المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 كانون الأول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december09.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثانِيَةً

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/الإتحاد العمالي العام ببشارّهُ وطليسّه هو اداة بيد بري وسيد امونيوم للخراب ولا علاقة له لا بالعمال. هو من موروثات الإحتلال السوري

الياس بجاني/هل لبنان محتل أم مخطوف ومأخوذ رهينة، وما هي وضعية الطائفة الشيعية اللبنانية في ظل الاحتلال الإيراني للبنان؟

الياس بجاني/فيديو وبالصوت والنص/من هي القديسة بربارة؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاأربعاء في 8 كانون الأول 2021

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 8/12/2021

عداد كورونا يقترب من الـ2000 إصابة!

السعودية والإمارات: على لبنان ألا يكون حاضنةً لتنظيمات تهدد المنطقة وشدَّدتا على أهمية التعامل بشكل جدّي وفعّال مع الملف النووي والصاروخي لإيران

بيان سعودي إماراتي: لحصر السلاح في لبنان على مؤسسات الدولة

البيطار يستأنف عمله… وتحرك جديد لوكيل المشنوق

«النقد الدولي» يطالب السياسيين اللبنانيين بالتوافق على الخطة الاقتصادية

المواجهة المفتوحة: مع "حزب اللّه" أو ضدّه؟ فايسبوك/الياس الزغبي/ فايسبوك

«النقد الدولي» يطالب السياسيين اللبنانيين بالتوافق على الخطة الاقتصادية

في الكويت… تجديد حبس 4 متهمين بقضية تمويل “الحزب”

شيا في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حكومة ميقاتي أمام مهمة مزدوجة: عودة الاجتماعات وضبط الحدود مع سوريا

سلاح “الحزب” يعطّل الحكومة

فرنسا تدعو لبنان للالتزام بإجراء الإصلاحات ,«حزب الله» يجدد رفض النقاش بقضية سلاحه

“حزب الله” يطيح مفاعيل البيان السعودي – الفرنسي وعون يؤكد التزام لبنان القرارات الدولية

البيطار يستكمل تحقيقاته في "المرفأ" وسط المخاوف من صفقة تطيح به

تحذير روسي لإيران من انفجار لبنان

البرلمان اللبناني يسقط صفة «العجلة» عن «التدقيق الجنائي»

محقق انفجار مرفأ بيروت يستأنف عمله ويستعد لاستدعاء سياسيين /«الاستئناف» أطلقت يده مجدداً والمواجهة تنتقل إلى «التمييز

»فرنسا تدعو لبنان للالتزام بإجراء الإصلاحات و«حزب الله» يجدد رفض النقاش بقضية سلاحه

النقاش الدستوري بدأ الاثنين من "الأكثرية"... وغداً "بحث آخر"

البيطار "رجع" والسلطة "بالمرصاد"!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رسائل» قصف إسرائيل لميناء اللاذقية

سورية: إسرائيل تُدمِّر شحنة أسلحة إيرانية… وبينيت: لن نتوقف لحظة

استهداف رتل أميركي بريف الحسكة... وإصابة 6 مدنيين من أسرة واحدة في غارة للتحالف

إسرائيل تستهدف «شحنة أسلحة إيرانية» غرب سوريا

بنيت: لن نتوقف ثانية عن محاربة القوى الهدامة

واشنطن تعاقب قائد “الباسيج” وضالعين في قمع الاحتجاجات في إيران

استئناف محادثات فيينا اليوم... والولايات المتحدة: الكرة في ملعب طهران... ولندن: الفرصة الأخيرة

واشنطن تعلن مصادرة شحنتي أسلحة وصواريخ إيرانية في بحر العرب

ضحايا تفجير البصرة إلى 16 والفصائل لن تستهدف الأميركان برأس السنة

الادعاء الفرنسي: إطلاق سراح سعودي اعتقل بالخطأ في مطار باريس

دمشق تتحدث عن استهداف رتل أميركي شرق الفرات

«تسويات» في البوكمال بريف دير الزور

اعتقالات في دير الزور بعملية إنزال جوي للتحالف

قمة إسرائيل واليونان وقبرص: قلق مشترك في الأمن والغذاء

وزير خارجية روسيا إلى الجزائر والمغرب خلال أيام

الجيش الإسرائيلي يعلن اكتمال بناء الجدار الضخم حول غزة

نتنياهو يطلب {حماية عائلته من إيران}

«إيسيسكو» تعلن انتخاب مرشح فلسطين رئيساً لمجلسها التنفيذي بعد يوم واحد من فوز مرشح مغربي بالمنصب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تطبيع تدريجي مع الرياض.. والانتخابات تُعثّر الإصلاحات/طارق ترشيشي/الجمهورية

حكومة تصريف أعمال «مقنّع» حتى الانتخابات؟/راكيل عتيِّق/الجمهورية

كيف يستعدُّ ميقاتي للأيام الصعبة؟/طوني عيسى/الجمهورية

العريس وأمّه وأبوه/سناء الجاك/نداء الوطن

خطة متدحرجة للمصارف تحاكي الأزمة المالية/محمد دهشة/نداء الوطن

دوامة الشر والظلامية!/رامي الرّيس/نداء الوطن

أي تأثير لاقتراع المغتربين في استحقاق 2022؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

جمود قاتل... لكنّ طبخة التسويات على النار/كلير شكر/نداء الوطن

الترجمة العملية للبيان الفرنسي – السعودي/د. ميشال الشماعي/نداء الوطن

بين "السحوبات الخاصة" والحسابات الخاصة... "طاروا المصريّات"/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

طبعة الـ100 دولار "البيضاء" مرفوضة... في لبنان فقط!/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

تفاصيل مشاريع الإستثمارات الروسية في جنوبي لبنان/توفيق شومان/فايسبوك

" اتفاق القاهرة " لماذا لا يكون بين اللبنانيين أيضا؟/توفيق شومان/فايسبوك

«إعلان جدة»... خريطة طريق لإنقاذ لبنان/حنا صالح/الشرق الأوسط

إيران تتّجه لامتلاك سلاح نووي في "القبو" والقوى الإقليميّة والدوليّة أمام خيارات صعبة/رياض قهوجي/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

من هو الاب سيمون عساف الراهب؟ /مقابلة مجلة العالمية

الرئيس عون استقبل فرونتيسكا: الانتخابات في الربيع ولا داعي للقلق والاتصالات لتذليل العقبات أمام انعقاد مجلس الوزراء جارية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثانِيَةً

الرسالة إلى العبرانيّين06/من01حتى09/”يا إخوَتِي، فَلْنَتْرُكِ المَبَادِئَ الأُولى في الكَلامِ عنِ المَسِيح، وَلْنَأْتِ إِلى مَا هُوَ أَكْمَل، ولا نَعُدْ إِلى وَضْعِ الأَسَاس، كالتَّوبَةِ عنِ الأَعْمَالِ المَيْتَة، والإِيْمَانِ بِالله، وطُقُوسِ المَعمُودِيَّة، ووَضْعِ الأَيْدِي، وقِيَامَةِ الأَمْوَات، والدَّيْنُونَةِ الأَبَدِيَّة. وذلِكَ مَا سَنَفْعَلُهُ بِإِذْنِ الله! فَإِنَّ الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار! إِنَّ الأَرْضَ الَّتي شَرِبَتِ المَطَرَ النَّازِلَ عَلَيْهَا مِرَارًا، فأَطْلَعَتْ نَبْتًا نَافِعًا لِلَّذِينَ يَحرُثُونَهَا، تَنَالُ البَرَكَةَ مِنَ الله، أَمَّا إِنْ أَنْبَتَتْ شَوْكًا وحَسَكًا فَهِيَ مَرذُولَةٌ وقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَة، ومَصِيرُهَا إِلى الحَرِيق. ونَحْنُ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وإِنْ كُنَّا نُكَلِّمُكُم هكَذا، فإِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

هل لبنان محتل أم مخطوف ومأخوذ رهينة، وما هي وضعية الطائفة الشيعية اللبنانية في ظل الاحتلال الإيراني للبنان؟

الياس بجاني/07 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104608/104608/

لفتني مقال نُشر يوم أمس وفيه يعترض كاتبه، المفترض أنّه من أبناء الطائفة الشيعيّة الكريمة “المعارضين لحزب الله"، على مَن يعتبرون إيران محتلّة للبنان، وأكثرهم، بحسب زعمه، من المسيحيين السياديين. ورأى الكاتب أنّ اعتبار إيران محتلّة بواسطة ذراعها حزب الله، لهو أمّر خطأ، "لأنّ المحتل يجب أن يكون من غير أبناء البلد، بينما مقاتلو حزب الله هم "شيعة لبنانيون" وليسوا غرباء".

وأساء الكاتب إلى الشيعة اللبنانيين أكبر إساءة حين زعم أنّ مقاومة حزب الله ستخدُم الحزب نفسه، إذ ستؤدّي إلى أن "يهيأ للمخيال الشعبي الشيعي العام، أنَّ وجودَ الطائفة مرتبطٌ بقوة الحزبِ، وانّ إضعاف الحزب وادماجه في دولة لبنان هو تهديد للشيعة وخطر على وجودهم"، وهذا برأينا كلام هراء، لأنّ الشيعة، في كواليسهم، هم أكثر التوّاقين إلى إنهاء حالة حزب الله، وقد شهدنا على كوابيسهم جراء ما تعرّضوا له من بطشه في مناطقهم على أثر قيام ثورة 17 تشرين.

الحقيقة على أرض الواقع تناقض طرح الكاتب، إذ تُشير كافة المعطيات بأنّ حزب الله هو تنظيم إيراني 100%، ومَن هم منخرطون فيه يندرجون في خانة "الجنود الإيرانيين"، لا أكثر ولا أقل، حتّى ولو كانوا يحملون الجنسية اللبنانية. يذكّرني وضع حزب الله والمحتلّ الإيراني الفارسي للبنان، بالوضع الذي كان قائمًا إبّان استعمار الدولة الفارسيّة الأشمونيّة لمنطقة الشرق الأوسط، فحينذاك كان أسطول هذه الدولة جبارًا وقد صنع مراكبه الألف أهلُ فينيقيا واليونان وقبرص، غير أنّ رجال الأسطول وجنوده كانوا من أهل فارس ومادي، لأنّ الدولة الفارسيّة المستأثرة والمغتصبة لم تكن تثق بشعوب البلاد التي تحتلّها، وكانت تتعامل معهم على قاعدة: "ادفعوا الضرائب وقدّموا العون لجنودنا وإلّا نؤدّبكم أو نبيدكم". أوَليست وضعية حزب الله تشبه وضعية أهل مادي وأهل فارس لناحية الثقة التي تمنحه إيّاها جمهوريّة إيران الإسلاميّة؟ 

بكل الأحوال، فإنّ قادة تنظيم حزب الله، بمن فيهم سيّدهم نصرالله، يفاخرون بـِ "تأيرنهم وتفرسنهم" علناً، ويعتبرون أنفسهم جنودًا في ولاية الفقيه..

إذًا، ومن دون أدنى شك، وطبقاً للأساليب والممارسات العسكرية والقانونية الفارسيّة، التاريخيّة والحاضرة، فإن حزب الله إيراني يحتل لبنان، كل لبنان!

محاولة هذا الكاتب التمييز بين الاحتلال والخطف في عنوان مقالته، فيها سعي متعثّر لتشويه الحقيقة، مع أنّنا لا نخالفه الرأي بأنّ حزب الله يخطف أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، كما يخطف أبناء باقي الطوائف، ويأخذ الجميع كرهائن بقوة الهيمنة وسطوة السلاح، وبحجّة تحالف الأقليّات المذهبي، كما وبإغراءات الخدمات والمال، وبعزل الشعب اللبناني عن المجتمع الدولي وعن الشعوب العربية.

لكن!!!

أوَليس في عمليّة الخطف هذه احتلال لذاتيّة مَن يحتجزهم ولقرارهم، كما فيها احتلال لسيادة الدولة وقرارها؟! أوَليس التأثير من خلال احتلال القرار أقسى وأوجَع وأفعل من مجرد احتلال التراب؟!!

إنّ عملية خطف حزب الله القسرية للبنان واللبنانيين، أكثر ما تنعكس على الطائفة الشيعية التي باتت منقسمة حول هويّتها وانتماءها منذ حقبة الاحتلال السوري للبنان وبالتنسيق الكامل والممنهج بين نظام الأسد وجمهورية الملالي.

من منّا لا يتذكر معارك إقليم التفاح الدموية، يوم جرى تدجين حركة أمل وأيرنتها بالقوة المسلحة، وكذلك وبنفس الأسلوب الإرهابي تم التعامل مع كل المجموعات والأحزاب والأفراد الذين كانوا يعتبرون أنفسهم مقاومين ويسعون لتحرير فلسطين.

باختصار، نحن نؤكّد بنعم مُدوّية، أنّ إيران تحتل لبنان، كل لبنان، وفي نفس الوقت هي تحتلّ قرار الطائفة الشيعية وتأخذها رهينة.

من هنا، نعم المطلوب تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني، وفي نفس الوقت فك أسر الطائفة الشيعية من خاطفيها، وإعتاقها من وضعية الرهينة...

والأهم أنه في أيّ حلّ للمعضلة اللبنانيّة، حاضراً أو مستقبلاً، يقضي بعدم إلحاق عسكر حزب الله المؤدلج والممذهب إيرانياً بالجيش اللبناني تحت أي ظرف.

يبقى أن كل السياديين اللبنانيين، وتحديداً المسيحيين منهم، ليسوا ضد الطائفة الشيعية لا من قريب ولا من بعيد، ولا هم يعتبرونها بأي شكل من الأشكال شريحة غير لبنانية، بل لبنانية قلباً وقالباً وروحاً وانتماء وواجبهم الوطني مساعدتها على التحرر من وضعيّات الخطف والرهينة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

فيديو وبالصوت والنص/من هي القديسة بربارة؟

جمع وتنسيق/الياس بجاني/05 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/49538/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%b3%d8%b1%d8%af-%d8%a5/

من أرشيف سنة 2013

تكرِّم الكنيسة الجامعة تذكارَ القدّيسة بربارة في 4 كانون الأوّل وتطلب شفاعتها. إنّما يختلف المؤرّخون في تحديد زمن ولادتها واستشهادها. فقد ارتأى بعضهم أنّها نالت إكليل الشهادة عام 235م إبّان الإضهاد السابع الذي أثاره الإمبراطور مكسيمانوس الغوثيّ ضدّ المسيحيّة، ومِمّا يؤكّد صحّة هذا الرأي ، ما جاء في قصّتها، أنّها راسلت العلّامة أوريجانس المتوفّي عام 255

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاأربعاء في 8 كانون الأول 2021

وطنية/08 كانون الأول/2021

صحيفة البناء

ـ كواليس:

قال دبلوماسي روسي سابق إن الأميركي العاجز عن تحقيق انتصارات فعلية في زمن التراجع ‏الاستراتيجي، يقوم بتصنيع معارك وهمية لتظهير إنتصارات على الورق، مثل اتهام روسيا بمشروع غزو ‏أوكرانيا والصين بمشروع غزو تايوان والإيحاء أن التهديد الأميركي منع حدوث ذلك.

ـ خفايا:

أكدت مصادر حكومية استعصاء مشاريع التسوية التي تمهد الطريق لإطلاق المسار النيابي في التحقيق ‏بانفجار مرفأ بيروت نحو المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، بسبب إصرار أحد طرفي التسوية على ‏صفقة شاملة تطال التعيينات والتحالفات الانتخابية ومصير الطعن بقانون الانتخابات.

صحيفة اللواء

بدأت إجراءات تتخذ في بعض بلدان المنطقة، تحسباً لإنهيارات مفاجئة في مفاوضات فيينا حول النووي ‏الإيراني.

 لا يملك مسؤولون إجابات محددة حول أسئلة في محادثات بعثة صندوق النقد، لذا لن يكون هناك توقيع على ‏أي اتفاقية هذا العام.

تنام المعاملات الملحّة في "بيروقراطية" الإدارات والمؤسسات العامة، مما يلحق الضرر الفادح بمصالح ‏مقدّميها، ولا جهات للمراجعة أو المساءلة، بحجج واهية.

صحيفة نداء الوطن

ـ قلّلت مصادر متابعة من أهمية حديث وزير الداخلية أمس الأول عن كشف عملية تهريب كبتاغون وذكّرت بأنه ‏بعدما كشفت المملكة العربية السعودية عن شحنة الرمان المحشو بالمخدرات تم الإعلان عن ضبط عمليات تهريب ‏في أوقات متقاربة من مرفأ صيدا ومطار بيروت ومرفأ بيروت ولكن بعد ذلك بدا وكأن عمليات الضبط قد توقفت ‏من دون معرفة السبب.

ـ يقال ان احد المقاولين الذين فرضت عليهم عقوبات قد استفاد من معاملة مصرفية خاصة من خلال تحويل ‏حساباته بالليرة الى الدولار الاميركي بسعر الصرف الرسمي.

ـ يتردد انّ مرجعيتين بارزتين تتبادلان سراً الاتهامات بعرقلة التسويات السياسية التي من شأنها أن تعيد إحياء ‏الحكومة.

صحيفة الجمهورية

ـ إستغرب وفد غير عربي زار بيروت من عدم تسريب أي من المناقشات التي جرت بينه ومسؤول رسمي كما ‏جرت العادة من قبل.

ـ قالت أوساط مسؤول كبير إن زيارته لدولة عربية قريبة، لكن موعدها لم يحدد بعد وإن توسيعها إلى جولة عربية ‏رهن المعطيات.

ـ تؤكد سلطة مالية وجمعية المصارف بطلان صحة الأخبار عن ضرورة تبديل الدولارات القديمة بأخرى جديدة، ‏لكن كلاهما يقول إن مسؤولية إصدار إيضاح تقع على الآخر.

صحيفة النهار

ـ جهات بارزة في لبنان سألت عما إذا كان جرى التطرق في جولة الرئيس الفرنسي الى مسألة مرجع حكومي ‏سابق لما تربطه به من صداقة وعلاقات طيبة.

ـ لوحظ عدم استكمال المصالحات في الجبل التي جاءت على خلفية أحداث حصلت، ومرد ذلك، وفق المتابعين، إلى ‏عدم نضوج التوافق والتواصل بين مرجعيتين سياسيتين.

ـ تشهد منازل ومقار سياسية وحزبية " طحشة" وساطات من قبل ذوي عسكريين في معظم الأجهزة الأمنية ‏لتسريحهم.

صحيفة الأنباء

*اشاعات غير بريئة

اشاعات مالية غير بريئة تهدف الى سرقة اموال اللبنانيين والغريب هو صمت الجهات المعنية وعدم توضيح حقيقة ‏الأمور.

*لا حلحلة

تطورات ملف قضائي لا توحي بدقة ما يشاع عن حلحلة قريبة على خط أزمة ذات صلة.

صحيفة الأخبار

أحبطنا... لكننا نحبّه

في معرض التدقيق حول أي شخصية سياسية يمكنها منافسة الرئيس سعد الحريري على موقع زعامة السنة في ‏لبنان، أجرت إحدى الجهات استطلاعاً للرأي شمل عيّنة كبيرة في الشارع السني من كل المناطق. وأظهرت النتائج ‏أن غالبية تفوق 70 في المئة عبّرت عن خيبة أملها من الأداء السياسي للحريري، لكن غالبية تتجاوز 73 في المئة ‏أكّدت رداً على سؤال: من ترشح لرئاسة الحكومة؟ بإجابة واحدة: سعد الحريري.

حاصباني مكان واكيم

طبخات انتخابية عدة وُضعت على نار حامية في دائرة بيروت الأولى. ففيما يعمل المصرفي أنطون الصحناوي ‏على تشكيل لائحة نواتها النائب جان طالوزيان والنائب المستقيل نديم الجميل، تسعى القوات اللبنانية إلى التحالف ‏مع ميشال فرعون، وتدرس احتمال استبدال النائب الحالي عماد واكيم بنائب رئيس الحكومة السابق غسان ‏حاصباني الذي يفضّله المطران الياس عودة.

إضراب عمال "كهرباء لبنان"

أصدرت نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنان بعد اجتماعها، أمس، بياناً شديد اللهجة دعت فيه إلى إضراب لثلاثة ‏أيام بدءاً من اليوم، يشمل عدم حضور الموظفين إلى مراكز عملهم، ومنع تفريغ بواخر المحروقات إلى المعامل، ‏اعتراضاً على مشروع تمديد عقود مقدمي الخدمات، الذي تردّد أنه يتضمن توسيع صلاحيات الشركات ويهدّد ‏استمرارية عمل موظفي المؤسسة وعمّالها لأنه يقضم مزيداً من صلاحياتها وأعمالها.

فارّون من القوى العسكرية

 تجاوز عدد الفارّين من الخدمة في الجيش اللبناني عتبة الخمسة آلاف بين ضابط وعسكري، بينما لامس العدد ‏الـ500 في قوى الأمن الداخلي وتجاوز العشرات في بقية الأجهزة الأمنية. في وقت تزداد المخاوف من انهيار ‏كبير في حال قررت الحكومة السماح لموظفي القطاع العام بالاستقالة الطوعية والسماح بتسريح العسكريين من ‏الخدمة، وهو ما يسرّع مساعي دولية لتوفير تمويل مباشر لرواتب العسكريين.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 8/12/2021

وطنية/08 كانون الأول/2021

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

جلبة الطقس العاصف التي عمت لبنان اليوم وإن غلفت الحراك المحلي الهادف للبناء على مبادرة ماكرون بين بيروت والرياض والاتصالات التي يقودها رئيس الحكومة بهدوء لإعادة تفعيل مجلس الوزراء لم تحجب أصداء الاعتراض الداخلي المستمر في وجه قاضي التحقيق العدلي تزامنا مع استئنافه عمله اليوم ،

وكذلك صدى الخطاب الخليجي المتشدد حيال حزب الله بدليل ما تضمنه بيان مشترك سعودي إماراتي صدر إثر انتهاء زيارة ولي العهد محمد بن سلمان أبو ظبي إذ شدد الجانبان على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته، وحصر السلاح  بمؤسسات الدولة الشرعية، وألا يكون لبنان منطلقا لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة كحزب الله الإرهابي، ومصدرا لآفة المخدرات المهددة لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم ودائما بحسب البيان السعودي الاماراتي.

وبرغم ذلك نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر رسمي بأن السلطات السعودية قامت بتعيين قائم جديد بالأعمال لدى لبنان، مشيرة إلى أنه سيصل إلى بيروت في غضون أيام قليلة.

 والطقس العاصف لم يحل دون عودة الدولار للصعود في السوق السوداء إذ تجاوز الـ24 الف ليرة كما لم يحل دون عودة عداد كورونا للارتفاع حيث قاربت إصاباته الألفين عشية استعداد لبنان لتطبيق إجراءات "حملة التسوق الآمن" خلال فترة الأعياد.

ويستعد لبنان أيضا لزيارة مرتقبة للامين العام للامم المتحدة الشهر الحالي وهو ما اشارت اليه المنسقة الخاصة للامم المتحدة بعد لقائها رئيسي الجمهورية  والحكومة التي اطلعتهما على المداولات التي تمت أخيرا في مجلس الأمن حول القرار 1701..

وفي هذا الاطار أكد الرئيس عون أن لبنان ملتزم تطبيق القرارات الدولية لا سيما الـ1701 وأن الاتصالات جارية لتذليل العقبات أمام عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد..

 قضائيا إذا استأنف المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار عمله في مكتبه في قصر العدل، بعد تبلغه قرار محكمة الإستئناف المدنية برد طلب رده عن الملف المقدم من الوزير السابق يوسف فنيانوس البيطار وعد وفدا من أهالي الموقوفين بملف المرفأ بردس طلبات تخلية سبيلهم.

*مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون nbn"

في صندوق الفرجة الذي يعيش اللبناني داخله... تتراكم الأزمات التي تنتظر حلولا

في العلاجات التشريعية قام مجلس النواب بضخ أكثر من جرعة لقاح معيشية من خلال إقراره للبطاقة التمويلية إلى إنشاء الوكالة الوطنية للدواء وتمديد المهل وصولا الى الدولار الطالبي وغيرها الكثير من قضايا الناس الملحة  خلال جلسة نيابية منتجة  نجح الرئيس نبيه بري في ضبط مسارها لتكون "تشريعية مية بالمية" بعيدا عن حسابات البعض السياسية والشعبوية والإنتخابية وفق ما تم رصده من مواقف سبقت الجلسة

أدى مجلس النواب قسطه إلى العلا بالأمس ويواصل تأهبه لكل ما من شأنه الدفع بإتجاه تأمين حياة كريمة للوطن والمواطن... وهو وفق ما أكد الرئيس بري أمام وفد صندوق النقد الدولي على استعداد للتعاون الوثيق مع الحكومة لجهة إقرار مشاريع القوانين والإصلاحات التي تساهم في تحقيق الإنقاذ المطلوب مع تشديده أن تطبيق القوانين هو المدخل للإصلاح.

في شأن آخر لم يسجل أي تقدم لا على مستوى معالجة ازمة القضاء ولا على مستوى تأمين عودة جلسات مجلس الوزراء الى الانعقاد.

وبالحديث عن قضايا الناس فإن السائقين العموميين رفعوا تعرفة تحركهم ووضعوا قطاع النقل البري على متن إضراب يوم غد الخميس من الساعة السادسة وحتى العاشرة صباحا وذلك للمطالبة ببدء دعم هذا القطاع وفق ما وعدت الحكومة سابقا... وع الوعد يا كمون

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

اطمئنوا ايها اللبنانيون ، فرئيس جمهوريتكم أكد للمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان ، انه لا داعي للقلق .

مصدر اطمئنان الرئيس ليس تحسن الوضع الاقتصادي ، ولا ثبات الوضع المالي ، ولا استقرار الوضع الاجتماعي ،  بل بكل بساطة ، لان الانتخابات ستجرى حتما في الربيع .

وهو  أكد انه سيتصدى بقوة ، للجهات الخارجية التي تحاول استغلال ظروف البلد الصعبة للضغط على الناخبين ، لمصلحة توجهات وشخصيات محددة .

فهل ما قاله الرئيس ينطبق على واقع الحال في المكان والزمان ؟

بالتالي ، اليس الاحرى بمن يدعو اللبنانيين الى عدم القلق ، ان يسعى لتغيير الواقع المزري ، وتحسينه ،  بدلا من تهديد الجهات الخارجية التي لم يسمها؟ وهل بالتهديدات بالمطلق تقوم البلاد ، ام بتسيير شؤون الدولة بحكمة ، واحترام الدستور وتطبيق القوانين ، واطلاق المشاريع الحيوية المنتجة ؟

مع ذلك ايها اللبنانيون لا تقلقوا ، فرئيسكم يؤكد ان الانتخابات ستجرى،  ولو ان حكومة "معا للانقاذ"  عاجزة عن عقد اجتماع للبحث في " الف باء " الانقاذ .

فهل من ينقذنا من المعارك الرئاسية الافتراضية ، ومن حكومة الانقاذ ، قبل فوات الاوان؟

ماليا، الضجة المثارة حول اوراق الدولار القديم تتفاعل.

واللافت انه رغم كل البيانات الرسمية الصادرة عن المراجع المالية وعن السفارة الاميركية حتى ، فان الاضطراب لا يزال سيد الموقف، ما يؤشر الى ان الدولة ينبغي ان تنتقل من مرحلة القول والتنظير  الى مرحلة الفعل والعمل ، وخصوصا ان القضية من اساسها لا معنى لها لأن لا تفرقة عالميا بين اوراق دولار قديمة واخرى جديدة.

ديبلوماسيا، السعودية عينت قائما جديدا بالاعمال في لبنان .

فكيف يقرأ الخبر؟ هل هو دليل على اهتمام سعودي متجدد بلبنان، ام على انخفاض مستوى التمثيل الديبلوماسي الذي كان على مستوى سفير؟

قضائيا، المحقق العدلي طارق البيطار عاود عمله الذي لن يطول على الارجح ، ذاك ان السياسيين المدعى عليهم سيعودون الى الاعبيهم وعرقلاتهم ، وهم يتربصون بالبيطار  ويستعدون لتقديم دعاوى رد جديدة هربا من الخضوع للتحقيق، ومنعا لسير العدالة.

ومعظم هؤلاء السياسيين هم، كالعادة،  من النواب الذين انتخبهم الناس لتمثيلهم في المجلس.

لذلك ايها اللبنانيون، اذا اقتربت ساعة الحقيقة واصبحتم امام صندوقة الاقتراع من جديد، لا تعيدوا ارتكاب  الخطأ نفسه ، بل الخطيئة نفسها، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

في نشرة الأحوال الجوية، الطقس في لبنان ماطر هذه الأيام.

أما في نشرة الأحوال السياسية، فالأفق اللبناني ملبد بالغيوم السياسية والاقتصادية والمعيشية السوداء.

سياسيا، الأفق ملبد لأن الاستقرار مهدد، بفعل الاصرار على عدم انعقاد مجلس الوزراء، الذي يشكل مجتمعا السلطة الاجرائية في البلاد، التي يفترض ان تتخذ قرارات اساسية في القريب العاجل، يتوقف عليها مصير الوطن.

وفي هذا الاطار، شددت اوساط سياسية عبر ال أو.تي.في. على ان التوافق تام بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، انطلاقا من ثابتة ألا تتحول الحكومة الحالية ذات الاوصاف الدستورية المكتملة، الى حكومة تصريف اعمال من الناحية العملية، اذا صارت الموافقات الاستثنائية بالعشرات، علما ان المنطق يقضي بأن تتم تلك الموافقات عند الحاجة، بعد تضافر عناصر الضرورة الملحة والعجلة او المفاجآت القاسية، أو تكريسا لمبدأ استمرار المرفق العام لما فيه الخير العام.

اقتصاديا، الأفق ملبد لأن الخلاف على الارقام مستمر، ولو في الكواليس، وخطة التعافي المحدثة غائبة، وموازنة العام 2022 لم تبصر النور، والتدقيق الجنائي في مرمى الاستهداف الدائم على رغم التطمينات… وما سبق كله من الشروط الجوهرية التي يطلبها صندوق النقد الدولي، وخلفه المجتمع الدولي للتوصل الى اتفاق.

اجتماعيا، الجو ملبد، لأن أسئلة كثيرة تطرح حول مصير تمويل البطاقة التمويلية وغيرها من خطوات الدعم التي ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر، في ضوء الاوضاع الحياتية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم.

واليوم، لفتت سلسلة مواقف لرئيس الجمهورية، ابلغ فيها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ان كل التحضيرات قائمة لاجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل وبالتالي لا داعي للقلق والاخذ بالشائعات التي تروج في بعض وسائل الاعلام، مؤكدا ان أي محاولة للتدخل في هذه الانتخابات من قبل جهات خارجية للتأثير على خيارات الناخبين ستواجه بقوة، لاسيما وان ثمة جهات ومنظمات وجمعيات تحاول استغلال الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد للضغط على الناخبين لصالح توجهات وشخصيات سياسية محددة.

ولفت الرئيس عون الى ان الاتصالات جارية لتذليل العقبات أمام عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، مجددا التأكيد على عدم جواز تدخل السياسيين بعمل القضاء خصوصا في التحقيق الجاري في جريمة تفجير مرفأ بيروت ، فضلا عن ضرورة احترام مبدأ الفصل بين السلطات المنصوص عنه في الدستور.

وجدد رئيس الجمهورية التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية ولاسيما منها القرار 1701، مؤكدا على أهمية التعاون القائم بين الجيش اللبناني في الجنوب والقوات الدولية ” اليونيفيل” لما فيه مصلحة الاستقرار والامن في المنطقة.

ورحب الرئيس عون بالزيارة التي يعتزم القيام بها خلال الشهر الجاري الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييريس مشيرا الى ان التحضيرات جارية لاعداد برنامج الزيارة بالتنسيق مع الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

غير ان بداية النشرة من “اللهوة” الجديدة على الساحة المحلية، تحت عنوان المئة دولار القديمة.

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

خرقت الدبلوماسية الأميركية جدار الصوت فوق الضاحية الجنوبية ، اجتازت "الحجة دوروثي شيا" حدود منطقة حزب الله المحرمة وسلكت ممرا آمنا إلى مرجعية الطائفة الشيعية وحلت ضيفة في عقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ، ومواقف مفتيه الممتاز في إحدى خطب الجمعة من أن لبنان القوي لن يعود ضعيفا على رغم سكاكين واشنطن وخناجر إخوة يوسف.

وفي زيارة التعزية بمفعول رجعي على رحيل الشيخ عبد الأمير قبلان ، كان لقاء مع نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب الذي حملها هموم تفعيل الحوار الداخلي ولجم الانهيار الاقتصادي، والأهم وصول المساعدات إلى مستحقيها على أبواب الاستحقاق الانتخابي ، وعند حدود صمت السفارة الأميركية عن إصدار بيان حول اللقاء انتهت مفاعيل الزيارة.

وما لم تقله عوكر من ضمن لائحة الإصلاحات ومحاربة الفساد ربطا بتقديم المساعدات ، أفردت له الخارجية الأميركية جائزة دولية لأبطال مكافحة الفساد ، وبعد نيل السلطات المحلية صفرا مكعبا في وعود الإصلاح والتغيير ووقف ولجم الانهيار ..

ومن بين اثني عشر بطلا عالميا فاز الزميل رياض قبيسي بجائزة صنفته محاربا في مغارة لصوص.

ففي حفل افتراضي أعلنت الخارجية الاميركية فوز قبيسي كأول صحافي بالجائزة ، والفائز الوحيد في منطقة الشرق الأوسط

وهو تقدير يتوج فيه رئيس وحدة التحقيقات الاستقصائية في محطة الجديد مسارا طويلا وعملا مضنيا وشاقا لم يخل من التهديد ومن التعرض بالضرب والسحل من بوابات الجمارك إلى عنابر المرفأ ومغارة افتح يا سمسم .

واسمع يا هذا: فإن القبيسي سيضع الجائزة الأميركية إلى جانب سلسلة جوائز نالها لاستكمال تحقيقاته من كشف الرشى والتهريب المتفشي في المرفأ إلى نظام كفالة العاملات والاتجار بالسلاح وسوى ذلك .

وبشهادة الجائزة الدولية فإن قبيسي تقدم الجرأة في الصحافة الاستقصائية وعمله الريادي أسهم في إلهام الشباب في لبنان والشرق الأوسط لكنه ايضا ..أصاب الفاسدين بحال من صرير الأسنان ..تحسبا للقادم من كشف الملفات .

قام رياض قبيسي مقام دولة في كشف الفساد والمفسدين ، ولاحق جريمة تفجير المرفأ من ألف سفينتها إلى ياء أصغر متورط فيها بالوثائق والمستندات فماذا فعلت الدولة ؟ قتلت الضحايا مرتين بإقامة الحد القضائي وأقامت حول المتهمين جدارا عازلا عن العدالة والحساب واتخذ بعض أركانها الحكومة رهينة المحبسين.

إما إقالة المحقق العدلي الذي استأنف عمله اليوم "ويا جبل ما بينقبع" وإما الموت السريري لحكومة إن لم تستقل فستدخل في تصريف أعمال غير معلن ، وفي كلتا الحالين فإن الرئيس نجيب ميقاتي حفر الحفرة ووقع فيها ، قدم استقالة الوزير جورج قرداحي على طبق من رضى فرنسي سعودي ودخل في ورطة دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد ، لا يلوي على جرأة تحدي الثنائي الشيعي للم الشمل الحكومي ، وكالنعامة دفن رأسه في الرمال بحثا عن شماعة يعلق عليها أسباب التعطيل التي ستتمدد إلى استحقاق الانتخابات وإذا لم يكن هذا هو الهدف فحتما سيكون النتيجة.

وإذا كان لبنان ينازع البقاء بفعل فاعل معلوم فإن على أرض الموت اليومي في فلسطين ما يستحق الحياة هناك حيث قبل أن تنهي صبية الحي حصتها الدراسيةأفلتت شعرها حملت شنطة كتبها استلت القلم سكينا فكانت الرصاصة طعنة في صدر مستوطنة دفاعا عن أسرتها المهددة بالتهجير من منزلها في حي الشيخ الجراح .

نفذت نفوز حماد ابنة الخمسة عشر عاما عمليتها بمبادرة فردية ولقنت أولياء القضية قبل العدو درسا في بلاغة العمل المقاوم وتخرجت من الصف التكميلي بشهادة مقاومة.

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

من فتاة على مقاعد الدراسة، الى معلمة متفوقة في كليات العمل الفدائي، واستاذة وحجة على طلبة التطبيع من الانظمة الكسالى بمواد الشرف والقومية والنخوة العربية..

نفوز حماد ابنة الخمسة عشر عاما قررت ان تدخل ثانوية الروضة هذا الصباح بانجاز كبير، فكتبت بقبضتها اصعب امتحان، وتخرجت فدائية مدافعة عن حقها وشرف قدسها وبيت اهلها في حي الشيخ جراح، جرحت بسكينها مستوطنة اسرائيلية وكل هيبة الامن والاجراءات الصهيونية التعسفية في القدس، فاحس الصهاينة بالندب الذي تركته على وجه كيانهم، ما اضطر قادته الامنيين والسياسيين للقراءة بهذه العملية وشبيهاتها المتصاعدة في الايام الاخيرة، كتطور غاية بالخطورة، فجل منفذي هذه العمليات شباب فلسطيني بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين من العمر، ما ينذر بايام معقدة للكيان ومستوطنيه..

في يوميات اللبنانيين الملبدة، لا جديد يذكر، سوى اختراع للازمات التي تعقد على المواطنين المعقد، والطبعة القديمة للدولار من فئة المئة دولار خير دليل على تغلغل الجشع والسرقة بعقول ونفوس البعض الى ما لا يتصوره حد، فيما الحكومة معلقة ولا اقتراب من حدود الحل .

اما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فطمأن الى ان الانتخابات ستجري في الربيع المقبل ، ولا داعي للقلق والاخذ بالشائعات كما قال امام المنسقة الخاصة للامم المتحدة في بيروت، واي محاولة للتدخل بالانتخابات من قبل جهات خارجية ستواجه بقوة كما قال ..

وبقوة تطرق ازمة الكهرباء ابواب السراي الحكومي، فيما بحث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزيري المال والطاقة وحاكم مصرف لبنان والمدير العام لشركة كهرباء لبنان لم يصل الى النتيجة المرجوة، فالحاكم بامر المال ليس لديه دولار كما يقول، والبحث عن ساعات اضافية للتغذية صعب، بحسب ما سمعه اللبنانيون بعد الاجتماع..

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

على قاعدة " الفن للفن "، لم يعد توفير التيار الكهربائي من أجل حاجات الناس فحسب ، بل  من أجل عدم انهيار الشبكة فقط.

شر البلية ما يبكي، لا ما يضحك  في هذا البلد، والمعزوفة ذاتها: لا فيول. والنتيجة انخفاض في الإنتاج, يتبع ذلك انهيار الشبكة، وبالتالي انقطاع التيار الكهربائي.

وضع الضمان الاجتماعي ليس افضل حالا ، يعاني شحا في الأموال ، فكيف يغطي المضمونين ، وأكبر عبء على الضمان, الدولة  التي للضمان في ذمتها ما يفوق الخمسة آلاف مليار ليرة.

في ظل هاتين المعضلتين ، مأزقان : الأول ، لا حلحلة في موضوع عودة مجلس الوزراء إلى الإنعقاد، على الرغم من كل محاولات إشاعة أجواء التفاؤل. والثاني الغموض الذي يظلل مداولات المجلس الدستوري لجهة الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي، وبات شبه واضح ان الدائرة 16 يمكن أعتبارها لغما, لا يعرف إذا كان انفجاره يطيح بالإنتخابات .

الحدث القضائي تمثل في عودة المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار إلى مكتبه بعد تعليق التحقيق شهرا وثلاثة ايام.

خبر آخر من شأنه أن يرقى إلى مستوى الحدث: السفيرة الأميركية في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ، ونائب رئيس المجلس يشكر كل جهد يسهم في التخفيف, عن اللبنانيين ويلجم الانهيار الاقتصادي.

عداد كورونا لا يرحم ، الإصابات اليوم لامست الألفين.

عربيا ودوليا، نجت باريس والرياض من أزمة ديبلوماسية, عقب اطلاق فرنسا المواطن السعودي الذي وجهت إليه شبهة المشاركة في قتل خاشقجي، بعد اربع وعشرين ساعة على توقيفه، وجاء إطلاقه بعدما اعلنت باريس أن المذكرة لا تنطبق عليه, وقد أوضح مصدر مقرب من الملف لوكالة فرانس برس, أن ما حصل هو "تطابق شبه تام في الاسم".

في الموازاة، القمة السعودية - الإمارتية خلصت إلى بيان مشترك, اللافت فيه أن الفقرة المتعلقة بلبنان، مأخوذة حرفيا من البيان المشترك السعودي - الفرنسي ، وجاء فيها : "في الشأن اللبناني، يؤكد الجانبان على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، تضمن للبنان تجاوزه أزماته، وحصر السلاح على مؤسسات الدولة الشرعية، وألا يكون لبنان منطلقا لأي أعمال إرهابية، وحاضنا للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، كحزب الله الإرهابي، ومصدرا لآفة المخدرات المهددة لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم."

 

عداد كورونا يقترب من الـ2000 إصابة!

وطنية/08 كانون الأول/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1994 إصابات جديدة بفيروس “كورونا” في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 683326. كما أعلنت تسجيل 9 حالات وفاة جديدة ترفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 8804.

 

السعودية والإمارات: على لبنان ألا يكون حاضنةً لتنظيمات تهدد المنطقة وشدَّدتا على أهمية التعامل بشكل جدّي وفعّال مع الملف النووي والصاروخي لإيران

أبوظبي، الرياض، عواصم – وكالات/08 كانون الأول/2021

أكدت الإمارات والسعودية سعيهما إلى تعزيز التعاون الستراتيجي والتكامل الاقتصادي والتجاري والتنموي لبناء مستقبل أفضل يحقق الأمن والتنمية الشاملة، وتطلعات شعبي البلدين في إطار العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين.

كما أكد البلدان في بيان مشترك في ختام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للإمارات، استمرار التنسيق في مواقفهما بشأن القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكد البيان أهمية تنفيذ مضامين إعلان العُلا وفق جدول زمني محدد، وأشار إلي ما تحقّق من تعاون وتكامل تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، وأدان استمرار استهداف مليشيات الحوثي للمطارات والأعيان والمنشآت الحيوية في المملكة. وشدد البيان على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته وحصر السلاح على مؤسسات الدولة، مؤكدا ضرورة ألا يكون لبنان حاضنةً للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة كحزب الله.

وشددت السعودية والإمارات على الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما أكدا تطابق وجهات النظر حول مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.

ورحب البيان بما توصل إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من تفاهمات، كما أكدا ضرورة سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، وفي الوقت نفسه رحب بالجهود الليبية والأممية لدعم تنفيذ الاستحقاق السياسي المتفق عليه وندعو لتمكين الشعب من تحقيق تطلعاته في الوحدة والسلام والاستقرار. كما رحب الجانبان بنجاح العملية الانتخابية في العراق، وأعربا عن تمنياتهما بتشكيل حكومة عراقية تستمر في العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته، والقضاء على الإرهاب، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية.

كما أكّدا على أهمية التعامل بشكل جدّي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوناته وتداعياته بما يُسهم في تحقيق الامن والاستقرار الإقليمي والدولي، والتأكيد على مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة الأنشطة والتدخلات المزعزعة للاستقرار.

وحول الأزمة السورية، أكد البيان أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأعربا عن دعمهما جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لتنفيذ القرارات الدولية، ووقف التدخلات والمشاريع الإقليمية التي تهدد وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، وأكدا على وقوفهما إلى جانب الشعب السوري وعلى ضرورة دعم الجهوة الدولية الإنسانية في سورية.

وفيما يتعلق بأفغانستان؛ أكد الجانبان على ضرورة دعم الأمن والاستقرار في أفغانستان وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة للإرهابيين والمتطرفين فيها. وأكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، مضي بلاده بتعزيز العلاقات الستراتيجية الراسخة والتكامل الاقتصادي مع السعودية، مشددا على أن التشاور بين الأشقاء ركن أساسي في مسيرة العمل الخليجي المشترك. ونيابةً عن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، قدّم ولي عهد أبوظبي لولي العهد السعودي، وسام زايد من الدرجة الأولى، الذي يُمنح للملوك والرؤساء وقادة الدول، تقديراً وتعبيراً عن الاعتزاز بعمق العلاقات الثنائية الراسخة وما يجمع البلدين من روابط تاريخية وطيدة. وزار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “إكسبو دبي 2020، حيث كان في استقباله نائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد. وقال الشيخ محمد بن راشد “التقيت أخي الأمير محمد بن سلمان في إكسبو دبي 2020.. وسيكون العالم على موعد مع إكسبو الرياض 2030، باذن الله

وبجهود الأمير محمد”، مضيفا “أكدت للأمير بأننا نتطلع أيضاً لقمة الرياض القادمة.. وشعوب الخليج تنتظر منا أفكار ومشاريع جديدة وعظيمة”. على صعيد آخر، أعلن المدعي العام في باريس أن السعودي الذي أوقف أول من أمس، للاشتباه بأنه أحد الضالعين في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ليس المشتبه به الذي تلاحقه تركيا وأنه أطلق سراحه. وكانت سفارة المملكة لدى فرنسا، قالت إن المواطن لا علاقة له بالواقعة، وطالبت بإطلاق سراحه العاجل.

 

بيان سعودي إماراتي: لحصر السلاح في لبنان على مؤسسات الدولة

وكالات/08 كانون الأول/2021

أكد البيان الإماراتي السعودي على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته وحصر السلاح على مؤسسات الدولة اللبنانية. وجاء البيان المشترك في ختام زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الإمارات.

وشدد البيان على “ألا يكون لبنان حاضنة لتنظيمات إرهابية كحزب الله”.

 

البيطار يستأنف عمله… وتحرك جديد لوكيل المشنوق

وكالات/08 كانون الأول/2021

أشارت الـ”OTV” إلى أن “المحامي نعوم فرح، وكيل النائب نهاد المشنوق، سيتقدم بدفوع شكلية أمام قاضي التحقيق العدلي في ملف انفجار المرفأ طارق البيطار عندما تحدد جلسة جديدة لاستجوابه، وإذا رفضت فعندها الاتجاه سيكون بدعاوى أمام محكمة التمييز”. وكان البيطار قد عاود اليوم الاربعاء الحضور إلى مكتبه في قصر العدل، تمهيدًا لاستئناف تحقيقاته بعد تبلغه قرار محكمة الاستئناف المدنية بردّ طلب ردّه المقدّم من الوزير السابق يوسف فنيانوس لعدم الاختصاص.

 

«النقد الدولي» يطالب السياسيين اللبنانيين بالتوافق على الخطة الاقتصادية

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

أعرب وفد صندوق النقد الدولي أمس عن استعداده لمساعدة لبنان على برنامج متكامل يمكنه من مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة، ويشمل برنامج التعافي الإصلاحات في المالية العامة، وقطاع المصارف ومصرف لبنان، والإصلاحات الهيكلية، والسياسة النقدية. وبدأت بعثة صندوق النقد الدولي أمس جولتها على المسؤولين اللبنانيين، للبحث في «برنامج التعافي» والاتفاق على تفاصيله الأساسية، وضمت البعثة المدير المساعد لصندوق النقد تانوس أرفانيتيس، والرئيس الجديد لبعثة الصندوق في لبنان إرنستو ريغو راميريز ومسؤولين آخرين. وأكد أرفانيتيس للرئيس اللبناني ميشال عون «استعداد الصندوق للاستمرار في مساعدة لبنان على وضع برنامج متكامل يمكنه من مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة»، لافتاً إلى أن «مثل هذا البرنامج يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف الحكوميين والسياسيين والتوافق فيما بينهم لدعم الخطة الاقتصادية الشاملة والمتكاملة التي تعيد الثقة بالواقع الاقتصادي اللبناني».

وعدد الأسس التي يفترض أن تستند إليها هذه الخطة، مشدداً على «ضرورة الإسراع في العمل»، واضعاً «إمكانات الصندوق في تصرف لبنان لهذه الغاية». وأكد الرئيس اللبناني «التزام لبنان بوضع خطة إصلاحية قابلة للتنفيذ والتعاون مع صندوق النقد الدولي من أجل إقرارها بسرعة من خلال المحادثات التي ستجري بين الجانبين اللبناني والدولي». وأطلع الرئيس عون الوفد على «المراحل التي قطعتها عملية الوصول إلى بدء التحقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان لتحديد الخسائر والمسؤوليات تمهيداً لتوزيع هذه الخسائر»، لافتاً إلى «العراقيل التي وضعت في طريق هذا العمل الإصلاحي الضروري، إضافة إلى متابعته التدقيق المالي الجاري من مؤسستي التدقيق «أوليفر وإيمان» و«KPMG». وشدد على «إعطاء الأولوية للمسائل الاجتماعية والصحية ومواجهة حالات الفقر، والمضي في إصلاح البنى التحتية في البلاد مثل الكهرباء والاتصالات وإعادة تأهيل مرفأ بيروت، فضلاً عن المشاريع المائية والسدود وغيرها، من دون تجاهل ما لقطاع الخدمات من أهمية في الاقتصاد اللبناني، إضافة إلى قطاعي الصناعة والزراعة». وأكد عون أن بعثة صندوق النقد الدولي «ستكون على تواصل دائم مع المسؤولين اللبنانيين المعنيين للوصول إلى توافق على بنود الخطة الإصلاحية التي ستحقق تدريجياً النهوض الاقتصادي الموعود».

وكان وفد الصندوق الدولي برئاسة راميريز، قد زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي، وتم البحث في إطار الاتفاق على برنامج التعافي والتفاصيل الأساسية التي سيشملها، وهي: المالية العامة، قطاع المصارف، مصرف لبنان، الإصلاحات الهيكلية، والسياسة النقدية. وأبدى الوفد الاستعداد لمساعدة لبنان في التوصل إلى اتفاق للخروج من أزمته الحالية. وكانت حكومة الرئيس حسان دياب قد أقرت في 30 أبريل (نيسان) من العام الماضي خطتها الاقتصادية - المالية وتضمنت إصلاحات طالت إدارة الدولة، والسياسة المالية، والقطاع المالي، والمصرف المركزي، والحساب الجاري، وميزان المدفوعات. وبدأت المفاوضات مع ممثلي صندوق النقد الدولي في مايو (أيار) من العام الماضي، لكن برز اختلاف في الأرقام المتعلقة بالقطاع المالي والمصرفي بين أرقام مصرف لبنان وأرقام وزارة المالية. وتوقفت المفاوضات مع استقالة حكومة حسان دياب في أغسطس (آب) من عام 2020 وتستكمل الآن حكومة ميقاتي المفاوضات مع صندوق النقد للتوصل إلى اتفاق على برنامج التعافي.

 

المواجهة المفتوحة: مع "حزب اللّه" أو ضدّه؟ فايسبوك

الياس الزغبي/ فايسبوك /08 كانون الأول/2021

يوجّه "حزب اللّه" باستمرار وسائله الإعلامية والناطقين باسمه نحو تصويره هدفاً مباشراً ل"حرب كونيّة"، وضحيّة "بريئة" لا علاقة لها بالانهيار الذي حلّ بلبنان. والواضح أن "تكليفه الشرعي" للوسائل والناطقين بهذه المهمة يهدف بالدرجة الأُولى إلى ترميم التصدّع في بيئته، والتغطية على الإخفاقات التي مُني بها في الآونة الأخيرة داخل لبنان وخارجه، وبالدرجة الثانية ترميم معنويات مجسّاته في البيئات الأُخرى، والتي أُصيبت بانتكاسات شعبية وسياسية في الجامعات والنقابات على طريق الانتخابات العامة. في المقابل، لا تُخفي القوى السيادية المناوئة له سعيها إلى المزيد من إضعاف هذه المجسّات والأذرع، لأن المواجهة الديمقراطية معه ستكون هنا بالتحديد، في الدوائر ذات الغالبية المسيحيّة والسنيّة والدرزيّة لتقليم أظافر "حلفائه" وأغطيته الطائفية. ولا تكشف وسائط "حزب اللّه" سرّاً حين تتحدث عن هذه المواجهة، لأن أصحابها السياديين لا يخجلون بها، بل يعلنونها جهاراً نهاراً، ليقينهم أنّ ضرب مشروع تسلّطه على الشرعية والدولة وتشويه حقيقة لبنان يبدأ من أصابعه وأطرافه وصولاً إلى القلب. والمعركة مفتوحة بوضوح كلّي تحت عنوان التصدّي للمشروع الإيراني عبر ذراعه المدجّج، وستكون حاسمة أمام كلّ ناخب تحت شعار: أنت مع "حزب اللّه" او ضدّه"؟ فلا رمادية بين الخيارَين، ولا علك كلام ومواقف، ولا تحالفات مصلحية عابرة تحت الطاولة، ولا مساومات على أصل المواجهة بين لبنان وخاطفيه. وعلى هذَين الأساس والأصل الواضحَين سيتمّ حسم النتائج، وفرز الخيوط البيضاء عن السوداء. ولأنّ المواجهة هي بهذا الوضوح، يعكف "حزب اللّه" على مراجعة قدراته وأوضاع القوى الملحقة به، ويدرس سبل تخريب الانتخابات حين يتيقّن من محاذيرها، وأبرزها إثنان: ارتباك بيئته رغم شراء ذمّتها بالمال والمحروقات والمساعدات الغذائية والصحية، وتضعضع القوى التي يدعمها في البيئات الرديفة، وأثقل هواجسه هو هاجس ضعف شريكه "تيّار العهد" المتلاطم في داخله ومع محيطه. ويبقى السؤال عن موقف المجتمع الدولي، وعمّا إذا كان سيبقى مكتوفاً ويسمح بنسف الانتخابات، علماً أن نموذج "الإعلان السيادي الفرنسي السعودي" يُنبئ بأن هذا المجتمع متأهّب لتطويق ضرب الاستقرار، وللحيلولة دون "قبع" الانتخابات.

 

«النقد الدولي» يطالب السياسيين اللبنانيين بالتوافق على الخطة الاقتصادية

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

أعرب وفد صندوق النقد الدولي أمس عن استعداده لمساعدة لبنان على برنامج متكامل يمكنه من مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة، ويشمل برنامج التعافي الإصلاحات في المالية العامة، وقطاع المصارف ومصرف لبنان، والإصلاحات الهيكلية، والسياسة النقدية. وبدأت بعثة صندوق النقد الدولي أمس جولتها على المسؤولين اللبنانيين، للبحث في «برنامج التعافي» والاتفاق على تفاصيله الأساسية، وضمت البعثة المدير المساعد لصندوق النقد تانوس أرفانيتيس، والرئيس الجديد لبعثة الصندوق في لبنان إرنستو ريغو راميريز ومسؤولين آخرين. وأكد أرفانيتيس للرئيس اللبناني ميشال عون «استعداد الصندوق للاستمرار في مساعدة لبنان على وضع برنامج متكامل يمكنه من مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة»، لافتاً إلى أن «مثل هذا البرنامج يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف الحكوميين والسياسيين والتوافق فيما بينهم لدعم الخطة الاقتصادية الشاملة والمتكاملة التي تعيد الثقة بالواقع الاقتصادي اللبناني».

وعدد الأسس التي يفترض أن تستند إليها هذه الخطة، مشدداً على «ضرورة الإسراع في العمل»، واضعاً «إمكانات الصندوق في تصرف لبنان لهذه الغاية». وأكد الرئيس اللبناني «التزام لبنان بوضع خطة إصلاحية قابلة للتنفيذ والتعاون مع صندوق النقد الدولي من أجل إقرارها بسرعة من خلال المحادثات التي ستجري بين الجانبين اللبناني والدولي». وأطلع الرئيس عون الوفد على «المراحل التي قطعتها عملية الوصول إلى بدء التحقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان لتحديد الخسائر والمسؤوليات تمهيداً لتوزيع هذه الخسائر»، لافتاً إلى «العراقيل التي وضعت في طريق هذا العمل الإصلاحي الضروري، إضافة إلى متابعته التدقيق المالي الجاري من مؤسستي التدقيق «أوليفر وإيمان» و«KPMG». وشدد على «إعطاء الأولوية للمسائل الاجتماعية والصحية ومواجهة حالات الفقر، والمضي في إصلاح البنى التحتية في البلاد مثل الكهرباء والاتصالات وإعادة تأهيل مرفأ بيروت، فضلاً عن المشاريع المائية والسدود وغيرها، من دون تجاهل ما لقطاع الخدمات من أهمية في الاقتصاد اللبناني، إضافة إلى قطاعي الصناعة والزراعة». وأكد عون أن بعثة صندوق النقد الدولي «ستكون على تواصل دائم مع المسؤولين اللبنانيين المعنيين للوصول إلى توافق على بنود الخطة الإصلاحية التي ستحقق تدريجياً النهوض الاقتصادي الموعود».

وكان وفد الصندوق الدولي برئاسة راميريز، قد زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي، وتم البحث في إطار الاتفاق على برنامج التعافي والتفاصيل الأساسية التي سيشملها، وهي: المالية العامة، قطاع المصارف، مصرف لبنان، الإصلاحات الهيكلية، والسياسة النقدية. وأبدى الوفد الاستعداد لمساعدة لبنان في التوصل إلى اتفاق للخروج من أزمته الحالية. وكانت حكومة الرئيس حسان دياب قد أقرت في 30 أبريل (نيسان) من العام الماضي خطتها الاقتصادية - المالية وتضمنت إصلاحات طالت إدارة الدولة، والسياسة المالية، والقطاع المالي، والمصرف المركزي، والحساب الجاري، وميزان المدفوعات. وبدأت المفاوضات مع ممثلي صندوق النقد الدولي في مايو (أيار) من العام الماضي، لكن برز اختلاف في الأرقام المتعلقة بالقطاع المالي والمصرفي بين أرقام مصرف لبنان وأرقام وزارة المالية. وتوقفت المفاوضات مع استقالة حكومة حسان دياب في أغسطس (آب) من عام 2020 وتستكمل الآن حكومة ميقاتي المفاوضات مع صندوق النقد للتوصل إلى اتفاق على برنامج التعافي.

 

في الكويت… تجديد حبس 4 متهمين بقضية تمويل “الحزب”

القبس الإلكتروني/08 كانون الأول/2021

في الوقت الذي تواصل فيه النيابة العامة الكويتية تحقيقاتها في قضية تمويل “حزب الله”، أمر قاضي “تجديد الحبس” استمرار حبس 4 متهمين بعد إحالتهم من النيابة العامة، ورفض القاضي طلبات إخلاء سبيلهم، بحسب “القبس”. ويأتي تجديد حبس المتهمين الـ4 بعد عرضهم لأول مرة، حيث سبق وأن تم تجديد حبس 12 متهمًا آخرين، ومن المتوقع إحالة متهمين لقاضي التجديد بعد انتهاء التحقيقات معهم.

 

شيا في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى!

الوكالة الوطنية للإعلام/08 كانون الأول/2021

استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا يرافقها الملحق السياسي في السفارة ايثان لينش والمسؤول السياسي فادي حافظ، في حضور عضو الهيئة التنفيذية في المجلس الوزير السابق الدكتور عدنان منصور وامين سر المجلس محمد رزق. وقدمت السفيرة شيا للشيخ الخطيب التعازي بوفاة الامام الشيخ عبد الامير قبلان، وجرى استعراض للاوضاع العامة في لبنان. واكد الخطيب “ضرورة تفعيل الحوار بين اللبنانيين لحل الازمات الاقتصادية والمعيشية التي تلقي بتبعات كبيرة على اللبنانيين”، شاكرا “كل جهد يسهم في التخفيف عنهم ويلجم الانهيار الاقتصادي”. وشدد على “ضرورة ان يتم تقديم المساعدات الى مؤسسات الدولة اللبنانية لتصل الى مستحقيها، ولا تستخدم في الاستحقاق الانتخابي الذي نعتبره فرصة امام اللبنانيين للتعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم وتحقيق الاستقرار السياسي للوطن”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حكومة ميقاتي أمام مهمة مزدوجة: عودة الاجتماعات وضبط الحدود مع سوريا

بيروت: محمد شقير/08 كانون الأول/2021

يقول مصدر سياسي بارز إن توجّس «حزب الله» من الشق اللبناني الوارد في البيان المشترك السعودي – الفرنسي؛ الذي صدر في ختام المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لا يعني سحب مفاعيله من التداول لأنه ركز بشكل أساسي على ضرورة التزام لبنان بالقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ولا يمكن للجانب الفرنسي القفز فوقها، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن تطبيق القرار الدولي رقم «1680» المتعلق بترسيم الحدود اللبنانية - السورية لضبطها ووقف عمليات التهريب يبقى أكثر إلحاحاً.

ويلفت المصدر السياسي إلى أن «هذا القرار حضر في الاجتماع الموسّع الذي رعاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وأعقبه اجتماع آخر برئاسة وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي»، ويقول إن «الهدف من هذين الاجتماعين تمرير رسالة بوجود نية صادقة لدى الحكومة لطمأنة دول الخليج بأنها ماضية في مكافحة تصدير المواد المخدرة الذي كان من الأسباب التي أدت إلى تأزم العلاقات اللبنانية - الخليجية». ويؤكّد أن هذين الاجتماعين «يجب أن يتوصّلا إلى اتخاذ إجراءات جذرية بدلاً من أن يقتصر الأمر على إبداء حسن النية، خصوصاً أنه سبق لمجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون أن أبدى الاستعداد لوقف التهريب بعد أن وضعت السلطات السعودية يدها على تهريب الملايين من حبوب الكبتاغون تبين أن مصدرها لبنان، لكن الإجراءات التي اتخذها بقيت حبراً على ورق».

ويكشف المصدر نفسه عن أن الرئيس ميقاتي يؤيد تشكيل لجان مشتركة لمتابعة تنفيذ الإجراءات لضبط الحدود ووقف عمليات التهريب، ويسأل عن مدى استعداد السلطات السورية للتجاوب مع طلب الحكومة اللبنانية بترسيم الحدود بين البلدين؛ بما فيها المتداخلة، خصوصاً أن ترسيمها كان طرحه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لدى زيارته دمشق أثناء توليه رئاسة الحكومة. ويؤكد أنه تقرر بعد توافقه مع الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة الدخول في مفاوضات لترسيم الحدود بين البلدين، لكن دمشق لم تبد التجاوب المطلوب، مع أن الحكومة اللبنانية في حينها أوكلت إلى الوزير جان أوغاسبيان مهمة التفاوض، وقام بالتحضير لبدء المفاوضات بإعداده الخرائط الجوية التي أعدتها قيادة الجيش اللبناني، ويلفت في الوقت نفسه إلى أن مجلس الدفاع الأعلى برئاسة عون كان أوصى بترسيم الحدود التي يبلغ طولها نحو 375 كيلومتراً. لكن توصيته؛ كما يقول المصدر نفسه، لم تر النور، ليس لأن حكومة الرئيس حسان دياب كانت استقالت وتحولت إلى حكومة لتصريف الأعمال، وإنما لأن التهريب من لبنان إلى سوريا يخضع مباشرة لإدارة أمنية وعسكرية تشرف عليها «الفرقة الرابعة» في الجيش السوري. ويضيف أن «الجانب السوري هو من شرع في رفع منسوب التهريب من لبنان إلى سوريا، مستفيداً من دعم الحكومة اللبنانية المحروقات والأدوية والمستلزمات الطبية... وغيرها من المواد الضرورية الأخرى، والذي أدى إلى تراجع الاحتياط بالعملة الصعبة لـ(مصرف لبنان) من دون أن يستفيد السواد الأعظم من اللبنانيين من هذا الدعم، مما اضطر حكومة ميقاتي إلى وقف الدعم تحت ضغط صندوق النقد الدولي في ضوء تقديره لحجم الإنفاق اللبناني غير المجدي بالإبقاء على الدعم بعد أن تخطى 12 مليار دولار في العامين الأخيرين». ويرى أن ترسيم الحدود ومراقبتها لمكافحة كل أشكال التهريب «بات في حاجة إلى رفع الغطاء السياسي عن شبكات التهريب، خصوصاً تلك المنظمة وتحظى بدعم من قوى سياسية فاعلة، رغم أن دولاً صديقة للبنان كانت وما زالت تقدّم المساعدات التقنية المطلوبة لتمكين القوى الأمنية من السيطرة على الحدود وضبطها شرط أن تشمل التدابير وقف تهريب السلاح من سوريا إلى لبنان». ويتوقف المصدر السياسي أمام ما أعلنه سابقاً الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله مع تصاعد وتيرة الحملات المطالبة بوقف التهريب من جهة، وبمبادرة لبنان إلى الطلب من سوريا ترسيم الحدود، ويقول إنه «وإن كان أبدى استعداده لمساعدة الدولة لمكافحة التهريب نافياً مسؤولية حزبه عن المشاركة في عمليات التهريب، فإنه في المقابل استثنى حزبه من تنقل مقاتليه من لبنان إلى سوريا».

ويلفت إلى أن ترسيم الحدود وتشديد المراقبة على المعابر؛ أكانت شرعية أم مفروضة أمراً واقعاً على الحكومة، «بات أحد أبرز المطالب التي ليست محصورة بما ورد في البيان المشترك الفرنسي – السعودي؛ وإنما تحظى بإصرار دولي، رغم أن عون لاذ بالصمت حيال إدخال المازوت الإيراني إلى لبنان».

ويقول إن «مضامين البيان السعودي - الفرنسي المشترك بشقها اللبناني لن تغيب عن الطاولة؛ لأنها ستُدرج في إطار الحفاظ على الاستقرار في المنطقة؛ وتحديداً بالنسبة إلى حصر السلاح بيد الدولة»، ويرى أن باريس «ذهبت بعيداً في موقفها من إيران وحليفها (حزب الله). ويمثل موقف باريس نقلة نوعية قياساً بالحرص الذي كان أبداه ماكرون في مبادرته التي أطلقها لإنقاذ لبنان بتغييب أي بند يفتح الباب أمام اشتباك سياسي مع (حزب الله) ومن ورائه إيران. وعليه؛ فإن ضبط الحدود مع سوريا يتصدّر الآن جدول أعمال (الحكومة الميقاتية) بالتساوي مع إصرار باريس على وقف تعطيل العمل الحكومي بمعاودة اجتماعات مجلس الوزراء التي تبقى عالقة أمام إصرار (الثنائي الشيعي) على فصل صلاحية المجلس العدلي عن صلاحية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء في ملف انفجار مرفأ بيروت، والمتروكة حالياً للقضاء اللبناني نظراً لاستحالة تأمين النصاب النيابي الذي يفضي إلى تحقيق مثل هذا الفصل».

 

سلاح “الحزب” يعطّل الحكومة

جريدة اللواء/08 كانون الأول/2021

لخص مصدر نيابي لـ”اللواء” المشهد التشريعي أمس بأنه غلب عليه طابع “الاصرار والتأكيد” لا سيما في ما خص ‏قانون الدولار الطالبي وحتى قانون البطاقة التمويلية، فضلاً عن إسقاط طابع العجلة عن عدد من المشاريع واقتراحات ‏القوانين.. وعليه، استبعدت مصادر وزارية معاودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء قريبا، جراء استمرار الاجواء السياسية ‏المتشنجة، وعدم نجاح المساعي والجهود المبذولة لايجاد مخرج لازمة مطالب الثنائي الشيعي بتنحية المحقق العدلي ‏بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار من مهمته. واذ وصفت المصادر استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي بالخطوة المؤاتية لنزع فتيل الازمة المستجدة بين لبنان ‏والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، مبدية ارتياحها لردود الفعل الايجابية عليها، والتي توجت بالاتصال ‏الهاتفي الذي اجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الحكومة ‏نجيب ميقاتي، واكدا خلاله الحرص على اعادة العلاقات اللبنانية السعودية إلى طبيعتها، والتعهد بتقديم الدعم المطلوب ‏للشعب اللبناني لتجاوز الأزمة التي يواجهها. ولكن المصادر اعتبرت انه برغم الايجابية التي خيمت على وقائع الاتصال الهاتفي، الا ان مضمون البيان المشترك ‏الفرنسي السعودي ألذي ركز على وجوب حصرية السلاح بالجيش اللبناني والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية ولاسيما ‏القرارين 15559و1701، اي نزع سلاح الحزب من دون تسميته مباشرة، لم يكن وقعه مريحا لدى الحزب الذي اعتبره ‏بمثابة تبدل لافت بالموقف الفرنسي، لم يلحظه من قبل، ما يؤشر الى تداعيات سلبية ضاغطة من الجانب الفرنسي ‏مستقبلا. واعتبرت المصادر ان ما تضمنه البيان المشترك الفرنسي السعودي من شروط ومطالب مقابل دعم لبنان، كبل نوعا ما ‏حركة الحكومة، وفرض عليها ضغوطات غير متوقعة، لا سيما ما يتعلق بتنفيذ القرارات الدولية، لعدم قدرتها على ‏مقاربة هذه القضايا والمسائل الصعبة والمعقدة، في حين يرتقب ان تزيد مضامين البيان في تشدد الحزب وزيادة ‏منسوب ضغطه على الواقع السياسي الداخلي. وختمت المصادر بالقول ان استثناء رئيس الجمهورية من الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الفرنسي وولي العهد ‏السعودي، احدث امتعاضا واضحا في اوساط بعبدا، برغم الاعلان بان ماكرون سيتصل به لاحقا، واستلحاقه بزيارة ‏سفيرة فرنسا لرئيس الجمهورية ببعبدا، ووضعه بنتائج مباحثات ماكرون مع ولي العهد السعودي، وما تقرر ‏بخصوص دعم ومساعدة لبنان

. وأثارت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أن غياب جلسات مجلس الوزراء عن الانعقاد قد يكون له تداعياته على المبادرة ‏الفرنسية الأخيرة بشأن معالجة أزمة لبنان مع دول الخليج لا سيما أن النقاط الإصلاحية التي يفترض أن تسلك مسارها ‏عبر اجتماعات الحكومة وهذا الأمر ليس مبتوتا بعد لجهة موعد هذه الدعوة.  واوضحت المصادر أن العمل سينصب على خطوات عملانية تقوم بها السلطات اللبنانية كبادرة طيبة في اتجاه التزام ‏لبنان بالعلاقات الجيدة  مع دول الخليج مشيرة إلى أنه حين عودة مجلس الوزراء إلى عمله فإن الأجتماعات الوزارية ‏تحضر ما يلزم من ملفات ذات الصلة بالإصلاح

 

فرنسا تدعو لبنان للالتزام بإجراء الإصلاحات ,«حزب الله» يجدد رفض النقاش بقضية سلاحه

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

تجدد التجاذب السياسي اللبناني حول سلاح «حزب الله»، بعد البيان السعودي - الفرنسي المشترك الذي دعا إلى حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية، وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن واستقرار المنطقة، إذ رفض الحزب هذا البند المتعلق بسلاحه، في وقت دعت باريس لبنان «لإثبات صدقيته في التزامه بالإصلاحات لا سيما منها الإصلاحات البنيوية التي تحتاج إلى أدوات عمل جدية، لمواجهة الأزمة العميقة». وأطلعت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غرييو أمس، الرئيس اللبناني ميشال عون بناء على طلب الإليزيه، على أجواء الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولا سيما زيارته إلى المملكة العربية السعودية، حيث «أبدت المملكة التزامها مساعدة لبنان وضرورة العمل على تطبيق الالتزامات التي تم اتخاذها»، حسب ما أفادت الرئاسة اللبنانية. وأشارت السفيرة غرييو بدورها إلى أن بلادها «حققت الخطوة الأولى في هذا المجال، وأن السعودية ودول الخليج جاهزة أيضاً للقيام بالخطوات المطلوبة منها»، لافتة إلى أن «على لبنان أن يقوم من جانبه بما عليه وأن يثبت صدقيته في التزامه الإصلاحات لا سيما منها الإصلاحات البنيوية التي تحتاج إلى أدوات عمل جدية، لمواجهة هذه الأزمة العميقة». وخلال اللقاء تحدثت السفيرة غرييو عن أولويات الإصلاحات، وشددت على الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي وفرنسا لإجراء الانتخابات النيابية والبلدية والرئاسية العام المقبل خصوصا أن اللبنانيين ينتظرون هذه الانتخابات. وأكدت السعودية وفرنسا في بيان مشترك صدر يوم السبت الماضي بعد لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بإجراء إصلاحات شاملة، كما تم الاتفاق على العمل مع لبنان لضمان تطبيق هذه التدابير، وعلى ضرورة حصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية. وواجه «حزب الله» هذا الطلب المتعلق بحصر السلاح، بالرفض. وقال الوزير السابق محمد فنيش أمس: «إننا لن نقبل مهما اشتدت الضغوط أن تكون هناك مقايضة بين الحصول على الحد الأدنى من العيش الكريم وبين التخلي عما هو رمز لكرامتنا وحريتنا»، في إشارة إلى سلاح الحزب. وأضاف: «محاولة المقايضة بين دور المقاومة وسلاحها وبين معالجة المشكلة الاقتصادية أمر مرفوض». وتابع: «نحن نريد أن نعمل لتحقيق الأمرين وهما التمسك بالمقاومة لأنها ضمان الوجود، ومعالجة المشاكل لتوفير الحد الأدنى من مقومات العيش». وتجدد الانقسام اللبناني حول سلاح الحزب. وقال نائب رئيس «حزب الكتائب» سليم الصايغ على حسابه في «تويتر»: «لا للسلاح نعم للجيش، لا للتهرب نعم للإصلاح، لا للطائفية نعم للوطنية!... هذه هي ثلاثية التغيير التي نؤمن بها مع سامي الجميّل».

من جهته، قال عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون إنه «لا قدرة للبنان على حل موضوع سلاح (حزب الله) ما دامت الدول الكبرى والإقليمية لم تجد له حلولاً».

 

“حزب الله” يطيح مفاعيل البيان السعودي – الفرنسي وعون يؤكد التزام لبنان القرارات الدولية

البيطار يستكمل تحقيقاته في "المرفأ" وسط المخاوف من صفقة تطيح به

بيروت ـ “السياسة” /08 كانون الأول/2021

بعد المقدمة النارية لمحطة “المنار” التلفزيونية الناطقة بلسان “حزب الله”، والتي حملت فيها على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بدا واضحاً أن الحزب أطاح بمفاعيل البيان السعودي الفرنسي، وفقاً لما أشارت إليه “السياسة” في عددها، أمس، الأمر الذي يؤكد بالدليل الملموس أن “حزب الله” لا يريد للحكومة اللبنانية أن تعمل على تنفيذ ما هو مطلوب منها، وفق طيات هذا البيان. وما صدر عن الحزب، يضع رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال عون ونجيب الميقاتي في موقف لا يحسدان عليه أبداً، بعدما بعث حزب إيران في لبنان برسالة إلى الجميع، أنه هو الأمر والناهي ومن يقرر في هذا البلد.

ومن جهة أخرى أبلغ الرئيس عون، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة جوانا فرونتسكا التي استقبلها، أمس، في قصر بعبدا، ان كل التحضيرات قائمة لإجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل وبالتالي لا داعي للقلق. ولفت الرئيس عون الى ان الاتصالات جارية لتذليل العقبات أمم عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، مجددا التأكيد على عدم جواز تدخل السياسيين بعمل القضاء. وجدد رئيس الجمهورية التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية ولاسيما القرار 1701. وكانت السفيرة فرونيكا اطلعت الرئيس عون على المداولات التي رافقت الإحاطة الدورية لمجلس الامن الدولي حول القرار.

وفي موقف تحذيري، أسف النائب ميشال ضاهر، لكون المستقبل القريب والبعيد في لبنان “لا يبشر بالخير ابدًا”، معتبرا أن “ما تحاول الحكومة فعله في موضوع الكابيتال كونترول فضيحة”. وأكد وزير الطاقة والمياه وليد فياض بعد لقائه الرئيس عون على أنه “مدعو لمقابلة رسمية إلى فرنسا للبحث مع الجهات المعنية إن كان شركة “توتال” حول عملية التنقيب عن الغاز أو غيرها”. وعلى صعيد آخر، يستأنف المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار عمله في مكتبه في قصر العدل، أمس، بعد تبلغه قرار محكمة الاستئناف المدنية برئاسة القاضية رنده حروق برد طلب رده عن الملف المقدم من الوزير السابق يوسف فنيانوس لعدم الاختصاص النوعي. وأطلق أهالي الموقوفين بانفجار المرفأ صرخة علّها تصل إلى القاضي البيطار، لإطلاق سراح أبنائهم أو ذويهم المحتجزين، لا سيما أن الملفات القضائية بحقهم تجيز، بحسب ما يقول هؤلاء، اخلاء سبيلهم على الفور، في المقابل يحضر البيطار مذكرات توقيف جديدة بحق نواب ووزراء. وقد أثبت الجسم القضائي مرة جديدة، استقلاليته”، فيما مجلس الوزراء لا يزال رهينة، مخطوفا من قبل الثنائي الشيعي، إلى حين تتم إزاحة البيطار. وبعد أن أقلقت تداعيات التصويت “نيابيا” على تقليص صلاحيات الفريق الرئاسي عموما ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خصوصا، عشية الانتخابات المفترضة في الربيع، عاد هذا الطرف، ومعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الى مربّع التعويل على “القضاء” ودعاوى كف اليد ومخاصمة الدولة (…) لإطاحته. غير أن ما حصل، أشّر إلى أن الرهان على ضربة من داخل البيت للبيطار، بات خاسرا. فما الوسيلة البديلة التي قد يلجأ اليها المنزعجون من المحقق العدلي؟ بحسب المصادر، إذ أن مجلس النواب لن ييأس من تسويق مخرجه للحل: تفعيل البرلمان مجلسَ محاكمة الرؤساء والوزراء فتُحال محاكمة المستدعين من قبل البيطار من هؤلاء، إلى المجلس المذكور. ومن غير المستبعد ان يعطي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ضمانة كبيرة وهدية ثمينة إذا هو وافق على حضور جلسة لإقرار هذا الطرح وأمن لها الميثاقية. فالخسارة التي قد تصيب باسيل شعبيا في هذه الحال، يمكن له تعويضها بتقليص حجم التمثيل النيابي للمغتربين.

 

تحذير روسي لإيران من انفجار لبنان

بيروت ـ “السياسة” /08 كانون الأول/2021

 تتابع روسيا بدقة مجريات الأحداث في لبنان، وتسعى جاهدة لمساعدته في الخروج من أزماته دون التدخل في شؤونه الداخلية أو الوقوف مع طرف ضد الآخر. وقد بدا اهتمام روسيا جلياً من خلال تقديمها صور الاقمار الاصطناعية العائدة لتفجير مرفأ بيروت. ولكن هل تدخلت روسيا الى جانب ايران للضغط باتجاه استقالة الوزير السابق جورج قرداحي، كما أفادت بعض وسائل الاعلام؟ المصادر تنفي هذا الموضوع جملة وتفصيلا، لكنها في المقابل، تؤكد ان موسكو، بطلب من الوزير بوحبيب، تدخلت لحل الوضع بين لبنان والخليج وأجرت اتصالات مع الإيرانيين والخليجيين. فقد زار مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف طهران، بحسب المصادر، وتحدث مع الإيرانيين بما معناه يجب الكف عن استعمال لبنان ساحة للهجوم على الخليج لأن وضعه لم يعد يحتمل وهو قابل للانفجار.

 

البرلمان اللبناني يسقط صفة «العجلة» عن «التدقيق الجنائي»

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

أقر مجلس النواب اللبناني، أمس، سلسلة قوانين مرتبطة بالتقديمات الاجتماعية، وسط ضبابية تلف تمويل البطاقة التمويلية، وإعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه سيتفاوض مع البنك الدولي بخصوص قرض «شبكة الأمان الاجتماعي». كما أسقط صفة «العجلة» عن التدقيق الجنائي في حسابات إدارات الدولة ومؤسساتها. وغلبت القوانين المتصلة بالمساعدات الاجتماعية على مناقشات البرلمان. وقال رئيس مجلس النواب، نبيه بري، خلال مناقشة اقتراح قانون تنظيم كيفية التصرف في حقوق السحب الخاصة بلبنان من صندوق النقد الدولي: «أكبر مكان للهدر هو في الكهرباء. بإمكان هذا المبلغ أن ينشئ معامل كهرباء توفر على لبنان خلال سنة أو أكثر مبالغ طائلة جداً». وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذا السياق: «أسعى للتفاوض مع ممثل البنك الدولي بشأن قرض شبكة الأمان الاجتماعي»، لافتاً إلى أن المساعدات ستدفع بالدولار، مشيراً إلى أن «الوفر المحقق في الهبة سيكون بالحد الأدنى 7 ملايين دولار، وسنعمل ليشمل العدد الأكبر من العائلات». وتحفظت «كتلة التنمية والتحرير» النيابية؛ التي يرأسها بري، على استخدام منصة «impact» لتسجيل أسماء الراغبين في تلقي المساعدات. وصوتت على اقتراح القانون المتعلق بالبطاقة التمويلية، وقال النائب علي حسن خليل: «نسجل تحفظنا على اعتماد منصة (IMPACT) للمساعدات، وفضيحة إدارية أن يقوم (التفتيش المركزي) باستقبال الهبات وإدارتها وتوزيعها فيما هو في الوقت عينه الجهة الرقابية». وشارك «الحزب التقدمي الاشتراكي» في التحفظ. وقال أمين سر «كتلة اللقاء الديمقراطي»، النائب هادي أبو الحسن، إن «الجلسة التشريعية ناقشت بندين يتعلقان بتعديل اتفاقيات مع البنك الدولي حول مشروع العائلات الأكثر فقراً ومشروع شبكة الأمان الاجتماعي، وكان موقفنا واضحاً جداً، فالموضوع الذي يشكل أكثر أهمية هو كيفية وضع هذه البرامج حيز التنفيذ؛ لا سيما البطاقة التمويلية». وأضاف: «صحيح أن الحكومة أطلقت منصة (impact) وبدأت عملية التسجيل والمسح الاجتماعي، وهذا قد يستغرق 4 أشهر إضافية، لكن هذا الأمر كان يجب أن يتم منذ عام». في المقابل؛ أسقط البرلمان صفة «العجلة» عن التدقيق الجنائي؛ إذ سقط اقتراح قانون معجل مكرر يتعلق بتمديد العمل بقانون رفع السرية المصرفية عن المسؤولين؛ بما يسمح لشركة التدقيق الجنائي «ألفاريز آند مارسال» بجمع البيانات، إلى حين الانتهاء من أعمال التدقيق الجنائي. لكن رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان قال بعد الجلسة التشريعية إن «(تكتل لبنان القوي) سبق أن قدم اقتراحاً حول التدقيق الجنائي لا تحده فترة زمنية لا سنة ولا أكثر ولا يربط عمل شركة (ألفاريز ومارشال) بأي مهلة، ويسمح بحصول التدقيق في أي وقت تجد فيه المرجعية الدستورية ضرورة لذلك في (مصرف لبنان) أو أي إدارة، لكنه لم يقر للأسف في حينه». وأضاف: «صوتنا مع تمديد العمل بالتدقيق الجنائي انسجاماً مع مبدئنا، لكننا نعتبر أنه طالما أن شركة (ألفاريز) بدأت بعملها ضمن مهلة السنة التي سبق أن نص عليها القانون، فالمهلة تستمر إلى أن تنهي عملها بشكل كامل».

 

محقق انفجار مرفأ بيروت يستأنف عمله ويستعد لاستدعاء سياسيين /«الاستئناف» أطلقت يده مجدداً والمواجهة تنتقل إلى «التمييز»

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

يستعد المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لاستئناف تحقيقاته في الملف اعتباراً من صباح اليوم الأربعاء، بعد توقف دام أكثر من شهر، بفعل الدعاوى التي واجهته، وذلك غداة صدور قرار حاسم عن محكمة الاستئناف في بيروت، رفضت فيه الدعوى المقدمة من وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس بحق البيطار، التي طلب فيها تنحيته وكف يده عن القضية. وكشفت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، أن «دعاوى جديدة تنتظر البيطار لمقارعته أمام محاكم التمييز، وذلك لقطع الطريق على أي إجراء قد يتخذه بحق النواب والوزراء المدعى عليهم، ما دام أنه (البيطار) يكرس نفسه مرجعاً صالحاً لملاحقتهم، متخطياً اختصاص المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بهذا الشأن». ووضعت محكمة الاستئناف في بيروت برئاسة القاضية رنده حروق، حداً للنزاعات القانونية المستمرة في هذا الملف، والتي انطلقت قبل 40 يوماً، بدعوى تقدم بها الفريق القانوني للدفاع عن الوزير السابق يوسف فنيانوس أمام محكمة الاستئناف في بيروت برئاسة القاضي نسيب إيليا ضد القاضي البيطار، ومن ثم استتبعت بدعوى من الفريق نفسه ضد القاضي إيليا لتنحيته عن النظر بدعوى تنحية البيطار، ما استدعى تعيين القاضي حبيب مزهر لهذه المهمة، قبل أن يتقدم محامون وكلاء عن عدد من ضحايا انفجار المرفأ، للطعن بالقاضي مزهر وبحياديته، إلى أن حسمت المحكمة هذا النزاع المستفحل، وأعلنت عدم الاختصاص النوعي لمحاكم الاستئناف للبت بدعاوى تنحية البيطار. ولم تنطلق المحكمة من اجتهاد ذاتي، إنما استندت إلى القرار الصادر قبل أسبوعين عن الهيئة العامة لمحكمة التمييز (أعلى هيئة قضائية)، الذي حدد محاكم التمييز وحدها باعتبارها المرجع المختص للبت بدعاوى رد المحقق العدلي، وفرضت غرامة مالية (رمزية) على الجهة المدعية (فنيانوس)، كما قررت المحكمة إبلاغ القاضي طارق البيطار مضمون قرارها لمتابعة السير بتحقيقاته، وأبطلت كل الإجراءات التي اتخذها القاضي حبيب مزهر، المتمثلة بدعوة المحقق العدلي إلى وقف التحقيقات بملف المرفأ، وتسليمه كامل الملف واعتبار هذه القرارات منعدمة الوجود وإبطال مفاعيلها. وتبلغ المحقق العدلي صباح أمس قرار محكمة الاستئناف الذي أزال كل العراقيل التي جمدت التحقيق خلال الأسابيع الماضية، وأكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن البيطار «سيستأنف إجراءاته خلال الساعات المقبلة، ويستهلها بتحديد مواعيد متتالية لاستجواب السياسيين والقادة العسكريين والأمنيين المدعى عليهم في قضية المرفأ، وهم: رئيس الحكومة السابق حسان دياب، الوزراء السابقون والنواب الحاليون علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق، الوزير السابق يوسف فنيانوس، قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، مدير المخابرات السابق العميد كميل ضاهر والعميدان المتقاعدان جودت عويدات وغسان غرز الدين، وموظفون في المرفأ». وتوقعت المصادر أن «يتسلم البيطار خلال صور الأقمار الصناعية الروسية، التي سلمها الجانب الروسي إلى وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب». وبخلاف المبررات القانونية والدستورية، التي تتحدث عن استحالة ملاحقة النواب في هذه المرحلة لأن الدستور يمنحهم الحصانة في فترة انعقاد الدورة العادية للمجلس النيابي، فإن مواكبة لمسار التحقيقات، جزمت لـ«الشرق الأوسط» أن البيطار «يرفض التسليم بهذا الأمر، وهو يستند إلى مضمون المادة 97 من النظام الداخلي للمجلس النيابي التي تنص على أنه (إذا لوحق النائب بالجرم خارج دورة الانعقاد أو قبل انتخابه نائباً، تستمر الملاحقة في دورات الانعقاد اللاحقة دون الحاجة إلى طلب إذن المجلس النيابي، لكن على وزير العدل أن يحيط لمجلس النيابي علماً بالأمر في أول جلسة يعقدها البرلمان...). وذكرت المصادر بأن المحقق العدلي «ادعى على النواب المذكورين وباشر إجراءات ملاحقتهم خارج الدورة العادية للبرلمان، وبالتالي فإن الحصانة ساقطة عنهم حكماً». وإذا كان قرار محكمة الاستئناف يعطي دفعاً جديداً للتحقيق، فقد شددت المصادر المواكبة للتحقيق أن البيطار «سيواجه في الأيام والأسابيع المقبلة حرباً جديدة من السياسيين المدعى عليهم». وتوقعت «مسارعة وكلاء السياسيين المدعى عليهم إلى «تقديم دعاوى أمام محاكم التمييز لرد القاضي البيطار، وعند تبلغ الأخير أي دعوى من هذه الدعاوى، سيضطر إلى وقف إجراءاته وتجميد التحقيق إلى حين البت بها، ما يعني أن مسار الملف طويل جداً».

 

فرنسا تدعو لبنان للالتزام بإجراء الإصلاحات و«حزب الله» يجدد رفض النقاش بقضية سلاحه

بيروت: الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

تجدد التجاذب السياسي اللبناني حول سلاح «حزب الله»، بعد البيان السعودي - الفرنسي المشترك الذي دعا إلى حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية، وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن واستقرار المنطقة، إذ رفض الحزب هذا البند المتعلق بسلاحه، في وقت دعت باريس لبنان «لإثبات صدقيته في التزامه بالإصلاحات لا سيما منها الإصلاحات البنيوية التي تحتاج إلى أدوات عمل جدية، لمواجهة الأزمة العميقة». وأطلعت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غرييو أمس، الرئيس اللبناني ميشال عون بناء على طلب الإليزيه، على أجواء الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولا سيما زيارته إلى المملكة العربية السعودية، حيث «أبدت المملكة التزامها مساعدة لبنان وضرورة العمل على تطبيق الالتزامات التي تم اتخاذها»، حسب ما أفادت الرئاسة اللبنانية. وأشارت السفيرة غرييو بدورها إلى أن بلادها «حققت الخطوة الأولى في هذا المجال، وأن السعودية ودول الخليج جاهزة أيضاً للقيام بالخطوات المطلوبة منها»، لافتة إلى أن «على لبنان أن يقوم من جانبه بما عليه وأن يثبت صدقيته في التزامه الإصلاحات لا سيما منها الإصلاحات البنيوية التي تحتاج إلى أدوات عمل جدية، لمواجهة هذه الأزمة العميقة». وخلال اللقاء تحدثت السفيرة غرييو عن أولويات الإصلاحات، وشددت على الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي وفرنسا لإجراء الانتخابات النيابية والبلدية والرئاسية العام المقبل خصوصا أن اللبنانيين ينتظرون هذه الانتخابات. وأكدت السعودية وفرنسا في بيان مشترك صدر يوم السبت الماضي بعد لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بإجراء إصلاحات شاملة، كما تم الاتفاق على العمل مع لبنان لضمان تطبيق هذه التدابير، وعلى ضرورة حصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية. وواجه «حزب الله» هذا الطلب المتعلق بحصر السلاح، بالرفض. وقال الوزير السابق محمد فنيش أمس: «إننا لن نقبل مهما اشتدت الضغوط أن تكون هناك مقايضة بين الحصول على الحد الأدنى من العيش الكريم وبين التخلي عما هو رمز لكرامتنا وحريتنا»، في إشارة إلى سلاح الحزب. وأضاف: «محاولة المقايضة بين دور المقاومة وسلاحها وبين معالجة المشكلة الاقتصادية أمر مرفوض». وتابع: «نحن نريد أن نعمل لتحقيق الأمرين وهما التمسك بالمقاومة لأنها ضمان الوجود، ومعالجة المشاكل لتوفير الحد الأدنى من مقومات العيش». وتجدد الانقسام اللبناني حول سلاح الحزب. وقال نائب رئيس «حزب الكتائب» سليم الصايغ على حسابه في «تويتر»: «لا للسلاح نعم للجيش، لا للتهرب نعم للإصلاح، لا للطائفية نعم للوطنية!... هذه هي ثلاثية التغيير التي نؤمن بها مع سامي الجميّل».

من جهته، قال عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون إنه «لا قدرة للبنان على حل موضوع سلاح (حزب الله) ما دامت الدول الكبرى والإقليمية لم تجد له حلولاً».

 

النقاش الدستوري بدأ الاثنين من "الأكثرية"... وغداً "بحث آخر"

البيطار "رجع" والسلطة "بالمرصاد"!

نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

انتظرها مكالمة هاتفية من الإليزيه، فجاءته رسالة ديبلوماسية من قصر الصنوبر إلى قصر بعبدا حملتها السفيرة الفرنسية آن غرييو إلى رئيس الجمهورية ميشال عون لإطلاعه على نتائج محادثات الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية حيال الملف اللبناني، منبهةً في فحوى الرسالة إلى وجوب "أن يثبت لبنان صدقيته في التزامه الإصلاح" كمدخل أساس لترجمة الالتزام السعودي بمساعدته، بالتوازي مع التشديد على أهمية إجراء "الانتخابات النيابية والرئاسية العام المقبل"... وبغض النظر عن مضمون الرسالة، فإنّ "الشكل الذي تم نقلها عبره إلى عون كفيل وحده باستفزازه" وفق تقييم عارفيه، على اعتبار أنه "لا يعترف ولا يقرّ بأي مفاعيل لمقررات التوافق الفرنسي – السعودي حيال لبنان، بموجب اتصال هاتفي جرى مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وليس معه شخصياً". وعلى هذا الأساس، دخلت مقررات جدة عملياً في "غيبوبة" لبنانية تحت وطأة انعدام القدرة والنية على تطبيقها من قبل أركان الحكم والحكومة، على أن يبقى للرئيس ميقاتي "شرف الاستمرار بالمحاولة لتدوير الزوايا أقله في سبيل عودة مجلس الوزراء واتخاذ بعض الإجراءات الحدودية المحدودة في مواجهة عمليات تهريب المخدرات والممنوعات إلى دول الخليج"، كما نقلت مصادر مواكبة لحركته، لكنها توقعت في المقابل أن تشتد وطأة الضغوط عليه من جانب "حزب الله" ربطاً للنزاع الحكومي مع قضية تحقيقات انفجار المرفأ "لا سيما وأنّ المحقق العدلي القاضي طارق البيطار "رجع" بعد رد دعوى رده الاخيرة (أمس)، ولا شكّ أنّ السلطة لن تستسلم بل ستتربص به وستكون لتحقيقاته بالمرصاد عبر حزم جديدة من دعاوى الرد لإعادة كف يده مؤقتاً عن الملف بانتظار نضوج التسوية السياسية لقبعه".

إذاً، وبعدما ردت القاضية رندة حروق المكلفة رئاسة الغرفة 12 لمحكمة الاستئناف المدنية في بيروت (إثر تنحي القاضي نسيب ايليا) دعوى رد المحقق العدلي المقدمة من الوزير السابق المدعى عليه يوسف فنيانوس، وقررت إبلاغ القاضي البيطار مضمون قرارها "لمتابعة تحقيقاته"، يستأنف الأخير نشاطه صباح اليوم بعد توقف قسري فرضته دعاوى رده وكف يده، والتي وصلت كلها إلى "حيطان مسدودة" وانتهت إلى كلمة فصل من القضاء حددت "محكمة التمييز المرجع الصالح للبت برد المحقق العدلي". وأوضحت مصادر قضائية رفيعة أنّ اتخاذ القاضية حروق القرار بالرجوع عن القرار المدوّن على الصفحات 5، 6، 7 الصادر عن القاضي حبيب مزهر تم تعليله بأنه "صادر عن مرجعية لا تملك حق إصداره قانوناً، وبالتالي جرى اعتباره منعدم الوجود كأنه لم يكن مع إبطال جميع مفاعيله"، لافتةً الانتباه إلى أهمية هذه النقطة بالذات "إذ كان بإمكان المحكمة أن تكتفي برد طلب الرد لعدم وجود الاختصاص، ولكنها حرصت بدايةً على إلغاء القرار واعتباره منعدم الوجود أولاً ثم عادت إلى رد الرد شكلاً وقالت إنه ليس من ضمن الاختصاص النوعي". وإذ تنقل المصادر أنّ الانطباع القضائي الطاغي يفيد "بقراءة كل ما حصل لغاية اليوم من زاوية واحدة وهي أنّ الغاية منه مجرد تضييع الوقت في محاولة لسحب ملف تحقيقات انفجار المرفأ من البيطار من غير مسوّغ قانوني"، أعربت في هذا السياق عن "الأسف للإمعان السياسي الحاصل في التعسف باستعمال القانون عبر استمرار نهج تقديم المراجعات القضائية من دون جدوى، خصوصاً أنهم يعلمون يقيناً ألا فائدة منها باستثناء تضييع الوقت وإبطاء العدالة"، متوقعةً في ضوء ذلك أن "تشتد المطالبة بكف يد البيطار وتكثيف طلبات الرد بحقه بعد استئناف نشاطه وفشل التوصل الى فصل ملف النواب والرؤساء والوزراء عن ملف التحقيق العدلي في القضية"، مع ترجيحها في المقابل أن يعتمد المحقق العدلي "تكتيكا جديداً قد يسرّع في وتيرة تحقيقاته، خصوصاً وأنّ المدعى عليهم سيتقدمون مجدداً، عاجلاً وليس آجلاً، بطلبات رد جديدة أمام محكمة التمييز". قضائياً أيضاً، انطلق أمس الأول عملياً "العد العكسي" لبت المجلس الدستوري في الطعن الانتخابي المقدم أمامه، ربطاً بانطلاق جلسات مناقشة تقرير المقرر المعيّن لدراسة مواد وموجبات الطعن بتعديلات القانون الانتخابي المقدم من تكتل "لبنان القوي"، وعليه سيكون أمام المجلس مهلة 15 يوماً لإصدار قراره النهائي منذ تاريخ توزيع التقرير الثلاثاء الفائت، فانعقدت أمس الأول (الاثنين) جلسة أولى للتداول بمضامينه في حضور أعضائه العشرة. وأوضحت مصادر مواكبة للملف أنّ "النقاش في جلسة الاثنين تناول المادة 57 المتصلة بالنصاب النيابي المطلوب لاعتماد الأكثرية البرلمانية، لناحية احتساب النصف +1 من أصل مجمل عدد النواب المشكّل منهم المجلس النيابي قانوناً، أو فقط احتساب الأكثرية من أصل النواب الأحياء الذي يمارسون مهامهم فقط"، وأشارت إلى أنّ المجلس الدستوري سيستأنف اجتماعاته الخميس "لاستكمال البحث في بند آخر"، مع الإشارة في هذا المجال إلى أنّ الجلسة الأولى لنقاش التقرير "لم تقارب موضوع اقتراع المغتربين ومسألة حصره بالدائرة 16 أو توسيعه ليشمل حقهم بانتخاب 128 نائباً على مستوى كافة المقاعد البرلمانية".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

رسائل» قصف إسرائيل لميناء اللاذقية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

بالفعل، القصف على ميناء اللاذقية فجر الثلاثاء، هو الأكثر حملاً لـ«الرسائل» منذ بدء الاستهدافات الإسرائيلية في سوريا نهاية 2013 بعد أشهر من «صفقة الكيماوي» بين واشنطن وموسكو، التي شملت خلال ثماني سنوات مئات الغارات في معظم مناطق البلاد. لماذا؟

1 - ميناء اللاذقية: وقع الاستهداف في أبرز ميناء سوري على بعد كيلومترات من قاعدة حميميم العسكرية الروسية التي تستضيف منظومة صواريخ «إس 300» المتطورة و«إس 400». وهذه أبرز إشارة إلى «رضا» روسيا عن الغارات الإسرائيلية، أو على الأقل، عدم معارضتها لها ومنع حصولها.

2 - غضب روسي: موسكو سبق أن أعربت لدمشق عن «غضبها» من قرار الحكومة السورية في فبراير (شباط) 2019، إعطاء عقد إدارة ميناء اللاذقية إلى إيران بعد فسخ عقد مع شركة دولية. حاولت دمشق إرضاء موسكو بإعطائها امتيازات في ميناء طرطوس القريب في إطار «لعبة التوازن بين الحليفين»، لكن الغضب الروسي بقي مضمراً ومعمراً. 3 - «عقدة سبتمبر (أيلول)»: في سبتمبر 2018، أسقطت الدفاعات الجوية السورية خطأ طائرة عسكرية روسية خلال تصديها لغارات إسرائيلية. وأدى الحادث إلى مقتل 15 جندياً روسياً، وتسبب ذلك في توتر بين موسكو وإسرائيل، تطلب زيارات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل الأزمة والعودة إلى تشغيل «آلية التنسيق» العسكرية بين الطرفين في سوريا، لكن إسرائيل بقيت حذرة في استهداف جوار القاعدتين الروسيتين في اللاذقية وطرطوس لتجنب أي إصابات روسية.

4 - بوتين - بنيت: منذ تولي نفتالي بنيت رئاسة الحكومة خلفاً لنتنياهو في يونيو (حزيران)، سعت روسيا إلى «تذكير» إسرائيل بوجودها في سوريا، عبر تقديم بيانات تفصيلية عن الرد السوري على الغارات واستخدام دمشق لمضادات روسية، مع تحذيرات لتل أبيب بعدم استهداف مصالح روسية أو حكومية سورية.

لكن وحسب تسريبات إسرائيلية، فإن بنيت حصل من بوتين خلال لقائهما في سوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «على أكثر مما كان لدى نتنياهو»، إذ جرت استعادة التنسيق العسكري و«الخط الأحمر» بين تل أبيب وحميميم، بل إن أول غارة بعد لقاء بوتين - بنيت في 30 أكتوبر، حصلت بصواريخ أرض - أرض واستهدفت أطراف دمشق.

5 - «اتساع وتركيز»: منذ لقاء بوتين وبنيت، اتسعت مروحة الغارات. تكرر «قصف غامض» على «مواقع إيرانية» شرق سوريا، فيما استهدفت إسرائيل مرات عدة أطراف دمشق ووسط سوريا، في 30 أكتوبر و3 و8 و24 نوفمبر (تشرين الثاني)، طالت «مستودعات أسلحة وذخائر إيرانية»، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

6 - «غير إنساني»: المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، قال خلال مشاركته في منتدى بدمشق في منتصف نوفمبر: «فيما يتعلق بالسؤال الذي يخص القصف غير الشرعي من طرف إسرائيل لأراضي سوريا، فنحن نرفض بشكل قاطع هذه الأعمال اللاإنسانية، وندعو للتواصل مع الطرف الإسرائيلي على جميع المستويات حول ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ووقف عمليات القصف هذه». وأضاف «في هذا السياق سيكون الرد باستخدام القوة غير بناء لأنه لا أحد يحتاج إلى حرب في أراضي سوريا».

7 - «مقاومة إسرائيل»: يختلف موقف لافرينتييف تماماً عن موقف طهران، إذ إن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قال خلال لقائه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في طهران أمس، إن «المقاومة هي السبيل الوحيدة لاستئصال هذه الغدة السرطانية من المنطقة»، وفقاً لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

8 - مقاربتان ومسرح: أمام اختلاف مقاربتي موسكو وطهران في مناطق سيطرة الحكومة والعلاقة مع تل أبيب، سعت روسيا إلى إقناع إيران لإخراج تنظيماتها من قاعدة «تي فور» وسط البلاد، التي تعرضت لغارات إسرائيلية عدة، في المقابل، اتهم مسؤولون أميركيون إيران بقصف قاعدة التنف الأميركية جنوب شرقي سوريا، «انتقاماً» لقصف طائرات إسرائيلية «تي فور» بعد مرورها من فوق التنف، الأمر الذي أزعج موسكو التي تقيم تفاهمات كبرى مع واشنطن، وسوريا جزء منها.

9 - بوتين - بايدن: قبل لقاء بوتين - بنيت في نهاية أكتوبر، استهدفت تنظيمات تابعة لطهران قاعدة التنف بخمس مسيرات، في إطار «رسائلها» إلى سوتشي مقر اللقاء الخصم الإسرائيلي والحليف الروسي. وليست صدفة أن يأتي القصف الإسرائيلي الأخير على «شحنة إيرانية» في اللاذقية قرب حميميم قبل ساعات من قمة الرئيسين الروسي والأميركي، اللذين لديهما علاقة جيدة مع إسرائيل و«ضمان أمنها».

10 - «النووي» و«التطبيع»: لا يمكن إخراج الغارات عن سياق التطورات الإقليمية والدولية الحاصلة خصوصاً ما يتعلق بانسداد مفاوضات «الاتفاق النووي» في فيينا وتهديدات إسرائيلية وأميركية بـ«خيارات أخرى»، إضافة إلى وجود رهانات بأن يؤدي «التطبيع» مع دمشق إلى «تقليص الوجود العسكري الإيراني» في سوريا... حتى لو كان بتفاهم بين موسكو ودمشق وطهران، التي زارها أمس المقداد.

   

سورية: إسرائيل تُدمِّر شحنة أسلحة إيرانية… وبينيت: لن نتوقف لحظة

استهداف رتل أميركي بريف الحسكة... وإصابة 6 مدنيين من أسرة واحدة في غارة للتحالف

دمشق، عواصم – وكالات/08 كانون الأول/2021

 فيما استهدف قصف جوي إسرائيلي فجر أمس، شحنة أسلحة إيرانية مخزّنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية بغرب سورية، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن تل أبيب “لن تتوقف ثانية واحدة” عن محاربة “القوى الهدامة”. وفي أول استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ اندلاع النزاع، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت “بشكل مباشر شحنة أسلحة إيرانية في ساحة الحاويات” داخل مرفأ اللاذقية، ما أدى إلى “انفجارات عنيفة وخلّف خسائر مادية فادحة”، من دون “توثيق خسائر بشرية حتى الآن”. وأفادت مصادر عن تصدّي الدفاعات الجوية السورية للقصف الاسرائيلي في أجواء اللاذقية. وأظهرت مجموعة من الصور ومقاطع فيديو، اندلاع النيران وسط عشرات الحاويات وبعد وقت قصير، ذكر محافظ اللاذقية إنّ فرق الإطفاء “تمكّنت من إخماد النيران التي اشتعلت في ساحة حاويات المرفأ نتيجة العدوان الإسرائيلي”. وبعد ساعات من الغارة الإسرائيلية، قال بينيت خلال اجتماع ثلاثي مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس في القدس: “نتصدى لقوى الشر في المنطقة ليل نهار، ولن نتوقف لثانية واحدة. هذا يحدث يومياً تقريبا”، مضيفا فيما بدا انه تعليق على الغارة “سنواصل العمل ضد القوى الهدامة، وسنمضي قدما دون كلل”. على صعيد متصل، أفادت مصادر سورية بأن هجوما بعبوتين ناسفتين استهدف رتلاً عسكرياً للقوات الأميركية في منطقة اليعربية بريف الحسكة الشرقي، ما أدى إلى وقوع أضرار كبيرة في آليات أميركية. ولفتت مصادر إلى أن “الهجوم أسفر عن أضرار كبيرة بآليات الاحتلال، تلاه استنفار لميليشيا “قسد”( قوات سورية الديمقراطية) المدعومة أميركياً في  المنطقة”. في سياق متصل، أسفرت غارة جوية أميركية استهدفت زعيما لتنظيم “القاعدة” شمالي سورية عن إصابة أسرة مكونة من 6 أفراد، من بينهم طفل في العاشرة من عمره عانى من جروح بالغة بالرأس. وحسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس”، فإن أحمد قاسم (52 عاما) كان قد أخذ أسرته من منزل عائلة زوجته في شمال غرب سورية حيث قضت الأسرة 4 أيام وكان يقود سيارة عائدا إلى المنزل صباح الجمعة عندما وقع انفجار، حول سيارتهم إلى شظايا. وخرج خمسة من أفراد أسرة قاسم من المستشفى لكن ابنه الأصغر محمود البالغ من العمر 10 سنوات لا يزال في وحدة العناية المركزة بأحد مستشفيات مدينة إدلب حيث يعالج من إصابات خطيرة في الرأس. من جانبه، أكد الجيش الأميركي شنه الغارة، وأضاف أن المراجعة الأولية لها تشير إلى وقوع ضحايا مدنيين محتملين، وأنه تم فتح تحقيق في الحادث. في شأن آخر، قال المتحدث باسم خارجية كازاخستان أيبك صمادياروف، إن المفاوضات الدولية حول سورية وفق “صيغة أستانا”، ستعقد في مدينة نور سلطان يومي 21 و 22 ديسمبر، وأوضح أن جميع الأطراف أكدت مشاركتها في الفعالية”. من جهة أخرى، أعلن مسؤول في محافظة دير الزور بسورية أن المئات يتوافدون إلى مركز التسوية في مدينة البوكمال بريف المحافظة من أجل تسوية أوضاعهم، وذلك منذ بدء العملية هناك صباح أمس. وأوضح المصدر أن المتوافدين على مركز التسوية، هم من أبناء مدينة البوكمال والمناطق المحيطة بها، وكذلك من أبناء مختلف مناطق الجزيرة، بما فيها المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) والقوات الأميركية. وأشار إلى أنه يوجد بينهم مدنيون مطلوبون وعسكريون فارون ومتخلفون عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.

 

إسرائيل تستهدف «شحنة أسلحة إيرانية» غرب سوريا

بنيت: لن نتوقف ثانية عن محاربة القوى الهدامة

بيروت - تل أبيب - لندن: /الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

استهدف قصف جوي إسرائيلي، فجر الثلاثاء، شحنة أسلحة إيرانية مخزنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أول استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ اندلاع النزاع. وصرح رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، بعد ساعات من الغارة التي استهدفت ميناء اللاذقية، بأن تل أبيب «لن تتوقف ثانية واحدة» عن محاربة «القوى الهدامة». وقال بينت خلال اجتماع ثلاثي مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس قبرص نيكوس أناستآسيادس، أمس، «نتصدى لقوى الشر في المنطقة ليل نهار، ولن نتوقف لثانية واحدة. هذا يحدث على أساس يومي تقريباً». وأضاف: «سنواصل العمل ضد القوى الهدامة، وسنمضي قدماً دون كلل». وفي وقت سابق، رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الأنباء حول غارة إسرائيلية على مرفأ اللاذقية السوري. وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري، خصوصاً أهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني. وأورد «المرصد»، صباح الثلاثاء، أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت «بشكل مباشر شحنة أسلحة إيرانية في ساحة الحاويات» داخل المرفأ، ما أدى إلى «انفجارات عنيفة وخلف خسائر مادية فادحة»، من دون «توثيق خسائر بشرية حتى الآن».

وهذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل مرفأ اللاذقية، الرئيسي في البلاد، منذ اندلاع النزاع عام 2011، وفق ما أفاد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، وكالة الصحافة الفرنسية. فجراً، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري، أنه «حوالي الساعة 1.23 من فجر اليوم (23.23 ت.غ)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدة صواريخ من اتجاه البحر المتوسط جنوب غربي اللاذقية مستهدفاً ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري». وأدى القصف، وفق المصدر ذاته، إلى «اشتعال عدد من الحاويات التجارية» من دون وقوع خسائر بشرية. وأفادت «سانا» بتصدي الدفاعات الجوية السورية للقصف الإسرائيلي في أجواء اللاذقية. وأظهرت مجموعة من الصور ومقاطع فيديو نشرتها، اندلاع النيران وسط عشرات الحاويات. وبعد وقت قصير، نقلت عن محافظ اللاذقية أن فرق الإطفاء «تمكنت من إخماد النيران التي اشتعلت في ساحة حاويات المرفأ نتيجة العدوان الإسرائيلي». ولم يصدر أي تعليق رسمي مباشر من إسرائيل التي نادراً ما تؤكد تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في عام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وقد بادرت في عام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة.

ووقع البلدان اتفاقات ثنائية عدة، تضمنت إحداها مطلع عام 2019 تدشين «مرفأين مهمين في شمال طرطوس وفي جزء من مرفأ اللاذقية». وكثفت إسرائيل مؤخراً وتيرة ضرباتها في سوريا، إذ أدى قصف في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة جنود سوريين، وفق حصيلة لـ«المرصد».

وأصيب جنديان سوريان بجروح في الثامن من نوفمبر الماضي جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في وسط وغرب سوريا، وفق الإعلام الرسمي السوري. وفي الثالث من الشهر ذاته، استهدفت ضربة إسرائيلية منطقة تقع فيها مستودعات سلاح وذخائر تابعة لمقاتلين موالين لإيران في ريف دمشق، حسب «المرصد السوري». وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران في قصف إسرائيلي استهدف نقاطاً عدة في ريف دمشق، وفق «المرصد» الذي وثق أيضاً مقتل تسعة مقاتلين موالين لإيران في ضربة إسرائيلية في منتصف الشهر ذاته في ريف حمص الشرقي، وأفادت دمشق في حينه بمقتل جندي سوري.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

واشنطن تعاقب قائد “الباسيج” وضالعين في قمع الاحتجاجات في إيران

استئناف محادثات فيينا اليوم... والولايات المتحدة: الكرة في ملعب طهران... ولندن: الفرصة الأخيرة

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات»/08 كانون الأول/2021

 فيما تنطلق في العاصمة النمساوية فيينا اليوم محادثات الفرصة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران أو دفنه للأبد وسط أجواء مشحونة، استبقت واشنطن جولة اليوم بعقوبات قاسية طالت قائد “الباسيج” الإيراني وضالعين في قمع الاحتجاجات في إيران. وأعلنت الولايات المتحدة أنها أصدرت عقوبات على 15 شخصا وكيانين وسجنين في إيران وسورية وأوغندا، وصفتهم بأنهم لعبوا أدوارا في “القمع وتقويض الديمقراطية” في بلدانهم. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان إنه “تماشيا مع أهداف قمة الديمقراطية المزمع عقدها هذا الأسبوع، تلتزم الولايات المتحدة باستخدام مجموعتها الكاملة من الأدوات لمواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والأعمال القمعية في جميع أنحاء العالم”. موضحا أنه لهذه الغاية فإن الولايات المتحدة قامت بتعيين “جهات فاعلة متعددة في ثلاث دول فيما يتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وأعمال قمعية تستهدف المعارضين السياسيين والمتظاهرين السلميين وأفراد آخرين”.

وأضاف أن الولايات المتحدة قدمت كذلك “تقريرا تحدد فيه الأشخاص المسؤولين عن بعض الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران” مشيرا إلى أن وزارة الخزانة استهدفت بالتشاور مع وزارة الخارجية “الجهات العسكرية فيما يتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”.

وذكر أن العقوبات “التي تطال أفراداً سبق أن صنفهم الاتحاد الأوروبي، توثق تحالف الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها مما يعكس التزامنا المشترك بتعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان”. وقال: إن وزارة الخزانة فرضت “عقوبات على سبعة أشخاص وكيانين إيرانيين لإنفاذ القانون، فيما يتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”، شملت سجنين هما (زاهدان) و(أصفهان) الإيرانيان “المسؤولان عن عمليات قتل خارج نطاق القضاء واحتجاز تعسفي”. وبالتوازي مع بيان بلينكن، قالت وزارة الخزانة في بيان إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لها أصدر عقوبات تستهدف “القمع وتقويض الديمقراطية” بالتشاور مع وزارة الخارجية، موضحة أن عقوباتها طالت كياني “قوة إنفاذ القانون في إيران”، و”القوة الخاصة لمكافحة الإرهاب” التابعة للكيان الأول. وتضمنت لائحة الأفراد الإيرانيين الذين طالتهم عقوبات (أوفاك)، كلا من قائد الوحدات الخاصة، وقائد القوة الخاصة لمكافحة الإرهاب محسن إبراهيمي، وقائد لواء في الوحدات الخاصة في قوة إنفاذ القانون سيد رضا موسوي أعظمي، وقائد قوات (الباسيج) غلام رضا سليماني وحاكمة مدينة قدس الواقعة غرب العاصمة الإيرانية طهران ليلى واثقي، والمحققين التابعين للحرس الثوري الإيراني علي همتيان ومسعود صفدري. كما أدرجت بالاشتراك مع الخارجية أيضا مديرة سجن (قرتشك) الواقع في صحراء شرق طهران صغرى خوداداي، وقائد قاعدة عمليات القدس الجنوبية الشرقية التابعة للحرس الثوري في زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان محمد كرامي. في المقابل، انتقدت الخارجية الإيرانية العقوبات، معتبرة تصعيدها يتعارض مع الجدية وحسن النوايا المزعومين في فيينا.

وكتب المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده على “تويتر”: “حتى في خضم مفاوضات فيينا، لم تكف أميركا عن فرض العقوبات”، مضيفا: “تشديد العقوبات لا يوفر أداة ضغط، كما أنه يتعارض مع الجدية وحسن النوايا المزعومين”. في غضون ذلك، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان أن أمر إظهار الجدية من عدمها فيما يتعلق بمحادثات إحياء الاتفاق النووي يعود لإيران، وهو ما يحدد موقعها في تلك المحادثات. وقال سوليفان: “كلما أظهرت إيران افتقارا للجدية على طاولة المفاوضات، زادت الوحدة بين دول الخمسة زائد واحد، وزاد من تعرضها لأن تكون الطرف المعزول في هذه المفاوضات”، متابعا: “لذا الكرة في ملعب إيران فيما إذا كانت تريد الظهور وإثبات أنها ستكون جادة أم لا”. من جانبه، قال المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا إنريكي مورا، إن لجنة مشتركة واتصالات ثنائية ومتعددة الأطراف ستعقد، موضحا أن الجولة السابعة من المفاوضات ستتواصل في فيينا بعد مشاورات بين عواصم مختلفة.

بدورها، دعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إيران إلى العودة إلى الاتفاق النووي، قائلة إنها آخر فرصة “لعودتهم للالتزام به، وأنا أحضهم بشدة على القيام بذلك لأننا مصممون على العمل مع حلفائنا لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية”. من جهته، عبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان عن خشيته أن تكون إيران تسعى لكسب الوقت خلال المفاوضات، قائلا إن “المحادثات التي استؤنفت غير مشجعة لأننا نشعر أن الإيرانيين يريدون أن يجعلوها تستمر، وكلما طالت مدة المحادثات زاد تراجعهم عن التزاماتهم… واقتربوا أكثر من قدرتهم على امتلاك سلاح نووي”. من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير ليجندر، إنه من المهم أن تستأنف مفاوضات فيينا “بسرعة”، مضيفة: “نشعر بخيبة أمل لأن الأسبوع الماضي لم يسمح باستئناف المفاوضات، والواقع أن المقترحات التي قدمتها إيران لا تشكل أساسا معقولا يتوافق مع هدف التوصل إلى نتيجة سريعة واحترام مصالح الجميع”.

 

واشنطن تعلن مصادرة شحنتي أسلحة وصواريخ إيرانية في بحر العرب

واشنطن، عواصم – وكالات: أعلنت وزارة العدل الأميركية أمس، مصادرة صواريخ وأسلحة إيرانية من سفينتين ببحر العرب خلال عمليات أمنية بحرية روتينية، قائلة إن “الأسلحة الإيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين في اليمن، وأن العملية تمت في فترات مختلفة من العام 2020”. أضافت في بيان: “صادرنا 171 صاروخ أرض – جو وثمانية صواريخ مضادة للدبابات، بالإضافة إلى نحو 1.1 مليون برميل من المنتجات البترولية الإيرانية”، موضحة أن “البحرية الأميركية صادرت الأسلحة من سفينتين في بحر العرب”، لافتة إلى أن “الحرس الثوري الإيراني قام بتدبير شحنات الأسلحة التي كانت متجهة إلى الحوثيين في اليمن”. وأشارت إلى أن “المنتجات البترولية الإيرانية صودرت من أربع ناقلات ترفع علمًا أجنبيًا في بحر العرب أو حوله أثناء توجهها إلى فنزويلا”، معتبرة العملية “تمثل أكبر مصادرة حكومية على الإطلاق لشحنات الوقود والأسلحة من إيران”. ولفتت إلى أن “الحكومة الأميركية باعت المنتجات النفطية الإيرانية المصادرة بموجب أمر قضائي”، مشيرة إلى أنه “قد يتم توجيه العائدات لصندوق ضحايا الإرهاب”. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع السعودية أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت هدفا جويا معاديا تم اكتشافه باتجاه المنطقة الغربية السعودية، بينما أعلن تحالف دعم الشرعية سقوط مقذوف معاد بالقرب من إحدى الطرق العامة والأسواق الشعبية بجازان، وتدمير منظومة دفاع جوي معادية بجبهة مأرب، فيما اعترضت قوات التحالف الجوية طائرة مسيّرة في الأجواء اليمنية. وأعلن تدمير ورش لتركيب وتجهيز الصواريخ الباليستية بدائرة الأشغال العسكرية بصنعاء، ومنظومة اتصالات عسكرية مرتبطة بإطلاق المسيرات بمديرية بني الحارث بصنعاء، قائلا إنه تم أيضًا تدمير ورشة لتصنيع وتخزين الألغام ومخازن أسلحة بمديرية الثورة، مؤكدًا أنه اتخذ إجراءات وقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية الأضرار الجانبية. بدوره، دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج، الأطراف المتصارعة إلى ضبط النفس وخفض التصعيد، معتبرا التصعيد العسكري المستمر مقلق للغاية، مؤكدا أن الخيارات العسكرية لن تؤدي إلى حلول مستدامة. من جهته، أكد نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح أن استهداف الحوثي للنازحين بمأرب والأعيان في السعودية يعبّر عن إرهاب إيران وأذرعها الخبيثة.وفي السياق، دان الاتحاد الاوروبي الهجمات المتكررة التي تشنها ميليشيات الحوثي ضد السعودية، لاسيما هجوم الصاروخ الباليستي الذي استهدف العاصمة الرياض.

 

ضحايا تفجير البصرة إلى 16 والفصائل لن تستهدف الأميركان برأس السنة

بغداد، عواصم – وكالات/08 كانون الأول/2021

ارتفعت حصلية انفجار الدراجة النارية المفخخة بوسط البصرة الذي وقع أول من أمس، إلى 16 قتيلا وجريحا، حيث تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ملاحقة الجناة والثأر للشهداء، بينما أعلنت الإدارة المحلية الحداد ثلاثة، وتعهدت القصاص من الجناة بعد كشف خطوط أولية تقود إلى منفذي التفجير وتعهد الكاظمي بملاحقة عناصر تنظيم “داعش” وإلحاق القصاص العادل بهم، مشددا خلال اجتماع موسع مع القيادات الأمنية من الجيش والشرطة والبيشمركة في قضاء مخمور على أنه “لا مجال لعودة داعش مهما حاولت فلوله المهزومة، وليس هناك بيئة آمنة أو حاضنة للإرهاب”.من جانبه، أعلن الأمين العام لحركة “بابليون” ريان الكلداني، تأجيل كتائب “سيد الشهداء” استهداف القوات الأميركية المقرر ليلة رأس السنة الميلادية، متمنيا أن تكون هذه “رسالة سلام إلى الداخل والخارج من العراقيين”. ميدانيا، انطلقت عملية عسكرية لملاحقة داعش شرق كركوك، كما انطلقت عملية أمنية واسعة في ديالى، على الحدود بين محافظتي ديالى والسليمانية، وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية العثور على كدس عتاد يحتوي على 200 مقذوف نمساوي تابع للمجاميع الإرهابية في محافظة الأنبار، وقتل إرهابيين اثنين من “داعش” بضربة جوية لطيران الجيش في منطقة الكسار بالأنبار.

 

الادعاء الفرنسي: إطلاق سراح سعودي اعتقل بالخطأ في مطار باريس

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/08 كانون الأول/2021

أعلن الادعاء الفرنسي اليوم (الأربعاء) إخلاء سبيل المواطن السعودي الذي ألقي القبض عليه في باريس فيما يتعلق بقضية جمال خاشقجي. وكانت السفارة السعودية في فرنسا، طالبت بإخلاء سبيل مواطن سعودي، قالت وسائل إعلام إنه أوقف في فرنسا للاشتباه به في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وأوضحت السفارة، في بيان أصدرته من العاصمة باريس، أن ما تم تداوله غير صحيح، وأن مَن تم إيقافه لا علاقة له بالقضية المتداولة، مطالبة بإخلاء سبيله فوراً. وأضافت السفارة أنها تود التأكيد على أن القضاء السعودي قد اتخذ أحكاماً حيال كل من ثبتت مشاركته في قضية «المواطن جمال خاشقجي» رحمه الله، وأنهم حالياً يقضون عقوباتهم المقررة. وكانت السلطات الفرنسية أوقفت في مطار شارل ديغول في باريس، صباح أمس (الثلاثاء)، شخصاً قالت إنه يشتبه بأنه كان ضمن الفريق المتورط بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 في إسطنبول.

 

دمشق تتحدث عن استهداف رتل أميركي شرق الفرات

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

أفادت مصادر سورية بأن هجوما بعبوتين ناسفتين استهدف رتلاً عسكرياً للقوات الأميركية في منطقة اليعربية بريف الحسكة الشرقي، ما أدى إلى وقوع أضرار كبيرة في آليات أميركية. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، الثلاثاء، عن المصادر قولها إن «عبوتين ناسفتين انفجرتا أثناء مرور رتل من الآليات العسكرية التابعة للاحتلال الأميركي كان قادماً من تل حميس غرباً على طريق ترابي بين قريتي بئر الحلو وأم العظام في منطقة اليعربية بريف الحسكة الشرقي». ولفتت المصادر إلى أن «الهجوم أسفر عن أضرار كبيرة بآليات الاحتلال، تلاه استنفار لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً في المنطقة».

 

«تسويات» في البوكمال بريف دير الزور

دمشق: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

بدأت صباح الثلاثاء عملية التسوية التي تشمل المدنيين المطلوبين والعسكريين السوريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، في مركز مدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي الذي فتحته الجهات المعنية في إطار استمرار التسوية الشاملة الخاصة بأبناء محافظة دير الزور. وذكرت «الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)» أن الجهات المعنية أنهت أمس عمليات التسوية في مركز مدينة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي. ووفق الوكالة؛ قام أكثر من 11 ألفاً من أهالي دير الزور بتسوية أوضاعهم منذ انطلاق العملية الشاملة بالمحافظة في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتعدّ البوكمال معقلاً لميليشيات إيرانية في شمال شرقي سوريا، وزارها القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس» قاسم سليماني مرات عدة.

  

اعتقالات في دير الزور بعملية إنزال جوي للتحالف

القامشلي - لندن: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات التحالف الدولي مدعومة بـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» على الأرض، نفذت عملية إنزال جوي على بعض المنازل في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء. ووفقاً لنشطاء؛ فقد اعتقلت قوات التحالف الدولي و«قسد» أفراداً من عائلة نازحة من مدينة الميادين، بتهمة الانتماء لتنظيم «داعش»، وقامت بنسف المنزل القاطنين به في البلدة بعد اعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة. من جهتها؛ أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)»، أمس، بأن القوات الأميركية نفذت عملية إنزال جوي في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، و«اختطفت على أثرها عدداً من المدنيين». وأشارت «سانا»، نقلاً عن مصادر محلية، إلى أن «طائرات مروحية للاحتلال الأميركي نفذت خلال الساعات الماضية عملية إنزال جوي بمساندة مجموعة من مسلحي ميليشيا (قوات سوريا الديمقراطية - قسد) المرتبطة بها، على بعض المنازل في بلدة الشحيل بريف دير الزور، واختطفت عدداً من المدنيين واقتادتهم إلى جهة مجهولة». وأوضحت المصادر أن «قوات الاحتلال الأميركي أقدمت أيضاً على تدمير المنازل التي داهمتها». وفي 30 من الشهر الماضي، أفيد بأن قوات التحالف الدولي مدعومة بـ«قوات سوريا الديمقراطية» على الأرض، نفذت عملية إنزال جوي على أحد المنازل في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي. ووفقاً لنشطاء؛ فإن عملية الإنزال استهدفت منزل عنصر سابق ضمن فصائل المعارضة، كان يعمل في تركيا قبل أن يعود إلى الأراضي السورية قبل أشهر، حيث جرى اعتقاله من قبل التحالف الدولي خلال العملية التي استغرقت نحو 4 ساعات، عمدت خلالها قوات التحالف إلى إطلاق قنابل صوتية في المنطقة، مما تسبب في حالة من الهلع والخوف لدى المدنيين القاطنين في المنطقة.

 

قمة إسرائيل واليونان وقبرص: قلق مشترك في الأمن والغذاء

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

جمع «القلق المشترك» في قضايا الأمن والغذاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، وضيفيه الرئيس القبرصي نيكوس أنستسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في قمة ثلاثية، أمس (الثلاثاء)، في القدس الغربية.

وقال بنيت، في بيان عقب المحادثات الطويلة بينهم، متحدثاً باسمه وباسم القائدين الجارين، أنستسيادس وميتسوتاكيس: «أممنا ذات تاريخ طويل وتراث غني يتجذر في منطقة شرق المتوسط، وهذا يشكل أساساً متيناً لقيمنا المشتركة؛ السلام، والازدهار، والسعي للحرية. إننا عبارة عن 3 دول ديمقراطية، يربطها القرب الجغرافي. نحن جيران». وأضاف: «اليوم نحن ننضوي تحت لواء الرؤية الواحدة المتمثلة في الإمساك بالمستقبل وبالفرص الذي يحملها بين طياته لشعوبنا ودولنا ومنطقتنا. وتوازياً، نحن نعترف بالتهديدات التي تحدق بنا في هذه المنطقة، بالغة التعقيد، التي نعيش فيها، والتي تؤدي إلى اعتناء مشترك؛ الاعتناء بموضوع المناخ، والاعتناء بالصحة وبمصادر الرزق الخاصة بمواطنينا، والاعتناء بأمننا أمام الإرهاب. نحن ندفع قوى الشر العاملة في هذه المنطقة إلى الوراء، ليل نهار. ولن نتوقف ولو لثانية واحدة. هذا يحدث بشكل شبه يومي. وفي مواجهة القوى التدميرية سنواصل العمل وسنثابر ولن نتعب. وبالتزامن مع ذلك، نحن نعزز علاقاتنا مع أصدقائنا، في المجالات كافة. وفعلاً، نحن أقوى إذا كنا موحدين، ويشهد لقاؤنا اليوم على ذلك حيث ندفع بعلاقاتنا في مجال الطاقة قدماً من خلال East Med ونبلغ بالتعاون بيننا مستويات جديدة. نحن نتعاون في مكافحة (كورونا)، إذ نتعامل جميعاً مع (كورونا)، ومع سلالة أوميكرون ومع التغير المناخي. ونوسع رقعة علاقاتنا في مجالات الأمن، والاقتصاد، والتكنولوجيا، والسياحة، وخدمات الطوارئ». وتطرق بنيت إلى التعاون العسكري بين الدول الثلاث والتدريبات المشتركة التي تجري بينها. فقال: «فقط في الشهر الماضي، تشرفت بلقاء قادة سلاحي الجو الخاصين بدولتيكما، وهما شخصان رائعان جداً وصلا إلى إسرائيل من أجل تطوير التعاون العسكري والدولي والترويج للاستقرار الإقليمي. نحن من جهتنا نصبو فقط إلى السلام والاستقرار. تقيم دولنا التعاون جواً، من خلال مشروعاتنا في مجال الطاقة، وبحراً، وأعتقد أنه بات من الممكن اليوم القول إننا نتعاون براً أيضاً. إن الحلف الثلاثي الذي يجمع إسرائيل وقبرص واليونان يصبّ في مصلحة شعوبنا، ودولنا والمنطقة. ومن شأنه أن يجلب الخير. نيكوس، كيرياكوس، إنكما صديقان حقيقيان. وأشكركما على صداقتكما الثابتة».

 

وزير خارجية روسيا إلى الجزائر والمغرب خلال أيام

الجزائر: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، أن الوزير سيرغي لافروف سيبدأ يوم الأحد المقبل جولة عمل إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وكشف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أمس الثلاثاء، عن أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيقوم بزيارة عمل إلى فلسطين والجزائر والمغرب الأسبوع المقبل. وقال بوغدانوف للصحافيين: «في يومي الأحد والاثنين ستبدأ رحلة وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، حيث سيزور فلسطين والجزائر». وأضاف بوغدانوف موضحاً: «إننا نعمل على تحضيرها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية وشركائنا المغاربة. ونأمل في أن يكون هناك تمثيل قوي وواسع النطاق لأعضاء الجامعة العربية، وشركائنا العرب على مستوى وزراء الخارجية». وكان آخر لقاء جمع وزير الخارجية الجزائرية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي. وناقش الطرفان حينذاك جملة من القضايا؛ بينها الملف السوري وقضية الصحراء. وأتى هذا التحرك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث بحث الطرفان الخطوات الواجب اتخاذها لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين؛ لا سيما تفعيل الحوار السياسي وتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الملحة على الأجندة الدولية والإقليمية؛ بما فيها التطورات في سوريا وليبيا، والتسوية في الصحراء. كما شدد الوزيران على أهمية تسوية النزاعات على أساس مبادئ الشرعية الدولية، دون أي تدخل من الخارج، واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عزم روسيا على مواصلة دعمها مجموعة دول الساحل الخمس في جهودها العسكرية الموجهة ضد المجموعات الإرهابية النشطة في المنطقة. وقال في أعقاب محادثات أجراها في موسكو أمس مع وزير خارجية تشاد، محمد زين شريف، إنه أطلع الجانب التشادي على الخطوات التي تتخذها روسيا لدعم القوات الخاصة، بـ«خماسية الساحل»؛ (مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وتشاد، وموريتانيا).

 

الجيش الإسرائيلي يعلن اكتمال بناء الجدار الضخم حول غزة

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس (الثلاثاء)، الانتهاء رسمياً من بناء الجدار الضخم حول قطاع غزة، الذي يمتد فوق الأرض وتحتها بطول 65 كيلومتراً، في مراسم رسمية شارك فيها وزير الدفاع بيني غانتس وقادة الجيش والمخابرات وشخصيات جماهيرية من سكان البلدات اليهودية في المنطقة. وقال غانتس إن «هذا الجدار يضع حاجزاً بين حركة حماس والسكان الإسرائيليين ويمنح الأخيرين شعوراً بالأمن».والجدار، الذي بدئ العمل فيه خلال ولاية بنيامين نتنياهو عام 2018، يرتفع نحو 6 أمتار فوق الأرض وعدداً سرياً من الأمتار تحت الأرض. وقد بني كله في الجهة الإسرائيلية من الحدود، ويمتد قسم منه إلى البحر المتوسط، مقابل شواطئ غزة. وهو يحتوي على أجهزة استشعار لاكتشاف عمليات حفر أنفاق تحته. وتم استخدام مليوني متر مكعب من الباطون المسلح و140 طناً من ألواح الحديد والفولاذ. ونصبت فوقه مئات الكاميرات وعشرات الرادارات. واستغرق إنجازه 3 سنوات ونصف السنة بعمل امتد طيلة النهار والليل، وقام بإنجازه 1200 عامل ومهندس. ويمتد قسم منه إلى البحر المتوسط، مقابل شواطئ غزة. وقال غانتس: «هذا العائق، وهو مشروع تكنولوجي وعملاني، ذو أهمية عليا، يسلب حماس إحدى قدراتها التي حاولت تطويرها، ويضع جداراً حديدياً، مجسات وإسمنتاً، بينها وبين سكان الجنوب. وبهذا الجدار، نوفر سوراً دفاعياً لسكان الجنوب، وليس أقل من ذلك شعوراً بالأمن الشخصي الممكن ويسمح لهذه المنطقة الجميلة بمواصلة النمو». وأضاف: «روتين الحياة هنا هو انتصارنا الكبير، وهو العدو الأكبر للمنظمات الإرهابية. وسنستمر في الاستعداد من أجل تحييد قدرات حماس كافة لاستهداف مواطني إسرائيل، مع التأكيد على تهديد القذائف الصاروخية الموجودة في الهداف حالياً، من داخل أراضي القطاع». وهدد غانتس بـ«أننا سنفعل أي شيء من أجل منع ضخ خبرات وتكنولوجيا إيرانية إلى غزة، وسنستمر في تشويش وإحباط أي محاولة من جانب حماس لتشغيل أذرعها في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أو في إسرائيل».

واعتبر «أن مطالب إسرائيل من أجل تغيير الواقع في غزة، بسيطة وواضحة وهي: وقف الإرهاب، ووقف تعاظم قوة حماس، وهدوء طويل المدى، وإعادة الأبناء (الأسرى الإسرائيليين في القطاع). ونعمل ليل نهار من أجل تحقيق ذلك، والعمليات جارية طوال الوقت فوق وتحت سطح الأرض. وأنصح حماس بأن تنشغل بدفع هذه المواضيع وليس بتهديدات فارغة». المعروف أن قرار بناء هذا الجدار اتخذ عام 2014، عندما تمكن عدد من المسلحين من حركة حماس من اختراق الحدود إلى إسرائيل عبر نفق من القطاع.

وقد حاول هؤلاء اختطاف جنود إسرائيليين. واعترضت قيادة الجيش يومها على المشروع، لكن نتنياهو أصر عليه. ورصد له موازنة مليار شيقل، زادت خلال العمل إلى 1.5 مليار شيقل (نصف مليار دولار تقريباً). ويوم أمس، تغيب نتنياهو عن حفل تدشين الجدار وحضره رئيس أكان الجيش، أفيف كوخافي، والمدير العام لوزارة الدفاع، الجنرال أمير أيشل، الذي أشغل في حينه منصب قائد سلاح الجو.

 

نتنياهو يطلب {حماية عائلته من إيران}

تل أبيب: «الشرق الأوسط»»/08 كانون الأول/2021

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أن زوجته وولديه يتعرضون لتهديد بالاغتيال، ولذلك طلب تمديد الحراسة الأمنية عليهما لمدة 6 أشهر على الأقل، وقال إنه يرى الخطر عليهما بالأساس من جانب إيران ودول معادية أخرى. وكتب نتنياهو رسالة وقع عليها مدير مكتبه، آشر حايون، موجهة إلى يائير بينس، المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الحالي نفتالي بنيت، جاء فيها: «نظراً لطول فترة تولي رئيس الوزراء السابق السيد بنيامين نتنياهو لمنصبه، وفي ضوء طبيعة العمليات الحساسة التي وافق على تنفيذها على مدى سنوات ضد دول معادية، هناك حساب دم مفتوح بين تلك الدول ورئيس الوزراء السابق وأسرته. وقد تجلى ذلك أيضاً فيما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، حيث يُصنف أفراد أسرة نتنياهو بصفتهم هدفاً صريحاً للاغتيال». والمعروف أن القانون الإسرائيلي يوفر الحماية لمدة 20 عاماً لرئيس الوزراء، ولكنه لا يوفر حماية لأفراد أسرته سوى لسنة، تم تقليصها مؤخراً إلى 6 أشهر، بعد انتهاء مدة حكمه. ومن المفترض أن تنتهي هذه الفترة في الـ13 من الشهر الحالي، حيث تتم إزالة الحراسة المشددة التي تتمتع بها زوجة نتنياهو سارة، وولداه يائير وأفنير، على مدى السنوات الـ12 الماضية. ولذلك، طلب نتنياهو التمديد. وصرح رئيس سابق لوحدة «ماغن» في المخابرات، وهي التي تتولى مهمة تأمين الشخصيات في مكتب رئيس الوزراء، بأن طلب عائلة نتنياهو ليس في مكانه، إذ لا توجد إشارات تدل على أن هناك حاجة فعلية لتمديد الحراسة لزوجة نتنياهو وولديه.

 

«إيسيسكو» تعلن انتخاب مرشح فلسطين رئيساً لمجلسها التنفيذي بعد يوم واحد من فوز مرشح مغربي بالمنصب

الرباط: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

بينما جرى الاثنين بالقاهرة الإعلان عن انتخاب المرشح المغربي جمال الدين العلوة رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وذلك على هامش الدورة الـ42 للمجلس، نشر موقع «إيسيسكو» أمس خبراً خلط الأوراق، مفاده أن المرشح الفلسطيني الدكتور دواس تيسير دواس هو من انتخب رئيساً للمجلس التنفيذي لـ«إيسيسكو»، وذلك بعد استكمال الجولة الثانية من عملية انتخاب رئيس المجلس التنفيذي، بناءً على طلب أغلبية أعضاء المجلس، ووفقاً للوثيقة الترتيبية المنظمة لعملية الاقتراع. وحصل مرشح فلسطين على 25 صوتاً من الأصوات الصحيحة، مقابل حصول مرشح المملكة المغربية على 15 صوتاً. كما تم التوافق على اختيار بقية أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس، بحيث تتولى ممثلة جمهورية المالديف منصب نائب الرئيس، وممثل جمهورية غينيا مقرراً للمجلس. وكانت النتائج المعلن عليها الاثنين قد أكدت فوز مرشح المملكة المغربية بحصوله على 22 صوتاً، خلال عملية الانتخاب، التي جرت للمرة الأولى في تاريخ إيسيسكو، متقدماً على مرشح دولة فلسطين، الذي حصل على 16 صوتاً. فيما حصلت تيموري ميترا مرشحة إيران على صوت واحد، حيث أجريت العملية الانتخابية بين المرشحين الثلاثة، بعد انسحاب مرشح العراق علاء عبد عودة جازع. كما جرى الاثنين أيضاً الإعلان عن التوافق على تشكيل مكتب المجلس، وفقا للوائح الداخلية للمجلس التنفيذي، بحيث تتولى ممثلة جمهورية المالديف منصب نائب الرئيس، وممثل جمهورية غينيا منصب مقرر المجلس. في سياق ذلك، قال مصدر في «إيسيسكو» لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس التنفيذي للمنظمة كان على انعقاد، واختار رئيسه حسب اللوائح والقواعد المنظمة عنده، مشيرا إلى أن «إيسيسكو» تعمل في هذه الحالة كسكرتارية، وليس لها أي دخل باختيار رئيس المجلس، موضحاً أن ذلك يقوم به المجلس التنفيذي للمنظمة. ولم يصدر حتى مساء أمس أي رد فعل من وزارة الخارجية المغربية إزاء هذا التضارب في إعلان نتائج انتخاب رئيس المجلس التنفيذي لـ«إيسيسكو».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تطبيع تدريجي مع الرياض.. والانتخابات تُعثّر الإصلاحات

طارق ترشيشي/الجمهورية/08 كانون الأول/2021

ليست هناك اي توقعات لدى أحد في أنّ الاختراق الفرنسي للأزمة اللبنانية ـ السعودية سيحقق نتائج عملية قريبة، فالعلاقات الديبلوماسية بين بيروت والرياض ستعود تدريجاً الى طبيعتها، ولكنها ستكون من طبيعة باردة، مرهون زوال برودتها بالخطوات التي ستتخذها الحكومة، والتي اوجزها البيان السعودي ـ الفرنسي المشترك، وهي تتطلب وقتاً لإنجازها، في ضوء الكمّ الكبير من الملفات التي تتصدّى لوقف الانهيار الذي تعيشه البلاد. ويقول معنيون، إنّ ما حصل من تطور ملحوظ على جبهة العلاقات السعودية ـ اللبنانية المأزومة ديبلوماسياً وسياسياً لن يُترجم عملياً في هذه العجالة، ولكنه سيساهم في إرساء مناخات هادئة بين بيروت والرياض، ستنعكس بالتالي هدوءاً داخلياً على مستوى النزاع السياسي الدائر بين الأفرقاء السياسيين المتمحورين حول المحاور الاقليمية والدولية، ويدفع الجميع الى خوض غمار استحقاق الانتخابات النيابية، كلٌ على طريقته، طامحاً لتحقيق النتائج التي يصبو اليها، علّها تعزّز موقعه في الواقع السياسي او تمكّنه من الإمساك اكثر او التأثير في مفاصل اللعبة السياسية الداخلية، من خلال السلطة الجديدة او موازين القوى الجديدة التي ستفرضها نتائج الانتخابات النيابية.

وفي رأي هؤلاء المعنيين، انّ للبنان مصلحة حيوية في التهدئة، وكذلك في ان لا تكون علاقاته مأزومة مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية، ولا سيما منها الخليجية، بحيث يمرّر المرحلة الصعبة التي يمرّ فيها، وينجز استحقاقاته الماثلة، علّه يلاقي بذلك الاستحقاقات التي تقبل عليها المنطقة في قابل الاسابيع والاشهر المقبلة، من مفاوضات فيينا النووية بين ايران ومجموعة الـ «5+1»، الى حرب اليمن والسعي الجاري لوقفها وفق تسوية سياسية، والى العراق وسوريا، مع الحديث عن انسحاب اميركي منهما وعن عودة سوريا الى الجامعة العربية وبالعكس، وصولاً حتى الى ليبيا واستحقاقها الرئاسي وغيره.

والمتوقع من حيث المبدأ، حسب المعنيين انفسهم، عودة العلاقة اللبنانية ـ السعودية الى ما كانت عليه قبل الأزمة مع فارق هذه المرة، هو انّ قنوات التواصل التي كانت مقطوعة بين القيادة السعودية وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد فُتحت في الاتصال الذي تمّ بينه وبين ولي العهد الامير محمد بن سلمان بمشاركة الرئيس الفرنسي وحضوره، ما يبعث على توقّع ان يؤسس هذا التواصل لمزيد من الهدوء بل ومن التعاون، لتعزيز العلاقات الثنائية، خصوصاً اذا زار ميقاتي المملكة بعد زيارة ولي العهد السعودي الحالية لسلطنة عمان، بحيث يتوّج بهذه الزيارة، اذا حصلت، توافقات معينة تكون قد أُنجزت خلال اتصالات مع الرياض، ويبدأ بها جولة تحمله الى عواصم بعض دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدّمها دولة الامارات العربية المتحدة والكويت وقطر وغيرها.

وفي هذه الاثناء، ثمة توقعات في حصول تقدّم حكومي على جبهة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي يعوّل عليه ميقاتي للانطلاق في تنفيذ الاصلاحات التي تفرضها المعالجات المطلوبة للأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة او على الاقل لتهيئة الارضية اللازمة لتنفيذ هذه الإصلاحات، عبر الحكومة التي ستنبثق في الانتخابات النيابية المقبلة في حال تعذّر التنفيذ قبل هذا الاستحقاق، علماً أنّ بعض المعنيين يجزم بأنّ بعض هذه الاصلاحات سيبدأ تنفيذه مع بداية السنة الجديدة وعلى وقع الانتخابات النيابية والتحضيرات الجارية لها، ولا سيما منها الاصلاحات في قطاع الكهرباء، الذي يشكّل اكبر مزاريب الهدر والعجز في الموازنات، وكذلك على الصعيد المالي لوقف التآكل في قيمة العملة الوطنية امام ارتفاع سعر الدولار الاميركي، وكذلك ايضاً في ضوء انطلاق ورشة التدقيق الجنائي، ولو انّها لا تزال بطيئة او متباطئة حتى الآن.

وثمة من يقول انّ الاختراق الذي حققه ماكرون في ازمة العلاقات اللبنانية - السعودية كان متوقعاً، لأنّ لا مصلحة في النهاية لا للبنان في قطيعة مع دول الخليج التي تشكّل ابرز موارده المالية، خصوصاً على مستوى الاغتراب اللبناني او على المستوى الاستثماري، ولا للسعودية ودول الخليج التي لا يمكنها ان تترك وراءها فراغاً في لبنان يمكن لآخرين من قوى ومحاور ان يملأوه. وقيل انّ الجانب الخليجي سمع في هذا المجال ملاحظة ابداها الرئيس الفرنسي للمسؤولين الذين التقاهم.

وفي هذا السياق، يقول قطب سياسي بارز «انّ منشأ الحركة الفرنسية في الاقليم كان انّ باريس تحاول ان تؤدي دوراً يمكنها من ملء الفراغ الحاصل بعد الانسحاب الاميركي في المنطقة، التي تعيش مجموعة من الحروب والازمات، ومن ضمنها وضع لبنان الذي تفاقم وتعكّر صفوه كثيراً نتيجة الازمة الديبلوماسية التي نشأت بينه وبين السعودية، وهو ما جعل الفرنسي يستشعر خطورة استمرار هذه الازمة، فطلب من الجانب اللبناني تسليفه ورقة استقالة الوزير جورج قرداحي الذي كانت تصريحاته السبب المباشر الذي دفع الرياض الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع لبنان، فكان له ما اراد، وأقنع بهذه الورقة الجانب السعودي بالتهدئة واعادة وصل ما انقطع مع لبنان، محذّراً ايّاه من انّ خروج السعودية من لبنان سيؤدي حتماً الى سقوطه في «القبضة الايرانية»، ودعاه الى التعاون معاً للحؤول دون ذلك. ويبدو انّ الجانبين توافقا على ذلك، بدليل كلام ماكرون بعد محادثاته مع ولي العهد السعودي عن «مبادرة فرنسية ـ سعودية لمعالجة الازمة بين الرياض وبيروت»، مؤكّداً انّهما ابلغا الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما اتصلا به هاتفياً «انّ فرنسا والسعودية تريدان دعم الشعب اللبناني».

والى ذلك، يعتقد المعنيون ومعهم فريق من السياسيين، انّ زوال القطيعة بين بيروت والرياض، وبغض النظر عمّا ستتخذه الحكومة من اجراءات لتطبيع العلاقات مع الرياض، سيرسي مناخات هادئة يحتاجها الجميع في الداخل والخارج، ليذهبوا الى خوض الانتخابات النيابية لاقتناعهم انّ التغيير المطلوب الذي قد لا يتحقق الآن، يمكن هذه الانتخابات بنتائجها ان تحققه، خصوصاً انّ كل المؤشرات تدل الى انّ الحكومة تعتبر انّ هذا الاستحقاق اساسي بالنسبة الى مستقبل البلد، لكن رئيس الحكومة غير مرتاح لأداء ومواقف بعض الكتل النيابية الذي يعتبره معطلاً لإجراء بعض الاصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي ومنها قانون «الكابيتال كونترول». ولذلك هو يرغب في ان يتمّ تسهيل مهمات الحكومة والّا فإنّ الازمة ستبقى في مرواحة، وينغمس الجميع في الانتخابات التي يبدو انّها باتت الاولوية الكبرى لدى الجميع، الى درجة انّ قوى سياسية على خصام كبير في ما بينها، تتلاقى مصالحها الانتخابية وربما غير الانتخابية، على تعطيل اصلاحات، غير آبهة بمصير البلد ومستقبله.

 

حكومة تصريف أعمال «مقنّع» حتى الانتخابات؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/08 كانون الأول/2021

يؤكّد جميع المسؤولين والأفرقاء المعنيين بانعقاد مجلس الوزراء، أنّهم ليسوا من يعطّلون اجتماع الحكومة. ويرمي كلّ منهم على الآخر مسؤولية التعطيل. كذلك يجزم هؤلاء جميعاً، أنّهم مع حلّ معضلة «بيطار - الحكومة» واستئناف جلسات مجلس الوزراء اليوم قبل الغد. هذا في التصريحات، لكن عملياً، ما زال مجلس الوزراء ممنوعاً من الانعقاد منذ ما يقارب الشهرين، بعدما اعترض الوزراء الشيعة في جلسة المجلس الأخيرة في 12-10-2021، على طريقة المحقق العدلي في جريمة المرفأ طارق بيطار. منذ أن أخذ مسار اعتراض «الثنائي الشيعي» على بيطار منحى رسمياً عملياً، من خلال فرملة انعقاد مجلس الوزراء، توالت أزمات أخرى على لبنان والحكومة، منها ما يبدو أنّ حلحلتها بدأت، مثل الأزمة مع السعودية، في حين أنّ أياً من الحلول المطروحة لحلّ مشكلة الإعتراض على عمل بيطار لم يُبصر النور، على رغم الإلحاح الدولي، وخصوصاً الغربي، على استئناف عمل الحكومة وإنجاز التفاوض مع صندوق النقد الدولي والإصلاحات المطلوبة، وعلى رغم تحرُّك داخلي ومبادرات لحلّ هذه المعضلة، ومنها حركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تجاه الرؤساء الثلاثة.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضدّ أي تدخّل لمجلس الوزراء في عمل القضاء، خصوصاً الناظر في قضية جريمة 4 آب 2020، ويؤيّدان اتخاذ مجلس النواب مبادرة في هذا الخصوص، مثل اتهام النواب والوزراء السابقين المدّعى عليهم من بيطار وإحالتهم الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، أو مع مبادرة من داخل المؤسسة القضائية بهذا الخصوص. في المقابل، يحاذر رئيس مجلس النواب نبيه بري إدخال المجلس في هذا الأمر، تخوفاً من انقسامه، بحيث تُنزع الميثاقية عن جلسة كهذه أو قرار بهذا الخصوص، إذ إنّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لم يُعطِ كلمةً بعد بالمشاركة في الجلسة والتصويت مع الإحالة الى المجلس الأعلى. أمّا «حزب الله» فيعتبر أنّ الحكومة مسؤولة في قضية بيطار، وجاء موقف «الحزب» الأخير على لسان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، الذي أكّد «أنّنا نريد لهذه الحكومة أن تفكّك كلّ الألغام من طريقها، وأن تحلّ مشكلتها وتجتمع مجدداً، لكن عليها أن تذهب لمعالجة أسباب عدم اجتماعها، ونحن لسنا مع التعطيل، وهو ليس من جهتنا، فسببه الاعتداء على الدستور والقوانين.. ودائماً هناك تعطيل لأي حلّ عبر القضاء والقانون والدستور، وبالتالي لا يُمكن للحكومة أن تقول أن ليس لها علاقة بهذا الأمر».

موقف «حزب الله» هذا لن يدفع ميقاتي الى مجاراته. فرئيس الحكومة متمسّك بثوابت لا يُمكنه الحياد عنها، ومنها أنّ السلطة التنفيذية لا يمكنها التدخّل بالسلطة القضائية، وهذا أمر غير وارد لديه، بحسب قريبين منه. وبالتالي، هناك حلّان لا ثالث لهما لحلّ مشكلة الإعتراض على بيطار، بالنسبة الى ميقاتي: إمّا أن يجري اجتراح حلول ضمن الجسم القضائي داخلياً، أو بمبادرة من مجلس النواب، وعدا عن ذلك لا يُمكن الحكومة أن تتخذ مبادرة تجاه القضاء لأنّ هذا يُعتبر تدخّلاً بعمل السلطة القضائية، وهذا الامر غير وارد لديه. لكن في الوقت نفسه، لن يعمد ميقاتي الى تحدّي «الثنائي الشيعي»، على رغم جرعة الدعم التي حظي بها من خلال الاتصال الثلاثي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي، كخطوة أولى في مسار حلحلة الأزمة مع الرياض. وبالتالي، هناك مروحة اتصالات داخلية قائمة ومستمرّة، يلعب بري دوراً أساسياً فيها لحلّ مشكلة «بيطار - الحكومة»، يأمل ميقاتي أن تظهر تطوراً خلال الأيام القليلة المقبلة، يؤدّي الى الخروج من حال المراوحة القائمة على مستوى الحكومة.

وفي حين كان أعلن ميقاتي قبل زيارته الأخيرة للكرسي الرسولي، أنّه يتجّه الى دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد عودته من الفاتيكان، إلّا أنّه أعلن فور عودته الى بيروت عكس ذلك، لجهة أنّه «يتريث في دعوة مجلس الوزراء». ويوضح قريبون من رئيس الحكومة، أنّه لم يقل إنّه سيدعو المجلس مباشرةً، بل قال إنّه يجب الدعوة، وفي الوقت نفسه قال إنّه لن يكون صيغة صدام بل صيغة تلاقٍ، وهو لن يدعو الى جلسة متفجّرة أو تصادمية بين الأفرقاء، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية، حيث هناك مخاض على مستوى المنطقة يتأثر به لبنان. فصيغة رئيس الحكومة تاريخياً هي تخفيف الصدامات الداخلية وصيغة وسطية وتدوير الزوايا، بحسب المصادر إيّاها. وبالتالي، لن يدعو ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء الّا حين يكون هناك حدّ أدنى من التوافق، لأنّه يريد الحكومة أن تجمع لا أن تفرّق، وعملياً عندما يكون هناك ما يجمع، سيدعو الى جلسة، أمّا انعقاد مجلس الوزراء بصيغة تحدٍّ أو انقسام، فأمر غير وارد لدى رئيس الحكومة حتى اللحظة. موقف ميقاتي هذا يعتبره البعض أنّه «مجاراة» أو «انصياع» لـ»الثنائي الشيعي»، حتى لو بطريقة غير مباشرة وانطلاقاً من نية حسنة ودواعي التوافق والضرورات، إلّا أنّ القريبين من رئيس الحكومة يؤكّدون أنّه «لا يجاري أحداً بالتعطيل، لكن واقع لبنان متشعّب ومأزوم، بحسب ما يوصّفه العالم كلّه، وفي النهاية على رئيس الحكومة أن يسير بمقاربة للواقع اللبناني بطريقة لا تزيد التأزّم بل تخفّض من منسوبه. أمّا الصيغ التي تُطرح وليست من ضمن اقتناعاته، فلا يجاريها، مثل تدخُّل مجلس الوزراء بعمل بيطار، وهو يلعب دوره كرئيس حكومة، إن عبر العمل في السرايا الحكومية أو على مستوى عمل الوزراء بقدر الصلاحيات في وزاراتهم وبأقصى ما يمكن، الى حين اجتراح الحلول التي يأمل ألّا تكون بعيدة». كذلك، وعلى رغم عدم الاتفاق حتى اللحظة على حلّ مشكلة التحقيق في جريمة المرفأ، فإنّ الاستقالة غير واردة لدى رئيس الحكومة، وذلك لأنّه «يقدّر في هذه المرحلة حجم الفراغ وتداعياته، أقلّه على وضع الانتخابات التي ستصبح في مهبّ الريح. فالحكومة القائمة حاجة وطنية، خصوصاً في هذه المرحلة، حيث أنّ هناك كمية من الملفات الوطنية المتراكمة. فصحيح أنّ هناك انقساماً داخلياً إنّما هناك سلطة لديها مطلق الصلاحيات لكي تأخذ القرار في الوقت المناسب، أمّا إذا اجتُزأت هذه السلطة من خلال استقالتها، فهذا الأمر سينعكس على الملفات كافةً، وبالتالي سيؤدّي الى تعقيد الصورة وليس تحسين الوضع»، بحسب القريبين من ميقاتي. هذا الواقع إذا طال، سيعني أنّ هذه الحكومة ومن دون أن تستقيل ستكون حكومة تصريف أعمال «مقنّع» بحسب جهات سياسية، إذ إنّ هناك خطاً أحمر دولياً يمنع استقالة الحكومة، في حين أنّ المشكلة الداخلية القائمة هي التي تمنع اجتماعها. وكان ميقاتي عبّر عن ذلك أخيراً بقوله من القصر الجمهوري: «إنّ الحكومة ماشية لكن مجلس الوزراء مش ماشي».

 

كيف يستعدُّ ميقاتي للأيام الصعبة؟

طوني عيسى/الجمهورية/08 كانون الأول/2021

سقطت الرهانات على نافذةٍ تُفتَح مع المملكة العربية السعودية، بجهد من الرئيس إيمانويل ماكرون. وخابت التوقُّعات حتى بـ«حبَّة الأسبيرين»، أي استقالة الوزير جورج قرداحي. وبات على الجميع في لبنان أن ينزل إلى الأرض ويدرس حساباته جيداً، للأيام والأسابيع الآتية، بما فيها من صدمات وأوجاع. والأشدُّ عرضةً للتحدّي هو الرئيس نجيب ميقاتي. في تشرين الثاني الفائت، بدأ يتفلَّت الدولار من الضوابط الموضوعة له. وبعدما تجاوز سقف الـ25 ألف ليرة، توقّع غالبية الخبراء أن يحلِّق في فضاءات أعلى بكثير، قريباً. وإذا حصل ذلك، فسيعني أنّ الحدّ الأدنى للأجور سيصبح أقل من الدولار الواحد يومياً، وهذا الرقم هو الأدنى في العالم، أي هو دون الرقم في الصومال. سيقود ذلك حتماً إلى توقف تام لكل مؤسسات الدولة ومصالحها وأجهزتها، بما فيها العسكرية والأمنية والإدارية والتعليمية. فلا أحد قادر حتى على شراء صفيحة بنزين واحدة للذهاب إلى مركز العمل أو الخدمة والعودة منه. وبذلك، سيدخل البلد في وضعية شبيهة بالموت السريري. وطبعاً، في هذه الحال، لا مجال للحديث عن انتخابات نيابية، واستتباعاً رئاسية.

وآنذاك، في وضعية الجوع بالمعنى الحرفي للكلمة، سينزل الناس غاضبين إلى الشوارع. وعلى الأرجح، هناك مَن يريد استنهاض «الثورة» أو «الانتفاضة». ولكن أيضاً، هناك كثير من الغاضبين لن يعرفوا لماذا ينزلون، وضدّ مَن تحديداً، خصوصاً أن لا قيادة ولا برنامج في الأفق لـ«ثورة» أو «انتفاضة».

إذاً، ستكون الفوضى سيّدة الموقف. وفي معايير علم الإجتماع، عندما تفشل عملية تحويل الغضب في الشارع إلى ثورة منظّمة منضبطة، تتحوّل فتنةً وحروباً أهلية. فقوى السلطة تستطيع الانتصار على «الثورة» وإحباطها بقوة الحديد والنار والخداع والتآمر. ولكن عليها أن تستعد للأسوأ: الفتنة. وفي لبنان، الفتنة مذهبية وطائفية. العنوان الأساسي الذي تحرَّك الفرنسيون على أساسه، طوال العامين المنصرمين، وما زالوا، هو هذا تحديداً. وهم يبذلون كل جهد ممكن مع الأميركيين والإيرانيين والسعوديين لمنع وصول لبنان إلى هذا المصير. ومن هنا تحذيراتهم المتكرّرة من «زوال لبنان».

وعندما فشل الرئيس سعد الحريري في تأليف حكومة، وانسحب عن الواجهة، دعم الفرنسيون الرئيس نجيب ميقاتي لعلّه بتموضعه السياسي يستطيع «تقطيع» المرحلة من دون أضرار قاتلة. وفي الأسابيع الأخيرة، خلال جولته الأوروبية، أعادوا تأكيد الدعم، ووعدوا باستنفار ديبلوماسي جديد لمنع وقوع لبنان في الأسوأ. وهذا تحديداً هدفهم من الشقّ اللبناني في محادثات ماكرون- بن سلمان.

إذاً، بفشل المبادرة، لبنان يتجّه حتماً إلى الأسوأ. ويزيد في ذلك أنّ طاقم السلطة ليس في وارد التقدّم أي خطوة نحو الإصلاحات التي يطلبها السعوديون والقوى الدولية للتجاوب في مجال المساعدات. والإشارة السلبية جاءت فوراً، وبعد ساعات من اللقاء الفرنسي- السعودي: تعطيل التفاهم المحتمل مع صندوق النقد الدولي، بتطيير مشروع «الكابيتال كونترول» مرة جديدة، بعد تطيير كل أنواع التدقيق والتحقيق المحاسبي في المؤسسات العامة المعنية والقطاع المصرفي. فهذا المشروع تمّ التهرّب منه عمداً منذ الأيام الأولى بعد تشرين الأول 2019، بذرائع غير مفهومة، وعلى رغم كل مطالبات الخبراء والمؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة. وجاء تقرير «موديز» أخيراً ليفضح تهريب 9.5 مليارات دولار من لبنان خلال العامين المنصرمين، لكبار النافذين، أي في الفترة التي هم أنفسهم يمنعون إقرار «الكابيتال كونترول». والكلام الذي يتردّد في أوساط المعنيين في السلطة يفيد بأنّ المشروع لن يُقرّ في المدى المنظور. ما يعني أنّ البلد سيكون مقبلاً على المرحلة السوداء التي يخشاها البعض، وأنّ القيّمين في الحكومة لن يكون في مقدورهم القيام بأي خطوة لإنقاذ الموقف. على الأرجح، هذا ما ينتظر ميقاتي. وحتماً، هو يُجري كل الحسابات لذلك. فالرجل يقف في هذه الحال أمام خيارين: إما الاستقالة، وإما تمرير الوقت لعلّه يكون «حَلّال المَشاكل». وهذا تحديداً ما جرّب الحريري أن يفعله دائماً، قبل أن يصل إلى الإحباط النهائي ويخرج من اللعبة. يُقال إنّ ميقاتي يتمتع بقدراتٍ أوسع على المناورة، بحكم شخصيته وتجاربه. ولذلك، هو لن ييأس، وسيمارس لعبة المناورة والصبر. وفي أي حال، الاستسلام ليس في مصلحته، لا على مستوى رئاسته للحكومة ولا على مستوى موقعه السياسي. وكثيرون يستبعدون أن يستقيل ميقاتي من رئاسة الحكومة، خصوصاً أنّ البلد يقترب من زمن انتخابات تريدها القوى الدولية تجنّباً للفوضى. ولكن، ستبقى الحكومة في وضعية أقرب إلى تصريف الأعمال… إذا بقيت هناك أعمال.

 

العريس وأمّه وأبوه

سناء الجاك/نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

ماذا يفعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولمن يقدّم عروضه في بدعة الإجتماعات الوزارية التي يستعيض بها عن فتوى تحريم إنعقاد مجلس الوزراء؟ ماذا سيتغير على الأرض إن هو ترأس اجتماعات موسعة لمتابعة المواضيع التي تضمنها البيان الفرنسي/السعودي كشرط لتستعيد الدولة نفسها بداية، ولتستعيد علاقات طبيعية مع محيطها وامتدادها العربي؟ هل يصدق ميقاتي أن في هذه الدولة من يقدر، بإجتماعات وقرارات، على لجم "حزب الله"، والنجاح في ضبط الحدود وإقفال معامل الكبتاغون المعروفة مواقعها وتحقيق حلم حصر السلاح بالمؤسسات العسكرية الرسمية، وكذلك التحكم بقرارات الحرب والسلم وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بضمان سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها؟ إظهار حسن النوايا ليس كافياً، كذلك ليست كافية مسارعة ميقاتي إلى الإيحاء عبر حكومته الممنوعة من الإنعقاد، بعزمه على تأمين المطلوب لتنفيذ بنود البيان الفرنسي/السعودي. فالإجتماعات المتلاحقة قد تؤمن الشكل، لكنها لا تفي بالمطلوب، باعتبار أن تطبيق المضمون يتطلب ما هو أكثر بكثير. بداية، يتطلب التطبيق عدم تجاهل ميقاتي أن هذه الحكومة إنما أُفْرِجَ عن تشكيلتها ليصار إلى تعطيلها غب الطلب عندما تفرض أجندة "حزب الله" ذلك. بالتالي الغاية من هذه الحكومة كانت ولا تزال إمكانية شلها في ابتزازات لن تقف عند قضية "قبع" القاضي طارق البيطار، لتتواصل متى استوجبت الأجندة ذلك. ربما المطلوب الإقرار بالوقائع التي تؤكد أن رئاسة الحكومة تحولت إلى مكسر عصا الحزب. ليس لضرب الطائفة السنية فقط، ولكن لأنها السلطة التنفيذية، بالتالي فإن شلها للإبتزاز يؤدي وظيفته.

في المقابل، تبقى قرارات إجتماعات اللجان الوزارية حبراً على ورق، لأن الحزب الحاكم بأمره لا يقيم وزناً، ليس فقط لهذه الحكومة ولكن لمن ساهم بتيسير ولادتها. وهو لا يربح منة أو جميلاً لماكرون بذاته، فكيف سيثمن جهود ميقاتي ومراعاته "الواقع اللبناني"، أي "سيطرة "حزب الله" على الدولة"، وسعيه المستمر عبر تدوير الزوايا للإبتعاد عن المواجهة وما يستتبعها من تصادم، وطول باله على البلايا التي تحول دون قيامه بوظيفته الأساسية كرئيس لمجلس الوزراء؟ ففي منظار الحزب يصبح غير محايدٍ من يلمِّح ولو تلميحاً إلى مصادرته السيادة وسيطرته على المؤسسات وفرضه السياسة الخارجية للبنان، وإلى دوره العلني في مضبطة الإتهامات التي تضمنها البيان. والإنتهاكات الناسفة للدولة ومؤسساتها لن تتغير ولن تتبدل بموجب بيان. وتصبح رماداً في مهب الريح مراعاة الرئيس الفرنسي، حتى تاريخه، لتعويم الحزب الإيراني الإنتماء والإلتزام، كفريق لبناني منتخب من الشعب، وتحديداً بعد جريمة تفجير مرفأ بيروت، لكن عليه بعض الموجبات ليبرهن هويته اللبنانية. من هنا، يبدو ميقاتي في وادٍ ووسائل تنفيذ بنود البيان الفرنسي/السعودي في وادٍ آخر. فهذه الوسائل تتطلب مقاومةً جدية وفعالة لمصادرة السيادة التي يفرضها المحور الإيراني على لبنان. وتفاؤل ميقاتي بإمكانية الخروج عبر اللجان الوزارية والمواقف الزئبقية، من مأزق إبقاء لبنان ورقة مرهونة لهذا المحورعلى حساب إقتصاده وإنهياراته المتلاحقة، يشبه تفاؤل العريس الموافق هو وأمه وأبوه على العروس، التي لا تزال هي وكل عائلتها مترددين في قبول طلبات القرب.

لكن هذا التردد لا يمنع العريس المتفائل من مواصلة التحضيرات لحفل الزفاف على أمل القبول، ليجتمع حينها، مجلس الوزراء وتفتح السفارات ويعود السفراء من الجانبين و.. تقام الأفراح والليالي الملاح.

 

خطة متدحرجة للمصارف تحاكي الأزمة المالية

محمد دهشة/نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

إقفال فروع وتخفيض عدد الموظفين وتقليص أيام وساعات العمل

كشفت مصادر في صيدا لـ"نداء الوطن" ان ادارة المصارف بدأت بخطة متدحرجة تحاكي أزمتها مع استفحال الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان، وعدم قدرتهم على الصمود، امام استمرار الاقبال على سحب الودائع من دون القيام بأي عمليات ايداع او معاملات تجارية او اعطاء قروض، فيما تسود حالة من الارباك والقلق مجدداً في صفوف الزبائن الذين احتجزت اموالهم على حين غرة من دون ان يكونوا قادرين على التصرف بها كيفما شاؤوا، وخاصة استخدام البطاقات خارج لبنان. والخطة التي بدأ البعض بتطبيقها بداية الشهر الجاري كانون الاول، ويعتزم البعض الآخر القيام بها مع مطلع العام، تقوم بشكل اساسي على تخفيض عدد الموظفين فيها بشكل لافت، وتقليص ساعات العمل الى الحد الادنى، اذ باتت من الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر، فيما عمدت أخرى الى الاقفال ومنها "بنك البركة" و"بنك التمويل العربي" والحبل على الجرار، وحددت ثالثة ايام العمل ثلاثة ايام في الاسبوع فقط الاربعاء والخميس والجمعة وغيرها من الخطوات التي توحي ان القطاع المصرفي لن يستعيد عافيته في القريب العاجل بالرغم من كل الايحاء بدعمه والحفاظ على ودائع الناس وجنى اعمارهم التي اضمحلت قيمتها منذ الازمة الاقتصادية قبل عامين ونيف. وفي خطوة لافتة وتوحي بأفول الثقة بالمصارف، وربما الى غير رجعة، باشرت فروع "OMT" بإصدار "بطاقات خاصة" صالحة للاستخدام خارج لبنان، بعدما شكا مودعون من توقف خدمة بطاقتهم في المصارف التي تحتجز اموالهم، الا اذا تم فتح حساب جديد بـ"الفريش دولار"، والبطاقة الجديدة تحظى بالثقة وتمكّن حامليها من استخدامها في اي دولة، وسط سحوبات مريحة تلبي احتياجاتهم في الخارج، وقد تعاونت في ذلك مع احد المصارف. ويؤكد مصرفي صيداوي لـ"نداء الوطن" ان "خطة المصارف هذه تحاكي الواقع المأزوم، اذ انه منذ بدء الازمة وتجري فيها عمليات سحب الودائع فقط من دون ايداع، ولا تقوم بأي معاملات تجارية او قروض كما كان الحال سابقاً، اي انها تعمل على خط واحد دفع الاموال"، مشيراً الى ان "كل المصارف في المدينة كما غيرها من المناطق اللبنانية قامت بتحصين نفسها بالابواب والواجهات الحديدية لمنع اي تعدّ عليها، واكثر من ذلك باتت تقوم بإقفال الباب الحديدي لماكينة الصراف الآلي عند اقفالها من دون إبقائها مفتوحة امام المودعين تحت ذريعة ان بعضها تعرّض للتخريب خلال الاحتجاجات الشعبية الغاضبة.

ويكاد يجمع أبناء المدينة على تحميل المصرف المركزي والحاكم رياض سلامة مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع المالية من انهيار خطير، وامتداداً الى السياسات المالية التي حكمت لبنان، وكثيراً ما كان فرع المصرف المركزي الواقع قرب سراي صيدا الحكومي والمصارف الاخرى المنتشرة في مختلف ارجاء المدينة وخاصة في شارع رياض الصلح الرئيسي، والذي بات يسمى "عُرْفاً" بشارع المصارف ومحلات الصيرفة، وجهة التحركات الاحتجاجية الغاضبة، حيث لم يتمالك بعض المحتجين غضبهم وانفعالهم من محاولات الدخول اليها وسحب اموالهم عنوة، وقد وجدت الادارات ذلك ذريعة للاقفال والتوقف عن العمل والدفع ولو لايام قليلة في محاولة لالتقاط انفاسها امام الضغط الكبير الذي تتعرض له. ومنذ ايام، استكمل فرع مصرف لبنان المركزي اجراءاته الاحترازية، ووضع بلوكات اسمنتية عند مدخله الرئيسي، لمنع اي تعدٍّ او اقتحام للمبنى اثناء تنظيم اي احتجاجات شعبية قادمة، فيما قال الصيداوي ربيع شامية "ان الناس لا تريد سوى حقوقها المالية التي اودعتها امانة في المصارف، وان كل الاجراءات تشير الى انها ذهبت بلا رجعة، نأمل ان نكون مخطئين في ذلك حتى لا تشتعل انتفاضة غضب جديدة".

 

دوامة الشر والظلامية!

رامي الرّيس/نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

ليس البيان الفرنسي- السعودي مجرّد كلام سياسي منمق يخرج في لحظة سياسيّة حساسّة بالنسبة للبنان واللبنانيين. فالبيان يعكس عمليّاً التوقعات السياسيّة للمجتمع العربي والدولي من لبنان ولو أن ما ورد في متنه قد يفوق قدرة الدولة اللبنانيّة على تنفيذه.

لكن لم يعد من مجال للمراوغة والاختباء خلف الوقائع المزيفة. ثمّة خريطة طريق لا مفر من سلوكها إذا كانت هناك رغبة جديّة بقيام مشروع الدولة في لبنان. لقد دمرّت لعنة ضعف الدولة كل طموحات اللبنانيين بأن يكون لهم دولة قادرة وعادلة تحقق المساواة في ما بينهم وتذهب في إتجاه العدالة الاجتماعيّة والتنمية الريفيّة بالتوازي مع سائر القضايا المفقودة في هذا البلد منذ عقود. الخطوة الأولى تبدأ في الاقرار بأن الاختلال العميق في موازين القوى لن يؤدي سوى إلى المزيد من الانزلاق نحو المشاريع التي لا تماثل لبنان ودوره الاقليمي وموقعه العربي الطبيعي. أي بداية من دون الالتفات إلى هذا الواقع المرير ومحاولة تصحيحه لا تعدو كونها مجرّد كسب للوقت الذي سوف يصطدم في نهاية الأمر بحسابات المصالح والدول التي قد تتقاطع في لحظة معيّنة حول ملف ما ثم تتناقض في لحظة أخرى. إن الإمساك بعنق البلاد وخنقه بالطريقة التي تتم فيها بات يمثل خطراً وجودياً. تارة ترى أطرافاً لبنانيّة منغمسة في حروب الآخرين، وتارة أخرى تراها تصدّر الممنوعات إلى الخارج منطلقة من لبنان، وتارة أيضاً تراها تغطي عمليّات التهريب على الحدود البريّة اللبنانيّة- السوريّة التي لن تُرسم في المدى المنظور لإبقاء شمّاعة مزارع شبعا ولبنانيتها الملتبسة محل إستخدام سياسي دائم.

المبادرة الفرنسيّة ليست الأولى من نوعها، ولعلها لن تكون الأخيرة. فعدا عن دور "الأم الحنون" الذي تجيد باريس لعبه في المحطات المفصليّة، ثمّة تقاطعات دوليّة لا يمكن إشاحة النظر عنها وهي تتصل بمفاوضات فيينا المتعثرة حيال الملف النووي الإيراني، وتركيز واشنطن على كيفيّة مواجهة الصعود والمد الصيني وآخر محطاته في الحديقة الخلفيّة للولايات المتحدة، أي جزيرة بارابادوس التي خلعت رداء العرش البريطاني وإتجهت نحو الشرق تحقيقاً لمصالحها، أو أقله كما تراها أنها مصالحها.

صحيح أن لبنان بذاته هو تفصيل صغير في كل هذه التحولات الدوليّة الكبرى، ولكنه يحظى بالاهتمام الفرنسي الذي يمكن أن يرفع من أهميّة ملفه ليحظى بالنقاش على طاولة الدول الكبرى ويحاول النفاذ من خلالها للحيلولة دون سقوط لبنان، حتى ولو كان تحقيقاً لمصلحة فرنسيّة ما. إذا كان لبنان المستفيد فلما لا؟

المهم ألا تذهب بعض القوى اللبنانيّة لتعطيل المبادرة الفرنسيّة- السعوديّة التي لبنان بأمس الحاجة إليها للخروج من "جهنم" المأزق المعيشي والمالي والنقدي والاجتماعي. لقد سبق لها أن قامت بذلك من خلال دفن المواعيد التي إلتزمت بها لتأليف الحكومة، وفي محطات عديدة أخرى. التجارب الحيّة لا تزال ماثلة أمامنا. إنها قوى الظلام التي لا يضيرها إنقطاع الكهرباء بقدر ما يعنيها إنتصار مشروعها ورؤيتها ولو على حساب اللبنانيين جميعاً. لقد دفع لبنان طوال عقود من الزمن الأثمان الباهظة بأن يكون ساحة لتصفية الصراعات الدوليّة والاقليميّة وهو لا يزال يدفع هذا الثمن. أما آن الأوان للخروج من هذه الدوامة؟ دوامة الشر والظلاميّة والانغلاق؟

 

أي تأثير لاقتراع المغتربين في استحقاق 2022؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

في ظلّ حالة الجمود السياسي التي يعيشها لبنان حالياً، تتجه أنظار الجميع نحو الانتخابات النيابية المقبلة بوصفها الاستحقاق الذي يمكن أن يعيد إحياء الحياة السياسية. وعلى الرغم من برودة التحضيرات لدى مختلف الأحزاب والقوى السياسية، الطامحة إلى إيجاد مكان لها في الندوة البرلمانية، إلا أن اهتماماً لافتاً يحظى به اللبنانيون المقيمون في الخارج خصوصاً بعدما سجل الراغبون منهم في المشاركة في الاقتراع نسبة مرتفعة تجاوزت الـ280% عن استحقاق العام 2018. لذا، تخضع لوائح المسجّلين إلى قراءات مفصّلة يمكن أن يستدلّ منها المهتمون إلى اتجاهات الناخبين وخياراتهم السياسية. فما الذي تقوله هذه الجداول؟ هذا ما حاولنا قراءته مع الخبير الانتخابي كمال فغالي، الذي لفت في بداية حديثه إلى عدد من الصعوبات التي رافقت قراءة الجداول وأبرزها اختلاط بعض الدوائر في وزارة الداخلية التي لم تفصل مثلاً بين صيدا والزهراني، عدم تحديد طوائف وبلدات المسجلين، وعدم نشر نتائج كل من دائرتي بيروت على حدة وكذلك الضنية والمنية. كما يلفت إلى عدم إمكانية الحسم في الاحتمالات التي يضعها، في حال لم تتوفر إمكانية فتح دوائر في مختلف أماكن تواجد المغتربين لتحديد نسبة الاقتراع مما قد يحدّ من إمكانية التصويت.

النسب الأكثر ارتفاعاً

بداية يلاحظ فغالي، زيادةً نسبتها 281% في أعداد الذين تسجلوا في العام 2022 (233 ألفاً و466 ناخباً) عن الذين سجّلوا أسماءهم للاقتراع في استحقاق 2018 (82 ألفاً و276 ناخباً). لا يحسم فغالي سبب هذا الارتفاع: يمكن أن تكون حماسة عفوية من اللبنانيين نتيجة الظروف التي يشهدها لبنان حالياً، ويمكن التساؤل ما إذا كانت هناك قوى سياسية قد بدأت حملاتها الانتخابية في الخارج؟ في الحالتين، لا يمكن تجاهل هذا الارتفاع وإمكانية أن يحدث أثراً في نتائج الانتخابات (في انتظار ردّ المجلس الدستوري على الطعن المقدّم في التعديلات التي أقرّت على قانون الانتخابات).

وفي قراءة لهذه الزيادات في الدوائر، بالتوازي مع نسب الاقتراع في استحقاق 2018، يلاحظ فغالي:

تجاوزت نسب الزيادة في كلّ من دائرتي بيروت الأولى وبيروت الثانية (353%)، علماً أن نسبة الاقتراع في استحقاق 2018 كانت، على التوالي، 57.1% و60.6%

تليها دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) حيث وصلت النسبة إلى 323.9%، مع ملاحظة أن نسبة الاقتراع في استحقاق 2018 كانت 57.7%

في الشمال الثانية حيث وصلت النسبة إلى 319.7%، وكانت نسب الاقتراع بحسب الدوائر الصغرى وفق التالي (الضنية: 52.7%، المنية: 68.1%، وطرابلس: 52.1%).

دائرة جبل لبنان الأولى شهدت أيضاً ارتفاعاً نسبته 319.3%، وكانت نسبة الاقتراع في الدائرتين الصغريين (جبيل: 66.9% وكسروان: 63.7%).

ومن الدوائر التي تجاوزت النسب فيها الـ300%، دائرة جبل لبنان الرابعة حيث بلغت النسبة 311.9%، وكانت نسب الاقتراع في دائرتيها الصغريين (الشوف: 61.4% وعاليه: 56.9%).

النسبة الاقل كانت في دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي وراشيا) حيث سجّلت النسبة 168%، وكانت نسبة الاقتراع في العام 2018 قد سجلت ما نسبته 41.5%

أرقام أخرى ذات دلالة يمكن التوقف عندها في دائرة الشمال الثالثة. فقد شهدت هذه الدائرة ارتفاعاً عاماً نسبته 232.8%، تتفاوت بين الدوائر الصغرى.

لكن ما يمكن التوقف عنده أن نسبة الاقتراع في معظم الدوائر الصغرى هنا تجاوزت الستين في المائة (البترون: 69.3%، وزغرتا: 65.1%، والكورة: 62.5%، أما بشري فكانت نسبة اقتراع الناخبين المغتربين فيها 42.2%).

حجم التأثير الأكبر

إستفاد فغالي من نتائج استحقاق العام 2018، ليجري مقارنة بين آخر الرابحين وأقوى الخاسرين في كلّ دائرة (الجدول رقم 2)، مع تحديد العتبة (الحاصل الانتخابي) ليحاول معرفة إمكانية تأثير الناخبين غير المقيمين في تغيير النتائج، وقد اعتمد فغالي في حساباته على اقتراع 60% من الناخبين فقط، وهي النسبة العامة تقريباً التي سجّلت في الاستحقاق الماضي. استناداً إلى نتائج العام 2018، وبعد إحصاء فرق الأصوات بين الرابح الأخير والخاسر الأول، ومع احتساب الحاصل الانتخابي في كلّ دائرة، ومع نسبة تصويت 60% يمكن استنتاج أربع مراتب من التأثير، ونبدأ بالتأثير الذي يحقق الحصول على مقعدين إلى ثلاثة مقاعد:

في دائرة الشمال الثالثة، يمكن أن يحقق عدد غير المقيمين المتوقع مشاركتهم تصويتاً يفوق العتبة وقد يحقق ما يوازي مقعدين. في بيروت الأولى، سيفوق عدد غير المقيمين المتوقع مشاركتهم العتبة وقد يحقق ما يوازي مقعدين، وقد ترتفع إلى ثلاثة مقاعد.

في دائرة جبل لبنان الرابعة، سيفوق عدد غير المقيمين المتوقع مشاركتهم العتبة وقد يحقق ما يوازي مقعدين.

التأثير الطفيف

لا يمكن الحسم، بحسب فغالي في بقية الدوائر، لكنه يحتمل أن يحدث اقتراع غير المقيمين تأثيراً في الدوائر التالية: بيروت الثانية، جبل لبنان الأولى (جبيل وكسروان)، جبل لبنان الثانية (المتن)، جبل لبنان الثالثة (بعبدا) والشمال الثالثة (الضنية، المنية وطرابلس).

تأثير أقلّ يمكن أن تشهده دوائر البقاع الأولى (زحلة)، البقاع الثانية (البقاع الغربي وراشيا)، الجنوب الأولى (جزين)، الجنوب الثالثة (النبطية وبنت جبيل) والجنوب الثانية (الزهراني وصور). أما الدوائر التي سيطغى فيها تأثير المقيمين فهي البقاع الثالثة (بعلبك والهرمل) والشمال الأولى (عكار). يبقى من الضروري التذكير أن هذه المحاكاة لنتائج استحقاق 2018 قائمة على اعتبار أن نسبة التصويت لن تتجاوز الـ60%، أما في حال فتحت المراكز في مختلف المدن التي يتواجد فيها المغتربون فسترتفع حكماً نسب التأثير.

 

جمود قاتل... لكنّ طبخة التسويات على النار

كلير شكر/نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

لم تخرج الجلسة التشريعية عن سياق التوقعات المرسومة لها، لا سيما لجهة عدم مقاربتها ملف التحقيقات العدلية، لا سلباً ولا ايجاباً. وتُركت العريضة النيابية التي تقدّمت بها القوى المعترضة على سلوك المحقق العدلي من باب الدفع باتجاه انشاء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وفصل ملف التحقيقات مع السياسيين عن بقية ملفات المحقق العدلي... إلى حين آخر تكون فيه التسويات السياسية أكثر نضوجاً. في الواقع، بيّنت وقائع جلسة الأمس في مجلس النواب، أنّ الكلام عن مقايضة تمّ التوصل إليها، بين الثنائي الشيعي ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، لتصويب أداء المحقق العدلي، كما يبتغي معارضوه، لا صحّة له أبداً. وقد تزامن "سقوط" هذه الفرضية مع تحرير يد القاضي طارق البيطار بعدما ردّت محكمة الاستئناف طلب الردّ المقدم من جانب الوزير السابق يوسف فنيانوس، و"اعتباره كأنه لم يكن أي منعدم الوجود وإبطال جميع مفاعيله"، وأبلغت المحقق العدلي مضمون القرار لمتابعة السير بتحقيقه، حيث يفترض أن يعاود بدءاً من صباح اليوم نشاطه في ملف الانفجار. وعلى هذا الأساس، عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومنذ صباح يوم الاثنين، بعدما تبيّن له أنّ طبخة التحقيقات العدلية لم تستوِ بعد، إلى "الخطة ب" التي لجأ إليها مذ تعرّضت حكومته لانتكاستها المدوية، من خلال ترؤس لجان وزارية واجتماعات مختصة في السراي الحكومي، علّها تعوّض غياب جلسات مجلس الوزراء، وذلك بانتظار أن يأتيه الفرج من مكان ما.

ولكن في هذه الأثناء، وفي محيط رئيس الحكومة، هناك من يعتقد أنّ المفاجأة التي فجّرها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من خلال تفاهمه مع المملكة السعودية، على مبادرة مشتركة لـ"فتح صفحة جديدة مع لبنان"، ولو أنّ بعض عناوين هذه المبادرة خلافيّ على المستوى اللبناني، ولكنها لا تزال في انطلاقتها، وبالتالي إنّ الخرق الذي أحدثه الفرنسيون في جدار الأزمة اللبنانية - السعودية، يُبنى عليه، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تبدأ ترجمة مفاعيله. ولهذا ترجّح عودة السفير السعودي وليد بخاري إلى بيروت في وقت غير بعيد.

ويشير هؤلاء إلى أنّ أزمة العلاقة مع السعودية، تمرّ معالجتها بالملف اليمني، وليس عبر الداخل اللبناني، لأنّ الملف اليمني هو الذي يحتلّ سلّم أولويات المملكة، بدليل البيان العُماني ـ السعودي المشترك الذي صدر أمس بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان، والذي أكّد على "أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال ارهابية أو اجرامية تزعزع أمن واستقرار المنطقة"... والمقصود بذلك اليمن.

لكن اللافت هو تغاضي الرئيس الفرنسي عن الاتصال الذي قال إنه سيقوم به مع نظيره اللبناني ميشال عون لوضعه في أجواء المشاورات التي عقدها في السعودية بخصوص الملف اللبناني، لتتولى السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو هذه المهمة من خلال لقائها رئيس الجمهورية، ما يدلّ على منحى سلبي في العلاقة بين الاليزيه وقصر بعبدا، قد يزيد من تعقيد الأمور داخلياً، لا حلحلتها أبداً.

ولو أنّ هؤلاء لا ينفون أن يكون الفرنسيون قد تحدّثوا بالمباشر مع وزير الاعلام جورج قرداحي لاقناعه بالاستقالة، بعدما كانوا قد طلبوها من رئيس الحكومة كورقة حسن نية توضع على طاولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال لقائه الرئيس الفرنسي، ما يعني استبعاد حصول أي تفاهم بين الفرنسيين و"حزب الله" على قاعدة المقايضة بين قرداحي والبيطار. ومع ذلك، يعتقد هؤلاء أنّ الأفق ليس مقفلاً، وكل ما في الأمر أنّ هناك حاجة لمزيد من النقاش والأخذ والردّ، قبل أن تنضج المشاورات وتستعيد الحكومة عافيتها... فيما يتردد أنّ مسألة اقتراع المغتربين لا تزال موضع خلاف بين عين التينة و"التيار الوطني الحر"، ولو أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سلّم بموعد الاستحقاق وتحديداً ذلك الذي حسمه رئيس الجمهورية، أي في السابع من أيار، ولكن بالنسبة لكيفية تصويت غير المقيمين، أي للنواب 128 أو لستة نواب جدد، فلا يزال الخلاف قائماً. ما يعني أن الطبخة السياسية لا تزال على النار، ولو أنّ الجمود الحاصل قاتل.

 

الترجمة العملية للبيان الفرنسي - السعودي

د. ميشال الشماعي/نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

ممنوعٌ أن يسقطَ لبنان. القرارُ اتّخذ. وما مسارعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان إلا لتثبيت لبنان في حاضنة الحرّيّة والحضارة والسلام. ولا يمكن بعد اليوم أن يُسمَحَ بتحوّل لبنان من دولة أنموذج في العيش معاً، ورسالة في الحوار والتلاقي والسلام إلى جمهوريّة فاشلة تضع رقبتها تحت مقصلة الأيديولوجيا العنصريّة التي لا تشبه إلا جزءاً يسيراً من اللبنانيّين الذين متى ذاقوا طعم الحرّيّة من جديد، سيعودون حتماً إلى حاضنتهم الوطنيّة الأصيلة حيث من المفترض أنّهم أبريوريّاً. وتبقى الإشكاليّة الكبرى في كيفيّة ترجمة البيان المشترك الفرنسي – السعودي.

فما اتّفق عليه في الرياض هو مبتغى اللبنانيّين جميعهم، لو أنّ البيئة التي كانت حاضنة لخطّ طهران لا تستطيع أن تجاهر بذلك. لكنّ الجوع لا يميّز بين شخص وآخر، وما اشتهاء الرّغيف إلا اشتهاء وجوديّاً لا يمكن أن يتخلّى عنه أيّ عاقل مقابل كليشيهات سقطت بعد سقوط مقولة "البيئة الحاضنة لا تجوع لأنّها تأكل كرامة". فشبع الكرامة لن يسكت جوع الرّضّع والأطفال والكهول. مَن يقرأ ما اتّفق عليه من حيث تطبيق الدّستور، وحصر السلاح بيد الدّولة، وضبط الحدود ومنع تصدير المخدرات، وتنفيذ القرارات الدّوليّة يعتقد للوهلة الأولى أنّ المستحيل أسهل الوصول إليه من الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف الثلاثة. لكن إن دلّ ذلك على شيء فهو يدلّ حتماً على أنّ المرحلة الجديدة التي سيقدِمُ عليها لبنان لن تكون كسابقاتها؛ بل هي ستكون مرحلة استعادة الدّولة من الدّويلة التي نجحت بخطفها بمساعدة طرواديي الوطن الذين أدخلوا حصان الخشب اليابس إلى قلب غابات الأرز الخضراء.

أمّا استعادة الدّولة فستكون أوّلاً باسترجاع القدرة الدستوريّة التي تؤمّن الوجود السياسي للفريق السيادي من أركان الدّولة اللبنانيّة. ولعلّ هذا ما سيدفع بالسياديّين الأحرار إلى المزيد من التراصّ والتعالي عن الخلافات داخل البيت الواحد، وهذا ما سيسمح بتشكيل إطار جبهويٍّ سياديٍّ ستُخاض على أساسه الانتخابات النيابيّة القادمة. وهذا ما يضع الخطّ الايراني في لبنان بحالة المأزوميّة السياسيّة لأنّه إن خسر حضوره الأكثري في البرلمان فهو سيخسر بقدرة الديموقراطيّة ما استطاع الحصول عليه بالتحايل على هذه الديموقراطيّة بالذات. وهذا ما يدفعنا إلى الاستنتاج بأنّه سيسعى بكلّ ما أوتي من قوّة شرعيّة وغير شرعيّة للإطاحة بالعمليّة الديموقراطيّة. لكنّه لن يستطيع النجاح بمسعاه هذا، لأنّ القضيّة اليوم باتت تحت مقصلة المجتمع الدّولي، والانتخابات إن لم تتمّ ستفرَض فرضاً. فمن غير المسموح بعد اليوم إبقاء لبنان في دائرة اللا دولة واللا شرعيّة. ومن غير المسموح أن ينتقل لبنان إلى الحاضنة الايرانيّة. فالجيش اللبناني تحرّر من العقيدة البعثيّة التي زُرِعَت فيه طوال خمس عشرة سنة وصاية بعد الطائف. والأداء النوعي الذي مارسه في ملفّ غزوة عين الرمانة جعله قبلة أنظار العالم إيجابيّاً، وقبلة أنظار حارة حريك والشام وطهران سلبيّاً. ولا يعتقدنّ أحد أنّه يستطيع أن يسلب إنجازات الجيش كما نجح بتجيير معارك تحرير الجرود.

أمّا القضاء، فهو بخير لأنّه لم يخلُ من القضاة النزيهين. ولعلّ هذا ما دفع إلى تسريب مقولة " القضاء ليس بخير". وما ردّ رئيسة الغرفة 12بالتكليف في محكمة الإستئناف المدنية طلب ردّ البيطار المقدم من الوزير السابق يوسف فنيانوس شكلاً لعدم الإختصاص، إلا ترجمة لمقولة القضاء ما زال بخير. وهذا ما يعني حكماً عودة المحقق العدلي إلى ممارسة نشاطه بعدما كُفّت يده لأسابيع. ولعلّ هذا ما يطمئن المجتمع الدّولي والعربي لأنّ آليّة القانون ما زالت قادرة على التأثير في سير العدالة. وهذا ما يخيف من يُشَارُ إليه بأصابع الاتّهام. وهذا ما سيضع القضاء في الفترة القادمة تحت المجهر الدّولي، لا سيّما وأنّ صدور القرار الظنّي بات قريباً جدّاً. وقد يشكّل العنصر الذي سيبدِّل موازين المواجهة السياسيّة في الساحة اللبنانيّة التي ستنعكس راحةً إقليميّة وترجمة غير مباشرة لما دار بين ماكرون وبن سلمان.

فالجيش والقضاء تحت المجهر. يبقى أنّ الابتزاز الايراني الذي نجحت طهران بممارسته في الجولات السبع المفاوضاتيّة السابقة قد سقط بعد فشل الجولة السابعة، وهذا ما قد ينعكس إضعافاً جديداً لمحورها في المنطقة. ولن يسلم اللبنانيّون الذين قدّموا لها الطّاعة من هذه التأثيرات. أمّا حياة الدستور والقرارات الدّوليّة فستبقى مرتبطة بقدرة المجتمع الدّولي على الضغط على إيران. وهذا ما لمسه لمساً حسّيّاً أزلامها في العواصم الأربع، ناهيك عمّا تعرّضت له منشأة نطنز وميناء اللاذقيّة من ضربات غامضة وواضحة، كلّها تأتي في سياق واحد وهو: تقليم أظافر هذا المحور. وهذا ما سينعكس ترجمة على أرض الواقع لما دار في الرياض. ومخطئ مَن يظنّ أن البيان المشترَك سيبقى حبراً على ورق. لكن لا يعني هذا أنّ اللبنانيّين معفيّون من أداء الواجب المطلوب منهم. لذلك، رصّ الصفوف أوّلاً، والتعالي عن كلّ ما هو شخصيّ وفرديّ خدمة لما هو وطنيّ ووجوديّ. والوقوف سدّاً منيعاً بوجه هذا الدويتّو، المنظومة والمنظّمة، ثانياً. وتبقى النقطة الثالثة وهي الأهمّ وقوامها: ترجمة عمليّة لهذا الوجود السيادي، إن لم يُتَحْ بوساطة الديموقراطيّة من خلال العمليّة الانتخابيّة المرتقبة، فعلى النّاس أن يستفيقوا من خَدَرِهِم ليقولوا الكلمة الفصل، لأنّ الفرص لو تكرّرت، لن تكون بالمفاعيل نفسها. ومَن له أذنان للسماع... فليسمع !

 

ضيّعوا أكثر من 18 مليار دولار ويحاولون انتشال الاقتصاد بمليار "الصندوق" اليتيم

بين "السحوبات الخاصة" والحسابات الخاصة... "طاروا المصريّات"

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تنظيم كيفية التصرف بـ"حقوق السحب الخاصة" وحصر استخدام عائداتها، واحد من البنود التي طرحت على جدول جلسة الهيئة العامة لمجلس النواب في الأمس. فـ"تنفيخ" بعض النواب على "لبن" المبلغ المتأتي من صندوق النقد الدولي، مرده إلى "اكتواء" اللبنانيين جميعاً بـ"حليب" تضييع الدولة ومصرف لبنان أكثر من 18 مليار دولار في ظرف سنتين على سياسة الدعم الفاشلة. في أيلول الفائت حصل لبنان على ما مجموعه 1.135 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة (SDR)، تمثل حصته في صندوق النقد عن العام 2021 بقيمة 860 مليون دولار، وعن العام 2009 بقيمة 275 مليوناً. المبلغ أودع في حساب وزارة المالية لدى المصرف المركزي. وهو يصبح قابلاً للاستعمال من الدولة بمجرد استبدال (SDR)، بالدولار الحقيقي. وعلى الرغم من ضآلة المبلغ مقارنة بما صرف في الأعوام الأخيرة من الاحتياطيات، وبمبلغ 9.5 مليارات دولار الذي خرج بحسب "موديز" من النظام المصرفي، فان أهميته توازي احتياطيات الذهب"، بحسب نص اقتراح القانون. لذا فانه "حفاظاً على قيمة المبلغ وحسن استخدامه يجب اخضاع التصرف به لمجلس النواب. حيث "يُحظر التصرف بهذه الحقوق، بيعاً أم تفرغاً، رهناً أم تأميناً، إيداعاً أم ضمانةً، إلا بموجب قانون يصدر عن مجلس النواب". ويُحصر في المادة الثانية من المقترح "استخدام كامل عائدات التصرف بالحقوق المشار إليها أعلاه، بتمويل البطاقة التمويلية، المنصوص عنها في القانون رقم 320/2021، حصراً، على أن يُستعان بمؤسسات دولية ضامنةً للتنفيذ العادل".

العجلة تسقط

المجلس النيابي أسقط صفة العجلة عن اقتراح القانون، وفضل رئيسه في مداخلة تعقيبية استخدام المبلغ في تمويل الكهرباء. إذ بإمكان هذا المبلغ برأيه أن "يُنشئ معامل كهرباء توفر على لبنان خلال سنة أو أكثر مبالغ طائلة جداً"ً. ولا سيما أن "أكبر مكان للهدر هو في الكهرباء". مقابل اقتراحي نواب الجمهورية القوية تقييد المبلغ، واستخدام جزء منه للبطاقة التمويلة، واقتراح الرئيس بري استخدامه للكهرباء، مطالبات كثيرة باستخدام المبلغ لانشاء وتطوير نظام للطاقة الشمسية، ودعم المستشفيات والأدوية لتخفيض الفاتورة الصحية... وغيرها الكثير من الاستعمالات المهمة. ليبقى الأهم بحسب الباحث في الشؤون الماليّة والاقتصاديّة البروفسور مارون خاطر أن "لا يمس هذا المبلغ في الوقت الحاضر تحت أي حجة، لانه سيحرق في "آتون" المحاصصة والتقاسم السياسي والتوظيف الانتخابي في فترة قياسية، من دون أن يستفيد منه الاقتصاد والمواطن بشيء". فالمبلغ الذي يحاول البعض تضخيمه ما هو في الواقع إلا "أقلّ من ضعف ما كان ما ينفقه لبنان خلال شهر واحد في الفترة الماضية على الدعم. حيث وصلت الفاتورة الشهرية إلى حدود 600 مليون دولار، ذهبت بشكل أساسي لتمويل الهدر والتهريب" يقول خاطر. وعليه فان "مبلغ 1.135 مليار دولار قد لا يكفي لمدة شهرين، مع كل ما يرافق عملية الصرف من فساد... وهم يريدون أن يعمّروا فيه البلد!".

انعدام الثقة يفرض تقييد الاستعمال

إنطلاقاً من انعدام الثقة بالطبقة السياسية، فانه من الضروري تقييد حقوق السحب الخاصة كما ورد في اقتراح القانون المقدم. إنطلاقًا من هذا المبدأ، يرى البروفسور خاطر أنَّ "كفّ يد المسؤولين عن المبلغ، وحصر استخدامه بقانون يحظى بموافقة ممثلي الشعب اللبناني لا يتأتى من ضخامته، إنما لخلق مانع أولي أمام استعمال الأموال المتأتية من تمويل خارجي بدوامة الفساد الداخلي". يسمح ذلك بحسب خاطر أن "يكون استعمال هذه المبالغ محدد بآلية معينة تخدم مصالح المواطنين الحقيقية، بعيداً عن توظيفها في مصالح الأقلية الحاكمة والمتحكمة بمصير اللبنانيين. وعليه فان عدم استعماله في الوقت الحالي، أي قبل الانتخابات النيابية وقبل البدء بتطبيق الاصلاحات الجوهرية قد يكون أفضل للبلد والمواطنين".

لا ينفع للكهرباء

على صعيد الكهرباء المشكلة لا تتعلق بالتمويل كما يحاول البعض أن يوحي، إنما بتنفيذ الإصلاحات. وفي حال عدم تطبيق الخطط والشروط التي تركز على إنشاء الهيئة الناظمة للقطاع، ووقف الهدرين التقني وغير التقني، اللذين تصل نسبتهما إلى حدود 50 في المئة، فان أي "ضخ للأموال لن يؤدي إلى ضياعها فقط، إنما إلى استفادة جزء من اللبنانيين على حساب الآخر"، من وجهة نظر خاطر. "خصوصاً في ظل الاستنسابية في الجباية وفوضى التعليق على الشبكة في الكثير من المناطق". وبرأيه فان "تمويل الكهرباء موجود بجزء منه في الصناديق والمؤسسات الدولية، ولا سيما البنك الدولي. والعملية تنتظر البدء بالاصلاحات والاتفاق على الخطة، وإنشاء الهيئة الناظمة بناء على القانون 452/2002 وتعيين مجلس إدارة مع رئيس جديد له. والجزء الثاني الواجب تأمينه هو بتفعيل الجباية وتخفيض الهدر وزيادة الايرادات بالمقارنة مع النفقات. والجزء الأخير يتأمن من خلال إشراك القطاع الخاص على قواعد الشفافية". بالاضافة إلى غياب خطة الكهرباء، فهناك "مشاكل في بين الأفرقاء السياسيين على توزيع المعامل، وهذه المشاكل ستتفاقم أكثر مع اقتراب الانتخابات النيابية والرئاسية، وتحوّل الحكومة الحاليَّة، وهي لا تجتمع أصلاً، إلى حكومة انتخابات"، بحسب البروفسور خاطر. وعليه فان عدم وجود خطة للكهرباء أولاً، وانعدام التوافق السياسي على كيفية تسيير القطاع ومصيره المستقبلي ثانياً، وعدم أخذ القرار بتطبيق قواعد الحوكمة الرشيدة على قطاع الطاقة، "كلها أمور تجعل استعمال وحدات السحب الخاصة على الكهرباء مجرد هدر لها، وتعزيز للتمييز بين مواطنين يلتزمون بالقانون وآخرين غير ملتزمين"، يقول خاطر.

ولا للبطاقة التمويلية

في الوقت الذي أسقطت فيه صفة العجلة عن اقتراح قانون تقييد استعمال حقوق السحب الخاصة أقر مجلس النواب التعديلات على اتفاقية قرض الحماية الاجتماعية المقدم من البنك الدولي. الأمر الذي سيسمح ببدء استفادة من هم أكثر حاجة من قرض الـ 246 مليون دولار الذي أقرّ في آذار الفائت. من جهة أخرى تم إطلاق منصة التسجيل للاستفادة من بطاقة المساعدة الاجتماعية قبل مدة وجيزة. ما يعني "تأمين تمويلها"، بحسب خاطر. و"ما الضغط لاستخدام الحقوق الخاصة لتمويل البطاقة، إلا بهدف الاستثمار فيها انتخابياً من قبل السلطة". خاطر الذي لا يرى أي فائدة من استخدام وحدات السحب الخاصة في ظل حكومة لا تجتمع، وقبل الاتفاق على خطة اقتصادية واضحة تحوز على موافقة صندوق النقد الدولي، يعتبر أن "الاستخدام الأمثل لهذه الوحدات في ما بعد، هو بدعم القطاعات الانتاجية التصديرية. فمساعدة هذه القطاعات على شراء المواد الأولية لعملية إعادة التصدير يُدخل العملة الصعبة إلى البلد، وينشط القطاعات المنتجة، ويزيد التوظيف، ويرفع من الناتج الوطني". إلى أن تقر الخطة الاقتصادية فان أقل واجبات النواب حظر التصرف بهذه الحقوق، كما نص مقترح القانون منعاً لهدرها. وما إسقاط صفة العجلة عنه في الأمس إلا "لغاية في نفس يعقوب". وهذه الخطوة تترك بحسب خاطر "التباساً غير مفهوم، يخشى أن يكون الهدف من ورائه استعمال الأموال في غير مكانها الصحيح ، وبما لا يعود على البلد بأي فائدة". التصرف بحقوق السحب الخاصة اليوم أو في المستقبل يجب أن يستوفي معايير الشفافية وأن يكون الاستعمال خاضعاً لمذكرة تفاهم واضحة بين الحكومة ومصرف لبنان المفتوح لديه الحساب، لكيفية صرف هذه الأموال ووفق أي جدول زمني ووفق أي آلية.

 

إستبدال أو تصريف الورقة الخضراء بات مقابل عمولة والمصارف لا تقبل بها

طبعة الـ100 دولار "البيضاء" مرفوضة... في لبنان فقط!

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/08 كانون الأول/2021

الطبعة الزرقاء الجديدة الصادرة عام 2009 والطبعة القديمة البيضاء

صحيح أن عملة المئة دولار الأميركية "الطبعة البيضاء" كما تسمى التي لا تتضمن خطاً أزرق، باتت ورقة نقدية قديمة في الولايات المتحدة ويتمّ سحبها من الأسواق لا سيما طبعة العام 1996، إلا أنها لا تزال قانونية وصالحة للإستعمال ويتمّ قبولها واستبدالها من قبل المصارف بأخرى جديدة تلافياً للتزوير في اي دولة في العالم. فلماذا لا يتمّ قبولها في المصارف الللبنانية؟ بدأت القصة منذ نحو شهر ونصف، حين سرت شائعة أن عملة الـ100 دولار القديمة باتت غير متداولة وبعض الصرافين يستبدلونها مقابل عمولة بحجة أنها قديمة. وهكذا انتشرت تلك "الخبرية" واعتمدت كتجارة حديثة في السوق السوداء، فعمدت المصارف بدورها الى رفضها كلياً. علماً ان البنوك هي نفسها "تنكشها" من صناديقها القديمة وتطرحها في الأسواق من خلال تسديدها للمودعين، حتى أن مؤسسات تحويل الأموال باتت لا تقبلها رغم نفيها هذا الأمر. فهل هذا التدبير جائز قانوناً؟ لا قرار رسمياً من نقابة الصرافين او حتى من جمعية المصارف حول هذا التدبير المخالف للقوانين كما علمت "نداء الوطن". اذاً فلا مبرّر قانونياً لتخفيض قيمة العملة واستغلال المواطن لتسديد عمولة، سوى اعتباره "عملاً تشليحياً" أو احتيالياً، وحتى استدراجياً لإخراج الناس دولاراتها المخبأة في الأدراج. وكأن الخسائر التي مني بها المواطنون واحتجاز جنى العمر في المصارف لا يكفيهم. الآن بدأت عملية المسّ بما تبقى من العملة الخضراء التي يحفظها اللبنانيون للأيام الأكثر سواداً من تلك التي يواجهونها اليوم مع الدولرة التي تتسارع عجلتها في كل القطاعات.

قيمة العملة والعمولة

معلوم أن "العملة التي تصدر عن أي مصرف مركزي تحافظ على قيمتها ولا تفقدها أبداً ولو كانت قديمة، حتى ولو أعلن المصرف نفسه الذي اصدرها سحبها من الأسواق، الأمر الذي لا يحول دون قبول البنوك التداول بها، خصوصاً أن تلك العملة الخضراء لها "ثقلها وقوتها" في لبنان بسبب ندرتها، وهي معتمدة في كل دول العالم، ولم تنتقص القديمة منها وخصوصاً الـ100 دولار من قيمتها، فلماذا يحصل ذلك فقط في لبنان؟ وتتراوح قيمة العمولة التي يتمّ تقاضيها مقابل استبدالها أو تصريفها بين 5 و8 و10 دولارات وحتى أكثر، كما علمت "نداء الوطن" من احد الصرافين، لافتاً الى أنه "لم يصدر أي قرار حول الحصول على عمولة أو ما شابه، لكنه بدأ استيفاء عمولة بعد أن علم أن كل الصرّافين يتقاضون مبلغاً متفاوتاً والمصارف لا تقبل بها، فلم يكن أمامه مع تزايد الإقبال على تصريف تلك الورقة النقدية أو استبدالها الا السير بالتيار واعتماد هذا الـ"system". وأضاف: "حتى أن الأوراق النقدية "الصغيرة" لا سيما الـ5 أو 10 أو 20 دولاراً يتقاضى البعض عمولة لتوفيرها للزبائن، بسبب قلة التداول بها والإقبال عليها من التجار الذين يتعاملون بالدولار في استيراد البضائع وتسديد بعض المدفوعات بالعملة الصعبة. وتعتبر النقود الورقية والمعدنية وتحديداً الدولار، عملة قانونية ولا يحقّ لأحد رفضها أو خفض قيمتها اذ لديها قوة الإبراء باعتبار أنها صادرة بحكم القانون. وبما أن المواطنين غير الملمّين أو المتعاطين بالشأن المالي سيصدّقون مقولة أن تلك الورقة النقدية "لم تعد مقبولة" لدى المصارف، فذلك سيدفعهم الى ايجاد السبيل لاستبدالها أو تصريفها.

كل الإصدارات صالحة

وحول ذلك أوضح البروفسور مارون خاطر لـ"نداء الوطن" أنه "وفقاً للقوانين الأميركية كل الإصدارات صالحة للتداول بها إلا اذا كانت تالفة أو إذا تعذَّر فحصها باستعمال كاشف للعملة النقديَّة"، لافتاً الى أن "المئة دولار التي لا يتم القبول بها من قبل المصارف اللبنانية هي ما باتت تعرف بـ"الطبعة البيضاء" إذ يسمَّى الاصدار الجديد بـ"الطبعة الزرقاء". من هنا، يلفت أن "من يحمل 100 دولار قديمة يجب أن يتمكن من تبديلها أو من استعمالها للدفع أو التحويل لدى المصارف الأمر الذي لا يحصل حالياً، علماً أن المصارف هي التي تضع تلك العملة في التداول من خلال وسائل الدفع المعتمدة منها وتحديداً صرافاتها الآلية".

وأضاف خاطر: "حتى أن التحويلات من الخارج الى الحسابات "الفريش" لا تسدد الى المستفيدين بدولارات من الإصدارات الجديدة، بل تعمد المصارف الى التخلّص من العملة القديمة التي لديها وهي نفسها لا تقبلها. في هذا الإطار سأل خاطر: طالما أن المصارف لم يعد لديها دولارات، من أين تأتي تلك العملة القديمة المتداول بها؟

ورداً على سؤال، أشار الى أن "دولاً اخرى واجهت مشكلة مشابهة كالمغرب مثلاً، حيث عمدت المصارف الى عدم القبول بالعملة الخضراء القديمة وقام الصرافون بفرض رسوم على التبديل. دفع ذلك المصرف المركزي الى اتخاذ قرار ألزم المصارف بتبديل العملة من دون مقابل وألزم الصرافين بإعادة الأموال المستوفاة الى أصحابها". إنطلاقاً مما تقدَّم، يرى خاطر "أن أي حلّ لا بدَّ أن يرتكز على اتخاذ مصرف لبنان قراراً يلزم التعامل بالاصدارات القديمة وينظم عمليات الاستبدال بعد أن تستعيد بعدها الروتيني فتُشحن، علماً أن كلفة الشحن أقل مما تستوفيه المصارف من عمولات على حسابات المودعين لديها".

وبانتظار ايجاد حلّ لقصّة الـ100 دولار البيضاء التي تخبّئ في طيّاتها أسباباً أخرى، يبقى الإعتماد على الدولة والسلطات النقدية لوضع حدّ لفوضى التجارة بالسوق السوداء عبر التلاعب بقيمة العملة الخضراء.

 

تفاصيل مشاريع الإستثمارات الروسية في جنوبي لبنان

توفيق شومان/فايسبوك/08 كانون الأول/2021

وصل مساء يوم أمس الثلاثاء ( 7 ـ 12 ـ 2021 ) وفد روسي رفيع إلى العاصمة اللبنانية بيروت ،  وفي جعبته مهمة محددة ومرتبطة بمشروع تطوير وتشغيل مصفاة الزهراني في جنوبي لبنان ، وهي المهمة ذاتها التي كان الوفد الروسي قد استعرض تفاصيلها مع المسؤولين اللبنانيين في زيارات سابقة.

بحسب مصادرمقربة من الوفد الروسي الزائر، ان القيادة الروسية اتخذت قرارا استراتيجيا بالإستثمار في مصفاة الزهراني لأسباب متعددة على رأسها التشديد والحرص على اختيارالمصفاة الواقعة في الجنوب اللبناني . 

ـ لماذا هذا الحرص ؟

تجيب المصادر بالقول إن المظلة الأمنية التي تتوافر في موقع المصفاة ، تجعل المستثمرين الروس أكثر اطمئنانا ، ف " نحن نتحدث عن مشروع استثماري قيمته مليار ومائتي مليون دولار ، ومن شأنه ان يمد المصفاة بحوالي 15 مليون طن من النفط الخام سنويا ".

وفي تفاصيل هذا المشروع ،  تقول المصادر ل 180post إن الوفد الروسي المؤلف من رجال أعمال وخبراء اقتصاديين وفنيين ، سيجتمع مع وزير الطاقة وليد فياض يوم الجمعة المقبل لإستعراض كامل التفاصيل المرتبطة بمشروع  تشغيل مصفاة الزهراني ، وفي طليعة النقاط المنوي بحثها ، ما يلي :

ـ أولا : أن تستقبل مصفاة الزهراني ما يعادل 287 ألف برميل يوميا من النفط الروسي الخام ، أي ما يعادل 105 ملايين برميل في السنة .

ـ  ثانيا : تلك الكمية من النفط الخام ، يصار إلى تكريرها في المصفاة ، وينتج عن كل برميل من النفط الخام أربعة براميل من المشتقات النفطية ،  وتتوزع على أربعين في المائة للديزل وثلاثين في المائة للبنزين ومثلها للكهرباء .

ـ  هل من شروحات أكثر ؟

تقول المصادر التي كانت تتحدث مع الوفد الروسي حين كان في محطته التركية قبل وصوله إلى بيروت ، إن مشروع مصفاة الزهراني ، يغطي حاجة السوق اللبنانية بالكامل من المحروقات ، كما أنه يؤدي إلى إحياء قطاع الكهرباء اللبناني المتهالك ، وفوق ذلك ، يتيح المشروع الروسي إعادة مصفاة الزهراني إلى سابق عهدها ، كمرفق حيوي يقع على البحر المتوسط ومن خلاله يصار إلى تصدير النفط الروسي إلى أوروبا وغيرها .

هذه الصورة التي ترسمها المصادر المقربة من الوفد الروسي ومن دوائر موسكو في آن واحد ، تأخذ مسافة صمت طويلة وتنظر إلى الأعلى حين يتم  توجيه سؤال لها عن مدى حصول المشروع الروسي على إجماع لبناني أولا لدى الحكومة ، وثانيا لدى القوى السياسية ؟

بعد تأن في الإجابة ، تقول المصادر إن تكرار زيارة  الوفد الروسي إلى لبنان ، يحمل في عناوينه وتفاصيله وحيثياته جدية لا لبس فيها ولا جدال حولها ، ولكن في الإمكان التأكيد على وجود فرصة يجب استغلالها ، وبصورة عامة لا يمكن إدراج الزيارة الحالية للوفد الروسي إلى العاصمة اللبنانية إلا في سياق سلسلة زيارات روسية متعددة إلى لبنان ، فالروس زاروا بيروت  في نيسان / ابريل الماضي ، وفي حزيران / يونيو الفائت ، وفي ايلول / سبتمبر المنصرم ، صحيح أن بعض هذه الزيارات أخذت طابعا سياسيا ، ولكن الفصل بين السياسي والإقتصادي ليس وجيها وليس صائبا في كل حين ، ومن هذه الزاوية بالتحديد يجب حصر زيارة الوفد الروسي التقني  الحالية بما سبقها من زيارات الموفدين التقنيين ، وهذا ما يؤكد على جدية موسكو كما سبق القول ، وعلى تقدم ملحوظ في القرار اللبناني .

بما يتعلق ب " القرار اللبناني " ، تنعش الزيارة الراهنة للوفد الروسي التقني إلى بيروت ، الذاكرة الساخنة لطريقة تعاطي لبنان مع روسيا قبل ثلاثة عشر عاما ، ففي الخامس عشر من كانون الأول / ديسمبر 2008، زار وزير الدفاع اللبناني الياس المر موسكو، وجرى البحث آنذاك مع القيادتين السياسية والعسكرية الروسيتين سُبل تزويد لبنان بالعتاد الروسي ، ومن ضمنه طائرات " ميغ 29" ومدرعات ومروحيات ووسائل دفاع جوي مختلفة ، إلا أن " القراراللبناني " سرعان ما تشظى ذاتيا ،  ومع أن الروس أعلنوا لاحقا عن استعدادهم  لتقديم مقاتلات ال " ميغ " هبة للبنان ، إلا أن اللبنانيين أشاحوا النظر عن هذا العرض وطالبوا إمدادهم بالمروحيات ، وحين وافقت موسكو على هذا الطلب ، عادت بيروت وأسقطته من دون إيضاح ولا تعليل ، وهو أمر تكرر في عام 2016، حين اكد السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار، أن لبنان طلب من روسيا بيعه منظومة صواريخ من نوع " كورنيت " ، فضلا عن دبابات 72.

ـ ألا يوجد مرارة روسية من نمط التعاطي السياسي اللبناني ؟

لا تعلق المصادر المقربة من موسكو على " السرد المرير" الوارد آنفا ، لا بالسلب ولا بالإيجاب ، ولكن المصادر تقول " سأكشف سرا " !

ـ ما هو ؟

ـ أتذكرون زيارة الرئيس ميشال عون إلى موسكو في شباط / فبراير 2019؟

ـ نعم ...

ـ هذه الزيارة كادت أن تُلغى ...

ـ  كيف ولماذا ؟!

تقول المصادر، بلغ للقيادة الروسية ، وبالتحديد للرئيس فلاديمير بوتين ، أن لبنان وتحت وطأة الضغوط الخارجية ، أعاد ( أو قد يعيد ) النظر بالمشاركة الروسية مع شركتي " توتال " الفرنسية  و " إيني " الإيطالية بالتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الحدودية المتنازع عليها مع اسرائيل ، وأدت ردة الفعل الروسية إلى أن يطلب الرئيس بوتين من وزير خارجيته سيرغي لافروف بإلغاء الزيارة ، ولكن الذي حدث ، أنه تم استدراك الأمر واحتواؤه في لحظة لاحقة .

هذا " الكشف " يدفع  نحو المزيد من البحث عن أجوبة مغرية  وذات العلاقة بمصير " الكونسورتيوم " الروسي ـ الفرنسي ـ الإيطالي في جنوبي لبنان ، وبمرارة  قاطعة هذه المرة  تقول المصادر " إن هذا الأمر انتهى " .

ـ هل هذا يفسر الحرص الروسي على الإستثمار في مصفاة الزهراني ؟

لا إجابة عن هذا السؤال من المصادر المقربة من الوفد الروسي ، ولكن المصادر نفسها تقول إن أمام اللبنانيين عرض كامل لا يكلفهم شيئا ، فالمشروع الذي يحمله التقنيون الروس لا يرتب على لبنان أية أعباء مالية ، لا دفعا عاجلا ولا آجلا ولا دينا عاما إضافيا يثقل خزينة الدولة ، فهذا المشروع يعتمد قاعدة  botومعناها البناء والتشغيل والتحويل ، وهذا العرض المكتمل لا يشبهه عرض مثيل لكونه مجردا من الشروط والأغراض السياسية ، فضلا عن توفيره فرص عمل لا تُعد ولا تُحصى ، والأهم من ذلك تلبية الحاجات اللبنانية من محروقات وكهرباء ، ولبنان بحاجة سريعة وقصوى إليها لإعادة إحياء اقتصاده الذي ينزلق من قاع إلى قاع ومن جحيم إلى آخر .

ـ ماذا عن النتائج المتوقعة من اجتماع الوفد الروسي مع وزير الطاقة وليد فياض ؟

ـ هذه نتركها  إلى  اجتماع يوم الجمعة ، أو إلى يوم السبت حيث ستنجلي الرؤية ، وما يمكن قوله بهذا الصدد ، إن الوفد الروسي أتى إلى لبنان ومعه المشروع والقرار، وإن يوم الجمعة لناظره قريب .

 

" اتفاق القاهرة " لماذا لا يكون بين اللبنانيين أيضا؟ 

توفيق شومان/فايسبوك/08 كانون الأول/2021  

في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 1969، وقع لبنان مع منظمة التحرير الفلسطينية ما يُعرف ب " اتفاق القاهرة " ، وتمثل الجانب اللبناني بقائد الجيش  العماد إميل البستاني ، والجانب الفلسطيني بياسرعرفات ، فيما تمثلت مصر بوزيري الخارجية والحربية ، محمود رياض ومحمد فوزي .

بحسب بنود الإتفاق التي نشرتها صحيفة " النهار" اللبنانية  بعد تسريبها من قبل وزير الخارجية الأسبق فؤاد نفاع ( وقيل تقي الدين الصلح ) في العشرين من نيسان / ابريل 1970 ، ما يلي  :

ـ 1 : " تسهيل المرور للفدائيين وتحديد نقاط مرور واستطلاع في مناطق الحدود".

ـ 2: " تأمين الطريق إلى منطقة العرقوب ".

ـ 3 : " تقوم قيادة الكفاح المسلح بضبط تصرفات كافة أفراد منظماتها وعدم تدخلهم في الشؤون اللبنانية ".

ـ4 : " إيجاد انضباط مشترك بين  الجيش اللبناني والكفاح المسلح".

ـ 5: " دراسة توزيع أماكن التمركز في مناطق الحدود والتي يتم الإتفاق عليها مع الأركان اللبنانية " .

يقول غابي لحود (ذاكرة الإستخبارات ـ غسان شربل ) رئيس " المكتب الثاني " وهو الجهاز الأمني اللبناني القوي في عقد الستينيات :

" استهول الجميع  السلاح  الذي يعطيه اتفاق القاهرة لإسرائيل لجهة ما ينم عن تبني لبنان رسميا أمر تسهيل العمل الفدائي ، وتساءلوا لماذا ذهبنا إلى القاهرة ؟ عوضا عن توظيف مساندة عبد الناصر لأخذ تنازلات من الجانب الفلسطيني ، إذا بنا نسلم نحن بما لم نسلم به في بيروت ".

وفي شهادة وزير الخارجية الأسبق فؤاد بطرس ، بحسب ما جاء في " المذكرات " الآتي :

"بعدما كان مقررا أن يترأس الوفد اللبناني الرئيس رشيد كرامي ، لم يذهب إلى القاهرة سوى قائد الجيش العماد إميل البستاني والأمين العام للخارجية نجيب صدقة والرئد سامي الخطيب ، وقبيل توقيع الإتفاق اتصل بي الرئيس ـ شارل حلو ـ وقال لي وهو يعطيني الورقة التي كُتبت عليها بنود الإتفاق : أنا لا استطيع أن أقبل به فما هو رأيك؟ أخذت الورقة وقرأتها بهدوء وتمعن وقلت له : سأجيبك بكلمتين  : إما أن لا تقبل به وتندلع المواجهات الآن ، وإما أن تقبل به الآن وتندلع الحرب بعد خمس سنوات ، عليك أنت تختار ولن أزيد ".

وأما الرئيس شارل حلو الذي تم توقيع " اتفاق القاهرة " في عهده فيقول في مذكراته المعنونة ب " حياة في ذكريات " :

"  إن الأستاذ ريمون إده الذي رفض المشاركة في الحكومة ، كان الوحيد الذي عارض اتفاق القاهرة ، وناقضه في ذلك أغلب النواب ، ما أعطاه اتفاق القاهرة للفلسطينيين كان الفلسطينيون قد حصلوا عليه قبل هذا الإتفاق ".

ريمون إده انفرد برفض  " اتفاق القاهرة " كما يقول شارل حلو  ، وليوافق عليه بعد حين كما سيأتي الحديث لاحقا ، ولكن قبل ذلك ماذا عن مواقف الشريكين الآخرين في " الحلف الثلاثي " ؟ هنا استعادة لبعض مواقف حزبي "الوطنيين الأحرار" و " الكتائب " :   

سُئل الرئيس كميل شمعون في حوار  نشرته صحيفة " الأنوار" اللبنانية  بتاريخ 17 شباط / فبراير 1976 " هل ستنفذ الخطوط العريضة التي جاءت في الوثيقة ـ الدستورية ـ قبل البدء في تنفيذ اتفاقية القاهرة ام هي مرهونة بتنفيذ هذه الإتفاقية ؟ " وأجاب شمعون " طبعا مرهونة بتنفيذ هذه الإتفاقية ، فعندما نشعر أن الإتفاقية تُطبق نصا وروحا ، يمكن بعد ذلك البدء بالعمل بوحي الخطوط العريضة التي أذاعها الرئيس فرنجية في وثيقة يوم السبت ، فهي تابعة لتنفيذ اتفاقية القاهرة ".

بالعودة إلى " الوثيقة الدستورية " التي كان أعلن عنها الرئيس سليمان فرنجية في الرابع عشر من شباط / فبراير 1976، فقد ورد فيها " إن الوضع اليوم يفرض مزيدا من الإلتزام بالإتفاقيات والتقيد بتنفيذها ، لا سيما اتفاقية القاهرة ".

وحيال ذلك يجيب الرئيس شارل حلو في حوار أجراه جورج غانم لمجلة " الوسط " ونشرته صحيفة " الحياة "  في الواحد والثلاثين من تموز / يوليو2000 عن سؤال " هناك من يحمّل اتفاق القاهرة الذي وُقّع في عهدك مسؤولية الحروب اللاحقة؟ " فيقول " إذا سلّمنا جدلا ان اتفاق القاهرة كان السبب ، فلماذا اعتمده الرئيس سليمان فرنجية سنة 1973 بعد اشتباكات الجيش والفلسطينيين واضاف اليه اتفاقية ملكارت ، ولماذا تمسكت به أحزاب الجبهة اللبنانية المسيحية سنة 1975 و1976 ودخل بندا في الوثيقة الدستورية في شباط / فبراير 1976، وصار مطلبا لجبهة الإتحاد الوطني التي أعلنت في 11 تموز / يوليو 1976 في منزل ريمون اد ه ؟ ".

ويشير الرئيس شمعون في كتابه " أزمة في لبنان " إلى أن " اتفاقي القاهرة وملكارت فرضتهما الظروف على السلطات اللبنانية ، وغني عن القول إن المنظمات الفلسطينية لم تلتزم بهما أبدا ".

  وفي حوار مع صحيفة " لو ريفي ـ le reveil"  في الرابع والعشرين من تموز / يوليو 1977" قال الرئيس شمعون " في الحقيقة أن الدول العربية كانت تريد أن يستوعب لبنان كل الهجرة الفلسطينية ، ولم يكن عندنا سوى أداة واحدة لوضع حد لتجاوزات المقاومة الفلسطينية ، وهي اتفاق القاهرة ،  الإتفاق  يشكل شيئا من المس بالسيادة اللبنانية ، ولكن بعد ما حصل في الأعوام 1967 و 1969 من اصطدامات بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية  التي كانت تتمتع بدعم جميع الدول العربية ، تم وضع اتفاق القاهرة واتُفق عليه ، بهذا المعنى أن موقفي ينسجم مع موقف  الرئيس حلو".

ويقول بشير الجميل  في حوار مع مجلة " ماغازين " في الواحد والعشرين من آب / أغسطس 1975 " الفلسطينيون أقوياء جدا في مجالي الدعاية والإعلام ، نريد منهم أن يحترموا أقوالهم  ويطبقوا اتفاق القاهرة ، فهذا الإتفاق ، إذا طبق كما يجب ، فلن يحدث أي انتقاص لسيادة لبنان ".

وينقل الرئيس شارل حلو عن كريم بقرادوني انه كتب " لا أرى أن اتفاق القاهرة يُعتبر كارثة ، فأنا أرى فيه إطارا أمنيا يصلح للبنان وللفلسطينيين ، فإتفاق القاهرة يضع حدودا واضحة لإنفلاش الفلسطينيين ويردهم إلى التعقل واحترام تعهداتهم ويبعدهم عن التدخل في الشؤون اللبنانية ".

في كتاب " لعنة وطن " يقول كريم بقرادوني :

" جوهر اتفاقية القاهرة يقوم على مبدأ التعايش بين منطق الدولة ومنطق الثورة على غرار منطق فلسفة الميثاق الوطني غير المكتوب الذي يدعو إلى التعايش بين المسلمين والمسيحيين ، انتقد ريمون إده الإتفاقية بشدة ، في حين وافق عليها بيار الجميل مرغما وقال لنا في المكتب السياسي : أنا لا أريد هذه الإتفاقية ولكني أريد تأجيل الحرب "  .

ولكن كريم بقرادوني يكشف في الكتاب نفسه عن محاضر اجتماعات  بين قيادتي " الكتائب " ومنظمة التحرير الفلسطينية جرت  منذ بداية العام 1973 بين بيار الجميل وياسر عرفات وأعقبها في العام نفسه اجتماعات  متلاحقة شارك فيها عن الطرف الكتائبي امين الجميل وجوزيف شادر وجورج سعادة وكريم بقرادوني ، وعن الطرف الفلسطيني أبو أياد وياسر عبد ربه وصلاح صلاح وعلي إبراهيم وتوفيق الصفدي وأحمد الأزهري ، وتوصل المجتمعون آنذاك إلى صياغة وثيقة جاء في أحد بنودها "  تطبيق ما تم الإتفاق عليه بين الدولة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ". 

أما الرئيس أمين الجميل فيرى في كتابه " الرهان الكبير " من جهة " أن  لبنان حُمل في اتفاق القاهرة  على الإعتراف بالوجود الفلسطيني المسلح في البلاد كأمر واقع " ، ومن جهة اخرى يقول " جهد الفلسطينيون في تفسير بنود اتفاق القاهرة تفسيرا مفرطا لا يقوم على أي عرف أو اجتهاد " .

ويختصر رئيس تحرير صحيفة " العمل "  الكتائبية الراحل جوزيف أبو خليل في كتابه " قصة الموارنة في الحرب "  موقف " الكتائب "  بالقول :

" يوم توقيع اتفاق القاهرة لم تعترض الكتائب ولم توافق ، كانت وجهة نظرها التي عبَرعنها الشيخ بيار الجميل أكثر من مرة ، سواء في اجتماعات مجلس الوزراء ، أو في لقاءاته مع أبي عمار و سواه من القادة الفلسطينيين ، كانت وجهة النظر هذه ، ألا يكون هناك اعتراف رسمي وعلني بالوجود الفلسطيني المسلح ، لأن ذلك يعري الدولة اللبنانية تجاه اسرائيل ، ويُسقط اتفاق الهدنة معها ، ويعرِض لبنان لحرب ليس قادرا عليها ، وبدلا من الإعتراف الرسمي والعلني ، ليكن هناك تفاهم ضمني بين السلطات اللبنانية والقيادة الفلسطينية لا يُحرج لبنان دوليا ، ولا يحرمه الغطاء الشرعي الذي تؤمنه  الإتفاقات والشرائع الدولية ".

تبقى أخيرا شهادة وزير الخارجية اللبنانية الحالي عبد الله بوحبيب ففي مقالة له في موقع " 180post " بتاريخ 22ـ 3 ـ 2020 قال :

" كان رئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل هو الرئيس الفعلي للجمهورية في عهد الرئيس شارل حلو، وهذا يعني ان الرئيس الشرعي لا يتخذ قرارا يتعلق بمنظومة الأمن القومي للبنان من دون نيله غطاء الرئيس الفعلي ، وقّع قائد الجيش اللبناني الجنرال إميل البستاني اتفاقا مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في القاهرة ، برعاية الرئيس المصري جمال عبد الناصر، في ٣ تشرين الثاني/ نوفمبر 1969، عُرِفَ منذ ذلك الوقت بـإتفاق القاهرة ، احتار الرئيس شارل حلو، الذي لم يعجبه الاتفاق ، ماذا يفعل في تلك اللحظة السياسية المفصلية ؟ المعادلة واضحة : إذا رفض شارل حلو الإتفاق بين الجيش والفلسطينيين قد يؤدي ذلك إلى حالة من الفوضى ، إذا وافق حلو على الإتفاق ، تقوم الدنيا ولا تقعد في الأوساط المسيحية ، فما العمل؟ استدعى شارل حلو الشيخ بيار وناقشا مطولا اتفاق القاهرة ، وتوصلا الى قناعة مشتركة مفادها بأن إلغاء الإتفاق أسوأ من القبول به ، وقتذاك ، وافق الرئيس السابق كميل شمعون على الخيار السيء ، أي القبول بالإتفاق ". بصرف النظر عن مفردات من نوع " الخيار السيء " أو " تلافي الفوضى " أو " الخشية من الصدام بين الجيش اللبناني والمنظمات الفلسطينية " ، ف " إتفاق القاهرة " غدا في لحظة تاريخية نصا وروحا وفعلا وواقعا ، وحيال ذلك أين " بيت القصيد " في كل ما ورد وما سبق قوله ؟

" بيت القصيد " يكمن في ضرورة التفكير بالإجابة عن السؤال التالي : إذا كان " اتفاق القاهرة " جرى توقيعه بين لبنان وجهة خارجية وغير لبنانية ، فأي عائق أو مانع يحول دون توقيع اتفاق انقاذي بين اللبنانيين أنفسهم وبين جهات لبنانية معينة وجهات لبنانية أخرى تشترك في الهوية الوطنية نفسها وتجمعها مع أبناء الأرض أخوة الرابطة اللبنانية ذاتها؟  سؤال للتفكير ... والسؤال أول الحكمة كما كان يردد فلاسفة الإغريق .

 

«إعلان جدة»... خريطة طريق لإنقاذ لبنان

حنا صالح/الشرق الأوسط/08 كانون الأول/2021

الأكيد أن المنظومة السياسية اللبنانية قادرة في كلِّ حين على ابتداع ما يلحق الأذى بلبنان واللبنانيين. كل الانهيارات التي تضرب حياة الناس وتهدُّ البلد لم تحدث بالصدفة، بل هي نتيجة ممارسات إجرامية لا يمكن أن يقوم بها إلاّ من يمتلك القدرة على القرار.

إنه التحالف المافياوي المتحكم، الذي تسبب بإفقار عموم اللبنانيين وتجويعهم، بحيث تحولوا إلى شعب متسول ينتظر رشوة وضيعة توفرها «البطاقة التمويلية»! وثابت أن من أوصل البلد إلى هذا القعر لا يستطيع انتشاله، ولا يريد ذلك، لأن تغيير الاتجاه سيؤدي إلى الاصطدام بالمصالح الفئوية التي يمثّلها نظام المحاصصة الطائفي المحروس بسلاح «حزب الله»! العزلة الدبلوماسية عن دول الخليج العربي، والتسبب بقطيعة اقتصادية بعد السياسية، علاجها في بيروت، ومن العبث الركون إلى الوساطات وحدها. والحرص الكبير الذي أبداه وسطاء كثيرون، وكانت ذروته في المباحثات السعودية - الفرنسية، فبرز الحرص على استعادة لبنان، واعتزام الذهاب بعيداً في التوافق على آلية عملٍ تحدُّ من الكوارث اللاحقة بالمواطنين، كنتيجة لسياسة عزل لبنان واقتلاعه فيتحول إلى مجرد جغرافيا تلبي موجبات أجندة الهيمنة الإيرانية من خلال الدويلة!

بهذا المعنى فإن «إعلان جدة» السعودي – الفرنسي، وهو خريطة طريق لإنقاذ لبنان وحماية اللبنانيين، كان ينبغي أن يكون برنامج عمل الحكومة اللبنانية، لو كان لبنان يحظى بحكومة تمثل حقيقة تطلعات الشعب اللبناني ومصالح البلد. لأن الطبيعي في عمل أي سلطة ألا تتأخر عن إدخال الإصلاحات الضرورية، ومعالجة الاختلالات الإدارية والمالية، واحترام الدستور والتزام القوانين التي وُجدت لإنصاف المواطنين والعدل بينهم، كما حماية الحدود والسيادة وبسط السلطة بقواها الشرعية.

اليوم مع اقتراب الربع الأول من القرن الحادي والعشرين من نهايته، كم بلداً في العالم يعيش في العتمة ومن دون كهرباء؟ وكم بلداً في العالم حدوده مستباحة؟ وما نوع هذه السلطة المتجبرة على ناسها لكنها تغرس رأسها في الرمال متعامية عن موجب استنكار تكرار طهران مزاعمها بأن بيروت واحدة من العواصم العربية الأربع التي تقع تحت سيطرتها؟! وكم هو تعداد البلدان التي تتعامل باستنسابية مع قرارات الشرعية الدولية التي تضمن السيادة الوطنية والاستقلال وتدعم الحق بالترسيم النهائي للحدود؟

عندما يشدد «إعلان جدة» على التزام اتفاق الطائف، بما هو وثيقة الوفاق التي ارتضاها اللبنانيون، فهنا الإشارة واضحة إلى رئيس الجمهورية بأن الدستور هو المرجع وليس أي أمر سواه. يعني من غير المقبول أن يحكم البلاد وفق «اتفاق مارمخايل» الحزبي والطائفي، الذي قام على مقايضة وصول عون إلى بعبدا مقابل تغطية ممارسات «حزب الله» وتغوله، مصادراً قرار السلم والحرب والقرار السياسي وباسطاً هيمنته على القرار الاقتصادي. والأمر المثير أن هذا الاتفاق الفئوي، شكّل قاعدة التسوية الرئاسية في عام 2016 وحصيلة ذلك النهج تجاوزت معدلات الفقر الـ82%، وتحول لبنان إلى موقع متقدم في ممارسة التعديات على الأشقاء العرب وإلى مصدر للاتجار بالمخدرات واستهداف الأمن الاجتماعي للمجتمعات الخليجية.

لا يبدو أن رئيس الحكومة الذي شارك في محادثة ثلاثية جمعته مع ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي، يمتلك بدائل في السياسة عن السائد، رغم تعهداته الاستباقية بنهج مغاير لذاك الذي تسبب بالقطيعة التاريخية. فها هو الرئيس عون في حديثه إلى «الشرق» القطرية يعيد تأكيد مواقفه من السلاح الفئوي ودوره داخلياً وخارجياً فيرى «أن كل شيء مطلوب من (حزب الله) يلتزم بتنفيذه ولم يتجاوز بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701»! وترافق ذلك مع حملة شككت بالقرارات الدولية وأنها «ليست موضع اتفاقٍ داخلي»! مفهوم، لأن من أنشأ جيشاً بديلاً يرفض القرار1559 الذي يحصر السلاح بيد الشرعية، ومن استباح الحدود متدخلاً في المنطقة وحارساً للتهريب، يرفض القرار 1680 لأنه يدعم ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا، ويحدد حدود الثروة الغازية في البحر، والأكيد أن الأكثرية لا تتفق مع تأكيد التزام «الحزب» بالقرار 1701!

على الأغلب أن ميقاتي الذي يترأس حكومة شكّلها «حزب الله» هاجسه شراء الوقت لتمديد إقامته في السراي، وإنجاز إعادة تعويم منظومة الحكم التي عرّت «17 تشرين» نهبَها وفجورَها، وقاطعها المجتمع الدولي ولم يؤمّنها على مساعدات عينية توزعها لأنها لن تصل إلى مستحقيها.

لذلك التزم الرضوخ لتعطيل مجلس الوزراء بعدما رهن ذلك «حزب الله» و«أمل» بشرط «قبع» المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ. ورغم معرفته أن المشترع حصر القرار بيد مجلس الوزراء مجتمعاً، لأنه دستورياً مركز السلطة ومصدر القرارات، ذهب إلى ابتداع معادلة قوامها: «الحكومة ماشية لكن مجلس الوزراء مش ماشي»! لذلك يُحجم عن أي مبادرة ويعلم أن أكثر ما تتوصل إليه الاجتماعات الحكومية هو إصدار التوصيات!

ولأن الحكومة ماشية، لا ينبغي إغفال مسؤولية ميقاتي الذي يتصدر محاولات المافيا والميليشيا الهروب من المسؤولية والمحاسبة. فبالتزامن مع «إعلان جدة» ودعوته إلى الإصلاح المالي، صدر تقرير «موديز» الذي أظهر بالأرقام أن العصبة الحاكمة وراء خروج 5.9 مليار دولار خلال عامين بعد «17 تشرين» مع تفاقم الأزمات النقدية والمالية، وأشار التقرير إلى أن معظم التحويلات تعود إلى نافذين سياسيين واقتصاديين! في هذا الوقت يتم طرح أخطر مشروع قانون على البرلمان يحصّن المصارف ويحمي الكارتل المصرفي!

بتأخير عامين وبعد تهريب الأموال، تم تقديم مشروع «كابيتال كونترول»، تبناه ميقاتي بشكلٍ رئيسي وهو يعكس مطالب الكارتل المصرفي المرابي والسياسيين الداعمين له. يقونن المشروع التمادي الجرمي في نهب الودائع، ويحمي الانقضاض على المتبقي من مدخرات الناس وشقى العمر. وينص صراحةً على تأمين الحماية القضائية اللاحقة وعلى ما سبق من ممارسات المصارف وإذلالها للمودعين، وذلك في تدخل سافر في عمل السلطة القضائية، ويرمي مئات ألوف الأسر إلى الموت... لكنّ حجم المعارضة الشعبية أسقط المشروع، إذ لم يتجرأ نواب نظام المحاصصة على البحث به وتمريره. الحديث عن خطوات لضبط التهريب لا يغطي الحواجز المانعة مرور «إعلان جدة». هذا الأمر يعيد اللبنانيين إلى الأساس الذي طُرح منذ بدء «ثورة تشرين»، وطرحه المجتمع الدولي، وهو ضرورة قيام حكومة مستقلة عن المتسلطين الذين فقدوا الأهلية الوطنية. الواضح أن زمن الحكومات الواجهة التي تغطي «حزب الله» قد انتهى، فهي سرّعت الانهيارات، والشركاء في المسؤولية عن النهب والخراب لن يعيدوا الحقوق ولا إعمار ما دمّروه، ومن دون حكومة قادرة على استعادة الثقة والقرار، لن يكون ممكناً استعادة الدولة المخطوفة وموقع لبنان، وإلاّ فالبديل ما أعلنه القيادي في «حزب الله» هاشم صفي الدين؛ «نعيش نعيم الانتصارات»!

 

إيران تتّجه لامتلاك سلاح نووي في "القبو" والقوى الإقليميّة والدوليّة أمام خيارات صعبة

رياض قهوجي/النهار العربي/08 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104653/%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%82%d9%87%d9%88%d8%ac%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%aa%d9%91%d8%ac%d9%87-%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%83-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%86%d9%88/

تتجه إيران بخطى ثابتة نحو التحول دولة تملك سلاحاً نووياً في القبو، وهو سيناريو مرت به دول أخرى مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية التي كانت تملك كل مكوّنات السلاح النووي، وكان المجتمع الدولي مدركاً ذلك، الى أن قررت كل من هذه الدول، لأسبابها الخاصة وفي الظروف الدولية المناسبة، أن تعلن نفسها قوة نووية بعد إجراء تجربة تفجير نووي تحت الأرض رصدته كل القوى الكبرى. ومنذ تلك اللحظة، عمل المجتمع الدولي على التأقلم مع الواقع الجديد، المتمثل بانضمام أعضاء جدد في مناطق نزاع مرتفع الحدة الى النادي النووي العالمي. ورغم العقوبات والتهديدات من عواقب وخيمة نتيجة امتلاك هذا السلاح المدمّر، إلا أن قيادات هذه الدول آثرت امتلاكه تلبية لضغوط الحركات الدينية والقومية الداخلية، ولامتلاك قدرة ردع ضد القوى العظمى، ولممارسة سياسة الابتزاز السياسي والدبلوماسي عند الحاجة، كما تفعل كوريا الشمالية. 

بالرغم من إعلان القيادات الإيرانية أن أهداف برنامجها النووي سلمية، إلا أن تطور الحوادث خلال السنوات الماضية وحتى تاريخه، يدل الى نيات عسكرية مبيّتة. أهم دلالات ذلك عدم سماح السلطات الإيرانية لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية بالدخول الى منشآت عسكرية، عُثر فيها على آثار لليورانيوم. كما أن تخصيب اليورانيوم الى ما فوق مستوى 20% لا يخدم أي برامج سلمية، وتصبح غاياته عسكرية فقط، وتقصير المسافة الزمنية للوصول الى 96%، وهو المستوى المطلوب لبناء سلاح نووي. وبالنسبة الى العديد من الخبراء، فإن بناء إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ البالستية، وإصرارها على المحافظة عليها، هو دليل آخر الى سعيها لامتلاك سلاح نووي، لأن استخدامات هذه الصواريخ محدودة تكتيكياً وأهدافها استراتيجية ومرتبطة برؤوس حربية غير تقليدية لرفع منسوب الردع ضد خصومها.

الاستراتيجية الإيرانية الحالية قائمة على التقدم والتراجع التكتيكيين في محادثاتها مع القوى الكبرى، لتحقيق هدف واحد وهو تأمين الوقت الكافي لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لتصنيع سلاح نووي واحد على الأقل، ما سيجعل أميركا والقوى الأوروبية أكثر قابلية لتقديم التنازلات، ويتحول هدف المفاوضات حينها من وقف تخصيب اليورانيوم الى منع طهران من تصنيع السلاح واختباره، أي أن تمتلك ما يسمى بالقنبلة في القبو. واقع كهذا ليس بالجديد على المجتمع الدولي الذي اختبره مع الهند وباكستان وكوريا الشمالية سابقاً، ولم تفلح المغريات والضغوط في نهاية الأمر في ثني أي منها عن تصنيع السلاح واختباره. حتى في حالة إسرائيل، فهي تمتلك عشرات القنابل النووية، ولكن من دون الاعتراف بها أو بنفسها قوة نووية تمارس ما يسمى بالغموض النووي، وهو ليس حقاً بغموض فعلي، بل بتجاهل دولي متعمد، هدفه منع قوى إقليمية أخرى من السعي الى اقتناء سلاح نووي، ما سيؤدي الى سباق تسلح نووي خطير في الشرق الأوسط. 

ماذا يمكن أن يفعل المجتمع الدولي إذا وصلت إيران الى مرادها بأن تمتلك قنبلة نووية في القبو؟ لا يبدو أن هناك تحضيراً فعلياً من الجانب الأميركي والأوروبي لعمل عسكري. على الأرجح سيكون هناك مزيد من العقوبات، لكن من طرف واحد وليس ضمن قرارات مجلس الأمن. فلا الصين ولا روسيا بصدد فرض أي عقوبات على إيران، في ظل سعيهما الى تعزيز العلاقات معها وتدهور علاقاتهما مع واشنطن. أما إسرائيل فتبقى هي الطرف الأكثر تضرراً من هذا الواقع، بحسب تقييم العديد من خبرائها الذين يعتقدون أن امتلاك أي من أعدائها سلاحاً نووياً قد يخيف العديد من اليهود في إسرائيل وخارجها، ويخفف من حماستهم للهجرة اليها أو العيش فيها خوفاً من حرب نووية. كما أن ذلك سينفي تفوّق إسرائيل العسكري في المنطقة، وقد يضطرها لإعلان نفسها دولة نووية لتطبق مبادئ الردع النووي في تعاملها مع إيران، بحيث ستعتبر أن إطلاق أي صواريخ بالستية إيرانية نحوها سيحمل إمكان أن يكون مزوداً برأس حربي نووي، ما يستدعي رداً فورياً بضربة نووية مضادة ضد إيران. فهذا ما قامت به باكستان فور إقدام الهند على اختبار أول رأس نووي، إذ عمدت الى اختبار سلاحها النووي وإعلان نفسها قوة نووية. 

خيارات إسرائيل محدودة جداً، وهما اثنان لا ثالث لهما: إما التعايش مع إيران كقوة نووية ضمن معادلة الردع النووي، أو شن ضربات من الجو والبحر لتدمير أكبر عدد ممكن من المنشآت النووية، بالتزامن مع هجمات سيبرانية لضرب البنية التحتية للبرنامج النووي. الخيار الأول ممكن تطبيقه من دون أن يمنع إسرائيل من الاستمرار بمهاجمة أهداف لـ"حزب الله" أو الحرس الثوري في لبنان أو سوريا. فالسلاح النووي الإيراني هو لحماية إيران ونظامها الذي يدرك أن أي مواجهة نووية مع إسرائيل ستؤدي لزوال إيران عن الوجود. فإسرائيل تملك غواصات مسلحة بصواريخ نووية توفر لها القدرة على توجيه ضربة ثانية نووية في حال تعرضها لهجوم نووي من إيران أو غيرها. لذلك فإن السلاح النووي الإيراني سيرفع من منسوب الردع لإيران، ولكن لن يستفيد منه أي من عملائها في المنطقة. بل قد تجد إسرائيل نفسها مضطرة لإزالة القوى التابعة لإيران عن حدودها الشمالية لمنع انتقال أي سلاح نووي الى هذه الميليشيات. 

أما خيار العمل العسكري لتدمير المنشآت النووية، فهو يعني دخول إسرائيل في مواجهة مفتوحة مع إيران، ستشعل جبهاتها الشمالية والجنوبية. هذا السيناريو سيدفع إسرائيل لاجتياح مناطق في جنوب لبنان وسوريا، وربما قطاع غزة، ولتبادل القصف بالصواريخ البالستية والجوالة مع إيران مباشرة، ولمواجهات بحرية بين الطرفين في مياه الخليج والبحر الأحمر. لا تستطيع إسرائيل تحمل حرب كهذه لفترة طويلة، ولن تتمكن أميركا من تجنّب الدخول فيها لنجدة حليفها الإقليمي الأول والأهم. لا أحد يستطيع أن يتنبأ بشكل مواجهة كهذه وعواقبها، وما إن كانت ستبقى محدودة وبين طرفين أم ستتوسع لتشمل دولاً أخرى. كما لا يمكن معرفة كيف ومتى ستنتهي هذه الحرب، وهل ستزيل برنامج إيران النووي كلياً أم تؤخره فقط لبضع سنوات. شيء واحد أكيد هو أنها ستخلّف أضراراً هائلة وخسائر بشرية كبيرة، ستكون آثارها كارثية على اقتصاد المنطقة والعالم.

لحظة الحقيقة بالنسبة الى إيران وإسرائيل وأميركا وكل القوى الكبرى والإقليمية تقترب، بخاصة مع انسداد أفق الحلول مع طهران، وعدم إحراز أي تقدم في محادثات فيينا. لذلك تسعى دول إقليمية مؤثرة مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لفتح أقنية حوار مع طهران، بهدف تخفيف حدة التوتر معها وتشجيعها على الوصول الى اتفاق نووي جديد يزيل عوامل تفجير الوضع والانجرار نحو حرب مدمرة. لكن الكرة تبقى في نهاية المطاف في زاوية إيران التي ستحدد خطواتها المقبلة مسار الصراع في المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

من هو الاب سيمون عساف الراهب؟

مقابلة مجلة العالمية للعدد ١٦٤/08 كانون الاول ٢٠٢١

راهب لبناني ماروني من بلدة غباله فتوح- كسروان، انضوى تحت لواء الرهبانية اللبنانية المارونية سنة 1967. تابع دروسه الثانوية والفلسفية واللاهوتية في جامعة الروح-القدس الكسليك، ثم سيم كاهنا سنة 1976حاملا شهادة الماجستر. عُينته السلطة الرهبانية عقب سيامته في المدرسة المركزية- جونيه، فشغل حقل الإِدارة في المدرسة حوالى 14 سنة. 

سنة 1990 سافر الى كندا بدعوة من أحد أبناء الجالية. وعندما اجتاح الجيش السوري المنطقة الشرقية، قرَّر البقاء في كندا وتسجَّل في جامعة مونتريال لنيل شهادة الدكتوره، وفي مرحلة إِعداد الأُطروحة انتقل إِلى جامعة شاربروك حيث تخرَّج حاملا منها شهادة الدكتوره في علم الديانات، ثم عاد إِلى جامعة مونتريال يدرَّس فيها مادة تاريخ الحضارات ما يقارب السنتين، ولدن رجوعه إِلى لبنان سنة 2010 درّس نفس المادة في جامعة الروح-القدس الكسليك.

 قصتي باختصار، كنت في الرابعة عشرة من العمر مبعوثا من قِبَل والدي الى عند الأباتي فرنسيس غانم رئيس دير مار بطرس وبولس العزرا فتوح كسروان رحم الله الاثنين في رحراح السماوات. فسألني بصوت جهوري،  بتعمل راهب ورَه؟ أَجبته ماذا يعني راهب؟ قال تصبح مثلي وتتزيَّا بزيِّي. قلت نعم، فكتب مكتوبا وأَرسلني الى دير سيدة النصر لِمبتدئي الرهبانية في غوسطا.

في اليوم التالي دخلت ديرالإِبتداء ومستواي في الصف الثامن ابتدائي، لم يكن التعليم عهدذاك إلا رهبانيا، في نهاية السنتين أَبرزت نذوري الطاعة والعفة والفقر والتحقت بالكسليك، هناك لا صف لي، لأن المستوى كان يبتدي من الرابع تكميلي، فما كان عليَّ إِلا  أن اندمج مع الأخوة الرفاق في الصف ذاته. عند نهاية السنة الأولى وأنا قافز ثلاثة صفوف كان منطقيا أن أَرسب. استدعاني الأب الناظر "المُربِّي" وقال لي كما أَذكر ما حرفيته: "إِنت مش خرج عِلم أو بترجع للعالم أو بتعمل أخ حقله".  وكأنه أطلق ضرب رصاص على صدري وأنا فتى يافع لم أُكمل السادسة عشرة. وقع الكلام عليَّ كالقنبلة فأَطاش رشادي، ثم شردت في التفكير كمحشرج يلفظ آخر الزفرات. زوَّدني أَمراً رهبانياً حسب عادة الرهبان وأرسلني الى دير سيدة المعونات- جبيل. وقفت الليالي الطوال أُساهر لمعان النجوم كتائهٍ في قارب صغير وسط رهبة هدير الأوُقيانوس، أَغوص متبصِّرا بحاضري المعيوش ومستقبلي المبهم. وما أَن انتهى الصيف وحان موعد السنة الدراسية وأَنا غارق في حيرتي، حتى أتي الى الدير الرئيس العام الأَباتي يوسف طربيه طيَّب الله ثراه بأنداء الرحمات. مذ رآني استفسرني: " شو عم تعمل هون "فرير" يا أخ؟ أجبته: أُرسلني الناظر الى هنا، فبادرني على الفور :"ضُبّ تيابك وارجاع عالكسليك". اجتاحتني قشعريرةٌ من ابتهاج لا تستوعبها الأَلفاظ وارتعاش من فرح لا تترجمه المقاطع. حزمت امتعتي والقلب يرقص طرباً وودَّعت الأب الرئيس والرهبان وقفلت عائدا الى الكسليك. وابتدأ المشوار. لكن من أَين لي أَن أَحلِّق والزغب لم يُوَبَّر في الجناحين!  رغم ان مجاز العلم صعب، عزمت على اقتحام العواصف. اتخذَت الإدارة قرارا بحق الضعفاء في التحصيل أن يعيدوا الصف وأَنا من الطبيعي أن اَكون بينهم. في نهاية العام الدراسي، مع أني تقدمت بعض الشيء علمياً، غير أنني ما زلت دون المستوى، قرَّرتْ الإدارة أن على جميع المقصِّرين في صفوفهم الذهاب لقضاء عطلة الصيف في دير قزحيا. ما كنت شخصيا لأترك الكتاب بل كنت كمتضوَّرٍ جوعا  ألتهم العلم وأحتفظ بما أحفظ، لأن المسألة مسألة تحدٍّ ورهان. هوَّن الله وارتقينا الى الصف الثالث تكميلي، وأنا عاشق العلم مُدمِن على الكتاب والقلم. في ختام العام كنت الثالث بين أَربعين دارس. دخلت  في السنة التالية صف الأول ثانوي ورحت أنكبُّ على صقل الذات وإِغنائها بالمطالعة والثقافة والمعرفة، وأستعدُّ على امتحاناتي بشكل منتظم وأَحضِّر الى جانب متابعتي برنامج الأَول ثانوي، التقديم على الثاني ثانوي أي البكالوريا قسم أول. في نهاية السنة تقدمت من امتحاناتي فنجحت.

 ذهبت بعد ذلك الى الأب المدير آنذاك بولس نعمان الرئيس العام لاحقا، لأُعلمه بنيتي التقديم على امتحانات البكالوريا في الدولة.  زجَرني في البداية يقينا منه أني كنت ضعيفا علمياً وعليَّ أن اتابع صفوفي تدريجيا.

 الححت وأصرَّيت لكي أَتقدم من الامتحانات تعويضا عن السنة التي أَعدتها في الرابع تكميلي. فأذعن اخيرا وتقدمت من الامتحانات وكان الفوز حليفي.

يا لها من غبطة لا يتخيلها عقل. من صف الثامن ابتدائي الى البكالوريا سبع سنوات، حصلت على الشهادة بظرف اربع سنوات. 

أكتفي بهذا المقدار تلافيا لتطويل.

٢- من هو الاب سيمون عساف الشاعر؟

حكايتي مع الشعر تعود الى طفولتي في ضيعتي غباله وإِلى أَمي الحبيبة غمر الله روحها بأَجنحة الرحمات، كانت الحافز ومردُّ الفضل لها، كانت متعَتُها وهي لا تُحسن القراءة أن أَقرأ على سمعها الشعر مُلَحَّناً فتتذوَّقه وتسعد بسماعه، وفي بعض محطات كانت البلاغة تستوقفها فتسألني أن أعيد لها. والشاعر في الخمسينيات كان حديث أَهل القرى، نشأتُ على التحدُّث عنه وكأَنه نبي أَو رسول، يتندَّر بأَبياته وأَشعاره الناس في السهرات والجلسات. وكنت أَكثر ما أَراه في المآتم للندب والمراثي. حرَّكت هذه الظاهرة حفيظتي وأَحببت تبنَّيها لأَنها دافعٌ للانطلاق والشهرة وتثبيت الذات. وهكذا رحت أُطالع الشعر وأُتابع الشعراء وأَقرأَ شعر مجلاَّت الزجل والفصيح إِلى أَن تمكَّنت من النظم وضبط الأوزان. لكن لا يكفي كل السرد ما لم تكن هناك الموهبة التي هي الحافز الرئيسي. والشعر هو لغة فريدة تترجم عواطف ومشاعر وانفعالات جميع الناس بقوالب وأَساليب لا يتمكَّنون من قوله شعرا، فيأتي الشاعر ويكرّ قصيده فتلقى اندهاشا وردَّة فعل إِيجابية، هذا دليل على أَنها وقعت الموقع الحسن في القلوب والنفوس، تعبِّر عن لواعج الإِنسان بشكل لا يتقنه سوى الشاعر.

وكان المسرح كما المذبح منية عندي. فصعدت على خشبته وباريت وتحديت  شعراء وأَنا متزمِّل عباءتي، فكانت لي صولات وجولات كما كنت في البداية موضوع استغراب الى أَن أَصبحت موضوع إِعجاب.

٣- من هو الاب سيمون عساف السياسي؟  

ما كان الأب سيمون عساف يوما ليكون سياسيا، بل كان معنيا بمصير شعبه ووطنه، انطلاقا من ثقافة تاريخية وتربية بيتية اطَّلع عليها من خلال الكتب والروايات. كنا في الجبل في ليالي كانون نتحلَّق حول الجدود والجدَّات فيخبرونا عن المجازر والحروب والقهر والفقر وعن قصص عنتر والمهلهل والزير ثم عن بطولات أبطال من عندنا.

ترعرعت على هذه المرؤة وهذه الحميَّة فدبَّت مع الدمِّ في العروق، خصوصا عندما قصُّوا عليَّ سيرة أَحمد باشا الجزَّار الذي شنق الأمير يوسف شهاب بعدما عفا عنه الأمير يوم تحصَّن وانهزم في بيروت، وعن خيانة الأمير بشير الثاني الشهابي، كيف قتل جرجس باز واخيه عبد الأحد في نفس الساعه في اليوم التالي لقسم اليمين وجرجس باز أَمام البطريرك يوسف التيَّان في سيدة التله في دير القمر، وعلى أَثرها استقال البطريرك. وحكى لي العتاق عن جمال باشا السفَّاح في حرب ال..14 وعن تعليق أَعواد المشانق للشهداء الأَحرارعلى ساحة البرج، وعن نفيهم الى أَضنه - الأَناضول،  وعن شنق الخوري يوسف الحايك الشخصية المميزة في ساحة المرجه في دمشق، ونفي مطران بيروت بطرس شبلي الرائد اذ طلب السفَّاح منه ليقنع البطريرك الحويك لملاقاته الى المجلس العُرفي في "عليه"، فأَجابه المطران بطرس كيف تريدني أَن أُقنع غبطة البطريرك بأَمر لستُ شخصيا مقتنعا به؟ فأَمره بالنفي الى الأَناضول،  ثم كانت الذاكرة تتغذَّى ببطولات يوسف بك كرم الإِهدني ورفضه الإِذعان الى المتصرف الأَرمني داوود باشا، ويوسف الشنتيري البكفياوي برفقة  ابوسمرا غانم البكاسيني في فتنة 1860، وطانيوس شاهين الريفوني وثورة الفلاحين. هذا غيضٌ من فيض عن تاريخ جدودي الميامين. أَي عنفوان يقبلني ارضى الوقوف مكتوف الأيدي ولا تنتفض كرامتي للحفاظ على مسارهم وكرامة شعبي المضطهد؟ 

ومن لا يرتجف هلعا ورأفة ويتعاطف مع شبيبتنا التي راحت تدافع عن مجتمعها والوطن فسقط من سقط شهيدا وأَنا في مطلع الشباب. تأَثرت أَيُّما تأثير فأحببت وأَنا راهب كاهن أَن أَرعى شعبي مع الرعاة وأُدافع عن القطيع ضد الظلم والجور والطغيان. ويوم وقفت كان وقوفي دفاعا واشتراكاً مع الشهداء وليس غير ذلك. 

لست من الجبناء ولا المساومين الخونة بل بالعكس بالغالي والرخيص أذَود عن الأرض والعرض والحياض والرياض أُسوة بخيرة رجال أَبطال من صفِّنا أَوفياء للقضية أُمناء.

٤- هل ما زالت مبادئ الثائر الاب سيمون عساف هي نفسها من التسعينيات؟  

عبارة ثائر لا تنطبق عليَّ وأَستسمجها، مع أن لكل حقيقة ثوارها. أَنا ابن تاريخ عريق وانتمائي الى أَجداد أَشاوس شوامخ أَبطال أَبرار أَحرار من جبلٍ:" جاورَ الأَنجمَ واحتلَّ السحابا" للشاعر بولس سلامه، أَو "...حَسْـبي أنّني مِن جَـبَـلٍ         هـو بيـن الله والأرضِ كـلامْ " للشاعر سعيد عقل.

أَفخر بهم وتستهويني أَخبارُهم وفروسيتُهم واشتسهادُهم في هذا الشرق وشهادتُهم المسيحية المُثلى، فتثقَّفت من سِيَرهِم  ومواقفهم ضد الجور والاستبداد والقمع والاستعباد، ورفضت الذمية التي مورِست عليهم من زمان، حتى أصبحت مناصراً لاستقىلاليتهم مستكملا خطَّهم الرسولي السيادي الحر في جبل جعلوه ملجأ للملهوف والمضطهد والمظلوم. 

لِذا اعتبر كلمة ثائر افتراء ديني لا تلائم قناعتي وذهنيتي وثقافتي ودعوتي الرهبانية، وأَعتقد أَن كلمة مُدافع عن الحق والحرية والتراث بالنسبة لي افضل وأَكبر وأَرقى، هكذا اقبلها لتكون ثوبي وقضيتي كما هي قضية كل لبناني شهم نبيل ينتمي الى هذه الكرامة المَجيدة وهذا التاريخ المُجيد. خلاصة القول أَنا كما في الأَمس واليوم والغد قضيتي ليست أَشخاصا بل وطنا وشعبا وعِلماً ومعرفة " عالِمٌ كماروني"، شرفي أَن أَحافظ على هذا المتروك الثمين والتراث التليد النائم في خزائننا.

٥- ماذا تغير ما بين ١٩٩٠ و ٢٠٢١ على الصعيد الوطني؟

أَول ما يحضرني في جوابي على السوآل، حديث المحامية المحترمة بشرى خليل المسجّل على وسائل الإِعلام والتي تقول فيه أَو بما معناه: حين كانت السلطة بيد الموارنة، كان لبنان بين الدول المزدهرة المميزة الممتازة على كل الصُعُد، ولكن لما انتقلت الى غيرهم تفشَّى المرض والهريان في جسد لبنان. والنتيجة المخزية والمخجلة في آن بيِّنة. يعني في اتفاق الطائف انتُزعَت الصلاحيات من رئاسة الجمهورية فأَصبح لبنان محكوما برؤوس متعددة.

لا يمكن أَن يستقيم لبنان ودستورُه الحالي مبتور والصلاحيات موزعه بشكل اعتباطي "كل مين إِيدو إِلو". أَليس للأُوركسترا مايسترو لإِدارتها؟ هكذا البلدان النامية ما عدا لبنان في أَلف قرعه وأَلف طاسه.

 كل بلد متحضِّر محترم يجب أَن يتمتع رئيسه بصلاحيات وسلطة يمارسها كرئيس جمهورية لا أَن يكون مهمَّشا (خيال زرِّيعه)  لا يخوِّله الدستور اتخاذ القرارات في المواقف الحاسمة.

خسر المسيحيون صلاحياتهم ودَمّر لبنان شعبا ومؤسسات بسبب اتفاق الطائف وأُطلق العنان للفلتان والنتانة والفوضى. كلامي الواقع المؤلم شهود له. 

ولا قيام للوطن من دون إصلاحات جذرية تمتِّع رئاسة الجمهورية بالصلاحيات التي كانت من قبل سائدة توليه الحل والربط ليعيد له الفخر والسؤدد.

٦- هل هناك إمكانية نشوء دولة في لبنان؟

لبنان لن يزول، ولن يبقى من دون المسيحيين فيه، لذلك مهما حاول الآخرون أَن يحلموا، لا يمكنهم عزل المسيحيين أَو تغييبهم، وما يُغري المسيحي للبقاء في لبنان هو كون الرئيس مسيحي، ويوم لن يعود كذلك قُل سلام عليك يا لبنان.

إِننا في معرض النوعية لا الكمِّية، وهذا هو رهاننا. هذا لا يعني ان الآخرين يفتقرون الى النوعية لكن كما قلت، لديمومة لبنان يجب أَن يكون رئيسه مسيحي في أَوقيانوس إِسلامي مختلف متضارب الميول والأهواء. 

نعم، بالإِرادات الطيبة والنيَّات الحسنة، هناك إِمكانية نشوء دولة على أَسس راسخة متينة ثابتة باتفاق لا تزعزعه عواصف تزمُّت  الشرائح  ورخوصة الأَشخاص الأتين الى الحكم أُمِّيين أَشباه الرجال ولا رجال. 

النزاهة والثقافة والنظافة صفات مفروضة على كا من يتقدم إلى تسلَّم مقاليد مسؤوليات البلد.

٧- هل نحن شعب مؤهل لبناء دولة؟

سوآل دقيق لكن الإِجابة واجبة. بالتأكيد نحن شعبٌ مؤهَّل لبناء دولة، شرط إن يكون المسيحيون أَقوياء وعندهم ضابط إِيقاع، ولن يكونوا من دون مجلس يُدعى "بنك أَدمغه". يتم تخزين عيِّنات بشرية مختلفة للحصول على نخبة مثقَّفة إِستشارية يكون لها الدور الأول والفاعل في مركز القيادة وفي اختيار الشخص المناسب لاستلام الزمام.

 لن أَجرؤ وضع الإِصبع على الوجع منعاً لاختلاف الساكِنَين، غير أَنني أَقول، على الجماعة المسيحية أَن يأخذها وجدان لمراجعة الذات والعودة الى الينابيع الى دينيا ومدنيا. يجب أَن تطالع تاريخها بموضوعية مطلقة وتأخذ العبر من الهزائم وأسبابها وتتلافى السقوط في هذه المحظورات المميتة، وبغير هذا المنطق إِنعَ (والفعل نعى ينعَى) لبنان والدولة.

٨- ما هي مقومات بناء الدولة في وطن الطوائف والاحزاب التابعة للخارج؟

أَنت أَخي في الإِنسانية قبل كل شيء. هذا شِعار يُرفع لواؤه في الدول الراقية، وهذه ثقافة لم تبلغ شعوب الشرق الى إِحيائها والحفاوة بها والاحتفال الرسمي بأَبعادها. يوم تسري العدوى الإِنسانية في نفوس أَطياف الوطن وتنبذ كل خلفية تعصبية وتتطلَّع إِلى داخل الوطن لا إِلى الخارج، ويكون الحكم منضبطا نظيفا، تقوم الدولة وتستقر وتستمر بأجيالها ومقوماتها على المستويات كافة.

وهذا الطرح يستند على أَن يكون للبنان تاريخ واضح سليم، وتربية مدنية جدية، وتعليم يفرض احترام الهوية والانتماء والتراث، وتنشئة الأَجيال على التعلق بالأرض والكيان. بهذه الوسائل يزول مفهوم الطوائف تلقائيا، ونضمن حيذاك الديمومة والعافية والعمران والازدهار. أَمَّا اليوم في وطن الطائف والطوائف لن تقوم لنا قيامة واتفاق الطائف ورقة نعوة اوصلنا الى ما نحن فيه وعليه. 

٩- كيف تستطيع الكنيسة ان تلعب دورًا وطنيّاً من دون أن يُعتبَر طائفيّاً؟

إِجابتي باختصار على كيفية استطاعة الكنيسة أَن تلعب دورا وطنيا من دون أَن يعتبر طائفيا، هي أَن جميع طوائف لبنان من دون استثناء، توقِّر وتحترم الكنيسة وتعطيها دور القيادة والريادة، شرط أَن تتجلَّى الروحانية الإِنجيلية الرسولية والنبوية فيها وتتحلَّى بها، هي التي:"مجد لبنان أُعطي لها". نشرت كتابا في هذا المجال عنوانه:" الكنيسة المارونية ورسالتها ىالنبوية" فليطالعوه!!!!

إِن جميع الطوائف تكنُّ للكنيسة عميق الاحترام،  بقي على شاغل المقام أَن يكون على مستوى الآمال والأمنيات التي تتوخَّاه هذه الطوائف منها.

١٠- الشاب اللبناني فقد أمله بوطنه، بعد ان بدأت تتحقق من جديد الاحداث التي عاشها أهله منذ اربعين سنة في الحرب الاهلية. كيف تستطيع الكنيسة دفع الأمل في نفوس الشباب ومساعدتهم لتأمين مقومات البقاء؟

ذكرت في إِحدى الإِجابات "بنك الأَدمغة"، إِنه إٍذا وُجد، فهو مخوَّل أَن يضع على الطاولة الاقتراحات التي تتناول شؤون وشجون المجتمع ككل ومنها الشباب اللبناني. كل الأمور منوطة بمجلس حول القيادة يشاركها في استشارات وقرارات ويصوِّب الخطأ إذاِ وُجد ويزرع الثقة فينعش بقراءته ورؤيته الطموحات ويُدلي إِذا لزم الأمر  بدلوه تلافيا للشطط. وهكذا لا يشرد المركب ولا يتوه كما حصل.

الجبهة اللبنانية التي كان لها ثقلُها في زحمة الأحداث، كانت المرجع للسياسيين عندنا والمثل الذي يجب أَن يحتذى.

وهكذا الكنيسة إِيمانا منها بدعوتها وقناعة برسالتها، تعيد مع مجلسها الأمل والثقة، فتغري الشباب لأنها أَمَّنت لهم فرص عمل ومستقبل وبُنى تحتية ينشط المجتمع فيها وتتحرك عجلة الحياة في شبيبتها. 

أَمَّا بغير مسلَّمات فحديث خرافة يا أُم عمرو.

١١- هل أنت مع دولة وصاية أمميّة على لبنان، بعد أن هدم المسؤولون الهيكل؟

في رأيي أنا موافق على وصاية أُممية لأن الوضع في الظرف الراهن لا يمكن أَن يستقيم والذهنيات مشحونة بالغرائز الطائفية والنفوس حاقدة والثقافة معدومة. نعم نحتاج الى من يرعى أُمورنا الى أَمد ويا ليت الأَولين سمعوا من رئيس الجمهورية آنذاك إِميل إِده رحمه الله ملحاً عليهم "أُتركوا لفرنسا ولو مخفر درك لأنكم ستحتاجون اليها"، وفعلا لم يستطع برنار كوشنير وزير خارجية فرنسا أَن يُدخل باخرة أدوية إِلى المنطقة الشرقية لأن المسؤولين رفضوا إِلحاحه عهدذاك.  وما القول بأحد الجنرالات الفرنسيين القائل لنا: "غداً عندما تُقرع الأَجراس في لبنان، ستكون فرنسا بعيدة جداً لكي تسمع، لا تتعجَّبوا، حين يأتي يوم وتجدون الأذان طرشاء". لذلك إِننا بأَمس الحاجة الى وصاية أَجنبية رعاية دولية لإِعادة إِعمار الهيكل المُدمَّر.

١٢- في عيد الميلاد يولد يسوع من جديد. هل سيولد لبنان من جديد؟

إِن ذكرى ميلاد يسوع المسيح المخلِّص، هي دعوة لنا نحن المسيحيين أولا للتجديد والتوبة ثانيا لأصحاب الضمائر والوجدان هزَّة لصحوة مما يتخبط فيه رجال السياسة عندنا.

و لبنان في هذا العيد لا يزال في رحم المأساة تتمخَّض فيه أَحشاء الأحداث والصراعات السياسية بانتظار وقت ولادة الشرق أوسطية فيخرج بحلة قشيبة على ما أتوقَّع. 

لا أَعتقد أَنه سيولد مع هذا الميلاد بالذات لأن ساعته لم تأتِ بعد! آمل أن يكتمل جنين الاتفاقات الدولية لتتم الولادة بخير طبيعية، وجل ما أَخشاه أن لا يولد معوَّقا.

كما أَتمنى مسبقاً تقديم المعايدة للشعب اللبناني بميلاد مجيد وعام سعيد مفعم بالنعم والبركات.

١٣- إذا ولد لبنان من جديد، هل سيكون مغارةً للصوص، أم مغارةً للفقراء؟

لا أعتقد بعد الولادة أنه سيكون مجال للأمن والسلام بسبب النتانة في نفوس المسؤولين والفسق في نهب أَموال المودعين والفساد في جميع قطاعات الدولة والدعارة والبطر والسرقة والدنس الأَدبي والأَخلاقي من السفلة المقهقهين على تعاسة الفقراء وقهرهم، آسف إّذ تُعرَض حفلات القصف وأَعراس الرقص والطرب وتبذير الملايين من جيوب وعرق أَعصاب المواطنين.

أَرجح الظن أَن لبنان سيكون أَجمل مما كان عليه وما من مجال لإِرجاعه مغارة لصوص لأَن بناءَه سيترتكز على أًسس راسخة يحكمه القانون والانضباط والحكم النزيه، وهذا رجاء ونحن أَبناء الرجاء أَنه بعد العذاب والموت سنلاقي القيامه. ولا بد من توجيه تقدير لجميع اللبنانيين المغتربين الذين اسهموا بالمقدار في إِسعاف اخوتهم المقيمين في الوطن إنهم فعلا مشكورون نبلاء.

١٤- ماذا غدًا؟

رحم الله الشاعر السوداني الهادي آدم مؤلف قصيدة:"اغدا القاك" لأُم كلثوم.

أَستوحي الجواب مقطتفا بعض الأبيات مكتفيا بمعانيها ولكن لحب لبنان هذه المرَّة ليس إِلَّا:

أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدِ  يالشوقي وإحتراقي في إنتظار الموعدِ 

آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا  كنت أستدنيه لكن هِبتُه لما أنابَا 

لبنان يا وطني المفدَّى رغم وضعٍ كم تردَّى

أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني  أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني 

أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني 

 أنا أحيا لغدِ الآن بأحلام اللقاءْ  فأتِ أو لا تأتي أو فإفعل بقلبي ما تشاءْ 

وغداً تأتلقُ الجنةُ أنهاراً وظلاّ  وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ توَلّى 

وغداً نزهو فلا نعرفْ للغيب مَحلا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا 

عساني أَكون برَّدت الغليل وأَخمدتَ دَرَجَة الغليان وتوخَّيت الخير للبنان.

 

الرئيس عون استقبل فرونتيسكا: الانتخابات في الربيع ولا داعي للقلق والاتصالات لتذليل العقبات أمام انعقاد مجلس الوزراء جارية

وطنية/08 كانون الأول/2021

ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا JOANNA WRONECKA التي استقبلها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "كل التحضيرات قائمة لاجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل وبالتالي لا داعي للقلق والاخذ بالاشاعات التي تروج في بعض وسائل الاعلام"، مؤكدا ان "أي محاولة للتدخل في هذه الانتخابات من قبل جهات خارجية للتأثير على خيارات الناخبين ستواجه بقوة، لا سيما وان ثمة جهات ومنظمات وجمعيات تحاول استغلال الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد للضغط على الناخبين لصالح توجهات وشخصيات سياسية محددة".

 ولفت الرئيس عون الى ان "الاتصالات جارية لتذليل العقبات أمام عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد"، مجددا تأكيد "عدم جواز تدخل السياسيين بعمل القضاء، خصوصا في التحقيق الجاري في جريمة تفجير مرفأ بيروت، فضلا عن ضرورة احترام مبدأ الفصل بين السلطات المنصوص عنه في الدستور". وجدد رئيس الجمهورية "التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701"، مؤكدا "أهمية التعاون القائم بين الجيش اللبناني في الجنوب وقوات "اليونيفيل" لما فيه مصلحة الاستقرار والامن في المنطقة".  ورحب الرئيس عون بالزيارة التي يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس القيام بها خلال الشهر الجاري، واشار الى ان "التحضيرات جارية لاعداد برنامج الزيارة بالتنسيق مع  الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك".

 فرونتيسكا

وكانت السفيرة فرونتيسكا اطلعت الرئيس عون على المداولات التي رافقت الإحاطة الدورية لمجلس الامن الدولي حول القرار 1701، والتي تمت نهاية الشهر الماضي والمواقف التي صدرت عن الدول الأعضاء في ما خص تطبيق القرار، إضافة الى عرض للواقع السياسي والاقتصادي والمعيشي الراهن في لبنان.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 08– 09 كانون الأول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 08 كانون الأول/2021

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/104639/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1263/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/December 08/2021

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/104641/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-december-08-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للبقاء على اطلاع بكل تطور مجريات الأحداث في لبنان

نشرات اخبار يومية مفصلة وشاملة بالعربية والإنكليزية على موقعي الألكتروني "المنسقة"LCCC/اضافة إلى كل ما يحتاج اللبناني معرفته عن أخر التطورات على الساحة اللبنانية وكل ما له صلة بلبنان.اضغط على رابط الموقع  الذي أسفل لدخول الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

2021

 

رسائل» قصف إسرائيل لميناء اللاذقية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2021

Messages’ Behind Israel’s Bombing of Latakia Port

London - Ibrahim Hamidi/ Asharq Al-Awsat/Wednesday, 8 December, 2021

The bombing of the port of Latakia at dawn on Tuesday carried most messages since the start of the Israeli raids in Syria at the end of 2013, months after the “chemical deal” between Washington and Moscow. Why?

http://eliasbejjaninews.com/archives/104648/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%82%d8%b5%d9%81-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%b0%d9%82%d9%8a%d8%a9-messages-behind-israe/