المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 كانون الأول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december27.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الحَيَّاتُ نَسْلُ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّم؟

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى الميلاد هي فرصة مقدسة للصلاة والتأمل والإنفتاح على الغير والمسامحة

الياس بجاني/أصحاب شركات أحزاب 14 آذار وعون وصهره هم من تناوبوا بذل ع تغطية سلاح حزب الله ومساكنة احتلاله وشرعنته. كلن طرواديين ومنافقين وذميين

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى الميلاد هي فرصة مقدسة للصلاة والتأمل والإنفتاح على الغير والمسامحة

الياس بجاني/قمة في استغباء عقول وذكاء وذاكرة الناس. اكروباتيين ونرسيسيين بامتياز

الياس بجاني/فعل بلطجة وتشبيح وزعرنة جديد ضد قوات اليونيفل يرتكبه حزب الإرهاب الإيراني، حزب الله في الجنوب

الياس بجاني/لا قرار المجلس الدستوري بطعن الصهر الإسخريوتي، لا هو انتصار، ولا انكسار لأحد، لأن الانتخابات بظل احتلال حزب الله، ومهما كان القانون، هي لا شرعية وهرطقة كاملة الأوصاف

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الإعلامي نوفل ضو من تلفزيون أم تي في/نعيش حالة غير شرعية وغير ميثاقية وغير دستورية/لا حلول في ظل احتلال حزب الله/

فيديو تقرير من صوت بيروت انترناشيونل في ذكرى اغتيال الشهيد محمد شطح تطل خلاله زوجته وابنه روني في كلام مؤثر ومحزن/

وزارة الصحة: 1311 إصابة و15 حالة وفاة

قداسة البابا فرنسيس يذكر مأساة لبنان في رسالة الميلاد وأعداد كبيرة تشارك في الاحتفالات

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 26 كانون الأول 2021

تقرير: إسرائيل قصفت عشرات الأهداف لـ«حزب الله» في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية

التحالف يفضح دور “الحزب” في اليمن

التحالف: “الحزب” يستهدف المدنيين في السعودية واليمن

قضية أهالي عين الرمانة الى الواجهة… فهل تفعلها القاضية عون؟

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وقفة لأهالي العسكريين في حوش سنيد احتجاجا على تدني قيمة الرواتب

لبنان على صفيح ساخن… الخلافات تتصاعد بين “الحزب” وباسيل

“قنبلة” عون الاثنين… ومعادلة جديدة!

خلال 3 سنوات… استهداف عشرات المواقع لـ “الحزب” في سوريا

عقبات سياسية… لا زيارة قريبة للبابا الى لبنان

لبنان ورقة إيران بواسطة “الحزب”… التداعيات كارثية!

لبنان: عون لن يكسر الجرة مع “حزب الله” لدعم صهره للرئاسة

الراعي: لا أمل في أي إصلاح أو تغيير من هذه الجماعة

عقبات سياسية أمام زيارة البابا واستياء فاتيكاني

أوساط معارضة: “حزب الله” مستمر في توريط لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

التحالف: «حزب الله» الإرهابي يتحمل مسؤولية استهداف المدنيين في السعودية واليمن

ميليشيا الحوثي أطلقت 851 مسيرة و430 صاروخا باليستيا باتجاه المملكة

قائد إسرائيلي: نواصل الاستعداد لأي سيناريو مواجهة مع إيران

قائد الجبهة الداخلية في إسرائيل: سنرد بآلاف الصواريخ على أي اعتداء صاروخي إيراني

إسرائيل تتحضر لشنّ هجوم محتمل على إيران!

إسرائيل تكشف عن خطة لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان

إردوغان يفاجئ تل أبيب بتصريحات إيجابية حول اليهود وإسرائيل

رئيس الوزراء الإسرائيلي في عزل ذاتي بعد إصابة ابنته بـ«كوفيد - 19»

الميليشيات ترد على خسائرها بجريمة جديدة ضد سكان مأرب

223 قتيلاً حوثياً وتدمير 17 آلية عسكرية بغارات جوية

روسيا تدرس اقتراح حلف الأطلسي إجراء محادثات في يناير

بوتين: ردنا على توسع الناتو قد يكون مختلفًا للغاية

«طالبان» تحظر على النساء التنقل لمسافات بعيدة بمفردهنLالحركة أمرت أصحاب المركبات بنقل مَن يرتدين الحجاب فقط

قصة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا من النشوء إلى السقوط

41 قتيلا في هجوم في بوركينا فاسو والحكومة تعلن حدادا وطنيا ليومين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في العام 2022: تعويم القرارات الدولية التي تُغضب "حزب الله"/فارس خشان/النهار العربي

في صبيحة اليوم ال801 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

هل يستنجد عون بالأسد ليتوسط له لدى “الحزب”؟/منير الربيع/المدن

هل يصمد لبنان سنة أخرى؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

مجلس وطني وجبهة سيادية لانهاء الاحتلال الإيراني/فاطمة حوحو/موقع لبنان الكبير

المشكلات اللبنانية.. والعربية/رضوان السيد/الاتحاد

باسيل يحشر عون… ويستدرج “الحزب” على التدخّل لإنقاذه/محمد شقير/الشرق الأوسط

السوريون وقضيتهم على بوابة عام جديد!/فايز سارة/الشرق الأوسط

صواريخ «سي إن إن»/طارق الحميد/الشرق الأوسط

«عبد اللهيان» وجه إيران الحقيقي/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون: من المؤكد أن التغيير آت وسيكون فكريا وعمليا/لبنان بحاجة الى 6 او 7 سنوات للخروج من الازمة التي يعانيها

الراعي: الانتخابات النيابية ضمانة لاجراء الانتخابات الرئاسية/لا إصلاح ولا تغيير من خلال جماعة سياسية عبثت بالبلاد والعباد

الفصل الأول من كتاب د. رندا ماروني/لبنان في علاقته بسوريا... نموذج الدولة اللبنانية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الحَيَّاتُ نَسْلُ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّم؟

إنجيل القدّيس متّى02/من39و24//01/من23حتى29/قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الأَبْرَار، وتَقُولُون: لَو كُنَّا في أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُم في دَمِ الأَنْبِيَاء. فَأَنْتُم تَشْهَدُونَ على أَنْفُسِكُم أَنَّكُم أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاء. فَٱمْلأُوا أَنْتُم أَيْضًا كَيلَ آبَائِكُم! أَيُّهَا الحَيَّاتُ نَسْلُ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّم؟ لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيكُم أَنْبِيَاءَ وحُكَمَاءَ وكَتَبَة، فَتَقْتُلُونَ بَعْضَهُم وتَصْلِبُون، وتَجْلِدُونَ بَعْضَهُم في مَجَامِعِكُم، وتُطَارِدُونَهُم مِنْ مَدينَةٍ إِلى مَدِيْنَة، حَتَّى يَقَعَ عَلَيْكُم كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ على الأَرْض، مِنْ دَمِ هَابِيلَ البَارِّ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَكِيَّا، الَّذي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ المَقْدِسِ والمَذْبَح. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: سَيَقَعُ كُلُّ ذلِكَ عَلى هذَا الجِيل! أُورَشَليم، أُورَشَليم، يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِيْنَ إِلَيْهَا! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، ولَمْ تُريدُوا! هُوَذَا بَيتُكُم يُتْرَكُ لَكُم خَرابًا! فَإِنِّي لأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْني مِنَ الآنَ إِلى أَنْ تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتي بِٱسْمِ الرَّبّ!». وخَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل. فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض». يا إخوَتِي، لَيْتَكُم تَحْتَمِلُونِي قَليلاً لأَنْطِقَ بِالجَهَالَة! نَعَم، ٱحْتَمِلُونِي! فإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُم غَيْرَةَ ٱلله

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

فيديو ونص: ذكرى الميلاد هي فرصة مقدسة للصلاة والتأمل والإنفتاح على الغير والمسامحة

الياس بجاني/25 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/81741/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d9%88%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8/

الميلاد وصراع الخير والشر: في داخل كل منا ملاك وشيطان، مع ميلاد الرب يسوع دعونا نلجم الشيطان ونخرسه ونترك للملاك الحرية ليقودنا إلى طرق المحبة والتسامح

روحية الميلاد هي محبة وتواضع ومصالحة وعطاء: إن لم تكن وبفرح قد تصالحت اليوم مع كل من تخاصمهم أو يخاصمونك فأنت لم تستقبل بعد ميلاد الرب المتجسد الذي هو محبة وعطاء وتواضع

**تحمل ذكرى ميلاد السيد يسوع المسيح معاني وعبر ومفاهيم مقدسة كثيرة من أهمها المحبة والعطاء والفداء والتواضع والتسامح.

الذكرى هي نموذج للمحبة لأن الله وهو محبة، ومن قدر وعظمة محبته لنا، نحن البشر أولاده، تجسد من أجلنا وولد من رحم امرأة، ولبس جسدنا البشري، وعاش على الأرض كإنسان بطبيعته البشرية، وذلك من أجل أن يعتقنا من الخطيئة الأصلية، ويرفعنا بالعماد بالماء والروح القدس إلى درجة القداسة.

الذكرى هي درس في العطاء لأن الله المتجسد أعطانا ذاته وافتدانا وتحمل كل العذابات ليخلصنا ويؤكد لنا بالقول والفعل أنه أب عطوف ومحب ومعطاء. الذكرى تجسد كل معاني الفداء لأن الله المتجسد افتدانا وارتضى بفرح أن يُعذب ويصلب ويهان من أجلنا.. ومن أجل خلاصنا.

الذكرى هي صورة مشرفة للتواضع حيث قبل الله المتجسد أن يولد في مزود وأن يعيش حياته على الأرض ببساطة وتواضع. الذكرى هي عمل تسامح لأن الله تجسد وتحمل ما تحمل من أجل غفران خطيئتنا وخلاصنا وإعتاقنا من عبودية الخطيئة الأصلية.

تعلمنا الذكرى أنه من واجبات كل مؤمن أن يمارس إيمانه بالأقوال والأفعال وليس فقط بالاكتفاء بمظاهر طقوس الزينة والهدايا والاحتفالات.

الذكرى المقدسة توجب علينا أن نمارس بمحبة كل القيم الميلادية  والإنجيلية وأن نمد يدنا لكل من هو بحاجة ونحن قادرين على مساعدته لأن الله وهبنا النعم والوزنات “مجانا” وعلينا واجب مقدس أن نعطيها مجاناً.. (مجانا أعطيتم مجانا تعطون)

الذكرى تلزمنا إيمانياً أن نغفر لكل من أساء إلينا، وأن نعتذر لكل من أخطئنا بحقه مع تقديم الكفارات أي التكفير والتعويض عما اقترفتاه من ذنوب وأذى. الذكرى تلزمنا بتنفيذ الوصايا العشرة وفي مقدمها “محبة الوالدين”.. الذكرى تتطلب منا العودة للاستماع لضميرنا والذي هو صوت الله بداخلنا.

الذكرى تلزمنا الاعتراف بفضل وجميل وعطاءات وتضحيات كل من يساعدنا، وأن لا نغرق في أوحال وغياهب الجحود ونقع في تجارب غرائزنا ونعبد ثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة.

الذكرى توجب علينا الصلاة من أجل عودة أهلنا المبعدين قسراً واللاجئين في إسرائيل منذ العام ألفين. الذكرى تتطلب منا الخشوع والصلاة من أجل معرفة مصير أهلنا المغيبين تعسفاً وظلماً في السجون السورية…وكذلك الصلاة والعمل من أجل تحرير وطننا الغالي لبنان، من اغلال الإحتلال.

كما لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة كل ما قدمه الشهداء الأبرار الذين ارتضوا أن يكونوا قرابين من أجل وطننا وهويتنا ووجودنا وانساننا وكرامتنا.

أعاد الله العيد على وطننا الحبيب وعلى أهلنا وعلى العالم أجمع بالمحبة والطمأنينة والسلام.

كل عيد ميلاد والجميع بخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

قمة في استغباء عقول وذكاء وذاكرة الناس. اكروباتيين ونرسيسيين بامتياز

الياس بجاني/24 كانون الأول/2021

جعجع وأصحاب شركات الأحزاب المطبلين لترك المغتربين يصوتون ل 128 نائباً هم أنفسهم باعوهم وداكشوهم مع السيادة بالكراسي عام 2018..قمة في استغباء عقول وذكاء وذاكرة الناس. اكروباتيين ونرسيسيين بامتياز

 

فعل بلطجة وتشبيح وزعرنة جديد ضد قوات اليونيفل يرتكبه حزب الإرهاب الإيراني، حزب الله في الجنوب

الياس بجاني/22 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104981/104981/

مرة جديدة يستعرض حزب الله الإرهابي قوته العسكرية والميليشياوية ويعتدي بوقاحة وفجور وعهر على قوات اليونيفيل مختبئاً وراء ما يسميه احتيالاً ودجلاً، “الأهالي”، فيما دولة لبنان المهترئة، والمهيمن عليها لاهياً، ومعها القيمين على قرار الأمم المتحدة، يتفرجون بعجز كامل على المسرحية الهزلية الملالوية، دون ردت فعل رادعة تتناسب مع حجم الاعتداء.

إن، ما قام به حزب الله اليوم في الجنوب، “بلدة شقرا الحدودية:، هو مما لا شك فيه رسالة إرهاب وبلطجة إلى الأمين العام للأم المتحدة بعد يوم واحد على جولته الجنوبية.

السؤال الذي يطرح نفسه باستمرار في كل الأحداث المستنسخة في الجنوب هو، لماذا لا تقوم قوات اليونيفيل بالدفاع عن نفسها، وهل هي في وضعية الرهينة عند إيران وحزبها حالها حال لبنان وشعبه؟

يبقى أن هذه الممارسات الشوارعية والزقاقية لحزب الله ضد قوات اليونيفيل لن تتوقف طالما أن القرار الدولي رقم 1701 هو تحت البند السادس وليس السابع.

في الخلاصة، إن المطلوب للخلاص من إجرام وإرهاب واحتلال إيران وحزبها، هو وضع لبنان تحت البند السابع، وإعلانه دولة مارقة وفاشلة، واستلامه الكلي من قبل قوات الأمم المتحدة العسكرية، وتنفيذ القرارات الدولية، وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 وال 1701 وال 1680 بالقوة العسكرية، بعد وضع كل القوى العسكرية اللبنانية تحت أمرتها وقيادتها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

لا قرار المجلس الدستوري بطعن الصهر الإسخريوتي، لا هو انتصار، ولا انكسار لأحد، لأن الانتخابات بظل احتلال حزب الله، ومهما كان القانون، هي لا شرعية وهرطقة كاملة الأوصاف

الياس بجاني/21 كانون الأول/2021

للمرة المليون، وعن قناعة كاملة، نؤكد ومعنا كثر من أحرار لبنان السياديين المقيمن والمغتربين، بأن الانتخابات بظل الاحتلال، ومهما كان القانون، ومهما كان التسوّيق الدولي والإقليمي لها ضاغطاً، هي 100% خدمة للمحتل الإيراني الإرهابي والمذهبي، وتشريعاً فظاً ووقحاً لاحتلاله، وتقويضاً قاتلاً لكل جهود تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، “اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701 و1680، وتعطيلاً اجرامياً واستسلامياً لوضع لبنان تحت البند السابع وإعلانه دولة فاشلة ومارقة، وإعادة تأهيله، وتحييده، وإقفال ساحته التي يستعملها جماعات الإجرام، ودول التجارة الكاذبة والإحتيالية بشعارات تحرير فلسطين ورمي إسرائيل  في البحر.

وفي نفس السياق نؤكد بأن كل صاحب شركة حزب لبناني يسوّق للانتخابات بظل الاحتلال، هو ببساطة قابل به، وراضي بذل وذمية العمل تحت مظلته، وغب فرماناته، وذلك طمعاً بإشباع جوع سلطوي عتيق، وتأمين مصالح شخصية، وذلك على حساب الوطن والمواطن والهوية والتاريخ وكل الحقوق.

يبقى أن الاحتلال لا يقاوم من خلال الانتخابات ولا بالطرق والوسائل الديمقراطية، ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الإعلامي نوفل ضو من تلفزيون أم تي في/نعيش حالة غير شرعية وغير ميثاقية وغير دستورية/لا حلول في ظل احتلال حزب الله/حزب غير قادر على حكم البلد/بين الحرب الأهلية ومقاومة الإحتلال أختار المقاومة/حزب الله ليس قوياً ولكن من يواجهه من الطاقم السياسي هم الضعفاء/ مطلوب من الناس عدم السير وراء قادة همهم الكراسي والمواقع والأجندات الذاتية وجربوا وفشلوا/الإنتخابات في ظل الإحتلال لا تقدم ولا تؤخر/المشكلة ليست بالنظام، بل بالإحتلال/المطلوب الإنضمام إلى نظام العولمة والنظام العربي الجديد.

http://eliasbejjaninews.com/archives/105064/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84-2/

26 كانون الأول/2021

 

فيديو تقرير من صوت بيروت انترناشيونل في ذكرى اغتيال الشهيد محمد شطح تطل خلاله زوجته وابنه روني في كلام مؤثر ومحزن/ اغتيل شطح جاء في سياق مسلسل دموي وإرهابي استهداف الأحرار والسياديين

27 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/105074/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b1%d9%86%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d9%88%d9%86%d9%84-%d9%81/

 

وزارة الصحة: 1311 إصابة و15 حالة وفاة

وطنية/26 كانون الأول/2021

 أصدرت وزارة الصحة العامة تقريرها اليومي حول إصابات كوفيد-19 وجاء فيه أن عدد الحالات المثبتة بلغ 1311 حالة منها 1177 حالة محلية و134 حالة وافدة. أما عدد الوفيات فبلغ 15 حالة.

 

قداسة البابا فرنسيس يذكر مأساة لبنان في رسالة الميلاد وأعداد كبيرة تشارك في الاحتفالات

وطنية - الفاتيكان/26 كانون الأول/2021

بعد سنتين تقريبا من الاغلاق بسبب جائحة كورونا، شهدت روما انتعاشا ملحوظا تمثل بالحضور الكثيف هذا العام لسياح أجانب أتوا للمشاركة في احتفالات الميلاد، وتحديدا لسماع رسالة قداسة البابا فرنسيس التي وجهها للعالم من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. 

 فقد امتلأت الساحات الإيطالية صباح عيد الميلاد، بالسياح بخاصة الساحة الفنية الرائعة "نافونا"، ساحة "الباروك" الشهيرة في روما التي عرفت بالسوق الميلادية الضخمة، حيث بيعت فيها حلوى الميلاد، لعب الأطفال، شخصيات المهد، الزينة، والهدايا. أما في ساحة القديس بطرس فقد التف آلاف الزوار حول أطول شجرة ميلاد في العالم بلغ ارتفاعها 28 مترا وزينت بمصابيح وزخارف.   على الصعيد الاغتراب اللبناني، احتفل خادم الرعية المارونية في كنيسة مار مارون الاب جوزيف صفير بقداس الميلاد بمشاركة لفيف من كهنة المعهد الماروني الانطوني، وتم تبادل التهاني ونخب العيد. وتطرق الاب صفير في عظته إلى الوضع في لبنان، وتمنى أن "يحل السلام في قلوب اللبنانيين وتزال عنه الغيمة السوداء".   أما الصحف الإيطالية، فقد نشرت على صفحاتها صباح اليوم مقتطفات من رسالة البابا فرنسيس، تطرق فيها بحسب ما نشرته جريدة " Avvenire " الناطقة باسم مطارنة إيطاليا، الى الاحداث في العالم، وقال: "في وقت تتردد من حولنا وفي العالم كله أصداء إعلان ولادة المخلص، ينبوعِ السلام الحقيقي، ما نزال نرى العديد من الصراعات والأزمات والتناقضات. يبدو أنها لن تنتهي أبدا، وكأننا لم نعد نتنبه لها. لقد اعتدنا عليها حتى أن مآس كبيرة تحصل إزاء الصمت؛ وقد لا نسمع صرخة الألم واليأس للعديد من أخوتنا وأخواتنا. لنفكر بالشعب السوري الذي يعيش منذ أكثر من عقد حربا خلفت ضحايا كثيرين وأعدادا لا تحصى من النازحين. لننظر إلى العراق، الذي يجد صعوبة في النهوض بعد صراع طويل. لنصغِ إلى صرخة الأطفال في اليمن، الذي يشهد مأساة رهيبة، منسية من قبل الجميع، وتستمر منذ سنوات وسط الصمت، مخلفة القتلى كل يوم".  وتابع الاب القدس: "لنتذكر التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، المستمرة بلا حلول، مع التبعات الاجتماعية والسياسية المترتبة عليها. ولا ننسى بيت لحم، المكان حيث أبصر يسوع النور، والذي يعيش اليوم أوضاعا صعبة، أيضا نتيجة الصعوبات الاقتصادية وليدة الجائحة، التي تحول دون وصول الحجاج إلى الأرض المقدسة، وهي تنعكس سلبا على حياة السكان. لنفكر بلبنان، الذي يعاني من أزمة لا سابق لها، وحيث الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تبعث على القلق الشديد".  ووجه الحبر الأعظم دعاء الى الرب يسوع: "يا ملك الشعوب، ساعد السلطات السياسية على إحلال السلام في المجتمعات التي تعاني من التوترات والصدامات. أعضد شعب ميانمار، حيث يستهدف المسيحيون ودور العبادة الخاصة بهم دائما بسبب عدم التسامح والعنف، ما يشوه الوجه المسالم للسكان". كما، تحدث قداسة البابا عن الاوضاع المقلقة في العالم وعن وضع الفقراء الاطفال، الى جريدتي "ريبوبليكا" و"لاستمبا" الايطاليتين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 26 كانون الأول 2021

وطنية/26 كانون الأول/2021

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

 العين ترصد قصر بعبدا، والجميع في انتظار كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي وعد بها اللبنانيين من بكركي، حيث لم يدل بأي كلام قبل المشاركة بقداس الميلاد، جريا على عادته، فكانت المفاجأة ان الكلام سيكون الاثنين، وسط انطباعات مفادها أن الرئيس عون ما كان ليلمح إلى أنه سيكون له كلام لولا أن لديه موقفا بارزا، يفترض إعلانه ضمن المناخ السائد في البلاد، ووسط التعطيل القائم لجلسات مجلس الوزراء.

فماذا سيقول رئيس الجمهورية؟ وهل سيصارح اللبنانيين بكل مكوناتهم ؟ وهل سيتطرق الى كل ما رافق عهده منذ العام 2016 حتى اليوم؟ التساؤلات كثيرة والجواب واحد وحيد في الكلمة المنتظرة، فهل سنكون امام مرحلة جديدة حاسمة، وخصوصا اننا امام الاشهر العشرة الاخيرة من الولاية الرئاسية، علما ان رئيس الجمهورية اكد أن التغيير آت وسيحصل، وهذا التغيير سيكون فكريا وعمليا.

اذا سيفتح الاسبوع الاخير لسنة 2021 على كلام رئاسي صريح، وسيختتم مع اليوم الثاني في السنة الجديدة بكلام لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عقب سقوط الطعن الانتخابي الذي قدمه تكتل لبنان القوي لدى المجلس الدستوري، وعليه أي معالم من التوترات أو الانفراجات سنشهدها بدءا من الغد؟

واليوم ايضا وبعد اربع وعشرين ساعة من كلام البطريرك الماروني بأنه سمع التزاما من رئيس الجمهورية بان الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها، قال الراعي في قداس الاحد ان اللبنانيين يتطلعون الى وجوب إجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل، كاستحقاق دستوري ليمارسوا حقهم في المساءلة والمحاسبة، على ان تكون هذه الانتخابات  ضمانة لاجراء الانتخابات الرئاسية.

 هذا في الداخل، اما في الخارج فترقب لمعاودة استئناف مفاوضات فيينا في الملف النووي الايراني غدا، في وقت كان التحالف العربي بقيادة السعودية يعلن ان الحوثيين في اليمن أطلقوا 430 صاروخا باليستيا و851 طائرة مسيرة مسلحة على السعودية منذ بدء الحرب، لافتا الى أنه سيقدم أدلة على أن جماعة الحوثي لا تملك قرارها بل حزب الله وإيران، وان النظام الإيراني يغذي الفكر الطائفي في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، بحسب الناطق باسم التحالف، في وقت كانت الخارجية الإيرانية تنوه بالعلاقة المميزة مع سلطنة عمان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أل بي سي آي"

بعد أزمة قرداحي وشحنات الكابتاغون وشبكات الكويت والبحرين والإمارات، أدلة يعلنها تحالف دعم الشرعية في اليمن تثبت تورط حزب الله في اليمن واستخدام مطار صنعاء لاستهداف السعودية. التحالف عرض صورا لعناصر من حزب الله تدرب ميليشيا الحوثي على إطلاق المسيرات.

على رغم مرور اربع ساعات على هذه الاتهامات، حتى الساعة، لم يصدر اي تعليق عليها، لا من حزب الله ولا من الحكومة اللبنانية، فيما التوقعات تشير إلى ان هذه الاتهامات ستفاقم العلاقات المتدهورة بين لبنان والخليج، خصوصا ان الوعود اللبنانية بضبط الداخل اللبناني، ذهبت سدى. 

فهل يتولى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحديد موقف لبنان من هذه الاتهامات في كلمته النهارية وعلى غير عادة، غدا؟ 

لا تفاصيل عن هذه الكلمة سوى انها ستعرِّج على كل الملفات، فيما شنَّ النائب وائل ابو فاعور هجوما عنيفا على رئيس الجمهورية بقوله: "لم نعد نرجو من هذا العهد ان يقدم الكثير الايجابي لهذا الوطن، ونتمنى إعادة اطلاق العمل في المؤسسات الدستورية وعدم ادخالنا بمسرحيات سياسية جديدة". 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مر عيد الميلاد ... وبعد أيام يحل عيد رأس السنة ... وبين العيد والعيد من المستبعد حصول معجزات سياسية في الوطن اللبناني المنهك تحت أثقال الأزمات.

بين العيدين يطل رئيس الجمهورية ميشال عون على متن كلمة سياسية يوجهها غدا، لم تشر أية تسريبات إلى ما ستتضمنه من مواقف.

إعلان عون أنه سيحكي الإثنين تم أمس من بكركي، حيث كان لسيدها اليوم كلام في السياسة أيضا، من ضمنه التشديد على وجوب إجراء الإنتخابات النيابية في أيار المقبل، لتكون ضمانة لإجراء الإنتخابات الرئاسية، وهو موقف يطلقه البطريرك بشارة الراعي للمرة الثانية خلال يومين.

 وفي انتظار الإستحقاقات الإنتخابية المرتقبة، يظل الإستحقاق الصحي قائما بمفاعيله المخيفة، نتيجة توسع فيروس كورونا بمتحوراته المتعددة، وجديدها أوميكرون.

هذا المتحور المستجد أصاب حتى الآن أكثر من أربعمئة وثلاثين شخصا في لبنان منذ مطلع الشهر الحالي، ناهيك عن تجاوز الحصيلة اليومية للإصابات بكورونا سقف الألفي إصابة. من هنا ضرورة عدم التهاون في إتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية، ولا سيما في ظل واقع إستشفائي هش.

 وعلى مستوى العالم، فإن الوضع ليس أفضل حالا، إذ تكفي الإشارة إلى أن فرنسا مثلا تخطت عتبة المئة ألف إصابة يومية للمرة الأولى وإلى أن أوميكرون تسبب بإلغاء حوالى ستة آلاف رحلة جوية حول العالم خلال موسم عيد الميلاد وحده.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

 لو كان الكلام الذي ينوي الرئيس عون إطلاقه الاثنين من الصنف الخلاصي الذي يشكل عيدية  للبنانيين، لكان نطق به أمس من بكركي أو اليوم والعيد في ذروته، لكنه من الصنف الصدامي الذي سيسقط فيه على ما يبدو نظرية "ما خلونا" ليحل مكانها شعار "نسف الثنائي عهدي"، ملحقا بذلك حزب الله بباقي القوى التي يعتبر العهد وتياره بأنها منعته من تحقيق الانجازات والنجاحات. الجديد في النقد الرئاسي انه سيوجه سهامه ضد الحليف الشيعي الأقوى ليظهر في موقع المسيحي المدافع عن مصالح طائفته، وليبين للمعارضة وللدول الغربية والعربية بأنه ليس تابعا للحزب من دون أن ينتقد طبعا تورطه المتجدد والمكشوف في اليمن، والذي أكده تحالف دعم الشرعية في اليمن، ومن دون نسف اتفاق مار مخايل طبعا. الرئيس يقصد من وراء هجومه، تقديم اوراق اعتماد جبران باسيل الانتخابية والرئاسية، للبنانيين وللدول المعنية بالواقع اللبناني، وخصوصا الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات على باسيل من شأن بقائها أن ينسف حلمه بخلافة عمه في قصر بعبدا. ويضيف المتابعون للحراك المحموم الذي يشهده القصر الرئاسي، والمرشح أن يزداد سخونة وتوترا كلما اقترب الاستحقاق النيابي، ومن بعده الاستحقاق الرئاسي، أن الرئيس عون وفريقه والتيار الوطني الحر يضعون اللمسات الأخيرة على الخطة "باء" التي تلحظ بقوة عدم مغادرة الرئيس عون القصر بعد انتهاء ولايته، مع ما يتطلبه الأمر من افتعالات متنوعة مختلفة المظاهر، تبدأ بالبدع الدستورية غب الطلب، لتصل الى كل ما يحتاجه تطويل الولاية من احتياجات ولوجستيات.

ويوصي المتابعون اللبنانيين بألا ينساقوا وراء صوتيات كلام الاثنين ولا الى تعابيره، وبأن يركزوا على عمق المقاصد الرئاسية ليكتشفوا بأن الرئيس، ولتنفيذ مشروع البقاء أو تأمين المكان لخليفته يحتاج أولا وأخيرا ودائما الى حزب الله، ما يعني أن مهاجمة الحزب لا تعدو كونها مناورة يكسب من خلالها الرئيس وتياره أصوات المسيحيين، ليحافظ على الأرجحية النيابية المطلوبة لتحقيق الحلم. في المقابل، وإذا لم تؤت الانتخابات النيابية الثمار المرجوة والمقاعد الوفيرة، فإن الرئيس وتياره يحتاجان الى مساعدة حزب الله بأساليبه ووسائله الإكسترا- ديموقراطية المعهودة لفرض الأمر الواقع التعطيلي وتعزيزه. المؤسف في هذا السيناريو إن صح، أنه يفترض في مطلق الأحوال استمرار تعطيل مجلس الوزراء وتعويد الناس على اختزال الحكومة بمجلس الدفاع الأعلى، وهو التعبير الملطف البديل من حكومة عسكرية. والمؤسف أكثر، أن الرئيس ميقاتي الذي أبطل التسوية الانقلابية الناسفة للقضاء، توقف عند هذه النتعة، ولم يكمل معروفه بدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد، ما حوله الى شريك في لعبة التعطيل مهما ارتفع امتعاضه وعلت شكواه. في الانتظار، سكرة العيد، إن كان هناك من سكرة ستتبدد بدءا من الاثنين وآلام اللبنانيين المعيشية سترتفع. لذلك، وبما أن المؤامرة تستهدف الانتخابات، ايها اللبنانيون تمسكوا بإجرائها، وما ترجعوا تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

 ماذا سيقول الرئيس عون في رسالته المرتقبة الى اللبنانيين؟ الاسئلة كثيرة، لكنَّ الاجوبة في اكثرها تراوح بين التحليلات والتمنيات، فلا استباق لكلام رئيس الجمهورية، قبل أن يحين موعد الثامنة من مساء الغد. وفي الانتظار، كل ما يطلبه الناس في الأشهر القليلة المقبلة يتمحور حول ثلاثة عناوين:

 العنوان الأول، حكومة فاعلة، وهذا ما يتطلب انعقادا لمجلس الوزراء، تماما وفق ما يطلبه رئيس البلاد، الذي وللمفارقة، تؤكد مواقفه اليوم أنه الأحرص على السلطة التنفيذية المجتمعة، المتمثلة بمجلس الوزراء، فيما خصومه السياسيون الذين كانوا يتهمونه زورا في السابق بالسعي إلى ضرب الطائف وإحياء النظام الرئاسي، تراهم يتفرجون… فالوضع حرج جدا سواء على المستوى الاقتصادي والمالي والمعيشي، ومجلس الوزراء معبر الزامي للحلول، وسواء على المستوى المحلي الصرف، او على مستوى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي أو غيره. فهل من سميع او مجيب؟

العنوان الثاني، قضاء قادر، وهذا ما يتطلب احتراما للفقرة "هاء" من مقدمة الدستور، التي تنص على ان "النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها"، بما يشكل مدخلا لإعادة تفعيل السلطة الثالثة، سواء على مستوى التحقيقات في انفجار المرفأ، أو ملفات الفساد التي لا تلبث أن تختفي، وفق انطباع الناس، بعد اثارتها في الاعلام واحالتها على القضاء المختص.

 العنوان الثالث، سلطة تشريعية متجددة، من خلال انتخابات نيابية نزيهة، بعيدة عن محاولات التلاعب المفضوحة، التي بانت ملامحها في تعديل قانون الانتخاب، وتظهر الافخاج المنصوبة لحريتها وديمقراطيتها من خلال استغلال معاناة الناس لكسب اصواتهم لقاء رشاوى مالية او عينية متنكرة بزي مساعدات واعانات.

لكن، في انتظار اتضاح المشهد، "فلنفكر بلبنان، الذي يعاني من أزمة لا سابق لها، وحيث الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تبعث على القلق الشديد"، تماما كما صلى قداسة البابا فرنسيس في رسالة الميلاد، في وقت عادت الانظار اليوم الى الشأن الاقليمي المرتبط بلبنان، من خلال التصعيد المتجدد ضد حزب الله على خلفية حرب اليمن. غير ان البداية من المواقف المرتقبة غداً للرئيس عون.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

 ربط لبنان بصاعق قنبلة موقوتة من العيار الثقيل.. ينتهي عدها العكسي مساء الغد ولا حاجة إلى ضرب طوق أمني ولا استدعاء خبير عسكري لتفكيكها.. فأضرارها لن تتجاوز قطر القصر الرئاسي في بعبدا وفحواها مقروءة من خمس سنين عجاف.. ومن دخول العهد كتاب غينيس عن فئة أطول حكم في التعطيل. غدا لناظره قريب.. والقنبلة أكانت صوتية أم أصابت شظاياها الخصم والحليف بحسب ما يشاع.. فإنها لن تعيدنا من الطريق إلى جهنم ما لم تكبح الانهيار وتقرن بمواقف مسؤولة تعيد المؤسسات إلى نصابها وأن تحمل حلولا لأزمة بلد يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة.. وأن لا يترك باب المواقف مواربا لإطلالة الصهر المرتقبة. 

غدا لكل حادث حديث، لأن الحدث اليوم في مكان آخر، ولا يمكن تصنيفه بالأمر العادي.. لكن يمكن وصفه بالفعل العابر على الكرامة العربية "بالجزمة الإسرائيلية" ففي وضح النهار وعلى مرأى العالم والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تحولت هضبة الجولان إلى "كابينيت مصغر" وكرس رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت احتلالها باجتماع حكومي جرى على أرضها وصادق على مضاعفة الاستيطان وتدشين مستوطنات ومدن جديدة وإقامة مشاريع استثمارية بقيمة تقدر بمليار شيكل، أي ما يعادل ثلاثمئة وسبعة عشر مليون دولار من أجل جذب مئات آلاف المستوطنين وزرعهم في أرض سورية محتلة تسلحت حكومة الاحتلال بإعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هضبة الجولان المحتلة أرضا إسرائيلية وهو حين قدمها هدية لبنيامين نتنياهو أعطى ما لا يملك إلى من لا حق له لا في حرب الأيام الستة ولا بعد أربعة عقود احتلال. اغتصبت إسرائيل فلسطين على مرأى عرب جلسوا يتفرجون على زناة التاريخ وهم يقتلعون شعبا من أرضه وها هو التاريخ يعيد نفسه على هضبة، باقتلاع من تبقى من أصحاب الأرض الذين أكدوا استمرارهم في النضال لإفشال تلك المخططات الهادفة إلى تهجيرهم قسرا فماذا عن جامعة الدول العربية؟ ألم يحن الوقت لإعادة سوريا إلى الحضن العربي ودعوتها إلى القمة العربية؟ الضرب في الميت حرام.. لكن هناك متسعا ليقظة الضمير واتخاذ موقف عربي ودولي متضامن مع سوريا في وقت لم تؤد خطوة الاحتلال حتى اللحظة إلى  تسجيل هزة ارتدادية واحدة على مقياس الدول المطبعة معها.

 ومن أعلى الهضبة نزولا إلى لبنان، على مرصد سجل أسبوعه في ساعة وعلى مدى عشرين عاما بنى وطنا دقة بدقة.. وعمر سياجه على حفافي الوقت وعندما بلغ عمر الشباب سأل نفسه "وهلق شو"؟ "بعمر العشرين سنة هوا شو تغير؟ كيف صار الوطن غربة؟ ومين اللي أتقن هزيمة المدن؟ الأسئلة كثيرة.. والجواب واحد في محطة أخذت على عاتقها إعادة إعمار ما هدمته السياسة فغيرت الكثير في المشهد الإعلامي وفي المشهد السياسي في لبنان والعالم العربي، وبحسب رئيس مجلس إدارتها تحسين الخياط.. فإن معركة الجديد الأساسية كانت وستبقى ضد الفساد.. ومع الحريات حققنا انتصارات، ولا يزال أمامنا الكثير من المحطات.. وخلي عينك عالجديد.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

فرضت عطلة الاعياد حضورها على الواقع السياسي في لبنان، بانتظار الاطلالة التلفزيونية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا، وغلبت المواعظ والعظات الداعية الى ضرورة الوئام بين اللبنانيين للخروج من الازمة مع تسجيل أسم صادم في صفوف النساك في لبنان، الا ان الخبر بقي يمنيا ميمونا حيث نساك الليل ليوث النهار، فقد نجحت القوات المسلحة في تحرير مساحة اجمالية تقدر بالف ومئتي كليومتر مربع لتصبح محافظة الجوف الحدودية مع السعودية محررة بالكامل.

المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية توعد بمرحلة جديدة من التصدي لمشروع العدوان داعيا كل الاحرار الى المشاركة الفاعلة في معركة الاستقلال. وفي المقلب الاخر، مؤتمر صحافي لما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة السعودية، أغرب ما قاله المتحدث باسمه تركي المالكي أنَّ الرياض تمارس صبرا استراتيجيا، وفي معرض الحديث عن انجازات التحالف أورد ارقاما تشكل في الواقع احتفالا بالنصر اليمني، وافلاسا حقيقيا وضجيجا وصخبا لا طائلة منه لتحالف العدوان.

 فاليمنيون نجحوا باطلاق ثمانمئة واحدى وخمسين طائرة مسيرة واربعمئة وثلاثين صاروخا بالستيا ومئة زورق مفخخ قال المالكي الذي بدى من حيث لا يدري كمن يسخر من ذاته وتحالفه الغارق في الفشل والهزيمة.

أما في كيان الاحتلال فتولت قناة كان العبرية عبر سكاتش السخرية من التهديدات الاسرائيلية لايران مستعينة بخرائط تظهر فقط ثلاثة مواقع نووية ايرانية مشخصة كاهداف ، فيما النقاط التي تحدد الاهداف المرصودة في كيان الاحتلال تغطي الخريطة.

وبعيدا عن السخرية، وفي اجواء الميلاد، فان من أجمل ما قيل في الحمقى ما نقل عن السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام: داويت المرضى فشفيتم باذن الله، وأبرأت الاكمه والابرص باذن الله، وعالجت الموتى فشفيتهم باذن الله، لكن عالجت الاحمق فلم اقدر على اصلاحه.

 

تقرير: إسرائيل قصفت عشرات الأهداف لـ«حزب الله» في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 كانون الأول/2021

قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير، أمس (السبت)، إن «حزب الله» اللبناني لم يرد بعد على تصريحات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي هاجم على مدى السنوات الثلاث الماضية عشرات من أهداف «حزب الله» في سوريا، حسبما أفادت به صحيفة «جيروساليم بوست» الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن هذا الأمر مثير للدهشة؛ لأن الهجمات أعاقت بشدة جهود التنظيم اللوجيستية والعملياتية لإنشاء بؤر استيطانية ونقل أسلحة وذخائر وبنية تحتية في محاولة لترسيخ الحزب في مناطق جنوب هضبة الجولان والمثلث الحدودي مع الأردن. وأشار المسؤول إلى أن «حزب الله»، بمساعدة إيران، يستعد لمهاجمة الجبهة الداخلية لإسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي المتمركزين على الحدود مع سوريا في المستقبل. وعند سؤاله عن كيفية وصول السلاح إلى «حزب الله»، أجاب بأن بعض الأسلحة جاءت من إيران عن طريق البحر وبعضها براً وجواً عبر قوافل أتت إلى هضبة الجولان السورية. وفي بعض الأماكن الأخرى، تمكن عناصر يعملون باسم «حزب الله» من نصب مخازن أسلحة هاجمتها القوات الجوية الإسرائيلية ودمرتها. وبحسب موقع «جيروساليم بوست»؛ فإنه وفقاً لمسؤولين أمنيين كبار، الهزيمة التي تلقاها الحزب اللبناني في سوريا هي عدم استجابة إيران للهجوم الذي قام به السلاح الجوي الإسرائيلي على منطقة التنف في سوريا، والذي أدى إلى تدمير طائرات من دون طيار وصواريخ؛ بما في ذلك بنية تحتية إيرانية الصنع.

 

التحالف يفضح دور “الحزب” في اليمن

قناة العربية.نت/26 كانون الأول/2021

عرض المتحدث باسم “التحالف”، الذي تقوده السعودية في اليمن، العميد ركن تركي المالكي مقطع فيديو يثبت تورط حزب الله في توجيه المقاتلين الحوثيين في اليمن وتدريب عناصرهم على استخدام الأسلحة. ويظهر الفيديو، الذي عرضه المالكي خلال مؤتمر صحفي، خبيرا في حزب الله وهو يعطي توجيهاته “للإرهابي أبو علي الحاكم، المطلوب رقم 5” لدى التحالف، لافتا إلى أن هذا يؤكد “تبعية المليشيا لخبراء الحرس الثوري وحزب الله”. وشدد “الخبير” في الفيديو على أهمية مدينة الحديدة من أجل ضمان وصول الدعم للمسلحين، داعيا الحركة إلى ضرورة تجاوز الخلافات “حتى لا تسقط هذه المدينة الساحلية الهامة.” وأضاف: “إذا خسرنا البحر، لن يصل الدعم ولا المجاهدين.” ويظهر الفيديو الخبير التابع لحزب الله وهو يقوم بتفخيخ مسيرة في مطار صنعاء ويدرب أحد العناصر الحوثية.

 

التحالف: “الحزب” يستهدف المدنيين في السعودية واليمن

 قناة العربية.نت/26 كانون الأول/2021

كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن، في إحاطة شاملة للأزمة اليمنية، عن أدلة تثبت تورط حزب الله الإرهابي باليمن واستخدام المطار لاستهداف السعودية. وعرض التحالف صورا لعناصر من حزب الله تدرب ميليشيا الحوثي على إطلاق المسيرات. وأكد المتحدث الرسمي، العميد ركن تركي المالكي في المؤتمر الصحافي إن “الحوثيين لا يملكون القرار ليكونوا جزءا من الحل السياسي في اليمن”. وشدد المالكي على أن “تنظيم حزب الله الإرهابي نشر الدمار في المنطقة والعالم، وهو يتحمل المسؤولية في استهداف المدنيين في السعودية واليمن”. وأضاف: “النظام الإيراني يرعى الأذرع في المنطقة ويقوم بالدمار والخراب”، مشيرا إلى أن “ميليشيا الحوثي تبنت الفكر الطائفي من إيران”. كما تحدث المالكي، عن دور طهران في إذكاء “الفكر الطائفي في العراق وسوريا ولبنان”. وتابع المتحدث الرسمي للتحالف أن “الحرب في اليمن فكرية اجتماعية وطائفية كما هو الحال في لبنان”.وشدد الماكي في مؤتمره الصحافي على أن “الحل السياسي في اليمن هو الحل الأمثل”، موضحا أن “ميليشيا الحوثي رفضت كل جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة سياسيا”. واتهم ميليشيا الحوثي “باستغلال اتفاق خفض التصعيد وتحريك قواتها في عدة جبهات”، مشددا على أن “التحالف يراقب تحركات ميليشيا الحوثي على مدار الساعة”.

وأشار المالكي إلى أن “محاولة ميليشيا الحوثي السيطرة على مأرب تهدد 3 ملايين يمني”، كاشفا أن السفير الإيراني لدى الحوثيين، حسن إيرلو، كان يقود العمليات العسكرية في اليمن”.

 

قضية أهالي عين الرمانة الى الواجهة… فهل تفعلها القاضية عون؟

وكالة الانباء المركزية/26 كانون الأول/2021

باتت شكوى اهالي عين الرمانة في حضرة النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون التي لم تكن موجودة في مكتبها عند وصول فريق المحامين وكلاء الإدعاء عن أهالي عين الرمانة المتضررين. فقد علمت “المركزية” ان القاضية عون بصدد اتخاذ الموقف القانوني من الشكوى الجزائية التي قدّمها فريق من المحامين وعلى رأسهم رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض ومفوض الحكومة السابق لدى المحكمة العسكرية پيتر جرمانوس الذين انتظروا القاضية عون للبتّ بشكواهم الا أنها لم تصل الى دائرتها قبل ساعات متأخرة من يوم تقديم الشكوى، حيث كان المحامون غادروا قصر العدل . وافادت المعلومات ان الشكوى المذكورة على مكتب عون بانتظار المصير الذي ستقرره النائب العام في جبل لبنان، مع العلم ان عون سبق وقبلت شكوى الاثنين الماضي من عدد من اهالي الشياح الذين تقدموا بشكواهم أمامها والتي ادعوا بموجبها على سمير جعجع وحزب القوات اللبنانية والموقوفين ومن أخلي سبيلهم على خلفية ملف عين الرمانة. ساعات ويتكشّف مصير شكوى اهالي عين الرمانة المتضررون من اعمال الشغب والتحطيم والتكسير والإعتداء الذي تعرّضوا له، هذا ويُشار الى ان شكواهم تمحورت حول جرائم النيل من الوحدة الوطنية عن طريق حمل الأسلحة الحربية، واعتماد الأعمال الإرهابية في أماكن محدّدة باعتماد استخدام تلك الأسلحة الحربية وإلحاق الأضرار والإيذاء بالأشخاص والممتلكات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وقفة لأهالي العسكريين في حوش سنيد احتجاجا على تدني قيمة الرواتب

وطنية - بعلبك/26 كانون الأول/2021

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن زوجات وأبناء وأهالي وأقارب العسكريين والمتقاعدين قطعوا طريق رياق- بعلبك الدولية في محلة حوش سنيد عند "النقطة الرابعة" لبعض الوقت، خلال وقفة واعتصام، احتجاجا على تدني قيمة رواتب العسكريين، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدماتية. ورفع المشاركون الإعلام اللبنانية وأعلام وشعارات الجيش، ورددوا الشعارات، ومنها: "لا للذل لا للجوع، العسكري راسه مرفوع"، "لا للذل ولا للعار العسكري حامي الديار"، و"بدنا حقوق عسكرنا"، على أصداء الأناشيد والأغاني الوطنية، وتولت قوة من الجيش فتح الطريق الدولية على مسرب واحد، إلى حين انتهاء الاعتصام.وطالبت الكلمات قائد الجيش ب"حفظ حقوق العسكريين وتأمين مازوت للتدفئة، ومنع إذلال العسكريين على أبواب المصارف، وتصحيح الرواتب بعد أن أصبح الراتب أقل من 50 دولارا أميركيا".

 

لبنان على صفيح ساخن… الخلافات تتصاعد بين “الحزب” وباسيل

سكاي نيوز عربية/26 كانون الأول/2021

لوّح “التيار الوطني الحر” في لبنان باحتمال إنهاء تحالفه السياسي مع ميليشيا “حزب الله”، ما اعتبره محللون بداية لتغيير التحالفات في البلاد، قبيل الانتخابات النيابية. وللمرة الأولى، وبشكل علني، هاجم زعيم “التيار الوطني الحر”، جبران باسيل، (صهر الرئيس ميشال عون)، الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، بعدما كان يحصر الأزمات في جبهة “حركة أمل” برئاسة نبيه بري، محيدا حزب الله بشكل أو آخر. وانتشر مقطع مصور مسرب لباسيل رفع فيه منسوب الهجوم تجاه الحزب المسلح قال خلاله: “اللي ما بكون معنا ومع قضية الحق تبعنا عمره ما يكون”.

وأضاف زعيم التيار الوطني الحر تعليقا على إجراءات اتخذت ضد حزبه: “ستكون لها مترتبات سياسية”، في إشارة إلى أنباء حول تخيير حزب الله بين التحالف معه أو حركة أمل، خاصة بعد المعركة الأخيرة بأزمة قانون الانتخابات. والثلثاء الماضي، رفض المجلس الدستوري طعن التيار الوطني على تعديلات البرلمان بقانون الانتخابات.

هل ينهار اتفاق مار مخايل الذي يجمع الطرفين؟

وفي تعقيب له على الأزمة الحالية، كتب خليل شربل، المنتمي للتيار الوطني الحر على “تويتر”: “مخايل – مات”، في إشارة إلى اتفاق مار مخايل الذي جمع التيار مع حزب الله قبل 15 عاما، وساهم في وصول عون، مؤسس التيار الوطني الحر، إلى السلطة في 2016. وفي 6 شباط 2006، وقّع زعيم حزب الله، حسن نصرالله وزعيم التيار الوطني الحر (آنذاك) الرئيس الحالي ميشال عون تفاهما في كنيسة مار مخايل ببيروت، للعمل معا في معالجة قضايا هامة أبرزها “بناء الدولة”. وتتألف وثيقة التفاهم من 10 بنود، أبرزها “قانون الانتخاب”، و”العلاقات اللبنانية السورية”، و”حماية لبنان”، وبند آخر بعنوان “بناء الدولة” ينص على اعتماد معايير العدالة والتكافؤ والجدارة والنزاهة، وقضاء عادل ومستقل، ومعالجة الفساد من جذوره. والخلافات ليست وليدة اليوم، ففي فبراير الماضي، قال المجلس السياسي للتيار الوطني، في بيان، في ذكرى الاتفاق، إن تفاهمه مع “حزب الله”، “لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون، ونرى في ذكرى التوقيع مناسبة للتمعن في هذا التفاهم”.وفي حزيران الماضي، قال باسيل إن “وجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني أمر ليس طبيعيا، وهذا الوضع استثنائي يجب ‏ألا يستمر”، بعد معلومات سربت عن خلافات بينه وبين ممثلي الثنائي الشيعي بشأن أزمة تأليف الحكومة آنذاك.

خسارة آخر حليف

وبينما لم يعلق “حزب الله” رسميا على تصريحات باسيل، قال صادق النابلسي، الموالي للتنظيم، إن “حزب الله آثر الصمت واستوعب وهضم كل الانتقادات ولم يوجه أي انتقاد علني للتيار الوطني الحر، لكن باسيل يخاطر بفقد الدعم”. وأضاف: “لم يعد للتيار الوطني الحر أي حليف في الانتخابات القادمة.. لا يوجد حليف حقيقي له إلا حزب الله فلماذا تتخلون عن آخر حليف لكم؟”. ويعيش لبنان أزمة سياسية جديدة بعد تشكيل الحكومة، إذ يشلّ “حزب الله” اجتماعات مجلس الوزراء؛ بسبب إصراره على أن تتخذ الحكومة قرارا بتغيير المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار، وهو ما يرفضه رئيسا الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، وفق مبدأ أن السلطة السياسية لا تتدخل بعمل السلطة القضائية.

سببان بارزان

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، قال إن هناك خلافات تتصاعد بين حزب الله والتيار الوطني جراء عدة أسباب؛ أبرزها انتخابات الرئاسة، فباسيل يضع عينه على المنصب، بينما يريد حزب الله زعيم تيار المردة، سليمان فرنجية، على اعتبار أن هناك شبه اتفاق على ذلك من قبل وصول عون للرئاسة. وأضاف عاكوم، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن السبب الثاني هو موعد الانتخابات، فدعم حزب الله قرارات رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل، نبيه بري، على حساب التيار الوطني، وهو ما عمَّق هوية الخلاف بين الجانبين. وتوقع المحلل اللبناني أن يعود باسيل خطوة للوراء ويقبل بكل شروط حزب الله التي سيضعها خلال فترة الانتخابات؛ لأن التيار الوطني بحاجة لأصوات الطائفة الشيعية “ليس من مصلحة باسيل أن يغرد خارج السرب في الفترة الحالية؛ لأنه في هذه الحالة سيكون الخاسر الأكبر بين التيارات السياسية”. وأوضح أن الخلاف الأكبر حاليا بين التيار الوطني وحركة أمل، “فهناك ضرب سياسي تحت الحزام بين الجانبين، ولولا وجود حزب الله وعلاقته القوية مع التيار لوصلت الأمور إلى انفلات أكبر”. وأشار إلى أنه ستكون هناك حالة تجميد للخلافات؛ حيث يوجد التقاء مصالح للثلاثة، ومعهم فرنجية نفسه، والحزب القومي السوري الاجتماعي، ولكن من بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية أعتقد أن الخلاف بين حزب الله وباسيل والأخير وبري، ستصل إلى حد القطيعة، وسيكون هناك تغيير في التحالفات من بعد الانتخابات وليس قبلها.

 

“قنبلة” عون الاثنين… ومعادلة جديدة!

جريدة الأنباء الإلكترونية26 كانون الأول/2021

أعلنت أوساط قصر بعبدا عبر “الأنباء” الإلكترونية أن “رئيس الجمهورية ميشال عون سيفجر قنبلة من العيار الثقيل، وسيتطرق الى كل المطبات التي رافقت عهده منذ العام 2016 حتى اليوم، التي ارتكبت على أيدي الحلفاء والخصوم، ويسمي الأمور بأسمائها، ولن يوفر تحالف مار مخايل من هجومه، لأنه مصمم على طرح الامور كما هي”، رافضا تحميله وحده مسؤولية تغطية سلاح حزب الله، “لأن سلاح الحزب كان موجودا قبل عودته من فرنسا، وأن قوى 14 آذار كانت تتعامل معه كأمر واقع لأن له امتدادات اقليمية”. وأشارت الأوساط الى أن “عون عاتب على حزب الله لعرقلته مسيرة العهد، والانحياز الكامل إلى جانب خصمه الرئيس نبيه بري الوحيد الذي اعترض على وصوله الى رئاسة الجمهورية”. وتحدثت مصادر سياسية لـ “الأنباء” الإلكترونية عن “معادلة جديدة، الحكومة وتحقيقات المرفأ مقابل الانتخابات النيابية والموافقة على فتح دورة استثنائية، فإما أن يهدم الهيكل على رأس الجميع، وإما الشروع بحل الأزمة إنطلاقا من فك أسر الحكومة”. ورأت أن “موقف عون المرتقب، وخاصة تجاه التصعيد مع حزب الله قد يساهم بشد العصب المسيحي الى جانب التيار الوطني الحر، والذي سيكون مرتكزا لكلمة النائب جبران باسيل المرتقبة مطلع السنة الجديدة”.

 

خلال 3 سنوات… استهداف عشرات المواقع لـ “الحزب” في سوريا

قناة العربية.نت/26 كانون الأول/2021

أفاد موقع “واللا” walla الإسرائيلي، نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، بقصف العشرات من الأهداف التابعة لحزب الله في سوريا والمثلث الحدودي مع الأردن، خلال الثلاث سنوات الماضية. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن هذه الأهداف شملت مخازن أسلحة. وذكر الموقع الإسرائيلي أن حزب الله كان يستعد لشن هجمات على إسرائيل انطلاقا من هضبة الجولان بأسلحة تصله من إيران بحرا وبعضها يصل برا وجوا وتمرر عبر قوافل إلى هضبة الجولان السورية. وأوضحت مصادر رفيعة أن حزب الله لم يرد على الهجمات في سوريا، ما زاد من صعوبة العمليات اللوجيستية وأنشطته لإقامة مواطئ قدم ونقل أسلحة وذخائر وتثبيت بنية تحتية من أجل التمركز في جنوب هضبة الجولان والمثلث الحدودي مع الأردن. وفي بعض الأماكن، تمكن ناشطون في حزب الله من نصب مخازن أسلحة هاجمها ودمرها سلاح الجو الإسرائيلي، بحسب تقارير خارجية. وتزامناً، نقل موقع “إيران انترناشونال” عن مصدر إسرائيلي القول، إن إيران تعتزم جعل ضربات الطائرات المسيرة مركز أنشطتها في المنطقة في المستقبل القريب. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا تسببت في مشاكل خطيرة لشحن هذه الأسلحة.

 

عقبات سياسية… لا زيارة قريبة للبابا الى لبنان

 الوكالة الوطنية للإعلام/26 كانون الأول/2021

اعتبر رئيس جمعية “الناس للناس” الاب عبدو رعد، رسالة البابا فرنسيس التي وجهها للعالم في عيد الميلاد، أنها “شاملة، تنطلق من معنى الميلاد لتحمل الحب لكل العالم ولا سيما للشعوب المعذبة والمقهورة، وللناس الأبرياء والضعفاء. تحمل لهم أمل الخلاص، وتشجعهم على الصمود رغم المآسي. إنها رسالة خير وحب وصلاة وطلب من يسوع إزالة العنف وزرع الأمل”. وأضاف الأب رعد: “البابا هو رجل السلام ورجل الله. وما من شك بأنه يعطي دوما، ولا سيما في لقاءاته مع حكام العالم اقتراحات ويشجع على أخذ المبادرات من أجل السلام. في رسالته الميلادية اليوم، يرى قداسته أن طريق الخروج من المآسي والتصدي لجائحة كورونا يكون من خلال الحوار. الثالوث الأقدس هو شركة حوار بين الآب والابن والروح. والسيد المسيح، تجسد ليلتقي مع الناس في كل أشكال حياتهم وليحاورهم من أجل بناء عالم أفضل معتمدا على حريتهم وفهمهم. من هنا يقترح البابا الحوار من أجل الخروج من التحديات. الانسحاب والعمل الفردي، على صعيد الأفراد أو الدول خطير جدا، لا يفيد أحدا، ولا يخلص أحدا، لأن الجميع معنيون بالخير. العالم بلا حوار يغرق في الظلام. لا شك بأن مسيرة الحوار طويلة ومعقدة، لكنها الحل الأضمن لفض النزاعات ومكافحة الكوارث والأمراض”.

وعن أهداف الرسالة، قال: “مع الأسف، العالم اليوم غارق في صراع مؤلم. هذا ما يراه الحبر الأعظم بوضوح تام ويشير إليه، لكنه لا يوجه رسالة خاصة، إنما يذهب بتفكيره نحو كل الدول التي تعاني ويطلب أن نفكر بها ونصلي لأجلها. يفكر بالنازحين من سوريا والعراق، يسمع بكاء أطفال اليمن، يتأسف على التوترات في فلسطين بين شعبين وعلى حياة السكان الصعبة في الأرض المقدسة وبيت لحم، مكان ولادة يسوع. يفكر بلبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية غير مسبوقة. يحزن بسبب معاناة الشعب الأفغاني وهجرته. يدعو الله إلى مساعدة أوكرانيا وأثيوبيا والسودان وميانمار وشعوب شمال أفريقيا والقارة الأمريكية… لإيجاد سبل المصالحات وتخفيف آلام الشعوب”. وتابع الأب رعد: “قداسة البابا هو رجل الرجاء الدائم. ففي منتصف الليل والظلام الذي يسود في أنحاء كثيرة من العالم، هو يعرف عيد الميلاد على أنه علامة رجاء. يسوع الذي يحتاج إلى كل شيء كطفل فقير، يستطيع أن يمنحنا كل خير، لأنه الحب الذي ينير العالم. المهم أن نسأله باستمرار القوة لفتح قلوبنا على الحوار، وأن نناشده كي يشرق نوره بالمصالحة على المتخاصمين، وأن يساعد المسؤولين على رفض التعصب والعنف. الرجاء يأتي من كون الميلاد يعني أن الله معنا. فهو يشفي المرضى، يلهم أصحاب الإرادات الطيبة الحلول للأزمة الصحية، يعيد الأسرى. بروح هذا الرجاء علينا أن نصلي ونطلب من ملك السلام أن يضع في العالم سلامه”. وعن احتمال زيارة البابا لبنان، اشار الى انّ “البابا لم يتطرق في رسالته المقتضبة إلى هذا الموضوع. لكن لا أرى أن في الأفق زيارة سريعة للبنان، رغم أن البابا يحمل في قلبه دوما الشعب اللبناني ويذكره في كل مناسبة ويحاول مساعدته بشتى الوسائل السياسية والاجتماعية. لا شك بأن البابا يرغب بزيارة لبنان ليشجع اللبنانيين على الصمود وليبث في نفوسهم رجاء الميلاد، لكن هذه الزيارة دونها عقبات سياسية متنوعة حاليا”. وختم رعد: “ليس لنا إلا أن نضم صوتنا إلى صوت البابا بالمعايدة. ليكن ميلاد يسوع ميلاد خير وفرح، وليس لنا إلا أن نرفع صوتنا مع صوته مطالبين بالعدالة والسلام، وأن نرفع دعاءنا مع دعائه أمام طفل المغارة، لينعم على البشرية بالصفاء والاتفاق والصحة”.

 

لبنان ورقة إيران بواسطة “الحزب”… التداعيات كارثية!

جريدة السياسية الكويتية/26 كانون الأول/2021

رأت أوساط معارضة بارزة لـ”السياسة الكويتية” أن “تورط “حزب الله” في استخدام مطار صنعاء لضرب المملكة العربية السعودية، مؤشر بالغ الخطورة وينطوي على تداعيات لا يمكن التكهن بنتائجها، لما لها من انعكاسات على وضع لبنان الذي يعاني ظروفاً صعبة للغاية”، مشددة على أن “حزب الله” مُصرّ على تنفيذ أجندة إيرانية معادية لمصالح لبنان والدول الخليجية”. كما أكدت مصادر سياسية لـ”السياسة”، أن “عودة تهريب المخدرات من لبنان إلى دول الخليج، يمثل إصراراً على ضرب العلاقة اللبنانية الخليجية، وتالياً إفشال أي محاولة لإصلاح العلاقات بين الطرفين، بعد صدور إعلان جدة”، وقالت: “إن الجهات نفسها التي كانت تقف وراء التهريب إلى المملكة العربية السعودية، هي نفسها التي تقف وراء تهريب المخدرات إلى الإمارات العربية المتحدة” . وحذّرت من “وجود نوايا خبيثة من قبل المحور الإيراني، لإعادة ضرب العلاقات اللبنانية مع الخليج، والإضرار بمصالح اللبنانيين العاملين في دول مجلس التعاون، ما يبقي لبنان ورقة في أيدي الإيرانيين وجماعاتهم في لبنان”.

 

لبنان: عون لن يكسر الجرة مع “حزب الله” لدعم صهره للرئاسة

الراعي: لا أمل في أي إصلاح أو تغيير من هذه الجماعة

بيروت ـ “السياسة” /26 كانون الأول/2021

لا تجزم أوساط سياسية بإمكانية كسر الجرة نهائياً بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، في ضوء ما سيقوله اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون، مشيرة لـ”السياسة”، إلى أن “العهد لا يمكنه فك الارتباط مع الحزب لأنه مدين له في أمور عديدة”، مؤكدة أن “الرئيس عون لن يقطع نهائياً مع حليفه الشيعي، لأنه يعلم جيداً أن تأثيره لا يزال قوياً في الانتخابات النيابية والرئاسية، وهو الطامح لتوريث صهره النائب جبران باسيل في رئاسة الجمهورية. ولذلك فإن رئيس الجمهورية ليس مستعداً لإغضاب حزب الله”، ولو توجه إليه ببعض الانتقادات في ما خص عدد من الملفات الداخلية التي لن تؤثر على تحالفهما”.

وكان لوح رئيس “التيار الوطني الحر” باحتمال إنهاء تحالفه السياسي مع ميليشيا “حزب الله”، ما اعتبره محللون بداية لتغيير التحالفات في البلاد، قبيل الانتخابات المقررة اذار المقبل. وللمرة الأولى، وبشكل علني، هاجم زعيم “التيار الوطني الحر”، جبران باسيل، (صهر الرئيس ميشال عون)، الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، بعدما كان يحصر الأزمات في جبهة “حركة أمل” برئاسة نبيه بري، محيدا حزب الله بشكل أو آخر. وانتشر مقطع مصور مسرب لباسيل، رفع فيه منسوب الهجوم تجاه الحزب المسلح قال خلاله: “اللي ما بكون معنا ومع قضية الحق تبعنا عمره ما يكون”. وأضاف رئيس “العوني” الذي سيتحدث مطلع السنة الجديدة، تعليقا على إجراءات اتخذت ضد حزبه: “ستكون لها مترتبات سياسية”، في إشارة إلى أنباء حول تخيير حزب الله بين التحالف معه أو حركة أمل، خاصة بعد المعركة الأخيرة بأزمة قانون الانتخابات. ورد الرئيس ميشال سليمان على كلام الرئيس عون ليلة عيد الميلاد. وكتب: “قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشيَّة الميلاد، في لقائه الـمُفعَم ‏بالروحانيات والمعاني الجميلة، إنَّ وصايا السيد المسيح في العهد الجديد تحمل ‏الصيغة الإيجابية، وأعطى مثالًا على قوله الآيةَ التالية: “قيل لكم: لا تحلفوا باسم الله ‏بالباطل. أما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا باسم الله البتة”.‏ وأردف الرئيس عون قائلاً: إن “تَبِعة معاناة اللبنانيين اليوم، في عيشتهم، تقع على ‏عاتق من مارس المسؤولية سابقاً”. ‏وأضاف الرئيس سليمان، “أنا أقول نعم: أخطأْنا. والاعتراف بالخطأ فضيلة. والإيجابية التي اعتمدها السيّد ‏المسيح تقتضي أن يعترف بهذا الخطأ الجميعُ: الحاليون والسابقون، رؤساءُ ‏الجمهورية، ورؤساءُ الحكومات المدنية والعسكرية، والوزراء، والنواب، والكتل ‏النيابية، والقادة العسكريون، ورؤساء المؤسسات والأحزاب وقادة الرأي العام، ‏وقادة فصائل المقاومة المتتالية”.‏ إلى ذلك، ترأس البطريرك بشارة الراعي قداساً، أمس، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي. وقال: “اللبنانيون يتطلعون إلى وجوب اجراء الانتخابات النيابية في مايو المقبل، كاستحقاق دستوري ليمارسوا حقهم في المساءلة والمحاسبة”. وتوجه متروبوليت بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني، “للسياسيين أيضًا وخصوصا الزعماء المسيحيين الذين يتحدثون عن حقوق المسيحيين والدفاع عنهم ولكن بعد عقود من الدفاع عن هذه الحقوق ماذا كانت النتيجة، فشل تام، ولقد تناقص عدد المسيحيين كثيرا، وهاجر الكثير منهم وكذلك مات الكثير اثناء الحرب. وما نعيشه اليوم يتحمل جزءا من مسؤوليته الزعماء المسيحيون، الذين في كثير من الأحيان لم يكونوا صانعي سلام ولا مسرة للمواطنين، ويتحدثون كل يوم عن حقوقنا وكأن حقوق المسيحيين تختلف عن حقوق اللبنانيين، فإذا اردتم ان تدافعوا عن حقوقنا فاجلسوا معا”. وأردف: “أقول للزعماء المسيحيين، توبوا، واجلسوا مع بعضكم البعض وتفاهموا لكي تتمكنوا من الجلوس مع غير المسيحيين وتتفاهموا. كفاكم كلاما فارغا، فالمسيحيون لم يعودوا يطيقون ذرعا بكم وبممارساتكم، والمساعدات التي توزعونها هي لأهداف انتخابية، فاذا اردتم مصلحتنا اسعوا للسلام ولتحسين وضعنا الاقتصادي، واوقفوا ذل الناس”.

 

عقبات سياسية أمام زيارة البابا واستياء فاتيكاني

بيروت ـ “السياسة” /26 كانون الأول/2021

 كشفت مصادر موثوقة لـ”السياسة” أن “هناك استياء فاتيكانياً من القيادات السياسية اللبنانية العاجزة عن إيجاد حل للمعضلة التي تواجه البلد، دون أن تستفيد من كل الفرص التي سنحت لها، لإخراج لبنان من مأزقه”، مشددة على أن “أداء السياسيين اللبنانيين لن يساعد على تقريب زيارة البابا إلى لبنان، وإن كان يتوقع أن يزور وزير خارجيته بيروت مطلع السنة الجديدة”. واعتبر رئيس جمعية “الناس للناس” الأب عبدو رعد، في روما، أنّ رسالة البابا فرنسيس التي وجهها للعالم في عيد الميلاد، “رسالة شاملة، تنطلق من معنى الميلاد لتحمل الحب لكل العالم ولا سيما للشعوب المعذبة والمقهورة، وللناس الأبرياء والضعفاء. تحمل لهم أمل الخلاص، وتشجعهم على الصمود رغم المآسي. وعن أهداف الرسالة، قال: “مع الأسف، العالم اليوم غارق في صراع مؤلم. هذا ما يراه الحبر الأعظم بوضوح تام ويشير إليه، لكنه لا يوجه رسالة خاصة، إنّما يذهب بتفكيره نحو كل الدول التي تعاني ويطلب أن نفكر بها ونصلي لأجلها.

 

أوساط معارضة: “حزب الله” مستمر في توريط لبنان

بيروت ـ “السياسة” /26 كانون الأول/2021

حملت أوساط المعارضة اللبنانية “حزب الله” مسؤولية ما قد ينجم من تداعيات بعد ما تم كشفه عن تورطه في قصف الأراضي السعودية من مطار صنعاء، مشددة لـ”السياسة”، على “الحزب لا هم له سوى توريط لبنان في أزمات المنطقة، والإضرار بمصالحه العربية وتحديداً الخليجية، وكذلك الأمر الاستجابة لإملاءات سيده الإيراني”. واعتبرت الأوساط أن “استمرار تورط حزب الله في الاعتداء على السعودية، يؤكد بالدليل القاطع أن الهدف هو تنفيذ سياسة إيران في استخدام أذرعها العسكرية، في زعزعة استقرار الدول الخليجية وتعريض مصالحها للخطر”. وشجب عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب نعمه طعمه، “الاعتداءات الاثمة التي طاولت منشآت مدنية وحيوية في المملكة العربية السعودية، ولاسيما في جازان من خلال اعتداء موصوف على المدنيين، ورأى في ذلك “انتهاكا فاضحا لحقوق الانسان والمواثيق الدولية”. وقال: “إذ ندين ما تتعرض له السعودية من عدوان سافر، فاننا في الوقت عينه نؤكد وقوفنا وتضامننا مع المملكة، التي كانت دائما إلى جانبنا”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

التحالف: «حزب الله» الإرهابي يتحمل مسؤولية استهداف المدنيين في السعودية واليمن

ميليشيا الحوثي أطلقت 851 مسيرة و430 صاروخا باليستيا باتجاه المملكة

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 كانون الأول/2021

كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم (الأحد)، عن أدلة تورط ميليشيا حزب الله والحوثي في اليمن، وحملها مسؤولية استهداف المدنيين في السعودية اليمن، واستخدام مطار صنعاء لاستهداف المملكة. وعرض التحالف صوراً لعناصر من حزب الله تدرب ميليشيا الحوثي على إطلاق المسيرات. وقال المتحدث الرسمي، العميد ركن تركي المالكي في المؤتمر الصحافي، إن ميليشيات الحوثي استهدفت السعودية بـ851 مسيرة و430 صاروخا باليستيا أطلقتها ميليشيا الحوثي باتجاه السعودية وأضاف العميد المالكي أن ميليشيا الحوثي هددت الملاحة البحرية بأكثر من 247 لغما بحريا. وأكد المالكي أن «تنظيم حزب الله الإرهابي نشر الدمار في المنطقة والعالم، وهو يتحمل المسؤولية في استهداف المدنيين في السعودية واليمن». وتابع المالكي أن «النظام الإيراني يرعى الأذرع في المنطقة ويقوم بالدمار والخراب»، مشيرا إلى أن «ميليشيا الحوثي تبنت الفكر الطائفي من إيران». كما تحدث المالكي، عن دور طهران في إذكاء «الفكر الطائفي في العراق وسوريا ولبنان»، وأن «الحوثيين لا يملكون القرار ليكونوا جزءا من الحل السياسي في اليمن». وأكد متحدث التحالف العميد الركن تركي المالكي، أن قيادة التحالف تدعم جميع الجهود الدولية لحل الأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث، وأوضح، أن العمليات العسكرية في اليمن تهدف لإعادة الأمن والاستقرار، وأكد أن عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل بدأت بناء على طلب من الرئيس اليمني. وأضاف المتحدث الرسمي للتحالف أن «الحرب في اليمن فكرية اجتماعية وطائفية كما هو الحال في لبنان». وشدد الماكي في مؤتمره الصحافي على أن «الحل السياسي في اليمن هو الحل الأمثل»، موضحا أن «ميليشيا الحوثي رفضت كل جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة سياسيا». واتهم المتحدث، ميليشيا الحوثي «باستغلال اتفاق خفض التصعيد وتحريك قواتها في عدة جبهات»، مشددا على أن «التحالف يراقب تحركات ميليشيا الحوثي على مدار الساعة».

 

قائد إسرائيلي: نواصل الاستعداد لأي سيناريو مواجهة مع إيران

قائد الجبهة الداخلية في إسرائيل: سنرد بآلاف الصواريخ على أي اعتداء صاروخي إيراني

العربية.نت، وكالات/26 كانون الأول/2021

قال قائد قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية الميجر جنرال أوري غوردين، مساء اليوم الأحد، إنَّ بلاده تستعد لأي سيناريو مواجهة مع إيران. وأكد جاهزية إسرائيل للتصدي لأي هجمات صاروخية قد تتعرض لها، وذلك رداً على تهديد إيراني بشن مثل هذه الهجمات. وأضاف: "إسرائيل جاهزة للتصدي لاعتداءات صاروخية تشمل إطلاق آلاف الصواريخ على أراضيها". تحصين الجبهة الداخلية كما أكد غوردين أن على إسرائيل"مواصلة استعداداتها وتحسين جاهزيتها للتعامل مع هذا السيناريو إلى جانب سد النواقص القائمة في مجال تحصين الجبهة الداخلية". و السبت، نشرت وسائل إعلام إيرانية مقطع فيديو يظهر محاكاة لعملية استهداف مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي فيما كشفت فيما بعد بعض وسائل الإعلام زيف الفيديو حيث نشرت فيديوهات أخرى تظهر تفجير المجسم من الداخل وليس بفعل الصواريخ التي أطلقت عليه كما ادعت إيران . وأظهر المقطع عدداً من الآليات الضخمة التي تحمل صواريخ باليستية وآلية أخرى تحمل عدداً من الطائرات المسيرة الانتحارية.

 

إسرائيل تتحضر لشنّ هجوم محتمل على إيران!

 سبوتنيك عربي/26 كانون الأول/2021

وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، بتسريع التحضيرات لشن هجوم محتمل على إيران. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن رئيس الأركان الإسرائيلي قد أوعز إلى قواته العسكرية بتسريع التحضيرات لشن هجوم محتمل على إيران. وأكدت القناة العبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي يجري تعديلات على البرامج التدريبية والتأهيلية للطيارين والملاحين لهذا الغرض.

 

إسرائيل تكشف عن خطة لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 كانون الأول/2021

كشفت إسرائيل، اليوم الأحد، عن خطة لإنفاق أكثر من 300 مليون دولار أميركي بهدف مضاعفة أعداد المستوطنين اليهود في مرتفعات الجولان التي ضمتها من سوريا قبل 40 عاماً. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، خلال الاجتماع الوزاري الأسبوعي الذي عُقد في تجمع «ميفو حماة» الزراعي في الجولان المحتل، إن هذه هي «اللحظة» لزيادة عدد الإسرائيليين اليهود الذين يعيشون في المنطقة. وأضاف: «هدفنا مضاعفة عدد السكان في الجولان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقدم رئيس الوزراء برنامجه لتحسين أوضاع الإسكان والنقل والسياحة والمرافق الطبية في المنطقة، الذي سيترجم باستثمار مليار شيقل (317 مليون دولار) فيها. ويعيش نحو 25 ألف مستوطن إسرائيلي في مرتفعات الجولان التي يقطنها أيضاً نحو 23 ألف درزي بقوا في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وكانت إسرائيل أعلنت في 14 ديسمبر (كانون الأول) 1981 ضم الجولان؛ في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وفي عام 2019 اعترف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بسيادة الدولة العبرية على مرتفعات الجولان. وجدد بنيت (الأحد) تأكيده على أن «مرتفعات الجولان إسرائيلية»، مشيراً إلى اعتراف ترمب بما وصفها بالحقيقة «المهمة»، ومنوهاً بأن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن «أوضحت أنه لا تغيير في السياسة». وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن ،قد صرح بعد وقت قصير من تولي إدارة بايدن زمام الرئاسة في يناير (كانون الثاني) الماضي، بوجود أسئلة قانونية تحيط بخطوة ترمب التي أدانتها سوريا بوصفها «انتهاكاً صارخاً» لسيادتها. مع ذلك، قال بلينكن إنه لا يوجد أي تفكير في التراجع؛ خصوصاً في ظل الحرب الأهلية المستمرة في سوريا. وتُعدّ إسرائيل وسوريا عملياً في حالة حرب. ويحتاج بنيت؛ الذي يقود ائتلافاً آيديولوجياً متنوعاً من 8 أحزاب، إلى موافقة المجلس الوزاري المصغر قبل أن يمضي قدماً في مخطط الجولان. لكن جرى (الأحد) تأجيل اجتماع الحكومة بهذا الخصوص مؤقتاً بعد أن ثبتت إصابة ابنة بنيت (14 عاماً) بفيروس «كورونا» وعزل رئيس الوزراء. لكن ما زال من المتوقع التصويت على الخطة.

 

إردوغان يفاجئ تل أبيب بتصريحات إيجابية حول اليهود وإسرائيل

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/26 كانون الأول/2021

تلقى المسؤولون السياسيون والرؤساء الروحيون اليهود في إسرائيل، بالمفاجأة والاهتمام، التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال استقباله في قصره في أنقرة، الحاخام اليهودي الأكبر للبلاد ومعه مجموعة من الحاخامات ورؤساء الطوائف الدينية اليهودية من بلدان العالم الإسلامي، وقال فيها إن العلاقات الاقتصادية بين تل أبيب وأنقرة هي الأقوى بين الدولتين من أي وقت سبق. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي إن هذه الأقوال وما رافقها من تصريحات «تعتبر مفاجئة وغير مألوفة، وتشكل رسالة قوية لا بد من دراستها والتجاوب معها كما يليق». واعتبرها موقع «تايمز أوف إسرائيل»، «إيجابية بشكل لا يصدق». كانت تركيا استضافت خلال الأسبوع الحالي مؤتمراً لرجال الدين اليهود في البلاد ومختلف دول العالم الإسلامي، البالغ عددهم 100 ألف يهودي، للتداول في سبل توفير حياة كريمة ومزدهرة لليهود وضمان أن يمارسوا طقوسهم الدينية بحرية. وشارك فيه ممثلون عن عدة دول عربية مثل الإمارات وتونس والمغرب وكذلك أذربيجان وطاجكستان وكازاخستان وإيران وأوغندا وتشاد ونيجيريا وألبانيا وقبرص. وقد استقبل الرئيس التركي رؤساء الوفود في قصره بأنقرة بحرارة وفي شكل غير مسبوق. وقال لهم، وفق أحد الحاخامات، «ستبقى العلاقات الاقتصادية بين تركيا واليهود وإسرائيل قوية على الدوام». وأكد أن تركيا واحدة من أوائل الدول التي وقعت على المعاهدة الدولية ضد إنكار المحرقة النازية لليهود، وتؤدي دوراً كبيراً في مكافحة العداء للسامية، وتحارب ضد الغبن اللاحق باليهود، كما تحارب الإسلاموفوبيا (العداء للإسلام) في الغرب. وقال إن بلاده تقيم علاقات رتيبة مع إسرائيل، وتسعى طيلة الوقت لتحسينها. وأكد أن حكومته تسعى لتحقيق سلام عادل وثابت بين إسرائيل والفلسطينيين مبني على الاحترام المتبادل. وقال: «رغم اختلافنا في الرأي بشأن فلسطين، فإن علاقاتنا مع إسرائيل في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة تتقدم في حد ذاتها في سياق جهود السلام الإسرائيلية، فإن الموقف الصادق والبناء سيساهم بلا شك في عملية التطبيع. وأنا أعتقد أنه يمكن إيجاد حل في القدس يراعي حساسيات جميع الجماعات الدينية». وأكد أن «العلاقات بين تركيا وإسرائيل ضرورية لاستقرار وأمن منطقتنا... بالطبع أنا مهتم في شكل خاص بدعمكم في هذا الصدد... ونحن مستعدون لتطوير سبل تعاوننا والاستفادة بشكل أفضل من إمكاناتنا العالية. وأنا أولي أهمية للحفاظ على الاتصال والحوار، لأنني أعتقد أنه في مصلحتنا المشتركة». وكان رئيس المؤتمر المذكور، والمبادر إليه، معندي هيتريك، قال إن اليهود في تركيا يعيشون بحرية ورغد وحياتهم تشكل نموذجاً أعلى للعلاقات بين المسلمين واليهود في عصرنا. وأعرب عن سروره لنتائج اللقاء مع إردوغان. وتعتبر العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل قديمة ومميزة، إذ كانت أنقرة أول العواصم الإسلامية التي اعترفت بإسرائيل في سنة 1948، وأقامت معها علاقات دبلوماسية. ولكنها شهدت فترات طويلة من التوتر والجفاء، منذ تنظيم جمعية تركية سفينة مرمرة وأسطول الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة، في سنة 2010، ففي حينه هاجمت إسرائيل الأسطول وقتلت 10 مواطنين أتراك. ورغم اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن هذا الهجوم ودفع تعويضات لذوي الضحايا، إلا أن العلاقات السياسية والأمنية بقيت متأزمة. وفي سنة 2018، طردت أنقرة السفير الإسرائيلي وردت إسرائيل بخطوة مماثلة. لكن العلاقات الاقتصادية بقيت مزدهرة بين البلدين. وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 6 مليارات دولار. وقامت تركيا بنقل مصالحها من ميناء اللاذقية إلى مينا ء حيفا لتصدير منتوجاتها إلى العالم العربي.

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي في عزل ذاتي بعد إصابة ابنته بـ«كوفيد - 19»

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 كانون الأول/2021

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت إنه بدأ عزلاً ذاتياً في منزله، اليوم الأحد، بانتظار نتائج فحص «كوفيد - 19» بعد ثبوت إصابة ابنته البالغة من العمر 14 عاماً بفيروس «كورونا». وغادر بنيت الاجتماع الأسبوعي لمجلس وزرائه وتوجه إلى المنزل بعد أن علم بثبوت إصابة ابنته الذي جاء وسط انتشار سريع للعدوى في إسرائيل بسبب المتحورة «أوميكرون». وقال مكتب رئيس الوزراء إنه تم تطعيم ابنة رئيس الوزراء ضد «كوفيد - 19»، دون أن يكشف ما إذا كانت مصابة بـ«أوميكرون» أو السلالة «دلتا» السائدة أيضاً في إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وقبل بدء جلسة مجلس الوزراء، أجرى بنيت، الذي حصل على جرعة تنشيطية في 20 أغسطس (آب)، وأعضاء آخرون في حكومته فحوصاً سريعة للكشف عن المرض وجاءت النتائج سلبية.

 

الميليشيات ترد على خسائرها بجريمة جديدة ضد سكان مأرب

223 قتيلاً حوثياً وتدمير 17 آلية عسكرية بغارات جوية

عدن: علي ربيع/26 كانون الأول/2021

ردت الميليشيات الحوثية أمس (السبت) على خسائرها المتواصلة في جبهات محافظة مأرب اليمنية، بارتكاب مجزرة جديدة في أوساط المدنيين، خلَّفت 11 قتيلاً وجريحاً على الأقل، بينهم أطفال، وفق ما أفادت به المصادر الرسمية. وبينما يواصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المعارك ضد الميليشيات، في جبهات مأرب والجوف، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن (السبت) تنفيذ عشرات الاستهدافات الجوية المساندة، مؤكداً تدمير آليات عسكرية ومقتل عشرات العناصر الحوثية. وأوضح التحالف في تغريد بثته «واس»، أنه نفذ 40 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب والجوف خلال 24 ساعة؛ مؤكداً أن الاستهدافات دمرت 17 آلية عسكرية، وكبَّدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 223 عنصراً إرهابياً. إلى جانب ذلك، أفاد التحالف بأنه نفذ عمليتي استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين؛ حيث تواصل القوات هناك تقدمها؛ لا سيما في مديرية مقبنة شمالي جنوب تعز. هذه التطورات جاءت بعد ساعات من استهداف الميليشيات لمحافظة صامطة في جنوب السعودية، بمقذوف أدى إلى مقتل سعودي ويمني وإصابة آخرين، وهو الأمر الذي لقي تنديداً واسعاً. وفي معرض تعليق السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، على العملية الإرهابية، قال في تغريدة على «تويتر»، إن «الميليشيا الحوثية قتلت يمنياً وسعودياً في جازان بسلاح إيراني من الأراضي اليمنية، وهو عمل إرهابي إجرامي، في استمرار لسفك الحوثيين للدماء اليمنية والمدنية في كل مكان، ورفضهم لكل دعوات وقف إطلاق النار وجهود السلام». وأضاف آل جابر: «يعمل في المملكة قرابة مليونَي يمني، ويعيشون بأمن وأمان أسوة بإخوتهم المواطنين والمقيمين، ويحوِّلون أكثر من 4 مليارات دولار سنوياً، ليستفيد منها أهلهم وأقاربهم في اليمن الذين يصل عددهم لقرابة 15 مليون شخص، كما يعزز ذلك الاقتصاد اليمني، وينعكس إيجابياً على حياة كل الشعب اليمني». وفي سياق الهجوم الحوثي الذي استهدف منطقة مدنية أمس (السبت) في مأرب، ذكرت السلطات المحلية أن 3 مدنيين قتلوا، وأصيب 8، بينهم طفلان، في القصف الصاروخي على سوق شعبية جنوبي مدينة مأرب. ونقلت المصادر الرسمية عن مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب، عبد ربه جديع، قوله: «إن ميليشيا الحوثي الإرهابية قصفت مجمع آل جابر، وسط سوق شعبية جنوبي مدينة مأرب، بصاروخ باليستي أسفر عنه سقوط 3 شهداء، بينهم الطفل عبده حسن عضمان (14 عاماً)، وإصابة 8 آخرين، بينهم الطفل حسين قاسم حسن ذو الثلاثة أعوام، وألحق أضراراً مادية بالمجمع ومحيطه». ووصف المسؤول اليمني المحلي «استمرار قصف الميليشيا للأسواق الشعبية والأحياء السكنية ومخيمات وتجمعات النازحين في محافظة مأرب، وتعمدها استهداف المدنيين وقتل النساء والأطفال»، بأنه «يثبت للعالم سلوكها الإجرامي، ونهجها العدواني، وإصرارها على انتهاك كافة القوانين والمعاهدات الدولية التي تحمي المدنيين، وتجرِّم استهدافهم في الصراعات والحروب». في السياق الميداني، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني، بمقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية، بنيران الجيش والمقاومة وغارات جوية لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية، جنوبي مأرب وغربها. وبحسب ما نقله الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت): «شهدت مختلف جبهات القتال في الجبهة الجنوبية من مأرب معارك عنيفة، عقب هجمات فاشلة للميليشيا، تزامنت مع أخرى كسرها الجيش والمقاومة بجبهتي الكسارة، والمشجح، غربي المحافظة». في السياق نفسه، قال الموقع العسكري، إن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت مواقع وتعزيزات الميليشيا الحوثية على امتداد مسارح العمليات القتالية؛ حيث أسفرت المواجهات والضربات عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا، علاوة على تدمير آليات وعربات قتالية.

 

روسيا تدرس اقتراح حلف الأطلسي إجراء محادثات في يناير

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 كانون الأول/2021

نقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها، اليوم الأحد، إن روسيا تلقت اقتراحاً من حلف شمال الأطلسي لبدء محادثات حول مخاوف موسكو الأمنية يوم 12 يناير (كانون الثاني) وإنها تدرس هذا الاقتراح. وكشفت روسيا، التي أثارت قلق الغرب من خلال تعزيزها للقوات بالقرب من أوكرانيا، الأسبوع الماضي عن قائمة مقترحات أمنية تريد التفاوض بشأنها، منها تعهد حلف شمال الأطلسي بالتخلي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية قولها: «لقد تلقينا بالفعل عرض (الحلف) هذا، ونحن ندرسه». وتقول الولايات المتحدة وأوكرانيا إن روسيا ربما تستعد لغزو جارتها السوفياتية السابقة. وتنفي روسيا ذلك وتقول إن علاقة أوكرانيا المتنامية بحلف شمال الأطلسي هي السبب في تصعيد المواجهة. وشبّهت موسكو هذه العلاقة بأزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 عندما كان العالم على شفا حرب نووية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس الماضي، إن روسيا تريد تجنب نشوب صراع، لكنها في حاجة إلى رد «عاجل» من الولايات المتحدة وحلفائها على مطالب الضمانات الأمنية التي تقدمت بها. وقالت موسكو إنها تتوقع بدء محادثات مع مسؤولين أميركيين حول الموضوع في يناير (كانون الثاني) في جنيف.

وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن بعض الاقتراحات الأمنية الروسية غير مقبولة بوضوح، لكن واشنطن سترد بأفكار ملموسة أكثر على الصيغة التي ستدور بها أي محادثات. وتتضمن طلبات الكرملين أن يكون لروسيا حق اعتراض فعّال على عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي في المستقبل، وهو ما رفضه الغرب بالفعل. وتعني مقترحات أخرى سحب الأسلحة النووية الأميركية من أوروبا وسحب قوات حلف شمال الأطلسي متعددة الجنسيات من بولندا والجمهوريات السوفياتية السابقة لاتفيا وإستونيا وليتوانيا.

 

بوتين: ردنا على توسع الناتو قد يكون مختلفًا للغاية

سبوتنيك عربي/26 كانون الأول/2021

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر قناة “روسيا 1” في برنامج مع الصحفي بافيل زاروبين أن رد روسيا على توسع الناتو باتجاه الشرق يمكن أن يكون مختلفًا تمامًا، فالقرار يعتمد على المقترحات التي يقدمها الخبراء العسكريون الروس. وقال بوتين: “يمكن أن يكون (رد روسيا) مختلفا للغاية. يعتمد على المقترحات التي سيقدمها لي خبراؤنا العسكريون”.وأضاف أن روسيا قدمت ضمانات أمنية استراتيجية للولايات المتحدة والناتو من أجل تحقيق نتيجة دبلوماسية للمفاوضات.وتابع الرئيس الروسي: “ولكن، أتمنى أن نكون قد قدمنا كل ذلك – ليس للتعتيم وإيقاف شيء ما، من وجهة نظر هذه العملية الدبلوماسية. بل من أجل تحقيق نتيجة دبلوماسية للمفاوضات”.

 

«طالبان» تحظر على النساء التنقل لمسافات بعيدة بمفردهنLالحركة أمرت أصحاب المركبات بنقل مَن يرتدين الحجاب فقط

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 كانون الأول/2021

أعلنت «حركة طالبان» التي تتولى السلطة في أفغانستان أنه لن يُسمح للنساء الراغبات بالسفر لمسافات طويلة الصعود على متن وسائل النقل إلا إذا كن برفقة أحد أقربائهن الذكور. كما حضت الإرشادات الجديدة الصادرة عن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأحد جميع أصحاب المركبات على نقل النساء اللاتي يرتدين الحجاب فحسب، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأفاد الناطق باسم الوزارة صادق عاكف مهاجر الأحد بأنه «يجب ألا يتم عرض نقل النساء اللواتي يردن السفر إلى مسافات تبلغ أكثر من 72 كلم إلا إذا كن بصحبة أحد أفراد عائلتهن المقربين». وتأتي الإرشادات التي تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أسابيع من طلب الوزارة من القنوات التلفزيونية الأفغانية التوقف عن عرض الأفلام الدرامية والمسلسلات التي تمثل فيها نساء. كما دعت الوزارة الصحافيات اللواتي يعملن على التلفزيونات إلى ارتداء الحجاب على الشاشة. وقال مهاجر الأحد إن ارتداء الحجاب سيكون شرطا للنساء اللواتي يسعين للصعود على متن وسائل النقل. كما أمرت توجيهات الوزارة الناس بالتوقف عن تشغيل الموسيقى في مركباتهم. ولم توضح «طالبان» قصدها عندما تشير إلى الحجاب، إذ إن تفسيرها له قد يتراوح من غطاء الرأس إلى غطاء الوجه أو الغطاء الكامل من الرأس إلى أخمص القدمين، علما بأن أغلبية النساء الأفغانيات يرتدين غطاء الرأس. ومنذ تولت السلطة في أغسطس (آب)، فرضت «طالبان» قيودا عديدة على النساء والفتيات رغم تعهدها بحكم أقل تشددا مقارنة بأول ولاية لها في تسعينات القرن الماضي. وتم إقناع سلطات «طالبان» في عدد من الولايات بإعادة فتح المدارس لكن الفتيات ما زلن محرومات من ارتياد المدارس الثانوية. وفي وقت سابق هذا الشهر، أصدرت الحركة مرسوما باسم زعيمها يأمر الحكومة بمنح النساء حقوقهن. ولم يأتِ المرسوم على ذكر حق الفتيات في التعليم. ويأمل ناشطون بأن تقدم «طالبان» تنازلات في مجال حقوق النساء في مسعى لكسب الاعتراف الدولي وعودة المساعدات إلى البلد الذي يعد بين الأفقر في العالم. ولطالما أشارت أبرز الجهات المانحة في العالم إلى أن احترام حقوق النساء شرط لإعادة تقديم المساعدات. وفرضت الحركة في ولايتها الأولى على النساء ارتداء البرقع ولم تسمح لهن بمغادرة منازلهن من دون مرافق ومنعتهن من العمل والتعليم.

 

قصة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا من النشوء إلى السقوط

جوهانسبرغ: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 كانون الأول/2021

شكل الفصل العنصري الذي كافحه الأسقف ديسموند توتو الذي توفي، اليوم الأحد، عن 90 عاماً، نظاماً سياسياً قائماً على التمييز العنصري استمر حوالي نصف قرن وسقط رسمياً في العام 1991. مع تجاهل الغالبية السوداء، ولدت جنوب أفريقيا المعاصرة «بين البيض» في العام 1910، من اتحاد المستعمرين البريطانيين والأفريكانيين (أو البوير) الذين يتحدرون من أصول هولندية. واستند هذا النظام الذي أنشأه الحزب الوطني الذي سيطر على الحياة السياسية في البلاد من العام 1948 حتى 1994، على ثلاث ركائز: قانون تصنيف السكان وقانون الإسكان المنفصل وقانون الأرض، حسبما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وكان السكان يصنفون منذ ولادتهم أربع فئات: بيض، سود، خلاسيون وهنود. وفي الحياة اليومية، خصصت حافلات ومطاعم وشبابيك تذاكر وحتى شواطئ للبيض. وحظر الزواج المختلط والعلاقات الجنسية بين الأعراق. وكان السود يحصلون على تعليم أو رعاية صحية أقل جودة. وحجزت معظم الأراضي (87 في المائة) للبيض. وأجلي نحو 3.5 ملايين شخص قسراً ونقل السود إلى «بلدان السود» (أماكن للنوم) و«بانتوستانات» (محميات عرقية). وما زالت مشكلة إعادة توزيع الأراضي قائمة حتى اليوم. وحتى العام 1986، كان على السود التنقل حاملين «تصريحاً»، أي وثيقة هوية تحدد المكان الذي يسمح لهم بالذهاب إليه تحت طائلة خطر السجن أو دفع غرامة. ولد نظام الفصل العنصري مقاومة على الفور. وتبنى المؤتمر الوطني الأفريقي في البداية أساليب غير عنيفة، ودعا إلى إضرابات وحملات مقاطعة وعصيان مدني. في العام 1960، فتحت الشرطة النار على متظاهرين في شاربفيل ما أسفر عن مقتل 69 من السود. وحظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الشيوعي وفرضت حالة طوارئ. اختار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي العمل السري والكفاح المسلح. وفي العام 1964، حكم على زعيمه نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بتهمة «التخريب».

وفي العام 1976، نزل آلاف من تلاميذ المدارس إلى شوارع سويتو للتنديد بقانون يقضي بفرض تدريس اللغة الأفريكانية. وبدأت الشرطة في إطلاق النار لكن الاحتجاج استمر وقتل عدة مئات من الأشخاص. في العام 1977، توفي ستيف بيكو، مؤسس حركة الوعي الأسود، في السجن بعد تعرضه للضرب على أيدي الشرطة. ولفتت مذبحة شاربفيل انتباه العالم إلى القمع الوحشي للنظام ما أدى إلى بدء عزلة جنوب أفريقيا دولياً. وتراكمت العقوبات الدولية ضد جنوب أفريقيا، فاستبعدت من الألعاب الأولمبية وطردت من هيئات الأمم المتحدة وفرض عليها حظر أسلحة، وشارك نجوم من عالم الموسيقى في احتفال ضخم أقيم في ملعب ويمبلي في لندن عام 1990 للتنديد بنظام الفصل العنصري وتكريماً لمانديلا. في فبراير (شباط) 1990، فاجأ الرئيس فريدريك دو كليرك الذي كان قد تولى السلطة قبل خمسة أشهر، البلاد بإضفاء الشرعية على المعارضة السوداء. فأفرج عن نيلسون مانديلا في 11 فبراير (شباط) بعد 27 عاماً في السجن. وبعد عام ونصف عام، في 30 يونيو (حزيران) 1991، ألغي نظام الفصل العنصري رسمياً. لكن التحول الديمقراطي لم يكن سهلاً وخالياً من العقبات. قاوم المتطرفون البيض التغيير بعنف، وتحول التنافس بين مقاتلي حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وحزب الزولو إنكاثا إلى أعمال عنف دامية. وأضيفت إلى ذلك هجمات كان يشنها متطرفون بيض (لا سيما حركة المقاومة الأفريكانية) وسود (الأفارقة من جيش تحرير شعب آزان). في أبريل (نيسان) 1993، كادت البلاد أن تشهد حرباً أهلية بعد اغتيال أحد مؤيدي اليمين المتطرف الأبيض كريس هاني، الأمين العام للحزب الشيوعي، حليف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وفي أبريل (نيسان) 1994، أجرت جنوب أفريقيا أول انتخابات متعددة العرق طاوية صفحة نظام الفصل العنصري. وعند انتخابه رئيساً قال نيلسون مانديلا «أحرار أخيراً».

 

41 قتيلا في هجوم في بوركينا فاسو والحكومة تعلن حدادا وطنيا ليومين

وطنية/26 كانون الأول/2021

 أعلنت سلطات بوركينا فاسو اليوم مقتل 41 شخصا من مدنيين وعسكريين، في هجوم نفذه جهاديون في شمال البلاد التي أعلن رئيسها روش مارك كريستيان كابوري، حدادا وطنيا لمدة 48 ساعة. بحسب ما أفادت "الوكالة الفرنسية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في العام 2022: تعويم القرارات الدولية التي تُغضب "حزب الله"

فارس خشان/النهار العربي/26 كانون الأول/2021

أنهى انهيار لبنان تلك "الحكمة" الانتهازية التي اتبعتها غالبية الطبقة السياسية: "من الأفضل أن تكون على يمين الشيطان وليس في طريقه". على مدى أعوام عدّة، حاول سياسيو لبنان تجنّب التطرق الى القرارات الدولية التي تطالب بنزع سلاح "حزب الله"، وبمنع تمرير السلاح والمقاتلين عبر المعابر غير النظامية بين سوريا ولبنان، بوجوب ترسيم الحدود اللبنانية-السورية. لقد كان أيّ حديث عن القرارات الدولية، لا سيّما منها القراران 1559 و1680 يثير غضب "حزب الله" الذي بدأ، منذ غزوة السابع من أيّار (مايو) 2007 يحاول بسط نفوذه على صناعة القرار في لبنان، قبل أن يعود ويفرض هيمنته، بشكل حاسم، مع نجاحه في إيصال العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري. ويبدو، في هذه المرحلة، أنّ هاجس استرضاء "حزب الله" قد سجّل تراجعات نوعية، فبدأ عدد من المؤثّرين في الحياة السياسية اللبنانية الاهتمام بالقرارات الدولية، مطالبين المجتمع الدولي بإجراء ما يلزم من أجل تطبيقها. ولعلّ أهم ترجمة لهذا التوجه الجديد تجسّد في الرسالة التي وقعها خمسة رؤساء جمهورية وحكومة سابقين وسلّموها الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وهم: ميشال سليمان، أمين الجميل، فؤاد السنيورة بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن سعد الحريري وتمّام سلام. وقد تضمّنت هذه الرسالة بوضوح أرقام القرارات الدولية المطلوب تنفيذها، إذ ورد فيها، لهذه الجهة، الآتي: "التزام لبنان بالانتماء العربي وكذلك بالإجماع العربي، وبجميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالشأن اللبناني، لا سيّما القرارات 1559 و1680 و1701".

ومنذ سنوات عدة، فشلت محاولات عدة تهدف إلى جمع هؤلاء الرؤساء السابقين، في إطار تنسيقي موحّد، على الرغم من أنّ الأهداف الوطنية نفسها تجمعهم.  سبب فشل هذه المحاولات لم يكن سرّاً على أحد: الخلاف على طريقة التعاطي مع "حزب الله".  بين هؤلاء الرؤساء من لم يكن يريد أن يطرح، لأسباب خاصة به أو خوفاً على مصالح المرجعية التي يرتبط بها، مواضيع من شأنها إثارة غضب هذا الحزب، وأهمّها: المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية "المغضوب عليها" والدعوة الى الالتزام بـ"إعلان بعبدا" الذي يتمحور حول وجوب تحييد لبنان عن حروب المنطقة وصراعات محاورها. حالياً، وفي ظلّ المآسي التي وصلت إليها أحوال لبنان وتدهور وضعيته وصورته وعلاقته مع المجتمع الدولي عموماً ومع دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، بات استرضاء "حزب الله" بمثابة جريمة بحق بلاد الأرز. ولم تكن رسالة رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين التي تسلّمها غوتيريش معزولة عن السياق الوطني، إذ إنّه قرأ رسالة مماثلة، مرفقة بآلية تنفيذية، وجّهه إليها البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أصرّ على أنّ إنقاذ لبنان أصبح مسؤولية دولية، بحيث شدّد على وجوب عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، وتنفيذ جميع القرارات الدولية من دون استنسابية وتجزئة.

كما أنّ رسالة الرؤساء السابقين الخمسة لم تخرج عن الإطار الدولي-الإقليمي إذ إنّها تأتي، غداة، "إعلان جدّة" الذي صدر بعد لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وطالب بوجوب تنفيذ القرارات الدولية نفسها، أي 1559 و1680 و1701.

وهي رسالة تتكامل أيضاً مع ما ورد في الفقرة الخاصة بلبنان الذي تضمّنها البيان النهائي للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي الذي انعقد، مؤخّراً، في المملكة العربية السعودية. ولم يخلُ بيان إقليمي أو دولي تلا مؤتمراً يُعنى بإنقاذ لبنان من الدعوة الى وجوب تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وبضرورة النأي بلبنان عن حروب المنطقة وصراعات محاورها. وفي نقاش سابق أجريته، قبل أسبوعين، مع السفير السابق جوني عبدو الذي يُعتبر من أكبر الخبراء في الشأن اللبناني، دعا الى وجوب نقل المواجهة مع "حزب الله" من لبنانية الى دولية. وهو يقصد بذلك، أنّ "حزب الله" مستهدف بقرارات دولية سبق أن أصدرها مجلس الأمن، وهي لا تزال تتكرّر، في كل مناسبة تعنى بالشأن اللبناني، كما هي عليه الحال مع القرارين 1559 و1680 و1701، ويجب تالياً أن تكون المواجهة مباشرة بين المجتمع الدولي من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى، وليس بين "القوى اللبنانية السيادية" من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى، كما هو حاصل منذ سنوات، من دون أي نتيجة إيجابية تذكر.

وهذا لا يعني، وفق عبدو، أنّ على "القوى السيادية اللبنانية" أن تُدخل تعديلات أساسية على المهمات المناطة بها، بحيث تتولّى خلق تيار قوي، في الداخل والخارج في آن، يضغط على المجتمع الدولي، من أجل أن يعمل جاهداً لتنفيذ القرارات التي سبق أن أصدرها مجلس الأمن وبقيت، من دون تنفيذ.

وبالنسبة لعبدو ثمّة خطوة واحدة لا تزال "القوى اللبنانية السيادية" تحاول تجنّبها، وهي التي يقترحها: تبنٍّ صريح وشجاع للقرارات الدولية ذات الصلة بلبنان والضغط على المجتمع الدولي ليسعى، بلا هوادة، من أجل تنفيذها. على أيّ حال، من الواضح إنّ الغالبية اللبنانية، وبعدما وصلت أمور لبنان الى المستوى المأساوي الذي وصلت إليه، باتت مقتنعة بأنّ "المسايرة" هنا و"التواطؤ" هناك لم يعودا جزءاً من الواقعية التي تطلبها السياسة بل تحوّلا "خنجراً مسموماً" في خاصرة البلاد. في سنوات خلت، حاول عدد من السياسيين التبرؤ من القرار 1559، بما في ذلك أثناء إدلائهم بإفاداتهم كشهود في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أمام المحكمة الخاصة في لبنان. لكن، وفق ما يبدو فإنّ المعطيات الجديدة أدخلت تعديلات جوهرية على زمن "التبرؤ الإسترضائي"، الأمر الذي يفتح العام 2022 على تطورات مهمة بخصوص لبنان، ويعطي من يحتاج الى عناوين سياسية حقيقية للانتخابات النيابية المقبلة مادة مفيدة ومنتجة.

طبيعي أن لا يقف "حزب الله" مكتوف الأيادي، إزاء، هذه "الموجة التدويلية" الصاعدة، ولكن من الطبيعي أيضاً أن لا يصاب كثيرون، في الداخل والخارج، بالشلل من جرّاء ما يمكن أن يقدم عليه، لأنّه إذا أتيح لهذا الحزب أن يستمر في نهجه، فإنّ الباب الوحيد المتاح، راهناً، للخروج من جهنّم، سوف يُقفل إلى... الأبد.

 

في صبيحة اليوم ال801 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/26 كانون الأول/2021

إذا كان هناك ما هو "أكبر من قرارات الدولة يقيّد مسار الأمور"، كما رشح أن عون ابلغ الراعي بالأمس، فما هو الأمر الذي ستتضمنه الكلمة المتلفزة يوم غد الإثنين كما وعد بذلك رئيس الجمهورية؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر، كان قد تعهد في مستهل الولاية أن يسلم خليفته البلد بوضعٍ أفضل(..) والحصيلة استبق كلمة الإثنين الى الاعتراف بان البلد بحاجة إلى 6 او 7 سنوات للنهوض، فهل مازال بالنسبة له الباب موارب لوضع الآخرين أمام إحتمال من إثنين البقاء في القصر أو يسهلوا طريق التوريث أمام صهر العهد!

ما زال يتردد أصداء سقوط الصفقة الإنقلابية التي كانت ستعني تجديداً ما، لنظام المحاصصة الطائفي الغنائمي. فهذا باسيل ينتقل من "أد المراجل" دون المساس بجوهر إتفاق مارمخايل، إلى الوعد بالكلام الكبير يوم 2 كانون الثاني، فيما بعض مريدي عون رجحوا أن كلمة الغد "قنبلة من العيار الثقيل"، يتطرق فيها عون إلى مطبات واجهته منذ إنتخابه وتشارك فيها الحلفاء والخصوم.. وأنه سيسمي الأمور بأسمائها! المقربون ذهبوا إلى ما اعتبروه بيت القصيد. عون لن يقبل أن يتحمل دون سواه المسؤولية عن تغطية سلاح حزب الله، فالسلاح وفق رأيه كان منذ ما قبل عودته من فرنسا، وأن ما كان قوى "14 أذار" تعاملت معه لأن له إمتدادات إقليمية(..) والحقيقة إنها مشكلة كبيرة يواجهها الرئيس وفريقه في النهج المعروف "ما خلونا"، لأن هذه القوى، كقيادت طائفية تفرقت واندثرت، دون أن يعني ذلك أبداً غياب كل تنظيماتها، ولا يبدل من حجم الغياب وانتهاء الظاهرة سعي بعض الوجوه والحالات الباحثة عن موقع محاولة إحياء "العظام وهي رميم"! منذ مشاركتهم  كقوى طائفية في التسوية المشينة في العام 2016، لم يعد بوسع الفريق البرتقالي التعامل معهم كشماعة ..لذلك يرجح أن يرفع عون مستوى "اللوم" لحزب الله، ومستوى "العتب"، لأن الحزب إنحاز لبري وهو الخصم الوحيد للقصر الذي رفض وصول عون للرئاسة! إنه رفع الصوت لاستدراج حزب الله إلى المسارعة لدعم التيار البرتقالي والعمل لإنقاذه ليس إلاّ!

سنسمع الكلام المغلظ حول إنعدام إنعقاد جلسات مجلس الوزراء، لكن لا مواقف عملية، فالفريق البرتقالي لم يخرج من الرهان على دعم حزب الله له، خصوصاً وهو يعرف حجم تآكل مؤيديه نتيجة السياسات والممارسات التي اتبع وصولاً إلى ارتهانه رئاسة الجمهورية لمصلحة محور الممانعة وهي المسألة التي حملت الراعي إلى التوجه قبل أكثر من سنة إلى عون داعياً إياه إلى تحريرها وفك أسر البلد والشعب اللبناني! لكن عون ليس بوسعه أن ينقلب على ذاته كما دعته بكركي بالأمس، فالشخص كرس السنوات الماضية من العهد للإنخراط في تحالف الأقليات وفي خدمة محور الممانعة، وسار في منحى النقيض الكامل لما كان عليه لبنان منذ الإستقلال.. ورغم أنه المعني أكثر من سواه عن الجحيم الذي تم دفع البلد إليه، وهو كان سباقاً بوعد اللبنانيين به، فالأرجح أنه خارج الكلام المغلظ لن تكون هناك أي خطوة يعول عليها. الخلاف انفجر مع حزب الله نتيجة سقوط صفقة مدمرة لما بقي من الدولة، ولم يكن الإنفجار متأت عن خلاف وطني! وقبل الغد، الذي لن يحمل ما هو دراماتيكي، فانتشال البلد لن يكون على أيدي من خرب وهدم ودمر واّل وارتهن، بل مهمة الموجوعين وهم الأكثرية، لإبتداع السبيل المفضي لاستعادة الدولة المخطوفة، ودون ذلك تبقى الكثير من الأمور وما يُعتقد أنها أولويات مسائل في الهامش وليست في الجوهر. لكن في السياق فإن الكلام البطريريكي لافت لجهة قرع ناقوس الخطروالتحذير من الإيغال في ممارسات لا دستورية. قال الراعي: " إن وجود حكومة من دون مجلس وزراء ظاهرة غريبة تبيح التفرد بالقرارات الإدارية من دون رعاية الحكومة مجتمعة وموافقتها. إن هناك من يريد أن يجعل الناس تعتاد على غياب السلطات الدستورية وسائر مؤسسات النظام بغية إختلاق لبنان آخر لا يشبه نفسه ولا بنيه ولا بيئته ولا تاريخه ولا حضارته".. وكم كان الكلام سيكون أكثر تأثيراً، لو تطرق أيضاً إلى أن هذه العودة لإجتماعات المجلس الأعلى للدفاع ليست بديلاً عن مركز القرار وهو مجلس الوزراء مجتمعاً، وكم كان الكلام سيكون أشد وقعاً، لو تناول هذه الصيغ الخطيرة في قيام حكومات المحاصصة الطائفية الحزبية، على حساب وجود حكومة تمثيلية للبنانيين، ولا تقتصر على جهات ما كانت في مواقعها لولا قانون إنتخاب زور إرادة الناخبين!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

هل يستنجد عون بالأسد ليتوسط له لدى “الحزب”؟

منير الربيع/المدن/26 كانون الأول/2021

البطريرك والرئيس: هذا العنوان السياسي في عيد الميلاد. فالبطريرك الماروني بشارة الراعي حدد الخطوط العريضة للخطوات السياسية التي يراها واجبة. أما الرئيس فاستمهل حتى يوم الإثنين المقبل ليضع النقاط على الحروف، كما قال.

حزب الله وحيداّ؟

وما دار بين البطريرك والرئيس كان في غاية الأهمية. وأهميته في حاجة رئيس الجمهورية حتى يوم الإثنين ليحدد موقفه. لكن لا أسرار في لبنان. فثمة من سيسرّب مضمون اللقاء، فيتخذ حزب الله موقفه على أساس ما تسرّب،  إضافة إلى كلمة البطريرك التي دعا فيها رئيس الجمهورية إلى ضرورة رفع غطاء الشرعية عن كل من يسيء لوحدة الدولة والشراكة الوطنية. وهذا مضاف إلى سوابق البطريرك في دعوته لاعتماد مشروع حياد لبنان سياسة لاستعادة توازنه وموقعه في العالم العربي. ولا بد لحزب الله أن يعلم أنه المقصود في هذا الكلام، فيخرج بخلاصة واضحة، عنوانها: “حجم الضغوط المسيحية” التي يتعرض لها رئيس الجمهورية لفك تحالفه معه. وبالتالي إبقاء حزب الله وحيداً. وهذا ما لا يريده على الإطلاق.

معايدات تجدد العلاقات

فحزب الله على قناعة راسخة بأن تحالفه مع عون وتياره محكوم بحبل سرّي لا مجال لقطعه. فكل من الطرفين في حاجة إلى الآخر. لذلك لم يستعجل عون الكلام من بكركي، وفضل الانتظار حتى يوم الإثنين. وعلى الأرجح هو ينتظر اتصال معايدة من أمين عام حزب الله حسن نصر الله، يعيد فتح خطوط التواصل السياسي بينهما، ويمهد للقاء. كذلك ينتظر جبران باسيل اتصال معايدة أو زيارة تهنئة بالعيد، فتكون مناسبة للدخول في نقاش سياسي حول آفاق العلاقة بين الطرفين. ولم يشأ عون اتخاذ موقف قبل هذه الاتصالات. وهذه حال باسيل الذي منح حزب الله مهلة أوسع حتى يوم الإثنين الذي يلي عيد رأس السنة، وليس عيد الميلاد. ولعلّ هذه الأيام الفاصلة تتكفل بإيضاح صورة العلاقة السياسية بين الطرفين. يعلم حزب الله وعون وباسيل، أن هناك محاولات كثيرة داخلية وخارجية تسعى إلى استنساخ تدهور العلاقة بين حزب الله والرئيس ميشال سليمان في السنة الأخيرة من عهده. فحينذاك وصف سليمان معادلة حزب الله الثلاثية: “الجيش والشعب والمقاومة” بالمعادلة الخشبية، ووقع الخلاف إلى حد الخصومة والقطيعة وصولاً إلى العداء. وهذا ما لا يريد حزب الله تكراره مع عون، ولا يريد عون ولا باسيل الوقوع فيه، وخصوصاً أنهما يتلفتان حولهما فلا يجدان أحداً من الحلفاء.

الحلف الثلاثي على لبنان

أشد ما يصدع العلاقة السياسية بين حزب الله وعون وباسيل هو عدم اتفاق الطرفين على آفاق المرحلة المقبلة. فعون يريد الحصول على موقف واضح من الحزب في شأن ما بعد انتهاء ولايته، وما إذا كان حزب الله جاهزاً لدعم باسيل للوصول إلى بعبدا. لكن حزب الله يفضل الانتظار. فهو أكثر من يستثمر في الصبر ويتجنب الدخول في مشروع سياسي غير واضح المعالم، وخاضع لمتغيرات كثيرة في الداخل والخارج. أما عون فلا يمتلك متسعاً من الوقت الذي لدى حليفه الشيعي. وبقدر حفاظه على علاقته بحزب الله، يريد الحفاظ على أبوابه مفتوحة على الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك على دول عربية.

وفي انتظار الإثنين وما تحمله الساعات من اتصالات ولقاءات سياسية، لا بد من أن يكون لدى عون فكرة أخرى: عدم خسارته أياً من الأوراق التي يمكنه استخدامها، ولو اضطر للتواصل مع دمشق، ومع بشار الأسد شخصياً في مناسبة عيد الميلاد، أو لدى تلقيه برقية أو اتصال تهنئة من قصر المهاجرين، فيرد بالشكر وبطلب من الأسد أن يساعده، فيتوسط له مع حزب الله.

 

هل يصمد لبنان سنة أخرى؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/2021

هل يصمد لبنان حتى الميلاد المقبل؟ طرح هذا السؤال صار منطقياً في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها، مع أنها لا تختلف جوهرياً عن الأوضاع العامة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط... في ظل العدوان الإيراني والمناورات الإسرائيلية والتخلي الأميركي والعجز الأوروبي والمغامرات الروسية والطموح الصيني. هل يصمد «الكيان - الصفقة»، الذي تتقاطع عنده مشاريع أكبر من حجمه وإمكانياته، بينما يخذله بعض أولئك الذين أسس أصلاً من أجلهم، ومراعاة لمخاوفهم ودفناً لهواجسهم؟

هل يصمد بلد ضمُرت فيه «الدولة» وتلاشت أمام «دويلة» احتلال إقليمي تريد لبنان على صورتها، نموذجاً لقُدوتها وامتداداً لمصالحها واجتراراً لتجربتها الظلامية؟

هل يصمد مفهوم «وطن» عندما ترتفع فيه أصوات طائفية ولاؤها للخارج... مستقوية بمئات الألوف من المقاتلين وعشرات الألوف من الصواريخ؟

إنها أسئلة لا مجال للهروب منها، أمام تكامل مقومات «عيش تكاتفي» بين «احتلال» و«واجهة سلطة» هدفهما المشترك التآمر على ما تبقى من كيان ودولة ووطن. ولئن كان وجوه الاحتلال يذكرون اللبنانيين أسبوعياً بأن لا خلاص إلا ببلد كما يريده الاحتلال، يكون نسخة عنه ووفق شروطه، فإن شركاءهم الصغار في صفقة «العيش التكاتفي» يلاقونهم بتبرير الاحتلال وتبرئته من الفساد والهيمنة، بل حتى الطائفية.

أسوأ من هذا، أنه إذا كان مفهوماً وطبيعياً أن يدافع الاحتلال عن «منطقه» وطموحه وأطماع داعميه الإقليميين و«ثأرهم التاريخي» ضد العرب وضد السنة، فإن شركاءه الصغار يقامرون بمصير الذين يزعمون أنهم كرسوا أنفسهم لحمايتهم والدفاع عن وجودهم في هذا الشرق.

الشركاء الصغار هؤلاء، أي «التيار العوني»، ماضون في مغامرة انتحارية قائمة على التذاكي الذي يهدد الوجود المسيحي قبل غيره. وهم الآن، مع انكشافهم أمام الشارع المسيحي، يحاولون - بعد فشل طعنهم «في المجلس الدستوري» حول الانتخابات المقبلة - ادعاء الوقوف «وقفة عز» في وجه «الثنائي الشيعي». وهذا، مع أن «الثنائي» كان مصدر نعمتهم، وسبب إهدائهم رئاسة الجمهورية وأكبر تمثيل مسيحي في البرلمان اللبناني... منذ «تفاهم مار مخايل» عام 2006.

للتذكير، قاعدة حركة «أمل»، التي هي تنظيم جماهيري وطائفي فضفاض وعربي الهوية، لا تتطابق فكرياً مائة في المائة مع قاعدة «حزب الله». ذلك أن الثاني تنظيم «كوادر» ثيوقراطي يتبع النظام الإيراني فكراً وتنظيماً وتسليحاً وإمرة. وبالتالي، بينما نجد كثيرين في بيئة «أمل» يعرفون مشارب «التيار العوني» وتاريخه وممارساته... ولذا لا يثقون به، فإننا نجد أن «نظام الإمرة الكوادري» في «حزب الله»، وما يستتبعه من التزام مطلق بمواقف قيادة معصومة، يمنع الشك ويلغي المراجعة والمساءلة.

حول النقطة الأخيرة - أي الشك والمراجعة والمساءلة - ثمة تشابه كبير بين «حزب الله» وشريكه «التيار العوني»، حيث الزعيم شبه إله معصوم، منزه عن الخطأ… وفوق مستوى البشر. وهكذا، يغدو أي حوار أو نقاش سياسي مع أمثال هؤلاء ضرباً من العبث.

أيضاً، عند الجانبين «الحزب» و«التيار» قواسم مشتركة أخرى، بجانب «تأليه» للقيادتين، بلوَرتها تقاطعات لمشاريع إقليمية وداخلية على أرض لبنان والمنطقة، أبرزها ما يلي:

1 - مشروع «حلف الأقليات» الموروث منذ قرون ضد «البحر السني» الذي بلغ ذات يوم وسط فرنسا وطرق أبواب فيينا.

2 - مشروع «الثأر الفارسي»، الموروث أيضاً، من صفين وكربلاء، بل قبلهما.

3 - مشروع تفتيت الشرق الأدنى إلى كيانات دينية ومذهبية، الذي تطور لاحقاً عبر «سايكس بيكو» و«إعلان بلفور»، وما بعد اكتشاف أهمية النفط، إلى فكرة «الفوضى المنظمة».

بعد «اتفاق الطائف» الذي أنهى الحرب اللبنانية فعلياً عام 1990، عارضت الاتفاق قوى لبنانية وإقليمية في مقدمها:

1 - غُلاة التطرف المسيحي الذين عارضوا «اتفاق الطائف»، رغم موافقة البطريرك الماروني السابق الراحل نصر الله صفير والدكتور سمير جعجع، قائد أقوى حزب مسيحي مسلح، عليه. وكانت حجة هؤلاء الغلاة أن الاتفاق «همش المسيحيين» وانتزع منهم سلطاتهم ونفوذهم.

2 - الرئيس السوري حافظ الأسد، الذي وإن كان أيد الاتفاق علناً فقد منع تطبيق أهم بنوده عملياً، لأنه كان ضد فكرة قيام دولة حقيقية في لبنان. إذ تعامل نظام الأسد دائماً مع لبنان على أنه «خطأ تاريخي» غير قابل للحياة، ويجب أن يبقى مجرد ورقة مساومة له، على شاكلة «تحرير الجولان» و«تحرير فلسطين».

3 - القيادة الإيرانية، التي اعتبرت أن الاتفاق من ناحية عزَّزَ وضع المسلمين السنة، ومن ناحية ثانية آخر نضج «الثمرة اللبنانية» وسقوطها في سلة «الجمهورية الإسلامية الكبرى... التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني!».

4 - تيار صقور «الليكود» في إسرائيل، الذي كان تقليدياً ضد أي تفاهم لبناني عابر للطوائف يمكن أن يؤدي إلى نهوض اقتصادي وعمراني. وهذا ما أثاره أتباع إيران في أعقاب جريمة تصفية رفيق الحريري، من أجل التغطية عليها وعلى مرتكبيها.

وحقاً، جاءت تصفية الحريري عام 2005 محطة مهمة في سلسلة المحطات الدموية الهادفة إلى إسقاط «الطائف»، ومن ثم مشروع «الدولة» في لبنان. كذلك، كشفت هذه الجريمة عمق التكامل الاستراتيجي بين دمشق وطهران تحت الهيمنة الإيرانية وموافقة إسرائيلية – غربية على حدودها وسقفها، وهو ما تأكد بعد الانتفاضة الشعبية السورية. إذ بعدما حل «حزب الله» محل «الجهاز الأمني السوري اللبناني» في «حكم» لبنان، قضت «مأمورياته» الإقليمية بتوسيع نشاطه إلى سوريا، ثم اليمن والكويت والعراق والبحرين!

اليوم وسط الانهيار اللبناني المريع، في عهد يرأسه حليف «حزب الله»، يواجه «التيار العوني» سقوطاً سريعاً في البيئة المسيحية، دفع رئيسه وقياداته إلى محاولة بائسة لـ«شد العصب» الطائفي المسيحي وادعاء وجود خلاف مع «الحزب». لكن الملمين بحقيقة «زواج المصلحة» بين الطرفين يعرفون أن الاحتلال بحاجة لغطاء مسيحي و«التيار» بحاجة إلى أصوات «الحزب» في البيئة الشيعية كي تعوّضه خسارة ما فقده من تأييد في البيئة المسيحية.

على الرغم من هذا، ومع أن كثيرين ما عادوا ينخدعون بادعاءات المظلومية وكذبة «الدفاع عن حقوق المسيحيين»، يبقى الثابت الوحيد عند العونيين مهاجمة «السنوات الـ30» الماضية وتحميلها مسؤولية كل ما حل بلبنان.

إن «المسؤول» عندهم هو «الطائف»، و«العدو» هو رفيق الحريري، مع أن لبنان كان يُحكَم - واقعياً - من دمشق بين 1977 و2005، ومن طهران منذ 2005.

 

مجلس وطني وجبهة سيادية لانهاء الاحتلال الإيراني

فاطمة حوحو/موقع لبنان الكبير/26 كانون الأول/2021

يبدو ان شعار تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني، سيكون عنوانا أساسيا في السياسة لإنقاذ البلد من أزماته وإعادة الاعتبار الى الدولة اللبنانية التي همّشها حزب الله بإقامة دويلته وتوسيعها شيئا فشيئا، حتى ابتلع كل المؤسسات تقريبا ودفع باللبنانيين الى الهاوية.

الأسبوع الماضي، أعلن "لقاء سيدة الجبل" إطلاق "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني"، وكان قد اعلن سابقا من مقر حزب الوطنيين الاحرار عن "الجبهة السيادية من اجل لبنان"، العناوين المشتركة كانت تركز على ضرورة وضع حد للاحتلال الإيراني من خلال العمل على تنفيذ القرارات الدولية، ورفض جر لبنان الى الخندق الإيراني، ورفع هيمنة سلاح "حزب الله" على القرار اللبناني، وانهاء الوصاية الإيرانية.

وللاضاءة على الموضوع، توضح عضو "لقاء سيدة الجبل" الدكتورة منى فياض لـ"لبنان الكبير" ان "فكرة المجلس الوطني لم تنبثق من العدم، بل أملتها التجارب التاريخية التي مرّ بها لبنان. ففي كل مرة يتعرض لبنان لاستحقاق تاريخي لا ينقذه سوى الوحدة الوطنية، بين مكونيه الاساسيين، المسيحي - الاسلامي. منذ الاستقلال والميثاق الوطني حتى اتفاق الطائف الذي أرسى الميثاق مطوراً: لبنان وطن نهائي بجناحيه، عربي الهوية والانتماء. وهذه هي الغاية من المجلس الوطني وبسبب ما يقوم به حزب الله من دفع البلد نحو التشرذم والانقسام الطائفي، الى نداء المطارنة الموارنة الذي في مرحلة قرنة شهوان وجدت من اجل حوار وطني جامع".

وتؤكد أن "المطلوب الآن حوار وطني جامع. والعودة الى قرنة شهوان للتذكير ان الأمر انطلق مع النداء الشهير الذي أطلقه مجلس الموارنة بزعامة البطريرك صفير في 20 ايلول 2000، وكان مطلب خروج الجيش السوري من لبنان مطلبا مسيحيا او كنسيا على الاقل حينها. لكن قرنة شهوان جعلت منه مطلبا مسيحيا، وعملت من اجل ان تجعل منه مطلباً وطنياً من خلال مصالحة الجبل ومن خلال تأسيس "لقاء البريستول" الذي جمع لبنان بجميع مكوناته. ولقد أظهرت المحكمة الدولية أهمية هذه الوحدة الوطنية التي تحققت في البريستول وأكدت أن القرار باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اتخذ عندما انضم الى البريستول وبالتالي عندما انجزت الوحدة الداخلية".

وتضيف: "خرج الجيش السوري من لبنان من خلال انتقال هذا العنوان من عنوان كنسي الى مسيحي الى وطني جامع لغالبية اللبنانيين، لأن قرنة شهوان فشلت عندما حاولت ضم المكون الشيعي الممثل بحركة امل وحزب الله من خلال اللقاء اللبناني للحوار بدءا من عام 2001 في مونترو في سويسرا". وتلفت الى ان "تجارب الماضي وطبيعة لبنان بتنوعه الطائفي والسياسي، بينت ان السيادة تُنتقص كلما اختلفت مكوناته الطائفية. وهذا يرتبط بشكل وثيق بالوحدة الداخلية التي اذا اهتزت او تراجعت تراجع الاستقلال والسيادة. ما يدعم السيادة والاستقلال ويؤكدها كل مشروع يجمع مكونات لبنان المنوعة بهدف حماية العيش المشترك. ان استدعاء اي فريق داخلي للخارج كي يشكل معه مشروع غلبة على حساب العيش المشترك والوحدة الداخلية، يؤدي الى انتقاص السيادة والاستقلال. واليوم نرفع مطلب رفع يد الاحتلال الايراني عن لبنان. لن ينجح هذا اذا كان مختصا بطائفة او جماعة واحدة او حزب او فريق".

وتفيد بأن "طرح مطلب رفع يد الاحتلال الايراني عن لبنان لن ينجح اذا كان مختصا بطائفة او جماعة واحدة او حزب او فريق سياسي. انه مشروع ومسؤولية وطنية جامعة ويرتبط، كما كانت رفع الوصاية السورية عن لبنان، بالوحدة الداخلية. وعلينا العمل لكسب الرأي العام بمختلف مكوناته".

وتوضح ان "من ميزات ووظائف واهداف المجلس الوطني جمع الطاقات. كيف يعاد تكوين الوحدة الداخلية؟ ليس من خلال وضع اشخاص جنبا الى جنب، بل من خلال الالتفاف حول النصوص المرجعية اي الدستور اللبناني ووثيقة الطائف، بمعنى ان من يعتبرون ان الدستور تجاوزه الزمن وان وثيقة الاتفاق الوطني اصبحت منتهية الصلاحية لا ينتسب الى المجلس الوطني. كذلك من يعتبر نفسه مسلما فقط او مسيحيا او فينيقيا وليس لبنانيا عربيا لا ينتسب الى المجلس الوطني، ويضاف الى النصوص المرجعية قرارات الشرعية الدولية. هذه هي النصوص المرجعية التي يستند اليها المجلس الوطني لإعادة تكوين الوحدة الداخلية. وعمله من خلال اللجان للعمل على مستوى قطاعات مناطق ومستوى سياسي عام. أما بالنسبة للثورة فجميعنا نعلم انها لم تتجمع تحت شعار واحد، ككل الثورات. من معنا من الثورة هم الأطراف السيادية التي تسمعونها تطالب بإخراج إيران من دائرة التأثير الداخلية".

ويشرح عضو اللقاء طوني حبيب ان "فكرة المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان تبلور مع دخول البلد في الأزمة المعقدة السياسية والاقتصادية - المعيشية والاستشفائية". ويقول: "لم يكن لدينا شك أن وضع يد حزب الله على القرار السيادي في لبنان سيقود البلد إلى كارثة، ولذلك كنّا أول من طالب برفع الاحتلال الايراني عن لبنان. فقد كان لدينا قناعة بأن تسليم القرار السيادي سيكون له تبعات على كافة الصعد وقد حذّرنا مراراً من هذا الأمر، على الرغم من تهديدات حزب الله المتكررة".

ويضيف: "قراءتنا للوضع الذي وصل إليه لبنان تختلف عن مجال الرؤى الداخلية والخارجية، فنحن مقتنعون بأن السبب الأول لتدهور الأوضاع هو الاحتلال الايراني، وهو الذي يغطّي الفساد والسرقات على المستويات كافة. وللخروج من هذه الأزمة لا بد من توحيد الرؤية السياسية أولاً، وهو ما نعمل عليه في المجلس الوطني، وثانياً لا بد من العمل على تجديد الوحدة الداخلية حول هذه الرؤية. لا يمكن تحقيق الهدف من دون وحدة داخلية وطنية، فعملية رفع الاحتلال هي مسؤولية وطنية مشتركة لا يستطيع تحقيقها أي من الأفرقاء اللبنانيين منفرداً".

وينفي القول أن البطريركية المارونية تؤمن لنا الغطاء، مستدركا "لكن عملنا يتم بالتنسيق مع البطريرك ونحن نضعه في جو الخطوات التي نقوم بها. وبالطبع نقوم بالاتصال بجميع من يتوافق معنا بان رفع الاحتلال الايراني عن لبنان هو أولوية، كما أن بالنسبة لنا هناك ثلاثة ثوابت لا يمكن المفاوضة بشأنها وهي أولا ان الحل يبدأ بالوقوف بوجه الاحتلال الايراني الذي هو السبب الأول في أزمة لبنان، وثانيا الوحدة الداخلية هي الداعم للقيام بهذه المواجهة، وثالثا الوحدة الداخلية تقوم على الإلتفاف حول الشرعيات الثلاث: الوطنية: وهي الدستور المنبثق من وثيقة الوفاق الوطني في الطائف (لا مجال اليوم لفتح سجال تطوير الدستور لوجود السلاح مع فئة من اللبنانيين، مع العلم أن هذه الفئة غير موافقة على هذا الدستور)، العربية: وهي احترام الحدود لكل الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام المواثيق المشتركة، وأخيرا الدولية: وهي متمثلة بالقرارات ذات الصلة بلبنان وتحديداً 1559، و1680، و1701".

من جهته، قال أمين الداخلية في حزب الوطنيين الاحرار كميل جوزف شمعون من "الجبهة السيادية من اجل لبنان"، ان هذه الجبهة ليست جبهة مسيحية، هي تكونت من عدة أطياف مسيحية وإسلامية متعددة الأراء منذ البداية، انضم اليها فيما بعد اللواء اشرف ريفي والنائب فؤاد مخزومي وشخصيات إسلامية ومن المجتمع المدني. صحيح مروحة التمثيل واسعة لكنها معبرة لان هؤلاء التقوا على مبدأ تحقيق سيادة لبنان من موقع وطني، وصحيح ان بكركي باركت هذا الجهد لا بل طالبت فيه".

ويعتبر ان مطالبة "حزب الله" بأن يكون حزبا لبنانيا مثل بقية الأحزاب وان يقدم العلم والخبر الى وزارة الداخلية وفقا لذلك، لا ان يكون حزبا إيرانيا في لبنان، لا يمكن القبول بحزب يدعي انه لبناني فيما هو يعمل لصالح الولي الفقيه ويجاهر بانتمائه له وبان ايران تموله، عليه العودة الى الدستور والتصرف وفق القوانين اللبنانية والا يكون ما يفعله خيانة وطنية يحاسب عليها القانون، هذا ما نريده من حزب الله".

 

المشكلات اللبنانية.. والعربية

رضوان السيد/الاتحاد/26 كانون الأول/2021

أحدث خبر تأجيل موعد الانتخابات في ليبيا تشاؤماً لدى لبنانيين كثيرين بشأن حظوظ الانتخابات في بلادهم. وكان مجلس النواب اللبناني قد حدد السابع والعشرين من مارس موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب. لكنّ رئيس الجمهورية اعترض على الموعد، وعلى طريقة احتساب أصوات المهاجرين، فجرى الاحتكام للمجلس الدستوري الذي لم يحسم الأمر. معظم السياسيين اللبنانيين والصحفيين ذهبوا إلى أنّ الرئيس لا يريد الانتخابات. وقال آخرون إنّ الثنائي الشيعي لا يريد الانتخابات أيضاً. فمن الذي يريدها؟ الجهات المسيحية المعارضة لرئيس الجمهورية والتي تأمل الإفادة من تضاؤل شعبيته. إنما هل ستتغير التوازنات في مجلس النواب؟ إن تحالف عون و«حزب الله» في انتخابات عام 2018 جمع أكثرية بمعدل 74 من 128 نائباً، فإذا خسر حزب عون بزعامة صهره جبران باسيل، فستقل مجموعات التحالف عن 65 نائباً. لكن في المقابل فإنّ الثنائي الشيعي سيحتفظ بحجمه تقريباً، كما أنّ المعارضين لعون وباسيل و«حزب الله» لن يكونوا موحَّدين. وأخيراً: فهل يجرؤ الحزب وعون على خوض الانتخابات بعد أربعة أشهر أم يجد هؤلاء معاذير للتأجيل؟ مشكلة الانتخابات أو تجاوز التأزم عن طريقها هي إذن مشكلة رئيسية في كل بلدان الاضطراب في العالم العربي. أما المشكلة الثانية التي «يشارك» فيها لبنان العربَ الثوريين فهي وجود التنظيمات المسلَّحة غير الشرعية على الأرض، خارج سلطة الدولة المركزية، وفي قوة الجيش وقوى الأمن الرسمية وأحياناً أقوى. ويأبى اللبنانيون رغم الاشتراك إلا أن يتميزوا: فعندهم تنظيم مسلح واحد، في حين تتعدد التنظيمات في سوريا والعراق وليبيا! إنما في تلك البلدان فإنّ السلطات إذا صحَّ التعبير «موزَّعة»، أما في لبنان فإنّ التنظيم المسلَّح يتحكم وحده بكل شيء، وإذا فعل رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو رئيس مجلس النواب شيئاً فإنما يكون بإذنه. وإذا انزعج من شيء فإنه إما أن يلغي الفاعلين أو يعطّل العمل الحكومي مثلما حصل عندما أراد أن يتنحى القاضي بيطار المكلف بالتحقيق في تفجير المرفأ، وعندما لم يحصل ذلك منع المسلحون مجلس الوزراء من الانعقاد منذ شهرين وأكثر! والمهم في النهاية أنّ التنظيمات المسلحة المدعومة من الخارج هي التي تسود في تلك البلدان، وتمنع قيام الدولة بمهامها وتتولّى هي سائر السلطات على أرضها! ولنذكر أمراً ثالثاً مشتركاً بين بلدان الثورات والتنظيمات المسلحة وهو السوء الشديد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وهذا الأمر المستمر في بلدان الاضطراب منذ عقدٍ وأكثر، هو جديدٌ على لبنان وصار بسبب مفاجأته شديد الوقع، ووصلت قضايا الفقر وحدوده إلى نسبة 85%، وصارت معظم متطلبات الحياة نادرة، وإن وُجدت فهي شديدة الغلاء ولا يستطيع شراءها معظم اللبنانيين في الدواء والغذاء والمحروقات. ويمكننا المضيُّ طويلاً في ذكر المشتركات، والتي ما كان من الضروري أن يكون بينها لبنان. لكنه صار بينها لأن طبقته السياسية خضعت للتنظيم المسلَّح، وانصرفت بدورها لتصرفات الفساد وسوء التصرف في الإدارة على كل المستويات. وإلاّ فكيف نفهم أن لبنان الذي عرف المصارف والمدارس والجامعات الحديثة قبل مائةٍ وخمسين سنة وأكثر، توشك هذه المرافق فيه على الإقفال وهي الآن في حالة خفوتٍ شديد؟! لا تستطيع التنظيمات المسلحة أن تكون بديلاً عن الدولة. ثم إن النموذج العالمي واحد لاستقامة الدولة وعملها السياسي. وفي بلدان الاضطراب (التي صار بينها لبنان) اختلت أولاً السلطة المركزية ثم سائر المرافق والسلطات. فلا بد من عملٍ داخلي وأعمال عربية لاستعادة الدولة في تلك البلدان أو تواجه الشعوب صعوبات مزيدة هائلة، وهل هناك أصعب مما يواجهه اليمن؟!

 

باسيل يحشر عون… ويستدرج “الحزب” على التدخّل لإنقاذه

محمد شقير/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/2021

يدخل تعطيل الحكومة في عطلة الأعياد يُخشى بأن تكون مديدة ومفتوحة على مزيد من التأزُّم ما لم يتوصّل رئيسها نجيب ميقاتي إلى تذليل العقبات التي تفتح الباب أمام تفعيلها بإعادة الروح السياسية إليها بانعقاد مجلس الوزراء بسحب الشروط التي تعيق اجتماعاته من التداول ليكون في وسع الحكومة إقرار الموازنة لعام 2022 وإحالتها إلى المجلس النيابي لمناقشتها والتصديق عليها، على أن تشكّل المدخل للاستجابة لنصائح صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية المانحة كشرط للانتقال بلبنان إلى مرحلة التعافي المالي. فتعطيل تفعيل الحكومة بفك أسر جلسات مجلس الوزراء والإفراج عنها تبقى الشغل الشاغل لرئيسها نجيب ميقاتي لجمع شملها بدلاً من اختصارها في اجتماعات اللجان الوزارية، التي إن طالت بذريعة التحضير للمشاريع الإنقاذية فإنها لن تحل مكان الحكومة مجتمعة، وهذا ما تم التداول فيه بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي على هامش اجتماع مجلس الدفاع الأعلى. وعلمت «الشرق الأوسط» بأن عون لمح إلى ضرورة انعقاد مجلس الوزراء ولو بمن حضر، غامزاً من قناة الثنائي الشيعي الذي يرفض مشاركة وزرائه في جلسات مجلس الوزراء ما لم يتم التوافق على حصر ملاحقة الرؤساء والوزراء في ملف انفجار مرفأ بيروت أمام المجلس الأعلى لمحاكمتهم، في مقابل الحرص الذي أظهره ميقاتي بأن تكون الجلسة جامعة بمشاركة كل الوزراء، لتفادي إقحام الحكومة في مشكلة بغياب الوزراء الشيعة يمكن أن تتحول إلى أزمة حكم تتجاوز مجلس الوزراء، وهذا ما يتجنّبه ميقاتي. وفي هذا السياق، كشف أحد الوزراء الذين شاركوا في اجتماع مجلس الدفاع أن المفاعيل السلبية المترتبة على إحباط التسوية التي كان يراد منها الدخول في مقايضة بين فصل صلاحية المجلس الأعلى عن صلاحية المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار واستحداث دائرة انتخابية جديدة تجيز للمقيمين في بلاد الاغتراب انتخاب 6 نواب يمثلونهم، لم تحضر في المداولات التي جرت، لكن مضاعفاتها فرضت نفسها، وهذا ما تبين من خلال الأجواء الملبّدة التي سيطرت على الاجتماع. ولفت إلى أن عون من خلال مداخلته التي ركّز عليها والمتعلقة بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد بمن حضر محمّلاً من يقاطعها المسؤولية، أراد تمرير رسالة إلى الثنائي الشيعي على خلفية عدم تشغيله لمحركاته السياسية كما يجب لضمان قبول المجلس الدستوري بالطعن المقدّم من تكتل لبنان القوي برئاسة جبران باسيل «احتجاجاً» على التعديلات التي أُدخلت على قانون الانتخاب على الأقل بخصوص تمثيل المقيمين في الخارج بـ6 نواب. لكن يبقى السؤال: هل يوافق عون على فتح دورة استثنائية مع انتهاء العقد الثاني للبرلمان في نهاية العام الحالي؟ أم أنه يريد مقايضة موافقته في الحصول على ثمن سياسي لإنقاذ وريثه باسيل بدلاً من أن ينقذ ما تبقى من عهده؟ وكيف سيرد على مطالبة تكتله النيابي بطلب عقد جلسة لمساءلة الحكومة؟

فرئيس الجمهورية سيضع نفسه في موقع صعب حال امتنع عن التوقيع على المرسوم الذي يسمح بفتح دورة استثنائية، لأن مساءلة الحكومة تبقى حبراً على ورق ما لم تُعقد الجلسة النيابية المخصصة لمساءلتها، علماً بأن ميقاتي يوقّع على بياض على مرسوم فتحها.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر نيابي بارز بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعث الجمعة، برسالة إلى ميقاتي تتعلق بطلب تكتل لبنان القوي تخصيص جلسة لمساءلة الحكومة في ضوء الهجوم الذي شنّه باسيل فور إسقاط التسوية، وانتقد فيه الثنائي الشيعي من جهة وميقاتي على خلفية عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء من جهة ثانية.

وقال المصدر النيابي إن بري تعامل مع دعوة تكتل لبنان القوي بعقد جلسة لمساءلة الحكومة حسب الأصول، وإنه بعث برسالته إلى ميقاتي ليكون في وسعه الاستعداد للرد على مساءلته في خلال 15 يوماً قبل انعقاد الجلسة، مع أن تحديد موعدها لا يزال عالقاً على فتح دورة استثنائية، ولفت إلى أن باسيل يهدد باستخدام سلاحه الثقيل بالمعنى السياسي في المؤتمر الذي يعقده في 2 يناير (كانون الثاني) المقبل. وسأل عما إذا كان هناك من تناغم بين امتناع عون عن التصريح بعد الخلوة التي عقدها مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي لمناسبة حلول عيد الميلاد، وتعهّده في المقابل بأن يتحدث إلى الصحافيين الاثنين المقبل، وبين الموعد الذي حدّده باسيل في الثاني من الشهر المقبل ليقول فيه كل شيء، وقال إنهما يوحيان بشن هجوم غير مسبوق على من يعيق انعقاد مجلس الوزراء لعلهما يفتحان الباب أمام استدراج العروض السياسية التي يراد منها إعادة تعويم باسيل. واعتبر أنهما يوحيان بتصعيد موقفهما لإعادة تحريك التسوية من خلال قيام حليفهما «حزب الله» بتحرّك وقائي تحت عنوان إنقاذ الحكومة كأساس لضبط الوضع السياسي وصولاً إلى السيطرة عليه لمنعه من التفلُّت، فيما تبقى الحاجة إلى تضافر الجهود لوقف الانهيار بعد أن تراكمت الأزمات التي لا تعالج بالوعود.

لذلك لن يجد باسيل من سلاح سياسي يهوّل فيه على خصومه في محاولة لإعادة تعويم وضعه السياسي في الشارع المسيحي سوى الاستعانة بحليفه «حزب الله» الذي نأى بنفسه عن الرد على الحملات التي استهدفته من باسيل وعدد من نوابه.

 

السوريون وقضيتهم على بوابة عام جديد!

فايز سارة/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/2021

عندما يقف السوريون على أعتاب عامهم القادم 2022 متأملين آملين، فلا بد من أن يستجمعوا ملامح الصورة السورية كياناً وشعباً، لتكون في أكثر حالاتها وضوحاً أمامهم؛ ليس من أجل استجرار الأحزان، والبكاء على ما صار إليه حال سوريا والشعب السوري، فهذا لن يغير من الواقع المر شيئاً، وإنما من أجل المساهمة في تغيير الحال، والدفع نحو تحقيق الأهداف التي أطلق السوريون ثورتهم من أجلها؛ مركزين على الحرية والعدالة والمساواة للسوريين كافة، وكلها صارت محكومة بالهدف الأول، وهو السلام الذي صار في الأولويات، ولا يمكن تحقيق أي من الأهداف من دونه.

وإذا كانت صورة سوريا تقع في مقدمة تدقيق السوريين، فلا بد من ملاحظة أن كيانهم يتوزع اليوم بين ثلاث قوى، تمثل سلطات أمر واقع مؤقتة: أولها الجزء الواقع تحت سيطرة نظام الأسد بمشاركة الإيرانيين والروس، وما يتبعهما من ميليشيات طائفية تسيطر عليها إيران وعصابات مسلحة، بينها مجموعة «فاغنر» الروسية، والجزء الثاني الممتد في منطقة شمال وشرق الفرات الخاضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة، ويقودها حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، وإلى جانبه مجموعة من القوى والأحزاب الهامشية، والجزء الثالث والأخير هو منطقة السيطرة التركية في شمال غربي سوريا، وتتشارك السيطرة فيها من الناحية العملية القوات التركية وتحالفها من بقايا جماعات سورية مسلحة، إضافة إلى «هيئة تحرير الشام» المحسوبة على تيار التشدد الإسلامي، والمصنفة باعتبارها تنظيماً إرهابياً.

ورغم التمايز النسبي بين الأطراف الثلاثة، ولا سيما من حيث الهوية والمرجعية والتاريخ والعلاقات والمسؤولية، فإن ثمة مشتركات كثيرة ولو بفارق الدرجات؛ إذ إن المناطق الثلاث محكومة بغياب القانون أو تغييبه، ويُسَيطَر عليها بالسلاح والآيديولوجيا التي لا تتجاوز شعارات فارغة من أي معنى، وفساد تديره أقليات وظيفية متحكمة. وبالمعنى النهائي: ليس من سلطة بين الثلاث تمثل ولو حداً أدنى من آمال السوريين أو طموحاتهم؛ سواء في الخروج من الوضع القائم، أو امتلاك القدرة في المضي على طريق حل يلبي طموحات السوريين؛ بل إن واقع المناطق الثلاث يسير نحو الأسوأ، على مستوى مزيد من تدهور حياة سكانها في كل المجالات؛ بل إن كل واحدة من تلك السلطات لا تملك مقومات البقاء بقدراتها الذاتية، وهي بحكم تكوينها وما يحيط بها، قابلة للانفجار. وإذا كانت بيئة عيش السوريين في الداخل على نحو ما هو مبين، فإن من الطبيعي القول بأن حياة السوريين في المناطق الثلاث في أسوأ أحوالها من حيث الغذاء والدواء والسكن والأمن، وانتقالاً إلى العمل والتعليم، وغيرها من ضرورات الحياة، ويزيدها سوءاً واقع التدهور الاقتصادي، وانهيار قيمة العملة المحلية، وانتشار الفقر والجوع والمخدرات والجريمة التي صارت لها أشكال غير مسبوقة في واقع السوريين.

وبطبيعة الحال، فإن غالبية السوريين في بلدان الشتات، وخصوصاً في بلدان الجوار، تعاني من تدهور في أوضاعها القانونية والمعيشية. القليل منهم يحظى بصفة لاجئ، وإن كان الواقع لا يطابق الصفة مع محتواها المعيش (إذا قارنَّا بين اللاجئين في لبنان وأي بلد أوروبي)؛ بل إنه تم إدخال السوريين في أتون الصراعات السياسية الداخلية، على غرار ما يحصل في لبنان وتركيا، كما أنه يجري استغلال ظروف بعضهم لزجِّهم في نار النزاعات المسلحة؛ خدمة لبعض الأجندات الإقليمية، كما حدث في إرسال مقاتلين إلى ليبيا، أو استخدامهم سعياً لتحسين صورة النظام وحلفائه، بإجبارهم على العودة إلى سوريا باعتبار أن الأوضاع آمنة، وأنه صار بالإمكان البدء في إعادة الإعمار عبر عملية تمويل دولية. وكان اللاجئون في لبنان أداة للروس و«حزب الله» والسلطات اللبنانية في هذه المساعي. ومما لا شك فيه، أن تغيير الواقع السوري نحو الأفضل، أو وقف تدهوره بالحد الأدنى، بين الضرورات الملحة، وهو ممكن؛ لكنه يحتاج إلى تشاركية دولية كبيرة في الإرادة والإمكانات، ما يعني أنها مهمة تفوق قدرات القوى المسيطرة داخل سوريا؛ سواء على صعيد النظام أو في مستوى المعارضة، مجسدة في الائتلاف وهيئة التفاوض، وكذلك الحال بالنسبة لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، وجميعها محكومة بالتبعية لقوى خارجية وضعف في القدرات، واستعداد عالٍ لقبول أي شيء من أجل الاحتفاظ بمكانتها الهامشية، وكلها أمور تحظى بقبول المتدخلين الرئيسيين في القضية السورية. وإذا كانت قوى السيطرة في الواقع السوري عاجزة عن القيام بدورها في التغيير السوري، وسط تراخي وتخلي القوى الإقليمية والدولية عن مبادرة نشطة في معالجة القضية السورية، فلا شك في أن حصول متغيرات إقليمية ودولية ذات صلة بالقضية السورية، أو بأحد المتدخلين الرئيسيين فيها، يمكن أن يحدث تبدلاً في الواقع السوري وفي بيئته الإقليمية والدولية، وهذا ما يمكن أن يكون في نتائج ما يحيط بالوضع الإيراني الذي يواجه تحديات ساخنة، أبرزها اثنان: الأول تصاعد رفض بقاء إيران في سوريا، والثاني -وهو الأهم- التباسات الملف النووي الإيراني والمفاوضات الخاصة به، والتي دخلت احتداماً تتعزز فرص العمل العسكري بوابةً لحله، وهذا ما توحي به تصريحات وإجراءات، يتشارك فيه ثلاثة من الفاعلين الرئيسيين في القضية السورية، وسط متابعة بقية المتدخلين؛ لأن نتائج الاحتدام، وطريقة حله، سيتركان بصماتهما الثقيلة على الواقع السوري وآفاق تطوره الممكنة.

 

صواريخ «سي إن إن»

طارق الحميد/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/2021

طارت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية بخبر مفاده أن السعودية تعمل على تصنيع صواريخ باليستية بمساعدة الصين. حسنا هذا خبر جيد بالنسبة لنا كسعوديين لأنه يعني أن أمننا بأيدينا تجاه الصواريخ الباليستية التي تستهدف أراضينا من إيران عبر الحوثيين. إلا أن هناك صواريخ أخرى تستهدفنا، وليست صواريخ إيران وحسب، بل ما أسميه «الصواريخ الإعلامية» التشويشية، ومن منصاتها «سي. إن. إن»، وتحديدا خبر الصواريخ الباليستية التي قيل إن السعودية تتعاون مع الصين لصناعتها. أفردت المحطة خبرا مطولا عما سمته التعاون السعودي الصيني لكن دون أن تشير بشكل مهني إلى الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تستهدف السعودية من خلال الحوثيين. لم تذكر المحطة أن السعودية هنا تقوم بجهد دفاعي، لا هجومي، لأن سعودية 2030 تهدف إلى التعاون، وليس الاعتداء، ولم تكن السعودية بتاريخها دولة معتدية. ولذا فإن خبر الشبكة الأميركية يعتبر مضللا. والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن السفير الأميركي السابق لدى البحرين آدم إيرلي علق على الخبر بتغريدة قال فيها: «جيد للسعودية أن تأخذ الأمور بيديها، لا يمكن أن تعتمد على الولايات المتحدة». ومضيفا: «ربما لو كانت لدينا سياسة متماسكة في الشرق الأوسط ومتسقة وعاملنا الحلفاء باحترام، فلن يحدث هذا». وهذا التعليق يعني أن للخبر خلفيات وحقائق لم تتطرق لها الشبكة الأميركية، وربما لا تريد أصلا. لماذا أقول هذا؟ لأن الخبر الخاص بالتعاون السعودي - الصيني ليس بجديد، وتم التطرق لذلك في عام 2019، لكن يقال الآن إن الرئيس الأميركي السابق ترمب تجاهل ذلك، وهنا تكمن القصة.

الخبر المسرب للشبكة الأميركية، والتي تعاملت معه دون استعراض الحقائق، واضح أن الهدف منه هنا أمران، الأول تخفيف الضغط الدولي على الإدارة الأميركية لضرورة التشدد حيال الصواريخ الباليستية الإيرانية، وضمن مفاوضات فيينا. والأمر الثاني للقول إنه ليس إيران وحدها التي تصنع تلك الصواريخ، وإنما السعودية أيضا، وهذا تكتيك فيه مماحكة وعدم جدية، لأن لكل دولة الحق في الدفاع عن أمنها تجاه الاعتداءات الخارجية، وكما أسلفنا فإن السعودية ليست بالدولة المعتدية. العقلاء يعرفون أنها كانت مسألة وقت لتنوع السعودية مصادر تسليحها، ولأسباب منطقية، ولذلك يقول، مثلا، السفير الأميركي السابق في البحرين ما قاله أعلاه، ويؤيده في ذلك كثر. كما أن هذا التسريب يظهر أنه لا جدية بواشنطن للتعامل مع صواريخ إيران الباليستية وطائراتها المسيرة، رغم استهدافها للسعودية، والعراق، وأمن الملاحة البحرية في الخليج. والقوات الأميركية نفسها بالمنطقة! كما يظهر أن «الصواريخ الإعلامية» هذه تستخدم لأهداف عدة، ومنها «الشيطنة»، وسبق أن استفضنا بهذا الموضوع هنا، وهو منذ عهد أوباما في 2009، وعبر وسائل الإعلام نفسها التي تحاول التشويش على أمن منطقتنا وأمن دول الاعتدال فيها الآن. القصة ليست فحوى الخبر، وإنما صياغته التي تضلل المتابع الذي لا يعلم عن جرائم إيران بمنطقتنا، وبطريقة انتقائية يحاول اليسار بالغرب تلميع طهران فيها، وهذا عدوان على الحقائق، وعلى أمن منطقتنا.

 

«عبد اللهيان» وجه إيران الحقيقي

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/2021

السياسة الخارجية الإيرانية التي يمثلها وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، تتطابق تماماً مع حقيقتها، لم يعد لها وجه يسوق اعتدالها الكاذب كما كان يفعل ظريف سابقاً. بل إن اللهيان كشف عن سذاجة التقييم الأميركي لما يسمى الجناح «المعتدل» الإيراني، فاللهيان كان بالنسبة لبيوت الاستشارة الأميركية عام 2015 وجه إيران الناعم! حين نتمعن في تقرير نشره «معهد الشرق الأوسط» عام 2015، ومقره واشنطن، كبورتريه لأمير عبد اللهيان فنجد ذلك الوصف للرجل غير المعروف كثيراً في أروقة صناعة القرار في واشنطن حين ذاك، بأنه يشكل «الوجه الناعم لإيران في المنطقة»، وأنه يتمتع بدعم سياسي عميق قوي يتجاوز جدران وزارة الخارجية أو البرلمان الإيراني!! اللهيان يتحدث بلسان نظام ثيوقراطي يؤمن أنه يمثل ظل الله على الأرض، ويعاني فعلاً من «عقدة المظلومية» التي هي أحد مقومات العقيدة الإيرانية، لذلك صرح أثناء جنازة حسن إيرلو سفيرهم في اليمن، «إننا ظلمنا، ولن ننسى الظلم الذي تعرض له سفيرنا من قبل من يحاصر اليمن»!! في دون أدنى اعتبار أخلاقي، كما صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف تابعت ما تناقلته بعض الوكالات الإعلامية من تصريحات مسيئة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لموقف التحالف الإنساني، والمتعلق بإخلاء المدعو حسن إيرلو، أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني من اليمن، وكان اللهيان قد اتهم السعودية أثناء تشييع جنازة السفير الإيراني حسن إيرلو، بأنها أخرت إجلاء السفير متعمدة. إيرلو الذي يتباكى عليه وزير الخارجية الإيراني هو ضابط في الحرس الثوري الإيراني ومن معاوني المدعو قاسم سليماني وظفته إيران في اليمن كسفير لها، وهو من ضباط الدفاع الجوي، ويعد إيرلو المهندس الأساسي للضربات الجوية للحوثيين الموجهة للمملكة العربية السعودية، كما أنه «خبير أسلحة مضادة للطائرات».

ويعد العسكري الإيراني من الضباط الأساسيين في «فيلق القدس» الذي كان يقوده قاسم سليماني، وينتمي لعائلة كان معظم أفرادها في الحرس الثوري.

وقد فرضت الولايات المتحدة نهاية العام الماضي، عقوبات على إيرلو، لدوره في تنسيق التعاون بين الحرس الثوري والحوثيين.

ومع ذلك، ولأسباب إنسانية بحتة، سمحت المملكة العربية السعودية لإيران بأن تنقله للعلاج، رغم أنه الذي كان يشرف على توجيه الصواريخ على أرضها، كما أكد بذلك العميد المالكي «هذه التصريحات المسيئة للمملكة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، ولا تثمن موقف التحالف الإنساني والنبيل في إخلاء المذكور من صنعاء إلى البصرة، كما أنها تصريحات غير مستغربة من المسؤولين الإيرانيين، وتأتي في سياق سلوك الدبلوماسية الإيرانية بدخول المذكور لليمن بطريقة غير شرعية وقيامه بدعم الفوضى والقتال باليمن». وبيّن العميد المالكي أنها المرة الثانية لإخلاء مواطن إيراني مرتبط بالعمليات القتالية باليمن، بعد إخلاء أحد أفراد السفينة الإيرانية العسكرية «سافيز» بالبحر الأحمر في عام 2019 من قبل القوات الجوية الملكية السعودية من على متن السفينة، ونقله للعلاج بأحد المستشفيات بالمملكة لفترة طويلة جراء وضعه الصحي المتدهور، ومن ثم نقله عبر طائرة إخلاء طبي سعودية إلى مسقط بعد وساطة من الأشقاء في سلطنة عمان لإعادته وتسليمه لدولته (إيران)». اللهيان يتهم السعودية بأنها ظالمة لأنها لا تساهم في معالجة أعدائها ومن يطلق عليها صواريخه! دلني على دولة تنقل أعداءها للعلاج، كما تفعل السعودية، وتقابل بهذا النكران والصفاقة والوقاحة، وحقيقة لا أحد يفهم علاقة حسين أمير عبد اللهيان تحديداً بالدبلوماسية، رغم أن ذلك تخصصه الأكاديمي، إلا أنه أبعد ما يكون عن الدبلوماسية فما بالك بكونه وزيراً للخارجية، الدبلوماسية كفن للتعامل والذوق والأدب بعيدة كلية عن تصريحاته، رغم أنه تدرج في العديد من المناصب في العمل الدبلوماسي، ومنها كان سفيراً لإيران في البحرين من 2007 إلى 2010 غادرها قبل الأحداث بشهرين بعد أن أعد «فريقه البحريني» بالكامل، الذي أحدث الفوضى عام 2011 في البحرين، حيث كان على تواصل دائم بأبرز الوجوه التي كانت وراء الأحداث التي جرت تحت مسمى «الربيع العربي». صفاقته دفعت وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف، إلى طرده من منصبه بعد أن تخطاه وتعداه في أكثر من موقف، وتصريحاته دائماً ما تقطر حقداً على كل ما هو عربي كتصريحاته عن السعودية، ولذلك هو مقرب من خامنئي ومن إبراهيم رئيسي، فهو يعزف على أوتارهم، وتتطابق نغمته معهم. اللهيان لا يتمتع بذكاء جواد ظريف، فالأخير ساعد التيار الأميركي الذي يدعو لاحتواء إيران على تسويق صورة إيران المعتدلة، خصوصاً أنه كان صديقاً لجون كيري وزير الخارجية حين ذاك، أما اللهيان فهو أكثر وزير خارجية إيراني يحرج هذا الفريق، لأنه يظهر إيران على حقيقتها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون: من المؤكد أن التغيير آت وسيكون فكريا وعمليا/لبنان بحاجة الى 6 او 7 سنوات للخروج من الازمة التي يعانيها

وطنية/26 كانون الأول/2021

 أطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على اللبنانيين، عشية عيد الميلاد المجيد، عبر شاشة OTV في مقابلة دينية من وحي المناسبة الروحية، تحدث فيها مع محاوريه الزميل عبدو الحلو والرئيس السابق لاساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، عن نواحي دينية وانطباعاته ورؤيته للايمان المسيحي وكيفية تطبيقه في الحياة اليومية. وشدد على أهمية المعاني الكبيرة التي يحملها عيد الميلاد وقيم المحبة التي نادى بها السيد المسيح، واهمية العذراء مريم والكتاب المقدس في ترسيخ هذه القيم في الحياة اليومية للمؤمن، ومواجهة الصعوبات والمشاكل التي تواجهه بشكل يومي.

 وأوضح أنه اكتسب الايمان بالتدرج، وان "حشرية المعرفة" كان لها دور في ذلك، وان ايمانه انعكس على ترسيخ تعلقه بالأرض وبالوطن، وقال: "الانسان مرتبط بمجتمعه وبالارض، فالوطن هو انسان وارض. والارض من دون شعب هي مشاع، والانسان بلا أرض هو لاجئ، وهذا ما يقوي الارتباط بين الانسان والأرض". واعتبر أن "لبنان فيه مواطنون من كل الأديان ويجمع حضارات متعددة، اذا كان التعايش فيه سلميا وأساسه عمل الخير والمحبة بين الافراد والجماعات، فانه يشكل بذلك نموذجا لذلك طرحت في الأمم المتحدة انشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار التي تدرس الحضارات والأديان والتقاليد المرافقة. واعتقد ان الثقافة التي تنشأ عن ذلك تعزز السلام بين البشر. فما دمنا نعترف جميعا بالله على انه الخالق لماذا نقتل ولا نحب بعضنا بعض، فالارض تتسع لكل البشر".

 ولفت الى ان "ما يعاني منه اللبنانيون اليوم ويعيشونه هو نتيجة أعمال من كان يمارس المسؤولية سابقا، وكان على هؤلاء الاشخاص أن يشكلوا النموذج الجيد للمواطن لأنهم كانوا واجهة المجتمع وهم مؤتمنون على حياة المواطنين الذين يعانون اليوم، ومن هنا تأتي أحقية الدفاع عن النفس، اي عن مقومات الحياة".

المقابلة

بداية، تلا الزميل الحلو مقدمة من وحي المناسبة، ثم بدأ مع المطران درويش الحوار مع رئيس الجمهورية، فكان سؤال عن كيفية قضاء الرئيس عون ليلة عيد الميلاد هذا العام، فأوضح "ان هذا العيد بالنسبة لنا هو عيد العائلة التي يجتمع كل افرادها كبارا وصغارا، وهو عيد ذكرى ولادة المخلص، فيفرح الأولاد فيما يتأمل الراشدون برسالة الخلاص للسيد المسيح منذ الولادة الى الصلب، وهذه هي الطريق التي يجب ان يمر بها كل مسيحي".

وسئل عن كيفية فهم البشر للشراكة بين الله والانسان والتي كانت العذراء مريم ركنا اساسيا فيها، فأشار الرئيس عون الى أن "هذا الامر أحد الاسرار، فإما أن يؤمن به الانسان أو لا يؤمن، انما لا يمكن شرحه لان الشرح سينقص من قيمة هذا السر. فقد تم الخلاص بمشاركة العذراء مريم التي كان لها دور أساسي".

وعن طريقة اكتسابه للايمان، أشار الى أنه اكتسبه بالتدرج، فكان اولا محصورا بفترة عيد الميلاد، و"بعدها راقبت امي وهي تتردد الى الكنيسة وشرحت لي بعض الأمور الدينية التي لم اكن مدركا لها، والتي واكبتني في ما كنت في طور النمو، فاخذت في التفكير بها اكثر فأكثر وتعلقت في هذا السر الديني الكبير، ورافقني خلال تحصيلي العلمي حتى فترة النضوج التي كونت فيها تفكيرا مستقلا، وراجعت تسلسل تطور الانسان في بحثه عن الخالق والوجود، من عبادته للقمر والمظاهر الطبيعية وصولا الى الأديان. وعندما لم اصل الى نتيجة، استنتجت ان الله هو سر الوجود، لن يدركه أحد لأننا اذا ما عرفناه نصبح مثله، فعبثا نحاول ادراك سره".

وأضاف الرئيس عون ان "حشرية المعرفة" كان لها دور في ايمانه، "فالانسان يبحث عن سر وجوده وعن كيفية سير نظام الكون والخلق، وعن الاله الذي هو خارج المادة Metaphysique". ولفت الى انه كان في عداد الأولاد الذين يخدمون القداس ان في البلدة او في المدرسة، وانه انضم الى جوقة ترنيم رغم عدم امتلاكه قدرات صوتية مميزة. 

وردا على سؤال حول علاقة الشباب بالله في ظل الحياة الصاخبة التي نعيش، رأى الرئيس عون انه "كلما تطورت الحياة الصاخبة كلما زاد البعد عن الله. كما ان الدين هو من أسس للدولة، ولان الشريعة هي الايمان بالله الذي يفرض العدالة على البشر، أصبحت العلاقة العمودية مع الله، والعلاقة الاخرى الافقية مع البشر هي القوانين".

وحول انعكاس ايمانه على ترسيخ تعلقه بالأرض وبالوطن، أجاب الرئيس عون: "الانسان مرتبط بمجتمعه وبالارض، فالوطن هو انسان وأرض. والارض من دون شعب هي مشاع، والانسان بلا ارض هو لاجئ، وهذا ما يقوي الارتباط بين الانسان والأرض".

الانجيل واعمال الرحمة

وعما اذا كان الرئيس عون يقرأ الانجيل من وقت الى آخر، أوضح الرئيس عون ان "الكتاب المقدس لا يقتصر فقط على تعليم الايمان بالله، فهناك تعليم الانسان وطريقة سلوكه مع القريب، انه تربية دينية كفيلة بتصالح الانسان مع الآخر والعيش معا، لانه من دون هذه العلاقة الروحية التي تشمل افراد المجتمع، لا يمكن حصول التعايش والمحبة. وهناك فارق بين وصايا العهد القديم والجديد، وتناقض في بعض الأحيان، خصوصا وان وصايا العهد القديم لا تشمل الصيغة الإيجابية الا قليلا على مثال انا هو الرب الهك لا يكن لك اله غيري. اما أكثرها فيحمل النهي والمنع مثل لا تحلف باسم الله بالباطل، لا تقتل، لا تسرق... بينما وصايا السيد المسيح في العهد الجديد تحمل الصيغة الايجابية: قيل لكم لا تحلفوا باسم الله بالباطل، اما انا فأقول لكم لا تحلفوا باسم الله البتة، وليكن كلامكم نعم نعم او لا لا، وكل ما زاد عن ذلك هو من الشيطان. اذا، العمل الإيجابي افضل بكثير من العمل السلبي لان فيه دليل على  الطريق الذي يجب ان يسلكه الانسان. ولنعد للوصية الخامسة التي تقول لا تقتل، حسنا، فاذا لم يقتل الانسان ماذا عليه ان يفعل؟ هل يكفي الا يقتل؟ السيد المسيح يقول احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم. هذا هو التوجيه الذي يجب ان يسير على أساسه الانسان، المحبة. والوصية السابعة تقول لا تسرق. هل يكفي الا يسرق؟ ان المسيح لم يقل لا تسرق بل قال للشاب الذي سأله ما عليه فعله، اذهب وبع ما لك واعط الفقراء واتبعني. اذا الوصية الحقيقية هي العطاء الذي هو الأساس في العلاقة مع الاخرين. اما الوصية الثامنة لا تشهد بالزور، بينما المسيح قال انا ما ولدت وجئت الى هذا العالم الا لاشهد للحق، اذا شهادة الحق ملزمة وليس فقط عدم الشهادة بالزور. اذ ما معنى ان لا يشهد الانسان للحق؟ ماذا يكون قد فعل؟ ان الحقيقة لا تظهر بالامتناع عن شهادة الحق. ان المسيحية تشكل الإيجابية، ووصاياها تشكل رسالة ومعاهدة سلام للعالم وبين البشر، في مقابل ما تشكله الوصايا الموسوية من نهي عن الامر، وانا في الواقع اسميها معاهدة عدم اعتداء بين اليهود على بعضهم البعض".

وعما اذا  كان يمكننا تطبيق هذه التعاليم وإعطاء الرحمة للناس، قال الرئيس عون: "من المؤكد، يمكن ان نطبق هذه التعاليم سواء كان الانسان عاديا او في مركز السلطة. ويمكن ان يعطي الانسان الاخرين الفرص ذلك ان الرحمة موجودة لديه أيا كان منصبه. فما هي المسامحة وتخفيض العقوبة؟ انهما يشكلان رحمة وإعطاء الاخر فرصة  ليتوب ويعود عن الخطأ الذي ارتكبه". 

وأوضح الرئيس عون أنه يقرأ كتبا حول مختلف الموضوعات ومن بينها الكتب اللاهوتية وسير القديسين التي وصفها بالغذاء الروحي.

تعددية الحضارات وثبات الانسان

وحول رسالته الى الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران في 29 تشرين الأول العام 1989 التي اكد فيها ان لبنان هو اكثر من بلد، بل هو فكر، ورأيه برسالة لبنان اليوم وإمكان تفعيلها، أجاب الرئيس عون: "إن لبنان بلد فيه مواطنون من كل الأديان ويجمع حضارات متعددة. اذا كان التعايش فيه سلميا وأساسه عمل الخير والمحبة بين الافراد والجماعات، فانه يشكل بذلك نموذجا. لذلك طرحت في الأمم المتحدة انشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار التي تدرس الحضارات والأديان والتقاليد المرافقة. واعتقد ان الثقافة التي تنشأ عن ذلك تعزز السلام بين البشر. فما دمنا نعترف جميعا بالله على انه الخالق لماذا نقتل ولا نحب بعضنا بعض، فالارض تتسع لكل البشر". 

أضاف: "كنت ضابطا في الجيش وخضت معارك، لكن القتال يسفر عن سقوط قتلى وهدر دماء ويخلف الاسى والوجع  وذرف الدموع، فلماذا الحرب؟ ان اكثر من يكره الحروب هم من يقومون بها، ومن يحمل آثارها اي هم العاملون في الصليب الأحمر والاسعاف، الذين يعرفون معنى الألم والحرب والموت والحياة".

وعن اقتراحات الارشاد الرسولي العام  2012، وما يركز منها على الحوار المسكوني على انه مسيرة نحو الوحدة المسيحية بدافع المحبة المشتركة للمسيح ومدى ارتياحه للحوار بين الكنائس، أجاب رئيس الجمهورية: "إن الوحدة المسيحية موجودة. أذكر إنني في إحدى المرات كنت أزور بلدة بانيه بناء على دعوة في عيد مار ميخائيل ووجدت فيها 3 كنائس لهذا القديس قريبة من بعضها البعض. الاولى بنيت للكاثوليك والثانية للارثوذكس والثالثة للموارنة، فدخلت الى الكنيسة الأولى حيث وجدت الانجيل والمصلوب وصورة مار ميخائيل، كذلك الامر في الكنيسة الثانية والثالثة، فكيف تترجم الوحدة بغير هذه المظاهر؟ ان المسيحيين انتشروا في كل العالم ولكنهم منبثقون من حضارات مختلفة ولهم عادات مختلفة وليتورجيا مختلفة، الا ان الاساس هو الانجيل والايمان بالمسيح بينما طريقة العبادة تختلف، أي أن الكنيسة موحدة. ولكننا كبشر نخربط  بوحدة الكنيسة أي أن اخطاءنا تجعل كل فريق يبرر لماذا يختلف عن غيره في الايمان".

وعما سيقوله اليوم لشباب لبنان في ظل أزمة هجرة الادمغة، وهو الذي وصفهم في العام 2019 بأنهم لبنان الاتي، اكد الرئيس عون أن "هناك قسما من الشباب مؤمن بمهمته المستقبلية، وثمة قسم آخر يبحث عن مستقبله الشخصي". واضاف: "عندما قلت انهم مستقبل لبنان الاتي عنيت ذلك كمجتمع على قاعدة انهم سيحملون التغيير وسيقومون ببناء الافضل في مجتمعهم، فالآتي والمتطور يكون افضل من الراحل"، مستذكرا ما جاء في مسرحية جبال الصوان للرحابنة، عندما قالت السيدة فيروز: كتار قلال بدنا نكمل باللي بقيوا، فعلى الانسان ان يبقى ثابتا ويكمل ما بدأه، ولا يهرب من الصعوبات التي يواجهها في طريقه".

معاناة اللبنانيين والحوار

 وعن التحديات الكثيرة التي تواجهها العائلات في لبنان، لاسيما تلك الاقتصادية وما هو متعلق بمستقبل الشباب وعدم الشعور بالامان، أكد الرئيس عون أن "العائلة اللبنانية المؤمنة تعيش وتواجه هذه التحديات والمحن بشجاعة وتقوى وإيمان وبمحبة وحب، إلا أن هناك من يصل في ظل هذه المحن الى حد الكفر، بسبب غياب العدالة والعذاب الذي يعانيه جراء ذلك. فكل شخص يعبر بطريقته عن احاسيسه وقناعاته. والبشر يتميزون باختلاف طباعهم، ولكن ما يعاني منه اللبنانيون اليوم ويعيشونه هو نتيجة اعمال من كان يمارس المسؤولية سابقا. فالفقر والعوز لا يأتيان من العدم، وهناك من سبب هذه المشاكل وكان في مركز المسؤولية ولا يمكننا ان ننكر هذا الموضوع. وكان على هؤلاء الاشخاص أن يشكلوا النموذج الجيد للمواطن لأنهم كانوا واجهة المجتمع اللبناني وهم مؤتمنون على حياة المواطنين الذين يعانون اليوم. ومن هنا تأتي أحقية الدفاع عن النفس، اي عن مقومات الحياة".

وعن القيم التي تجمع بين المسيحية والاسلام، اشار رئيس الجمهورية الى ان "المسيحية المشرقية لا تعيش الا عبر الحوار المسيحي- الاسلامي ونحن دائما لدينا رغبة بالحوار مع الآخر". ورأى الرئيس عون ان "الدولة المدنية، لكي تتحقق في لبنان، بحاجة الى نضج اجتماعي وسياسي. ولا يمكننا من خلال القوانين المختلفة الموجودة في لبنان ان نكون شعبا واحدا.  فهي، على اختلافها، تشكل نوعا من التقصير في تطور المجتمع، لأنها تحمل في طياتها انتقاصا من الحقوق، لاسيما تلك المتعلقة بحقوق المرأة والطفل، والاحوال الشخصية. فالاختلاف في القوانين لا يمكن ان يؤدي الى جمع شعبين وبالتالي تكوين دولة مدنية".

وعن امكان أن ترعى الدولة هذا الحوار لكي يكون فعالا ويصل الى مستوى الفكر الحواري من القادة الى الشعب، أشار الرئيس عون الى ان "الانسان العادي، واحيانا المفكر، لا يفكر بالأشياء التي تجمعه مع الآخر، بل يفكر بالفوارق، ومتى فكر بهذه الفوارق يعتبر نفسه انسانا آخر، وفي كلامه يكون هناك نوع من المسايرة أكثر من التعبير عن حقيقة ما يؤمن به".

وعن مشروع "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، وهل يمكن ان يكون لبنان مركزا دائما للحوار بين مختلف الاديان والاعراق، قال الرئيس عون: "نحن نبني مؤسسة، وعلى هذه المؤسسة ان تستمر، ونؤكد أهمية الاختلاط والنظرة الموحدة للحضارة. فالاختلاف في التقاليد والعادات ليس الا نتيجة لثقافة معينة تطورت بمعزل عن المجموعة الاخرى. وعندما نرى ان هذه المؤسسة وجدت من اجل تحقيق مصلحة الانسان ولخيره، يقوى التقارب بين مختلف الشعوب وتصبح لغة السلام اقوى من لغة الحرب".

ولفت رئيس الجمهورية الى ان "بلدية الدامور قدمت ارضا بمساحة  100 الف متر لبناء هذا المركز، الا ان جائحة كورونا إضافة الى مختلف التطورات أخرت اعمال البناء. وهذا المركز سيجمع اساتذة وتلامذة من مختلف الدول والاعراق والاديان، ما سيتيح للانسان التعلم على تقبل الآخر من دون اي جهد، ويكون محبا وحرا".

التأمل والصلاة

 وفي موضوع الصلاة والتأمل، اشار الرئيس عون الى انه "يمارس التأمل بشكل يومي بمختلف المواضيع بدءا بمسؤولياته واعماله، وصولا الى مواضيع  فلسفية والصلاة". وقال: "أنا لا اصلي فقط من اجل لبنان، بل اعمل من اجله. فحاجاته كثيرة ومصائبه كثيرة ومتراكمة. وهو بحاجة الى العمل والحمد لله انا لا اشكو من التعب من العمل من اجل لبنان". 

وقال: "إن السيدة مريم العذراء هي المشترك بين المسيحيين والمسلمين الذين يحبونها ويصلون لها ويؤمنون بتكوين شخصها ويعتبرونها قديسة، ويعترفون بجوهرها ويحترمونها لا سيما انهم ينادونها بستنا مريم".

وعن رسالته الى اللبنانيين في عيد الميلاد، قال الرئيس عون: "أهم رسالة أوجهها الى اللبنانيين هي: احبوا بعضكم بعضا. ومن المؤكد أن التغيير آت وسيحصل. وهذا التغيير سيكون فكريا وعمليا، لأننا وصلنا الى ما نحن عليه نتيجة الخطيئة والسرقة والفساد والفشل في النظام. وهذا ما سيفرض تغييرا معينا، الا ان هذا التغيير بحاجة الى وقت، والخلاص يأتي بشكل تدريجي، ولبنان بحاجة الى 6 او 7 سنوات للخروج من الازمة التي يعاني منها".

تلاوة صلاة

في ختام المقابلة، شكر المطران درويش للرئيس عون اللقاء، وتلا على التوالي كل من الحلو والرئيس عون والمطران درويش صلوات من اجل لبنان واللبنانيين لمنحهم السلام والهداية الى نور المعرفة الإلهية فينعموا ببشرى الميلاد المجيد. وقال الرئيس عون: "ارفع صلاتي مع جميع اللبنانيين لينعموا بسنة جديدة تسود فيها العدالة الاجتماعية ويتحقق فيها السلام. واتمنى النجاح والحياة السعيدة لجميع اللبنانيين".

 ثم قدم المطران درويش والحلو للرئيس عون ايقونة تمثل الثالوث الاقدس تعود لأكثر من 100 عام، وهي مأخوذة عن ايقونة روسية قديمة.

 

الراعي: الانتخابات النيابية ضمانة لاجراء الانتخابات الرئاسية/لا إصلاح ولا تغيير من خلال جماعة سياسية عبثت بالبلاد والعباد

وطنية /26 كانون الأول/2021

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبيتر كرم، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور السفير جورج خوري، مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الخيرية برئاسة الدكتور الياس صفير، رابطة آل اسطفان برئاسة السفير شربل اسطفان، المحامية ريجينا قنطرة، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

 بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان:"ها منذ الان تطوبني جميع الاجيال"، قال فيها: "في هذا اليوم الثاني بعد عيد ميلاد الرب يسوع، تحتفل الليتورجيا المارونية بتهنئة سيدتنا مريم العذراء. وتقرأ نشيدها الذي أطلقته في بيت زكريا عندما زارت نسيبتها أليصابات، فور علمها من الملاك أن أليصابات حبلى بابن في شيخوختها. وهذا هو الشهر السادس لتلك التي تدعى عاقرا (لو 1: 36). نشيد مريم هو نشيد تعظيم وشكر لله، وفيه نظرة نبوية إذ قالت: وها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال، لأن القدير صنع لي العظائم، واسمه قدوس (لو 1: 48). هذه العظائم هي أمومتها ليسوع ابن الله منذ الأزل، بإعطائه الطبيعة البشرية في الزمن بقوة الروح القدس. وهي بتوليتها قبل الميلاد وفيه وبعده. وستنكشف عظائم الله في عقائد الكنيسة، وهي: أن الله عصمها من دنس الخطيئة الأصلية، لكي تكون الهيكل الكلي القداسة الذي سيحل فيه القدوس إبن العلي ويأخذ منه جسدا بشريا؛ وأنها متحدة بآلام إبنها الإلهي؛ في وأنها بعد أن أنهت رحلتها على وجه الأرض، نقلت بنفسها وجسدها إلى مجد السماء".

وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مهنئين سيدتنا مريم العذراء، لأن الله اختارها لتكون أم الكلمة الإلهية بقوة الروح القدس وهي عذراء خطيبة يوسف البتول. معها نعظم الله على قدرته اللامحدودة وعلى محبته اللامتناهية، إذ أعطانا ابنه الكلمة الإلهي منذ الأزل، إنسانا في الزمن، مخلصا للعالم وفاديا الإنسان. إليه نلتجئ ليخلصنا من الخطيئة، وينشر نعمته التي تقدس العالم، وليفتدينا مكفرا بآلامه وموته عن خطايانا وخطايا كل إنسان، ويصحح فيه إنسانيته لكي يستعيد بهاء صورة الله. ويطيب لي أن أحييكم جميعا، وأقدم لكم أطيب التهاني والتمنيات بالميلاد المجيد. ويسعدنا أن تشارك معنا مؤسسة البطريرك نصرالله صفير. فأحيي هيئتها الإدارية، رئيسها عزيزنا الدكتور الياس صفير وأعضاء ومن بينهم شقيقة البطريرك السيدة ميلاني صفير بريدي. أطال الله بعمرها. أراد المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير هذه المؤسسة الحاملة إسمه لمساعدة الطلاب في أقساطهم الجامعية، وتقديم الخدمات الإجتماعية والصحية بالتعاون مع رابطة كاريتاس- لبنان، وعشرين طبيبا من مختلف الإختصاصات. وحول بيته الوالدي في ريفون مركزا لهذه المؤسسة. كما نحيي بيننا أعضاء رابطة عائلة اسطفان الكرام: هيئتها التأسيسية: رئيسها السفير شربل إسطفان وأعضاؤها التسعة الآخرون، ونتمنى لها النجاح في تحقيق أهدافها وبخاصة العمل على شد روابط الأسرة ووحدتها. وهي بذلك تشكل نسيجا متماسكا ضمن الوحدة الوطنية".

 واضاف: "في ما نهنئ العذراء مريم، أم الإله، نرفع صلاتنا إليها بنشيدها نفسه ببعديه: في الأول، نعظم الرب على ما أجرى في مريم من عظائم، ومن خلالها في كل الكائنات البشرية. في الثاني، نكل ابتهالات أبناء الله، إلى مريم أم يسوع، لأنها تعرف حقيقة البشرية وحاجاتها وقد اتحد بها ابن الله وتضامن معها. وبتلاوة هذا النشيد أمام المغارة، نواصل الشكر لله على صنيعه لنا، إذ سبق وأعدنا بمحبته لنكون أبناءه بالابن الوحيد، وغسل خطايانا بدمه، بفيض من نعمته؛ ونشكره على كشفه لنا سر مشيئته التي حققها بالمسيح ليجمع فيه تحت رأس واحد كل شيء مما في السماوات وما على الأرض؛ كما نشكره على اختياره لنا ميراثا له لنكون مدحة لمجده، (راجع أفسس 1: 3-4). نشيد العذراء هو نشيد الكنيسة التي تشكر الله الآب الذي بفيض من محبته أرسل لنا ابنه مخلصا وفاديا، بالروح القدس. وهو نشيد الفقراء الذين يشكرون الله على الرجاء المسكوب في قلوبهم بتحقيق وعوده".

 وتابع: "يهنئ الناس بعضهم بعضا على الخير الذي يفعلون، لا على الشر وتحقيق الخراب والتعطيل والإفقار. نهنئ المسؤولين السياسيين والأحزاب والنافذين على إنجازاتهم الكبيرة لخير الوطن والشعب. أما الذين من بينهم يعطلون مسيرة الدولة فلا يستحقون سوى الإدانة والشجب. ندينهم لأنهم يعتمدون استمرارية الأزمات، وزيادة الإنهيار، وتراجع قيمة الليرة، وتفكك المؤسسات، وارتفاع نسبة البطالة، ومقاومة الحلول. عن هذا الواقع الهدام أعرب قداسة البابا فرنسيس في رسالته بالأمس إلى المدينة والعالم عن قلقه على لبنان الذي يتألم من أزمة غير مسبوقة، مع أوضاع اقتصادية واجتماعية مقلقة. أمام هذا الواقع الهدام، يتطلع اللبنانيون إلى وجوب إجراء الإنتخابات النيابية في أيار المقبل كاستحقاق دستوري يفسح في المجال ليمارسوا حقهم في المساءلة والمحاسبة. وهذه الانتخابات تكون ضمانة لاجراء الانتخابات الرئاسية وإنهم يتوقون إلى رؤية جيل سياسي جديد يتمتع بمؤهلات القيادة وحسن الحوكمة، يفقه معنى حياد لبنان ودوره السلمي والحضاري في المنطقة بعدما تأكدوا، أن لا إصلاح ولا تغيير ولا إنقاذ من خلال جماعة سياسية عبثت بالبلاد والعباد منذ ثلاثين سنة ونيف. أجل، شعبنا يتطلع إلى جيل وطني جديد يتقدم إلى المسؤولية الوطنية بشجاعة وأخلاقية، ويقدم برنامجا واضحا، أولا على الصعيد السياسي، ثم على الأصعدة الإقتصادية والإجتماعية والمالية". وختم الراعي: "في عيد تهنئة أمنا وسيدتنا مريم العذراء نكل اليها أمنياتنا، ومعها نرفع نشيد التعظيم والشكر للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية للتهنئة بالاعياد المجيدة.

الفصل الأول من كتاب د. رندا ماروني/لبنان في علاقته بسوريا... نموذج الدولة اللبنانية
الفصل الأول/نموذج الدولة اللبنانية

http://eliasbejjaninews.com/archives/105058/%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%af-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

ان بنية المجتمع اللبناني على درجة كبيرة من التعقيد، فالجماعات الدينية تشكّل الوحدات الأساسية في تكوينه،وقد اكتسبت، في سياق التطور التاريخي لهذا المجتمع، كيانات سياسية تتمتع بشبه استقلال ذاتي. فالدولة اللبنانية تبدو كاتحاد بين جماعات دينية _ اجتماعية _ سياسية، تتقاسم سلطتها وتشارك في حياتها السياسية، وتحتل مستويات غير متوازية في تركيبة السلطة، تحددها قدراتها الذاتية والدعم الخارجي الذي ترتكز عليه. فالتوازن السياسي، الذي قامت عليه الدولة؛ غير مستقر، ومعرّض للخلل تحت تأثير عوامل داخلية وخارجية.[1]

القسم الاول: ليبراليّة في نظام طوائفي

ينتمي نموذج الدولة اللبنانية نصاً، الى النموذج الليبرالي الا انه يتميز بواقع مغاير تسيطر  عليه العصبيات المذهبية والعائلية والاقلوية التي  اعادت انتاج بنيتها التقليدية تحت غطاء ايديولوجي من النصوص الدستورية المستمدة من الدساتير الاوروبية والتي أُلصِقت بواقع مغاير عن الواقع الاوروبي ولا يتطور بالضرورة بنفس السياق الذي تطور فيه المجتمع الاوروبي في انتقاله من الاقطاعية الى الرأسمالية نظراً لان الشرط التاريخي المسبق لولادة الدولة البرجوازية الديمقراطية في اوروبا قد تمثل من انبثاق الانسان الفرد المتفلت من عصبياته البدائية وهذا ما يفتقده المجتمع اللبناني. ولعل الحرب الاهلية التي اندلعت عام 1975 خير دليل على هشاشة هذا النموذج من الدول الذي اقتبس الليبرالية وابقى على عصبياته المذهبية، العشائرية،  الطائفية، فبرزت مؤسسات المجتمع  الاهلي من بنى تقليدية راسخة، (عشائر، عائلات، طوائف) حيث ظنّ البعض ولو لفترة انها ثلاشت واندمجت في مؤسسات الدولة العصرية التي حاولت إرساء قواعدها التجربة الشهابية، وحلّت هذه المؤسسات مكان الدولة، التي تلاشت امام الميليشيات الطائفية واعادت الى الاذهان  السمة البارزة لمنظور بنية الكيان  اللبناني، الا وهي الحروب الاهلية التي تكشف عمق ورسوخ البنى التقليدية، هذه الحروب التي كانت تنبثق عنها دائما صيغة توازن العصبيات على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" ضمن حدود ما تسمح به المعادلات الاقليمية والدولية وهذا ما يطرح التساؤل حول كيفية انتقال المجتمع اللبناني من مرحلة العصبيات المذهبية والعائلية والطائفية الى مرحلة الدولة وذلك من منطلق المنهج القائل بضرورة رؤية ما هو قائم بقوانينه العامة كشرط مسبق لصياغة ما يجب ان يكون والا تحوّل اي مشروع لبناء دولة الى نمذجة مستعارة قد تصلح لمجتمعات اخرى ولكنها لا تتلائم مع الواقع بمعطياته التاريخية والبنيوية.

وهذا لا يعني الخروج بالمطلق عن القوانين العامة لتطور مجتمعات البشرية، بل يعني ان اي طرح فكري لتغيير بنى المجتمعات يجب ان ينطلق من قراءة معمقة لهذه المجتمعات بالذات لرؤية تمازيها او تطابقها مع مجتمعات اخرى، واكتشاف الادوات والوسائل  التنظيمية الملائمة لهذا التغيير، ونوع الدولة الملائمة، مع الاخذ بعين الاعتبار تجارب بقية الشعوب التي طرحت على نفسها مهمة بناء دولة قادرة على حل مشاكل مجتمعها.

ان الكيان اللبناني قد تميز بتفكك دولته وتلاشيها امام الميليشيات  الطائفية وذلك نتيجة اندلاع الحرب الطائفية فيه سنة 1975، وهذا ما يطرح تساؤلا حول اسباب هشاشة هذا النموذج من الدول، ان هذا يردنا حتما الى الجذور التاريخية لمحاولة بناء هذا النموذج، "نموذج الدولة الحديثة"، منذ المحاولة الاولى التي بدأت مع (الامير بشير  الشهابي الثاني 1788-1840 وحتى المحاولة الاخيرة، قبل حرب عام 1975، التي انتهت مع الدولة الشهابية (الرئيس فؤاد شهاب وامتداد تجربته 1958-1968 وبين هاتين المحاولتين يرتسم التاريخ السياسي للكيان اللبناني.

فإذا بنيت المحاولة الاولى بالتحالف مع قوى خارجية للوقوف بوجه السلطنة العثمانية،الا ان  رسوخ الععصبيات، وارساء صيغة الغالب والمغلوب، ادى الى شطر البلاد قائمقاميتين، واذا كانت صيغة 1861 ارست توازن العصبيات على صيغة لا غالب ولا مغلوب وذلك بتنصيب حاكم مسيحي ولكن غير لبناني الا انها عمليا قد قلصت من غلبة الدروز الى درجة التوازن بحيث تم القضاء على الاقطاع وشرّعت الملكية الفردية، هذا الاقطاع الذي كان يشمل الاغلبية الدرزية والاقلية المسيحية،وهذا ما انعكس غلبة للمسيحيين.

وقد تم تنظيم لبنان كسنجق عثماني، له استقلاله الذاتي، يحكمه حكام اجانب وفقا لنظام منبثق من وضع شاذ، جعلوه اساسا لحياة طبيعية واستمر من سنة 1861 حتى الحرب العالمية الاولى.

وعندما حل الانتداب، كان هم الانتداب الاول، كسب المغانم واخضاع البلاد لسيطرته على الطريقة الاستعمارية ، فحكمها ليس حسب شرعة عصبة الامم، اي في سبيل بلوغها  الحياة المستقلة المحترمة والديمقراطية الصحيحة، بل حكمها حسب روح نظام 1861، وذهنية القرن التاسع عشر، فكرّس التفريق الديني، كاساس للتمثيل الشعبي، بدل ان يعمد الى ازالة التفرقة القديمة ويحل الوحدة القومية مكانها عملا بمبادئ الحضارة الغربية نفسها.

فالمشاريع التي حملها الغرب على المجتمعات العربيّة بشكل عام، بالرغم من الفوائد الثقافيّة التي نُقلت الينا والتي لا تنكر،وبالرغم من تعزيز ممارسة الحريات العامة، الا انها قد ارتسمت بسلبية مزدوجة:

_قطع السيرورة التاريخيّةلتطور البنى القديمة وولوج الحداثة بشكل طبيعي.

_عدم اقامة سلطات وبنى غربيّة جديدة كما كان يتمنى ذلك معظم المثقفين في المجتمعات العربيّة، المتشبثين بالنماذج الغربيّة التي لم يطبقها الغرب على بلادنا كما طبقها في أوروبا، أو على الاقل لم تتم اي محاولة لتطبيقها، حتى نقول أنّه، لقد جرت المحاولة وباءت بالفشل، وهذا ما انعكس انتقاصاً من الديمقراطية.

 اذا، ًلقد أتت الديمقراطية منقوصة في لبنان، باعتبار الطوائف الدينية، تشكّل هيئات وسيطة بين المواطن والدولة، والحرية معززة باطار النظام الطوائفي وليس خارجه.

وقد جاء ميثاق 1943 ليرسي صيغة الغالب والمغلوب ايضاً، وقد خرجت الطائفة الدرزية مع هذا الميثاق المغلوب الاكبر، فبعد ان كان امراء الدروز أسياد لبنان، انتقلت هذه السلطة من الدروز الى الموارنة في سنة 1770، وترسّخت في ميثاق 1943، وبعد ان كان الدروز الشريك الاساسي للموارنة ايام المتصرفية، لم يبقى لهم سوى منصب وزير في دولة 1943 فتكرّست حصة كل طائفة وترسّخت بالقوانين. وقد  ولد الاستقلال في هذا المهد من التمييز الطائفي بالاضافة الى التفسخ القومي والانحراف المناقبي بين ايدي الساسة من ابناء المدرسة العثمانية الانتدابية ومن اهل الاقطاع الذين اندمجوا واصبحوا من اهل الادارة (منذ 1861) فنقلوا الاقطاعية اليها، وانعكست الصورة بخلفيتها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، (تمييز وعدم مساواة بين المواطنين) وابقت على هذه الصورة فئة من الاثرياء والاقطاعيين، احتلت مراكز القيادة ومقاعد الحكم في السلطتين التنفيذية والتشريعية، فئة فهمت الاستقلال ضربا من السيطرة العابثة والاستقلال بدون رقيب، وراحت تتعاطى بالشؤون العامة والادارة والثروات الوطنية، كأنها فريسة او غنيمة وقد رأت هذه الفئة ان الاطار القديم ملائم مصالحها، فوطّدته ورفعت الرواسب الطائفية والرجعية الى مرتبة الصفات العامة والتقاليد الثابتة، فغرس في نفس المواطن ان يرى وطنه من خلال طائفيته، ودولته، من خلال نائبه الطائفي ووظيفته ومصالحه. وحقوقه، من خلال حصة طائفتة من كوتا الادارة والاعمال والشؤون العامّة. وهكذا تركز التعصب الطائفي في المجتمع اللبناني بدل ان يتركز الانتماء الوطني.

وانعكس هذا التعصب على نموذج الدولة هشاشة، هذه الهشاشة التي تكمن في الابقاء على العصبيات التي لم تتفتت كما حدث في الغرب، كحصيلة لتطور تاريخي لبنية المجتمع الاقطاعي الذي فرز مع نمو البرجوازية، الانسان الفرد. هذه الفردنة هي التي ميّزت المجتمع الغربي الرأسمالي على كافة المستويات ومهّدت لقيام الدولة اليمقراطيّة الغربيّة:

_فعلى المستوى الاقتصادي برزت الملكية الفردية من داخل المجتمع الاقطاعي، وواكب نمو التجارة الخارجيّة عبر البحار اقتلاع الفلاح عن وسيلة انتاجه (الارض) ونزوحه الى المدينة ليبيع قوة عمله بدل أن يبيع انتاجه من الارض.

_وعلى المستوى السياسي برز المواطن الفرد (citoyen  ) الذي أصبح في علاقة مباشرة مع الدولة الجديدة، بدون وساطة العائلة والعشيرة والطائفة، وهو مواطن يتمتع بحقوق الانسان الفردية ويلتزم بواجبات المواطنيّةالتي تفرضها الدولة والتي تقف عند حدود حرية الآخر وعند حدود المصلحة العامة.

_وعلى المستوى الفكري والفلسفي، برزت الانسانوية كمذهب يحتل فيه الانسان المفرد مكان الله الذي كان مسيطراً في الفلسفات السابقة. فالانسان هو الذي يصنع التاريخ بدل العناية الالهية،وهذا ما عبّرت عنه الفلسفة العقلانيّة الجديدة، انطلاقاً من كوجيتو ديكارت وصولاً الى فلسفة التنوير التي مهدت للثورة الفرنسيّة.

خلاصة القول: ان الشروط التاريخيّة لنشوء نمط الانتاج الرأسمالي في أوروبا ارتبطت بمعطى بنيوي داخلي، تمثل هذا المعطى بظاهرة الفردنة وولادة الانسان المفرد على انقاض التجمعات والعصبيات السابقة. ان ظاهرة الفردنة هذه كانت غائبة عن بنية مجتمعنا العربي، بسبب التركيبة العصبية التي تميز بها مجتمعنا الشرقي عبر التاريخ، والتي كانت تحول دون ولادة الانسان الفرد على قاعدة التطور الداخلي للمجتمع العربي بمعزل عن الاحتكاك بالغرب، وذلك على كافة المستويات والصعد:

_فعلى الصعيد الاقتصادي، تميّز النظام الاقتصادي العثماني الذي كنا جزءاً منه حتى عهد قريب، بغياب الملكية الفردية للأرض، واحتكار هذا الشأن من قبل الدولة المركزية التي كانت تقطع الارض لولاة أو لعصبيات محليّة لفترة محدودة، وهو نظام الديرليك ثم نظام الالتزام المقاطعجي الذي لا يسمح بنمو قوة اقتصادية مستقلّة خارج نطاق الدولة المركزية. ولم يتم ادخال الملكية الفردية على هذا النظام الاقتصادي الا في اواخر العهد العثماني وبفعل التغلغل الأوروبي في جسم الامبراطوريّة العثمانيّة.

_ وعلى الصعيد السياسي، تميّز النظام السياسي العثماني بتمركز السلطة في شخص السلطان، يسانده في الحكم جيش انكشاري من أصل مسيحي مقتلع الجذور من عصبيته الأصليّة ويدين بالولاء للسلطان كجسم غريب عن المجتمع. ومن هذا الجسم تدرّج الولاة الذين يستتبعون العصبيات من خلال عائلات مقاطعجيّة. فالمواطن المفرد لا وجود له بالنسبة للدولة المركزية الا من خلال عصبيته العائليّة.

_على المستوى الفكري، بقي الفكر الديني الاسلامي مسيطراً، ومن خلاله يتم التعامل مع كتل دينيّة أخرى ( أصحاب الكتاب والملل )، مما أعاق ولادة عقلانيّة انسانوية كما في الغرب تضع الانسان المفرد مكان الله.

 اذاً لقد انعكس التعصّب على نموذج الدولة هشاشة،فاءذا كانت هشاشة النموذج تكمن في الابقاء على العصبيات التي لم تتفتت كما حدث في الغرب فان هذه الهشاشة قد ترسخت في القوانين وفي الحلول  المطروحة على مدى الزمن.

أولاً_  نظام القائمقاميتين (اتفاق 7 كانون الاول سنة 1842) :

قضى هذا النظام بتكريس الفاجعة الوطنية  التي حصلت في الحوادث الدامية اذ شطر الجبل شطرين، قائمقامية مسيحية يديرها قائمقام مسيحي تمتد من طرابلس الى طريق الشام وتضم المتن (بدون الشمال وجبيل) مركزها بكفيا. وقائمقامية درزية تمتد من الضفة الاخرى من طريق الشام الى صيدا مركزها بيت الدين.

 نظام شكيب افندي سنة 1845
ابقى على القائمقاميتين ولكن أردفتا بميثاق وضع بين الدروز والموازنة في 21 حزيران 1845. وبمجلسين، لكل قائمقامية مجلس، يتألفان من مندوب عن القائمقام،  واربعة قضاة وخمسة مستشارين يمثلون  الطوائف ( سنيان، درزيان، مارونيان، روم ارثوذكس 1، شيعي 1) [2] ويختارهم المطارنة والعقال من كل طائفة. وبهذا التدبير الجديد يبدأ تاريخ التمثيل الطائفي في لبنان.

ثانياً_ نظام المتصرفيّة:بروتكول 1861 المعدل سنة 1864.[3]

نقض هذا البروتوكول الانظمة السابقة وابدلها بنظام موحد، ولكنه لم يكن افضل منها لجهة مصلحة البلاد ودفعها  الى طريق التقدم والوحدة والرقي الدولي، واهم ما جاء فيه، يوضح معايبه واضراره.

-حرمان لبنان من حدوده الطبيعية بسلخه عنه بيروت وصيدا وطرابلس والبقاع ووادي التيم وعكار.

-تنصيب متصرف مسيحي غير لبناني لادارة جبل لبنان وهنا تبرز صيغة، لا غالب ولا مغلوب، بحيث ان الحاكم المسيحي لم يكن لبنانيا وهذا انتصار للدروز على الموارنة  بالاضافة الى كون الحاكم مسيحي وهذا انتصارا مارونيا على الدروز كون الامارة التي آلت الى الموارنة سنة 1770 مع الامير يوسف كانت بداية عهد الشهابيين النصارى[4] ونهاية الامارة الدرزية من هنا كان اصرار البطريرك الماروني يوسف حبيش في اوائل ربيع 1841 ان يكون خلف الامير بشير الثالث اميراً لبنانيا مارونيا، لكن البطريرك رفض المرشح للامارة من قبل الدول الكبرى، وهو الامير حيدر ابي اللمع، والمقبول ايضاً من الدروز، أملاً منه بعودة الامير بشير الثاني الى الحكم[5] ولكن ما لبث ان انتهى عهد الامارة، في 13 كانون الثاني 1842، بعد احداث دامية بين الدروز والموارنة.

-إنشاء مجلس ادارة واحد، مؤلف من اثني عشر عضوا ينتخبه مشايخ القرى وليس الاهلون.

-تأليف المجلس على قاعدة التمثيل الجغرافي الطائفي وهي نواة التمثيل النيابي الساري حتى يومنا هذا (كسروان والبترون : مارونيان – جزين : ماروني وسني ودرزي – المتن : ماروني وروم ودرزي وشيعي – الشوف : درزي – الكورة : روم ارتوذكسي – زحلة : روم كاثوليك).

-تحديد مساحة الاقضية الادارية وحدودها على اساس الاكثرية الطائفية من سكانها، لا على اساس الفواصل والمسافات الطبيعية

-واخيرا تدخل الدول الاوروبية رسميا في هذا الاجراء، اذ انها هي التي وضعت صيغة النظام مع الدولة العثمانية وعدّلته ثم وقعته.

وهكذا نرى في كل تلك الحلول، ان الدول التي تبرعت لحماية لبنان وتنظيم شؤونه، عملت في الواقع على اعطاء ضعفه وازماته الداخلية قاعدة قانونية مؤسسية بشكل يضمن لها سبل التدخل  واقدمت كل دولة على رعاية طائفة من اللبنانيين (فرنسا : الموارنة – انكلترا : البروتستانت والدروز – روسيا : الروم الارتوذكس تركيا : الدروز والمسلمين).

لم يكن من شأن التدابير التي وضعت حتى سنة 1864 ان تسفر عن حل للمعضلة اللبنانية بل زادتها تشويهاً وتأزماً لاسيما بسلخ الاراضي الحيوية عن لبنان واضعافه اقتصاديا ونزع الحكم الوطني منه واقامة حكم اجنبي فيه ودفعه في حياته  العامة على درب الطائفية، حيث سهُل العبث به بحرية وسهولة.

ففي 6 ايلول سنة 1864 [6]، صدر في الاستانة عن السلطان العثماني نظام جبل لبنان الاساسي فورد فيه

"لما كان الاجل المضروب مدة ثلاث سنوات للنظام الذي وضع للقرار الذي تقدم صدوره بخصوص ادارة جبل لبنان تحصيلاً  لاسباب رفاه وأمن الرعية التابعين دولتي العليّة القاطنين والمستوطنين الجبل المذكور وكان من المقرر انه عند انقضاء المدة المعينة يُعاد التذاكر في مقتضى الحال وقد انقضت الان، فقد جرى التعديل والتنقيح في بعض المواد الواردة في لائحة هذا النظام، وعند عرضها على جانب سلطنتي الاشرف والاستئذان فيها تعلقت إرادتي  السنيّة الشاهانية باجراء مقتضاها على هذا الوجه وبموجبها لزم اعلان النظام المذكور على المنوال الآتي بيانه :

المادة الاولى : يتولى ادارة جبل لبنان حاكم مسيحي ينصّبه الباب العالي ويكون مرجعه اليه رأسا

المادة الثانية : يكون لكل الجبل مجلس اداري مركزي مؤلف من اثني عشر عضوا مبعوثين من المديريات وتكون قسمتهم على المديريات بالنسبة الاتية :

(1)و (2) ان كلا من مديريتي كسروان والبترون تُرسِل عضواً مارونياً

(3)ومديرية جزين مارونياً ودرزياً ومسلماً
(4)مديرية المتن مارونيا وروما ارتوذكسياً ودرزياً ومتوالياُ

(5) الشوف درزياً

(6) الكورة روما  ارتوذكسياً

(7) زحلة روما كاثوليك

المادة الثالثة : يقسم الجبل الى سبع دوائر  إدارية وهي :

1-الكورة بما فيها الجهة السفلى وباقي قطع الارض المجاورة وسكانها على مذهب الروم الارتوذكس – ما عدا بلدة القلمون الكائنة على الساحل وكل سكانها تقريباً من المسلمين.

2-الجهة الشمالية من لبنان بما فيها جبّة بشري والزاوية وبلاد البترون

3-الجهة الشمالية من لبنان بما فيها بلاد جبيل وجبة المنيترا والفتوح وكسروان ذاته حتى نهر الكلب

4-زحلة وضواحيها

5-المتن بما فيها الساحل المسيحي واراضي  القاطع وصليما

6-الاراضي الكائنة في جنوبي طريق الشام حتى جزين

7-جزين والتفّاح

يكون في كل من هذه الدوائر مأمور اداري يقيمة الحاكم ويختاره من الطائفة الغالبة سواء بعدد سكانها او اهمية املاكها.

وتنص المادة السادسة : يكون في الجبل ثلاث محاكم ابتدائية تؤلف كل محكمة من قاضٍ ونائب يقيمة الحاكم ومن ستة مدافعين رسميين تنتخبهم الطوائف وفي مركز الحاكم مجلس قضائي اعلىمؤلّف من ستة قضاة يختارهم ويوليهم الحاكم من الطوائف الست : المسلمين، السنيين والمتاولة والموارنة والدروز والروم الارتوذكس والروم الكاتوليك ومن ستة مدافعين رسميين تنتخبهم كل هذه الطوائف ويضاف اليهم قاضٍ ومدافع رسمي من المذهب البروتستانتس والاسرائيليين كلما كان لاحد من هاتين الطائفتين مصلحة في الدعوى.

وتنص المادة 16 : يشرع في اقرب ما يمكن باحصاء الاهالي محلا محلا وملة ملة ويمسح كل الاراضي المزروعة.

كان ذلك سنة 1864 في عهد الحكم العثماني وعلى اثر احداث 1860 وتدخل الدول الاوروبية.

ثالثاً_ نظام الجمهوريّة اللبنانيّة

بعد اكثر من نصف قرن، على صدور بروتوكول 1861، المعدّل سنة 1864، اي في 23 من ايار 1926، اصدر المفوض السامي الفرنسي الدستور اللبناني فجاء في مادته الخامسة والتسعين.

"بصورة مؤقتة، وعملا بالمادة الاولى من صك الانتداب والتماساً للعدل والوفاق تُمثّل الطوائف العامة بصورة عادلة في الوظائف العامة وبتشكيل الوزارة دون ان يؤول ذلك الى الاضرار بمصلحة الدولة" ونصت المادة السادسة والتسعون من الدستور نفسه :

"توزّع الكراسي في مجلس الشيوخ وفاقا لاحكام المادة الـ 22 والـ 95 على الطوائف بالنسبة التالية : 5 موارنة، 3 سنييّون، 3 شيعيون، 2 ارتوذكس، 1 كاثوليك، 1 درزي،      1 اقليات".

تلك هي المواد الدستورية التي وضعها المفوضون السامون الفرنسيون وعاش اللبنانيون في ظلها طوال عهد الانتداب، أي طوال ربع قرن. وفي الخامس والعشرين من شهر ايلول سنة 1943 تقدم رياض الصلح، اول رئيس لاول وزارة وطنية في عهد الاستقلال، ببيانه الوزراي الاول، محدد موقف السلطات الوطنية الاستقلالية من أهم القضايا والشؤون العامة البارزة آنذاك.  وبعد ان ذكر الاستقلال وتنظيمه وتنظيم الحكم الوطني تطرق الى الطائفية، فقال ما حرفيته :

"ومن اسس الاصلاح التي تقتضيها مصلحة لبنان العليا معالجة الطائفية والقضاء على مساوئها، فان هذه القاعدة تقيد التقدم الوطني من جهة وتسوِّد سمعة لبنان من جهة اخرى، فضلا على انها تسمم روح العلاقات بين الجماعات الروحية المتعددة  التي يتألف منها الشعب اللبناني، وقد شهدنا كيف ان الطائفية كانت في معظم الاحيان اداة لكفالة المنافع الخاصة، كما كانت اداة لايهان الحياة الوطنية في لبنان ايهانا يستفيد منه الاغيار ونحن واثقون انه متى غمر الشعب الشعور الوطني الذي يترعرع في ظل الاستقلال ونظام الحكم الشعبي، يقبل بطمأنينة على الغاء النظام الطائفي المضعف للوطن"[7]

ويتابع رياض الصلح بيانه فيقول :

"ان الساعة التي يمكن فيها الغاء الطائفية هي ساعة يقظة وطنية شاملة مباركة في تاريخ لبنان وسنسعى كي تكون هذه الساعة قريبة باذن الله ومن الطبيعي ان تحقيق ذلك يحتاج الى تمهيد واعداد في مختلف النواحي وسنعمل جميعا بالتعاون، تمهيدا وإعداداً، حتى لا تبقى نفس الا وتطمئن كل الاطمئنان الى تحقيق هذا الاصلاح القومي الخطير"0 إلا ان الحكم الوطني مع موقفه المبدئي هذا وفي 9 تشرين الثاني 1943 عندما عدّل الدستور ومحا منه آثار الحكم الانتدابي اكتفى عند تعديل المادة 95 بشطب العبارة التي تشير الى صك الانتداب وابقى على باقي احكام المادة فاصبحت كما يلي :

"بصورة مؤقتة والتماسا للعدل والوفاق، تمثل الطوائف بصورة عادلة في  الوظائف العامة وبتشكيل الوزارة دوان ان يؤول ذلك الى الاضرار بمصلحة الدولة" اي ان شيئا في اساس المادة 95 لم يُعدل وفي 3 تموز 1944، ألّف رياض الصلح الوزارة الاستقلالية الثانية وألقى بيانه الوزاري فأتى على ذكر الطائفية مجددا،  فقال ما حرفيته :

"ان اوضاع الماضي وكثير منها ما قام على غير المصلحة الوطنية المجرّدة، لا تصلح كلها للبنان في  عهده الاستقلالي الدستوري القائم. فلا بد من ادخال التحوير والتبديل على هذه الاوضاع بحيث تلائم هذا العهد وبحيث تلبَّي طموح لبنان الى التقدم والمجد. فهنالك قيود داخلية تعوق لبنان عن السير الى الامام بالسرعة التي يستطيعها. ولعلّ اثقل هذه القيود، النظام الطائفي، وقد زادتنا تجارب الحكم في الاشهر التسعة الاولى معرفة بثقل هذا القيد لذلك ستكون الطائفية اول ما نعالجه في اوضاعنا ولن نكتفي في معالجتها بالعمل في الحقل القانوني بل سيكون علاجنا لها اعمق اذ نعمل في استئصالها في النفوس".

"اننا نريد ان نقيم بناء هذا الوطن في النفوس على اساس الوطنية والاخلاق الفاضلة التي تأمر بها الاديان جميعها والتي يعلّمها العقل والحكمة الانسانية المجرّدة، والمدرسة هي اصلح تربية لغرس الفضائل ولالقاء البذور الصالحة في النفوس وعلى ذلك ستكون عنايتنا بالمعارف عناية واسعة عميقة"[8].

وبعد مرور حوالي الخمسين سنة من عمر الاستقلال، فأين نحن اليوم من النظام الطائفي المؤقت، وحتى تكتمل الصورة القانونية لنموذج الدولة اللبنانية لا بدّ لنا ايضا من ذكر آخر ما عُدِّل فيما يتعلق بالصيغة الطائفية المتجذرة في النصوص وهذا ما سنتطرق  اليه في الجزء المتعلق بدراسة اعادة تركيب نموذج الدولة اللبنانية بعد استكمال الوصاية السورية على لبنان مع العلم  ان النصوص والقوانين في ظل  غياب التوازن بين الاطراف، يسهُل تحريفه وتجاوزه.

فالدستور اللبناني المعدل سنة 1990 يأتي على ذكر الموضوع الطائفي في لبنان في مواد جديدة لم تكن واردة في الدستور القديم، علماً ان في الدستور القديم اكثر من مادة متعلقة بالموضوع لاتزال سارية المفعول. كالمادة التاسعة والمادة العاشرة.

المادة 9 : حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الاجلال لله تعالى تحترم جميع الاديان والمذاهب وتكفل حرية اقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على ان لا يكون في ذلك اخلال في النظام، وهي تضمن ايضاً للاهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الاحوال الشخصية والمصالح الدينية.

المادة 10 : التعليم حرّ ما لم يخل بالنظام العام او يناف الآداب او يتعرض لكرامة احد الاديان او المذاهب ولا يمكن ان تُمَس حقوق الطوائف من جهة إنشاء مدارسها الخاصة على ان تسير في ذلك وفقا للانظمة العامة التي تصدرها الدولة في شأن المدارس العمومية.

انّ اختلاف وجهات النظر بين الطوائف حول تاريخ لبنان، وحول محتوى الناهج التعليميّة التي يتلقّاها الطلاب، قد جعل من هذه المادة حاجزاً ثقافياً يزيد الهوة اتساعاً بين اللبنانيين. ان أول ما يلفت نظر الباحث في تاريخ لبنان الحديث، هو تعدد قراءات هذا التاريخ، تعدد الطوائف والقوى السياسيّة، بشكل يؤدي الى خلاف جذري في زاوية النظر التي تتم عبرها قراءة المنعطفات التاريخية الكبرى من قبل هذه الطائفة او تلك، أو تقويم شخصيات لبنان التاريخية ودورها في تاريخ لبنان. ان هامش التناقض والتعارض كبير جداً بالنسبة لمرحلة حكم الامير بشير الشهابي الثاني مثلاً، بالنسبة لزاوية النظر التي تتناول تلك المرحلة، ففي حين ينظر اليه مؤرخو الموارنة على أنه بطل لبنان" القومي "و"مؤسس" الدولة الحديثة، نجد أن مؤرخي الدروز والمسلمين ينظرون اليه نظرة سلبية، اذ يعتبرونه مسؤولاً عن اختلال التوازن الذي حصل في جبل لبنان في القرن التاسع عشر وأدى الى انتقال الغلبة والسلطة من الدروز الى الموارنة. ان هذا المثل، من بين عدة أمثال يمكن الاشارة اليها، يؤكد ملاحظتنا حول النزاع القائم بين مختلف الطوائف والقوى في لبنان بالنسبة لتاريخ بلادنا.

كما ان اعتبار المجتمع اللبناني مكوّناً، في الوقت نفسه، من مواطنين ينتمون مباشرة للدولة، ومن جماعات اجتماعيّة_سياسيّة (الطوائف الدينية) تشكّل هيئات وسيطة بين المواطن والدولة، قاد واضعي الدستور الى تبني نصوص متناقضة مع بعضها البعض احياناً.[9] فالمادة 12 من الدستور التي تقول ان: "لكل لبناني الحق في تولي الوظائف العامة، لا ميزة لأحد على الآخر الا من حيث الاستحقاق والجدارة..." هي مادة تعطّلت طويلاً بالمادة 95 القديمة. ولكن حتى نظرية التمثيل العادل الذي نصّت عليه المادتان، القديمة والحديثة، اذا كانت تهدف الى انصاف الطوائف كمجموعات، الا أنها لا تنصف الافراد، كمواطنين، من حيث حقّهم المبدئي والطبيعيي بالوصول الى المراكز العامّة. فتوزيع المراكز السياسية على الطوائف مثلاً، وحصر عدد منها في طوائف معينة، كان له مع سوء الممارسة، أثر سلبي على سير النظام، فكان من العوامل الداخليّة لانفجار الوضع عام 1975.

أما المقدمة التي أضيفت الى الدستور بموجب القانون الدستوري الصادر في 21 ايلول 1990، فقد تناولت الموضوع الطائفي، في الفقرة "ح" من المقدمة التي تنص على ان إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني اساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية. وجاءت الفقرة ي من المقدمة، التي تنص على أن "لا شرعيّة لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، لتتجاوز كل ما يمكن أن يساء تفسيره في المواد المتعلِّقة بالطائفيّة، حيث لا يمكن لقاعدة العدد أن تعمل في لبنان على نحو ما هو الحال في الديمقراطيات التقليدية.واذا كانت الديمقراطية تعني الأكثرية العددية،فان ذلك يطبَّق عندما تكون هذه الأكثريّة سياسية وليست دينية، والا تحوّلت الى ديكتاتوريّة وهيمنة، باسم أكثريّة طائئفيّة معينة. لأنه مع الأكثريّة السياسية، يصبح بالامكان تطبيق القاعدة  الأساسيّة في الديمقراطيّة التي هي التناوب. اذ ذاك يمكن للمواطن أن يغيّر اختياره السياسي بالانتخاب، وينتقل من حزب الى حزب بين الأكثريّة والأقليّة اذا اراد. لكن ذلك لا يمكنه أن يحصل مع الأكثريّة الدينية في لبنان، لأنه عندما يكثر عدد احدى الطوائف أو يطغى، فأن اللحاق بهذه الأكثريّة يفترض تغيير الطائفة. اذاً، فان اعتبار الجماعات الدينية تشكّل الوحدات الأساسية في تكوين لبنان، هو أفضل من الهينة العددية الدينية المرادفة للديكتاتورية، كما أن الوصول للحداثة، واعتبار الفرد الوحدة الأساسية في تكوين لبنان، وارتباطه المباشر بقوانين دولته وليس بقوانين طائفته، طبعاً هو افضل من المشاركة الطوائفية.   

أما المادة 19 : فلقد كرّست الحل السياسي وأرسته على أسس دستورية، فنصت هذه المادة المتعلقة بإنشاء المجلس الدستوري لمراقبة دستورية القوانين، على حق "رؤساء الطوائف المعترف بهم قانونا" بمراجعة هذا المجلس في ما يتعلق حصراً بالاحوال الشخصية وحرية التعليم الديني، وذلك بالاضافة طبعا، الى الجهات الاخرى التي يحق لها القيام بالمراجعة مثل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وعشرة أعضاء من مجلس النواب. فإعطاء رؤساء الطوائف اللبنانية، المعترف بهم قانونا، حق مراجعة المجلس الدستوري هو عنصر جديد وملفت في الأحكام الجديدة لان المراجعة المتعلقة بحقوق الطوائف، حتى في الموضوعات المحصورة، كانت تتم تقليديا عبر ممثلي هذه الطوائف في السلطة. أما في النص الدستوري الجديد فقد اصبح بامكان اي رئيس من رؤساء الطوائف اللبنانية، المعترف بهم قانونا، أن يراجع، بصفته تلك وبصورة مباشرة المجلس الدستوري.

 بصرف النظر عن ملاءمة هذا الاجراء او عدمها، فالمهم هو ان الدستور يوفر لرؤساء الطوائف اللبنانية اشتراكاً مباشراً في بعض القرارات عبر مراجعة المجلس الدستوري. فهل ان هذا الاشتراك يحصر حق الطوائف ورؤسائها ام انه يوسّعه ؟

ولكن لا شك في ان مثل هذا الاجراء الذي ينشئ سابقة دستورية من حيث تثبيت حق المراجعة لرؤساء الطوائف، ولو في مجالات محددة مثل الاحوال الشخصية والتعليم الديني – انما يطرح في الوقت نفسه تساؤلا حول مبدأ العمل على الغاء الطائفية السياسية، الذي تشدد عليه وعلى آليته المادة 95 من الدستور المعدلة سنة 1990

ومع العلم بان مفهوم الطائفية  السياسية المطلوب معالجته، منفصل عن الحق الذي تعطيه المادة 19 لرؤساء الطوائف بمراجعة المجلس الدستوري، إلا أن أي مراقب محايد للدستور اللبناني لا يمكنه الا ان يتساءل عن مدى الانسجام بين النصين : من جهة مادة تثبت حق رؤساء الطوائف، ومن جهة ثانية مادة اخرى تنص على الغاء الطائفية السياسية.

وكذلك مدى الانسجام بين المواد التقليدية السابقة والمادة 95 الحديثة، باعتبار ان الطائفية السياسية المطلوب العمل على إلغائها، لا تشكل سوى جزء من الوضع الطائفي ككل.

فجميع المواد الدستورية، القديمة والحديثة، التي تأتي على ذكر الطائفية لها ترجمات سياسية فالمساهمة في الحياة العامة هي ممارسة سياسية الا اذا كان المقصود بالطائفية السياسية هو التمثيل الطائفي في المؤسسات على صعيدي الحكم والوظيفة فهل المطلوب الغاء هذا الجانب وترك الجوانب الاخرى المتعلقة بحقوق الطوائف وبرؤسائها ؟ وهل نبلغ الهدف المنشود في الديقمراطية والمساواة ؟

للطائفية وجوه عدة، منها السياسي والقضائي والاداري والاقتصادي والتشريعي والتربوي والتعليمي  والمجتمعي.

يتعلق الوجه السياسي بتخصيص الطوائف بمناصب ثابتة في السلطة، كرئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة مجلس النواب للشيعة، ورئاسة مجلس الوزراء للسنة، وتوزيع الحقائب الوزارية على عدد من الطوائف، بنسب متفاوتة حسب حجم الحكومة وعدد اعضائها، وفي السلطة التشريعية كتوزيع المقاعد النيابية، مناصفةً بين المسلمين والمسحيين، وحصصاً على الطوائف بنسب معتمدة عرفا او وفق احصاء لا يطلّع عليه سوى العارفين باسرار الغيب.

يتعلق الوجه القضائي بأن يكون هنالك محاكم توزّع العدالة بين الناس ولا سلطة للدولة عليها، الا عند اختلافها في الاحكام. صلاحياتها وقف على قطاع من المواطنين من طوائف معينة، دون المواطنين الاخرين. سبع عشرة مؤسسة قضائية طائفية الى جانب القضاء العدلي، منها ما تقع محاكمه العليا خارج لبنان.

ويتعلق الوجه الاداري بتوزيع المناصب في الادارات والمؤسسات والمصالح العامة، انصبة تكاد تكون إرثية على الطوائف بنسب، كتلك التي تتبع في توزيع المقاعد النيابية والحقائب الوزارية ويتعلق الوجه التشريعي بمنح الطوائف حق التشريع في حقوق عدة اهمها الاحوال الشخصية، كالارث عند المحمديين، والوصية والنفقة والوصاية والزواج انعقادا وانحلالا واصول المحاكمات لدى المحاكم الدينية.

ويتعلق الوجه الاقتصادي، ليس فقط بالأوقاف بل ايضا بإنشاء المؤسسات الصناعية والتجارية التي  تحاول وقف التوظيف فيها والافادة من خدماتها على ابناء طائفة من الطوائف دون الاخرى، قدر ما تستطيع ويتعلق الوجه التربوي التعليمي، على إضفاء الطابع شبه الرسمي على مؤسسات التعليم الخاص الطائفي، بتخصيصه بالمساعدات الضخمة وإخراجه عملياً من رقابة الدولة، لا بل باخضاع المناهج والكتب لاعتبارات طائفية او سلطة  الطوائف، اكثر مما تخضع لمتطلبات العالم التربوي العام والاعتبارات الوطنية الجامعة.

ويتعلق الوجه المجتمعي، بتوزيع قسم من ميزاينة الدولة على مؤسسات الطوائف الاجتماعية من مستشفيات ومستوصفات وجمعيات وأندية، فتحرم منها المؤسسات العامة التي هي في امس الحاجة اليها.

ويشترك في أكثر من وجه، قيام الاحزاب السياسية الطائفية التي تقف في وجه الحريات الخاصة والعامة وبوجه الدولة ومؤسساتها وتهدم الاسس الديمقراطية كل ذلك هو الطائفية، او يجوز ان نكتفي بإلغاء وجه منها والمحافظة على الباقي؟ إن إلغاء الطائفية  السياسية وحدها لا يفي بالمطلوب اي ببلوغ المساواة والديمقراطية.

اما المادة 22 تنص على ما يلي :

مع انتخاب اول مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي يستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية.

ان هذه المادة مع الفقرة (ح) من المقدمة ومع المادة 95 المعدلة كما سنرى متروكة للمستقبل. انها أحكام  للمستقبل ما دامت شروط اعتمادها غير متوافرة.

فمتى يتم انتخاب اول مجلس للنواب على أساس وطني لا طائفي ؟

المادة 24 تفيدنا جزئيا عن ذلك حين تقول :

"... والى أن يضع مجلس النواب قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، توزع المقاعد النيابية وفقا للقواعد الاتية..." 

فمتى سيقدم مجلس النواب على وضع قانون انتخاب خارج القيد الطائفي ؟ المادة 95 من الدستور تفيدنا بدورها جزئيا عن ذلك حين تقول : "على مجلس النواب المنتخب على اساس المناصفة بين  المسلمين والمسيحيين اتخاذ الاجراءات الملائمة لتحقيق الغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، تضم بالاضافة الى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية..."

ان ثلاث مجالس انتخبوا حتى الان على اساس المناصفة ومع ذلك فان الاجراءات الملائمة لتحقيق الغاء الطائفية السياسية لم تتخذ من قبل هذه المجالس، بعدما تبين ان الاجواء العامة في البلاد لا تساعد على ذلك. فتأجل البحث في الموضوع من تلقاء ذاته، واصبح تنفيذ احكام المادة 95 من الدستور مؤجلا الى موعد غير محدد.

فالمادة 95 تنطوي مبدئياً على الالية الاساسية المتعلقة بمعالجة موضوع الطائفية في لبنان بعد ان كان النص القديم موجزا، ولا ينص الا على  انه " بصورة مؤقتة والتماسا" للعدل والوفاق تمثل الطوائف بصورة عادلة في الوظائف  العامة وبتشكيل الوزراة دون ان يؤول ذلك الى الاضرار بمصلحة الدولة".

فأصبحت المادة 95 المعدّلة تنص على تدابير محددة، وعلى برمجة معينة لتحقيق الغاء الطائفية السياسية، والعملية تتضمن شقين : الاول خطة مرحلية والثاني تشكيل هيئة وطنية وبما ان هناك خطة مرحلية، فهذا يعني ان هناك مرحلة انتقالية، في المرحلة الانتقالية :

_ تمثّل الطوائف بصورة  عادلة في تشكيل التمُثّل اوزراة

_ تلغى قاعدة التمثيل الطائفي ويعتمد الاختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والامنية والمؤسسات العامة والمختلطة وفقا لمقتضيات الوفاق الوطني باستثناء وظائف الفئة الاولى فيها، وفي ما يعادل الفئة الاولى فيها. وتكون هذه الوظائف مناصفة بين المسيحيين والمسلمين دون تخصيص اية وظيفة لاية طائفة مع التقيد بمبدأ الاختصاص والكفاءة.[10]

أما الهيئة "فمهمتها دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بالغاء الطائفية وتقديمها الى مجلس النواب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية".

من النصوص التي استعرضنا نستنتج العجز عن ولوج دولة القانون والمؤسسات ويتضح لنا ان حكام لبنان في عهد الباب العالي والانتداب والاستقلال وما بعده قد عللوا ابقاء النظام الطائفي بضرورات الوفاق بين الجماعات اللبنانية. كما يتضح لنا ان العثمانيين والفرنسيين والقيّمين اخيراً على اتفاق الطائف كانوا يعلمون ان هذا النظام لا تبنى عليه دولة وتستقر وانه لا بد ان يكون تدبيراً مؤقتاً كما لا يجوز بناء الوطن على اساس خطر فكيف نفسر استمرار هذا الاساس؟

ان لاستمرار هذا الاساس سببين وجيهين :

الاول : الابقاء على المنافع الخاصة، وهو سبب داخلي.

والثاني : تأمين مصالح القوى الاجنبية المتصارعة، وهو سبب خارجي.

السبب الاول يلقينا لقمة سائغة بين يدي المستغلين من  المواطنين، الذين يضحون بالوطن وبحياة الشعب في سبيل  منفعة مادية او معنوية، والسبب الثاني يلقينا لقمة سائغة بين يدي القوى الاجنبية المتصارعة فتتخذ لها منفذا في  ارضنا وتسيطر علينا بالتفرقة والتباعد، وتؤمن مصالحها وغاياتها .

رابعاً_ الطوائف دويلات ضمن الدولة

ان الطائفية، تضع بين المواطنين وبين الدولة، انتماءاً وسيطاً، وهو الانتماء  الطائفي، لا بل تضع الانتماء الطائفي قبل الانتماء الوطني، وبالنتيجة يحل الانتماء الطائفي محل الانتماء الوطني، وبالنهاية يحول ذلك دون بلوغنا كجماعة مستوى الوعي الوطني.

فالمواطن اذ يرى انه لا يسعه مخاطبة الدولة - المؤسسة التي تُجسِّد قانونا الوطن ولا يسعه التعامل معها والاشتراك في حياتها ونشاطها الا من خلال طائفته، ينكفئ على طائفته تلك باعتبارها الباب الرسمي للوصول الى الدولة "الوظيفة والوزارة والتمثيل الشعبي" فيصبح هذا الانتساب الى الدولة ومن بعدها الوطن والمجتمع ، انتساباً غير مباشر عن طريق الطائفة وبالاحرى انتخاباً على درجتين، تؤلف فيه الطائفية الدرجة الاولى والوطنية الدرجة الثانية.

ومع الوقت ونظرا لاستغلال هذا الوضع يتضخم دور الطائفية ويتضاءل دور الوطنية لابل يتضخم الاول على حساب الثاني، فيعظم شأن الانتماء الطائفي في اذهان المواطنين ويصغر شأن الانتماء الوطني وهذا ما حصل حتى اليوم. الى ان يؤدي بنا الحال في وجه يكاد يكون شاملا، الى حلول الانتماء الطائفي مكان الانتماء الوطني وهكذا تصبح الطائفة سدا منيعا يحول دون ارتقاء الجماعة الى مستوى الوعي الوطني وتحول دون شعورها بالروابط الجامعة بين الافراد على قدم المساواة فتعطل او تعرقل العمل الخلاق المشترك في سبيل المصير الواحد.

كما ان تركيز الدولة، على اسس تقسيمها غنائم طائفية، يستدعي طبعا انهماك اللبنانيين بمراقبة بعضهم البعض، كي لا تحرز طائفة من المناصب والمنافع اكثر مما حدّده لها التوازن العددي، بدل انشغالهم بقضاياهم الاساسية فيشتتون قسطاً كبيراً من جهودهم وطاقاتهم المشتركة، ويتلهون عن التنبه الى المصالح العليا والاخطار المحدقة بهم في الداخل والخارج.

كما ان تلك المراقبة الدائمة تصبح عاملا مستمرا للتصادم كما هو حاصل ابدا اذ يصبح نقل موظف او ابداله مشكلة وطنية.

ومن جهة اخرى ان اعتماد الانتماء الطائفي اساسا لقيام الدولة، يعني اعتماد نسبة عددية معينة للطوائف اي ان هذه النسبة لن تتدبل والا انقلبت القاعدة الوطنية التي يقوم مجتمعنا السياسي عليها الا اذا لجأنا الى تحاشي الاحصاءات او تزويرها، وهو امر لا يمكن اقراره، او الى حرمان بعض المواطنين حقوقهم، كالمغتربين، مخافة اختلال التوازن.

واخيراً  ان اعتماد النظام الطائفي يحول دون تحقق الديمقراطية الصحيحة، فالديمقراطية مساواة بين المواطنين، وفرص التقدم والنجاح امامهم، في حين ان الطائفية تفترض منذ نقطة انطلاقها، حدوداً لا يجوز لابناء الطوائف الاخرى تعدّيها، سواء في عدد المراكز ام في درجاتها، كما ان النظام الطائفي يحول دون ظهور القوى الحزبية، غير الطائفية او على الاقل يعيق ظهورها الى وقت لا يمكن تحديده، لاسيما وان القوى السياسية الطائفية تتمتع بحماية قانونية لا تتمتع بها القوى الحزبية، فالطائفة مثلا لها مقاعد نيابية إلزامية، أما الحزب غير الطائفي فليس له اية ضمانة. ان الترويج لضرورة التلازم المطلق بين الوجود الوطني والوجود الطائفي يعني ان لا كيان للبنان خارج هذا النظام الطائفي وان الترابط بينهما عضوي ومصيري الى درجة ان زوال النظام الطائفي في نظر حملة لوائه يجر معه الى زوال لبنان وان اختل توازنه انهارت الاوضاع العامة وتعرض الوطن لشتى المخاطر، فالالتباس بين النظام والكيان قاعدة يكررها اركان النظام الطائفي في جميع المناسبات وتحت هذه الفرضية تدخل الوحدة الوطنية القائمة على توازن رضى زعماء الطوائف. فالطائفة كمتحد سوسيولوجي ظلّت عند اللبنانيين ترجح دائما على المتحد الوطني ومفهوم الارتباط في الدولة. وظلّ الولاء للطائفة يسبق الولاء للوطن ويغلب عليه، فالطائفة  هي الباب الذي يدخل منه المواطن الى تعاطيه مع الاخرين والى الدولة والمؤسسات العامة " فالجماعات الروحية التي يتألف منها الشعب اللبناني "كما سمّاها البيان الوزاري الاول لحكومة الاستقلال الاولى، والتي طُلب منها ان تكون الجسم الوسط الرابط بين المواطن والوطن بينه وبين الدولة، بينه وبين باقي المواطنين، من خلال التمثيل الشعبي وتأليف الحكومات، وتولَّيه هذه او تلك من الوظائف، وترقيته او عدمها وفي حياته الشخصية بفعل قوانين الاحوال الشخصية التي تحكم ولادته، مرورا ببلوغه وزواجه وموته وإرثه، ومحاكم احوال الشخصية ومدارسه وجامعاته ومؤسساته الصحية والاجتماعية والرعائية،0000 فلم تكن يوماً ذلك الجسم الوسيط، ولم تكن حلقة الربط والمشاركة بل اصبحت الجسم الحاجز، الفاصل بل يصح تسميتها دويلات ضمن الدولة ولقد كرّس هذه الدويلات القرار رقم 60/LR الصادر في 13 اذار 1936 والمعدل بالقراران رقم 146 و 53/ LR وهذا الاخير قرر عدم تطبيق القرار رقم 60/LR على المسلمين، لقد نص هذا القرار الذي سنّه المفوض السامي دي مارتيل والذي له مفعول القانون على الاحكام التالية :

1-ان الطوائف المعترف بها قانونا كطوائف ذات نظام شخصي هي الطوائف التاريخية التي تملك صكا تشريعيا يحدد تنظيمها ومحاكمها وشرائعها.

2-ان مفعول الاعتراف بطائفة ما هو اعطاء النص الذي يتضمن نظامها قوة القانون بحيث يستفيد تطبيقه من حماية السلطات العامة.

3- ان لكل طائفة من الطوائف المعترف بها نظاماً خاصا بها يتضمن :

-تسلسل درجات الرؤساء الروحيين والموظفين الدينيين وطريقة تعيينهم وصلاحياتهم.

-تشكيل المجامع والمحاكم والمجالس واللجان، الخ... وصلاحية كل منها.

-التشريع المختص بالاحوال الشخصية في جميع ما يتعلق بشرائع الطائفة الدينية

-طريقة ادارة ممتلكات الطائفة

- الصلاحية المختصة بالمحاكم الدينية وأصول المحاكمة فيها.

-تعاليم الطائفة الدينية والواجبات الادبية المفروضة على المنتمين اليها.

4-ان تلك الطوائف الدينية تتمتع بالشخصية المعنوية وكذلك ضمن كل منها الجماعات المذهبية المستقلة المختصة بالتعليم وبالاعمال الخيرية والتي يخضعون لنظام طوائفهم الشرعي في الامور المتعلقة بالاحوال الشخصية اما اللبنانيون المنتمين الى طائفة ليس لها قانون احوال شخصية او الذين لا ينتمون يعترف لها نظام الطائفة بأهلية الحصول على حقوق وواجبات تختلف عن حقوق الطائفة وواجباتها وكذلك الرهبانيات.

5- ان اللبنانيين المنتمين الى الطوائف المعترف بها ذات الاحوال الشخصية الى اي طائفة، فانهم يخضعون للقانون المدني في الامور المتعلقة بالاحوال الشخصية.

 ولكن هذا القانون الذي افترض وجوده  القرار رقم 60/L.R. بالنسبة الى غير المنتسبين الى طوائف، فلم يرَ النور بعد. حيث كانت المحاولة الاخيرة في عهد الرئيس الياس الهرواي. وهكذا يكون المشترع اللبناني واقع في تناقض خطير وفي فراغ تشريعي كبير. فمن جهة ، يُقرّ مبدئياً بحق اللبنانيين في أن يعيشوا خارج الطوائف لكنه عملياً لا يقر لهم بذلك إذ انه لم يُسِن لهم القانون الذي يرعاهم فأجبرهم عن طريق الفراغ التشريعي الى الرجوع قسراً الى حظيرة الطوائف المعترف بها. هذا ما يدل على أن الانتداب الفرنسي كان أفضل من الحكم الوطني بشأن الحريات العامة، الا انه ، لا ينفي مسؤولية هذا الانتداب في تكريس ما يتضارب مع مبدأ مساواة المواطنين وحقهم بالخضوع لتشريع واحد يطبّق على الجميع.

اذاً، لقد تجّذرت خصائص المجتمع المتعدّد الطوائف، التي لم تقف عند حدود الأحوال الشخصيّة، بل انها طبعت بطابعها مجمل نواحي الحياة العامة. اذ فضلاً عن التوزيع المعروف في مناصب الدولة كلها، الحكومية والنيابية والادارية والعسكرية والقضائية، وفي جميع المؤسسات والمصالح المستقلة والمختلطة، فان القطاع الخاص كله متأثر بهذا الطابع. فللطوائف جامعاتها ومعاهدها ومدارسها(الكسليك، البلمند، المقاصد، الحكمة)، ومستشفياتها(مستشفى الجعيتاوي، مستشفى الروم، مستشفى المقاصد، مستشفى الزهراء)، ولها مؤسساتها الاجتماعية ومعاهد التمريض ودور العجزة الخاصة بها، ولها مجالس وهيئات تنطق باسمها (اللقاء الاسلامي، المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك، الرابطة المارونية، رابطة الروم الأرثوذكس، رابطة المسيحيين الشرقيين، الخ)، وكان لها تجمعاتها حتى داخل المجلس النيابي(تجمّع الموارنة المستقلين، تجمع النواب السنّة في بعض مراحل الحرب)، هذا فضلاً عن بعض الاحزاب ذات التكوين الطئفي: الكتائب، الكتلة الوطنية، الوطنيون الاحرار، حزب النجادة) وما أفرزته الحرب من تنظيمات طائفية، تحوّل بعضها الى أحزاب منظمة دخل ممثلوها الى مجلس النواب(حركة أمل، حزب الله).  

إذاً على اساس نص الدستور اللبناني ونص القرار رقم 60/L.R. المعدل – صدرت تشريعات طبقت المبادئ التي وردت فيهما في الامور العامة، من جهة، (التمثيل النيابي – التمثيل الحكومي – الوظائف العامة – الاعياد الرسمية)، وفي داخل الطوائف من جهة اخرى.

تسود التشريعات التي تتعلق بتنظيم الطوائف داخلياً مبادئ مهمة،  اولها ان لكل طائفة – وهي شخص معنوي حقوقي عام في نظر النظام اللبناني - حقاً مطلقاً في سن الشرائع والانظمة التي تتعلق بها وثانيها انه على الدولة ان تعتبر تلك النصوص في مرتبة القوانين قوة ونفاذاً فتضع القوى العامة في تصرف سلطات الطوائف لحماية تلك النصوص وتطبيقها، وثالثها ان حقول التشريع الطائفي واسعة جداً فهي لا تشمل الشؤون الدينية فحسب، بل تتعداها الى احوال المواطنين الشخصية والى المؤسسات التربوية والاجتماعية وعلى ضوء هذه المبادئ،  أخذت الطوائف تتصرف وتبني دويلتها داخل الدولة.

فصدر بتاريخ 2 نيسان 1951، القانون الشهير الذي زاد من صلاحيات المحاكم الكنسية في أمور الاحوال الشخصية، وفي الواقع كان الهدف الاساسي من هذا القانون تحقيق المسواة بين صلاحيات المحاكم الدينية المسيحية وصلاحيات المحاكم الشرعية الاسلامية، لأن صلاحيات الأولى كانت محدودة بالنسبة لصلاحيات الثانية، وكان من الصعب جداً نزع بعض صلاحيات المحاكم الشرعية الاسلامية لتحقيق هذه المساواة، فاتُّفق على زيادة صلاحيات المحاكم الدينية المسيحية. وقد جاء على حساب المحاكم المدنية التي نُزعت منها صلاحيات النظر في الامور التالية: المهر، التبني، الوصاية على القاصر، فرض وتقدير النفقة للوالدين والاولاد، فرض وتقدير التعويض عند الحكم ببطلان الزواج أو فسخه، حفظ الاولاد وتربيتهم حتى اكتمال سن الرشد أي ثماني عشرة سنة كاملة، البنوّة وشرعيّة الأولاد ومفاعيلها، انشاء الوقف الخيري المحض والديني الصرف، وادارته، الخ.  وقد احتج المحامون، على هذا القانون بإضراب دام اشهراً طويلة،  دون نتيجة، لا بل تألب ضدهم في خندق واحد، رجال الدين المسلمون والمسيحيون على السواء. وقد حددت المادة الاولى منه هدفه ومجال تطبيقه، فنصت على أنه يختص"بتحديد صلاحيات المراجع المذهبية لجميع الطوائف المسيحية والطائفة الاسرائيلية وتنفيذ أحكامها وحل الخلافات التي تنشأ فيما بينها أو بينها وبين سائر المراجع المذهبية أو المحاكم المدنية اللبنانية".

"ولا شك أن قانون 2 نيسان قد أسهم في تعميق النظام الطائفي الذي تجذّر تدريجياً في بنية المجتمع اللبناني".[11]

فابتدأت به سلسلة خطوات تثبّت النظام الطائفي.

فبتاريخ 13/1/1955، صدر المرسوم رقم 18 الذي يتعلق بتنظيم دوائر الافتاء والأوقاف الاسلامية التابعة للطائفة السنيّة. وقد عدِّل بموجب القرار رقم 5 تاريخ 2/3/1967 الصادر عن المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى.

 والملفت للنظر هو القانون الذي صدر بتاريخ 28 ايار سنة 1956،ومنح الهيئة المختصة في الطائفة السنيّة حق تعديل المرسوم الاشتراعي رقم 18، اذ نص على أنه" يحق للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى أن يعيد النظر في جميع أحكام المرسوم الاشتراعي المذكور، وأن يعدّل ما يراه ضروريّاً منها لتحقيق الغاية الاساسية منه، وتكون قراراته في هذا الصدد وفي كل ما يتعلق بالافتاء وبتنظيم الطائفة الدينية وادارة أوقافها نافذة بذاتها على ألا تتعارض مع أحكام القوانين المتعلقة بالانتظام العام".

وبموجب هذا النص، اتخذ المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى قراراً، في 2 آذار 1967، عدّل فيه المرسوم الاشتراعي رقم 18. وقد اعتبر الدكتور ادمون ربّاط أن المرسوم الاشتراعي رقم 18، المعدَّل بقانون 28 أيار 1956، قد منح المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى سلطة موازية لسلطة مجلس النواب اللبناني، في المجال الذي حدّده هذا المرسوم الاشتراعي، وهذا لا يتلاءم مع مبدأ السيادة الوطنية.[12]

وبتاريخ 19/12/1967 صدر القانون رقم 72/67، وهو يتعلق بتنظيم شؤون الطائفة الاسلامية الشيعية في لبنان، وقد اعترف بوجودها واستقلالها الذاتي في بعض المجالات. وطبقاً للحق الذي أعطي للطائفة السنيّة بتعديل المرسوم الاشتراعي رقم 18، منحت الطائفة الشيعية حق تعديل هذا القانون(المادة31). 

 أمّا الطائفة الدرزية، فقد تمّ الاعتراف باستقلالها الذاتي في القانونين الصادرين في 13 تموز 1962. وينص القانون الاول في فصله الأول على استقلال الطائفة الدرزية بشؤونها الدينية،أما القانون الثاني فقد نص على انشاء المحلس المذهبي للطائفة الدرزية، وصلاحياته وطريقة انتخابه وادارته. وقد نصت مادته الأولى على"تولي المجلس المذهبي للطائفة الدرزية شؤون الطائفة الزمنية والمالية، وتمثيلها في الشؤون العائدة لكيانها الاجتماعي والسهر على رفع مستواها والمحافظة على حقوقها".

ان القوانين التي نظمت شؤون الطوائف الاسلامية في لبنان، ضمنت لها استقلالاً ذاتياً في ادارة شؤونها الدينية والاجتماعية والمالية، على غرار الاستقلال الذاتي الذي اكتسبته الطوائف الأخرى منذ قرون، فأصبحت جميع الطوائف في لبنان تشكّل كيانات سياسية، معترفاً بها رسميّاً، داخل كيان الدولة الموحدة.[13]

إن النصوص القانونية اللبنانية العامة منها والخاصة بكل طائفة تعكس صورة نموذج الدولة اللبنانية،  فهي ترّكز التكوين الوطني على قاعدة التعددية الدينية الطوائفيّة، بمعنى ان المجتمع اللبناني لا يعتبر مجموعة مواطنين يرتبطون ببلدهم مباشرة بل مجموعة كيانات دينية طائفية يتكون منها الجسم الوطني، وتلعب دور الوسيط بين المواطنين والوطن ومؤسساته الرسمية منها والخاصة. فتظهر الكيانات الطائفية كل منها في كيانها المستقل والسيد سواء في داخله او في علاقاته الخارجية وله قياداته الهرمية ودورة وجوده الذاتية ومؤسساته الشاملة اقساما واسعة من نواحي الحياة ونشاطاتها فتظهر الفيدرالية الطائفية كتعايش بين الطوائف على ارض مشتركة، فتنظم علاقاتها بطريقة تحافظ كل منها على شخصيتها الذاتية وتحدد ظروف تعاملها مع الطوائف الاخرى بما يضمن تمثيل كل منها في الحكم ويعيّن حصتها من الخيرات والخدمات العامة وهذا لا يعني اننا ارتقينا الى تقاليد الديمقراطية في البلدان العريقة التي تعتمد المشاركة، فالمشاركة في تلك البلدان حققت التسوية بين المجموعات الدينية واللغوية او الاثنية وحافظت على المساواة بين الافراد لذلك لا ينشأ عند الفرد المواطن عقدة الغبن الشخصي فليس في سويسرا ما يحول دون وصول اي فرد الى رئاسة المجلس الفدرالي وفي بلجيكا الى رئاسة الحكومة. كما تحتل كل طائفة في لبنان، رتبة في الهيكل الوطني، فمنها ما يأتي في المنزلة الاولى ومنها ما يقع في المنزلة الاخيرة سواء من حيث تحديد افرادها او من حيث دورها وحصتها في الشؤون العامة فلبعضها امتيازات وافضليات على سواها وانصبة اهم في المراكز المصيرية، لا بل ذهب هذا التفاوت الى درجة ان بعضا منها لا يُقرّ له باي حق محدد خصوصا على صعيد المشاركة في الحكم. فالامتيازات المرتبطة بالعددية يجعل من الطوائف في حال صراع وتناحر دائم حول بعض القضايا الحساسة، كمشكلة المجنسين وموقف الطوائف المسيحية من الموضوع ومشلكة المغتربين وموقف الطوائف الاسلامية من هذا الموضوع.                   

القسم الثاني: التركيبـة الاجتماعيـة فـي لبنـان.

إن وطن صغير كلبنان يقطنه شعب قليل العدد عدا مهاجريه الذين يفقون المقيمين فيه، يتألف من فسيفساء من السكان، لا يزال بسبب موقعه الجغرافي يتقبل الغزاة والفاتحين واللاجئين، منذ غابر العصور حتى يومنا هذا، من القبائل الحامية والسامية (4000 سنة قبل المسيح) الى المصريين (1500 سنة ق. م.) الى الاشوريين (القرن التاسع ق.م.)، الى الكلدانيين (القرن السادس ق.م.) الى الفرس (القرن الخامس ق.م.) الى اليونان المقدونيين والسلجوقيين (القرن الرابع ق.م.) ، الى الرومان (من القرن الثالث الى القرن السابع)  الى العرب (من القرن السابع الى القرن السادس عشر) وما تخلل ذلك من دخول الصليبيين (من أواخر القرن الحادي عشر الى اواخر القرن الثالث عشر، الى العثمانيين (من القرن السادس عشر حتى القرن العشرين) وما تخلل ذلك من غزوات قصيرة النفس من قبل فرنسا (بونابرت سنة 1799) والمصريين (محمد علي باشا وابراهيم باشا، سنة 1831-1840) وبعثة الجيوش الاوروبية 1860، الى الحرب الكونية الاولى والانتداب الفرنسي (1918 الى 1943) وحلول الجيوش الحليفة في الحرب الكونية الثانية (1940الى 1945) الى دخول الجيش الاميركي في تموز سنة 1958 الى دخول الجيش الاسرائيلي والسوري تلك الفتوحات والغزوات والمداخلات الاجنبية تركت في لبنان خليطاً من الاجناس والسكان، فيهم من الاموريين والكنعانيين والآراميين والمصريين والحثيين والاشوريين والعبرانيين والعرب والفرنجة وحديثاً من الارمن والاوروبيين شرقاً وغرباً والفلسطينين ومتفرقات اخرى تكاد لا تحصى. 

وعندما يكون عدد سكان لبنان على ما هو عليه، يأخذ دخول الاغراب بالكميات التي حصلت مع ما تجره من مستجدات ومستوردات خاصة ومتباينة وبالازمنة المتقاربة، دوراً نسبياً هاماً في التأثير على تركيب مجتمعنا، من النواحي القومية والنفسية والاقتصادية ، بحيث يسعنا القول إن تكويننا الاهلي لم يعرف بعد حتى جيلنا الحاضر، وعلى المدى التاريخي اللازم، الاستقرار الذي تحتاجه بلاد ما لتنعم بالانسجام لكي تثبت على حال مجتمعي مشترك وتركز على طابع وطني موحد.

الى جانب هذه الفسيفساء الاثنيّة يجمع لبنان فيسفساء اخرى دينية ولا تؤلِّف واحدة منها اكثرية المواطنين لتضفي بعددها لوناً غالباً على المجموع او طابعاً شاملاً الامر الذي يجعل من أرض لبنان ميداناً لتنافس الاقليات التي كثيراً ما ضعضعت الوحدة السياسية التي رعتها الاسر والحكومات التي تعاقبت على تدبير شؤون البلاد منذ مطلع القرن السابع عشر.

أولاً_ الصراع والتنافس بين الجماعات 

لعلّ التطور غير المتوازن للطوائف اللبنانية قد لعب دوراً في هذا التنافس في العملية السياسية، وعكس تنوّع الآراء والاولويات لدى الجماعات اللبنانية[14]. فالدروز والموارنة شهدوا التغيّر الطائفي والسياسي او الاثنين معاً في جبل لبنان في عهد الامارة وبعده. أما في لبنان ما بعد 1920 فإن أهم أبعاد العلاقة المارونية السنيّة بمظهريها الخلافي والوفاقي على السواء، كان متعلقاً بعروبة لبنان ما قبل الاستقلال، وهي العروبة المتغيّرة مضموناً وتفسيراً. إن تطور العلاقات بين الطوائف في لبنان مرّ بسلسلة متتالية الحلقات من التغيّر المتواصل، كما تغيّرت فيه الخلافات بسبب التطورات الداخلية من جهة وعدم استقرار الوضع الاقليمي الذي أثّر في الوضع اللبناني من جهة ثانية. ولعلّ احدث مظهر من مظاهر التحوّل الطائفي هو تبلور الوعي السياسي الطائفي وسط الطائفة الشيعية منذ أوئل السبعينات، فكانت نتيجة ذلك أن أصبح للمسلمين الشيعة برنامجهم السياسي الخاص والمتميز على الصعيد الداخلي وكذلك على الصعيد الخارجي منذ مطلع الثمانينات تحت تأثير إيران الاسلامية، فالطائفة الشيعية قبل هذا، لم تكن مرتبطة باتجاه سياسي او إيديولويجي معيّن كما كانت الحال بالنسبة الى الطائفة السنيّة، كذلك، فإن طرح الطائفة الشيعية لم يكن نتيجة علاقات طائفية وسياسية، كما كانت الحال بالنسبة الى الدروز والموارنة في لبنان ما قبل 1920، أو السنّة والموارنة بعد 1920.  إن الفرق بين الشيعة وسواهم من الطوائف، خصوصاً بالنسبة الى العملية السياسية، هو أن تعبئتهم الطائفية والسياسية والتبدلات الاجتماعية التي شهدتها الطائفة الشيعية جاءت متأخرة وفي زمن التغيّر وعدم الاستقرار السريعين داخلياً وإقليمياً.

ومما يزيد الامور تعقيداً انه منذ منتصف القرن التاسع عشر نشأت بعثات علمية وتربوية تنتمي الى العديد من الدول الاجنبية، أسست معاهد ومدارس راحت تنشر بواسطتها اللغات والعلوم والافكار المتنوعة فتزيد، الى جانب الفوائد الثقافية التي لا تُنكر – بلبلة المجتمع،  وتضارب الاتجاهات فيه او على الاقل تزيد تباينها فتشتد الحواجز الداخلية العقلية والنفسية بين فئات الوطن المتباعدة. 

والى جانب الفسيفساء الدينية برزت في اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فسيفساء اخرى قومية تراوحت بين من يدعو للقومية اللبنانية وبين من يدعو للقومية السورية وبين من يدعو للقومية العربية.

مضمونها الصراع على السلطة ، فالمسيحيون يرفضون بشكل عام الانخراط في قومية ذات اغلبية مسلمة لتخوفهم من ان يكونوا من "أهل الذمة" او مواطنين درجة ثانية في المجتمع ذات الاغلبية الاسلامية ويتمسكون بلبنان كوطن مسيحي لهم في شرق مسلم.  وهذا انعكس برفض هذا الواقع (اهل الذمّة) من خلال استمداد سلطتهم من الغرب هذه السلطة التي لن يتمكنوا من الحصول عليها من الداخل العربي المسلم فلقد عاشوا قرون عديدة يعانون من الاضطهاد.

أما المسلمون بشكل عام وبعض المسيحيين الذين لهم امتداد في الداخل المسلم كانوا ينادون اما بالقومية السورية او بالقومية العربية نظراً لاستمداد سلطتهم عبر التاريخ من هذا الداخل بالاضافة الى ان انتقال السلطة في لبنان من الدروز الى الموارنة لم يكن نتيجة مستمدة من الداخل العثماني بل كان نتيجة تنصّر العائلة الشهابية الحاكمة مع أبناء الامير ملحم التي تنتمي اصلاً الى المذهب السني، بالاضافة الى الديناميّة التي تمتعت بها الطائفة المارونيّة.

فعندما تنازل الامير منصور اخ ملحم عن الحكم وخلفه الامير يوسف الماروني المذهب بدا عهد الشهابيين النصارى، وسجّل بهذا نقطة تحول في تاريخ الامارة وشكل جدلاً تاريخياً ما زلنا نعاني منه حتى اليوم ولعلّ الحدث الابرز الذي أثر في تاريخ لبنان كان سقوط بشير جنبلاط الزعيم الدرزي سنة 1825[15] الذي أعلن العصيان على الامير بشير الشهابي الثاني. على ان ثورة الشيخ بشير باءت بالفشل وبقضاء الامير بشير على منافسة القوي،  الواسع الثراء أصبح هو وحده السيد المطاع في لبنان لكنه في الوقت نفسه قضى على الزعامة الدرزية الفعالة الوحيدة في ذلك الوقت وبذلك سدد ضربة الى مكانة الدروز وهذا لم يغفره له الدروز ابداً ، وإذ ضعفوا وصاروا بلا قيادة احجموا عن التعاون الفعلي في شؤون الامارة منتظرين فرصة سانحة للثأر. ويقول المؤرخ كمال الصليبي "ولئن صح القول بأن الامير بشير المسيحي إنما سحق الشيخ الجنبلاطي الدرزي،  لا لأنه درزي بل لانه كان خصماً سياسياً عنيداً إلا أن الدروز حملوا الامر على غير محمله. وما كانت سياسة الامير بشير، في ما بعد،  إلا لتجعلهم ممعنون في النظر اليه كعدو مسيحي لطائفتهم". [16]

ثانياً_ محاولة بناء الدولة الحديثة.

وفي محاولة لبناء الدولة الحديثة اتخذ ابراهيم باشا من الامير بشير حليفاً له لمقاومة السلطنة العثمانية ولفتح بلاد الشام وتحرير البلاد العربية من النير العثماني وذلك ليقيم دولة موحدة كبرى على اسس وانظمة جديدة مستمدة من الانظمة الغربية ومن روح الثورة الفرنسية بنوع خاص ، فمنيت اول محاولة لنمذجة الدولة بالفشل فالارتباطات الخارجية لها أثمان داخلية أثارت نقمة الدروز.  لقد استطاع الامير بشير بواسطة تحالفاته مع قوى خارجية ان يتمكن من أخصامه في الداخل في ظل الاوضاع الاقطاعية واحتفظ لنفسه بإمارة لبنان اثنين وخمسين سنة لكن التزاماته وارتباطاته الخارجية ادت في النهاية الى سقوطه والى انهيار الامارة وانجراف لبنان في الفوضى ولعل في هذه التحالفات المارونية – الخارجية ما يثير القلق لدى الطوائف الاخرى حتى اليوم التي تنظر الى الداخل المسلم في استمداد سلتطها بالرغم من علاقاتها الخارجية ، فالطرح القومي لم يكن سوى انعكاس لمصالح الجماعات وكان العنوان الظاهر للصراع على السلطة والمنافسة عليها في لبنان. والخلاف على مسألة حدود الكيان لم يكن سوى واجهة حول من سيستلم السلطة داخل هذا الكيان، كما ان اي مشروع ينادى له يبقى فاشلاً في مجتمعنا الشرقي ما دام الانسان الفرد لم يتفلّت من عصبياته كشرط مسبق لنجاح اي مشرووع وبإمكان الدول العربية اذا ارادت هذا النجاح ان تبدأ كل من كيانها الخاص بتطوير الفرد لا بقمعه ، أي ضمن الامكانيات المتاحة.

لقد كانت الدعوة القومية العربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بالنسبة للبنان وسوريا بشكل خاص، حركة علمانية،  إذ كان المناديين بها يرغبون في تجريد فرنسا من سلاحها الاقوى وهو وجود الاقليات المسيحية والاقليات الاسلامية المنشقة التي كانت تلجأ الى فرنسا لحمايتها.

ولقد كانت السياسة الاستعمارية التي اتبعتها دولتا فرنسا وانكلترا ، خصوصاً في سعيهما للحلول محل السلطنة العثمانية في دول المشرق، وقد لجأتا في سبيل بلوغ مآربهما الى شتى طرق الخداع،  فعملتا ظاهراً على احتضان الحركات الاستقلالية المتنامية المتنافسة في مصالحها ووعدتها جميعاً وفي آن واحد بالتأييد والمعونة.

ولقد أسفر التطور العام الذي طرأ على لبنان في عهد المتصرفية ان سعى المفكرون المسيحيون على الاخص الى إقرار بعض المبادئ التي يقوم عليها تعاون اسلامي-مسيحي وقد تبيّن لهؤلاء ان فكرة القومية التي عرفتها اوروبا بصبغتها العلمانية هي السبيل المجدي. وكانت فكرة القومية قد سبق لها ان تفشّت في أنحاء السلطنة العثمانية في النصف الاول من القرن التاسع عشر فظهرت اول الامر في الولايات البلقانية، حين ثار العرب واليونان ضد الحكم التركي مطالبين بالاستقلال، ثم اقتدت بهؤلاء شعوب البلقان الاخرى. وكانت هذه الشعوب جميعها مسيحية[17] تناضل ضد حكم إسلامي.  فاتخذت فكرة القومية عندها، بطبيعة الحال، صبغة دينية واحدثت الثورات المسيحية في البلقان ردة فعل عند المسلمين، فهبّوا للدفاع عن سطوة الاسلام وقامت الاضطرابات الدينية في مختلف الاقطار العثمانية.  مما زاد في نقمة الرعايا المسيحيين على الدولة.   وكانت الحكومة العثمانية، في هذه الاثناء قد باشرت في التنظيمات (1839-1976) وبدا لهم ان أفضل سبيل الى ذلك هو في تعزيز قومية عثمانية علمانية.  إلا ان النزعة العثمانية هذه لم تلق نجاحاً عملياً. إذ رفض غلاة المسلمين قبول مبدأ المساواة بين المسلمين وغير المسلمين الذي قامت عليه النـزعة. أما الرعايا المسيحيين فداخلهم الشك في النيّات الكامنة وراء حركة الاصلاح.  ففيما استهدف الاسلام علناً إبقاءهم في منـزلة وضيعة، أنذرت النـزعة العثمانية بحرمانهم من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها كزمييّن ضمن النظام الملّي. لـذلك أصرّ المسيحيون في البلقان والاناضول والولايات السورية على الاحتفاظ بامتيازاتهم القديمة،  كما اصروا على المزيد من هذه الامتيازات، ومن الاستقلال الذاتي في الولايات المسيحية، الى ان تبلغ هذه الولايات الاستقلال التام.[18]

وكانت الشعوب المسيحية في ديار السلطنة على تفاوت في احوالها كما في قدرتها على تحقيق اهدافها الانفصالية فكان العرب واليونان والبلغار والرومان، في البلقان يتميزون، بعضهم من بعض باللغة والتقاليد القومية، كما كانوا يتميزون من الاتراك باللغة والتقاليد والدين.  ولما كانت بلادهم قريبة من أوروبا المسيحية، مصدر العون، سُهل عليهم نسبياً.  أن يثوروا على السلطنة وهكذا استطاعوا جميعاً مع الزمن ان يفوزوا بالاستقلال.  وكان الارمن ايضاً يتميزون، كشعوب البلقان باللغة والتقاليد والدين.  إلا أن وجودهم في كليكيا وأرمينيا، في الاناضول بين الاتراك والاكراد، جعلهم، جغرافياً، بمعزل عن اوروبا.  فلما ثاروا على السلطنة ، طالبين الاستقلال، لم يصعب على العثمانيين سحق ثورتهم. فذبحوا وشُتتوا[19] .

وكان المسيحيون في الولايات السورية في الوضع نفسه الذي كان فيه الارمن من حيث وجودهم في الجزء الاسيوي من السلطنة العثمانية ومن حيث صعوبة حصولهم على المساعدة العسكرية من أوروبا.  زد على ذلك انهم،  بخلاف الارمن والشعوب المسيحية في البلقان، لم يتميزوا من جيرانهم إلا بالدين، إذ لم تكن لهم لغة خاصة بهم بل كانوا يتكلمون اللغة العربية كغيرهم من أهل البلاد.  وكان المسيحيون في الولايات السورية يعيشون مع المسلمين في المدن والارياف،  فلم يستطيعوا المطالبة بكيان وطني مستقل، لأنه لم يكن لهم ايضاً وطن خاص بهم.  وحاولت الاكثرية المسيحية في جبل لبنان، بين 1840 و 1860 ، أن تجعل من ذلك القطر وطناً قومياً مسيحياً، بمساعدة فرنسا وغيرها من الدول الكاثوليكية، فأثارت هذه المحاولة ردة فعل عنيفة عند الدروز أدّت آخر الامر، الى مذابح 1860[20] .

واستمر الموارنة في شمال لبنان، في عهد المتصرفية في اعتبار لبنان وطناً مسيحياً قبل كل شيء وازدادوا نقمة على نظام المتصرفية الذي قضى بأن يكون المتصرف من غير اللبنانيين، ثم انهم نددوا بتصغير لبنان وأصرّوا على ان يشمل البقاع وبيروت ومنطقتي طرابلس وصيدا.  وفي 1908 وضع المحامي الماروني بولس نجيم، في باريس،  كتاباً يشرح فيه القضية اللبنانية المسيحية فقال:

" لكي يتاح للبنان ان يلعب في سوريا الدور العظيم الذي اسنده إليه التاريخ والطبيعة،  اقتضى القيام بإصلاح عملي جبار، اولّه إعادة النظر في حدوده.  فنظاما 1861 و 1864 شوّها لبنان وسلباه بعضاً من أخصب مناطقه.  وفوق ذلك كلّه، حرماه من مرفأ بيروت الكبير،  بوضع هذا المرفأ تحت إدارة الباب العالي المباشرة.  وهكذا،  فلم يعد للتجارة اللبنانية الناشطة المزدهرة منفذ الى البحر.  والباب العالي لا يسمح بإنشاء مرفأ جديد على الساحل اللبناني.[21]

وكان أن وجد اللبنانيون انفسهم،  وهم المكثارون في رقعة صغيرة تضيق بهم... فكل سنة تمر تشهد هجرة آلاف اللبنانيين من سكان الجبل.  إذاً،  هنالك مشاكل خطرة تستدعي إيجاد حلول لها.  والاصلاح السياسي أصبح ضرورة قصوى.  فالمجتمع يتطور اكثر فأكثر نحو الديمقراطية،  وباتت الحاجة ماسة الى إنشاء مؤسسات تتلاءم مع هذا التطور... وقد أصبح هذا الاصلاح ملّحاً،  خصوصاً ان جماعة "تركيا الفتاة" تسعى الى إلغاء استقلال لبنان الذاتي... فمن الضرورة ان تتدخل الدول التي ضمنت هذا الاستقلال للدفاع عنه وتنفيذ هذا الاصلاح.  لكن المشكلة الاهم والاكثر إلحاحاً هي توسيع حدود لبنان.   فقوى الوطن اللبناني الفاعلة الحيّة يجب الافادة منها في سوريا نفسها،  عوض ان توزع على أربعة أنحاء المعمورة".  ومن أجل هذا يجب ان تضم اولاً بيروت والبقاع الخصب. ثم بلاد بشارة وعكار والحولة ومرجعيون، الى أراضي المتصرفية"[22]. وهنا اتطرق للقول الذي يتبنّى فكرة اقتطاع اجزاء من سوريا وضمها للبنان، 

في الواقع لم يكن هناك من دولة سورية لكي يقتطع منها لأن الدول العربية كلها نشأت حديثاً كدول مستقلة،  علماً بأن مفهوم الدولة هو حديث في المنطقة العربية.

كما ان نظام الامارة الذي كان منذ مطلع القرن السابع عشر والذي تأثر بالحكم المعني والشهابي (أمراء الدروز)، كان قد شكّل وحدة سياسية تبسط سلطتها على منطقة تبتدئ بقمم جبال لبنان الشرقية وتمتد حتى البحر وهي منطقة لا تختلف في حدودها عن لبنان الحديث.

مع العلم ان اليونان والرومان اول من اطلق اسم سوريا على البلاد الشامية وبقي هذا الاسم مصطلحاً غربياً حتى أواسط القرن التاسع عشر،  حين دخل في المصطلح العربي والعثماني وفي 1864 صدر نظام الولايات الجديد،  فاصبحت ولاية دمشق (ولاية سوريا).  وكان العرب يطلقون اسم سورية في الاصل على القسم الاوسط من وادي العاصي (عند حمص وحماه)  دون غيره من البلاد الشامية[23] ولقد كان بين الامير بشير الثاني وبين محمد درويش باشا والي دمشق عداوة يعود سببها الى أن درويش باشا طمع في البقاع اللبناني.[24]

لكن حوادث 1860 كانت عبرة للمسيحيين في مناطق الجنوب المختلطة، إذ أدرك هؤلاء على أثر ما ألّم بهم في تلك السنة،  ان استمرار بقائهم ينطوي على تسوية وفيما رأى بعضهم ان إنشاء دولة لبنانية صالحة للبقاء يستدعي توسيع الحدود القائمة، أيقن المتبصرون منهم ان ذلك لن يجدي، في السياق الطويل، ما لم يقم تعاون وثيق بين المسيحيين والمسلمين في البلاد الموسّعة، ذلك ان المناطق المراد ضمها الى المتصرفية كانت ذات أغلبية مسلمة.

وكانت في لبنان، في عهد المتصرفية، فئات مسيحية من غير الموارنة لم تحصر همها في توسيع لبنان وضمان كيانه بل ذهبت الى أبعد من ذلك، فشمل ولاؤها الوطني سوريا كلّها،  ذلك ان الروم الارثودكس والروم الكاثوليك. من اللبنانيين كان لهم الكثير من الاخوان في مختلف المناطق السورية، كما كان للموارنة اخوان في حلب وغيرها من المدن السورية الكبرى.  وكان لكل من هذه الطوائف الثلاث نظام كنسي يرتكز على الكرسي الانطاكي المشتمل على جميع الانحاء السورية ما عدا فلسطين، التابعة لكرسي القدس.  وكان هذا وحده كافياً لتوحيد قضية المسيحيين في الولايات السورية جميعاً. لـذلـك، ففيما واصل الموارنة عموماً تكريس جهودهم للبنان ، انضم بعض النافذين منهم الى الروم الارثوذكس والروم الكاثوليك،  في اعتبار سوريا كلها وطناً لهم ومع مرور الايام،  نمت عند هذه الفئة من الوطنيين المسيحيين فكرة القومية السورية التي تخطّت الاعتبارات الدينية والطائفية لتحتضن المسلمين والمسيحيين السوريين على السواء وكان من مقاصد هذه القومية العلمانية، القائمة على اللغة العربية والتراث الثقافي المشترك بين السوريين جميعاً،  ان تضع تلك الصيغة المتوخاة للتعاون المسيحي – الاسلامي الذي رأى فيه الكثيرون الضمان الاكبر للمسيحيين في البلاد.[25]

ثالثاً_ الانتماء القومي والانتماء الديني

كان لظهور الفكرة القومية صلة وثيقة باليقظة الادبية العربية التي قامت في لبنان في عهد المتصرفية.  ولعلّ اوّل من نادى بها المفكر البحّاثة بطرس البستاني.  ففي الصحيفة الاسبوعية "نفير سوريا"  التي صدر العدد الاول منها في 1860،  دعا بطرس البستاني الى التآخي بين مسيحيي سوريا ومسلميها.  وفي 1870 أصدر البستاني مجلة الجنان وجعل شعارها "حب الوطن من الايمان" وكانت عبارة "الوطن" عند البستاني ورفاقه، تعني سوريا.  لكنها كانت "سوريا" غير منفصلة عن التراث الثقافي العربي.  وهكذا التقت فكرة القومية السورية، منذ اول ظهورها، بفكرة العروبة.  وفي القسم الاخير من القرن التاسع عشر،  شدّدت الاوساط الادبية والعلمية التي نشأت حول الكلية السورية الانجيلية في بيروت،  والتي سيطر عليها فكرياً المرسل والبحاثة الاميركي كرنيليوس فانديك، على عروبة سوريا، وربما، كان بتأثير فانديك،  لعنايته العميقة بالتراث العربي،  ان تطورت "سوريا" البستاني شيئاً فشيئاً، الى عروبة المفكرين اللاحقين به من المسيحيين اللبنانيين، امثال ابراهيم اليازجي ويعقوب صروف وفارس نمر ولم يكن الا في اواخر  القرن التاسع عشر ان برزت فكرة القومية العربية وأخذت تنضج في أذهان بعض المفكرين اللبنانيين المسيحيين من الجيل الناشئ وكانت هذه الفكرة،  بمفهومها الاصلي،  لا تتميز بوضوح عن فكرة القومية السورية التي قال بها البستاني.  وكذلك، لم تتنافَ "عروبة" إبراهيم اليازجي ورفاقه مع القومية اللبنانية السائدة بين المسيحيين في لبنان، وخصوصاً الموارنة.  فالقومية العربية التي نادى بها المفكرون المسيحيون تحدّث، في ذلك الوقت، العصبية الدينية السائدة بين المسلمين، كما تحدّث فكرة القومية العثمانية التي ينادي بها زعماء الاصلاح في الاستانة، من دعاة المركزية، وحاولوا فرضها على جميع البلاد الخاضعة للسلطنة.  لكنها لم تتعرّض للقومية اللبنانية.  فلا عجب، والحالة هذه ، ان يتعاون، احياناً، دعاة القومية العربية الاوائل ، من المسيحيين، مع دعاة الاستقلال اللبناني إذ كانت الغاية من الفكرتين واحدة، وهي تعزيز مقام المسيحيين في الولايات السورية.

ومما لا يجوز قوله هو أن القومية العربية، في الاصل،  ابتكار لبناني مسيحي محض.  فالفكرة، كما دعا اليها ابراهيم اليازجي ورفاقه من اللبنانيين المسيحيين، لم تعجز عن إيجاد من يعبّر عنها لدى بعض المعاصرين من المفكرين المسلمين، وفي طليعتهم عبد الرحمن الكواكبي من حلب (1825-1902).  وبالرغم من ولاء المسلمين العرب للسلطنة العثمانية وتحسّسهم، حتى اوائل القرن العشرين، بالوحدة الدينية والسياسية مع المسلمين الاتراك، فقد كانت هناك بين الفئتين كراهية متأصّلة لم يصعب على القوميين العرب الاوائل من المسيحيين استغلالها.

لكن الظروف التي سادت أواخر القرن التاسع عشر لم تساعد على انتشار القومية العربية بين المسلمين العرب،  ففي 1875، ثار البلغار على السلطنة، بمساندة روسيا. فجاءت ثورتهم هذه برهاناً واضحاً على فشل حركة الاصلاح العثمانية في اجتذاب ولاء الرعايا المسيحيين للدولة.  وكان في السنة التالية ان تبوأ عبد الحميد الثاني كرسي السلطنة،  فأدار ظهره الى المبادئ العلمانية التي نادى بها زعماء الاصلاح، وراح يعزز من جديد العنصر الاسلامي في الدولة ليأسه من ولاء المسيحيين.  وقد شدّد على سلطته كخليفة المسلمين وتزعم حركة الوحدة الاسلامية التي كانت منتشرة آنئذ بين صفوف الشعب ثم انه ابدى عناية خاصة بالمسلمين العرب.  فقوي ولاء هؤلاء للدولة، ولم يبق هناك ما يغريهم بالتعاون مع مواطنيهم المسيحيين على تحقيق الانفصال الجزئي أو الكلّي عن السلطنة العثمانية.  وفيما ظلّ عبد الحميد الثاني سلطاناً،  ظلّت القومية العربية، في الاكثر حركة انفصالية في سوريا تحظى قليلاً ان حظيت، بتأييد المسلمين.  لكن الحال تغيّرت بعد 1908 .  ففي تلك السنة جرى الانقلاب على السلطان عبد الحميد، فأعيد الدستور العثماني الذي كان قد أُلغي في 1878[26] 

وفي السنة التالية خُلع عبد الحميد، واجلس اخوه محمد رشاد مكانه، فتسلّم الحكم قادة حزب "الاتحاد والترقي"  وهم من ورثة حركة الاصلاح في القرن التاسع عشر.  وكان هؤلاء قد تخلّوا عن فكرة القومية العثمانية التي نادى بها زعماء الاصلاح الاوائل واستعاضوا عنها بفكرة القومية التركية.  فقالوا بتفوق الاتراك عنصرياً على غيرهم من الشعوب الاسلامية وغير الاسلامية في السلطنة العثمانية،  وشدّدوا على ان مهمة القيادة في السلطنة العثمانية وفي دنيا الاسلام انما تقع على عاتق العنصر التركي المتفوق. وكان من شأن هذه الدعوة أنها ابعدت الشقة بين العرب وبين الاتراك والدولة العثمانية التي كانوا يسيطرون عليها.  هذا فضلاً عن ان حزب "الاتحاد والترقي"  قد سعى ليس الى المزيد من المركزية فقط بل ايضاً الى تتدريك جميع رعايا السلطنة، مسلمين وغير مسلمين على السواء،  وسرعان ما جمعت سياسة "حزب الاتحاد والترقي" هذه ،  في الولايات السورية، بين المسيحيين والمسلمين. إذ لم يمض وقت طويل حتى بدت تباشير حركة قومية عربية بين مسلمي سوريا،  اتخذت لها مراكز ناشطة في دمشق وحلب وبيروت.  كانت هذه الحركة صنواً للحركة التي نادى بها المسيحيون في تشديدها على اللغة والتراث العربي كأساس للوحدة القومية.  لكن سرعان ما بدا لبعض المسيحيين ان هنالك صعوبات تلوح في الافق، ففيما اصرّ رفقاؤهم المسلمون، نظرياً، على علمانية الحركة القومية العربية ،  كاد ان يستحيل عليهم، عملياً، فصل العروبة عن الاسلام.

وكان من شأن التأييد الاسلامي للقومية العربية بعد 1909 انه أدخل تغييراً جذرياً على طبيعة الحركة واتجاهها.  فالحركة التي عبّرت، في طورها الاول، عن نزعة الاقليّة المسيحية في الولايات السورية الى الانفصال، وتخوفها من حركة الوحدة الاسلامية التي نادى بها جمال الدين الافغاني ورفاقه وتبنّاها السلطان عبد الحميد،  لم يكن لها حظ كبير في النجاح.  فلما تسلّمت الاكثرية الاسلامية قيادة الحركة، اصبحت القومية العربية قوة خطيرة لا يمكن لحكومة الاستانة ان لا تحسب لها حساباً وكان بعد 1909،  أن تأسست الجمعيات السرية في المدن السورية الكبرى،  فأخذت تُجري اتصالات مع الدول الاجنبية وتعد العدة لانفصال العرب عن السلطنة العثمانية وفي الوقت نفسه، توقفت القومية العربية عن الاهتمام الجدي بالمبادئ العلمانية، بعد ان اصبح المسيحيون أقلية في الحركة فكرّس القوميون الجدد جميع جهودهم ضد سياسة التتريك والمركزية التي اتبعتها حكومة الاستانة.  ثم انهم شرعوا يتطلعون الى أبعد من توحيد الولايات السورية وفصلها عن السلطنة ، فتحدثوا عن إنشاء امبراطورية عربية شاملة تضم جميع البلدان الاسلامية الناطقة بالعربية.

وإذا بدأت النـزعة القومية العربية،  بقيادة المسلمين،  تتخذ شكلها الجديد.  كان لا بد من ان يتبدل موقف المسيحيين تجاهها.

وكان بين هؤلاء من آثر الاستمرار في تأييد الحركة،  خصوصاً في المناطق التي كان المسيحيون فيها أقليّة.  أما في لبنان، فسارع المسيحيون، وهم أغلبية السكان في ذلك الوقت الى إعلان تحفظهم من حركة اصبحت القيادة فيها للمسلمين.  فمع وحدة الهدف التي جمعت في الاساس بين القوميين اللبنانيين المسيحيين والقوميين العرب، وهي مقاومة الحكم العثماني والمطالبة بالاستقلال التام، رأى القوميون اللبنانيون ان الوحدة العربية الشاملة التي هدف القوميون العرب اليها تنذر بحالة يؤثر عليها استمرار الحكم العثماني.  ففي ظلّ السلطنة- العثمانية، نعم اللبنانيون بامتيازات حرصوا اشد الحرص على التمسك بها.  فماذا كان يضمن لهم بقاء هذه الامتيازات في ظل امبراطورية عربية؟

إذاً قبل 1880 لم يكن هناك من حركة قومية عربية واسعة بمعنى انه لم يكن هناك مشاركة اسلامية فيها فلقد كانت محصورة جداً، وكان اغلبية المسلمين يتبنون فكرة القومية العثمانية حتى وصول حزب (الاتحاد والترقي) الى الحكم الذي تخلى عن القومية العثمانية التي تضم جميع المسلمين واستبدلها بالقومية التركية.

وهنا نستطيع ربط الاتجاه العربي القومي العلماني مع الفتح المصري لبلاد الشام لمناهضة الحكم العثماني،  فإذا كانت فكرة القومية نشأت في سوريا لتعزيز مقام المسيحيين في البلاد العربية،  فإن ابراهيم باشا في احتلاله لبلاد الشام حرّر النصارى، فزال "الغيار" عنهم وأخذوا ينافسون المسلمين في ميادين التجارة التي كانت فيما سبق وقفاً عليهم وحدهم، كتجارة الحبوب والماشية وهكذا قويت شعبية ابراهيم باشا عند نصارى بلاد الشام،  فيما ضعفت عند المسلمين، إذ حرص هؤلاء على ان لا يشاركهم اهل الذمة بامتيازاتهم المتوارثة.

كما أن غزوه لبلاد الشام كان يهدف الى تحرير البلاد من النير العثماني وإقامة دولة عربية موحدة كبرى حديثة على أسس وانظمة جديدة مستمدة من الانظمة الغربية ومن روح الثورة الفرنسية بنوع خاص وهذا ما قاومته الدولة العثمانية والمنضوين الى القومية العثمانية فوجد في الامير بشير الشهابي الثاني حليفا له.

ونلاحظ ان فكرة القومية اللبنانية والقومية السورية والعربية العلمانية قد بدأت تتبلور في منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بالرغم من جذورها التي تعود الى نهاية القرن الثامن عشر مع غزو نابليون بونابرت لمصر 1798.  فالقومية من حيث نشأتها هي طرح غربي وروّادها الاوائل تأثروا بالغربيين،  إذا لم نقل تقمصوا افكارهم، ألم يكن لتباشير الانبعاث الادبي العربي صلة وثيقة بجهود المراسلين الاميركيين وفي طليعتهم عالي سميث (1801/1857)  وكرنيليوس فانديك (1818 – 1895)  الذي شدّد على عروبة سوريا،  أولم يتبلور النص الكياني اللبناني في كنف النص الاستشراقي الفرنسي وهنا يجب ان نميز بين الوحدة السياسية التي كانت قائمة (الامارة) وبين الفرادة والخصوصية الواردة في النص الاستشراقي. لان الوحدة السياسيّةهي سابقة لطروحات الفرادة والخصوصيّة المنطلقة من الاستراتيجيّة السياسيّة الفرنسيّة للمنطقة بالرغم من تلاقي النص الاستشراقي والواقع السياسي.

كما يجب ان نميّز بين الوحدة السياسية وبين الانتماء القومي كما يجب ان نُظهر الاهمية التي لعبها الدين في نشوء هذه القوميات بالرغم من ان القومية التي نشأت في الغرب هي متفلّتة من العصبيات وهي نقيضة الدين ، أما في مجتمعاتنا اندمجت القومية مع العصبية حتى صحّ عندنا القول بأن الدين أفيون الشعوب.

وإذا كانت الامبراطورية العثمانية لم تستطع ان تبني النموذج الحديث وان تتفلّت من عصبياتها الامر الذي سهّل بتصدعها فإن حلول الدول الحليفة مكان الرجل المريض قد رسّخ هذه العصبيات.

رابعاً_ الدولة اللبنانيّة في علاقتها بالدين

إن هذا التركيب المعقد بخلفيته التاريخية الاجتماعية والاقتصادية بالاضافة الى تكريسه في النصوص القانونية انعكس على نموذج الدولة اللبنانية.

كما ان وقوع لبنان تحت تأثير الدول الاجنبية بشكل مديد وشبه متواصل من السيطرة العثمانية الى سيطرة الدول الغربية لا سيما أثناء المتصرفية ثم الاستعمار الفرنسي ثم أيام الاستقلال بعد تفجّره، بروز مشكلة الشرق الاوسط والوجود الاسرائيلي والسوري وتدخل الدول المؤيدة لاسرائيل وتدخل اسرائيل وسوريا وتأثيرها على الشأن الداخلي كلّ هذا شكل او لعب دوراً كبيراً في تشكيل نموذج الدولة اللبنانية وفي استمراره ، كما ان انقسام البلاد الى دينين رئيسيّين متّجهين أحدهما الى الغرب والآخر الى البلاد العربية اتجاهاً إيمانياً ثقافياً وسياسياً وقيام رجال الدين بادوار سياسية حاسمة واستعداد النظام السياسي للتأثر بالنـزاعات والمصالح الطائفية لارتباطه بها، وفشل الدينين المسيحي والاسلامي في التفاعل وخلق تيار روحي ايجابي،  ونمو الانتماء الديني الطائفي الى بديل عن الانتماء الوطني كل هذا يشكّل نموذج الدولة اللبنانية.

وعلى الرغم من ذلك، ان الدولة اللبنانية لا تعتنق معتقداً دينياً معيناً فلقد رأينا في المادة التاسعة من الدستور ان الدولة في احترامها بين الاديان ولا تفضّل واحداً منها على آخر فهي ليست كعدد من الدول العربية – دولة دينية.

فإذا نظرنا الى مواقف الدول العربية من الدين نراها تعتنق رسمياً في دساتيرها ديناً معيناً كما ان الدول الملكية التي لا يوجد فيها دستور تخضع لاحكام الشريعة الدينية، فالمجتمع العربي بوجه عام سائر في خط الدعوة الدينية فالدول تتبنى دينها الرسمي في الدستور. والممالك سواء اكان لها دستور ام لا، تعلن جميعها أنها دول تسير على الشريعة الاسلامية سيراً كلياً في تصريف شؤون الحكم والرعيّة ومع ذلك الاعلان المبدئي لا بدّ من التمييز في مواقف تلك الممالك في هذا المجال فمنها المتطرف، كالسعودية ومنها المتسامح كالاردن والمغرب .

كما ان الدولة اللبنانية ليست علمانية فهي تعتمد الانتماء الديني كمرتكز لتوزيع المناصب العامة وهي تفرق هكذا بني المواطنين وحقوقهم وواجباتهم حسب انتسابهم الى هذا الدين او ذاك،  لا بل الى هذه الطائفة أو تلك من كل دين.

كما ان الدستور اللبناني – مع عدم اختياره ديناً من الاديان – يؤمن بالله ويقدم له الخضوع والاجلال فالدولة اللبنانية ليست إذن علمانية، إذ أنها غير حيادية بل تتخذ موقفاً ميتافيزيائياً بإقرارها الإيمان بوجود الله وتأدية الاحترام له وبالتالي بعدم مساواتها بين المؤمن وغير المؤمن ، وبالرغم من هذا الموقف الميتافيزيائي فإن التعددية الدينية أعطت هذا النموذج طابعاً متفلتاً مختلفاً عن الانغلاقية الاوتوقراطية ذات اللون الواحد وانعكست حرية متفلقة من الضوابط في بعض الاحيان واعطت هذا النموذج من الدول طابعاً خاصاً ، وهكذا تبدو الطائفية نظاماً دستورياً قائماً بذاته يقع بين العلمانية والتيوقراطية.  فمع مساواتها بين الاديان وعدم انتسابها الى واحد منها تعتمد الدولة اللبنانية الانتماء الطائفي لتوزيع المواطنين وتحديد حقوقهم. والدستور اللبناني إذ تخلى عن تحديد دين الولة، كما هو معتمد اجمالاً في الدول العربية إنما وقع في شرك النظام الطائفي وكرّس مبدأ "الكوتا"  الطائفية هذا من الناحية القانونية اما الواقع الاجتماعي فإن لبنان العلماني في موقفه من الاديان ابتلى بالشقاق الطائفي، فإذا بالاحزاب السياسية والمدارس الخاصة والجميعات الخيرية والخدمات الاجتماعية تخضع للاعتبارات الطائفية واكثر من ذلك ان القضايا العامة تبلى في معالجتها بالداء الطائفي فيستعصى احياناً حلّها او تنجرف الى ما هو غريب عن جوهرها وما تفرضه المصلحة العامة .

وبالرغم من أن لبنان، بفضل تكوينه البشري وانفتاحه الحضاري ، الذي يمّكنه ان يكون السبّاق في تحقيق الدولة المتحررة من القيود الطائفيّة،  إلا ان الوضع القانوني والظروف الواقعية،  أقعدته عن القيام بدوره، فلبنان مؤهل من حيث تكوينه وطاقاته البشرية والروحية والثقافية لتحقيق الدولة المتفلّتة من الطائفيّة والتحوّل الى قوة جذب كبرى تشدّ البلاد العربية الاخرى لتحقيق مثل تلك الدولة.  

فكل النماذج التي اعتمدتها الدول العربية من اشتراكية ورأسمالية وماركسية لم تستطع ان تنشل هذه الدول من المشاكل البنيوية التي تعاني منها والسبب الرئيسي في هذا الفشل يعود الى رسوخ العصبيات العائلية والعشائرية والطائفية هذا الواقع الذي استطاع الانسان الفرد في الغرب التفلّت منه كشرط مسبق لقيام الدولة الحديثة.

خامساً: الدولة اللبنانية والحرية

ان عدم اقامة سلطات وبنى غربية جديدة كما كان يتمنى ذلك معظم المثقفين العرب المتشبثين بالنماذج الغربية التي لم يطبقها الغرب على بلادنا كما طبقها في أوروبا، أو على الاقل لم تتم محاولة تطبيقها، انعكس انتقاصاً من الديمقراطية، الا انه في المقابل لا يمكننا انكار الفوائد الثقافية الجمة التي نقلت الينا بالاضافة الى تعزيز ممارسة الحريات العامة التي أُقِّرت في اطار النظام الطوائفي وليس خارجه،  فإذا استثنينا العامل الطائفي والمذهبي المترسّخ في القوانين وفي الممارسة فإن كل العناصر الاخرى متوفرة لينطبق النموذج الليبرالي على نموذج الدولة اللبنانية من حرية وانفتاح ومبادرة فردية.

وهذا مترسّخ فيه منذ عهد الامارة حيث كانت الاحوال في لبنان،  على عكس ما كانت في غيره من البلاد العثمانية،  مؤاتية للتقدّم والتطور فقد ضَمنَ اللبنانيون تحت حكم الامراء،  قدراً من الحرية لم يعرفه سواهم من رعايا السلطنة العثمانية.  فكم أدهش السائح فولني،  في القرن الثامن عشر ، ان يرى لبنان،  على صغره ووعورة أرضه، يغصّ بالسكان، حتى وازت كثافتهم فيه اكثر المناطق  الفرنسية ازدهاراً وقال: " كيف لنا تفسير مثل هذا الرخاء في أرض ضيقة كهذه؟  إنني لا أجد من سبب له، بعد التأمل والتفكير، إلاّ شعاع الحرية الذي يسطع هناك"[27].

"وشعاع الحرية" هذا كان يضمن سلامة الارزاق والاعناق لا لرعايا الامراء اللبنانيين وحدهم بل للزائرين والمقيمين الاجانب ايضاً،  بمن فيهم السياح والمبشّرون والتجار والعملاء السياسيون وهكذا اصبح لبنان اكثر اجزاء السلطنة انفتاحاً على التأثير الخارجي وكان اعتماد نصارى البلاد على الغرب ومودتهم له سبباً في تقبل افكار اوروبا وطرائق حياة شعوبها.[28]

وقد ترسّخت هذه الحرية في القوانين العثمانية والانتدابية والاستقلالية.

فصدر دستور 1876 الذي كرّس المساواة والحريات العامة لجميع رعايا السلطنة.

وصدر في تموز 1909 قانون الغى الترخيص المسبق لإصدار الصحف واستعاض عنه بالتصريح البسيط تحت طائلة العقوبات من غرامات وتعطيل.

وأيام الانتداب اكتفى القرار رقم 2464 الصادر في 6/5/1924 بإخضاع إصدار الصحف والمجلات الى تقديم بيان بذلك،  لنظارة الداخلية ودفع تأمين مالي جرياً على التقييد التشريعي الليبرالي الفرنسي. وحتى أيام الحرب، لم يغيّر المفوض السامي هذا المبدأ الليبرالي،  بل استعاض بتدابير اخرى،  كتشديد العقوبات وأحكام الرقابة.

أما دستور 23 أيار 1926 تناول موضوع الحريات بالمواد التالية:

المادة 8 : الحرية الشخصية مصونة وفي حمى القانون ولا يمكن ان يُقبض على أحد او يُحبس او يُوقف الا وفاقاً لاحكام القانون ولا يمكن تحديد جرم او تعيين عقوبة الا بمقتضى القانون.

المادة 9:  حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الاجلال لله تعالى تحترم جميع الاديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على ان لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام وهي تضمن ايضاً للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الاحوال الشخصية والمصالح الدينية.

المادة 10:  التعليم حر ما لم يخلّ بالنظام العام او ينافي الآداب او يتعرض لكرامة احد الاديان او المذاهب ولا يمكن ان تُسمى حقوق الطوائف من جهة انشاء مدارسها الخاصة،  على ان تسير في ذلك وفاقاً للانظمة العامة التي تصدرها الدولة في شأن المعارف العمومية.

المادة 13: حرية إبداء الرأي قولاً وكتابة وحرية الطباعة وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات كلها مكفولة ضمن دائرة القانون.

المادة 14: للمنـزل حرمة ولا يسوغ لاحد الدخول اليه الا في الاحوال والطرق المبيّنة في القانون.

المادة 15:  الملكية في حمى القانون فلا يجوز ان يُنـزع عن أحد ملكه إلا لأسباب المنفعة العامة في الاحوال المنصوص عليها في القانون وبعد تعويضه منه تعويضاً عادلاً وقد جاء في مقدمة الدستور اللبناني الصادر 21/9/1990 ، الفقرة و – النظام الاقتصادي حر يكفل المبادرة الفردية والملكية الخاصة .

مرّت الحرية والديمقراطية اللبنانية في مراحل متفاوتة منذ القديم وحتى اليوم وعاشت التقلبات ومع ذلك كلّه لا بدّ من القول، بكل موضوعية، بأن لبنان وبالرغم من بعض الانتقادات والمآخذ على بعض التشريعات، يبقى واحة الحرية والديمقراطية في نطاق الاطار الطوائفي، في هذه البقاع من الدنيا لكن رياح الارهاب والاستبداد تهب على هذه الواحة وتهددها بالمخاطر، فلنكن لها بالمرصاد لان الحرية والديمقراطية ليست هبة مجانية بل كسباً مستحقاً فلندافع عنه.       فمن ابرز الامثلة الحية على التناقض بين لبنان ومحيطه هو موضوع الصحافة اللبنانية التي تسبّب بأزمات عديدة بين لبنان والدول العربية الاخرى،  من جراء وجود حريات صحافية في لبنان لم تعرفها دول الجوار فالصحف اللبنانية كانت تنقل الى قراء تلك الدول مواضيع سياسية واجتماعية وفنية وثقافية عن واقع بلد مختلف، فكان المسؤولون يعمدون باستمرار الى منع الصحف من الدخول، علماً بأنها بحاجة الى الاسواق العربية من اجل استمرار مورد الاعلانات للمنتوجات الاستهلاكية الاجنبية التي كان اصحابها يطمحون بالوصول اليها عبر الصحافة اللبنانية. وبالتالي لم يكن من مصلحة الصحافة اللبنانية ان تواجه قرارات المنع هذا.  فاضطر بعضها الى تقديم تنازلات لأنظمة الحكم وإقامة ارتباطات خاصة معها،  مما جعل جزءاً من الصحافة اللبنانية عشية الحرب، عام 1975، على صورة النـزاعات العربية وهي كانت عديدة وعنيفة في الستينات ومطلع السبعينات. فكان قسم منها يدور في لبنان وعبر صحافته. وكان الرئيس اللبناني، في مؤتمرات القمة العربية في تلك الفترة يُواجه من قبل الجميع تقريباً بمآخذ على الصحافة.  مما اضطر الحكومة اللبنانية الى تعديل قانون المطبوعات لجهة مساواة الرئيس الاجنبي بالرئيس اللبناني ومعاقبة التعرض له (قانون المطبوعات عام 1962).

وإذا تجاوزنا موضوع حرية التعبير،  فإن الصحف اللبنانية كانت تنقل الى القارئ صورة عن الوضع السياسي اللبناني لا يعرفها ولم يختبرها في بلاده. فكان يقرأ عن جلسات المجلس النيابي والمواجهة بين المعارضة والحكومة،  والتصريحات السياسية أو المقالات الصحافية التي تنتقد المسؤولين بعنف. وتتحدث الصحافة اللبنانية عن تغيير الحكومات وإجراء الانتخابات النيابية وانتخاب رئيس للجمهورية كل ست سنوات والتناوب على السلطة بالرغم من الشوائب الاخرى للنظام اللبناني ولممارساته وكانت الصحف تلك تنقل ايضاً صورة عن الحياة الاجتماعية اللبنانية المتحررة،  في مختلف نواحيها وهي شديدة التناقض مع المجتمعات العربية.

وما كان ينطبق على الصحافة بالامس ينطبق اليوم على البث التلفزيوني الفضائي،  علماً بأن هذا الاخير هو أخطر من الكتابة الصحافية وبخاصة في مجال التنافس والبحث عن الاثارة في عدد من البرامج، والاقتداء بتلفزيونات الغرب،  من قبل بعض معدّي البرامج اللبنانيين.

إن لبنان الستينات ومطلع السبعينات ومن جراء نتائج ازدهار اقتصادي وانفتاح ثقافي وفني وسياحي لا سابق له، وصل الى ذروة التناقض مع واقع بعض المجتمعات العربية وانظمة الحكم فيها، وإن ذلك هو واقع الحال عشية حرب حزيران 1967 وغداتها ويوم حصلت اول ازمة خطيرة مع الفلسطينين، ذات التأثير المباشر على مجمل الوضع اللبناني، وهي التي انتهت بتوقيع اتفاق القاهرة في تشرين 1969 والتي وضعت حداً لاستقالة الحكومة التي دامت سبعة اشهر. وكان ذلك هو الوضع ايضاً يوم وقعت الاصطدامات بين الجيش الاردني والفلسطينين في الاردن في صيف 1970 وتدفق المقاتلين الفلسطينيين الى لبنان، واستقرار كامل اجهزة وقيادات الثورة الفلسطينية فيه ابتداء من ذلك التاريخ، وفي وقت كان الفريق الحاكم يتبدل في لبنان في انتخابات رئاسة الجمهورية في ايلول من السنة ذاتها.

فالاستقرار اللبناني الذي بدأ بالترسخ بعد عام 1958 ومجيء فؤاد شهاب الذي حاول بناء الدولة الحديثة ما لبث ان أخذ هذا الاستقرار يتلقى انعكاسات عدم استقرار المنطقة ونزاعاتها، ليس لأن لبنان بلد مجاور لاسرائيل ومعادٍ لها فقط، بل بسبب بعض الممارسات السياسية الطائفية الداخلية بعد عام 1970 بصورة خاصة،  أسهم الى حد كبير بالوصول الى مرحلة التقصير عن مواجهة ما كان يجري.

فهل لما حصل علاقة بعدم استقرار المنطقة ونزاعاتها فقط؟  أم أن ما حصل يرتبط ايضاً بنموذج الدولة اللبنانية؟

لا شك بأن النموذج الليبرالي المبني على الطائفية يتصف بالهشاشة وقد شكّل الارض الخصبة لتفجّر الصراعات ولكن لا يمكننا ان نعتبره السبب الرئيسي المفجّر للوضع في تلك الاثناء. فبالاضافة الى الاسباب الخارجية المفجِّرة للصراع، اعتبر النموذج اليبرالي المبني على الطائفية، احد الاسباب الداخلية، المترافق مع سؤ الممارسة، التي انعكست عدم توازن في المشاركة الطوائفية على صعيد السلطة. فكلٌ يتسابق للفوز بالامتيازات وكل يحلم بان يكون هو المسيطر، فالمسيحي يريد الدولة القومية المسيحية كحق له في شرق اسلامي والمسلم يريد الدولة القومية الاسلامية وان يكون المسيحي فيها من أهل الذمة. كما ان لامتدادات العديد من الطوائف اللبنانية، خارج الحدود اللبنانية أثره السلبي، فاذا نجح بعضهم في الاستقواء بالخارج على بعض الداخل فان ذلك ينعكس سلباً على النظام الطوائفي وقد كانت في ممارسات الحرب وطروحاتها المختلفة ما يشير بوضوح الى هذه الحقيقة، حتى صحّ القول بوصفها دويلات ضمن الدولة. فلا بد لهذه الدويلات اذا ارادت الحد من المخاطر المحدقة بهذا النظام الليبرالي الطوائفي ان تنظر الى الداخل اللبناني لقطع الطريق امام العوامل الخارجية لتفجّر الصراعات، وتعزيز المشاركة الطوائفية على صعيد السلطة، لتخطي الطائفية في النظام الطوائفي.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 26– 27 كانون الأول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 26 كانون الأول/2021

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105045/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1281/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/December 26/2021

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105048/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-december-26-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin



                                                   

   د. عصام سليمانن الفدرالية والمجتمعات التعدّديّة ولبنان، دار العلم للملايين، بيروت، 1991. ص، 255                                  1

2 كمال الصليبي، تاريخ لبنان الحديث ، دار النهار، بيروت، 1967، ص 106

3 راجع نصي البروتوكول (1861-1864) في

Gabriel NORADOUNGHIAN, Recueil d'actes internationaux de l'Empire ottoman, t.3, e'ditions anthropos,Paris,1902,pp114-149 et 224-228               

 

4 راجع كمال الصليبي، نفس المرجع، ص 41

5   نفس المرجع ص 78-79

 6  راجع نصي البروتوكول (1861-1864) في :

Gabriel NORADOUNGHIAN, Ibid, ,pp114-149 et 224-228

7 راجع نص البيان في الصحف اللبنانبة تاريخ 26- 9- 1943.                                                                                              

8  راجع نص البيان في الصحف اللبنانية تاريخ 4/7/1944                                                                                         

د.عصام سليمان ،المرجع السابق، ص،169.                                                                                                                     9

10  القانون الدستوري  الصادر في 21/9/1990 المادة 95

 د. عصام سليمان، مرجع سبق ذكره، ص، 166                                                                                                            11      

   12 نفس المرجع، ص، 165- 166                                                                                                                               .                                    

                                                                                                                          13 نفس المرجع، ص، 168.                        

[14]   Georges Corm, Géopolitique du conflit libanais, Paris, Editions la Découverte, 1986, p, 59-79, Ghassan Tuéni, Une Guerre pour les Autres, ParisL J.C. Lattès, 1985, p, 63-127, David C. Gordon, Lebanon: The Fragmented Nation, London, Croom Helm, 1980, p, 74-143.

15  د. كمال الصليبي ، مرجع سبق ذكره ، ص 58

16  نفس المرجع ، ص 59

17  لم تشترك الشعوب البلقانية الاسلامية، كالبشناق والارناؤوط، في الثورات التي قامت ضد السلطنة في بلاد البلقان، بل حافظت أشدّ الحفاظ على ولائها للدولة

18  كمال الصليبي، مرجع سابق، ص. 196 .

19  نفس المرجع، ص. 197.

20  نفس المرجع، ص. 197.

21  كان اللبنانيون يطلبون إنشاء مرفأ خاص بالمتصرفية في جونيه.

[22]    M. Jouplain, La question du Liban ; étude d’histoire diplomatique et de droit international, Paris, Librairie Nouvelle de droit et de Jurisprudence,1908, pp-544-5.

23  نفس المرجع، ص. 144 .

24  نفس المرجع، ص. 56.

25  نفس المرجع ، ص. 198.

26   كان الدستور العثماني، الذي تقرر في 1876، آخر أعمال عهد "التنظيمات".

[27]  Volney , Voyage en Egypte et en Syrie, ed. Maspe'ro, Paris, 1959, p.241.

                                                                             28 كمال الصليبي، مرجع سابق، ص،160.