المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 19 كانون الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december19.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وقَالَ يسوع لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: “جمعية أخضر بلا حدود”، التابعة لحزب الله، تسرق وتصادر بالقوة أراضي بلدة رميش الحدودية

الياس بجاني/مشكلة لبنان وشعبه وحكامه: احتلال وذمية وانتهازية وطروادية وتبعية وعبادة اصنام

الياس بجاني/بتكون غلطاني كتير السعودية إذا بتساير الطروادي ميقاتي الأداة بيد سيد أمونيوم

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله يغتال بدم بارد جندي من قوات اليونيفيل في جنوب لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

البطريرك الراعي أسف لما تتعرض له اراضي بلدة رميش من قبل عناصر حزب الله، وطالب السلطات القيام بواجباتها، ودعا الى مؤتمر دولي، ولتحقيق شفاف لبناني واممي في حادثة اليونيفيل، ورأي أن القرار 1701 يطبق انتقائيا وهو مقيد بقرار قوى الامر الواقع والدولة تعض على جرحها

بشرى ميلاديّة: 3 طوباويّين على طريق القداسة..!

مراسم تأبين الجندي الإيرلندي في المطار وإكليلين باسم وزير الدفاع وقائد الجيش

عواقب وخيمة على لبنان جراء جريمة اغتال حزب الله الإرهابي جندي من اليونيفيل والتطي خلف هرطقة ما يسمية للتمويه بالأهالي

جريمة العاقبية.. عواقب وخيمة بانتظار لبنان!

تقاطع فرنسيّ – أميركيّ – سعوديّ لحلّ أزمة الرّئاسة/أنديرا مطر/القبس” الكويتية

ميقاتي يتمسك بصلاحياته ويتريّث بدعوة الحكومة للانعقاد/محمد شقير/الشرق الأوسط

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 18 كانون الأول 2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

تخريجة غضب الأهالي "شي فاشل"!/أبو زهير/أساس ميديا

"المدن" تكشف عن تفاصيل جديدة للاعتداء على "اليونيفيل"

الأمم المتحدة تستعجل التحقيقات بحادث قوات الـ “يونيفيل” ودعوات أميركية لفرض عقوبات على مقوضي القانون... وماكرون يبحث الملف اللبناني بقمة عمّان

هل ينجح ماكرون بجمع السعوديين والإيرانيين حول الملف اللبناني؟/منير الربيع/المدن

بالأسماء- هذه نتائج انتخاب المفتين..

مصدر سياسي معلقاً..العشاء السويسري، من اعداد فرنسي، ويتضمن سم ايراني، وبالشكل استضافة سويسرية/حسان القطب

ماذا لو وقعت جريمة بلدة العاقبية ضد القوات الدولية في بيئة مختلفة..؟/حسان القطب/موقع البديل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"الشيوخ الأميركي" يدعو المجتمع الدولي للرد على جرائم إيران/لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: يجب على المجتمع الدولي أن يمارس صلاحياته

إيران تعلن زيادة كبيرة في قدرتها على تخصيب اليورانيوم

توقيف محامي صحافيتين غطتا وفاة مهسا أميني

دعوات للإفراج عن الممثلة الإيرانية الشهيرة ترانة عليدوستي

مقتل سجين وإصابة 17 في اضطرابات بسجن قرب طهران

منشورات مناهضة للوجود الإيراني في ريف القامشلي الجنوبي

إيران تعتزم إطلاق قمرين صناعيين خلال أشهر

مقتل 9 في هجوم لـ«داعش» على الشرطة العراقية غرب كركوك

بعد أيام من مقتل ضابط وجنديين في هجوم مماثل شمال بغداد

كيسنجر: حان وقت التفاوض في أوكرانيا لمنع حرب عالمية مدمرة

روسيا تنصب درعاً لحماية النفايات النووية في زابوريجيا... وأوكرانيا تقصف دونيتسك

أميركا تجدد التزامها بدعم استقرار العراق قبل يومين من «مؤتمر بغداد 2» في عمّان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الأهالي" في لبنان يُسقِطون الدولة؟/أيمن جزيني/اساس ميديا

شعار «امرأة، حياة، حرية» يُؤرق النظام الإيراني ومداميك الجمهورية الإسلامية تهتزّ/رلى موفّق/القدس العربي

لكي لا تكون الأشرفيّة النهاية/إيلي القصيفي/أساس ميديا

الشرخ الحكوميّ يتوسّع: الحزب يَعزل باسيل؟!/ملاك عقيل/أساس ميديا

حادثة جنوب لبنان... قراءة بعيدة عن الأوهام/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

أيّ تغيير للبنان؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط

الرابطة المارونية وحزب الله تودُّد مفاجئ وطموحات فردية:  طموحات يعتقد البعض ان تحقيقها يمر في حارة حريك/جان الفغالي/أخبار اليوم

تصريح خطير ويشرح الكثير/طارق الحميد/الشرق الأوسط

الربيع الإيراني والربيع العربي/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

حروب إيران الجديدة/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

الانسداد العام وخيار السوريين الصعب/فايز سارة/الشرق الأوسط

مخاطر مثلّث موسكو - طهران - أنقرة؟/عماد الدين أديب/أساس ميديا

نهاية عامين.. لا عام واحد/نديم قطيش/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي أسف لما تتعرض له اراضي بلدة رميش من قبل عناصر حزب الله، وطالب السلطات القيام بواجباتها، ودعا الى مؤتمر دولي، ولتحقيق شفاف لبناني واممي في حادثة اليونيفيل، ورأي أن القرار 1701 يطبق انتقائيا وهو مقيد بقرار قوى الامر الواقع والدولة تعض على جرحها

المطران عودة في ذكرى جبران تويني: لمسؤولين يــحــمــلــون خــطــة إنــقــاذيــة إصــلاحــيــة تعيد بــنــاء الــوطــن الــذي اســتــشــهــد جــبــران وجــمــيــع الأحــرار مــن أجــلــه

نص بيان مشترك صادرعن اللقاء الأول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني

قاووق: ندعو للتوافق الداخلي لحل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ولعدم الرهان على الوساطات الخارجية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وقَالَ يسوع لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من01حتى11/:"مَضَى يَسُوعُ إِلى جَبَلِ الزَّيْتُون. وعِنْدَ الفَجْر، عَادَ إِلى الهَيْكَل. وكَانَ الشَّعْبُ كُلُّهُ يَأْتِي إِلَيْه، فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم. وأَتَاهُ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ بِٱمْرَأَةٍ أُمْسِكَتْ وهِي تَزْنِي، وأَقَامُوهَا في الوَسَط، وقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ المَرْأَةُ أُمْسِكَتْ فِي زِنًى مَشْهُود. وفِي التَّوْرَاة، أَوْصَانَا مُوسَى بِرَجْمِ أَمْثَالِهَا. وأَنْتَ، فَمَاذَا تَقُول؟». قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوه، فَيَكُونَ لَهُم مَا يَشْكُونَهُ بِهِ. أَمَّا يَسُوعُ فَأَكَبَّ يَخُطُّ بِإِصْبَعِهِ على الأَرْض. ولَمَّا ٱسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، وَقَفَ وقَالَ لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر!». ثُمَّ أَكَبَّ وعَادَ يَخُطُّ عَلى الأَرْض. ولَمَّا سَمِعُوا، بَدَأُوا يَخْرُجُونَ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، وكِبَارُ السِّنِّ أَوَّلاً. وبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، والمَرْأَةُ قَائِمَةٌ في الوَسَط. فَوَقَفَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَة، أَيْنَ هُم؟ أَمَا دَانَكِ أَحَد؟». قَالَتْ: «لا أَحَد، يَا سَيِّد». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «ولا أَنَا أَدِينُكِ. إِذْهَبِي، ولا تَعُودِي تَخْطَإينَ بَعْدَ الآن».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: “جمعية أخضر بلا حدود”، التابعة لحزب الله، تسرق وتصادر بالقوة أراضي بلدة رميش الحدودية

الياس بجاني/17 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114154/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%b6%d8%b1-%d8%a8%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7/

حزب الشياطين الملالوي، المسمى كفراً بحزب الله، يحتل لبنان، ويعيث به فساداً وتدميراً وخراباً وفوضى وإفقاراً وتهجياً وتعهيراً، لكل ما قيم وأخلاق وثوابت وطنية. هذا الحزب العصابة هو عملياً ماكينة اغتيالات وقتل وإجرام بكل إشكالها وأنواعها والفجور. يغتال، يقتل، ينهب، يصادر، يرّهب، يُصنع المخدرات ويهربها إلى العشرات من الدول، يُبيض الأموال، يرفع نفاقاً رايات المقاومة والتحرير، يتاجر بالسلاح وبكل الممنوعات، شريك للمافيات الدولية، وهو 100% عسكر مرتزقة تابع للحرس الثوري الإيراني ويحارب في كل حروب الملالي الدولية والإقليمية.

في لبنان الذي يحتله، الحزب يتلطى تحت أسماء عدة فرق إرهابية مموهة بهدف التضليل، منها على سبيل المثال لا الحصر:

الأهالي، وسرايا المقاومة، وجمعية أخضر بلا حدود. لكل من هذه الفرق الإرهابية مهمات محددة كلها تندرج تحت راية قيادة الحزب وتتبع له بالكامل.

جمعية أخضر بلا حدود تصادر بالقوة والإرهاب أراضي سكان القرى والبلدات الجنوبية بحجة أمن المقاومة، وآخر تعديات هذه الفرقة الإرهابية مصادرة مساحات كبيرة من أراضي بلدة رميش الجنوبية.

أهالي البلدة رفضوا واحتجوا وطالبوا بلدية البلدة القيام بواجبها وصد المعتدين، في حين أن دور الدولة وقواها العسكرية والأمنية معطل، جراء هيمنة وإرهاب حزب الله عليها.

حزب الله يحتل لبنان، وهذه حقيقة معاشة على أرض الواقع. وبالتالي هو منافق ودجال ومستسلم وطروادي، وما إلو عازي بالمرة، كل  صاحب شركة حزب تاجر ونرسيسي، وسياسي نتن، وإعلامي بوق، ورجل دين لا يعرف ألف باء الإيمان، وحاكم مربوط بحبل ذل حول رقبته..  يدعي باطلاً بأن هذا الحزب العصابة هو لبناني، وحرر الجنوب، ومقاومة، ومن النسيج الوطني، ويمثل في مجلس النواب والحكومات الطائفة الشيعية الكريمة.

هذا الحزب العصابة، يخطف لبنان وشعبه ويأخذهم رهينة، ويدمر كل ما لبنان ولبناني، من أمن وقانون وعدل وحقوق وثقافة وهوية وتاريخ وحضارة ومؤسسات، وعلاقات خارجية، ومقومات الحياة بكل أشكالها وألوانها.

في الخلاصة لا قيام للبنان، ولا عودة للحياة الطبيعية للبنانيين قبل الخلاص من هذا السرطان واقتلاعه، وذلك عن طريق إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة، ووضعه تحت البند السابع الدولي، وتنفيذ القرارات الدولية بالقوة العسكرية، وإعادة تأهيل أهل البلد ليحكموا أنفسهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني: “جمعية أخضر بلا حدود”، التابعة لحزب الله، تسرق وتصادر بالقوة أراضي بلدة رميش الحدودية

https://www.youtube.com/watch?v=_1U3BBkEL68&t=4s

 

في اسفل صورة ونص العريضة التي رفعها أهالي بلدة رميش الجنوبية إلى بلدية البلدة حول إرهاب حزب الله وسرقة أراضيهم بالقوة تحت مظلة فرقة من فرقه الإرهابية تسمي “جمعية أخضر بلا حدود”.

جانب بلدية رميش المحترمة

المستدعون: مالكو العقارات الواقعة في مزرعة سمخويا ومحيطها باتجاه بلدة عيتا الشعب خراج بلدة رميش

الموضوع: تعديات على عقارات خاصة في مزرعة سموخيا ومحيطها

لما كان مالكو العقارات في مزرعة سموخيا ومحيطها الواقعة في خراج بلدة رميش والمثبتة أسماؤهم وتواقيعهم أدناه قد تفاجأوا خلال الأسبوع المنصرم بقيام بعض العناصر التابعة لحزب الله وجمعيته المسماة “أخضر بلا حدود” بالتعدي على عقاراتهم الخاصة التي ورثوها من أبائهم وأجدادهم منذ عشرات ومئات السنين، حيث قامت هذه العناصر بأعمال تجريف وشق طرقات وإقامة منشآت وقطع أشجار سنديان معمرة.

علماً أن بعض هذه العقارات كان سبق للعدو الإسرائيلي أن زرعها بالألغام سابقاً مما حرم أصحابها من استثمارها لفترة طويلة من الزمن، إلى أن قام الجيش اللبناني مشكوراً بالتعاون مع المنظمات الدولية بنزع هذه الألغام.

إلى أن تفاجأ الأهالي مالكو العقارات بقيام العناصر المذكورة أعلاه بأعمال غير مشروعة على عقاراتهم ومحاولة منع مالكيها من الوصول إليها ومحاولة الاستيلاء عليها حيث طلبوا منهم إبراز مستندات تثبت ملكيتهم لها.

وإزاء هذه الأعمال التي تشكل استيلاءً غير مشروع على ملكيات خاصة والتعرض لمالكيها بالمنع من الوصول إليها وإنكار ملكيتهم لها،

لذلك وبباء على كل ما تقدم، وعملاً بالدستور اللبناني والقوانين والأنظمة المرعية الإجراء التي تعتبر الملكية الخاصة مقدسة، وحفاظاً على حقوقنا، وعلى هذه الأراضي المتوارثة من جيل إلى جيل التي تعب وجاهد أباؤنا وأجدادنا باستصلاحها وزراعتها ودفعوا الضرائب الباهظة في الحقبة العثمانية للحفاظ عليها، وحتى ضريبة الدم من خلال سقوط شهداء وجرحى أثناء استثمارها في حقبات مختلفة من تاريخ رميش.

وثقة منا بأجهزة الدولة الرسمية من إدارية وأمنية وعسكرية وقضائية، نتقدم من جانب بلدية رميش للعمل مع السلطات المختصة على ما يلي:

1- الوقف الفوري لهذه الأعمال.

2- إزالة كل التعديات من منشآت وطرقات وبرك استحدثت على هذه العقارات.

3- تمكين مالكي العقارات الوصول إليها بكل حرية لزراعتها واستثمارها بما تقضيه مصالحهم.

إذ نشكر اهتمامكم ونثمن جهودكم تفضلوا بقبول فائق الاحترام.

رميش في 12 كانون الأول/2022

*أسماء وتواقيع مالكي العقارات المعتدى عليها

 

الياس بجاني/نص وفيديو: “جمعية أخضر بلا حدود”، التابعة لحزب الله، تسرق وتصادر بالقوة أراضي بلدة رميش الحدودية

الياس بجاني/17 كانون الأول/2022

https://www.youtube.com/watch?v=_1U3BBkEL68&t=4s

 

مشكلة لبنان وشعبه وحكامه: احتلال وذمية وانتهازية وطروادية وتبعية وعبادة اصنام

الياس بجاني/16 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114133/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%87-%d9%88%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%a7/

بالعربي المشبرح، لبنان بلد محتل بالكامل، وكل أصحاب شركات الأحزاب فيه من مسيحيين واسلام ودروز وكفرة ويساريين، هم راضخين بذل للمحتل، وراضين ان يعملوا تحت سلطته، وسلطة حكامه الأوباش. ولهذا يشاركون في الإنتخابات ولا يعلنون العصيان المدني،  والتوقف عن الهوبرة لهرطقات وأكاذيب تجار المقاومة والتحرير… نواب وزراء ورؤساء كلهم في هذه الخانة البائسة.

أما شعبنا، “الغفور” بأكثريته فهو مرتبط بأصحاب شركات الأحزاب المرتين ويقدسهم، وبالتالي راضي بوضعية العبيد والعبوية والصنمية.

نفس هؤلاء القطعان التابعين لأصحاب شركات الأحزاب، هم من انتخبوا نواب عبيد وذميين مثلهم، ويوهمون انفسهم والناس بأنه بالإمكان ممارسة الحرية والديموقراطية والإنتخابات بظل الإحتلال وحكامه العبيد.

فماذا نتوقع وأية نتائج قد تأتي منهم؟

للمرة الألف، لبنان يحتله حزب الله الفارسي والإرهابي، وهو رهينة ومخطوف، ودولته مارقة وفاشلة، وحكامه عبيد وطرواديين اذلاء.

من هنا، لا حلول من داخل لبنان بظل احتلال حزب الله، ومع حكام وأحزاب ذميين وشعب مصلحجي و”غفور”.

الحل إن جاء فسوف يكون من الخارج، وبالقوة العسكرية الدولية، ولكن حتى الآن هذا الخارج متفرج ومساند لحزب الله ولملالي إيران.

والأخطر في حال شعبنا “الغفور” يكمن في قلة إيمانه وخور رجائه وتفضيله بغباء ثقافة الأبواب الواسعة، على ثقافة الأبواب الضيقة (بالمفهوم الإنجيلي).

انشاء الله تكون هيدي اللغة مفهومي وواضحا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بتكون غلطاني كتير السعودية إذا بتساير الطروادي ميقاتي الأداة بيد سيد أمونيوم

الياس بجاني/16 كانون الأول/2022

الطرطور ميقاتي وبعد زيارة مقر اليونيفيل يبرأ الأهالي، أي حزب الشيطان، من جريمة اغتيال الجندي الإيرلندي. جبان وطروادي وما إلو عازي

 

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله يغتال بدم بارد جندي من قوات اليونيفيل في جنوب لبنان

الياس بجاني/16 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114090/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ba%d8%aa%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%af/

ضحية جديدة من ضحايا حزب الله في جنوب لبنان، هو الجندي في قوات البونيفيل، بيار دوني، عمره 23 سنة، من نيوتون كونتي في شمال-غرب ارلندا. سيارة الضحية تعرضت لكمين من مسلحين تابعين لحزب الله في بلدة العاقبية بالقرب من الصرفند، "يسميهم الحزب "الأهالي". كما جرح جندي آخر هو بحالة خطرة، اسمه شين كرني وعمره 22 سنة.

نقدم التعازي القلبية لعائلة الضحية، وللحكومة الايرلندية، وللشعب الايرلندي الصديق، ولقوات اليونيفيل، ونصلي من شفاء الجرحى.

نشير هنا إلى أن حزب الله المسلح والذي يحتل لبنان، هو تابع بالكامل للحرس الثوري الإيراني، وينفذ أوامره، وهو قام ويقوم بالعشرات من عمليات الإجرام والقتل والاغتيال والتهريب وتبيض الأموال داخل لبنان، وفي دول متعددة، وهو حتى الآن متفلت من المحاسبة، وكل الجرائم التي ارتكبها لم يحقِّق بها القضاء اللبناني لأنه مسيس وواقع تحت إرهابه. وما يسميهم الأهالي كانوا مرات عديدة اعتدوا على قوات اليونيفيل، ولم تتم محاسبتهم جراء نفوذ واحتلال وإرهاب الحزب، الموضوع على قوائم الإرهاب في العشرات من الدول.

مطلوب تغيير قواعد الاشتباك الخاصة بصلاحيات قوات اليونيفيل، العاملة في جنوب لبنان، ووضعها تحت البند السابع الدولي، لتتمكن على الأقل من حماية جنودها وردع اعتداءات حزب الله السافرة والوقحة، وإلا تنتفي الحاجة لوجودها، كونها في وضعيتها الحالية، رهينة لدى حزب الله وعاجزة عن القيام بمهامها المتعلقة بتنفيذ القرار الدولي رقم 1701.

في التحليل، غالباً ما تكون اعتداءات حزب الله الدموية على قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، عبارة عن رسائل نارية إيرانية لدول الغرب وللأمم المتحدة، الدول الأوروبية. وأغلب الظن أن رسالة الأمس تتعلق بمواقف الدول الأوروبية وأميركا من الاتفاق النووي مع ملالي إيران المتعثر.

بالطبع التحقيق في الجريمة الجديدة لن يصل إلى أية نتيجة، كما هو الحال مع كل أحداث إجرام وإرتكابات حزب الله، ولنا في تفجيره مرفأ بيروت، وتعطيله التحقيق بالقوة، خير مثال.. وهو كان اعتبر المطلوبين من أفراده للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بأنهم قديسين، ولا يزالون فارين رغم إدانتهم من المحكمة.

في الخلاصة، لا حلول في لبنان، كبيرة أو صغيرة، وعلى أي مستوى، وفي أي مجال، ما دام حزب الله الفارسي والإرهابي يحتل البلد ومصادراً لقراره ويعين حكامه.

الحل: وضع لبنان تحت البند السابع الدولي وإعلانه بلداً فاشلاً ومارقاً، وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به (اتفاقية الهدنة، 1559 1701، و1680) بالقوة العسكرية الدولية، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

البطريرك الراعي أسف لما تتعرض له اراضي بلدة رميش من قبل عناصر حزب الله، وطالب السلطات القيام بواجباتها، ودعا الى مؤتمر دولي، ولتحقيق شفاف لبناني واممي في حادثة اليونيفيل، ورأي أن القرار 1701 يطبق انتقائيا وهو مقيد بقرار قوى الامر الواقع والدولة تعض على جرحها

وطنية/18 كانون الأول/2020

Patriarch Al-Rahi regretted what the lands of the town of Rmeish are being subjected to by Hezbollah members, and called on the authorities to carry out their duties, for an international conference, and for a transparent Lebanese and international investigation into the UNIFIL incident, and stated that Resolution 1701 is applied selectively and is restricted to the decision of the de facto forces while the state bites its wound

https://eliasbejjaninews.com/archives/114175/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af-18-%d9%83%d8%a7/

NNA/LCCC/December 18/2022

 

بُشرى ميلاديّة: 3 طوباويّين على طريق القداسة..!

بكركي/الأحد 18 كانون الأول 2022

صدر عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي البيان الآتي: "إلى إخواننا السادة المطارنة الأجلّاء، وقدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات المحترمات، وكهنة كنيستنا المارونيّة ورهبانها وراهباتها وسائر أبنائها وبناتها الأحبّاء. يسعدني أن أبثّ إليكم بشرى ميلاديّة كبيرة، وهي أنّ قداسة البابا فرنسيس وافق اليوم السبت 17 كانون الأوّل الجاري، على إعلان الطوباويّين الإخوة المسابكيّين الثلاثة الشهداء بين القدّيسين، من دون حاجة إلى أعجوبة، لكونهم شهداء الإيمان. وتجري الآن المعاملات الإجرائيّة لإعداد الإحتفال بإعلانهم قدّيسين على مذابح الكنيسة الجامعة. وقد كلّفنا سيادة أخينا المطران يوحنّا-رفيق الورشا متابعتها لدى مجمع القدّيسين. إنّنا نلتمس شفاعتهم من أجل أن تظلّ كنيستنا المارونيّة شاهدة للمسيح في لبنان وسوريا وطنهم ومكان استشهادهم، وفي سائر بلدان الشرق الأوسط وعالم الإنتشار. ونعرب لكم جميعًا عن تهانينا، شاكرين الله على أنّه يكلّمنا عبر الطوباويّين والقدّيسين من أبناء كنيستنا، لعلّ الجميع يصغون إلى ندائه. مع محبّتي وصلاتي وبركتي الرسوليّة".

 

مراسم تأبين الجندي الإيرلندي في المطار وإكليلين باسم وزير الدفاع وقائد الجيش

وطنية/الأحد 18 كانون الأول 2022

أقيمت في مطار رفيق الحريري الدولي مراسم تأبين الجندي Sean Rooney من الكتيبة الإيرلندية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، والذي استشهد بتاريخ 15/12/2022. وذكرت الصفحة الرسمية للجيش اللبناني أن "المراسم جرت بحضور قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الجنرال أرولدو لاثارو واللواء الركن بيار صعب عضو المجلس العسكري ممثلاً معالي وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون والسفيرة الإيرلندية في لبنان السيدة NUALA O'BRIEN ، إلى جانب عدد من الضباط والمشاركين". وأشارت إلى أنه "بعدما أدّت ثلّة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، قلد اللواء الركن صعب أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية للجندي Rooney، وقدم له التنويه باسم العماد قائد الجيش، ووضع على نعشه إكليلين من الزهر باسم معالي وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش". ثم ألقى صعب كلمة جاء فيها: "إن أيّ اعتداءٍ على اليونيفيل مهما كان حجمه هو اعتداءٌ على أمن بلدنا، كما أنّه مرفوضٌ مطلقًا من قبل اللبنانيّين. وسوف تبذل قيادة الجيش وباقي الأجهزة الأمنية أقصى طاقاتها لكشف ملابسات ما جرى في 15/12/2022 وسَوق كلّ من يثبت أنّه مُعتدٍ على عناصر اليونيفيل إلى العدالة لينال جزاءه."من جهة أخرى، اعتبر الجنرال لاثارو "أن الجندي Rooney ضحى بحياته أثناء تنفيذ مهمة حفظ السلام في جنوب لبنان"، مؤكداً "التزام اليونيفيل بمهمتها بهدف إرساء الاستقرار والسلام الدائم في الجنوب".

 

عواقب وخيمة على لبنان جراء جريمة اغتال حزب الله الإرهابي جندي من اليونيفيل والتطي خلف هرطقة ما يسمية للتمويه بالأهالي

https://eliasbejjaninews.com/archives/114190/%d8%b9%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%a8-%d9%88%d8%ae%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d8%a7%d9%84/

جريمة العاقبية.. عواقب وخيمة بانتظار لبنان!

صحيفة الراي الكويتية/الأحد 18 كانون الأول 2022

لولا الاعتداء الخطير على آليةٍ لـ «اليونيفيل» في الجنوب ومقتل أحد عناصر الوحدة الإيرلندية بالرصاص وجرْح 3 آخَرين، لَكان لبنان السياسي مُسْتَرْخياً عشية استراحةِ عيديْ الميلاد ورأس السنة، وكأن البلاد لا تسير على «حبلٍ مشدود» فوق أفواه البراكين المشتعلة وبوابات جهنّم المفتوحة منذ نحو 3 أعوام.

فمع ختْم نسخةِ 2022 من الانتخابات الرئاسية «المعلَّقة» بـ «الشمع الأحمر» لتُترك معاودةُ فتْحها إلى السنة الطالعة بعد أن يكون تم «تعليب» تسويةٍ شائكة تُفْرِج عن اسم الرئيس العتيد وتحدّد معالم خط الخروج من الحفرة المالية التي لا تنفكّ تتعمّق، وحده العنوان الأمني سيطبع الأيام الفاصلة عن رأس السنة الذي يُخشى أن يكون لبنان نجح معه في إكمال حلقات تبديد أي «رأس مال» مازال «يشفع» له مع الخارج. وبعدما كاد لبنان في الأعوام الثلاثة الماضية أن يحطّم الأرقامَ القياسية لكل المؤشراتِ السلبية التي طبعتْ أزمات مالية منذ 1850 وحتى اليوم من دون أن يصل بعد إلى القعر في «سقوطه الحر» الذي انتقل الى «سرعةٍ جديدةٍ» على متن الانهيار التاريخي الجديد للعملة الوطنية أمام الدولار ببلوغها عتبة 44 ألفاً، أمس، ها هو يختم 2022 بما يشي بأن يتحوّل أزمةً مع المجتمع الدولي «الممثَّل» في قوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب في ضوء الأبعاد الكبرى لجريمة العاقبية في ذاتها كما الانعكاسات الأخطر للمنحى الذي يؤشّر إلى أن هذا الملف مرشّح لأن يبقى «برسْم مجهول». وعلى وقع المناشدات الدولية بتحقيق سريع وشفاف يُفْضي إلى محاسبة المسؤولين عن الاعتداء الذي تخلله إطلاق نار على آلية «اليونيفيل» ما أدى إلى مقتل العنصر الإيرلندي بعد إصابته في الرأس، تبرز مخاوفَ في بيروت من أن تكون القضية دخلت مساراً من التمييع يُفْضي إلى تعتيم تلقائي عن مُطْلِق أو مطلقي النار. وفي موازاة الترويج لعنوان «الحادث غير المقصود» والذي يبرّره أصحابه بأن سلوكَ الآلية طريقاً داخلية بينما كانت متجهة مع سيارة أخرى الى بيروت كان وليد لحظته، فإن أوساطاً سياسية ترى أنه لا يمكن بأي حالٍ ومهما كانت ملابسات ما حصل إسقاط عاملٍ «تحريضي» وإن غير مباشر تشكّله «العدائية» تجاه اليونيفيل والتي غالباً ما تم التعبير عنها في إشكالاتٍ مع بيئة «حزب الله» في مناطق جنوبية ليزيد منسوبُها بعد تعديل مَهمة القوة الدولية بموجب قرار مجلس الأمن الأخير ومنْحها مزيداً من حرية الحركة من دون مؤازرة لبنانية. وإذ تعتبر الأوساط أن توقيف المتورطين في مقتل العنصر الإيرلندي يُعتبر المؤشر الحقيقي و«الملموس» إلى أن ما حصل كان «فَرْدياً»، باعتبار أن أيّ تغطية من أي جهة للفاعل أو الفاعلين سيكون بمثابة «توقيع» ضمني على الجريمة وبالحد الأدنى تشجيع على غيرها، استعادتْ كلام وزير الداخلية بسام مولوي عن «أنّ الاعتداء جريمة، وليس صدفة وليس حادثاً عرضياً»، ورفْضه «أيّ ذريعة تقول إنّ الحادث من فعل الأهالي»، واعتباره أنّ «مَن يقف وراءه لا يخفي نفسه»، وإشارته إلى «انه تم اعتراض سيارة جنود حفظ السلام في موقعين، وفق التحقيقات».

وفي حين عزّز تبرؤ «حزب الله» مما جرى في العاقبية ومبادرته للاتصال عبر رئيس وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا بقيادة «اليونيفيل» للتعزية الانطباعَ الذي تعبّر عنه بعض الدوائر بأن الحزب، الخارج من تغطيةٍ لاتفاق الترسيم مع اسرائيل والذي لا يُمانع إدارة الاستحقاق الرئاسي بما يعيد وصْلَ لبنان مع الخارج، لا مصلحة له في تدحْرج هذا الملف وتحوّله باباً لمعاينة دولية لصيقة للواقع اللبناني من زاوية أمنية متعددة البُعد، فإن أوساطاً أخرى ترى أن المحك الفعلي تقف أمامه الدولة اللبنانية المطالَبة بما هو أبعد من إبداء حسن النيات وتقديم بيانات مواساة أو القيام بزيارات تعزية.

وإذ اعتُبرت زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومعه قائد الجيش العماد جوزف عون، المقر ‏العام لـ «اليونيفيل» في الناقورة للتضامن مع القوة الدولية وتأكيد «أن البيئة التي يعمل فيها الجنود الدوليون بيئة طيبة، والتحقيقات متواصلة في مقتل الجندي ‏الإيرلندي ومَن تثبت إدانته سينال جزاءه»، مؤشراً إلى رغبة من بيروت في استيعاب الصدمة الأمنية مع المجتمع الدولي، فإن وصول لجنة إيرلندية مكلفة متابعة مسار التحقيقات في جريمة العاقبية إلى بيروت يعكس بالتوازي جدية دبلن ومن خلفها المجتمع الدولي في ملاحقة القضية حتى النهاية.

وفيما لم تحمل التحقيقات التي يُجْريها القضاء العسكري جديداً وسط عدم توقيف أي من المتورّطين بعد، فإن هذا الملف بات يُقاس في بعض الأوساط بوصْفه جانباً جديداً من العوارض الخطيرة لتفلّت الواقع اللبناني من كل الضوابط في الوقت الذي تُصارِعُ البلاد لاستعادة مظلة خارجية ترعى خروجها من قلب «الجحيم».

وفي حين يُنتظر أن تحضر الأزمة اللبنانية التي يختزلها هذه الأيام عنوان الانتخابات الرئاسية في قمة «بغداد 2» حول العراق التي يستضيفها الأردن بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، برز ما كُشف عن أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بعثت رسالة إلى وزيرِ الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين تدعو إلى «مساءلة الذين يقوضون المؤسسات وسيادة القانون في لبنان»، وتحضّ الرئيس جو بايدن على «استعمال كل طرق الضغط بما فيها العقوبات لدفع النواب إلى انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة بهدف تطبيق إصلاحات ضروريّة». وأكدت اللجنة «حاجة لبنان إلى حكومةٍ منتخبة قوية لا تخضع للتأثير الأجنبي الخبيث وتعطي الأولوية لاحتياجات شعبها»، متهمة «حزب الله» وحليفيه حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر» بتعطيل نصاب جلسات الانتخاب الرئاسية (الدورات الثانية).

 

تقاطع فرنسيّ – أميركيّ – سعوديّ لحلّ أزمة الرّئاسة

أنديرا مطر/القبس” الكويتية/الأحد 18 كانون الأول 2022

دخل لبنان مبكراً مدار عطلة الأعياد، لتُرحّل الأزمات السياسية، خاصة الاستحقاقَين الرئاسي والحكومي، إلى العام الجديد، في وقت يتواصل الانحدار المعيشي والاجتماعي، ملقياً بضغوط كبيرة على اللبنانيين، الذين باتوا يصارعون من أجل تأمين أبسط مقومات العيش، لا سيما مع استكمال الدولار مساره التصاعدي، ملامساً عتبة الـ 44 ألف ليرة. وسط هذه المعطيات، برز اهتمام خارجي بإخراج البلاد من عنق الزجاجة، وعكست التسريبات التي أعقبت اجتماعات لمسؤولين دوليين اهتماماً بالشأن اللبناني، لا سيما لجهة الحرص على إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية. وأشارت مصادر لبنانية إلى تقاطع فرنسي – أميركي – سعودي متلازم بملف الرئاسة، ولو من باب المتابعة، فيما أكد مصدر في الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الملف اللبناني خلال زيارته الدوحة قبل أيام. وكشف المصدر أن ماكرون سيتطرّق إلى الملف اللبناني في قمة سلطنة عمان الأسبوع المقبل، وسيُعبّر عن تطلّعاته لانتخاب رئيس للجمهورية، وتنفيذ الإصلاحات المتوقعة لمساعدة لبنان في القريب العاجل. ومع استمرار الفراغ الرئاسي، بحثت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مساءلة الذين يقوّضون المؤسسات وسيادة القانون في لبنان، وحثت الإدارة الأميركية على استخدام كل الوسائل، بما فيها العقوبات، لدفع المشرّعين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة، بأسرع ما يمكن. وتوقعت أوساط سياسية تعديلاً في مواقف «حزب الله» من الانتخابات الرئاسية، مع حلول العام الجديد، يترجم بالخروج من خيار الورقة البيضاء، والاتجاه إلى إعلان اسم مرشحه بوضوح. وعلى المستوى عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي، أبدى رئيسها نجيب ميقاتي حرصه على عقد جلسات في حال دعت الضرورة، وهو ما أقره الوزراء خلال اجتماع تشاوري.

 

ميقاتي يتمسك بصلاحياته ويتريّث بدعوة الحكومة للانعقاد

محمد شقير/الشرق الأوسط/الأحد 18 كانون الأول 2022

انتهى اللقاء التشاوري الذي عقده الرئيس نجيب ميقاتي، عصر أول من أمس، في «السرايا الحكومية» مع الوزراء في حكومة تصريف الأعمال إلى تشكيل لجنة وزارية مؤلفة من القضاة محمد مرتضى وعباس الحلبي وبسام المولوي وهنري خوري، اجتمعت، أمس، للبحث في تحديد جدول أعمال لأي جلسة لمجلس الوزراء يمكن أن تُعقد لاحقاً في ظل تصريف الأعمال، وفي حال الضرورة لتدبير أمور الدولة وشؤون المواطنين. فاللقاء التشاوري الوزاري، وإن كان قد انعقد في أجواء هادئة ورصينة، فإن ميقاتي، كما يقول مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، لم يأخذ بالاقتراح الذي تقدّم به عدد من الوزراء المحسوبين على فريق رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ويقضي بالاستعاضة عن جلسات الضرورة لمجلس الوزراء، باعتماد المراسيم الجوالة الموقّعة من الوزراء المعنيين بتسيير شؤون المواطنين. ويؤكد المصدر الوزاري أن المراسيم الجوالة اعتُمدت في الحقبة الرئاسية لرئيس الجمهورية الأسبق، أمين الجميل، وتحديداً في الفترة الزمنية التي تسببت بانقسام البلد، وفي ظل خطوط التماس التي أدت إلى انشطار العاصمة بيروت بين شرقية وغربية. ويقول إن ميقاتي رفض مجرد البحث في مثل هذا الاقتراح الذي تقدّم به وزير الدفاع العميد المتقاعد موريس سليم، والشؤون الاجتماعية هيكتور حجّار، بذريعة أنه يوحي للخارج قبل الداخل بأن البلد في حالة انقسام سياسي وطائفي، وأن هناك مشكلة تمنع التواصل؛ ليس بين أركان الدولة فحسب، وإنما بين اللبنانيين. وينقل المصدر الوزاري عن ميقاتي قوله إن مثل هذا الاقتراح يعود بالبلد إلى ما خلّفته الحرب من انقسام وانقطاع التواصل بين القوى السياسية، بخلاف الوضع الحالي الذي لا يزال ينعم بالاستقرار الأمني، رغم الوضع الاقتصادي المأزوم، وما يترتب عليه من مشكلات مالية واجتماعية ومعيشية غير مسبوقة. ويكشف المصدر نفسه أن وزراء من المحسوبين على الفريق السياسي نفسه اشترطوا، في مقابل موافقتهم على عقد جلسات لمجلس الوزراء، على الرئيس ميقاتي، التشاور معهم مسبقاً حول جدول الأعمال، وضرورة أن يأخذ برأيهم في سحب هذا البند أو ذاك من الجدول. ويلفت إلى أن ميقاتي ليس في وارد الموافقة على مثل هذا الاقتراح، الذي يراد منه الالتفاف على صلاحيات رئيس الحكومة، ويقول إن مجرد الأخذ به يعني أن كل وزير يقوم في ظل الشغور بمقام رئيس الجمهورية لجهة التشاور، وبالنيابة عنه مع رئيس الحكومة، بإعداد جدول أعمال جلسات مجلس الوزراء. ومع أن المصدر الوزاري يستبعد أن يكون لدى ميقاتي نية للدخول في اشتباك سياسي مع أي وزير، فإنه في المقابل يتريّث في دعوة مجلس الوزراء بصورة طارئة واستثنائية للانعقاد، تحت بند أن هناك حاجة لتدبير شؤون المواطنين، على أن يتحمل مسؤوليته. وفي هذا السياق، يسأل المصدر الوزاري: ماذا سيقول الوزراء ممن يضعون شروطهم لقاء موافقتهم على عقد مجلس الوزراء، في حال تقرر ترحيل الترقيات للضباط الذين يستحقونها مع حلول العام الجديد، لأن إقرارها يستدعي انعقاد مجلس الوزراء في جلسة طارئة لإصدار المرسوم، في ظل الشغور الرئاسي؟ وكيف سيتصرف وزير الدفاع الذي يضع شروطاً لانعقاد الجلسة؟ ويسأل المصدر نفسه: هل لدى الوزراء المعترضين على عقد جلسات للحكومة، ما لم يأخذ ميقاتي بوجهة نظرهم، القدرة على الصمود إلى ما لا نهاية؟ وماذا سيقول هؤلاء للبنانيين في ظل استمرار انسداد الأفق أمام انتخاب رئيس للجمهورية بالتلازم مع تفاقم الأزمات المعيشية والاجتماعية؟ ويؤكد أن لجنة الحكماء المؤلفة من الوزراء القضاة ستجد صعوبة في القفز فوق تعطيل جلسات الحكومة، وستضطر لرسم خريطة طريق تتيح لمجلس الوزراء مجتمعاً اتخاذ ما يلزم من قرارات ضرورية واستثنائية، بخلاف اعتقاد البعض أن جلساتها ليست دستورية، وإصراره على أن تتولى تصريف الأعمال على نطاق ضيق، في حين تكبر معاناة السواد الأعظم من اللبنانيين، يوماً بعد يوم.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 18 كانون الأول 2022

وطنية/18 كانون الأول/2022

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مساء الخير نطل عليكم هذا المساء إستثنائيا بهذا التوقيت لأننا سنكون في نقلٍ مباشر من الدوحة لفعاليات اختتام مباريات كأس العالم 2022. إذا  بعد شهر من المباريات انتهى مونديال المفاجآت 2022 مع المباراة الاخيرة التي تجري الآن بين الديوك الفرنسية وراقصي التانغو الارجنتيني. وهذه المباراة الاخيرة في  استاد لوسيل stade de lusail في الدوحة حضرها أمير قطر والرئيس الفرنسي وزعماء وشخصيات وتزامنت مع احتفال قطر باليوم الوطني حيث اقيمت عروض عسكرية للمناسبة. ولم تكن غريبة تسمية هذا المونديال بمونديال المفاجآت بعد خسارة منتخبات كبيرة ومنها المانيا والبرازيل والبرتغال واسبانيا وغيرها. اما اسود الاطلس  فحصدوا المرتبة الرابعة في المونديال ليتوج المنتخب الكرواتي في المرتبة الثالثة.

وفي لبنان حماسة المونديال قابلها  جمود  في الاستحقاق الرئاسي الذي رحل الى مطلع العام المقبل. وفي هذا الاطار توقعت مصادر سياسية معنية بانتخابات رئاسة الجمهورية أن تشهد الأسابيع المقبلة ترشيحا علنيا جديا لقائد الجيش العماد جوزاف عون لموقع الرئاسة، وتبني هذه المصادر انطباعاتها استنادا الى المداولات التي أجراها  القطريون مع أكثر من شخصية لبنانية،  علما أن مواقف معظم الكتل النيابية لا تزال غير جاهزة لإحداث تحول في مسار هذا الاستحقاق.

واليوم وفي عظة عالية السقف للبطريرك الماروني دان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اغتيال الجندي الإيرلندي داعيا الى تحقيق شفاف لبناني واممي في حادثة اليونيفيل مشيرا الى ان القرار 1701 يطبق انتقائيا وهو مقيد بقرار قوى الامر الواقع والدولة تعض على جرحها ونبه النواب رئاسيا بقوله لقد أرسلكم الشعب إلى البرلمان لتنتخبوا رئيسا لا لتحدثوا شغورا رئاسيا.

وفي الداخل ايضا انتخابات لمفتي المناطق والرئيس ميقاتي يؤكد من دار الافتاء في طرابلس خلال الادلاء بصوته  ان لا تدخلات سياسية ولا اصطفافات والتنافس هو من اجل الخير.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أبناء الكوكب عقولهم وقلوبهم وعيونهم بوصلتها اليوم العرس الكـروي الختامي في قطر. على نار لحظات قليلة حارة ينتظرون الكلمة - الفصل لنهائيات مونديال 2022. فمن سيحمل كأس العالم في نسخته الثانية والعشرين: فرنسا أم الأرجنتين؟ فرنسا طار رئيسها للمرة الثانية إلى قطر لحضور الفصل الأخير للمونديال وتشجيع منتخب بلاده. أما الأرجنتين فقد فضل رئيسها البقاء فيها قائلا: مثل الملايين من أبناء بلادي سأستمتع بنهائي كأس العالم في الوطن. في آخر أيام المونديال وآخر أيام الأسبوع يتنحى جانبا الكثير من الاهتمامات السياسية وغير السياسية. واعتبارا من الاسبوع المقبل تدخل البلاد عمليا في فلك الأعياد المجيدة بما تحمله من جمود. هذا الجمود لا يبدو انه يسري على السوق السوداء التي سجل دولارها قفزة متوحشة إلى ما فوق 44 ألف ليرة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كرة القدم الصغيرة لم تقل كلمتَها بعد ولم تحدد حنى اللخظة من هو بطل العالم  . المباراة النهائية في مونديال قطر بين فريقَي فرنسا والأرجنتين كانت متكافئة. فريق التانغو تألّق وأبدع في الشوط الأول. سجل هدفين مقابلَ لا شيء . سيطر على كل المساحة الخضراء وكان الأفضل بفارق كبيرٍ في اللعب والتمريراتِ القاتلة والتهديف ، والأهم في الروح القتالية. لكن الفريق الفرنسي صحا في الشوط الثاني. عاد الى الهجوم. نوّع في اللعب وغيّر الخُطط ، فسيطر على جو المباراة وحقق التعادل. هكذا بدا فريقُ الديوك في الشوط الثاني اقوى من الفيروس الذي ضرب بعضَ لاعبيه . وفي الشوطين الاضافيين حقق كل فريق هدفا اضافيا . وفي النتيجة كرة القدم هي التي انتصرت ، وحلم ايام المونديال في قطر انتهى بتحقيق الفوز لمصلحة الارجنتين وميسي ، الذي فعل كلَّ شيء تقريباً في مسيرة كرويةٍ رائعة، ولم يكن ينقصُه إلا اللقبُّ العالمي الأكبر. وها هو أتى .... فبمروك لميسي والارجنتين وللجمهور المؤيّد للفريق ، وإلى فرنسا ولكلِّ الفرق الأخرى ولجماهيرها كلمة واحدة: الى اللقاء في العام 2026.

لبنانيا، اسبوع شتوي بارد ينتظر اللبنانيين، يتزامن مع دنو عيد الميلاد. لكن البرودة قد لا تنعكس على الواقع السياسي رغم عطلة الاعياد. ذلك ان الاعتداء الذي تعرضت له الدورية الايرلندية وادى الى مقتل عنصر من عناصرها لا يزال يتفاعل محليا ودوليا. وقد دان البطريرك الماروني ما حصل، معتبرا ان الجندي استشهد برصاصة حقد وان الاعتداء يستدعي تحقيقا امميا. فهل يجرؤ المسؤولون عندنا على السير بتحقيق اممي دولي، ام ان السلاح غير الشرعي سيظل اقوى منهم ومن ارادتهم؟ وهل من الطبيعي انه وبعد مرور حوالى 72 ساعة على الاعتداء لم يتم توقيف احد، وكل ما حصل هو الاستماع الى عدد من الاشخاص بصفة شهود؟ فهل نحن دولة تحترم نفسها ام دولة تعيش تحت ضغط فائض القوة الذي يتمتع به حزب الله؟ على اي حال فائض القوة هذا لم يقتصر على العاقبية هذا الاسبوع بل شمل ايضا بلدة رميش الجنوبية، التي تتعرض اراضيها وعقاراتها لاعتداء سافر وممنهج من قوى الامر الواقع. فالى اين يريد حزبُ الله ان يصل بلبنان؟ هل يريد ان يتسلط ويتجبر ويستكبر على جميع اللبنانيين الاخرين، في ظل سكوت اشباه المسؤولين؟ معه حق المطران عودة، اذ الى متى سيقبل اللبنانيون بأن يحكمهم الفاشلون؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

اما وقد انتهى المونديال، ففاز من فاز وخسر من خسر، ستذهب "سكرة" اللبنانيين الرياضية التي استمرت لشهر، لتعود اعتبارا من الغد، "فَكرة" الازمة المستمرة منذ ثلاث سنوات، والمرشحة للاستمرار سنوات طويلة، اذا استمر اداء غالبية الطبقة السياسية على ما هو عليه.

ستذهب سكرة الرياضة، لتعود فَكرة الرئاسة الشاغرة، والتطاحن الفارغ بين اطراف النزاع على ما تبقى من مقومات وطن. ستذهب سكرة الرياضة، لتعود فَكرة الحكومة العاجزة، الا عن سعي رئيسها الدائم الى خرق الميثاق وضرب الدستور لغايات لا تخفى الا على من يرفض ان يرى. ستذهب سكرة الرياضة، لتعود فَكرة السلطة التشريعية، غير القادرة على اقرار قانون بالغ الضرورة في ظل الازمة المالية، كالكابيتال كونترول الذي يتقاذفه الإرجاء من موعد الى آخر. ستذهب سكرة الرياضة، لتعود فَكرة بعض القضاء، الذي لا يحاسب الا الاوادم، فيما المرتكبون المعروفون من الجميع يسرحون ويمرحون.

تذهب سكرة الرياضة لتعود فَكرة الدولار، المتوثب نحو الخمسين الفا، فيما المآسي الحياتية والمعيشية تتراكم، ولا تواجه الا بالهرب الى الامام. طبعا، كان من حق اللبنانيين جميعا ان يسكروا بالمونديال، فتنسيهم اخبار كرة القدم الممتعة، اخبار السياسة المحبطة. ومن حق اللبنانيين ايضا، ان يحلموا بوطن يعود يوما ما، مثل قطر، نقطة جذب واستقطاب، لا محطة نزوح وهجرة. فكل مونديال وانتم بخير، عسى الا يحين موعد المونديال المقبل، الا ولبنان واللبنانيين بألف خير.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تسعة وعشرون يوما من المنافسات والفعاليات في مونديال قطر، واربعة وستون مباراة تقفل اليوم على حماوة المواجهة النهائية بين منتخبي فرنسا والارجنتين.

بهدفين في الشوط الاول ظنت الارجنتين انها ضمنت نجمتها الثالثة في تاريخيات المونديال، قبل ان تعادلها فرنسا بهدفين في الشوط الثاني، لتذهب المباراة الى الضغط الاقصى في الوقت الاضافي واحراز الارجنتين هدفا ثالثا قبل قليل على أرض ملعب لوسيل القطري. فلحساب من سيكون الفوز بعد دقائق؟ لتكتيك الديوك الفرنسية أم للمهارة الارجنتينية؟ وهل ستتمكن فرنسا من المحافظة على الكأس الذهبية في واجهتها الزجاجية ام ستستعيدها الارجنتين بعد انتظار دام ستة وثلاثين عاما؟

بعد قليل، تسدل ستارة المونديال على فائز وخاسر، وغدا يعود كل اللاعبين ومشجعوهم الى بلادهم لينطلق التحضير للمونديال المقبل باستضافة موزعة على ثلاث دول لاول مرة وبمشاركة موسعة ستضم ثمانية واربعين منتخبا…يقول المتابعون الرياضيون ان هذا النظام الجديد سيجعل الساحرة المستديرة اكثر جذبا على مستوى الدول والأعلام والجماهير، وسيزيد فرص منتخبات كثيرة بالوصول الى نهائيات مونديال 2026 … فهل سيكون لبلدنا لبنان نصيب باجتياز عتبة التصفيات الاسيوية المقبلة الى النهائيات؟

لا يفقد الامل بان يكون لهذا البلد نصيب جيد في مكان ما، بعدما افقده سياسيوه الكثير من الأحلام، ووضعوا شعبه على سكة الافقار والضياع والتهور السياسي المفرط، وتركوه معلقا على حبال الدولار الذي تجاوز الاربعة والاربعين الف ليرة في رحلة مفتوحة نحو سقف اعلى وعلى عين المركزي المتحكم بكل اسواق العملة البيضاء والسوداء على حد سواء. اما في السياسة ، فاصبح واقعا ان الجميع قد شدوا الرحال الى العام المقبل مع ازمتي الانتخابات الرئاسية والجلسات الوزارية وكل الملفات المعلقة على تسويات لا يتوقع انها ستأتي قريبا.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل المواجهة الكبرى بأيام.. قال البرغوث الأرجنتيني, الذي وصل إلى خريف العمر الكروي, إن "دييغو مارادونا يدفعنا من السماء"، لم تكن هذه الذهبية التعبيرية تقديرا وحسب، بل استئذانا طال انتطاره ليونيل أندريايس ميسي الذي حمل عبء الإرث المارادوني على أكتافه منذ أن سجل هدفه ضد خيتافي، فأدخل نفسه في سجن الهوس البشري بالمقارنات.. تحرر اليوم لم يحمل الكأس في أربعة مونديالات.. وها هو الآن يرفعها عالميا كملك كروي متوج على الكرة الأرضية الساحر الأرجنتيني الذي أسر عشاق كرة القدم مذ لمست قدماه أرض الملاعب لأول مرة وهو في سن لا تسمح له حتى بقيادة السيارة.. انتظر رحيل الملك ليتوج خليفة بعده، وكأنه استأذن قبل أن يسمح للعالم بتتويجه الملك الكروي الثاني.. فالأرض لم تكن تحتمل ملكين على قيد الحياة رقص الأرجنتينيون التانغو على جثث الديوك بعد انتظار ستة وثلاثين عاما، حقق ميسي

اللقب الأغلى للشعب الأرجنتيني وسار على درب سلفه مارادونا.. وكأن لسان حاله يقول: فعلتها يا أبي.. وبالثلاثة لقن سكالوني درسا كرويا كبيرا لديشامب  الان هو الوقت الإضافي القاتل.. آخر لحظات كأس العالم سحبت أنفاس العالم.. واحتبس الهواء في ستاد لوسيل ومنه إلى الكرة الأرضية تسعون دقيقة اقتسمها لاعبان.. فسيطر شيخ اللاعبين ليونيل ميسي على الثمانين الأولى، فيما قلب كيليان مبابي الميمنة على الميسرة في دقيقة واحدة وسطع نجم الغولدن بوي في العشر الأخيرة الأرجنتين.. فرنسا، ومنازلة تجري الآن في المباريات النهائية لكأس العالم.. حيث قدم المنتخبان أداء تسبب بداء الصرع للمشجعين من الطرفين.. لما حمله من تشويق باتت نتائجه شبه محسومة  ولأن العبرة في الخواتيم.. استفاقت الديوك الفرنسية في النصف الثاني من اللعبة، وهزت العرش الأرجنتيي بهدف أول لمباني كان بمثابة قبلة حياة للزرق الذين الحقوا شباك مارتينيز بهدف ثان بعد اقل من دقيقتين كان ذلك بمثابة التحية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي وقف في اعالي ستاد لوسيل حماسة تأخذه وخيبة تعود به الى ارض الواقع الذي الارجنتين يغادرها ثاني اوكسيد الكربون لتستعيد الهواء النقي ..كما يعبر كبير معلقي المونديال عصام الشوالي.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

 تخريجة غضب الأهالي "شي فاشل"!

أبو زهير/أساس ميديا/الإثنين 19 كانون الأول 2022

مع كلّ حادثة أو فاجعة تحت مسمّى "غضب الأهالي" في جنوب لبنان، أستذكرُ مسرحيّة المبدع زياد الرحباني: "شي فاشل" (مبدع في الفن، وفي السياسة أعوذ بالله من غضب الله). في تلك المسرحية التي تسنّت لي مشاهدتها "لايف" عام 1983 على مسرح البيكاديللي ("الكيكابلي" بلغة أمّ زهير) يمرّ مشهد حواريّ بين "المخرج" نور (زياد) ومموّل المشروع المسرحيّ في المسرحية نفسها، يسأل فيه السيّد نزيه نور: "شو هيدا مقيّدلي غضب الأهالي 10 آلاف ليرة؟ شو هيدا غضب الأهالي؟" (بالمسرحية يعني).  فيردّ نور: "إيه. في عندك مشهد منشوف الأهالي بيكونوا فرحانين. بيحصل شي معيّن... وبيغضبوا!". في الثمانينيات كانت تكلفة غضب الأهالي 10 آلاف ليرة. أمّا اليوم، ومع ارتفاع سعر الصرف وانهيار الليرة، فإنّ المشهد الذي يُغضب "الأهالي" في جنوب لبنان بات قادراً على أن يُزهق الأرواح ويكلّف السلطة إسرافاً في المواقف وبذل الاستنكارات وصولاً إلى دعوات تشكيل لجان تحقيق دولية. هؤلاء الأهالي أغضبهم مرور دورية من قوات "اليونيفيل"، عن طريق الخطأ، في حيّهم المؤدّي، على ما يبدو، إلى أهمّ مركز لتخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 96%، أو ربّما المؤدّي إلى مراكز "المقاومة" لتطوير صواريخ فرط صوتية قادرة على حمل "الرؤوس الحامية!". أيُّ غضبٍ هو ذلك الغضب القادر على القتل نتيجة المرور في طريق خاطىء يؤدّي إلى المطار؟

وللصدف أيضاً، فإنّ هؤلاء الأهالي تقاطع غضبهم مع لحظة حيازتهم رشّاشات وقنّاصات (سبحان ربّك بملكو)، وربّما حيازة أجهزة GPS دقيقة وهواتف ذكية مجهّزة بأحدث تطبيق Google Maps تستطيع تحديد الخروقات بالأمتار والسنتيمترات وفق أدقّ الإحداثيّات. أيُّ غضبٍ هو ذلك الغضب القادر على القتل نتيجة المرور في طريق خاطىء يؤدّي إلى المطار (لو مطار بن غوريون مش هيك)؟ وما هو المبرّر العظيم لإطلاق النار؟ كان يكفي قطع الطريق وإرشاد السائق المسكين إلى "الصراط المستقيم"... وصلى الله وبارك! (أنا لمّا ضيّع بالطريق، أمّ زهير بتوطّي صوت الراديو وبترفع صوتها بـ"البربسة"). لكن يبدو أنّ هذا الغضب مفتعل ومدبَّر، وغضب يتطوّر مع مرور الوقت. وهنا تقتضي الدقّة وعدم تبخيس الأشياء قيمتها الاعتراف بأنّ الأهالي تطوّروا. اشتغلوا على أنفسهم سنوات وسنوات، ومرّوا من مرحلة "الغضب" بـ10 آلاف ليرة إلى مرحلة "سرقة الكمبيوترات المحمولة" من لجانٍ تحقيقٍ دولية، حتّى إنّهم توصّلوا إلى رسم الخرائط ومقارنة الإحداثيّات... إيه والله "شي فاشل"!

*هذا المقال من نسج خيال الكاتب

 

"المدن" تكشف عن تفاصيل جديدة للاعتداء على "اليونيفيل"

المدن - لبنان/الأحد 18 كانون الأول 2022

حصلت "المدن" على آخر ما توصلت إليه التحقيقات في الاعتداء على قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، في العاقبية.

ملاحقة لمسافة طويلة

وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن موكب الدورية الإيرلندية باليونيفيل كان مؤلفاً من أربع آليات، يتجه إلى بيروت. في منطقة الصرفند لاحظ عناصر الدورية تعرضه لعملية تعقب من قبل سيارتين، الأمر الذي استمر لمسافة طويلة بدأت من محيط جامعة فينيسيا بالقرب من منطقة السكسكية، واستمرت حتى مفترق العاقبية. قبيل الوصول إلى المفترق، حصل تواصل بين عناصر الدورية، وتم الاتفاق على انقسام الموكب إلى قسمين، الأول مؤلف من سيارتين، استمرتا بسلوك الأوتستراد الدولي باتجاه بيروت، والثاني قرر الاتجاه نحو الطريق البحري، فسلك المفترق حيث وقع الاعتداء.

وتضيف المصادر أن منطقة وقوع الإشكال كانت تغص بشبان يتجمعون لمشاهدة مباراة كرة القدم. حصل على الطريق تزاحم بين سيارتي الدورية والسيارتين اللتين تتعقبهما. وبنتيجة التزاحم، حدثت عملية قطع الطريق على الدورية. حينها، تجمّع الشبان الذين كانوا يشاهدون مباراة كرة القدم حول المكان، وتصاعد الإشكال على خلفية أنه لا يحق لعناصر من قوات اليونيفيل الدخول إلى تلك المنطقة، لأنها لا تدخل في نطاق عمل قوات الطوارئ الدولية. وقد تعالت أصوات من قبل الموجودين تعتبر أن إحدى السيارات مزودة بأجهزة تنصت وإرسال، ما أدى لزيادة التوتر، على اعتبار أن الدورية ربما تقوم بمهمة ليس من صلاحياتها القيام بها في هذه المنطقة.

رصاص مباشر

وعلى وقع التوتر والاشتباك الذي وقع، تم إطلاق النار باتجاه الدورية. وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن إطلاق النار استهدف بشكل مباشر نوافذ السيارتين وزجاجهما. وقد اخترقت بعض الرصاصات السيارتين على الرغم من أنهما مصفحتان. وهو ما أدى إلى مقتل الجندي الإيرلندي وإصابة الثلاثة الآخرين. وقد انقلبت السيارة بنتيجة إصابة السائق. كذلك تكشف المعلومات أنه لم يسجّل أي حادث صدم في المنطقة، بخلاف الكلام الذي قيل عن أن إحدى سيارات الدورية صدمت أحد المواطنين، ما أدى إلى ارتفاع منسوب التوتر وحصول إطلاق النار. وتكشف المعلومات، أنه لم يتم حتى الآن اتهام أي شخص بالعملية، ولا تداول بأسماء متهمين على الصعيد الرسمي في التحقيقات. لذلك لم تتم أي توقيفات. وتؤكد المصادر أنه تم استدعاء الكثير من الشهود ومن الأشخاص الذين كانوا موجودين هناك، بما فيهم صاحب المقهى التي كان يتجمع فيها الشبان، بالإضافة إلى صاحب محل تجاري بالقرب من هذه المقهى للاستماع إلى إفاداتهما.

شخصان مشبوهان

وتؤكد المعلومات أن التحقيقات تتركز على اسمين يحتمل أنهما متورطان بهذا الأمر، الأول (م.م) والثاني (ع. ز). وتشير المعلومات إلى أن هذين الشخصين تواريا عن الأنظار منذ لحظة حصول حادثة الاعتداء. وهنا، تفيد المعلومات بأن حزب الله يعمل على إجراء تحقيقاته بهذا الشأن، وهو قد عمل على توقيف هذين الشخصين. وتستكمل مديرية المخابرات في الجيش تحقيقاتها، وهي قد تطلب من الحزب تسليم هذين الشخصين للإدلاء بإفادتيهما. في السياق، تشير المصادر المتابعة إلى أن لجنة التحقيق الإيرلندية ستزور مستشفى حمود في صيدا، يرافقها طبيب شرعي إيرلندي لمعاينة جثة الجندي المقتول، واستكمال التحقيقات اللازمة، ورفع تقرير إلى وزارتي الخارجية والدفاع في إيرلندا.

 

الأمم المتحدة تستعجل التحقيقات بحادث قوات الـ “يونيفيل” ودعوات أميركية لفرض عقوبات على مقوضي القانون... وماكرون يبحث الملف اللبناني بقمة عمّان

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/الأحد 18 كانون الأول 2022

فيما ما زالت حادثة الاعتداء على الوحدة الأيرلندية العامل ضمن قوات الطوارئ الدولية، “يونيفيل”، جنوب لبنان، تتفاعل على أكثر من صعيد داخلي وخارجي، علمت “السياسة” من مصادر ديبلوماسية موثوقة، أن القيادة الدولية طالبت السلطات اللبنانية تسريع تحقيقاتها التي قالت إنها بدأتها، لكشف ملابسات الحادثة وأبعادها وخلفياتها. وطالبت بتوقيف المتورطين والفاعلين، في ظل اتهامات طالت مؤيدين لـ”حزب الله” بالوقوف وراء الحادث، في رسالة من جانب الحزب، كما أبلغت “السياسة” مصادر معارضة بارزة، إلى “يونيفيل”، بأنه ممنوع عليها أن تعمد إلى إحداث تغيير في قواعد عملها، في منطقة عملياتها أو خارجها”، مشددة على أن “ما جرى مدبر ومنظم، وليس بالصدفة، بدليل الإسراع في إطلاق النار على السيارة العسكرية الدولية، لإيصال هذه الرسالة الدموية”. وأشارت المصادر، إلى أن “حزب الله سبق وطلب من مناصريه في مناطق الجنوب، اعتراض تحركات القوات الدولية، في حال دخلت إلى الأحياء في القرى والبلدات، فإنها كشفت، أن “هناك خشية جدية من جانب الأمم المتحدة أن يكون ما حدث، تورط إيراني عبر حزب الله، لممارسة الضغوطات على المجتمع الدولي، من أجل تقديم تنازلات في الملف النووي العالق، باعتبار أن طهران تستخدم الجنوب اللبناني دائماً، كصندوق بريد إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

توازياً، بعثت لجنةُ العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي برسالة إلى وزيرِ الخارجية أنطوني بلينكين ووزيرة الخزانة جانيت يلين تدعو إلى “مساءلة أولئك الذين يقوضون المؤسسات وسيادة القانون في لبنان، بما في ذلك فرضُ العقوبات. وحثت اللجنةُ، إدارةَ بايدن على إبداءِ الدعم القوي لسيادةِ لبنان وللمؤسسات وسيادة القانون بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين واتهم رئيسُ اللجنةِ والعضو بها حزبَ الله وآخرين على الساحة السياسية اللبنانية بالفشل في إعطاء الأولوية لاحتياجات الشعب اللبناني بدلا من مصالحهم الضيقة.

وأكدت اللجنة، حاجة لبنان إلى حكومةٍ منتخبة قوية لا تخضع للتأثير الأجنبي وتعطي الأولوية لاحتياجات شعبها، وحضت الإدارةَ الأميركية على استخدام كل الوسائل بما فيها التهديدُ بالعقوبات لدفعِ المشرعين اللبنانيين لانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة بأسرع ما يمكن. في غضون ذلك أكد مصدر في الاليزيه، أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الملف اللبناني خلال زيارته للدوحة، كاشفا أن ماكرون سيتطرّق الى الملف اللبناني في قمة عمان الاسبوع المقبل، وسيُعبر عن تطلعاته لانتخاب رئيس للجمهورية وتنفيذ الاصلاحات المتوقعة لمساعدة لبنان في القريب العاجل.

وفي حين تستكمل الأجهزة اللبنانية تحقيقاتها، قال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، إن “الاعتداء على قوات اليونيفيل جريمة”، رافضا تقبل أي ذريعة تقول إن الحادث من فعل الأهالي، وكشف أن التحقيقات تشير إلى اعتراض سيارة جنود حفظ السلام في موقعين.

وشدد مولوي، على أن الاعتداء على قوات حفظ السلام ليس صدفة وليس حادثا عرضيا، مشيرا الى أن “من يقف وراء حادث الاعتداء على قوات حفظ السلام لا يخفي نفسه. ورأى أن التحقيق في الاعتداء على قوات اليونيفيل يجب أن يكون جديا، مضيفا أنه لا يمكن القبول بمنطقين في دولة واحدة.

وذكر أنه “لم يتم توقيف أي متهم بحادث الاعتداء على قوات حفظ السلام حتى الآن والمحكمة العسكرية تتولى التحقيق بحادث الاعتداء على قوات حفظ السلام”. وتابع، “يجب توقيف الفاعل بالاعتداء على قوات اليونيفيل” . وفي السياق، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب فادي علامة، “إصرار اللجنة على الانطلاق بتحقيق شفاف يستمر حتى تبيان الحقيقة والسعي للوصول إلى نتيجة سريعة لمحاسبة المسؤول عن الحادثة، مضيفا: “سنستخدم الديبلوماسية البرلمانية لتصحيح أي خلل وسنقيم الزيارة التي قمنا بها مع الحادثة التي حصلت، ونحن نعمل كسلطة تشريعية واللجنة تشمل كل الكتل السياسية من كل الأطراف. وحمل النائب اشرف ريفي، حزب الله مسؤولية الاعتداء على اليونيفيل” معربا عن خشيته من ان يكون مصير التحقيق كمصير التحقيق في قضيتي المرفأ ولقمان سليم. على صعيد آخر، أحبطت دورية من مكتب مخابرات الجيش، عملية تهريب 31 سوريا، بينهم رجال ونساء واطفال، كانوا على متن مركب بحري قبالة شاطئ سلعاتا في محاولة للسفر بطريقة غير شرعية، وتم توقيفهم جميعا، وأحيلوا إلى الجهات المختصة للتحقيق باستثناء سائق المركب الذي فر في عرض البحر.

 

هل ينجح ماكرون بجمع السعوديين والإيرانيين حول الملف اللبناني؟

منير الربيع/المدن/18 كانون الأول/2022

هل سيطرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الملف اللبناني على طاولة قمّة عمّان؟ كل المؤشرات تفيد بذلك، خصوصاً أن الرئيس الفرنسي لا يترك مناسبة، ويستغل كل لقاء مع مسؤولين دوليين، لإثارة ملف لبنان. وهو الذي قام بزيارتين خلال أسبوع واحد إلى دولة قطر، فيما تستمر الاتصالات الفرنسية مع السعودية ومع إيران، للبحث في إمكانية الوصول إلى صيغة تسوية حول لبنان. في قطر أيضاً طرح ماكرون -حسب ما تقول مصادر متابعة- الملف اللبناني، لا سيما أن العاصمة القطرية الدوحة كانت قد استضافت شخصيات لبنانية متعددة.

تهدئة إقليمية وجمود محلي

لا بد من الإشارة إلى أن فعالية طرح الملف اللبناني في قمّة عمّان تبقى مرتبطة بمستوى التمثيل السعودي والإيراني، لا سيما أن هناك مساع بين الجانبين لعقد لقاء أو حصول تواصل مباشر لتجديد الحوار بينهما، بعدما انقطع منذ أشهر. وفق مستوى التمثيل يمكن تلمّس ما يمكن أن يصدر عن تلك القمة، والتي ستبحث ملفات متعددة في المنطقة، بينها الملف العراقي، السوري، واللبناني. وبحال حصل تواصل سعودي إيراني، فإن ملف اليمن حتماً سيكون حاضراً. وستحاول القمّة أن تستفيد من فترة الهدنة التي تحققت على صعيد المنطقة، بالاستناد إلى فعاليات مونديال قطر. ما يعني أن جهات دولية متعددة تسعى لاستمرار هذه التهدئة بدلاً من الذهاب إلى تصعيد ينعكس على ساحات المنطقة ككل. تتوقع بعض المصادر الديبلوماسية المهتمة بالملف اللبناني أن يكون هناك انعكاس للقمة على الوضع في لبنان، على الرغم من الجمود السياسي الذي يصيب الساحة اللبنانية حالياً.. أولاً بفعل عدم بروز أي مبادرة داخلية أو خارجية، وبفعل عرقلة مسار الحوار الذي كان يستعد الرئيس نبيه برّي للدعوة إليه، بالإضافة إلى توقف عقد جلسات للمجلس النيابي، سواء كانت تشريعية أو انتخابية، فيما لا أفق لإعادة عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء، بعد إصرار التيار الوطني الحرّ على اعتماد مبدأ المراسيم الجوالة. وإلى جانب كل هذه الوقائع، فإن ما يضفي المزيد من الجمود على الساحة اللبنانية هي عطلة الأعياد، ومغادرة العديد من المسؤولين لقضاء تلك العطلة في الخارج.

سقف زمني

تضيف مصادر ديبلوماسية متابعة إلى أن هناك مساع، ولا سيما من قبل الفرنسيين، لوضع سقف زمني معين يقود للوصول إلى تسوية سياسية في لبنان، تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة. وهناك من يعتبر أن هذا السقف الزمني يمكن أن يتحدد بين شهري شباط وآذار المقبلين. وهو ما تعتبره مصادر أخرى أنه تصوّر متفائل للوضع، فيما بعض المتشائمين يعتبرون أن الأزمة ستطول إلى ما هو أبعد من ذلك.

الإصرار الفرنسي والأميركي

كان قرار عدم زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، في عيد الميلاد، قد حُسم قبل حادثة إطلاق النار على دورية لقوات اليونيفيل، حسب ما تشير مصادر متابعة. وتؤكد المعلومات أن الفريق الرئاسي الفرنسي لم يحسم مسألة زيارة ماكرون إلى بيروت، قبل حصول الحادثة. فيما تفيد مصادر أخرى أن وزيرة الدفاع الفرنسية ستزور في نهاية الشهر الحالي القوات الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، في موقف تضامني وداعم للجنود الفرنسيين، خصوصاً بعد حصول حادثة الاعتداء، وللإشارة أيضاً إلى الإصرار الفرنسي على الحضور بفعالية على الساحة اللبنانية من جهة، وبالمواقف التي ستطلقها الوزيرة الفرنسية حول دعم الجيش اللبناني، واستمرار التعاون معه. وهو ما يقابله أيضاً الاهتمام الأميركي، الذي تجسد في المساعدات الأخيرة التي جرى تقديمها للجيش، إلى جانب مشروع زيادة نسبة المساعدات للمؤسسة العسكرية، وتطوير القاعدة العسكرية البحرية في بيروت، وكذلك قاعدة حامات. 

 

بالأسماء- هذه نتائج انتخاب المفتين..

الكلمة أونلاين/18 كانون الأول/2022

هنأ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، "المفتين الفائزين في انتخابات المفتي المحلي في مناطق طرابلس"، متمنيا لهم "النجاح في مسيرتهم الدينية والوطنية وخدمة المسلمين واللبنانيين".

واعتبر أنَّ, "هذا الاستحقاق الانتخابي هو واجب إسلامي ووطني تحقق بعد سنوات طوال من غياب مثل هذه الانتخابات".

وأكّد أنَّ, "ملء مراكز الإفتاء في المناطق يساعد على تنشيط الدعوة الإسلامية وتنمية العقارات الوقفية والاهتمام المباشر بشؤون أئمة وخطباء المساجد والعناية بهم ورعايتهم في كافة المناطق اللبنانية".

ولفت إلى أنَّ, "ما حصل اليوم من انتخابات للمفتين، رسالة واضحة لكل القوى السياسية في لبنان ان تسارع الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع بين اللبنانيين ويلتزم الدستور والميثاق الوطني وبخاصة وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف التي أخرجت لبنان من نفق النزاعات الى رحاب الوطن".

ودعا دريان, "إخواننا وأبناءنا بمناسبة الأعياد الوطنية والدينية التي تطل على لبنان الى التمسك بالوحدة الوطنية والتعالي عن المصالح الذاتية، والدخول في رحاب الوطن وتنمية ثقافة المواطنة ليعود لبنان الى جميع أبنائه سيدا حرا عربيا مستقلا واحة حوار وتنوع وثقافة وطنية هادفة لبناء دولة المؤسسات والقانون".

وأجريت انتخابات المفتي المحلي في مناطق طرابلس وعكار وزحلة وراشيا وبعلبك الهرمل، وحاصبيا مرجعيون، بناء على قرار دريان. وبدأت عملية الاقتراع في الدوائر الوقفية بعد التثبت من اكتمال النصاب القانوني للحضور من قبل عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لمنطقة الانتخاب مندوبا عن مفتي الجمهورية، ثم توالت عملية الانتخاب وبعد إقفال صناديق الاقتراع، بدأت عمليات الفرز في كافة مراكز الاقتراع، وتم إعلان الفائزين.

وفاز كل من:

الشيخ زيد محمد بكار زكريا مفتي عكار بنسبة 45،56 بالمئة, وقد نال على 96 صوتًا مقابل 66 صوتًا للشيخ أسامة الرفاعي.

الشيخ علي الغزاوي مفتي زحلة بنسبة 56،60 بالمئة، وقد نا على 30 صوتًا مقابل 15 صوت للشيخ طالب جمعة, و4 أصوات للشيخ خالد عبد الفتاح و4 أصوات للشيخ عبدالرحمن شرقية.

الشيخ وفيق حجازي مفتي راشيا بنسبة 85،70 بالمئة، وقد نال على 18 صوتًا مقابل 3 أصوات للشيخ جمال حمود.

الشيخ ايمن الرفاعي مفتي بعلبك الهرمل بنسبة 65 بالمئة، وقد نال على 13 صوتًا مقابل 7 أصوات للشيخ سامي الرفاعي.

الشيخ حسن دلي مفتي حاصبيا مرجعيون بنسبة 80،95 بالمئة, وقد نال على 17 صوتًا مقابل 4 أصوات للشيخ فادي ناصيف.

الشيخ محمد طارق إمام مفتي طرابلس بنسبة 66،40 بالمئة.

 

مصدر سياسي معلقاً..العشاء السويسري، من اعداد فرنسي، ويتضمن سم ايراني، وبالشكل استضافة سويسرية..

مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب/الأحد 18 كانون الأول 2022

تضافرت المصالح الفرنسية مع الحقد الايراني وفريقه مما اثمر محاولة لاختلاق دعوة العشاء المزعوم في السفارة السويسرية في بيروت.. هذا ما اليه اشار مصدر سياسي واسع الاطلاع، واضاف الى ان العشاء السويسري الذي تم الغاؤه وليس تاجيله، هو من اعداد فريق فرنسي يعاونه اعلاميون من محور ايران في لبنان، من محترفي النفاق واظهار خلاف ما يبطنون من حقدٍ وضغينة..تحت مسمى حوار ونقاش واستشراف افق الحل في لبنان.. ويضيف المسؤول قائلاً، إن تعطيل الاستحقاقات الدستورية المستمر والمتواصل، الهدف منه اظهار ان الدستور اللبناني غير مناسب ويقود الى خلل بنيوي وصراعات بين المكونات اللبنانية على اختلاف تسمياتها وانتماءتها.. وما يكشف زيف ادعاءات محور ايران في لبنان، هو ان كافة الاستحقاقات يتم تعطيلها وارباكها، طالما انها تتعلق بمواقع ال…بناء لبنان يبدأ بتطبيق الدستور دون تلاعب والالتزام بالاستحقاقات الدستورية بلا تعطيل او استنسابية، والانفتاح على العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي، وتسليم السلاح للجيش اللبناني والغاء الميليشيات التي تعيث فساداً في مختلف الاراضي اللبنانية كما في دول الاقليم العربي...وختم المصدر السياسي بالقول.. العشاء السويسري، كان من اعداد الفرنسيين وتم دس السم الايراني في تفاصيل برنامج اللقاء المفخخ تحت عنوان عشاء تشاوري.. واضاف على كافة القوى السياسية الحريصة على استقرار لبنان الخروج من لعبة التلاعب والتذاكي والاستهداف سواء بالعناوين او بطبيعة التمثيل وكذلك في وضع جداول الاعمال.. واذا كانت ايران حريصة على لبنان، اولاً عليها ان تظهر لنا احترام ارادة شعبها الذي تقمعه بقوة وتقتل بدمٍ بارد النساء والاطفال والشباب الذين يطالبون بالحرية ووقف القمع والارهاب.. ومن كان معادياً لشعبه واهله.. هل نثق به وبدوره حين يقدم نفسه مصلحاً ووسيطاً.. وكذلك لن نثق بمن يتحالف معها او يعتبر انه جزءاً من محورها.. لانه يحمل العقلية نفسها والثقافة والفكر نفسه..؟؟ وانهى المصدر بقوله إن كل حوار هو مضيعة للوقت وتلاعب بالمشاعر...

 

ماذا لو وقعت جريمة بلدة العاقبية ضد القوات الدولية في بيئة مختلفة..؟

حسان القطب/مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات/موقع البديل/18 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114194/%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%a8-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d9%88-%d9%88%d9%82%d8%b9%d8%aa-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7/

الاعتداء الاخير على قوات اليونيفل في جنوب لبنان ليس الاول من نوعه، فقد سبقه اعتداءات كثيرة تحت مسمى (الاهالي).. ولكن المفارقة هذه المرة ان العدوان تم باستخدام الرصاص وليس الحجارة..مما ادى الى سقوط قتيل من القوات الدولية.. حزب الله وقف امام هذه الجريمة مرتبكاً محاولاً لملمة تداعياتها لانها تضعه في مواجهة المجتمع الدولي، وتكشف دوره التحريضي.. على القوات الدولية.. والتصريحات المتباينة وذات النبرة المنخفضة.. تؤكد ان الوضع يكاد يخرج عن السيطرة وان اطلاق العنان للغرائز واللغة التحريضية كاد يتجاوز استخدام المفردات اللغوية ليتحول الى ممارسات اجرامية ودموية.. وتقود لبنان الى الهاوية

والدليل على الارباك هو انقسام اتباع ومؤيدي حزب الله من الاعلاميين الى فريقين.. فريق يؤيد ما جرى ومدافعا عمن اطلق النار.. باعتبار ان (الاهالي) كانوا يدافعون عن كرامتهم وسيادتهم.. فهم كيان مستقل..؟؟؟؟؟؟

وفريق لزم الصمت لا يعرف ماذا يقول.. ولن ندخل في تسميتهم..؟؟؟؟ او انهم بانتظار الارشادات والتوجيهات السامية.. طبعا سيتوجهون بالدعوة للحوار وحماية الاستقرار…؟؟

بالعودة الى تقييم ما جرى.. في مطلع شهر كانون الثاني /يناير من هذا العام 2022.. ورد التالي..(أثار الاعتداءان اللذان تعرضت لهما قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان من قبل أهالي المنطقة خلال أقل من شهر، التساؤلات حول ما إذا كان هناك مخطط مدروس يقف خلفه “حزب الله” أعطى من خلاله الضوء الأخضر للبدء بتنفيذه، أو فيما إن كان ما حصل مجرد إشكالات عابرة لا أبعاد لها ولا رسائل وراءها. في 22 ديسمبر الماضي،..تعرضت دورية لقوات “اليونيفيل” في بلدة شقرا الجنوبية للاعتداء بحجة التقاط صور داخل البلدة وذلك بالتزامن مع مغادرة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لبنان بعد زيارة استمرت لأربعة أيام، طالب خلالها بتحول “حزب الله” إلى حزب سياسي كبقية الأحزاب. بعد الاعتداء أكدت نائبة مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل، كانديس آرديل، أن “حرمان قوات الطوارئ من حرية الحركة والاعتداء على من يخدمون قضية السلام أمر غير مقبول، وخرق لاتفاقية وضع القوات التي وقع عليها لبنان”..)

إذاً ظاهرة الاعتداء ليست جديدة، بل ظاهرة متكررة.. وبالطبع مدروسة ومنسقة ومنمقة، وهادفة لترويع القوات الدولية ومنعها من تادية مهامها.. كل ما هو مطلوب من القوات الدولية بالنسبة لحزب الله ..هو التالي..

(مباراة ودية واستلام حاويات للنفايات من القوات الفرنسية… برعاية بلدية عديسة، وبهبة من القوات الفرنسية التابعة لليونيفيل، تم استلام حاويات للنفايات عبارة عن ١٠٠ حاوية ذات الحجم الصغير و٢٠ حاوية ذات الحجم الكبير.. وبعد حفل الاستلام أُقيمت مباراة ودية بين قوات الطوارئ ونادي الاتحاد عديسة كعربون شكر وتقدير للهبة المقدمة..)…

ما نريد ان نتوقف عنده هو ظاهرة التعامل مع هذه الجريمة من قبل حزب الله ومحاولة تبريد تداعياتها وتصويرها على انها مجرد حادثة عابرة لا خلفيات امنية او سياسية لها.. وانها لا تفسد علاقة حزب الله بالقوات الدولية..

جريدة الاخبار الناطقة بشكل غير مباشر باسم حلف طهران في لبنان.. ذكرت ما يلي..(وصف مصدر عسكري غربي تشارك قوات بلاده في اليونيفيل لـ«الأخبار» بأن ما حصل، بناءً على ما توافر من معلومات، هو «نتيجة سلسلة من الأخطاء غير المقصودة من الجميع». وظهرت أيضاً رغبة لدى اليونيفيل وحزب الله على حدٍّ سواء للملمة ذيول الحادثة وعدم إعطائها أبعاداً سياسية. فسارعت اليونيفيل إلى إصدار بيان هادئ يشرح ما حصل من دون أي اتهام واصفةً الأمر بالحادثة، فيما قدّم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا تعازي الحزب للقوات الدوليّة، مؤكّداً أن لا علاقة لحزب الله بالموضوع لا من قريب أو من بعيد.).. وكذلك فقد قال مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا في حديث لرويترز “نتقدم بالتعزية من قوات اليونفيل لسقوط قتيل. ونتمنى الشفاء للجرحى في الحادث غير المقصود الذي وقع بين الاهالي وافراد من الكتيبة الايرلندية”. وطالب صفا “بترك المجال للاجهزة الامنية للتحقيق في الحادث وعدم إقحام “حزب الله” في الحادثة”..

كذلك وعلى هامش مشاركته في زيارة التعزية النيابية لقيادة اليونيفيل بالجندي الإيرلندي الذي قضى في حادثة العاقبية، شدّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب ابراهيم الموسوي، لـ«الأخبار» على العلاقة الطيّبة مع اليونيفيل. وطالب عضو لجنة الشؤون الخارجية «الأجهزة الأمنية بكشف ملابسات حادثة العاقبية ومواصلة التحقيق». وخلال لقاء جانبي مع قائد قوات اليونيفيل الجنرال آرولدو لاثارو، أبدى الموسوي تضامنه مع قوات حفظ السلام مشدّداً على «العلاقات الطيبة بين اليونيفيل وأبناء المجتمع المحلي»، وعلى «احترام مهمة اليونيفيل والقرارات الدولية».

كيف نقرأ تناقض وارتباك هذه المواقف..

إن ما جرى حادثة وليس جريمة قتل.. وقعت نتيجة اخطاء غير مقصودة.. وهي موزعة بالتساوي بين الاهالي..؟؟؟ والقوات الدولية..؟؟

ما قاله الموسوي نائب حزب الله يناقض الواقع.. كيف تكون علاقة الاهالي وحزب الله جيدة مع القوات الدولية.. والاعتداءات متكررة بوتيرة عالية…؟؟؟ وصولا الى ارتكاب جريمة قتل..؟

وكيف يعلن الموسوي عن احترام القرارات الدولية وحزبه يرفض تسليم قتلة الرئيس الحريري للمحكمة الدولية.. ويرفض رسمياً قرار مجلس الامن الذي ادى الى تعديل مهام القوات الدولية في جنوب لبنان..؟؟؟ (في 31 أغسطس الماضي، أصدر مجلس الأمن القرار الرقم 2650، وجاء فيه: “بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية، مدّد مجلس الأمن الدولي اليوم ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لسنة أخرى، بعدما تبنّى القرار 2650”. “حزب الله” اللبناني، اعترض على ما ورد في القرار بأن “يونيفيل لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها”، مضيفاً: “يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل”. ودعا الأطراف إلى “ضمان حرية حركة يونيفيل بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات المعلنة وغير المعلن عنها”. ولم تتوقف أوساط “حزب الله” عند الاعتراض، إذ هاجم الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني علي خامنئي في لبنان محمد يزبك، التعديلات، قائلاً: “أين المسؤولين عن قرار مجلس الأمن بإعطاء القوات الدولية في الجنوب حرية الحركة”، معتبراً أن هذا “تطوراً خطيراً يحوّل القوات إلى قوات احتلال”.)

من ينطق باسم الاهالي للتفاوض مع القوات الدولية..؟؟ وعلى ماذا..

تعازي حزب الله مشفوعة ومرتبطة كما قال وفيق صفا.. “بترك المجال للاجهزة الامنية للتحقيق في الحادث وعدم إقحام “حزب الله” في الحادثة”..

الخلاصة

احداث دموية وقعت في السابق ولم يتعامل معها حزب الله بنفس الاسلوب واللغة والمفردات ..

حادثة الطيونة… مباشرة حدد حزب الله المتهم، واطلق العنان لاعلامه، بالاتهام والتخوين واستعادة عناوين الحرب الاهلية، ولم ينتظر التحقيق..

احداث خلدة.. توازي في شكلها وحجمها وتداعياتها حادثة الطيونة وتعامل معها حزب الله بنفس الطريقة محدداً ومتهماً ومطالباً.. مستبقاً التحقيق ونتائجه..

وهنا نتساءل لو ان جريمة العاقبية جرت في بيئة غير بيئة حزب الله وفي منطقة لا يهيمن عليها حزب الله.. هل كان اعلام ومسؤولي ومؤيدي حزب الله تعاملوا معها بهذا الهدوء..؟؟ طبعا كان سيطلق العنان لاتهام داعش والقاعدة والمتطرفين والتكفيريين بارتكاب الجريمة لضرب علاقات حزب الله بالقوات الدولية.. وطالب باعتقال المرتكبين والمحرضين.. وربما اتهم محور اميركا – اسرائيل- والعرب ايضاً بالتأمر..؟؟؟؟ وكذلك سوف يتم اتهام البيئات غير المؤيدة لحزب الله بانها بيئات محرضة ومعادية ..؟؟ وربما حاضنة ايضاً..؟؟

وهنا يجب التوقف ايضا للاشارة الى انه للان لا اعتقالات ولا توقيفات رغم وجود فيديوهات وصور وتصريحات .. والمفارقة ايضاً انه في احداث داخلية محلية تم توقيف العشرات مباشرة مع اتهامات وجاهية وغيابية..؟؟؟ كيف..؟؟؟ وبعضهم لا زال موقوفاً الى الان.. !!

المشترك الوحيد بين ما جرى في العاقبية وما جرى قبلها من احداث مع القوات الدولية او مع اطراف وبيئات داخل لبنان وبالتحديد بين ميليشيا حزب الله واهالي الطيوية وخلدة.. هو انه لا معتقلين من بيئته او عناصره او مؤيديه..؟؟؟

انهم فوق القانون وخارج دائرة الاتهام..؟؟؟

ويطالبون اللبنانيون بالجلوس الى طاولة الحوار والتفاهم..؟؟؟ كيف..؟؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"الشيوخ الأميركي" يدعو المجتمع الدولي للرد على جرائم إيران/لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: يجب على المجتمع الدولي أن يمارس صلاحياته

العربية.نت/الأحد 18 كانون الأول 2022

قالت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إنّه يجب على المجتمع الدولي أن يمارس صلاحياته للردّ على "جرائم" النظام الإيراني المستمرّة ضدّ شعبه. وأضافت اللجنة عبر حسابها على تويتر أنّ العديد من الإيرانيين يواجهون خطر الإعدام مثل "مجيد رضا رهنورد"، الذي نفذّت السلطات الإيرانية العقوبة فيه مؤخرّاً. وكانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية قد أعلنت يوم السبت، ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات على أيدي قوات الأمن إلى 469 شخصاً منذ انطلاق المظاهرات منتصف سبتمبر الماضي. كما قالت المنظمة إن عدد القتلى يشمل 63 طفلاً و32 امرأة قتلوا بسبب قمع السلطات الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني. وأضافت أن 39 متظاهراً على الأقل يواجهون حالياً خطر الإعدام، فيما حذرت من إمكانية تنفيذ إعدامات في البلاد على "نطاق واسع". واندلعت احتجاجات شعبية بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، وهي من المنطقة الكردية في إيران، في 16 سبتمبر في طهران، بعد احتجازها من قبل "شرطة الأخلاق" لارتدائها "ملابس غير لائقة". وتعتبر هذه الاحتجاجات أجرأ تحد للنظام منذ ثورة 1979، وقد واجهه بالعنف والقمع مما أدى لمقتل وإصابة المئات، وبحملة اعتقالات طالت الآلاف، وصدر على إثره أحكام بالإعدام نفذت طهران منها اثنين حتى الآن مما أثار موجة إدانات غربية وحقوقية.

 

إيران تعلن زيادة كبيرة في قدرتها على تخصيب اليورانيوم

توقيف محامي صحافيتين غطتا وفاة مهسا أميني

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/الأحد 18 كانون الأول 2022

أعلنت إيران أنها زادت قدراتها على تخصيب اليورانيوم زيادة كبيرة في ظل قانون الإجراء الاستراتيجي الذي يستهدف تطوير القطاع النووي، وذلك عشية زيارة لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس السبت: «حالياً، وصلت قدرة التخصيب في البلاد إلى أكثر من ضعف ما كانت عليه طوال تاريخ هذه الصناعة». وأضاف، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن «الطاقة النووية وإنتاج الكهرباء الذرية يشكلان ادخاراً كبيراً للبلاد، وهما فعالتان في خفض استهلاك الوقود الأحفوري وليس المتجدد، وتقديم حلول للمشاكل البيئية».

من جانبها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، أن فريقاً تقنياً تابعاً لها سيزور طهران اليوم الأحد؛ سعياً لتسوية أزمة تعود لسنوات وتتعلق بالتحقيق في قضية جزيئات اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة في سنوات سابقة في مواقع لم تصرح عنها طهران. ومن غير المتوقع أن يزور رئيس الوكالة رافايل غروسي إيران هذه المرة. في 9 ديسمبر (كانون الأول)، قال إسلامي إن آثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها في إيران، استقدمت إلى البلاد من الخارج.

وفاقم العثور على آثار لمواد نووية في مواقع غير مصرّح عنها التعقيدات التي تعوق إحياء الاتفاق المبرم في عام 2015 بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي. وكان وفد من الوكالة يعتزم زيارة طهران الشهر الماضي، لكن الزيارة لم تتم بعد أن ندّد مجلس حكام الوكالة بعدم تعاون طهران وعدم تقديمها إجابات «ذات موثوقية من الناحية التقنية». واعتبرت الوكالة أنها غير قادرة بسبب ذلك على ضمان سلمية برنامج طهران النووي. ومنذ سنوات تطالب الوكالة السلطات الإيرانية بإعطاء تفسير لوجود هذه الجزيئات في ثلاثة مواقع غير مصرّح عنها، وطلبت «الوصول إلى مواقع ومواد» وجمع عينات.

في نوفمبر (تشرين الثاني)، أكدت الوكالة أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم وصولاً لنسبة 60 في المائة في محطتها النووية «فوردو»، متجاوزة إلى حد كبير عتبة 3.67 في المائة المحددة بموجب الاتفاق النووي ومقتربة من عتبة الـ90 في المائة اللازمة لصنع قنبلة ذرية. يتيح اتفاق عام 2015 تخفيف العقوبات عن إيران مقابل تقييد برنامجها النووي، لمنعها من تطوير قنبلة نووية سراً، علماً بأن إيران تنفي على الدوام السعي لتحقيق هذه الغاية. من جهة أخرى، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أمس السبت: لا أحد يتوقع إحراز نقلة كبيرة في المشاورات المرتقبة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران. وأضاف أوليانوف أنه كان من المقرر عقد المشاورات بين الوكالة وطهران في النصف الثاني من نوفمبر الماضي، إلا أن قراراً قدمته أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا في جلسة لمجلس محافظي الوكالة جاء في «وقت غير مناسب وكانت له نتائج عكسية» على المحادثات، حسب تعبيره.

في سياق متصل، قال دبلوماسي أوروبي رفيع لقناة «العربية» إنه «ليس هناك أي داعٍ للعودة إلى فيينا واستئناف المفاوضات» مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن «المفاوضات عملياً قد انتهت». وأضاف: «إيران تريد إنهاء مشاكلها العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولاً قبل العودة لمباحثات إحياء الاتفاق النووي». وأضاف إسلامي أن قانون الإجراء الاستراتيجي «جيد» لتطوير القطاع النووي، مؤكداً أن تطبيقه ساهم في رفع قدرة التخصيب إلى أكثر من ضعفي المستوى في تاريخ القطاع. إلى ذلك، أوقف محامي صحافيتين إيرانيتين مسجونتين لمساهمتها في نشر خبر وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق»، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد على ما ذكرت وسيلة إعلام إصلاحية أمس. وقالت صحيفة «هم ميهن» إن «محمد علي كامفيروزي محامي ناشطين وصحافيين كُثر، أوقف يوم الأربعاء». وكامفيروزي هو محامي إلهه محمدي (35 عاماً) المراسلة في «هم ميهن»، ونيلوفر حامدي (30 عاماً) المصورة في صحيفة «شرق» الموقوفتين منذ سبتمبر (أيلول). ووجه القضاء الإيراني إلى الصحافيتين تهمتي «الدعاية ضد النظام السياسي والتآمر للعمل ضد الأمن القومي». وقال محمد علي باقر بور محامي كامفيروزي لصحيفة «هم ميهن»، إن موكله «لم يتلق أي استدعاء وهو معتقل من دون أي مسوغ قانوني ويبقى سبب توقيفه مجهولاً». وانتقد أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي إيراني نهاية أكتوبر (تشرين الأول) في رسالة مفتوحة، السلطات «لتوقيفها زملاء وحرمانهم من حقوقهم»، ولا سيما «الحصول على محامين». والخميس، أعلن محمد كامفيروزي شقيق المحامي أن السلطة القضائية باتت «مسؤولة عن حياته وصحته». وذكرت «هم ميهن» أن «25 محامياً إيرانياً موقوفون في البلاد منذ بدء المظاهرات». ونشرت صحيفة «شرق»، الثلاثاء، لائحة بأسماء نحو أربعين صحافياً ومصوراً أوقفوا في إيران على خلفية الاحتجاجات.

 

دعوات للإفراج عن الممثلة الإيرانية الشهيرة ترانة عليدوستي

لندن: «الشرق الأوسط»/الأحد 18 كانون الأول 2022

تواجه إيران، اليوم الأحد سلسلة دعوات من مشاهير ومجموعات للدفاع عن حقوق الإنسان للإفراج عن الممثلة والناشطة ترانة عليدوستي، أبرز شخصية أوقفت على ارتباط بالحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أشهر. وأوقفت ترانة عليدوستي (38 عاماً)، وهي من أبرز وجوه السينما الإيرانية، السبت بسبب منشورات داعمة للاحتجاجات تندد خصوصاً بإعدام متظاهرين أو تظهر فيها وهي تخلع الحجاب. تشهد إيران موجة احتجاجات منذ وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي بعد توقيفها في طهران من جانب شرطة الأخلاق للاشتباه بعدم احترامها لقواعد اللباس الصارمة في إيران.

وقتل في هذه الاحتجاجات مئات الأشخاص وأوقف الآلاف فيما أعدم شنقاً رجلان على ارتباط بهذا الحراك. وسبق أن أوقفت شخصيات إيرانية عدة بينهم ممثلون، لكن ترانة عليدوستي تتمتع بشهرة عالمية لمشاركتها في أفلام للمخرج أصغر فرهادي، نالت عنها جوائز عالمية منها «البائع»، الذي حاز أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وتخوض عليدوستي غمار التمثيل منذ سن المراهقة وقد شاركت في فيلم «إخوة ليلى» للمخرج سعيد روستايي الذي عرض في مهرجان كان هذه السنة. وكتبت زميلتها الإيرانية غولشيفته فراهاني التي بدأت مسيرتها في إيران قبل أن تغادرها عبر «إنستغرام»: «ممثلة إيران الشجاعة اعتقلت». وأضافت تحت صورة لها مع عليدوستي أرفقتها بوسم #حرروا ترانة عليدوستي، «التقطت هذه الصورة في يوليو (تموز) 2008 قبيل مغادرتي إيران نهائياً». وكتب كامرون بايلي مدير مهرجان تورونتو للفيلم في كندا: «ترانة عليدوستي هي من أكثر الممثلات الموهوبات والمعروفات في إيران. آمل أن يفرج عنها قريباً لتستمر في تجسيد قوة السينما الإيرانية». أشارت السلطات القضائية الإيرانية السبت إلى توقيف «مشاهير»، إثر «تعليقات لا أساس لها حول الأحداث الأخيرة ونشر مواد مستفزة تدعم أعمال الشغب في الشارع». وذكر موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية أن الممثلة أوقفت «لعجزها عن تقديم وثائق تدعم بعضاً من ادعاءاتها». والشهر الماضي أوقفت الممثلتان عنغامة قاضياني وكتايون رياحي بعدما أعربتا عن تضامنهما مع الحركة الاحتجاجية وخلعتا علناً حجابهيما. وأفرج عنهما بكفالة بعد ذلك. ورأى مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك أن «النساء يوقفن ويسجن في إيران لرفضهن وضع الحجاب الإلزامي بينهن ممثلات شهيرات مثل ترانة عليدوستي. قوة صوت النساء يرعب قادة إيران». ونددت الممثلة خصوصاً في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) بإعدام السلطات لمحسن شكاري شنقاً بعد إدانته بتهمة «الحرابة». وكتبت على «إنستغرام» حيث يتابعها أكثر من ثمانية ملايين شخص «أي منظمة دولية تشاهد حمام الدم هذا دون التحرك، تمثل وصمة عار على الإنسانية». ولم تكن صفحتها عبر شبكة التواصل الاجتماعي هذه، متاحة الأحد. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) وعدت بالبقاء في بلدها «ودفع الثمن» اللازم للدفاع عن حقوقها والتوقف عن العمل لمساندة عائلات القتلى أو المعتقلين خلال المظاهرات. حتى قبل موجة الاحتجاجات الحالية، عانت شخصيات عدة في الأوساط السينمائية من مضايقات أو أنها أوقفت من جانب السلطات مثل المخرجان محمد رسولوف وجعفر بناهي اللذان لا يزالان قيد الاعتقال.

 

مقتل سجين وإصابة 17 في اضطرابات بسجن قرب طهران

باريس: «الشرق الأوسط»/الأحد 18 كانون الأول 2022

قالت منظمة حقوقية، اليوم الأحد، إن سجينًا قُتل، وأصيب 17 آخرون، خلال اضطرابات شهدها سجن كرج على بُعد نحو 30 كيلومتراً من طهران، أمس. وهذه الاضطرابات في سجن إيراني هي الأحدث منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 3 أشهر إثر وفاة مهسا أميني، بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق؛ لانتهاكها قواعد الزي.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران «IHR»، ومقرُّها أوسلو، في بيان، إن الاضطرابات اندلعت عندما احتجّ السجناء على نقل معتقل إلى الحبس الانفرادي قبل إعدامه الوشيك.لكن السلطات الإيرانية قالت إن أحد المعتقلين قُتل برشق بالحجارة بعد صدامات بين السجناء. وقال رئيس قضاة محافظة البرز؛ حيث تقع كرج، إن الاضطرابات بدأت في جناح جرائم المخدرات، وأضرم سجناء النار في البطانيات، مما أدى إلى اندلاع حريق. وأضاف أن الهدوء عاد إلى السجن. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، لقي ما لا يقل عن 8 سجناء حتفهم في حريق شبّ في سجن «إوين» بطهران، وقالت السلطات إن «بلطجية» تسببوا به. وشكّكت منظمات غير حكومية في الرواية الرسمية لأحداث «إوين» الذي يُسجن فيه أجانب ويُعرَف عنه إساءة معاملة المعتقلين السياسيين. وفي الشهر نفسه، اندلعت حوادث أخرى في سجن رشت؛ عاصمة محافظة جيلان، في شمال غربي البلاد. وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران إن السجناء في كرج ردّدوا شعارات مناهِضة للنظام؛ منها «الموت للدكتاتور» وسدُّوا الأبواب وحطّموا كاميرات المراقبة. وأضافت أن السجين المتوفى يُدعى محسن المنصوري، وقد تُوفي برصاصة أصابته في رأسه، في حين نُقل 17 سجيناً مصابون إلى المستشفى. وقالت السلطات إن الجرحى مصابون بجروح طفيفة، ولم تُحدد هوية السجين المعرَّض للإعدام. اعتُقل في إيران، وفقاً للأمم المتحدة، ما لا يقل عن 14 ألف شخص، في إطار قمع الاحتجاجات التي اندلعت في 16 سبتمبر (أيلول)، مما أدى - وفق ناشطين - إلى اكتظاظ كبير في السجون. وقالت «منظمة العفو الدولية»، الجمعة، إن 26 شخصًا على الأقل معرَّضون لخطر الإعدام؛ على خلفية الاحتجاجات. وندَّدت الدول الغربية بإعدام متظاهرَين في إيران، هذا الشهر.

 

منشورات مناهضة للوجود الإيراني في ريف القامشلي الجنوبي

لندن: «الشرق الأوسط»/الأحد 18 كانون الأول 2022

شهد عدد من القرى الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في ريف القامشلي الجنوبي، اليوم (الأحد)، توزيع منشورات مناهضة للوجود الإيراني و«حزب الله» في المنطقة. ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تم توزيع هذه المنشورات في عدد من القرى مثل قرى حامو، والقصير، وخربة عمو، وجرم، وذبانة، والعويجة، وطرطب، والرشوانية، وجركو وغيرها. كما وزعت أيضاً قرب مقرات عسكرية لقوات المهام ومقرات تابعة لـ«حزب الله» التي يشرف عليها، بحسب المرصد، «الحاج مهدي»، ومن أهم هذه المقرات، مكتب النقل على طريق الـM4، جنوب القامشلي، والذي يقع قرب مقرات عسكرية تابعة لـ«الدفاع الوطني»، والفوج 54 التابع لقوات النظام. وجاء في المنشورات: «من الملاحظ زيادة نشاط ميليشيات إيران وحزب الله في المنطقة، وتعمل هذه الميليشيات بإشراف الحاج مهدي والحاج كاظم، وتسعى لتجنيد شباب المنطقة وتوريطهم في معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل». ورفضت المنشورات الموزعة، «التغلغل الإيراني في المنطقة ومحاولتها احتلال المنطقة من خلال تجنيد الشبان وتغيير هويتهم»، كما دعت إلى وقفة من قبل وجهاء العشائر والمثقفين للتحذير من إيران ووجودها في المنطقة.

 

إيران تعتزم إطلاق قمرين صناعيين خلال أشهر

لندن: «الشرق الأوسط»/الأحد 18 كانون الأول 2022

تعتزم إيران وضع قمرين صناعيين «على الأقل» في المدار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وفق ما أعلن وزير الاتصالات عيسى زارع بور، اليوم الأحد. وتبدي دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة، قلقها من إجراءات مماثلة تقوم بها إيران، معتبرة أن عمليات مماثلة تعزز تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وقد تتيح لطهران تطوير قدرات تسمح لها بإطلاق رؤوس حربية نووية. إلا أن إيران تنفي على الدوام أي سعي لتطوير أسلحة نووية، وتؤكد أن عمليات إطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ التي تنفذها هي لأغراض مدنية أو دفاعية بحتة. وقال زارع بور إن إيران تعمل على إعداد قمرين صناعيين هما «ناهيد 1» و«ناهيد 2»، و«ونأمل أن يتم إطلاقهما بحلول نهاية العام الإيراني الحالي» في 20 مارس (آذار) 2023. وكانت طهران أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إجراء اختبار «ناجح» لصاروخ قادر على حمل أقمار صناعية إلى الفضاء. وأفاد التلفزيون الرسمي في حينه أن الاختبار جرى على الصاروخ «قائم 100» الذي طورته القوة الجوفضائية التابعة لـ«الحرس الثوري»، ويعد أول حامل للأقمار الصناعية ثلاثي المراحل يعمل بالوقود الصلب في البلاد. وذكر بأن «قائم 100» «قادر على وضع أقمار صناعية يبلغ وزنها 80 كلغ في مدار يبعد 500 كلم عن سطح الأرض». وأتت التجربة بعد إطلاق روسيا من قاعدة بايكونور الفضائية في أغسطس (آب)، قمرا صناعياً للاستشعار عن بعد يعود لطهران يحمل اسم «خيام»، على متن صاروخ «سويوز 2.1 - ب». وأثارت الخطوة انتقاد الولايات المتحدة التي اعتبرت أن القمر مخصص لأغراض التجسس، مبدية قلقها من التعاون المتنامي بين روسيا وإيران باعتباره «تهديدا عميقا». إلا أن طهران رفضت هذه المزاعم، مؤكدةً أن القمر «تم تصميمه بالكامل لتلبية حاجات البلاد في إدارة الأزمات والموارد الطبيعية والمناجم والزراعة وغيرها». وتؤكد إيران أن برنامجها الفضائي هو لأغراض مدنية ودفاعية، ولا يخالف أي اتفاقات دولية، بما فيها الاتفاق مع القوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي الذي أبرم عام 2015، وانسحبت واشنطن منه في 2018.

 

مقتل 9 في هجوم لـ«داعش» على الشرطة العراقية غرب كركوك

بعد أيام من مقتل ضابط وجنديين في هجوم مماثل شمال بغداد

بغداد: فاضل النشمي/الأحد 18 كانون الأول 2022

قُتل 9 من عناصر من الشرطة الاتحادية العراقية، اليوم الأحد، في هجوم استهدف آلية تقلُّهم في المنطقة الواقعة بين قريتيْ صفرة والشلالات التابعتين لقضاء الحويجة غرب محافظة كركوك في شمال العراق، ونُسب الهجوم إلى تنظيم «داعش». ويعدّ هذا من بين الهجمات الأكثر دموية التي شنّها التنظيم في الأشهر الأخيرة داخل العراق، مما يعكس قدرته المتواصلة على إلحاق الضرر، كما يأتي بعد 4 أيام من هجوم مماثل شمال بغداد أدى إلى مصرع ضابط كبير في الجيش و2 من الجنود. وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان: «في عمل إرهابي جبان استُشهد ضابط برتبة رائد وعدد من المنتسبين بانفجار عبوة ناسفة على دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية اللواء الآلي الثاني في قرية علي السلطان بناحية الرياض في كركوك».

وأعلن تنظيم «داعش» اليوم الأحد مسؤوليته عن الهجوم.

وأفاد مصدر أمني في كركوك بأن «عناصر من تنظيم داعش ضربت بعبوة ناسفة ناقلة تابعة للفوج الأول في اللواء الثاني ضمن الفرقة الآلية التابعة للشرطة الاتحادية». وأضاف أن الهجوم رافقه اعتداء «مباشر بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة» في قرية شلال المطر التي تبعد 65 كيلومتراً عن مركز محافظة كركوك، قائلاً: «قتلنا أحد عناصرهم المهاجمة ونعمل على البحث عن العناصر الأخرى». وارتفعت حصيلة القتلى من 7 إلى 9 بعد وفاة جريحين من الشرطة، وفق المصادر.وبُعَيد الهجوم، أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بياناً طلب فيه «ملاحقة العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الإرهابي الجبان»، مُوعزاً للقوات الأمنية «بالانتباه وتفتيش الطرق بشكل دقيق وعدم إعطاء فرصة للعناصر الإرهابية». وقُتل، الأربعاء، ضابط عراقي وجنديان بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آليتهم خلال عبورها على طريق في منطقة الطارمية الزراعية الواقعة على بُعد نحو 30 كيلومتراً شمال بغداد. وفي حين لم يُشر المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة إلى ضلوع عناصر «داعش» في الحادث، قالت مصادر أمنية، لشبكة «رووداو» الكردية إن «رتلاً تابعاً إلى اللواء الثاني، الفرقة الخامسة، شرطة اتحادية كان عائداً إلى مقر اللواء بعد عملية تمشيط لمحيط مواقع الشرطة الاتحادية، انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على الرتل، وبعد التفجير ترجّل عدد كبير من عناصر الشرطة من عرباتهم لمساعدة شرطيين أُصيبا في التفجير، وعندها تعرضوا لهجوم من مسلَّحي داعش الذين يُقدَّر عددهم بما بين 8 و10 مسلحين، وقُتل من المهاجمين اثنان خلال المواجهة». بدوره أكد محافظ كركوك راكان الجبوري أن حادث قرية الصفرة لن يمرّ من دون القصاص العاجل من العناصر الإرهابية. وقال المحافظ، في بيان: «إننا على ثقة مطلقة بالقوات الأمنية التي ستعمل على محاسبة المتورطين بهذا الحادث الإرهابي الغاشم، ولن يمرّ من دون أن يكون القصاص من العناصر الإرهابية عاجلاً.

وأشار الجبوري إلى «ضرورة تعزيز القطعات العسكرية وانتشارها في المناطق الرخوة والخالية وتعزيز الجهد الاستخباري ومسك جميع مناطق وحدود محافظة كركوك»، ودعا «مواطني المحافظة بجميع مكوناتهم لدعم وإسناد القوات الأمنية والتضامن مع أُسر الشهداء الأبطال وتوحيد الجهود كافة لدعم الأبطال وهم يحفظون الأرض والعِرض ويحققون النصر والاستقرار». ويرى محللون عسكريون أن تنظيم «داعش» يسعى، من خلال الهجمات التي يشنُّها بين وقت وآخر، إلى إثبات وجوده الفعّال داخل العراق، رغم حديث الجهات الأمنية المتكرر عن تراجع نفوذه وقوته في مناطق شمال وغرب البلاد، مما يطرح الحاجة إلى جهود استثنائية للقضاء عليه بشكل كامل. وفي عام 2017، أعلن العراق «الانتصار» على تنظيم «داعش»، لكن عناصر التنظيم لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية في البلاد. وتستغل عناصر التنظيم طبيعة هذه المنطقة المليئة بالبساتين وأشجار النخيل، للاختباء وشنّ هجمات متفرقة غالباً ما تستهدف القوات الأمنية.

من جانبها، تشنّ القوات الأمنية العراقية عمليات بشكل متواصل ضدّ هذه الخلايا، وتعلن من وقت لآخر مقتل عشرات منهم بضربات جوية أو مداهمات برية. وسيطر تنظيم «داعش» في عام 2014 على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، لكنه هُزم في البلدين على التوالي في عامي 2017 و2019.

وأشار تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى أن التنظيم «حافظ على قدرته على شنّ الهجمات بمعدل ثابت في العراق، بما في ذلك تنفيذ عمليات كرّ وفرّ ونصب الكمائن وزرع القنابل على جنبات الطرق».

ولا تزال الحدود بين سوريا والعراق «تشكّل منطقة ضعف رئيسية» يستغلّها التنظيم، الذي له «ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل منتشرين في جميع أنحاء البلدين، يتركز معظمهم في المناطق الريفية، ويُقدّر أن معظمهم مواطنون سوريون وعراقيون»، وفق النسخة الأخيرة من التقرير الصادرة في يوليو (تموز) 2022. وزاد التنظيم «إلى حدّ كبير استخدام المنظومات الجوية غير المأهولة في العام الماضي»، وفق التقرير الذي قدّر أن التنظيم لا يزال يحتفظ بنحو 25 مليون دولار من الاحتياطات المالية التي قد تصل إلى 50 مليون دولار، معظمها في العراق.

وأشار التقرير، في المقابل، إلى أن نفقات التنظيم «تتجاوز إيراداته الحالية»، موضحاً أن مصادر إيراداته تشمل «أعمال الابتزاز، والاختطاف طلباً للفدية، والزكاة، والتبرعات المباشرة، والدخل المتحصل من التجارة، الاستثمارات». ويشرح التقرير أن «مصادر الدخل المتنوعة هذه ساعدت في إقامة نظام مالي يتيح للجماعة التكيف وتلبية احتياجاتها في ظروف متغيرة».

 

كيسنجر: حان وقت التفاوض في أوكرانيا لمنع حرب عالمية مدمرة

روسيا تنصب درعاً لحماية النفايات النووية في زابوريجيا... وأوكرانيا تقصف دونيتسك

كييف، عواصم – وكالات»/الأحد 18 كانون الأول 2022

 قال الديبلوماسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر، إن الوقت يقترب من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى، لكنه حذّر من أن رغبة البعض في تفكيك روسيا قد تؤدي إلى فوضى نووية. وعقد كيسنجر، لقاءات عدة مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيسا لروسيا لأول مرة في عام 2000. وفي مقال بمجلة “ذا سبيكتاتور” البريطانية تحت عنوان “سُبل تجنب حرب عالمية أخرى”، قال كيسنجر: “إن الوقت يقترب للبناء على التغييرات الستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات”. وتابع قائلا في المقال: “يجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي. خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى”. في حين، أفادت مصادر بأن القوات الأوكرانية استهدفت مدينة دونيتسك وضواحيها، بحوالي 133 صاروخا من طراز “غراد” وقذيفة من طراز “ام 777 – عيار 155” أميركية الصنع، وقذائف أوكرانية الصنع وقذائف هاون وقصف بالدبابات. وقد خلّف القصف إصابتين دون قتلى ودمار في البنى التحتيه والمساكن في دونيتسك، حيث استهدف القصف 13 حيا وبلدة من ضواحي مقاطعة دونيتسك. من جهتها، صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بأنه ليس لديها أي أمل في التوصل لهدنة سريعة في أوكرانيا. وقالت بيربوك لصحيفة “بيلد أم زونتاج” الألمانية الأسبوعية: “لا أحد غير (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بدأ هذه الحرب، وإذا أراد بوتين، ستنتهي الحرب غدا”. وأضافت الوزيرة الألمانية أنه على الرئيس الروسي أن يصدر أمرا فقط بسحب الجنود، ولكنها أشارت إلى أنه ليس هناك إشارات صادقة لحدوث ذلك. فيما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، بأن واشنطن حاولت منع كييف من شن هجوم على رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، بغرض اغتياله. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الإدارة الأميركية، كانت أول من اكتشف أن غيراسيموف كان يخطط لزيارة الخطوط الأمامية لقواته في أوكرانيا، لكن الولايات المتحدة لم تمرر هذه المعلومات إلى أوكرانيا، “خوفا من أن تؤدي محاولة اغتياله إلى حرب بين الولايات المتحدة وروسيا”. وأضافت أنه بعدما علمت كييف بأنباء الزيارة، حاول المسؤولون الأميركيون دون جدوى إقناع أوكرانيا بإلغاء الهجوم، حيث مضت أوكرانيا في تنفيذ مخططها لكن غيراسيموف لم يصب بأذى. بدوره، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، إن الولايات المتحدة “تتورط” بشكل متزايد في الصراع بأوكرانيا وتتجاهل مخاوف روسيا التي عبرت عنها عبر جميع القنوات. كما أضاف “عواقب زيادة إمدادات الأسلحة لكييف لا يمكن التنبؤ بها حقاً، مشيرا إلى “أن الولايات المتحدة تتجاهل مخاوفنا تماما، التي نبلغها لمحاورينا عبر جميع القنوات المتاحة”. وشدد على أن الخطوات العملية التي يتخذها البيت الأبيض تزيد المخاطر باستمرار من خلال “إرسال المزيد المزيد من الأسلحة القوية”، وهو ما يشير إلى أن واشنطن تسعى إلى التصعيد على حد قوله. في غضون ذلك، أعلن مسؤول معين من روسيا، أن العمل جار لنصب درع لحماية موقع لتخزين النفايات النووية المستنفدة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا لحمايته من القصف والطائرات المسيرة. وقال روجوف: “في الوقت الحالي، سيعمل الدرع على الحماية من الشظايا والعبوات الناسفة التي تُلقيها طائرات مسيرة. وسيكون ضرورياً في وقت لاحق”.

 

أميركا تجدد التزامها بدعم استقرار العراق قبل يومين من «مؤتمر بغداد 2» في عمّان

بغداد: «الشرق الأوسط»/الأحد 18 كانون الأول 2022

جددت الولايات المتحدة التزامها بدعم استقرار العراق، وذلك قبل يومين من انعقاد «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» بنسخته الثانية في العاصمة الأردنية عمان، بعد غدٍ (الثلاثاء). وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في بيان له، اليوم (الأحد)، إن رئيس الوزراء «تلقى اتصالاً هاتفياً من منسّق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط شمال أفريقيا، بريت ماكغورك». وأضاف البيان أن «ماكغورك قدم خلال الاتصال التهنئة لرئيس الوزراء على تولّيه منصبه»، مؤكداً استمرار دعم الولايات المتحدة لاستقرار العراق وأمنه وسيادته، ورغبة الرئيس بايدن في تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين.

وتابع البيان أن «السوداني شدد على أن العراق دولة موحدة ومستقلة وذات سيادة، وأولوية حكومته تتمثل بالحفاظ على علاقات متوازنة، وبناء شراكات اقتصادية عبر المنطقة والعالم». ووفقاً للبيان، فإن الاتصال الهاتفي «شهد اتفاق الجانبين على أهمية مواصلة الجهود لضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)، ودعم دور العراق الإقليمي في مدّ الجسور بين دول المنطقة». كما نقل البيان عن رئيس الوزراء العراقي عزمه «إرسال وفد، برئاسة وزير الخارجية، إلى واشنطن لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي. وسيشمل ذلك مناقشة استثمار الطاقة في العراق ومكافحة آثار التغير المناخي». وكانت السفيرة الأميركية في بغداد، آلينا رومانسكي، التقت، نحو 6 مرات، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، منذ توليه منصبه، أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسط تأكيدات من السوداني على أهمية بناء علاقات متوازنة مع الجميع تقوم على أساس المصالح المشتركة. وكان السوداني شارك، الأسبوع الماضي، في القمة العربية - الصينية التي عُقدت في المملكة العربية السعودية، والتي حضرها، إلى جانب القادة العرب، الرئيس الصيني شي جينبينغ. ويأتي الدعم الأميركي لحكومة السوداني قبل يومين من انعقاد النسخة الثانية من قمة بغداد في العاصمة الأردنية عمان، يوم الثلاثاء، تحت شعار «الشراكة والتعاون، وكيف نعمل معاً من أجل دعم العراق واستمرارية دعمه». وكانت النسخة الأولى من القمة عُقِدت خلال شهر أغسطس (آب) عام 2021 في بغداد. وفي هذا السياق، يقول أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية، الدكتور فاضل البدراني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «النسخة الثانية لـ(مؤتمر بغداد) تهدف لتخفيف حدة التحديات الخارجية على العراق أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وكذلك تقليل تحديات الأمن الغذائي والدوائي والطاقة»، مبيناً أن «أهمية المؤتمر تكمن أيضاً في دعم سيادة العراق من تهديدات إقليمية إيرانية تركية وصلت إلى حد القصف المتكرر ضد منظمات متمردة تستخدم أراضي العراق ملاذاً لها، لكن القصف اعتُبر تجاوزاً على سيادة العراق». ويضيف البدراني أن «الولايات المتحدة وحتى فرنسا بينهما تنسيق مع دول عربية استشعرت بوضع العراق الفاقد لحماية نفسه من الخروقات الخارجية، فلجأت لعقد مؤتمر من المفترض أن تحضره كل من إيران وتركيا، ومحاولة إلزامهما بالحلول الدبلوماسية، ووضعهما أمام بيانات من خروقات لسيادة العراق؛ فالولايات المتحدة لا تريد أن تترك العراق في يد أطراف إقليمية، وتحاول أن تجعل حكومة محمد شياع السوداني على خط التفاهم والتنسيق والتعاون المشترك».

ويرى الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي في العراق لـ«الشرق الأوسط» أن «تكرار الدعم الأميركي للعراق يرتبط بما يمكن أن أسميه بالاستدارة الأميركية وصعود العراق في سلم الأولويات بالنسبة للإدارة الأميركية، حيث بات ذلك يدفع إلى مزيد من التقارب من جهة، والتواصل مع المسؤولين هناك في واشنطن على مستوى الملف العراقي». ويؤكد الشمري أن «هذا الدعم جزء من خطة أميركية تحاول عدم ذهاب السوداني وحكومته باتجاه إيران، مثلما شهدنا في وقتها حكومة عادل عبد المهدي. أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية لديها مصلحة استراتيجية في تأمين مصادر الطاقة إلى أوروبا، وحتى إلى حلفائها في آسيا، وهذا يدفع إلى مزيد من التواصل، بالإضافة إلى الملفات المعروفة، مثل الملف الأمني وتحديات الإرهاب». ويوضح الشمري أن «هذا التواصل هو بالتأكيد، إضافة إلى ما ذكرنا، رسالة إلى إيران بأن أمور العراق لا تُترك إلى إيران، لكي تتمدد في نفوذها، مثلما حصل في الحكومات السابقة. يُضاف إلى ذلك أن داعمي الحكومة وبالدرجة الأساس (قوى الإطار)، بدأوا يدركون أنه لا يمكن العودة إلى مساحة الخطابات السابقة المعادية للولايات المتحدة الأميركية، وكذلك حتى بالنسبة للسوداني، رغم أنه خرج من البيئة السياسية لـ(الإطار)، لكنه لا بد أن يعمل وفق مبدأ التوازن، ومن هنا تأتي عملية إيفاد وزير الخارجية إلى واشنطن بهدف الشروع في مفاوضات جديدة، في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وكذلك عملية تقييم وجود القوات الأميركية في العراق».

            

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الأهالي" في لبنان يُسقِطون الدولة؟

أيمن جزيني/اساس ميديا/الأحد 18 كانون الأول 2022

غالباً ما يُقتَل أشخاص في لبنان لأسباب سياسية ويظلّ القتلة مجهولين. أوّل المقتولين كان الرئيس رياض الصلح. آخر القتلى جندي إيرلندي من "قوات اليونيفيل" في جنوب لبنان. بينهما سلسلة طويلة من المقتولين ضمّت كباراً من السياسيين وقادة الرأي، وحصدت رئيسَيْ جمهورية وثلاثة من رؤساء الحكومات وكثرة من مثقّفي اليمين واليسار.

باريس بين بيروت وطهران

العملية التي  قتلت الجندي الإيرلندي وجرحت ثلاثة من رفاقه، تحدّث عنها تلفزيون "المنار" معتبراً أنّها حادثة نجمت عن "غضبة الأهالي"، لأنّ إحدى سيّارات دورية "اليونيفيل" مرّت في طريق "داخلية"، وكأنّها تجاوزت حمىً ومسّت حُرُمات وأعراضاً وكرامات وكشفت ستراً "أهليّاً"، فواجه "الأهالي" فعلتها بالرصاص ثأراً لشرفهم وأعراضهم المهتوكة. أمّا السيارة الأخرى، ودائماً حسب "المنار"، سلكت الطريق الدولية فلم تتعرّض لأيّ شيء لأنّها اتّبعت أصول اللياقة والحشمة وصانت أعراض "الأهالي". وهذا يعني أنّ أهالي تلك النواحي قاموا جميعاً بفعل الثأر والقتل، وسيبقى القاتل مجهولاً.

بالطبع، قناة "حزب الله" بمرورها العابر على الحادثة، كانت مهجوسةً بتعريف "الطريق المسموح" للقوات الدولية عبورها، وكذلك تعيين ما هو "غير مقبول" في حسابات هذا التنظيم الأمنيّ الذي تمتدّ أزماته وحساباته وأعماله المتشابكة من طهران إلى بيروت، مروراً بدمشق وبغداد. وهناك في البعيد واسطة العقد، أي فرنسا التي تتقلّب في أدوارها من وسيط إلى طرف. وفرنسا في بيروت غيرها في الرياض، وتختلف تماماً بحضورها في بغداد بعد عقد "توتال إنرجي". وما يستدعي الانتباه في هذا السياق إطلالة وزيرة الدفاع الفرنسية السابقة ميشال آليو ماري التي تحدّثت فيها عن ضغوطات تعرّضت لها المحكمة الدولية قي قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

شغلت آليو ماري مناصب عدّة غير حقيبة وزارة الدفاع التي تولّتها من 7 أيار 2002 إلى 18 من الشهر عينه لكن في عام 2007. اشتقّت حياتها السياسية عام 1993 وزيرةً لشؤون الشباب والرياضة. بين التاريخين كانت وزيرة خارجية ثمّ وزيرة داخلية فوزيرة للعدل.

كشفت مصادر خاصة بـ"أساس" أنّ الإعلامي اللبناني طاهر بركة الذي أجرى الحوار مع الوزيرة الفرنسية السابقة كان يمضي في باريس إجازة خاصة ولم يكن يقوم بمهمّة رسمية. وجاء حواره مع الوزيرة الفرنسية من دون تنظيم مسبق أو موعد جرى الاتّفاق عليه، بل هو أُعلِم من طرف ثالث أنّ وزيرة الدفاع الفرنسية السابقة لديها كلام مهمّ عن محكمة الحريري، وتريد الإدلاء به، فأخبر طاهر إدارة المحطّة التي وافقت على إجراء الحوار.

أخطر ما في هذا أنّه يُنشئ نظاماً من تراتب الأحداث والسياقات السياسية التي انتهت إلى ما انتهت إليه الأمور، ويطرح أسئلة مُلحّة عن السبب الذي جعل الوزيرة الفرنسية تطلّ بصفتها وزيرة دفاع سابقة عاصرت اغتيال الرئيس الحريري، وعن كون ما أعلنته هو رسالة "عاجلة غير رسمية" من فرنسا إلى إيران ومن ورائها حزب الله، وهما  اللذان يسلفّان المنطقة كلّها بالتعثّر السياسي، وأحد أوجه التعثّرات أنّ إيران لم تطلق بعد سراح 7 رهائن فرنسيين موجودين لديها.

الجيش والكحول ومونو

وصف "حزب الله" القتل في الجنوب بـ"الحادثة". لكنّ ردّ وزير الداخلية بسام المولوي جاء معاكساً إذ قال إنّها "جريمة وليست حادثة". كان المُقلق ما صدر من كلام عن مُفوّه الحزب وفصيحِهِ الشيخ صادق النابلسي الذي قال في تغريدة: "بعض الدول المشاركة في قوات اليونيفيل تعمل وكيل أمن لإسرائيل. وهم الذين يعرفون الطرق والزواريب في لبنان كما يعرفون أبناءهم، لم يكونوا في هذا المكان تائهين، ولم يكن غرضهم الخروج إلى شارع "مونو" لاحتساء الكحول. الخروج عن جدول الأعمال وتجاوز الجيش اللبناني مراراً وتكراراً ليسا بريئين". إذاً "الأهالي" انتقموا أو ثأروا لشرف الجيش اللبناني لتتكامل مقولة حزب الله الذهبية: "شعب جيش مقاومة". أمّا الكحول واليونيفيل معاً فرجس من عمل الشيطان عاجَلَه "الأهالي" بالرصاص.

يُعلن كلام النابلسي الكثير، ويعني الأكثر. فيه ما يشير إلى عودة "الحزب" إلى سيرته الأولى في خطف الرهائن في ثمانينيات القرن الماضي. وهنا لا بدّ من التذكير بأنّ الكتيبة الإسبانية في الجنوب هوجمت بعبوّة ناسفة قتلت خمسة جنود وجرحت آخرين بعد أشهر قليلة من صدور القرار 1701 عام 2006. وتقاعست الأمم المتحدة، أو قُلْ تجنّبت الاشتباك، فلم تطلب مثول القتلة. وما حدث بالأمس يعني أنّ "اليونيفيل" صارت مهمومة بحماية عديدها لا بضمان أمن الحدود التي اتّفق أنّ "حزب الله" ضَمِنها بحريّاً.

أمرٌ واحدٌ قد يقلب هذا المشهد رأساً على عقب: إصرار دوليّ على معرفة القتلة، وأن يسلّم حزب الله هؤلاء باليد اليمنى ليأخذهم لاحقاً باليد اليُسرى. وهو ذو خبرة في هذا الشأن: قتل النقيب سامر حنّا فوق تلّة سجد يؤكّد ذلك

رسالة طاردة لماكرون؟

قامت السرديّة الأصلية لحزب الله على خطف الرهائن الغربيين لـ"إجبار العالم" على مفاوضته. ليس امتهانه الخطف جديداً. وليست علاقته المتوتّرة مع اليونيفيل جديدة أيضاً. سبق أن هاجم في 10 أيلول من العام الحالي على لسان "الوكيل الشرعي" للمرشد الإيراني السيد علي خامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك "القوات الدولية" التي اعتبرها "قوات احتلال" بعد التعديل الذي أدخلته الأمم المتحدة على مهامّ قواتها بموجب القرار 2650 الذي تحدّث عن أنّ "اليونيفيل لا تحتاج الى إذن من أيّ شخص للاضطلاع بالمهامّ الموكلة إليها"، ويسمح لها "بتسيير الدوريات المعلَن وغير المعلَن عنها". كان ذلك التعديل الأوّل على القرار 1701 منذ سنة 2006.

ما حدث جاء في ظلّ معلومات غير مؤكّدة حتى الآن عن زيارة "خاطفة" قد يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجنوب لبنان لتفقّد ومعايدة الجنود الفرنسيين العاملين ضمن قوات اليونيفيل، مع العلم أنّه من المؤكّد أنّ مسؤولاً فرنسياً سيزور قوات بلاده في اليونيفيل لمعايدتهم بالسنة الجديدة.

ما حصل خطير جداً ويمسّ بالأمن الوطني اللبناني، ويُهدّد بالتالي وجود القوات الدولية في الجنوب. وهو رسالة "جلفة وحادّة"  إلى الأمم المتحدة مفادها أنّ قوات "اليونيفيل" التي تتشكّل من جنسيّات مختلفة ويبلغ عدد عسكريّيها 10 آلاف و521 جندياً، مع موظّفين مدنيين أجانب أيضاً يبلغ عديدهم 257 شخصاً،  صاروا "رهائن" بقوّة الأمر الواقع، وسيبقون كذلك ما دامت إيران تُصرُّ على أنّ "الثورة" عندها يقف وراءها الغرب.

مع حزب الله ذهبت الدولة ـ الغاية أو الدولة ـ الوسيلة أدراج الرياح. لقد صرنا في دولة "الأهالي"، وهم ذات يوم سرقوا في منطقة الأوزاعي أجهزة الحواسيب المحمولة من لجنة التحقيق الدولية الخاصة بلبنان في تشرين الأول من عام 2010. آنذاك قيل إنّ رئيس فريق المحقّقين الدوليين ذهب إلى عيادة الدكتورة إيمان شرارة الطبيبة الاختصاصية بالجراحة النسائية للحصول على معلومات تتعلّق بزوجة عماد مغنية. قال آخرون إنّ المعلومات المطلوبة كانت تتعلّق بزوجة مصطفى بدر الدين. يا للعار، ويا غيرة الدين... في الحالين أنقذ "الأهالي" شرف القائدين.

لا يحتاج اللبنانيون إلى كبير عناء ليعرفوا باليقين أنّنا المدى الحيويّ لإيران. ذلك أنّ قادة نظام الملالي المفوّهين لطالما صمّوا آذاننا بأنّنا "ساحة وظيفتها إسقاط مشاريع الولايات المتحدة الأميركية" التي هي الوحيدة التي يلهث وراءها الإيرانيون، مرشداً ودولةً وحرساً ثوريّاً. وفي الأثناء لا يفعلون شيئاً غير احتقارنا.

المهمّ الآن أن يتوقّف الجيش ومعه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عن القيام بواجبات التعزية، والذهاب إلى أداء دورهم ووظيفتهم، أي البحث عن القتلة الفعليّين.

ما الذي يمنع السيّد ميقاتي من أن يطلب عقد جلسة طارئة بندها الوحيد الجندي الإيرلندي المقتول؟ كاد أن يهتزّ البلد قبل أيام بسبب جلسة للحكومة تُشبه طعام المستشفيات: لا طعم، ولا رائحة، ولا لون. فهل يجرؤ قائد الجيش جوزف عون على القيام بواجباته أم غواية "الترشّح للرئاسة" ستمنعه؟

ننتظر نتائج التحقيق العلنيّة هذه المرّة...

 

شعار «امرأة، حياة، حرية» يُؤرق النظام الإيراني ومداميك الجمهورية الإسلامية تهتزّ

رلى موفّق/القدس العربي/18 كانون الأول/2022

ليس ثمة رقم دقيق عن عدد المعتقلين في السجون الإيرانية على خلفية الاحتجاجات الشعبية منذ مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في السادس من أيلول/سبتمبر الماضي خلال اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق بتهمة سوء ارتداء الحجاب الذي تفرضه إيران على النساء. الرقم الذي تتداوله مجموعات حقوقية يصل إلى 18 ألفاً في غضون ثلاثة أشهر. شكّلت النساء والشباب العنصر الغالب في التظاهرات الغاضبة على مقتل أميني ابنة الـ22 ربيعاً، ومِن على قبرها، ردَّد المشيعون شعار: «امرأة، حياة، حرية» باللغة الكردية (جين، جيان، آزادي) وهو شعار سياسي كردي يرمز إلى نضالهم للحرية.

لكن هذا الشعار تجاوز الرمزية الكردية إلى ما هو أوسع… انتشر من سقز، مسقط رأس مهسا أميني، ومن سنندج عاصمة محافظة كردستان – إيران إلى مختلف المدن الإيرانية، حيث صدحت به حناجر المحتجين باللغة الفارسية «زان، زندغي، آزادي». أضحى شعار «امرأة، حياة، حرية»، رمز تظاهرات إيران في نسخة 2022، يقضُّ مضاجع النظام ويهزُّ كينونة أركانه ورجالاته. هو يحمل، في دلالاته، رغبة جامحة للنضال في وجه القهر، والظلم، والقمع، والتمييز، على مستوى المرأة وحقوقها وحريتها، لا بل يعكس في صداه جوهر وروحية الحركة الاحتجاجية التي ترى حرية المرأة مدخلاً لحرية المجتمع بأكمله.

احتجاجات اليوم تختلف عن احتجاجات ما سبقها في 2009 و2017 و2019 بأنها مسَّتْ منذ اليوم الأول بمرتكزات النظام. إذ ترافقت هتافات «امرأة، حياة، حرية» مع هتافات «الموت للديكتاتور»، «الموت للخامنئي»، «يا ديكتاتور اترك البلاد»، «لا نريد لا نريد… الجمهورية الإسلامية». لا يتعلق الأمر بمطالب اقتصادية أو معيشية، ولا بمحاسبة مسؤول أو جهاز، بل برغبة في تغيير جوهر النظام. نزلتِ النساءُ إلى الشوارع؛ قام بعضهن بنزع الحجاب وحرقه، وقصَّ بعضهن الآخر شعرهن في تعبير احتجاجي، جعل كثر من النساء خارج إيران يَـقْصُـصْـنَ خصلاً من شعرهن كرسائل تضامن ودعم.

كان طبيعياً أن يتّسع الغضب ويطال مختلف الشرائح الاجتماعية. فقضية مهسا أميني تعكس مشكلة أساسية مع تطبيق النظام لقوانين فرض الحجاب. تقول بعض الحقوقيات إن لباس أميني لم يكن مخالفاً لما يتم ارتداؤه منذ سنوات في شوارع إيران. تلك المشكلة قد تطرق باب كل بيت، وتطال الزوجة، والابنة، والأخت، لأنها تؤثّـر على كل مناحي الحياة بالنسبة للمرأة، فيكفي أن تخرج إلى الشارع لتقع في براثن شرطة الأخلاق. وفق ناشطات في مجال حقوق الانسان، لا معيار واضحاً في كيفية تحديد ما هو «الحجاب المناسب» و«الحجاب غير المناسب أو الحجاب السيئ»، ما يجعل الأمر قراراً استنسابياً واعتباطياً، ويضع تالياً المرأة المؤمنة بارتداء الحجاب، إذا ارتدت الحجاب بطريقة معينة، في نفس مأزق المرأة غير المؤمنة به.

نضال الإيرانيات قديم جديد

الباحثة الإيرانية سارة بازوباندي تُشير في مقالة لها، نشرها مركز كارنيغي للشرق الأوسط عن احتجاجات إيران إلى «نضال النساء الإيرانيات بوجه قواعد اللباس منذ وصول آية الله الخميني وإعلانه أنه لن يُسمَح للنساء بالدخول إلى أماكن العمل إلا إذا التزمْـنَ بارتداء الحجاب. وتحدثتْ عن كيفية نزول الإيرانيات يومها إلى الشارع احتجاجًا على انتهاك حريتهن في الخيار وقمعهن. ومَـنْ رَفضْـنَ إلزامية الحجاب تَعرّضْـنَ للتهميش الاجتماعي والاقتصادي طوال سنوات». وقالت إن «طبيبات وممرّضات ومعلّمات خسرن وظائفهن بسبب مشاركتهن في تلك الاحتجاجات، وأن إيرانيات كثيرات حُرمن من حقهن في متابعة تحصيلهن العلمي أو العودة إلى العمل، بتهمة اعتماد «قواعد لباس غير ملائمة» قبل الثورة الإسلامية، إذ قام مؤيّدو الثورة بتتبّع المعلومات عن أنماط عيش النساء قبل عام 1979».

وتُشير إلى أن «قواعد اللباس رُبطت بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية الأساسية مثل: التوظيف، والتعليم، والدخول إلى الأماكن العامة، وطالت الرجال الإيرانيين الذين مُنعوا من ارتداء القمصان ذات الأكمام القصيرة، وسراويل الجينز والألوان الزاهية في أماكن العمل والجامعات. واستخدمت الدولة سلطتها لفرض إجراءات للسيطرة على مختلف جوانب الحياة العامة والخاصة للمواطنين. وباتت جميع الخيارات الشخصية مثل الزيجات المختلطة، وحفلات أعياد الميلاد، والاستماع إلى الموسيقى، ومشاهدة الأفلام الأجنبية، واقتناء الكلاب، خاضعة لتدخّل الدولة في إيران»، وهي معارك لا تزال من دون حلول، وكشفت وفاة أميني النقاب عن المظالم الجماعية التي يُعاني منها الإيرانيون.

اتساع الهوة وتدحرج الأزمة

لم يتغيَّر شيء منذ عقود أربعة في عقلية النظام، الذي بدا أنه ماضٍ إلى مزيد من التشدّد وإحكام قبضته على كل المؤسسات ومفاصل الحياة مع التماهي بين المرشد، ورأس الجمهورية، والحرس الثوري. أزمة النظام الراهنة تكبر ككرة الثلج بفعل الهوّة التي تتسع بين النظام الديني العقائدي القائم على ولاية الفقيه وبين الشعب الطامح إلى مزيد من الحريات الفردية والشخصية والعامة. ما يُقلق النظام هو انضمام مختلف شرائح المجتمع إلى الاحتجاجات. النساء وطلاب الجامعات شكّلا بداية العامود الفقري للاحتجاجات لتتطوّر وتشمل إضراب فئات واسعة من الطبقة العاملة، ولا سيما عمال النفط، والحديد، والنقل، ولينضم إليها أصحاب المحال التجارية و«البازارات» التي تعود لكبار التجار. وما يُميّز هذه الاحتجاجات أنها تلقى دعماً لافتاً من رموز رياضية وفنية وموسيقية. فليس بالأمر البسيط على النظام الحاكم أن يرفض فريق كرة القدم الإيراني، على مرأى الملايين من المشاهدين، أن يؤدي في أول مباراة له في مونديال قطر 2022 النشيد الوطني الإيراني تضامناً مع حركة الاحتجاج التي يُعبِّر عنها جزء كبير من الشعب الإيراني. فبتلك الخطوة، نقل الفريق الإيراني، إلى عموم الكرة الأرضية، أصوات ملايين من نساء وشباب وشابات إيران المحجوب عنهم الإنترنت والتواصل مع العالم وكشف عمق الهوة بين السلطة الحاكمة والشعب. ولم يستطع النظام تحمّل أغنية للفنان الإيراني شروين حاجي بور أن تتحوَّل إلى «النشيد غير الرسمي» للاحتجاجات. فأغنية «براي» (معناها بالعربية: من أجل) أدَّت إلى اعتقال حاجي بور قبل أن تعود السلطات وتطلقه بكفالة بانتظار محاكمته. تلك الأغنية يرددها المحتجون ليلاً من على شرفات منازلهم، وتُعبّر عن واقع حال الإيرانيين وما يطمحون إليه حين تقول في بعض كلماتها: «من أجل الرقص في الشوارع»، و«الخوف الذي نشعر به أثناء تبادل القُبل»، من أجل «أختي وأختك وأخواتكم»، و«بسبب الإحراج من الجيب الفارغ»، و«لأننا نتوق لحياة طبيعية»… ومن أجل «امرأة، حياة، حرية» ومن أجل «الحرية».

ومغني الراب المعروف توماج صالحي كان نصيبه السجن لدعمه الاحتجاجات، إذ اعتقل بعد مقابلة لشبكة «سي.بي.سي» الكندية، اعتبر فيها أن «هناك مافيا مستعدة لقتل الأمة بأسرها للاحتفاظ بسلطتها ومالها وأسلحتها». ويتخوف أهله من أن يلقى مصيراً أسود بتُهمتَي «الحرابة»: أي «العداء لله»، و«الإفساد في الأرض»، واللتان عقوبتهما الإعدام. شكّل انخراط المشاهير في الاحتجاجات بعداً مختلفاً لطبيعة وروحية «الحدث الإيراني» واتساع رقعته الاجتماعية، وأعطى اعتقال بعضهم وترهيب البعض الأخر إشارات للداخل والخارج عن القلق المتمادي لدى النظام بعد ضيق صدره الذي يدفع به إلى زج الصحافيين والمحامين ونشطاء في المجتمع المدني في السجون.

مشانق النظام و«القتل النوعي»

بدا أن الاعتقالات لم تفعل فعلها في لجم زخم الاحتجاجات. ولا ساهم استخدام القوة في قمع المتظاهرين، الذي أدى إلى مقتل ما يزيد عن 450 شخصاً، في إخماد الحركة الشعبية وخفت وهجها. فذهب النظام الى اعتماد لغة الأحكام بالإعدام علها تنفع. بدأ محاكمات صورية أشبه بالمحاكمات العرفية للمحتجين، وأصدر – وفق المجموعات الحقوقية – 12 حكم إعدام حتى الآن. ونفّذ بفارق أيام حكم الإعدام بمحسن شكاري (23 عاماً) ومجيد رضا رهنوَرد (23 عاماً) بتهمة العداء لله. هي مهزلة قضائية برأي الباحثة في «هيومن رايتس ووتش» تارا سبهري فر، ليس فقط لأن المتهمين تعرضوا للتعذيب ليعترفوا، وحُرموا من الاتصال بمحامين من اختيارهم، بل لأنهم حوكموا بتسرّع بإجراءات تتجاوز الضمانات المنصوص عليها في قوانين إيران نفسها المتعلقة بالعقوبات والإجراءات الجنائية. وهزت الشارع الإيراني قبل أيام الأنباء المتواترة عن خطر إعدام المراهقة سونيا شريفة ابنة الـ16 ربيعاً التي اعتقلت في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر لمشاركتها في الاحتجاجات بعد تقارير توجيه اتهام لها بالحرابة ومنعها من الاتصال بمحاميها، واحتمال اعدام محمد بروغني (19 عاماً). ودعا برلمانيون أوروبيون إلى رفع الصوت عالمياً وتبني قضية الاعدامات سياسياً لردع النظام عن المضي فيها.

يتحدث الكاتب الصحافي مصطفى فحص عن مفهوم «القتل النوعي» في مقابل «القتل الكمي»، إذ يرى أن النظام الإيراني يرى في عقوبة الإعدام شنقاً ضالته، وفي تنفيذها علانية مبتغاه، فما يريده الآن ترهيب الناشطين فرداً فرداً من خلال تطبيق فكرة «القتل النوعي»، بعدما فشلت آلة القتل التي تجاوز ضحاياها 450 شخصاً في الترهيب الجماعي، أي «القتل الكميّ»، لكنه أيضاً يُضيف سبباً آخر غير الترهيب، وهو تجنّب تداعيات القتل الجماعي الذي قد يتسبب بامتناع منتسبي الأجهزة الأمنية عن تنفيذ الأوامر، وبالمعنى العسكري (عصيان)، ما قد يؤدي إلى تمرّد ومن ثم انشقاق. وتجنباً لهذه المعادلة، وجد النظام في شنق المحتجين مخرجاً يتجنب فيه هذه الاحتمالات وقد يساعده على ردعهم كأفراد.

لا احتواء من دون تراجع

قد يكون «القتل النوعي» مخرجاً للنظام لحفظ تماسك المؤسسات والأجهزة الأمنية والعسكرية إذا نجح فعلاً في احتواء الاحتجاجات. الاحتواء مسألة تتطلب إدخال تغيرات جوهرية في بنية النظام تطرق مرتكزاته ومداميكه العقائدية التي هي شريان حياته. لا يبدو أن الكلام السياسي عن وجوب الذهاب إلى تعديلات دستورية لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة يقدم جواباً شافياً لطموحات الجيل الجديد التواق إلى نظام مدني بديلاً عن النظام الديني الذي أفرزته «الثورة الخمينية» بعدما أحكمت قبضتها على السلطة، وقضت على القوى السياسية الليبرالية واليسارية التي لعبت دوراً هي الأخرى في إسقاط نظام الشاه من أجل بناء نظام أكثر عدالة اجتماعية للإيرانيين. القناعة السائدة أن هذا النظام لا يمكنه إدخال إصلاحات اجتماعية تمس المرتكزات العقائدية الإسلامية كونها ستكون كمن يدق المسمار في نعشه. وليس الإعلان المبهم عن إيقاف «شرطة الأخلاق» سوى نموذج عن عدم «الجمهورية الإسلامية» على تحَمّل خطوات يمكن فهمها على أنها تراجع، بما يفتح باب المطالبات من المحتجين وباب التنازلات القاتلة من النظام. طُردت إيران قبل أيام من لجنة الأمم المتحدة لحقوق المرأة. في الواقع، ليس الخبر في أنها طُردت بل في كيف أنها انتخبت أساساً بأصوات الجمعية العمومية لتكون عضواً في أعلى هيئة دولية تعنى بشؤون وحقوق المرأة، وكأنها كانت في تعاملها مع النساء الإيرانيات نموذجاً مشرقاً ليتم انتخابها والإفادة من تجربتها لإلهام النساء في العالم!. إنها السخرية أن يستفيق العالم على أن إيران تلتزم بسياسات تتعارض مع حقوق النساء والفتيات.

 

لكي لا تكون الأشرفيّة النهاية

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الإثنين 19 كانون الأول 2022

في 14 آذار 2005 كانت مسيرة أهالي الأشرفية نحو ساحة الشهداء مسيرة سياسية ردّاً على تظاهرة 8 آذار وللمطالبة بخروج الجيش السوري، لكنّ هذه المسيرة عبّرت أيضاً على مستوى أعمق عن استعدادٍ نفسيّ وسياسي لتجاوز "سياسة الحرب".

أمّا في 17 تشرين 2019 فقد كانت مسيرتهم نحو الساحة نفسها مسيرة اجتماعية بالدرجة الأولى على وقع الانهيار الاقتصادي "المفاجئ"، ولو لم يكن بين المسيرتين تناقض، أي أنّ "17 تشرين" لم تكن ارتداداً عن "14 آذار" أو ردّاً عليها، لا بل إنّ "17 تشرين المسيحية" استعادت تدريجاً شعارات سياسية على غرار "14 آذار". لكن في نهاية الأمر لم يُضفِ الانهيار الاقتصادي المتفاقم على السياسة في الوسط المسيحي بعداً اجتماعياً، بل أدّى إلى بروز نماذج عصبيّة مكثّفة كتلك التي ظهرت في الأشرفية أخيراً.

والحال فإنّ هذه النماذج التي انتهت إليها "17 تشرين المسيحية" تشكّل ارتداداً مزدوجاً عن "14 آذار" بمعانيها السياسية - الكيانية، وعن "17 تشرين" بمعانيها السياسية - الاجتماعية.

الأخطر أنّ تَزعزُع تحالف المافيا - الميليشيا على المستوى "العابر للطوائف" منذ 17 تشرين 2019، أدّى إلى إعادة إنتاج تحالف المافيا - الميليشيا داخل كلّ طائفة

"ضدّ" المسيحيّين

في الواقع لا يمكن القول حتى الآن إنّ صعود هذه المظاهر يشكّل تحوّلاً نهائياً في الوسط المسيحي أو معياراً مطلقاً يمكن البناء عليه لقراءة الخريطة السياسية - الاجتماعية للمسيحيين، لكنّه مع ذلك هامشٌ يتقدّم. ولذا لا تقتصر معاينته على شكل هذه المظاهر وخطابها، فالمهمّ معاينة حجم القابلية الاجتماعية - السياسية لها. وهو ما يحيلنا إلى الواقع السياسي للمسيحيين من حيث تفاعل/تنافر القوى السياسية والاجتماعية على اختلافها مع هذه المظاهر التي بدأت تُسمّى "يميناً متطرّفاً". بهذا المعنى فإنّ المعطى الأساسي في مقاربة هذه الظواهر ليس ديناميّتها ضدّ الطوائف الأخرى، بل حدود وجودها وحركيّتها في الوسط المسيحي. فتعريفها لا يُلخَّص بتوجُّهها الدفاعي/الهجومي ضدّ "الآخرين"، إذ هي تتوجّه أساساً للمسيحيين و/أو ضدّهم، أي أنّها تستخدم خطابها ضدّ "الآخرين" لتكريس نفسها في البيئة المسيحية. والحال فإنّ احتمالات الاحتكاكات الطائفية، كما حصل السبت في الأشرفية، تبقى حتّى الآن ضئيلة وهامشيّة، لكن في المقابل يشكّل الفرز الجغرافي الطائفي أو تعميم "المناطق المغلقة" دافعاً قويّاً لهذه التشكيلات العصبية الشعبوية إلى محاولة الاستحواذ على "شرعية" ضمن جغرافيّتها الطائفية، أقلّه كنموذج وكمرجعية قيميّة. فعلى الرغم من هامشيّتها السياسية، تصرّ على تكريس أجندتها القيمية في الفضاء العامّ، كمدخل للحصول على "شرعية" اجتماعية وحتّى سياسية لدى المسيحيين، من دون أن يكون لديها أيّ استعدادات ديمقراطية، لأنّها لا تقوم وتقوى إلا بالضدّ من كلّ مَن يخالفها الرأي سياسياً وقيمياً في الوسط المسيحي.

"مكانة" الأحزاب

لا يتمّ صعود هذه التشكيلات حتّى الآن في إطار صراعي داخل الوسط المسيحي، بل في إطار صراعي رمزي أكثر منه واقعياً مع الطوائف الأخرى، أو أقلّه ما زالت المعارضة وسط المسيحيين لهذه الظواهر خافتة وخجولة، فيما القوى السياسية والاجتماعية تلعب معها على حبلين، وهو ما أظهرته حادثة الأشرفية السبت بغضّ النظر عن مسبّباتها وسياقاتها. فمن ناحية لا تعارض الأحزاب المسيحية ومراكز الثقل الديني هذه التشكيلات لكي لا تظهر بمظهر المتخاذل في "الدفاع" عن المسيحيين والمتبنّي لـ"قيم غريبة"، ومن ناحية ثانية لا تتماهى معها ولا تتبنّاها خشية اتّهامها بالجنوح نحو الراديكالية الطائفية الشعبوية.

لكن بطبيعة الحال يُظهر هذا الالتباس، وإن لم يطرأ ما يوضّحه، استعداداً حزبياً لتبنّي خيارات راديكالية، على قاعدة أنّ الأحزاب المسيحية ذات الجذور اليمينية لا تخشى أو لا تقيم حساباً لصعود قوى على يسارها بل لنموّ قوى على يمينها، وذلك في استعادة لمقولة كريم بقرادوني عن أنّ "بيار الجميل الذي لم تكن تقلقه أيّ معارضة مارونية على يساره كان يتخوّف من كلّ راديكالية على يمينه لئلا تفقده مكانته، وهكذا كانت المنافسة مع كميل شمعون دائمة". طبعاً لا تشكّل هذه التشكيلات الصاعدة في الأشرفية خطراً على مكانة الأحزاب، وخصوصاً أنّها تتحرّك خارج النظام السياسي. لكنّ هذه الأحزاب نفسها تعطي إشارات، من خلال التباس تعاملها مع هذه التشكيلات، إلى إمكان التواطؤ معها في حال نجحت في إبراز قابلية مجتمعية لخطابها "الأخلاقي" وحتى السياسي.

لم يُضفِ الانهيار الاقتصادي المتفاقم على السياسة في الوسط المسيحي بعداً اجتماعياً، بل أدّى إلى بروز نماذج عصبيّة مكثّفة كتلك التي ظهرت في الأشرفية أخيراً

النزوع الراديكاليّ

ربّما يشكّل صعود هذه التشكيلات في الأشرفية بالذات، الحيّز المديني الأبرز للمسيحيين، دلالة واضحة على المسار المسيحي العامّ منذ الحرب الأهلية. فبعدما كانت الأشرفية المختبر الأهمّ في مرحلة ما قبل الحرب لحسم جدلية الدولة/الطائفة لدى المسيحيين، وبالتحديد داخل أكبر أحزابهم، الكتائب، دفعت الحرب الغالبية العظمى من المسيحيين نحو الراديكالية في مقابل الراديكاليات الطائفية الأخرى وإن على تفاوت فيما بينها. ويتبيّن الآن أنّ المسيحيين لا يزالون قابعين في هذه الراديكالية بأشكال مختلفة أو أنّ في أوساطهم نزوعاً غالباً إليها في ظلّ غياب أجسام سياسية واجتماعية صلبة تعارضها. حتّى إن المجموعات التغييرية التي تُعتبر على "يسار" المسيحيين، وأوصلت نائبتين في دائرة الأشرفية، تلتزم الصمت حيال صعود "اليمين المتطرّف" في المنطقة، مثلها مثل الأحزاب التقليدية. قد ترجع الانتكاسة بشكل رئيسي إلى عدم نجاح "14 آذار" ولا "17 تشرين" في تجاوز هذه الراديكالية دفعة واحدة أو تدريجاً، فما إن تطلّ أزمة سياسية أو اقتصادية برأسها حتى تعاود هذه الراديكالية الظهور وأقوى ممّا كانت.

المافيا-الميليشيا

لكنّ الأخطر أنّ تَزعزُع تحالف المافيا - الميليشيا على المستوى "العابر للطوائف" منذ 17 تشرين 2019، أدّى إلى إعادة إنتاج تحالف المافيا - الميليشيا داخل كلّ طائفة، وهو ما ظهر جليّاً أخيراً في الأشرفية. فما يدعو إليه بعض المسيحيين من إسقاط الدولة المركزية باعتباره حلّاً للأزمة سيؤدّي، في حال تمّ، إلى استنساخ تجربة تحالف المافيا - الميليشيا على المستوى المركزي في نطاق المستوى اللامركزي، وهو سبب كافٍ للتشكيك في جدوى اللامركزية الموسّعة في ظلّ شروطها الحالية. فإذا كانت "17 تشرين"، أو بالأحرى الأزمة الاقتصادية، شكّلت فرصة أكبر من "14 آذار" لإعادة تشكيل لبنان اجتماعياً قبل إعادة تشكيله سياسياً، أي فرصة لخلق وعي سياسي جديد تحرّكه ضرورة بناء تقاطعات جدّيّة بين الشرائح الاجتماعية المتضرّرة من الأزمة، فقد انتهت إلى نكوص سياسي تجاوز في دلالاته النكوص الذي انتهت إليه 14 آذار. فاستحالة التغيير "من فوق" الذي جرّبته "14 آذار" تبعته استحالة التغيير "من تحت" الذي جرّبته "17 تشرين"، وهو ما يجعل الوظيفة الرئيسية للسياسة الآن تقليص، إلى أدنى حدّ، النتائج السلبية لاجتماع هاتين الاستحالتين. فهل ينسحب المسيحيون من هذه المهمّة؟ وهل تكون الأشرفية النهاية، نهاية جدليّة الطائفة/الدولة لصالح الطائفة بأقصى صورها الراديكالية؟

 

الشرخ الحكوميّ يتوسّع: الحزب يَعزل باسيل؟!

ملاك عقيل/أساس ميديا/الإثنين 19 كانون الأول 2022

تنحو أزمة المراسيم نحو مزيد من التعقيد. ولا يزيدها تأزّماً سوى المسافة التي وضعها حزب الله بين حدّين: التمسّك بما بقي من "فتات" العلاقة مع حليفيه ميشال عون وجبران باسيل، وفي الوقت نفسه تغطيته المستمرّة لأيّ جلسة حكومية مقبلة قد تكتسب منحى الضرورة حتى في حال استمرار مقاطعة الفريق الوزاري المحسوب على التيار الوطني الحر. ويتأتّى كلّ ذلك عن واقع عدم وقوف الحزب إلى جانب باسيل في معركة الأخير "المصيرية" التي لا عودة عنها وهي ضدّ وصول سليمان فرنجية أو قائد الجيش جوزف عون إلى رئاسة الجمهورية. وفق المعلومات لا جلسة اليوم للّجنة الرباعية المؤلّفة من الوزراء القضاة محمد مرتضى وعباس الحلبي وبسام المولوي وهنري خوري بعدما أقفل الأخير أبواب النقاش في لقاء السبت في وزارة التربية عبر نقله "تعليمات" صارمة من باسيل، الموجود في قطر حالياً، برفض صدور أيّ مرسوم من دون توقيع الـ 24 وزيراً عليه بصيغة المراسيم الجوّالة على أن يشكّل انعقاد الحكومة حالة استثنائية في الظروف القاهرة. أمّا لناحية إعداد "جدول أعمال الضرورة" فقد اقترح ميقاتي في الكواليس أن يُعَدّ الجدول وأن يتمّ ترحيل أيّ من البنود وعدم بتّه إذا حصل اعتراض عليه عند انعقاد الحكومة، لكنّ باسيل رفض "تخريجة" السراي.

يرى باسيل أنّ عدم وجود رئيس للجمهورية يفرض آليّة مغايرة في تحديد جدول الأعمال، وهذا ما يعتبره ميقاتي تعدّياً على صلاحيّات رئيس الحكومة

شرخ لا سابق له بين الحزب والتيّار

يكشف مصدر مطّلع لـ "أساس" "وجود شرخ حقيقي هذه المرّة بين التيار الوطني الحر وحزب الله لا يُشبه أيّ محطة خلافية سابقة من مثل تغطية الحزب سابقاً للتمديد لمجلس النواب والتمديد لقائد الجيش السابق جان قهوجي وتغاضي حارة حريك عن مؤازرة التيار مؤازرة حقيقية في فتحه لملفّات الفساد وإحاطة الحزب "الحديدية" لحليفه نبيه برّي وعدم مساندة التيار في الضغط على ميقاتي لتشكيل حكومة كانت ستمنع الوصول إلى المأزق الحكومي الحالي". وفق المصدر نفسه فإنّ "الخلاصة الأساسية لهذا الخلاف هذه المرّة أنّ الحزب لن يغطّي فيتو باسيل لا في ملفّ رئاسة الجمهورية ولا في أزمة انعقاد الحكومة وإصدار المراسيم الملحّة، وأقصى "المُسايرة" تُتَرجم من خلال تفهُّم الغياب عن جلسة الحكومة كما سُرّب عن لسان السيّد حسن نصرالله. واستطراداً فإنّ حزب الله ليس بوارد إعطاء باسيل حقّ التعطيل لأيّ قرار داخل مجلس الوزراء، إذ يرفض الحزب أن يكون في بوز مدفع المواجهة مع أفرقاء الداخل، فيما "العين الدولية" مصوّبة عليه بالتزامن مع استمرار الحصار الخارجي على المقاومة". يَنقل مطّلعون عن الرئيس الأسبق تمام سلام قوله قبل أيام لدى سؤاله عن سبب التزام حكومته بإصدار المراسيم ممهورة بتواقيع الـ 24 وزيراً خلال تولّيه رئاسة الحكومة في فترة الشغور الرئاسي: "مُكرهاً فعلت ذلك بسبب ضغط الثنائي الشيعي الذي هدّد بعدم الحضور إذا ما منمشي بتوقيع الـ 24 وزيراً". يستذكر وزير سابق أنّ "عدداً قليلاً من مراسيم حكومة سلام لم تنل تواقيع كلّ الوزراء، ومنها مثلاً تلك المتعلّقة بالكحول التي رفض وزراء حزب الله توقيعها، وأخرى لم يوقّع عليها باسيل نفسه حين كان وزيراً للخارجية". مشكلة باسيل اليوم هو غياب أمر العمليّات، وتحديداً من جانب حزب الله، لجهة إلزام حكومة ميقاتي، وهي حكومة تصريف أعمال لأنّها مستقيلة، بإصدار المراسيم موقّعةً من 24 وزيراً، إضافة إلى تغطيته المبدئية لانعقاد الحكومة "عند الحاجة" كما جرى في جلسة 5 كانون الأول.

يكشف مصدر مطّلع لـ "أساس" وجود شرخ حقيقي هذه المرّة بين التيار الوطني الحر وحزب الله لا يُشبه أيّ محطة خلافية سابقة

في المقابل فوجئت دوائر حزب الله بإثارة ممثّل الوزراء المقاطعين وزير العدل هنري خوري في لقاء السبت لمسألة دستورية انعقاد مجلس الوزراء عند الضرروة، فيما كان الاتفاق المبدئي في الجلسة التشاورية يوم الجمعة حصر اجتماع اللجنة الرباعية بمسألة مراسيم جلسة 5 كانون الأول وكيفية التعاطي معها، ولا سيّما أنّ وزير الدفاع مثلاً لم يوقّع بعد (حتى ليل أمس) مرسوم احتساب الزيادات للعسكريين في الخدمة الفعليّة والمتقاعدين على أساس الراتب الأساسي ومتمّماته، وبآليّة تحديد المواضيع الملحّة التي تتطلّب التئام الحكومة. وفي هذا الإطار يشترط باسيل تعديلاً على الفقرة 6 من المادّة 64 من الدستور التي تنصّ على الآتي: "يدعو رئيس الحكومة مجلس الوزراء إلى الانعقاد ويضع جدول أعماله. ويُطلع رئيس الجمهورية مسبقاً على المواضيع التي يتضمّنها وعلى المواضيع الطارئة التي ستُبحث".

يرى باسيل أنّ عدم وجود رئيس للجمهورية يفرض آليّة مغايرة في تحديد جدول الأعمال، وهذا ما يعتبره ميقاتي تعدّياً على صلاحيّات رئيس الحكومة مع موافقة ضمنية من ثلاثيّ بري-جنبلاط-حزب الله.

حتى الآن سقطت كلّ الصيغ التي اقتُرحت للاتفاق على آليّة محدّدة تجعل من الفريق المقاطِع شريكاً في تحديد جدول أعمال الضرورة، مع رفض من "الثلاثي" للمراسيم الجوّالة. مع العلم أنّ مرسوم ترقيات الضبّاط (وهو مرسوم عاديّ) يشكّل ضغطاً على الحكومة، وحتى الآن لم يُعرَف مصيره.

في السياق نفسه تفرّج وزراء حزب الله على النقاش الذي دار في جلسة السراي التشاورية بين ميقاتي والوزيرين وليد فياض وهنري خوري حين واجههما رئيس الحكومة قائلاً: "سبق ووعدتماني إذا حُصِرَ جدول أعمال الجلسة بـ 25 بنداً فستحضران، لكن جبران ما خلّاكم". وحين تدخّل الوزير عبدالله بو حبيب قائلاً "عملتوا جلسة وما خبّرتونا". ردّ عليه ميقاتي "نحن تواصلنا مع النائب باسيل وأعلمناه، بس هويّ ما خلّاكم تشاركوا بالجلسة".

 

حادثة جنوب لبنان... قراءة بعيدة عن الأوهام

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114187/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%ad%d8%a7%d8%af%d8%ab%d8%a9-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a8/

نظرياً، من الخطأ القفز إلى استنتاجات سريعة في حادثة مثل إطلاق النار في منطقة العاقبية، بجنوب لبنان، على قافلة لقوة بعثة الأمم المتحدة «اليونيفيل». ولا شك أنَّه من الأفضل انتظار جلاء الصورة عبر تحقيق قضائي جدي في مسألة قابلة للأخذ والرد. إلا أنَّني قلت «نظرياً» لجملة من الأسباب، في طليعتها ما يلي:

- جنوب لبنان منطقة محكومة بـ«قوة الأمر الواقع» -أي حزب الله المدعوم من إيران- وليس من «الدولة اللبنانية»، التي هي غائبة بالفعل إلا ضمن الشكليات والأمور المسموح لها بتوليها، كرفع العلم اللبناني على المباني الرسمية، ووجود شعارات الدولة وأختامها على الأوراق والوثائق المطلوبة لتسيير تلك الشكليات والأمور.

- حزب الله لا يسيطر فقط على جنوب لبنان، بل يتحكّم أيضاً في أهم القرارات السياسية وأخطرها في قلب العاصمة، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية -عطّله مع حلفائه الصغار لأسابيع عديدة ولا يزال- إلى ترسيم الحدود البرية والبحرية... مروراً بقرارَي الحرب والسلم.

- هيمنة حزب الله المطلقة على لبنان اكتسبت، قبل أكثر بقليل من ست سنوات، شرعية دستورية لا جدال فيها بعدما نجح في فرض مرشحه رئيساً للجمهورية. ثم أمَّن له كتلة نيابية كبيرة الحجم إثر انتخابات برلمانية، فرض الحزب عليها قانونه الانتخابي المفضل. ومن ثم، أجريت تلك الانتخابات في ظل احتفاظه الحصري من دون سائر القوى اللبنانية بسلاحه الميليشياوي.

- مع هذه الهيمنة، لم يكتفِ الحزب عملياً باحتكار التمثيل النيابي للطائفة الشيعية، عبر فوزه بالسواد الأعظم من مقاعد البرلمان في مناطق الكثافة السكانية الشيعية -أي جنوب لبنان وشماله الشرقي وضواحي بيروت الجنوبية- بل بات وحليفه المسيحي (تيار رئيس الجمهورية) يلعبان أيضاً دوراً مؤثراً وضاغطاً على استقلالية السلطة القضائية. والسلطة القضائية، كما هو معروف، سلطة تعتبر مستقلة وبعيدة عن «التسييس» والاستنسابية والكيدية التحزّبية في أي دولة تزعم أنها ديمقراطية وتمارس مبدأ «فصل السلطات».

- آراء قادة حزب الله و«المحللين» والإعلاميين الناطقين باسمه في «اليونيفيل» معروفة لمعظم اللبنانيين، وهي إما «شريك» وغطاء للعدو الإسرائيلي، وإما «أداة» للدول الغربية الكبرى التي فوّضتها. ومن ثم، فإن الموقف العدائي لـ«بيئة الحزب» إزاء القوة الدولية ليس خافياً لكل من يتابع الوضع اللبناني، وبالذات في مناطق عملها. واستطراداً، يجوز القول إن هذا العداء للقوة الدولية -أو على الأقل «التشكيك» في نزاهتها- زُرع على امتداد سنوات في «بيئة الحزب» وقواعده الشعبية، عبر الخُطب والمواعظ والتأبينات والحملات التحريضية الممنهجة.

- يمكن للمرء أن يوجّه لحزب الله أي تهمة باستثناء تهمة السذاجة. والحقيقة أنَّه أذكى من أن يتورّط رسمياً في أي عملية تسجّل عليه، بالتالي يُساءل فيها. فحتى جرائم اغتيال خصومه، التي دأب على إلصاق تهَم تنفيذها إما بـ«العدو الإسرائيلي» وإما «الاستخبارات الغربية»، ما كان يؤشر إلى مسؤوليته السياسية عنها إلا تقديم بعض «الأهالي» المتحمّسين من جمهوره الحلوى احتفاءً بالتخلص من أولئك الخصوم. وعلى الرغم من أن جريمة بحجم اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، التي شكّلت من أجلها محكمة دولية -رفض الحزب الاعتراف بها- أدانت رسمياً محازبين له، رأينا الحزب يلصقها بالجهات التي دأبت «خطابياته» تتهم الحريري بالتبعية لها. كذلك، حتى الاغتيالات التي ارتكبت في مناطق «بيئة الحزب» الحاضنة مستهدفةً خصومه السياسيين -مثل الكاتب والمثقف لقمان سليم- أدرجها الحزب ضمن خانة استهدافه والتآمر عليه... مع أن العديد من هؤلاء المُستهدفين كان خطباء الحزب وإعلاميّوه قد أهدروا دماءَهم علانية عبر التضليل والتخوين والتحريض ضدهم قبل اغتيالهم.

- كل الجرائم المكتملة وغير المكتملة -مثل محاولات الاغتيال- ظلت منذ عام 2004، باستثناء اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، طي المجهول... بلا محكمة أو محاكمة أو إدانة أو عقوبات؛ وذلك لأنه لا مجالات لمحاكمات عادلة في بلد تحت هيمنة فعلية تبلغ حد الاحتلال، بل إن بعض القضاة المحسوبين صراحةً على أتباع الحزب من المسؤولين تحوّلوا إلى «مدّعين» ناشطين في نسخة لبنانية عصرية لـ«محاكم التفتيش الإسبانية»، وهكذا رأيناهم يهاجمون الساسة ويقتحمون المصارف والشركات الخاصة مزاجياً واستنسابياً مصحوبين بمرافقة مسلحة، بل يتمردون على قرارات رؤسائهم بحجة أن مرجعيتهم أعلى وأكبر نفوذاً.

هذه «المقدمة الخلدونية» الطويلة، في اعتقادي، ضرورية من أجل تسويغ القفز إلى الاستنتاجات السريعة. وهنا علينا ألا نمرّ مرور الكرام على مُفردات تتعمّد تجهيل الفاعل على شاكلة «الأهالي»، وعبارات تسوّق لغايات تخديرية مثل القول إن حزب الله «يقوم بتحقيقات ميدانية»، والتلميحات إلى أن القوة الدولية كانت تتحرك شمالي نهر الليطاني «خارج نطاق عملها»، وكذلك الكلام العائم التافه عن تهدئة؛ «لأنه لا مصلحة لأحد في التصعيد».

إن لُبَّ القضية في مكان آخر. فلبنان مجرّد ساحة موضعية محدودة في «حرب إقليمية» مفتوحة. وللأسف، لا تزال القوى الكبرى ترفض التعامل معها كما هي على حقيقتها، رافضةً ربط أجزائها بمصدر الأزمة وأساسها.

نعم، القوى الكبرى لا تزال تتجاهل أصابع نظام طهران عندما تتعامل مع «عربدات» الحالة الحوثية في اليمن، ضمن إطار يمني محلي أو نزاع داخلي تتداخل فيه العوامل القبلية والمذهبية. ولا تزال تصرُّ على التعامل مع مآسي سوريا منذ سنوات من منطلق «المواجهة الدولية» ضد «داعش»، وكأنما «الإفراز الداعشي» الغريب العجيب ولد قبل عام 2011، عندما بدأ التنكيل والقمع وقتل المدنيين بالرصاص الحي ثم بالسلاح الكيماوي، ثم بالتدخلين الإيراني والروسي.

ثم إنها تقنع نفسها بأن ما «أنجزته» في العراق منذ غزو 2003 كان «انتصاراً مؤزّراً» للديمقراطية وحقوق الإنسان، رغم إقرارها أحياناً ببعض الشوائب والهيمنة الطائفية ونماذج الفساد التي ازدهرت بهمّة العائدين من منفاهم الإيراني بُعيد الغزو.

وطبعاً، أمامنا النموذج الكارثي اللبناني بكل بؤسه. ذلك البلد الذي كان «مركز خدمات» المنطقة ودار نشرها ومدرستها وجامعتها ومستشفاها ومصيفها وواحة حرية الرأي فيها... بات أشلاء كيانٍ بالكاد تسترها أسمال دولة رثّة من نسج طبقة سياسية فاسدة ومفسدة وقصيرة النظر ارتضت الارتهان للاحتلال الميليشياوي الثيوقراطي الإقليمي. بمعزل عن ربط خيوط التآمر بعضها ببعض والتعامل بحزم مع مصدرها وأساسها... عبثاً نتفاءل بحلول وسلام وعدل واستقرار وعدالة.

 

أيّ تغيير للبنان؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2022

منذ 2019 يتصرّف النظام اللبنانيّ، في مجموعه، مستنداً إلى درجة هائلة من الثقة بأنّ شيئاً لن يتغيّر. فهو، رغم حجم الكارثة، لا يقدّم أيّ تنازل مهما كان التنازل شكليّاً، وفي أيّ من المجالات السياسيّة والاقتصاديّة، معتبراً أنّ التحدّي الذي واجهته به «ثورة تشرين» لا يعدو كونه سحابة صيف. يقال هذا وفي البال ما هو أكثر من هزيمة الثورة: فتسيير البلاد لم يمضِ على حاله فحسب، بل استمرّ في طريق من التردّي المتعاظم الذي يصعب التكهّن بنهاياته. أمّا حين ندخل في تفاصيل العمل الشعبيّ، فنجد أنّ تقديرات النظام مصيبة ودقيقة: فالاستنهاض الجماهيريّ، الذي عبّرت عنه «ثورة تشرين»، صار أشبه بالمستحيل. ومن جهة أخرى، فإنّ الثمرة السياسيّة التي مثّلتها كتلة النوّاب «التغييريّين» لم يبقَ منها الكثير، في حين لا تقلّ الآمال التي تبخّرت عن عجز الكتلة النيابيّة المتواضعة نفسها عن البقاء كتلةً واحدة. هذه العجالة لا تطمح إلى ما هو أكثر من طرح عناوين عامّة وعريضة تطال بعض المصطلحات والشعارات التي شاعت في السنوات القليلة الماضية، ومن ثمّ امتحان جدارة تلك الشعارات في الماضي، ولكنْ خصوصاً في المستقبل. والمرجوّ، بطبيعة الحال، لا يتعدّى تقديم إحدى المساهمات التي قد تمهّد لنقاش أوسع يعيد الاعتبار إلى تعقيد الوضع اللبنانيّ، ولا سيّما تعقيد التفكير بتغييره.

فهل شعار «كلّن يعني كلّن» كان في محلّه؟ والأهمّ، هل يتيح شعار كهذا أيّة فرصة للسياسة وللتحالف مع هذا الفريق أو ذاك ممّن ينضوون في «كلّن»؟

في البداية نشأ هذا الشعار كي يعلن ضمّ «حزب الله» إلى الجماعة الحاكمة بعدما كان السائد تنزيهه وتبرئته بوصفه «مقاومة»، لكنّ تجربة الثورة لم تبيّن فقط أنّ الحزب جزء من تلك الجماعة، بل كشفت كذلك أنّه حاميها الفعليّ؛ إذ هو فصيلها الصداميّ وموقعها الأخير في الوقت نفسه.

وهنا عاد البديهيّ الذي كان غائباً يفرض نفسه: هل يمكن أن يتساوى فاسد يحمل السلاح وفاسد لا يحمله؟ وهل يتعادل الفاسد الذي يثبّت البلد في وضعيّة إقليميّة تدمّر مصالحه، والفاسد الذي يراهن على وضعيّة إقليميّة تخفّف عبء الكارثة الاقتصاديّة وإن أدّت إلى التستّر على فساده؟

هذه الفوارق لا يلحظها الشعار المذكور، علماً أنّ لحظه لها كان يؤدّي إلى مشكلة أخرى، هي التعجيل في تحويل الثورة إلى اصطفاف أهليّ من النوع الذي تعرفه الحروب الأهليّة. هنا يكمن وجه التعقيد الأكبر، إن لم يكن الاستعصاء، الذي ينطوي عليه الوضع اللبنانيّ.

يعبّر عن هذا الاستعصاء مصطلح آخر طرحته الثورة هو «المنظومة». والتعبير هذا ربّما عكس رغبة القيّمين عليه في تجنّب الوقوع في أسر التحديدات السياسيّة والاقتصاديّة النمطيّة والملزمة. مع هذا فإنّ «المنظومة» لا تملك إلاّ أن تذكّر بمفاهيم كـ«الدولة العميقة» أو «الطغمة العسكريّة» التي أريدَ منها التوكيد على عزلة من يسوسون المجتمع بالقوّة والقهر، أو على خفائهم. فهل «المنظومة» اللبنانيّة هي فعلاً معزولة، أو أنّها، على العكس، تمثيليّة جدّاً توفّر الانتخابات الدوريّة مناسبة لإشهار تمثيليّتها المرتكزة على النظام الطائفيّ، وعلى قيمه في التزلّم والتنفيع والتبعيّة؟

فإذا كانت الحال هكذا، بات من المُلحّ أن يعاد النظر بتطبيق الرؤية الكلاسيكيّة البسيطة عن الثورة (شعب ضدّ فئة ظالمة) على بلد كلبنان. هنا، للأسف، يعيش الصدام بين شعب وسلطة في جوار صدامين؛ واحد بين الشعب والشعب، وآخر بين السلطة والسلطة.

وما لا يُنتَبه غالباً إليه أنّ الفراغ الرئاسيّ نفسه يواجهنا بهذه الحقيقة المُرّة: ذاك أنّ حالة من الوحدة الشعبيّة في مواجهة السلطة كانت كفيلة بدفع هذه الأخيرة إلى الوحدة، وإلى سدّ ما يعتريها من فجوات على رأسها الفراغ الرئاسيّ، أو عدم تنفيذ برنامج الإصلاحات. فحين لا يحصل ذلك بعد «ثورة تشرين»، كما قبلها، نكون أمام صراع داخل «المنظومة» ينمّ عن عدم اكتراثها بالثورة. هذه الانسدادات لا تستطيع أن تتحايل عليها شعارات أخرى من نوع «السيادة» و«السياديّة». ذاك أنّ الاستخدام اللبنانيّ لهذا المفهوم يجعله صعب الانطباق، لا سيّما في عالمنا المعولم، على بلدان أقوى وأكبر كثيراً من لبنان. ونعرف أنّ «السياديّين» اللبنانيّين لن يستطيعوا بمفردهم، ومن دون دعم أجنبيّ، عربيّ أو دوليّ، زحزحة الكابوس الإيرانيّ عن صدورهم. فالأحرى، بالتالي، الاستعاضة عن إنشائيّات «السيادة» بالدعوة إلى سيادة محدودة ومتواضعة يكون محكّها مدى التوافق مع مصالح اللبنانيّين، خصوصاً منها الاقتصاديّة، لكنْ هنا أيضاً يرتسم الانسداد في أفق العمل السياسيّ: فمبدأ السيادة المحدودة والمحكومة بمصالح اللبنانيّين هو أكثر ما يلقى الرفض من قبل قطاع عريض من اللبنانيّين أنفسهم آثر المعبّرون عنه نبذ كلّ توجّه نفعيّ ووضعه، بوصفه «عاراً»، في مقابل «الكرامة» و«الشرف».

يقودنا هذا الانشقاق النوعيّ والشامل في الحياة اللبنانيّة، حيث الدروب كلّها مسدودة، إلى إيلاء اهتمام أكبر بما لم تطرحه «ثورة تشرين»، وما لا تأخذ به اللغات السياسيّة السائدة التي تبسّط أمر «الوحدة الوطنيّة» كما تبسّط تجاوز اللبنانيّين المزعوم للطائفيّة، أو كونهم مجرّد ضحايا لمؤامرة أو احتلال خارجيّين. فالذين يقولون بكسر الشكل المركزيّ السائد، وكسر السياسات الخارجيّة والدفاعيّة التي تصاحبه، أو الذين يقولون بالتدويل بعد استنفاد العلاجات الداخليّة كلّها، يستحقّون أن نستمع إليهم، وأن نتعامل بجدّيّة أكبر مع أقوالهم الجدّيّة.

 

الرابطة المارونية وحزب الله تودُّد مفاجئ وطموحات فردية:  طموحات يعتقد البعض ان تحقيقها يمر في حارة حريك

جان الفغالي/أخبار اليوم/18 كانون الأول/2022

في العادة، وكما هو معروف عنه، فإن حزب الله يدرس خطواته بعناية، فلا ارتجال لديه ولا تفرد من جانب اعضائه، انضباط صارم وهرمية دقيقة، واي خروج على هذه القواعد تعرِّض صاحبها للاستقالة الطوعية او للإقالة .

ضمن هذا السياق، تأتي زيارة وفدٍ من حزب الله لرئيس الرابطة المارونية خليل كرم، الذي استقبل الوفدَ منفردًا، ومن دون اي تفسير لعدم وجود اي عضو من الاعضاء الستة عشر للمجلس التنفيذي  للرابطة في اللقاء، اين نائب الرئيس؟ أين الامين العام؟...

هنا تُطرَح جملة من التساؤلات:

هل نوقش استقبال وفدٍ من حزب الله من قبل المجلس التنفيذي للرابطة؟

في حال الإيجاب، هل قُرَّ الراي على ان يستقبل رئيس الرابطة الوفدَ منفرِدًا؟

ما هي القضايا التي طُرِحَت في اللقاء (غير العموميات طبعًا)؟ على سبيل المثال لا الحصر، هل طُرِحَت الإشكالية المزمنة بوضع حزب الله يده على املاك الكنيسة المارونية في لاسا؟ وعلى بعض املاك المسيحيين في الضاحية الجنوبية والجنوب، ولاسيما بلدة رميش في فترات متلاحقة؟  الخبر الرسمي الموزَّع باهت، ومما ورد فيه أن "مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله الحاج محمد سعيد الخنسا والدكتور عبدالله زيعور (مسؤول التعليم العالي في التعبئة التربوية في حزب الله ومؤلف كتاب "الرؤية العلمية لدى الإمام الخامنئي") زارا رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، الخنسا وزيعور قدما التهاني لمناسبة انتخاب كرم على رأس الرابطة، (انتخابات الرابطة تمت قبل تسعة أشهر) وبعيدي الميلاد ورأس السنة. وكان حوار مطول حول الوضع في لبنان من مختلف جوانبه، فشدد الطرفان على ضرورة ملء الشغور الرئاسي، وانتخاب رئيس للجمهورية".

حين يكون اللقاء منفردًا، فإن الأجوبة عن هذه الأسئلة لا تكون متوافرة، وعليه، ألم يكن من الافضل والاجدى والأنفع  ان لا يقتصر الإستقبال على رئيس الرابطة بل ان يشارك فيه اعضاء من اللجنة التنفيذية، ولاسيما الكتَّاب واصحاب المؤلفات منهم؟ إلا إذا كان التفرد يخفي في طياته طموحات موسمها هذه الايام، وهي طموحات يعتقد البعض ان تحقيقها يمر في حارة حريك. من باب الحِرص على الرابطة التي مرَّ على رئاستها رجالٌ كبار، لا بد من ان تكون الملفات والقضايا أكثر شفافية لئلا تتحوَّل الرابطة إلى منصَّة لطموحات، مشروعة، لكن السير فيها، لتحقيقها، يحتاج إلى آلية اكثر صراحة واكثر علميَّة.

   

تصريح خطير ويشرح الكثير

طارق الحميد/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2022

تعهد بنيامين نتنياهو، وبعد فوزه للمرة الثالثة برئاسة الوزراء الإسرائيلية، بـ«فعل كل ما هو ضروري لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية»، وقال في مقابلة مع «العربية إنجليزي» مع الزميل محمد اليحيى، إنه سيفعل ذلك حتى دون علم واشنطن. وقال نتنياهو، وهنا الخطر الذي يشرح أموراً عدة، إن الإجراءات التي تم اتخاذها ضد إيران «حتى الآن، وأنا لا أقول أياً منها، قمنا بها من دون الولايات المتحدة. لم نفعل ذلك بموافقة الولايات المتحدة لأنها ربما لن توافق». وأضاف: «إذا أخبرناهم بما كنا على وشك القيام به فسيقولون: نحن نعارضها. وفي هذه الحالة سيكون صراعاً مباشراً»، مبيّناً أنه في حال تم إخبار واشنطن «قد يتسرب - الخبر - وإذا تسرب لصحيفة (واشنطن بوست)، أو (نيويورك تايمز)، فسيكون لدى الإيرانيين تحذير مسبق، وسيتم إلغاء إجراءاتنا مقدماً». وهذا تصريح مذهل، لكن دعونا نربط إجاباته ببعض لتتضح الصورة، ففي المقابلة نفسها يقول نتنياهو إن «التحالف التقليدي - الأميركي - مع السعودية، ودول أخرى يحتاج لإعادة تأكيد... لا ينبغي أن تكون هناك تقلبات دورية، أو حتى تقلبات حادة بهذه العلاقة»، مضيفاً: «أعتقد أن التحالف... هو مرساة الاستقرار بمنطقتنا». و«سأتحدث إلى الرئيس بايدن بهذا الشأن».

حسناً، إذا كان نتنياهو يقول علناً إن إسرائيل الحليف الأساسي للولايات المتحدة لا تبلغ واشنطن بالعمليات التي تستهدف بها تعطيل المشروع النووي الإيراني خشية تسريبها للإعلام، ووصول المعلومات إلى طهران، فكيف يمكن لدولنا أن تثق بالتحركات الأميركية تجاه إيران؟ بالأمس، وفترة الرئيس الأسبق أوباما، تفاجأت المنطقة، وهي المعنية بكل ما تقوم به إيران بمنطقتنا، بتفاهمات سرية بين إدارة أوباما وملالي طهران حول اتفاق نووي، وتغيير بخريطة منطقتنا، ومن ينسى أن أوباما وقتها طالب السعودية بتقاسم النفوذ بالمنطقة مع إيران؟! وعليه، كيف يمكن أن يعاد تأكيد التحالفات التقليدي بين دول المنطقة والولايات المتحدة إذا كان «البعض» بواشنطن يقوم بتسريب العمليات الإسرائيلية ضد المشروع النووي الإيراني للإعلام؟

كيف يمكن إعادة التأكيد على التحالفات إذا كان «بعض» المسؤولين الأميركيين يناقضون بعضهم في الحديث مع مسؤولي دول المنطقة المعنية بالملف الإيراني النووي؟ وكيف يمكن ترسيخ التحالف ليكون «مرساة الاستقرار بمنطقتنا» بهذه الطريقة؟ وبالطبع، فإنَّه لا عاقل يتوهم أن الانسحاب الأميركي من المنطقة يمكن أن تملأ فراغه قوة «فعلية»، وهذا ليس توسلاً سياسياً كما يحاول بعض السذج ترويجه، وانطلاقاً من أهداف مغرضة. مثلاً، يفيد تقرير صادر في 2020 عن البرلمان الأوروبي، بأنه من دون مساعدة واشنطن سيكافح الأوروبيون للدفاع عن أنفسهم، حيث يفتقرون للمعلومات الاستخباراتية، وطائرات الاستطلاع، ودفاعات الصواريخ متوسطة المدى، وكذلك الغواصات والسفن البرمائية. ولذا، فإن تصريحات نتنياهو الخطيرة هذه، والمهمة، تقول لنا إنه لا بد من حوار استراتيجي سعودي - أميركي، وسبق أن كتبت هنا أنه يجب أن يبدأ في العاصمة الرياض. وحوار خليجي - أميركي - عربي، أي دول الاعتدال.

وليس حوار مواجهة، وتصريحات رنانة من قبل واشنطن، بل دبلوماسية حقيقية لتقييم المخاطر والمصالح، وتجديد الالتزامات المتبادلة، مع حق دولنا في تنويع علاقاتها، ومصادرها.

 

الربيع الإيراني والربيع العربي

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2022

المقارنات بين الأحداث والأفكار والسياسات تضفي أبعاداً مهمة للمشاهد المعقدة، وتمنح رؤية مختلفة للواقع والتاريخ وإمكانية لرصد الاتساقات والتناقضات بحسب كل جهة أو دولة أو تيار، وهي منهج فلسفي وعلمي للرصد والتحليل متبع في عدد من العلوم المهمة والحيوية، وسجل ويسجل نتائج واختراقات ذات أثر بيِّن.

فيما كان يُعرف بـ«الربيع العربي» خرجت مجموعات من الناشطين أو الساخطين في تونس ومصر وغيرهما بأعداد محدودة تم تضخيمها سياسياً وإعلامياً بشكل هائل، وفي مدينة واحدة قبل التوسع، وتصاعدت المطالبات سريعاً جداً من الإصلاح أو العدالة أو الحرية إلى «إسقاط النظام»، وقامت جماعات الإسلام السياسي بدورٍ محوري في المحافظة على الزخم الجماهيري وتوجيهه وإثارة الفوضى وارتكاب جرائم إرهابية لزيادة المشهد تعقيداً، وعملت هذه الجماعات في خلفية المشهد الصاخب الذي تركت واجهته للشباب الثائر والناشطين من كل شكل ولونٍ.

كان حدثاً يمكن أن يمر مثل ما سبقه من أحداثٍ تشبهه أو تزيد عليه، ولكن المفاجأة كانت في الدعم غير المسبوق في حجمه وكثافته وتركيزه من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما والدول الأوروبية للمحتجين والمنتفضين والضغوط التي مارستها بكثافة وفاعلية ضد الأنظمة العربية، في الوقت الذي كانت فيه الإدارة نفسها تسعى لصياغة اتفاق واسع مع النظام الإيراني بعد إخماده للثورة الداخلية ضده فيما كان يعرف بـ«الحركة الخضراء» 2009.

هذا باختصار شديد أرجو ألا يكون مخلاً ما جرى قبل عقدٍ من الزمان تقريباً، وللمفارقة والمقارنة، فعكس ذلك يجري اليوم في إيران، حيث خرجت غالب فئات الشعب الإيراني - لا مجموعاتٌ من الناشطين فحسب - محتجة ومنتفضة، ولم يخرجوا في مساحة محدودة بمدينة واحدة، بل خرجوا على غالب مساحة الدولة الإيراني من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وعبروا بكل السبل عن رفضهم للحكم «الثيوقراطي» الطائفي الديني الذي يمثل «الإسلام السياسي» بنسخته الشيعية، أو النظرية المستحدثة داخل المذهب الشيعي الكريم تحت اسم «ولاية الفقيه»، وهي محاولة لتسنين التشيع أو تحويله للمذهب السني في نظريات السلطة والحكم والإدارة العامة.

ما يستدعي الانتباه والرصد والمقارنة أن أميركا والدول الغربية التي يربطها مع النظام الإيراني «الاتفاق النووي» والذي تسعى جهدها لاستعادته وإحيائه فعلت عكس ما فعلته إبان الربيع العربي، فهي تحلت بالهدوء والصبر الاستراتيجي، ومنحت النظام كل الوقت لقمع الشعب الإيراني والقضاء على انتفاضاته واحتجاجاته، ولم يحدث أي تهويلٍ أو تضخيمٍ سياسي أو إعلاميٍ، ولكن النظام - مع ذلك كله - عجز عن صنع ما صنعه قبل أكثر من عشر سنواتٍ من قمع «الحركة الخضراء» وقياداتها والناشطين فيها، وبعد مرور أربعة أشهرٍ على هذه الانتفاضة الشعبية الإيرانية وتصعيد النظام لقمعها، بدأت هذه الدول تتخذ مواقف علنية ضد النظام تدعي دعم الشعب، ولكنها عند التدقيق لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي أقرب إلى الوعظ والأماني لا إلى السياسة والضغط على النظام ولا إلى الدعم الفاعل للشعب الإيراني.

هذه المواقف الغربية الجديدة في حجمها وصراحتها ليست مبنية على استراتيجية قوية ومواقف محكمة وحماسة ملتهبة، كما جرى من قبل في «الربيع العربي» حين كان «البيت الأبيض» يتحدث عن أن «الآن، تعني الأمس»، بل هذه المواقف الجديدة هي مجرد تعبير عما ينبغي وما لا ينبغي لتسجيلها في التاريخ لا للتأثير على الواقع، كما أنها لا تهدد بإجراءات عملية أو عقوباتٍ فاعلة، كما كان يطرح آنذاك ضد مصر وبعض الدول العربية التي شهدت احتجاجات وانتفاضات.

هذه المواقف الجديدة ليس تغييراً سياسياً ولا دعماً مؤثراً للشعب الإيراني، بل لها دوافع أخرى، أهمها دافعان: الأول، استيعابٌ للتغيير الكبير في موازين القوى في المنطقة والعالم بتوقيع السعودية لاتفاقية استراتيجية شاملة مع الصين ستغير كثيراً في تلك التوازنات الإقليمية والدولية، ومعها دول الخليج وغالب الدول العربية، وهو التقاء جديد وخريطة طريقٍ جديدة في بناء مستقبلٍ دولي مختلفٍ عن التوازنات القائمة منذ عقودٍ بعدما تم استنزافها والتلاعب بها واستغلالها للحد الأقصى والتناقض في توظيفها تجاه العديد من دول العالم، ولو كانت الدول الغربية تحتفظ بمعايير الجودة السابقة في إخراج مفكريها الاستراتيجيين العقلانيين والواقعيين لما اضطرت دول العالم للتفتيش عن طرقٍ جديدة وحلولٍ غير مسبوقة.

الثاني، هو الدعم الإيراني بالأسلحة والجنود لروسيا في الحرب الروسية الأوكرانية، والتي صعدت واشنطن والدول الغربية الموقف منها بشكل غير مسبوقٍ، حتى هددت كيانات ومؤسسات ومبادئ النظام الدولي المستقر منذ عقودٍ، وحتى أضرت بمصالح العديد من الدول الأوروبية، وقاربت جعلها ضحية ثانية لتلك الحرب بعد دولة أوكرانيا.

فرقٌ كبيرٌ بين السياسات والاستراتيجيات التي تبنى على فعلٍ ورؤية وتخطيط كما جرى في «الربيع العربي»، وبين السياسات التي تتخذ كردة فعلٍ كما يجري في «الربيع الإيراني»، وهي كذلك ليست ردة فعلٍ تنطلق من الاحتجاجات الإيرانية فحسب، بل هي مبنية على دوافع أخرى أكبر وأهم في التأثير على موازين القوى في العالم، ويكفي استذكار أن شعاراتٍ مثل «الحرية» و«الديمقراطية» و«حقوق الإنسان» كانت تملأ الدنيا سياسياً وثقافياً وإعلامياً إبان «الربيع العربي»، وهي لا تكاد تذكر تجاه «الربيع الإيراني» إلا على طريقة «تحلة القسم» بالمنطق الديني أو رفع العتب بالمَعْنَيين الأخلاقي والسياسي.

بدأ النظام الإيراني بالتصعيد ضد المحتجين عبر المحاكمات السريعة وأحكام الإعدام ضد عشرات المواطنين، وبدأت بعض وسائل الإعلام تضج من هذا الانتهاك الصارخ، كأنه حدثٌ مستغرب أو خارجٌ عن السياق الطبيعي للنظام، والواقع أن هذا النظام وفقاً لآيديولوجيته الحاكمة وعقيدته النافذة لا يجد أي غضاضة في قتل نصف الشعب في سبيل إمضاء «حكم الله» بحسب نظريته الدينية والسياسية التي بناها وطبّقها على مدى أربعة عقودٍ متواصلة، فالمشكلة ليست في أحكامٍ محدودة صدرت في ظروفٍ معينة في نظام عادلٍ وديمقراطي ومستقرٍ لتكون مفاجئة، بل المشكلة هي في بنية النظام الإيراني التي تعتبر هذه الأحكام هامشاً صغيراً وغير عنيفٍ وليس دموياً مقارنة بمنهج النظام ورؤيته واستراتيجيته تجاه شعبه والعالم.

أخيراً، فالمقارنة بين «الربيع العربي» و«الربيع الإيراني»، وموقف الدول الغربية تجاه الحدثين تحسم الجدل تجاه العديد من الأفكار والقضايا التي كانت محل شكوك من قبل.

 

حروب إيران الجديدة

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2022

ثلاث جبهات جديدة تواجهها إيران لم تكن في الحسبان، وكانت جبهات هادئة مضمونة بالنسبة للنظام الإيراني لا تشكل خطراً وأدار النظام ظهره لها مطمئناً، وإذ بها تشتعل وتهدد عرش الملالي، فهل للسعودية أو دول الخليج دور في إشعالها؟

الجبهة الأولى هي حلفها مع الصين؛ ذلك الحلف الذي تُوِّج بعد الاتفاقية الصينية الإيرانية التي وقّعها النظام وضمانها 25 سنة، وبموجبها تصورت إيران أنها ضمّت الصين لتحالف قوي سيكون موجهاً لأعداء إيران، وبأن في تلك الاتفاقية المنافع الكثيرة لإيران، لكنها فوجئت وصدمت بالبيان المشترك السعودي - الصيني الذي أدان صراحة تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفوجئت بعدد الاتفاقيات السعودية الصينية ما يفوق بكثيرٍ الأرقام المُبالغ فيها التي روّجتها إيران حول اتفاقيتها مع الصين، وأنها قد تصل إلى 400 مليار دولار سنوياً!! فهل البيان السعودي - الصيني هو خرق سعودي للتحالف الإيراني - الصيني؟ هل هو جبهة إيرانية مضطربة لم تكن في حسبان النظام؟ المهم أن لا أحد يستطيع أن يتهم السعودية بتعمد الإضرار بإيران إما أنا أو السعودية! وإن كان للصين أن تختار فمن تعتقدون يعود بالنفع على المصلحة الصينية؟ هل إيران المعزولة أم دولة نجحت في جمع الصين بثلاثين دولة عربية ومنظمة وهيئة؟ الجبهة الثانية التي فتحت على إيران تمثلت في إعلان روسيا باستخدامها للمسيّرات الإيرانية في قصفها للأهداف المدنية في أوكرانيا، فهل ورّطت روسيا إيران متعمدة وجرّتها رغماً عنها للصراع لتشاركها في مزيد من العقوبات الغربية عليها؟ وما أثر ذلك على التحالف الإيراني - الروسي؟ هذه التساؤلات، وهذا الغضب هو إيراني، حيث عبّر العديد من الإيرانيين عن استيائهم من الإعلان الروسي لتلك الصفقة مع إيران التي حاولت التزام الحياد منذ بداية الحرب، بل وأدانتها. ذلك لا ينفي أن التعاون الروسي - الإيراني ما زال قائماً متمثلاً في مساعدة روسيا في تصنيع الطائرات المسيّرة وتوجيهها، وبالمقابل تمثَّل في صفقات طائرات السوخوي الروسية الجديدة لإيران، وكذلك تمثَّل في التفاهمات الروسية - الإيرانية على الانسحاب الروسي من سوريا حول مناطق النفوذ، لكنها المصالح التي ستظل دوماً ساحة مفتوحة للتقلبات لتحقيق مزيد من الاختراقات للحلف الروسي - الإيراني، وهنا يأتي دورنا، خاصة أن حاجة روسيا للسعودية في «أوبك بلس» ما زالت قائمة. أما الجبهة الثلاثة التي اشتعلت وهي الأكثر سخونة، فهي الجبهة الداخلية، حيث تقترب الثورة الإيرانية من إكمال شهرها الثالث ودخول قطاعات جديدة من الشعب الإيراني والاشتراك في الاحتجاجات وزيادة ضراوتها رغم التنازلات التي قدّمها النظام بإلغاء «شرطة الأخلاق»، وإلغاء «قانون الحجاب»، ولكن المسألة تبدو أنها تعدّت هذه القضايا ووصلت إلى المطالبة بإلغاء النظام بأَسره، ومهما حاول النظام الإيراني توجيه التهم إلى السعودية أو إلى الغرب، إلا أن تلك المحاولات لا تجد صدى في الداخل الإيراني.

الخلاصة... تبشر تلك الجبهات الثلاث أن مساحة الحركة فيها للدول الخليجية والعربية كبيرة جداً.

 

الانسداد العام وخيار السوريين الصعب

فايز سارة/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/2022

لم تمر أوضاع السوريين طوال سنوات العقد الماضي بصعوبات تماثل ما هم فيه الآن، وهي صعوبات تتفاقم بشكل متسارع، لا أحد يستطيع أن يخمن أشكال تطورها، وإن كانت الأكثرية تتفق على الخطورة الشديدة لما سيكون في كل الأحوال. يكرس الانقسام السياسي في سوريا وجود 3 كيانات من سلطات الأمر الواقع، التي إن تعارضت شكلياً وتصارعت في اشتباكات محدودة، فإنها صارت متعايشة بعضها مع بعض، وثمة مصالح مشتركة تتواصل، لا تقتصر على النفط، بل تشمل سلعاً استراتيجية أخرى من بينها القمح، وتتوافق على وجود ودور المعابر المتقابلة، التي تمرر بضائع وسلعاً، وقلة من أشخاص، يمكن أن تتزايد أعدادهم عند الحاجة، بقليل من تواصل، ولو غير مباشر بين سلطات الأمر الواقع. ولا يمثل ما تقدم من مسارات تعاونٍ رغبةً أو قبول من جانب السلطات الثلاث، إنما أيضاً لاقتناعهم أن حلفاءهم من الروس والإيرانيين والأميركيين والأتراك وداعمين خفيين غيرهم، لن يفرطوا في وجودهم قبل التوصل إلى صفقة تسوية شاملة حول سوريا ومستقبلها، وهو أمر لا تتبين له مؤشرات عملية، ولو ضوء في آخر النفق، وبالتالي فإن عليهم أن يتعايشوا، ويتعاونوا قدر المستطاع وسط مساعيهم من أجل الإبقاء على وجودهم وسلطاتهم من دون تغييرٍ ما استطاعوا.

وسط حالة سلطات الأمر الواقع، فإن الهمّ الرئيس في سياستها، محكوم بثنائية السلطة والثروة، حتى لو كان للاثنتين شكل الفتات، ومجرد حالة شكلية قابلة لتدخلات حماتهم أو لموافقتهم أو قبولهم لما يطلبه الحلفاء وبعض الأقوياء من المتدخلين في سوريا، ويبدو الأمر واضحاً من ناحية الثروة في سيطرة المتدخلين من الإيرانيين والروس والأميركيين والأتراك والقبض على الموارد، والسيطرة على الأسواق، لكنه أكثر وضوحاً في موضوع السلطة في مثال نظام الأسد، ومجلس سوريا الديمقراطية، اللذين لم يتجاوزا حدود المعارضة الشكلية لـ4 عمليات تركية كبرى شملت معظم جهات شمال سوريا في السنوات الماضية. وتقديري، أن الأمر سيكون مماثلاً عندما تندفع قوات أنقرة في عملية برية جديدة، شرط ألا تكون عملية كاملة للقضاء على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إنما إضعافها بحدود معينة.

المستوى الثاني من واقع التردي السوري هو المعارضة الحاضرة في كيانات الأمر الواقع. وما عاد بالإمكان وصف «قسد» بـ«المعارضة» ولا يجوز وصف الوكلاء في منطقة السيطرة التركية في الشمال الغربي بذات الوصف، أعني «هيئة تحرير الشام» التي يقودها الجولاني وحكومته وحكومة الائتلاف والجيش الوطني، وجميعها قوى سلطة بغض النظر عن كيفية تجسيدها وما تحصل عليه في السلطة القائمة، التي يتحكم فيها الحليف التركي بصورة مشتركة، والسمة العامة لمعارضة سلطات الأمر الواقع في المناطق الثلاث أنها هشة وضعيفة، وعليها أن تسكت وبدرجة أقل أن تتوافق وتساير الحاكمين في سياساتهم ورغباتهم بحدود يضعها الحاكمون. ولا يختلف وضع المعارضة العامة خارج سوريا عن وضعها في الداخل إلا بصورة محدودة، رغم الفارق الملموس بينهما في مقدار الحريات والإمكانات، وخاصة فارق القدرة على الحركة والتواصل وظروف العيش الأفضل. وكما عجزت المعارضة عن إصلاح هياكلها السياسية من تنظيمات وتحالفات، فإنها عجزت عن خلق كيانات موازية أو بديلة كافية، والقلة الأكثر جدية ومسؤولية في المعارضة وعموم النخبة، سعت وخلقت تجارب قليلة، وما زالت بلا حاضنة شعبية فاعلة ونشطة، وهو موضوع يستحق أن تدرس أسبابه، فيما الأكثرية اكتفت بالتنظير والنقاش حول ما جرى وسط كم من أوهام وادعاءات، وتحميل الآخرين (باسم ومن دون اسم) مسؤولية ما صارت إليه الأوضاع السورية، بدرجة لا يتورع فيها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وندواتها عن مقارنة المعارضة بنظام الأسد وبعضهم يفضل الأخير، وهذه واحدة من تجليات الطابور الخامس، وقد تزايد حضوره وسط السوريين مع تدهور أوضاع المعارضة، وتدني مستوى الاهتمام الإقليمي والدولي بالقضية السورية.

ولا يحتاج إلى تأكيد أن بين أسباب تدهور أوضاع المعارضة، وتراجع الاهتمام الإقليمي والدولي بها، حالة اليأس والإحباط التي تنامت حول القضية السورية، ووجود أطراف فيها، منهم 3 من أسوأ الكيانات في العالم، تلوث بيئة السياسة الدولية في تعنتها واستبدادية مواقفها وسياساتها وإصرارها على الذهاب إلى الأعمق في مسارات الحرب والدم، وتجنب الحلول في المشكلات السياسية، وهي صفات تنطبق على نظام الأسد وإيران وروسيا، والصراع معهم يرفع تكلفة سياسات حاسمة في مواجهة تحالفهم الثلاثي في سوريا، ويجعلها أقرب إلى سياسات طويلة المدى، أساسها إغراق الأطراف في المستنقع السوري، ودفع الأوضاع إلى مزيد من التعفن، ما يؤدي إلى تغير في سوريا بأقل قدر من التدخلات والتكلفة.

وتصاعدت في السنوات الأخيرة التفاعلات السورية، ليس في مناطق سيطرة النظام وحده، إنما في المنطقتين الأخريين وتجمعات السوريين في دول الجوار، وفيها جميعاً تكرس انهيار سياسي واقتصادي واجتماعي، مع صعود أمني متشدد في مواجهة أي تهديدات للقوى المسيطرة، التي سلّمت أوراقها للداعمين، واستندت إلى دعمهم السياسي والعسكري ومساعداتهم المشروطة بالتبعية، وإلى الأجهزة الأمنية والقوى العسكرية والميليشيات في مواجهة الداخل، مع تصعيد سبل استنزافه وسرقته مادياً وإخضاعه في كل المجالات والمستويات للسيطرة. وهكذا ترافقت البطالة مع انهيار العملة المحلية والغلاء والفساد ليتحول الواقع إلى جحيم عام، كانت تعبيراته الأشد وضوحاً في مناطق سيطرة النظام. وسط وضع معقد، تبدو خيارات السوريين صعبة في مواجهة الواقع، خاصة إذا جرى التركيز على الجوانب السياسية، التي ما زالت تثير انقسامات حادة، ليس بين النظام ومعارضيه فقط، بل داخل معسكر كل منهم، والأجدى أن يتم التوجه نحو الجوانب المعيشية، التي يشكل الإنجاز فيها تقدماً نحو المجال السياسي، ولا سيما نقطة إعادة لمّ شمل السوريين، وتوحيدهم ما أمكن على المستوى الشعبي من أجل قضية واحدة. وتنقلنا فكرة المطالب المعيشية للوقوف عند الخيارات المطروحة في الداخل وفي مناطق سيطرة النظام، وفيها تحركان، انطلق أولهما في محافظة السويداء جنوباً لتجديد الحراك الشعبي على قاعدة المطالب المعيشية، من دون تجاهل الجوانب السياسية، والثاني إطلاق فكرة العصيان المدني على ذات القاعدة بما لها من متعلقات سياسية، وكلاهما يتضمن تغييراً في معادلات الداخل والصراعات الجارية، ومنها صراع الحركة الشعبية مع النظام، الذي كما نعرف لن يستجيب للمطالب، لكنه قد يتفاعل مع بعض منها على أمل تجاوز احتمال انهياره، وإذا تحقق ذلك، فإننا يمكن أن نشهد بداية تحول سوري في التعامل مع النظام بالعودة إلى قاعدة جمع السوريين في مواجهته، ما يعني نجاحهم في واحد من أهم الخيارات الصعبة.

 

مخاطر مثلّث موسكو - طهران - أنقرة؟

عماد الدين أديب/أساس ميديا/الأحد 18 كانون الأول 2022

يجب أن نضع العلاقة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا تحت مجهر التدقيق والتحليل في العام المقبل.

هذه العلاقة متعدّدة المستويات، شديدة التعقيد، مرتبطة بصراعات عديدة، ويمكن أن تؤثّر على مصالحنا في المنطقة بشكل ثقيل ومباشر.

تعالوا أوّلاً نفهم شبكة المصالح التي تربط هذه الثلاثية:

1- علاقات جوار جغرافي لها نتاجات مباشرة في بحر قزوين وممرَّيْ البوسفور والدردنيل.

2- خطوط أنابيب وغاز تربط حدود روسيا وإيران وتركيا، ولا سيّما تركيا وإيران.

3- شبكة سفر وانتقالات كبيرة بين الدول الثلاث.

4- التنسيق بين روسيا (الأولى عالمياً في ما لديها من احتياطات غاز) وإيران (الثانية في احتياطات الغاز) في تحديد الأسعار وكمّيات الإنتاج.

5- تدعيم تركيا عمليات تكرير الغاز لديها بافتتاحها قبل يومين أكبر معمل لتكرير الغاز يصل إنتاجه إلى 4.7 مليارات قدم مكعبة، وهو الأكبر في أوروبا كلّها.

الهمّ الأكبر لدى المرشد الأعلى هو صحّته الشخصية وصحّة النظام الذي يئنّ من العقوبات ومن الاحتجاجات الداخلية الضاغطة بقوّة عليه

6- إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل 4 أشهر اكتشاف كميّات هائلة من الغاز قبالة ساحل بحر قزوين.

7- مجموع العلاقات التجارية وعمليات التبادل بين البلدان الثلاثة يقارب نصف تريليون دولار.

8- ارتباط صناعة السلاح الإيرانية وأبحاث التطوير التكنولوجي بمجمّعات البحث والمصانع العسكرية في روسيا منذ أكثر من 30 عاماً.

9- أهمّ ملفّ حديث ظهر العام الحالي هو وجود أكثر من 6 آلاف طائرة مسيّرة إيرانية الصنع لدى الجيش الروسي الذي يخوض حرباً على أوكرانيا، واعتماد موسكو بقوّة أخيراً على هذه المسيّرات في عمليّاتها الأخيرة.

10- وجود تنسيق دوريّ منذ 7 سنوات على الأقلّ بين البلدان الثلاثة وزعامات هذه الدول لإدارة الأوضاع الاستراتيجية في سوريا.

تجب الملاحظة أنّ هناك وجوداً عسكرياً نشطاً في البحر والبرّ والجوّ ونشاطاً عمليّاتيّاً لا يتوقّف لجيوش هذه الدول على مسرح العمليات السورية التي لم يعكّر صفوها سوى إسقاط المقاتلة الروسية عند الحدود السورية - التركية.

في الوقت ذاته هناك علاقات أخرى تضغط على هذه العلاقة الثلاثية يمكن رصدها على النحو التالي:

1- تنفيذ الجيش التركي في شمال سوريا عمليات تصعيدية أقلقت الخطط الروسية، وأخرى في العراق أقلقت النفوذ الإيراني هناك.

2- تحوُّل المسيّرات التركية الصنع إلى سلاح أساسي لدى الجيش الأوكراني في مواجهة المسيّرات الإيرانية لدى الجيش الروسي بات مسألةً تطرح شكل ومستقبل العلاقة بين زاويتَيْ مثلّث كلّ منهما تبيع سلاحاً هجومياً لطرف معادٍ للأخرى؟!

3- كيف يمكن لتركيا التي تسعى ليل نهار إلى الالتحاق بالاتحاد الأوروبي أن تلعب دوراً ما في مسألة العقوبات الأوروبية المتصاعدة على روسيا؟

4- كيف يمكن لتركيا العضو في الحلف الأطلسي، التي تقع على أراضيها قاعدة إنجرليك، أكبر قاعدة استراتيجية للحلف، أن تتحكّم في نقل شحنات السلاح المرسلة إلى أوكرانيا عبر مطارات هذه القاعدة وهي تختلط بعلاقة "خاصة" مع موسكو؟؟

إردوغان قد تطيح به مؤشّرات البطالة والتضخّم والانخفاض التاريخي لقيمة الليرة، بالإضافة إلى احتمالات تنسيق جدّي هذه المرّة بين معارضيه في الانتخابات

الهمّ الأكبر لدى إردوغان هو تعظيم المنافع وتصفير المشاكل وتهدئة كلّ الخصوم وتجنّب الصراعات في الخارج تمهيداً لـ"معركة عمره"، بما هي مسألة حياة أو موت لحزبه، في انتخابات 2023.

الهمّ الأكبر لدى المرشد الأعلى هو صحّته الشخصية وصحّة النظام الذي يئنّ من العقوبات ومن الاحتجاجات الداخلية الضاغطة بقوّة عليه.

الهمّ الأكبر لدى بوتين هو "الخروج الآمن المشرّف" من مستنقع أوكرانيا مع الحفاظ على مصالحه الاستراتيجية وأمنه القومي، والحفاظ على المكانة الاستراتيجية لبلاده أمام واشنطن في معركة تكسير العظام بينهما لإعادة ترتيب مراكز القوى والنفوذ في العالم.

إنّه مثلّث غريب عجيب من العلاقات كلّ زعاماته في خطر.

بوتين قد تطيح به الحرب الأوكرانية.

المرشد الأعلى قد تطيح به الاحتجاجات أو تدهور صحّته: أيّهما أخطر؟

إردوغان قد تطيح به مؤشّرات البطالة والتضخّم والانخفاض التاريخي لقيمة الليرة، بالإضافة إلى احتمالات تنسيق جدّي هذه المرّة بين معارضيه في الانتخابات.

2023 هو عام يستدعي مراقبة دقيقة وواعية لزعماء هذا المثلّث الذين يؤثّرون حتماً ومباشرةً على مصالح العرب العليا.

 

نهاية عامين.. لا عام واحد

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 19 كانون الأول 2022

لا يُفصَل العام 2022 بديناميّاته السياسية عن مجريات وأحداث العام 2021. العامان، بمعنى ما، عام سياسيّ واحد، تتجمّع وقائعه ضمن سلّة واحدة، لا مهرب منها في رصد توقّعات العالم المقبل، وربّما ما يليه.

2022 هو عام النهاية الناجزة لعقد الربيع العربي بكلّ مخرجاته الرئيسية بين عامَيْ 2010 و2012، وملخّصها صعود تنظيمات الإخوان المسلمين إلى سدد الحكم في عدد من الدول العربية، أبرزها مصر. وهو عام إقفال دائرة الهزيمة السياسية لمحرّكي هذه الموجة، أي تركيا وقطر.

أمّا مطلع العام 2021، فقد شهد مصالحة العلا السعودية التي قادها وليّ العهد السعودي ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بين الدوحة وبين العواصم الخليجية ومصر لإنهاء مقاطعتها لقطر التي بدأت عام 2017 واستمرّت لأربع سنوات.

قليلة هي الإشارات عام 2021، التي كانت تنبئ بارتفاع درجات حرارة هذه "المصالحة الباردة". في الأسبوع الأخير من شهر آب من العام نفسه، زار مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد الدوحة للقاء أميرها، وكان أوّل مسؤول إماراتي رفيع يزور قطر منذ المقاطعة. بعد ذلك بأسابيع نشر بدر العساكر مدير مكتب الأمير محمد صورةً غير تقليدية لبن سلمان يتوسّط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والشيخ طحنون، بملابس رياضية وبابتسامات عريضة تعلو الوجوه، خلال لقاء ودّي شبابي، قيل إنّها التقطت على أحد شواطئ البحر الأحمر.

شهد "مونديال قطر" بما لا يدع مجالاً للشكّ، أنّ أصحاب المشروع يتحضّرون لموجة مواجهة جديدة من غير المعلوم أوانها

بعد خمسة أسابيع وفي 24 تشرين الثاني 2021، هبطت طائرة الشيخ محمد بن زايد، وكان بعد وليّاً للعهد، في تركيا للقاء يحمل كلّ معاني الانتصار السياسي والاستراتيجي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

بموازاة الحراك الإماراتي تجاه قطر كان الشيخ طحنون يعبّد الطريق الإماراتي التركي بزيارة لتركيا في 18 آب مترئّساً وفد بلاده للقاء إردوغان، وتلاها اتصال في 30 آب بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس إردوغان.

في ختام العام 2021، استقبل أمير قطر وليّ العهد السعودي، في أوّل زيارة رسمية له إلى الدوحة منذ المقاطعة عام 2017. وكانت الدوحة يومها المحطة الثالثة لبن سلمان بعد عُمان والإمارات ضمن جولة خليجية سبقت قمّة لمجلس التعاون الخليجي استضافتها الرياض في منتصف الشهر نفسه.

"العام السياسي الواحد" 2021-2022، سيشهد في فصله الثاني استكمال مشهديّة الهزيمة السياسية لمشروع الإسلام السياسي، لحساب نجاح محور السعودية-مصر-الإمارات. في الخامس من شباط 2022، التقى الشيخ محمد بن زايد، أمير قطر تميم بن حمد، في الصين على هامش فعّاليّات الألعاب الأولمبية الشتوية، وكان يتهيّأ بعدها بنحو أسبوعين لاستقبال الرئيس إردوغان في الإمارات في زيارة دولة تستكمل الاستدارة السياسية التركيّة الجذرية، تحت وطأة انهيار العملة المحليّة وارتفاع حدّة التهديدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وضعت مصير إردوغان على المحكّ.

في ربيع العام الحالي، في نيسان 2022، زار إردوغان السعودية، للمرّة الأولى منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ما دفع حينها الرئيس التركي إلى اتّهام "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية "بإعطاء الأمر لتنفيذ عملية الاغتيال على أيدي عناصر سعوديين"، مستبعداً العاهل السعودي من التهمة.

بيد أنّ تركيا قرّرت قبل زيارة إردوغان بأسبوعين نقل ملفّ قضية خاشقجي إلى السعودية، في إشارة إلى إسدال الستار على استثمار أنقرة السياسي والإعلامي فيها.

يراقب العالم العربي، بكافّة قواه السياسية، مآلات الحراك الشعبي في إيران، والذي يعلن من جهته، نهاية الإسلام السياسي بنسخته الشيعية، وما ستترتّب عليه من آثار

في المقابل ظلّت علاقة تركيا بمصر تترنّح بين إقبال تركيّ على المصالحة، وتمنُّع مصريّ، عنوانه دفتر شروط سياسي يتعلّق بأدوار تركيا في رعاية فلول إخوان مصر، كما بأدوار تركيا في المدى الحيويّ المصري، ولا سيّما ليبيا. وما حصل اختراق في العلاقة إلا على المصافحة، الأكثر من بروتوكول والأقلّ من مصالحة، بين إردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش زيارة الرئيسين للدوحة لحضور فعّاليات افتتاح "مونديال قطر". وكان الأمير تميم قد زار القاهرة صيف العام الجاري رادّاً بالانحناء تحيةً لفرقة عسكرية مصرية كانت في استقباله، برفقة الرئيس السيسي، ما مثّل إسدال الستار على عنوان "يسقط حكم العسكر" الذي أجّجته الماكينة الإعلامية والدعائية القطرية منذ عام 2013.

أمّا ختام مشهديّة العام السياسي المديد 2021-2022، فكانت في زيارة الشيخ محمد بن زايد للدوحة في كانون الأول، تلبية لدعوة الأمير تميم.

كلّ هذه المشهديّات السياسية، لا تجيز الاستنتاج، أنّ مشروع الإسلام السياسي قد انتهى إلى غير رجعة. فالكبوة الكبيرة لهذا المشروع الخطير، والذي يمثّل نقيض مشروع الدول الوطنية، الذي تتبنّاه مجموعة من الدول من طنجة إلى أبوظبي، وما بينهما، لا تعني أنّ الإسلام السياسي هُزم في معركته النهائية.

لقد شهد "مونديال قطر" بما لا يدع مجالاً للشكّ، أنّ أصحاب المشروع يتحضّرون لموجة مواجهة جديدة من غير المعلوم أوانها. ظهر ذلك جليّاً في تحويل هوامش المونديال ومتونه إلى ماكينة تعبئة سياسية وأيديولوجية بعنوانين:

ـ أوّلاً، الترويج تحت ستار التعريف بالثقافة الإسلامية، للإسلام السياسي كعقيدة وهويّة للمنطقة وشعوبها، وهو نقيض التعريفات الوطنية التي تعتمدها دول كالإمارات والسعودية ومصر والمغرب.

ـ ثانياً، توظيف العلم الفلسطيني في مشهديّات عاطفية وتعبوية، بغية النيل من مشروع السلام الإبراهيمي وموجة التطبيع بين دول عربية رئيسية وبين إسرائيل، بوصف السلام أحد المشاريع السياسية الكبرى في الإقليم، وعنواناً من عناوين الانقسام السياسي والاستراتيجي التي تجيد قطر الاستثمار فيه للدفع قدماً بأجندتها السياسية.

فوق ذلك، تتوفّر أرضيّات متنوّعة لعودة ازدهار الإسلام السياسي، شبيهة بما توفّر له أصلاً في موجة الربيع العربي. فالآثار الاقتصادية الصعبة التي ترتّبت على النزاع الروسي الأوكراني، وانعكاساتها العالمية على أسعار القمح والوقود، تثير توتّرات اجتماعية مقلقة في مصر والأردن والمغرب، شبيهة بما أحسن الاسلام السياسي استغلاله في مناسبات سابقة.

كما أنّ التعثّر السياسي والمؤسّساتي والدستوري الذي أعقب إزاحة الإسلام السياسي عاد ليوفّر رافداً من روافد التعبئة للإسلام السياسي كحلّ بديل، أكان في تونس، حيث لم تزِد نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن 8.8%، أو السودان، حيث الانتقال إلى الحكم المدني يواجه تعقيدات خطيرة، أو العراق حيث نشهد عودة للقبضة الإيرانية بعد النجاح في إطاحة تجربة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وحصار ظاهرة مقتدى الصدر.

لا تشكّل هذه الظروف، السياسية والاقتصادية، فرصة أكيدة وحاسمة للإسلام السياسي بالطبع، الذي جُرّب، وفشل، ولا سيّما في مصر. لكنّها مسارب ينبغي التأكّد من أنّ التسلّل عبرها يُغري بالمحاولة، وبإعادة إحياء مشاريع، لا ينبغي النوم على حرير اندحارها وفشلها.

عام 2023، وما يليه، لا يزال في مكان ما. هو عام من أعوام هذا الصراع الكبير بين الدول الوطنية وبين مشروع الإسلام السياسي كقوّة أيديولوجية عابرة للوطنيات. يحصل ذلك في ظلّ إعادة رسم للواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط، عنوانه الأبرز، ارتباك واشنطن بين انسحاب ترغب فيه وانخراط متقطّع تضطرّ إليه بين الحين والآخر. وما يجب أخذه بالاعتبار أنّ ما يحصل إنّما يمضي في ظلّ بدايات تشكُّل علاقة صينية شرق أوسطية مختلفة عن كلّ ما سبقها، على مستويات الاقتصاد والاستثمار والسياسة.

وفوق كلّ ذلك، يراقب العالم العربي، بكافّة قواه السياسية، مآلات الحراك الشعبي في إيران، والذي يعلن من جهته، نهاية الإسلام السياسي بنسخته الشيعية، وما ستترتّب عليه من آثار تطال كامل البنية التحتية السياسية في المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي أسف لما تتعرض له اراضي بلدة رميش من قبل عناصر حزب الله، وطالب السلطات القيام بواجباتها، ودعا الى مؤتمر دولي، ولتحقيق شفاف لبناني واممي في حادثة اليونيفيل، ورأي أن القرار 1701 يطبق انتقائيا وهو مقيد بقرار قوى الامر الواقع والدولة تعض على جرحها

وطنية/الصرح في بكركي/ المنسقية/18 كانون الأول/2020

https://eliasbejjaninews.com/archives/114175/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af-18-%d9%83%d8%a7/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _حريصا الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور قائمقام كسروان - الفتوح   السابق جوزف منصور، عائلة المرحومة غلاديس مطر زوجة رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزيف طربيه، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية اللبنانية  في لندن مروان فرنسيس، وفد من الرتباء في الضابطة الجمركية، لجنة تطبيق وتنفيذ القرارات الدولية برئاسة طوني نيسي، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

 بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "كتاب ميلاد يسوع المسيح"، قال فيها: "يفتتح القديس متى إنجيله بنسب يسوع إلى البشرية، للإعلان أنه هو المسيح الملك المنتظر من سلالة داود، والذي يحقق وعود الخلاص لإبراهيم، وفقا لنبوءات العهد القديم. ولهذا قال كتاب تكوين يسوع المسيح إبن داود، وإبن إبراهيم ، وأراد أن يكشف أن هذا الإله المتجسد هو أيضا إنسان بطبيعته البشرية. مع ميلاد يسوع عالم جديد يبدأ. فكما في التكوين الأول كان آدم رأس البشرية الأولى بالطبيعة، كذلك في التكوين الثاني كان يسوع راس البشرية الجديدة بالنعمة. فقالت عنه الرسالة إلى العبرانيين أنه شاركنا في كل شيء ما عدا الخطيئة (عب 4: 14)، والقديس أمبروسيوس: "تأنس الله ليؤله الإنسان". هذه هي دعوة الله لنا في الميلاد: أن نهيء نفوسنا وقلوبنا ليولد فينا المسيح إبن الله، ويجعلنا أبناء الله بالنعمة".

 وأضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وقد بلغنا إلى حدود الإحتفال بعيد الميلاد المجيد الذي يفصلنا عنه أسبوع واحد. فيطيب لي أولا أن أرفع الشكر معكم ومع جميع أبناء كنيستنا المارونية إلى قداسة البابا فرنسيس على قبوله أمس طلب إعلان الطوباويين الإخوة المسابكيين الثلاثة قديسين، بعد أن طوبهم البابا بيوس الحادي عشر في 10 تشرين الأول 1926. وهم الشهداء فرنسيس وعبد المعطي ورافائيل. وقد استشهدوا في كنيسة الآباء الفرنسيسكان في دمشق سنة 1860 مع عدد من الآباء. ويسعدني أن أحييكم جميعا، وبخاصة عزيزنا الدكتور جوزف طربيه رئيس مجلس إدارة بنك الإعتماد اللبناني، ورئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، مع بناته وسائر أفراد العائلة الذين نحيي معهم ذكرى زوجته المرحومة غلاديس مطر التي ودعناها منذ اسبوعين. نصلي في هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسها ولعزائهم".

 وقال: "نحيي وفد الرتباء في الضابطة الجمركية مع عائلاتهم. هذه الضابطة تعاني من شغور في الجهاز الإداري. إنهم يطلبون منا التوسط لدى المسؤولين في إدارة الجمارك من أجل تطبيق القانون الذي ينظم شؤون الضابطة الجمركية، وفتح مباراة لملء الشواغر في الجهاز الإداري من داخل الملاك، وسنقوم بذلك. كنا ننتظر وفدا من بلدة رميش العزيزة. الذين يشتكون من التعديات الحاصلة على اراضيهم وعمليات جرف وبناء انشاءات تقوم بها جهات نافذة في المنطقة. اننا اذ ناسف لما تتعرض له اراضي البلدة من تعديات في مزرعة سموخيا المحاذية للحدود الدولية من قبل عناصر قوى الأمر الواقع التابعة لاحد الاحزاب في المنطقة. نهيب بالاجهزة الامنية القيام بواجبها في حماية ارزاق ابنائنا وطمأنتهم، وازالة المخالفات فورا وسحب العناصر الغريبة عن البلدة، ووضع حد لكل الممارسات والتعديات التي تسيء الى العيش المشترك فيشعر أهالي رميش الاحباء انهم ينتمون الى دولة تحميهم وتضمن سلامتهم وحرية عملهم في ارضهم".

 واضاف: "نجد في الإنجيل المقدس نسبين ليسوع: الأول في إنجيل متى إنحداري من إبراهيم إلى يوسف رجل مريم التي منها ولد يسوع الذي يدعى المسيح (متى 1: 16)، والثاني في إنجيل لوقا تصاعدي من يوسف إلى آدم الذي هو من الله (لو3: 23-38). القديس متى قصد التأكيد أن يسوع هو المسيح المنتظر والملك من سلالة داود، ومحقق مواعيد الله الخلاصية لابراهيم، كما أعلن الآباء والأنبياء، منذ القديم. أما القديس لوقا، الذي يكمل رؤية متى فيبين أن يسوع هو آدم الجديد، وأبو كل البشرية المفتداة، ومخلص جميع البشر، من أي عرق ودين ولون كانوا. ويتفرد لوقا (2/1-7) بالحديث عن تسجيل يسوع مع أبيه وأمه، في الاحصاء العالمي الذي اضطر يوسف ومريم الحبلى بيسوع على السفر من الناصرة إلى مدينة داود للاكتتاب. وفي هذه الأثناء ولد الطفل في بيت لحم وسجل في أسرة يوسف ومريم: يسوع بن يوسف الذي من الناصرة (يو 1: 45). هذا يعلن بوضوح إنتماء يسوع إلى الجنس البشري، إنسانا بين الناس، من سكان هذا العالم، خاضعا للشريعة وللمؤسسات المدنية، ولكن فاديا للإنسان ومخلصا للعالم. "وهذا الذي إكتتب في الإحصاء المسكوني مع البشرية جمعاء، إنما أراد أن يحصي الناس أجمعين معه في سفر الأحياء، ويسجل في السماوات مع القديسين كل الذين يؤمنون به، له المجد والقدرة إلى الدهور، آمين" (أوريجانس، عظة 11 في القديس لوقا؛ أنظر البابا يوحنا بولس الثاني: حارس الفادي، 9). إن مجموعة الأجيال الثلاثة ترمز إلى مسيرة شعب الله نحو المسيح، الذي هو محور البشرية والتاريخ. المجموعة الأولى من إبراهيم إلى داود هي مسيرة الإيمان، ومعروفة أيضا بعهد البطاركة؛ المجموعة الثانية من داود إلى سبي بابل هي رمز الخطيئة وعهد الملوك؛ المجموعة الثالثة من سبي بابل إلى المسيح هي رمز وعد الله الذي ما زال قائما، لأن الله صادق في الوعد وأمانته إلى الأبد، حتى تحقق الوعد في المسيح، وهي عهد ما بعد المنفى (السبي). المقصود من نسب يسوع إلى العائلة البشرية أن المسيح الرب هو سيد تاريخ البشر في مجراه اليومي لكونه "ألفه وياءه، بدايته ونهايته" (راجع رؤ 1: 8). وهو يعمل مع كل مؤمن ومؤمنة على تحقيق تاريخ الخلاص الذي يشمل البشر أجمعين، ويعطي التاريخ الزمني قيمته وقدسيته".

واردف: "أيها المسؤولون المدنيون المتعاطون الشأن السياسي، أتدركون أن الله في سر تدبيره وضع للعالم نظاما ليعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الارض، وينعموا بالخير والعدل. فكانت السلطة السياسية التي تطورت عبر مراحل انشائها وتكوينها وصلاحياتها، وهي مدعوة دائما لاستلهام مشيئة الله وتصميمه الخلاصي، فيكون على صاحب السلطة ان "يقضي بالبر للشعب، وبالانصاف للضعفاء" (مز72/2). وانذر الله الملوك بلسان الانبياء، بسبب تقصيرهم وظلمهم للشعب، قائلا بلسان النبي آشعيا: ويل للذين يشترعون فرائض للاثم والظلم، ليسلبوا حق ضعفاء شعبي (اشعيا10/1-2).

أتعرفون أيها المسؤولون، أن الله يملك على كل الأمم (إرميا 10: 7 و 10)؛ ويفرض على متولي السلطة أن يمارسها محافظا على شريعته ورسومه؟ هل تعرفون في ضوء كل هذا أن السلطة المدنية هي ذات طابع أخلاقي يشكل الأساس للعمل السياسي؟ فلأنكم تجهلون كل هذا، أنتم تعتدون على مشيئة الله، وتمعنون في قهر الشعب الذي انتدبكم وأتمنكم: تمعنون في إفقاره وظلمه وتحقيره وحرمانه من حقوقه الأساسية ليعيش بكرامة في وطنه، وتمعنون في تشريده وتهجيره، واعتباره كنفاية، بحسب تعبير قداسة البابا فرنسيس.

كفوا إذن، أيها السادة النواب ومن وراءهم عن هذه السلسلة من الإجتماعات الهزلية في المجلس النياني، والمحقرة في آن لكرامة رئاسة الجمهورية من جهة، وللإفادة من غورها من أجل مآرب سياسية ومذهبية من جهة أخرى، فضلا عن السعي إلى تفكيك أوصال الدولة والمؤسسات. عودوا إلى نفوسكم واعلموا أن جماعة سياسية، حاكمة بالأصالة أو بالوكالة، ومعارضة بالأصالة أو بالوكالة، لا بد من أن تسقط مهما طالت السنوات ما دامت تهمل إرادة الشعب وتعتبره كمية لا قيمة لها وحرفا ساقطا. لقد أرسلكم الشعب إلى البرلمان لتنتخبوا رئيسا لا لتحدثوا شغورا رئاسيا. والله أعطاكم مناسبة تجل لتنتخبوا رئيسا في المهلة الدستورية، فحولتموها زمن تخل لا نعرف متى ينتهي، ووسيلة إهمال جديد لرغبة الشعب الذي يريد رئيسا يحمي ظهر لبنان وصدره لا ظهر هذا أو ذاك. فمتى كان ظهر الدولة محميا، فظهر كل المكونات اللبنانية يكون محميا. الشعب يريد رئيسا لا يخونه مع قريب أو بعيد ولا ينحاز إلى المحاور؛ رئيسا يطمئنه هو ويحمي الشرعية لتضبط جميع قوى الأمر الواقع؛ رئيسا يعمل مع مجلس وزراء جديد وفعال وموحد الكلمة فتعود الحياة الطبيعية إلى مؤسسات الدولة وإداراتها".

 وتابع: "إن كل ما يجري على الصعيد الرئاسي والحكومي والنيابي والعسكري في الجنوب وعلى الحدود، وتآكل الدولة رأسا وجسما، يؤكد ضرورة تجديد دعوتنا إلى الحياد الإيجابي الناشط، وإلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويته فلا يفقد ما بنيناه في مئة سنة من نظام وخصوصية وتعددية وحضارة وثقافة ديمقراطية وشراكة وطنية، جعلت منه "صاحب رسالة ونموذج في الشرق كما في الغرب"، بحسب قول  البابا القديس البابا يوحنا بولس الثاني. لقد آلمنا للغاية إغتيال الجندي الإيرلندي منذ ثلاثة أيام، وهو من أفراد القوات الدولية في الجنوب اللبناني. إننا نشجبها وندينها بأشد العبارات. ونعزي بلده الصديق وعائلته، والكتيبة الإرلندية وقائد القوات الدولية وجنودها. وإننا نلتمس الشفاء العاجل لرفاقة المصابين. إن هذا الجندي الإيرلندي الذي جاء إلى لبنان ليحمي سلام الجنوب، استشهد فيه برصاصة حقد إغتالته. هذه الحادثة المأسوية التي تشوه وجه لبنان، إنما تستوجب تحقيقا شفافا لبنانيا وأمميا يكشف الحقيقة ويجري العدالة. لقد حان الوقت، بل حان من زمان، لأن تضع الدولة يدها على كل سلاح متفلت وغير شرعي وتطبق القرار 1701 نصا وروحا لأن تطبيقه حتى الآن هو انتقائي واعتباطي ومقيد بقرار قوى الأمر الواقع، فيما الدولة تعض على جرحها.،وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها".

وختم الراعي: "في زمن الميلاد، الذي أشرق فيه نور بدد الظلمة عن الشعب السائر فيها، نلتمس من المولود الإلهي أن يبدد الظلمة عن ضمائر المسؤولين، لكي يتمكن المؤمنون من عيش بهجة أنوار الميلاد. ولد المسيح، هللويا! له المجد إلى الأبد، آمين".

 استقبالات

 بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية، كما التقى الدكتور طربيه على راس وفد من العائلة لشكره على مواساته لهم بفقدان زوجته.

 

المطران عودة في ذكرى جبران تويني: لمسؤولين يــحــمــلــون خــطــة إنــقــاذيــة إصــلاحــيــة تعيد بــنــاء الــوطــن الــذي اســتــشــهــد جــبــران وجــمــيــع الأحــرار مــن أجــلــه

وطنية/18 كانون الأول/2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، تخللها جناز لراحة نفس جبران تويني ورفيقيه.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: "يـــدعـــى هـــذا الأحـــد الـــذي يــســبــق عــيــد الــتـجــســد الإلــهــي أحـد الــنــســبـة، لـــذلـــك ســمــعــنـــا فـــي الــمــقــطـــع الإنــجــيــلـــي مــجــمـــوعـــة مـــن الأســمـــاء الــتــي تــشــكـــل نــســـب الـــرب يــســـوع بـــالــجــســـد، قـــد يــتــســـاءل الــبــعـــض عـــن ســبـــب اهــتــمـــام الــكــتـــاب الــمــقـــدس بــنــســـب الـــرب يــســـوع، وهــو ابـــن الله الآب، والـحـــاجــة لـــذكــر أســمـــاء الــبــشـــر الـــذيـــن يــتــحـــدر مــنــهـــم جــســـديـــا. تـــاريــخــيـــا، ظــهـــرت جــمـــاعـــة عـــرفـــت بـــاســـم «الــغــنـــوصــيـــة»، أنــكـــرت حــقــيــقـــة الــتـــأنـــس، مـــدعــيـــة أن الــســيـــد ظــهـــر كــخــيـــال أو وهـــم، وذلـــك يــعـــود إلـــى أنــهـــم يــكـــرهـــون الــجــســـد ويــعـــادونـــه نـــاظـــريــن إلــيـــه كــعــنــصـــر ظــلــمـــة. كــبـــار رجـــال الــغــنـــوصــيـــة ظــهـــروا فــي الــقـــرن الــمــيـــلادي الــثـــانـــي، إلا أن جـــذور هـــذه الــجــمـاعــة بـــدأت فـــي وقـــت مــبــكـــر جـــدا. لــهـــذا، ذكـــر الأنــســـاب هـــو تـــأكــيـــد لــحــقــيــقـــة الــتــجــســـد الإلــهـــي، وأن ذاك الـــذي هـــو فـــوق الأنــســـاب قـــد صـــار ذا نــســـب حــســـب الــجــســـد. يــقـــول الــنــبـــي إشــعــيـــاء: «مـــن يــعـــرف جــيــلـــه؟» (53: 8)، مـا فــســـره أحـــد مــعــلــمـــي الــكــنــيــســـة الأقـــدمــيـــن فـي مــعــرض رده عــلــى الــغــنـــوصــيــيـــن قـــائـــلا: «الـــذي كـــان قــبـــل الـــدهـــور مــســـاويـــا فـــي الأزلــيـــة لـــلآب ذاتـــه، هـــو نــفــســـه الـــذي حــســـب فـــي الأنــســـاب حــســـب الــجــســـد، لأنـــه إذ هـــو إلـــه فـــي الــحــقــيــقـــة، صـــار هـــو ذاتـــه فـــي آخـــر الأزمــنـــة إنــســـانـــا مـــن دون تــغــيــيـــر، وقـــد أظــهـــره مــتـــى مــشــتـــركـــا فـــي طــبــيــعــتــنـــا حــتـــى لا يــقـــول أحـــد إنـــه ظــهـــر كــخــيـــال أو وهـــم».

أضاف: " إذا، الــنـــص الـــذي نــســمــعـــه الــيـــوم مـــن إنــجــيـــل مــتـــى هـــو تـــأكــيـــد عــلــى أن الـــرب يــســـوع إلـــه تـــام، مـــولـــود مـــن مـــريـــم الــعـــذراء بــحــلـــول الـــروح الــقـــدس عــلــيــهـــا، وفـــي الـــوقـــت عــيــنـــه، هـــو إنــســان تـــام، يــنــتــمـــي إلـــى ســـلالـــة بــشـــريـــة مــعـــروفـــة لا يــمــكـــن الــتــشــكــيـــك بــهـــا.

فـــي مــخـــاطــبــتـــه الــيــهـــود عــبـــر إنــجــيــلـــه، اســتــهـــل الإنــجــيــلـــي مــتـــى حـــديــثـــه بــســلــســلـــة الــنــســـب، لأن نــســـب الــشــخـــص، فـــي الــفــكـــر الــيــهـــودي، يــحـــدد انــتــمـــاءه إلـــى شــعـــب الله. أرجـع مــتـــى نــســـب الـــرب الــبــشـــري إلـــى إبـــراهــيـــم أبـــي الآبـــاء، الـــذي يــعــتــبـــره الــيــهـــود أبـــاهـــم، كـمـا بــيـــن لــقـــرائـــه أن يــســـوع الــمــســيــح يـــأتـــي مـــن نــســل داود الــمــلـــك، مــحــقــقـــا فـــي ذاتـــه نــبـــوءات الــعــهـــد الــقـــديـــم. أمـــا الأشــخـــاص الــســتـــة والأربــعـــون الــمـــذكـــورون مـــن ســـائـــر الأجــيـــال، فــقـــد تــبـــايــنـــوا فـــي حـــالاتــهـــم الإجــتــمـــاعــيـــة والـــروحــيـــة، وكـــانـــوا إمـــا مـــن أصــحـــاب الإيــمـــان الــعــظــيـــم كـــإبـــراهــيـــم وإســحـــق وراعـــوث، أو مـــن ذوي الــســمــعـــة الــســيــئـــة مــثـــل راحـــاب وتـــامـــار. كــثــيـــرون مــنــهـــم كـــانـــوا أنـــاســـا عـــاديــيـــن عــلـــى مــثـــال حــصـــرون وآرام ونــحــشـــون، وبــعــضــهـــم كـــانـــوا أشـــرارا مــثـــل مــنــســـى وأبــيـــا. كـــل هـــذا لــكــي نـــدرك تــمـــام الإدراك أن عــمـــل الله لا تــحـــده ســقــطـــات الــبــشـــر ولا خــطـــايـــاهـــم، وأن الــخـلاص لـم يــكــن لـلأبــرار والــصــالــحـيــن فــقـــط، إنـما أيــضـــا مــن أجــل الــخــطــأة، لــهـــذا نــســمــع الـــرب يــســـوع قـــائـــلا: «لـــم آت لأدعـــو أبـــرارا، بـــل خــطـــأة إلـــى الــتـــوبــة» (لـــو 5: 32)".

وتابع عودة: "مـــا يــلــفــتــنـــا فـــي هـــذا الــنــســـب أن الإنــجــيــلـــي مــتـــى أراد الــتـــأكــيـــد عــلـــى أن يــســـوع هـــو الــمــســيـــا، الــمــلـــك الــمــنــتــظـــر، ولــهـــذا يــفــتــتـــح ســلــســلـــة الأنــســـاب بــقـــولـــه: «كــتـــاب مــيـــلاد يــســـوع الــمــســيـــح ابـــن داود ابـــن إبـــراهــيـــم». لــقـــد تـــرك مــتـــى كـــل الأســمـــاء لــيـــذكـــر داود وإبـــراهــيـــم، لأن الله وعـــدهــمـــا وحـــدهــمـــا صـــراحـــة بـــالــمــســيـــح، إذ قـــال لإبـــراهــيـــم: «ويــتــبـــارك بــنــســلـــك جــمــيـــع أمـــم الأرض» (تـــك 22: 18)، ولـــداود: «مـــن ثــمـــرة بـطــنـك أجــعـــل عــلى كــرســيــك» (مــز 132: 11). ركـــز عــلــى داود الــمــلـــك وإبـــراهــيـــم أبـــي الآبـــاء لــيــعــلـــن أن الــمــســيــح هــو الــمــلـــك الــمـــوعـــود بـــه، ابـــن داود. هـــو الــمــلـــك الــمــتــخـــفــي وراء طــبــيــعــتــنــا الــبــشـــريــة، والــمــتــخــلــي عـــن كــمـــال مــجـــده وبــهـــائـــه، لــكــي يــعــطـــي لــلــشــيــطـــان فـــرصـــة الـــدخـــول مــعـــه فـــي مــعـــركـــة، كــمــا يــفــعــل مـــع ســـائـــر الــبــشـــر، فــيــغــلــبـــه الــســيـــد ويــخــلــصــنـــا مـــن تــســلــطـــه. مـــن جــهـــة ثـــانــيـــة، بــعـــدمـــا كـــان الــيــهـــود يــظــنـــون أنــهـــم إن رأوا وجـــه الـــرب يــمـــوتـــون، يــهــبــنـــا الـــرب فـــرصـــة لــقــبـــولــنـــا إيـــاه، فـــلا نــهـــاب بــهـــاءه ونــهـــرب مـــن جـــلال عــظــمــتـــه، بـــل نــقــبـــل لــقـــاءه والاتــحـــاد بـــه والــثــبـــات فــيـــه. يــقـــول الــقـــديـــس يـــوحــنـــا الـــذهــبـــي الــفـــم: «لا يــظــهـــر الــمــلـــك دومـــا بــمــظــهـــره الــخــاص، إنــمـــا يــلــقـــي الأرجـــوان جـــانــبـــا ومــعـــه الــتـــاج، مــتــنــكـــرا فـــي زي جــنـــدي عـــادي حــتـــى لا يـــركـــز الــعـــدو هــجــمـــاتـــه عــلــيـــه، أمـــا هــنـــا فــحـــدث الــعــكـــس، إذ قـــد فــعـــل الـــرب ذلـــك حــتـــى لا يــعـــرفـــه الــعـــدو ولا يــهـــرب مـــن الـــدخـــول مــعـــه فـــي مــعـــركـــة، ولــكـــي لا يـــرتــبـــك شــعــبـــه أمـــام بــهـــائـــه، إذ جـــاء لــيــخــلـــص لا لــيـــرعـــب».

 واعتبر ان "الــمـــؤمـــن الــحــقــيــقـــي يــفــعـــل كــمـــا فــعـــل الـــرب، فـــلا يــخـــاف مـــن ضـــربـــات الــشـــريـــر، بـــل يــكـــون مــســتــعـــدا لــتــلــقــيــهـــا بــعـــزم وثــبــات. هـــذا مـــا فــعــلـــه حــبــيــبــنـــا جــبـــران، الـــذي رأى بــلـــده يــعـــانــي، فــمــا طــاق الــبــقـــاء بـعـيـدا عـنـه، بـل عـــاد لــيـــواجـــه الــشـــر بــكــلــمـــة الــحـــق، ولــيــكـــون إلـــى جــانـــب أبــنـــاء شــعـبـــه الــمــحــتـــاجــيــن صـــوتــا يــصـــدح بـــالــحــقــيــقـــة ولا يـتـغـاضـى عـن ظــلــم. حـــاول الــشـــر خــنـــق صـــوت جــبـــران فـــي 12 كـــانــون الأول 2005، إلا أن صـــوت الــحـــق لا يــقـــوض ولا يــكــم، ويــصــبـــح أقـــوى بــعـــد الــمـــوت. ســبـــع عــشـــرة ســنـــة مـــرت عــلـــى اغــتــيـــال الــحــبــيـــب جــبـــران، ومـا زال صـــوتـــه مــدويـا، مـــذكـــرا الــلــبــنـــانــيــيـــن بـــأن يــبــقــوا مــوحـديــن، دفـاعــا عــن لــبـنـان الــعــظــيــم".

وقال: "فـــي هـــذا الــعـــام، الـــذي مـــرت فــيـــه ذكـــرى اســتــقـــلال لــبــنـــان بــصــمـــت وحـــزن وفـــراغ، نــســتـــذكـــر قـــول جــبـــران: (الــمــحـــافــظـــة عــلـــى الاســتــقـــلال تــكـــون بــتــعـــزيـــز إيــمـــانــنـــا بـــه وبـــوحــدتــنــا، وحـــدة لــبــنــان مــكــرســـة، وحـــدهـــا الـــوصـــايـــة الــخـــارجــيـــة تــهـــددهـــا) (2005). نـــادى جــبـــران مــنـــذ شــبـــابـــه بــنــبـــذ الأنـــانــيــات والــمــصـــالـــح قــائــلا: (صــمـــدنـــا مــعـــا لــيــحــيـــا لــبــنـــان، فـــإيـــانـــا وإيـــاكـــم أن نــخـــون حــلــمــنـــا وأن يــســقـــط وطــنــنـــا فـــداء أنـــانــيـــات وأســبـــاب عــبــثــيـــة) (1989). لــكـــن الــشــعـــب كـان ومـا زال أســيـــر طــغــمـــة ســيـــاســيـــة تــحــكـمـــه وتــتــحــكـــم بــمــصــيـره، واضــعــة مــصــالــحــهــا فـــوق مــصــلــحـــة الـــوطـــن، مـــا دفـــع جــبــران إلــى الــقـول: (مـــا يـــريـــده الــشــعـــب هـــو إلــغــاء هـــؤلاء الــســيـــاســيــيـــن الـــذيـــن يــومــيـــا يــبــيــعـــون الـــوطـــن مـــن الــخـــارج، فــي حــيــن يــبــيــعـــون الـــداخــل مـــواقــف كــاذبــة، إلــى مــتـــى ســنــظـــل نــقــبـــل بـــأن يــحــكــمــنـــا الــفــاشــلـــون الــمــفـــروضـــون عــلــيــنـــا بـــالــقـــوة لــتــشـــويـــه ســمــعــة لــبــنـان والإجــهـــاز عــلــيــه؟) (1986). مـــاذا كـــان جــبـــران لــيــقـــول فـــي هـــذه الأيـــام الــقـــاتــمـــة الــتـــي تــمـــر عــلـــى لــبــنــان والــلــبــنـــانــيــيـــن، بــســبـــب أشــخـــاص يــعــمــلــون مــن أجــل مــنــافــعــهــم ومــراكــزهــم، تــقــودهــم أنــانــيــاتــهــم، ولا يـــرون فـــي بــلـــدهــم ســـوى قـــالـــب حــلـــوى يــتــقــاســمــونــه بـــدلا مـــن الاحــتــفـــال بـــه مـــع أبــنـــاء الــشــعـــب".

وأردف: " بــعـــد ســنـوات عــلــى اغــتــيــال جــبــران، وقــبــلـــه وبــعــده أعــداد مــن الأبـطـال الـــذيــن نــادوا بـقــيـام دولــة الــقــانــون والــعــدالـة، دولـة الـحـــريــة والأحــرار، دولــة حــديــثــة يـكـون فــيـهـا الــحـكـام خـدامـا امـنـاء لـوطـن يعــيـش فـيـه جـمـيــع أبــنــائــه فــي كــنــف دولــة ديــمــقــراطــيـة تــرعــى جــمــيــع مــواطـنــيــهــا بــالــحــق والــمــســاواة والــعــدالــة، وتـحـمـيـهـم مـن كـل اعـتـداء، نــتــســاءل هــل هــدرت دمــاؤهــم عــبــثــا ونــحــن نــتــراجــع يــومــا بــعــد يــوم، ودولــتــنــا تــتــفــكــك ودســتــورهــا يــداس وسـيـادتـهـا مــنـتــقــصـة وهــيــبــتــهــا تـــزول؟".

 وقال: "لــقــد قــتــلــوا جــبــران لأنــه حــر، مــســتــقــل، نــزيــه، جــريء فــي قــول الــحــقــيــقــة، ثـــائــر عــلــى الــفــســاد والــكــذب والــظــلــم والإستـتـبـاع، رافــض لــلإنــحــطــاط الــســيــاســي والــتــفــلــت الأمــنــي والإهــتــراء الإداري والإرتــهــان لــلــخــارج عــلــى حــســاب لــبــنــان. والـمـــؤســف أن مــا كــان يــشــكــو مــنــه جــبــران قــد تــضــاعــف، ولــيــس أحــد بــريــئــا مــن دم هــذا الــلـبــنــان لأن الــجــمـيــع ســاهــمــوا فــي طــعــنــه وجــلــده والــتــنــكــيــل بــه، وآخــر بــدعــهــم تــعــطــيــل انــتــخــاب رئــيــس لــلــجــمـهــوريــة، واعــتــمــاد أســالــيــب لا تــمــت إلــى الــدســتــور بــصــلــة. صــحــيــح أن مــتــاريــس الــحــرب أزيــلــت لــكــن أخــلاقــيــات الــحــرب مــا زالــت مــســتــمــرة، وألاعــيــب الــســيــاســيــيــن بــاتــت مــكـشــوفــة، وخــطــايــاهــم الــكــثــيــرة قــد أوصــلــتــنـا إلــى مــا نــحــن فــيـه".

وسأل: "هــل نــســتـسـلــم أمـام مــن يــنــحــرنــا؟ هــل نــتــرك الــيــأس يــغــزو نــفــوســنــا؟ أم نــشــهــر ســيــف الــمــطــالــبــة بــإصــلاحــات جــذريــة تــضــع حــدا لــكــل فــســاد وتــهــاون وإســاءة لــلــبــلــد وأبــنــائــه، وتــقــتــص مــن كــل مــعــتــد عــلــى الــدســتــور وعــلـى الــقــوانــيــن وعــلـى الــمـواطــنـيــن وحــقــوقــهــم، وتـعـاقـب كـل مـن يـتـطـاول عـلـى سـيـادة الـدولـة وأمــنـهـا؟"، مضيفا "نـكـرم ذكـرى جـبـران بـالـصـمـود، بـرفــض الـحـقـد والـقـهـر والـخـنـوع ، ومـحـاسـبـة النــواب عـلى مـمـارسـاتـهـم الـعـقـيـمـة والـمـذلـة لـمـنـتـخـبـيـهـم،  ونـكـرر مـا قـلـنـاه مــرارا: نــحــن بــحــاجــة إلــى مــســؤولــيــن، وعــلــى رأســهــم رئــيــس لــلــبــلاد، ذوي ضــمــيــر حــي، يـدركـون عـظـم مسـؤولـيـتـهـم ويــحــمــلــون خــطــة إنــقــاذيــة إصــلاحــيــة واضــحــة تــبــاشــر فــي إعــادة بــنــاء الــوطــن الــذي اســتــشــهــد جــبــران وجــمــيــع الأحــرار مــن أجــلــه".

وختم عودة: "لـنـرفـع الـدعـاء مـعـا مـن أجـل راحـــة نــفـــوس جــبـــران ورفــيــقــيـــه أنـــدريـــه ونــقـــولا، كــمـــا لـــراحـــة نــفـــوس جــمــيـــع مـــن ســقــطـــوا دفـــاعـــا عـــن لــبــنـــان الــعــظــيـــم، بـــإرادتــهـــم، أو غــصــبـــا عــنــهـــم، مــثــلــمـــا حـــدث فـــي 4 آب 2020، عــنـــدمـــا نـحـروا جـزءا مـن بـيـروت وقـضـى الــمــئـــات مـن أبـنـائـهـا فـيـمـا كـانـوا هـــانــئـيـن فـــي أمـاكــنـهــم. صـــلاتــنـــا ألا تـــذهـــب هــبـــاء لا دمـــاؤهــم، ولا جــهـــادات كـــل الــلــبــنـــانــيــيـــن الـــذيـــن يـــذلـــون يـــومــيـــا، صـــائـــريـــن شــهـــداء وهــم أحــيـــاء يـنـاضـلـون مـن أجـل حـيـاة كـريــمــة. دعــاؤنـــا أن يــحــفـــظ الــطــفـــل الإلــهـــي، الـمـولـود مـــن نــســـل بــشـــري، جــمــيـــع أبــنـــاء هـــذا الــبــلـــد الــحــبــيـــب، وأن يــوقـظ مـــا تــبــقـــى مـــن ضــمــيـــر لـــدى الــمــســـؤولــيـــن، حــتـــى يــنــهــضـــوا الـــوطـــن والــمــواطـــن مـــن هـــوة الــيـــأس، آمــيـــن".

 

نص بيان مشترك صادرعن اللقاء الأول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني

موقع صوت المحبة/17 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114184/%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84-%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%a7/

صدر عن اللقاء الأول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني الذي عقد عن المقر البطريركي للسريان الأرثوذكس، العطشانة ـ لبنان في 16 كانون الاول 2022 بيانًا مشتركًا وهذا ما جاء فيه:

ܒܫܡ ܐܒܐ ܘܒܪܐ ܘܪܘܚܐ ܩܕܝܫܐ܆ ܚܕ ܐܠܗܐ ܫܪܝܪܐ܆ ܐܡܝܢ

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

نحن البطاركة: مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس،

ومار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي،

والكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة،

والكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم،

ومار آوا الثالث روئيل، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العراق والعالم.

نشكر الله لأنّه منحنا أن نجتمع باسمه القدوس كإخوة ورعاة كَنَسيّين معاً في هذا اللقاء الرسمي لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني، وذلك بدعوة من بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس.

لقد تناولنا بالبحث والدراسة في لقائنا اليوم المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأكّدنا على ما يلي:

• أوّلاً: الروحانية السريانية

تعتزّ كنائسنا بتراثها السرياني العريق الذي يجمعها ويشكّل إرثاً تاريخياً مقدّساً غنياً ينبع من وحدتنا التاريخية ولغتنا السريانية الواحدة وطقوسنا الكنسية والليتورجية المشتركة. روحانيتنا السريانية متجذّرة في كنائسنا، ونعيشها في الافخارستيا وصلوات الكنيسة وتعليم الآباء السريان القدّيسين الذين أغنوا الكنيسة الجامعة كلّها بروحانية اختبرت ولا تزال تختبر عمق الحياة الرهبانية والبُعد الإرسالي، وهي تعي رسالتها في العالم، وقد أوصلت الإيمان المسيحي إلى بلدان الشرق الأدنى، ومنها الهند.

كما تفتخر بهذا الكنز المميّز الذي تناقله آباؤها منذ فجر المسيحية عبر قرون تخللتها اضطرابات ومِحَن كثيرة. لكنّ كنائسنا تمسّكت بإرثها وحافظت عبر مسيرتها التاريخية على التعاليم والتقاليد التي ورثتها بأمانة رسولية وغيرة وقّادة. وها نحن اليوم نجد من الضرورة تعزيز الراوبط بين كنائسنا وتكثيف التعاون فيما بينها على مختلف الأصعدة، خدمةً لأبنائنا الروحيين في كلّ مكان، وسعيًا لنشر تراثنا السرياني وتسليط الضوء عليه والمحافظة عليه بكلّ حرص كلؤلؤة ثمينة ووديعة مقدّسة على مدى الأجيال.

• ثانياً: الحضور السرياني في الشرق الأوسط والتحدّيات الرعوية

نؤكّد على أنّنا شعب واحد بتراثه السرياني المشترك، متجذّر في صلب هذا الشرق الحبيب وفي أساس تكوينه، رغم تعدّد كنائسنا وتنوّع تقاليدنا الرسولية. وقد شكّلت شهادتنا لإيماننا المسيحي عامّةً والسرياني خاصّةً شغلنا الشاغل ومصدر قلقنا الدائم. لذا خصّصنا وقتاً غير يسير للتعمّق بدورنا في حياة شرقنا وكيفية تعزيزه وتقويته، وبحثنا الآليات المتوفّرة للعمل على دعم حضور أبنائنا في أرض الشرق التي تعمّدت بدماء آبائنا وأجدادنا. وفي هذا الإطار، جدّدنا عزمنا الثابت على متابعة رعايتنا الأبوية لهم بغية تثبيتهم في أوطانهم، والحَدّ من نزيف الهجرة بسبب الصراعات والنزاعات القائمة والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة التي يمرّ بها العالم، وبخاصة منطقة الشرق الأوسط. لذا نصلّي من أجل أبناء أوطاننا المتألّمين بسبب هذه الأزمات التي تطال الحياة اليومية لجميع المواطنين، ونؤكّد على إكمال السعي معاً، وبذل الغالي والنفيس من أجل تقديم الشهادة المسيحية والعمل لخير الإنسان وكرامته والمطالبة بحقوقه كافّةً.

• ثالثاً: الحضور السرياني في بلاد الانتشار

يشغل فكرنا ويقلقنا تشتُّت أبنائنا في بلاد الانتشار بعدما اضطّروا إلى هجرة أوطانهم الأم في الشرق بسبب أعمال العنف والاضطهاد والاقتلاع، نتيجة الأوضاع المعيشية المتأزّمة، ما يدفعنا إلى متابعة شؤونهم والحرص على تأمين الخدمة الروحية والراعوية لهم، وحثّهم على التمسّك بإيمان آبائهم وأجدادهم وهويتهم وتراثهم ونشر هذا التراث التاريخي المجيد في المجتمعات والأوطان الجديدة التي يعيشون فيها، ونقله إلى الأجيال الجديدة. فهم ولئِن أُرغِموا على مغادرة أوطانهم الأمّ جسدياً، فإنّنا نشجّعهم كي يحافظوا على الصلات الوثيقة والروابط الراسخة بها، عبر مساندتهم لقضايا شعبهم المحقّة ومداومتهم على زيارتها، وتقديم الدعم الممكن للرعاة الكنسيين الذين أوكلنا إليهم رعايتهم المباشرة في بلاد الاغتراب، ومساعدة الكنيسة في أداء رسالتها الرعوية في بلدان شرقنا المعذَّبة، فتتمكّن كنائسنا من القيام بواجبها الرعائي في مختلف المجالات لا سيّما الصحّية والتعليمية والاجتماعية.

• رابعاً: شراكة في الشهادة

نشكر الله على كل الجهود المبذولة من أجل انفتاحنا ككنائس على بعضنا البعض وسَعينا الدائم نحو التقارب والوحدة الإيمانية المنشودة، لا سيّما عبر اشتراكنا في اللجان المختلفة للحوارات اللاهوتية الرسمية بين الكنائس.

ونتعهّد باحترام الخصوصيات اللاهوتية والعقائدية لكل كنيسة من كنائسنا، مشدّدين على رباط “مسكونية الدم” الذي يوحّدنا في شهادتنا لإيماننا بالرب يسوع ودفاعنا عن وجودنا وحضورنا في بلادنا، فضلاً عن التزامنا المشترك في خدمة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله.

• خامساً: التراث السرياني المشترك

يهمّنا أن ننوّه بجهود الباحثين ومبادرات المؤسسات التي سعَت وتسعى لدراسة إرثنا السرياني المشترك ونشره، وبشكل خاص جهود القيّمين على المؤتمر السرياني العالمي (Symposium Syriacum) ومؤسسة Pro Oriente، ونؤكّد على:

1. رغبتنا بإيجاد آليات مشتركة لتعليم اللغة السريانية التي تكلّم بها الرب يسوع ورسله القدّيسون، والعمل على نشرها والتعمّق بدراستها بالوسائل المتاحة من تقليدية وحديثة.

2. أهمية تعزيز مجالات التعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات، وخاصةً على مستوى طلاب وأساتذة كليات اللاهوت.

3. التشجيع على التخصص بالدراسات السريانية في الجامعات.

4. إعادة إحياء مؤتمرات التراث السرياني في الشرق الأوسط.

5. تشكيل لجان مشتركة للبحث في المسائل ذات الاهتمام المشترك، ولا سيّما ما يتعلّق بالطقوس والليتورجيا.

6. إقامة ندوات ولقاءات ونشاطات تهدف إلى نشر الوعي بين أبناء كنائسنا في بلاد الشرق وعالم الانتشار عن الهوية السريانية المشتركة لكنائسنا، وتحفيز الأجيال الصاعدة للمحافظة على هذا التراث التاريخي الأصيل وتعزيز الانتماء إليه.

ختاماً

نجدّد شكرنا للرب الإله الذي رافقنا في اجتماعاتنا ونقاشاتنا، وإيّاه نسأل كي يفيض علينا مواهب روحه القدوس فنتابع شهادتنا له بقوة وشجاعة وحكمة، ونعمل معاً من أجل رعاية قطيع المسيح الذي اؤتمنّا عليه والمحافظة على إرثنا السرياني العريق. واتّفقنا على المضي قُدُمًا في هذا اللقاء بشكل سنوي.

كما نصلّي من أجل الأمن والسلام والعدل والاستقرار في العالم أجمع، وخاصةً في شرقنا الحبيب، مهد المسيحية ومنبع جذورنا وحضارتنا وتراثنا وثقافتنا، والذي نحن فيه مؤسِّسون ومتأصّلون، ومن أجله قدّمت الكنيسة تضحيات جسام، مستذكرين بشكل خاص معاناة صاحبي النيافة المطرانين مار غريغوريوس يوحنّا إبراهيم وبولس يازجي المغيّبَين مع سائر إخوتهم المخطوفين من الكهنة والعلمانيين، مصلّين من أجلهم ومطالبين أصحاب النفوذ وذوي النوايا الحسنة العمل الحثيث من أجل الكشف عن مصيرهم.

ونجدّد دعوتنا لأبناء كنائسنا بأن يعتزوا ويفتخروا بماضيهم وحاضرهم، ويظلّوا ثابتين ومتجذّرين كلٌ في وطنه، مؤدّين شهادة حيّة لإيماننا المسيحي، بالمحبّة والفرح والتسامح والعيش المشترك مع إخوتنا في الإنسانية وشركائنا في الوطن، على أسس التعدّدية، والحرّية، وحقوق الإنسان، والمواطنة، والعدالة، والمساواة، وبناء السلام، كونها مفاهيم تعزّز القِيَم والمصالح المشتركة، واثقين بوعد الرب يسوع القائل لكنيسته: “ها أنا معكم كلّ الأيّام حتّى انقضاء الدهر” (متى 28: 20).

وبمناسبة حلول عيد ميلاد الربّ يسوع المسيح بالجسد ورأس السنة الجديدة 2023 والدنح (الظهور الإلهي)، نتقدّم بأحرّ التهاني وأطيب الأمنيات من أبناء وبنات كنائسنا في العالم أجمع. ومع ملائكة بيت لحم، وبرجاء صالح، نصلّي من أجل الأمن والسلام في العالم بأسره.

مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان،

بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي

مار إغناطيوس أفرام الثاني،

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق

للسريان الأرثوذكس

مار بشارة بطرس الراعي،

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة

مار آوا الثالث روئيل،

بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة

في العراق والعالم

الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو،

بطريرك الكلدان في العراق والعالم

 

قاووق: ندعو للتوافق الداخلي لحل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ولعدم الرهان على الوساطات الخارجية

وطنية /17 كانون الأول/2022

أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أنه "كلما مر على لبنان يوم وليس فيه رئيس للجمهورية، تزداد معاناة اللبنانيين، وتضيع الفرص التي يدفع ثمنها اللبنانيون في اقتصادهم واستقرارهم". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب ل"فقيد الجهاد والمقاومة"، علي عبد الرضا مرعي في حسينية بلدة كفرا الجنوبية، تكريما لعطاءاته وذكراه، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وجمع من الأهالي. وأشار إلى أن "جماعة منطق التحدي والمواجهة، أدخلوا البلد في نفق مظلم، ولا سبيل للخروج منه إلا بالتوافق، وأما الذين ينتظرون وساطات الخارج، فهم ينتظرون الحل الأبعد، لا سيما وأن هذه الوساطات خجولة ولا تزال قاصرة عن إنتاج حل لأزمة انتخاب رئيس للجمهورية". وأكد أن "حزب الله لا يرهن على الوساطات الخارجية، وهو يدعو للتوافق الداخلي، لأن التوافق هو الحل الأضمن والأقصر والأسرع". وأوضح أن "بين حزب الله وقوات الطوارئ الدولية علاقة تعاون وتنسيق، وهذه العلاقة مستقرة ومستمرة، لأن حزب الله يحترم القرار 1701". وختم قاووق: "أكثر ما يخشاه نتنياهو هو المواجهة مع حزب الله، وهذا هو سبب تراجعه عن تهديداته برفض اتفاق الترسيم".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18 و 19 كانون الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 كانون الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/114171/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1632/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 18/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/114173/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-december-18-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/