إلى المناورات العسكرية. ومن المقرر أن يتحدث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عبر الهاتف لاتخاذ قرار حول سبيل المضي قدماً بالأزمة الأوكرانية. يأتي ذلك فيما يعد الغرب لفرض عقوبات اقتصادية في مسعى إلى ثني روسيا عن شن هجوم على أوكرانيا.

 

لمواجهة روسيا... أوكرانيا تكشف عن اتفاق أمني ثلاثي مع بريطانيا وبولندا

كييف/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

عرضت بولندا وبريطانيا مساعدات أمنية لأوكرانيا لدعم مواجهتها مع موسكو بعد أن حشدت روسيا عشرات الآلاف من القوات بالقرب من حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة. وقال رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميغال: «آمل أن نتمكن في المستقبل القريب من إطلاق إطار إقليمي رسمي جديد للتعاون بين أوكرانيا وبولندا والمملكة المتحدة لمواكبة العدوان الروسي المستمر». وأضاف «يجب أن نوقع وثيقة ثلاثية بشأن التعاون لتعزيز الأمن الإقليمي». وفي حديثه في مؤتمر صحافي مشترك مع شميغال، قال نظيره البولندي ماتيوز موراويكي إن وارسو ستساعد أوكرانيا في إمدادات الغاز والأسلحة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والاقتصادية. ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى كييف في وقت لاحق من اليوم (الثلاثاء) حيث سيلتقي بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للحديث بشأن احتشاد عشرات الآلاف من الجنود الروس في أوكرانيا، وبالقرب منها، التي يخشى الغرب من أنها قد تكون مستعدة للغزو. وتقول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، إن روسيا صارت لديها القدرة على القيام بعمل ضد أوكرانيا، وحذر جونسون من كارثة إذا فعلت موسكو ذلك. وقال جونسون في تصريحات أمس «نحث روسيا على التراجع والدخول في حوار لإيجاد حل دبلوماسي، وتجنب المزيد من إراقة الدماء. من حق كل أوكراني تحديد كيف سيُحكم. باعتبارها صديقة وشريكة ديمقراطية، ستواصل المملكة المتحدة دعم سيادة أوكرانيا في وجه أولئك الذين يسعون إلى تدميرها». وتعكس زيارة جونسون رغبته في جعل بريطانيا لاعباً في الشأن العالمي، حتى في الوقت الذي يواجه فيه فضيحة سياسية في بلاده بسبب تجمعات في مكاتبه ومقر إقامته في وقت إجراءات الإغلاق المرتبطة بـ«كوفيد - 19»، والتي قد تطيح به من منصبه. وقالت بريطانيا أمس (الاثنين)، إن أي توغل سيؤدي إلى عقوبات غير مسبوقة ضد من تربطهم صلات وثيقة بالكرملين من الشركات والأفراد في روسيا. وأفاد بيان صادر عن مكتب جونسون بأنه سيناقش مع زيلينسكي ما يمكن أن تقدمه بريطانيا من دعم استراتيجي لأوكرانيا.

 

الفرنسي الموقوف في إيران بتهمة «التجسس» ينهي إضرابه عن الطعام

لندن/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

أنهى الفرنسي بنجامان بريير، المحكوم عليه في إيران بالسجن لمدة 8 سنوات و8 أشهر بتهمة «التجسس» و«الدعاية» ضدّ النظام الإيراني، إضرابه عن الطعام الذي ينفّذه منذ أكثر من شهر، وفق ما ذكرت شقيقته الثلاثاء لوكالة الصحافة الفرنسية. واعتقل بريير في مايو (أيار) 2020 في إيران، وحكمت عليه محكمة ثورية في مشهد (شمال شرق) في 25 يناير (كانون الثاني) بالسجن، وبدأ إضراباً عن الطعام منذ 35 يوماً، احتجاجاً على ظروف اعتقاله، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت بلاندين بريير، في اتصال هاتفي، مع أنّ شقيقها «أنهى إضرابه عن الطعام، وكنت قد طلبت منه ذلك نظراً لتداعياته. هو يعلم أنه يحتاج إلى القوة لمواصلة المعركة». وبريير الذي لطالما أكّد أنه كان في إيران بغرض السياحة، أوقف في مايو 2020 لالتقاطه بواسطة طائرة مسيّرة «صوراً لمناطق محظورة» في حديقة طبيعية. واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية إدانته «غير مقبولة». وأضافت بريير أنّ شقيقها «لا يزال محتفظاً بالأمل بعد البيان الصحافي الصادر عن الإليزيه الذي تم فيه الإشارة إلى حالته. إن ذلك يمنح الأمل، لكننا سنواصل معركتنا حتى يستقل طائرة متوجهة إلى فرنسا»، مؤكدة أن إجراءات الطعن جارية. وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، محادثة هاتفية، السبت، تتعلق بالمفاوضات الجارية حول الاتفاق النووي الإيراني. وتمّ التطرق فيها إلى قضية بنجامان بريير، والباحثة الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه التي أعيد سجنها في طهران، بحسب الرئاسة الفرنسية. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان، الجمعة، إنّ بلاده «تضغط على السلطات الإيرانية (...) لضمان الإفراج عن الرهائن المحتجزين في إيران». وتحتجز إيران حالياً أكثر من 10 أشخاص يحملون جوازات سفر غربية، معظمهم مزدوجو الجنسية.

 

واشنطن ترهن الاتفاق النووي بـ«قرار سياسي» من إيران لا يتضمن قيوداً على الصواريخ الباليستية والجماعات المزعزعة للاستقرار

واشنطن: علي بردى»/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

كشف مسؤولون أميركيون أن محادثات فيينا الرامية لإعادة إيران والولايات المتحدة إلى الامتثال المتبادل لموجبات الاتفاق النووي شارفت على الانتهاء، مؤكدين أنه بعد أشهر عديدة من المفاوضات، فإن هذه العودة مرهونة الآن بـ«قرار سياسي» من طهران التي يجب أن تتراجع عن انتهاكاتها مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وتشير هذه التصريحات من المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن إلى أن المفاوضات بين كل الأطراف الموقعة على اتفاق عام 2015، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، ضمن «مجموعة 5 + 1» للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا مع إيران، أنجزت الجانب التقني المتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها من واشنطن وطهران من أجل عودتهما إلى «الامتثال الكامل» للاتفاق النووي بعد أربع سنوات من قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الانسحاب منه، وما تبع ذلك من انتهاكات إيرانية، كما أنها تؤكد أن إدارة بايدن اتخذت قراراً سياسياً بهذه العودة وتنتظر قراراً مماثلاً من طهران يعتقد على نطاق واسع أنه سيكون في يد المرشد الإيراني علي خامنئي. وأوردت صحيفة «النيويورك تايمز» أن الاتفاق الجديد، «لن يحد» من قدرة إيران على تطوير الصواريخ الباليستية وإنتاجها، أو على «وقف دعم للجماعات الإرهابية أو القوى التي تعمل بالوكالة عنها» في الشرق الأوسط، في إشارة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن و«حزب الله» في لبنان و«عصائب أهل الحق» في العراق وغيرها من الجماعات التي تزعزع استقرار المنطقة، خلافاً لرغبة بعض الديمقراطيين وجميع الجمهوريين تقريباً. وتوقعت أن يكون أي اتفاق جديد مع إيران «قضية انتخابية في انتخابات التجديد النصفي» للكونغرس الأميركي خلال العام الجاري. وعندما خرج ترمب من «أسوأ صفقة على الإطلاق»، وعد بإجبار طهران على الدخول في مفاوضات جديدة للحصول على شروط أفضل تتضمن وقف دعم طهران للنظام السوري وتمويل الجماعات الإرهابية وتجاربها الصاروخية.

لكن بالنسبة للرئيس بايدن، فإن استعادة الاتفاق النووي، بما فيه من قيود على البرنامج الإيراني، من شأنها أن تفي بوعد أطلقته في حملته الرئيسية لنقض قرار ترمب بالانسحاب عام 2018، ما أدى أيضاً إلى خلافات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي. ورغم أن العودة إلى الاتفاق تأتي أيضاً بمخاطر سياسية كبيرة على الحزب الديمقراطي فإن بايدن مستعد لـ«اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لتحقيق هذا الهدف»، وفقاً لما قاله مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية خلال إحاطة مع عدد من الصحافيين شاركت فيها «الشرق الأوسط».

وقال المسؤول الأميركي: «أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة يتعين فيها اتخاذ بعض أهم القرارات السياسية من قبل جميع الأطراف»، مضيفاً أنه «إذا كان هدفنا هو التوصل إلى تفاهم سريعاً... فإن الطريقة المثلى للقيام بذلك، في أي مفاوضات، هي أن تلتقي الأطراف التي لديها أكبر قدر من المخاطرة بشكل مباشر». وزاد: «نحن مستعدون للقاء إيران إذا كانوا مستعدين للقائنا»، معتبراً أنه سيكون «مؤسفاً للغاية» إذا لم يجر الجانبان محادثات مباشرة «نظراً لضيق الوقت المتبقي ونظراً لمدى أهمية القرارات التي يتعين اتخاذها». وأكد أن «الكرة الآن في ملعب إيران». وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أنه «لم يتبق سوى بضعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق، وفي حال فشل المحادثات، فإن واشنطن ستزيد الضغط الاقتصادي والدبلوماسي علی طهران». وأشار إلى أوضاع السجناء الأميركيين في إيران، قائلاً إن «إطلاقهم (…) هو إحدى أولوياتنا الرئيسية في محادثات فيينا». ولم يقدم المسؤولون الأميركيون أي تفاصيل عن الاتفاق الجديد، غير أن استعادة الاتفاق القديم ستعني أن كل القيود المفروضة على إنتاج إيران من المواد النووية ستنتهي عام 2030، ما يعني أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن لن يتمكن من الحصول على اتفاق «أطول وأقوى» بسبب رفض المسؤولين الإيرانيين لهذه الفكرة. وسعى المفاوضون الإيرانيون إلى الحصول على ضمانات مكتوبة بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الاتفاق مجدداً، لكن نظراءهم الأميركيين أكدوا أن بايدن لا يستطيع تقديم ضمانات كهذه. وعلى رغم أن إيران لم تكدس الحجم ذاته من اليورانيوم المخصب الذي كان لديها قبل اتفاق عام 2015، فهي اتخذت خطوات تقنية متقدمة لرفع مستوى التخصيب إلى 60 في المائة، وهي الأقرب إلى 90 في المائة المستخدمة لإنتاج أسلحة نووية. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن «التخصيب في أي دولة بنسبة 60 في المائة أمر خطير للغاية»، مضيفاً: «وحدها الدول التي تصنع القنابل تصل إلى هذا المستوى». ولا يعرف ما إذا كانت طهران سترسل هذا الوقود المخصب بدرجة 60 في المائة إلى روسيا كما فعلت في السابق، أو إلى دولة أخرى. كما لا يعرف حتى الآن كيف سترد إسرائيل على أي اتفاق جديد، علماً بأنها قامت بعمليات عدة لتخريب المنشآت الإيرانية، إذ فجرت بعضها، واغتالت العالم الذي تعتقد الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية أنه مصمم مشروع إيران للقنبلة. وفي موازاة ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة وإيران على وشك التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى لإطلاق أربعة مواطنين أميركيين مقابل إيرانيين حُكم عليهم لانتهاكهم العقوبات، وفقاً لما نقلته «النيويورك تايمز» عن شخصين مطلعين على المحادثات. وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية إنه لا يمكنه تصور صفقة مع إيران إذا لم تطلق المحتجزين الأميركيين.

 

إيران تنقل إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي من كرج لأصفهان

فيينا/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

نقلت إيران إنتاج مكونات لأجهزة الطرد المركزي المتطورة، المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، من إحدى ورش العمل بعد شهر واحد فقط من الموافقة على السماح للوكالة بإعادة تركيب كاميرات المراقبة هناك، حسبما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس.

وتضيف هذه الخطوة إلى حالة الغموض بشأن أنشطة إيران النووية، في الوقت الذي تمر فيه المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن حول إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 بمرحلة حساسة. وتقول القوى الغربية إنه لم يتبق سوى أسابيع قبل أن يؤدي التقدم النووي الإيراني إلى إفراغ الاتفاق بالكامل من مضمونه. كانت ورشة العمل في مجمع تيسا في كرج تعرضت على ما يبدو لتخريب في يونيو (حزيران)، حمّلت إيران مسؤوليته لعدوتها اللدود إسرائيل التي رفضت التعليق. وبعد أزمة استمرت لأشهر، وأنذرت بفشل المحادثات النووية الأوسع نطاقاً، وافقت إيران على السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإعادة تركيب كاميراتها هناك في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ونقلت «رويترز» عن تقرير سري للوكالة التابعة للأمم المتحدة: «أبلغت إيران الوكالة في 19 يناير (كانون الثاني) 2022 بأنها تعتزم إنتاج (مكونات) لأجهزة الطرد المركزي في موقع جديد في أصفهان، بدلاً من ورشة إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي في مجمع تيسا في كرج، وأن بإمكان الوكالة أن تعدّل إجراءات مراقبتها، وفقاً لذلك». وأصدرت الوكالة بياناً لخصت فيه محتويات التقرير، وذكر كلاهما أن الوكالة وضعت أختاماً على الآلات في كرج، وأزالت كاميراتها من هناك، وأن الإنتاج في كرج «توقف». ويقول دبلوماسيون إنه مع إبعاد الوكالة عن كرج لفترة طويلة، وبقاء لقطات الكاميرا مع إيران في الوقت الحالي، ليس من الواضح ما حدث بالضبط في كرج بعد الحادث، وما إذا كانت المعدات التي يمكن استخدامها لصنع أسلحة نووية قد سُحبت سراً. وقالت وكالة الطاقة الذرية إن مفتشي الوكالة ركبوا كاميرات مراقبة في ورشة العمل في أصفهان، يوم 24 يناير، وأن إنتاج المكونات هناك لم يبدأ في ذلك الوقت. ولم يذكر التقرير لماذا نقلت إيران الإنتاج من كرج إلى أصفهان، أو الفرق بين الورشتين. وقبل التوصل للاتفاق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لم تتمكن الوكالة الدولية من التحقق من استئناف العمل في الموقع، لكن المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي قال: «ستكون نتيجة منطقية» إذا كانت أجهزة التخصيب المتطورة التي جرى تركيبها في الآونة الأخيرة في فوردو، وهو موقع مخبأ في الجبال، جاءت من هناك. وتعرضت واحدة من 4 كاميرات خاصة بالوكالة الدولية في كرج للتدمير في الهجوم. وأزالت إيران جميع الكاميرات وعرضتها على الوكالة الدولية، لكن وحدة تخزين البيانات على الكاميرا التالفة لم تكن موجودة. وطلبت الوكالة وقوى غربية من إيران تقديم تفسير، لكنها لم تفعل حتى الآن. وأعلنت إيران في 19 ديسمبر (كانون الأول) أنها بدأت الأحد الفحص الفني لكاميرات المراقبة الجديدة التي سيتم تركيبها في الموقع. وحينها، أعلن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، عن 3 شروط قدمتها طهران لإعادة تنصيب الكاميرات في المنشأة، وهي «إجراء تقييم أمني حول أبعاد التخريب» و«إدانة عمليات التخريب على لسان الوكالة الدولية للطاقة الذرية» و«إجراء فحوص فنية وأمنية على الكاميرات قبل تركيبها».وكان الرفض الإيراني من بين أهم معوقات تقدم محادثات فيينا التي استؤنفت في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) بين إيران وروسيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والصين، وتحضرها أميركا بشكل غير مباشر.

 

مؤشرات لانفراجة في ملف الإفراج عن المعتقلين الأميركيين لدى إيران ومسؤول أميركي يقول: نناقش القضية عبر قنوات عدة

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

أبدت الإدارة الأميركية تحفظاً كبيراً في الكشف عن تفاصيل محادثات ملف الرهائن الأميركيين مزدوجي الجنسية المعتقلين في سجون إيران، وسط تقارير عن وساطة قطرية لإبرام صفقة تؤدي إلى إطلاق سراحهم مقابل 10 مليارات دولار تحصل عليها إيران من الأموال المجمدة لها لدي كوريا الجنوبية واليابان والعراق.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض للصحافيين مساء الأحد إن اجتماع بايدن والشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيتطرق إلى المفاوضات الجارية في فيينا ومراجعة بعض المواقف، وقال: «قطر مثل العديد من شركائنا الآخرين في المنطقة تتابع المناقشات عن كثب». وفي إجابته عن الدور الذي تلعبه قطر في المناقشات مع إيران حول المحتجزين مزدوجي الجنسية في السجون الإيرانية، وما إذا كان سيتم الإفراج عنهم في إطار تبادل الأسرى، قال المسؤول الكبير: «ليس لدي شي محدد حول تفاصيل الرهائن وهذه القضية يتم التعامل فيها عبر عدة قنوات». وكانت تقارير قد أشارت إلى أن مشاورات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان في طهران الخميس الماضي، لتستبق محادثات الرئيس بايدن مع أمير قطر بالبيت الأبيض. وسرت تسريبات قبل ساعات قليلة من لقاء بايدن وأمير قطر إلى احتمالات أن يعلن الشيخ تميم عن «نتائج إيجابية» في المحادثات القطرية الإيرانية لإطلاق سراح المعتقلين الأميركيين. وأشار نزار زكا، الأميركي من أصل لبناني الذي اعتقل في إيران خلال عام 2015، وعضو منظمة مساعدة الرهائن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المناقشات جارية لإبرام تسوية تحصل بمقتضاها إيران على الأموال المجمدة مقابل الإفراج عن المعتقلين الأميركيين، وما نطلبه هو ألا يكون هناك اتفاق نووي إلا بعد الانتهاء من ملف الإفراج عن المعتقلين، ولا نريد ربط الملفين (المحادثات النووية وملف المعتقلين) وإنما إنهاء هذه الأزمة»، مشيراً إلى أن «قطر قادرة على إبرام صفقة والتوسط بين الجانبين». وحول الانتقادات لـ«تساهل» إدارة بايدن واستعدادها لتقديم فدية للإفراج عن الرهائن، قال زكا: «كانت هناك فرص كثيرة أمام الإدارة الأميركية للضغط على إيران للإفراج عن المعتقلين الأميركيين دون دفع فدية، لكن عائلات المعتقلين لا تريد الانتظار وتطلب الإفراج عنهم ثم مناقشة إجراءات صارمة تمنع إيران من خطف مزيد من الرهائن للحصول على أموال». وأضاف زكا أن «حصول إيران على عشرة مليارات دولار لن يؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي المنهار وإنما سيحفز إيران للاستجابة للمفاوضات ومطالب مجموعة 5+1 حتى تحصل على 340 مليار دولار خلال عامين إذا تم التوصل إلى اتفاق لإحياء الصفقة النووية». وفيما استبعدت إيران وضع أي شروط مسبقة للمفاوضات قال مسؤولون إن طهران مستعدة للتوصل إلى اتفاق دائم على كلا المسارين (محادثات فيينا النووية وتبادل الأسرى) إذا توافرت لدى الطرف الآخر الإرادة السياسية. وفيما تنفي طهران احتجاز معتقلين لأسباب سياسية، توجه للعديد من مزدوجي الجنسية والأجانب في سجونها تهم التجسس.

 

طهران تطالب الدول الكبرى بـ«قرار سياسي» للتوصل إلى اتفاق

لندن - طهران»/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

طالبت الخارجية الإيرانية أطراف الاتفاق النووي باتخاذ قرار بشأن تلبية مطالبها في محادثات إحياء الاتفاق النووي، عندما تستأنف ثالث شوط من الجولة الثامنة بعد أيام، مشيرة إلى قضايا عالقة فيما يخص رفع العقوبات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي، أمس، إن المفاوضات «أحرزت تقدماً ملحوظاً» في مجالات رفع العقوبات والتحقق والضمانات والخطوات النووية، لكنه عاد وقال إنه في مجال رفع العقوبات «لا تزال قضايا مهمة عالقة، وهناك بعض الخلافات»، كما طالب باتخاذ «خطوات أساسية» في مجال التحقق والضمانات. ودافع المتحدث عن أسلوب الفريق المفاوض النووي الجديد في فيينا الذي يتولى المهمة مع استئناف المباحثات في الجولة السابعة في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). وقال: «لقد كتب الوفد الإيراني ما يفكر به بشكل متقن وخلاق، وينظر رداً من الغرب في مجال رفع العقوبات، حسبما نقلت وكالة «إرنا» الرسمية. وكرر المتحدث شروط إيران أكثر من مرة، في سياق عبارات مختلفة، رداً على أسئلة الصحافيين بشأن ما يجرى خلف الأبواب المغلقة في فيينا. وقال رداً على سؤال: «إذا عادت الوفود المفاوضة إلى فيينا، واعترفت بحقوق إيران، ووجهت الإجابة الصحيحة على مطالبنا، وكانت مطالبهم في إطار الاتفاق النووي، ولا توجد لديهم توقعات أخرى، يمكننا التوصل إلى اتفاق جيد ومستدام غداة عودة المفاوضين إلى فيينا، دون الحاجة إلى مواعيد نهائية مصطنعة». وقال: «الأطراف الأخرى تعرف القضايا الخلافية بوضوح، ويجب أن يتخذوا القرارات السياسية بشأنها؛ خصوصاً واشنطن».

وأوصى المتحدث الأميركيين بـ«المصادقة» على طلبات إيران «المحقة» عندما يعود فريقها التفاوضي إلى فيينا، و«ألا تطالب بشيء أكثر من الاتفاق النووي»، وقال: «طبعاً لن نقبل بشيء أقل من الاتفاق لعام 2015. كونوا على ثقة أنه في هذه الحالة يمكن التواصل إلى اتفاق مستدام وموثوق بسرعة».

وكان منسق محادثات فيينا، إنريكي مورا، قد دعا الجمعة إلى اتخاذ قرارات سياسية من الأطراف المفاوضة، معلناً عودة المفاوضين إلى عواصم بلادهم للتشاور وتلقي التوجيهات، قبل استئناف الجولة الثامنة للمرة الثانية.

وعبّر كبار المفاوضين عن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن موقف مماثل، معلنين أنه بعد هذه المرحلة «المكثفة»، فإن «الجميع يعلم أننا نصل إلى المرحلة الأخيرة، ما يتطلب قرارات سياسية».

وقال دبلوماسيون غربيون إن المفاوضات، التي كانت في جولتها الثامنة منذ 27 ديسمبر (كانون الأول)، تحرز تقدماً، لكنها تتحرك ببطء شديد للتوصل إلى اتفاق، قبل أن تصبح القيود المفروضة على أنشطة إيران النووية الواردة في اتفاق 2015 فارغة المضمون، وبشكل لا رجعة فيه. وأضافوا أن أصعب القضايا لا تزال قائمة. والجمعة، قال مسؤول في الرئاسة الفرنسية إن النقاط الشائكة الرئيسية تشمل الضمانات التي تسعى إيران للحصول عليها للتأكد من عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مرة أخرى. ونقلت «رويترز» عن المسؤول قوله إن «المفاوضات اليوم ما زالت صعبة، لأن مسألة الضمانات وطرق إعادة البرنامج النووي الإيراني تحت السيطرة تحتاج إلى توضيح، لكن هناك مؤشرات قليلة على أن المفاوضات يمكن أن تنتهي (بشكل إيجابي)».

وتعليقاً على اللغط الذي أثاره وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في معسكر المحافظين بعد تلميحه بإمكانية التفاوض المباشر إذا ما حصلت إيران على ما تسميه بـ«الاتفاق الجيد»، قال خطيب زاده: «موقفنا واضح تماماً، ما يحدث في مفاوضات فيينا واضح، لقد اخترنا طريق (تبادل الرسائل) الخطية لكي تتسنى أرشفتها والاعتماد عليها، ما دام هذا الأسلوب مطلوباً فسنواصله، وما زلنا في نفس النقطة».

وقال خطيب زاده أيضاً: «على الأميركيين أن يقدموا ضمانات بأنهم لن يسخروا من القانون الدولي مرة أخرى، كما فعلوا قبل بضع سنوات. ولن يأخذوا أتباعنا رهائن بتهمة لا أساس لها (مثل) الالتفاف على العقوبات».

وكان عبد اللهيان قد أشار الأسبوع الماضي إلى تبادل الوفدين الإيراني والأميركي في فيينا رسائل خطية غير رسمية عبر الوسيط الأوروبي ودول أخرى، لكنه قال إن التوصل إلى اتفاق جيد إذا تطلب مستوى من المفاوضات «فلن نتجاهل ذلك».

واختفى الغضب الإيراني من الدور الفرنسي في المفاوضات، ووصفها بـ«الشرطي السيئ». وبدا ارتياح طهران واضحاً في تعليق المتحدث على المكالمة الأخيرة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، مساء السبت. وقال المتحدث: «فرنسا وإيران بلدان مهمان في المفاوضات النووية، وتكلم الرئيسان عدة مرات حتى الآن». وأضاف: «في هذه المكالمة الهاتفية أوضحنا موقف طهران في المفاوضات، وتبادلنا وجهات النظر في بعض القضايا، ونأمل أن نرى نتيجة هذه المشاورات والمحادثات في فيينا».

وعلى نقيض التهدئة مع فرنسا، وجّه المتحدث انتقادات لاذعة إلى بريطانيا. وقال تعليقاً على تحذير من وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأسبوع الماضي: «أعتقد أن المفاوضين البريطانيين يجب أن يخرجوا مسؤوليهم من حالة الإرباك بشأن ما يحدث في فيينا». وقال: «الحق النهائي لجمهورية إيران الإسلامية في مجال التقنيات النووية السلمية سيبقى دون تغيير». وفي نبرة ساخرة، قال: «المسؤولون البريطانيون يدلون هذه الأيام بتصريحات شاذة، يجب أن نستفسر عن أي مجال انتقل الإرباك إلى البريطانيين».

والأسبوع الماضي، قالت تراس إن المحادثات «تقترب من مأزق خطير»، وأبلغت البرلمان بأن المفاوضات «عاجلة، والتقدم الذي تحرزه ليس سريعاً بالقدر الكافي». وأضافت: «نواصل العمل بشراكة وثيقة مع حلفائنا... على إيران أن تختار الآن ما إذا كانت ترغب في إبرام اتفاق أو أن تكون مسؤولة عن انهيار الاتفاق النووي» وحذرت من أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة، لو انهار الاتفاق».

وبشأن زيارة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وإذا ما نقل رسائل بين إيران والولايات المتحدة، اكتفى المتحدث بالقول إن «المشاورات بين الأصدقاء أمر طبيعي (...) بعد مكالمتين كان لا بد من إجراء مشاورات وثيقة»، موضحاً أن المفاوضات بين إيران و«4+1» وأميركا في فيينا «لديها مجراها الخاص (...) ما يحدث في فيينا لديه مسار احترافي، ويجب الابتعاد عن التكهنات في هذا المجال».

 

بارزاني يطلق مبادرة لترميم البيت الشيعي ومعلومات أفادت بأنها تهدف إلى حوارات لترضية المالكي وتفادي أي صدام

بغداد: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

رغم أن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، إسماعيل قاآني، لم يفلح لدى لقائه في أربيل الزعيم الكردي مسعود بارزاني في حلحلة موقفه حيال مرشحه لرئاسة الجمهورية هوشيار زيباري، فإنه؛ طبقاً للمصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، نجح في «ترتيب مبادرة يطلقها الزعيم الكردي لإعادة ترميمه وتطويق الأزمة الحادة بين (التيار الصدري) و(الإطار التنسيقي)». قاآني؛ الذي كان في النجف وبغداد، وطبقاً للمصادر ذاتها، «لم يعد يملك التأثير الذي كان يملكه سلفه قاسم سليماني (اغتيل بغارة أميركية على مطار بغداد أوائل عام 2020)، ولأسباب؛ قسم منها ذاتي يتعلق بطبيعة كلتا الشخصيتين، وقسم منها موضوعي يتعلق بطبيعة الملف العراقي والجهة المسؤولة عنه داخل تركيبة النظام في إيران». في النجف، لم يتمكن من لقاء الصدر؛ حيث اكتفى بزيارة ضريح والده المرجع الشيعي البارز محمد محمد صادق الصدر (اغتيل من قبل النظام السابق عام 1999)، بينما لم تُجد لقاءاته كثيراً من النفع مع من التقاهم من قادة «الإطار التنسيقي»؛ «ربما لأنه متعاطف معهم أصلاً» طبقاً للمصادر ذاتها؛ الأمر الذي حمله ذلك إلى الذهاب إلى أربيل نظراً إلى القناعة التي يحملها قادة «الإطار التنسيقي» بشأن دور مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في «تمزيق» البيت الشيعي؛ بخلاف ما كان يعلنه من عدم ذهابه مع طرف شيعي على حساب طرف آخر. زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر؛ الفائز الأول بالانتخابات (75 مقعداً)، كان زار بغداد ليوم واحد مؤخراً، لكنه قفل راجعاً إلى النجف في اليوم التالي بعد أن استقبلته تغريدات وتصريحات قادة «الإطار التنسيقي» التي ذهبت كلها باتجاه واحد؛ هو رفضهم استفراده بقسم منهم وترك القسم الآخر. في هذا السياق، جاء الحل الوسط الذي عبرت عنه مبادرة مسعود بارزاني التي أعقبت اللقاء مع قاآني بهدف حلحلة الأمور داخل البيت الشيعي لكي يكون أمام الشريكين الكردي («الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة بارزاني) والسني («تحالف السيادة» بزعامة محمد الحلبوسي وخميس الخنجر) مساحة مريحة من التحرك بعد أن ضمن السنة منصب رئاسة البرلمان، فيما يسعى بارزاني إلى ضمان منصب رئاسة الجمهورية لمرشح حزبه زيباري. وقال بارزاني في بيان أمس إنه «من أجل حل المشاكل وتوفير بيئة مناسبة وجيدة طرحت مبادرة سياسية»، مبيناً أنه «في سياق هذه المبادرة أقترح أن يقوم السيد نيجيرفان بارزاني والسيد محمد الحلبوسي بزيارة إلى السيد مقتدى الصدر من أجل التشاور حول كيفية مواصلة العملية السياسية وإزالة العقبات والمشاكل». وعقب وصول الحلبوسي ونيجيرفان بارزاني وخميس الخنجر إلى الحنانة حيث استقبلهم مقتدى الصدر في منزل والده محمد محمد صادق الصدر، أعرب مسعود بارزاني عن أمله في أن يسفر الاجتماع عن نتائج إيجابية. وكتب على «تويتر»: «آمل بصدق أن يسفر الاجتماع بين السيد مقتدى الصدر ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي عن نتائج إيجابية ويمهد الطريق نحو حل المشاكل الحالية التي تواجه العملية السياسية في العراق». لكن الذي لفت النظر هي تغريدة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي التي بدت كأنها ليست متطابقة مع نوايا بارزاني ومنسجمة أكثر مع نية الصدر في تشكيل حكومة أغلبية وطنية. الحلبوسي وقبيل وصوله إلى النجف كتب: «إن جبال العراق وصحراءه تتحرك إلى النجف لتشكيل حكومة لا شرقية ولا غربية»، مؤكداً أنه «لم يعد للتأثيرات الخارجية دور في تشكيل الحكومات العراقية». بدوره؛ كتب الصدر، بعد انتهاء الاجتماع، تغريدة لخصت مضمون نتائجه وتنص: «أوقفوا الإرهاب والعنف ضد الشعب والشركاء، فلا زلنا مع تشكيل حكومة أغلبية وطنية»، مضيفاً في الوقت نفسه: «نرحب بالحوار مع المعارضة الوطنية». وفي سياق ما اطلعت عليه «الشرق الأوسط» عبر مصادر متطابقة؛ فإن «اللقاء بين الصدر وشركائه الكرد والسنة أسفر عن نوع من الحلحلة للمشكلات التي تواجه العملية السياسية؛ لا سيما في حال ازدادت سوءاً بين (التيار الصدري) وقوى (الإطار التنسيقي) وما بات يبديه الكرد والسنة من مخاوف نظراً إلى تكرار استهدافهم مؤخراً». وطبقاً للمصادر فإن مبادرة بارزاني تهدف الى حوارات لترضية زعيم { إئتلاف دولة القانون} نوري المالكي وتفادي اي صدام. وتشير المصادر إلى أن «السنة والكرد يريدون بهذه المبادرة المشتركة إثبات حسن نواياهم حيال البيت الشيعي وتأكيد أنهم مع وصول طرفيه الرئيسين، (التيار الصدري) و(الإطار التنسيقي)، إلى نوع من التفاهم لكي تمضي الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها؛ وفي مقدمتها انتخاب رئيس الجمهورية في السابع من الشهر الحالي، ومن بعده تحديد الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً وتكليف مرشح منها تشكيل الحكومة المقبلة».

 

الأسد خلال لقائه وزير خارجية عمان: التعامل مع الواقع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي إن «التعامل مع المتغيرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية». وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن اللقاء تناول «العلاقات المتميزة التي تربط سوريا وعمان ومجالات التعاون الثنائي القائم بين البلدين الشقيقين، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة العمل على مختلف المستويات من أجل تعزيز هذه العلاقات من خلال البناء على ما يجمع البلدين والشعبين من مبادئ ومصالح مشتركة، وعقد شراكاتٍ في مختلف القطاعات تعود بالنفع على الشعبين السوري والعُماني وشعوب المنطقة العربية».

وزادت: «تناول الحديث مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وأشار الأسد إلى الفهم المتبادل والرؤية المتقاربة التي يمتلكها البلدان إزاء هذه القضايا، منوهاً بالنهج والدور المتوازن لسلطنة عمان وسياساتها المبدئية ومواقفها تجاه سوريا ودعمها للشعب السوري في حربه ضد الإرهاب». ونقلت «سانا» عن الأسد قوله إن «ما ينقصنا كعربٍ هو وضع أسسٍ لمنهجية العلاقات السياسية، وإجراء حواراتٍ عقلانية مبنية على مصالح الشعوب، مشيراً إلى أن التعامل مع المتغيرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية، والتفكير انطلاقاً من مصالحنا وموقعنا على الساحة الدولية». وزادت أن الوزير العُماني «نقل للرئيس الأسد تحيات السلطان هيثم بن طارق وتأكيد جلالته وحرصه على مواقف عُمان الثابتة تجاه سوريا، معتبراً أن سوريا ركنٌ أساسي في العالم العربي، وسياساتها ومواقفها القوية والشجاعة تجعل التعويل عليها كبيراً في مواجهة التحديات التي تحيط بنا». من جهته، أكد وزير الخارجية فيصل المقداد أن «العلاقات مع سلطنة عمان مستمرة ولم تنقطع والسلطنة وقفت إلى جانب سوريا ضد الإرهاب». ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن المقداد قوله، في تصريح للصحافيين عقب استقباله وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي في مطار دمشق الدولي أمس: «تعودنا أن نلتقي في مسقط والآن نستقبل في دمشق أشقاءنا من السلطنة بقلوب مفتوحة وعقول منفتحة. العلاقات بين بلدينا الشقيقين كانت مستمرة ولم تنقطع منذ الكثير من السنوات ولن أحصر ذلك مع بداية الأزمة في سوريا». وأشار المقداد إلى أن «السلطنة الشقيقة وقفت إلى جانب سوريا في موقفها ضد الإرهاب وفي العمل من أجل تشكيل موقف عربي يعيد لأمتنا قوتها ومصادر طاقاتها الكبيرة لتوحيد مواقفنا والتنسيق فيما بينها والتأكيد على التضامن فيما بين دولنا».

من جهته قال الوزير البوسعيدي: «سعيد جداً أن أكون في دمشق العريقة في سوريا الشقيقة التي هي ركن أساسي في العمل العربي المشترك، ونتطلع كثيراً إلى عقد مباحثات ومشاورات مع الأشقاء في سوريا حول قضايانا ومشاغلنا المشتركة التي تهدف دائماً إلى الخير ولم الشمل والتعاون والتضامن بين الأشقاء». وقال البوسعيدي إن «كل الأشقاء العرب يتطلعون دائماً إلى التلاقي مع سوريا وعودة اللحمة العربية إلى وضعها الطبيعي وبالتالي كل مساعينا أنا وغيري من الأخوة العرب تصب في هذا المجال». ووصل وزير الخارجية العماني على رأس وفد رسمي إلى دمشق في زيارة تعتبر هي الأولى له لسوريا منذ توليه منصب وزير الخارجية في بلاده في أغسطس (آب) 2020 خلفاً لسلفه يوسف بن علوي. وكان الوزير المقداد، قد زار سلطنة عمان في مارس (آذار) الماضي والتقى كبار مسؤوليها، في المجالات السياسية والثقافية والدبلوماسية والإعلامية، ونقل المقداد خلال اللقاءات تقدير سوريا لمواقف سلطنة عُمان.

وكان سلطان عمان بين الزعماء المهنئين للرئيس الأسد بفوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في الصيف الماضي. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأحد، أن موضوع عودة سوريا إلى الجامعة لم تطرح خلال الاجتماع الوزاري التشاوري العربي في الكويت. وقال إن «مسألة عودة أي دولة للمشاركة في الجامعة تسبقها مشاورات وأفكار وطرح لمشروع قرار والنظر لما هو مطلوب من الجانب السوري، وهذا لم يتم التوصل إليه بعد»، بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، جمدت الجامعة عضوية سوريا على خلفية «استخدام النظام القمع الوحشي للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضده في مختلف أنحاء البلاد». وشهدت الشهور الأخيرة من العام الماضي مساعي عربية لإعادة تفعيل مقعد سوريا في الجامعة العربية، لكن الإجماع العربي لم يتوفر بعد.

  

مخطط ترحيل بدو النقب وضعه موشيه دايان قبل 70 عاماً والعراقيب التي هدمت 197 مرة «ملف استراتيجي قومي»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

كشف باحث في جامعة تل أبيب أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على هدم قرية العراقيب البدوية في النقب، المبنية من الخيام والزنك، لم يأتِ صدفة وهدفه أكبر بكثير من المعلن أنه لغرض إقامة حديقة قومية أو منع التواصل بين بئر السبع ورهط، بل هو «ملف استراتيجي قومي»، يتلاءم والخطة الأولى التي وضعها موشيه دايان، أحد كبار زعماء الصهيونية، لترحيل العرب وتطهير النقب منهم. وحسب تقرير لصحيفة «هآرتس» العبرية، فإن النيابة العامة الإسرائيلية أكدت هذه الحقيقة خلال البحث في دعوى قضائية قدمها سكان قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب. واعتبرت النيابة أن انتصارها في هذا الملف سيؤدي إلى وضع حد ونهاية للدعاوى التي رفعها بدو النقب، مطالبين باسترداد أراضيهم التي عاشوا فيها مئات السنين، قبل قيام إسرائيل، واليوم مهددون بالترحيل من جديد. ولذلك تصر النيابة العامة على اعتبارها «مسألة أمن قومي استراتيجي». والمعروف أن المواطنين البدو في النقب، خسروا معظم أراضيهم بسبب سياسة المصادرة والترحيل، ورفعوا كثيراً من دعاوى الملكية، خلال العقود الماضية، ولكن المحاكم الإسرائيلية رفضتها. ورفع سكان قرية العراقيب دعوى جديدة، تطالب بإبقائهم على أرضهم، وخلال المداولات، طرحت دراسة أكاديمي، من إعداد الناشط السياسي التقدمي والمحاضر في قسم التاريخ بجامعة تل أبيب، بروفسور غادي إلغازي. وفي هذه الدراسة يكشف إلغازي، عدة وثائق، تبين أن قادة إسرائيل خططوا طيلة الوقت لترحيل عرب النقب بالقوة، ابتداء من موشيه دايان، الذي كان يشغل يومها منصب قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي. وبينت إحدى الوثائق التي تكشف لأول مرة، أن العملية العسكرية التي قادها دايان، في نوفمبر (تشرين الثاني) 1951، كانت بغرض طرد البدو من أراضيهم ونقلهم إلى منطقة أخرى في النقب، بمصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يغآل يادين. وقال إلغازي إن «الدراسة تثبت حدوث ما نفاه (رئيس الحكومة حينذاك) دافيد بن غوريون، أي تنفيذ نقل منظم لمواطنين بدو من شمال غربي النقب شرقاً، إلى مناطق مقفرة بهدف السيطرة على أراضيهم. حدث ذلك بمزيج من التهديدات، والعنف، والرشوة والاحتيال». وأضاف أن الدراسة تبين كيفية سير العملية العسكرية، وأيضاً من خلال قصاصات ورق تبادلها ضباط الحكم العسكري فيما بينهم، وأن الضباط الكبار كانوا يعلمون أن هذه عملية عسكرية غير قانونية. ولذلك، كانت هناك أهمية لتسليم البدو أوامر «انتقال» خطية. وأشار إلغازي إلى حقائق أخرى، بينها «معارضة البدو واحتجاجاتهم، وإصرارهم على محاولة التمسك بأراضيهم، إلى جانب تهديدات وعنف الجيش». وأضاف أنه «بالإمكان أن نرى كيف تم منع النشر وتنظيف التقارير، مرحلة بعد أخرى، إلى حين المصادقة على الصيغة التي بموجبها انتقل البدو (طواعية)». وأفاد الباحث، وهو ناشط في نضال المواطنين البدو، بأنه بدأ دراسته في أرشيفات وزارة الأمن والكيبوتسات في النقب. وقال: «وجدت ثراء (الوثائق) في أرشيفات الكيبوتسات، ووجدت نفسي أحياناً مع أرشيفات تحتاج إلى جهد سنوات من أجل تجميع وترتيب المواد. وأحياناً تم إرسالي للبحث في خزانة قديمة. ولم أتخيل أن هذا الأمر سيتحول تدريجياً إلى دراسة تُشغلني ثماني سنوات». وعثر الباحث على رسالة بعثها دايان إلى هيئة الأركان العامة للجيش، في 25 سبتمبر (أيلول) عام 1951. كتب فيها، أنه «بالإمكان الآن نقل معظم البدو المتواجدين قرب (كيبوتس) شوفال، إلى أراضٍ جنوب شارع الخليل - بئر السبع. وبذلك، سيتم إخلاء 60 ألف دونم كي نزرعها ونقيم عليها بلدات. وبعد هذا النقل، لن يكون هناك بدو شمال شارع الخليل - بئر السبع». وكتب دايان في رسالته أن «نقل البدو إلى أراضٍ جديدة سيلغي حقهم كأصحاب الأرض، وسيكونون مستأجرين لأراضي الحكومة». وقال دايان قبل ذلك بسنة، خلال اجتماع لحزب مباي الحاكم، في يونيو (حزيران) عام 1950، إن «سياسة الحزب يجب أن تكون موجهة بحيث نرى هذا الجمهور، 170 ألف عربي، كأنه لم يتم بعد حسم مصيرهم. وآمل أن تتوفر في السنوات القريبة، إمكانية أخرى لتنفيذ ترانسفير (طرد) لهؤلاء العرب من أرض إسرائيل». وبعد سنة نفذ هذه السياسة في النقب، إلا أن المواطنين البدو بقوا في البلاد.

 

أشتية: «خريطة طريق» تلتف حولها الفصائل أمام {المركزي} ووزير الخارجية الجزائري اعتبر أن «عملية مصالحة قد بدأت»

رام الله/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إنه لا يوجد شريك إسرائيلي لصنع السلام، وإن اجتماع «المجلس المركزي» الفلسطيني سيناقش خريطة طريق تلتف حولها الفصائل الفلسطينية، فيما بثّ وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، مزيداً من الأمل، أمس، واعتبر أن «عملية مصالحة قد بدأت بين الفصائل الفلسطينية» التي تستضيفها العاصمة الجزائرية. وفي جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس، تحدث أشتية عن اجتماع المجلس المركزي المرتقب، وقال إنه سيعقد خلال الأسبوع المقبل في مدينة رام الله، للبحث في السبل الكفيلة لمواجهة التحديات الاستيطانية المتواصلة والاعتداءات، وانغلاق الأفق السياسي، إضافة إلى تصليب الوضع الداخلي، ليكون قادراً على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، في ضوء ما تنفذه الحكومة الإسرائيلية من سياسات عنصرية وتطهير عرقي. مشدداً على أن المطلوب من المجلس المركزي «رسم خريطة طريق لمسار نضالي سياسي، تلتف حولها جميع الفصائل والقوى الفلسطينية». دعوة أشتية إلى خريطة طريق توافق عليها الفصائل، جاء في وقت ما زالت فيه فصائل فلسطينية تُجري في العاصمة الجزائرية مباحثات حول المصالحة، لكن مع تباين كبير في المواقف يثير شكوكاً حول إمكانية نجاح المهمة الجزائرية. وقد وصل، السبت، وفد من «الجهاد الإسلامي»، من أجل مباحثات مع المسؤولين الجزائريين الذين أجروا سابقاً مباحثات مع فصائل أخرى، بينها «فتح» و«حماس» و«الجبهة الشعبية». وتسعى الجزائر إلى إحداث تقدم قبل قمة الجامعة العربية المرتقبة في العاصمة الجزائرية، باعتبار أن توحيد الفلسطينيين جزء من خطة أوسع لدعمهم عربياً ودولياً، وإطلاق عملية سلام جديدة. وستعمل الجزائر على التوصل إلى رؤية مقبولة، من أجل طرح ورقة في اجتماع فصائلي عام بعد اجتماع الجامعة العربية. لكن لا يوجد أي مؤشر في مباحثات الجزائر على دفع اتفاق مصالحة للإمام، فقد تمسكت «فتح» بتشكل حكومة وحدة تلتزم بالشرعية الدولية قبل أي شيء، وأصرت «حماس» على انتخابات شاملة، بما في ذلك منظمة التحرير، قبل المضي في أي اتفاق، كما أنها رفضت شكل الحكومة التي يطرحها عباس حتى الآن. وشملت الخلافات، إضافة إلى الحكومة والانتخابات، دور السلطة في غزة وفي عملية إعادة الإعمار. وأخذت «الجبهة الشعبية» و«الجهاد» مواقف أقرب لـ«حماس»، وطالب ممثلوها بتطبيق مخرجات الحوارات الوطنية السابقة، التي نصت على ضرورة البدء بإعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير، وضرورة إجراء انتخابات شاملة للمجلس الوطني وبناء مرجعية وطنية وقيادة مؤقتة. وكانت آخر محاولة لإنجاز اتفاق مصالحة في يونيو (حزيران) الماضي في القاهرة، اصطدمت بخلافات حول كل شيء، منظمة التحرير والحكومة وإعادة إعمار قطاع غزة. لكن وزير الخارجية الجزائري بثّ مزيداً من الأمل، أمس، وقال إن «عملية مصالحة قد بدأت بين الفصائل الفلسطينية». وأضاف الوزير رمطان لعمامرة في مؤتمر صحافي في الكويت، أن «الجزائر لها خبرة طويلة في جمع الشمل الفلسطيني». مشدداً على أن «مشوار المصالحة الفلسطينية وجهودنا تهدف لجعل الجانب الفلسطيني المشارك في القمة يتحدث بصوت يعبر عن جميع الفصائل». وتابع القول: «متفائلون بشأن المصالحة الفلسطينية، رغم أننا في بداية المشوار». وفي مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس، قال أشتية، إن سياسة الحكومة الإسرائيلية «متطرفة بشأن رفض إقامة الدولة الفلسطينية، وتشجع على العنف»، وإن كل ما يجري يثبت أنه لا يوجد شريك في الطرف الإسرائيلي لصنع السلام، وإن «حكومة (نفتالي) بنيت تعمل بشكل ممنهج على تدمير إمكانية إقامة دولة فلسطين». داعياً الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى التدخل العاجل لوقف المخططات الإسرائيلية، التي ستبتلع في حال تنفيذها مزيداً من أراضي مدينة القدس المحتلة، وتقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة، وجنوبها. وفي هذا السياق، أدان رئيس الحكومة الفلسطينية سياسة هدم المنازل والتهجير القسري التي تتبعها سلطات الاحتلال في القدس، ورفضها المخططات الهيكلية التي تعتزم تطبيقها، خاصة في العيسيوية، والتي من شأنها تهديد كثير من منازل المواطنين بالهدم، بينما يتوسع البناء الاستيطاني في مستوطنة «معالي أدوميم»، ومنطقة «E1».

 

الرجوب يؤكد لأبو الغيط تضاؤل فرص إحياء المسار السلمي

القاهرة/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، أمس، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث ناقش معه «مستجدات القضية الفلسطينية، بما في ذلك سُبل الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها في المرحلة الحالية». وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة بالجامعة العربية، أن أبو الغيط استمع إلى عرضٍ قدمه الرجوب للأوضاع الفلسطينية، متضمناً تقييماً «لتضاؤل احتمالات إحياء المسار السلمي نتيجة للمواقف المتشددة للائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل». وأكد أبو الغيط خلال اللقاء، أهمية «تماسك الجبهة الفلسطينية الداخلية، وضرورة الحفاظ على أسس القضية الفلسطينية وحل الدولتين رغم صعوبة الوضعين؛ الدولي والإقليمي في هذه المرحلة».

 

مقدسيون يهدمون منازلهم بأيديهمرام الله: «الشرق الأوسط»

الشرق الأوسط/01 شباط/2022

أجبرت السلطات الإسرائيلية عائلتين في مدينة القدس على هدم 4 منازل يملكونها في أحياء مختلفة، باعتبار أنها بنيت بدون ترخيص.

واضطرت عائلة عبيد، إلى هدم منزلين قيد الإنشاء في حي عبيد في بلدة العيسوية شرق القدس، كما اضطرت عائلة شقيرات، على هدم شقتين في جبل المكبر جنوب القدس، بعد قرار بالهدم النهائي، أصدرته بلدية القدس. وقالت عائلة شقيرات إن 12 فرداً يعيشون في الشقتين، فيما قال عايش عبيد إنهم اضطروا لهدم 200 متر مربع، بتكلفة إجمالية 100 ألف دولار، رغم أن المنزلين قائمان على أرض تملكها العائلة أباً عن جد. وعائلتا عبيد وشقيرات ليستا أول من يضطر إلى هدم منزله بيده أو تهدمه له إسرائيل في مدينة القدس بحجة البناء من دون ترخيص. وعادة لا يستطيع عدد كبير من الفلسطينيين في المدينة استيفاء الإجراءات الصعبة والمعقدة التي تطلبها بلدية الاحتلال، مقابل منحهم رخص البناء، وهي إجراءات تحتاج إلى سنوات وتكلف عشرات آلاف الدولارات. ويلجأ البعض إلى هدم منزله بيديه، حتى يتجنب خسائر أخرى تفرضها البلدية كرسوم كبيرة مقابل هدمها المنازل المخالفة. وقال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي، إن بلدية الاحتلال التي تقبل بعطاءات المستوطنين، هي ذاتها من يرفض طلبات الترخيص للفلسطينيين، ما يجبرهم على البناء دون ترخيص، حتى يحافظوا على إقامتهم في القدس. وأكد الرويضي أن «22 ألف منزل مهدد بالهدم بالقدس وفقاً للمعطيات التي تم جمعها من المؤسسات الحقوقية والمحامين، وهذا موضوع سياسي يحاول الاحتلال من خلاله فرض سيادته المطلقة في القدس، وتقليص الوجود الفلسطيني بالمدينة إلى نسبة 15 في المائة من مجمل السكان في شقي المدينة الشرقي والغربي». وسياسة هدم المنازل في القدس سياسة قديمة جداً لكنها تكثفت العام الماضي وهي مستمرة هذا العام بوتيرة مرتفعة. وبحسب إحصائيات رسمية فلسطينية، أصدرتها وزارة شؤون القدس، فقد هدمت سلطات الاحتلال 177 مبنى بالقدس الشرقية في عام 2021، ما أثر مباشرة على 1422 مواطناً، ومقابل ذلك، صادقت إسرائيل خلال عام 2021، على بناء أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية. وسلط تقرير أصدرته (الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات)، أمس الاثنين، على تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسيين وممتلكاتهم ومقدساتهم خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال التقرير، إن سلطات الاحتلال، قامت خلال الشهر الماضي بهدم خمسة عشر منزلاً ومنشأة في أحياء مختلفة من مدينة القدس، تركزت معظمها في أحياء العيسوية والشيخ جراح والطور وبيت حنينا وشعفاط وسلوان وصور باهر وجبل المكبر، فيما تستمر (السلطات) في تهديدها بإخلاء المواطنين من حي الشيخ جراح. وأضاف التقرير، أن بلدية الاحتلال وجهت إخطارات لعشرات المواطنين في القدس بهدم منازلهم بحجة عدم الترخيص. وأشار التقرير إلى أن تصاعد عمليات هدم منازل المقدسيين يتزامن مع مصادقة اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال، الشهر الماضي، على خمسة مخططات استيطانية جديدة تضم بناء 5823 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، تتركز معظمها على أراضي جبل المكبر وبيت صفافا وشعفاط، وذلك في أكبر هجمة استيطانية تشهدها المدينة المقدسة منذ عدة سنوات. وأكد التقرير أن من شأن تنفيذ هذه المخططات إجراء تغييرات مكانية وديمغرافية خطيرة في مدينة القدس. وعززت إجراءات إسرائيل في المدينة، اتهاماً حول وجود سياسة لإحداث تغييرات ديمغرافية في القدس. وكان مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسليم»، قد اتهم إسرائيل ببذل جهود كبيرة لمنع التطوير والبناء المخصص للسكان الفلسطينيين، مقابل البناء واسع النطاق وتوظيف الأموال الطائلة في الأحياء المخصصة لليهود فقط، وفي كتل الاستيطان التي تشكل «القدس الكبرى».

 

الكونغرس يبحث سياسة الإدارة الأميركية في السودان ومشرعون تحدثوا لـعن امتعاضهم من أداء الخارجية

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

تعقد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جلسة استماع، اليوم الثلاثاء، لمناقشة الوضع المتأزم في السودان، وستستمع اللجنة إلى إفادة كل من مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، مولي فيي، ونائبة مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إيزوبيل كولمان. ويتوقع أن تكون الجلسة التي تعقد بعنوان «العملية الانتقالية المهددة في السودان والسياسة الأميركية بعد انقلاب 25 من أكتوبر (تشرين الأول)» حامية، إذ ستواجه مولي فيي، غضب المشرعين الذين أعربوا في أكثر من مناسبة عن امتعاضهم من السياسة الأميركية تجاه السودان. فأعضاء اللجنة بدءاً من رئيسها الديمقراطي بوب مننديز، مروراً بكبير الجمهوريين فيها جيم ريش، وصولاً إلى السيناتور البارز كريس كونز، يدعمون فرض عقوبات على القادة العسكريين في السودان لمحاسبتهم على أحداث 25 أكتوبر، واستعمال العنف المفرط بحق المتظاهرين السلميين، وهم طرحوا مشاريع قوانين لدفع الإدارة بهذا الاتجاه وسط الخلافات العميقة بين توجه السلطتين التشريعية والتنفيذية في هذا الملف. من الواضح أن توجه الإدارة الأميركية كان مختلفاً في ملف العقوبات، فرغم التهديدات المستمرة والشجب المتكرر للعنف الذي أودى بحياة 79 متظاهراً على الأقل، حتى الآن، إلا أن البيت الأبيض لم يفرض أي عقوبات، فيما تسعى مولي فيي، جاهدة، إلى حشد الدعم للجهود الدبلوماسية لحل الأزمة عبر لقاءاتها مع ممثلي المجتمع المدني في السودان، والقادة العسكريين في السلطة. وستضطر اليوم تفسير هذه الاستراتيجية للمشرعين الغاضبين، خصوصاً في ظل ما تردد من معلومات بأنها كانت على خلاف مع المبعوث السابق للقرن الأفريقي جيفري فلتمان، الذي كان من الداعمين لسياسة فرض العقوبات على القادة العسكريين، وسط ترجيحات بأن تكون هذه الخلافات هي التي أدت إلى تنحي فلتمان من منصبه، وتعيين دايفيد ساترفيلد مكانه. وقد كثف ساترفيلد منذ تعيينه في هذا المنصب من المساعي لحل الأزمة، إذ زار السودان وإثيوبيا والسعودية، الشهر الماضي، مع مولي فيي، وهو حالياً يزور كلاً من تركيا وإسرائيل وكينيا. موضوع آخر يختلف عليه المشرعون والإدارة هو توصيف أحداث 25 من أكتوبر، فبينما يحرص الكونغرس على تسمية ما جرى بـ«انقلاب عسكري»، لا يزال البيت الأبيض يشير إلى الأحداث بعبارة «الاستيلاء العسكري» على السلطة، في توجه انتقده أعضاء الكونغرس الذين دعوا في أكثر من مناسبة الإدارة الأميركية إلى اعتماد توصيف الانقلاب العسكري لمحاسبة «قادة الانقلاب». فحث السيناتور الجمهوري جيم ريش، مثلاً الإدارة الأميركية على «التعامل مع ما حصل في 25 من أكتوبر على أنه انقلاب عسكري»، مشدداً على أن الكونغرس «سيدعم الشعب السوداني من خلال السعي لمحاسبة قادة الانقلاب، الذين يستمرون باستعمال العنف المدعوم من الدولة ووسائل أخرى لقمع أصوات السودانيين».

سيحتل ملف ترشيح جون غودفري سفيراً أميركياً لدى السودان، مساحة لا بأس بها من النقاش، فقد أشارت مصادر في مكتب رئيس اللجنة بوب مننديز لـ«الشرق الأوسط»، بأن السيناتور سيسلط الضوء خلال الجلسة على «أهمية أن يستلم شخص مؤهل وذو خبرة هذا المنصب المهم للغاية»، ورفض المصدر الحديث عما إذا كان مننديز يدعم غودفري، مشيراً إلى أن عملية المصادقة من قبل مجلس الشيوخ ستكون طويلة، وتحتاج إلى التدقيق بخلفيات المرشح ومؤهلاته.

وينتقد البعض تأخر الإدارة الأميركية في تعيين سفير. وقال السيناتور الجمهوري جيم ريش، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «المماطلة تدل بشكل واضح على غياب الأوليات التي أعطيت لترشيح اسم لهذا المنصب منذ أن أعلن وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، عن تبادل السفراء مع السودان في ديسمبر (كانون الأول) 2019»، مشيراً إلى «أن شغر هذا المنصب أمر طارئ». كما لمح ريش إلى أن مرشح الإدارة جون غودفري، ليست لديه خبرة سابقة كسفير، قائلاً: «كنت أفضل أن أرى مرشحاً لديه خبرة سابقة كسفير، لكني أعلم أن وزارة الخارجية تواجه تحديات في التعيينات لهذا المنصب، كما قالت لنا». وتكمن دلالات تصريحات من هذا النوع في تفاصيلها، إذ يحتاج قبول غودفري مصادقة مجلس الشيوخ لتسلم منصبه رسمياً، ويجب عليه قبل المصادقة أن يمر عبر اللجنة نفسها التي يترأسها مننديز عن الحزب الديمقراطي، وريش عن الحزب الجمهوري. وبناءً على هذه التصريحات، يبدو أن الطريق ستكون طويلة أمام غودفري، ما سيعرقل أكثر من جهود الإدارة في حل الأزمة المتصاعدة في السودان. لكن غودفري يحظى ببعض الدعم، إذ أعرب السيناتور الديمقراطي كريس كونز لـ«الشرق الأوسط»، عن ترحيبه بترشيح غودفري، مضيفاً: «إنه دبلوماسي مخضرم وعلاقاته قوية مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السياسية الحالية وتحديات أخرى يواجهها السودان». وتابع كونز، وهو عراب مشروع العقوبات الفردية على معرقلي الاستقرار في السودان، «اتطلع للعمل مع غودفري عن قرب بعد المصادقة عليه لدعم الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية في السودان». وفي ظل هذه الخلافات والتحديات والغموض في مواقف الإدارة، يبدو أن الموقف الوحيد الثابت والواضح هو الإصرار على عدم الإفراج عن الـ700 مليون دولار من مساعدات للسودان، التي جمدتها الولايات المتحدة بعد أحداث الـ25 من أكتوبر، قبل «عودة حكومة بقيادة مدنية».

 

مصر لإثارة قضايا المياه أمام «كوب 27»وسط تعثر مفاوضات «سد النهضة»

القاهرة/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

في وقت لا يزال فيه «التعثر» سائداً بمسار مفاوضات «سد النهضة الإثيوبي»، أظهرت القاهرة عزماً على إثارة قضايا المياه أمام قمة مؤتمر المناخ «COP27»، والتي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، أواخر العام الحالي، ويتوقع أن تحظى بحضور واهتمام دولي كبير ومؤثر. وعقد وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، اجتماعاً، أمس، مع نظيرته للبيئة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية، بحضور مسؤولين من الوزارتين؛ لمناقشة «التجهيزات الخاصة بالإعداد لعقد مؤتمر المناخ، وجناح المياه المقام على هامش المؤتمر والمزمع عقده في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل والذي تستضيفه مصر ممثلة عن القارة الأفريقية، ومناقشة آلية تضمين قضايا المياه في فعاليات المؤتمر المختلفة». وأكد عبد العاطي، «اهتمام العديد من دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية بالمشاركة في جناح المياه المقام على هامش مؤتمر المناخ»، مشيراً إلى أن «أسبوع القاهرة الخامس للمياه» سيُعقد تحت عنوان «المياه على رأس أجندة المناخ العالمي»، وسيتم رفع التوصيات الصادرة عنه لمؤتمر المناخ، مع الإشارة إلى «التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على قطاع المياه». وحذر عبد العاطي من أن «دلتا نهر النيل واحدة من أكثر المناطق المهددة بالعالم والأكثر حساسية للتغيرات المناخية»، ومؤكداً أهمية أن «تحظى التحديات المرتبطة بقطاع المياه بالاهتمام الدولي الكافي، وخاصة في الدول الأفريقية». وتدعو مصر إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية في دول القارة الأفريقية عبر جهد تنسيقي يراعي مصالح الدول كافة، وفي حين تختلف مع إثيوبيا بشأن ملء وتشغيل «سد النهضة»، فإنها تنخرط في عمليات بناء سدود في دول، منها أوغندا والسودان. وأشار الوزير المصري إلى عضوية بلاده في العديد من المبادرات الدولية مثل «ائتلاف الدلتاوات» و«الائتلاف الدولي للمياه والمناخ» و«تحالف التكيف مع المناخ»، والمشاركة في تنظيم «المنتدى العالمي التاسع للمياه» بدولة السنغال في شهر مارس (آذار) المقبل، مع التأكيد على أهمية تحقيق التكامل وتنسيق الرؤي بين مخرجات تلك الفعاليات كمدخلات لـ«مؤتمر الأمم المتحدة للمراجعة الشاملة لنصف المدة والخاص بالمياه» والمقرر تنظيمه في مارس 2023. كما لفت عبد العاطي إلى وجود العديد من المشروعات والإجراءات التي تقوم الوزارة بتنفيذها حالياً والتي يمكن عرضها خلال «جناح المياه المقام على هامش مؤتمر المناخ» كتجارب مصرية ناجحة في مجال «التخفيف والتأقلم مع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، والمشروع القومي لتأهيل الترع والمساقي ومشروعات التحول لنظم الري الحديث»، والتي تُسهم في «زيادة قدرة المنظومة المائية على التعامل مع تأثيرات التغيرات المناخية على قطاع المياه، والتوسع في إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي من خلال تحويل مياه الصرف ذات الملوحة العالية من مشكلة لفرصة للتنمية وتنفيذ مشروعات للتوسع الزراعي لزيادة الرقعة الزراعية ومجابهة التصحر وتحسين نوعية المياه بالبحر المتوسط والبحيرات الشمالية». بدورها، نوّهت وزيرة البيئة المصرية، بأهمية «موضوعات المياه وعلاقتها بالتغيرات المناخية، وأن يتم تناول الملف في مفاوضات المناخ القادمة؛ نظراً لأهميتها لدى العديد من دول العالم»، كما أشارت إلى ضرورة التنسيق مع وزارة الخارجية للاتفاق على «الموضوعات الخاصة بالمياه والتي سيتم تناولها خلال المؤتمر، وتحديد حزمة من مشروعات التكيف التي نرغب (الحكومة المصرية) في الحصول على تمويل لها». وتابعت وزيرة البيئة، أنه «لا بد من السعي لتقديم الدول المتقدمة للدول النامية دعماً فنياً يمكن أن تستفيد به في وضع الخطط الوطنية لها».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المفتي: السنّة ليسوا رزقاً سائباً لأحد | تسجيل لجعجع مبتهجاً بخروج الحريري: سينسونه بعد أيام وسآتي بكل جماعته!

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 10 شباط 2022

لا يزال الشارع السنّي تحت صدمة اعتزال الرئيس سعد الحريري. بمقدار تعاطفه معه، هو غاضب منه إذ جعل من نفسه ضحية، وأُعدِمَ سياسياً وهو واقف على قدميه

مذ أعلن الرئيس سعد الحريري اعتزال العمل السياسي، هو وعائلته وتيار المستقبل، في 24 كانون الثاني، يسود الغموض في شارع طائفته. لم تتأخر المراجع السنّية في دحض ما شاع للتو، من أن خطوة الحريري دعوة الى مقاطعة الطائفة، وليس حزبه فحسب، انتخابات أيار المقبل. أول المسارعين الى تقدّم المواجهة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. في ما قاله ميقاتي، وأثنى عليه دريان، أمام المسجد العمري في 28 كانون الثاني، تأكيد إضافي، قبل أن يُلحق به في الغداة تأكيد ثانٍ لدى استقبال المفتي رئيس الجمهورية ميشال عون في دار الفتوى، للمرة الأولى في ولايته.

منذ اتفاق الطائف، لم يُسجّل على مرّ الرؤساء المتعاقبين زيارة أي منهم للدار، في استعادة لتقليد شاع مع الرئيس فؤاد شهاب، وسار عليه من بعده الرئيس شارل حلو في الستينيات، بأن يزورا دار الفتوى في عيد الفطر، كل سنة، لمعايدة المفتي. بوصول الرئيس رفيق الحريري الى رئاسة الحكومة، حجبت السرايا الى حد بعيد ــــ حدّ الالغاء ــــ المرجعية التقليدية لدار الفتوى. ما لبثت أن سُجلت عام 2006 سابقة غير مألوفة، يوم أمّ المفتي السابق محمد رشيد قباني المصلّين داخل السرايا بذرائع شتى.

مذ قرر الحريري الابن إقفال البيت السياسي لعائلته، انتقلت المرجعية السنّية للفور الى دار الفتوى. ما قاله دريان على مسمع ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة بعد صلاة الجمعة، أرسل إشارة صريحة الى أن صاحب الدار أراد استعادة المرجعية ما إن أوحى اعتزال الحريري بأن الطائفة باتت بلا قائد أو زعيم. قال دريان بامتعاض: «إذا ظنّ أحد أن السنّة رزق سائب يعلّم الناس الحرام، فهو مخطئ أياً يكن. لن نسمح لأحد بالتعامل مع السنّة على أنهم رزق سائب، ولسنا رزقاً سائباً».

دلّت العبارة المكثفة، لكن المقتضبة، على مَن تتوجه إليهم بعدما «فاعوا» ما إن جهر الحريري باعتزاله وترك البلاد: أولهم بهاء الحريري الذي قفز كي يرث شقيقه ويوحي بمقدرته على قيادة الحريرية السياسية ومشروع الأب في إحدى أصعب لحظات ضعف شقيقه الأصغر وإنهاك قدره. أما ثاني الموجّهة إليهم الأصابع، فهو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي بات يواجه يوماً بعد آخر تصعيداً سنّياً متشدداً منبثقاً من شارع الحريري الابن ضده، لا يخفي الكراهية ومشاعر البغض والرغبة في الانتقام.

غضب المفتي يضاهيه غضب الرئيس السابق للحكومة في ما أُحيط علماً به، في الساعات اللاحقة لاعتزاله. من طريق جهاز أمني لدولة عربية كبرى تسعى الى الاضطلاع بدور دائم حيال السنّة اللبنانيين، تسلّم الحريري شريطاً صوتياً مسرّباً وردت فيه محادثة لجعجع مع مجموعة حزبية لديه، يناقشها في خروج الحريري من المعادلة السياسية، ويستخدم ألفاظاً اكثر ما تعبّر عن ارتياحه للتخلص منه. يضيف جعجع في شريط التسجيل: «نحن نعرف كيف سنأتي بجماعته إلينا، ولدينا وسائلنا». وأضاف: «أعدكم بأنني سآتي بكل واحد من جماعته إلى عندي... سينسونه بعد أيام».

المفارقة أن الحريري البكر وجعجع يلتقيان على محاولة خطف اللحظة السياسية، فإذا هما يقعان في الخطأ الجسيم. كانا بطلَي أول خطأ جسيم رافق 4 تشرين الثاني 2017، عندما احتجز الرئيس السابق للحكومة في الرياض. الأول قفز كي يخلفه في زعامة البيت والتيار فرفضته العائلة، والثاني شجع للفور على قبول استقالة الحكومة التي أدلى بها الحريري من هناك. كلاهما أظهرا يومذاك اهتماماً بالتخلص منه. أما ثاني خطإهما الجسيم فهو قفزهما معاً أخيراً، مصادفة أو بالتزامن المتعمّد، كي يرثا تركته السياسية.

ليس الدور الجديد للمفتي سوى استعادة لدور مماثل اضطلع به البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير حيال الانتخابات النيابية، لكن في وجهة معاكسة. خلافاً لحضّ صفير المسيحيين على مقاطعة استحقاق 1992، في ظل الهيمنة السورية، يدعو دريان طائفته الى الإقبال عليها. لا يواجه كالبطريرك الراحل عدواً خارجياً على نحو ما كانت سوريا، بيد أن أصعب ما يجبهه المفتي الحؤول دون تفتيت الطائفة من داخلها ما إن فقدت مرجعيتها السياسية باعتزال الحريري.

ما يحوط بالموقف الذي يجتمع عليه المفتي ورئيس الحكومة، وكلاهما يتنكّبان الدور الذي يمنع تسيّب الرزق، هو الآتي:

1 ــــ رغم الإضاءة الإعلامية والدعائية الفضفاضة على ظهور بهاء في المعادلة السياسية الجديدة، على الأقل كما يودّ أن يوحي، إلا أن المعطيات المتوافرة لدى المرجعيات السنّية المعنية تنفي أيّ دعم سعودي له أو خليجي حتى. ينطلق الرجل من اعتبارَين ليسا قليلَي الاهمية، من دون أن يحتّما بالضرورة وصوله الى كل ما يروم الوصول إليه: ثروته والتناقضات الناشبة داخل العائلة. ليس الجميع فيها جارى سعد في قراره، لكنهم أذعنوا له بدءاً من العمّة بهية الحريري. بذلك يحاول بهاء ملء الفراغ الذي افترض أن الطائفة برمّتها ــــ وليس الحريرية السياسية ولا تيار المستقبل فقط ــــ غرقت فيه.

2 ــــ ليس معروفاً لبهاء مصالح في السعودية على غرار ما كان لأخيه، أو علاقات سياسية وطيدة، أو على صلة بأجهزة استخباراتها. ليس معروفاً عن المملكة إعجابها بشخصيته غير المؤهلة للزعامة وعصبيته وانفعاله، فلم تختره في 25 نيسان 2005 كي يخلف والده الراحل، بل شقيقه الأصغر. بذلك يُفسَّر الموقف السعودي غير المعني بتحرّك بهاء، أنه يريحه ظهور ما لم يسع سعد أن يفعله، وهو إعلان المواجهة مع حزب الله. مغزى هذا الموقف أن الدور الذي يضطلع به بهاء يساعد على التخلص من سعد، بل يسعه أن يكون حجراً إضافياً في الزاوية. أما ما يتجاوز ذلك، فليس مدرجاً في حسبان المملكة: أن يكون بديلاً منه، أو خليفة له. أضف أن أحداً ليس جاهزاً الآن على الأقل كي يكون البديل المحتمل.

الرياض ليست معجبة ببهاء غير المؤهل للزعامة وهي في صدد صرف النظر عن الزعامة الواحدة في الطائفة

يردّد البعض المطّلع أن ما تفكر فيه الرياض ــــ وهي مرجعية تاريخية أساسية دينياً وسياسياً لا غنى عنها لسنّة لبنان مهما تقلّبت الأحوال ــــ حالياً هو صرف النظر عن الزعامة الواحدة في الطائفة التي أحدثها ــــ إن لم يكن فرضها ــــ الحريري الأب منذ عام 1992. من الآن فصاعداً، يقتضي أن يستعيد زعماء المدن السنّية حضورهم وحيثياتهم الشعبية، وإعادة الاعتبار إليهم بعد حجبه عنهم ثلاثة عقود: الزعماء السنّة البيروتيون والطرابلسيون والصيداويون. لكن أيضاً لما عُرف في عقود الأربعينيات والخمسينيات والستينيات عن الزعماء المحليين لعكار والبقاع الغربي.

لا عودة الى ما كان عليه سعد وارثاً لوالده على إثر اغتياله، ولا الى ما فرضه الرئيس الراحل من قبل.

3 ــــ ما يعني المرجعيتين الدينية والسياسية الحاليتين في الطائفة، دريان وميقاتي، عدم السماح بوضع اليد على مقاعد الطائفة في مجلس النواب. لا تزال ماثلة تجربة انتخابات 1992. لم تُبقِ مقاطعة الأحزاب المسيحية الرئيسية حينذاك مقاعد الطائفة شاغرة، بل حلّ في معظمها رجال سوريا وحلفاؤها.

الرزق غير السائب الذي تحدّث عنه المفتي يقضي بعدم الاستيلاء على مقاعدها. هو المحظور الأساسي المتفاهم عليه بأن لا يحدث أي خرق خطير يصعب استيعابه أو تحمّله، كأن يضع حزب الله وقوى 8 آذار يدهم على أكثر من الحصة السنّية التي حازوها في انتخابات 2018، وكانت عشرة نواب. قبل الحريري عزف عن الترشح الرئيس تمام سلام، وبات في حكم المحسوم عدم ترشح السنيورة، بينما لم يفصح رئيس الحكومة بعد عن ترشحه أو اللحاق بشركائه في نادي الرؤساء السابقين للحكومة. ما ليس محظوراً هو توقّع موجة مرشحين سنّة يتهافتون على خوض الانتخابات.

 

لبنان... المبادرة الكويتية تضييع وقت وتبديد عاطفة

نديم قطيش/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105996/nadim-koteich-the-kuwaiti-initiative-for-lebanon-a-waste-of-time-a-squandered-sympathy-%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7/

لا يوجد في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة من لديه أي أوهام حول لبنان. لم يكن أحد في حاجة إلى فحص الرد اللبناني على المبادرة الكويتية للتأكد من أن لبنان دولة محتلة. طبعاً لم يكن ثمة ضرر من تأكيد وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد، أن الورقة التي قدمها هي كويتية - خليجية - عربية. فالمبادرة حملت جوهر الموقف الخليجي المعلن من لبنان. وإذ اختصرتُ الأمر بداية بالرياض وأبوظبي فلأنهما المعنيتان مباشرة، إلى جانب الكويت، بنشاط ميليشيا «حزب الله» الأمني والسياسي والإجرامي. حقيقة الأمر، أن مصير المبادرة الكويتية لن يختلف عن مصير كل ما سبقها من مبادرات، لا لعطل في نوايا أو كفاءة المبادرين، بل لأنها لا تعدو كونها حرثاً في البحر، وإهداراً لوقت ثمين، وعاطفة أكيدة لا تجد من يبادلها من موقع مقتدر ومبادر.

لنبدأ من الاسم الثلاثي للزائر الخليجي.

الشيخ أحمد هو نجل الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء في الكويت بين العامين 2006 و2011، ووزير شؤون الديوان الأميري الكويتي بين العامين 1991 و2006، والرجل الذي تعامل لبنان من خلاله مع دولة الكويت، طوال فترة سلمه الأهلي. ويعدّ الشيخ ناصر المحمد، الثمانيني، من آخر أرصدة العاطفة الخليجية على لبنان والنوستالجيا إلى زمنه الجميل، وهما عاطفة ونوستالجيا ظهرتا بوضوح في نص نجله الشيخ أحمد، وزير الخارجية الكويتي الحالي. العاطفة الكويتية تجاه لبنان معروفة وموصوفة، وليونة الموقف تجاهه لطالما ميزت السياسة الكويتية، حتى وإن كان من أبرز الاعتداءات في تاريخ الكويت، الهجوم على موكب أمير البلاد الذي خطط له ونفذه أحد قادة ميليشيا «حزب الله»، مصطفى بدر الدين. بدأت محاولة فتح الثغرة في العلاقات اللبنانية - الخليجية عبر الكويت على هامش مؤتمر قمة المناخ في غلاسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين فاتح رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي رئيس وزراء الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، بضرورة أن تلعب الكويت دوراً في الأزمة التي كانت حينها في واحدة من ذرى تأزمها بعد تصريحات حمقاء للوزير السابق جورج قرداحي عن اليمن. نجح ميقاتي في استثمار العاطفة الكويتية و«توريط» الكويت بمبادرة جديدة، وما لبث أن رد لبنان على المبادرة بما يؤكد المؤكد:

لبنان دولة محتلة لا طاقة لأي من قواها السياسية على تنفيذ حرف واحد من حروف مبادرة لا تنطق إلا بما هو بديهيات في تعريف مفهوم الدولة، والشروط السليمة للعلاقات الدولية، والالتزامات الأساسية بالقانون الدولي. ولعلها من المفارقات المدهشة أن يتزامن «دخول» الكويت إلى الأزمة اللبنانية مع «خروج» سعد رفيق الحريري من اللعبة السياسية، وإن اكتفى الرجل بأقل الكلام السياسي حول الأسباب الحقيقية التي تبرر خروجه وفشله في بناء الدولة. فبين المعاني الكثيرة لخروج الحريري، وتعليق مشاركته السياسية، أن الإصلاح من الداخل وعبر آليات النظام السياسي شبه مستحيل، أياً كانت نتائج الانتخابات البرلمانية ومهما ذهب المرء بعيداً في منطق التسوية وتطمين القلقين. وإذ يعلن الحريري يأسه، يتساءل المرء كيف لدولة كالكويت ألا تسبقه إلى اليأس من إمكانية التغيير، عبر القوى السياسية نفسها ومن داخل المؤسسات المستتبعة إياها، وبالرهان على لعبة سياسية لبنانية يحترف المشاركون فيها كل صنوف الاستنزاف والتحايل والفذلكات.

لقد ظهر ذلك جلياً في كل ما تسرب عن الرد اللبناني وقوامه أن لبنان «يلتزم باحترام جميع قرارات الشرعية الدولية بما يضمن السلم الأهلي والاستقرار الوطني للبنان»، من دون أي إشارة لقرارات محددة للأمم المتحدة، ولا لخطوات تخص تنفيذها. حقيقة الأمر، أن لا أحد يعير احترام لبنان للقرارات الأممية أي أهمية. فالمطلوب ليس الاحترام، بل الالتزام بمنطوق القرارات وتنفيذها. أما الربط بين مضامين القرارات المتعلقة بانضباط لبنان كدولة مسؤولة، وبين السلم الأهلي والاستقرار الوطني، فهو تأكيد أن البلاد مخطوفة وأن الرهائن يطالبون، نيابة عن الخاطف، بحل عملية الاختطاف، بما يحفظ سلامة الرهائن ومعنويات الخاطف في الوقت نفسه! إن مثل هذا الرد هو نعي مبكر ومتوقع ومنتظر للمبادرة المتجددة تجاه لبنان، وتبديد لآخر أرصدة التعاطف معه. طبعاً يتساءل اللبنانيون كيف يمكن لدول الخليج أن تحاور سوريا وإيران أو تنفتح على العراق وتقسو على لبنان.

الإجابة بسيطة:

في سوريا خمسة احتلالات تخلق على الأرض توازناً يختلف اختلافاً جذرياً عن واقع القبض المحكم لميليشيا «حزب الله» على لبنان، كما أن في سوريا بقايا دولة لا تزال تتسم ولو بحد هزيل من القانونية (لا أقول شرعية)؛ ما يسمح بالتعاطي معها كدولة. وما ينطبق على سوريا ينطبق على نحو أوجَه على إيران، حيث الحوارات والاتفاقات تحصل من دولة إلى دولة. أما في العراق، فثمة عنوان سياسي واضح يخوض معركة مواجهة مفتوحة ومدروسة مع شذوذ النفوذ الإيراني في العراق، وهو عنوان يتوزع على القوى الكردية والمجتمع المدني والتيار الصدري ويجسد رمزيته داخل الدولة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي. كل ذلك مفقود في لبنان. لا قوى دولتية تواجه، ولا دولة قادرة على الالتزام بالحد الأدنى مما هو متوقع منها كدولة. لبنان دولة محتلة لا أكثر ولا أقل. وقوة الاحتلال ميليشيا لا تنطبق عليها أي من معايير القانون الدولي. أما الحكومة ففيها من الاستقلال عن سطوة الميليشيا ما كان لحكومة فيشي من استقلال عن الاحتلال النازي لفرنسا.لا لبنان دولة محتلة، والرد على الاحتلال هو التحرير لا عقد الصفقات مع المحتل.

 

"حزب الله" يواصل الكشف عن خبايا خطّته لتدمير النّظام اللبناني

فارس خشان/النهار العربي/01 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105991/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%88%d8%a7%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%b9%d9%86-%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%a7/

لم تعد تصح على "حزب الله" صفة "المقاومة"، فهو ينشط في كلّ مكان إلّا في الأمكنة التي يقال إنّها "محتلة"، فلا نشاط له يُذكر لا في القسم اللبناني من بلدة الغجر ولا في مزارع شبعا التي يفرض القرار 1680 ترسيمها وسائر النقاط الحدودية التي تحتاج الى ترسيم بين لبنان وسوريا. إنّ تعريف مصطلح "المقاومة" واضح لا يحتمل أيّ التباس، فهو يعني مواجهة شعبية في أرض محتلّة من أجل تحريرها.  وهذا المصطلح لم يعد ينطبق، بأيّ صورة من الصور، على "حزب الله" الذي تحوّل، وفق ما يزعمه من أدوار عسكرية لبنانية، إلى قوة دفاعية تُنافس الوظيفة الدستورية المناطة حصراً بالجيش اللبناني المدعوم من قوات "يونيفيل".

ويُبيّن واقع الحال أنّ "حزب الله"، متستّراً بمصطلح "المقاومة"، يلعب أدواراً عسكرية خارج الحدود اللبنانية، وتحديداً حيث يطلب منه "الحرس الثوري الإيراني" أن يفعل، كما أنّه، مستفيداً من التفوّق الذي تمنحه إيّاه قوّته العسكرية، يعمل بلا هوادة، على تغيير طبيعة النظام اللبناني وبنيته وأسسه ليُصبح جزءاً من محور تتحكّم به "الجمهورية الإسلامية في إيران".

وهذه حقيقة لم تعد دول كثيرة تقبل أن تتعامل معها، وهذا ما أظهرته "الورقة الخليجية - العربية - الدولية" التي سلّمها للمسؤولين اللبنانيين وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، في حين أنّ السلطات اللبنانية، حتى لو شاءت، تخشى مواجهتها لأنّ "حزب الله"، وفق ما أظهره سابقاً، مستعد لأن يذهب الى أقصى حدود التصدّي، ليحمي قوّته بالعنف المفرط والترهيب الدموي، وهذا ما أخفته الأسباب الموجبة التي تضمّنها الرد اللبناني على "الورقة" الذي حمله وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الى الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، أوّل من أمس.

وينتهج "حزب الله" في هذا السياق، للرد على ما يتسبّب به من مآس بحق الشعب اللبناني، استراتيجية "مش فارقة معاي"، ولو ستّرها، بين الحين والآخر، بحملة دعائية كبرى من شأنها أن تضخّم بعض المساعدات التي يهرّبها إلى لبنان و"يحصّنها" ضد الموجبات المترتّبة عليها للخزينة اللبنانية، كما هي عليها الحال في ما يسمّيه "استيراد" مادة المازوت من إيران.

آخر صيحات استراتيجية "مش فارقة معاي" تمثّلت في الموقف الأخير الذي أطلقه، أمس، رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمّد رعد الذي "استلطف" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "وداعة ابتساماته"، في زيارتيه المتتاليتين للبنان، بعيد انفجار مرفأ بيروت الذي يكاد يختفي عن قائمة التحقيقات، بإرادة "حزب الله" نفسه.  إذاً، آخر صيحات هذه الاستراتيجية ظهّرها رعد في كلمة له، خلال اعتلائه منبر "تأبيني"، حيث قال: "إذا أرادوا هدم النظام المصرفي في لبنان فليهدّموه، فهذا النظام لم نصنعه نحن، بل صنعته إرادات خارجية وراقبته وزارة الخزانة الأميركية، بحيث لا يدخل فلس إلى مصرف من مصارفنا إلا برقابة وزارة المال الأميركي". نطق رعد بهذا الكلام الخطر، من دون أن يرف له جفن، لأنّ قوله هذا ليس غريباً عن نهج "حزب الله" وأهدافه، فقبل إفلاس لبنان ووقوعه في الجحيم، دُعي "حزب الله" إلى إدخال تعديلات بسيطة على سلوكه النافر، رحمة بمستقبل البلاد ومصير العباد، ولكنّه بدل أن يفعل ذلك وضع محمّد رعد نفسه على منبر "تأبيني" آخر، ليشنّ أعنف هجوم على النظام اللبناني، كاشفاً، بذلك، عن المخطط المضمر الهادف الى تهديمه، بحيث قال في ذاك الثاني عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2013: "كان لبنان مكان عقد صفقات وكان ساحة للملاهي الليلية وللسمسرات، لكننا الآن نريد أن نخلق لبنان الجديد  الذي ينسجم مع وجود مقاومة". وليس سراً أنّ "حزب الله"، عشية ثورة 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2019، كان يعمل، بلا هوادة، ضد النظام المصرفي اللبناني، بعدما رفعت الولايات المتحدة الأميركية من وتيرة مكافحتها استغلاله في توفير تمويل "حزب الله".

وهذا السبب بالتحديد، جعل البعض ينسب انطلاقة ثورة 17 تشرين الأول 2019 إلى "حزب الله" قبل أن يعود ويُفقده الشعب اللبناني السيطرة عليها.

إنّ الموقف الأخير لـ"حزب الله" من خلال النائب محمّد رعد الذي يتزامن هذه المرّة مع ضغوط، تقودها دول مجلس التعاون الخليجي من أجل إخراج لبنان من "أزمته مع نفسه"، يحمل في طيّاته استهانة خطرة للغاية بالأسس التي يقوم عليها النظام اللبناني، ذلك أنّ القطاع المصرفي، كان حتى الأمس القريب، أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني، واعتبر كثيرون أنّه هدف إسرائيلي دائم، نظراً لقدرته التنافسية العالية، ويؤكد جميع علماء الاقتصاد، بمن فيهم معارضو الليبرالية، أن لا مجال لقيامة لبنان مجدّداً من دون قيامة قطاعه المصرفي.  وقد اجتهد اللبنانيون من أجل تقوية هذا النظام وترسيخه، وعملوا، برعاية الراحل ريمون إده، على عملقته، من خلال تحصينه بقانون السريّة المصرفية.  وليس النظام المصرفي اللبناني وحده من تعرّض ويتعرّض لضغوط أميركية وأوروبية، في إطار مساعي مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، بل كل الأنظمة المصرفية في العالم تتعرّض لهذه الضغوط، ولائحة المصارف العالمية التي واجهت عقوبات قاسية أطول من أن يستوعب تعدادها هذا المقال. ولكنّ الفارق بين لبنان والدول الأخرى أنّ في لبنان حزباً يحمل عقيدة مستوردة، ويعمل لمصلحة أجندة خارجية، ويحمي نفسه بالسلاح والعبوات الناسفة، يريد فرض إرادته المدمّرة للنظام اللبناني ومقوّماته فرضاً. إنّ النظام المصرفي اللبناني عانى، في السنوات الأخيرة، من شوائب كثيرة، بفعل تواطئه مع النظام اللبناني الذي أضعفه "حزب الله" والفاسدون الذين استدعاهم الى مؤازرته، ولكنّ كلام محمّد رعد خطر للغاية، لأنّه يعبّر عن جزئية من مخطط كبير يهدف الى تدمير نهائي لقطاعات لبنان الحيوية، وفصله عن بعده المالي والاقتصادي الاستراتيجي المتمثّل في تفاعله مع دول مجلس التعاون الخليجي، وإبعاده عن بعده الثقافي التاريخي، "حتى ينسجم مع وجود المقاومة" التي لم تعد، هي الأخرى، بأيّ شكل من الأشكال، مقاومة بقدر ما أصبحت مقامرة بما تبقى من خبز و... أمل.

 

هل بدأ "حزب اللّه" تطبيق "الورقة العربية" بشنّ حربه الداخلية؟

الياس الزغبي/فايسبوك/01 شباط/2022

لا يستطيع أي مراقب تفسير الإلغاء أو التأجيل المفاجئ لحديث الأمين العام ل"حزب اللّه" حسن نصراللّه، والذي كان مقرراً اليوم لقناة "العالم" الإيرانية، إلّا بسبب أو دافع سياسي، لأنّ لا مبررات أخرى، صحيّة أو سوى ذلك، يمكن استنتاجها. وهذا السبب السياسي مرتبط منطقياً بانتظار الموقف الخليجي والعربي والعالمي الأوسع من الجواب اللبناني على ورقة "بناء الثقة" التي نقلها إلى لبنان، بنجاح دبلوماسي لافت، وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح. الواضح أنّ نصراللّه مرتبك بين التهدئة والتصعيد، وقد فضّل رصد الرد العربي على نصّ الجواب اللبناني الذي كانت له فيه اليد الطولى، خصوصاً لجهة التحفظ على تنفيذ القرار الدولي ١٥٥٩، بحجّة "السلم الأهلي". وهذه العبارة باتت ستاراً تخفي وراءها الغطاء الذي تؤمّنه السلطة الوكيلة والرهينة لسلاحه ووظائفه القتالية عبر اليمن وسوريا وسواهما، وهي من قماشة العبارة الخادعة والخشبية الأخرى "النأي بالنفس". والأكثر وضوحاً أنّ "حزب اللّه" أدار أسلحته الدعائية والسياسية والترهيبية نحو الداخل لمواجهة صعود الرأي العام المناوئ له مع اقتراب الانتخابات النيابية، وأوعز إلى كلّ دفاعاته ومراكز هجومه باستهداف القوى السياسية التي تجسّد هذا الرأي العام، وفي طليعتها حزب القوات اللبنانية والأحزاب والشخصيات السيادية الأخرى، ولم يتورّع عن استعادة لغة التخوين والعمالة، وخطاب التهديد وهدر الدماء، كما فعل مع زميلنا رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات شارل جبّور بحجّة عبارة عابرة في السياسة، وتحميلها بعداً دينياً لإثارة النعرات وتعبئة بيئته التي تتراخى من حوله لأسباب عدة اجتماعية واقتصادية ونفسية.

واللافت أيضاً تركيزه على الحالات الفردية لالتحاق بعض الشبّان الشماليين ب"داعش"، وتضخيمها لاستغلالها في الحرب الشعواء التي يشنّها بهدف تعويم أذرعه في الطوائف، بعدما لمس ضعفها وتفككها، برغم الانكفاء السياسي ل"تيّار المستقبل".

ولا يخفى أنّه خفّض مستوى شعاراته الحربية ضدّ إسرائيل، إلى درجة الصمت عن هجماتها المتكررة على مراكزه في سوريا، وكان آخرها ليل أمس قرب دمشق. إنّ أولوية "حزب اللّه" الآن هي حربه الداخلية، وقد وجد ضالّته واخترع عدوّه الأول "القوات اللبنانية"، فلا يشذّ ناطق باسمه، سواء كان قيادياً أو إعلامياً، أو أي وسيلة مكتوبة أو مسموعة أو مرئية دائرة في فلكه، عن هذه الحملة وهذا الهدف. ولا غرابة في أن تكون مقابلة نصراللّه المقبلة مركّزة على هذه الحرب الداخلية "المقدّسة"، بعدما مهّد لها نائبه نعيم قاسم باتهامات عشوائية ليس أقلّها العمالة والدموية والفتنة، عبر نبش القبور بالطريقة نفسها التي سبقه إليها وكيله في البيئة المسيحية "تيّار العهد". إنّه أمر جيّد، في الشكل، أن تكون حرب الداخل بديلاً من حروبه في المنطقة، وأن يكون بدأ، من حيث يدري أو لا يدري، تطبييق بنود "الورقة العربية الدولية"، شرط أن تبقى هذه الحرب في إطارها السياسي الانتخابي، وأن تكون ساحتها المنافسة الديمقراطية، خارج لغة السلاح وهدر الدم.

 

كما معركة الإستقلال: الثورة ثم المجاعة في لبنان ثم انفجارات الإمارات والسعودية ودمشق... تُنبِئ بشيء كبير

المحامي عبد الحميد الأحدب/01 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105993/105993/

في 11 تشرين الثاني 1943، الساعة الرابعة صباحاً، إقتحم دار المفوض البريطاني السامي المُحصَّن "لوي سبيرس"، الشيخ خليل الخوري (ابن الشيخ بشارة)، وهو مُضرج بالدماء وصوته يُلَعلِع في الأجواء، مما أيقظ "سبيرس" من نومه ليركض ويرى الشيخ خليل المضرج بدمائه وصراخه يملأ الجو وهو يقول "لِسبيرس"، إلحقنا، لقد اقتحم جنود فرنسا الحرة قصر الرئاسة واعتقلوا رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري وانهالوا عليّ ضرباً حين تصدّيت لهم.

في هذا الوقت بالذات كانت اذاعة لبنان تقطع برامجها وتذيع بيان المفوض السامي الفرنسي هيللو Hello، الذي يعلن تعليق الدستور واعتقال وزراء الحكومة ورئيسها ورئيس الجمهورية، كما يُعلن الأحكام العرفية!

في هذه اللحظة، اندلع صراع سياسي حاد كاد ان يتحول الى عسكري بين انكلترا وفرنسا، دخل فيه تشرشل مع سبيرس من جهة وديغول مع كاترو وهيللو Hello من جهة اخرى.

وكانت انكلترا صارمة في طلبها الى القوات الفرنسية الحرة اخلاء سبيل الوزارة اللبنانية ورئيسها ورئيس الجمهورية، وفرنسا تمانع وتقول للإنكليز، نريد حلاًّ يحافظ على ماء الوجه!

وكانت قوات فرنسا الحرة بقيادة شارل ديغول ومساندة الجيش الإنكليزي بقيادة "سبيرس" قد خرجَتَا من حرب اسقاط احتلال جيش فرنسا التابع لفيشي وهتلر وبيتان، وكانت حرباً ضارية لأن جيش "فيشي" الفرنسي قاوم بشدة جيش فرنسا الحرة الذي كان بقيادة ديغول وهو الذي كان يقول للإنكليز ان الفيشيين لن يصمدوا الا ساعات، فجاءت المفاجأة ان الفيشيين صمدوا وحاربوا بعنف وهم جيش فرنسا المهزومة الذين قاوموا جيش فرنسا الحرة! ولكن جيش فرنسا الحرة بعد ان استقر له الوضع اقدم على اكبر حماقة عرفها التاريخ، فتصدّت له انكلترا لتقف في وجه حماقته، وهو تصدٍّ سياسي كاد يتحول الى عسكري بين فرنسا وانكلترا الى أن أفرجت فرنسا عن الحكومة اللبنانية، وسُمِّيَت هذه الأيام العشرة بمعركة الإستقلال! وكانت في الحقيقة حرباً بين انكلترا وفرنسا، انتصرت فيها انكلترا على فرنسا، وكان بطل المعركة هو "سبيرس"، والهزيمة لحقت بـ "هيللو" الفرنسي الذي استُدعِي الى انكلترا. وكان المنتصر اللبناني هو الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح والمنهزم هو اميل اده.

ثورة 17 تشرين هي فصل جديد، كما فصل الإستقلال!

فقد علّق العونيّون وحزب الله الثورة بتجويع الشعب وقطع الكهرباء عنه في عزّ الصقيع، وإقفال المستشفيات، وقطع الأدوية، وإقفال المدارس، واسقاط قيمة العملة الوطنية سقوطاً مُريعاً، الخ... الخ...

وبينما يقاوم حزب الله والعونيون الثورة والثوار على طريقة جيش "فيشي"، تحصل امور تُنبِئ بأن اجراس حرب تدق على الأبواب، فالوضع في الإمارات انفجر بشكل يدعو الى التساؤل عما هو قادم؟

1- قصف صاروخي للإمارات بعد قصف مطار ابو ظبي.

2- قصف صاروخي للسعودية.

3- قصف صاروخي لدمشق.

كل ذلك بعد زيارة رئيس جمهورية اسرائيل للإمارات!

ثم تأتي الورقة الكويتية.

في هذا الوقت قررت الولايات المتحدة منح الجيش اللبناني 65 مليون دولار اميركي مساعدات معيشية وعسكرية!

هناك قرارات صادرة عن الأمم المتحدة بنزع سلاح الميليشيات وغيرها، لم تُنَفَّذ حتى الآن.

تنفيذاً لهذه القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجزرة العونية والحسن نصراللية التي تجوّع الشعب اللبناني لإخضاعه ماذا يمنع، بعد جواب لبنان على الورقة الكويتية التي هي مضحكة تدوير الزوايا، ماذا يمنع تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة الى:

1- انزال عسكري مصري فرنسي الى لبنان بقرار من الأمم المتحدة.

2- اعتقال ثم محاكمة الطبقة السياسية الحاكمة والفاسدة التي سرقت اموال الخزينة وتحاول اخضاع الشعب الى سطوتها بتجويعه وتعتيم البلد ومتابعة السرقات، الخ...

3- اجراء انتخابات سريعة ونزيهة ودون سلاح مسلط على الناس، ينجم عنها وجوه شابة نزيهة على سبيل المثال: رغيد الشماع، سارة اليافي، وسام مكحَّل، أسامة قدّورة، صالح المشنوق، عثمان سلطان، عماد قبلان، شيرين كريديّة حاصبيني، ديما صادق، وغيرهم وغيرهم، كذلك اسماء من الشرفاء السياسيين الذين صمدوا ايام انتداب حزب الله الإيراني، مثل: بولا يعقوبيان، اشرف ريفي، محمد فتفت وفارس سعيد، وغيرهم وغيرهم...

4- انتخاب مجلس شيوخ طائفي ومجلس نواب غير طائفي.

5- اقرار الزواج المدني الإختياري.

6- اعادة احياء اجهزة الدولة: ديوان المحاسبة، مجلس الخدمة المدنية، التفتيش المركزي الخ... واقرار فصل القضاء عن السلطة التنفيذية في الدستور.

7- تكريس حياد لبنان دستورياً.

8- اعادة كتابة الورقة الكويتية وعرضها على مجلس الوزراء.

9- اعادة احياء سياسة فؤاد شهاب الإدارية.

10- تنفيذ حكم المحكمة الدولية بحق حزب الله في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ان ثوار 17 تشرين هم أنبَل ما في لبنان، ثاروا من اجل الحرية ويدفعون ثمناً باهظاً من اجل بلادهم.

الأرقام الحقيقية لضحايا الثورة تُشير الى اكثر من الف شهيد والى الف شاب فقدوا اعينهم من الرصاص المطاطي لميليشيا مجلس النواب.

هذه التضحيات الكبيرة هي ما جعل العونيون وحزب الله يعتمون البلاد بسرقة الكهرباء وبتجويع الشعب الذي لم يعد قادراً على شراء لقمة العيش وبالبطالة واقفال المستشفيات والمدارس الخ...

هذه التضحيات الكبيرة هي ما يجعل اصحاب الثورة لبنانيين مُصرِّين على تحقيق اهدافها بالكامل، وهم بعد ان صَهَرَتهم تجربة الثورة تخلصوا من الخوف الى الأبد، كما أنهم يتمتّعون بوعي سياسي يجعلهم عادة يتخذون الموقف الوطني الصحيح.

الإنفجارات في الإمارات ثم في السعودية ثم في دمشق، والمجاعة كما العتمة كما السرقة والنهب في لبنان، كل ذلك يُنبئ بالشيء القادم، ان المجتمع الدولي سيتحرك حرباً ليتيح لهم تحقيق الإصلاح واعادة بناء الوطن كما اتاح الدعم الإنكليزي سنة 1943 للإستقلال ان يتحقق.

فلننتظر...

 

ولكنْ ماذا عن الذين لا يحسّون ولا يفكّرون؟

عقل العويط/النهار/01 شباط/2022

"الحياة هي تراجيديا للشخص الذي يحسّ ويشعر، وكوميديا لمَن يفكّر" (جان دو لا برويير)

لفتني قول الكاتب الفرنسيّ، أعلاه، لكنْ من دون أنْ أوافقه الرأي تمامًا. لماذا؟

سأفترض، سأسلّم جدالًا، أنّي أراها مأساةً هذه الحياة، لمَن تتمكّن منه، وتستولي عليه، إرهافات المشاعر والأحاسيس والعواطف والانفعالات، لكنْ كيف لي أنْ أفترض، بل أنْ أتأكّد، في الأقلّ الأقلّ، من أنّها ملهاةٌ بالنسبة إلى شخصٍ يمضي حياته في إعمال العقل والتفكير، ويتوصّل إلى إدراك فلسفة الوجود البشريّ، وما يعتريها (ويعتريه) من عبث.

في الحالة الثانية، أراني أمْيَلَ – ترجيحًا - إلى اعتبارها تراجيديا، وإذا كان لا بدٍّ من رأيٍ وسطٍ في الحالتَين معًا، فالحياة هي تراجي- كوميديا. ويصعب أنْ تكون إمّا بيضاء مطلقًا (كوميديا)، إمّا سوداء مطلقًا (تراجيديا).

كان الكاتب الفرنسيّ يحلّل النفس البشريّة، و"يتفلسف"، على ما أعتقد، هو الذي عُرِف عنه تعمّقه في درس الطبائع الإنسانيّة وتحليلها. لكنْ ما لي وله. ذلك أنّ التفاتي إلى قوله، إنّما هو محض ذريعةٍ لألتفت إلى ما هي عليه حياتنا هنا والآن. فأين هي من هاتَين التراجيديا والكوميديا، سيّان أكنّا من أهل الإحساس والشعور أم كنّا من أهل البصيرة والتبصّر؟

لن أذهب مذهب التنظير والتفلسف، ولن أقارب الحياة باعتبارها مسرحًا للعبث المرير، ولن أرفع رايات الخيبة والإحباط واليأس واللّاجدوى والعدم، ولن أستغرق في وصف أهوال الإفلاس والتجويع والتفقير والإذلال، بل سأكتفي بتعريفٍ بسيطٍ لحياتنا، يتساوى في فهمه صاحب الإحساس وصاحب العقل.

لكن قبل الوصف، قبل وصف هذه الحياة، أسأل: أهي حياةٌ هذه التي نعيشها، وثمّة مَن يريد أنْ يبلّعنا إيّاها، في حين هي لا تُبَلَّع، وإنْ ممعوسةً ومطحونةً ومهروسةً ومبلولةً وإلى آخره؟!

لا أتردّد في تعريفها بالقول إنّنا جعلنا بلادنا تصير مقبرةً عامّة، وهذه ليست – فحسب - مسؤوليّة "المنظومة" التاريخيّة (و/أو الطبقة السياسيّة والطغمة الماليّة وأمراء الطوائف والمذاهب) فحسب، ولا مسؤوليّة الاحتلال الإيرانيّ وتابعه المحلّيّ، ولا أيضًا مسؤوليّة المطامع والمصالح والصفقات الدوليّة والإقليميّة، بل مسؤوليّتنا أيضًا ولا سيّما، فردًا فردًا، فضلًا عن مسؤوليّة الجماعات والمجموعات من مكوّنات التغييريّين، وهيئاتهم، وحركاتهم قاطبةً. ولا استثناء. 

وليعذرْني لابرويير، أيًّا تكن أسبابه ومراميه في الجملة المذكورة له أعلاه. وليعذرْني اللبنانيّون، جميع اللبنانيّين؛ مَن هم فوق، ومَن هم تحت، ومَن هم بين بين. فالمسألة (والمسؤوليّة) ليست عندي مسألة مشاعر وأحاسيس وأفكار وعقلنة، ومَن يحسّ ومَن يفكّر.

بل مسألة (مسؤوليّة) مَن يشعر ويفكّر، ومَن يفعّل إحساسه وعقله.  فلينبرِ واحدٌ من هؤلاء وأولئك، رافعًا رأيًا يستوعب التراجيديا والكوميديا، ويطوّعهما، وينتصر عليهما، شعورًا وعقلًا!

هذا من جهة الذين يشعرون ويحسّون ويفكّرون ويعقلون، أمّا من جهةٍ ثانية، فماذا عن الذين لا يشعرون ولا يحسّون ولا يفكّرون ولا يعقلون؟

 

الـ"تجليطة" التي سعّرت حملة "الحزب" على "القوات"

نوال نصر/نداء الوطن/01 شباط/2022

وانطلقوا بغزارة، مثل الرصاص، يرددون مثل الببغاء: «شارل جبور المسيحي يصف الإسلام بالتجليطة» والردّ أتى أقوى من قلب الطائفة الإسلامية نفسها، من سنّة الطائفة وشيعتها، بما فحواه «عقيدة ولاية الفقيه بتشريع القتل والتهجير والتدمير تجليطة ونص». فهل نكتفي بالقول والتفسير والتعليل والردّ أم نسأل: ماذا في أبعاد كل «التراشق» الذي جرى في اليومين الماضيين تحت حجة ما قاله رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية الذي لم يأتِ على ذكر «الإسلام الديني» بحسب كثير كثير من المسلمين أنفسهم بل حكى عن «المقاومة التجليطة»؟

من يعرف شارل جبور، حتى من جمهور «حزب الله»، يحكي، أقله في الخفاء او في مجالسه مع «قواتيين»، عن الرجل الطيّب الذي فيه، وتكرار ذلك مرات ومرات أمامه، كما أمام سواه «كل واحد على دينو الله يعينو»، وبالتالي قد يكون جبور تسرّع في تنظيم «موازين» الجملة فدلّت على غير مقصده، وربما هي حاجة جماعة «حزب الله» الى «شماعة» تُستخدم «غبّ الطلب» فأتاهم ما قاله «شحمة على فطيرة» فنشروه و»نشروا عرضه» وحللوا مضامين كلامه كما حلا لهم مضيفين «الملح والبهار». صحيح ان الرجل قال عن عقيدة «حزب الله» تجليطة، لكنه زاد بالقول وبالحرف «أن حزب الله ماسكنا تحت عقيدة تجليطة تنتمي الى عصور حجرية إسمها المقاومة». وكم من اللبنانيين لو سُئلوا لكرروا ما قال وزادوا.

هنا، تذكرنا يوم استدعي العلامة السيّد علي الأمين بتهمة «مهاجمة المقاومة ومعاداتها والتحريض بين الطوائف ودس الدسائس والفتن». نعم، الكلام عن «المقاومة» ممنوع وكلام من يدعون المقاومة وحده مسموح. فلنسلّم جدلا أن رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية حكى عن عقيدة «حزب الله» المتمثلة بولاية الفقيه (وهو لم يتطرق إليها على حدّ قوله) فهل يحقّ إتهامه بأنه ازدرى الأديان؟

السيد حسن علي الأمين يقول «إن مسألة ولاية الفقيه ليست جزءاً من العقيدة» ويشرح «لدينا أصول الدين وفروع الدين وهي ليست لا من الفروع ولا من الأصول بل هي نظرية فقهية تتعلق بالأحوال الشخصية وحدودها تبقى هنا لكن هناك من يعمل ويصرّ على تحويلها الى نظرية سياسية وإيهام الناس بها وبأنها جزء من العقيدة ليُصبح لها مفاعيل. وبالتالي هي عقيدة حزبية لا دينية بدليل ان الشيعة في العراق لا يؤمنون بها وأكثر من نصف الشيعة في ايران أيضا كذلك. هناك من سعى الى إقناع كل الآخرين بأن الوالي الفقيه مثله مثل بابا روما مع العلم أن الأخير لا يملك لا صواريخ ولا عتاداً مسلحاً ولا يُقحم نفسه في زواريب الدول».

الأستاذ فايز قزي الذي تبحر طوال عقود في أبعاد «حزب الله وولاية الفقيه» موجود حاليا في فرنسا ويعود في اليومين المقبلين. فما رأيه بمن يدعو إلى «إراقة» دماء من يتناول عقيدة «حزب الله» المتمثلة بالمقاومة متحججاً «على ذوقه» أنه راح أبعد من ذلك؟ يجيب «هناك مفكّر شيعي يدعى الدكتور علي شريعتي إغتاله الشاه. كان مفكراً مقاوماً كتب تحت عنوان «التصوف الشيعي والتسنن الأموي» مشيراً الى ان كليهما ليس لهما علاقة بالدين. ثمة رابطة غير دينية مع التصوف والتسنن. ويشرح «استخدم الأمويون العقيدة السنية لتقوية الأمبراطورية، واستخدم الفرس العقيدة الشيعية وأتوا بالعقيدة الصفوية. الدكتور شريعتي سمى العقيدة الفارسية بالبدعة الشيعية، وهي ما قيل ان جبور وصفها بالتجليطة. (وهو طبعاً ما نفاه). لكن، لنسلم جدلاً انه فعل ذلك يكون من مدرسة المفكر الشيعي الكبير علي شريعتي الذي اعتبر من أهم المشرعين في ايران بمستوى علي السيستاني. يضيف قزي: سبق وتحدثتُ بدوري عن غرابة فكر «حزب الله» والحرس الثوري الايراني وعدم انتماء هؤلاء الى الخط الشيعي الأساسي، أي خط الإمام علي بن أبي طالب. فأهل بيت الإمام أبي طالب لا يمكن ان يصبحوا إيرانيين ولا ان يكونوا عرباً، لهذا سموا بالخوارج بعدما اختلفوا مع الإمام علي بن ابي طالب في معركة صفين. حاربوه فأرسل جيشه وهزمهم وهذا ما أدى الى ظهور شيَع في ايران، معظمها كانت سنّة، لكنها تشيعت بواسطة شيخ من لبنان هو محمد الكركي...

يغوصُ الأستاذ في التاريخ وكلما فعل أكثر بانت الصور أوضح.

شارل جبور لم يتقصد الدخول في العقائد الدينية، وإن كان قد فعل ذلك قبله مفكرون شيعة.

الكلام ممنوع. والحزب الأصفر ينتظر على الكوع أي «زلة لسان» ليستخدمها كما يشاء لزوم شيطنة الطرف المقابل. وهذا ما حصل مع كلمة «التجليطة». لكن، أليس لذلك اي دلالات في تحليل فايز قزي؟ يجيب «نحن دخلنا على ما يبدو مرحلة صعبة جداً، تكتمل فيها الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية لحزب الله لطرح نظامه الإسلامي على اللبنانيين ولا يعطيهم أي خيار إلا القبول» وهنا يستطرد قزي بالقول «في رسالة المستضعفين التي أطلقها الحزب عام 1985 حدد أهدافه بثلاثة اتجاهات: أميركا وإسرائيل والكتائب. واليوم، بعد مرور كل هذا الوقت، يبدو أكيداً أنه استبدل الهدف الثالث أي الكتائب بالقوات. وهذا ما يفسّر تركيز هؤلاء، في خطاباتهم، والتعبئة التي يمارسونها ضدّ القوات اللبنانية. وهنا أقول ان الحزب يشعر بخسارة مغادرة سعد الحريري أكثر حتى مما شعر بها السياديون حلفاء الحريري أنفسهم. كان يشعر حزب الله، بوجود سعد الحريري الذي عقد معه «ربط نزاع»، وبقدرته وحده على ضبط الموقف السني تجاهه. وهذا ما خسره اليوم».

الكلام ممنوع. الإنصياع مطلوب. ومن يتجرأ يوصف «بكبسة زر» بأوصاف أقلها: «الداعشي» ويُصبح موته حلالاً. مع التركيز طبعاً على «القوات» لأنها الوحيدة التي يتمكنون من خلالها من «تعبئة شارعهم» بلحظات. واليوم، بعدما ملأهم الشعور بأن الظروف لإعلان الدولة الإسلامية في لبنان قد إكتملت سيبلغون بها كل الأطراف سواء بالترغيب ام بالترهيب. اركان «حزب الله» يشعرون بأنفسهم في أوج عزهم ، فالقرار لهم من دون ان يُسألوا عن مواقف الدولة اللبنانية او يهتموا بإطعام الجياع. هم يعتبرون أنفسهم في أوج نجاح مشروعهم. وقد يكون عنى من وصف هذا المشروع بالتجليطة بأنه لم يعد لا مقاومة ولا ثورة. فمنذ اكثر من عشرة أعوام لم يرمِ الحزب حجرا على «العدو». فهل هذه مقاومة؟ وهو استخدم مرات سلاحه ضد الشعب وبالتالي لا تليق به كلمة الثائر. لذا، هو اليوم لا يقبل ولا يتقبل اي كلام يزعجه وهو واقف على حافة الخطوة الأساسية التي طالما استعدّ لها منذ عقود. وهو لم يعد لا مقاومة ولا ثورة بل أصبح تجليطة».

"حزب الله" يتحدث عن «شد ركاب» قواتي والقوات تتحدث عن «شد عصب» حزب الله. وبين هؤلاء وأولئك يتحدث الكاتب السياسي عن فيروس إيراني يضرب أقوى من كوفيد. ويقول «جاء في مقدمة الدستور الإيراني نص صريح ذكرت فيه عبارة «القوات المسلحة الإيرانية» التي لا تنحصر مهامها بحفظ حدودها او القوى الاسلامية فقط بل كل العالم. هذا النص هو أقوى بالتأكيد من القنبلة النووية الإيرانية».

يبدو أن العقيدة التي تحدث عنها رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية ويخشى منها هي نفسها التي تحدث عنها فايز قزي وطالما حذر منها.

من طرابلس ارتفعت أصوات سنيّة كثيرة مع «شارل جبور» وهؤلاء كانوا في مقدمة من أكدوا انه لم يتطاول ابداً على اي طائفة. بسام الآغا أحد هؤلاء قال «قصد جبور البدع التي أتى بها الخميني وأدخلت بقوة الإرهاب الى البلاد العربية ولبنان. تلك البدع تجليطة وبعبارة أدق لا ولن تمشي في الوطن العربي». أضاف: «من هبوا لقول العكس، خصوصاً ممن يسمون أنفسهم علماء، هم من يجلسون عادة في الصف الأمامي عند «حزب الله» كي يصفقوا ويتقاضوا 500 دولار آخر كل شهر».

العلامة السيّد علي الأمين طالما حكى وأسهب وحذر من «ولاية الفقيه» بالمفهوم الإيراني وعبره «حزب الله». يقول «تحوّلت مسألة ولاية الفقيه إلى عنوان لنظام سياسي في عهد الامام الخميني بعد وصوله إلى السلطة في إيران وخرجت عن كونها مسألة فقهيّة يجري البحث عنها في كتب الفقه ومعاهد التّدريس ومع استمرار النّظام محكوماً من قبل الفقيه أصبحت ولاية الفقيه حزباً سياسيّا... ومسألة الارتباط بولاية الفقيه أصبحت تعني الارتباط السياسي بالوليّ الفقيه الحاكم لنظام سياسيّ معيّن ولا يقف هذا الارتباط عند حدود العلاقة الرّوحيّة والمرجعيّة الدينيّة، كما هي الحال بالنسبة لعلاقة المسيحيين بمرجعيّة الفاتيكان الدّينيّة، ولكن يتعدّاها إلى لزوم الطاعة والانقياد للوليّ الفقيه في سياساته الدّاخليّة والخارجيّة و تطلّعاته الخارجة عن الحدود الجغرافيّة لنظامه ودولته وتشتدّ هذه الإشكاليّة وتكبر عندما تعطى ولايته مضمون الأيديولوجيا الدينيّة العابرة للحدود والأوطان حيث يصبح إرتباط حزب ولاية الفقيه بالوليّ الفقيه ولاءً سياسيّاً لدولة الفقيه التي لا يحمل الحزب الموالي لها هويّتها الوطنيّة وشخصيتها القانونيّة وهذا يتنافى مع ولاية الدّولة التي ينتمي إليها ولزوم خضوعه لأحكامها وقوانينها وهذا ما يؤدّي في نهاية المطاف إلى عصيان الدولة و الخروج عليها التزاماً بولاية الفقيه القادمة من وراء الحدود».

تلك العقيدة هي التي قيل عنها من قلب إيران نفسها: البدعة. كلّ شيء في البلد يمشي الى الوراء، وهناك من يشدّ بأي تطور (خطاب، كلمة، زلة لسان) ويظلّ يشدّ مستخدماً إياه شماعة لتعبئة جماعته المنهكة. وهو يعود ويرمي سيول شتائمه على سواه. كيف لا وهو «الأصفر» مالك الدنيا وحاكم الأرض!

 

تباعد إيراني-تركي: قناعة إقليمية دولية لـ"تحجيم" حزب الله

منير الربيع/المدن/02 شباط/2022

استباقاً لزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى تركيا، صدر موقف لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، هاجم فيه تركيا وقال إنّ "الولايات المتحدة توظّف كيان العدو لإغراء دول كالإمارات وتركيا وغيرهما، وتوعز بالخراب في الدولة التي لا تخضع". ليس بالضرورة أن يكون هدف الموقف استهداف زيارة ميقاتي. فحسابات حزب الله تتخطى كل هذه التفاصيل. وليس من السهل أن يدخل الحزب إياه في انتقاد تركيا، فيما يعيش حرباً سياسية وإعلامية وكلامية مع دول الخليج، التي دخلت في أزمة سياسية مع لبنان بسبب سياسته.

لا مشروع تركياً بلبنان

لموقف حزب الله الجديد جملة مؤشرات وأهداف وغايات. وحتماً لا يرتبط بما يسعى بعض اللبنانيين إلى تحليله بأن الحزب يريد مهاجمة تركيا كنوع من استهداف لسعي أنقرة إلى الاستثمار السياسي في البيئة السنية اللبنانية، بعد قرار سعد الحريري العزوف عن الترشح. فلم يظهر أي موقف تركي يشير إلى ذلك في يوم من الأيام. وهذا يحيلنا إلى تهم سابقة نسجت حول تركيا في لبنان، وتبين أنها كانت جزءاً من الفقاعات الإعلامية فقط، عندما سعت بعض الأجهزة الأمنية والجهات السياسية والرسمية إلى تحميل أنقرة مسؤولية التحركات والاحتجاجات في طرابلس وشمال لبنان.

والقول إن تركيا لديها مشروع في لبنان، ردت عليه أنقرة بأن كل هذه التهم هي للاستهلاك السياسي وحسب، ومحاولات لتحشيد الرأي العام من خلال اختلاق عدو جديد. وكان الهدف من ورائه شد العصب الطائفي. وقد يكون حزب الله في هذه المرحلة بحاجة إلى شدّ هذا العصب مجدداً من خلال مهاجمة تركيا.

لماذا يهاجم حزب الله تركيا

هناك أهداف أبعد لهذا الهجوم. تبدأ من الخلاف بين إيران وتركيا حول الوضع في العراق، وخصوصاً بعد الانتخابات النيابية وعملية تشكيل الحكومة. فأنقرة رفضت الموافقة على ما تريده إيران وتسعى إلى فرضه من خلال الإطار الشيعي، فيما تسعى تركيا إلى تعزيز علاقاتها العربية والخليجية. وهذا يزعج الإيرانيين إلى حدّ بعيد، فكيف إذا انعكس على الواقع العراقي، في ظل أزمة سياسية يعانيها حلفاء طهران في معركة تشكيل الحكومة؟! وحصلت محاولات عدة في الفترة الماضية لقتح قنوات تواصل مباشرة مع تركيا لإرساء تفاهمات جديدة في العراق حول آلية تشكيل الحكومة، لكن الأتراك رفضوا ذلك.

ولا ينفصل هجوم حزب الله عن استعداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة دول الخليج، وخصوصاً الإمارات والسعودية، بعد سنوات من الجفاء. وهذا تطور جيوستراتيجي في المنطقة، ويكسب منه الطرفان، فيما تجد إيران نفسها متضررة منه، علماً أنها كانت تراهن على العلاقات الجيدة مع تركيا سابقاً في ظل تدهور العلاقات التركية الخليجية. وفي حال استكمال هذا المسار فسيؤدي إلى إرساء متغيرات متعددة في القواعد السياسية القائمة في المنطقة. ولا يمكن فصل هذا التوتر الإيراني-التركي، والذي تلوح فيه إيران بوقف إمدادات الغاز إلى تركيا، عن مسار الصراع الأوسع في العالم والأزمة الأوكرانية، والتوتر بين الطرفين خلال معارك أذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى استمرار الخلافات حول الملف السوري.

الحزب العبء

ودخول حزب الله على خطّ هذه الأزمات يعني استدعاء المزيد من التطورات نظراً إلى الوقائع السياسية الدولية والإقليمية. وهذا الجو يتلاقى مع جملة تداولات ديبلوماسية إقليمية ودولية، لا سيما لدى الروس والأوروبيين ودول المنطقة أيضاً، مفادها أن حزب الله أصبح يشكل عبئاً، ليس على لبنان فحسب إنما على النظام الإقليمي كله. وهوامش الفراغات والتناقضات التي يراهن عليها الحزب تضيق رويداً رويداً. يقود ذلك إلى قراءات متعددة لجهات إقليمية بأن هناك ضرورة لتقليص نشاط الحزب إياه على الساحة الإقليمية، من دون امتلاك أي تصور واضح حول كيفية تحقيق ذلك، وما هي العواصف التي تقود إلى هذا الهدف.

 

تصعيد خليجي جديد ضد لبنان الرسمي؟

عمر البردان/اللواء/01 شباط/2022

إذا كان الرد اللبناني على المقترحات الخليجية، لم يقنع دول مجلس التعاون، بالنظر إلى افتقاده الأجوبة الواضحة والحاسمة، عن التساؤلات التي وردت في طيات هذه المقترحات، فإن علامات استفهام عديدة بدأت تطرح عن مستقبل العلاقة بين لبنان والدول الخليجية، وما يمكن أن يترتب على الغموض الذي اكتنف الرد اللبناني. إذ أنه ووفقاً لمعلومات «اللواء»، فإنه لم يكن هناك رضى خليجي عما تسلمته الكويت من أجوبة لبنانية، استناداً إلى ما تم الكشف عنه في أروقة اجتماع وزراء الخارجية العرب، أمس الأول . وبالتالي فإن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الأربع، يعملون منذ الأحد الماضي، على دراسة مضمون الرد اللبناني على مقترحاتهم، كي يتخذوا الموقف المناسب منها، وسط ترجيحات بتصعيد جديد ضد لبنان الرسمي، نتيجة إصرار قيادته على تعميق الهوة مع الدول الخليجية، وعدم الالتزام بتعهداتها .

وتشير المعلومات، إلى أن الدول الخليجية تأخذ على الحكومة اللبنانية، عدم قدرتها أو بالأحرى رفضها الخروج من عباءة حزب الله، وبالتالي العمل قدر المستطاع على شراء الوقت وتدوير الزوايا، وهو أسلوب ما عاد يعطي نتيجة، حيث كان رفض حازم لعدم الموافقة على تشكيل أي لجنة مشتركة لبنانية خليجية، تبحث في قضية سلاح «حزب الله» الذي ما زال قادته يهاجمون المملكة العربية السعودية وقيادتها، ودول الخليج، وهو الأمر الذي أطاح بخصوصية العلاقة بين دول «التعاون» ولبنان، وأوصلها إلى الحضيض . وسط هذه الأجواء الضبابية، وفيما تسود حالة من الترقب لمرحلة ما بعد ابتعاد رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري عن المسرح السياسي، وفي الوقت الذي تستقطب دار الفتوى الاهتمام الداخلي في إطار ترتيب «البيت السني»، فإن أسئلة تطرح عن طبيعة التحرك الذي يقوم به رجل الأعمال بهاء الحريري، بعد إعلانه دخول المعترك السياسي، لاستكمال مسيرة والده الشهيد . وما إذا كان الرجل، يحظى بدعم دار الفتوى أو نادي رؤساء الحكومة السابقين، لمتابعة نهج «الحريرية السياسية»؟ . واستناداً إلى معلومات «اللواء»، فإن بهاء لا يحظى بدعم دار الفتوى، وكذلك الأمر لا يتمتع بتغطية خليجية حتى الآن، وتحديداً سعودية. وإن كان هناك من يقول أن أي قبول سني بالحريري البكر، لن يكون دون وجود موقف سعودي خليجي واضح بدعمه . وإذ أكدت مصادر روحية بارزة قريبة من دار الفتوى»، أن «الطائفة السنية ستبقى متماسكة وموحدة مهما تعرضت لشتى الضغوطات، وستبقى ركيزة من ركائز العمل الوطني في لبنان، والتي يحسب لها ألف حساب»، فإنها رفضت التعليق على سؤال حول ما إذا كانت دار الفتوى تدعم بهاء الحريري، مكتفية بالقول : «لا جواب» . وكشفت المصادر، أن مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، سيواصل لقاءاته ومشاوراته هذا الأسبوع، للبحث في تطورات مرحلة ما بعد قرار الرئيس سعد الحريري، والعمل من أجل بلورة موقف سني روحي وسياسي، إزاء الاستحقاقات الوطنية التي ينتظرها لبنان»، مشددة على أنه تم التوافق من خلال الاجتماعات التي عقدت في الأيام الماضية، وتحديداً بين المفتي دريان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وليس بعيداً من التنسيق مع رؤساء الحكومات السابقين، على أن لا تكون هناك مقاطعة سنية للانتخابات النيابية المقبلة، بالرغم من تعليق رئيس «تيار المستقبل» لنشاطه السياسي، وقراره عدم المشاركة بالاستحقاق النيابي، انطلاقاً من الدور الوطني المحوري للسنة في لبنان، كرمز للاعتدال، وهو ما كان الحريري ووالده الشهيد، يحرصان على التمسك به. وأشارت المعلومات، إلى أن المشاركة السنية في الحياة السياسية بكافة جوانبها ستبقى مستمرة، في إطار الحرص على التوازنات الداخلية، ومنعاً لمحاولة أي طرف التسلل إلى داخل الطائفة والعمل على مصادرة قرارها . وهذا أمر تحرص القيادات السنية الروحية والسياسية على التنبه له، وتعمل بكافة الوسائل لمواجهته والتصدي لكل محاولات اختراق الطائفة، دون استبعاد عقد لقاء جامع لأركانها في دار الفتوى، لاتخاذ الموقف المناسب من التطورات والاستحقاقات .

 

شبكات التجسس الإسرائيلية… “الحزب” متورّط!

يوسف دياب/الشرق الاوسط/01 شباط/2022

تسلم النائب العام التمييزي في لبنان القاضي غسان عويدات من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي محاضر التحقيقات الأولية التي أجرتها مع عشرات الأشخاص المشتبه بانخراطهم في شبكات تجسس تعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وتنشط على معظم الأراضي اللبنانية. وعكف عويدات على دراسة المحاضر وقرر إحالتها إلى النيابة العامة العسكرية، للادعاء على الموقوفين ومن تظهر التحقيقات تورطهم بهذه الأفعال الجرمية. وتباينت المعلومات المستقاة من مضامين إفادات الذين خضعوا لاستجوابات مطولة، حول طبيعة المهام التي كلفوا بها، وأعداد المحتجزين على ذمة التحقيق، إذ تحدثت مصادر أمنية عن توقيف «ما يزيد على 35 شخصاً، ممن توفرت شبهات عن انخراطهم في عداد الشبكات الإسرائيلية». وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «عمليات المداهمة والاعتقال طالت كل من تحوم حوله شبهات عن علاقة مباشرة أو غير مباشرة بنشاط الشبكات، والذين ثبت تواصلهم مع عناصر في الاستخبارات الإسرائيلية موجودين في دول أوروبية». وأكدت أن هؤلاء الأشخاص «كلفوا بمهام استطلاع ورصد لمواقع تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية والبقاع (شرق لبنان)، بالإضافة إلى جمع معلومات عن شخصيات سياسية لبنانية وقيادات حزبية، ومواقع أمنية وعسكرية تابعة لقوى الأمنية والعسكرية الشرعية».

قائمة التوقيفات رست على عدد أقل ممن خضعوا للاستجوابات أمام فرع التحقيق في شعبة المعلومات، إذ كشف مصدر قضائي بارز لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «التوقيفات رست على 21 شخصاً من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، متورطين في أعمال التجسس لصالح إسرائيل». ورغم خطورة الجرائم المنسوبة إليهم اعتبر المصدر أن «معظم هؤلاء الموقوفين هم ضحايا الظروف الصعبة التي أوصلتهم إلى الواقع، لأن مشغليهم استغلوا أوضاعهم الاجتماعية الصعبة، واستدرجوهم إلى هذا الميدان بحجة تأمين فرص عمل لهم قبل أن يكتشفوا خطورة الأمر».

وتضاربت الروايات حول الأدوار التي تولاها أفراد المجموعات، أي بين حصر مهامهم بجمع معلومات عن مواقع ومناطق حساسة، وبين التورط في أعمال أمنية. ولم يخف المصدر القضائي أن «بعض الموقوفين تم ضبط صور على هواتفهم ويجري تحليلها لمعرفة مدى أهميتها»، مشيراً إلى أن «ثمة شخصاً ينتمي إلى «حزب الله» متورط في إحدى هذه الشبكات، لكن الحزب رفض تسليمه إلى القضاء اللبناني، وهذا يضرب مبدأ وحدة التحقيق وحصر مرجعية الملاحقة بيد القضاء اللبناني».

الحديث عن عامل الصدفة الذي أوقع عناصر مجموعات التجسس بيد القوى الأمنية، نفاه المصدر القضائي، الذي أعلن أن «الإنجاز الذي تحقق جاء ثمرة عمل دؤوب لشعبة المعلومات، التي تولي ملف التجسس أهمية توازي أو تفوق مهامها الداخلية في عمليات الأمن الاستباقي». وكشف عن أن شعبة المعلومات «أمسكت بخيوط هذه الشبكات قبل أسابيع قليلة من خلال مراقبة دقيقة لحركة اتصالات مكثفة تجري مع أفراد هذه الشبكات بواسطة خطوط هاتف محلية وأجنبية».

وعما إذا كانت الشبكات تحضر لأعمال أمنية أم أن دورها يقتصر على الاستطلاع وجمع المعلومات، لفت المصدر القضائي إلى أن «المعطيات تفيد بأن الشبكات نشطت في الجنوب والضاحية الجنوبية وبيروت، لكن التحقيق سيستكمل أمام القضاء العسكري، الذي يضع يده على كل الملف ويتوسع بتحقيقاته لتبيان حقيقة الأدوار التي أنيطت بأفراد هذه الشبكات». وفي وقت أطلع وزير الداخلية القاضي بسام المولوي مجلس الوزراء، على ضبط فرع المعلومات لـ17 شبكة تجسس تعمل لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي وتتولى دوراً محلياً وإقليمياً، أشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«الإنجاز النوعي الذي حققته شعبة معلومات في قوى الأمن الداخلي، بكشفها شبكة تجسس تعمل لصالح العدو الإسرائيلي في الداخل اللبناني». وقال: «مجدداً التحية والتقدير للقوى الأمنية اللبنانية ولعيونهم الساهرة على أمن لبنان وتحصين سلمه الأهلي». من جهته، حذر المكتب السياسي لحركة «أمل» التي يرأسها بري، في اجتماعه الدوري من «خطورة الانكشاف الأمني والخلايا الأمنية الإسرائيلية والمجموعات الرديفة لها التي تستهدف منعة لبنان وأمنه واستقراره في غير منطقة، والتي أعلن عن كشفها والتحقيق مع أفرادها من قبل الأجهزة الأمنية».

 

التيار” – “الحزب”: التحالف يُبعث في هذه الدوائر

كلير شكر/نداء الوطن/01 شباط/2022

تحت عنوان «تطوير» تفاهم مار مخايل، ترك رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل منفذاً خلفياً للعودة إلى تحالف انتخابي مع «حزب الله» يرفده بما تيسّر من أصوات احتياطية، بعد أن يكون قد حصّن موقعه التفاوضي ورفع من سقف مطالبه، وهو المأزوم في حيثية تياره الشعبية، كما حيثيته، ويخشى الوقوف أمام صناديق الاقتراع في لحظات سياسية شديدة الصعوبة، قد تحيله لاعباً متساوياً، في الحجم النيابي، مع خصمه اللدود، رئيس حزب «القوات» سمير جعجع.

في مؤتمره الصحافي الأخير، الذي توعّد به باسيل بقول ما لم يقله سابقاً، ملوّحاً بسيف اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعتين، أعلن صراحة أنّ «تفاهم مار مخايل» استنفد نفسه، أو بالأحرى «خدم عسكريّته»، وصار لا بدّ من تطوير إلزاميّ له، وهو ما يعني أنّ التفاهم أمام مفترق طرق مصيري، لأنّه «ما منقدر نخسر الدولة كرمال المقاومة»، بعدما تولّى باسيل تقديم نفسه «ضحيةً» لهذا التفاهم، سواء من خلال تعرّضه لاغتيال معنوي تولّته انتفاضة 17 تشرين الثاني أو من خلال إدراجه على لائحة العقوبات الأميركية لرفضه تمزيق التفاهم.

بالموازاة، حمّل «حزب الله» مسؤولية النتائج التي قد تترتّب على أيّ خيار أو قرار يتّخذه «التيار الوطني الحر» بشأن التفاهم: «أنا ما عم إستجدي عطف، أنا عم نبّه من عواقب هالسياسات يلّي رح ندفع كلّنا ثمنها، وما بينجى منها حدا… القضيّة صار بدها حوار عميق وإلاّ ما فينا نكمّل هيك! التفاهم بيضلّ جيّد ببنوده، ولكن صرنا بحاجة لشي جديد يلبّي حاجات اللبنانيين ويردّ على مخاوفهم. وإذا ما في استعداد فعليّ لهالشي، بيكون القرار هو قراركم أنتم». كذلك هاجم رئيس مجلس النواب نبيه بري على نحو واضح وصريح، متّهماً إيّاه بأنّه رأس المنظومة الحاكمة وحاميها الأساسي.

وفق القواعد المتعارف عليها، يمكن لهذا الشريط من المواقف الهجومية أن ينسف جسر التحالف القائم بين التيار «الوطني الحر» والثنائي الشيعي وتحديداً «حزب الله»، عن بكرة أبيه. اذ سيكون من الصعوبة اقناع الجمهور الشيعي بوِديّة هذا الخطاب، وبأنّه لا بدّ من التصويت لمصلحة المرشحين الذين يمثلونه. كذلك سيكون من الصعب اقناع القواعد المسيحية بجدوى التحالف مع الحزب بعد تحميله مسؤولية تدمير هيكل الدولة برمّتها! ومع ذلك، حين كان باسيل يعدد أخطاء الحزب وخطاياه، كان في الوقت عينه، يفلش على طاولة المفاوضات، مناطق التماس مع الحزب للبحث في كيفية الاستفادة من أي فائض قد يكون لدى مخزون الحزب ويسمح له بتجييره لحليفه المسيحي، على نحو موسّع أكثر من تجربة 2018 حين وزّع «التيار» تحالفاته بين الحلفاء والخصوم، لتشمل العديد من القوى السياسية، منها «تيار المستقبل» وحتى «الجماعة الاسلامية».

ففي الدورة الماضية، تجلّى تفاهم مار مخايل بشكل واضح في دائرة بعبدا حيث التقى الحليفان ضمن لائحة واحدة حملت اسم «لائحة الوفاق الوطني» والتي حصلت على 3,6 مقاعد، صارت أربعة كونها حصلت على الكسر الأكبر. وفي بيروت الثانية، أهدى «حزب الله» حليفه البرتقالي مقعداً مجانياً كون لائحته حصدت أربعة حواصل انتخابية، فنجح ادكار طرابلسي بحوالى 1900 صوت… بالمقابل، كانت الخصومة بينهما في كسروان – جبيل.

خريطة المفاوضات

راهناً، يأخذ النقاش مساحة أكبر بين الحليفين. وفق بعض المتابعين، فإنّ رقعة المفاوضات تشمل كلاً من كسروان – جبيل، بعبدا، زحلة، بيروت الثانية، بعلبك – الهرمل، مرجعيون، وسط مخاوف لدى ماكينات الثنائي الشيعي من انخفاض نسبة المشاركة في الاستحقاق لدى الناخبين الشيعة (يتردد أنّ الانخفاض قد يكون بين 6 و8%) ما قد يدفع الى مراجعة الحسابات الانتخابية بدقة. وبالتفصيل، تفيد بعض المعلومات أنّ هذا الانخفاض في حال حصوله، قد يعني أنّ الثنائي الشيعي قد يضطر الى تركيز تصويته على المقعدين الشيعيين في دائرة بعبدا، ما يعني قد تكون هناك صعوبة في تحويل بعض الأصوات لمصلحة مرشحي «التيار الوطني الحر» الذي يضمن وصول ألان عون دون سواه. في المقابل، فإنّ الخسارة الوحيدة التي لحقت بالثنائي الشيعي، وتحديداً «حزب الله»، في دائرة كسروان- جبيل، نظراً لصعوبة تأليف لائحة قادرة على خطف مقعد، قد تدفع «الحزب» إلى تعديل استراتيجيته، من خلال الانكفاء عن خوض المعركة على نحو مباشر، وتحويل أصواته إلى أوراق دعم لحلفائه. وهنا، يُقال إنّ «الحزب» قد يوزّع هذه الأصوات بالمناصفة بين من يختاره «التيار الوطني الحر» وبين من يختاره فريد هيكل الخازن لكونه داعماً لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. يُذكر أنّ مرشح «الحزب» في الدورة الماضية حسين زعيتر نال حوالى 9000 صوت تفضيلي. بالتوازي، فإنّ التحالف بين «التيار» والثنائي الشيعي في زحلة قد يساعده على تأمين المقعد الماروني للحليف المسيحي. يذكر أنّ أنور جمعة نال أكثر من 15 ألف صوت تفضيلي في زحلة في حين أنّ الحاصل الانتخابي في الدائرة كان حوالى 11 ألف صوت، ما يعني وجود فائض أصوات شيعية. وهذه المرة، يتردد أنّ باسيل يحاول التعويض عن خسائره في جبل لبنان من خلال المقعد الكاثوليكي في بعلبك – الهرمل (يشغله حالياً البير منصور كممثل عن الحزب القومي)، والمقعد الأرثوذكسي في مرجعيون (يشغله اسعد حردان).

 

من يخلُف بري؟

عماد موسى/نداء الوطن/01 شباط/2022

أرسلت قبل فترة رسالة نصّية مختصرة لأحد المقرّبين من رئيس مجلس النواب أسأله فيها: هل سيترشّح الرئيس نبيه بري إلى الإنتخابات النيابية في الدورة المقبلة؟ مرّ يوم. مرّ أسبوع. مرّ شهر ولم أتلقّ جواباً لا أبيض ولا أسود ولا حتى رمادياً. صراحة شعرتُ بتأنيب ضمير قوي. كيف فعلتها وتجرّأتُ وسألتُ مثل هذا السؤال الخطير؟ هل من يجرؤ، أخلاقياً، على سؤال رأس الكنيسة الكاثوليكية متى ستترك منصبك؟ ومثله السؤال عن خلافة بري. تخيلت أن الرجل محا الرسالة فور تلقيها لأن مجرّد النظر إلى الرسالة خطيئة مميتة. لنقل أن رئيس حركة “أمل”، الذي أتمّ الرابعة والثمانين في الشهر الأول من السنة راجع ليحدد جلسة لانتخاب خليفة لعون من غير سلالته السياسية وليشيّع خروجه من قصر بعبدا. ولنقل أن الرئيس نبيه بري، بغياب الوريث السياسي، سيكمل مسيرته النيابية المظفّرة ويرأس كتلة “التنمية والتحرير” التي ستخوض معركة تثبيت حصتها، أو زيادتها لتكون 18 أو 19 نائباً؟ الـ17 بالجيبة، وفي الكتلة ماروني ودرزي وسني وكاثوليكي على سبيل التنوّع، فلمَ لا يعزز الكتلة بنائب بروتستانت وبنائب من طائفة الأرمن الأرثوذكس؟ من الصعوبة بمكان، تصوّر ساحة النجمة من دون الـ”إستيذ”، باني مجد الديمقراطية الحديثة، لا في السنة 2022 ولا في الـ 2026 في الـ 2030 ربما. أكتب “ربما” بتردد ورهبة. والأصعب أن تتخيّل معركة ديمقراطية على رئاسة المجلس. العام 2009 أعلن النائب عُقاب صقر ترشحه لرئاسة المجلس وما كانت الغاية منه “استفزاز بري او تحديه. بل من أجل تسجيل موقف ديمقراطي لا يتعارض مع حالة الوفاق الوطني السائدة وشبه الإجماع القائم على التجديد لبري”، وفي العام 2015 قال النائب شانت جنجنيان، تعليقاً على كلام الرئيس بري ان “الميثاقية يمكن ان تتأمن من خلال نواب مسيحيين من خارج الكتل الاساسية”، بقوله “كتير منيح، هيك صار فيي من بعد اذن الرئيس بري، رشّح صديقي عقاب صقر لرئاسة المجلس”. فلّ الشابان شانت وعقاب وبقي الإستيذ في عرينه.

من يخلُف بري؟ يا لهول السؤال. لا النائب علي عادل عسيران لابقتلو القعدة على منصة الرئاسة. ولا المعاون علي حسن خليل المطلوب للعدالة محلياً والمعاقب دولياً لابقتلو. ولا هاني قبيسي ولا علي خريس ولا الناطق الرسمي باسم لقاء الأربعاء النيابي علي بزي بحجم أن يخاطبهم النواب الأكارم إجلالاً: “دولة الرئيس”. لا محمد رعد، ولو بكرافات، لابقلو يقعد بعين التينة ويستقبل موفدين كأموس هولشتاين، ولا الحاج علي عمار وُجد في مجلس الشورى اللبناني ليرفع الديمقراطية الحديثة على منكبيه، بالفعل خلق الله نبيه بري وكسر القالب كما كسر بخاطر كثيرين من الطامحين.

 

السودان وما أدراكم ما السودان

مشعل السديري/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

السودان وما أدراكم ما السودان، له أكثر من ستة عقود بعد الاستقلال وهو من (حفرة إلى دحديرة)، من كثرة الانقلابات العسكرية، وشبهته بذلك الطفل الصغير الذي ما صدق على الله أن يقف على قدميه ويحاول أن يتعلم المشي، إلا وهجم عليه عسكري ضخم وطرحه أرضاً ومرغ وجهه بالتراب.

إنني أقول هذا الكلام من شدة قهري ومحبتي للسودان الشقيق وأهله. فما أن تنفس الصعداء ورفع علم الاستقلال عام 1956، حتى هجم عليه عبود وجنوده، وانتهى حكمه عام 1964 وعادت الحياة الحزبية للبلاد. ولكن ما أن مرت خمس سنوات فقط، حتى استولى بعض (الضباط الأحرار) بقيادة النميري على السلطة، تيمناً بالضباط الأحرار في مصر. غير أن الحزب الشيوعي و«الإخوان المسلمين»، بدعم من القذافي، حاولوا الانقلاب على النميري، الذي قام بدوره بإفشالها، وأعدم الضباط الذين قاموا بذلك، واستمر في الحكم 16 عاماً، ثم حصل انقلاب عليه بقيادة سوار الذهب عام 1985، الذي وعد بتسليم السلطة للمدنيين بعد سنة واحدة، والغريب أنه أنجز وعده، وكان هو العسكري الوحيد في العالم العربي الذي تخلى عن السلطة بطوعه. وبعد أربع سنوات قامت الجبهة الإسلامية ممثلة بحسن الترابي بانقلاب متحالف مع العسكر بقيادة البشير، الذي جلس على كرسي الحكم (متبغدداً)، طوال ثلاثة عقود كاملة.

إلى أن أزاحه الفريق البرهان عام 2019، ومن ذلك الوقت والجماهير ما فتئت تقود المظاهرات مطالبة بالحكم المدني. صحيح أنه وعدهم بانتخابات خلال مدة محددة، غير أن الجماهير التي طفح بها الكيل للعسكريين لم تعد تصدقهم أو تثق بهم. ولكن نتيجة لهذا التدهور المريع الآن في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبنيوية للسودان وأهله، أتمنى أن يخففوا من الغلواء قليلاً، ويعطوا البرهان فرصة كما وعد، وبعدها لكل حادث حديث. السودان لا يستحق كل هذا الخراب الذي حصل له طوال تلك الأعوام السوداء، ويجب أن تحرق تلك الصفحات الانقلابية العسكرية إلى الأبد. وها هي الدول العربية بدأت تمد يدها للسودان الشقيق، فالإمارات بدأت باستثمارات بلغت كمرحلة أولى بـسبعة مليارات دولار، في مجالي الزراعة والسياحة، إلى جانب البنى التحتية كالموانئ والكهرباء والسكك الحديدية. وبالنسبة للسعودية فهناك (124) مشروعاً استثمارياً كلها بالدرجة الأولى تصب في مصلحة السودان وشعبه، سواء في الطاقة أو التعدين، أو الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، أو في مجال صناعة النسيج والأدوية، أو مجالات الاتصالات والتحول الرقمي، وغيرها... وغيرها.

وستسير قوافل السودان، والله يرعاها.

 

عن التجليطة القواتيّة وسمومها

غالب أبو زينب/الأخبار/الأربعاء 2 شباط 2022

لم يكن شارل جبور يمثل نفسه في الكلام الذي أدلى به، أخيراً، على إحدى محطات التلفزة. فالرجل كان يُفرغ حمولته السياسية بتوتر شديد وهيجان متدفّق لإيصال رسالة واضحة وصريحة، هادفة إلى إعلان المواجهة مع حزب الله كجزء من خيار إقليمي. فهو، كما أعلن، مع بعض الخليج لأنه تبنّى القضية اللبنانية، وهنا بيت القصيد. الترجمة العملية لهذا أنه منذ أن كانت «حالات حتماً»، بكل تشعّباتها التقسيمية وتحالفاتها مع العدوّ الصهيوني، لم يتغير شيء لدى هؤلاء. ما تغيّر فقط هو الظروف، لكنّ العقلية بقيت، واستمر ضخّ التحريض والعدائية وإحياء روح الانقسام والفدرلة في الحزبيّين والأنصار مكتوماً، في انتظار لحظة مؤاتية، وقد كانت 7 أيار واحدةً من هذه «اللحظات» تم التحضير لها جيداً وتجهيز المجموعات، قبل أن تُجهض في مهدها. لذا، عندما وقع انزياح في مواقف بعض دول الخليج نحو العلاقة مع الصهاينة، اعتبرت القوات أن هؤلاء تبنوا فكرها ونهجها، وأتوا إلى ساحتها، ووجد رئيس القوات، المسكون حتى النخاع بـ«متلازمة المقاومة»، ضالّته في المواقف الخليجية. ما حمل جبور على القول إن هذا الإسلام من العصر الحجري (لأنه يحمل فكراً مقاوماً رافضاً للظلم والظالمين ويعادي إسرائيل)، عدم تناسبه مع تطلعات القوات التي لا تمانعه «إسلاماً» داعشياً ودموياً وسفّاحاً ومضطهِداً... بل المهم أنه مستعدّ للتصالح مع إسرائيل والقبول بالتطبيع معها. ذروة الانفعال لدى جبور كشفت مستوراً عميقاً يؤرّق القوات ويُثقل كاهلها ويمنعها من المضيّ في مشروع تحوّل لبنان إلى قاطرة للتطبيع، عبّر عنه جبّور المأزوم بـ«التجليطة». وهذه لم تكن «زحطة» أو زلّة لسان، بل هي تعبير حقيقي عن قناعة راسخة لدى مجموعة لا تزال تعيش أحلامها المميتة، ولم تتعلّم الدرس من الماضي وويلاته التي جلبتها خياراتها على اللبنانيين، وخصوصاً المسيحيين منهم. لقد كشفت القوات عن وجهها الحقيقي من دون تجميل، وسقطت كل ادّعاءات القداسة والوطنية والزهد ونظافة الكفّ... فإلى متى ندفع ثمن مغامرات البعض وتصرفاتهم النزقة تمزيقاً للبنان وتشتيتاً لأبنائه من أجل أحلام مستحيلة؟

* قيادي في حزب الله

 

الحريري: تهدئة مع جنبلاط وتسخين مع القوات

هيام القصيفي/الأخبار/الأربعاء 2 شباط 2022

المعلومات السعودية تتحدث عن طيّ مرحلة الرئيس سعد الحريري نهائياً، لكن المعارك السياسية لا تزال مستمرة، قوامها اتجاهان: تهدئة مع الاشتراكي وحماوة مع القوات

ثمّة معلومات سعودية تتحدث عن طيّ مرحلة الرئيس سعد الحريري السياسية لبنانياً «في شكل نهائي»، وليس مجرد تعليق عمله السياسي والانتخابي. والمعلومات تحمل في طيّاتها أن المرحلة الحالية هي انتظار ما تفرزه الانتخابات ليبنى على الشيء مقتضاه، أي أن لا برنامج عمل مفصلاً لدعم أي شخصيات سنية تتحرك في المرحلة التي تسبق الانتخابات. من هنا، يبدو موعد 14 شباط مفصلياً لوضع خاتمة واضحة، وتحديد مدى صحة إنهاء مرحلة الحريري سياسياً، وما سيكون عليه تيار المستقبل (والحريرية السياسية بالمعنى الواسع) ومن ينتظرون إشارة حقيقية عن مرحلة ما بعد الحريري، وهل ستكون ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري النقطة الفاصلة لطيّ فعلي لمرحلة 2005 ــــ 2022. والأهم، الى أي مدى سيلتزم رئيس تيار المستقبل الابتعاد عن العمل السياسي، بما يشمل كل الإيحاءات الانتخابية والسياسية لناخبيه، من أجل رسم معالم المرحلة المقبلة.

أسبوع مرّ على كلمة الحريري، ولم يظهر بوضوح كيفية إخراج خطابه المقتضب عن ابتعاده عن الساحة عملياً. فما قاله الرئيس فؤاد السنيورة والمفتي عبد اللطيف دريان عن عدم المقاطعة السنية، وما يتردد من شخصيات مستقبلية حول الوضع السياسي والسجالات الدائرة، يظهر أن الضبابية لا تزال مسيطرة حتى على أبناء البيت الواحد، الأمر الذي جعل المعارك الجانبية تتفوق على المعطى الأساسي الذي استدعى خروج الحريري من المعادلة.

وقد لا تكون هذه «معارك جانبية» في نظر محيط الحريري السياسي ومتفرعاته، لأنها تستكمل ما حصل منذ التسوية الرئاسية. من هنا، فإن أهم ما يفترض رصده، تبعاً لذلك، علاقة تيار المستقبل بكل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. إذ إن أول معالم التحالفات الانتخابية بدأ بين رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات سمير جعجع. والطرفان يخضعان لتأثيرات سياسية من جانب تيار المستقبل، كل منهما في اتجاه معاكس. بخلاف ما ذهب إليه البعض من تأويلات حول موقف جنبلاط من الانتخابات بعد انكفاء الحريري، بادر جنبلاط الى تحديد أولويتين: ذهابه الحتمي الى الانتخابات وطيّ صفحة رئيس الوزراء السابق. لا يمكن لزعيم المختارة أن يغامر بمصير الدروز في مرحلة حساسة من خلال قيامه بتجارب سياسية كالانكفاء أو المقاطعة. في زمن التوازنات الدقيقة، يصبح خيار من هذا النوع انتحارياً، مهما كان اعتراضه على قانون الانتخاب ورغبته في تبديله، ومهما كان موقفه الشخصي من الحريري أو من مرحلة عام 2005 التي كان أحد أركانها الأساسيين، وحتى التسوية الرئاسية. ردّة فعل المستقبل لم تستهدف جنبلاط رغم أنه بدا الأسرع في القفز فوق مرحلة الحريري

يعرف جنبلاط كيف يطوي الصفحة وينتقل الى أخرى بسهولة، من باب الواقعية السياسية التي يتعامل بها. وقد سبق أن شارك في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 التي جاءت في أعقاب إطاحة حكومة الحريري، كما لم يكن بعيداً عن الاختيارات الدرزية في حكومة الرئيس حسان دياب وحكومة ميقاتي الحالية. والواقعية السياسية جعلت من الاشتراكي يحاول، قبل إعلان الحريري قراره من بيروت، ترتيب الوضع الانتخابي في الجبل على خطين: المستقبل في إقليم الخروب والقوات اللبنانية في الشوف وعاليه وبعبدا. وهو في الخطين وضع أسساً ثابتة، حتى الآن، على أمل تبلورها تباعاً.

لكن رغم أن جنبلاط بدا الأسرع في القفز فوق مرحلة الحريري، إلا أن ردة فعل قيادات في المستقبل، ومنها من لم يكن مطمئناً الى علاقة الحريري بمعظم شخصيات وقوى 14 آذار، لم تستهدف جنبلاط لا من قريب أو من بعيد. في وقت كان فيه الاشتراكي يستكمل لقاءاته الانتخابية بفتح قنوات الاتصال مع معراب، على افتراض أن الانتخابات قائمة. من المفارقات أن يستكمل المستقبل معاركه، بالمباشر أو غير المباشر، وكأن خطوة الحريري لم تحصل. وإذا كانت مشكلته المزمنة مع القوات لم تجد حلاً لها، منذ ما قبل التسوية الرئاسية وما بعدها، إلا أن خطورتها اليوم أنها يمكن أن تفتح مجالاً لتسعير طائفي، انطفأ في مرحلة عام 2005 وما بعدها. وتأجيج الخطاب السياسي شحذاً للأصوات الانتخابية من السهل أن يحوّله إلى خطاب طائفي، ويجعل من تقاطعه مع خطاب التيار الوطني الحر وحزب الله أمراً واقعاً. وهذا يزيد من عناصر التوتر في البيئة اللبنانية الخصبة، وهناك عقلاء في المستقبل يعرفون أهمية ما جرى عام 2005، وخطورة ما قد يجري عام 2022. فإذا كان الحريري لا يزال على خصومته لجعجع لألف سبب، فلأنه دفع ثمن التسوية الرئاسية من دون جعجع الذي خرج منها حافظاً مكانه في الداخل والخارج، في حين أن جعجع بمعارضته لاتفاق الحريري على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، جاء به الى الرابية الى تسوية أحرقت جسوره مع الرياض، وأخرجته من الحياة السياسية بعد خمس سنوات. لكن ارتداد الحريري على القوات، وتحميلها وحدها مسؤولية ما جرى معه، في مرحلة تنصبّ عليه العيون أكثر من أي وقت مضى، لن يكون من دون تداعيات.

 

الحوثيون مواطئ لأقدام النظام الإيراني

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

في مواضيع نادرة، يجمع العالم... دوله ومنظماته العالمية مثل الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي على إدانة الهجمات الأخيرة للحوثيين على أبوظبي والمتواصلة على مناطق عدة في المملكة العربية السعودية، باستثناء طرف واحد التزم الصمت المطبق ولم يدن تلك الأحداث وهو إيران، وبذلك تتكشف مرة تلو الأخرى العلاقة العضوية بين إيران والحركة الحوثية. تلك العلاقة بين الطرفين تتجاوز في روابطها وأهدافها العلاقة التي تربط إيران بـ«حزب الله» وبعض المكونات العراقية، وتفسير هذه الخصوصية والعناية الفائقة التي توليها إيران للحركة الحوثية عن غيرها من أدواتها، يعود إلى عوامل الجغرافيا، والديموغرافيا، وطبيعة أطراف الأزمة اليمنية، ونوعية علاقاتها بالقوى الكبرى العالمية. جغرافياً، موقع اليمن الاستراتيجي الذي يطل على باب المندب وبحر العرب والمحيط الهندي، وملاصقته دولاً نفطية رئيسية لديها حجم احتياطي ومستوى إنتاج من النفط والغاز يجعلها تحتل مركزاً ريادياً على المستوى العالمي يهم اقتصادات الدول الصناعية المتقدمة، وكان بسبب ذلك عند احتلال وضم الكويت في التسعينات من قبل صدام حسين، تدخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضده رغم قرارها بعد حرب فيتنام، بعدم القيام بأي عمليات عسكرية خارج نطاق حديقتها الخلفية في الأميركتين اللاتينية والوسطى.

دعم إيران اللامحدود لأنصار الله الحوثيين ينطلق أيضاً من قناعتها بأن الحركة قد تسهم بإعطاء إيران موقع قدم للسيطرة المباشرة أو غير المباشرة على باب المندب، وبذلك مع سيطرتها على مضيق هرمز تستطيع امتلاك كماشة تتحكم من خلالها في أهم الممرات المائية لتجارة النفط نحو العالم الخارجي والملاحة العالمية، وتهدد بهما أمن البحر الأحمر، واعتمادها على الحوثيين في هذا المخطط يعود إلى قناعتها بأن الحوثيين سيكون لهم في أي تسوية سياسية قادمة للأزمة اليمنية مكان في الدولة اليمنية.

اهتمام إيران بالحركة الحوثية يعود إلى الثقل الديمغرافي لسكان اليمن كمخزون بشري كبير والتحدي من دون مبالاة للخسائر البشرية، كما كانت تتبعها إيران نفسها بالزج بأفواج بشرية طلباً لـ {الشهادة} في أثناء حربها ضد العراق، أضف إلى ذلك أن مستوى الأمية العامة السائدة لدى المواطنين في صنعاء يجعل من السهل تعبئتهم وتجنيدهم لتحقيق أهدافهم السياسية، واستخدامهم وقود حرب ضد خصوم الحركة، وكان من الملاحظ على المستوى السياسي أن الآلاف كانوا يخرجون للهتاف بحياة صالح، ولاحقاً الجماهير ذاتها خرجت تهتف من أجل «أنصار الله» رغم البؤس والدمار اللذين سببتهما لهم خياراتهما السياسية، ما يجعل المرء تحضره هنا المقاربة والمفارقة بين خروج جماهير الشعب السوداني بسبب وعيها ومستوى ثقافتها، وموقف الجماهير اليمنية في صنعاء عند انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، وقد تكون الجماهير معذورة في ذلك بسبب منهجية نظام صالح في إدامة أميتها، ولكن ما هو مستغرب له أن النخبة السياسية وكذلك الأحزاب السياسية هادنت ووقفت متواطئة مع انقلاب الحوثيين على السلطة.

لا شك أن أطراف الأزمة في اليمن ممثلة بالمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي ومعها الإمارات العربية المتحدة، هذا الثنائي بحكم علاقاتهما السياسية والاقتصادية بالقوى الكبرى العالمية من الدول الغربية ودول المعسكر الآخر مثل روسيا والصين، هما أطراف في الملف النووي الإيراني، يطرح التساؤل عن المواقف التي ستتبناها إزاء تصعيد التوتر في اليمن والمنطقة، هل ستعطي الأولوية للملف النووي الإيراني وعدم اتخاذ موقف حاسم ضد إيران قد ينعكس سلباً على مسار التفاوض في فيينا، أم تكتفي كالمعتاد بالتصويت بالإجماع (ما عدا حالات استثنائية) على قرارات وبيانات مجلس الأمن الدولي، حين تطرح الأزمة اليمنية بأبعادها الإقليمية للتداول بشأنها في إطار المجلس؟ وعلى صعيد الملف الإيراني النووي ومسار فيينا من المحتمل والمتوقع أن دول 5 + 1 ستحافظ على المسارين الأول والثاني، بمعنى أنها جميعاً ستدين في مجلس الأمن التصعيد الحوثي الأخير، وستتغافل عن حقيقة أن الحوثيين لم يكن بمقدورهم توجيه ضرباتهم بهذه الدقة في آن واحد ضد المملكة العربية السعودية ومؤخراً ضد الإمارات العربية المتحدة، إذا لم يحصلوا على الدعم اللوجستي من إيران والضوء الأخضر منها في اختيار التوقيت. فأي انتقاد وإدانة للإيرانيين معناه أنهم يريدون تحميلها مسؤولية الاستفزازات الحوثية، وتصر إيران على الفصل بين موضوع الملف النووي الذي يبحث في فيينا، والملف الآخر بشأن التدخلات الإيرانية في المنطقة وبرامجها الصاروخية.ىمن هنا كان الهجوم الأول للحوثيين، قبل أسابيع قليلة، الذي استهدف مخزناً للوقود بالقرب من مطار أبوظبي، أودى بحياة ثلاثة أشخاص، ورد عليه التحالف العسكري بسلسلة غارات جوية، وقام الحوثيون في غضون أسبوع بهجوم ثانٍ في يوم الاثنين 24 يناير (كانون الثاني) بإطلاق صاروخين باليستيين تم إسقاطهما فوق أبوظبي. وأشار بعض المراقبين إلى أن الهجمات الحوثية بالمسيرات والصواريخ الحوثية تحددها إيران وليس للحوثيين دور غير تنفيذ توجيهات وتعليمات إيران.

وبموازاة هجوم الحوثيين على الإمارات، اعترضت الدفاعات السعودية ودمرت صاروخاً باليستياً أطلق باتجاه ظهران الجنوب. وأعلن التحالف تدمير منصة إطلاق الصواريخ الباليستية بمحافظة الجوف اليمنية، التي استخدمت في عملية الإطلاق، ويأتي هذا بعد يوم واحد فقط على استهداف الحوثيين للمنطقة الصناعية بأحد المسارحة بجازان، وإصابة مقيمين هندي وسوداني. وحذرت السعودية من أن الهجمات المتكررة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية على المملكة والإمارات، تعد تحدياً للمجتمع الدولي، وتهديداً لأمن المنطقة واستقرارها، ما يدعو إلى الحاجة الملحة لتحرك المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن الدولي، لوضع حد لهذا السلوك العدواني، بما يحفظ الأمن والسلم الدوليين. وقد أدانت العديد من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، هذه الهجمات، وعبرت عن تضامنها مع كل من السعودية والإمارات، مشددة على وقوفها معهما في وجه كل من يهدد أمنهما وأمن شعبيهما.

وكذلك اليمن، فقد أدانت وزارة الخارجية استمرار ميليشيا الحوثي بإطلاق الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة المفخخة باتجاه السعودية والإمارات، مؤكدة أن هذه الهجمات الإرهابية تدل على مدى استخفافها بالمجتمع الدولي، وتهديد أمن واستقرار المنطقة. وطالبت المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته وتصنيف الميليشيات جماعة إرهابية منظمة، وذلك لتحقيق عودة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. وفي الخلاصة، من الواضح أن الحركة الحوثية كأداة بيد إيران تتغافل أو بالأصح لا تعنيها أضرار الهجمات بل تسعى لمزيد من التصعيد تنفيذا للأوامر الإيرانية.

وللحديث بقية.

 

الغايات الخفية من دعم إيران لـ«حماس»

حمد الماجد/الشرق الأوسط/01 شباط/2022

لماذا تقدم إيران كل هذا الدعم لـ«حماس» والمقاومة الفلسطينية؟ هذا السؤال طرحه مؤخراً الإعلامي علي الظفيري في برنامج «اللقاء» على رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية. وقد كان جواب هنية قائماً على «صفاء النية» الإيرانية، فجعل الدعم خالصاً لوجه الله تعالى، وذكر أن الموقف الإيراني باعثه ديني عقائدي من أجل القدس وفلسطين، وهذه جدلية منخورة متهالكة، فالخمينية الطائفية تتمترس خلف دعم القضية الفلسطينية لغاية دينية عقائدية، كما قال هنية؛ لكن في مسار مختلف تماماً، فالغاية الكبرى للخمينية الإيرانية هي التمدد الشيعي والسياسي والعسكري في العالم العربي والإسلامي، وهذا لا يمكن للشعوب العربية والإسلامية قبوله، أو في أسوأ الأحوال غض الطرْف عنه إلا عبر شعارات إيران المخادعة في نصرة المقاومة الفلسطينية، ولتحرير المسجد الأقصى واستعادة القدس. وقد ساهمت الشعارات الإيرانية لتحرير فلسطين ومعاداة إسرائيل، وتسمية قوتها العسكرية الدموية الباطشة «فيلق القدس»، في تعزيز تمدد إيران، وارتفاع شعبيتها، مستغلة حاجة التنظيمات الفلسطينية للدعم المادي، وجفاء الدول العربية لهذه التنظيمات، لكونها امتداداً لحركات الإسلام السياسي، فنجحت إيران الخمينية في استغلال هذه الخصومة، فسوَّقت لنفسها أمام الشعوب العربية والإسلامية بديلاً «خادعاً» في دعم التنظيمات الفلسطينية المقاومة، من أجل إيجاد أرضية شعبية لقبول هذا البديل في الداخل الفلسطيني والعربي الإسلامي، تحت شعار القدس ودعم المقاومة، وهذا ما لمَّح له هنية في «المقابلة» الظفيرية، من حيث يقصد أو لا يقصد، حين ذكر أن أحد أسباب الدعم الإيراني للمقاومة: «حتى تظهر إيران أمام العالم العربي والإسلامي في مظهر الدولة التي تدعم وتساند القضية الفلسطينية وتحرير القدس». وقد تحققت إحدى غايات نظام الخمينية الإيراني من استغلال دعم حركات المقاومة الفلسطينية، وهي التبشير بالتشيع في الداخل الفلسطيني، وهو ما لم يستطع هنية نفيه حين سأله الظفيري عن تشيع عدد من أعضاء حركة «حماس». وقد حققته إيران بصورة أوسع في اليمن، عبر تبشير جعفري ممنهج، واستطاعت الخمينية الإيرانية عبر الحوثي تحويل آلاف الزيدية إلى الاثني عشرية، فشيَّعت عشرات الآلاف في دول عربية وإسلامية سُنية بالكامل في أفريقيا ودول جنوب شرقي آسيا؛ حيث تستخدم إيران «تشييع» شعوب هذه الدول كـ«حصان طروادة»، لمواصلة تمددها السياسي والعسكري، أي تكرار التجربة الإيرانية في إيران وسوريا واليمن ولبنان. وحين سُئل هنية في «المقابلة» عن موقف حركة «حماس» من ولوغ «حزب الله» في جرائم التهجير والقتل والتعذيب ضد الشعب السوري، كان جوابه رخواً منخوراً بدبلوماسية باهتة؛ إذ اكتفى بتوجيه عتب رقيق إلى «قائمقام» الخمينية في الضاحية الجنوبية، لتوجيه بندقية المقاومة إلى مسار آخر غير «العدو» الإسرائيلي، وقال: «لـ(حزب الله) قراءته ولنا في (حماس) قراءتنا»، وكأن «أبو العبد» يتحدث عن قراءة الحركتين للاحتباس الحراري في الكرة الأرضية، وليس لجرائم دموية رهيبة قتلت وهجَّرت عشرات الآلاف من الشعب السوري! ثمة حاجة ماسَّة لآلية جديدة للتعامل مع المنظمات الفلسطينية، يتحقق على ضوئها «الفطام» التدريجي عن الثدي الإيراني، وإلا فإن الخمينية الإيرانية ستواصل تمددها وتوسعها الآيديولوجي والسياسي والعسكري تحت ذريعة كاذبة خادعة، وهي مناصرة القضية الفلسطينية وقُدسها وأقصاها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل وزير خارجية الفاتيكان: نبذل جهودنا لكي يبقى لبنان وطن الرسالة ونتطلع الى مواصلة الكرسي الرسولي لدوره

غلاغير: البابا يريد ان يأتي الى لبنان قريبا

وطنية/01 شباط/2022

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "يبذل كافة جهوده لكي يبقى لبنان وطن الرسالة للشرق كما للغرب، وفق ما أراده البابا يوحنا بولس الثاني"، مشددا على "اننا كلبنانيين مؤمنون بأن وطننا رسالة، ونسعى للحفاظ عليه وفق هذه الرؤية على الرغم من الصعوبات العديدة التي يمر بها".

كلام الرئيس عون جاء، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غالاغير، الذي يزور لبنان، "بطلب من الحبر الاعظم البابا فرنسيس حاملا قرب الأب الأقدس من الشعب اللبناني بكافة طوائفه، في الظروف الصعبة التي يمر بها".

حضر اللقاء عن الجانب الفاتيكاني الى المونسنيور غلاغير، السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور جوزف سبيتري، والقائم بالاعمال في السفارة البابوية المونسنيور جيوزيبي فرانكوني والمونسنيور ماركو فورميكا. وعن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارون رفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب.

غلاغير

وكان المونسنيور غالاغير استهل اللقاء، ناقلا تحيات البابا فرنسيس الى الرئيس عون، ومن خلاله الى اللبنانيين، مؤكدا "متابعته بدقة لتطورات الأوضاع في هذا البلد"، قائلا "ان لبنان يستحق عناية استثنائية، لأن كل الشرق الأوسط يتطلع اليه كرسالة للمستقبل، من هنا وجوب الحفاظ على الهوية الوطنية لهذا البلد، الذي إذا ما تطورت الأوضاع فيه إيجابيا فإن الامر سينعكس على المنطقة". أضاف: "ان لبنان القوي والمتضامن يمكن ان يشكل مثالا لكل الشرق الأوسط، بمسيحييه ومسلميه وذلك في خدمة الخير العام للجميع، وهذه هي حقيقة دعوة لبنان. ونحن نأمل أن يلعب هذا الدور في المستقبل من جديد"، مشيرا الى "انه من السهل ان نقول ان لبنان رسالة، ولكن علينا العمل معا من اجل ان تصبح هذه الرسالة حقيقة ملموسة". وإذ شدد المونسنيور غالاغير على "ان الحبر الأعظم البابا فرنسيس أعرب عن رغبته في زيارة لبنان"، وقال: "قداسته سيأتي قريبا. ولكن علينا تحديد معنى كلمة قريبا"، متمنيا على الرئيس عون ان يقوم بزيارة الى الكرسي الرسولي".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون بكلمة شكر فيها البابا فرنسيس على عمق محبته للبنان وقربه من اللبنانيين، في أكثر من مناسبة، متمنيا على المونسنيور غالاغير ان ينقل محبة اللبنانيين من مختلف الطوائف لقداسته، وتعلقهم بالكرسي الرسولي وبالأهمية التي يوليها للبنان وشعبه. وقال: "نحن نشكر الكرسي الرسولي بكافة دوائره على العناية التي يوليها للبنان، وعلى دوره في بلسمة جراح اللبنانيين من خلال المساعدات التي يقدمها لهم على أكثر من صعيد، لا سيما في خلال الظروف الصعبة التي يجتازها". وإذ استذكر اللقاء الخاص الذي جمعه والبابا فرنسيس وكبار المسؤولين في حاضرة الفاتيكان في بداية عهده، قال الرئيس عون: "اننا نتطلع بشوق الى الزيارة التي وعدنا قداسته بالقيام بها للبنان، آملين ان تكون بداية لقيامة  هذا البلد معافى من أزماته"، مضيفا: "ان الدور الذي يقوم به الكرسي الرسولي هو لمصلحة جميع اللبنانيين، من هنا التقدير الكبير الذي يكنه الجميع له، متطلعين الى الحبر الأعظم كضامن لأهمية لبنان وحضوره في محيطه والعالم. اننا نتطلع الى مواصلة هذا الدعم بالنظر الى جسامة التحديات التي تواجهنا وهي غير مسبوقة في تاريخ لبنان الحديث، ونأمل، من خلال هذا الدعم الى جانب دعم اخرين من أصدقاء لبنان في العالم، ان نتجاوز الانعكاسات السلبية للأزمات والصراعات الإقليمية".

تصريح غالاغير

وبعد اللقاء، ادلى المونسنيور غالاغير بالتصريح التالي الى الصحافيين: "لقد أتيت الى بيروت في الذكرى الخامسة والسبعين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي ولبنان، وفي الذكرى الخامسة والعشرين للزيارة الرسولية التي قام بها قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني اليه لمناسبة توقيع الارشاد الرسولي: "رجاء جديد للبنان". كما نستذكر أيضا في هذه المناسبة الذكرى العاشرة للزيارة الرسولية التي قام بها قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان".  أضاف: "ان الأب الأقدس اوصاني ان انقل الى الشعب اللبناني قربه منه وقلقه عليه وعلى لبنان جراء الازمة الاقتصادية والاجتماعية السياسية العميقة التي يمر بها هذا البلد. عندما توجه الأب الأقدس الى اعضاء السلك الدبلوماسي منذ عدة أيام، لمناسبة التهاني بحلول العام الجديد، قال عن لبنان ما يلي: "اعتقد أن الإصلاحات الضرورية إضافة الى دعم المجتمع الدولي سيساعدانه في الاستمرار بهويته الخاصة، كمثال للتعايش السلمي والاخوة بين مختلف الأديان. وفي هذه المناسبة احض المجتمع الدولي على مواصلة تقديم الدعم والمساعدة للبنان لبلوغ طريق القيامة. وآمل ان يستمر هذا البلد في لعب دور النموذج والمثال كمجتمع مفعم بالتسامح والتعددية في الشرق الأوسط، حيث بإمكان الطائفة المسيحية ان تقدم مساهمتها". وتابع: "وفي كلمته الى السلك الدبلوماسي العام 2021، قال الحبر الأعظم البابا فرنسيس عن لبنان ما يلي: "ان المسيحيين بعملهم التربوي والصحي والإنساني، يشكلون جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والتاريخي للبنان. ومن الواجب ضمان إمكانية مواصلة المسيحيين لجهودهم من اجل مصلحة البلد الذي كانوا من مؤسسيه. وأي اضعاف للحضور المسيحي من شأنه ان يدمر التوازن الداخلي وهوية لبنان". وقال: "اود ان انتهز هذه الفرصة لأعبر عن قربي وتعاطفي مع ضحايا الانفجار المروع الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 وعائلاتهم. عسى ان يحظى جميع اللبنانيين وأهالي الضحايا بالتعزية في ايمانهم وفي تحقيق العدالة". اضاف: "وأخيرا اسمحوا لي أن اذكركم بما قاله الحبر الأعظم البابا فرنسيس في الأول من تموز 2021 حين جمع رؤساء الكنائس في الفاتيكان: "في هذه الأيام المفعمة بالأمل نود أن نؤكد على ان لبنان كان ولا يزال ويجب أن يبقى مشروع سلام. إن دعوته هي ان يكون ارضا للتسامح والتعددية وواحة للأبدية حيث يلتقي جميع الطوائف والأديان، وتعيش الطوائف معا، واضعة المصلحة العامة والخير العام فوق مصالحها الخاصة. وهنا اود ان اعيد التأكيد على ضرورة ان يتخذ من هم في السلطة القرار الحاسم بالعمل من اجل السلام وليس من اجل مصالحهم الخاصة. ولتكن هذه الفرصة بمثابة نهاية للذين يستفيدون من معاناة الجميع. من غير المسموح ان تبقى نصف الحقيقة محبطة لآمال الشعب،  وتوقفوا عن استخدام لبنان والشرق الأوسط من أجل المصالح الخارجية. يجب أن يحظى الشعب اللبناني بفرصة لان يكون بأبنائه مهندسا لمستقبل أفضل على أرضه بعيدا من أي تدخل خارجي".

حوار

بعد ذلك، دار حوار بين الصحافيين والمونسنيور غالاغير، فسئل: هل سيحضر الحبر الأعظم بيننا خلال هذا العام، وهو الذي كرر بالأمس نيته زيارة وطننا؟

أجاب: "لقد أكد لي البابا قبل أن استهل هذه الزيارة، بأنه يرغب ويريد ان يأتي الى لبنان، قريبا جدا. لكن يبقى ان نحدد معنى كلمة قريبا. هو يريد ان يأتي وسيأتي".

سئل: نحن كلبنانيين نعرف ان وطننا هو أكثر من بلد، أنه رسالة بالنسبة الى البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وهو قلب العالم وعقله بالنسبة الى البابا بنديكتوس، وها هو البابا فرنسيس يردد انه وطن- رسالة. ولكن البابا يوحنا بولس الثاني عبر منذ العام 1989 عن خشيته من ان يزول هذا اللبنان، معتبرا ان زواله هو "أكبر ندم للعالم"، هل تخشون في الكرسي الرسولي زوال هذا اللبنان؟

أجاب: "هذا أمر بديهي، عندما نلاحظ ما يجري ليس فقط في لبنان، بل أيضا في المنطقة. نعم اننا نخشى الا يكون مستقبل هذا الوطن مضمونا. ونحن ندعو الجميع، وكافة القادة سواء محليا او دوليا، للحفاظ على لبنان كرسالة للعيش معا والاخوة والرجاء بين الأديان".

سئل: "اننا نعاني من أزمة متعددة الجوانب، ضاعف من وقعها وجود نحو ثلاثة ملايين بين نازح سوري ولاجىء فلسطيني. هل الكرسي الرسولي مستعد لمساعدتنا في حل هذا الجانب، لا سيما وان مناطق عديدة في سوريا باتت آمنة؟

أجاب: "اننا ملتزمون بهذا الامر من خلال محادثاتنا مع ممثلي دول المنطقة والمنظمات الدولية. ونحن نشاطركم الرغبة في عودة النازحين. لكن هناك اختلاف في الأفكار بالنسبة الى الوضع الأمني للنازحين السوريين. ونحن نحاول العمل على هذا الموضوع ولقد أجرينا محادثات بهذا الشأن في بغداد ومع الاتحاد الأوروبي حول إعادة الاعمار في سوريا، ومع المفوضية الأوروبية للاجئين. هذه المشاورات لم تكن مثمرة جدا، لكننا ملتزمون هذا الموضوع وسوف نواصل هذا الجهد".

سئل: تحدثتم عن تثبيت الهوية الخاصة للبنان، هل يمكن ان تدعوا القيادات الى حوار وطني لتثبيت هذه الهوية الخاصة، وهل الفاتيكان الذي لعب دورا حاسما في انهاء الحرب الأهلية جاهز لرعاية هكذا حوار؟

أجاب: "في الواقع، ان النشاط الدبلوماسي هو عبارة عن حوار ومخاطبة بين ممثلين عن كيانات معترف بها دوليا. وفي هذه الحال نتحدث عن لبنان وحكومته من جهة، وعن الكرسي الرسولي من جهة أخرى. في أي حوار لا يمكن التنبؤ بما ستكون عليه النتيجة، ولكن بشكل بديهي سوف نشجع  بصورة ضمنية وصريحة الزعماء السياسيين والمجتمع المدني على ذلك وفق الدرجة التي سنكون على تواصل معها. وعندما نتحدث عن دور المسهل او الوسيط بين لاعبين سياسيين، من الممكن ان نلعب هذا الدور وذلك اذا ما توفرت دعوة الى الكرسي الرسولي من جميع الأطراف المعنيين للقيام بهذا الدور. إذا، إذا ما توفرت هذه الرغبة او الدعوة الجماعية، نحن مستعدون للقيام بهذا الدور".

سجل التشريفات

وكان المونسنيور غالاغير دون في سجل تشريفات القصر الجمهوري العبارة التالية: "أحمل الى لبنان صلوات الاب الاقدس البابا فرنسيس وأطيب تمنياته لشعبه الذي يواجه تحديات جمة، راجيا من الرب القدير ان يثبت خطوات لبنان على طريق التعافي والتعاون والمحبة".

 

غالاغير من عين التينة: اللقاء مع الرئيس بري إيجابي وصريح وكنت مهتما لمعرفة رؤيته "المستنيرة"

وطنية/01 شباط/2022

إستقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غالاغير والوفد المرافق، في حضور سفير الفاتيكان في لبنان المونسينور جوزيف سبيتري حيث جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات . وبعد اللقاء قال المطران غالاغير :" كنت بلقاء مع دولة الرئيس نبيه بري واللقاء معه كان إيجابيا وصريحا، ونقلت لدولته اهتمام قداسة البابا وقلقه على لبنان واللبنانيين في هذه الايام". وتابع:" لقد كنت مهتما لمعرفة رؤية وآراء دولة الرئيس بري وهي آراء مستنيرة وأعتقد اننا نستطيع التقدم الى الأمام من خلال حوارنا بين الأطراف السياسية المتعددة في لبنان، وهي أيضا مساعدة لنا لفهم طبيعة التحديات التي يواجهها لبنان واللبنانيين".  وختم : "لنا في الكرسي الرسولي مساهمات متواضعة الى اللبنانيين من اجل تشجعيهم كي لا يفقدوا الأمل، بخاصة في هذه اللحظات الصعبة على الجميع، ونأمل ان يحمل المستقبل أياما أفضل للبنان".

 

غالاغير اطلع من قائد الجيش على الوضع الحالي للمؤسسة العسكرية

وطنية/01 شباط/2022

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون، في مكتبه في اليرزة، وزير خارجية الفاتيكان أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غالاغير، الذي اطلع على "وضع الجيش الحالي، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان".

 ونوه ب"دوره على الصعيد الوطني وفي المحافظة على الأمن والاستقرار، رغم التحديات التي يواجهها، وبالجهود التي تقوم بها القيادة للمحافظة على معنويات العسكريين ودعم صمودهم".

 

غالاغير زار رعية مار مخايل - النهر ورفع الصلاة لراحة نفس ضحايا انفجار المرفأ عبد الساتر: هناك أطراف تسعى إلى تمييع التحقيقات

وطنية/01 شباط/2022

 زار أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات مع الدول وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغير رعية مار مخايل - النهر، وكان في استقباله راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر. ورفع غالاغير الصلاة لأجل راحة نفس ضحايا انفجار الرابع من آب 2020 ولأجل شفاء المتضررين جسديا ونفسيا، ولأجل أن يلهم الرب المسؤولين في لبنان ليعملوا على جلاء حقيقة هذا الانفجار الآثم وتحقيق العدالة. من جهته، ألقى عبد الساتر كلمة توجه فيها إلى المطران غالاغير وعبره إلى البابا فرنسيس يطلب فيها منه "قيام الفاتيكان بالجهد اللازم للضغط باتجاه معرفة حقيقة ما حدث في انفجار 4 آب"، وقال: "إن أهالي المنطقة خسروا أحباءهم ومنازلهم، لكنهم قرروا البقاء فيها، ومن حقهم معرفة المسؤول عن هذه الكارثة، لا سيما أن هناك اطرافا تسعى إلى تمييع التحقيقات. ولذا، نطلب منكم عدم السماح بذلك، وهذا الموقف ليس سياسيا، إنما من حقنا معرفة من "خربلنا بيتنا" وقتل أولادنا، فنحن لن ننسى ما حصل في 4 آب لأن هذا الموضوع عصي على النسيان". ورد غالاغير بالقول: "نعدكم بنقل طلبكم هذا إلى قداسة البابا فرنسيس". وفي ختام الصلاة، كان لغالاغير حديث قصير مؤثر مع بعض أهالي ضحايا الانفجار.

 

أردوغان: شركاتنا مستعدة لتنفيذ مشاريع في مجال البنية التحتية بما فيها إعادة إعمار مرفأ بيروت ميقاتي: أعلم حرصكم على القيام بأي مسعى لدعم لبنان

وطنية – انقرة/01 شباط/2022

عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لقاء صحافيا مشتركا في ختام زيارة ميقاتي والوفد الوزاري اللبناني لأنقرة.

أردوغان

بداية، تحدث أردوغان فقال: "نرحب بزيارة الصديق العزيز دولة الرئيس مع الوفد الوزاري، وهذه الخطوة نعتبرها إشارة أساسية للاهمية التي يوليها لبنان لتركيا، ونحن  من جهتنا نريد تعزيز تضامننا مع الشعب اللبناني بأسره. تناولنا في اجتماعنا  العلاقات الثنائية، وخصوصا تطوير التواصل وتعزيز فرص التعاون. كما ناقشنا مع الصديق العزيز سبل المساهمة في دعم لبنان".  أضاف: "في الأيام الأولى بعد انفجار مرفأ بيروت، أوفدت نائبي ووزير الخارجية الى لبنان تعبيرا عن تضامننا. وبعد انفجار عكار، أرسلنا طائرة مساعدات. وكل ما نفعله نقوم به من دون تمييز بين الشعب اللبناني. نحن نواصل الوقوف إلى جانب لبنان ومستعدون لدعم جهود الاصلاح التي تبذلها الحكومة اللبنانية، وقد أبديت استعدادنا لتقديم الخبرات  على صعيد التعاون الرقمي للخدمات العامة". وتابع: "كذلك، ناقشنا الخطوات التي يمكننا اتخاذها لرفع نسبة التبادل التجاري الى مستويات أكبر مما تحقق حتى الآن، ونولي أهمية لوضع اتفاق التجارة الحرة حيز التنفيذ، واتفقنا على عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة في تركيا في أقرب وقت. لقد أعربت عن استعداد شركاتنا لتنفيذ مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية بما فيها اعادة اعمار مرفأ بيروت". وأردف: "إننا مصممون على زيادة مساعداتنا للبنان في الفترة المقبلة وتعاوننا السياحي، وفي مجال التعليم. كما سنواصل المساهمة في قوات اليونيفيل".وختم: "أتمنى أن تكون لقاءاتنا مثمرة، وأشكر لأخي العزيز ميقاتي والوفد المرافق زيارتهم".

ميقاتي

بدوره، قال ميقاتي: "تشرفت بزيارة فخامتكم. لقد بحثنا في العمق العلاقات بين بلدينا التي اكتسبت في الفترة الاخيرة دفعا قويا وفعالا في كل المجالات، على أسس التعاون والتفاهم المشترك لقضايا البلدين". أضاف: "فخامة الرئيس، من خلال معرفتي الطويلة والوثيقة بكم، وأعلم مدى متابعتكم للشأن اللبناني وحرصكم على توطيد العلاقات والقيام بأي مسعى لدعم لبنان في كل المحافل. لقد كنتم دائما تلبون النداء عند أي أزمة يمر بها لبنان".وتابع: "تحدثنا عن العلاقات اللبنانية - التركية وموضوع النازحين وضرورة تضافر كل الجهود لعودتهم الى بلادهم. وثمنت مواقف فخامة الرئيس لتوطيد علاقاتنا، وهي ستبقى متينة وقوية على الصعد كافة، وفي كل القضايا، واتفقنا خلال اجتماعنا على اجراءات لتفعيل التعاون. وإن أول ما يتبادر إلى ذهننا ونحن نزور تركيا هو الانفتاح والعدالة والحداثة، ما أكسبها موقعا مميزا بين الشرق والغرب عملت على تنميته، ومكنها من الوصول إلى الريادة".

مأدبة عشاء

بعد ذلك، أقام الرئيس التركي مأدبة عشاء، تكريما لميقاتي والوفد اللبناني.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 02-01 شباط/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 01 شباط/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105984/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1319/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 01/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105986/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-01-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin