المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 22 كانون الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december22.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: يوم أمس استهزأ عون بذاكرة اللبنانيين وأهان عقولهم وشوه الحقائق واسقط ما في من فشل ولا وطنية وشرود سيادي ونرسيسية على الغير

الياس بجاني/ميشال عون أكثر من أضر بمجتمعنا الماروني وبوجوده ودوره وقيمه وتاريخه وأرضه وأخلاق أفراده

الياس بجاني/رابط فيديو مقابلة من موقع الرواد النص مع الناشط الإغترابي الياس بجاني -من أرشيف 2020

الياس بجاني/جرائم غزوات حزب الشيطان لإراضي المسيحيين في جبيل وبيروت والبقاع والجنوب يجب أن تلجم

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق يحكي واقع أحزاب لبنان الشركات والوكالات التعتير وحال قطعانم التعيسة

الياس بجاني/جريمة سرقة حزب الله لإراضي بلدة رميش هي قضية كل الشرفاء والأحرار في لبنان

الياس بجاني/نص وفيديو: “جمعية أخضر بلا حدود”، التابعة لحزب الله، تسرق وتصادر بالقوة أراضي بلدة رميش الحدودية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 21 كانون الأول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 21/12/2022

بخاري يعبّر عن توجهات “متطورة”

التوافق المحلي رئاسيا رهن ضوء أخضر ايراني: متى يأتي؟

نقل جندي ايرلندي اصيب بحادثة العاقبية من مستشفى حمود الى المطار

إيران تبحث عن "حوار" إقليمي وحزب الله مستعد للتسوية

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

محاسبة اليونيفيل وأبناء رميش/بسام أبو زيد/نداء الوطن

عن سيناريو اتهام نازحين سوريين بجريمة العاقبية

"شروط وقوائم سوداء"... وإغراءات مالية لمحطات التلفزة

هجمة مصرفية مرتدّة: ميزانية سخيّة لترويج تحميل الدولة خسائر الودائع

التوافق المحلي رئاسيّاً رهن ضوء أخضر ايراني: متى يأتي؟

"حروب الإلغاء مستمرة"… عاملان يؤثران في الأزمة المسيحية!"ليبانون ديبايت

تفاصيل الطرح "الباسيلي" في الدوحة

باسيل: جوزف عون قائد إنقلاب!

"الهيئة الناظمة" في الطاقة... خطوة مشبوهة

مفاهيم خاطئة للتدويل والوصاية الدولية والحياد

2022: عامٌ جديد بلا عدالة.. وحبّ من رحم الحزن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب العنف ضد المحتجين

طهران: مراعاة «خطوطنا الحمراء» توصلنا إلى اتفاق في الملف النووي

وزير الخارجية الإيراني تحدث عن لقاءات «ودية» مع نظرائه في دول الجوار

القضاء الإيراني يعيد محاكمة محكوم بالإعدام على خلفية الاحتجاجات ومحكمة جديدة تنظر في قضية صدرات بناء على بيانات وإثباتات جديدة

عشرات السفن عالقة قبالة إيران بسبب مشكلات في سداد مدفوعات الشركات الدولية

الأمم المتحدة تكلّف ثلاث حقوقيات التحقيق في انتهاكات إيران

فرهادي يطالب بالإفراج عن عليدوستي

بايدن يلتقي زيلينسكي ويعد بتعزيز دعمه لأوكرانيا

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب العنف ضد المحتجين

فاغنر» تدرس إرسال نساء للقتال على الجبهة الأوكرانية

مجلس الشيوخ الأميركي يصادق على تعيين سفيرة في روسيا

واشنطن تعلن تزويد أوكرانيا بمنظومة باتريوت للدفاع الجوي

بوتين يشدد على «الردع النووي» في استراتيجيته العسكرية لـ2023

بوتين يطلق استراتيجيته العسكرية لعام 2023... ويشدد على «الردع النووي»

نشر صواريخ «خارقة» وتطوير قدرات الجيش بناءً على تجربة حرب أوكرانيا

اجتماع اقتصادي عربي ـ إسرائيلي مطلع 2023 بترتيبات أميركية بمشاركة مصر والأردن وترجيحات بحضور فلسطيني

نتنياهو يعلن التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل

إسرائيل تعلن استقبالها وفوداً من «جوار إيران» ضمت قادة شباباً ومسؤولين كباراً من دول آسيا الوسطى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميقاتي وباسيل و"حزب الله" بينهما/سناء الجاك/نداء الوطن

لبنان.. هل يفتح مقتل الجندي الإيرلندي باب جهم يصعب إغلاقه؟/د. منى فياض/الحرة

في صبيحة اليوم ال1163 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

ودائع منهوبة أم شرعية "مشطوبة"؟/نبيل بومنصف/النهار

خوري: قرارات الحكومة بحاجة لتوقيع 24 وزيراً وإلا!/غادة حلاوي/نداء الوطن

باسيل: جوزف عون قائد الانقلاب ولا قاطعة لفرنجية والشراكة في خطر/نقولا ناصيف/الأخبار

التدويل أحد مخارج الأزمة اللبنانية إن أحسنّا إعداده/بسام ضو/الجمهورية

كيف سيتمّ إقناع جبران باسيل؟/طوني عيسى/الجمهورية

لا مُبادرة رئاسية خارجية والأبواب الداخلية مُقفلة/راكيل عتيّق/نداء الوطن

حزب الله” من العاقبية إلى رميش: أخطر بلا حدود/نجم الهاشم/نداء الوطن

رميش والتعديات: لاسا جديدة؟/طوني كرم/نداء الوطن

السلم الأهلي “يرمش” في رميش!/عماد مرمل/الجمهورية

استطلاع رأي جديد في لبنان يشير إلى استمرار عدم الرضا الداخلي والرغبة في التعاون مع الشركاء الدوليين/بواسطة فرانسيس ميكدونا/معهد واشنطن

توقعوا المزيد من العنف إذا لم يُحاسَب «حزب الله» على قتل الجندي الأيرلندي/ حنين غدار/معهد واشنطن

استطلاع رأي جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة يُظهر خلافات بسيطة حول القضايا المحلية، تزايد عدم اليقين العام بشأن العلاقات الأمريكية، ووجهات نظر منقسمة حول إيران وإسرائيل/كاثرين كليفلاند/معهد واشنطن

الدبلوماسية السعودية لتبادل الأسرى خلال حرب أوكرانيا/بواسطة بينيت نيوهوف/معهد واشنطن

وحده التغيير الجذري يستعيد لبنان؟/حنا صالح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

"الجبهة المسيحية": نعاهد عدم السكوت عن التجاوزات في رميش

حزب الله: اتصال بين قيادة الحزب والوطني الحر جنوبا وزيارة ميدانية لبلدة رميش وما جرى إشكالية حلت مباشرة

الجبهة السيادية" حادثة العاقبية وما يجري في رميش بدفعاننا الى النضال لاستعادة سيادة الدولة بقواها الذاتيّة

رئاسة مجلس الوزراء طلبت في كتاب الى وزير الدفاع توقيع مشروع المرسوم الرامي الى إعطاء الاسلاك العسكرية مساعدة اجتماعية

جعجع: حزب الله والتيار الحر يتحمّلان مسؤولية كل تدهور إضافي في الوضع العيشي لأنهما سبب الانسداد السياسي القائم

اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام: لتراجع المعطلين عن لعبة تطيير نصاب جلسات الانتخاب

 مولوي عرض مع شيخ الأزهر التحديات في لبنان وأوضاعه الاقتصادية

سامي الجميل: الاعتداء على اليونيفيل تصفية حسابات لمكان آخر وأسير بأي رئيس يضع سلاح حزب الله على الطاولة ويعيد لبنان الى المجتمع الدولي

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من25حتى30/“قالَ اليَهُودُ لِيَسُوع: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء. لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم». ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب. ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم. والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه». وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص: يوم أمس استهزأ عون بذاكرة اللبنانيين وأهان عقولهم وشوه الحقائق واسقط ما في من فشل ولا وطنية وشرود سيادي ونرسيسية على الغير

الياس بجاني/21 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114233/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a3%d9%85%d8%b3-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%b2%d8%a3-%d8%b9%d9%88/

غريب وعجيب أمر العماد ميشال عون، فكأن ما تسبب به للبنان وللبنانيين من مصائب، وبلاوي وكوارث لا تعد ولا تحصى، وتعتير على الصعد كافة، خلال عهده الرئاسي، لا يكفي. وها هو على ما يبدو يريد تكملة كل ما ارتكبه من هرطقات طروادية، وممارسات بشعة لأخطأ وخطايا مميتة، ولكل ما اتخذه من مواقف ذمية ومعيبة وتبعية، ولا لبنانية واستسلامية، ولكل ما قدمه من تنازلات وطنية وكيانية واستقلالية وتاريخية.

ففي خلال إطلالته يوم أمس من المقر المركزي لشركة تيار اللإسخريوتي، في سنتر ميرنا الشالوحي، ودن أن يرمش له جفن، شوه بفجور الحقائق وزورها، وتفنن في آلية الإنكار المرّضية، واسقط على الغير بفجور وموت ضمير، كل ما اقترفه خلال عهده الرئاسي الشؤم، عن سابق تصور وتصميم، من شواذات فظيعة، وشرود سياسي ووطني وسيادي واستقلالي وكياني ودستوري.

والأخطر في الإطلالة التعيسة، أنه استهزأ بعقول اللبنانيين، وأهان ذاكرتهم، بتبرئة نفسه من كل الإرتكابات الشنيعة دستورياً وسيادياً ووطنياً، التي اقترفها خلال 6 سنوات رئاسية، قائلاً وبوقاحة: "علينا أن نناضل، لأنّه إذا لم تتغيّر الطبقة الحاكمة لن يكون هناك وطن، فمن حكم 32 عاماً بسلب الأموال العامة وإفقار الشعب وكسر الخزينة وبالاستيلاء أخيراً على جنى عمر الناس، يجب أن يُحاسب".

نسأل: ألم يكن هو وربعه من الودائع والانتهازيين والقطعان من شركة تياره، المرتهن للملالي، في قلب وكلاوي ومصارين، الطبقة السياسية منذ العام 2005، وبالعشرات من الوزارات، والمواقع الحكومية من مدنية وقضائية وعسكرية ومالية وخدماتية ورئاسية؟ وهل كانت الوزارات التي سيطر عليها بقوة سلاح وبلطجة الإرهابي حزب الله غير مرتعاً للسمسرات والفساد والإفساد والمحسوبيات؟

والأنكى في كلامه المهين للعقول وللذاكرة وللحقيقة، قوله: من المهم "أن نحافظ على خطنا السياسي ونحاسب، لنقوم بعدها بإعادة بناء الدولة بكلّ مؤسساتها، فبناء المؤسسات من القضاء إلى الإدارة والأمن هو السبيل الوحيد لتكوين دولة المواطن الذي لا يمكن أن تحميه إلا هذه المؤسسات".

ترى عن أي خط يتكلم، وهو بخطه الإسخريوتي والملجمي والطروادي والذمي سلم البلد لحزب الله، وغطى احتلاله، وقدس سلاحه، وعهر كل المؤسسات، وأفقر الناس وهجرهم، وبارك للمصارف سرقة أموال المودعين، وافسد القضاء، وخرب القطاعين الصحي والتعليمي، واستعدى العرب والغرب، وتطول قائمة ارتكاباته وتطول؟!!

على أي خط يريد أن يحافظ؟ أليس هذا الخط التبعي لاحتلال حزب الله، هو الذي حوّل لبنان إلى قاعدة ومعسكر ومخزن أسلحة لملالي إيران، وساحة ومباحة ومنطلقاً لحروبهم، ولمشروعهم ومخططهم الاستعماري والتوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي؟

يا عزيزنا العماد عون، صحيح يلي ما استحوا ما ماتوا، ومعك ومع أهلنا "المشحرين"" ومع "شعبا الغفور" والنبي اشعيا نقول: "ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. (النبي اشعيا (33/01و02)

في الخلاصة، يا ريت عزيزنا العماد ميشال عون بيفك عن سمانا، وبيريحنا من دجله وجنونه وعهره السياسي، لأنه عملياً، هو أسوأ مخلوق ماروني سياسي وحاكم عرفته طائفتا، وأكثر من أضر بناسها، وبوجودها وبدورها، وبهويتها، وبتاريخها، وبتضحيات وعطاءات شهدائها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

فيديو ونص: يوم أمس استهزأ عون بذاكرة اللبنانيين وأهان عقولهم وشوه الحقائق واسقط ما فيه من فشل ولا وطنية وشرود سيادي ونرسيسية على الغير

الياس بجاني/21 كانون الأول/2022

https://www.youtube.com/watch?v=hAastW5BJnM&t=2s&ab_channel=EliasBejjani

 

ميشال عون أكثر من أضر بمجتمعنا الماروني وبوجوده ودوره وقيمه وتاريخه وأرضه وأخلاق أفراده

الياس بجاني/20 كانون الأول/2022

يا ريت ميشال عون بيفك عن سمانا وبيريحنا من دجله وجنونه وعهره السياسي. هو أسوأ ماروني عرفته طائفتا وأكثر من أضر بوجودها ودورها.

 

رابط فيديو مقابلة من موقع الرواد النص مع الناشط الإغترابي الياس بجاني -من أرشيف 2020

https://eliasbejjaninews.com/archives/93611/%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%af-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

 

مقابلة من موقع الرواد/فيديو وبالنص مع الناشط الإغترابي الياس بجاني

رابط الفيديو على موقعي ..يوتيوب

https://www.youtube.com/watch?v=ZrbidcWF88Q&t=224s

أجرت المقابلة عبر تقنية الزوم الإعلامية ماريا معلوف

12 كانون الأول/2020

 

جرائم غزوات حزب الشيطان لإراضي المسيحيين في جبيل وبيروت والبقاع والجنوب يجب أن تلجم

الياس بجاني/20 كانون الأول/2022

إن ردود أصحاب شركات الأحزاب والسياسيين المسيحيين من غزوة حزب الله لإراضي رميش، بمعظمها حتى الآن هي معيبة وذمية وجبانة ونرسيسية. يضبضبوا ما الون عازي

 

فيديو ونص تعليق يحكي واقع أحزاب لبنان الشركات والوكالات التعتير وحال قطعانم التعيسة

الياس بجاني/19 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/106502/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%8a%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d8%a3/

ترى هل في لبنان أحزاب بمعايير ومفاهيم أحزاب الدول الغربية والديمقراطية حيث مبدأ تداول مواقع السلطة، والشفافية المالية، والانتخابات، والمحاسبة، والقوانين المؤسساتية الضابطة، والأهداف العلنية إضافة إلى قيم وأسس احترام العقل والعلم والحرية والمنطق، وخدمة الوطن وليس الأفراد أو الدول الأجنبية أو الجماعات الجهادية؟

بالطبع لا، وما تسمى أحزاب في لبنان جميعها، ودون أية استثناءات هي إما شركات تجارية وعائلية، أو جهادية ووكيلة لمرجعيات أو دول أجنبية.

أهداف هذه الأحزاب الشركات الوكيلة والجهادية تتمحور حول الربح المادي والزعامة والسلطة والنفوذ واستعباد الناس والمتاجرة بهم، أو العبودية للمراجع الأجنبية والدينية بما يخص الأحزاب الوكيلة والجهادية من مثل حزب الله، الوكيل الإيراني.

ففي آلية عمل هذه الشركات الأحزاب كافة، المالك أو ورثته أو المراجع الخارجية (للأحزاب الوكيلة والجهادية) هم دائماً على صواب ومطلوب من الحزبي في أي موقع كان الطاعة العمياء، والتبعية الغنمية المذلة، وتنفيذ الإملاءات والأوامر دون سؤال، وإلا لا مكان له في الشركة-الحزب.. أو في الحزب الوكيل.

من هنا فإن الحزبي للأسف في لبنان هو مواطن تخلى عن حقوقه في المواطنة وكذلك عن حريته، وارتضى العبودية بأبشع صورها، وقبّل لعب دور “الزلمي”، و”التابع” “والهوبرجي” لأصحاب الشركة الأحزاب، أو خادماً ومسلحاً لأجندات شركات الأحزاب الجهادية والوكيلة للخارج مثل حزب الله الوكيل الملالوي.

وبناءً على هذه الحقائق البشعة والمهينة للعقل ولمبدأ الحرية، فإن لا وجود عند الحزبي في لبنان لحاسة نقد ولو جزئية، ولا فسحة في عقله لأي منطق أو رأي مستقل.

الحزبي اللبناني إذاً هو في مفهوم التكنولوجيا الحديثة مجرد “ريبوت”، أي إنسان آلي، يُسَّير عن بعد أوعن قرب بريموت كونترول أصحاب شركة الحزب المحلية أو الوكيلة.

وبنتيجة هذه “الريبوتية”، لا نسمع، ولن نسمع في أي وقت، أن حزبي ما ومهما على شأنه قد اعترض على قرار واحد يتعلق بمواقف أو تحالفات أو معايير عداء أو سلم أو حرب اتخذه صاحب شركة حزب أو وكيل للخارج الذي يزين صدره الحزبي هذا بزرها أو يلف حول رقبته فولارها… من يعترض يطرد ويُخّون وربما يصفى جسدياً.

في الخلاصة، فإن مشكلة لبنان الأساسية هي ليست محصورة حالياً في الاحتلال الإيراني البغيض والمجرم والإرهابي وفي حكام طرواديين ودمة وواجهات، بل تكمن أيضاً في قسم كبير منها في تبعية وغنمية السواد الأعظم من العاملين في المجال الحزبي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق يحكي واقع أحزاب لبنان الشركات والوكالات التعتير وحال قطعانم التعيسة

الياس بجاني/19 كانون الأول/2022

https://www.youtube.com/watch?v=eRQwvrwgSu8&ab_channel=EliasBejjani

 

جريمة سرقة حزب الله لإراضي بلدة رميش هي قضية كل الشرفاء والأحرار في لبنان

الياس بجاني/19 كانون الأول/2022

واجب كل لبناني حر أن يقف إلى جانب أهل بلدة رميش بوجه غزة حزب الله الشيطاني لإراضيهم وسرقتها بالبلطجة والفجور وسلاح الإجرام

 

الياس بجاني/نص وفيديو: “جمعية أخضر بلا حدود”، التابعة لحزب الله، تسرق وتصادر بالقوة أراضي بلدة رميش الحدودية

الياس بجاني/17 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114154/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%b6%d8%b1-%d8%a8%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7/

حزب الشياطين الملالوي، المسمى كفراً بحزب الله، يحتل لبنان، ويعيث به فساداً وتدميراً وخراباً وفوضى وإفقاراً وتهجياً وتعهيراً، لكل ما قيم وأخلاق وثوابت وطنية. هذا الحزب العصابة هو عملياً ماكينة اغتيالات وقتل وإجرام بكل إشكالها وأنواعها والفجور. يغتال، يقتل، ينهب، يصادر، يرّهب، يُصنع المخدرات ويهربها إلى العشرات من الدول، يُبيض الأموال، يرفع نفاقاً رايات المقاومة والتحرير، يتاجر بالسلاح وبكل الممنوعات، شريك للمافيات الدولية، وهو 100% عسكر مرتزقة تابع للحرس الثوري الإيراني ويحارب في كل حروب الملالي الدولية والإقليمية.

في لبنان الذي يحتله، الحزب يتلطى تحت أسماء عدة فرق إرهابية مموهة بهدف التضليل، منها على سبيل المثال لا الحصر:

الأهالي، وسرايا المقاومة، وجمعية أخضر بلا حدود. لكل من هذه الفرق الإرهابية مهمات محددة كلها تندرج تحت راية قيادة الحزب وتتبع له بالكامل.

جمعية أخضر بلا حدود تصادر بالقوة والإرهاب أراضي سكان القرى والبلدات الجنوبية بحجة أمن المقاومة، وآخر تعديات هذه الفرقة الإرهابية مصادرة مساحات كبيرة من أراضي بلدة رميش الجنوبية.

أهالي البلدة رفضوا واحتجوا وطالبوا بلدية البلدة القيام بواجبها وصد المعتدين، في حين أن دور الدولة وقواها العسكرية والأمنية معطل، جراء هيمنة وإرهاب حزب الله عليها.

حزب الله يحتل لبنان، وهذه حقيقة معاشة على أرض الواقع. وبالتالي هو منافق ودجال ومستسلم وطروادي، وما إلو عازي بالمرة، كل  صاحب شركة حزب تاجر ونرسيسي، وسياسي نتن، وإعلامي بوق، ورجل دين لا يعرف ألف باء الإيمان، وحاكم مربوط بحبل ذل حول رقبته..  يدعي باطلاً بأن هذا الحزب العصابة هو لبناني، وحرر الجنوب، ومقاومة، ومن النسيج الوطني، ويمثل في مجلس النواب والحكومات الطائفة الشيعية الكريمة.

هذا الحزب العصابة، يخطف لبنان وشعبه ويأخذهم رهينة، ويدمر كل ما لبنان ولبناني، من أمن وقانون وعدل وحقوق وثقافة وهوية وتاريخ وحضارة ومؤسسات، وعلاقات خارجية، ومقومات الحياة بكل أشكالها وألوانها.

في الخلاصة لا قيام للبنان، ولا عودة للحياة الطبيعية للبنانيين قبل الخلاص من هذا السرطان واقتلاعه، وذلك عن طريق إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة، ووضعه تحت البند السابع الدولي، وتنفيذ القرارات الدولية بالقوة العسكرية، وإعادة تأهيل أهل البلد ليحكموا أنفسهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني: “جمعية أخضر بلا حدود”، التابعة لحزب الله، تسرق وتصادر بالقوة أراضي بلدة رميش الحدودية

https://www.youtube.com/watch?v=_1U3BBkEL68&t=4s

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 21 كانون الأول 2022

وطنية/21 كانون الأول/2022

النهار

أثارت الحملات التي تقودها قاضية معروفة ضد مرجعية سياسية، ومن بعض الإعلام، تساؤلات حول أهدافها في هذا التوقيت بالذات

استرعت الانتباه مشاركة وزير سابق الى جانب سفير دولة كبرى بلقاء جمعهما مع مرشح رئاسي بارز، ما حمل أكثر من دلالة في هذه المرحلة بالذات

عُلم أن أسماء بعض الديبلوماسيين الذين سيُعتمدون في لبنان بعد تقاعد أسلافهم، باتوا بحكم المعروفين، وهم يتابعون الملف اللبناني على نحو دقيق

اللواء

تتحدث مصادر دبلوماسية عن آليات جديدة للتحالفات في جلسات الرئيس مع بداية النصف الثاني من ك2 المقبل.

يشعر لبنانيون، أخذتهم مباريات المونديال بالملل والضجر، في ظل التأزمات المعيشية والحياتية المتراكمة.

لماذا ترك مصرف لبنان على نحو خطير عملية تسعير الدولار، حتى في السوق السوداء، للصيارفة المضاربين عشية الاعياد المجيدة؟

نداء الوطن

تسود في بعض الأوساط أسئلة عن مرحلة ما بعد إحدى المرجعيات الروحيــة التي قد تلجأ الى التنحــي عن مهامها بسبب الوضع الصحي، حيث بدأ الهمس بحثا عن هوية من سيخلفها.

عكست انتخابات الإفتاء الأخيرة في كل مــن طرابلس وعكار ضياعا وانقســاما على مســتوى القيــادة في تيــار »المستقبل«، وأظهرت بوضوح أن القيــادات المســتقبلية منقسمة بين »الأحمدين« مع أرجحية لفريق أحمد هاشمية على فريق أحمد الحريري.

حتــى الآن، لا يــزال الغموض ســيّد املوقف بشأن مصير رئيس الأركان في الجيش اللواء أمين العرم الذي يُحال إلى التقاعد يــوم 24 الجاري ولا قرار بعد بشأن التمديد له.

البناء

خفايا

قال خبير مالي إن ضخّ مصرف لبنان قرابة خمسة آلاف مليار ليرة في الأسواق استباقاً لموسم الأعياد تسبّب بالضغط على الدولار ورفع سعره رغم تدفقات بدأت وتتواصل حتى نهاية العام ورفضت اعتبار السبب حاجات تمويل الاستيراد بل منع انخفاض سعر الصرف.

كواليس

قالت مصادر عمانية إن المفاوضات غير المباشرة السعودية – اليمنية تحقق المزيد من التقدّم وإن زيارة ثانية متوقعة مطلع العام لوفد سعودي أمني رفيع إلى صنعاء ستفتح طريق المفاوضات المباشرة حول الهدنة وإطار الحل السياسي

اسرار الجمهورية

اعتبر أحد الوزراء أن محاولة لبننة الاستحقاق الرئاسي سقطت مع انتهاء العام من دون التمكن من انتخاب الرئيس.

قال أحد السياسيين ان الجو السياسي المعطل جعله ينصرف الى قراءة الشعر والأدب ففيه إفادة وتغذية للنفس والعقل، بدل تضييع الوقت في التهريج القائم حول الملف الرئاسي.

نقل عن أحد المراجع قوله، إن المطالبين بالمراسيم الجوالة هم أنفسهم أبلغوني في وقت سابق رفضهم لهذا الأمر وعدم جوازه دستوريا”

الأخبار

اقتراح بتأجيل تسريح ضباط

وقّع قائد الجيش العماد جوزف عون أمس اقتراحاً يقضي بتأجيل تسريح رئيس الأركان اللواء أمين العرم والمفتش العام في المجلس العسكري اللواء ميلاد إسحاق، ورفعه إلى وزير الدفاع موريس سليم.

ومن غير المعلوم ما إذا كان وزير الدفاع سيوقع الاقتراح الذي يعدّ الفرصة الأخيرة لتفادي شغور في المجلس العسكري في الساعات المقبلة. إذ يُحال العرم على التقاعد في 23 كانون الأول، وإسحاق في 24 كانون الأول. والمرجح أن يكون تأجيل التسريح بين ستة أشهر وسنة تبعاً لاقتراح القائد. يذكر أن المدير العام للإدارة اللواء مالك شمص يحال بدوره على التقاعد في آخر شباط 2023.

ضباط لبنانيون في المونديال                                                                                                                   شارك ضباط لبنانيون متقاعدون وآخرون منقطعون عن الخدمة وفق طلبات استيداع في تنظيم فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها دولة قطر. وعُلم أن غالبية هؤلاء خدموا في المركز العالي للرياضة التابع للجيش اللبناني.

تغييرات إقليمية في أمن الدولة

تجه مجلس قيادة جهاز أمن الدولة إلى إجراء مناقلات على صعيد رؤساء المراكز الإقليمية على كافة الأراضي اللبنانية.

القوات تتحضر للبلديات

خلافاً لغيرها من القوى المسيحية، بدأت القوات اللبنانية التحضير للانتخابات البلدية على اعتبار أنها ستجرى في موعدها في أيار المقبل. وعُلم أن هناك قراراً قواتياً حاسماً بتجاوز المشاركة الجزئية كما في الاستحقاقات السابقة لمصلحة تشكيل لوائح مباشرة هذه المرة ومحاولة الفوز بأكبر عدد ممكن من رئاسة المجالس البلدية، خصوصاً في جبل لبنان حيث لا يزال التشكيك كبيراً في الحجم التمثيلي للقوات

الأنباء

تصريح مرجعية رسمية سابقة، في مناسبة حزبية، جاء منفصماً عن الواقع ومحاولة لتبرئة نفسها من مسؤولية تتحمل جزءا كبيرا منها في كل الأزمات التي عدّدتها.

منصة مالية رسمية تعود الى الارتفاع بعد استقرار نسبي ما يؤشر الى استمرار تحليق السوق السوداء.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 21/12/2022

وطنية/21 كانون الأول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

عيد ميلاد يسوع: السلام والمحبة والتواضع والرجاء والخلاص يقترب فيما مزود المواطن اللبناني العادي ينشد الدفء والبهجة والأمان. والذين يفترض بهم أن يكونوا مسؤولين في هذا الوطن-لبنان عن تأمين أبسط مستلزمات العيش: بكرامة وأمان ورجاء عاجزون في معظمهم وينصرفون بعيدا كل البعد عن التواضع والرأفة كما المسؤولية نحو الغلو في الخصومة بين بعضهم البعض والتناكد والتحاقد ونبذ أي بارقة حوار وضرب أي محاولة لإنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ولا يسعون الى ابتكار أي معالجة للأوضاع المعيشية والإقتصادية المذرية في حين أن التنافس القائم الآن بدا محصورا بين عنجهيتهم وشموخ الدولار وتحليقه على علو ستة وأربعين ألف قدم.

حتى أن أصحاب الغرف والقلوب السود من التجار ومن الصرافين ومن المتلاعبين بالعملة يمعنون ساعة" بعد ساعة بنحر الليرة اللبنانية والطبقة الرازحة التي تؤلف ثلاثة أرباع اللبنانيين وليس هناك من أحد يلجمهم وليس هناك من أحد يحزم في ضرب الإجرام والفساد والإحتيال المالي-الإقتصادي-التجاري والإستغلال المعيشي والإستهتار السياسي. بالنسبة الى مفتاح أول باب يؤدي الى الانتظام المؤسساتي أي انتخاب رئيس للجمهورية يتأكد اليوم أن الأمر رحل الى ما بعد رأس السنة الجديدة وحتى الى ما بعد أعياد الأرمن والغطاس.

وبالتالي فإن الركون الى تجدد حراك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصالاته مع دول اقليمية في شأن حلحلة مسار الانتخاب الرئاسي لن يظهر قبل منتصف كانون الثاني المقبل خصوصا" بعد التصاريح التي أطلقها ماكرون ووزيرة خارجيته على هامش قمة العراق 2 في الاردن حيث تلخصت التصريحات الفرنسية ذات الصلة بلبنان برمي الكرة من جديد الى ملعب السياسيين اللبنانيين وتحميلهم مسؤولية الأوضاع وتنفيذ الاصلاحات في وقت لم تكن الأجواء في القمة مريحة لدى عدد من المشاركين حيال ايران التي تمثلت بوزير الخارجية أمير عبد اللهيان وليس بالرئيس ابراهيم رئيسي وكذلك تمثلت السعودية في القمة بوزير خارجيتها وليس كما كان منتظرا" بولي العهد الأمير محمد. لكن لا بد من الإشارة الى أن ماكرون استمزج آراء بعض المشاركين في قمة البحر الميت الأردنية, بإمكان عقد مؤتمر بعد رأس السنة لمساعدة الشعب اللبناني على مواجهة الأزمة القائمة. انما تفاصيل النشرة نبدأها من لقاء حصل في واشنطن بين الوزير عبدالله بوحبيب ومساعدة بلينكن, باربارا ليف التي شددت على اللبنانيين الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

إنتهت "قمة بغداد" التي انعقدت في العاصمة الأردنية على قدر ما كانت تتطلع إليه الدول المشاركة ولعل أبرز ما سجل على هامشها هو لقاء رأسي الدبلوماسية  في كل من إيران والسعودية حيث أعربت الأخيرة عن استعدادها لإستمرار الحوار مع طهران.

في قمة الأولويات اللبنانية تبقى ضرورة إجراء إنتخابات الرئاسة وإنجازها لأسباب تتعلق باستقرار لبنان وبمعالجة ملفات معيشية وإقتصادية ومالية عالقة.فهل نفعلها؟ وهل نعي بأن لبننة الإستحقاق باتت مطلبا دوليا وفق قاعدة: ساعدوا أنفسكم لنساعدكم.

على الخط المعيشي دولار السوق السوداء تجاوز اليوم ال46 ألف ليرة ورفع معه أسعار المحروقات والسلع الغذائية فإلى اين؟.

نائب رئيس الحكومة شخص الداء بالصعب والصعب جدا والدواء هو مواجهته بشجاعة واتباع سياسات وتدابير قد تكون صعبة ومؤلمة وهذه الإجراءات أصبحت ضرورة وحاجة ملحة لنجاح خطة الحكومة الإصلاحية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

ماذا يجري في الكواليس الديبلوماسية ؟ وهل صحيح ان ثمة مبادرة اقليمية - دولية ستتبلور في مطلع العام الجديد وذلك للدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ من الواضح ان الضغط الاقليمي - الدولي قد بدأ  بشكل او بآخر، والدليل على ذلك المواقف شبه اليومية الصادرة عن اعلى المراجع  الديبلوماسية التي تحض على استعجال الانتخابات الرئاسية.

لكن المواقف حتى الان لا تزال اقوالا ، ولم تتحول الى افعال . لذلك من المقرر ان ينعقد في الاسبوع الاول من العام الجديد اجتماع في العاصمة الفرنسية يضم ممثلين عن اربعة اطراف معنية بالوضع اللبناني: السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية.

ووفق المعلومات فان الاجتماع المذكور سيركز على وضع مواصفات معينة للرئيس العتيد، على ان يتم التواصل بعد ذلك مع دول اخرى معنية بالشأن اللبناني وفي طليعتها ايران . وقد تتولى المهمة هذه دولة قطر. فهل يتحول الحراك المذكور مبادرة تجنب لبنان الكأس المر لشغور رئاسي طويل.

امنيا، اسبوع كامل انقضى على الاعتداء على قوات اليونفيل في بلدة العاقبية، ولم يتم توقيف اي متهم. حزب الله لا يزال يرفض تسليم اي شخص يمكن ان يكون متهما بالاعتداء، كما تردد ان مسؤولا تابعا للحزب نقل احد المتهمين باطلاق النار الى قرية في البقاع  الشمالي حيث توارى عن الانظار. فهل من يأمل بعد في التوصل الى معرفة حقيقة ما حصل؟

سياسيا، الخلاف يتعمق  بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع ومن خلفه التيار الوطني الحر بشأن مراسيم الترقيات ، وهو سيتمدد ليشمل وليد جنبلاط على خلفية عدم توقيع الوزيرسليم التمديد لرئيس الاركان في الجيش اللبناني.

حياتيا، الامور تتخذ منحى خطيرا. سعر صرف الدولار يحلق بلا حسيب ولا رقيب، واسعار المحروقات ترتفع. لكن الازمة الاخطر تتمثل في الدواء. فنقيب الصيادلة حذر من ان الارتفاع المضطرد والسريع للدولار سيؤدي الى توقف شبه كامل عن تسليم الادوية والحليب الى الصيدليات.

على رغم الصورة الرمادية، الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي استثنائية بكل معنى الكلمة. الا يعني هذا  ان  الاعجوبة اللبنانية مستمرة رغم كل الصعوبات والعقبات والتحديات؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

على حبال الدولار يتأرجح لبنان واقتصاده، وبها يختنق اهله الضائعون بين تقلبات اسعاره التي فاقت اليوم الستة والاربعين الف ليرة، ثم المنخفضة لساعة الى اربعة واربعين قبل معاودة الصعود، فيما لسعات السياسة واضحة في هذا المشهد الذي ينعدم فيه اي منطق اقتصادي او مالي، أما تعاميم مصرف لبنان كاشاعاته – تصب الزيت على النار، وهي القادرة على لجم الدولار متى شاءت – بفعل التجربة، في بلد كل شيء فيه مطفأ، ولا من معنيين ليطفئوا نيران الازمات ولو بالحد الادنى .. فالبلد معطل وليس في عطلة الاعياد فحسب، وحسابات قواه السياسية مانعة للوصول الى بر امان رئاسي ينهي الشغور المستحكم بالبلاد، عسى أن يعيدها الى سكة انتظام المؤسسات ..

وبلغة المسؤولية عن الوحدة والسلم الأهلي، ولمنع المصطادين في كل حادثة والعاملين على تضخيمها، كان اتصال بين مسؤول منطقة جبل عامل الاولى في حزب الله عبد الله ناصر ومنسق التيار الوطني الحر في منطقة الجنوب وسام العميل أكدا فيه ان ما حصل في رميش قبل ايام تم حله مباشرة ولا تداعيات له، وان ما يجمع اهالي بلدة رميش والقرى المجاورة ليس سوى الالفة والمحبة..

وفي الاطار نفسه كانت زيارة وفد من حزب الله ورؤساء بلديات ومخاتير قرى جنوبية الى بلدة رميش حيث كان في استقبالهم راعي ابرشية البلدة الخوري نجيب العميل ونائب رئيس البلدية وعدد من اعضاء مجلسها البلدي وفاعلياتها، وكان التأكيد على اطيب العلاقات، وعلى التنسيق والتواصل الدائم لما فيه مصلحة المنطقة وعيشها المشترك، المتجذر منذ مئات السنين..

دوليا سني الازمة الاوكرانية تبدو طويلة، وما يفعله الغرب من دعم بالسلاح غير المتناهي سيفاقم الازمة بحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي وعد بزيادة القدرات العسكرية النوعية لقواته وزيادة الجهوزية النووية والصاروخية، وضمان تفوقها عالميا..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

على الجبهة الرئاسية، سكون تام. أما على الجبهة الحكومية، فهدوء حذر.

السكون التام على الجبهة الرئاسية مرده إلى المواقف المتصلبة للأفرقاء المحليين، على وقع انهماك إقليمي ودولي بملفات أكبر من لبنان، حضر بعضها على طاولة مؤتمر عمان، من دون أن يعرف هل حضر الملف اللبناني من بينها، من باب طرح الحلول على هامش النقاشات.

أما الهدوء الحذر على الجبهة الحكومية، فعائد إلى غياب الحلول، في ضوء تمسك رئيس الحكومة بمنطق الدعوة الى جلسات لمجلس الوزراء، خارج إطار الدستور، وبعيدا من أسس العيش المشترك التي يجسدها الميثاق الوطني.

وفي المقابل، رسمت الكلمة التي القاها الرئيس العماد ميشال عون امس في المقر العام للتيار الوطني الحر خريطة طريق للمرحلة المقبلة، على مختلف المستويات، ليأتي بيان الهيئة السياسية للتيار اليوم ليجدد رفض الاجتماع اللاشرعي واللادستوري واللاميثاقي الذي عقدته حكومة تصريف الأعمال.

أما رئاسيا، فاستغربت الهيئة كيف أن الكلام حول رئاسة الجمهورية لا يزال محصورا بطرح الأسماء، ويغفل تماما المشروع الذي على أساسه يجب أن يتقرر اختيار اسم الرئيس. الهيئة التي نبهت إلى استمرار مسلسل استهداف التيار على أكثر من مستوى، حذرت من محاولة لإعادة الوطن إلى ما قبل العام 2005 حين كان يتم الاستيلاء على التمثيل الحقيقي.

أما في القضاء فإن الاستهداف يتجلى، وفق الهيئة السياسية للتيار، بما يتعرض له القضاة الذين يمارسون بجرأة وصدق واجباتهم، في مقابل تجهيل المجرمين المذنبين الذين سلبوا اللبنانيين أموالهم وودائعهم وحمايتهم.

لكن، بعيدا من العناوين السياسية الفرعية، ظل الدولار هو العنوان الابرز، وقد انعكس اليوم فاجعة على المستوى الصحي، مع امتناع المصانع والشركات عن تسليم الادوية للصيدليات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

لم يكن الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية يوما امرا عاديا، وكل يوم يتبرهن ان لهذا الفراغ تداعياته على مستوى تسيير امور الدولة ومواطنيها.

اليوم، عاد توقيع رئيس الجمهورية على المراسيم الى الواجهة، من باب التعيينات والترقيات العسكرية، وبالنتيجة يبدو ان العسكريين سيدفعون ثمن هذا الفراغ وما خلفه من صراع سياسي.

في التعيينات في المجلس العسكري، وتحديدا محاولة تأجيل تسريح اثنين من اعضائه، بناء على اقتراح من قائد الجيش العماد جوزيف عون، اعتمادا منطقيا على المادة 55 من قانون الدفاع الوطني، التي تتحدث في احد شروطها عن ان الجيش مكلف بالمحافظة على الامن، لن يوقع وزير الدفاع موريس سليم على الاقتراح، بذريعة عدم رغبته بمخالفة المادة 56 من قانون الدفاع.

اما الترقيات التي ابلغ الضباط الذين يستحقونها بها اليوم، والمفترض ان تصدر على دفعتين في 1-1 2023 وفي1-7-2023، فهي ايضا ستكون محور اشتباك سياسي، تحت عنوان من يوقع مرسوم الترقيات عن رئيس الجمهورية، ومحوره:

هل تعقد جلسة حكومية لاقرارها، وهل يؤمن لنصابها ثلثا الوزراء، فتقر وتصدر مراسيمها بتوقيع رئيس الحكومة مرتين، مرة عن شخصه ومرة عن مجلس الوزراء مع كل ما يحمل ذلك من تداعيات قاسية لا سيما على مستوى العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحر؟

ما يحصل على مستوى المراسيم المرتبطة بالاسلاك العسكرية، سيتكرر في اكثر من حالة، من دفع مستحقات الشركات العاملة في مجال النفايات الى ما هنالك من مراسيم....

هذا كله، والمسؤولون ينتظرون حلا يتوقعون انه سيأتي من مؤتمرات دولية يكثر الحديث عنها، من دون ان يتأكد عقدها.

علما ان شروط الحل لن تتغير وهي لبنانية، مفادها: انتخاب رئيس جمهورية وبعده تشكيل حكومة تنفذ مع الرئيس، اصلاحات تحل ازمة وصفتها باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الاميركية، بأنها اشد تعقيدا من الازمات الاقليمية في المنطقة.

الصورة السياسية وعلى رغم سوداويتها، لن تحجب فرحة العيد التي تتسلل الينا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

شحنت الأرجنتين "الكاس" إلى بيونس آيريس وخلع أمير قطر عباءته  على أكتاف ميسي ونصبه ملك ملوك الكرةمختتما أجمل اللحظات تنظيما ودقة وسحرا استضافته الدوحة.

واقفلت من بعدها الابواب على تنظيم مماثل .

أما لبنان فقد  ركب مسؤولوه "جحش الدولة" في إجازات سنوية مسبقة الدفع  مع قيمة مضافة بحادث أمني لم يكن خاتمة الأحزان بل بداية لطريق وعرة أولها في العاقبية وآخرها يفضي بالبلاد إلى عواقب وخيمة.

وجديد الملف بحسب مصادر الجديد أن الوفد الإيرلندي بدأ تحقيقاته في الحادثة واستمع إلى الجريحين في مركزهما بعد خروجهما من المستشفى. وفيما كان وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم يقيس طول الطريق وعرضها من مستشفى حمود حتى رأس الناقورة قال إن التحقيقات جارية في حادثة العاقبية والأجهزة الأمنية تقوم بدورها معربا عن أمله في انتهاء التحقيقات بالوصول لتحديد المسؤول  وعندئذ لكل حادث حديث وسيحاسب كل من أقدم على هكذا فعل.

وأمام نقابة المحررين كرر  رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي  الموقف الذي لا يحسم اية نتائج  وإذ رفض المزايدات في هذا الملف حذر من الاستخفاف بخطورة ما حصل او اعتبارشه حادثا عاديا أو عرضيا مشيرا الى انه لكون الحادثة حصلت خارج نطاق عمليات اليونيفيل فمن المرجح أنه لم يكن مخططا لها.

على ما تقدم  فإن الدولة بأجهزتها السياسية والأمنية تدفن رأسها في رمال التحقيقات وتتخفى خلف فاعل  معروف باقي الهوية الثنائية والهروب إلى الأمام في تجهيل الفاعل يضع لبنان على لائحة العقاب الجماعي خصوصا وأن "لقمان الإيرلندي" عنصر من عناصر قبعات الأمم المتحدة الزرق ومسؤولية لبنان مضاعفة تجاه بيئة حفظ السلام الحاضنة وتجاه المجتمع الدولي في نزع فتيل العقوبات وهذا ما يستلزم تحقيقا شفافا يكشف الرواية الكاملة  أمام الرأي العام المحلي والدولي بدءا من الشهود العيان الناجين من المسار الفرعي الذي سلكته الآلية وانتهاء بانقلابها على وقع إطلاق النار. 

في العاقبية انكشف وجه الدولة الأمني الهش تماما كوجه المنتدى الأوروبي للنزاهة وعراب استقدامه المحامي وديع عقل  العقل المدبر للقاضية عون على خط المراسيم الجوالة لمكافحة الفساد بين لبنان والاتحاد الأوروبي وبعد البحث والتدقيق تبين بالملموس أن أعضاء في المنتدى ممن زاروا لبنان الشهر الفائت والتقوا "العونين" رئيسا وقاضية عهد العجلة غارقون بالفساد والرشى. 

فرئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي ماريا ارينا التي كانت في عداد الوفد وصفت الفساد في لبنان بانه "غير مقبول " وبأن قرارا برلمانيا صدر عن الاتحاد الاوروبي يضع الية للعقوبات ضد الاشخاص الفاسدين والذين يعيقون الديمقراطية  وآرينا نفسها تدور حولها شبهات "عدم النزاهة" بعد توقيف مساعدتها متلبسة بالأكياس المليئة بالعملات وبالهدايا الثمينة.

زيارة الوفد إلى لبنان كانت برعاية عون - عقل مدفوعة كامل التكاليف من تذكرة الطائرة إلى الإقامة في مربع "الداون تاون" الذهبي. 

واليوم هيئة مكافحة الفساد الأوروبية بدأت تحقيقاتها وباعتراف رؤساء المجموعات السياسية في البرلمان الاوروبي بأن سم الفساد ينخر الاتحاد, فهل تتمدد هذه التحقيقات خارج اسوار الاتحاد الاوروبي  لتشمل كلا من غادة عون ووديع عقل بتهمة المساهمة في نخر الفساد؟ وهل ينقلب السحر الاوروبي على الساحر العوني ؟  فالاتحاد عرف اليوم خصومه من قلب بيته  ولن يتردد في السؤال عن المساعدين القضائيين خارج ملاعبه .

وبعيدا من فساد ضرب الاتحاد وكان له مرقد عنزة في لبنان واقرب الى شخصيات  من النضال الحقيقي  خسر العالم العربي ليثا في الزمن الصعب برحيل شيخ المناضلين ليث شبيلات الذي حمل هم الأردن وقضايا شعبه معارضا في الشارع كما تحت قبة البرلمان وبرحيله خسرت القضية الفلسطينية أحد أشرس المدافعين عنها فرد المسجد الأقصى التحية بإقامة صلاة الغائب عن روحه.

 

بخاري يعبّر عن توجهات “متطورة”

الجمهورية/21 كانون الأول/2022

تحدثت مصادر قريبة من بكركي عن لقاء سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد البخاري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، فقالت لـ»الجمهورية» انّ أجواءه «كانت إيجابية ومريحة، وقد شدد الديبلوماسي السعودي على اهمية انتخاب رئيس «جامِع» بين اللبنانيين وعلى علاقة بالجميع ويمكنه أن يحيي العلاقات بين لبنان والعالم العربي والغربي وترميمها ممّا أصابها من ندوب في السنوات الماضية». واضافت انّ بخاري توافقَ مع الراعي على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن على أن يليها تشكيل حكومة منسجمة مع الرئيس للنهوض بالبلد. وقالت المصادر إن بخاري عبّر عن توجهات وُصِفت بأنها «متطورة»، وأن المملكة لن تتردد في القيام بأي جهد يطلب منه للمساعدة في أي موضوع سواء يتصل بالتطورات السياسية او الاقتصادية والاجتماعية، فالمبادرة السعودية ـ الفرنسية مستمرة وقد عقد الجانبان اجتماعات في الرياض على مستوى ديبلوماسي متخصّص مُتابِع للوضع في لبنان، وذلك قبل أيام على القمة الصينية وفي وقت لاحق مما يوحي أنّ التنسيق الفرنسي ـ السعودي ومعهما دول اخرى سينتقل من الهَم الأمني والمعيشي الى السياسي في وقت قريب. وانتهت المصادر الى التأكيد انّ السفير السعودي أيّد مواقف الراعي الاخيرة وتنبيهاته الى الطاقم السياسي، كما بالنسبة الى دعوته الى حياد لبنان.

 

التوافق المحلي رئاسيا رهن ضوء أخضر ايراني: متى يأتي؟

لارا يزبك/المركزية/21 كانون الأول/2022

يواكب الخارج الازمة اللبنانية السياسية، حيث تحضر استحقاقاته المعلّقة اضافة الى مسألة انهياره الاقتصادي في معظم مواقف المسؤولين والدبلوماسيين، عربا كانوا ام غربيين… أمس، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قمة “بغداد 2 ” التي عقدت في الاردن، بمشاركة مصر وفرنسا والإمارات والسعودية وقطر وتركيا وإيران وفرنسا وعمان والبحرين، ان “أزمات العراق وسوريا ولبنان تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية”، قبل ان تدعو وزيرة خارجيته كاترين كولونا القادة السياسيين اللبنانيين إلى “تحمل مسؤولياتهم” والعمل على “إجراء انتخابات سريعة” لرئيس جديد للبلاد. وعبرت الوزيرة الفرنسية في مؤتمر صحافي في ختام القمة الاقليمية، عن “قلقها”، داعية القادة اللبنانيين الى “الاضطلاع بمسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج اليها لبنان بشدة”.

الى ذلك، كان الملف الرئاسي محور بحث في بكركي بين كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والسفير السعودي وليد بخاري. واذ غادر الاخير الصرح من دون الادلاء بأي تصريح، قالت مصادر بكركي ان بخاري أكد على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت وتشكيل حكومة منسجمة مع الرئيس للنهوض بالبلد وان المملكة لن تتردد في القيام بأي جهد يطلب للمساعدة في موضوع الانتخابات وان التنسيق مع الجانب الفرنسي مستمر. واشارت معلومات صحافية الى ان بخاري قال في بكركي إن المطلوب اليوم رئيس مقبول من الجميع وأن يكون على علاقة جيدة بمختلف الدول. وتابعت المعطيات: البطريرك الراعي فهم من كلام بخاري أن المملكة تحبّذ رئيساً لا ينتمي إلى أي محور سياسيّ. واردفت: بخاري أثنى على عظات البطريرك الراعي لا سيما في ما يتعلّق بالحياد وبضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. عربيا ايضا، شدد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط خلال استقباله وزير الداخلية بسام مولوي مساء الاثنين في زيارة رسمية الى القاهرة، على “مواصلة الجامعة العربية القيام بدورها في مساعدة لبنان ودعمه ومواكبته من أجل تجاوز التحديات الراهنة، وعلى ضرورة أن يعمل اللبنانيون على توحيد كلمتهم واعلاء المصلحة الوطنية، وكذلك النأي بلبنان عن أي تجاذبات اقليمية تقوض دوره في محيطه العربي، والاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، خاصة وأن الوضع الحالي لا يتحمل شغوراً رئاسياُ ممتداُ”، معتبرا أن “البلد في حاجة إلى اتخاذ خطوات عملية وملموسة على صعيد الإصلاح الاقتصادي، وفتح الطريق أمام المساعدات الدولية”.

الا ان كل هذه المعطيات لا تعني ان الخلاص الرئاسي سيأتي من الخارج، بل على العكس، اذ انها تشدد على ان الحل يجب ان ينبع من الداخل. ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن المواقف العربية – الغربية من قضية لبنان، لا تزال في اطار “المواقف الكلامية”، اي ان اي تسوية رئاسية لن يتم قريبا انضاجها في الخارج لـ”تهبط” على بيروت وتسهّل ملء الشغور في قصر بعبدا. فحتى الساعة، ما يجري هو مجرد اتصالات تتولاها في شكل اساسي، باريس مع المعنيين بالملف اللبناني في المنطقة والعالم، هدفُها محاولة اقناعهم بالمساعدة على انجاز الانتخابات. وبحسب المصادر، أبلغ الدبلوماسيون المسؤولين اللبنانيين بضرورة ان يحضّروا هُم الارضية لاتمام الاستحقاق من خلال تأمين حد ادنى من التوافق في ما بينهم. اما بقاؤهم على تموضعاتهم الحالية وانتظارهم حلا من الخارج، فلن يفيد، بل عليهم بالمبادرة اولا، ليواكب الخارج هذه المبادرة. ووفق المصادر، فإن التوافق المحلي ينتظر اليوم اقتناعَ الحزب بضرورة التخلي عن مرشح من فريق 8 آذار.. وهذه القناعة لن تنضج قبل ان تقرّر ايران الافراجَ عن الرئاسة اللبنانية التي باتت احدى اوراق الضغط الاقليمية التي في جعبتها.. فهل يساهم الحوار الاقليمي الذي يبدو سينطلق قريبا بين طهران والمملكة، في تليين موقف الجمهورية الاسلامية، من ملف لبنان؟

 

نقل جندي ايرلندي اصيب بحادثة العاقبية من مستشفى حمود الى المطار

وطنية – صيدا/21 كانون الأول/2022

 نقلت بعثة عسكرية طبية ايرلندية اليوم  الجندي الإيرلندي الذي أصيب بحادثة العاقبية من مستشفى حمود الجامعي الى مطار رفيق الحريري الدولي، بمؤازرة من الجيش اللبناني ، وذلك تمهيدا لنقله الى بلاده لمتابعة علاجه هناك .

 

إيران تبحث عن "حوار" إقليمي وحزب الله مستعد للتسوية

منير الربيع/المدن/22 كانون الأول/2022

لبنان في إجازة من السياسة. كل الملفات مرحَّلة إلى ما بعد عيدي الميلاد ورأس والسنة. آخر ما كان ينتظره اللبنانيون هو ما يمكن أن يخرج من قمّة عمان، إلا أن البيان الختامي للقمّة لم يتضمن أي نقطة متعلقة بالملف اللبناني، على الرغم من سعي الرئيس الفرنسي لإثارة هذا الملف. فكلام ماكرون، والذي أشار فيه إلى أنه لا بد من تعاون صادق بين الدول لإخراج لبنان من أزمته، إلى جانب العمل لمعالجة الأزمة في العراق وسوريا، يعطي انطباعاً بأن الجزء الأساسي من حلّ الأزمة هو إقليمي. وهذا يعني أن الملف اللبناني سيكون بحاجة إلى وقت طويل لإنضاجه.

ولكن هذا لا يعني أن الاتصالات متوقفة، إنما لا تزال باريس تسعى وتحاول مع السعوديين ومع الإيرانيين، لوضع مسار يجهّز الأرضية إلى أن تحين لحظة إمكانية عقد التسوية.

المستوى الإقليمي

في لبنان، موقفان لافتان برزا في الأيام الماضية، موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن وجود إشارات حول مساعي خارجية لمعالجة الأزمة اللبنانية، وموقف آخر أعلنه النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض، إذ قال: "أتوقع مع بداية العام أن نشهد تحريكاً للملفات، ومنها الرئاسية. وتبين أن في الملف اللبناني هناك نوعاً من حلحلة ما على المستوى الاقليمي". هذا الموقف أيضاً يعطي إشارة إلى أن جزءاً أساسياً من حلّ الأزمة اللبنانية هو إقليمي، ويرتبط بالتواصل بين القوى الإقليمية المؤثرة. تأتي هذه المواقف في ظل زيادة منسوب الضغوط الدولية على إيران، من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن الاتفاق النووي بحكم الميت ولا مؤشرات على إعادة إحيائه، بالإضافة إلى مواقف الفرنسيين حول الاستمرار بإدانة القمع الذي يقوم به النظام ضد المتظاهرين الإيرانيين. بينما في إيران يبرز موقفان، الأول يسعى إلى إعادة إحياء التواصل من خلال تجديد التفاوض مع الملف النووي، بالإضافة إلى الاستعداد لتجديد الحوار بين طهران والرياض. أما الموقف الثاني فتمثّل في كلام قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني، والذي هاجم فيه السعودية، فيما انطوى موقفه على تصعيد في الداخل الإيراني وفي الخارج.

الديبلوماسية الإيرانية واستعداد الحزب

الديبلوماسية الإيرانية تصرّ على تقديم إشارات إيجابية، سواء بالإعلان عن اللقاء بين وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. وهو مؤشر تقدمه طهران حول الاستعداد للبحث في كل الملفات. أو من خلال الكلام عن الاستعداد لإعادة المفاوضات حول النووي، أو من خلال إشارات أخرى تتعلق بالسعي لإعادة تفعيل الحوار مع المملكة العربية السعودية. وهو ما ناقشه الوزير الإيراني مع مسؤولين قطريين وعمانيين. كلام عبد اللهيان لا ينفصل عن الكلام الذي أدلى به السفير الإيراني في بيروت قبل أيام، حول إمكانية تجديد الحوار الإيراني السعودي. وفي السياق نفسه تندرج زيارة المستشار الثقافي الإيراني إلى البطريركية المارونية، والتي انطوت على تهنئة بالأعياد، وشكلت فرصة للإعلان عن ضرورة التحاور بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين لمعالجة الأزمة. وسط هذه الأجواء، تؤكد أوساط حزب الله أن الحزب منفتح على كل الخيارات التسووية، وأنه مستعد للذهاب إلى تسوية شاملة مع خطة إصلاحية، تحتاج إلى التوافق بين اللبنانيين. وهذا التوافق يحتاج للحوار. كما تشير أوساط الحزب إلى أنه لا يضع فيتو على أي مرشح للرئاسة. وتؤكد الأوساط أن الحزب يقارب الملفات الداخلية وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي من بوابة التهدئة وعدم التصعيد، وأنه جاهز للدخول في أي تسوية. لذلك فإن الإصرار على الحوار الداخلي يهدف إلى تهيئة الأوضاع، إلى أن تتوفر الظروف التي يمكن من خلالها إنتاج تسوية سياسية شاملة. 

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

محاسبة اليونيفيل وأبناء رميش

بسام أبو زيد/نداء الوطن/20 كانون الأول 2022

من المؤكد أنّه أصبح لدى الأجهزة الأمنية أو بعضها اسم أو أسماء من أطلقوا النار في العاقبية على السيارة التابعة للقوات الدولية وتسببوا بمقتل جندي إيرلندي، ولكن القبض على المتورطين ما زال غير متوفر طالما أنّ الغطاء من قبل الجهة التي ينتمون إليها لم يرفع بعد من أجل اعتقالهم أو تسليمهم للسلطات اللبنانية. لا دلائل في الأفق تشير إلى أنّ المعتدين سيكونون في قبضة الدولة اللبنانية، لأنه لو كانت لدى الجهة التي تقف وراءهم أي رغبة في امتصاص ردات الفعل وإظهار حسن النية تجاه اللبنانيين بدايةً والإيرلنديين ثانيةً والمجتمع الدولي ثالثاً، لكانت أقدمت هذه الجهة على تسليم مطلقي النار فوراً وأثبتت أن لا علاقة لها فعلاً بما جرى. المشكلة ليست فقط حكراً على هذه الجهة، بل إنّ المشكلة الأكبر هي في السلطة القائمة والعاجزة عن القيام بأي خطوات لمحاسبة الفاعلين ما يجعل هؤلاء يكررون فعلتهم متى أرادوا، والمفارقة أنّ هؤلاء ليسوا هم في المأزق تجاه العالم بل الدولة اللبنانية واللبنانيون الذين يدفعون ثمن ممارسات هذه الجهات فأصبحوا منبوذين مكروهين في العالم الذي ينظر إليهم بعين الشك والريبة. إعتداء العاقبية ليس الأول الذي سيمرّ من دون محاسبة الفاعلين أو اقتصار الأمر على محاسبة شكلية، فاعتداءات سابقة لم يحاسب فيها مرتكبوها ولم يلاحقوا، وهي كلها اعتداءات أصابت لبنان في الصميم داخلياً وخارجياً، وقد ساهم بعض من هم في الدولة في تعزيز النزعة العدوانية لدى هؤلاء من أجل مصالح آنية وخاصة، فأيّدوهم في كلّ الممارسات التي لا تقيم وزناً للقانون والدستور والدولة. في منطق هؤلاء لا مجال لمحاسبتهم، بل هم المخولون بمحاسبة كلّ من يشتبه بأنه يحاول المس بمشروعهم، ووفق هذه القاعدة يجري التصرف مع «اليونيفيل» ومع أهالي بلدة رميش وقد ينحو بعض من في السلطة باتجاه نهج هؤلاء فلا يستبعد أن يطالبوا بمحاسبة «اليونيفيل» وأبناء رميش.

 

عن سيناريو اتهام نازحين سوريين بجريمة العاقبية

نداء الوطن/20 كانون الأول 2022

الاتجاه هو للإعلان أنّ الإعتداء متعمّد

يبدو أنّ هناك محاولات لتمييع أو لفلفة جريمة الاعتداء على قافلة اليونيفيل في محلة العاقبية، والتي يشترك فيها بعض الوسط السياسي اللبناني، محاولاً الضغط على التحقيق لتوثيق القضية ضدّ مجهول. ولكن في المقابل، ثمة إصرار الدولي غير مسبوق على جلاء ملابسات الاعتداء الذي أودى بحياة جندي ايرلندي وجرح ثلاثة آخرين من رفاقه. وبعد دفع التهمة عن «حزب الله» والتي تمثلت في اضطرار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا إلى التصريح لوسائل إعلام أجنبية ومحلية، مع أنّ العادة درجت على إصدار بيان مكتوب يوزع على وسائل الاعلام، لفت مصدر متابع لـ»نداء الوطن» إلى استمرار عملية التخبط فيما الرهان على عامل الوقت لإفراغ التحقيق من محتواه، متحدثاً عن سيناريو يتم التسويق له عن جريمة الاعتداء، مشيراً إلى انّه لا مراكز لـ»حزب الله» ولا لحركة «أمل» في المنطقة، ملمّحاً إلى احتمال دخول طرف ثالث على الخط، كاشفاً أنّ المتجمعين حيث وقع الحادث هم من النازحين السوريين مؤكداً وجود أكثر من مخيم عشوائي في المنطقة حيث سبق ووقعت اشكالات بين النازحين ومع المحيط، مرجحاً أنّ من أطلق النار هو أحد النازحين السوريين أو أكثر من شخص. ويرد مصدر واسع الاطلاع على هذا السيناريو بالقول «مرة جديدة كاد المريب ان يقول خذوني. اذ أنّ رواية عدم وجود مراكز لـ»حزب الله» في منطقة هي رواية ساقطة، كون المنطقة هي من مناطق نفوذ الحزب» الذي يتمدد أمنياً على طول الساحل اللبناني من الناقورة إلى ما بعد البترون وربما أكثر. أمّا إلصاق التهمة بالنازحين السوريين على قاعدة أنّ جسمهم لبيس، فهي مردودة أيضاً، كون النازحين المتواجدين في المنطقة وعلى امتداد الجنوب هم من الموالين للنظام السوري، ولا يجرؤ أيّ منهم على اقامة مخيم من دون علم وتنسيق وموافقة قوى الأمر الواقع وعلى رأسها «حزب الله»، ولدى «الحزب» بيانات تفصيلة عن كل نازح موجود في أي مدينة او بلدة او قرية في الجنوب». ويوضح المصدر أنّ كل ما يسعى إليه «الحزب» هو عدم تسليم مطلقي النار وهو يعرفهم جيداً، لأن ذلك سيزيد حراجة موقفه عندما تتبين هويتهم السياسية، ناهيك عن أنّ التحقيق الدولي المتمثل باليونيفيل والفريق الايرلندي ومن خلال شهادات الناجين في الدورية المستهدفة قد كوّن صورة شبه نهائية لما حصل، والاتجاه هو للاعلان أنّ الاعتداء متعمّد والمعطيات الأولية تشير إلى اعتراض الدورية في محطتين على الأقل قبل محاولة الإجهاز على أفرادها». ويشير المصدر إلى أنّ «الموقف الدولي ضاغط جداً على السلطة السياسية وعلى الأجهزة الأمنية والقضائية لمنع تعطيل أو تشويه التحقيق، وأنّ أيّ تقاعس في هذا المجال سيقابل بموقف دولي صارم ساحته مجلس الأمن الدولي الذي يتعامل مع الاعتداء على أنّه جريمة بحق الأمم المتحدة وكل الدول الأعضاء فيها، لذلك من الأفضل الاسراع في التحقيق وجلب المتهمين إلى القضاء المختص، حتى لا تتحول القضية إلى التحقيق الدولي وحينها بدل أن نكون في الإطار اللبناني نصبح في الإطار الدولي حيث الحكم يصدر استناداً إلى ما هو بين يدي القضاء الدولي من معطيات وقرائن وشهادات للناجين».

 

"شروط وقوائم سوداء"... وإغراءات مالية لمحطات التلفزة

هجمة مصرفية مرتدّة: ميزانية سخيّة لترويج تحميل الدولة خسائر الودائع

نداء الوطن/21 كانون الأول/2022

عشية تجديد العقود الإعلانية بين المصارف ومحطات التلفزيون لعام 2023، علمت "نداء الوطن" أن القطاع المصرفي، أو بالأحرى الوحدات النافذة فيه والمدعومة من مصرف لبنان تحضر لهجمة مرتدة هدفها توسيع دوائر التأثير و"لوبيات الضغط" من خلال حملات إعلامية وإعلانية بقيم سخية يجري درس أرقامها بعناية شديدة، على ان تخصص لبعض محطات التلفزيون الأكثر مشاهدةً حصة الأسد. وأكدت مصادر متابعة أنّ "المصارف ضاقت ذرعاً بأصوات (سواء من أفراد أو منصات وجهات خبرات واستشارات) ازداد تأثيرها تباعاً منذ بداية الأزمة، تحمّل البنوك مسؤولية تبديد الودائع. وترغب المصارف، بشكل أو بآخر، في حجب هذه الأصوات عن المشهد التلفزيوني. ووضعت مبدئياً "قوائم سوداء" على المحطات الالتزام بها، إذا قبلت ذلك ضمن شروط تجديد العقود الإعلانية. ومن ضمن المخطط زيادة المحتوى الذي يركز على مسؤولية الدولة، ومحاولة حجب التركيز على الانحرافات والارتكابات التي يوصم بها مصرف لبنان والمصارف". وأشارت المصادر الى أنّ "المعركة المصرفية عبارة عن معركة حياة أو موت. فالمسألة متعلقة بخسائر تبلغ 75 مليار دولار، وهي بازدياد يومي. فالميزانية التي ترصد للإعلام ولوبيات الضغط بعشرات ملايين الدولارات (أو أكثر حتماً) لا تعتبر شيئاً نسبياً من اجمالي تلك الخسائر".

يذكر ان العام 2023 مفصلي، فبعد الاستحقاقات الرئاسية والحكومية والدستورية المنتظرة، هناك جملة مشاريع قوانين يجب اقرارها، ابرزها مشروع قانون إعادة التوازن المالي (توزيع الخسائر) ومشروع قانون إعادة هيكلة المصارف. والمشروعان سيحددان مستقبل القطاع لسنوات طويلة قادمة. فإذا وقع عبء الخسائر أولاً على المصارف لجهة رد الودائع أو الجزء الأكبر منها، فإننا قد نشهد إفلاسات بالجملة. اما إذا ربحت المصارف المعركة ورمت عبء الخسائر على ظهر الدولة، وتحديداً تثبيت مبدأ رد الودائع من إيرادات الأصول العامة، فإن معظم ما هو قائم حالياً في هذا القطاع سيستمر بشكل او بآخر مع بعض الرسملة. وختمت المصادر بالإعراب عن اعتقادها بأنّ المصارف "ستستغل الضائقة المالية التي تمر بها بعض محطات التلفزيون لتفرض شروطها، التي تعتبر إذعانية بالنسبة لإعلام يفترض به الحياد والاستقلالية، لكن ليس أكيداً أنّ كل المحطات ستقبل بكل تلك الشروط".

تزامناً، وبينما لفت تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مشاركته في القمة الأردنية حول الوضع العراقي أنّ "أزمات العراق وسوريا ولبنان تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادقة بين الدول المعنية"، برزت في الوقت عينه على هامش انعقاد القمة دعوة وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، القادة السياسيين اللبنانيين إلى "تحمّل مسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان، وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج إليها لبنان بشدة". وفي بيروت، استرعت الانتباه الزيارة التي قام بها السفير السعودي وليد البخاري أمس إلى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي وتطرق معه إلى المستجدات اللبنانية. وبحسب المعلومات المتواترة عن اللقاء، فإنّ الموقف السعودي الذي نقله البخاري بدا منسجماً مع الموقف الفرنسي حيال الوضع في لبنان، إذ نقلت مصادر بكركي أنّ البخاري أكد أمام الراعي على موقف بلاده الداعي إلى ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت والشروع في تشكيل حكومة منسجمة مع رئيس الجمهورية الجديد للنهوض بالبلد، معلناً استعداد المملكة العربية السعودية لبذل أي جهد يصبّ في خانة مساعدة لبنان، مع الإشارة في هذا السياق إلى أنّ التنسيق السعودي مستمر مع الجانب الفرنسي حيال الملف اللبناني.

 

التوافق المحلي رئاسيّاً رهن ضوء أخضر ايراني: متى يأتي؟

لارا يزبك/المركزية/21 كانون الأول/2022

يواكب الخارج الازمة اللبنانية السياسية، حيث تحضر استحقاقاته المعلّقة اضافة الى مسألة انهياره الاقتصادي في معظم مواقف المسؤولين والدبلوماسيين،عربا كانوا ام غربيين... أمس، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قمة "بغداد 2 " التي عقدت في الاردن، بمشاركة مصر وفرنسا والإمارات والسعودية وقطر وتركيا وإيران وفرنسا وعمان والبحرين، ان "أزمات العراق وسوريا ولبنان تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية"، قبل ان تدعو وزيرة خارجيته كاترين كولونا القادة السياسيين اللبنانيين إلى "تحمل مسؤولياتهم" والعمل على "إجراء انتخابات سريعة" لرئيس جديد للبلاد. وعبرت الوزيرة الفرنسية في مؤتمر صحافي في ختام القمة الاقليمية، عن "قلقها"، داعية القادة اللبنانيين الى "الاضطلاع بمسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج اليها لبنان بشدة". الى ذلك، كان الملف الرئاسي محور بحث في بكركي بين كل من  البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والسفير السعودي وليد بخاري. واذ غادر الاخير الصرح من دون الادلاء بأي تصريح، قالت مصادر بكركي ان بخاري أكد على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت وتشكيل حكومة منسجمة مع الرئيس للنهوض بالبلد وان المملكة لن تتردد في القيام بأي جهد يطلب للمساعدة في موضوع الانتخابات وان التنسيق مع الجانب الفرنسي مستمر. واشارت معلومات صحافية الى ان بخاري قال في بكركي إن المطلوب اليوم رئيس مقبول من الجميع وأن يكون على علاقة جيدة بمختلف الدول. وتابعت المعطيات: البطريرك الراعي فهم من كلام بخاري أن المملكة تحبّذ رئيساً لا ينتمي إلى أي محور سياسيّ. واردفت: بخاري أثنى على عظات البطريرك الراعي لا سيما في ما يتعلّق بالحياد وبضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

عربيا ايضا، شدد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط خلال استقباله وزير الداخلية بسام مولوي مساء الاثنين في زيارة رسمية الى القاهرة، على "مواصلة الجامعة العربية القيام بدورها في مساعدة لبنان ودعمه ومواكبته من أجل تجاوز التحديات الراهنة، وعلى ضرورة أن يعمل اللبنانيون على توحيد كلمتهم واعلاء المصلحة الوطنية، وكذلك النأي بلبنان عن أي تجاذبات اقليمية تقوض دوره في محيطه العربي، والاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، خاصة وأن الوضع الحالي لا يتحمل شغوراً رئاسياُ ممتداُ"، معتبرا أن "البلد في حاجة إلى اتخاذ خطوات عملية وملموسة على صعيد الإصلاح الاقتصادي، وفتح الطريق أمام المساعدات الدولية". الا ان كل هذه المعطيات لا تعني ان الخلاص الرئاسي سيأتي من الخارج، بل على العكس، اذ انها تشدد على ان الحل يجب ان ينبع من الداخل. ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن المواقف العربية - الغربية من قضية لبنان، لا تزال في اطار "المواقف الكلامية"، اي ان اي تسوية رئاسية لن يتم قريبا انضاجها في الخارج لـ"تهبط" على بيروت وتسهّل ملء الشغور في قصر بعبدا. فحتى الساعة، ما يجري هو مجرد اتصالات تتولاها في شكل اساسي، باريس مع المعنيين بالملف اللبناني في المنطقة والعالم، هدفُها محاولة اقناعهم بالمساعدة على انجاز الانتخابات. وبحسب المصادر، أبلغ الدبلوماسيون المسؤولين اللبنانيين بضرورة ان يحضّروا هُم الارضية لاتمام الاستحقاق من خلال تأمين حد ادنى من التوافق في ما بينهم. اما بقاؤهم على تموضعاتهم الحالية وانتظارهم حلا من الخارج، فلن يفيد، بل عليهم بالمبادرة اولا، ليواكب الخارج هذه المبادرة. ووفق المصادر، فإن التوافق المحلي ينتظر اليوم اقتناعَ الحزب بضرورة التخلي عن مرشح من فريق 8 آذار.. وهذه القناعة لن تنضج قبل ان تقرّر ايران الافراجَ عن الرئاسة اللبنانية التي باتت احدى اوراق الضغط الاقليمية التي في جعبتها.. فهل يساهم الحوار الاقليمي الذي يبدو سينطلق قريبا بين طهران والمملكة، في تليين موقف الجمهورية الاسلامية، من ملف لبنان؟

 

"حروب الإلغاء مستمرة"… عاملان يؤثران في الأزمة المسيحية!"ليبانون ديبايت

الاربعاء 21 كانون الأول 2022       

تتضح عمق الأزمة المسيحية بين القوى الأساسية عند كل إستحقاق يعني المسيحيين في لبنان، وهذا ما يصعّب تنفيذ الإستحقاقات ويجعل من إمكانية الوصول إلى حلول تنقذ اللبنانيين أشبه بالمستحيل، فما هي معالم هذه الأزمة وما أسبابها؟! في هذا السياق أشار الكاتب السياسي جورج علم إلى أنَّ "إتفاق الطائف زاد من إنقسامات المسيحيين لأنه أتى بالأقوياء إلى الحكم واستمرت حروب الإلغاء فيما بينهم حتى اليوم وهي لا تزال مستمرة بشكل أو بآخر". وقال علم لـ "ليبانون ديبايت": "ما أثر على الوضع المسيحي عاملان، الأول تجاهل القوى العربية والإقليمية لهذا الدور الرائد الذي لعبه المسيحيون، بالتفاهم مع المجموعات اللبنانية الأخرى، العامل الثاني، أنَّ حروب الإلغاء وضعت الشباب المسيحي أمام خيارات ثلاثة، وهي: المقبرة، الهجرة، والعجز". وأضاف، "هذه الأزمة العميقة هي نتاج لكل السنوات التي مرت على لبنان، والأقوياء في الطائفة تصدروا المشهد السياسي، ليس من منطلق التوافق بل من منطلق التنافس واستمرار حرب الإلغاء، في حين أن الطبقة الواعية والراجحة والمثقفة والمعتدلة لم يكن لها أي دور قيادي عند المسيحيين وتحديداً الموارنة". وأكمل، "وصلنا اليوم إلى ما يشبه الإفلاس، الأقوياء لا يزالون يتصدرون المشهد وكل منهم يريد إلغاء الآخر والقوى الأخرى تحاول الإستفادة من هذا الواقع". وأردف علم، "الثنائي الشيعي أصبح صاحب قدرة ونفوذ ويحتل مراكز متقدمة في القيادة السياسية رغم التباينات العميقة بين أطرافه، لكنه حافظ على الوحدة، وفي الطائفة السنية رغم إنسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية فهي لا تزال متماسكة، وهذا ما ينطبق على الدروز". ورأى أنه "لو كان هناك وحدة مسيحية كما هي الحال عند الثنائي الشيعي لانتخب المسيحيين الرئيس وفرضوه على القوى الأخرى التي تستثمر الإستحقاق الرئاسي مستغلة الإنقسامات داخل الطائفة المارونية لتفرض الرئيس الذي يحمي مصالحها على المسيحيين ومصالحهم". وزاد، "قبل الإنتخابات الأخيرة، قال حزب الله في البرلمان السابق أن الرئيس نبيه بري هو رئيس المجلس ونقطة على السطر، فصوت الجميع له، لان هذا المركز الشيعي، المسيحيون غير قادرون على القول هذا هو الرئيس المسيحي ونقطة على السطر". وختم علم بالقول: "بكركي عاجزة لأن القادة المسيحيين أضعفوا دورها، وهي دعت أكثر من مرة إلى حوار وكان هناك تفاهمات ولكن عندما غادر كل منهم الصرح عادوا إلى مربعاتهم وخياراتهم ولم ينفذوا ما التزموا به، ولذلك موقف بكركي ضعيف وغير قادر على فرض حوار وجمع المسيحيين على كلمة واحدة".

 

تفاصيل الطرح "الباسيلي" في الدوحة

ليبانون ديبايت/الاربعاء 21 كانون الأول 2022

ينشط التيار الوطني الحر عبر رئيسه النائب جبران باسيل على خط بيروت-الدوحة، لتسويق ما يُسميه التيار "طروحات جديّة" لرئاسة الجمهورية داخليًا وخارجيًا. وترى أوساط التيار أن الحراك الخارجي يخلق مناخًا مساعدًا للداخل، أما الحراك الداخلي فهو يحتاج لمشاركة مختلف الأطراف. محادثات باسيل في قطر، التي تضمّنت لقاءات "على أعلى مستوى"، ركّزت على أن لبنان يحتاج الى رئيس لديه ميزتين رئيسيتين، الأولى "طمأنة" حزب الله، والثانية أن يُعيد الثقة للمجتمع الدولي لاعادة بناء الدولة والمؤسسات. تشير الأوساط "البرتقالية"، الى أن هذه المواصفات لا تنطبق على سليمان فرنجية، أما قائد الجيش فهو غير محبّذ لديهم أولًا لعدم تكرار تجربة ارتباط المراكز المارونية في الدولة بكرسي بعبدا، وثانيًا لوجود تحفظات على بعض أداء الجيش في مرحلة قطع الطرقات و17 تشرين. وتنفي أوساط التيار أن يكون باسيل قد وافق على طرح قائد الجيش، فالمبادرة ما زالت تبحث باسم يحمل المواصفات المذكورة، وتمت مناقشة عدد من الأسماء مع البطريرك بشارة الراعي. وتؤكد أن القطريين يطرحون جوزيف عون ولكنهم منفتحون مع الفرنسي والأميركي على طروحات أخرى، وتشير الأوساط الى نقطة "مهمة" تلعب دور بالملف الرئاسي وهي "الخلاف السعودي القطري". وتفيد بأن هناك لقاء "فرنسي أميركي قطري سعودي" قريبًا في باريس بشأن لبنان، إلا أن السعودية لم تؤكد حضورها بعد، والأخيرة لم تُعط أي موقف رئاسي بعد وتنتظر المحادثات التي تقوم بها قطر باسم أميركا وفرنسا.

 

باسيل: جوزف عون قائد إنقلاب!

 ليبانون ديبايت/الاربعاء 21 كانون الأول 2022       

 في آخر مستجدات الكباش الرئاسي, لا يزال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مصراً على رفضه القاطع لوصول النائب السابق سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. وتاليا, بحسب ما ذكرت صحيفة "الأخبار" في مقال تحت عنوان "باسيل: لا قاطعة لفرنجية والشراكة في خطر", أبلغ باسيل حزب الله ان أي خوض في التفاهم على تأييد فرنجية أو فرضه عليه حتى مرفوض". والموقف نفسه، ينطبق على قائد الجيش العماد جوزف عون الذي ينظر إليه باسيل على أنه "قائد الانقلاب" لا قائد الجيش، في إشارة إلى تحميله مسؤولية تغاضيه عما آلت إليه البلاد وعهد عون منذ 17 تشرين الأول 2019. كما نقلت الصحيفة, عن باسيل قوله: "إذا أرادوا أحدهما اذهبوا إليهما من دوننا. لسنا وحدنا في البلد". كما اعتبر باسيل, "أن من يصر على مناوأته، فهو أن يُفرض على المسيحيين اختيار رئيس للجمهورية لا يحظى بغطاء مسيحي".

 

"الهيئة الناظمة" في الطاقة... خطوة مشبوهة

ليبانون ديبايت/الاربعاء 21 كانون الأول 2022

هل حان موعد الهيئة الناظمة في وزارة الطاقة؟ سؤال مطروح في الأوساط السياسية كما الإقتصادية في ضوء التأخير لعشرات السنين في إنشاء هذه الهيئة والتي تشكّل مطلباً إصلاحياً من حيث المبدأ ومعبراً للحصول على دعمٍ أميركي في مجال الطاقة أو حتى في الإستجابة لشروط صندوق النقد الدولي. فقد أعلنت وزارة الطاقة عن إطلاق إجراءات التوظيف لأعضاء هذه الهيئة ولكن مع تخفيض عددهم من 6 إلى 5 كما جاء في القانون، والإشارة إلى تطوير أحكام القانون 462. مدير عام الإستثمار السابق في وزارة الطاقة غسان بيضون، لم ير في هذا الإعلان، أكثر من" خطوة في الفراغ ومشهد مسرحي لإقناع البنك الدولي بأن الوزارة تعمل على إنشاء الهيئة الناظمة، كما أنه مخالف للقانون نظراً للغموض الذي يحيط به، لجهة القول: بناءً على مشروع قانون وعلى الخطة". وكشف بيضون ل"ليبانون ديبايت"، عن أن "بناءات القانون ملتبسة، لأن القانون رقم 462 ينصّ على إنشاء هيئة ناظمة ووضع شروطها ومواصفاتها في المادة 7 "، مشيراً إلى أن وزير الطاقة وليد فياض، قد شكّل لجنةً من الإدراة وذلك في الوقت الذي لا يوجد في المديرية العامة، أي عضو وكلهم موجودون بالتكليف". ويعتبر بيضون أن الوزير فياض، أعلن أنه سيشكل اللجنة من خبراء واستشاريين عالميين، إلاّ أن هذا يفترض القيام بمناقصة وفق قانون الشراء العام، كما أنه عندما يطرح تشكيل اللجنة في مهلة قصيرة جدا،ً فهذا يؤشر إلى أنه لا يريد أناساً جديين وإنه قد "جهّز" جماعته، مشيراً إلى أن "ما يقوم به فياض يذكّر بتعيين مجلس إدارة الكهرباء عندما قام الوزير ريمون غجر بتعيين أصدقائه، ورئيس مجلس الإدارة اليوم ليس أصيلا والمجلس غير فاعل، ولا يستطيع الدفاع عن استقلالية المؤسسة، وعاجزعن اتاخاذ القرارات ويتبنّى قرارات الوزير". وشكّك بيضون في أهداف الإعلان، مؤكداً أنه "خطوة في الفراغ واستغلال الوقت الضائع من أجل توجيه رسالة إلى البنك الدولي بأن الوزارة تقوم بإصلاحات، وهي خطوة شبيهة بخطوة رفع التعرفة". واضاف أنه "ولو افترضنا جدلاً رغم هذه الملاحظات السلبية أن فياض وصل إلى نتيجة، فمن المعروف أنه لدى تشكيل حكومة جديدة فهي لن تتبنّى أو تلتزم بكل ما قام به الوزير السابق لأن رئاسة مجلس الوزراء تُعيد لكل وزارة معاملاتها لكي يعيد تحويلها الوزير الجديد الذي قد لا يتبنّى طريقة فياض بالتعيين بهذا الشكل". وعن تداعيات هذه الخطوة، يؤكد بيضون أنه "لن تكون لها أي فائدة وستفشل، وتُعيد إلى الذاكرة ما كان يقوم به الوزيران ندى البستاني وسيزار أبو خليل، من خلال القول بناءً على الخطة، لأن ما من علاقة بين الخطة والهيئة الناظمة"، محذراً من "عبارة ملغومة بالخطة تغيّر صلاحيات الهيئة الناظمة".

وكرر بيضون أن الإعلان عن العمل لتشكيل الهيئة الناظمة، ليس جدياً ومشبوه ومبني على اوهام، خصوصاً وأن الحكومة الحالية، عاجزة ولأنها حكومة تصريف أعمال، عن القيام بأية تعيينات. ومن ضمن هذا السياق اقترح بيضون الإستعانة بقدامى كهرباء لبنان وهم من أصحاب الإختصاص ومن بينهم الدكتور وليد دغيلي وهو كان مديراً سابقاً للدراسات في المؤسسة وهو خبير يعمل مع الإسكوا وهاني حسيني وهو معني وبشؤون الإمتيازات وتطبيق دفاتر الشروط في كهرباء لبنان، وعامر الطفيلي وكان مدير إنتاج وجورج معوض مدير عام سابق، وبإمكانهم أن يضيفوا إليهم بيار خوري والموجود بشكل غير شرعي في الوزارة في المركز اللبناني لحفظ الطاقة، بما أنه خبير في شؤون الطاقة المتجددة". ولا يتوقع بيضون أن يقتنع البنك الدولي، بالذين سيتمّ تعيينهم والذين قد يكونون "حاضرين وموزعين على الطوائف ضمن محاصصة جديدة، ستؤدي إلى تفريغ الهيئة من مضمونها، لأن الهيئة يجب أن تضم خبراء متخصصين."

 

مفاهيم خاطئة للتدويل والوصاية الدولية والحياد

ليبانون ديبايت/الاربعاء 21 كانون الأول 2022

تطرح المشاركة غير المباشرة لفريق تحقيقٍ إيرلندي مع قوات اليونيفيل في جانبٍ من التحقيقات التي تجريها قيادة قوات الطوارىء الدولية مع عناصر الكتيبة الإيرلندية التي تعرضت لإطلاق نار في العاقبية الأسبوع الماضي، أسئلةً حول صلاحيات اليونيفيل في العمل الميداني علماً أن التحقيقات منوطة بالجيش اللبناني والذي يُطلع بدوره القيادة الدولية على تطورات التحقيق في مقتل الجندي شون روني وجرح ثلاثة من زملائه في الحادث المذكور. وتتزامن هذه التساؤلات مع تنامي الحديث في الآونة الأخيرة عن مؤتمر دولي أو تدويل الملف اللبناني أو تصنيف لبنان دولةً فاشلة، في ظلّ الأزمة الرئاسية واليوم مع الدخول الأممي على خطّ الحادث الأمني مع القوات الدولية. وفي هذا المجال يرى رئيس مؤسسة "جوستيسيا" المحامي الدكتور بول مرقص، أن هناك خلطٌاً بين عدة مفاهيم متصلة بالحياد والتدويل والوصاية الدولية وحتى الوصاية الدولية على دولة فاشلة، مبدياً سلسلة ملاحظات حول هذه المفاهيم المختلفة والآليات المعتمدة لها.

وعلى هامش المواكبة الدولية والأممية لحادث العاقبية، يوضح الدكتور مرقص لـ "ليبانون ديبايت" ، شروط التدويل والذي يأتي غالباً بموجب قرارات دولية لحماية دولة معينة على غرار القرارات 1701 و1559، بينما الحياد يصدر غالباً بموجب إعلانٍ عن دولة ترغب في عدم الدخول في صراعات دولية، كما أن التحييد، يُمكن أن يصدر عن الدول لصالح دولة معيّنة لإبقائها بمنأى عن الصراعات، وكذلك فإن "المؤتمر الدولي" من شأنه تقديم دعم دولي لمساعدة دولة معيّنة على النهوض، وهو ما ورد في دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الهادفة إلى إنقاذ لبنان.

وخلافاً للشائع على منصات التواصل الإجتماعي والمتداول في الأوساط السياسية حول مفهوم "الوصاية الدولية"، يكشف الدكتور مرقص أن الوصاية الدولية لا تتناول في المبدأ، دولةً ذات سيادة وعضواً في الأمم المتّحدة كلبنان، مشيراً إلى أنه ومنذ العام 1994، لم تعد الدول الكبرى ترغب في تحمّل أعباء الدول الصغرى أو الفاشلة. ورداً على سؤال عن دور وتدخل الأمم المتحدة في التحقيق بحادث العاقبية، يتحدث رئيس مؤسسة "جوستيسيا"، عن شروطٍ لأي تدخّل أممي، مؤكداً أن الأمم المتحدة، لا تتدخل عموماً إلاّ في حال تحقّقت إحدى حالتين: دعوة الدولة المعنية الأمم المتّحدة إلى التدخّل وموافقة هذه الأخيرة، أو تبرير مجلس الأمن تدخّله وِفق المادة 39 وبعض الأحكام التي تليها من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتّحدة، في حال "تهديد السلم والأمن العالميين"، وهذا يتطلّب موافقة 9 دول على الأقل من الأعضاء الـ 15 التي تؤلّف المجلس، وعدم استعمال دولة دائمة العضوية حقّ النقض- الفيتو، مع العلم أن جميع هذه الشروط غير متوافرة في حالة لبنان راهناً. وانطلاقاً ممّا تقدم، فهل تساهم التطورات الأخيرة في تعزيز طرح البطريرك الراعي حول الحياد، وهل أن المجتمع الدولي يوافق على هذا الطرح؟ هنا يقول الدكتور مرقص، إنّ الحياد يتطلّب تعبيراً إرادياً عن رغبة الدولة وتجسيداً له بوضوح بموجب نصّ قانوني وممارسته كما حصل مع النمسا وهي من أولى دول الحياد. ويضيف أنه في حالة لبنان، ثمّة نص ّدستوري واحد على الأقل وجب التفكير في تعديله هو مقدّمة الدستور، التي تنصّ في الفقرة "ب" منها على أنّ لبنان عضو مؤسّس وعامل في جامعة الدول العربية والأمم المتّحدة وملتزم مواثيقهما، حيث يُعتبر "من المتعذّر أن يكون لبنان محايداً تماماً وهو في هذه الوضعية، خصوصاً وأنّه انضمّ إلى اتفاقيات هذه المنظمة الاقليمية مثال معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الإقتصادي (1950). وربّما لا يكون من الضروري خروج لبنان تماماً من هذه الوضعيات، لأنّ حياده المنشود هو حياد ايجابي كما طرحه البطريرك، أي عدم ترك الحقوق والقضايا المحقّة، ولأنّ الأعمال الإعدادية لميثاق الجامعة ووثائق اجتماعاتها منذ إنشائها تنصّ على أنّ لبنان دولة مساندة وليس دولة مواجهة". ويشدد مرقص على أنه في مطلق الأحوال، لتعديل الدستور يجب التوافق، وإلا فموافقة أكثرية ثلثي عدد أعضاء الحكومة (حسب المادة 65 من الدستور) وثلثي مجموع أعضاء مجلس النواب (المادة 77 منه) وهو الأمر الذي يبدو متعذّراً راهناً.

 

2022: عامٌ جديد بلا عدالة.. وحبّ من رحم الحزن

نادر حجاز/ موقع mtv/21 كانون الأول/2022

لم يحمل عام 2022 بارقة أمل لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، فالتحقيق بقي معطّلاً ومعه العدالة لمئات الضحايا والجرحى، كما للموقوفين في هذه القضية الذين لا إمكانية للبت في ملفاتهم قبل إعادة المحقق العدلي الى مكتبه. تراجع الاهتمام الدولي في القضية كما الاهتمام الداخلي، فكانت الذكرى هذا العام أقلّ زخماً من العام 2021 والتحضيرات الكبيرة التي رافقتها كما القداس الذي ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. ورغم الفوز المهم الذي حققته الثورة في الانتخابات، لم يحضر جميع نواب التغيير الى المسيرة من أمام المرفأ الى وسط بيروت. وحدهم الأهالي حافظوا على الوقفة الشهرية في الرابع من كل شهر لرفع الصوت والتأكيد على ضرورة إحقاق العدالة وحماية المحقق العدلي. وقد قاموا بأكثر من خطوة في هذا الاتجاه لا سيما الرسالة التي رفعوها الى الأمم المتحدة للمطالبة بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية، والمؤتمر الذي دعي اليه كل النواب والذي أسفر عن تقديم 6 اقتراحات قوانين ضرورية لحماية التحقيق ومسار القضية.

ويليام نون شقيق الشهيد جون نون استذكر قضية انفجار المرفأ طوال العام المنصرم، معتبراً أن "الخيبات للأسف كانت أكبر من الايجابيات، حيث استطاعوا بذكاء وتحايل على القانون وقف التحقيق لأكثر من سنة". ورأى نون، في حديث لموقع mtv، أن "الحل سيأتي إما بالتشريع في مجلس النواب من خلال إقرار إقتراحات القوانين المقدمة حول قضية المرفأ، وإما من مجلس القضاء الأعلى الذي يعاني من مشكلة في داخله"، مضيفاً "التحقيق معطّل من كل الجهات، لكن يبقى هناك بوادر حلّ وإن استغرق الأمر وقتاً أطول، ونحن نمارس ضغطاً كبيراً في هذا الاتجاه". وعن الرسالة الى الأمم المتحدة، كشف نون أنها وصلت الى الأمم المتحدة حيث تجري مناقشة تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، مستطرداً: "في إيران شكّلوا لجنة تحقيق خلال شهرين بعد بدء الاحتجاجات، فيما نحن منذ عام ونصف نطالب بها ولم نحصل عليها"، ملمّحاً الى وجود جو دولي رافض لتشكيل هذه اللجنة، حيث وصلت معلومات الى الأهالي تفيد بأن الفرنسيين يعملون ضد هذه اللجنة ولا يريدون تشكيلها، وإلا لكانت أبصرت النور. وعمّا سيحمله العام 2023 من تطورات في القضية، قال نون: "المطلب الأساسي في العام المقبل هو إعادة العمل بالتحقيق عبر مجلس القضاء أو مجلس النواب أو لجنة تقصي حقائق"، مشيراً الى أن "القاضي سهيل عبود يستطيع اتخاذ قرار بأن القضاة بالانابة بإمكانهم البتّ في طلبات المخاصمة، وهذا الأمر كاف لاعادة استكمال التحقيق"، مؤكداً أن تعيين القاضي الرديف لن يمرّ، متوقعاً أن يعود القاضي طارق البيطار لاستلام الملف العام المقبل. ورداً على سؤال حول مدى تأثير رئيس الجمهورية الجديد على ملف المرفأ، قال نون: "إذا كان الرئيس الجديد من فريق 8 أذار سيزيد الضغط على التحقيق وسيقدم على عزل القاضي عبود والضغط لتعيين قاض مقرّب من هذا الفريق وهذا الأمر نحن ضده"، مضيفاً "بينما الرئيس الوطني يؤمّن جو حماية لتحقيق المرفأ ويعطيه الأولوية، وتفاصيل كثيرة قادر الرئيس على التأثير فيها". آمال كبيرة يعقدها الأهالي على عودة التحقيق ليسلك مساره الطبيعي والوصول الى الحقيقة، وحتى ذلك الحين يبدو إصرارهم أقوى من كل محاولات التيئيس، وربما تكون قصة الحب التي وُلدت بين ويليام نون وماريا فارس شقيقة الشهيدة سحر فارس وإعلان خطوبتهما، خير مثال على أن إرادة الحياة أقوى من كل الحزن والحق سينتصر وإن ظهر متأخراً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب العنف ضد المحتجين

واشنطن/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

أعلن موقع وزارة الخزانة الأميركية على «تويتر» أن الولايات المتحدة فرضت مجموعة جديدة من العقوبات على إيران اليوم (الأربعاء) تشمل المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، وقادة من «الباسيج» و«الحرس الثوري». وأشار موقع وزارة الخزانة إلى أن الولايات المتحدة فرضت ساسلة جديدة من العقوبات بسبب محاكمات المحتجين وقمعهم. كما أُدرجت في قائمة المعاقَبين شركة «أيمن صنعت زمان فرا» الإيرانية، التي قالت وزارة الخزانة إنها تصنع معدات لقوات إنفاذ القانون الإيرانية تشمل المركبات المدرعة المستخدمة في قمع الحشود. يشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية في إيران ضد النظام تواصلت، وشهدت مدن إيرانية مختلفة، بينها العاصمة طهران، احتجاجات ليلية، الثلاثاء وفجر الأربعاء، ردد خلالها المحتجون شعارات مناوئة للنظام.

 

طهران: مراعاة «خطوطنا الحمراء» توصلنا إلى اتفاق في الملف النووي

وزير الخارجية الإيراني تحدث عن لقاءات «ودية» مع نظرائه في دول الجوار

طهران/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس (الأربعاء)، أنه أجرى «حديثاً ودياً» مع نظرائه في دول الجوار، على هامش قمة إقليمية عقدت في الأردن، مؤكداً أن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع القوى الغربية في شأن ملفها النووي إذا راعت «خطوطنا الحمراء». وكتب عبداللهيان عبر «تويتر»: «حضرت مؤتمر بغداد- 2 في الأردن لنؤكد دعمنا للعراق، وعلى هامش الاجتماع أتيحت لي الفرصة أيضاً للحدث (الحديث) الودي (مع) بعض نظرائي ومنهم وزراء خارجية عمان، قطر، العراق، والكويت والسعودية». وأضاف في تغريدته المنشورة بالعربية: «أكد لي الوزير السعودي استعداد بلاده لاستمرار الحوار مع إيران». ومثّل كل من الأمير عبداللهيان وبن فرحان بلده في مؤتمر «بغداد 2» الذي استضافه الأردن بمشاركة العراق ودول الجوار، إضافة إلى فرنسا.وبدأت السعودية وإيران عقد حوار في بغداد ابتداء من أبريل (نيسان) 2021، سعياً لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما منذ مطلع 2016. إلا أن الحوار دخل في حال من المراوحة في الأشهر الماضية، وأجريت آخر جولة معلنة منه في أبريل 2022، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وعلى الرغم من إعلان بغداد في تموز (يوليو) التحضير للقاء علني بين وزيري الخارجية الإيراني والعراقي، لم يتم إلى الآن تحديد موعد للقاء كهذا، أو الكشف علنا عن جولات حوار إضافية. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أكد، في نوفمبر (تشرين الثاني)، أن طهران ستواصل اتباع المسار الدبلوماسي مع الرياض. وقال وزير الأمن (الاستخبارات) إسماعيل خطيب، وذلك في حوار مع موقع المرشد علي خامنئي نشر في التاسع من نوفمبر، بشأن السعودية إنّ «مصيرنا وسائر دول المنطقة مترابط». وأفادت وكالة مهر للأنباء (الإيرانية)، بأن عبداللهيان، قال في تصريح للصحافيين في الأردن: «متى ما كانت السعودية جاهزة لاستئناف العلاقات الطبيعية، فإن إيران سترحب بذلك». وتطرق عبداللهيان إلى المباحثات التي أجراها في عَمان، برفقة علي باقري مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مع مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومساعده أنريكي مورا، مبينا أن هذا «اللقاء استغرق ساعتين وجرى خلاله استعراض القضايا المتعلقة بمفاوضات إلغاء الحظر عن إيران». وقال: «لقد اتخذ الجانب الأميركي خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الماضية إجراءات تعارضت مع تصريحاته السابقة». وأضاف أن «الأميركيين لطالما أعربوا عن رغبتهم في اتخاذ الخطوة النهائية من جانب الأطراف جميعا للعودة إلى اتفاق فيينا، لكنهم يتصرفون من منطلق التحايل والخداع». وأردف: «لقد تناول هذا الاجتماع القضايا كافة، حيث أكدنا أنه لو كان الأميركيون صادقين بشأن متابعة الدبلوماسية، فلا يحق لهم أن يسعوا بأساليب وفي وسائل الإعلام لانتزاع التنازلات». وختم وزير الخارجية الإيراني تصريحه بالقول: «قراءتنا للأمور هي أن الأطراف المختلفة بدأت العودة إلى المصداقية، ونحن بدورنا نعلن في حال رعاية خطوطنا الحمراء، سنكون جاهزين للاتخاذ الخطوات النهائية من التوصل إلى اتفاق».

 

القضاء الإيراني يعيد محاكمة محكوم بالإعدام على خلفية الاحتجاجات ومحكمة جديدة تنظر في قضية صدرات بناء على بيانات وإثباتات جديدة

طهران/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

أمرت المحكمة العليا الإيرانية بإعادة محاكمة متظاهر شاب حكم عليه بالإعدام في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحسب ما كشف عنه موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية. ماهان صدرات هو، بحسب القضاء الإيراني، من بين 11 شخصاً حكم عليهم بالإعدام لأحداث على صلة بحركة الاحتجاجات التي تهزّ البلد منذ 3 أشهر، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. واندلعت هذه المظاهرات التي تصف السلطات أغلبها بأنها أعمال شغب على خلفية وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في السجن في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي إثر توقيفها لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإيرانية. وأنزلت عقوبة الإعدام بشابين في الثالثة والعشرين من العمر، أدينا بقتل أو جرح أعضاء من قوى الأمن أو القوات شبه العسكرية. وأدين الشاب العشريني ماهان صدرات بتهمة الحرابة في 3 نوفمبر الماضي، بعدما أشهر سكيناً، مثيراً الخوف ومقوّضاً الأمن حوله، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية «إرنا». ونفى الشاب أن يكون قد أشهر سكيناً لكنه أقرّ بأنه أضرم النيران في درّاجة نارية، وفق «إرنا». وعُلّق قرار إعدامه الأسبوع الماضي. وأفاد موقع «ميزان أونلاين» أمس (الأربعاء) بأنه «بناء على بيّنات وإثباتات جديدة في قضية ماهان صدرات مرني، اعتُبر طلب محاكمة المتّهم محاكمة جديدة متوافقاً مع القانون... وأحيلت القضية إلى المحكمة لمحاكمة جديدة»، من دون مزيد من التفاصيل.

وأوضح الموقع التابع للسلطة القضائية أنه «لم يصدر بعد أيّ حكم نهائي» في حقّ الطبيب حميد قره حسنلو، ملمّحاً إلى أنه لم يحكم عليه بعد بالإعدام، بعدما كانت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية قد أوردت الأربعاء أنه «تمّ إلغاء حكم الإعدام في حقّ قره حسنلو». وكانت منظمة العفو الدولية التي أبلغت أيضاً عن صدور حكم إعدام في حقّ الطبيب قد كشفت عن أن حميد قره حسنلو وزوجته كانا متوجّهين إلى مراسم تشييع أحد المتظاهرين عندما «علقا في فوضى» اعتداء قاتل أودى بحياة أحد عناصر الباسيج. وكان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الثلاثاء، إنه يتعين على طهران أن توقف فوراً دعمها العسكري لروسيا والقمع الداخلي للمتظاهرين على أراضيها، مما يعكس تدهور العلاقات بين الجانبين في الوقت الذي تشهد فيه الطرق الدبلوماسية لإحياء اتفاق 2015 النووي حالة من الجمود. واستنكر أمير عبد اللهيان الدعم الغربي للاحتجاجات في إيران والعقوبات «غير القانونية» ضد بلاده. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين بسبب قمع طهران للاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة الفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتمثل الاحتجاجات أحد أصعب التحديات التي تواجه القيادة الدينية في إيران منذ ثورة 1979. واتهم زعماء إيرانيون القوى الغربية بإثارة الاحتجاجات التي واجهتها قوات الأمن بحملة قمع دموية. وأفادت «وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)» الإيرانية بمقتل 502 متظاهر و62 فرداً من قوات الأمن، بحسب «رويترز». وكذلك، أعلن «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنه تم تعيين 3 أعضاء لبعثة تابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق في حملة القمع العنيفة ضد المتظاهرين في إيران. وذكر القرار أن النساء الثلاث اللاتي سيترأسن التحقيق المستقل في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان هن: شاهين سردار علي من باكستان، والأرجنتينية فيفيانا كرستيسيفيتش، وسارة حسين من بنغلاديش. وتتمثل المهمة في «جمع وتوحيد وتحليل الأدلة على هذه الانتهاكات والحفاظ على الأدلة، ليشمل ذلك الأخذ في الاعتبار التعاون في أي إجراءات قانونية». وقرر «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة في نهاية نوفمبر الماضي بدء تحقيق في أعمال عنف ارتكبتها قوات الأمن الإيرانية. وصوت المجلس الذي يتكون من 47 دولة عضواً بأغلبية 25 صوتاً لصالح البعثة مقابل 6 أصوات ضدها، وامتنعت 16 دولة عن التصويت.

 

عشرات السفن عالقة قبالة إيران بسبب مشكلات في سداد مدفوعات الشركات الدولية

لندن/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

قالت مصادر تجارية وبيانات شحن إن عشرات السفن التجارية المحملة بالحبوب والسكر عالقة قبالة الموانئ الإيرانية بعد تأخرها لأسابيع إذ تعطل مشكلات الدفع تدفق البضائع إلى البلاد. وأعفت القوى الغربية المواد الغذائية من عقوباتها المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، لكن تأثير العقوبات على النظام المالي الإيراني جعل من تسديد إيران لمدفوعاتها للشركات الدولية أمراً معقداً وغير منتظم، بحسب رويترز. وأظهرت بيانات تتبع السفن على «رفينيتيف» عدم قدرة السفن على تفريغ شحناتها بسبب مشكلات الدفع الأخيرة، مع وجود ما لا يقل عن 40 ناقلة سائبة عالقة خارج ميناءي بندر الإمام الخميني وبندر عباس، وهما من الموانئ الإيرانية الرئيسية. ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الخارجية الإيرانية. وقالت منظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية في تقرير لها في نوفمبر (تشرين الثاني) إن نحو 37 سفينة تحمل 2.2 مليون طن من البضائع لم تتمكن من تفريغ حمولاتها بسبب «مشكلات متعلقة بالمستندات والسداد بالعملة الصعبة» في ميناء بندر الإمام الخميني. ويمثل الأمن الغذائي أولوية بالنسبة لإيران وقد زادت الحاجة إلى الواردات الغذائية بسبب الجفاف الذي أضر بإنتاج الغذاء المحلي لموسمين متتاليين. ومن المتوقع أن تستورد إيران 5.5 مليون طن من القمح في موسم 2022 - 2023، انخفاضاً من 8.0 ملايين طن في الموسم السابق لكنها لا تزال أعلى بكثير من المستويات العادية، استنادا إلى بيانات وزارة الزراعة الأميركية. وأظهرت البيانات أنه في المواسم الخمسة السابقة بلغ متوسط الواردات 1.1 مليون طن فقط. وشهدت إيران اضطرابات استمرت شهورا دعا خلالها المتظاهرون من كافة قطاعات المجتمع إلى سقوط نظام الحكم الديني وشكلوا أحد أكبر التحديات للجمهورية الإسلامية التي يحكمها رجال الدين الشيعة منذ ثورة عام 1979. وقدر مصدر تجاري غربي مطلع على الأمر أن الشحنات العالقة خارج موانئ إيران تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار. إلى ذلك، قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف في بيان الثلاثاء إن الشركات الروسية مهتمة بالتعاون مع إيران في تكنولوجيا توربينات الغاز والإنتاج المشترك. وتحاول روسيا البدء في إنتاج توربينات غاز خاصة بها ذات سعة متوسطة أو كبيرة منذ سنوات، لكنها لم تضع اللمسات الأخيرة على خطط لتنفيذ ذلك. وصارت الحاجة إلى إنتاج هذه التوربينات أكثر إلحاحا منذ بدء ما تسميه موسكو عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في فبراير (شباط)، طبقاً لرويترز. وتنسحب سيمنس إنرجي وشركات أجنبية أخرى استخدمت توربيناتها لبناء محطات طاقة حديثة تعمل بالغاز في روسيا من السوق الروسية أو توقف عملياتها، مما يجعل من الصعب على موسكو صيانة هذه المحطات. وقال شولجينوف في اجتماع مع نظيره الإيراني علي أكبر محرابيان «هناك إمكانات كبيرة للتعاون في هذا المجال». وتضغط موسكو من أجل علاقات أوثق مع طهران وسط عقوبات وضغوط غربية بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وترغب إيران في تعميق التعاون مع روسيا في قطاعات الطاقة والنقل والزراعة.

 

الأمم المتحدة تكلّف ثلاث حقوقيات التحقيق في انتهاكات إيران

فرهادي يطالب بالإفراج عن عليدوستي

جنيف – واشنطن /الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

كلّفت الأمم المتحدة أمس (الثلاثاء)، ثلاث نساء هن: محامية بنغلاديشية، وأستاذة حقوق باكستانية، وناشطة أرجنتينية في الدفاع عن حقوق الإنسان، التحقيق في القمع العنيف للمظاهرات التي تشهدها إيران، دعماً لحقوق المرأة فيها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلن رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فيديريكو فيليخاس، أن «اللجنة الثلاثية ستضم المحامية لدى المحكمة العليا في بنغلاديش سارة حسين، الناشطة منذ زمن في الدفاع عن حقوق الإنسان، وأستاذة الحقوق في جامعة «وورويك» في المملكة المتحدة الباكستانية شاهين سردار علي، والأرجنتينية فيفيانا كرستيشيفيتش، مديرة «مركز العدل والقانون الدولي» الذي يُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان في الأميركتين. وأكد بيان مجلس حقوق الإنسان أن حسين سترأس لجنة التحقيق. واحتمالات زيارة المحقّقات الثلاث إيران في إطار المهمة الموكلة إليهن شبه معدومة، إذ تعارض السلطات الإيرانية بشدة هذا التحقيق الدولي الذي أقرّه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي يضم 47 عضواً، في 24 نوفمبر (تشرين الثاني). وكانت 25 دولة عضواً بقيادة ألمانيا وآيسلندا قد صوّتت لصالح التحقيق، فيما صوتت ضدّه ست دول هي أرمينيا والصين وكوبا وإريتريا وباكستان وفنزويلا، وامتنعت 16 دولة عن التصويت. وتقع على عاتق المحقّقات الثلاث مهمة توثيق القمع الذي تمارسه السلطات الإيرانية وأي انتهاكات لحقوق الإنسان بهدف إطلاق ملاحقات قضائية بحق المرتكبين، سواء في إيران أو في أرجاء أخرى من العالم. وتشكّل الاحتجاجات التي اندلعت في إيران على خلفية وفاة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) بعد توقيفها بتهمة مخالفة قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها إيران على النساء، أكبر تحدٍّ للجمهورية الإسلامية منذ ثورة العام 1979. وأعلن القضاء الإيراني أنه أصدر 11 حكماً بالإعدام على صلة بالاحتجاجات التي يصفها النظام بأنها «أعمال شغب» ويتّهم «أعداء خارجيين» للجمهورية الإسلامية بالتحريض عليها، خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل. وصدرت أحكام الإعدام على خلفية أعمال عنف أوقعت قتلى، استهدفت خصوصاً عناصر قوات الأمن، حسب منظمة العفو، وبالإضافة إلى 11 شخصاً صدرت أحكام إعدام بحقّهم، وجّهت إلى 15 شخصاً تهم بارتكاب مخالفات عقوبتها الإعدام.

وتؤكد منظّمات حقوقية أن المحاكمات المرتبطة بالاحتجاجات مقتضبة، وتُبدي قلقها إزاء تعرّض معتقلين للتعذيب وانتزاع اعترافات منهم بالقوة. إلى الآن، نُفّذ حكمان بالإعدام شنقاً صادران بحق محسن شكاري وماجد رضا رهناورد (كلاهما 23 عاماً وكانا أول شخصين يُحكَم عليهما بالإعدام على خلفية الاحتجاجات)، علماً بأن الأخير شُنق من على رافعة في مكان عام لا في السجن، ما أثار غضباً عارماً. وأسفرت حملة قمع الاحتجاجات عن توقيف نحو 14 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، ومقتل 469 محتجاً، وفق منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج.

على غرار عدّة مشاهير ومدافعين عن حقوق الإنسان، طالب المخرج الإيراني أصغر فرهادي أمس (الثلاثاء)، بالإفراج عن الممثلة الإيرانية ترانه عليدوستي، التي أُوقفت (السبت) في إيران على خلفية دعمها للحركة الاحتجاجية التي تهزّ البلد. وكتب فرهادي في رسالة نشرها أمس، على «إنستغرام»: «أقف إلى جانب ترانه وأطالب بالإفراج عنها وعن الزميلين السينمائيين جعفر بناهي ومحمد رسولوف وكلّ السجناء الآخرين الأقلّ شهرة الذين ذنبهم الوحيد أنهم أرادوا حياة أفضل». ترانه عليدوستي هي أشهر شخصية اعتُقلت على خلفية الحركة الاحتجاجية التي تشهدها إيران منذ ثلاثة أشهر. وأُوقفت (السبت) بسبب منشورات داعمة للاحتجاجات تندد خصوصاً بإعدام متظاهرين أو تظهر فيها وهي تخلع الحجاب. وتشتهر عليدوستي (38 عاماً) في الخارج بمشاركتها في أفلام حازت جوائز للمخرج أصغر فرهادي، من بينها «البائع» الحائز «جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي» عام 2017، كما أدت البطولة في فيلم سعيد رستايي «إخوة ليلى» الذي عُرض هذا العام في مهرجان «كان» السينمائي. وكتب فرهادي المكرّم بجائزتي «أوسكار»، إنه «إذا كان الإعراب عن دعم مماثل جريمة، فإن عشرات ملايين الأشخاص في البلد مجرمون». وكان مشاهير ومدافعون عن حقوق الإنسان قد طالبوا إيران مطلع الأسبوع بالإفراج عن الممثلة والناشطة. وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية عن «القلق العميق» إزاء الاعتقال، مشددةً على «وجوب الإفراج فوراً عن كل من أُوقفوا لتظاهرهم سلمياً». ونشرت فرقة البوب البريطانية بت شوب بويز التي نددت بـ«الحكومة الفاشية» في إيران، صورة للممثلة وروابط عدة لمقالات عن توقيفها على صفحاتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وكتبت زميلة عليدوستي، غولشيفته فراهاني التي بدأت حياتها المهنية في إيران قبل أن تغادرها وتستقرّ في فرنسا، على «إنستغرام»: «ممثلة إيران الشجاعة اعتُقلت».

وقال مدير مهرجان «تورونتو» السينمائي في كندا كامرون بايلي: «ترانه عليدوستي هي من أكثر الممثلات الموهوبات والمعروفات في إيران. آمل أن يفرج عنها قريباً لتستمر في تجسيد قوة السينما الإيرانية». وأدان مهرجان «كان» السينمائي (الاثنين)، «بشدة» اعتقال عليدوستي، داعياً إلى «الإفراج الفوري عنها» ومعرباً عن «التضامن مع نضالها السلمي من أجل الحرية وحقوق المرأة». وتشهد إيران موجة احتجاجات منذ وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر الماضي بعد توقيفها في طهران من جانب شرطة الأخلاق بتهمة عدم احترام قواعد اللباس الصارمة في إيران. وقُتل في هذه الاحتجاجات مئات الأشخاص وأُوقف الآلاف، فيما أُعدم شنقاً رجلان على خلفية هذا الحراك.

 

بايدن يلتقي زيلينسكي ويعد بتعزيز دعمه لأوكرانيا

واشنطن/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأربعاء، خلال استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة «ستواصل تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، خصوصاً على صعيد الدفاع الجوي»، فيما شكر له زيلينسكي «الدعم القوي». وخلال استقبال ضيفه في المكتب البيضوي، في أول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس الأوكراني منذ غزو بلاده في فبراير (شباط)، أكد له بايدن أيضاً أنه يدعم تطلع كييف إلى «سلام عادل». وقال إن الشعب الأوكراني يبقى «مصدر إلهام للعالم». واعتبر بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم «الشتاء سلاحاً» ضد المدنيين عبر استهداف شبكات الكهرباء والمياه. وقال الرئيس الأوكراني الذي ارتدى على عادته سروالاً وقميصاً عسكريين مع حذاء ثقيل، «شكراً من جانب مواطنينا العاديين لمواطنيكم العاديين، الأميركيين». وأعرب لبايدن عن «امتنان من اعماق القلب» لدور واشنطن في مواجهة غزو أوكرانيا. ثم قدم زيلينسكي هدية إلى نظيره هي ميدالية تلقاها، أول من أمس، على الجبهة من جندي أوكراني وصفه بأنه «بطل حقيقي»، موضحاً أنه كابتن يقوم بتشغيل منظومة لإطلاق صواريخ «هيمارس» الأميركية. وأضاف زيلينسكي: «قال لي: أعطها للرئيس»، مقدماً إلى بايدن ميدالية وضعت في صندوق مطرز بالمخمل. ورد الرئيس الأميركي بأنه «شرف كبير»، لافتاً إلى أنه يريد بدوره أن يقدم إلى هذا الجندي الأوكراني ميدالية أميركية. وأعلنت واشنطن، خلال زيارة زيلينسكي، رزمة جديدة من المساعدة العسكرية تشمل خصوصاً منظومة «باتريوت» للدفاع الجوي. ولاحقاً، يلقي الرئيس الأوكراني كلمة أمام الكونغرس الأميركي الذي يستعد للتصويت على مساعدة جديدة لأوكرانيا بقيمة تناهز 45 مليار دولار.

 

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب العنف ضد المحتجين

واشنطن/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

أعلن موقع وزارة الخزانة الأميركية على «تويتر» أن الولايات المتحدة فرضت مجموعة جديدة من العقوبات على إيران اليوم (الأربعاء) تشمل المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، وقادة من «الباسيج» و«الحرس الثوري». وأشار موقع وزارة الخزانة إلى أن الولايات المتحدة فرضت ساسلة جديدة من العقوبات بسبب محاكمات المحتجين وقمعهم. كما أُدرجت في قائمة المعاقَبين شركة «أيمن صنعت زمان فرا» الإيرانية، التي قالت وزارة الخزانة إنها تصنع معدات لقوات إنفاذ القانون الإيرانية تشمل المركبات المدرعة المستخدمة في قمع الحشود. يشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية في إيران ضد النظام تواصلت، وشهدت مدن إيرانية مختلفة، بينها العاصمة طهران، احتجاجات ليلية، الثلاثاء وفجر الأربعاء، ردد خلالها المحتجون شعارات مناوئة للنظام.

 

فاغنر» تدرس إرسال نساء للقتال على الجبهة الأوكرانية

موسكو/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

تبحث مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية فكرة تجنيد نساء معتقلات في السجون الروسية لإرسالهن للقتال في أوكرانيا، بعدما قامت بالأمر عينه مع الرجال، وفق ما صرّح قائدها يفغيني بريغوجين. وقال بريغوجين اليوم (الأربعاء): «(نريدهنّ) ليس للعمل كممرّضات ومشغّلات فحسب، بل أيضاً ضمن مجموعات تخريب أو فرق قناصة. ونعلم جميعاً أن الأمر قد سبق أن جرى على نطاق واسع». وتنطوي تصريحات قائد «فاغنر» على ما يبدو على تلميح إلى النساء من رماة النخبة وهؤلاء اللواتي انتسبن لمجموعات المناصرين الذين حاربوا خلال الحرب العالمية الثانية واللواتي كنّ محطّ تركيز للبروباغندا السوفياتية. وقال بريغوجين، بحسب ما نقلت خدمته الإعلامية على تلغرام: «نعمل في هذا الاتجاه. وهناك مقاومة لكنني أظنّ أننا سنتغلّب عليها». وكان يرد على رسالة لمسؤول روسي من منطقة الأورال جاء فيها أن نساء معتقلات في سجن في مدينة نيجني تاغيل طلبن منه إرسالهن إلى الجبهة الأوكرانية لمساعدة الجيش الروسي. ويُشتبه في أن مجموعة «فاغنر» قامت في الأشهر الأخيرة بتجنيد عدد كبير من المعتقلين في السجون الروسية وإرسالهم للقتال على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، مقابل وعود بخفض محكومياتهم وتقديم رواتب مغرية. ومنذ عام 2014، تُتهّم هذه المجموعة بخدمة مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سراً، وارتكاب فظائع في مناطق نزاع عدّة، لا سيما في سوريا وبلدان أفريقية. وفي سبتمبر (أيلول)، أقرّ يفغيني بريغوجين (61 عاماً) بأنه أسّس هذه المجموعة بعد سنوات من النكران، وبات ينشط في شكل مكشوف في روسيا، في مؤشّر إلى تنامي نفوذه.

 

مجلس الشيوخ الأميركي يصادق على تعيين سفيرة في روسيا

واشنطن/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

صادق مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم (الأربعاء)، على تعيين دبلوماسية تجيد الروسية سفيرة للولايات المتحدة في موسكو، وسط توتّرات شديدة مع روسيا منذ شنّت الأخيرة هجومها على أوكرانيا. وصوّت مجلس الشيوخ بـ93 صوتاً مؤيّداً وصوتين معارضين على تعيين لين ترايسي، السفيرة الحالية للولايات المتحدة في أرمينيا والمسؤولة الثانية سابقاً في السفارة الأميركية في موسكو. وهي أوّل امرأة تتبوّأ هذا المنصب الاستراتيجي. وسبق لترايسي أن عملت في جمهوريات سوفياتية سابقة، هي جورجيا وكازاخستان وقرغيزستان وتركمانستان. وكانت أيضاً بين 2006 و2009 أبرز الدبلوماسيين الأميركيين في مدينة بيشاور الباكستانية ونجت من هجوم نفّذه مسلّحون على سيارتها الرسمية. وأتى هذا التصويت قبل إلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطاباً أمام الكونغرس في رحلته الأولى إلى الخارج منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط). وقال السيناتور بوب مينينديز، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ: «حتّى لو واصل بوتين حربه الهمجية هذه، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى سفير يمثّلها في موسكو». وصرّح أمام مجلس الشيوخ أن ترايسي «تتمتّع بالجرأة اللازمة لأداء هذه المهام في وجه حكومة معادية، ولتمثيل أميركا خارج نطاق الكرملين». وتحلّ ترايسي محل جون سوليفان، الذي عيّنه الرئيس السابق دونالد ترمب وتقاعد في سبتمبر (أيلول). وتشهد العلاقات الروسية الأميركية إحدى أسوأ أزماتها إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا التي تلّقت مذاك دعماً كبيراً من إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، من أسلحة ومساعدات مالية. لكن البلدين أبقيا قنوات اتصال من وراء الستار وتفاوضا مرّتين على تبادل سجناء.

 

واشنطن تعلن تزويد أوكرانيا بمنظومة باتريوت للدفاع الجوي

وطنية/22 كانتون الأول/2022

أعلن وزير الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن بلاده "ستزود أوكرانيا بمنظومة باتريوت الأكثر تطورا للدفاع الجوي"، في وقت يوشك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الوصول إلى واشنطن، بحسب ما أوردت "وكالة الصحافة الفرنسية". وقال الوزير أنتوني بلينكن في بيان، إن "رزمة المساعدة اليوم تشمل للمرة الأولى منظومة باتريوت للدفاع الجوي، القادرة على إسقاط صواريخ عابرة للقارات وصواريخ بالستية قصيرة المدى وطائرات تحلق على علو يتجاوز في شكل واضح قدرة المنظومات الدفاعية التي تم تسليمها إلى الآن".

 

بوتين يشدد على «الردع النووي» في استراتيجيته العسكرية لـ2023

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الأربعاء)، مرحلة جديدة في إطار تطوير القدرات العسكرية لبلاده، خلال اجتماع موسع مع كبار القادة العسكريين الروس، جرى خلاله وضع ملامح الاستراتيجية الحربية لروسيا خلال العام المقبل، والخطوات المقبلة على صعيد تعزيز القدرات لـ«تحقيق كل أهدافها» في أوكرانيا. وكان لافتاً أن بوتين تعمّد خلال افتتاح الاجتماع توجيه رسائل داخلية وخارجية. وفي مقابل تأكيده أهمية دعم النشاط الحربي للجيش وقوات الحلفاء في المعركة التي وصفها بأنها مصيرية، شدد على عزم بلاده على تطوير ترسانتها النووية، وتثبيت مبدأ «توازن الردع النووي»، وتحدث عن مرحلة جديدة على صعيد تزويد وحدات الجيش بترسانة صاروخية حديثة من الطرازات التي وصفت بأنها «خارقة». واستهل بوتين خطابه بالإشادة بعمل «الضباط والجنود الذين يقدمون حياتهم فداء للوطن». وعقد مقارنة بين الحرب الحالية وحروب روسيا التاريخية؛ أبرزها حرب عام 1812، والحربان العالميتان الأولى والثانية. وقال إن بلاده لا تتراجع عن تحقيق «كل أهدافها» في أوكرانيا، «رغم وقوف إمكانات (الناتو) قاطبة ضدنا». في الوقت ذاته، أقر الرئيس الروسي بأن العمليات الحربية في أوكرانيا، وحملات التعبئة العسكرية التي أطلقتها موسكو، «أظهرت ضرورة أن نواصل تطوير القدرات وآليات العمل». كما أشار على الصعيد الفني العملياتي إلى أن الحرب «طرحت عدداً من القضايا التي يجب علينا التعامل معها، مثل تطوير قطاع الاتصالات، والأتمتة، وتكتيكات حرب البطاريات». ورأى أنه «لا بد من تطوير العمل مع الوزارات المختصة، والتنسيق مع المختصين في مجال الإدارات الهندسية والمراكز البحثية». ولفت إلى أهمية توسيع استخدام الذكاء الصناعي على جميع مستويات الإدارة، ومعالجة المشكلات التي أظهرتها التعبئة الجزئية، وأمر بالبدء في التحول إلى رقمنة إدارات التعبئة العسكرية، وتحسين أنظمة التنسيق بين الإدارات. ورأى الرئيس الروسي أن «الخبرات المكتسبة من العملية العسكرية الخاصة شأنها شأن خبرتنا المكتسبة في سوريا، لا بد من أن تصبح أساساً للمواد التربوية التي نقدمها للضباط والجنود في الأكاديميات؛ بما في ذلك كلية أركان الحرب».

وفي إطار تطوير تسليح الجيش الروسي، قال بوتين إن بلاده لن تتخلى عن برامجها لتطوير القدرات النووية التي أثبتت أنها عنصر رادع مهم، ورأى أن «(توازن الردع النووي) هو أساس الاستقرار في العالم». وأعلن في الوقت ذاته عن بدء نشر قدرات صاروخية متطورة على القطعات في الجيش، وقال إن أنظمة «سارمات»، التي تعدّ أحدث جيل من الصواريخ الروسية، سوف «تدخل الخدمة الميدانية في المستقبل القريب». كما أشار إلى الشروع في نشر صواريخ «تسيركون» التي «ليس لها مثيل في العالم، الشهر المقبل». وفي إشارة إلى الغرب، قال بوتين إن «الهدف الأساسي لعدونا الاستراتيجي هو تفتيت روسيا وتدمير قوتها». وزاد أن بلاده «سعت إلى أن تكون جزءاً من العالم الذي يطلقون عليه صفة (المتحضر)؛ إلا أنه لم ينتظرنا أحد هناك». ورأى أن التطورات المرافقة للوضع في أوكرانيا تشكل استمراراً للسياسة الغربية التي «سعت منذ تسعينات القرن الماضي إلى تفتيت روسيا عبر دعم (القاعدة) وغيرها من التنظيمات الإرهابية، لكننا، وبمساعدة شعب القوقاز، تمكنا من مجابهة هذه التهديدات». واتهم الغرب أيضاً بالقيام بعملية واسعة لـ«غسل الأدمغة» في محيط الجمهوريات السوفياتية السابقة؛ بما في ذلك في أوكرانيا، وزاد: «مع ذلك، حاولنا أن نحافظ على علاقات الجوار مع أوكرانيا، ووفرنا القروض، والغاز بأسعار زهيدة، إلا أن ذلك كله ذهب سدى». وأضاف الرئيس الروسي أن «العدو عمل بإصرار، ولا بد من الاعتراف بأنه عمل بفاعلية، وتمكن من التفريق بين شعبين يربطهما التاريخ والثقافة. دائماً ما نعدّ الشعب الأوكراني شعباً شقيقاً، وما زلت أعدّه شعباً شقيقاً، وما يحدث هو مأساة، إلا أن ذلك لم يكن بسببنا. كل ذلك بسبب خطط تفتيت العالم الروسي». بدوره، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال الاجتماع، إن «الجيش الروسي يواجه في أوكرانيا قوات الغرب الجماعي... الذي أنفق 97 مليار دولار على تسليح أوكرانيا». وزاد أن المستفيد الأكبر من هذه العمليات هو الولايات المتحدة التي «تستفيد من إضعاف شركائها في أوروبا». وحذر الوزير من أن «جزءاً من الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة لأوكرانيا بدأ يتسرب إلى الأسواق حول العالم». وقال إن كثيراً من الوسائل العسكرية الأميركية تذهب لمساعدة أوكرانيا، بما في ذلك 70 قمراً صناعياً عسكرياً، علاوة على أقمار صناعية أخرى متعددة الاستخدام.

وأشاد الوزير بما وصفه بـ«الدعم الكبير الذي نلمسه من جانب المجتمع المدني في روسيا»، لافتاً إلى «تطوع أكثر من 20 ألفاً في صفوف القوات المسلحة، إلى جانب الدعم الذي نلقاه من عدد من المؤسسات والهيئات المجتمعية». وقال إن قرار التعبئة الجزئية، التي أعلن عنها قبل شهرين، ساعد القوات المسلحة الروسية في توسيع سيطرتها على مساحة أكبر بـ5 أضعاف من المساحات التي كانت تسيطر عليها دونيتسك ولوغانسك عند بداية العمليات العسكرية. ومع تقديم تقرير شامل حول الخطوات الجارية لتعزيز تسليح الجيش الروسي بأنظمة حديثة، تطرق شويغو إلى الوضع المستجد حول روسيا، خصوصاً من خلال الإشارة إلى مسألة توسيع «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، وقال إن انضمام فنلندا والسويد إلى «الناتو» يجعل من الضروري إنشاء تشكيلات عسكرية جديدة في الشمال الغربي للبلاد، ورفع عدد المطلوبين للتجنيد بهذه المناطق في سن 18 - 21 عاماً، ورفع سن التجنيد من سن 27 - 30 عاماً.

 

بوتين يطلق استراتيجيته العسكرية لعام 2023... ويشدد على «الردع النووي»

نشر صواريخ «خارقة» وتطوير قدرات الجيش بناءً على تجربة حرب أوكرانيا

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأربعاء)، مرحلة جديدة في إطار تطوير القدرات العسكرية لبلاده، خلال اجتماع موسع مع كبار القادة العسكريين الروس، جرى خلاله وضع ملامح الاستراتيجية الحربية لروسيا خلال العام المقبل، والخطوات المقبلة على صعيد تعزيز القدرات لـ«تحقيق كل أهدافها» في أوكرانيا. وكان لافتاً أن بوتين تعمد خلال افتتاح الاجتماع توجيه رسائل داخلية وخارجية. وفي مقابل تأكيده أهمية دعم النشاط الحربي للجيش وقوات الحلفاء في المعركة التي وصفها بأنها مصيرية، شدد على عزم بلاده على تطوير ترسانتها النووية، وتثبيت مبدأ «توازن الردع النووي»، وتحدث عن مرحلة جديدة على صعيد تزويد وحدات الجيش بترسانة صاروخية حديثة من الطرازات التي وصفت بأنها «خارقة». واستهل بوتين خطابه بالإشادة بعمل «الضباط والجنود الذين يقدمون حياتهم فداء للوطن». وعقد مقارنة بين الحرب الحالية وحروب روسيا التاريخية؛ أبرزها حرب عام 1812، والحربان العالميتان الأولى والثانية.

وقال إن بلاده لا تتراجع عن تحقيق «كل أهدافها» في أوكرانيا «رغم وقوف إمكانات (الناتو) قاطبة ضدنا». في الوقت ذاته؛ أقر الرئيس الروسي بأن العمليات الحربية في أوكرانيا، وحملات التعبئة العسكرية التي أطلقتها موسكو، «أظهرت ضرورة أن نواصل تطوير القدرات وآليات العمل».

كما أشار على الصعيد الفني العملياتي إلى أن الحرب «طرحت عدداً من القضايا التي يجب علينا التعامل معها، مثل تطوير قطاع الاتصالات، والأتمتة، وتكتيكات حرب البطاريات». ورأى أنه «لا بد من تطوير العمل مع الوزارات المختصة، والتنسيق مع المختصين في مجال الإدارات الهندسية والمراكز البحثية». ولفت إلى أهمية توسيع استخدام الذكاء الصناعي على جميع مستويات الإدارة، ومعالجة المشكلات التي أظهرتها التعبئة الجزئية، وأمر بالبدء في التحول إلى رقمنة إدارات التعبئة العسكرية، وتحسين أنظمة التنسيق بين الإدارات. ورأى الرئيس الروسي أن «الخبرات المكتسبة من العملية العسكرية الخاصة شأنها شأن خبرتنا المكتسبة في سوريا؛ لا بد من أن تصبح أساساً للمواد التربوية التي نقدمها للضباط والجنود في الأكاديميات؛ بما في ذلك كلية أركان الحرب».

وفي إطار تطوير تسليح الجيش الروسي، قال بوتين إن بلاده لن تتخلى عن برامجها لتطوير القدرات النووية التي أثبتت أنها عنصر رادع مهم، ورأى أن «(توازن الردع النووي) هو أساس الاستقرار في العالم». وأعلن في الوقت ذاته عن بدء نشر قدرات صاروخية متطورة على القطعات في الجيش، وقال إن أنظمة «سارمات»؛ التي تعدّ أحدث جيل من الصواريخ الروسية، سوف «تدخل الخدمة الميدانية في المستقبل القريب». كما أشار إلى الشروع في نشر صواريخ «تسيركون» التي «ليس لها مثيل في العالم؛ الشهر المقبل». وفي إشارة إلى الغرب؛ قال بوتين إن «الهدف الأساسي لعدونا الاستراتيجي هو تفتيت روسيا وتدمير قوتها». وزاد أن بلاده «سعت إلى أن تكون جزءاً من العالم الذي يطلقون عليه صفة (المتحضر)؛ إلا إنه لم ينتظرنا أحد هناك». ورأى أن التطورات المرافقة للوضع في أوكرانيا تشكل استمراراً للسياسة الغربية التي «سعت منذ تسعينات القرن الماضي إلى تفتيت روسيا عبر دعم (القاعدة) وغيرها من التنظيمات الإرهابية، لكننا، وبمساعدة شعب القوقاز، تمكنا من مجابهة هذه التهديدات». واتهم الغرب أيضاً بالقيام بعملية واسعة لـ«غسل الأدمغة» في محيط الجمهوريات السوفياتية السابقة؛ بما في ذلك في أوكرانيا، وزاد: «مع ذلك؛ حاولنا أن نحافظ على علاقات الجوار مع أوكرانيا، ووفرنا القروض، والغاز بأسعار زهيدة، إلا إن ذلك كله ذهب سدى». وأضاف الرئيس الروسي أن «العدو عمل بإصرار، ولا بد من الاعتراف بأنه عمل بفاعلية، وتمكن من التفريق بين شعبين يربطهما التاريخ والثقافة. دائما ما نعدّ الشعب الأوكراني شعباً شقيقاً، ولا زلت أعدّه شعباً شقيقاً، وما يحدث هو مأساة، إلا إن ذلك لم يكن بسببنا. كل ذلك بسبب خطط تفتيت العالم الروسي». بدوره؛ قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال الاجتماع، إن «الجيش الروسي يواجه في أوكرانيا قوات الغرب الجماعي... الذي أنفق 97 مليار دولار على تسليح أوكرانيا». وزاد أن المستفيد الأكبر من هذه العمليات هي الولايات المتحدة التي «تستفيد من إضعاف شركائها في أوروبا». وحذر الوزير من أن «جزءاً من الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة لأوكرانيا بدأ يتسرب إلى الأسواق حول العالم». وقال إن كثيراً من الوسائل العسكرية الأميركية تذهب لمساعدة أوكرانيا؛ بما في ذلك 70 قمراً صناعياً عسكرياً، علاوة على أقمار صناعية أخرى متعددة الاستخدام.

وأشاد الوزير بما وصفه بـ«الدعم الكبير الذي نلمسه من جانب المجتمع المدني في روسيا»، لافتاً إلى «تطوع أكثر من 20 ألفاً في صفوف القوات المسلحة، إلى جانب الدعم الذي نلقاه من عدد من المؤسسات والهيئات المجتمعية». وقال إن قرار التعبئة الجزئية؛ التي أعلن عنها قبل شهرين، ساعد القوات المسلحة الروسية في توسيع سيطرتها على مساحة أكبر بـ5 أضعاف من المساحات التي كانت تسيطر عليها دونيتسك ولوغانسك عند بداية العمليات العسكرية. ومع تقديم تقرير شامل حول الخطوات الجارية لتعزيز تسليح الجيش الروسي بأنظمة حديثة، تطرق شويغو إلى الوضع المستجد حول روسيا، خصوصاً من خلال الإشارة إلى مسألة توسيع «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، وقال إن انضمام فنلندا والسويد إلى «الناتو» يجعل من الضروري إنشاء تشكيلات عسكرية جديدة في الشمال الغربي للبلاد، ورفع عدد المطلوبين للتجنيد بهذه المناطق في سن 18 - 21 عاماً، ورفع سن التجنيد من سن 27 - 30 عاماً.

 

اجتماع اقتصادي عربي ـ إسرائيلي مطلع 2023 بترتيبات أميركية بمشاركة مصر والأردن وترجيحات بحضور فلسطيني

القاهرة: أسامة السعي/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

قالت مصادر مصرية مطلعة، (الأربعاء)، إن «المشاورات بشأن اجتماع تعتزم الولايات المتحدة تنظيمه مطلع العام المقبل لا تزال جارية»، لا سيما في ظل «استكشاف مواقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة». وتحدثت المصادر إلى «الشرق الأوسط» شريطة عدم الكشف عن هويتها، قائلة إن «الاجتماع الذي تسعى واشنطن إلى عقده سيضم دولا عربية لديها علاقات مع إسرائيل في مقدمتها مصر والأردن». وأشارت إلى أن هناك «مساعي عربية لأن تشارك السلطة الوطنية الفلسطينية في الاجتماع»، لكن مصدراً استدرك بأن «دعوة السلطة الفلسطينية ستحتاج إلى دعم وتوافق بشأنه من جانب الولايات المتحدة».

وكان مسؤول أميركي أفاد قي تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية الثلثاء، بأن «الولايات المتحدة تعتزم عقد اجتماع مطلع 2023 يضم إسرائيل والدول العربية، التي أبرمت اتفاقات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في إطار مساعيها لحض الحكومة الإسرائيلية اليمينية القادمة برئاسة بنيامين نتانياهو على ضبط النفس». وقال المسؤول الأميركي إن «الولايات المتحدة تعمل على تنظيم اجتماع «ربما في الربع الأول» من عام 2023، لوزراء خارجية الدول التي شاركت في «قمة النقب» في مارس (آذار) 2022. و«قمة النقب» المقصودة هي اجتماع عقد في إسرائيل بحضور وزراء خارجية الإمارات، والمغرب، والولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر، والبحرين. ولفتت المصادر المصرية في حديثها إلى «الشرق الأوسط» إلى أن الاجتماع «سيركز على تعزيز التعاون الإقليمي، مع طرح مجموعة من المشروعات الاقتصادية المعطلة منذ فترة، والتي من شأنها تعزيز التعاون بين دول المنطقة»، مضيفة: «هناك اهتمام أميركي بتفعيل التعاون بين الدول التي لديها علاقات رسمية مع إسرائيل». ورغم تحفظ المصادر في الإفصاح عن ملامح المشروعات المطروحة، إلا أنها لمحت إلى «جملة من المشروعات القديمة التي تحتاج إلى إعادة إحياء كبعض مشروعات النقل، وأنابيب الغاز، وإقامة محطات للإنذار المبكر».

بدوره أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن «الاجتماع الذي تسعى الولايات المتحدة إلى عقده يأتي في ظل الاستراتيجية الأميركية الجديدة، التي تعتمد في الشرق الأوسط على الشركاء الفاعلين، ويتصدرهم بالنسبة لواشنطن إسرائيل والأردن ومصر»، مضيفا أن تلك «اللقاءات التي تسعى إدارة بايدن إلى تفعيلها تأتي استكمالا للقاءات الحوار الاستراتيجي التي كانت قد أطلقتها في فترة سابقة مع إسرائيل ومصر، وتوقفت مع الحكومة الإسرائيلية بسبب تباين المواقف بشأن الملف النووي الإيراني». وقال فهمي في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الدعوة الجماعية للقاء تستهدف تهدئة الأجواء بالمنطقة خاصةً في ظل حالة الترقب لمواقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فضلا عن مساعي نتانياهو العائد إلى السلطة من أجل فتح قنوات اتصال جديدة عبر الولايات المتحدة مع دول عربية جديدة».

في المقابل يرى الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة «فتح»، وأستاذ العلوم السياسية أن الاجتماع المقبل يأتي في إطار مساعي الإدارة الأميركية الحالية لـ«ضبط النفس والإيقاع» بحسب التعبيرات التي استخدمها الكاتب الأميركي، توماس فريدمان، في مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز» قبل أيام.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة بايدن «تدرك قبل غيرها المخاطر المحتملة لسياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تضم عدة شخصيات متطرفة»، وأن وصولها إلى سدة الحكم «يمثل تهديدا حقيقيا على مشروع السلام في المنطقة، وعلى الاتفاقيات الإبراهيمية التي تتبناها السلطات الأميركية منذ عهد ترمب».

وحول ما كشفته مصادر بشأن دعوة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الاجتماع الذي تسعى واشنطن لعقده، قال الرقب إن الأمر «مطروح»، لكنه بحاجة إلى أن يمارس الطرف الأميركي ضغوطا على الجانب الإسرائيلي لقبوله، خاصةً في ظل «المواقف المتعنتة» لشخصيات بارزة في الائتلاف الحاكم في تل أبيب، والتي أفصحت في أكثر من مناسبة عن رفضها إجراء أي لقاءات مع السلطة الفلسطينية، بل جاهرت برغبتها في تقويض تلك السلطة. ولفت الرقب إلى أن الأجندة العربية خلال هذا الاجتماع -في حال إتمامه- ينبغي أن تتضمن طرحا واضحا لعقد مؤتمر دولي للسلام بجدول زمني محدد، يعيد إحياء المبادرة العربية للسلام، وحل الدولتين الذي بات يواجه «موتا سريريا» نتيجة التعنت الإسرائيلي، وأن الاجتماع المرتقب دون الاتفاق على أجندة سياسية محددة سيكون «فرصة ضائعة وإهداراً جديدا للوقت».

 

نتنياهو يعلن التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

قال بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إنه توصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة بعد مفاوضات صعبة استمرت أسابيع مع شركاء من أحزاب دينية ومن اليمين المتطرف. وكتب نتنياهو على تويتر قبل دقائق من الموعد النهائي الذي حدده الرئيس يتسحاق هرتزوغ في منتصف الليل: «تمكنت من تشكيل حكومة».

وأكد متحدث باسم هرتزوغ تلقي إعلان نتنياهو.

 

إسرائيل تعلن استقبالها وفوداً من «جوار إيران» ضمت قادة شباباً ومسؤولين كباراً من دول آسيا الوسطى

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية (الأربعاء) عن قدوم وفدين كبيرين من خمس دول إسلامية في آسيا الوسطى، إلى تل أبيب، بغرض التداول في مكافحة الجريمة والإرهاب. واعتبرت الخارجية الإسرائيلية هذه الزيارات «تعبيرا عن ارتفاع نشاطها الدبلوماسي مع الدول المحيطة بإيران»، وقالت إن كونها زيارات لمسؤولين وخبراء من خمس دول إسلامية (كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان) يجعلها زيارات غير اعتيادية. وأوضحت إسرائيل أن الوفد الأول زار إسرائيل منذ حوالي الأسبوعين، وضم 30 شخصاً دون سن الـ30، ممن يعتبرون من قادة المستقبل في هذه البلدان، كما ضم مدونين وقادة شبابا. وأما الوفد الثاني، فقد وصل في مطلع الأسبوع الجاري، وهو وفد محترف مؤلف من 25 من كبار المسؤولين في دولهم. وقالت إن المشاركين في هذه الوفود وكجزء من برنامج الزيارة، يلتقون بممثلين عن الهيئة الوطنية للإنترنت، وهيئة مكافحة غسل الأموال، وممثلين عن وزارة العدل، وغيرها. وعقدوا عدة اجتماعات في مقر وزارة الخارجية في القدس الغربية واستمعوا إلى تقارير حول القضايا الأمنية وتهديدات إيران، وأوجه التعاون المحتملة بين كبار المسؤولين في القسم الاستراتيجي والشعبة الأوروبية الآسيوية، وممثلي الوزارات الحكومية الأخرى. زار أعضاء الوفدين ميناء أشدود، والتقوا بممثلي الجمارك ومصلحة الضرائب، كما زاروا القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي (وهي القيادة العسكرية المشرفة على قطاع غزة)، حيث استمعوا لشرح حول «التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل والتحديات الأمنية التي تواجهها في هذه المنطقة». كما قاموا بزيارة إلى المسجد الأقصى المبارك. يشار إلى أن العقد الأخير شهد توجهاً إسرائيلياً حثيثاً لإقامة علاقات متقدمة مع دول في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، بهدف تقوية النفوذ الإسرائيلي والبحث عن دور فيها، والدفع بها من مجرد علاقة اقتصادية إلى علاقة استراتيجية. وحسب مصادر أمنية في تل أبيب، أصبح بالإمكان إقامة علاقات وثيقة كهذه، بعد أن اكتشفت هذه الدول أن إيران تنسج الخطط ضدها وتهددها بدعوى أنها تتعاون مع إسرائيل. كما تعد لعمليات مسلحة داخلها تحت يافطة المساس بإسرائيليين على أراضيها، مثلما حصل في تركيا، حيث تم اكتشاف خلايا إيرانية تخطط لاغتيال شخصيات إسرائيلية ويهودية. وأكدت المصادر أن الخارجية الإسرائيلية ترى أن الهدف من هذه الزيارات، هو زيادة روافع الضغط الإقليمي على إيران.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميقاتي وباسيل و"حزب الله" بينهما

سناء الجاك/نداء الوطن/21 كانون الأول/2022

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مرتاح إلى وضعه، فهو يراكم النقاط ليزيد رصيده لدى «حزب الله». ليس لنا إلّا أن نتابع أحدث تصريحاته، سواء في رفضه المزايدات في ملف جريمة قتل الجندي الإيرلندي شون رووني، العاملة كتيبته في قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني، وتعليق آماله على التحقيق الشفاف، أو في تأكيده أنّ أمن مطار بيروت الدولي عصي على الأسلحة الإيرانية وأيضاً «بموجب التحقيقات الشفافة التي أجريت، والتي أكدت أنّ ما قيل غير صحيح، ولا أسلحة تدخل من المطار». في المقابل، يبدو رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل متعثراً بظله، ليس بسبب تأييده لمنتخب فرنسا في المونديال، في حين كانت البيئة الحاضنة مع منتخب الأرجنتين، ولكن لأنّه، وعلى الرغم من محاولاته ترقيع علاقته مع مسؤولي «حزب الله»، لم يستطع تسجيل نقاط يتغلّب فيها على غريمه «النجيب». حتى الآن، يبدو أنّ صمته بشأن جريمة قتل الجندي الإيرلندي لن يفيده. كذلك لن يفيده الحج إلى بكركي لتوريط البطريرك الماروني بشارة الراعي في مواقف لصالحه تحت عنوان «حقوق المسيحيين وحقوق رئاسة الجمهورية» وما شابه... وكأنّ الهوامش تضيق أمامه، بعدما راهن تحديداً على فتح قنوات مع «القوات اللبنانية»، وفشل. وفشل أيضاً هو ومندوبوه الساميون إلى اللجنة الوزارية التشاورية، إزاء إصرار ميقاتي على دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، وفق الصلاحيات الدستورية المناطة به، إذا استدعت الضرورات ذلك، ومع تمسّكه بوضع جدول أعمال مجلس الوزراء المنوط حصراً به، ومع رفضه صيغة المراسيم الجوّالة التي يقترحها «عناترة» التيار «الباسيلي». بالتالي فإنّ نقاط باسيل حتى الساعة لا تدعوه إلى التفاؤل. وهي أيضا تفتح الباب واسعاً أمام «القيل والقال»، فتزدهر الكواليس بأخبار ومعلومات عن انقطاع الود بينه وبين رئيس وحدة التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، «الذي فجع سابقاً جرّاء صداقته مع العوني العميل فايز كرم، وها هو اليوم مستاء من صديقه جبران».

أيضاً في الكواليس، يتردد أنّ الأمين العام للحزب حسن نصرالله رفض استقبال باسيل الطامح إلى تبرير مواقفه النارية وشرح وجهة نظره، ما استدعى محاولة تدخل من العم العماد والرئيس السابق للجمهورية ميشال عون.

ودائماً على ذمة «القيل والقال»، بدأ التلويح بتأمين أكثرية ما لانتخاب سليمان فرنجية بمعزل عن «الثنائي المسيحي»، أو بترتيب الأمور مع «القوات اللبنانية»، والاتفاق على انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية ليتم تسديد الضربة القاضية للحياة السياسية «الباسيلية» والعونية على حدّ سواء، لأنّ «الحزب» ضاق ذرعاً بمجاراة باسيل ودعم شهيته المفتوحة للاستئثار بالنفوذ والسلطة وخيرات المال العام. ويبقى أنّ حسابات «الحزب» في مكان آخر، وإن كان بحاجة إلى كل المواقف التي تصب لصالحه في «الحادث العابر المتعلق بمقتل الجندي الإيرلندي»، والمرجح أن يتفاقم أكثر فأكثر، لأنّ من بقي على قيد الحياة في حافلة الموت، لديه ما يقوله بشأن ما حصل. ومع هذا، سوف يجد «الحزب» مخارج لما هو فيه، كما جرت العادة، وليس صعباً افتعال مأساة أكبر تضع ملف «الحادثة العابرة» في الأرشيف. أمّا عن «صراع الديكة» بين ميقاتي وباسيل، فـ»الحزب» ماهر في الاستثمار فيه. سيترك الطرفين يتسليان ببعضهما البعض، ويترك للعبة التجييش الطائفي أن تأخذ مداها، ويفتح سقف الشغور الرئاسي إلى أن تستوي ملامح الصفقة بين رأس محوره واللاعبين الإقليميين والدوليين. ويدعو اللبنانيين إلى استغلال الوقت الضائع والجو الربيعي البديع، والاستمتاع بالأعياد على الرغم من التلاعب المتعمّد الذي يخرب بيوتهم مع ارتفاع سعر صرف الدولار.

 

لبنان.. هل يفتح مقتل الجندي الإيرلندي باب جهم يصعب إغلاقه؟

د. منى فياض/الحرة/21 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114253/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%81%d8%aa%d8%ad-%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

تثير الأوضاع المضطربة في إيران أسئلة كثيرة حول مآلاتها وانعكاساتها. ويظل السؤال، هل سيتمكن النظام من قمع الثورة أم من احتوائها؟ هل سيتنازل لبعض مطالبها؟ 

يبدو أنه، أمام شرعيته المهددة، سيعتمد التصعيد. في الداخل، الإعدام عقاب التظاهر السلمي. في الخارج أيضا، يحاول النظام الإيراني تصدير مشكلته. قصف مناطق الأكراد في العراق، بذريعة وجود معارضة إيرانية فيها، وحرك الحوثيين فرفضوا الهدنة. ناهيك عن تحريك بعض الزوارق في الخليج وتحريك قطاع غزة من وقت لآخر. 

تتصاعد في نفس الوقت المواقف الدولية ضده. يهدد الاتحاد الأوروبي بالعقوبات بسبب قمع المتظاهرين وبسبب تدخله في أوكرانيا. مؤخرا تم طرد إيران من لجنة حقوق المرأة في الأمم المتحدة. أما المحادثات بشأن الاتفاق النووي فدخلت ثلاجة يصعب أن تخرج منها. حتى السيد مالي، المعروف بميله نحو إيران، بدأ يشير إلى احتمال رد عسكري على نشاطات إيران غير الشرعية. ما جعل قائد الحرس الثوري يقر بخطورة الوضع في إيران.

في التوقيت

في لبنان يستمر الفراغ الرئاسي. يُسأل حزب الله عن استعصاء انتخاب رئيس بديل للمنتهية ولايته، لأنه غير قادر على فرض الرئيس الذي يريد. لذا يتصاعد الحديث عن وجود تهديدات أمنية للمرحلة المقبلة. 

وبعد تمارين متفرقة، آخرها غزوة مصغرة للأشرفية بحجة الاحتفال بالفريق الرياضي المغربي، جاءت المفاجأة من الجنوب.

يوم الخميس الفائت في عملية هجوم مباشرة وغير مسبوقة، ضد القوات الدولية لحفظ السلام قتل أحد أفراد دورية لليونيفل الإيرلندي شون رووني. قيل لنا أن الأهالي قاموا بذلك. وقيل ايضاً أن علينا عدم حشر حزب الله بما حصل! مع أننا نعلم أن الأهالي "الحقيقيين" في الجنوب هم كالسمن على العسل مع قوات اليونيفيل. 

مع ذلك اعتدنا في مناسبات عدة على تحركات "لأهالي" غاضبين في كل مرة لا يريد فيها حزب الله ان يكون في الواجهة. وشهدنا غزوات "للأهالي" صغيرة وكبيرة في الأشرفية وعين الرمانة وغيرهما. ولقد اعتدنا على تحركاتهم ضد عمل دوريات اليونيفيل من حين لآخر وفي مناسبات مختلفة، لوضع حد لنشاطهم "المشبوه"!! تنفيذا للقرار 1701 الذي ناضل لبنان لإقراره! 

لكنها المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا التعدي المباشر على دورية تابعة لليونيفل وإطلاق النار عليها مباشرة.

سرعان ما طالب حزب الله، على لسان وفيق صفا، بعدم إقحامه في الحادثة. وسارع إلى تقديم التعازي لقوات اليونيفل. على غير عادته، بحسب الإعلام الممانع، الذي يقرر أيضاً "انه حادث عابر وابن ساعته". 

لكن الشيخ صادق النابلسي، القريب من الحزب، يبرّر العملية بقوله:" إن بعض الدول المشاركة في اليونيفل تعمل وكيل أمن إسرائيل، ويعرفون الطرق والزواريب في لبنان كما يعرفون أبناءهم، لم يكونوا تائهين في هذا المكان ولم يكن غرضهم الخروج إلى شارع "مونو" لاحتساءالكحول. الخروج عن جدول الأعمال وتجاوز الجيش اللبناني مرارا وتكرارا ليس بريئاً".

"الأهالي" والشيخ النابلسي، هم الأدرى بنوايا وجدول أعمال دوريات اليونيفيل.

أما لماذا علينا أن نصدق مزاعم براءة الحزب، بحسب الإعلام الممانع؟ فلأنه ليس بمقدور أي كان :" إثبات أي ضلوع للحزب في الحادث كونه وقع في منطقة "محظور" عليه النشاط الواسع والعسكري فيها"!! 

لأن الحزب اشتهر، على ما يبدو، باحترامه لكافة أنواع الحدود والمعاهدات!!

لكن وزير الداخلية اللبنانية في حديث إلى العربية الحدث، أعلن بوضوح أن هذا الاعتداء جريمة. وأن الذريعة التي تقول إنه حادثة ومن فعل الأهالي غير مقبول. التحقيقات تشير إلى اعتراض سيارة جنود حفظ السلام في موقعين... ويخلص إلى أن التحقيق يجب أن يكون جديا".

ما يشغل صحيفة ممانعة على صفحتها الأولى، متابعة أخبار باسيل الذي "يعوّل على الدوحة للوصول إلى صفقة رئاسية تضمن نفوذه والوطني الحر".

أما الصحف الأخرى فعكست هموم وأسئلة اللبنانيين تجاه الحادثة: "هل تصعّد إيران في الخارج لِتُلهي الداخل؟" وحول التحقيق "لا معلومات ولا توقيفات".. بالمقابل أعلن وزير خارجية آيرلندا رفضه نفي «حزب الله» علاقته بالاعتداء على القوة الدولية!

السؤال، هل يتحمل لبنان أعباء هكذا أعمال؟ أم أن نتائج هذه الجريمة ستدخله مرحلة جديدة شديدة الخطورة؟ كيف سيوجه الشعب اللبناني هذه الجرائم الموصوفة، التي ستزيد من وتيرة الانهيار والتدهور المعيشي بشكل يهدد بأن يصبح لبنان غير قابل للإصلاح؟ هل لحزب الله مصلحة بحصول ذلك؟ هل يحق للشعب اللبناني أن يستنتج الآن: كان يعلم!

نصرالله بعيون إسرائيلية

في الوقت الذي ينشغل فيه اللبنانيون بالحادثة، تنشغل صحيفة الأخبار بصورة المقاومة عند العدو، فتعنون بأن "تهديدات المقاومة تَشغل العدو".

بما أن الممانعين يهتمون كثيراً برأي العدو بهم، فلقد أحببت لفت نظرهم لما جاء في مقال كتبه يواف ليمور، وهو صحفي إسرائيلي مخضرم ومحلل في الشؤون العسكرية، في مطلع حزيران الماضي، أي قبل ترسيم الحدود البحرية مع العدو إياه، وعنوانه: "نصرالله يمكن ردعه، لكن لم يحن الوقت بعد للقضاء عليه".

ويخلص إلى القول أن: نصرالله، الذي مضى عليه 30 عامًا كزعيم لحزب الله، لم يعد هو نفسه القائد الذي كانه: لقد ذهبت الكاريزما، وفي مكانها، هناك قدر كبير من البطن والعرق، وحقيبة كبيرة من الهموم والأشياء التي يجب القيام بها، والمشاكل التي لا يمكن حلها بالخطب الحماسية. 

لقد بدأ ثوريًا وانتهى زعيمًا لبنانيًا إقطاعيًا آخر، منشغلًا طوال الوقت في تعزيز مكانته كراعٍ للشيعة داخل النظام السياسي اللبناني الداخلي.

ماذا عن عيون اللبنانيين؟

لكن السؤال الأهم يبقى: هل يهتم نصرالله وحزبه بصورته "بعيون لبنانية"؟

أما عن ما يعتبر "معارضة"، فها نحن بانتظار مواقفهم ومصير الشعارات السيادية والتغييرية!

 

في صبيحة اليوم ال1163 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/21 كانون الأول/2022

سعر صرف الدولار يقترب من الخمسين ألف ليرة! وجنون الأسعار يسابق إنهيار سعر صرف الليرة!

هذه هي العيدية التي تنتظر اللبنانيين في زمن تفرد حزب الله بقرار البلد، بعدما حوّل الفريق العوني الرئاسة إلى واجهة بروتوكولية تغطي إختطاف الدولة بالسلاح اللاشرعي!

وهذه هي العيدية بعدما نجحت حكومة "الثورة المضادة" لحزب الله التي جيء بالميقاتي إلى رئاستها، في التفاني دفاعاً عن مصالح كارتل مصرفي سياسي ناهب، الذي سطى على الودائع جني أعمار اللبنانيين!

وهذه هي العيدية التي قدمها للبنانيين الرئيس الأزلي لمجلس النواب نبيه بري منفذ المخطط الخطير لتمكين حزب الله من إحكام قبضته على البلد، عبر البدع والإمعان بنهج تغطية الفساد بالقوانين، من "قانون الموازنة" وما حمله من فجور ضريبي حمى الناهبين، إلى "قانون رفع السرية المصرفية" الذي تضمن ألغاماً تمنع القضاء من ملاحقة مرتكبي الجرائم المالية، إلى مشروع "الكابيتال كونترول" المعلق..وسواها، وكلها إستهدفت الرغيف وحبة الدواء وعمّقت العتمة!

جرائم عهد جهنم المستمر بعد نحوٍ من 50 يوماً على خروج عون من بعبدا، كشفت عن عمق التحالف المتين لمنظومة النيترات، سولء من هم داخل "جنة الحكم" أو خارجها، ومن هم في برلمان 20 22 أو الذي سبقه..عندما تبين أن أذرع بري لتمرير سياسات حزب الله وحكومته تمر عبر نواب  رموز لكتل نيابية مثل جورج عدوان وإبراهيم كنعان وعلي حسن خليل وهادي أبو الحسن، وقبلهم نواب المستقبل وفرنجية وغيرهم من "السياديين" الذين يرفعون لواء السيادة عبر منصة تويتر وسواها، فالتقوا جميعاً على تغطية هدر السيادة والثروة الغازية أمام العدو، كما غطوا تغول الإقتصاد الموازي لحزب الله، وتشاركوا جميعاً في نهج تجويف المؤسسات وإضعافها وشل السلطة القضائية وتكبيلها لمنع المحاسبة والمساءلة والبداية مصادرة الحقيقة وحجب العدالة حتى في جريمة العصر:تفجير المرفأ وتدمير ثلث العاصمة!

مجدداً يتأكد ما فضحته ثورة "17 تشرين"، التي رفعت شعار الأثير "كلن يعني كلن"، وعرت الناهبين الذين إغتالوا مستقبل البلد وغطوا إرتهانه وإستتباعه لمحور الممانعة. فتؤكد أحداث اليوم أن لإذلال اللبنانيين أم وأب، وأن الوضع الكارثي الذي إنضم فيه جزء من اللبنانيين إلى شعوب "قوارب الموت"، ما كان ليتم لولا كل المسار الذي يعاني منه لبنان مع تعمق الخلل الوطني في ميزان القوى، ف"نجح" عهد جهنم في تحطيم الأرقام القياسية في الإنهيارات التي تطحن حياة اللبنانيين وتهدد بالقضاء على كل فرص إستعادة لبنان وإنتشال أهله من البؤس!

ومجدداً يتأكد أن مسار "17 تشرين" هو المسار الوحيد لإنقاذ البلد، ونجاح هذا المسار لا يكون إلاّ بالعمل الجدي لخلق القطب الشعبي المعبر عن وجع الناس: "الكتلة التاريخية" الشعبية العابرة للمناطق والطوائف والتي تعكس الصورة التي قدمتها الثورة، وتقدم للبنانيين البديل السياسي لمنظومة النيترات. وواضح أنهم أهل نظام المحاصصة يعيشون قلق إحتمال هذه العودة الحتمية، فبعدما تباهى نصرالله بأن حزبه مارس القمع ضد الثورة والثوار، فاته أن نجاح القمع بإحراق الخيم وإخراج المتظاهرين من الساحات، عمّق وجود الثورة في قلوب الناس وعقولها. وهذا ما يقلق باسيل فاقد الأمل بالتوريث، فوجد أفضل العناوين لمهاجمة أحد منافسيه على الرئاسة، قائد الجيش العماد جوزيف عون، إلاّ وصفه بأنه قاد إنقلاب، والتهمة أنه لم يقمع كفاية ثورة "17 تشرين" ويتناسى الباسيل ما كان يجري في ساحة الشهداء وجل الديب والذوق وعلى طريق القصر الجمهوري، ويتناسى جريمة تحويل فئة عسكرية بعينها إلى نوعٍ من الميليشيا التابعة  للفريق العوني، فتطاول المعاقب شعبيا ودولياً على الثورة والهواء النظيف الذي حملته لكنس النفايات السياسية المتسلطة!

يقال عن نية طيبة أن ال6 سنت فجرت الثورة! صحيح فقد طفح الكأس..وكلما إنهارت الليرة وجنت الأسعار يقال أين الثورة؟ السؤال الحقيقي أين كلٍ منا في مواجهة عدو اللبنانيين يملك الكثير من مفاتيح القوة وأساليب البطش وأشكال الإذلال عبر إشغال الناس بالهوامش: تخيلوا الآثار السلبية على المضي في المواجهة مع المتسلطين، الناجمة مثلاً عن إعتماد نهج رشوة عامة للناس حولت نحو 400 الف لبناني بين موظف، جندي، دركي ومتقاعد، إلى متاجرين بالعملة يتقاضون مخصصاتهم بالدولار على سعر صيرفة ويبيعونها في السوق الموازية بفارق يفوق ال10 آلاف ليرة لكل دولار.. تخيلوا نجاح الفاسد رياض سلامة الملاحق دولياً كيف أشغل اللبنانيين في بدعة حولت اللبنانيين إلى طوابير على آلات الصرف! ولن نتحدث عن الإحتضان الدولي لمنظومة الفساد عندما وفّر لها رعاية عبر البنك الدولي وصندوق النقد طيلة 25 سنة ولم يفتح أعينه إلاّ في الفترة الأخيرة! لكن رغم كل الصعوبات تؤكد مخاوف نصرالله والدجل الباسيلي كما مخاوف كل الذين فشلوا في تطويع الثورة، أن مسار تشرين يفترض الإنتقال إلى بلورة أحزاب حقيقية تشرينية والذهاب إلى العمل والخروج من التمنيات!

ولنؤكد اليوم وكل يوم : "كلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

ودائع منهوبة أم شرعية "مشطوبة

نبيل بومنصف/النهار/21 كانون الأول/2022

من اغرب معايشات اللبنانيين عند أبواب نهاية سنة وبداية أخرى ان تبقى عناوين الانهيار الذي انفجر قبل اكثر من ثلاث سنوات تدور على مسامعهم ومرآهم وكأن الانفجار حصل امس . ليس الامر متصلا بالمخاوف المتصاعدة من انزلاق لبنان الى متاهات جديدة اشد خطورة وتفاقما من الكوارث المالية والاجتماعية فحسب بل بما يطلقه خبراء ماليون واقتصاديون من تحذيرات حيال "شطب" الودائع في المصارف بنسبة ساحقة في خلفية ما يسمى "خطة التعافي" الحكومية رغم ان هذه الخطة لم تكتمل ولم تقر بعد . نتساءل  ونحن نقرأ ، في "نهار" امس، عن خطة بديلة للتعافي تضمن أموال المودعين ، كيف تراءى ل"فكر" حكومي او دولتي او مؤسساتي مسؤول عن التعامل مع احدى أسوأ الازمات الكارثية التي عرفها بلد في العالم منذ اكثر من قرنين ، ان يمضي بلا رفة جفن في خيار سحق الودائع في المصارف بعد طوفان الكارثة هذه ؟

قد لا تقدم ولا تؤخر تساؤلات من النوع الذي يكرره اللبنانيون في كل لحظة امام الاذلال النمطي الذي باتوا يتجرعونه في يومياتهم بل في معاناتهم القسرية المتوحشة في الاصطفافات المهينة امام شبابيك المصارف والات السحب التي صارت كأنها أدوات التعذيب في معسكرات الإرهاب. ولكن ذلك لا يوجب الاستسلام لنمط استتباع الناس لإجراءات الاذلال التي تلائم السلطات السياسية والمصرفية إياها التي تقيم على إدارة الانهيار باسوأ ممن وما تسبب به إياهم وغالبا بالأيدي نفسها على طريقة "حاميها حراميها".

ان تمر كل يوم عبارة "شطب الودائع" ولا ترى حكومة او سلطة او مرجعا او أي "كائن" مؤسساتي يفترض انه يشعر بثقل تمرير هذا الهول ولا يقبل الامعان في الترهيب به فهذا بذاته هو المنزلق الأخطر والاحدث في متاهات الانهيار والكارثة التي ضربت عافية اللبنانيين في اقدس حقوقهم الخاصة والعامة سواء بسواء . يمعنون في الثرثرة حين تكون جلسات التكاذب مفتوحة على الشاشات والنقل المباشر في المسماة جلسات لجان نيابية وهي واقعيا منبريات ثرثرة جوفاء لم تأت مرة باي جدوى يعتد بها في معالجة أي ملف من ملفات الانهيار . "انتصر" الطاقم السياسي القديم – الجديد في منع اكبر محاكمة كان يجب ان يشهدها العالم حيال الانهيار الذي ضرب بلدا كان ولا يزال يختزن قدرات ومكونات وطبائع نخبوية في شعبه تخوله التحليق في فضاء هذه المنطقة فصار شعبه يحسد معظم محيطه وحتى بعض البلدان التي ترزح تحت حروب . ومع ذلك ها نحن الان ، في عز مرحلة المجهول الذي لا ندري الى اين يبحر بلبنان ، لا نرى ولا نسمع الا عن سقطات وصراعات وتجاذبات في حكومة هي اخر أوراق التين العارية في شرعية ممزقة لم يبق منها العهد البائد السابق أي عصب انقاذي ، وتتخبط هذه الحكومة في اسخف السخافات حول جنس ملائكة الجلسات المتصارع عليها وكأن انعقادها من عدمه سينتشل لبنان من الوادي السحيق التي يتخبط فيه . كنا "لنحترم" ، بل لنستعيد النذر اليسير القسري من الاحترام ، شرعية حكومية باقية لو نشأ تجاذب او خلاف حول حقوق اللبنانيين على الدولة في ضمان خطة انقاذية لودائعهم كما لتعافي الاقتصاد في الحدود الدنيا التي يتطلبها منع الانهيار من بلوغ حافة الإعدام الجماعي للبنانيين. ولكن اين كل هذا مما يسمعه ويراه اللبنانيون من مهازل الوزراء والنواب "الدمى " او "المهرجين" الهازجين كانهم في عالم خيالي افتراضي ؟

 

خوري: قرارات الحكومة بحاجة لتوقيع 24 وزيراً وإلا!

غادة حلاوي/نداء الوطن/21 كانون الأول/2022

يؤكد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري موقفه الرافض لعقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال، إستناداً الى نصوص الدستور وليس الى أي قرار سياسي. وينفي ما تردد عن تدخل رئيس «التيار الوطني» جبران باسيل لتغيير موقفه بعدما كان مؤيداً لعقد الجلسة وأبدى مرونة حيال ذلك. وقال «لم أغيّر رأيي لأسباب سياسية ولا بناء لطلب باسيل أو غيره. خبرتي في القضاء ومسيرتي تحتّمان عليّ التمعن بالدستور ونصوصه وهل أنتظر رأياً دستورياً من آخرين؟». يستعين بنصوص الدستور وأوراقه المتراكمة على الطاولة أمامه. خبرته وتمرسه القضائي الطويل يجعلان من الصعب التأثير على قراراته، كما يقول آسفاً للواقع القضائي الراهن ولعلاقته المقطوعة مع مجلس القضاء الأعلى ورئيسه منذ أشهر خلت. ضمن صلاحياته يراسل المجلس ويقف على رأيه لكن المجلس يقابله باللامبالاة. من وجهة نظر قانونية، يعتبر أنّ عقد جلسة للحكومة «تجاوز للدستور وهذا كارثة». ويقول «هناك أصول وقواعد دستورية ملزمة تتعلق بانعقاد جلسة مجلس الوزراء لحكومة مستقيلة، وقرارات لمجلس شورى الدولة بهذا الخصوص لا يمكن التغاضي عنها».ويضيف «كما في اجتماع اللقاء الوزاري التشاوري كذلك في اجتماع اللجنة الوزارية قلت الموقف ذاته والذي سبق وأبلغته لرئيس حكومة تصريف ألأعمال نجيب ميقاتي. حين تستقيل الحكومة أو تعتبر مستقيلة فهي لا تتمتع بمسؤوليات سياسية لا تجاه البرلمان ولا تجاه أي جهة أخرى، وعملها يقتصر على تصريف أعمال يومية عادية لا تستوجب إجتماعاً لمجلس الوزراء». فكيف بالحري ونحن «نحن أمام واقعين، غياب رئيس الجمهورية، وحكومة مستقيلة لا تتمتع بصفة حكومة كاملة الصلاحية».

ويقول خوري في حديث إلى «نداء الوطن»: «إذا أرادت الحكومة القيام بأعمال تتجاوز الأعمال العادية تصبح حكومة مسؤولة في وقت هي حكومة غير مسؤولة. لهذا السبب ينص الدستور على عدم اجتماعها إلا وقت الضرورات القصوى التي تفرضها ظروف إستثنائية كاملة». ويحدد الأعمال العادية على أنها « تلك القرارات اليومية الروتينية والتي يوقعها الوزير ببساطة بعد الإطلاع عليها»، أما الأعمال الملحة «فتخرج عن نطاق الأعمال العادية ولا يمكن اتخاذها إلا في حالات الطوارئ وتبقى خاضعة للرقابة القضائية لمجلس شورى الدولة لأن لا رقابة برلمانية»، على أن «هذه الأعمال المهمة هي تلك التي تتطلب توافقاً بشأنها وإلا تجاوزنا نص الدستور وخالفنا التوزان القائم للتعاون بين السلطات». يعارض قول ميقاتي بعدم دستورية المراسيم الجوالة ويراها حلاً دستورياً لعمل الحكومة ويصر على أنّ جدول قرارات الحكومة يجب أن يقترن بتوقيع 24 وزيراً وإلا كانت عرضة للطعن أمام مجلس شورى الدولة، ويضيف «بحسب البند السادس من المادة 64 من الدستور الذي يُحدد جدول الأعمال بعد اطلاع رئيس الجمهورية عليه والذي له الحق في التباحث مع رئيس الحكومة ولا يكتفي رئيس الحكومة بتبليغ رئيس الجمهورية في شأنه، ومن يحل مكان رئيس الجمهورية هم الوزراء الـ24 مجتمعين»، محيلاً الخلاف إلى الإجتهاد الصادر عن مجلس شورى الدولة »والذي يتحدث عن أن مسؤولية الحكومة تنتهي حين تستقيل، وحيث أن زوال المسؤولية هو الذي يحدد نطاق الأعمال العادية التي يوكل إلى الوزارة المستقيلة تصريفها. إذاً فإن السماح بتجاوز نطاق هذه الأعمال يؤدي الى قيام حكومة غير مسؤولة بأعمال تخضع للمسؤولية مع ما يترتب على هذا التجاوز من مخالفة أعمال الدستور وقاعدة نظام الحكم الذي يعتمده». برأيه «كان يمكن تلافي عقد الجلسة الحكومية من خلال المراسيم الجوالة، لأنّ الإنعقاد مرهون بالحالات الإستثنائية كالحرب والزلزال وما شابه».

ولكن أليس البتّ بأموال المستشفيات من الأمور الإستثنائية؟

يجيب «لقد بقيت الحكومة بلا اجتماع لفترة ستة أشهر من قبل، فما السبب؟ وكيف لم تكن تلك الملفات ملحة في حينه؟ وكيف صارت كذلك في فترة الفراغ في سدة الرئاسة، سؤال أطرحه ولم أجد جوابه بعد»، متابعاً القول «حتى أكون صريحاً فإن الأجواء السياسية التي سادت في السابق لم تكن سليمة ولا تزال تداعياتها مستمرة بدليل الدعوة الى الجلسة من دون توافق مسبق». وتأكيداً للمؤكد يقول «في كل الحالات ومع وجود رئيس الجمهورية وحتى في ظل حكومة مكتملة الصلاحية، فإنّ المراسيم العادية التي تستوجب توقيع الوزراء المعنيين ورئيسي الجمهورية والحكومة لا تتخذ في مجلس الوزراء بل توقع من كل وزير على حدة، إلى جانب توقيع الرئيسين وتسمى مراسيم جوالة وإذا ما اتخذت عن طريق التصويت عليها في مجلس الوزراء تعتبر باطلة». وعما إذا كان البلد يحتمل غياب جلسات الحكومة الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، يقول خوري «رئيس الحكومة لا يقبل بتوقيع الـ24 وزيراً. خلافا للمادة 65 من الدستور التي تتحدث عن إناطة صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة بمجلس الوزراء أي الوزراء الـ 24 والمادة 781 موجبات وعقود تنص على انّه إذا عيّن عدة وكلاء بوكالة واحدة ولأجل مسألة واحدة، فلا يجوز أن يعملوا منفردين إلّا بترخيص صريح بهذا الشأن ولا يمكن لممثل واحد منهم أن يقوم بعمل إداري في غياب الآخر وإن كان من المستحيل على الغائب أن يعاونه في هذا العمل. لكن مثل هذا الواقع سبق واعتمدته حكومة تمام سلام وصدر تعميم عنه في العام 2016 رقم 20 يكرر ضرورة إتباع الأصول والقواعد الدستورية المتعلقة بالحالات الطارئة المبررة لإنعقاد مجلس الوزراء في حالة الحكومة المستقيلة».

يستغرب خوري تغيير ميقاتي مواقفه «قالها في مجلس النواب أمام الجميع وكررها في الإعلام أنه سيتشاور مع كل مكونات الحكومة قبيل الدعوة للجلسة لكنه لم يتشاور معنا وسمعت بالجلسة خلال إجتماع وزاري حين قال سأدعو الى جلسة من غير أن يحدد الآلية أو جدول الأعمال»، لكن «الدعوة يجب أن تخضع لأصول وظروف معينة ولضرورات معينة وتوافق الجميع».

ولدى سؤاله ماذا لو دعا ميقاتي مجدداً الى جلسة حكومية، يقول خوري «لا أعتقد أن هناك جلسة قريبة»، متابعاً «هناك أصول على مستوى العمل الحكومي سأتقيّد بها وحين يحصل توافق على كل شيء فالامر يختلف»، متمنياً «أن لا تسير الأوضاع على هذا النحو، نحن نحتاج الى المسار الدستوري. إنتخاب الرئيس شق والتعاطي مع الحكومة ومكوناتها شق آخر، لنرَ في أي ظرف يمكن دعوة المجلس للإجتماع. التعاطي في الوقت الحاضر مع جلسات الحكومة له أصول حددها الدستور». ويرفض وزير العدل التدخّل في عمل القضاء ويحصر تعاطيه مع مجلس القضاء الأعلى في نطاق صلاحياته المحدودة كوزير للعدل ولكن هذه العلاقة يعتريها الفتور منذ قضية القاضي الرديف، ويقول «منذ ستة أشهر طرحت مسألة الموقوفين في قضية المرفأ على القاضي سهيل عبود ولعلمي بتدهور الوضع الصحي لأربعة موقوفين، وقلت له هل تتحمل العدلية نتائج تدهور الوضع الصحي لأحدهم؟ فأجابني لا بالطبع، فقلت له تصرف إذاً، وبعد فترة قال لي تباحثنا بالقضية وانا أؤيد إنتداب قاض وأرسلت فوراً كتاباً الى مجلس القضاء لسؤاله حول إمكانية الموافقة على مبدأ تعيين قاض منتدب للبتّ بملف إخلاءات السبيل والدفوع الشكلية إلى حين عودة القاضي طارق البيطار الى العمل مجدداً. إعترضوا على الدفوع الشكلية فقلت لهم ألغوها وإذا اردتم حصر اختصاصه بإخلاء السبيل فليكن».

ويتابع «إنتقلنا الى المرحلة الثانية وهي تسمية القاضي الرديف. زارني القاضي عبود ووضع لائحة بالأسماء التي يريدها ورغم كونها تدخل في نطاق صلاحياتي كوزير عدل إلّا أنني طلبت اقتراحه على سبيل التسهيل. إتصلت بالأسماء السبعة التي أوردها القاضي عبود في اللائحة ولم يوافق أي منها، فانتقلت الى الإسم الثامن في اللائحة أي القاضية سمرندا نصار فوافقت وأرسلتُ كتاباً إلى مجلس القضاء واستفسرت منه حول سلوكياتها فقالوا إنها تتمتع بمناقبية ورغم ذلك لم يأتني جواب بالقبول من عدمه، عاودت إرسال الكتاب مجدداً منذ أيام وعيّنت جلسة لاجتماع وحددت جدول الأعمال في سبيل استكمال تعيين الهيئة العامة أي رؤساء غرف التمييز ولم أتبلغ بالإجابة سلباً أو إيجاباً». حول علاقته برئيس مجلس القضاء يقول وزير العدل «لا أعرف بماذا يفكر الرئيس عبود. رغم علاقتنا الشخصية الجيدة لكن مقاربتنا للملفات مختلفة كلياً في ما بيننا يجب على مجلس القضاء أن يجد حلاً والرد على كتابي وإذا كانوا يرفضون الإسم المقترح فيمكن أن أقترح اسماً آخر».

وعما إذا كان ممكناً الإجتماع للتباحث بالموضوع مجدداً قال «لا مجال للإجتماع مجدداً قبل أن أحصل على جواب في شأن الأسم الذي اقترحته». ويكشف عن إرساله كتاباً الى وزارتي الخارجية والدفاع «لإفادتي بتقرير طبي عن صحة كل موقوف سجين في ملف المرفأ ولكني حصلت منذ أيام على تقارير طبية لأربعة أسماء فقط. علمت بدخول سجينين الى المستشفى بصورة طارئة وهذه مسؤولية قضائية وتلقيت مراجعات من السفارتين الكندية والأميركية بخصوص موقوفين أحدهما وضعه الصحي دقيق. وطلبت من مجلس القضاء الردّ ولم أتلق جواباً بعد. ووردتني كتب من منظمة حقوق الإنسان تسألني عن مسجونين موقوفين».

لا ينكر خوري أنّ مجلس القضاء له أن يجتمع حين يقرر «لكنه يرفض الإجتماع من أجل البتّ بقضايا المرفأ ولا أعرف الخلفيات لذلك»، ويضيف «تفاصيل كثيرة صدرت عن المجلس من بينها بيان لم يكن في مكانه حول وجود خلفيات سياسية لتعيين القاضي الرديف. كل همي تعيين قاضٍ يبتّ في إخلاء السبيل لأنه لا يجوز توقيف سجين من دون البتّ بقضيته بينما القاضي الوكيل عمله مجمد». وحول الجهة التي يمكنها المونة على مجلس القضاء للبت بالملفات العالقة يكتفي بالقول «كل جهة تتحمل مسؤولية عملها. والشعب يحاكم والرأي العام له دوره». لا يعرف خوري ما الذي يريده القضاة لوقف اعتكافهم «الصندوق يؤمن لهم مبلغاً بالدولار يبدأ بـ600 دولار ويرتفع حسب الدرجات بالإضافة الى راتب مضروب بثلاثة أضعاف. وجدت حلولاً ولكن القضاة يطالبون بالأكثر ولكن يفترض أن يعود الجميع للعمل لا ان يعود جزء منهم وأتصور أن الأوضاع تعود الى طبيعتها من اليوم وحتى نهاية العام لا سيما لناحية قضاة القضاء العدلي»، متمنياً لو يتمكن مجلس القضاء من المساهمة في إنهاء إعتكاف القضاة تسييراً لأمور الناس.

 

باسيل: جوزف عون قائد الانقلاب ولا قاطعة لفرنجية والشراكة في خطر

نقولا ناصيف/الأخبار/الأربعاء 21 كانون الأول 2022

ما خلا اتصالات قليلة أقرب ما تكون إلى تناول مسائل هامشية، بالمفرّق، لا تمت بصلة إلى جوهر افتراقهما الحالي، فإن الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله مقطوع إلى إشعار آخر. كلاهما غير مستعجليْن، ولا يقطعان في الوقت نفسه الخيط الرفيع المتبقّي

يجزم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأن لا قطيعة بينه وحزب الله، وأن ليس ثمة حوار في الوقت الحاضر. لا يريد القطيعة، ومستمر في تفاهم مار مخايل المبرم بينهما قبل 16 عاماً. بيد أنه لم يعد بالنسبة إليه كافياً الآن. ما أضحى عليه التفاهم أن الزمن والظروف تجاوزاه. في ما مضى أثارا معاً الحاجة إلى تجديده دونما الخوض فيه.

في حسبان باسيل أيضاً أن بنوداً في التفاهم أُهمِلت كلياً كأنها لم ترد فيه كبناء الدولة ومقتضياته، وبنوداً لم تنفذ ولا تزال صالحة إلا أنها تحتاج إلى تجديد التزامها ووضع آليات إجرائية لها، وبنوداً تحتاج إلى مقاربة مختلفة كالاستراتيجيا الدفاعية التي تتطلب إعادة قراءة ومراجعة «فلا تبقى عنواناً». لكنه يجد في ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل «أفضل نموذج لوضع الاستراتيجيا الدفاعية موضع التنفيذ من خلال ما أفضى إليه الترسيم على صعيد إظهار دوريْ كل من الدولة والمقاومة، كما المقاومة والجيش، في التعامل مع هذا الملف وإنجاز الترسيم على نحو عرف كل منهم نطاق موقعه ووظيفته فيه. مَن يقرّر ومَن ينفذ».

حزب الله أخلّ بما اتفقنا عليه قبل الشغور: الوزراء الـ24 يوقعون المراسيم والقرارات(هيثم الموسوي)

أما ما يقلق رئيس التيار، وأظهرت الممارسات الأخيرة العورة المستجدة في مسار التفاهم خلافاً لما نصّ عليه، فهو أن الشراكة بين الحليفين «في خطر الآن والشكوك تحوم من حولها»، في ضوء موقفي التيار والحزب من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقد أضحت أخيراً، بعد جلسة مجلس الوزراء في 5 كانون الأول، أقرب ما تكون إلى شرخ بينهما، ناهيك بالموقف من انتخابات رئاسة الجمهورية. إلا أن باسيل يحرص على القول إنه يحذّر.

أما المعطيات المنبئة بالشرخ فتكمن في الآتي:

أولها، تلقف باسيل رسالة الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء وفهمه المقصود منها، وهو أن رئيس حكومة تصريف الأعمال يريد أن يحكم بالاستغناء عن وزراء التيار، وفسّر التئام حكومته بأن المتفق عليه سابقاً هو الإجماع على القرارات لا على الانعقاد. يدحض باسيل وجهة النظر هذه، ويقول إن الإجماع المتفق عليه هو على الاجتماع والقرارات معاً. لا جدوى من الإجماع على جلسة لا يقترن التئامها بالاتفاق سلفاً على القرارات.

ثانيها، لن يشارك وزراء التيار في أي جلسة يدعو إليها الرئيس نجيب ميقاتي. ما انتهى إليه اجتماع اللجنة الوزارية الرباعية السبت حدد سقف التيار الوطني الحر: لا اجتماع للحكومة إلا عند الضرورة القصوى التي يصير إلى تقديرها بين الأفرقاء المعنيين. ليست المراسيم الجوالة المقترحة سوى حل موقت يراعي الظروف الاستثنائية الناجمة عن شغور رئاسة الجمهورية. لا مراسيم جوالة مطلقة وفي كل حين، مسندة إلى موافقة استثنائية، بل الأخذ في الحسبان الضرورة الموجبة بما يُعوَّض من خلالها افتقار الحكومة المستقيلة إلى دستورية الاجتماع. ما قاله وزير العدل ممثلاً التيار في اللجنة الرباعية، المنتهية مهمتها سلفاً، تقييد الحالات المتخذة فيها المراسيم الجوالة.

ثالثها، تمسك باسيل بحرفية ما تنص عليه المادة 62 في الدستور، إذ تجعل صلاحيات رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء وكالة وليس في الحكومة. ما يقتضي أن يستند إليه المرسوم الجوّال ليس انبثاقه من مجلس الوزراء على جاري حالات مماثلة تكون فيها الحكومة عاملة غير مستقيلة في خلال الشغور، وإنما من موافقة الوزراء المختصين والظروف الاستثنائية التي توجب اتخاذ قرارات تحتمها الضرورة.

رابعها، لحزب الله فضل على انعقاد الحكومة ما دام وزيراه يضمنان اكتمال نصاب ثلثي انعقاد مجلس الوزراء. ساء باسيل أن يخلّ الحزب بما كان اتفق عليه سابقاً مع التيار قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، في حوار مباشر بينه وباسيل، في الطريقة المفترض إدارة حكومة الشغور في ما بعد. ما اتفقا عليه حينذاك استعادة تجربتهما في حكومة الرئيس تمام سلام بين عامي 2014 و2016، وكانا تفاهما كما مع سائر مكونات حكومة سلام آنذاك، على توقيع الوزراء الـ24 مراسيمها وقراراتها. أضف اطلاع الوزراء الـ24 سلفاً على جدول الأعمال ما دام هذا البند في صلب الصلاحيات الدستورية المعطاة إلى رئيس الجمهورية، وأضحت بحكم الشغور في عهدة مجلس الوزراء وكالة.

أعاد الطرفان تأكيدهما الموقف نفسه أخيراً عشية الشغور بأن لا يصدر قرار لا يوقعه الوزراء الـ24 ما داموا جميعاً مجلس الوزراء المتسلم وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية، ولأن الوكالة كلٌ لا يتجزأ. ما حدث بإخلال حزب الله بالمتفق عليه سابقاً، لم يجد التيار تفسيراً له سوى مجاراة ميقاتي والانقلاب على حليفه. ما يرومه الحزب كمبرر لانعقاد مجلس الوزراء وهو ملاقاة الحاجات الملحة للبنانيين، يعثر عليه بسهولة في المراسيم الجوالة تبعاً للضرورة المفترضة وليس الخوض في جدول أعمال فضفاض.

خامسها، لا يخفي باسيل اعتقاده بأن المشكلة الدائرة من حول الحكومة أضحت أكبر من مقدرة تفاهم مار مخايل على تذليلها لارتباطها بمسائل باتت تتجاوز فريقي التفاهم. جانب أساسي منها ميثاقي في رأيه، ناجم عن إحلال رئيس مجلس الوزراء توقيعه مكان توقيع رئيس الجمهورية المنتهية ولايته، فيما يفترض أن يعود التوقيع إلى أولئك المنوط بهم وكالة صلاحية التوقيع المعهودة إلى الرئيس أي الوزراء الـ24. لزم حزب الله الصمت حيال هذه المخالفة كما لو أنه يضمر موافقته عليها.

لن نسمح بفرض رئيس للجمهورية على المسيحيين لا يحظى بغطاء مسيحي

سادسها، لا رابط مباشراً بين الخلاف مع الحزب على حكومة ميقاتي والخلاف الآخر معه على انتخابات رئاسة الجمهورية التي خطّ التيار أخيراً أسلوباً مختلفاً في التعاطي مع الجلسات المتتالية. بادئ ذي بدء اتفق مع حزب الله على الاقتراع بأوراق بيض إلى أن يُتفق على مرشح. مذ تردّت علاقة الحليفين ترجمت الجلستان الأخيرتان لانتخاب الرئيس انفصال التيار عن الحزب في الاقتراع بالأوراق البيض، عبّر عنه تراجع أساسي ومهم لأرقامها بأن تدنت في الجلستين اللتين تلتا انعقاد الحكومة من 52 ورقة بيضاء في الجلسة الثامنة إلى 39 ورقة بيضاء في الجلسة التاسعة فإلى 37 ورقة بيضاء في الجلسة العاشرة. ما لا يخفيه باسيل أنه وزّع أصوات كتلته النيابية بين أوراق بيض ومسميات مختلفة معبّراً بذلك - وفي الوقت نفسه رسالة معاكسة إلى حليفه - عن عدم اقتناعه بجدوى اللعبة المستمرة واختياره طريقة أخرى لإبراز موقفه.

المؤكد الذي يجهر به باسيل أن حزب الله تبلغ منه رفضه القاطع وصول النائب السابق سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، وتالياً أي خوض في تفاهم على تأييده أو فرضه عليه حتى. الموقف نفسه، في معزل عن حزب الله، ينطبق على قائد الجيش العماد جوزف عون الذي ينظر إليه على أنه «قائد الانقلاب» لا قائد الجيش، في إشارة إلى تحميله مسؤولية تغاضيه عما آلت إليه البلاد وعهد عون منذ 17 تشرين الأول 2019. لا يحول ذلك دون قول باسيل إذا أرادوا أحدهما: «اذهبوا إليهما من دوننا. لسنا وحدنا في البلد». أما ما يصر على مناوأته، فهو أن «يُفرض على المسيحيين اختيار رئيس للجمهورية لا يحظى بغطاء مسيحي».

 

التدويل أحد مخارج الأزمة اللبنانية إن أحسنّا إعداده

بسام ضو/الجمهورية/21 كانون الأول/2022

بالإستناد إلى الاختصاصيين في القانون الدولي يُعتبر مفهوم مبدأ التدويل مخرجاً يعتمده العديد من الباحثين في شؤون الأزمات التي يُكلّفون إستشاريًا بوضع حلول لها، خصوصًا في الآونة الأخيرة التي تستعر فيها الحروب شرقًا وغربًا. ويُعد عامل التدويل لأزمة معينة من أهم الركائز لإيجاد حل مُستدام وهو فعليًا وقانونيًا الوسيلة القانونية لتثبيت مركز الدولة وتوضيح نظامها السياسي وكل ما هو متداخل في إقليمها. عملاً بما ينشره بعض الباحثين عن مبدأ التدويل ومن حيث المبدأ قد تأخذ فكرة التدويل وقتًا طويلاً نظرًا لتشابك العوامل في الدول التي تعاني نظامًا هشًا، وكما أسلفنا يمكن أن ينتج التدويل بناءً على قرار دولي يُتخذ في الأمم المتحدة لمعالجة أزمة مستفحلة. وللتدويل من حيث المبدأ خارطة طريق من المفترض أن يضعها خبراء في: العلوم السياسية – العلوم العسكرية العلوم الإقتصادية – العلوم المالية، بما ينسجم ووضع البلاد التي يُعالجون أمرها، لكن المهم والأهم أنْ يكون لهؤلاء الخبراء قدرة على التخطيط وقدرة على وضع آلية لتنفيذ خارطة الطريق بالأطر القانونية – الدستورية.

في لبنان قضية التدويل ليست سهلة ولا هي صعبة وعلى الذين سيتولّون مهمّة الإشراف على دراسة وضع كالوضع اللبناني، أن يتداركوا أنهم يتعاطون مع قضية وطن فاقد للسيادة وللشرعية الداخلية والعربية والدولية، وأنهم يتعاطون مع مجموعات سياسية تُعاني من جهل مقومات العمل السياسي وفقًا للأصول، لأنّ صراع المصالح بين هؤلاء السّاسة وأفعالهم لا ترتقي إلى المستوى الذي يجعل منهم أهلاً لممارسة العمل السياسي وهذه حقيقة يجب تداركها قبل كل شيء وإلاّ لا لزوم لأي دراسة أو القيام بأي خطوة… قانونيًا من أجل إنجاح مبدأ التدويل على المُكلّفين بهذا الأمر التفتيش على من لديهم القدرة على التفاعل مع خارطة الطريق المنوي تطبيقها عمليًا، والذين يتحمّلون كامل المسؤولية في ظل صراع محلي – محلي وإقليمي – إقليمي ودولي – دولي على الساحة اللبنانية. وإنْ لم يُحْسِنْ المُكلّفون والمطالبون بمبدأ التدويل التخطيط الإستراتيجي فسيصلون إلى أزمة شديدة التعقيد وستُدخِل لبنان في أزمة جديدة من الفراغ على مستوى كل الرئاسات، وسيكون الوضع ضحية الفساد وعدم السيادة والضياع الذي لا ينتهي على الإطلاق.

لبنان، وفق منطق البطريركية المارونية ومجموعة من المناضلين الشرفاء برزوا بعد ثورة 17 تشرين، بحاجة إلى تقديم البديل في ممارسة العمل السياسي، والوضع اللبناني على ما يؤشِّرْ بحاجة إلى نقل إدارة الأزمة اللبنانية وبكل ملفاتها المتشعبة من دائرة السياسة التقليدية – الإرتهانية – الإستعلائية – اللاشرعية إلى دائرة خبراء من المجتمع الدولي في المواقع الذي أشرنا إليها سابقًا (سياسة – أمن – إقتصاد – مال)، والهدف إعادة ترميم المجتمع اللبناني بكل تكاوينه بما فيه الحياة السياسية التي هي الأساس لأي نهضة سياسية وتأسيس هيكلية نظام سياسي جديد.

لبنان يمر بمرحلة استثنائية دقيقة وخطرة، حيث هناك غياب تام لأجهزة الدولة والدولة عاجزة عن القيام بأبسط مهامها وسيادتها مُنتقصة وإداراتها في خبر كان والديمقراطية في الجمهورية اللبنانية مُغيّبة إنْ لم نقُل مُفتعل فيها. الفساد يحكم كل إدارات الدولة ومن دون إستثناء، والدولة غائبة عن القرار الرسمي أو بصريح العبارة مُغيبة عن مراكز القرار. فالقرار يُتخذ في الخارج ويُملى تنفيذه على أطراف داخليين لا قدرة لديهم حتى على تسجيل أي ملاحظة.

إستنادًا لعِظة سيّد صرح بكركي الذي أعطيَ له مجد لبنان تاريخيًا، وعلى ما يبدو إستشعر الصرح مبدئيًا أنّ كل منافذ الحلول على المستوى اللبناني قد أُقْفِلَت وحتى الحلول العربية غير متوفرة آنيًا بالرغم من بعض الإشارات التي تطفوا على بعض صفحات الجرائد، وما هي سوى سراب. وهذا الأمر يفتح الباب للمطالبة بالبحث عن حل دولي للأزمة اللبنانية، علمًا أنّ هذين الشرطين ليسا من الأسباب الموجبة لتدويل الأزمة اللبنانية. وعمليًا إذا نظرنا إلى خريطة المنطقة نُلاحظ أنّ مبدأ التدويل يعمّ المنطقة فعليًا والأمثلة كثيرة في هذا الإطار نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الملف النووي الإيراني – التسويات في اليمن – العراق – سوريا – فلسطين… لذلك من الواجب التفتيش عن الأسباب الموجبة لتدويل الأزمة اللبنانية إضافة إلى السببين اللذين ذكرتهما.

سياسيًا، في المنطقة حروب أملَتْ على المجتمع الدولي التحرُك لمعالجتها ولبنان من الدول التي تعاني ويلات الحروب، وإن لم تكُن في هذه المرحلة عسكرية لا بل هو مُعرّض لخطر الأعمال العسكرية بسبب فقدانه لسيادته على أراضيه ولعدم وجود قوى مُسلحة باستطاعتها القيام بمهامها والسبب التقصير السياسي المُمارس من قبل ساسة لبنان، ولبنان يُعاني عدم شرعية الإنتخابات النيابية التي قاطعها حوالى 59% من الناخبين وقوانينه مُغيّبة ونظامه السياسي مُستباح إضافة الى انّ ساسته مأجورون للخارج، وانّ موانئه وحدوده مطوقة ومستباحة وبعضها دُمِّرَ والشعب يُذّل لإخضاعه والنظام المصرفي والإقتصاد في خبر كان، وهوية لبنان على المحك لا بل نظامه السياسي يتهاوى، إضافةً إلى وضع ديمغرافي بلغ الحد الأقصى من الخطورة لناحية وجود اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، كلها أسباب موجبة للمطالبة بالتدويل. لم يَعُد مقبولاً السكوت عن تدويل قضايا معينة لا بل التغاضي عن هذا الأمر بات مذلّة، قرافضو التدويل هدفهم الإستفراد بلبنان وهذا أمر لم يَعُدْ مقبولاً. إذاً التدويل بات خيارًا ممكنًا ومتاحًا، وبناء على ما هو عليه الوضع في لبنان وفضلاً عن النهج السياسي القائم والمخالف لأبسط قواعد الديمقراطية يجب تحديد الأولويات الأساسية لتحسين الوضع اللبناني عن طريق تطبيق خارطة طريق إنطلاقًا من اعتماد مبدأ التدويل الذي يرتكز مبدئيًا على:

1 – عقد مؤتمر دولي لمعالجة حثيثة وفعّالة للأزمة اللبنانية.

2 – تطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

3 – قيام نظام إنتقالي محدد الصلاحية التنفيذية ولمدة زمنية محددة تجرى خلالها بعض الإصلاحات السياسية والمالية، ومنها على سبيل المثال الإنتخابات النيابية من أجل إعادة تكوين سلطة ديمقراطية تحوز على ثقة الشعب والمجتمع الدولي.

فيما يتعلق بالجهة الداعية لـ”التدويل”، عليها وعلينا أن نعطي الأولوية لحل الملف اللبناني فعليًا وعمليًا، علمًا أنّ الظروف قد تكون مؤاتية مرحليًا وعلينا الإستفادة منها خصوصًا بعد إعادة خلط بعض الأوراق في المنطقة. نعم، التدويل أحد مخارج الأزمة اللبنانية إنْ أحسنّا إعداده.

 

كيف سيتمّ إقناع جبران باسيل؟

طوني عيسى/الجمهورية/21 كانون الأول/2022

حتى اليوم، تحرص أوساط «حزب الله» على تأكيد أن لا مرشح لرئاسة الجمهورية سيتمّ فرضه رغماً عن إرادة الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل. وموقف «الحزب» هذا جدّي بالتأكيد، وليس للمناورة. فحتى إشعار آخر، سيبقى «التيار الوطني الحر» هو الحليف المسيحي «المعتمد» لدى «الحزب» في الدرجة الأولى. وهذا الأمر يعرفه «التيار» جيداً، وإليه يرتكز ليتشبث بموقفه. إذ يرى أنّ من حقه على «الحزب» أن يحفظ له موقعه المميَّز على الخريطة السياسية وداخل السلطة، بعدما سلَّفه «التيار» تغطية مسيحية ووطنية للسلاح طوال سنوات ولا يزال. بل إنّ باسيل يعتبر أنّه دفع ثمن تأمينه هذه التغطية خسارةً في شعبيته المسيحية وعقوباتٍ أميركية، فيما كان حلفاء «الحزب» الآخرون ينكفئون عن الواجهة ويسايرون في كل الاتجاهات. وهؤلاء لهم حساباتهم، وتجنّبوا «تلطيخ» صورتهم على رغم تحالفهم مع «الحزب». يرى «التيار» أنّ العلاقة مع «حزب الله» يجب أن تحافظ على التوازي بين طرفي المعادلة. فأياً كانت المبرّرات، يجب ألّا يتخلّى «الحزب» عن دعمه لباسيل في خلافة عون كرئيس للجمهورية. فـ»تفاهم مار مخايل» ليس معقوداً مع عون وحده، وبشكل شخصي، بل هو يعني «التيار» وقيادته، علماً أنّ باسيل كان من الذين اضطلعوا بدور أساسي في تحقيق هذا التفاهم.

لكن الحجّة التي يتمسك بها «حزب الله» جاهزة وقوية، وهي أنّ مشكلة باسيل مع الرئاسة لا تكمن أساساً في عدم دعم «الحزب» له، بل في «الفيتو» الذي يفرضه الأميركيون والعرب عليه. وإذا قرَّر «الحزب» دعم باسيل، افتراضاً، فإنّ هذا الدعم لن يفتح له أبواب الرئاسة بل سيضاعف حدَّة «الفيتوات» الخارجية ضده.

وفي شكل معاكس، إنّ وجود خلافٍ بين باسيل و»الحزب» في ملف الرئاسة ومسائل أخرى، يمكن أن يستفيد منه باسيل «لتبرئة» نفسه، ولو جزئياً من ارتباطه العميق بـ»الحزب». وثمة من يعتقد أنّ التباعد الظاهر بين الطرفين، ربما يسهِّل تلميع صورة الرجل في المحافل الخارجية.

ولكن، في المقابل، هناك انطباع لدى كثيرين بأنّ الخلاف المعلن مع باسيل لا يزعج «الحزب» الذي يعرف أنّ هذا الخلاف سيبقى تحت السيطرة، بل هو يحقق هدفاً آخر هو التأخير في إنجاز ملف الانتخابات الرئاسية. فـ»حزب الله» يرغب في إنجاز سلة تسويات للوضع الداخلي، وهو يفضل أن يبرمج ساعته على التحولات الإقليمية والدولية التي يمكن أن تمنحه مكاسب أفضل. في الظاهر، يبدو «حزب الله» واقفاً بين استحالتين: استحالة وصول باسيل إلى الرئاسة بسبب «الفيتوات» الداخلية والخارجية الكثيفة، واستحالة وصول فرنجية بسبب «الفيتو» المسيحي شبه الشامل المضروب عليه. وفي ظل هاتين الاستحالتين، ثمة مَن يعتقد أنّ حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون تصبح هي الوحيدة الجدّية، لأنّ الرجل يمكن أن يحظى بدعم داخلي وخارجي في آن معاً، ومن اتجاهات متعاكسة.

إذا كان «حزب الله» يفضّل هذا الخيار، فمن السهل عليه أن يستفيد من الخلاف الشرس، الذي يعطل الانتخابات الرئاسية، بين الحليفين المارونيين، ليطرح قائد الجيش حلاً وسطاً. ولكن، ليس مؤكّداً أنّ «الحزب» يفضّل قائداً للجيش، يتموضع على مسافة وسطى بين الجميع في الداخل والخارج، بدلاً من حليف قريب يتماهى معه تماماً في الاستراتيجية والتكتيك. ويقول أصحاب هذه الفرضية إنّ فترة الشغور السابقة في موقع الرئاسة، التي استمرت من ربيع العام 2014 حتى خريف 2016، سمحت لـ»حزب الله» كي ينقل الرئاسة والبلد من مرحلة قائد الجيش «التوافقي» ميشال سليمان إلى مرحلة الحليف الأقرب ميشال عون. ومعلوم أنّ العلاقة بين «الحزب» وسليمان بدأت جيدة، لكنها انتهت على خلافات شرسة. فهل يمكن أن يستخدم «حزب الله» مرحلة الشغور الرئاسي الحالية ليفعل عكس ما فعله في العام 2016، أي لينقل الرئاسة من يد الحليف اللصيق ميشال عون إلى يد قائد الجيش جوزف عون؟

على الأرجح، ليس «حزب الله» معادياً لخيار قائد الجيش الحالي. وقد عبّر مسؤولوه أخيراً عن تقديرهم للرجل والعلاقة معه. وإذا فرضت الظروف على «الحزب» أن يوافق على قائد الجيش، مقابل ضمانات وثيقة وطويلة الأمد، داخلية وخارجية، فإنّه قد يوافق. ولكن، بالتأكيد، خيار «الحزب» المفضّل هو أحد الحليفين اللصيقين: باسيل أو فرنجية، أي إنّ الدائرة تدور في الملف الرئاسي لتعود إلى النقطة إياها. بين الحليفين المارونيين، قد يكون الأسهل تسويق فرنجية عربياً ودولياً. ولكن ما الثمن الذي سيُدفع لـ»القوات اللبنانية» كي توفر التغطية المسيحية، أو كيف سيتمّ إقناع باسيل؟ وفي المقابل، أي معجزة يحتاج إليها باسيل لينجح في تلميع صورته لدى القوى المسلمة في لبنان، ولدى العرب والأميركيين؟ إنّها الدائرة المقفلة فعلاً. فطريق القصر تبدو مسدودة. ووحدها طريق الفراغ والفوضى تبقى مفتوحة، حتى إشعار آخر.

 

لا مُبادرة رئاسية خارجية والأبواب الداخلية مُقفلة

راكيل عتيّق/نداء الوطن/21 كانون الأول/2022

بعدما كان مسؤولون كبار ومعنيون بالاستحقاق الرئاسي يعوّلون على حوار داخلي ومبادرات أو لقاءات خارجية تُخرج هذا الاستحقاق من عنق الفراغ والمراوحة مع نهاية السنة، خابت توقعاتهم، بسبب تطوّرات معاكسة داخلياً وخارجياً، بنحوٍ يؤخّر انتخاب رئيس للجمهورية الى أمد غير مُحدّد. وتؤكد جهات سياسية منخرطة بالاتصالات الرئاسية، أن لا مبادرة خارجية جديّة بعد، ولا يتخطّى التحرُّك الأوروبي حدود الحض على إنجاز الاستحقاق الرئاسي سريعاً، فيما «أهل» قطر لا يزالون يستمعون إلى بعض الأفرقاء اللبنانيين، ولم يطرحوا أي مبادرة أو تسوية أو توافق على أي إسم، على عكس ما يُسوّق.

داخلياً أيضاً، لا تزال الأبواب الرئاسية موصدة، فأي لاعب أساس لم يغيّر من موقفه. وعلى خط عين التينة، يعتزم رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة بعد الأعياد، الى جلسات انتخابية وحتى تشريعية عند الضرورة واللزوم. وقد يدعو رئيس المجلس الى جلسة لانتخاب الرئيس قبل رأس السنة «على ضوء» الاتصالات الجارية مع جميع الأفرقاء والكتل النيابية، كذلك تؤكد مصادر قريبة منه أنّه متمسّك بالحوار، لأنّ الأساس لانتخاب الرئيس هو التفاهم الداخلي، وذلك بالاتفاق على المواصفات الرئاسية مع سلّة تفاهمات أخرى، قبل التفاهم على الأسماء.

ويجزم هؤلاء بأنّ بري «لم يجرّب الحوار وما مشي الحال»، بل إنّ الأفرقاء المسيحيين لم يتجاوبوا معه، وهو سيحاول مجدداً ولا يعتبر أنّه فشل، بل من رفضوا الحوار هم من فشلوا فرفْض اللقاء يعني إطالة الأزمة. وفي ضوء الاتصالات التي يجريها بري، حين يلمس أي تجاوب مع الحوار، سيدعو إليه مجدداً، إن في عين التينة أو في ساحة النجمة. كذلك إنّ التواصل بين بري وبكركي مفتوح، وهو يؤيّد الحوار المسيحي – المسيحي. إلّا أنّ رافضي الحوار، لا سيما الكتل المسيحية الرئيسية، لا يزالون على مواقفهم، وبالتالي لا خرق متوقّعاً على هذا المستوى.

أمّا على خط بكركي، فعلى رغم أنّ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يتشاور مع زواره حول أسماء مرشحة للرئاسة، ومن بينها الأسماء التي طرحها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، إلّا أن لا مؤشر حتى اللحظة، الى أنّ البطريرك في وارد الدخول في لعبة الأسماء أو لعب دور المرجعية التي تخرج الاستحقاق الرئاسي من الفراغ والجمود، فبكركي تعتبر انطلاقاً من التجارب السابقة، أنّ هذا المسعى إذا فشل سينعكس سلباً على دورها التاريخي. لذلك تكتفي بطرح خريطة طريق مبدئية لإنجاز هذا الاستحقاق، لجهة تحديد مواصفات الرئيس العتيد وحض المعنيين والكتل النيابية على انتخاب رئيس ورفع السقف في وجههم وتحميلهم مسؤولية التعطيل. وبالتالي، لا يظهر أنّ البطريركية المارونية ستأخذ على عاتقها المبادرة الى جس نبض الأفرقاء حيال أسماء وغربلتها للوصول الى توافق بين الجميع على اسم أو أكثر.

الى ذلك، تؤكد مصادر في السلطة، أنّ كلّ ما يدور حول الاستحقاق الرئاسي لا يعدو كونه أكثر من «حكي بحكي»، فلا طرح ثابت وأكيد، ولا تزال الاتصالات الخارجية في إطار التمنيات علَّ الداخل يقوم بدوره. ويؤكد زوار دول خليجية، أن لا مبادرة لعقد حوار أو مؤتمر يجمع الأفرقاء اللبنانيين لإنتاج تسوية رئاسية، حتى اللحظة، ولا إشارة الى «اتفاق دوحة» ثانٍ، بل قد تكون هناك رسالة خارجية للتعبير عن رغبة الدول في تسريع انتخاب رئيس، انطلاقاً من هدف حفظ الاستقرار.

إنطلاقاً من هذا الواقع، بات هناك اقتناع لدى جهات سياسية عدة بأنّ الأبواب الرئاسية الداخلية أُقفلت وستبقى موصدة، الّا إذا قرّر لاعب أساس أن يخرق «الستاتيكو» بطرح جديد. بالتوازي، ترى جهات معارضة، أنّ الاستحقاق الرئاسي متوقّف عملياً عند «حزب الله» لأنّه متمسك بترشيح رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية، وفي الوقت عينه ليس قادراً على التوفيق بين حليفيه المسيحيين من جهة أو الذهاب الى خيار آخر من جهةٍ ثانية. وبما أنّ ارتباط «حزب الله» بإيران عضوي واستراتيجي، وإيران على تفاعل مع دول أخرى، وبعد المشاورات واللقاءات الجانبية بين الدول المعنية بالملف اللبناني، في «مؤتمر بغداد» في الأردن، قد يكون المفتاح الرئاسي «إيراني»، بحيث ينسحب التقاطع الأميركي – الأوروبي – الإيراني الذي أنتج اتفاق الترسيم البحري على الملف الرئاسي، خصوصاً بعد موقف وزير خارجية إيران الأخير الإيجابي تجاه السعودية. لذلك قد تعمد إيران الى بعث إشارة الى «الحزب»، على غرار ما فعلت في ملف الترسيم، لكي ينفتح على البحث في مرشحين آخرين للرئاسة. وبالتالي، أمام انسداد الآفاق المحلية، تلوح إمكانية خارجية لفتح الأبواب الرئاسية عبر إيران، التي قد تستخدم الورقة الرئاسية كرسالة تعاون إيجابية للأوروبيين والأميركيين والسعوديين، عبر الطلب من «حزب الله» تسهيل انتخاب رئيس.

 

حزب الله” من العاقبية إلى رميش: أخطر بلا حدود

نجم الهاشم/نداء الوطن/21 كانون الأول/2022

عندما يعتبر الأمين العام لـ»”حزب الله”» السيد حسن نصرالله أنّه لا يحقّ لأحد أن يسأله عمّن كلّفه بأخذ لبنان إلى خيارات الحرب وغير الحرب من دون استشارة أحد، بـ”أن الله مكلّفني ونحنا ناس الله مكلّفنا وإنت مين كلّفك وليش إنت إنسان؟”… يصبح كل شيء مباحاً بالنسبة إلى “الحزب” ويصبح أي سؤال له عن تصرّفاته وسياساته تحت سقف هذا التكليف “الإلهي”، بمثابة اعتداء على ما يؤمن به ويمارسه ويطبّقه. ولذلك لا يعود مستغرباً ما يفعله بل يصبح كل انتقاد له هو المستغرب بالنسبة اليه.

من العاقبية إلى رميش وما بينهما أمثلة كثيرة على هذا «التكليف الإلهي» الذي لا يمكن أن يَخضع «الحزب» من خلاله للسؤال فكيف بطلب خضوعه للمحاسبة. وضمن هذا المفهوم يصبح مثلًا قرار اغتيال الرئيس رفيق الحريري من ضمن هذا التكليف، ويصبح الذين نفّذوا عملية الإغتيال بمثابة القديسين كما وصفهم الأمين العام لـ»حزب الله»، وبالتالي لا يمكن أن يتمّ توقيفهم لا اليوم ولا بعد مئة عام، كما قال، لا أمام محكمة دولية ولا أمام أي محكمة لبنانية. كأنّ محكمة «الحزب الإلهية» أخذت القرار وأصدرت الحكم وطبقته بواسطة آلياتها التنفيذية أو ضابطاتها العدلية الخاصة.

وضمن هذا الإطار أيضاً تأتي سائر عمليات الإغتيال التي طالت معارضي «الحزب» من قيادات من 14 آذار منذ العام 2005 وحتى اغتيال لقمان سليم، والتي هناك شكوك في أن «حزب الله» يقف وراءها بحيث لا يمكن التحقيق فيها ولا يمكن توقيف أي مشتبه به، ويتم الإكتفاء بوصف جرميّ فقط للحادث الجرمي ويبقى الملف من دون أي ورقة ويكتفي القضاء اللبناني بالخضوع لهذه القاعدة. فالضابطة العدلية الرسمية لا تستطيع أن تحقّق ولا أن توقف أي مشتبه به ولا القضاء يمكنه أن يدّعي.

ولذلك لو لم تتشكّل المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري لبقيت القضية مقيّدة ضد مجهول حتى لو تمكّن الرائد الشهيد وسام عيد من تحديد شبكات التواصل وأسماء الذين تواصلوا بين بعضهم لتنفيذ عملية الإغتيال. فمثل هذا الأمر يعرّض المكتشف «للعقاب الإلهي» ولا يمكنه أن يعرّض المشتبه بهم. ولذلك يصبح منطق «حزب الله» فوق منطق الدولة والمؤسسات ويعمل بالتالي على إخضاع هذه المؤسسات التي تصبح عندها هذه المسألة عادة وقاعدة فلا تعود تسمح لنفسها بتجاوزها. وبالتالي عندما تواجه أي قضية من هذا النوع تلتزم بالسقف ولا تتجرّأ على المحاسبة.

ولا يخرج عن هذا الإطار موضوع التحقيق في تفجير مرفأ بيروت. إذ عندما حاول المحقق العدلي القاضي طارق البيطار تجاوز هذه القاعدة تمّ التصدّي له بكل الوسائل المتاحة لمنعه من استكمال التحقيق وعدم الإقتراب من كشف الحقيقة، مع أنّه لم يدّعِ على أيّ مسؤول من «حزب الله» بل كانت ادعاءاته تطال بعض من يدورون في محيط «الحزب». ومن هذا المنطلق يمكن فهم أسباب معارضة «حزب الله» الشرسة لإنشاء المحكمة الدولية ومحاولة إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2006، لأنّها أيضاً تجرأت على كسر هذه القاعدة بينما كان «الحزب» يريد أن تمشي الأمور بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكأنّ شيئاً لم يحصل.

من يضمن أمن القوات الدولية؟

خارج هذا السياق كيف يمكن مثلاً فهم سبب عدم توقيف أي مشتبه به في قضية قتل الجندي الإيرلندي شون رووني التابع للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان حتى لو لو يكن لـ»حزب الله» علاقة بالموضوع أو حتى لو لم يعطِ «الحزب» أمراً بهذه العملية، أو حتى لو كان الحادث غير مفتعل وغير مخطّط له وابن ساعته؟ وكيف يمكن أن تبرّر السلطة الأمنية والقضائية مثل هذا الأمر في قضية تتعلّق بأمن القوات الدولية الخاضعة لقرارات مجلس الأمن الدولي والمنتشرة في جنوب لبنان بقرار منه، والتي تتجدّد مهماتها بقرار منه؟ وهل تغني عن التحقيق زيارات التعزية التي قام بها مسؤولون رسميون إلى قيادة القوات الدولية في الناقورة؟ بأيّ منطق يمكن لهؤلاء المسؤولين أن يواجهوا العالم وكيف يمكنهم أن يغطّوا على الحقيقة وعلى التحقيق وكيف يمكنهم أن يستمرّوا في مواقعهم؟

حق فوق الحقوق

وإذا كان مثل هذا الأمر يحصل في موضوع له علاقة بالقوات الدولية وبجريمة موصوفة وواضحة المعالم، فلا يعود مستغرباً ما يحصل في رميش مثلاً من خلال الإعتداء على الممتلكات الخاصة بأبناء البلدة من جانب «جمعية أخضر بلا حدود» التي تشكّل غطاء لجماعة «حزب الله». فـ»الحزب» أعطى لنفسه حق التمركز في أيّ مكان يريده على قاعدة أنّه ينفذ مهمات إلهية ولا يمكن أن يعترضه أحد. ومن هذا المنطلق يصبح تمركزه في أراضي بلدة رميش من قبيل الأمر الواجب ولا يمكن أن يعارضه حتى أصحاب الأملاك الخاصة لأنّهم بذلك يصيرون عملاء ويعرقلون مهمة «حزب الله الإلهية». فمنذ بدأت المشكلة مع «الحزب» في رميش قبل أشهر تصدّى الحزب للأهالي وهدّد عناصره بجرف البلدة من أساسها وأصرّ على البقاء في مراكزه. وإذا كانت هذه المراكز يجب أن تُحاط بالسرية فلماذا يشقّ الطرقات إليها بحيث يصير متاحاً تحديد مواقعها، ولماذا يعتدي على الأملاك الخاصة ولا يقيم أي اعتبار لأي اعتراض ولماذا لا تتدخل أجهزة الدولة لإعادة الحق إلى أصحابه؟

لو تدخلت الدولة لإعادة الحق إلى الكنيسة المارونية في لاسا لما كان «الحزب» تجرّأ على استباحة أملاك الناس في رميش. وبسبب هذا التخلّف الرسمي عن إحقاق العدالة يصير كل شيء مباحاً وتصير ملكية الأراضي مسألة قابلة للطعن بموجب ما يعتبره «حزب الله» بأنّه حقّ تاريخي وخطأ يجب تصحيحه. ولذلك يُنازع في ملكية الأراضي ويعتبر أنه تمّ مسحها خطأ منذ أيام الإنتداب الفرنسي أو حتى قبله وهي أملاك انتزعت من الشيعة وأخذها المسيحيون عنوة، وبالتالي يجب أن تعود إلى الشيعة وهذا المنطق يريدون تطبيقه على الممتلكات والمشاعات الممتدة من جرد جزين إلى جرد العاقورة وتنورين على سلسلة جبال لبنان الغربية، وعلى الأراضي التي يشقون فيها الطرقات ويتمركزون فيها في رميش بحجة الشك في ملكيتها ومن دون مناقشة حتى في هذه الخيارات.

من الأراضي إلى السياسة

لا ينطبق «الحقّ الإلهي» فقط على الأراضي بل على السياسة أيضاً. ضمن هذا المنطق يتصرّف «الحزب» وكأنّه وصيّ على السلطة السياسية وعلى القوى الأمنية والقضاء. وإلّا كيف يمكن فهم سبب عدم توقيف أي متّهم منه في أحداث خلده مثلًا أو في أحداث الطيونة؟ وكيف يمكن فهم منع «الحزب» اكتمال النصاب في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وكيف فَرَضَ الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان على مدى عامين ونصف من دون أن يرفّ له جفن أو يخشى انهيار الدولة والمؤسسات؟ وكيف قمع ظاهرة ثورة 17 تشرين واعتبرها موجّهة ضدّه؟ وكيف يمكن فهم خلافه الأخير حتى مع «التيار الوطني الحر» ورئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون؟

فـ»الحزب» بمنطق حقّه «الإلهي» لا يمكنه أن يقبل بأي رئيس جمهورية قويّ وبأيّ جيش قويّ وبأيّ دولة قويّة حتى لو كانت في ظلّ عهد ميشال عون. وبالتالي من هذا المنطلق يمكن فهم أسباب هذا الخلاف الذي استفاق عليه عون بعد انتهاء ولايته. فـ»الحزب» منع انتخاب غيره وأسهم في وصوله ولكنّه يرفض أن يكون هناك دولة قويّة. ولذلك منع قيام هذه الدولة وانتهى عهد عون بالإنهيار الشامل الذي يبرّر بقاء سلطة «الحزب» فوق كل السلطات الأخرى. يهمّ «الحزب» أن يكون الرئيس تحت تصرفه ولا يقبل إلا برئيس لا يمكن أن يطعنه في الظهر بينما المطلوب رئيس يحمي ظهر لبنان وصدره، كما قال البطريرك الماروني بشارة الراعي. ولذلك لم يدعم «الحزب» الرئيس عون في مسائل تقوّي عهده وبقي العهد معطّلاً والدولة معطّلة، في وقت لم يجرؤ عون على الخروج من تحت طاعة «الحزب» وأمينه العام. ولا يمكن أن تكون استفاقته جدّية بعد خروجه من القصر الجمهوري لأنّ ما فات قد مات، ولأنّه لم يفعل عندما كان المطلوب منه أن يفعل. فهو دخل في تفاهم مار مخايل مقتنعاً ومؤمناً بحقّ «حزب الله الإلهي» وبأن السيد حسن نصرالله لديه تكليف إلهي يمكنه أن يجيّره إليه من دون أن يتنازل له عنه.

أمان المسيحيين

في 11 كانون الأول الحالي قال وزير الثقافة محمد المرتضى خلال افتتاحه معرضاً للفنّ التشكيلي «مرايا فنية» في قصر الاونيسكو: «حماية الوجود المسيحي في لبنان واجب ملقى على عاتق المسلمين، وحفظ التنوع هو الضامن لإستمرار الكيان. النعرات الطائفية تعود الى زمن بائد وأدناه ولا رجعة لها ولن تقوم لأصحابها قائمة، والراجعون الوحيدون هم الصادقون العاملون على بناء وطن لجميع ابنائه».

ونبّه الى «بعض الاصوات التي تشيع بأن المسلمين متواطئون على المسيحيين»، وقال: «هذا منطق سقيم وغير سوي وصاحبه يخدم اسرائيل من حيث يعلم او لا يعلم، لأن الشرذمة وتأليب اللبنانيين بعضهم على بعض وتخويفهم من بعضهم البعض هي جميعها أهداف يعمل العدو الاسرائيلي على تحقيقها». وقال: «أنا المسلم أتعهّد بأن اكون الضمانة للمسيحي في بقاء وجوده الحرّ والفاعل وفي حفظ ايمانه ومقدّساته، ايماني يدعوني الى ذلك، مصلحتي الشخصية في بقاء الكيان تفرض عليّ ذلك».

قد يكون الوزير حسن النية في حرصه على أمان المسيحيين في لبنان. ولكنه طبعاً ليس هو من يشكّل الضمانة لهذا الأمان ولا «حزب الله» طبعاً ولا المسلمين، من خلال منطق يقود إلى أن المسيحيين آمنين في ذمة المسلمين على قاعدة أنتم في ذمتنا. حتى في ظل هذا المنطق لا يتصرّف «الحزب» في رميش وفي غير رميش لأنّه يجعل أهلها غير آمنين ولأنّه يصبح كأنّه الـ»أخطر بلا حدود» على وطن كان «أخضر بلا حدود». وهل مشكلة الوزير المرتضى هي مع المسيحين فقط لكي يتحدّث باسم المسلمين جميعاً؟

ربما بات على «حزب الله» مراجعة استراتيجيته لأنّه ما عاد يمكنه أن يحمِّل لبنان أكثر مما يمكن أن يتحمّله، لأنّ هذا الحمل يستدعي أن تراجع سائر المكونات اللبنانية استراتيجياتها الناتجة عن عجزها عن تحمّل أعباء ما تفرضه عليها استراتيجيات «الحزب». وبالتالي تحت هذا السقف تصبح رئاسة الجمهورية من دون تغيير هذه الإستراتيجيات ومراجعتها مجرّد تفاصيل أمام عدم الأمان الذي يشعر به بعض الأهالي في ظل الأمن الذي يفرضه منطق «الأهالي».

 

رميش والتعديات: لاسا جديدة؟

طوني كرم/نداء الوطن/21 كانون الأول/2022

لا تقتصر تعديات «قوى الأمر الواقع» على فرض نفوذها في إطارٍ جغرافيٍّ محدد، لا بل هي في حالة تمدّد مستمرّ. وبعد التمادي الممنهج في تعطيل انتظام عمل المؤسسات الدستوريّة الآيلة إلى التحلل، حمل تمنّع الدولة عن ردع التعديات على الممتلكات الخاصة التي تعود لأبناء بلدة رميش الجنوبية، في محلّة سموخيا، طابعاً مغايراً، ما دفع أبناء البلدة إلى تأكيد رفضهم «إستبدال الإحتلال الإسرائيلي بآخر»، والإنصياع لاستباحة أراضيهم عبر المخطط التوسعي الذي ينفّذه «حزب الله» عبر جمعيّة «أخضر بلا حدود». وتعود الإشكالات ما بين أبناء رميش وجمعية «أخضر بلا حدود» إلى العام 2016، حيث عمدت «الجمعيّة» إلى استمالة أحد الورثة الذين تعود لهم ملكيّة مزرعة قطمون في خراج البلدة وإبرام عقد إيجار معه لمدة 3 سنوات، ما استدعى اعتراض غالبيّة المالكين الذين وجدوا أنفسهم أمام أمر واقع جرّاء توقيع الأخير عقد الإيجار. ومع انتهاء العقد في العام 2019، تمت مطالبة «الجمعيّة» بإخلاء الأراضي التي تشغلها لكنها رفضت ما حال دون استرجاع تلك المساحات، والإبقاء على إشغالها بحكم الأمر الواقع.

ودفع تكرار «التحديات والتعديات الحاصلة على الأهالي وعلى أراضيهم واملاكهم»، أبناء البلدة إلى مناشدة المسؤولين في الدولة والمراجع الروحيّة «التحرّك ووضع حدّ لكلّ الممارسات والتعديات التي تسيء إلى العيش المشترك وعدم ترك الأمور لمزيد من التفاقم»، وفق ما جاء في بيان لهم، جرّاء «ما تتعرض له أراضي وأملاك وأرزاق أهالي رميش من استباحة وتعديات وتهديد لبعض المالكين من قبل قوى الأمر الواقع في المنطقة، حيث تقوم هذه القوى بجرف مساحات واسعة من الأراضي واقتلاع أشجار وإقامة انشاءات، واستعمال معدات ثقيلة للحفر في أحراش تعود ملكيتها لأهالي رميش». ومع تأكيد الأهالي اعتراضهم الكبير على أعمال الحفر التي تنفذها جهات تابعة لـ»حزب الله» في عقارات سموخيا المملوكة من أهالي رميش، خلافاً لموافقة المالكين والبلدية، توقفوا عند غياب الدولة والجيش اللبناني عن مؤازرتهم في الحفاظ على أملاكهم التي تقع في منطقة خاضعة للقرار 1701 في الجنوب، رغم تواجد الجيش في البلدة.

وتتقاطع مواقف أبناء البلدة على التأكيد لـ»نداء الوطن» أنّ الأعمال التي تقوم بها جمعيّة «أخضر بلا حدود» لا تلقى موافقة الأهالي وأبناء البلدة الذين تعود لهم ملكيّة الأراضي في خراج بلدة رميش التي يعمد «حزب الله» إلى إنشاء مراكز أمنيّة تأخذ طابعاً بيئياً في أراضي قطمون، سموخيا، جبال العرب التابعة لبلدة رميش الحدودية، مع العلم أنّ المعترضين من الأهالي هم متنوعون سياسياً ولا طابع محدداً لحراكهم الرافض لعمل «الجمعية»، ذلك أنّ بعضهم عونيون والبعض الآخر من «القوات» وثمة فئة ثالثة غير محسوبة على الحزبين.

وما يحدث راهناً في محلّة «مزرعة سموخيا»، هو أنّ «الجمعيّة» تعمد إلى شق الطرقات وإقامة برك زراعيّة، وتشييد غرف ووضع بيوت جاهزة، وذلك بالتزامن مع استحداث طريق جديد بطول 1 كيلومتر وعرض 8 أمتار داخل الأملاك الخاصة، كما تعمد إلى تشييد بناء أو مركز لها بموازاة الحدود مع إسرائيل. ما دفع الأهالي إلى التحذير من أن تتحوّل الأعمال التي تقوم بها «الجمعيّة» الى استملاك بحكم الأمر الواقع للأراضي التي تحاول وضعها في خانة المشاعات العامة، فيسقط حق الملكيّة الذي يعود للأهالي بموجب سندات تعود إلى العام 1880. ومع إبراز الأهالي السندات التي لا تقبل الشك، ينقل أحد أبناء البلدة طلب «الجمعيّة» منهم، استضافتها في تلك العقارات وغض النظر عن الأعمال التي تقوم بها والتي تصّب في خانة «الحماية من العدو الإسرائيلي»، خصوصاً وأنّ نزع الألغام التي كانت مزروعة في تلك المساحات، لم يمرّ عليه أشهر معدودة. ولذا كان أبناء البلدة يخشون دخول تلك العقارات أو تفقدها كونها كانت مزروعة بالألغام. ويؤكد الأهالي رفضهم «إستبدال إحتلال بآخر»، مع استكمال «قوى الأمر الواقع» مخططاتها الهادفة وفق الاهالي إلى تقييد حركة المالكين ومنعهم من الإقتراب من الأشغال التي تنفذها «الجمعيّة»، والتي تقع على بعد 200 متر من تواجد نقطة ثابتة لقوات «اليونيفيل»، و400 متر من مركز الجيش اللبناني.

وعن الخطوات التي يقوم بها الأهالي لوقف التعديات، شددوا على امتناع الدولة عن القيام بواجبها في حماية ممتلكاتهم، مشيرين إلى أن كلّ محاولاتهم للاستنجاد وطلب المؤازرة من قوى الأمن الداخلي، للوصول إلى ممتلكاتهم، باءت بالفشل نظراً لكون التعديات على الحدود تتطلب مراجعة الجيش اللبناني، الذي أوضح بدوره للبلدية أن الأعمال التي تنفذها «الجمعيّة» تقع في أملاك تمّ استئجارها وفق عقود لإشغالها خلافاً لرواية المالكين الذين عمدوا إلى توقيع عريضة تطالب البلدية برفع التعديات عن أراضيهم، مؤكدين في الوقت ذاته عدم السماح للجمعية باستخدام أراضيهم وممتلكاتهم لأي سبب كان. ومع تشديد الأهالي على موقف الجيش البناني الرافض للتدخل، تساءل أبناء البلدة عبر «نداء الوطن» عن الجهة التي يتوجّب اللجوء إليها بعد تبيان أن المشكلة الفعليّة التي يواجهونها تعود إلى تمدد «قوى الأمر الواقع» أي «حزب الله» إلى السلطة القضائيّة كما الأجهزة الأمنيّة… ليؤكدوا في الوقت نفسه استعدادهم للجوء إلى كلّ الإجراءات المتاحة لتثبيت ملكيتهم للأراضي لكيّ لا يتحوّل إستصلاحها وإشغالها بعد سنوات إلى استملاك عبر وضع اليدّ عليها.

 

السلم الأهلي “يرمش” في رميش!

عماد مرمل/الجمهورية/21 كانون الأول/2022

من حين إلى آخر تقفز بلدة رميش الجنوبية، الواقعة في الشريط الحدودي، إلى دائرة الأضواء والاهتمام، ربطاً بإشكالات عقارية، لا تلبث ان تتخذ البعد الطائفي والسياسي الذي لا يعكس في رأي المطلعين جوهر المشكلة وحقيقتها. على رغم انّ الملف هو في طبيعته الأصلية «تقني»، الّا انّه تحوّل مادة ملتهبة ساهمت في تسعير الاحتقان الداخلي، بفعل تعدّد «الأيادي» التي امتدت اليه وتدخّلت في مجرياته، فتجاوز إطاره الطبيعي وصار يشكّل تهديداً للعيش المشترك الذي صمد خلال أصعب الظروف في تلك المنطقة، قبل أن يهتز في أيام السلم الأهلي المفترض على وقع الهواجس، المشروعة منها وغير المشروعة.

ومن المعروف انّ جمعية «أخضر بلا حدود» التي تنشط على المستوى البيئي في الجنوب، تتولّى استصلاح الاراضي وتشجيرها، انطلاقاً من الاتفاق مع أصحابها على استئجارها لفترة محدودة، يُعاد بعدها تسليم تلك الاراضي إليهم في حلّتها الجديدة. كذلك، يسجَّل تعاون من هذا النوع بين الجمعية وعدد من البلديات في ما خصّ المشاعات.  وتركّز الجمعية في نشاطها على أولوية زرع الأشجار في الجنوب ومنع قطعها، علماً انّ الامين العام لـ»حزب الله» كان قد أطلق من قبل مشروع المليون شجرة، فيما يوجد لدى الحزب جهاز متخصّص بإطفاء الحرائق لحماية الأحراج، في إشارة إلى الأهمية التي يوليها لهذا الأمر، اولاً بسبب مردوده البيئي، وثانياً بفعل فائدته اللوجستية للمقاومة في حال اندلاع اي مواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي.

واللافت، انّ الكيان الاسرائيلي كان قد أبدى انزعاجه من دور الجمعية التي يتهمها بأنّها واجهة لـ»حزب الله»، وسبق له ان اشتكى منها وعليها في رسالة وجّهها الى الأمم المتحدة. وتؤكّد اوساط جنوبية مواكبة لهذا الملف منذ بداياته، انّ ما تفعله الجمعية في منطقة رميش لا يتجاوز حدود التشجير واستصلاح الاراضي، من دون أي أبعاد سياسية او طائفية، «مع الإشارة الى انّ زرع الأشجار يتطلب احياناً استحداث خيم وجرف الارض تمهيداً لإعادة تأهيلها». ولكن بعض أهالي رميش اعتبروا انّ «أراضي وأملاك البلدة تتعرّض إلى استباحة وتعدّيات وتهديد لبعض المالكين من قِبل قوى الأمر الواقع في المنطقة»، لافتين إلى انّ «هذه القوى تقوم بجرف مساحات واسعة من اراضٍ تعود ملكيتها إلى أشخاص من البلدة وباقتلاع أشجار وعمل إنشاءات، واستعمال معدات ثقيلة للحفر».

وما لبثت جهات وشخصيات مسيحية عدة، في طليعتها «القوات اللبنانية»، ان دخلت على الخط بقوة، متهمة «حزب الله» بمحاولة «الاستيلاء على أرض الآباء والأجداد وتغيير هوية المنطقة»، وفق ما تضمنه بيان «قوات» بنت جبيل. لكن الاوساط الجنوبية الملمة بتفاصيل العلاقة بين رميش ومحيطها، تنبّه إلى انّ هناك محاولة لتضخيم الأمور واعطائها حجماً غير واقعي، في سياق حسابات انتهازية، لافتة إلى انّ الخلافات العقارية موجودة أيضاً بين بلدات شيعية عدة في الشريط الحدودي، «والمسألة لا تتعلق حصراً برميش وجوارها حتى يجري إلباسها لبوساً طائفياً ليس لها». وتحذّر الاوساط من مخاطر التحريض المعتمد، والذي من شأنه الإضرار بمصالح سكان البلدة وبعلاقتهم مع جيرانهم، مشدّدة على انّ العمق الطبيعي والتلقائي لرميش، اقتصادياً واجتماعياً وجغرافياً وأمنياً، انما يكمن في البلدات المجاورة وليس في معراب او غيرها، «وهي يجب أن تبقى على تفاعل ايجابي مع محيطها، كما كانت دائماً، أما التقوقع فلا يفيدها ولا يخدم العيش المشترك». وتؤكّد الاوساط، أنّ العلاقة مع أغلبية سكان رميش ممتازة، «ولطالما كان هناك حرص من المكونات الأخرى في المنطقة على احترام خصوصيات البلدة ومعاملة ابنائها كما يستحقون وأكثر، وهذه التجربة ينبغي أن تكون موضع حماية وتحصين».

 

استطلاع رأي جديد في لبنان يشير إلى استمرار عدم الرضا الداخلي والرغبة في التعاون مع الشركاء الدوليين

بواسطة فرانسيس ميكدونا/معهد واشنطن/21 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114258/%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%8a%d9%83%d8%af%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b7%d9%84/

عبر المشاركون اللبنانيون عن وجهات نظر إيجابية بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية وبطولة كأس العالم في قطر، لكنهم تقريبًا بدوا محبطين من كل شيء آخر. أعاد استطلاعٌ للرأي العام اللبناني الذي أجرته إحدى الشركات التجارية الإقليمية بتكليفٍ من "معهد واشنطن" في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 التأكيد على وجود إحباطٍ شديدٍ لدى المواطنين اللبنانيين في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، كما كشف عن زيادة الاهتمام بالعلاقات الدولية مع تنامي التشاؤم إزاء المسائل الإقليمية.  اتفاقية ترسيم الحدود البحرية تحشد بعض التأييد على الرغم من الآراء السائدة حول العلاقات الأخرى مع إسرائيل

في حين أبدى اللبنانيون سلبيةً كبيرة حيال مسائل الحوكمة المحلية، بدا أن المستجيبين اللبنانيين إيجابيين نسبيًا حيال قرارٍ واحد اتخذته حكومتهم على صعيد السياسة الخارجية، وهو توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. فقد رأى 61 في المئة من المستجيبين أن الاتفاقية ستخلف أثرًا "إيجابيًا إلى حدٍ ما" على المنطقة، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك المسجلة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر. ومع ذلك، لم تتبدّل الآراء بشكل كبير حول المسائل الأخرى المرتبطة بإسرائيل. فقد عارض 91 في المئة من اللبنانيين "إلى حدٍ ما" أو "بشدة" الطرح التالي: أن "الأشخاص الذين يرغبون في إقامة علاقات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين يجب أن يُسمح لهم بذلك." يتماشى هذا الرفض الموحد مع استطلاعات الرأي السابقة في لبنان والنتائج المماثلة في مصر، لكنه يختلف بشكل صارخ عن نسبة المشاركين السعوديين أو الإماراتيين التي لم تتعدى النصف والذين وافقوا على السماح بمثل هذه العلاقات غير الرسمية. هذا وسجل لبنان أعلى نسبةٍ من المستجيبين (85%) الذين اعتبروا أن "اتفاقيات إبراهيم" خلّفت أثرًا "سلبيًا إلى حدٍ ما" أو "سلبيًا جدًا" على المنطقة. من ناحية أخرى، اتفق المستجيبين من البلدان الأربعة في تقييمهم لنتائج الانتخابات الوطنية الأخيرة في إسرائيل، حيث عاد بنيامين نتنياهو إلى السلطة مع ائتلاف أغلبية واضح. وأشار 92 في المئة من اللبنانيين في هذا الصدد إلى أن هذه النتيجة سوف تعود بأثرٍ "سلبي إلى حدٍ ما" أو "سلبي جدًا" على المنطقة.

اللبنانيون جميعًا مستاؤون من الظروف التي يشهدها وطنهم

عندما طُلب منهم تقييم كيفية تعامُل دولتهم مع مجموعةٍ متنوعة من المسائل السياسية والاقتصادية، أفادت الأغلبية الساحقة من المستجيبين اللبنانيين (97%) أن دولتهم "تبذل القليل جداً " لمعالجة ثلاثة مخاوف رئيسية، ألا وهي الحد من الفساد، حيث يتفق اللبنانيين على انه لا يتم بذل جهودًا تُذكر للحد من مستوى الفساد في الاقتصاد والقطاع العام، وتلبية احتياجات الشعب من أجل تأمين ظروف حياةٍ كريمة، وتخفيف عبء الضرائب والموجبات الأخرى بصورةٍ عادلة. أفادت أغلبيةٌ كبيرة مماثلة أيضًا (91%) أن الحكومة اللبنانية لا تبذل جهودًا تُذكر للاهتمام بآراء المواطنين العاديين. وأجمع الشباب والمتقدمون في السن من سُنّة وشيعة ومسيحيين ودروز على هذه النظرة المتشائمة إلى وضع البلاد، في توافقٍ أكبر في الرأي بالمقارنة مع الاستطلاعات في الدول الأخرى. فمن بين البلدان الأربعة التي أُجري فيها استطلاع الرأي في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وحدها مصر سجّلت أغلبيةً كبيرة مشابهة من المستجيبين (76%) الذين يعتبرون أن حكومتهم لا تبذل جهودًا تُذكر.  وعلى الرغم من أن كل الدول في الشرق الأوسط عانت من مستوياتٍ متباينة من الانكماش الاقتصادي الذي يزداد تعقيدًا، تشير نتائج استطلاعات الرأي هذه إلى الوضع الملح جدًا في لبنان. فقد شهدت معدلات الفقر والبطالة ارتفاعًا كبيرًا وبلغت مستوياتٍ خطيرة في الأشهر الأخيرة، لتصبح شريحة كبيرة من الشعب عاجزةً عن تحمُّل تكلفة الحاجات الأساسية مثل التدفئة أو الرعاية الصحية. وقد تفاقم هذا الواقع في ظل غياب الاستجابة الحكومية، إذ تركت الانقسامات السياسية العميقة في البرلمان لبنان من دون رئيس منذ أكثر من شهر. وبالفعل، إن 91 في المئة من المستجيبين "عارضوا إلى حدٍ ما" على الأقل الطرح التالي: "من الجيد أننا لا نشهد احتجاجات جماهيرية ضد الحكومة، كما شهدت بعض البلدان الأخرى مؤخرًا"، بينما رفض ثلثي المستجيبين بشدة هذا الطرح.

الولايات المتحدة متخلّفة عن الصين وروسيا من حيث الأهمية المتصوّرة، إنما تحرز تقدمًا بالمقارنة مع الاستطلاعات السابقة

تماشيا مع استطلاعات الرأي السابقة، مالت نسبةٌ أكبر من المستجيبين إلى تصنيف أهمية العلاقات الجيدة مع روسيا والصين على أنها "مهمة إلى حدٍ ما" على الأقل بالمقارنة مع نسبة المستجيبين الذين قدّموا بالإجابة عينها حول العلاقات مع الولايات المتحدة.

هذا واحتلت الصين المرتبة الأولى، إذ اعتبر 72 في المئة من اللبنانيين المشمولين في الاستطلاع أن العلاقات الجيدة مع الصين "مهمة إلى حدٍ ما" على الأقل، في ارتفاعٍ من نسبة 68 في المئة المسجلة في آذار/مارس. وتجدر الإشارة إلى أن لبنان يعتمد بشكلٍ كبير على الصين للدعم الاقتصادي منذ توقيعه مذكرة تفاهم للانضمام إلى "مبادرة الحزام والطريق" الصينية عام 2017.

واحتلت روسيا المرتبة الثانية (58%)، في ارتفاعٍ بنسبة أربع نقاطٍ مئوية منذ آذار/مارس. الأهم من ذلك، صنف الشيعة اللبنانيون الذين شملهم الاستقصاء العلاقات مع روسيا بنسبة أعلى بكثير من نظرائهم من المواطنين، حيث قال 83٪ أنها "مهمة إلى حدٍ ما" على الأقل، وذلك مقارنة بـ 46٪ من السنة و49٪ من المسيحيين والدروز الذين قالوا الشيء نفسه. إلا أن هذا الرقم يتعارض مع غالبية المستجيبين (77%) الذين أفادوا أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا خلّفت أثرًا "سلبيًا جدًا" أو "سلبيًا إلى حدٍ ما" على المنطقة.

وعلى الرغم من أن الأهمية المتصوّرة للعلاقات مع الولايات المتحدة لم توازِ أهمية العلاقات مع الصين وروسيا، الا أن عدد المستجيبين الذين اعتبروا أن هذه العلاقات "مهمة إلى حدٍ ما" يشير إلى حدوث تحول تدريجي على مدار العامين الماضيين. فعند إجراء الاستطلاع لأول مرة في عام 2017 وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، رأى نحو 31٪ فقط من إجمالي المستجيبين أن هذه العلاقات مهمة إلى حد ما. في المقابل، يقول 41٪ من المستجيبين الان نفس الشيء، بما في ذلك حدوث تبدل ملحوظ في المواقف لدى بعض اللبنانيين الشيعة، حيث قفزت نسبة المستجيبين الذين يرون أن هذه العلاقة مهمة من 7٪ إلى 23٪ خلال العامين الماضيين. يشير هذا الاتجاه إلى أن الانهيار الاقتصادي يدفع بعض اللبنانيين تدريجيا إلى تغيير آرائهم بشأن قضية العلاقات مع الولايات المتحدة.

الآراء حول إيران متباينة بحسب الفئات السكانية

حافظت الأهمية المتصوّرة للعلاقات مع إيران على نسبةٍ منخفضة لا تتجاوز 44%، إلا أنه وكما هي العادة، تختلف الإجابات عن هذا السؤال بشكلٍ كبير بحسب العرق والدين. فقد أفاد 83 في المئة من المستجيبين الشيعة أن العلاقات مع إيران "مهمة إلى حدٍ ما" على الأقل، في حين أن نسبة المستجيبين اللبنانيين السنّة والمسيحيين والدروز الذي قدموا الإجابة نفسها تراوحت بين 20 و39 في المئة، وهي نسبة قليلة مقارنة بنسبة المستجيبين الذين أكدوا على أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة في الطوائف الثلاثة.

هذا واختلفت الآراء بطبيعة الحال حول الاحتجاجات المعادية للحكومة في إيران بحسب الخلفية الدينية أيضًا. ففي حين اعتبر 54 في المئة من إجمالي المستجيبين أن هذه الاحتجاجات "إيجابية إلى حدٍ ما" على الأقل، وهي نسبة أعلى بشكل عام من تلك المسجلة في مصر أو السعودية أو الإمارات، لم يشارك إلا 17 في المئة من المستجيبين اللبنانيين الشيعة هذا الرأي الإيجابي.

وبالمثل، ووافق 46 في المئة من المستجيبين "إلى حدٍ ما" أو "بشدة" على هذا الطرح الصريح بشكلٍ متعمد والوارد في هذا الاستطلاع للمرة الأولى: "بما أن إيران أوشكت اليوم على حيازة قنبلة نووية، فقد حان الوقت لتحذو دولة عربية حذوها أيضًا." ولو أن هذه النسبة لا تمثّل إلا النصف تقريبا، إلا أنها كانت الأعلى بين الدول الأربعة المشمولة في استطلاع تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

اللبنانيون يتفقون مع المنطقة حول بطولة كأس العالم ومؤتمر المناخ في القاهرة والأوبك

تماشت آراء اللبنانيين حول الأحداث الإقليمية الأخرى بمعظمها مع آراء السعوديين والإماراتيين والمصريين. فاعتبر 95 في المئة منهم أن بطولة كأس العالم في قطر تخلّف أثرًا "إيجابيًا إلى حدٍ ما" أو "إيجابيًا جدًا" على المنطقة، في أغلبيةٍ ساحقة توازي تلك المسجّلة في الدول الثلاثة الأخرى وتسلّط الضوء على الشعبية والدعم اللذين يحظى بهما هذا الحدث العالمي. في المقابل، بدا أن اللبنانيين وغيرهم من المستجيبين منقسمون حول أثر " المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" (COP27) المنعقد في القاهرة، حيث قال 45 في المئة منهم إن المؤتمر كان إيجابيًا، و43 في المئة إنه كان سلبيًا، و11 في المئة إنهم "ليسوا على اطلاعٍ كافٍ على المؤتمر لإبداء الرأي حياله"، وهي بمثابة مزيج من الآراء التي يتردد صداها في أماكن في المنطقة.

أما في ما يخص القرار الأخير الذي اتخذته أوبك بلس بخفض إنتاج النفط، أعرب المستجيبون اللبنانيون عن الآراء الأكثر سلبيةً المسجلة في استطلاعات الرأي الأربعة التي أُجريت في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، ولو بنسبة بضع نقاطٍ مئوية فحسب. فاعتبر 82 في المئة أن القرار سيخلف أثرًا "سلبيًا إلى حدٍ ما" أو "سلبيًا جدًا"، على الأرجح لأن هذه الخطوة سوف ترفع أسعار استيراد لبنان لكميات النفط الضرورية في وقتٍ تعاني فيه البلاد أساسًا من أزمةٍ حادة في الطاقة.

ملاحظة منهجية

يستند هذا التحليل إلى نتائج استطلاع قائم على المقابلات الشخصية لعينة تمثيلية على المستوى الوطني من 1000 مواطن لبناني، أجرته شركة تجارية إقليمية مستقلة وذات خبرة عالية في تشرين الثاني/نوفمبر 2022. أُخذت العينات وفقًا لإجراءات الاحتمالية الجغرافية القياسية، ما أسفر عن هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3 في المئة. وتم توفير ضوابط صارمة للجودة وضمانات للسرية طوال تلك الفترة. يمكن الاطلاع على نتائج الاستطلاع الكاملة على منصة بيانات الاستطلاعات التفاعلية لمعهد واشنطن. وتتوفر عند الطلب تفاصيل منهجية إضافية، بما في ذلك التصنيفات الديموغرافية وغيرها من المعلومات ذات الصلة.

فرانسيس ميكدونا هي باحثة مساعدة في منتدى فكرة في معهد واشنطن.*

 

توقعوا المزيد من العنف إذا لم يُحاسَب «حزب الله» على قتل الجندي الأيرلندي

 حنين غدار/معهد واشنطن/21 كانون الأول/2022

سواء كان «حزب الله» يضغط على الزناد بنفسه أو يحرض الآخرين على القيام بذلك، فقد وصل تجاهله الفاضح للسلطة المدنية اللبنانية، والقانون الدولي، والخطوط الحمراء الإسرائيلية إلى مستوى متدنٍ جديد.

عندما لقي الجندي شون روني، البالغ من العمر 23 عاماً، مصرعه رمياً بالرصاص أثناء تعرّض سيارته التابعة للأمم المتحدة لهجوم في بلدة العاقبية اللبنانية الأسبوع الماضي، سرعان ما ظهر الرد المتوقع: نفى «حزب الله» تورطه في الهجوم، وأعلنت قيادته أن "الناس" مستاؤون من تنامي وجود الأمم المتحدة في الجنوب، بما في ذلك المنطقة التي قُتل فيها روني. وسارعت الحكومة اللبنانية إلى التستّر على الحادثة بأسرع ما يمكن وبأكبر قدر ممكن من الترتيب مع تجنب حدوث أزمة دولية. ولكن لا يمكن الكشف عن القصة الحقيقية وراء ما حدث إلا من خلال إجراء تحقيق دولي لا يطال هجوم 14 كانون الأول/ديسمبر فحسب، بل يبحث أيضاً في نمط العنف المتصاعد لـ «حزب الله» في الجنوب والانعدام التام لمساءلته عن مثل هذه الأعمال.

منذ تأسيسه عام 1982، تجنب «حزب الله» التحقيق أو الملاحقة القضائية على جميع جرائمه العديدة تقريباً في لبنان. وربما كانت المرة الوحيدة التي وجده التحقيق فيها مذنباً بحادثة كبيرة هي المحكمة التي أنشئت بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005، وحتى في ذلك الحين، استغرقت المحاكمات أكثر من عقد إلى أن انتهت، وفشلت في توريط قادة «حزب الله» في الجريمة. ومرت جميع الجرائم الأخرى دون عقاب، من بينها انفجار مرفأ بيروت عام 2020، وهي كارثة لا يزال تورط «حزب الله» المحتمل فيها غامضاً إلى حد كبير بسبب الوتيرة البطيئة جداً للتحقيق الحكومي الذي عرقله الحزب مراراً وتكراراً. وقد تمكّن الحزب أيضاً من التهرب من المسؤولية عندما أخذ مناصروه الأمور على عاتقهم وهاجموا "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" ("اليونيفيل") أو أهدافاً أخرى، على الرغم من أن أفعالهم مدفوعة بوضوح بالدعاية التي يروجها «حزب الله»، وتبقى بمنأى عن الملاحقة القضائية.

ويتزامن أيضاً توقيت الحادث الذي وقع في 14 كانون الأول/ديسمبر مع عمليات عدوانية أخرى ينفذها «حزب الله» في جنوب لبنان، ومن بينها أعمال استفزازية ضد إسرائيل. لذلك إذا نظرنا إلى هذه الأمور مجتمعة، نرى أن الحزب مصمم على إزالة أي عقبة، محلية كانت أم دولية، أمام وجوده العسكري الراسخ والموسع.

تكثيف المواجهة منذ آب/أغسطس

لا يشكل تصعيد «حزب الله» ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أمراً جديداً، ولكن الحزب أخذ يكثف رسائله العدوانية منذ أن مدد مجلس الأمن الدولي ولاية "اليونيفيل" لمدة عام آخر بموجب القرار 2650. ويمكن فهم مشكلة «حزب الله» الرئيسية مع هذا القرار من خلال فقرة وردت في البيان الصحفي الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة عن القرار في 31 آب/أغسطس، وجاء فيها: "يكرر المجلس أن «اليونيفيل» لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، وأنه يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل. ويدعو الأطراف إلى ضمان حرية حركة «اليونيفيل»، بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات المعلنة وغير المعلن عنها". وفي 10 أيلول/سبتمبر، رد المسؤول في «حزب الله»، محمد يزبك، على هذا البيان مصرّحاً أنه من الآن فصاعداً سيُعتبرون عناصر "اليونيفيل" قوات احتلال. ويمكن بسهولة الاستنتاج بأن طهران تشارك الحزب الشعور نفسه بما أن يزبك هو أيضاً ممثل رئيسي للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في لبنان.

ومنذ ذلك الحين، تصاعدت التهديدات وخطابات الكراهية والترهيب ضد عناصر "اليونيفيل"، خاصة بعد أن توصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية في تشرين الأول/أكتوبر. فمن وجهة نظر «حزب الله»، يعني هذا الاتفاق أنه تم تجنب الحرب مع إسرائيل في الوقت الحالي. وبغض النظر عما إذا كان هذا التقييم دقيقاً أم لا، فقد أعطى الضوء الأخضر داخلياً لكوادر «حزب الله» لتسريع جهودهم للتأهب العسكري وإحكام قبضتهم على الجنوب، وهي أهداف تتطلب احتواء "اليونيفيل" بقوة أكبر من السنوات السابقة.

تفاصيل مقلقة من الهجوم الأخير

سارعت "اليونيفيل" إلى اتهام «حزب الله» بالهجوم الذي أودى بحياة روني. ووسط الضغوط الخارجية الناجمة عن ذلك، أصدرت الحكومة اللبنانية تقريراً أمنياً يوثّق إصابة سيارته بسبع وعشرين طلقة نارية من عدة زوايا. وفي غضون ذلك، ووفقاً للمحطة التلفزيونية المحلية LBCI، "يبدو أن الرصاصة التي قتلت الجندي الأيرلندي قد دخلت من باب السيارة الخلفي الذي كان مفتوحاً أثناء إطلاق النار". ويشير ذلك إلى أن المهاجمين بذلوا جهداً لفتح السيارة المحطمة وإطلاق النار عليها من مسافة قريبة، أي أنهم، بعبارات أخرى، قتلوا روني عمداً.

ووفقاً لصحيفة "نداء الوطن"، دفعت هذه الأدلة المسؤولين اللبنانيين إلى التواصل مع [قيادة] «حزب الله» للتأكيد على أن "القضية أصبحت محرجة" لبيروت دبلوماسياً، ويجب الإسراع في إيجاد "مخرج مناسب لها" قبل وصول لجنة حكومية إيرلندية إلى لبنان في 19 كانون الأول/ديسمبر. وبعد ذلك، كشفت بعض التقارير أن مسؤولاً أمنياً رفيعاً في «حزب الله» عقد اجتماعاً عبر "زوم" مع قائد في "اليونيفيل" لم يُذكر اسمه من أجل التوصل معه إلى الصيغة الأنسب لإغلاق القضية. ووفقاً لـ "نداء الوطن"، "أعاد... المسؤول الأمني في «حزب الله» التأكيد على أنّ الحزب حريص على الحفاظ على علاقات جيدة مع "اليونيفل" وأنه لا علاقة له بما حدث في بلدة العاقبية". ورد قائد اليونيفيل بعد ذلك: "إذا لم تكونوا مسؤولين مباشرة عن الحادثة، فأنتم مسؤولين عن إثارة البيئة الشعبية في الجنوب ضدنا". وبالفعل، هذا الجو العدائي آخذ في التفشي بين شريحة كبيرة من سكان الجنوب. فقد اتهم العديد من السكان المحليين جنود حفظ السلام التابعين لـ "اليونيفيل" بأنهم إسرائيليون. كما هددهم البعض باستخدام العنف.

لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أن المخابرات العسكرية اللبنانية تمكّنت من الكشف عن هوية اثنين من المشتبه بهم في إطلاق النار وفقاً لبعض التقارير، ولكن لم يتم القبض على أي شخص أو تسليمه إلى السلطات. وعادةً ما يظهر هذا النوع من قطع الاتصال عندما يحاول «حزب الله» حماية مجرم.

كما ذكرنا سابقاً ، تورّط «حزب الله» في العديد من الهجمات ضد "اليونيفيل" على مر السنين، وكانت كل حادثة تُنسب عادة إلى "الناس" وتحمل رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي. وكان أعنف هجوم هو تفجير موكب في حزيران/يونيو 2007 قُتل فيه ستة جنود إسبان. وشملت الهجمات البارزة الأخرى تفجير موكب أيرلندي عام 2008 وتفجيرين في عام 2011: أحدهما ضد وحدة إيطالية والآخر ضد وحدة فرنسية. كما ألقى «حزب الله» اللوم على "الناس" في أعمال العنف والمضايقات المستمرة التي كانت تتم على نطاق أصغر ضد مواكب "اليونيفيل" على مر السنين، والتي غالباً ما كانت تتخللها إتلاف معدات "اليونيفيل" أو مصادرتها. ولكن يبدو أن الحزب تعمّد تجنب المزيد من عمليات القتل بعد عام 2007، وحتى الآن.

الخطوط الحمراء المحلية والسياق الإيراني

فضلاً عن توجيه «حزب الله» رسالة قوية إلى "اليونيفيل" والمجتمع الدولي، كان الحزب منشغلاً أيضاً على الحدود مع إسرائيل، ولا سيما في بلدة رميش المسيحية. فهناك، اندلعت التوترات بين السكان المحليين والجمعية البيئية المفترضة التابعة لـ «حزب الله» "أخضر بلا حدود" بعد أن قررت الميليشيا مصادرة بعض أراضيهم لبناء الطرق. فحاول أبناء البلدة إقناع الجمعية بوقف المشروع إلى حين يتم التوصل إلى حل، لكن سلطات «حزب الله» تجاهلت مناشداتهم وأبلغت أصحاب الأرض أن أراضيهم تقع في منطقة حدودية استراتيجية، وبالتالي يجب مصادرتها لأغراض عسكرية، علماً أن شيئاً لم يتغير رسمياً على تلك الحدود منذ الحرب مع إسرائيل عام 2006.

ونتيجة لذلك، توجه أهالي رميش إلى الحكومة والجيش اللبناني، مطالبين الدولة بالحفاظ على حقوقهم، وإعطاء الأمر للمستولين على ممتلكاتهم بإخلائها، وردع أي طرف يحاول منعهم من العمل في أراضيهم. لكنّ أحداً لم يتحرك.

وحتى الآونة الأخيرة، كان «حزب الله» والدولة الإيرانية الراعية له أكثر حذراً بشكل عام إزاء "اليونيفيل" (وبشكل أساسي تجاه وحداتها الأوروبية)، مع إبقاء مضايقاتهم للقوة ضمن حدود متحفظة. وكان الغرض المفترض من هذا النهج المدروس هو تجنب أزمة كبيرة مع المجتمع الدولي، والتي قد تؤدي إلى قيود أو عقوبات كبيرة من جانب أوروبا. إذاً، لماذا ابتعد «حزب الله» وطهران على ما يبدو عن مسار هذه السياسة مؤخراً؟

قد يكون أحد التفسيرات لذلك هو الاحتجاجات الحاشدة التي تشهدها إيران، والتي حولت الرأي العام الدولي بشكل أكثر حدة ضد الجمهورية الإسلامية. فقد يكون التصعيد في لبنان طريقة طهران و«حزب الله» لتحذير أوروبا لتخفيف مثل هذا الضغط. والجدير بالذكر أن تقارير إعلامية محلية تشير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ألغى رحلة كان مخططاً لها لقضاء عطلة عيد الميلاد مع الوحدة الفرنسية في "اليونيفيل" في جنوب لبنان.

الخاتمة

يتماشى التصعيد الحالي ضد "اليونيفيل" مع تكتيكات «حزب الله» منذ الثمانينيات، وتحديداً ميله إلى التفاوض من خلال العنف، سواء كان ذلك على شكل عمليات خطف أو اغتيالات أو حتى حروب. واليوم، أصبح أكثر من 10 آلاف جندي من 48 دولة رهائن لـ «حزب الله» وإيران، وسيظلّون كذلك ما لم يتم إجراء تحقيق جاد وشفاف للكشف عن منفّذي هجوم 14 كانون الأول/ديسمبر ومحاكمتهم. وبما أن القضاء اللبناني مفضوح تماماً في الوقت الحالي، إما بسبب الفساد أو ضعف المؤسسات، فإن التحقيق الدولي وحده هو الذي سيفي بالغرض إذا كان مدعوماً بضغوط دبلوماسية جدية لإرغام السلطات المحلية على التعاون.

وتشكل مأساة روني أيضاً فرصة جيدة لتقييم كيفية تعامل المرشح الرئاسي الحالي الأوفر حظاً في لبنان، قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، مع هذه القضية إذا تم انتخابه من قبل البرلمان. أي أنه إذا سَمح لـ «حزب الله» بالإفلات من العقاب بصفته الحالية كقائد للجيش، سيعرف المجتمع الدولي كل ما يحتاج إلى معرفته حول ما ستكون عليه رئاسته. فالقائد الذي لا يعرف قيمة المساءلة والسيادة لن يُخرج لبنان أبداً من انهياره المستمر.

*حنين غدار هي "زميلة فريدمان" في "برنامج السياسة العربية" التابع لمعهد واشنطن ومؤلفة "أرض «حزب الله»: رسم خرائط الضاحية والجماعة الشيعية في لبنان".

 

استطلاع رأي جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة يُظهر خلافات بسيطة حول القضايا المحلية، تزايد عدم اليقين العام بشأن العلاقات الأمريكية، ووجهات نظر منقسمة حول إيران وإسرائيل

كاثرين كليفلاند/معهد واشنطن/21 كانون الأول/2022

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/asttla-ray-jdyd-fy-dwlt-alamarat-alrbyt-almthdt-yuzhr-khlafat-bsytt-hwl-alqdaya

رغم توافق العديد من نتائج استطلاعات الرأي الحالية مع تلك التي اجريت سابقاً، إلا أن أحدث استطلاع للرأي العام الإماراتي، يكشف عن وجهات نظر مثيرة للاهتمام حول إيران والاقتصاد وقضايا أخرى.

في استطلاع نادر للرأي العام أجرته شركة تجارية إقليمية في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بتكليف من معهد واشنطن، عبّر المواطنون الإماراتيون عن آرائهم حول قضايا السياسة الخارجية الرئيسية للإمارات والمخاوف الداخلية.

وتتماشى الآراء التي عبّر عنها 1000 مواطن إماراتي ممن شملهم الاستقصاء- من أصل عدد سكان يقدر بحوالي مليون إجمالاً - مع الكثير من المقاربات التي تنتهجها حكومتهم تجاه السياسات الإقليمية والحكم المحلي، وليس جميعها.

والجدير بالذكر أن الإماراتيين ينظرون بشكل متزايد إلى الصين وروسيا كونهما بدائل للعلاقات مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، توخى المواطنون الإماراتيون الحذر عند الرد على الأسئلة المتعلقة بالاضطرابات الإيرانية الداخلية، والرد الإقليمي على برنامج طهران النووي. ورغم الرفض العام تقريبا لنتيجة الانتخابات الإسرائيلية، لا يبدو أن الآراء بشأن اتفاقيات إبراهيم ولا العلاقات غير الرسمية مع الإسرائيليين قد تأثرت.

وفي ما يتعلق بالقضايا المحلية، أفاد عدد كبير من المستجيبين أن الجهود الوطنية التي تُبذل لمكافحة الفساد وتأمين مستوى معيشي مقبول للمواطنين كافية. وعلى الرغم من أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن كل سياسة تحظى بتأييد عام، فإن معظم الإماراتيين يرفضون فكرة الاحتجاجات الجماهيرية ضد الحكومة، وذلك على الرغم من أن هذا الموقف لم يكن سائدا قبل عامين فقط، بأي حال من الأحوال. ومع ذلك، وعلى الرغم من التوافق بين الرأي العام وسياسة الحكومة بشأن عدد من القضايا، فإن نصف الإماراتيين غير مقتنعين ان الحكومة الإماراتية تبذل جهودًا كافية للاهتمام بآرائهم.

 تغير المواقف تجاه القوى العالمية

في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة سياسة التزام الحذر في رهاناتها لجهة الحفاظ على العلاقات مع القوى العالمية. ويبدو أن الرأي العام يتماشى مع هذه الاستراتيجية، بما أن المزيد من المواطنين الإماراتيين يشيرون إلى عدم اقتناعهم بقدرة الولايات المتحدة على المحافظة على دورها في منطقتهم. خلال العام الماضي، زادت نسبة تأييد التصريح القائل بأن "بلادنا لا يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة هذه الأيام، لذا يجب أن نتطلع أكثر إلى دول أخرى مثل الصين أو روسيا" بعشر نقاط مئوية، لتبلغ الآن 61% من الإماراتيين. وفي المقابل، قال 10% فقط إنهم يعارضون "بشدة" هذا الطرح.

يظهر هذا التحول أيضًا في تقييم الرأي العام لعلاقات الإمارات مع هذه القوى. ردًا على السؤال المتعلق بأهمية الحفاظ على علاقات ثنائية جيدة، يعتقد أقل من نصف الإماراتيين (44%) الآن أن ذلك مهم إلى حد ما على الأقل فيما يتعلق بالولايات المتحدة. وفي المقابل، يقدر 56% العلاقات الجيدة مع روسيا والصين على التوالي. لقد تحسنت المواقف تجاه العلاقات مع روسيا على وجه الخصوص خلال نصف العقد الماضي، إذ ازداد عدد الأشخاص الذين يعتبرون هذه العلاقات مهمة بنسبة 16 نقطة مئوية منذ طرح السؤال للمرة الأولى في استطلاع في تشرين الأول/أكتوبر 2017.

لا تعني هذه الآراء بالضرورة أن الإماراتيين يدعمون السياسات الروسية على نطاق واسع، أي غزوها العسكري لأوكرانيا. يرى 19% فقط هذه الأعمال العسكرية من منظور إيجابي، في نسبة مشابهة لتلك المسجلة عند طرح السؤال للمرة الأولى في آذار/مارس 2022 مباشرةً في أعقاب الغزو. من ناحية أخرى، لا يبدو أن أعمال روسيا قد انعكست على تقييم الإماراتيين للعلاقات مع روسيا. على العكس، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين صرحوا بأن هذه العلاقات مهمة بسبع نقاط مئوية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

حذر تجاه إيران.

بخلاف الآراء المنقسمة حول القوى العالمية، لا يعتبر معظم الإماراتيين (81%) أن العلاقات مع إيران مهمة، إلا أن حدة هذا الرفض تراجعت إلى حد ما مع الوقت. فقد تراجعت نسبة الذين يقولون إن هذه العلاقات "ليست مهمة على الإطلاق" من 59% عام 2017 إلى 43% في الاستطلاع الأخير هذا. بالإضافة إلى ذلك، لا يعبر المواطنون الإماراتيون بأي شكل من الأشكال عن موقف موحد في ما يتعلق بدعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران التي اندلعت خلال الأشهر الماضية. فيما يعبر 38% عن رأي إيجابي فقط ويعرب ثلث الأغلبية تقريبًا عن وجهة نظر "سلبية للغاية".

تنقسم آراء الإماراتيين كذلك حول كيفية التعامل مع الانتشار النووي الإقليمي. يوافق ثمانية وثلاثون في المئة على الاقتراح القائل: "بما أن إيران أوشكت اليوم على حيازة قنبلة نووية، فقد حان الوقت لتحذو دولة عربية حذوها أيضًا". وفي الوقت عينه، لا يوافق 60%. قد يُعزى هذا الرفض جزئيًا إلى عدم تحديد دولة عربية ستتبع هذا المسار.

تشاؤم تجاه إسرائيل، لكن دعم إقامة علاقات مع الإسرائيليين ظلت ثابتة

بعد فترة من الإيجابية الأولية عبر عنها نحو نصف الاماراتيين (%47) بشأن اتفاقيات إبراهام، خلال استطلاع تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، يرى فقط ربع الإماراتيين آثار الاتفاقيات على المنطقة من منظور إيجابي إلى حد ما. كما تستمر هذه الآراء الحالية في اتجاه التشاؤم العام، الذي بدأ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 واستمر حتى الاستطلاع اللاحق. وتعبر نسبة أقل حتى عن وجهة نظر متفائلة بشأن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة: أعرب 79% عن وجهة نظر "سلبية للغاية" بشأن النتيجة، وأفاد 12% آخرون أنهم يرونها من منظور "سلبي إلى حد ما".

من ناحية أخرى، لا يبدو أن نتيجة الانتخابات الإسرائيلية - المقرر لها إعادة بنيامين نتنياهو وشركائه اليمينيين المتطرفين الجدد إلى الحكومة - قد بدلت من مواقف الإماراتيين تجاه اتفاقيات إبراهام، خاصة مع بقاء النسب المئوية دون تغيير فعلي منذ فترة ما قبل الانتخابات.

لا يبدو أيضا أن التغيير في الحكومة قد غير من مواقف الإماراتيين تجاه العلاقات غير الرسمية مع الإسرائيليين، حيث لا يزال 43% من الإماراتيين يعتبرون أن "الأشخاص الذين يرغبون في إقامة علاقات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين يجب أن يُسمح لهم بذلك"، وهو رقم ظل ثابتًا نسبيًا منذ توقيع اتفاقيات إبراهام. وفي المقابل، وافق 14% فقط على هذا الطرح في تموز/يوليو 2020. ويظهر انقسام مماثل في المواقف تجاه اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي تم توقيعها مؤخرًا بين لبنان وإسرائيل، حيث أعرب 41% عن رأي إيجابي تجاه المسألة.

الآراء المحلية تعتمد على القضايا

بالمقارنة مع الدول العربية الأخرى على وجه الخصوص، أبدى المواطنون الإماراتيون مواقف متفائلة بوضوح من الفرص الاقتصادية والفساد، بينما كانت مواقفهم سلبية تجاه فكرة الاحتجاج. عند طرح هذا الموضوع للمرة الأولى عام 2018، كانت أغلبية الإماراتيين (35%) تعتقد أن الحكومة لا تبذل جهودًا تُذكر للحد من "الفساد في الاقتصاد والسياسة". ولكن ترى حاليًا نسبة أكبر (41%) أن الدولة تبذل جهودًا كافية لمواجهة هذا التحدي الرئيسي، بزيادة عشر نقاط عن عام 2018. وكذلك، في ما يتعلق بما إذا كانت الدولة "تلبي احتياجات المواطنين لتأمين مستوى معيشي مقبول"، يعتقد 19% فقط أن الدولة لا تبذل جهودًا كافية. وترى الأغلبية أن الجهود المبذولة حاليًا هي إما كافية (42%) أو حتى أكثر من اللازم (35%) للبلاد. لا تعني هذه الإجابات أن جميع السياسات الاقتصادية للحكومة تحظى بدعم الأغلبية ففي استجابة ربما لمباشرة الإمارات الإصلاحات الضريبية خلال السنوات الماضية، تعتقد أغلبية الإماراتيين (57%) أن الحكومة تبذل جهودًا حثيثة "لتقاسم الأعباء الضريبية والالتزامات الأخرى تجاه الحكومة بطريقة عادلة". وعلى الرغم من التوافق الواضح بين الرأي العام وسياسة الحكومة بشأن بعض القضايا، لا تعتقد مجموعة كبيرة من الإماراتيين أن وجهات نظرهم تؤخذ في الاعتبار بما فيه الكفاية، ويعتقد نصف الإماراتيين أيضًا أن الدولة لا تبذل جهودًا تُذكر من أجل "التنبه لآراء المواطنين العاديين مثلي". يتناقض هذا الرأي مع رأي ثلث المستطلعين الذين يعتقدون أن الدولة تهتم بما يكفي بالرأي العام. ولكن معظم الإماراتيين يوافقون على العبارة القائلة إنه" من الجيد أننا لا نشهد احتجاجات جماهيرية ضد الحكومة، كما شهدت بعض البلدان الأخرى مؤخرًا"". وتُظهر بيانات الاتجاهات أن عددًا أكبر بكثير من المواطنين تبنى هذا الموقف خلال السنتين الأخيرتين، بحيث ارتفعت نسبة الموافقون على هذا الطرح من 42% في تموز/يوليو 2020 إلى 81% اليوم. وفي شهر تموز/يوليو من نفس العام، صرح حوالي نصف الإماراتيين أن الدولة لم تفعل ما يكفي "للاهتمام بالرأي العام حول سياساتها"، مما يشير إلى أن الآراء حول العلاقة بين الرأي العام والسياسة لم تتبدل. وعوضاً عن ذلك، فإن القمع العنيف وما تلاه من إخفاق الاحتجاجات الدرامية التي انطلقت في أواخر 2019 و2020 في البلدان المجاورة مثل العراق ولبنان - التي طُرح السؤال حولها في الأصل - إلى جانب النتائج الاقتصادية المحلية الجيدة، جميعها لعبت دورًا في تشكيل رأى الإماراتيين حول فكرة الاحتجاج. على النقيض من ذلك، لا يزال نصف المصريين (وجميع اللبنانيين تقريبًا) مقتنعين بهذا الطرح، مما يبرز مدى اتساع وجهات النظر حول هذا السؤال الرئيسي في جميع أنحاء العالم العربي.

ملاحظة منهجية

يستند هذا التحليل إلى نتائج مسح قائم على المقابلات الشخصية لعينة تمثيلية على المستوى الوطني من 1000 مواطن إماراتي، أجرته شركة تجارية إقليمية مستقلة وذات خبرة عالية في تشرين الثاني/نوفمبر 2022. أُخذت العينات وفقًا لإجراءات الاحتمالية الجغرافية القياسية، ما أسفر عن هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3 في المئة. وتم توفير ضوابط صارمة للجودة وضمانات للسرية طوال تلك الفترة. يمكن الاطلاع على نتائج المسح الكاملة على منصة بيانات الاستطلاعات التفاعلية لمعهد واشنطن. ويمكن توفير تفاصيل منهجية إضافية، بما في ذلك التصنيفات الديموغرافية وغيرها من المعلومات ذات الصلة، بسهولة عند الطلب.

*كاثرين كليفلاند هي زميلة أقدم في معهد واشنطن ومحررة منتدى فكرة*.

 

الدبلوماسية السعودية لتبادل الأسرى خلال حرب أوكرانيا

بواسطة بينيت نيوهوف/معهد واشنطن/21 كانون الأول/2022

يبدو أن واشنطن والرياض غير قادرتين مجدداً على الحفاظ على سرية سوء التفاهم بينهما، لكن ولي العهد السعودي أثبت قدرته على التوسط في بعض الخلافات الأمريكية - الروسية إذا طُلب منه ذلك.

في 8 كانون الأول/ديسمبر، أجرت واشنطن وموسكو عملية تبادل أسرى أُعيدت فيها نجمة "الاتحاد الوطني لكرة السلة النسائية" الأمريكية بريتني غرينر إلى الولايات المتحدة مقابل إعادة تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت. وكانت غرينر محتجزة منذ شباط/فبراير لارتكابها جنحة بسيطة متعلقة بالمخدرات. أما بوت، فقد قضى فترة حُكم طويلة تزيد عن عقدٍ من الزمن أصدرتها بحقه الولايات المتحدة بسبب تُهم الإرهاب والتآمر وتهريب الأسلحة. وبعد عملية التبادل، أصدرت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بياناً مشتركاً أشارتا فيه إلى أن إطلاق سراح غرينر تم بوساطة كلٍ من قيادتيهما على التوالي، أي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس محمد بن زايد. لكن سرعان ما دحض البيت الأبيض هذا القول، مما أثار تساؤلات حول ما حدث بالفعل.

شكلت رواية الرياض حول المفاوضات المتعلقة بالأسرى أحدث محاولاتها للاستفادة من شراكتها المتزامنة مع كلٍ من واشنطن وموسكو نحو تحقيق هدف أوسع نطاقاً وهو: الانخراط في الدبلوماسية المحيطة بحرب أوكرانيا. فطوال فترة النزاع، حاول الأمير محمد بن سلمان تحقيق التوازن بين هذه العلاقات، وإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع روسيا وأوكرانيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دعماً لكييف. وخلال المكالمات الهاتفية التي أجراها محمد بن سلمان مع فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي بعد أسبوع واحد فقط من الغزو الروسي، عرض التوسط بين البلدين، وكرر هذا العرض في عدة مكالمات منذ ذلك الحين.

وعلى الرغم من أن فرص السعوديين ضئيلة للتوسط في خفض التصعيد على نطاق أوسع في أي في وقت قريب، إلّا أن محمد بن سلمان نجح في دبلوماسية الأسرى. فبين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر، شارك شخصياً في محادثات سرية تعلقت بالإفراج عن عشرة أسرى حرب محتجزين في روسيا، من بينهم أمريكيان. وبعد أشهرٍ من المفاوضات السرية بينه وبين الأوليغاركي الروسي رومان أبراموفيتش والنائب البرلماني الأوكراني رستم أوميروف، تم إرسال هؤلاء الأسرى إلى الرياض ثم عادوا إلى بلدانهم على متن طائرة خاصة. وكان هذا الإطار السري مرتبطاً بمسار تفاوضي منفصل بوساطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ولم يركّز مسار الرياض سوى على إطلاق سراح الأسرى من المقاتلين الأجانب، بينما شمل مسار أنقرة أنواعاً أخرى من الأسرى. وتم تنفيذ كلا الاتفاقيتين في 21 أيلول/سبتمبر. وإجمالاً، أطلقت أوكرانيا سراح 55 سجيناً بينما أفرجت روسيا عن 215.

لقد أكسبت جهود الوساطة هذه رسائل شكر لمحمد بن سلمان من بوتين ومسؤولين غربيين مختلفين، من بينهم زيلينسكي، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان. وعندما سُئل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عما إذا كان الأمير محمد بن سلمان قد شارك في المفاوضات كوسيلة لتحسين سمعته في واشنطن وعواصم أخرى، أجاب: "هذا الأمر لم يؤخذ في الاعتبار. أعتقد أن هذه نظرة متهكمة للغاية". وأضاف أن سمو الأمير "استطاع إقناع الرئيس بوتين بأن هذه لفتة إنسانية". وبغض النظر عن دوافع ولي العهد، أظهرت الوساطة الناجحة للسجناء أن علاقاته مع جميع الأطراف يمكن أن تؤتي ثمارها في مفاوضات عالية المخاطر - وفي غضون ذلك تعزز مكانته الدبلوماسية.

إذاً ما هو دور الإمارات والسعودية في مقايضة غرينر؟

عندما تم إطلاق سراح غرينر من الأسر الروسي، أشار البيان المشترك للرياض وأبو ظبي إلى أن "نجاح جهود الوساطة كان انعكاساً للصداقة المتبادلة والوثيقة" التي تشترك فيها الدولتان مع الولايات المتحدة وروسيا. ومع ذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما هو النطاق الفعلي لجهودهما؟

لا شك في أن الإمارات العربية المتحدة ساعدت في مرحلة التنفيذ - فقد تمت عملية التبادل التي جرت في 8 كانون الأول/ديسمبر في قاعدة جوية في أبو ظبي. بالإضافة إلى ذلك، أشارت بعض التقارير إلى أن بن زايد أثار قضية غرينر عندما اجتمع مع بوتين في سانت بطرسبرغ في 11 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن تشاور المسؤولون الإماراتيون مع إدارة بايدن مسبقاً.

أما انخراط الرياض فيُعَدّ أقل وضوحاً. فقد صرّح وزير الخارجية السعودي أن محمد بن سلمان "تدخل شخصياً لتسهيل عملية الإفراج" عن غرينر، لكن التصريحات الأمريكية ألقت بظلال من الشك على هذا الدور. وبينما كان المسؤولون السعوديون حاضرين في عملية تبادل غرينر في أبو ظبي، إلّا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى حول دور المملكة في تنفيذ المقايضة. وعلى عكس محمد بن زايد، لم يجتمع محمد بن سلمان مع بوتين شخصياً منذ بداية حرب أوكرانيا.

وفي غضون ذلك، عندما سُئلت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان-بيير عن مشاركة (بعض دول) الخليج في الاتفاق، قالت للمراسلين: "الدولتان الوحيدتان اللتان تفاوضتا على هذا الاتفاق هما الولايات المتحدة وروسيا... لم تكن هناك حاجة إلى الوساطة". وبالمثل، لم تذكر التغطية الإعلامية الأمريكية للمفاوضات أي دور سعودي أو إماراتي باستثناء استضافة أبوظبي عملية المبادلة نفسها وزيارة محمد بن زايد لروسيا. وجوهرياً، صوّرت إدارة بايدن انخراط الرياض في إطلاق سراح غرينر على أنه أقل أهمية من دورها في عملية إطلاق سراح الأسرى التي جرت في أيلول/سبتمبر، بينما وصف السعوديون أنفسهم كلاعبين أساسيين في كلا الصفقتين.

لماذا الوساطة السعودية مهمة؟

كما كان عليه الحال مع الخلافات السابقة بين السعودية والولايات المتحدة حول إنتاج الطاقة، والالتزامات الدفاعية، وقضايا حقوق الإنسان، يبدو أن إدارة بايدن والرياض عجزتا مرة أخرى عن الحفاظ على خصوصية خلافاتهما وسوء التفاهم بينهما أو لم تكونا راغبتين بذلك. ولكن على الرغم من تصريحاتهما العلنية المتباينة بشأن إطلاق سراح غرينر والصعوبات الثنائية الأوسع نطاقاً التي تواجهانها، أثبت محمد بن سلمان في أيلول/سبتمبر أن قنواته الدبلوماسية مع روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة يمكن أن تكون مفيدة في حل بعض المشاكل الشائكة مثل تبادل الأسرى. ولا يزال ولي العهد السعودي - إلى جانب محمد بن زايد وأردوغان - أحد قادة العالم القلائل الذين لديهم الرغبة وإمكانية الوصول اللازمتان لانتهاز الفرص الدبلوماسية المحدودة في حرب أوكرانيا. وهاتان السمتان، إلى جانب نهجه الطموح في السياسة الخارجية ورفضه الانحياز علناً إلى جانب أي طرف من أطراف النزاع، تساهم في جعله وسيطاً فعالاً محتملاً. ويبقى السؤال هو إذا ما كانت واشنطن ستحتاج إلى مساعدته (أو تريدها) في أي مفاوضات مستقبلية.

*بينيت نيوهوف باحث مشارك في "مشروع كوريت" التابع لمعهد واشنطن حول "العلاقات العربية الإسرائيلية".

 

وحده التغيير الجذري يستعيد لبنان؟

حنا صالح/الشرق الأوسط/22 كانتون الأول/2022

كثيرون قلبوا شفاههم لحظة سماعهم إعلان الرئيس نجيب ميقاتي أن من تثبت إدانته في مقتل الجندي الآيرلندي شون روني سيعاقب! وما من لبناني تفاجأ بانزعاج ميقاتي الذي سئل عن مآل التحقيقات بعد أيام على الجريمة التي طالت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، في منطقة تخضع لسطوة الدويلة، دون أن يتم توقيف أيٍّ من المشتبه بتنفيذهم الاعتداء الدموي، من «الأهالي» وفق تسمية ابتكرها «حزب الله»، لتغطية التعديات على «اليونيفيل»! رغم تأكيدات تسربت عن مطاردة وإصابة آلية القوات الدولية بـ27 طلقة، فيما يشتبه بأن الحدث عملية أمنية مدبرة كانت خططها جاهزة مسبقاً، وتم القتل بطريقة احترافية متعمدة!

بعيداً عن انزعاج ميقاتي، يتذكر المواطنون وعد الأيام الخمسة لكشف الحقيقة في جريمة الحرب التي فجرت مرفأ بيروت ودمرت ثلث العاصمة في 4 أغسطس (آب) 2020، وأحدثت إبادة جماعية. الحصيلة بعد 28 شهراً على الجريمة تقدم مخطط مصادرة الحقيقة وحجب العدالة، بعدما تمكنت سلطة الاستبداد من فرض وقف تعسفي للتحقيقات، ومنع المحقق العدلي من متابعة التحقيق في جريمة توازي في حجمها تفجيراً نووياً!

كما أن جرائم وقعت لاحقاً، قد تكون مرتبطة بتفجير المرفأ، وربما وُجِدَ رابط بينها وبين العمل السياسي لبعض الضحايا، لم يتم التحقيق الجدي بشأنها، وما من مشتبه به أو دوافع. لا شيء في جرائم قتل لقمان سليم، والمصور جو بجاني، والعقيد الجمركي منير أبو رجيلي، فيما ورد في ملف أنطوان داغر مسؤول «الأخلاقيات وإدارة مخاطر الاحتيال» المصرفي، «التحقيق اكتشف أن كاميرات المراقبة في البناية ومحيطها كانت معطلة» (...) الأمر الذي يعكس ضعفاً في سيادة القانون، عندما تطال الشبهات مسلحي الدويلة غير الخاضعين لأي مساءلة!

منذ عقود قُيِّدت ضد مجهول كل الجرائم التي هزت لبنان، ومنذ عقود التهم الفساد السياسي والأخلاقي والقانوني خيرات البلد وقدراته، وطال السطو ما بعد عام 2011 الودائع في البنوك. تحول كل ذلك إلى عملية قتل يومية، لكن لا محاسبة ولا ملاحقة، وحتى ما من مشتبه به، وتالياً ما من موقوف رغم أنه ما بين «طرفة عين وانتباهتها» تحول شعب بأكثريته الساحقة من البحبوحة إلى الفقر المدقع!

في مطلع تسعينات القرن الماضي، تم وضع قانون العفو عن جرائم الحرب، فأقفل باب المساءلة والمحاسبة مع انتقال كثر ممن تورطوا في جرائم الحرب الأهلية، من اتهام بالقتل على الهوية والخطف إلى مقاعد الحكم، وحصنوا تسلطهم بالحصانات والمحاكم الخاصة وقانون الإفلات من العقاب... وبعد الانهيارات المدبرة عطلوا ملاحقة الناهبين أمام القضاء، وينشطون في البرلمان لتمرير قوانين للعفو عن الجرائم المالية.

ما يعاني منه اللبنانيون هو نتيجة خلل في التوازن الوطني بدأ مع الانقلاب على الدستور، وترسخ مع نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، وتطويع القوانين وتشريعها للفساد، - هذا القول للرئيس فؤاد السنيورة - ما أسلس قيادة السلطة وقراراتها وتدابيرها لمندوب سامٍ يمثل النظام السوري، الذي أتحف اللبنانيين بمقولات من نوع «شعب واحد في بلدين» إلى آخر المعزوفة. وعلى قاعدة هذا الخلل تبلورت طبقة سياسية تابعة ليتم تعليق الديمقراطية وتقييد الحريات وإنهاء العمل السياسي والحزبي وتطييف النقابات. ولم يتبدل شيء مع إخراج جيش النظام السوري، نتيجة زلزال «انتفاضة الاستقلال».

ذهب أطراف النظام الغنائمي إلى «التوافق الرباعي» الطائفي، فاجتمعت «الخصومات» السياسية في 8 و14 آذار، وتمت خيانة الانتفاضة، وقتلت فرصة حقيقية كان يمكن أن تعدل الخلل الوطني في ميزان القوى! ليتعمق الخلل لاحقاً في ظلّ حكومات «الوحدة الوطنية» التي وحّدت أطرافها على تحاصص البلد الذي اعتبر ملكاً شخصياً للمتسلطين يمكن لهم التصرف به دون رادع. ودوماً، من الحدود التي استبيحت، وتوزع المداخيل العامة وأصول الدولة، ووضع اليد على الأملاك البحرية والمشاعات، كانت الأولويات مصالح الزعامات وأدوارهم. استخدموا نوعية من المتسلقين التكنوقراط الذين نفذوا المرسوم لهم. ومع التسوية الرئاسية تشاركوا في تغطية اختطاف الدويلة للدولة بالسلاح، فاحتُكِر قرار البلد الذي أمعنوا في اقتلاعه لإلحاقه بنموذج النجاح والرفاه: محور الممانعة... لذا منذ ما قبل ثورة تشرين، وخصوصاً بعدها، لم يكن على طاولة البحث رؤية لانتشال البلد المدمر ولا مبادرة لحماية الناس الذين تطحنهم الانهيارات. حتى إن حكومة تصريف الأعمال الحالية، حكومة «حزب الله»، أولوياتها شطب مليارات الودائع وابتداع الضرائب التي تلتهم الرواتب وتحابي أثرياء نظام المحاصصة، في منحى يقع في صلب ما أسمي برنامج «التعافي»!

ما أتت به ثورة «تشرين» فتح باب الصراع من أجل التغيير. صراع بين تحالف طائفي مافياوي يقوده «حزب الله»، وبين أكثرية شعبية وثقت بالثورة ووجدت فيها الهواء النظيف الذي سيكنس الفساد والارتهان ويحيل المرتكبين إلى القضاء. ولا يغير بالأمر شيئاً أن بعض هذا التحالف هو خارج جنة الحكم في آخر 3 سنوات، فكلهم سواسية في المسؤولية! منذ عام 2011 قامروا بالودائع لتغطية النهب وعجوزات الموازنة، وازدهر الاقتصاد الموازي للدويلة، وحتى عام 2018 فقط جنى الكارتل المصرفي السياسي أرباحاً صافية: 25 مليار دولار. اقتنصوا الثروات وحصد البلد الخسائر، وما بعد الثورة هرّبوا عشرات المليارات، جُلّها أموال المودعين ليتأكد أن الانقسام العمودي ليس مفتعلاً. ومضلل من يروج إلى «حل» ما مع من أوصل البلد، عن وعي، إلى التهلكة، ورمى أهله في الجحيم.

اعتبرت حكومات ما بعد ثورة «17 تشرين»، وكذلك البرلمان، ما يواجه البلد تفصيلاً، وراحوا يغطون ارتكاباتهم المستمرة؛ مرة بالإعلان أن العلاج ستوفره الثروة الغازية والنفطية الموعودة (...)! وأخرى بالزعم أن العالم لن يترك الانهيار يطبق، فيما الناس محاصرة بالجوع والموت على أبواب المستشفيات! وجثث الهاربين في «قوارب الموت» لم تنتشل وتركت طعماً للسمك! إنه الفساد المحمي بسلاح الدويلة التي تعمم مفاهيم من نوع «الشاطر ما يموت» ليتم اغتيال حاضر الناس ومستقبلهم بعد زمن خداع كان عنوانه «الليرة بخير»!

التغيير لكي يكون كاملاً متعذر من دون استنهاض الناس أصحاب المصلحة، لتعديل ميزان القوى وبلورة البديل: «الكتلة التاريخية»، مع التأكيد بأن مشهدية «17 تشرين» لن تتكرر، فوحده قيام أحزاب تشرينية تحمل قيم المساءلة والعدالة وحماية حق الاختلاف والمنطلق استعادة الدولة المخطوفة يمكن معها استعادة ثقة المواطنين. والشرط الشارط لكسر الاستبداد بروز حالات سياسية منظمة تحمل القيم التي بلورتها الثورة وسكنت وجدان الناس، حتى يُعاد التأكيد أن اللبنانيين أهل البلد وليسوا مستأجرين عند تحالف مافياوي محمي ببندقية «حزب الله»! إذاك سيكون عسيراً استهداف «اليونيفيل»، ولن تصادر الحقيقة وتحجب العدالة وتعطل المساءلة... وإلا البديل ما وصّفه الكاتب رفيق خوري «زحام على رئاسة مطلوب منها استكمال الإجهاز على الجمهورية»!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

"الجبهة المسيحية": نعاهد عدم السكوت عن التجاوزات في رميش

وطنية /21 كانون الأول/2022

عاهدت "الجبهة المسيحية"، في بيان إثر اجتماعها الاسبوعي في مقرها في الأشرفية، "المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما عدم السكوت عن تجاوزات "حزب الله" وأي جهة اخرى تعتدي على كرامة وحقوق اي انسان"، واعلنت أنها "تواصلت مع اهالي رميش وكهنتها وفاعلياتها سابقاً ووضعت كل امكاناتها في تصرفهم، وتنتظر ردهم لتتابع قضية اعتداءات جمعية "اخضر بلا حدود" التابعة لـ"حزب الله. على أراضيهم". وأكدت "ضرورة ان تتضافر جهود البطريركية المارونية وكل الاحزاب والجبهات السيادية للضغط على الحكومة والأجهزة العسكرية والأمنية والقضائية لوضع حد لهذه التجاوزات والإعتداءات، وعدم التساهل وحل الامور على طريقة "ابو ملحم". وعايدت عشية عيدي الميلاد ورأس السنة، المسيحيين في لبنان والشرق، مؤكدة أنها "ستناضل الى جانب كل المرجعيات الدينية والحزبية والسياسية السيادية للدفاع عن حقوق المسيحيين وكرامتهم وفاعليتهم، ولن تتراجع عن هذا الواجب المقدس الذي يرسخ العدالة والحرية". وتمنت للمسيحيين واللبنانيين "اعيادا مباركة والإنتقال الى نظام يحقق العدالة والحرية والسلام".

 

حزب الله: اتصال بين قيادة الحزب والوطني الحر جنوبا وزيارة ميدانية لبلدة رميش وما جرى إشكالية حلت مباشرة

وطنية/21 كانون الأول/2022

أعلن "حزب  الله" في بيان، أنه " في اطار معالجة اللغط الإعلامي حول عمل جمعية "أخضر بلا حدود" في بلدة رميش الجنوبية، جرى اتصال هاتفي بين مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر ومنسق التيار الوطني الحر في منطقة الجنوب الدكتور وسام العميل، حيث أكد الطرفان أن ما حصل في رميش جرى حلّه مباشرة، ولا يوجد أي تداعيات لتلك الإشكالية، وشددا على أن ما يجمع بين أهالي بلدة رميش والقرى المجاورة ليس سوى المحبة والألفة، وأنه لا يوجد أي تفرقة بين أي من أهالي تلك القرى". وأشار البيان الى أن "وفدا من قيادة حزب الله في منطقة جبل عامل الأولى برئاسة معاون مسؤول المنطقة الشيخ فايز علوية، يرافقه رئيس بلدية عيتا الشعب الأستاذ محمد سرور، ومختارا بلدة عيتا الشعب علي دقدوق وخليل سرور، زار بلدية رميش الجنوبية، حيث كان في استقبالهم نائب رئيس البلدية سمير العبدوش، وراعي أبرشية بلدة رميش الخوري نجيب العميل، وعدد من أهالي البلدة وأصحاب عدد من عقارات البلدة. وبعد الترحيب المتبادل، جرى نقاش وحوار حول اللغط الإعلامي الذي حصل مؤخراً حول عمل جمعية "أخضر بلا حدود"، حيث أكد المجتمعون أن ما جرى ليس سوى إشكالية وليس مشكلة، وقد جرى حلّها مباشرة، وأن ما بثّته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات الإعلامية، ليس سوى تضخيم للموضوع الذي أثير بطريقة أكبر بكثير من الواقع".

العميل

وقال الخوري نجيب العميل في تصريح: "لقد تشرفنا اليوم بزيارة وفد من حزب الله والمرافقين لهم، ونحن سعداء بهذا اللقاء، وقد جرى التأكيد على أنه ليس هناك تعد على أي من أراضي البلدة، وما حصل ليس له أي قيمة على الإطلاق، ونحن نشجّع ونشد على أيدي كل من يريد أن يحمي الحدود أو أن يزرع الشجر. لقد جرى الاتفاق على دوام الاتصال والتواصل بين الجميع كي لا يحصل أي إشكالية مشابهة لتلك التي حصلت". أضاف: "سنبقى نعيش سويا كما كنا على مدى مئات السنين في هذه المنطقة مسيحيين ومسلمين، ونتشارك سويا في الأفراح والأتراح".

علوية

بدوره، شكر علويه "أهالي البلدة وفاعلياتها على حفاوة الاستقبال"، وأكد أن "الحوار هو اساس في حل كل المشاكل".

 

"الجبهة السيادية" حادثة العاقبية وما يجري في رميش بدفعاننا الى النضال لاستعادة سيادة الدولة بقواها الذاتيّة

وطنية/21 كانون الأول/2022

عقدت الأمانة العامة لـ "الجبهة السياديّة من أجل لبنان" اجتماعها الاسبوعي في مركزها في السوديكو، وتداولت الأوضاع العامة، ورأت في بيان،  ان "حادثة العاقبيّة تاتي لتثبت، مرّة أخرى، أنّ لبنان بات ساحة مستباحة وصندوق بريد لمحاور ودول خارجيّة تفاوض على دورها الاقليمي ومصالحها عبر أذرعها الخارجيّة، وهذا  ما يتناقض مع مصالح الشعب اللبناني ومستقبله". ولفتت الى ان "إنّ ما يحصل في رميش من تعدٍ موصوف على أملاك ابنائها بشعارات بيئيّة تدعو الى السخرية لعدم جديّتها، يؤكّد كلّ ما ورد في مؤتمر "الجبهة" الذي سبق لها  ان عقدته للتنديد بنهج إحتلال أراضي الغير بأعذار مختلفة". واعتبرت ان "كلّ هذا يدفعنا الى النضال من أجل استعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتيّة حصراً".                                                                

 

رئاسة مجلس الوزراء طلبت في كتاب الى وزير الدفاع توقيع مشروع المرسوم الرامي الى إعطاء الاسلاك العسكرية مساعدة اجتماعية

وطنية/21 كانون الأول/2022

وجهت رئاسة مجلس الوزراء كتابا جوابيا الى وزير الدفاع الوطني موريس سليم،   طلبت فيه توقيع مشروع المرسوم الرامي الى إعطاء الاسلاك العسكرية مساعدة اجتماعية المُرسل اليه سابقا كما هو دون أي تعديل والإعادة بالسرعة القصوى.

 واشارت الى"ضرورة تعجيل السير وإصدار مشروع المرسوم الموافق عليه من قبل مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 5/12/2022، وليس بالصيغة التي اعدها وزير الدفاع، خاصةً في ضوء أهميته على مستوى إعطاء الاسلاك العسكرية على اختلافها وتنوعها الحدّ الأدنى المتاح من حقوقها ما يوجب  جعلها بمنأى عن التجاذب السياسي في البلاد استناداً الى حجج دستورية واهية مع ما يترتب على ذلك من مسؤوليات".

 

جعجع: حزب الله والتيار الحر يتحمّلان مسؤولية كل تدهور إضافي في الوضع العيشي لأنهما سبب الانسداد السياسي القائم

وطنية/21 كانون الأول/2022

 صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية سمير جعجع، البيان التالي: "تدهور جديد في الوضع المعيشي للبنانيين اليوم، وذلك بفعل غياب أي معالجات جدّية للأزمة الراهنة على خلفية الانسداد السياسي الذي نعيشه. لا يمكن تصوّر أي وقف لهذا التدهور إلا بمعالجات جذرية تتطلّب سلطة سياسية فعلية، وما يحول دون قيام هذه السلطة هو تعطيل محور الممانعة بكل أطرافه للانتخابات الرئاسية. إن محور الممانعة، بدءا من "حزب الله" وليس انتهاءً بـ"التيار الوطني الحر" يتحمّل مسؤولية كل تدهور إضافي في الوضع العيشي لأنه سبب الانسداد السياسي القائم". اضاف:" المطلوب منا كلبنانيين، خصوصا الذين اقترعوا مرة من جديد لصالح أطراف محور الممانعة، المطلوب منا الضغط بكل قوانا على أطراف هذا المحور لوقف تعطيل الانتخابات الرئاسية والذهاب في أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس جديد، فعلاً جديد، للجمهورية اللبنانية، تبدأ معه مسيرة الانقاذ الفعلي للبلد، ماذا وإلا سنشهد مزيداً من التدهور والبطالة والفقر والعوز، وذلك في ذمة أطراف محور الممانعة.. إذا بقيت لهم ذمة".

 

اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام: لتراجع المعطلين عن لعبة تطيير نصاب جلسات الانتخاب

وطنية/21 كانون الأول/2022

عقدت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام اجتماعاً في مقرّها في المركز الكاثوليكي للاعلام برئاسة رئيسها المطران انطوان نبيل العنداري ومشاركة نائبة الرئيس الام ندى طانيوس ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو أبو كسم وأعضاء اللجنة، وتم عرض المستجدات الوطنية والسياسية الاجتماعية . وأصدرالمجتمعون بيانا رحبوا فيه "بإنضمام الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الأم ندى طانيوس إلى اللجنة الاسقفية كنائبة للرئيس بناء على مقررات مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، وتمنوا لها "النجاح في مهمتها الجديدة"، شاكرين لنائب الرئيس السابق للرئيس العام للرهبانية المخلصية الاباتي انطوان ديب "تعاونه المثمر مع اللجنة ودوام النجاح في مسؤولياته الرهبانية". ولاحظت اللجنة الاسقفية أن "الشغور الرئاسي الذي أتمّ يومه الخمسين يتسابق مع اشتداد الازمة الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع سعر صرف الدولار بشكل غير مألوف في ظل مخاوف من انفلات هذه الازمة. وإن اللجنة التي تأسف شديد الأسف لما آلت إليه جلسات انتخاب رئيس الجمهورية من فشل ومن محاولات تحقير لموقع رئاسة الجمهورية تأمل ألا يطول الشغور في رئاسة الجمهورية وأن يتراجع المعطلون عن لعبة تطيير النصاب القانوني للجلسات وأن يلتزموا نصوص الدستور ويعملوا مع سائر الكتل النيابية لانتخاب رئيس للبلاد في مطلع السنة الجديدة ليعيد انتظام المؤسسات ويساعد على الحد من الانهيار المتفلت". وتابعت اللجنة الاسقفية" بقلق وريبة ألاحداث الجارية في الجنوب بدءاً من الاعتداء الآثم على مركبة لقوات "اليونيفيل" وصولاً إلى ما تتعرّض له أرزاق اهالي بلدة رميش العزيزة والصامدة لانتهاكات وتعديات مرفوضة. إن اللجنة تتقدم بتعازيها الحارة من قيادة قوات "اليونيفيل" التي حضرت إلى الجنوب لنشر السلام وإحلال الاستقرار، وتعلن تضامنها مع اهالي رميش وادانتها محاولات قوى الامر الواقع لوضع اليد على الممتلكات تحت مسمّيات مختلفة، وتدعو الجيش اللبناني إلى التدخل بحزم لمعالجة هذا الوضع الشاذ نظراً لتداعياته السلبية على الاستقرار والعيش المشترك في المنطقة بعيداً عن أي ترهيب أو إستقواء". وختم البيان:"مع اقتراب عيد الميلاد المجيد وعيد رأس السنة تتمنى اللجنة الاسقفية أن يعيّد اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً في أجواء من الفرح والبحبوحة والأمل، وأن يتغلّبوا على الازمات بإيمانهم واتكالهم على طفل المغارة الذي جاء ليلقي الظلم وليواسي البائسين".

 

 مولوي عرض مع شيخ الأزهر التحديات في لبنان وأوضاعه الاقتصادية

وطنية/21 كانون الأول/2022

تابع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي زيارته الرسمية للقاهرة، والتقى في اليوم الثالث لزيارته شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في مشيخة الأزهر في القاهرة. وأعرب الإمام الطيب عن "تضامن الأزهر، أساتذة وطلابا، مع الشعب اللبناني في أزماته الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة، والتي أثرت على استقرار هذا البلد العربي الشقيق"، داعيا "المولى عز وجل أن يعين هذا البلد على النهوض بعد عثرته، وأن يرزق شعبه دوام الأمن والأمان والسلامة والاستقرار". وتحدث عن "النموذج المصري في التعايش، وما يقدمه بيت العائلة المصرية من خبرات وخدمات في دعم التعايش بين مختلف المواطنين المصريين على تنوع أديانهم وثقافاتهم، واستقرار المجتمعات، ونشر الأمن والأمان، والقضاء على أمراض التعصب والكراهية". من جهته، أعرب مولوي عن "سعادته واعتزازه بلقاء الإمام الأكبر الطيب مقدرا عاليا دور الأزهر التاريخي والدائم في ترسيخ وحدة الصف الإسلامي والوطني والعمل لما فيه الإلتقاء والتلاقي والاعتدال والحضارة الإسلامية"، مؤكدا "الدور الجامع للأزهر الشريف ولشيخه الإمام الأكبر لما فيه من تحقيق للأمان في مواجهة التطرف". وثمن "دور الأزهر في التضامن مع الشعب اللبناني"، مستعرضا "التحديات التي يمر بها لبنان وتطورات الأوضاع الاقتصادية الحالية"، مؤكدا "الالتزام بما فيه تحقيق الأمن والأمان للشعب اللبناني، في إطار من الإيمان الجامع والالتزام بما فيه تحقيق الاستقرار". كما زار مولوي جامع الأزهر الشريف وأدى فيه الصلاة وتفقد الأنشطة العلمية للرواق الأزهري. وكان زار مولوي أيضا مقر مصلحة الأمن العام، حيث اطلع على مهامها وسبل التعاون بين الجانبين اللبناني والمصري.

 

سامي الجميل: الاعتداء على اليونيفيل تصفية حسابات لمكان آخر وأسير بأي رئيس يضع سلاح حزب الله على الطاولة ويعيد لبنان الى المجتمع الدولي

وطنية/21 كانون الأول/2022

أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل  ان ما حصل في بلدة العاقبية والذي ادى الى مقتل الجندي الايرلندي، "مؤذ"، لافتاً الى "انها رسالة وجهت لليونيفيل بأنها غير مرغوب فيها في الجنوب وأن هناك من يقرر في هذا البلد وهذه الرسائل وجهت للمجتمع الدولي ايضاً". وقال في حديث الى"ال بي سي": "هذه الرسالة هي تصفية حسابات لمكان آخر لأن لبنان بات ساحة تستخدم لتصفية الحسابات الاقليمية منذ ان أقحمونا في صراعات المحاور التي لا علاقة للبنان بها بين ايران واميركا وايران والسعودية والدول العربية العراق واليمن".  واضاف: "لم يكونوا يريدون التمديد لليونيفيل والقرار 1701 لأنهم يعتبرون ان الارض لهم ولا يحق لاحد التدخل وهم يرفضون الرعاية الدولية "، وقال: "لا أبالغ  بأن ما قاموا به في مراحل عدة يدل على هذا الشيء سواء أحداث 7 أيار او الطيونة او قتل لقمان سليم وكل ما نراه يدل على أن هناك محاولة لمحاربة المجتمع الدولي ليبقى البلد "حارة كل مين ايدو الو".

 وعن ما قيل عن حوار يجريه الحزب مع "حزب الله"، قال: " سبق وتحاورنا معه بالعلن وعندما نتحاور فلسنا محرجين بالحوار، ولكن للأسف نحن مقتنعون انه ليس في وارد حوار جدي لذلك ما من حوار معه لغاية اللحظة ونتمنى ان يصل الى مرحلة يضع فيها الأمور الخلافية على الطاولة".

أضاف: "حزب الله يحاول ان يسرّب عن الحوار مع عدد من الأفرقاء بدءًا من بكركي مرورا بميشال معوض الذي نفى الأمر او القوات وكأن هناك استراتيجية في هذا الاتجاه". وأردف: "قلت بذكرى الرئيس الشهيد بشير الجميل في ساحة ساسين إما ان يقبل الحزب بوضع نفسه تحت سقف الدستور ويعدّل مساره لنبني بلدًا تحت سقف القانون والدستور او يريد ان نعيش تحت وصايته ومواطنين درجة ثانية وهذا لن نقبل به ويكون حزب الله يجرّنا الى الطلاق".

 وتابع: "الحوار يجب ألا يخضع لشروط ونحن نقول إننا بحالة مواجهة أردنا ألّا تكون إلا سياسية لأننا نعتبر ان أي مواجهة من نوع آخر تجر البلد الى مكان لا نريده ولا نريد لعبة الدم ،ومواجهتنا تكون في السياسة من خلال شد المعارضة للوقوف بوجه وضع اليد". واعتبر الجميل ان  الكتائب "يواجه بأساليب سلمية ولا نريد تكرار ما حصل في العام 1975 ، فنحن نريد بناء البلد وان يعيش الجميع بالشراكة تحت سقف القانون والدستور"، لافتاً  الى ان "هناك من يهوى الحروب لسببين: لأنهم يجلسون في مكاتبهم او قصورهم ويرسلون الناس لتموت بينما نحن قياداتنا استشهدوا قبل شبابنا ففي الكتائب تموت القيادات قبل الشباب ولا تختبئ،والسبب الثاني هم من لم يتذوقوا طعم الشهادة".

وفي الملف الرئاسي قال: "موقفنا معروف والمسار الديموقراطي الانتخابي متوقف لأنهم ربطوا تطبيق الدستور بعملية الإجماع وما يسمى بالانتخابات الرئاسية بالشكل الحاصل فيه حاليا هو تعيين وليس انتخابات فعند اشتراط الثلثين معنى ذلك انها ليست انتخابات".  واوضح: "أنا أعطي 5% كحظوظ لنجاح الحوار الذي تحدث عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري ولكن هل يرفض احد الحوار مع الاخر والبلد مشلول؟ أنا أقول إنّ هناك ملفات يجب الحديث عنها وجهًا لوجه لانه يهمنا البلد وليس الصورة".

 ورأى الجميل أن "لا مشكلة شخصية مع أحد فمن هو مستعد لمعالجة وجود مواطنين درجة اولى ومواطنين درجة ثانية وسلاح يعرقل قيام الدولة والقيام بالإصلاحات أنا مستعد للسير به". او عن ترشيح قائد الجيش للرئاسة قال: " لم يطرح نفسه كمرشح وقد طلبت موعدّا لأزوره لكن موقفه السياسي لم يعلن عنه في أي محطة ولا أنا أعرفه، عمله في المؤسسة العسكرية ترُفع له القبعة لكن لا نعرف عن مواقفه من الملفات السياسية المطروحة". اما عن ترشيح رئيس "تيار المردة "سليمان فرنجية اوضح: " علاقتي الشخصية مع سليمان فرنيجة قائمة على الاحترام إنما ليحصل على دعم الآخرين يجب أن يأتي الى نصف الطريق وهذا ليس بالكلام ولا أتحدث عن فرنجية فقط بل عن أي مرشح آخر".

 وشدد الجميّل على أن "أي رئيس يضع موضوع سلاح حزب الله على الطاولة ويعيد لبنان الى المجتمع الدولي ويقوم بالإصلاحات مستعدون للسير به".

وعن سبب عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية، قال: "لا أرى الظروف مؤاتية ومرشحي هو إنقاذ البلد ونحن لدينا مشروعنا وطموحنا الكامل لإنقاذ البلد وأتمنى أن يكون للكتائب مرشحه لكن هناك ظروف للمعركة وحظوظ لربح المعركة".

وعن جلسة حكومة تصريف الأعمال شدد الجميل على أن "الحكومة المستقيلة يجب ألا تقوم بدورها بشكل طبيعي لأنها غير خاضعة للمساءلة وهذا خطير ومن هنا يتم حصر دورها في الدستور ويجب أن تقوم بأمرين: تسيير الامور الضرورية وتسيير شؤون الناس وكل ما يقع تحت الضرورات القصوى"، لافتاً الى "اننا كنا ضد عقد جلسة الاحكومة لأن تتناول مواضيع غير ضرورية وبالامكان حلّها من دون اجتماع مجلس للوزراء".  وأردف: "لسنا مع تشريع الضرورة وهناك دستور لكن المشكلة عندما يوضع جانبًا كما يحصل من قبل البعض". وعن سبب عدم الاتفاق مع "التيار الوطني الحر"، قال: " لأن التيار اخذ طرفًا سياسيًا مع حزب الله وداعم لسلاح الحزب وملتزم شروط الحزب للرئاسة"، مشيراً الى أن "المواجهة هي مواجهة انتخابية لحسابات رئاسية وليست مواجهة بالخيارات السياسية الكبرى فعندما يقول جبران باسيل انه غير راض على وجود السلاح خارج إطار الدولة فمن الطبيعي ان اتحدث إليه".

واعتبر أن" تجلس القوات والكتائب امر منطقي لأن المواقف متقاربة وان يجلس معوض والكتائب أمر طبيعي إنما مشكلة التيار ليست وليدة اليوم بل منذ اتفاق مار مخايل والدفاع عن السلاح وإعطاء الغطاء المسيحي للسلاح وهذه مشكلة بنيوية".

و أكد الجميل "أننا لا نرفض طلب البطريرك للحوار لأنه رجل وطني وليس لأنه البطريرك وإن دعانا المفتي نلبي الدعوة لأنه رجل وطني ونحن مع كل مبادرة هدفها إيجابي".  وكشف عن ان العلاقة مع "االقوات اللبنانية "،" تراجعت بسبب المواقف التي أخذتها في مجلس النواب عندما كنت أواجه بري في موضوع النصاب واليوم هناك نقاش وتواصل و"طلعات ونزلات" ونأمل ان تتحسن"، مؤكداً " أهمية الموقع المركزي الذي تلعبه الكتائب هو عامل أساسي لإمكان توحيد المعارضة بحيث  أن لدينا اكثر علاقات في المجلس، فنحن على تواصل وتنسيق مع كتلة الاعتدال، ومع كتلة تجدد هناك تواصل يومي ومع القوات التواصل موجود وكذلك مع الحزب التقدمي الاشتراكي،  ومع العدد الاكبر من التغييريين".  وختم الجميل: "سنبقى نؤمن باقتناعاتنا ونقوم بواجباتنا ونعمل وفق مبادئنا وثوابتنا، ولن نركب أي موجة بل نعمل لمصلحة الشعب اللبناني".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 21 و 22 كانون الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 21 كانون الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/114224/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1635/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 21/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/114226/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-december-21-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

 

فيديو ونص: يوم أمس استهزأ عون بذاكرة اللبنانيين وأهان عقولهم وشوه الحقائق واسقط ما في من فشل ولا وطنية وشرود سيادي ونرسيسية على الغير

الياس بجاني/21 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114233/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a3%d9%85%d8%b3-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%b2%d8%a3-%d8%b9%d9%88/

 

 

فيديو ونص: يوم أمس استهزأ عون بذاكرة اللبنانيين وأهان عقولهم وشوه الحقائق واسقط ما فيه من فشل ولا وطنية وشرود سيادي ونرسيسية على الغير

الياس بجاني/21 كانون الأول/2022

https://www.youtube.com/watch?v=hAastW5BJnM&t=2s&ab_channel=EliasBejjani

 

توقعوا المزيد من العنف إذا لم يُحاسَب «حزب الله» على قتل الجندي الأيرلندي

حنين غدار/معهد واشنطن/21 كانون الأول/2022

Expect More Violence If Hezbollah Isn’t Held Accountable for Murdering an Irish Soldier

Hanin Ghaddar/The Washington Institute/December 21/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114262/%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%aa%d9%88%d9%82%d8%b9%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b2%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86/

 

استطلاع رأي جديد في لبنان يشير إلى استمرار عدم الرضا الداخلي والرغبة في التعاون مع الشركاء الدوليين

 فرانسيس ميكدونا/معهد واشنطن/21 كانون الأول/2022

New Lebanon Opinion Poll Shows Continued Internal Dissatisfaction and Desire for International Partners

Frances McDonough/the Washington Institute/December 21/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114258/%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%8a%d9%83%d8%af%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b7%d9%84/