المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 04 كانون الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december04.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عيد القدّيسة بربارة الشهيدة (235)

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو وبالصوت والنص: تأملات وسرد إيماني لحياة القديسة بربارة في ذكرى عيدها السنوي

الياس بجاني/حزب الشيطان يحتل لبنان وكل من يتعامى عن هذا الإحتلال اسخريوتي ومكتر

الياس بجاني/عن خبر حوار الكتائب مع حزب الكبتاغون، وعن تعتير أصحاب شركات أحزابنا المارونية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 3 كانون الأول 2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 3 كانون الأول 2022

جلسة الجكومة:ممر حزب الله لاعادة باسيل إلى "بيت الطاعة"/منير الربيع/المدن

عائلة الضحية إيلي متى: لإنزال أشد العقوبات بالفاعلين

غراندي يناشد: لمواصلة دعم لبنان واللاجئين السوريين

موارنة الممانعة… “سرايا مقاومة” نيابية/جان الفغالي/هنا لبنان

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

نديم الجميّل: “خلوكن بالدويلة وشو بدكن بالأشرفية”!

داخل منهار يناجي خارجا منهمكا بأزماته!؟

لبناني في مجلس نقابة محامي باريس

الراعي: للصلاة لكي نخرج من الأزمة

ميقاتي في “حقل ألغام” والعين على وزراء “التيار”

جلسة الحكومة الاثنين دستورية ام متعدية على الدستور؟

الخارج يكتفي بالاصلاحات للدعم.. والمنظومة فاشلة فيها ايضا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رسالة من البابا فرنسيس إلى المشاركين في مؤتمر روما للحوارات بين دول المتوسط

 في خليج عمان… اعتراض سفينة تحمل ذخيرة من إيران لليمن!

المدعي العام الإيراني يعلن مراجعة قانون الحجاب و«لجنة الأمن القومي» تعترف بمقتل المئات

غروسي: لسنا على توافق مع إيران بشأن التزاماتها وبدء البناء في محطة «کارون» النووية

ماكرون يندّد بـ«أكاذيب» السلطات الإيرانية بشأن فرنسيين تحتجزهم

توقيف الممثلة الإيرانية ميترا حجار

الرئيس الإيراني يشيد بـ«الحريات» رغم تقرير رسمي بمقتل 200 محتج

تجدد احتجاجات بلوشستان... هتافات داعمة لإمام جمعة زاهدان وتنديد بخامنئي والشرطة استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين

أنقرة تدافع عن «الانخراط» مع دمشق وتتمسك بإنشاء «حزام أمني»وسط معلومات عن رفض الأسد وساطة روسية لترتيب لقاء يجمعه بإردوغان

تجدد الجدل في العراق حول قانون حرية التعبير والبرلمان ناقش مشروعه للمرة الأولى

أميركا بايدن وأوروبا ماكرون «أصلحتا كل شيء» عبر الأطلسي

توثيق العلاقات وتجديد التحالف بين واشنطن وباريس في مواجهة خصوم المستقبل

زيلينسكي: وضع سقف لسعر النفط الروسي «ليس قراراً جدياً»

الغرب يقدم أجيالاً جديدة من القاذفات والمقاتلات الجوية تحسباً لمواجهات مع الصين منها «بي 21 رايدر» الأميركية... وأخرى نفاثة بريطانية ـ إيطالية ـ يابانية

حرب أوكرانيا... «سوق سوداء» للسلاح في أفريقيا

بوتين سيزور منطقة دونباس الأوكرانية «في الوقت المناسب» وميليشيا لمتطوعين على الجبهة الشرقية تريد «القتال حتى النهاية»

أردوغان: لا تراجع عن “الشريط الأمني” على الحدود مع سوريا

ماسك يعد بنشر وثائق خطيرة تتعلق بفضيحة نجل بايدن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مَن يعطّل "الطائف؟ أنا، لا سمح الله، أم أمّي رحمها الله؟/الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

باسيل "ييمشي" بجوزاف عون ..ضمانة باريس -الدوحة افضل له من الحزب/سيمون ابو فاضل/الكلمة أونلاين

يا مسيحيي لبنان... لا تُلدغوا من جحر واحد للمرة المائة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

لبنان إن حكى!/مشعل السديري/الشرق الأوسط

باسيل يحشر نفسه برفضه انعقاد الحكومة والحزب يستنفر/بولا أسطيح/الكلمة أونلاين

الأمن في ظل الفراغ الرئاسي: خطر الإنفجار ودور الجيش/نجم الهاشم/نداء الوطن

حزب الله للمسيحيّين: أنا صانع الرؤساء/راكيل عتيّق/نداء الوطن

«إنذارات» للقوى المسيحية: تنازلوا!/طوني عيسى/الجمهورية

ما هي حصة لبنان من القمة الأميركية ـ الفرنسية؟/جورج شاهين/الجمهورية

ماذا لو توقف التعاون الاستخباري الأميركي-العراقي وتصاعد نشاط "داعش"؟/رياض قهوجي/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ميقاتي يرد على من “عرّض عضلاتو”: جلسة الإثنين لتيسير أمور الناس!

مسيرة احتجاجية لأهالي وسكان مار مخايل- الجميزة تحت شعار "عيرونا راحتنا"

الراعي ترأس قداسا في معاد بدعوة من جمعية "رسالة سلام" باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عيد القدّيسة بربارة الشهيدة (235)

عيد القديسة بربارة السنوي يوم 04 كانون الأول

وُلدت القدّيسة بربارة في بعلبك. كان أبوها ديوسقورُس غنيٌّا ووثنيٌّا متعصّبًا. فأَحسن تربيتها بالعلوم والآداب. واستقدم لها أشهر المعلّمين ومن بينهم فالنتيانُس الذي أخذ يشرح لها أسرار الديانة المسيحيّة. شعر والدها بميلها إلى الإيمان المسيحيّ فسجنها في برجٍ حصين، وأقام من حولها تماثيل الأصنام لتعبدها. أمّا هي فظلّت تتلقّى التعاليم المسيحيّة من خلف الجدران على يد فالنتيانُس. وراحت تمارس الصلاة والصوم والتأمّل. ثمّ طلبت من خدّامها أن يحطّموا التماثيل الموضوعة في البرج. علم أبوها بالأمر فغضب وأوسعها شتمًا وضربًا وألقى بها في قبو مظلم. وفي اليوم التالي، استحضرها أمام الوالي مركيانُس علّها تخاف وتعود إلى عبادة الآلهة. فأمر بجلدها، فتمزّق جسدها وتفجّرت دماؤها وهي صابرة صامتة مسلّمة أمرها للّه. وفي الليل ظهر المسيح لها وشفى جراحها. وفي صباح اليوم التالي، استقدمها الوالي ورآها معافاة فقال لها: «إنّ الآلهة شفقت عليك وشفتك». فأجابته: «هو المسيح يسوع الذي شفاني، وهو سيّد الحياة والموت». فأمر بجلدها ثانية ثمّ بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة سنة 235.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو وبالصوت والنص: تأملات وسرد إيماني لحياة القديسة بربارة في ذكرى عيدها السنوي

من هي القديسة بربارة؟

جمع وتنسيق/الياس بجاني/04 كانون الأول/2022

تكرِّم الكنيسة الجامعة تذكارَ القدّيسة بربارة في 4 كانون الأوّل وتطلب شفاعتها. إنّما يختلف المؤرّخون في تحديد زمن ولادتها واستشهادها. فقد ارتأى بعضهم أنّها نالت إكليل الشهادة عام 235م إبّان الإضهاد السابع الذي أثاره الإمبراطور مكسيمانوس الغوثيّ ضدّ المسيحيّة، ومِمّا يؤكّد صحّة هذا الرأي ، ما جاء في قصّتها، أنّها راسلت العلّامة أوريجانس المتوفّي عام 255.

 

حزب الشيطان يحتل لبنان وكل من يتعامى عن هذا الإحتلال اسخريوتي ومكتر

الياس بجاني/01 كانون الأول/2022

فهموها: أي صاحب شركة حزب ما بدو يشوف احتلال حزب الشيطان وأسياده الملالي بسبب الخوف أو المصلحة هو ذمي وأخطر من عمو الإسخريوتي وما الو عازي.

 

عن خبر حوار الكتائب مع حزب الكبتاغون، وعن تعتير أصحاب شركات أحزابنا المارونية

الياس بجاني/29 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113703/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%86-%d8%ae%d8%a8%d8%b1-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d9%85%d8%b9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8/

بداية، خبر لقاء الكتائب وحزب إيران منو جديد، ان كان صحيح او مفبرك، والنائب السابق إيلي ماروني كان قبل تهميش دوره الحزبي يقوم بمهمة الحوار مع الحزب وعلناً.

يبقى، أنهم بيبرموا وبيدوروا وبيرجعوا ع اجنداتهم الشخصية والسلطوية.

للأسف كلن أصحاب شركات احزابنا المارونية متل بعضون.. نفسية وحدي، خامي وحدي، وتعتير واحد، وغباء واحد!!

فهم، من غير شر وصيبة عين، تجار بكل ما في الكلمة من معنى، ويفتقدون للثوابت الوطنية، ولمناعة المغريات الترابية، وللأسس الإيمانية، ولمبادئ التجرد في ممارساتهم ومواقفهم، ولغياب الرؤية بالكامل.

ع كل حال السيد سرج داغر، ومن زمان بيعتبر حزب الكتائب منظمة يسارية، وبيدعي بأن حزب الكبتاغون هو من نسيج الوطن، وأن ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة، قانونية ومشرعتها البيانات الوزارية.

عشرات من مقابلاته قبل الثورة يلي فشلت ع الآخر، كان فيها واضح في هذا السياق، وبالتالي ان صح خبر حواره مع حزب إيران فلا جديد في الأمر.

ع فكرة كل احزابنا المارونية تتملق حزب الكبتاغون وتجهد لإسترضائه، وبهبل وبذمية فاقعة.

ومن كم يوم  كان عمنا المعرابي اتحفنا برؤيته الإنكشارية، معتبراً ان شعار احتلال إيران للبنان شعار فضفاض، وهو منو  شايف الإحتلال.. وحل معضلة حزب إيران هي من خلال البرلمان… أما الصهر الباسيلي فمقاوم جبار ومن قلب وكلاوي محور المقاومة، وهيك كمان وضعية المردي الزغرتاوي تبع الخط.

وع فكرة، كل أصحاب شركات أحزابنا المارونية يعادون القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ونادراً ما يأتون ع ذكرها، وذلك لإسترضاء حزب ايران.

باختصار مصايبنا وبلاوينا مش بس من ارهاب وإحتلال حزب الكبتناغون، بل من جبن ونرسيسية أصحاب شركات أحزابنا، وكلن يعني كلن، ومعن وبضهرون القطعان.. وقمح بدها تاكل حني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 3 كانون الأول 2022

وطنية/03 كانون الأول/2022

النهار

يكشف احد المعنيين بملفات تحركت في الأسابيع الأخيرة عن معطيات مثبتة قدمت الى من يعنيهم الامر في شأن التدخلات والضغوط التي مورست لتشويه سمعة خصوم او أشخاص مستقلين لا يرتمون باحضان المتدخلين

لوحظ أن وزيراً سابقاً في الجنوب لم يعلّق أو يدخل في أي مساجلات أو مواقف بعد الطعن الذي قدمه ضد خصمه، ما ترك ارتياحاً قضائياً ولدى أبناء منطقته وطائفته ورجال الدين والمشايخ.

يقول نائب مخضرم في مجالسه أن اعلان العقوبات على “حزب الله” والمقربين منه من واشنطن وتزامنه مع انعقاد لقاء الرئيسين الأميركي والفرنسي له دلالات كثيرة رئاسياً وسياسياً.

نداء الوطن

يقول بعض المتابعين إنّه رغم استعادة الأحزاب التقليدية بعضاً من وهجها، إلّا أنّ التحضيرات للانتخابات البلدية، تحصل على قاعدة عائلية - محلية بامتياز، وقد تسبق تحالفاتها، تقليعة الماكينات الحزبية، هذا اذا جرت الانتخابات في موعدها.

يتردد أنّ حزباً بارزاً حرص على توضيح موقفه أمام مرجع غير مدني، بأنّه غير مقصود بأي انتقاد جاء على لسان مسوؤل كبير في الحزب.

كلفت مرجعية دينية شخصية مدنية لإعادة غربلة الأسماء المرشحة للرئاسة فحاولت استشارة القوى السياسية التي تدور في فلكها، إلا أنّ معظم هؤلاء أحجم عن تقديم أي اسم.

اللواء

لن تكترث عواصم خارجية بالخلاف الذي بدأه تيار سياسي بمواجهة عقد جلسات للحكومة، باعتبار أن الجلسات شأن داخلي لبناني.

استطلعت جهات معنية الوزراء واحداً واحداً قبل تحديد موعد في ما خصَّ عقد جلسة لمجلس الوزراء، فكانت الأكثرية مع هذا الخيار.

لن تسلّف كتلة نيابية مناهضة لكتلة منافسة الفريق الذي تنتمي إليه أي موقف داعم في ما خصَّ العزف على الوتر الطائفي.

الجمهورية

تلقّى أحد الأحزاب مبالغ مالية بالعملة الصعبة من عدد من بلدان الإنتشار وبلدان أخرى تحت عنوان دعم العائلات المحتاجة في الأعياد.

لاحظت جهات دبلوماسية عودة اهتمام دولة كبرى بالوضع اللبناني أكثر من ذي قبل، رداً على التحرّك الإعلامي والاجتماعي لسفارة إحدى الدول المدعومة من إحدى السفارات الغربية.

عُلم أنّ التواصل بين جهة سياسية فاعلة ومرجعية غير مدنية بلغت مراحل متقدمة على مستوى الحوار بينهما.

الأنباء

موقف فريق سياسي تجاه خطوة سياسية جاء أقل بكثير من التصعيد الذي لوّح به في السابق.

خطوة مالية ناقصة يبدو أنه سيعاد النظر بها بعد سلسلة انتقادات كبيرة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 3 كانون الأول 2022

وطنية/03 كانون الأول/2022

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الاثنين المقبل أول محطة فعلية لاختبار المبارزة اذا صح التعبير بين الواقع الدستوري والواقع السياسي ولعل الحد الفصل الفعلي وغير العنتري بين الواقعين هو خدمة الناس والملأ. فالاثنين المقبل هو موعد جلسة مجلس الوزراء التي دعا الرئيس ميقاتي الى انعقادها وأساس جدولها "صحي-طبي" و في مقدمته ما يخص مرضى السرطان وغسيل الكلى.

معلومات تلفزيون لبنان اشارت الى انه فور اعلان الرئيس ميقاتي عصر الجمعة دعوته الى عقد جلسة لمجلس الوزراء انطلقت اتصالات, بادر إليها نائب رئيس البرلمان الياس بو صعب, وتحديدا اتصاله برئيس المجلس نبيه بري وذلك على خلفية ما حصل من استنفار سياسي لدى الجهات المعترضة وفي مقدمتها التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القويعلما" أن القوات اللبنانية أيضا" لا تحبذ عقد أي جلسة وتدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية أمس واليوم قبل غد.

وبغض النظر عن الاتصالات آنفة الذكر و التي كانت مستمرة حتى عصر اليوم فإن رئيس حكومة تصريف الاعمال تحدث اليوم بعد رعايته افتتاح معرض الكتاب العربي نازعا" فتائل عدة وأولها ما يتعلق بالمواد المدرجة فأوضح أن مسودة جدول العمل التي كان يتضمن 318 مادة خفضت الى 65 مادة أدرجها في النسخة الرسمية للجدول.. واكد ميقاتي ايضا إمكان تخفيض البنود التي ستناقش الى 25. هذا من الناحية العملية والرقمية، لكن، ومن دون الدخول في ترجيح اكتمال النصاب للجلسة المفترضة فالرئيس ميقاتي تحدث أيضا من الناحية السياسية, مستغربا" طرح السؤال كيف يدعو لجلسة مجلس الوزراء فأشار الى أنه بدل طرح  هذا السؤال ليقم المعنيون بالاستعجال الى انتخاب رئيس للجمهورية.. كما "حز في نفس الرئيس ميقاتي" أن يضع المنتقدون الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء في خانات طائفية في حين أن المواضيع الملحة المطروحة في الجلسة خصوصا" الطبية والانسانية تخص وتخدم جميع المواطنين اللبنانيين لأي جهة أو طائفة انتموا.

في الغضون أكدت أوساط مراقبة واسعة الاطلاع في مجالات دبلوماسية أن الدبلوماسية الفرنسية ستستأف حركتها بقوة على مسار السعي للمساهمة في تأمين أجواء اقليمية ودولية تساعد اتصالات الساحة اللبنانية من أجل الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية. وأن هذه الحركة تأخذ دفعا إضافيا بعد القمة التي حصلت منذ يومين بين الرئيس جو بايدن والرئيس إمانويل ماكرون في واشنطن التي استدعت سفيرتها في بيروت للوقوف على صورة الوضع اللبناني وبالعكس. وكررت الأوساط إشارتها الى زيارة ماكرون لبيروت لساعات في الميلاد المجيد.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في موسم المونديال يسجل الرئيس نجيب ميقاتي هدفا مدويا في الشباك الراكدة يصب في رصيد المواطن اللبناني وحقه في تخفيف أعبائه في الإستشفاء والطبابة والمعيشة وغيرها.

فعلها ميقاتي عندما دعا مجلس الوزراء - بهيئة تصريف الأعمال - إلى جلسة يوم الإثنين هي الأولى في زمن الفراغ الرئاسي. جلسة "قرارات الضرورة القصوى" يبدو نصابها العددي والميثاقي مؤمنا وإلا لما كان رئيس الحكومة قد دعا إليها أصلا. هذا الأمر عكسه ميقاتي بنفسه اليوم عندما قال إن مشاركة وزارية واسعة ستشهدها جلسة مجلس الوزراء. ولكن ما يحز في نفسه أن يضع أحد الدعوة في إطار طائفي أو تعصبي ويوحي بأن ثمة استهدافا لفئة معينة فهل نحن نفرق في التقديمات والمساعدات التي نقدمها بين مريض وآخر؟ سأل ميقاتي.

وللتدليل على حصر جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء بالمواضيع الملحة كشف رئيس الحكومة عن تقليص الجدول من ثلاثمئة وثمانية عشر بندا إلى خمسة وستين معلنا أنه يمكن بسهولة استبعاد أكثر من أربعين بندا من الجدول. أما البعض الذي يتهمه بأنه حاكم بأمر الثنائي (حركة أمل وحزب الله) فذكره ميقاتي كم (عرض عضلاتو) عندما كان الثنائي داعما له. هذا  "البعض" الذي كان يتحدث عنه رئيس الحكومة واضح رسمه التشبيهي ودلت عليه مواقفه المعترضة على الجلسة باعتبارها تمس الميثاقية في غياب رئيس جمهورية.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

جلسة مجلس الوزراء ستنعقد الإثنين ، وسيحضرُها 17 وزيراً على الأقل، أي أنَّ نصاب الثلثين مؤمّن. كما أن عدداً من الوزراء المسيحيّين سيحضرون الجلسة، ما يعني أن الميثاقية مؤمنةٌ أيضاً. مع ذلك، فإن المشكلة التي تواجه رئيسَ الحكومة ليست سهلة. إذ إن المكوِّنَين السياسيَين المسيحيَين الأساسيَين، أي التيارِ الوطني الحر والقواتِ اللبنانية ضدَّ اجتماعِ مجلسِ الوزراء. موقفُ التيار معروفٌ مسبقاً، أما موقفُ القوات فحدّده اليوم النائب فادي كرم، الذي استغرب جدولَ الأعمالِ الفضفاض للجلسة المؤلف من 65 بنداً، مؤكداً أنه بإمكان ميقاتي إقرارَ البندِ المتعلقِ بأدوية الأمراضِ المزمنةِ والسرطانيّة بمرسوم جوّال. ولعلَّ الموقفَ المسيحيَّ المعارضَ لإنعقاد الحكومة هو ما دفع رئيسَ الحكومة إلى التراجع عن جدول الأعمال، فقال إنه سيتم استبعادُ أكثرَ من 40 بنداً منه . فلماذا من الأساس وُضعت كلُّ هذه البنود ؟ ألم يكن ميقاتي يعلم أنَّ الأمر سيثير زوبعةً لا تهدأ؟ فلم توتيرُ الأجواء إذاً؟ ولمصلحة من؟ على أي حال، الاستحقاق الحكومي غير مفصول عن الاستحقاق الرئاسي . إذ من الواضح أن قصد ميقاتي من الدعوة

الى مجلس الوزراء هو توجيه رسالة الى التيار الوطني الحر والى الرئيس السابق ميشال عون فحواها : انتما لم تعودا في الحكم. وبالتالي فان الامر لي في السلطة التنفيذية، مع دعم من رئيس السلطة التشريعية نبيه بري ومن رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط . والواضح ايضا ان حزب الله يبدو منحازا الى فريق ميقاتي - بري.

فهل للأمر علاقة بموقف جبران باسيل الرافض للسير في خيار الحزب في ما يتعلق بانتخاب سليمان فرنجية؟

في الانتقال من المونديال الحكومي الى المونديال الكروي، دور ال16 بدأ اليوم، وهو دور قاتل، اذ من يخسر يخرج من معادلة كأس العالم. وقد كانت اميركا قبل نحو ساعة اول الخارجين، فماذا تخبئ الكرة الذهبية للفرق المتنافسة ولنا من خيبات وانتصارات؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ما هو الهدف الفعلي من دعوة مجلس الوزراء في هذا التوقيت بالذات؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان يطرحه على نفسه كل لبناني اليوم، هذا اذا كان مكترثا بعد بمتابعة اخبار منظومة لا تعرف السياسة الا شرا، ولا تفهم الشراكة الا طعنا، ولا تقرأ الدستور الا بما يخرج على مقدمته التي تنص فقرتها "ياء" على ان لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، فكيف اذا كنا امام حكومة تصريف اعمال لا يحق لها دستورا تولي صلاحيات رئيس الجمهورية في حال الفراغ.

فهل الهدف الفعلي من الدعوة هو القلق على شؤون الناس الحياتية والصحية؟ ليس من لبناني يصدق ذلك، خصوصا ان اصحاب الدعوة ليسوا من اصحاب السوابق في هذا المجال. وهل الهدف الفعلي هو الحرص على الصلاحيات؟ بالطبع لا، فمن يستهدف عمدا صلاحيات رئيس الدولة، لا يمكن ان يكون مهتما بالحفاظ على دور اي موقع آخر في الدولة.

اما اذا كان الهدف توجيه رسالة في السياسة، "فحلكم تتعلمو وحلكم تفهمو" ان من تتوجهون اليهم بالرسائل ليسوا من اصحاب القلوب الضعيقة، ولا يتراجعون الا امام الحق. اما الباطل، فيصارعونه سياسيا حتى النهاية، حتى الغلبة. وفكرة العزل السياسي، اذا كانت راودتكم، فتعرفون مصيرها من دروس التاريخ القريب والبعيد.

وبالعودة الى جلسة الاثنين، فمن الواضح ان من يصر على عقدها، مصر على وضع نفسه في مواجهة الشريك الميثاقي في الوطن. ومع موقف حزب القوات اللبنانية الذي عبر عنه اليوم النائب فادي كرم، صار يمكن القول ان الغالبية العظمى من المسيحيين في لبنان، ومعهم لبنانيون كثيرون آخرون، يرفضون الصيغة التي دعا فيها الرئيس نجيب ميقاتي مجلس الوزراء، في ظل الفراغ الرئاسي. فهل يصر صاحب الدعوة على الاستفزاز؟ وهل يجاريه الآخرون؟ وماذا ستكون عليه ردود الفعل الروحية قبل السياسية؟ ساعات قليلة ونعرف الجواب.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

جلسة الحكومة الاثنين ليست تحديا لأحد أو كسرا لأي موقع معين. هو اول الكتب الموقعة في معرض الكتاب الرابع والستين في بيروت، نشره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدلالاته السياسية، مفسرا الدعوة الى جلسة الاثنين المقبل، بأولوية هموم الناس، كما قال.. شارحا تخفيض جدول الاعمال الى ستة وخمسين بندا، والاستعداد لتخفيضه الى حد إقرار البنود الضرورية فقط، كما قال. قول يسبح في ساعات لبنانية حرجة، ترتفع فيها كل أنواع المتاريس السياسية وحتى الطائفية، والصلاحيات الدستورية.

ومع كثرة الاجتهادات يجهد الحريصون على مصالح الناس للبحث عن مخرج ما، وإن كانت التصريحات التي خرجت الى العلن تنذر بحدة الاشتباك.. على أن الساعات القليلة المقبلة كفيلة بتظهير كامل المواقف السياسية وغير السياسية من الدعوة الى انعقاد مجلس الوزراء، فيما الخريطة الحكومية توضح مسار الامور بأن الجلسة قائمة، وأن العنوان الاجتماعي والصحي ضاغط على الجميع.. ولأنه لا إجماع فبلا شك هناك تنوع بتعارض الآراء، ورأي حزب الله لم يظهر بعد، حيث لا يزال درس جدول الاعمال حاكما للموقف، كما اشار وزير الاشغال علي حمية.

زيارة بإشارات كثيرة قام بها الوزير حمية الى عكار، اولها وابرزها الوقوف الى جانب هذه المنطقة المحرومة، ولم يدفن رأسه بالرمال، بل بحث عن طرق لانقاذ مرفأ الصيادين من الرمول التي غطته، وحمل مشاريع لاستصلاح طرقات رئيسية.

وعن الطرق الرئاسية المقطوعة، تحدث رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك معتبرا ان توافق اللبنانيين فيما بينهم ورفض الاملاءات الخارجية فاتحة لكل الطرق، مؤكدا من المعيصرة الكسروانية أن حزب الله لا يريد رئيسا استفزازيا، بل رئيسا وطنيا جامعا يكون لمصلحة الوطن واهله.

وعن اهل الرياضة، فإن مفاجآت مونديال قطر تكاد تكون غير مسبوقة، ومع الوصول الى الدور الثاني فإن للمباريات طابعا آخر، واول الخارجين من هذا الدور الولايات المتحدة الاميركية بعد خسارتها أمام هولندا، فيما العين على مباراة الارجنتين واستراليا عند التاسعة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بحالةِ طوارئ أدُخلت جلسةُ مجلسِ الوزراء إلى غرفةِ العنايةِ الفائقة لإجراءِ عمليةِ إنقاذٍ عاجلة لدولةٍ مريضَة وفقدت شفاءَها ودواءَها وقبلَ الشروعِ في استئصالِ المرض في جلسةِ العلاج يومَ الاثنين رُمِيت على جلسةِ  السراي حروبُ التمثيل والصلاحيات والدستور، ووصلَ الأمر إلى التبليغِ عن الرئيس نجيب ميقاتي لصاحبِ الغِبطة بهدفِ استجرارِ الطاقةِ الكنسيَة لتقفَ ضدَّ رئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمال وتعدِّيهِ على الصلاحياتِ المارونيّة حزَّ هذا الأمر في نفسِ ميقاتي كما قالَ متسائلًا: كيف يمكنُ لهُم وضعُ الخِدْمات في إطارٍ طائفيّ كأنّهُ استهدافٌ لفئةٍ معيّنة؟ فهل نحنُ نفرّقُ في التقديمات والمساعدات بين مريضٍ وآخر؟ وعن قولِ البعض إنَّ ميقاتي حاكمٌ بأمرِ الثنائيّ الشعيّ قال: من يطلقُ هذهِ التُهمة "يشوف هوّي قديش عرَّض عضَلاتو لمّا كانوا داعيمنو الثنائي" وبقيتْ مقاطعةُ وزراءِ التيار أو من يعادلُهم غيرْ معلنة رسمياً، واختارَ رئيسُ التيار جبران باسيل إضاءةَ زينةِ الميلاد في البترون يرشَحُ قداسةً وايماناً، ظهرَ على صورةِ الناسكِ السياسيّ الذي لا شأنَ لهُ برذائلِ الوزراء المقاطعين أمّا القوات اللبنانية غيرُ الممثلة بالحكومة فقد أُصيبت أيضاً بعوارضِ الحِسِ المارونيّ المُضاد للأكسدة الحكومية واعتبرَ كلٌ من النائبين فادي كرم وجورج عقيص أنَّ المراسيمَ الجوّالة تُغني عن اجتماعِ الحكومة غيرِ الضروريّ واتفقَ كلٌ من التيار والقوات على أنَّ بنودَ المستشفيات والأدوية والأمراضِ المستعصية يمكنُ لها أنْ تصدرَ بمراسيم، لكنَّ نقابةَ المستشفيات "ام الصبي المريض" اعتبرت أنّهُ من دونِ إقرارِ بنودٍ تتعلقُ بتسديدِ مستحقاتِ المستشفيات سوفَ يتعذّرُ عليها استقبالُ المرضى على نفقةِ وِزارةِ الصحةِ العامة، وبالتالي، تعريضُ الكثيرِ منهُم للخطر، لاسيما مرضى غسيلِ الكُلى والأمراضِ السرطانيّة  وإذا كانَ التيار والقوات قد ارتعبا على الطائفةِ المارونيّة ويحرِّضانِ على منعِ انعقادِ جلسةٍ طبية كهربائية لا يفقهانِ بشؤونِها، فالأجدى لو كانا توافقا على انتخابِ رئيسٍ للجمهورية وهو الملفُ الذي يقعُ ضِمنَ الإختصاصِ المارونيّ فلبنان القويّ والجمهوريّة القويّة لهما أنْ يؤّمنا أدويةً للعلاجِ السَرطانيّ الرئاسيّ ويتركا الطِبْ والطاقة ومستلزماتِ العيش لأهلِ الإختصاص ومن ضِمنِ الفريق سواءٌ الوزراي أو النيابيّ وإذا كان التوافقُ متاحاً في الشؤونِ المارونية لماذا لا يُجَّيرُ ريعُهُ الى انتخاباتِ الرئاسة؟ لكنَّ الطرفينِ المارونيين إحتميا برأسِ الكنيسة وصرخةِ البطريركِ الراعي التي اعربت عن خشيتها من محو الدور الفاعل المسيحي عامة والماروني خاصة. وإذ طالب الراعي بعض الافرقاء بالكشف عن نواياهم واوراقهم فإن الورقة البيضاء لم تكن وحدَها المعطل بل ان جميع القوى السياسية تشترك تكتلاتٍ وافرادا بالتعطيل عن سابق عدم انتخاب رئيس غير ان اتفاق مارونيا  بين قطبين اثنين قادرا على قلب المعادلة وربما يصبح البطريرك الراعي مطالباً بالقاء الحرم الكنيسي على رعيته في اول عظة يلقيها  سواء من لبنان او خارجه  علّهم يتعظون.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

تحت حجة حاجات الناس الملحة، وبأكثرية الثلثين المطلوبة لانعقاده، وفي ظل ضبابية تلف مواقف من يعرفون بوزراء رئيس الجمهورية السابق ميشال عون من حضور الجلسة ,سيلتئم مجلس الوزراء الاثنين، وعلى جدول اعماله بنودا بالعشرات لا تمت الى الضرورة بصلة، واربعة بنود ترتبط مباشرة بالمواطنين ابرزها البند الاول وهو مشروع المرسوم المرتبط بالنفقات الاستشفائية.

القطبة الدستورية هي في كلمة مشروع المرسوم، اذ ان نقل الاعتمادات من وزارة المالية الى وزارة الصحة، واعادة توزيعها من وزارة الصحة الى الجهات الاستشفائية، لا تصدر بمرسوم عادي، وانما بمرسوم يصدر عن مجلس الوزراء، ويمر بمرحلتين:

الاولى ان يقر المجلس القرار.

والثانية ان يصدر المرسوم، فتعده الامانة العامة لمجلس الوزراء، على ان يوقعه رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ووزيرا المالية والصحة المعنيان بالمرسوم.

وهنا بيت القصيد، من سيوقع عن رئيس الجمهورية، ليصبح المرسوم نافذا؟ والا تكون جلسة الاثنين لزوم ما لا يلزم؟

وماذا ستكون تداعيات هكذا جلسة, وما سيليها من جلسات متوقعة؟

وماذا سيكون موقف بكركي من ذلك، وكذلك موقف التيار الوطني الحر الرافض لمبدأ عقد جلسات حكومية في ظل الشغور الرئاسي, والقوات اللبنانية التي اعلنت رفضها اجتماع الاثنين بالذات، وكيف سيتحرك كل هؤلاء؟

جلسة الاثنين مفصلية، وكلما طال الشغور، كلما ارتفعت وتيرة الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء، وعلى هذا الاساس سيتلهى السياسيون واللبنانيون الاسبوع المقبل،  فيما المطلوب واحد :

انتخاب رئيس جمهورية، وتشكيل حكومة قادرة مع الرئيس على اخراج لبنان من دوامة الانهيار، عله يعود الى صنف البلدان المتطورة وما اكثرها من حولنا.

 

جلسة الجكومة:ممر حزب الله لاعادة باسيل إلى "بيت الطاعة"

منير الربيع/المدن/04 كانون الأول/2022

على ما يبدو أن حزب الله اختار السير بطريقة مغايرة لآلية تعاطيه مع التيار الوطني الحرّ. وكأن حزب الله يقول لباسيل:" لم نعد مستعدين للعمل لديك، ولسنا موظفون عندك ولا يمكنك أن تبقينا أسرى لخياراتك." كانت هذه العبارات تتردد على ألسنة الكثير من المسؤولين السياسيين الذين يتواصلون مع الحزب ويتوجهون إليه بهذا الكلام، من بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال للحزب إنك أسديت لباسيل ما لم يكن يحلم به. في المقابل، عند كل محطة ومفصل، يعمل باسيل على الإنقلاب على ممارسة فعل الإبتزاز. عملياً وصلت هذه المواقف إلى مرحلة النظر بجدية إليها، فيما امتحانها الفعلي جلسة مجلس الوزراء يوم الإثنين المقبل التي دعا إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

التنسيق مع بري

تقول المعلومات إن ميقاتي لم يكن ليعلن عن تحديد موعد الجلسة لو لم يحصل على ضمانات من الثنائي الشيعي، لا سيما أن ميقاتي كان قد نسق خطوته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يدفع الحزب باتجاه انعقاد الجلسة، ويحاول إقناع التيار بذلك. يراهن التيار على موقف حزب الله لتعطيل الجلسة، خصوصاً أن هناك ستة وزراء للتيار الوطني الحرّ سيقاطعون وهم هنري خوري وموريس سليم وهكتور الحجار ووليد نصار ووليد فياض وعبد الله بو حبيب بالإضافة إلى الوزير عصام شرف الدين. فيما المفاجأة أن وزير الإقتصاد أمين سلام سيشارك، علماً أنه كان محسوباً على التيار. وبحال بقي الوضع على حاله، سيبقى التيار بحاجة إلى وزيرين لفرط انعقاد الجلسة وعدم توفير نصابها، ولذلك هو يراهن على وزراء الحزب.

خلاف جديّ؟

يريد حزب الله إيصال رسالة مباشرة لباسيل بأنه لم يعد بالإمكان الإستمرار وفق المسار السياسي القديم. فالخلاف جديّ وعميق بين الطرفين، وهناك امتعاض حقيقي لدى الحزب من باسيل، خصوصاً بعد مواقفه الأخيرة بشأن الإستحقاق الرئاسي، لا سيما أن الحزب يحمّل باسيل مسؤولية عدم جعل سليمان فرنجية المرشح الأقوى والأكثر قدرة على الوصول إلى الرئاسة. ففرنجية كان قد "كارم" عون وتنازل عن ترشيحه في الدورة السابقة.

باسيل المكبّل

يعلم حزب الله أن باسيل لديه الكثير من الحسابات ومكبّل بالكثير من الرغبات، اولها رئاسة الجمهورية، ثانيها رفع العقوبات، ثالثها الحفاظ على المكتسبات المتعددة في الدولة العميقة في أي عهد جديد، رابعها الإحتفاظ بالعلاقة التحالفية مع الحزب لما تمثله من عنصر قوة لديه. ولكن هذه التكبيلات لا بد لها أن تتضارب مع بعضها البعض، خصوصاً أن رفع العقوبات، الذي يسعى اليه باسيل، سيستوجب شروطاً سياسية عليه الإلتزام بها، ولن يكون أقلها محاولة جهات متعددة زرع الخلاف بينه وبين حزب الله. ووفق وجهة نظر الحزب فإن الأميركيين هم من سيقومون بذلك ويستندون إلى كلام باسيل العلني حول العقوبات إذ قال في أكثر من محطة أنها فرضت عليه لرفضه الإختلاف مع حزب الله وفك التحالف معه. لا يمكن لباسيل أن يرضي طموحاته، ورغبات الأميركيين، في رفع العقوبات التي تحتاج إلى مسار إداري وقضائي طويل، وإرضاء الحزب في الوقت نفسه. وبالتالي هذه الحسابات التي ستتداخل مع بعضها البعض لا بد أن تؤدي إلى نتائج عكسية. لذلك قرر حزب الله توجيه رسالة مباشرة لباسيل بأنه لا يمكن الإستمرار بهذه الطريقة، يريد الحزب أن يقول لباسيل إنه بدون دعمه لن يتمكن من فعل شيء وسيجد نفسه معزولاً، وهذا يفترض أن يعيده إلى بيت الطاعة، خاصة أن حزب الله يحاول إقناع باسيل بالسير بخيار فرنجية باعتباره أهون الشرور وأنه سينال حصته وحزب الله سيكون ضمانته.

 

عائلة الضحية إيلي متى: لإنزال أشد العقوبات بالفاعلين

الوكالة الوطنية للإعلام /3 كانون الأول 2022

وجهت عائلة الضحية إيلي ميشال متى، في بيان، ” الشكر والتقدير والمحبة لكل من قدم لنا واجب العزاء في وفاة إيلي سواء بالحضور شخصيا او الإتصال او عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي”. وطالبت العائلة القضاء بـ”إنزال اشد العقوبات بحق الفاعلين والشركاء والمحرضين على هذه الجريمة البشعة”، داعية “الأجهزة الرسمية (جيش، قوى امن، بلدية، مخاتير) والتي لا بديل لنا عنها في حماية اهلنا وأرضنا ان تقوم بالإجراءات الاحترازية الضرورية لمنع وقوع هكذا جرائم في المستقبل”. وتمنت “من كل من يريد ان يعرف عن أسباب الجريمة مراجعة السلطات الرسمية المختصة فقط وإن كل شخص لديه اي معلومات عن دوافع الجريمة ان يتقدم بها الى القضاء اللبناني الذي لدينا كامل الثقة به”. وختمت: “نطلب من الله حماية جميع ابناء البلدة من أي أذى و ان يرحم ابننا إيلي بجوار الرب حيث لا وجع و ألم و لا ظلم”.

 

غراندي يناشد: لمواصلة دعم لبنان واللاجئين السوريين

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/3 كانون الأول 2022

ناشد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي “المجتمع الدولي بقوّة خلال هذه الأوقات الاقتصادية العالمية الصعبة، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، يجب ألا يُخفّض الدعم المقدَم للبنان، سواء لدعم اللبنانيين الذين هم بحاجة إليه أو لمئات الآلاف من اللاجئين الذين استضافوهم بسخاء لسنوات عديدة”. وأضاف في بيان بختام زيارة إلى لبنان استمرت ثلاثة أيام: “علينا ألا نلين وألا نيأس. يجب علينا الوقوف مع لبنان الذي يمرّ بإحدى أصعب مراحله، في وقت يستمرّ فيه باستضافة أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانه في العالم”. ورأى أن “اللبنانيين واللاجئين يعانون على حدٍّ سواء بشكل كبير بسبب الأزمات المتعدّدة، الأمر الذي يدفع بالمزيد منهم إلى هاوية الفقر كل يوم”. وقال غراندي خلال زيارته التي تخللتها لقاءات مع مسؤولين لبنانيين أبرزهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري: “جددت الحكومة اللبنانية نداءها العاجل من أجل إنهاء أزمة اللاجئين في لبنان. وأنا من جهتي أكدت مجدداً التزام المفوضية بمواصلة العمل مع جميع الجهات الفاعلة لتحقيق ذلك بالرغم من الوضع الصعب والمعقّد”. وتعهّد بمواصلة العمل من أجل إيجاد حلول طويلة الأمد لللاجئين السوريين في لبنان والمنطقة.

 

موارنة الممانعة… “سرايا مقاومة” نيابية

جان الفغالي/هنا لبنان/3 كانون الأول, 2022

فريد هيكل الخازن ، طوني سليمان فرنجية، وليام جبران طوق، جبران باسيل، آلان عون، إبراهيم كنعان، جيمي جبور، سليم عون، سيزار أبي خليل، سيمون أبي رميا، ندى البستاني، شربل مارون، فريد البستاني. مستقلان، مردة عدد واحد، وأحد عشر نائبًا مارونيًا من “تكتل لبنان القوي”، رأسمالهم ورقة بيضاء، بحسب “التعليمة” الآتية من حارة حريك، وهذه الأوراق تنضم إليها أوراق ثنائي حزب الله حركة أمل وبعض المستقلين. قد تكون لنواب الثنائي ولحلفائهم أسبابهم في وضع ورقة بيضاء، ولكن ما حجة أو ذريعة النواب الموارنة الثلاثة عشر في أن تكون مرجعيتهم حارة حريك وليس بكركي؟ هل سمعوا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته من الفاتيكان الأحد الفائت، والتي جاء فيها: “لا يستطيع المجلس النيابي مواصلة التلاعب والتأخير المتعمد في انتخاب رئيس للدولة يؤمن استمرارية الكيان والمحافظة على النظام”. فما هو المقصود؟ أعكس ذلك؟ أعدم فصل السلطات؟ أمحو الدور الفاعل المسيحي عامة والماروني خاصة؟ لماذا رئيس مجلس النواب ينتخب بجلسة واحدة وحال موعدها؟ ولماذا يتم تكليف رئيس الحكومة فور نهاية الاستشارات الملزمة؟ أهما أهم من رئيس الدولة؟ إكشفوا عن نواياكم يا معطلي جلسات انتخاب رئيس للدولة”. إنها “مضبطة اتهام” في حق المعطِّلين وأصحاب الأوراق البيض ولا سيما منهم “موارنة الممانعة”. لكن بعض هؤلاء، من تكتل لبنان القوي، يضعون الورقة البيضاء على مضض لئلا يختلفوا باكرًا مع رئيس التيار جبران باسيل، وفي المعلومات أن رئيس التيار يُحجِم عن تسمية أي ماروني من التيار، ليكون مرشحاً، لئلا يصبح هذا المرشح منافسًا له، وهذا ما يجعله يُقفل أي حوار يجري معه في هذا الخصوص. وفي المعلومات أيضًا أنه تم رصد أن أحد نواب التيار يلقى دعمًا من دوائر الفاتيكان، وهذا ما أثار ريبة رئيس التيار وجعله لا “يغامر” ويسمي أحدًا لئلا يتحوَّل إلى “فلتة شوط في السباق الرئاسي”. بهذا المعنى تُصبِح صرخة البطريرك الراعي “صرخة في واد “، فملف انتخابات رئاسة الجمهورية ليس في بكركي بل في مكان آخر يعرف مكانه “سيِّد الصرح” ولهذا يُكثر من الإلحاح على رغم أنه يعرف أن حزب الله لديه “أجندته الرئاسية” التي لا تؤثر فيها أن إطالة أمَد الشغور الرئاسي من شأنه أن يضاعف من معاناة اللبنانيين، كل اللبنانيين، من دون استثناء. ولإنعاش الذاكرة، فإن حزب الله فرض الشغور الرئاسي من أيار 2014 إلى تشرين الأول 2016، سنتان ونصف سنة ولم “يفك أسر” رئاسة الجمهورية إلا بعدما ضمَن انتخاب العماد عون رئيسًا للجمهورية، ولم يكن يملك “خطة باء” . هل يعيد التاريخ نفسه اليوم، ويصر حزب الله على مرشحه؟ لم يمضِ على الشغور سوى شهر واحد، وهي مدة “قصيرة” قياسًا بالشغور السابق الذي استمر سنتين ونصف سنة، ولكن هل بإمكان اللبناني التحمل اليوم كما تحمل بين 2014 و2016؟ بالتأكيد لا، فهل ينفجر الفراغ في وجه الجميع؟

السؤال في عهدة “نواب الورقة البيضاء” ولا سيما منهم “موارنة الممانعة”، فماذا يقولون لناخبيهم، وبماذا يجيبون عن صرخة البطريرك الراعي؟

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

نديم الجميّل: “خلوكن بالدويلة وشو بدكن بالأشرفية”!

تويتر/3 كانون الأول 2022

غرد النائب نديم الجميل، عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “مبادرة Neighborhood watch، هي تلبيةً لمطالب اهالي الاشرفية،  وخدمةً لاهالي الاشرفية في ظل الفلتان الامني وعمليات السرقة والنشل وغيرها”. وأضاف: “ولجريدة الممانعة، نقول مشكورة على غيرتها على الاشرفية واهلها وعلى احدية السلاح ودور الاجهزة الامنية … بس خلوكن بالدويلة وشو بدكن بالاشرفية”.

 

داخل منهار يناجي خارجا منهمكا بأزماته!؟

طوني جبران/وكالة الانباء المركزية/3 كانون الأول, 2022

على وقع مسلسل الأزمات المتناسلة بين حكومية ونيابية وسياسية التي يعيشها لبنان في ظل استمرار خلو سدة الرئاسة منذ شهر وايام قليلة، يناجي اللبنانيون الخارج طلبا للعون المالي والسياسي والديبلوماسي في ما قادة العالم منهمكون بسيل من الأزمات المتشابكة على مساحة العالم بعدما انعكست بقوة على الاقتصاد العالمي وباتت تهدد النظام الدولي في اكثر من بقعة مشتعلة من العالم، خصوصا ان المواجهة الكبرى استدعت تجنيد ترسانتها العسكرية والطاقوية وصولا الى التهديد بالقوة النووية الى جانب تسخير اقتصاداتها الكبرى في خدمتها.

على هذه القاعدة الدولية تتأرجح العلاقات بين الدول على وقع الخطوات المتخذة من كل حدب وصوب في محاولة جدية، رفعت أحد طرفيها شعار مواجهة الآحادية الأميركية التي تسعى الى استمرار الإمساك بالاقتصاد العالمي بموارده المختلفة. وهي عملية  تديرها الادارة الاميركية العميقة بقرارات منسقة بين المال والسلاح الى درجة، ظهر فيها ان التلاعب بفوائد الدولار الأميركي يغذي مسلسل العقوبات الاقتصادية الدولية المعتمدة بدلا من اللجوء الى الاسلحة التقليدية وغير التقليدية والتي استخف بها البعض عند البدء بتطبيقها قبل عقدين من الزمن، الى ان أدرك الجميع أنها تفيض في نتائجها ما يمكن ان تقود إليه القوة العسكرية. وفي ظل هذه المعادلات الدولية التي لا تحتاج الى المزيد من التعمق في شرحها، تبدو سذاجة بعض المسؤولين اللبنانيين الذين ينتظرون عونا خارجيا، وقد بلغوا اقصى درجات الغباء السياسي إن توقعوا ان لدى المجتمع الدولي مبادرات وأفكار يمكن ان تخرج البلاد من مآزقها المتعددة الوجوه ما لم يبادروا الى فكفكتها بما هو متوفر من تفاهمات سياسية، تفتح الطريق الى حلحلتها واحدة بعد أخرى، ان تم التفاهم على لائحة الأولويات المطلوبة قياسا على قدراتها المحدودة.

وتأسيسا على هذه القاعدة ومؤشراتها، تلتقي المراجع الديبلوماسية في حديثها الى “المركزية” على ان بامكان اللبنانيين – ان توفرت النوايا الصادقة والرؤية الرشيدة لدى أهل الحكم والحكومة – المباشرة بحل أزماتهم وفق برنامج أولويات وضعته النصائح الدولية الصديقة وتقارير المؤسسات المكلفة بتصنيف الدول والمؤسسات الكبرى التي حددت للبنانيين الخطوات الممكنة. فما هو مطلوب من اللبنانيين يقتصر على خطوات متواضعة. وان كان مستحيلا مواجهة الازمة النقدية والمالية بقدرات محلية، بامكانهم انتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتظام العمل في المؤسسات الدستورية في البلاد. ذلك ان مثل هذه الخطوة، ستقود حتما الى تشكيل حكومة جديدة تتخذ قرارات محددة تعيد بناء الثقة الداخلية بالمؤسسات الدستورية. وبعد اتخاذ الاصلاحات المالية والادارية التي نضحت بها النصائح الدولية يمكن إحياء دور السلطة القضائية الضامنة لمصالح اللبنانيين. فالعالم لا ينتظر منهم سوى هذه الخطوات ليطلق في أعقابها مجموعة برامج الدعم المقررة بدءا من تقديمات صندوق النقد الدولي وتلك المطلوبة من البنك الدولي لتمويل برامج الطاقة، تزامنا مع سلسلة المساعدات المقررة على المستويات الاجتماعية والانسانية.

وتعترف هذه المراجع، ان هناك توافقا مبدئيا واجماعا دوليا غير مسبوق لدى كل من اطلع على الوضع في لبنان، على اعتبار ان مثل هذه الخطوات كفيلة باستدراج المجتمع الدولي للقيام ببعض الخطوات الايجابية. ومنها تلك التي تعني  القطاع المصرفي فور البت بخطة النهوض المالي والاقتصادي وقانون “الكابيتال كونترول” الذي يفتح الطريق امام اعادة هيكلة القطاع المصرفي واستعادة الحد الادنى من دوره المفقود. فهم يدركون، ان المصارف تحولت باحجامها المختلفة الى مجرد “كونتوارات محلية” تعيش على سلسلة من الحسومات المالية تقتطعها من حسابات المودعين التي باتت مصدرا وحيدا لها في ظل غياب الاستثمارات المجدية وهي تمكنها من ادارة شؤون موظفيها بعد ان تخلت عما يفيض على 23 % من كوادرها بالحد الادنى حسب آخر إحصاء مصرفي. وهي قدرات تماشي تقلصا لخدماتها في ظل فقدان ما يكفي من العملات الصعبة التي أبقت لبنان على تواصل محدود مع الفضاء المصرفي الدولي والذي في حال تقلصه سيؤدي الى حصار غير مسبوق، يعزل البلاد عن مثيلاتها قبل اعلانها دولة مارقة او مفلسة، لا فرق. وتستطرد المراجع الديبلوماسية لتقول ان رهان اللبنانيين على اكثر مما يحظون به من رعاية دولية حتى اليوم ليس في محله، فالعالم بمختلف تكتلاته الاقتصادية والمالية  والسياسية يواجه مصاعب كبرى تترجمها أزمات المناخ والطاقة نتيجة بعض الحروب والنزاعات العسكرية التي جعلت منها اسلحة مشروعة الى جانب السباق الى التسلح بعدما عجزت بعض القوى عن تطبيق الإتفاقيات الدولية الخاصة بها ،وبات التهديد بتجاوزها على السنة القادة ابعد من زلة لسان.

وختاما تقول المصادر في ردها على من لا يقرأ الواقع الدولي المأزوم على ما هو عليه، ان عليه ان يراقب بدقة ما يمكن ان تقود اليه المواجهات الدولية في قطاع الطاقة نتيجة الحروب حول مصادرها والصراع على خطوط الغاز والنفط الخاصة بها وصولا الى الصراع الأميركي – الصيني الذي انعكس على مجمل العلاقات الدولية في ظل تنامي النزاعات العسكرية الاقليمية الموزعة على مختلف القارات وما استتبعته من تحالفات، قد تنعكس تجاهلا لمصالح الدول الصغيرة  ولبنان واحد منها.

 

لبناني في مجلس نقابة محامي باريس

إم تي في اللبنانية/3 كانون الأول, 2022

انتُخب المحامي اللبناني – الفرنسي كريستيان سمير ضرغام، عضواً في مجلس نقابة محامي باريس التي تضمّ 34000 محام. يتحدّر ضرغام من بلدة البوار – فتوح كسروان، وتخرّج من مدرسة سيدة الجمهور، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة (paris- sud) الفرنسية، حيث نال إجازة في الحقوق وانتسب إلى نقابة المحامين في باريس. وهو خبير قانوني دولي في قضايا مكافحة الفساد والعقوبات الدولية. واختير ضرغام في العام 2022 محامي السنة في هذين المجالين بفرنسا.

 

الراعي: للصلاة لكي نخرج من الأزمة

صحف/3 كانون الأول, 2022

طلب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم السبت، “الصلاة إلى الله لكي يخرجنا من الأزمة التي نعيشها بدءًا بانتخاب رئيس جديد وصولاً إلى قيام المؤسسات الدستورية وليتحمل لبنان مسؤولية نفسه وكلّ مسؤول مسؤولية نفسه وتنتهي أزمة الفقر والحرمان والهجرة”. جاء كلام الراعي خلال ترؤسه القداس الإلهي لمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة من مركز جمعية رسالة سلام – معاد

 

ميقاتي في “حقل ألغام” والعين على وزراء “التيار”

 جريدة الأنباء الإلكترونية/3 كانون الأول, 2022

قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي السير في حقل ألغام، فدعا إلى جلسة حكومية نهار الإثنين المقبل، تحت عنوان “إقرار الضرورة”، وعلى جدول الأعمال ملفات حياتية ترتبط بالدواء والعاملين بالقطاع العام، بالإضافة إلى سداد مستحقات خارجية وغيرها من البنود. كان ميقاتي قد حضّر الأجواء من قبل أيام لمثل هذه الجلسة، لجسّ النبض، فكان بيان التيار الوطني الحر، الذي رفض عقد الجلسات، وشدّد على أن الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، علماً أنّه نفسه يصوّت بالورقة البيضاء ويُفقد الجلسات الانتخابية نصابها. ستتجه الأنظار نحو الوزراء المحسوبين على التيار الوطني الحر، وما إذا كانوا سيحضرون أو يتمنعوا عن المشاركة في الجلسة، وفي حال قرر هؤلاء عدم الحضور، إلى جانب الوزراء المقرّبين من التيار، كوزير المهجرين عصام شرف الدين، فإن الجلسة قد تفقد نصابها لغياب 8 وزراء. حينها، ستفشل دعوة ميقاتي، وستستعر المواجهة السياسية بينه والتيار. إلّا أن الوطني الحر لم يتخذ قراره بعد، وفي هذا السياق، أشار عضو تكتّل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام إلى أن “التيار سيقيّم “الضرورات” التي أدرجها ميقاتي في بنود الجلسة الحكومية، للبناء على الشيء مقتضاه، علماً أن بعض الملفات تُحل بمجرّد وجود رئيس حكومة تصريف الأعمال، الوزير المعني ووزير المالية، ولا تحتاج لجلسة حكومية”. ولفت درغام في حديث لـ”الأنباء”، إلى أن موقفاً واضحاً سيصدر عن التيار الوطني الحر من الجلسة، وعليه ستتقرر مشاركة الوزراء من عدمها، وبالتالي نصاب الجلسة أيضاً، إلّا ان موقف التيار المبدئي هو عدم المشاركة.

كما أشار النائب السابق علي درويش إلى أهمية البنود “الحياتية والمعيشية” التي ينص عليها جدول أعمال مجلس الوزراء. وشدّد على وجوب حضور الجميع الجلسة لأنها مرتبطة بشؤون الناس بشكل مباشر، وانطلاقاً من هذا المبدأ، اعتبر أن “كل طرف يتحمّل مسؤولية قراره أمام الناس وتجاههم، لجهة المشاركة من عدمها”. وفي حديث لـ”الأنباء”، لفت درويش إلى أن “في المبدأ، التيار الوطني الحر وحده يُمانع عقد الجلسات، بانتظار موقفه للبناء على الشيء مقتضاه، وفي حال لم يحضر لأسباب سياسية رغم أهمية البنود، فليتحمل المسؤولية أمام الناس”، متمنياً أن تكون دعوة ميقاتي مستجابة، وبالتالي حضور الجميع. من الضروري أن يعقد مجلس الوزراء جلسة لتسيير شؤون المواطنين الأساسية، خصوصاً وأن ثمّة ضرورات لا تنتظر حتى إتمام الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو بعيداً بعض الشيء، ورهن الجلسات بإنجاز الانتخابات الرئاسية يكون بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على المواطنين المعدومين أساساً.

 

جلسة الحكومة الاثنين دستورية ام متعدية على الدستور؟

نجوى ابي حيدر/وكالة الانباء المركزية/3 كانون الأول, 2022

في جلسة مناقشة رسالة الرئيس السابق ميشال عون في المجلس النيابي، تعهد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عدم دعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع في ظل الشغور الرئاسي، إلا في حال توافق الجميع. بيد ان الدعوة وُجِهت الى جلسة تعقد في الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين المقبل في السراي للبت بملفات ملحّة تتصل بقضايا حياتية، من دون تأمين التوافق، أقله شكلا، في ضوء رفض التيار الوطني الحر اي خطوة من هذا النوع، وقد افادت مصادره ان وزراءه سيقاطعون الجلسة، لتجاوزها الدستور والميثاقية. وفي حين اكد وزير الاتصالات جوني القرم مشاركته في الجلسة معلنا ان الرئيس  ميقاتي، أكد له تمرير ملف أموال أوجيرو من خارج جدول أعمال الجلسة لأهميته، افيد ان وزراء التيار وهم “الخارجية (عبد الله أبو حبيب) موجود في روما، السياحة (وليد نصار)، العدل (هنري خوري)، الشؤون الاجتماعية (هكتور حجار)، الطاقة (وليد فياض) والدفاع (موريس سليم) ،قد يقاطع بعضهم فيما يغادر آخرون البلاد تهربا من المشاركة، الا ان الاكيد ان الجلسة ستعقد بحضور ثلثي الاعضاء وحضور مسيحي يؤمن الميثاقية، وقد اكدت مصادر سياسية مطلعة ان ميقاتي ما كان ليدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء لولا موافقة حزب الله وحركة أمل على مشاركة وزرائهما في الجلسة ليكتمل نصاب الثلثين، وبعد مروحة اتصالات واسعة اجراها مع الحزب والرئيس نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، امنت الغطاء السياسي للجلسة، وشكلت في جانب منها ردا من الثنائي على رئيس التيار النائب جبران باسيل على خلفية رفضه خيار الحزب ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة.

وعلى وقع سجال واسع حول دستورية او لا دستورية انعقاد الجلسة الحكومية في ظل الشغور الرئاسي ، يؤكد الخبير الدستوري المحامي ميشال قليموس لـ”المركزية”ان لرئيس الحكومة كل الحق بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد.انها حكومة تصريف اعمال في المفهوم الضيق، الا ان ذلك يتوسع وفق المدة والظروف والقضايا التي  تحتاج الى قرارات من مجلس الوزراء.

ويعدد قليموس سوابق عدة في السياق منها: عام 1969 ، اقرت حكومة الرئيس رشيد كرامي المستقيلة مشروع الموازنة (عهد الرئيس شارل حلو). عام 1973 اتخذت حكومة الرئيس سليم الحص المستقيلة  قرارا بتمديد سن تقاعد القضاة من 64 الى 68 عاما. وفي العام 1987 وفي عهد حكومة الرئيس كرامي المستقيلة اجتمع مجلس النواب والغى اتفاق 17 ايار. اما في العام 2005 وفيما كانت الحكومة مستقيلة، اصدر مجلس النواب قانون عفو عام. ويضيف قليموس: تعقد الحكومة جلسة في اوضاع جد استثنائية، تحتم الاجتماع بأكثرية الثلثين وتتخذ القرارات نسبة للظروف والاوضاع والحاجة لتأمين استمرارية المرفق العام، مؤكدا ان الميثاقية لا تتأمن بالاحزاب ولا بالمذاهب. ويعتبر ان اي وزير يتمنّع عن حضور الجلسة، يحاسب امام المجلس النيابي وفق المادة 70 من الدستور التي تنص على ان الوزير يحاسب على اهمال الوظيفة ويحاكم امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء ويعاقب جزائيا.

 

الخارج يكتفي بالاصلاحات للدعم.. والمنظومة فاشلة فيها ايضا

لورا يمين/ وكالة الانباء المركزية/3 كانون الأول, 2022

لا اولوية لدى المجتمع الدولي لبنانيا، تعلو اولوية الاستقرار. العواصم الكبرى تدرك ان مفتاح هذا الاستقرار يتمثل في “الاصلاحات”. صحيح ان الشلل السياسي يؤثر عليه ايضا، غير ان هذه القوى مستعدة لمساعدة لبنان اذا أحسن في التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ولو ان الشغور الرئاسي استمر. هذه الحقيقة تؤكدها مواقف المسؤولين العرب والغربيين. منذ ايام، زارت السفيرة الاميركية دوروثي شيا الرابطة المارونية، حيث شددت على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعدم جواز الشغور في موقع الرئاسة الاولى، وذلك من أجل انتظام عمل المؤسسات الدستورية. وإن الاطالة والمراهنة على عامل الوقت ليس في مصلحة لبنان. أضافت شيا انه يتعين البت بالاصلاحات المطلوبة، لتسريع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي من شأنه أن يتيح للدول والمنظمات المانحة البدء بمساعدة لبنان على النهوض، مؤكدة أن الوضع في لبنان غير ميؤوس منه… من جانبه، جال وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة النائب مارك تاكاتو وعضوية النائبين كولن الريد وكاتي بورتر في بيروت مطلع الاسبوع حيث التقى المسؤولين اللبنانيين، مؤكدا ايضا على اهمية إنتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة وتطبيق شروط صندوق النقد الدولي والمضي بالإصلاحات. وبعد زيارته السراي، هنأ الوفد الحكومة على “جهودها في انجاز مشاريع القوانين التي طلبها صندوق النقد الدولي والتي أحيلت الى مجلس النواب متمنيا الاسراع في إقرارها”… اما المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا فقدمت احاطة لمجلس الأمن عن تنفيذ القرار 1701 والوضع في لبنان حيث التقت الدول الاعضاء على دعم لبنان مع تأكيد الضرورة الملحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون تأخير ولتنفيذ الإصلاحات… ولفتت إلى أنه يتعين القيام بالمزيد في الداخل اللبناني لمعالجة العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتراكمة.. وشددت المنسقة الخاصة على الحاجة إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها وأن تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات العاجلة، بما في ذلك تلك المطلوبة لإتمام الإتفاق مع صندوق النقد الدولي. استعجالُ الانتخابات الرئاسية حاضر دائما في مواقف الخارج تتابع المصادر، الا ان عواصمه يُسهبون اكثر لدى الحث على الاصلاح والاتفاق مع الصندوق، لادراكها ان عملية ملء الفراغ في بعبدا معقدة وقيصرية وتكاد تكعى عليها هي… التوقيع على هذا الاتفاق كاف اذا لفتح الباب ولو جزئيا امام المساعدات الدولية للبنان المنكوب. لكن مع الاسف، حتى هذا التفاهم يبدو متعثرا. فقانون الكابيتال كونترول لا يزال مدار اخذ ورد في مجلس النواب، علما انه شرط اساسي من شروط ابرام الاتفاق مع الصندوق، شأنه شأن قانون اعادة هيكلة المصارف الذي لا يزال بعيد المنال. الثلثاء الفائت، وخلال جلسة اللجان التي تدرس الكابيتال كونترول سُجل هرج ومرج وسجالات، في وقت تكبر الخشية من ان تكون الحكومة ذاهبة نحو التضحية بأموال المودعين. وفي حال اجتاز القانون محطة اللجان، لا شيء يضمن بأن رئيس مجلس النواب سيتمكن من عقد جلسة تشريعية لاقراره في الهيئة العامة، في ظل الشغور الرئاسي، ورفض النواب المعارضين اي تشريع لان المجلس “هيئة ناخبة” فقط. انطلاقا من هنا، يبدو ان البلاد متجهة نحو مزيد من التخبط والانهيار الاقتصادي والمعيشي، بما ان الطبقة الحاكمة فاشلة في السياسة وفي الاصلاح معا!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رسالة من البابا فرنسيس إلى المشاركين في مؤتمر روما للحوارات بين دول المتوسط

وطنية - روما/03 كانون الأول/2022

 شدد البابا فرنسيس على أهمية الحوار والتعاون ومواجهة المشاكل، في رسالة وجهها إلى المشاركين في مؤتمر روما للحوارات بين دول البحر المتوسط، والتي يشارك فيه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، وتوقف فيها عند مواضيع هامة مثل الهجرة والحرب في أوكرانيا وغيرها.

لمناسبة انعقاد الدورة الثامنة لمؤتمر روما للحوارات بين دول البحر المتوسط، وجه البابا رسالة إلى المشاركين في هذا اللقاء الذي هو منذ سنوات، وحسب ما ذكر الأب الأقدس، موعد تنظمه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية والمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية من أجل سياسات متقاسمة في منطقة المتوسط. وتوقف الحبر الأعظم  أولا عند منهج هذا المؤتمر، مشيرا إلى أنه هام في حد ذاته لأنه يعكس الالتزام بالحوار والتأمل المشترك بحثا عن حلول أو مقاربات منسقة من أجل المصالح المشتركة للشعوب المطلة بتنوع ثقافاتها على البحر المتوسط الذي له تاريخيا دعوة تقدم وتنمية وثقافة يبدو أنه قد فقدها في الماضي القريب وعليه استعادتها بالكامل وعن قناعة. وتابع الأب الأقدس متحدثا عن "قدرة البحر المتوسط على الربط بين ثلاث قارات، رباط كان مثمرا بشكل كبير تاريخيا وذلك أيضا من خلال الهجرة. فبهذا البحر تتجاور أفريقيا وآسيا وأوروبا، لكننا غالبا ما ننسى مع الأسف أن الخطوط التي تترسم حدودا هي أيضا تلك التي تربط، وأشار قداسته إلى أن كلمة حدود باللاتينية يمكنها أن تشير أيضا إلى هدف مشترك. وهذا جانب كانت على وعي به الحضارات التي سبقتنا والتي كان البحر المتوسط مهدها، ولكن علينا وبأسف القول إن هذا البحر ذاته يجد صعوبة اليوم في أن يعاش كمكان لقاء وتبادل، تقاسم وتعاون. ومن تقاطع طرق الإنسانية هذا نفسه تنتظرنا في الوقت عينه فرص كثيرة، وعلينا بالتالي استعادة ثقافة اللقاء التي استفدنا منها كثيرا لا في الماضي فقط، وهكذا يمكن إعادة بناء حس أخوي عبر تطوير، وإلى جانب علاقات اقتصادية أكثر عدالة، أيضا علاقات أكثر إنسانية بما في ذلك مع المهاجرين".

وتحدث عن فضل هذا المؤتمر في "إعادة إطلاق مركزية البحر المتوسط من خلال مناقشة برنامج غني جدا بالمواضيع، من تلك الجيوسياسية والمتعلقة بالأمن إلى قضايا حماية الحريات الأساسية للأشخاص وتحديات الهجرة والأزمة المناخية والبيئية. وتابع قداسته قائلا للمشاركين في المؤتمر إن أهمية وتنوع المواضيع المطروحة للتأمل تحفز فكرة أساسية، فهذا التنوع يشير في حد ذاته إلى أن المواضيع الأخلاقية الاجتماعية لا يمكن فصلها عن الأوضاع المتعددة لأزمة جيوسياسية ولا عن القضايا البيئية. ومن هذا المنطلق فإن فكرة مواجهة القضايا المنفردة بشكل منفصل مع تجاهل القضايا الأخرى هو أسلوب مضلل لأنه يحمل خطر الوصول إلى حلول جزئية ومختلة لا تحل المشاكل بل تجعلها مزمنة". وواصل في رسالته أنه يفكر بشكل خاص في العجز عن إيجاد حلول مشتركة لتنقل الأشخاص في المنطقة، والذي يواصل التسبب في فقدان غير مقبول للحياة البشرية يمكن دائما تقريبا تفاديه وخاصة في البحر المتوسط. وأضاف قداسته أن "الهجرة أمر أساسي بالنسبة لخير هذه المنطقة ولا يمكن إيقافها، كما وأن من مصلحة الجميع العثور على حل يشمل الجوانب المختلفة والقضايا العادلة، حل يجب أن يكون في صالح الجميع وأن يضمن كلا من الكرامة البشرية والرخاء المتقاسم". وواصل قداسته مشيرا إلى أن "تداخل المواضيع يتطلب دراستها بشكل جماعي من خلال رؤية منسقة بأوسع شكل ممكن، وهو ما برز بشكل قوي خلال الأزمة الناتجة عن الجائحة التي كانت تأكيدا إضافيا أنه لا يمكن لأحد أن ينجو بمفرده".

وأشار إلى أن "مثل هذه العولمة للمشاكل تتكرر اليوم في النزاع المسلح المأساوي داخل أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، والذي يسفر، وإلى جانب الأضرار التي لا يمكن تقديرها لأي حرب فيما يتعلق بالضحايا ما بين مدنيين وعسكريين، عن أزمة طاقة وأزمة مالية وأزمة إنسانية للكثير من الأبرياء الذين يضطرون إلى ترك بيوتهم وفقدان أملاكهم، وأيضا أزمة غذائية تصيب أعدادا متزايدة من الأشخاص في العالم بكامله، وخاصة في الدول الأكثر فقرا". وأشار هنا إلى ما وصفها "بالتبعات الضخمة للنزاع في أوكرانيا على دول شمال أفريقيا التي تعتمد بنسبة ٨٠٪ على القمح من أوكرانيا وروسيا". وقال: "هذه الأزمة تحثنا على أن نأخذ في الاعتبار الوضع الحقيقي في مجمله من وجهة نظر عالمية مثلما هي عالمية تبعات هذه الأزمة".

وقال: "كما لا يمكن التفكير في مواجهة أزمة الطاقة بعيدا عن الأزمة السياسية، فلا يمكن حل الأزمة الغذائية متجاهلين تواصل النزاعات، أو الأزمة المناخية بدون أخذ بعين الاعتبار قضية الهجرة أو دعم الاقتصادات الأكثر ضعفا أو حماية الحريات الأساسية. لا يمكن أحذ بعين الاعتبار تعدد اشكال المعاناة البشرية بدون التفكير في الأزمة الاجتماعية، حيث تقلص قيمة الشخص البشري وتداس الحقوق الإنسانية من أجل مكاسب اقتصادية أو سياسية". وشدد البابا على "ضرورة أن نكتسب جميعا وعيا أكبر بأن صرخة كوكبنا الذي يعامل بشكل سيء لا تنفصل عن صرخة البشرية المعانية". وأشار في هذا السياق إلى "كلمات تعود إلى حوالي ألفي سنة مضت تبدو اليوم آنية  أكثر من أي وقت آخر، أي كلمات القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما، والتي تحدث من خلالها عن رجاء الخليقة أن تتحرر من عبودية الفساد لتشارك أبناء الله في حريتهم ومجدهم. فإننا نعلم أن الخليقة جمعاء تئن إلى اليوم من آلام المخاض". وختم البابا فرنسيس رسالته: "هذا الهدف هو أيضا أفق التزام الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة. وقال للمشاركين: فليكن هذا أيضا أفق حواراتكم. ثم تمنى للجميع عملا مثمرا مؤكدا لهم صلاته ومستمطرا عليهم البركة الإلهية".

 

 في خليج عمان… اعتراض سفينة تحمل ذخيرة من إيران لليمن!

 قناة العربية.نت/03 كانون الأول/2022

أعلن الأسطول الخامس الأميركي، اليوم السبت، اعتراض سفينة صيد في خليج عمان أول  كانون الأول الحالي، لافتًا الى أنها “كانت تهرب ذخائر ووقود للصواريخ على طريق بحري من إيران إلى اليمن”. وقال الأسطول الخامس في بيان إن “سفينة الصيد كان تحمل شحنة يزيد وزنها على 50 طنا”، مشيرا إلى أن “هذه هي ثاني عملياته لمصادرة شحنة كبيرة من الأسلحة المهربة في غضون شهر”. كما قال قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس براد كوبر إنّ اعتراض السفينة “يظهر بوضوح استمرار نقل إيران غير القانوني للمساعدات الفتاكة وسلوكها المزعزع للاستقرار”.

وشدد الأسطول الأميركي على أن “التوريد المباشر وغير المباشر للأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين في اليمن ينتهك القانون الدولي وقرار مجلس الأمن ذي الصلة”.

 

المدعي العام الإيراني يعلن مراجعة قانون الحجاب و«لجنة الأمن القومي» تعترف بمقتل المئات

الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

يجري البرلمان والسلطة القضائية في إيران مراجعة للقانون الذي يفرض على النساء وضع غطاء للرأس، والذي أطلق شرارة احتجاجات دامية تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين، وفق ما أعلن المدعي العام، أمس السبت. وقال المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، في مدينة قم أمس، إن «البرلمان والسلطة القضائية يعملان على هذه القضية»، في إشارة إلى تحديد ما إذا القانون يحتاج إلى تعديل. ولم يشأ منتظري تحديد ما الذي يمكن تعديله في القانون، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا». وكانت الهيئة المكلفة المراجعة اللجنة الثقافية في البرلمان، قد اجتمعت يوم الأربعاء، وقال المدعي العام إن النتائج ستصدر «في غضون أسبوع أو أسبوعين». ويشير محللون إلى أن تحرك البلوش مستلهم من الاحتجاجات المرتبطة بوفاة أميني والتي بدأت للمطالبة بحقوق المرأة قبل أن يتسع نطاقها لاحقاً لتشمل مطالب أخرى. وتشهد إيران تحركات احتجاجية منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني البالغة 22 عاماً بعدما أوقفتها «شرطة الأخلاق» في 16 سبتمبر (أيلول) لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في إيران، ودخلت في غيبوبة بعد وقت قصير، ثم توفيت بعد ثلاثة أيام. وتخلل الاحتجاجات إحراق متظاهرات حجابهن كما تم إطلاق هتافات مناهضة للحكومة وللمرشد علي خامنئي. ومنذ وفاة أميني يتزايد عدد النساء اللواتي يرفضن وضع الحجاب، خصوصاً في شمال إيران. وأصبح الحجاب إلزامياً في إيران اعتباراً من أبريل (نيسان) 1983، أي بعد أربع سنوات على ثورة الخميني التي أطاحت نظام الشاه.

- إبراهيم رئيسي

من جانبه، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمة متلفزة إن «الأسس الجمهورية والإسلامية لإيران راسخة في الدستور». لكنه أشار إلى «وسائل لتطبيق الدستور يمكن أن تكون مرنة». وأشاد رئيسي بإيران باعتبارها «ضامناً للحقوق والحريات» ودافع عن النظام الحاكم وسط حملة قمع للاحتجاجات المناهضة للحكومة. وبعد أن أصبح الحجاب إلزامياً ومع تغير معايير اللباس بات من الشائع رؤية نساء يرتدين الجينز الضيق والحجاب الفضفاض الملون. لكن في يوليو (تموز) من العام الحالي، دعا رئيسي المحافظ المتشدد «جميع مؤسسات الدولة لفرض قانون الحجاب». ومع ذلك واصلت نساء عديدات تحدي الأنظمة.

وتتهم إيران عدوها الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن، لا سيما بريطانيا وإسرائيل وفصائل كردية خارج البلاد، بالتحريض على أعمال العنف التي تشهدها شوارع إيران والتي تصفها السلطات الإيرانية بأنها «أعمال شغب». وهذا الأسبوع وللمرة الأولى أعلن قائد القوة الجوفضائية لـ«الحرس الثوري» العميد أمير علي حاجي زاده، مقتل أكثر من 300 شخص في إيران منذ اندلعت الاحتجاجات على وفاة أميني، ولكن لجنة الأمن القومي أعلنت أمس عن مقتل «أكثر من 200 شخص» في الاضطرابات. يذكر أن لجنة الأمن القومي تختلف عن المجلس الأعلى للأمن القومي، وهي لجنة فرعية يرأسها وزير الداخلية. ونقلت وكالة «الجمهورية الإسلامية للأنباء» عن اللجنة أن الحصيلة تشمل عناصر أمن ومدنيين ومسلحين انفصاليين و«مشاغبين». وأشارت اللجنة إلى أنه بالإضافة إلى حصيلة القتلى تقدر الأضرار التي نجمت عن أعمال العنف بملايين الدولارات. ومن جانبها، تفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهراً على الأقل، معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة في جنوب شرقي إيران عند الحدود مع باكستان وأفغانستان. والأسبوع الماضي قال المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن 14 ألف شخص بينهم أطفال، أوقفوا في حملة قمع الاحتجاجات. كما قالت وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن عدد القتلى بلغ 469 محتجاً، بينهم 64 طفلاً منذ اندلاع الاحتجاجات. واعتقال 18210 أشخاص في 159 مدينة، وشملت الاحتجاجات 143 جامعة في مختلف مناطق البلاد، فيما بلغ عدد قتلى قوات الأمن 61 عنصراً.

- نساء بلوشستان

وانضمت النساء في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية إلى الاحتجاجات واسعة النطاق التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، في خطوة أكدت مجموعات حقوقية أنها «نادرة» في المنطقة المحافظة إلى حد كبير. وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على الإنترنت عشرات النساء في عاصمة المحافظة زاهدان يرفعن لافتات كتب عليها «امرأة، حياة، حرية»، وهو أحد أبرز شعارات الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في سبتمبر. وهتفت النساء «بالحجاب أو بدونه، هيا إلى الثورة»، وذلك بحسب تسجيلات مصورة انتشرت على تويتر. وعلق مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران، محمود أميري مقدم على التظاهرة النسائية الأخيرة في زاهدان بالقول: «إنها بالفعل نادرة من نوعها»، إذ إن المدينة شهدت على مدى الشهرين الماضيين خروج الرجال فقط إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الاحتجاجات الحالية في إيران ليست إلا انطلاقة لثورة كرامة». وأضاف: «أسهمت هذه الاحتجاجات في تمكين النساء والأقليات الذين تم التعامل معهم على مدى أربعة عقود كمواطنين من الدرجة الثانية، ليخرجوا إلى الشوارع ويطالبوا بحقوقهم الأساسية». وأوضح أن النساء البلوش هن من بين «الأكثر عرضة للاضطهاد» في إيران. وخرج أيضاً عشرات الرجال إلى الشوارع على وقع هتافات من بينها: «لا نريد حكومة تقتل الأطفال»، بحسب تسجيل مصور آخر نشره ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي. وتعد سيستان بلوشستان ذات الأغلبية السنية أفقر منطقة في إيران بينما يعاني سكانها البلوش من التمييز. وقتل 128 شخصاً على الأقل في سيستان بلوشستان في الحملة الأمنية التي تشنها السلطات الإيرانية، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، وهي أكبر حصيلة للقتلى الذين تم تسجيل سقوطهم في 26 من محافظات إيران الـ31، ولقي أكثر من 90 من هؤلاء حتفهم يوم 30 سبتمبر وحده الذي بات يعرف في أوساط الناشطين بيوم «الجمعة الدامي». كما ازدادت الاحتجاجات اشتعالاً بعد تسرب أنباء عن اغتصاب فتاة تبلغ 15 عاماً من قبل قائد للشرطة في سجن مدينة شاباهار التابعة للمحافظة.

- منظمة العفو الدولية

وقالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء إن «أقلية البلوش الإيرانية واجهت تمييزاً متأصلاً يقيد قدرة أفرادها على الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والوظائف والسكن المناسب والمناصب السياسية». وأشارت المجموعة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقراً لها، في بيان، إلى أن «أقلية البلوش تحملت العبء الأكبر للحملة الأمنية الوحشية التي نفذتها قوات الأمن خلال الانتفاضة التي اجتاحت إيران منذ سبتمبر». وتأتي كردستان في المرتبة الثانية لجهة عدد قتلى الاحتجاجات، إذ إنها مسقط رأس أميني، وذلك بناءً على قائمة منظمة حقوق الإنسان في إيران. وتقع المحافظة في غرب إيران عند الحدود مع العراق، وتعد مركزاً آخر للاحتجاجات فيما يشكل السنة غالبية سكانها. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» الجمعة أن السلطات استدعت دبلوماسيين أجانب 12 مرة منذ اندلعت الاحتجاجات «رداً على... الضغوط غير المسبوقة» المفروضة على إيران من قبل بلدانهم. وفي الأثناء، اشتكى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «الأعمال التي تقوم بها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية للتحريض على أعمال الشغب في إيران».

 

غروسي: لسنا على توافق مع إيران بشأن التزاماتها وبدء البناء في محطة «کارون» النووية

الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مساء الجمعة، أن إيران تختلف على ما يبدو مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن معلومات ينبغي أن تقدمها طهران عن برنامجها النووي. وقال غروسي في مؤتمر بروما: «لا يبدو أننا على توافق مع إيران بشأن التزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مضيفاً أنه يشعر بالقلق إزاء إعلان طهران في الآونة الأخيرة زيادة قدرتها على التخصيب. وأضاف: «نحن بحاجة إلى إعادة علاقتنا إلى مسارها الصحيح». لكنه أكد أنه «لا يزال يأمل» في أن تقدم طهران تفسيراً لآثار اليورانيوم التي عُثر عليها في 3 مواقع غير معلنة قبل سنوات قليلة. وذكر تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران وافقت على زيارة تقوم بها الوكالة في نوفمبر (تشرين الثاني)، للبدء في تقديم إجابات طال انتظارها. لكن الاجتماع لم ينعقد حتى الآن. وتقول القوى الغربية إن قضية جزيئات اليورانيوم التي لم يعرف لها تفسير أصبحت عقبة في محادثات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، إذ تسعى طهران الآن لإغلاق تحقيق وكالة الطاقة الذرية في إطار تلك المفاوضات. وقال غروسي إن المحادثات توقفت على ما يبدو، وأوضح: «في الوقت الحالي، لا يبدو أن القوة الدافعة اللازمة لإحياء الاتفاق موجودة». وأضاف أنه يشعر بالقلق من إعلان إيران الشهر الماضي، أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60 في المائة بمحطة فوردو النووية. وأردف: «إيران أبلغتنا بأنها ترفع لثلاثة أمثال، وليس للمثلين، قدرتها على تخصيب اليورانيوم عند نسبة 60 في المائة، وهي نسبة قريبة جداً من مستوى النقاء المطلوب للاستخدام العسكري، وهي 90 في المائة». وأكد: «هذا ليس بالشيء الهين. هذا شيء تترتب عليه عواقب. إنه يمنحهم مخزوناً من المواد النووية لا يمكن غض الطرف عنه... ربما يكون هناك استخدام آخر. نحن بحاجة إلى الذهاب. نحتاج إلى التحقق». وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية قائلة إن تقنيتها النووية للأغراض المدنية فقط. في غضون ذلك، بدأت عملية إنشاء محطة «کارون» النووية بقوة 300 ميغاواط في مدينة دارخوين التابعة لمحافظة الأحواز جنوب غربي إيران، بمشاركة رئيس منظمه الطاقة الذرية محمد إسلامي، صباح السبت. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، أن محطة «كارون» للطاقة النووية من نوع الماء الخفيف المضغوط «بي دبليو آر» ستبنى بطاقة 300 ميغاواط على أرض تبلغ مساحتها نحو 50 هكتاراً في محيط نهر كارون بالقرب من مدينة شادغان بمحافظة الأحواز. ويتماشى إنشاء هذه المحطة مع مهمة منظمة الطاقة الذرية لتوليد الكهرباء النووية من خلال استحداث محطات طاقة نووية محلية، ويبلغ الموعد التقريبي لتنفيذ هذه الخطة 8 سنوات، التي يتم تنفيذها باستخدام الحد الأقصى من القدرات المحلية في مجالات التصميم وتوفير المعدات وبناء محطات الطاقة النووية. وتبلغ التقديرات المالية لتنفيذ هذا المشروع نحو ملياري دولار. وترجع المحادثات بشأن المشروع القريب من دارخوين، إلى وقت قبل ثورة عام 1979 وجرى إعلان الإنشاء بالقرب من نهر كارون قبل 14 عاماً.

 

ماكرون يندّد بـ«أكاذيب» السلطات الإيرانية بشأن فرنسيين تحتجزهم

باريس: «الشرق الأوسط»/03 كانون الأول/2022

ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، بـ«أكاذيب» السلطات الإيرانية وأكّد أنه مارس «ضغطًا قويًا جدًا» على نظيره الإيراني بالنسبة الى السجن «غير المقبول» لرعايا فرنسيين. وقال في مقابلة مع صحيفة «لوباريزيان» إن «أكاذيب كثيرة قيلت» بشأن توقيف سبعة فرنسيين في إيران.وأضاف «إنهم مواطنون ذهبوا إلى إيران أحيانًا لأسباب أكاديمية أو مرتبطة بجمعيات. لا شيء يبرّر سجنهم، هذا أمر غير مقبول في نظرنا»، مؤكّدًا أن الدبلوماسية الفرنسية ستواصل«النضال من أجل إطلاق سراحهم». وتابع الرئيس الفرنسي «مارستُ ضغطًا قويًا جدًا على الرئيس الإيراني (ابراهيم رئيسي) كي يتمّ احترام حقوقهم وكي تكون الزيارات القنصلية ممكنة، وخصوصًا من أجل ضمان إطلاق سراحهم في أسرع وقت». وسبق أن ندّد ماكرون قبل ثلاثة أسابيع، بـ«عداء إيران المتنامي» تجاه فرنسا. وتصاعد التوتر بين البلدين في وقت عبّرت فرنسا مرات عديدة عن دعمها للمتظاهرين الإيرانيين وندّدت بـ«القمع» الذي يُمارس ضدهم وبـ«الانتهاكات المتعددة للحريات الأساسية». واستنكرت باريس الخميس استدعاء سفيرها في طهران نيكولا روش إلى وزارة الخارجية الإيرانية، ردًا على اعتماد الجمعية الوطنية في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) قرارًا «يدعم الحركة من أجل الحرية في إيران». ويدعو النصّ نفسه إلى «الإفراج الفوري عن رعايا فرنسيين محتجزين تعسفا» في إيران. وخلال الجلسة، انتقدت وزيرة الخارجية كاترين كولونا «الاستخدام الكثيف للاعتقال التعسفي والرقابة والعنف» في إيران.

 

توقيف الممثلة الإيرانية ميترا حجار

لندن/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

أُوقفت الممثلة الإيرانية ميترا حجار، السبت، في منزلها، وفق ما أفادت صحيفة «شرق» الإصلاحية. وأوردت الصحيفة نقلا عن مهدي كوهيان، العضو في مجموعة لرصد التوقيفات في صفوف الفنانين، أن «ميترا حجار الممثلة السينمائية والتلفزيونية أوقفت اليوم بعدما تم تفتيش شقتها». وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (ايلول) تظاهرات احتجاجا على وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني البالغة 22 عاما بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في إيران، ودخلت في غيبوبة بعد وقت قصير، وتوفيت بعد ثلاثة أيام. وأوقف آلاف الأشخاص على خلفية الاحتجاجات بينهم فنانون كبار وسياسيون ورياضيون. والشهر الماضي أفرجت السلطات بكفالة عن الممثلة الإيرانية الشهيرة هنغامه قاضياني بعد أكثر من أسبوع على توقيفها على خلفية دعمها حركة الاحتجاج في البلاد. وكانت قاضياني قد نشرت في حسابها على «إنستغرام» تسجيل فيديو صوِّر في أحد شوارع طهران تظهر فيه من دون حجاب أمام الكاميرا من دون أن تتكلم، ومن ثم تستدير وتعصب شعرها على غرار النساء المشاركات في تظاهرات.

 

الرئيس الإيراني يشيد بـ«الحريات» رغم تقرير رسمي بمقتل 200 محتج

طهران/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم (السبت)، ﺑ«الجمهورية الإسلامية» الإيرانية باعتبارها ضامناً للحقوق والحريات، ودافع عن النظام الحاكم وسط حملة قمع للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تقول الأمم المتحدة إنّها أودت بحياة أكثر من 300 شخص. في غضون ذلك، قال مجلس أمن الدولة الإيراني، اليوم، إن 200 شخص، منهم أفراد من قوات الأمن، لقوا حتفهم في إيران خلال أحداث الشغب التي اندلعت في أنحاء البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول)، وهو رقم أقلّ كثيراً مما ذكرته جماعات حقوق الإنسان، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وانطلقت شرارة الاحتجاجات التي هي في شهرها الثالث الآن، بسبب وفاة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً خلال احتجازها من قبل شرطة الأخلاق التي تطبّق قواعد الحجاب الإلزامي الصارمة. وتحوّلت المظاهرات إلى ثورة شعبية من الإيرانيين الغاضبين، ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، في أحد أكثر التحديات جرأة للقيادة الدينية منذ ثورة 1979.

وردّد محتجون شعارات مناهضة للمرشد علي خامنئي، وطالبوا مراراً بإنهاء الحكم «الإسلامي»، فيما تلقي السلطات باللوم في هذه الانتفاضة على «أعداء أجانب». وقال رئيسي، في كلمة ألقاها أمام أعضاء في البرلمان، نقلاً عن محامٍ أفريقي لم يذكر اسمه قال إنه التقاه قبل سنوات: «تمتلك إيران الدستور الأكثر تقدماً في العالم»، لأنّه «يجمع بين المُثل العليا والديمقراطية». وأضاف: «الدستور يضمن (وجود) النظام الإسلامي»، وأكمل قائلاً إنّه «يضمن الحقوق الأساسية والحريات المشروعة». ونقلت وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية عن مجلس أمن الدولة في وزارة الداخلية قوله: «200 (شخص) لقوا حتفهم خلال أحداث الشغب الأخيرة». ونُقل عن أمير علي حاجي زادة، القائد البارز في الحرس الثوري، قوله يوم الاثنين، إنّ 300 شخص بينهم أفراد من قوات الأمن لقوا حتفهم في الاضطرابات. وكان جاويد رحمن، وهو خبير مستقل عيّنته الأمم المتحدة لشؤون إيران، قال يوم الثلاثاء إنّ أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم في الاحتجاجات، بينهم أكثر من 40 طفلاً. وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أنه حتى يوم الجمعة، لقي 469 متظاهراً حتفهم بينهم 64 قاصراً. وأضافت أنّ 61 من قوات الأمن الحكومية لقوا حتفهم أيضاً. ويُعتقد أنّه تم اعتقال ما يصل إلى 18210 محتجين.

ودعا مولاي عبد الحميد، وهو رجل دين سني بارز، إلى الكف عن قمع الاحتجاجات من خلال الاعتقالات والقتل، ودعا لإجراء استفتاء على تغيير نظام الحكم في إيران. وقال، في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني): «يُظهر احتجاج الشعب أنّ سياسات الثلاثة والأربعين عاماً الماضية وصلت إلى طريق مسدود».

 

تجدد احتجاجات بلوشستان... هتافات داعمة لإمام جمعة زاهدان وتنديد بخامنئي والشرطة استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين

لندن - طهران/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

عشية حلول الأسبوع الـ12 على الاحتجاجات الإيرانية، تجددت المسيرات في زاهدان جنوب شرقي البلاد، حيث أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين هتفوا ضد المرشد علي خامنئي، وانتقد رجل الدين السني البارز عبد الحميد إسماعيل زهي، اتهام المحتجين، بـ«المحاربة» التي عقوبتها الإعدام. وانتشرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، يسمع منها دوي وابل الرصاص، وحالة هلع، وتصاعد الدخان والغاز المسيل للدموع في شوارع مزدحمة بالمارة، بالقرب من جامع مكي، في مدينة زاهدان مركز محافظة بلوشستان. وللأسبوع الثاني على التوالي، انضمت النساء إلى الاحتجاجات واسعة النطاق التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، لكن المشاركة كانت أوسع هذه المرة، ووصفتها مجموعات حقوقية بأن حدوثها «نادر» في المنطقة المحافظة إلى حد كبير. وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على الإنترنت عشرات النساء في زاهدان يرفعن لافتات كتب عليها «امرأة، حياة، حرية»، وهو أحد أبرز شعارات الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف سبتمبر (أيلول). وهتفت نساء ارتدين الأزياء المحلية البلوشية، «بالحجاب أو بدونه، هيا إلى الثورة»، وذلك حسب تسجيلات مصورة انتشرت على «تويتر». وردد المتظاهرون في مدن تشابهار وإيرانشهر وخاش وزهك شعارات مؤيدة لإمام جمعة زاهدان، رجل الدين السني البارز عبد الحميد إسماعيل زهي، وفي الوقت نفسه، هتافات «الموت لخامنئي». وواصل إسماعيل زهي توجيه الانتقادات اللاذعة للمسؤولين، وهذا الأسبوع انتقد توجيه تهمة «المحاربة» ضد المحتجين، حسبما نقل موقعه الإلكتروني على شبكة «تلغرام». وقال، «المحاربة وفق القرآن، إذا كانت مسلحة، الاحتجاج برشق الحجارة والعصي وترديد الهتافات ليست محاربة»، محذراً القضاة من تبعات إصدار أحكام الإعدام «في يوم الحساب». وقال إسماعيل زهي إن «المحتجين يختلفون عن المحاربين والفاسدين»، مشدداً على أن الإيرانيين «لديهم احتجاجات، لقد صبرت الأمة والناس 44 عاماً، الآن لديهم احتجاجات يجب أن تصبروا». وكانت «حملة نشطاء البلوش» قد حذرت من توجيه اتهام المحاربة ضد قاصرين شقيقين. ونفى مدير عام محافظة بلوشستان «بشدة» صحة التقارير. وقال «ليس لهذين الشخصين فحسب، بل لن نوجه هذا الاتهام لأي قاصر». وذهبت انتقادات إسماعيل زهي، أبعد عندما دعا إلى احترام حقوق جميع الإيرانيين من أي «دين وعرق»، بما في ذلك أتباع العقيدة البهائية المحظورة البلاد، في تحدٍ لأبرز الخطوط الحمر للمؤسسة الحاكمة على مدى 43 عاماً. واستخدم إسماعيل زهي، وصف «الأسرى»، للمعتقلين في الاحتجاجات، وقال «المعتقل هو الأسير، تعرضه للضرب والإساءة والشتائم والاعتداء يعارض تعالم الإمام علي وأهل البيت والنبي والإسلام، يجب التعامل مع المعارض والمنتقد وفق تعاليم الإسلام». وكرر إسماعيل زهي رفض «الترغيب والترهيب» ضد أسر قتلى الاحتجاجات الأخيرة. وقال إن أسر القتلى في زاهدان والمدن الأخرى «يطالبون بمعاقبة مسؤولي قتل المحتجين». وقال «أطلقوا النار على الناس دون سبب، وقُتل وجُرح الكثير منا، لكن بعد ساعتين أو ثلاث ساعات، أصدرنا بياناً بضرورة الحفاظ على أمن المنطقة. متنا لكننا لم نقتل أحداً». وجاءت الهتافات المنددة بخامنئي والمؤيدة لإسماعيل زهي، بعدما نشرت مجموعة قراصنة تدعى «بلاك ريوورد»، تفاصيل موجز سري من الأخبار، أعد لقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، وحصلت عليه «بلاك ريوورد» في اختراقها وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس». وجاء في الموجز أن خامنئي عارض مقترحاً للمجلس الأعلى للأمن القومي والشرطة الإيرانية بشأن اعتقال إمام جمعة زاهدان. وفي المقابل يوصي خامنئي بتشويه سمعته وتضعيف دوره، بدلاً من اعتقاله. وقال إسماعيل زهي، في تعليق ضمني على توصية خامنئي، «إذا كان الحكم والقوة بيدكم، هذا بإرادة الله، ونحن أيضاً نحظى باحترام ومحبة الناس، وهي هبة من الله، ما يمنحه الله هو وحده القادر على استرداده».

وقبل خطاب إسماعيل زهي بساعات، تداولت مواقع إيرانية تصريحات من المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، يشير فيها ضمناً إلى إمام جمعة زاهدان. ويقول «الرجل الذي لا يحترم المرأة إطلاقاً، اليوم يزعم أنه مدافع عن المرأة».

تعد بلوشستان ذات الأغلبية السنية أفقر منطقة في إيران، بينما يعاني سكانها البلوش من التمييز. وقتل 128 شخصاً على الأقل في بلوشستان في الحملة الأمنية التي تشنها السلطات الإيرانية، حسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، وهي أكبر حصيلة للقتلى الذين تم تسجيل سقوطهم في 26 من محافظات إيران الـ31.

وقالت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، إن «أقلية البلوش الإيرانية واجهت تمييزاً متأصلاً يقيد قدرة أفرادها على الوصول إلى التعليم والرعاية الصحة والوظائف والسكن المناسب والمناصب السياسية». وأشارت المجموعة الحقوقية، التي تتخذ من لندن مقراً، في بيان، إلى أن «أقلية البلوش تحملت العبء الأكبر للحملة الأمنية الوحشية التي نفذتها قوات الأمن خلال الانتفاضة التي اجتاحت إيران منذ سبتمبر».

وتأتي كردستان في المرتبة الثانية لجهة عدد قتلى الاحتجاجات (53 شخصاً)، إذ إنها مسقط رأس أميني. وتقع في غرب إيران عند الحدود مع العراق وتعد مركزاً آخر للاحتجاجات، فيما يشكل السنة غالبية سكانها. لكن عدد القتلى في المدن الكردية الموزعة على أربع محافظات غرب البلاد يتخطى 105 أشخاص على الأقل، حسبما أفاد نائب مدينة مهاباد، جلال محمود زاده، الأسبوع الماضي. تتهم إيران، الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، بتأجيج ما تصفه على نحو كبير بأنه «أعمال الشغب». وحملت «انفصاليين» مسؤولية أعمال العنف المرتبطة بالاحتجاجات في كردستان، فيما نفذت ضربات دامية متكررة عبر الحدود في العراق استهدفت مجموعات كردية تنشط في المنفى. وكُتب على إحدى اللافتات التي رفعها المتظاهرون في زاهدان، الجمعة: «لو كان الأكراد والبلوش انفصاليين لقاتلوا ضد إيران لا من أجلها». وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب شهريار حيدري، لوكالة «إيلنا» الإصلاحية، إن «90 في المائة من الأشخاص الذين نزلوا إلى الشارع كانوا من المحتجين على الوضع الحالي، و10 في المائة كانوا مثيري شغب، ومن أجهزة مخابرات أجنبية وإرهابيين». وصرح: «يجب دعوة المحتجين إلى لجنة تقصي الحقائق ليكون لهم حضور فعال، لأن الهيئة المكونة من 4 منظمات ووزارات لا تفيد أحداً ولا قيمة لها وغير فاعلة». ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد «الحرس الثوري» في طهران، حسن حسن زاده، أن القوات «تعمل على توطيد انتصارها»، في إشارة إلى حملة القمع التي تشنها السلطات ضد المحتجين. وأضاف: «بالتزامن مع خطاب رئيسي (الرئيس الإيراني) في الأمم المتحدة، كنا نخوض مواجهات في شوارع طهران و22 محافظة في البلاد، وكانت الأمور تصير باتجاه إعلان مقتل آلاف الأشخاص في إيران، لكننا قدمنا خسائر لكن لم نسمح بتنفيذ إرادة الأعداء».وقال حسن زاده، «نحن في النقطة النهائية من المواجهة مع إسرائيل»، وتابع: «إسرائيل لا تعرف الهدوء لا في أرضها ولا البحار، إذا دققنا في الأخبار سنرى بين 5 إلى 10 عمليات ضد هذا البلد على أراضيه وخارجها هذه الأيام».

وقال قائد الوحدة «الصاروخية» في «الحرس الثوري» العميد أمير علي حاجي زاده، الأسبوع الماضي، إن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاحتجاجات. وتم توقيف آلاف الإيرانيين وحوالي 40 أجنبياً على خلفية الأحداث، بينما وُجهت اتهامات لأكثر من ألفي شخص، حسب السلطات القضائية. وأفادت وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) بأن عدد القتلى في صفوف المحتجين وصل إلى 462 شخصاً، بينهم 64 طفلاً، حتى الخميس الأول من ديسمبر (كانون الأول). وأشارت الوكالة إلى اعتقال 18206 أشخاص في 157 مدينة و143 جامعة شهدت احتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 17 سبتمبر. وقضى 61 عنصراً من قوات الأمن، حسب الوكالة. وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهراً على الأقل، معظمهم في بلوشستان. وعلق مدير المنظمة محمود أميري مقدم، على المظاهرة النسائية الأخيرة في زاهدان بالقول، «إنها بالفعل نادرة من نوعها»، إذ إن المدينة شهدت على مدى الشهرين الماضيين خروج الرجال إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الاحتجاجات الحالية في إيران ليست إلا انطلاقة لثورة كرامة». وأضاف: «ساهمت هذه الاحتجاجات بتمكين النساء والأقليات الذين تم التعامل معهم على مدى أربعة عقود كمواطنين من الدرجة الثانية، ليخرجوا إلى الشوارع ويطالبوا بحقوقهم الأساسية».

بموازاة الاحتجاجات في بلوشستان، أظهرت تسجيلات الفيديو مشاركة مجموعة كبيرة من المحتجين في مراسم اليوم الثالث على مقتل مهران سماك (27 عاماً) في ميناء أنزلي، أثناء احتفاله بهزيمة المنتخب الإيراني أمام نظيره الأميركي في إطار مباريات كأس العالم.

وردد المتظاهرون هناك شعارات منددة بالمرشد الإيراني، حسبما أظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي. كما شارك العشرات في مراسم أربعين سينا ملايري الذي قتل في مدينة أراك. وتداولت فيديوهات مساء الخميس، تظهر ترديد هتافات ضد خامنئي في أحياء من العاصمة.وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان الجمعة إن كندا فرضت عقوبات إضافية على إيران بسبب حرمان النساء والفتيات من حقوقهن، فضلا عن قمع الاحتجاجات السلمية. وتستهدف أحدث جولة من العقوبات أربعة أفراد وخمسة كيانات قالت أوتاوا إنها مرتبطة «بانتهاكات طهران الممنهجة لحقوق الإنسان» والإجراءات التي «تهدد السلم والأمن الدوليين».ونقلت رويترز عن البيان «كندا لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتزايد انتهاكات النظام لحقوق الإنسان في نطاقها وشدتها ضد الشعب الإيراني».

 

أنقرة تدافع عن «الانخراط» مع دمشق وتتمسك بإنشاء «حزام أمني»وسط معلومات عن رفض الأسد وساطة روسية لترتيب لقاء يجمعه بإردوغان

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

أكدت تركيا أنها لن تتخلى عن استكمال الحزام الأمني الذي تنوي إقامته على حدودها الجنوبية بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية. وجاء هذا التأكيد في وقت وجّهت فيه الولايات المتحدة تحذيراً جديداً لتركيا من عرقلة عمليات قواتها والقوات الكردية لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، في موقف يكرر رفض الأميركيين تلويح أنقرة بعملية عسكرية برية ضد مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد، في منبج وتل رفعت وعين العرب (كوباني) شمال سوريا. بالتزامن مع ذلك، أكدت تركيا أمس أن «هناك حاجة للانخراط» مع النظام السوري، والوصول إلى توافق بينه وبين «المعارضة المعتدلة»، في ظل معلومات عن رفض الرئيس السوري بشار الأسد «ضغوطاً» من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لترتيب لقاء يجمعه بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وجدد إردوغان أمس التأكيد أن بلاده «ستكمل حتماً» الشريط الأمني الذي تقوم بإنشائه على حدودها الجنوبية بعمق 30 كيلومتراً. وقال إردوغان، خلال مشاركته في فعالية جماهيرية نظمها حزب العدالة والتنمية الحاكم لافتتاح مجموعة من المشاريع في ولاية شانلي أورفا الحدودية مع سوريا السبت، إن الهجمات التي تتعرض لها تركيا (من داخل سوريا) «لن تتمكن من ثنيها عن تحقيق هذا الهدف (استكمال الحزام الأمني)».

في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده بحاجة لتطهير شمال سوريا من «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قسد»، مثلما فعلت مع تنظيم «داعش». وقال جاويش أوغلو، على هامش مشاركته في النسخة الثامنة لمنتدى الحوار المتوسطي المنعقد في العاصمة الإيطالية روما: «مثلما طهّرنا شمال سوريا من داعش فنحن بحاجة إلى مواصلة عملياتنا لتطهير المنطقة من حزب العمال الكردستاني وأذرعه (وحدات حماية الشعب)».

- الانفتاح على النظام

وبخصوص مساعي التقارب مع نظام الرئيس الأسد وتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، قال وزير الخارجية التركي إن آثار الحرب المستمرة بسوريا منذ 11 عاماً طالت الجميع، مضيفاً أنه يجب تحقيق توافق بين المعارضة المعتدلة، المعترف بها عبر قرارات مجلس الأمن الدولي، والنظام. وأضاف جاويش أوغلو: «هناك حاجة للانخراط مع النظام أيضاً حتى تكون المحادثات في إطار اللجنة الدستورية وصيغة أستانة بناءة أكثر مما هي عليه اليوم... هذا الأمر ضروري كذلك من أجل ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بطريقة طوعية وكريمة... لا يمكن إرسال السوريين واللاجئين الآخرين بطريقة قسرية، وإنما يجب أن تكون العودة طوعية». وتابع: «علينا في الوقت نفسه أن نتعاون في حربنا ضد التنظيمات الإرهابية دون أي تمييز فيما بينها»، معرباً عن أمله في أن «يفهم النظام السوري أيضاً أنه لا يمكن إحلال سلام واستقرار مستدامين في البلاد من دون توافق». وأشار إلى أن الإرهاب يعد من أكبر الانعكاسات للأزمة السورية، معتبراً أن «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) كلها «تنظيم واحد» يأتي قادته من جبال قنديل في شمال العراق. وأكد أن هذا «التنظيم الإرهابي» يؤثر على تركيا بطريقة مباشرة، وقد نفذ خلال آخر عامين نحو 2000 هجوم إرهابي ضدها ما تسبب في مقتل نحو 300 مواطن، بالإضافة إلى مقتل مدنيين سوريين. وأضاف أن التنظيم «يقمع الأقليات»، كما أنه يستهدف «الأقليات المسيحية... لكن أصدقاء تركيا الأوروبيين والغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، يغضون الطرف عن ذلك». ولفت جاويش أوغلو إلى أن «حزب العمال الكردستاني» يسعى لتقسيم البلدان، مضيفاً أنه عندما أطلقت تركيا عمليات ضده بسوريا عام 2019 (عملية نبع السلام العسكرية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019) تعهدت الولايات المتحدة وروسيا بإبعاده عن الحدود التركية 30 كلم على الأقل، لكن لم تفيا بالتعهدات التي قدمتاها لتركيا و«لا يزال الإرهابيون في إمكانهم استهداف تركيا وهم يواصلون ذلك، لذا نحن بحاجة إلى مواصلة عملياتنا حتى نطهر المنطقة من الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية». وتابع: «لكن في الوقت ذاته نحن على اتصال مع النظام السوري على مستوى الاستخبارات؛ لأن التنظيم الإرهابي هدفه تقسيم البلاد، وهذا يؤثر أيضاً على سوريا والشعب السوري».

وكان الرئيس رجب طيب إردوغان أكد الأسبوع الماضي أن الأمور يمكن أن تعود إلى نصابها مع سوريا في المرحلة المقبلة مثلما جرى مع مصر، «فليست هناك خصومة دائمة في السياسة». وتسعى روسيا للعب دور الوسيط بين إردوغان والأسد من أجل عقد لقاء بينهما، وإن كانت ترى أن الأرضية لعقد مثل هذا اللقاء لم تتهيأ بعد. وفي هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز»، السبت، عن 3 مصادر لم تسمها، أن النظام السوري يقاوم ضغوطاً روسية، وأن الأسد يرفض لقاء إردوغان بعد أن اقترح عليه ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون الكشف عن موعد الحديث الذي جرى بينهما. ونقلت «رويترز» عن مصدرين قولهما إن «دمشق تعتقد أن مثل هذا الاجتماع قد يعزز فرص إردوغان قبل الانتخابات الرئاسية التركية العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 مليون لاجئ سوري من تركيا». وأضاف المصدران: «تقول دمشق: لماذا نمنح إردوغان نصراً مجانياً؟... لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات... سوريا رفضت أيضاً فكرة عقد اجتماع لوزراء الخارجية». وقال المصدر الثالث، وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح بحسب الوكالة، إن سوريا ترى مثل هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما طلبوه حتى الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية. كما نقلت الوكالة عن مصادر تركية قولها إن «عقد اجتماع بين الأسد وإردوغان قد يكون ممكناً في المستقبل غير البعيد... بوتين يعبد ببطء الطريق للقاء... ستكون بداية تغيير كبير في سوريا، وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا... ستستفيد روسيا أيضاً، نظراً لأنها متداخلة في العديد من المجالات». وبحسب «رويترز»، رغم حديث تركيا عن عملية عسكرية محتملة ضد «قسد» في شمال سوريا فإن اقتراحات روسية قوبلت بإيجابية من أنقرة بعضها يتحدث عن انسحاب «قسد» من مناطق تريدها تركيا شمال سوريا، مقابل إعادة قوات النظام السوري إليها.

- تحذير أميركي جديد

بالتزامن مع ذلك، كررت الولايات المتحدة تحذيرها لتركيا من تعطيل عمليات القوات الأميركية والكردية ضد تنظيم «داعش» في سوريا، وعبّرت في الوقت ذاته عن تفهمها لمخاوف أنقرة الأمنية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، في تصريحات ليل الجمعة-السبت، إن القصف التركي للمناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرقي سوريا مستمر، في إشارة إلى عملية «المخلب-السيف» التي أطلقتها تركيا ليل 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على خلفية تفجير إرهابي وقع في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول، نسبته أنقرة إلى «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية الحليفة لأميركا في الحرب على «داعش». ولفت كيربي إلى أنه لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى أن تركيا ستطلق عملية عسكرية برية ضد «قسد» في شمال سوريا. وقال: «يواصلون شن غارات جوية... لا دليل حتى الآن على عملية برية وشيكة عبر الحدود التركية السورية، حيث تنتشر قوات أميركية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد)». وأضاف كيربي أن تركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن عمليات القصف تنطوي على مخاطر جسيمة. وأوضح: «ندرك مخاوفهم الأمنية المشروعة للدفاع عن أنفسهم... ما لا نريد رؤيته هو عمليات في سوريا يمكن أن تتسبب في وقوع إصابات بين المدنيين مرة أخرى، ويمكن أن تتسبب في وقوع إصابات بين أفرادنا، ويمكن أن تصرف انتباه شركائنا في (قسد) عن مهمة حقيقية وضرورية للغاية قائمة ضد تنظيم داعش... لا نريد أن نرى أي شيء من شأنه أن يؤثر في قدرتنا على مواصلة الضغط على التنظيم المتطرف». وتابع أن «المستوى الاستراتيجي للتعاون مع قوات (قسد) ليس مهدداً، لكن القصف التركي ضدها يعني أن القوات الكردية ستكون أقل استعداداً لمواصلة المساهمة في مواجهة تنظيم (داعش) بمعدل يومي».

- دعم لـ«قسد»

وغداة إعلان «قسد» وقف التنسيق مع التحالف الدولي للحرب على «داعش»، سيّرت القوات الأميركية و«قسد» دورية مشتركة، السبت، تجولت بمناطق رميلان وقحطانية في ريف محافظة الحسكة، تزامناً مع استمرار الهدوء الحذر في شمال شرقي سوريا، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ولفت «المرصد» إلى أن قوات التحالف الدولي، بمشاركة قوات المهام المشتركة وعملية العزم الصلب، أجرت، الجمعة، تدريبات عسكرية بالقرب من منطقة الجوادية شرق القامشلي بريف الحسكة الشمالي، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، بهدف معرفة مدى كفاءة الطاقم واستعداده، وتأكيداً على دعمها لـ«قسد» في المنطقة. كما أجرت قوات التحالف الدولي تدريبات عسكرية في قاعدتها بحقل «كونيكو» للغاز بريف دير الزور، شملت القفز بالمظلات من الطائرات، للمرة الأولى، إضافة إلى استخدام الأسلحة الثقيلة. وشهدت مناطق دير الزور تسيير دوريتين لـ«التحالف الدولي» بالاشتراك مع «قسد»، الأولى في بلدة الطيانة، والثانية في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، تزامناً مع تحليق طيران مروحي في أجواء المنطقة. من ناحية أخرى، وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى محيط مناطق «مجلس منبج العسكري» المنضوي تحت قيادة «قسد» في ريف حلب الشرقي، دون التقدم نحو مناطق التماس مع القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة. وتتألف التعزيزات من أكثر من 600 جندي بعتادهم وآليات ثقيلة من دبابات ومدافع، تمركزت في قرى عدة محيطة بمناطق «مجلس منبج العسكري» بريف حلب، منها تل أسود، التايهة، جب مخزوم ومنطقة خفسة جنوب منبج وغربها.

- هجوم تركي

بالمقابل، قصفت القوات التركية بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات النظام في قرى سفتك وزور مغار وزيارة بريف عين العرب (كوباني) الغربي، كما قصفت بالمدفعية الثقيلة قاعدة لقوات النظام في بلدة عين عيسى شمال الرقة، واستهدف القصف المدفعي التركي قرية أبو صرة بريف عين عيسى وقرية كور حسن بريف تل أبيض شمال الرقة. وأشار «المرصد السوري» إلى قصف مسيّرة تركية، موقعاً قرب خطوط التماس المقابلة لمناطق «نبع السلام» شرق عين عيسى، بالتزامن مع تحليق 6 مروحيات تابعة للقوات الروسية فوق قطاع من طريق حلب-اللاذقية الدولي (إم 4) من قاعدة صرين وحتى مناطق نفوذ «مجلس الباب العسكري» المنضوي تحت قيادة «قسد». وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان السبت، إن القوات الخاصة التركية قتلت اثنين من عناصر «الوحدات» الكردية أثناء محاولة لتنفيذ هجوم في منطقتي «غصن الزيتون» و«نبع السلام» في شمال وشمال شرقي سوريا. وزار وفد من أعضاء لجنة الدفاع الوطني بالبرلمان التركي النقطة صفر على الحدود بين تركيا وسوريا في ولاية هطاي جنوب البلاد، السبت، بدعوة من وزير الدفاع خلوصي أكار لتفقد الوضع في المنطقة والإجراءات التي اتخذتها القوات التركية لمواجهة أي تهديد أمني للبلاد.

 

تجدد الجدل في العراق حول قانون حرية التعبير والبرلمان ناقش مشروعه للمرة الأولى

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

تجدد الجدل حول قانون حرية التعبير في العراق، أمس السبت، بعد قراءته للمرة الأولى في البرلمان، وهو جدل ممتد لسنوات من قبل ناشطين ومنظمات حقوقية ومهنية مدافعة عن حرية التعبير تعتقد أن القانون بنسخته الحالية يعيق مسار الديمقراطية الناشئ والمتعثر في البلاد. والاعتراضات بمجملها دفعت مجلس النواب دائماً إلى التريث في تشريعه وإقراره وتأجيله إلى الدورات اللاحقة، على أمل أن تكون المراجعات والتعديلات اللاحقة كافية لإقناع المعترضين وتالياً عدم الممانعة على إقراره. وأنهى مجلس النواب، أمس، القراءة الأولى لمشروع قانون «حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي»، المعد من قبل لجنة حقوق الإنسان النيابية. حركة «الجيل الجديد» الكردية، التي لها 9 مقاعد نيابية وتتحالف مع حركة «امتداد» ذات العشرة مقاعد، كانت أول المعترضين على مشروع القانون، وهي المرة الأولى التي تتقدم فيها كتلة برلمانية صفوف المعارضين لتشريع القانون. وأعلنت رئيسة كتلة الحركة البرلمانية سروة عبد الواحد، رفضها للقانون، ورفض مجموعة من النواب المستقلين في البرلمان، ودعت الإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني للوقوف مع المعارضين لعدم إقراره برلمانياً. وقالت عبد الواحد، في بيان، «العراق لا يحتاج إلى تشريع قانون لحرية التعبير لأنه مكفول بالدستور ضمن المادة 38، ولا توجد أي إشارة إلى أن ينظم بقانون». وكشفت عن «البدء بجمع التواقيع لسحب القانون لغرض التعديل»، مطالبة الصحافيين والإعلاميين والناشطين ومنظمات المجتمع المدني والشارع الشعبي العراقي بكل أطيافه بـ«الوقوف ضد هذا القانون وعدم السماح للبرلمان بتشريعه». وأكدت أن «القانون يتضمن عقوبات وفقرات جزائية كثيرة في موضوع حق التظاهر والاجتماع السلمي وأخذ الإذن للتظاهر قبل فترة معينة، وهناك مصطلحات وعبارات مطاطية ممكن لأي أحد أن يستخدمها ضد كل من يريد التظاهر والتعبير عن رأيه». رئيس منظمة الدفاع عن حرية الصحافة مصطفى ناصر، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «طرح القانون ومناقشته في البرلمان من دون مراعاة التعديلات التي أجراها البرلمان خلال دورتين سابقتين التي أخذت بنظر الاعتبار الاعتراضات الجدية التي طرحها ناشطون ومنظمات، هي نوع من أنواع عمليات ابتزاز للمجتمع المدني، إلى جانب أن عدم وجود عملية اعتراض من نقابة الصحافيين وهيئة البث والإرسال أمر معيب». ويضيف ناصر: «أبرز الاعتراضات تتمثل في المزج بين حرية التعبير والصحافة وحق التظاهر. الدستور كفل حرية التعبير والصحافة بكل أشكالها، وكفل أيضاً حرية التظاهر لكنه لم ينظمها بقانون حتى الآن... المادة الثانية من القانون تشير إلى تنظيم حرية التعبير، وهي حرية مطلقة ولا تنظم ومكفولة دستورياً». ويرى ناصر أن «بعض الجهات البرلمانية تسعى للالتفاف على الاعتراضات الجدية على القانون من خلال تقديم بعض التنازلات الطفيفة ليبدو القانون مقبولاً، مثل قضية كفالة القانون لحق الاجتماعات الخاصة، مع أن هذه القضية مكفولة دستورياً وقانونياً، أو فيما يتعلق بحرية البحث العلمي المكفولة هي الأخرى». ويوضح أن «لدينا اعتراضات وإشكالات جدية على نحو 17 مادة من مواد القانون، وقد توصلنا إلى اتفاق مع لجنة حقوق الإنسان النيابية في الدورتين السابقتين على تعديل جزء منها، لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار في الدورة الحالية».

 

أميركا بايدن وأوروبا ماكرون «أصلحتا كل شيء» عبر الأطلسي

توثيق العلاقات وتجديد التحالف بين واشنطن وباريس في مواجهة خصوم المستقبل

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

كانت الرحلة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ولاية لويزيانا الأميركية مجرد تذكير بالعمق التاريخي للعلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا. بيد أن زيارة الدولة الأولى في عهد الرئيس جو بايدن -والثانية لماكرون منذ وصوله إلى الإليزيه عام 2017- تعكس تطلع الدولتين الحليفتين إلى تبديد الخلافات التي نشأت خلال السنوات الماضية، وإلى تطوير الصلات الوثيقة مستقبلاً على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية عبر الأطلسي. على رغم الخلافات التي ظهرت في فترات مختلفة على الضفتين، ولا سيما خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لم يخف الرئيس الفرنسي الاستياء الشديد من خطوات اتخذتها إدارة الرئيس بايدن، بما في ذلك من قانون الإعانات الضخمة والإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية ومشاريع الطاقة المتجددة المصنوعة في الولايات المتحدة باعتبارها «شديدة العدائية» حيال أوروبا. وقبيل العشاء الفاخر الذي أقيم على شرفه في البيت الأبيض، تحدث ماكرون باسم أوروبا، معتبراً أن «خطابي الصادق» مع بايدن أعطى أُكله. وأضاف أنه «كان من واجبي أن أقول (ذلك) باسم أوروبا، وليس فقط باسم فرنسا»؛ لأن واشنطن لم تناقش القانون مع الاتحاد الأوروبي قبل إقراره. ومع أنه لم يتطرق إلى خلاف سابق بسبب صفقة عقدتها أستراليا مع الولايات المتحدة لشراء غواصات تعمل بالوقود النووي على حساب عقد ضخم مع فرنسا لشراء غواصات تعمل بالديزل، كان من الواضح أن تراكم الخلافات يمكن أن «يفكك الغرب» في مواجهة خصوم مثل الصين وروسيا.

- عميد السياسيين الأوروبيين

بوجود زعماء جدد نسبياً يحكمون في ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، تصرف ماكرون باعتباره عميد السياسيين الأوروبيين وأكثرهم براغماتية. دافع بحماسة عن أوروبا التي تواجه أخطر مرحلة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، بسبب ما سماه «العدوان الإمبريالي» من روسيا ضد أوكرانيا، مشدداً على الدور الاستثنائي الذي يضطلع به حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لجم طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علماً أنه وصف حال التحالف العسكري الغربي عام 2019 بأنه «ميت دماغياً». لعل ذلك هو سبب الترحيب الأميركي الحار بزيارة ماكرون، الذي انتزع موافقة غير متوقعة، وإن كانت مشروطة، من بايدن للتواصل مع بوتين «إذا أنهى حربه» على أوكرانيا. وكان هذا نجاحاً للرئيس الفرنسي الذي يواجه هجوماً لا هوادة فيه داخل بلاده من اليسار؛ لتفضيله الأثرياء على الفقراء واقتراحه رفع سن التقاعد تدريجياً إلى 65 عاماً، ومن اليمين بسبب تساهله مع الهجرة، قطع ماكرون شوطاً في الولايات المتحدة نحو التغلب على التوترات في شأن الاقتصاد وأفضل السبل لإنهاء الحرب. وعلى غداء على شرفه، وصف وزير الخارجية أنتوني بلينكن ماكرون بأنه صاحب «رؤية استثنائية» و«قوة محفزة لنا جميعاً، لجميع شركائنا. لا يمكننا الاستغناء عنها».

- «أصلحنا كل شيء»

ومع أنه تحدث كثيراً عن الخلافات حتى قبل زيارة الدولة التي قام بها إلى الولايات المتحدة، أظهر ماكرون حنكته السياسية في مأدبة الغداء التي حضرتها أيضاً نائبة الرئيس كامالا هاريس في وزارة الخارجية. وقال باللغة الإنجليزية إن اجتماعه مع بايدن استمر ثلاث ساعات؛ لأننا «أصلحنا كل شيء». وتحدث طويلاً بارتجال عن «الرابطة الفريدة» بين الولايات المتحدة وفرنسا باعتبارهما بلدين «فخورين للغاية أو واثقين للغاية من أنفسنا (…)؛ لأننا نعتقد أننا مسؤولون عن حماية قيم عالمية معينة»، مثل الحرية التي دافع عنها الجنود الأميركيون الشبان عندما ماتوا على التراب الأوروبي». وأضاف: «لن ننسى ذلك أبداً». وأوجد الزعيمان أرضية مشتركة للتعامل مع محاولات الصين توسيع نفوذها عبر سياسات جائرة وقهرية ضد جيرانها ومع العالم الأوسع. ومن الحرب، تحول ماكرون إلى السياسة الداخلية، مشيراً إلى «عودة ظهور العنصرية وخطاب الكراهية» في المجتمعات الغربية. وشكر للولايات المتحدة ابتعادها عن «الديماغوجيين»، في إشارة ضمنية إلى عهد ترمب. وأثناء وجوده في مدينة نيو أورليانز بولاية لويزيانا، التقى ماكرون الملياردير إيلون ماسك، الذي أطلق مشاريع ضخمة لصناعة السيارات الكهربائية واستكشاف الفضاء واشترى أخيراً منصة «تويتر» للتواصل الاجتماعي. وقال مسؤولون إن الاجتماع الذي لم يكن على جدول أعمال ماكرون وحصل بناء على طلب ماسك. وكتب ماكرون في تغريدة أنه «تماشياً مع طموحنا في أن نصير محايدين كربونياً وإعادة التصنيع في فرنسا وأوروبا، تحدثت (…) مع إيلون ماسك حول المشاريع الصناعية الخضراء المستقبلية، ولا سيما تصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات في أوروبا». وقال ماكرون أيضاً إنه أجرى «مناقشة واضحة وصادقة» حول «تويتر»، بعد أيام من تحذير مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي لماسك من أن الشركة يجب أن تفعل المزيد لحماية المستخدمين من المحتوى الضار.

- لويزيانا «الفرنسية»

وقبيل عودته إلى فرنسا، ألقى ماكرون كلمة في متحف نيو أورليانز للفنون، قال فيها إنه شعر بأنه عاد إلى البيت. قال إن «هناك ما يمكن أن أسميه غرابة مألوفة في هذه المدينة»، موضحاً أن «لغتنا وتاريخنا موجودان هنا». ورأى كثيرون أن الزيارة هي الأولى إلى لوزيانا من رئيس فرنسي منذ رحلة الرئيس السابق فاليري جيسكار ديستان إلى لافاييت ونيو أورليانز في عام 1976، علماً بأن الرئيس الفرنسي الآخر الوحيد الذي زار لويزيانا هو شارل ديغول عام 1960. ولدى اجتماعه مع حاكم الولاية الديمقراطي جون بيل إدواردز، قال الرئيس ماكرون إن «زيارة الدولة هذه تمكننا من وضع فرنسا، ومع فرنسا أوروبا، في قلب أجندة الولايات المتحدة. وعلى رغم مخاطر تغير المناخ في ولاية ترتبط فيها عشرات الآلاف من الوظائف بصناعة النفط والغاز، قال ماكرون إن توقفه في نيو أورليانز «رمزي للغاية» للجهود المتعلقة بالمناخ. وقال إدواردز: «مثلي، يعتقد الرئيس ماكرون أن تغير المناخ أمر حقيقي». وسميت لويزيانا تيمناً بلويس الرابع عشر، ملك الشمس الشهير الذي حكم فرنسا لمدة 72 عاماً، بدءاً من عام 1643. ونيو أورليانز هي المكان الذي أنجزت فيه عملية شراء الولايات المتحدة للويزيانا من فرنسا عام 1803.

 

زيلينسكي: وضع سقف لسعر النفط الروسي «ليس قراراً جدياً»

كييف/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، وضع سقف لسعر برميل النفط الروسي بستين دولاراً، بعد اتفاق دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وأستراليا، معتبراً أنّه ليس «قراراً جدياً»، بعدما اقترحت كييف سعراً أدنى بمرتين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال زيلينسكي بحسب مكتب الرئاسة: «تحديد هذا السقف للأسعار الروسية ليس قراراً جدياً، فهذا الأمر مريح تماماً لموازنة الدولة الإرهابية». ويناهز سعر برميل الخام الروسي راهناً 65 دولاراً، أي ما يفوق السقف الاوروبي بقليل، الأمر الذي يعني تأثيراً محدوداً على المدى القصير. وأضاف زيلينسكي في كلمته الليلية إن «روسيا بتعمّدها زعزعة استقرار سوق الطاقة تسبّبت بالفعل بخسائر كبرى لحقت بكل بلدان العالم»، واعتبر أن القرار الصادر بتحديد سقف لسعر النفط الروسي ينم عن «موقف ضعيف». ورأى أنها «مسألة وقت ليس إلا حتى يحين أوان استخدام أدوات أقوى». وقال أيضا إن «المنطق واضح: إذا تم تحديد سقف لسعر النفط الروسي عند 60 دولارا بدلا من 30 دولارا على سبيل المثال، وهو السعر الذي اقترحته بولندا ودول البلطيق، ستتلقى الموازنة الروسية نحو 100 مليار دولار في العام... هذه الأموال ستستخدم أيضا في مزيد من زعزعة الاستقرار في البلدان التي تحاول حاليا تجنّب (اتّخاذ) قرارات كبرى». وخلال المفاوضات التي أجريت لتحديد سقف لسعر النفط الروسي، سعت بولندا إلى التمسّك بسقف لسعر النفط الروسي عند 30 دولاراً، لكنّها وافقت الجمعة على السقف الذي تم إقراره.

 

الغرب يقدم أجيالاً جديدة من القاذفات والمقاتلات الجوية تحسباً لمواجهات مع الصين منها «بي 21 رايدر» الأميركية... وأخرى نفاثة بريطانية ـ إيطالية ـ يابانية

واشنطن: علي بردى - طوكيو. لندن/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

التوجهات الدفاعية الجديدة لليابان قد تكون المحرك وراء الدخول مع بريطانيا وإيطاليا في اتفاقية رائدة لتطوير مقاتلة نفاثة متطورة جديدة بشكل مشترك، والتي سيعلن عنها الأسبوع المقبل. وبالنسبة لطوكيو ولندن، يمثل هذا تتويجاً لعلاقات دفاعية أوثق من أي وقت مضى، والذي بدوره يمنح بريطانيا دوراً أمنياً أكبر في آسيا، ويزود اليابان بشركاء أمنيين جدد يمكنهم مساعدتها في مواجهة القوة العسكرية المتنامية للصين المجاورة، إذ أعلن مسؤولون دفاعيون في اليابان أن النظام الدفاعي الحالي للبلاد غير كافٍ لمواجهة هجوم بصواريخ باليستية، وخصوصاً إذا أُطلقت صواريخ عدة بشكل متزامن، مطالبين بامتلاك القدرة على شن هجمات مضادة. يأتي ذلك على ضوء التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية من خلال امتلاكها صواريخ باليستية. وأعلن الائتلاف الحاكم في اليابان أنه ينبغي أن تكون للبلاد القدرة على شن «هجوم مضاد» في حال استُهدفت بهجوم مسلح. ومن المتوقع أن يكون هذا أحد أكبر التغييرات التي تشهدها السياسة الأمنية لليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. جاء ذلك خلال محادثات عقدها الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم وشريكه الأصغر في الائتلاف (حزب كوميه) الجمعة، حسبما ذكرت أمس السبت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية. وقال الحزبان إن النظام الحالي لليابان ليس جاهزاً بالقدر الكافي للتعامل مع التهديدات المتنامية في المنطقة. وفي يوليو (تموز) أُعلن عن مسعى دمج مشروع المقاتلة النفاثة «تمبست» بقيادة بريطانية مع برنامج مقاتلة «إف إكس» الياباني. وستكون تلك هي المرة الأولى التي تتعاون فيها اليابان مع دول أخرى غير الولايات المتحدة في مشروع رئيسي للمعدات الدفاعية.

وقال كومادا هيروميتشي، من الحزب الليبرالي الديمقراطي، «مقارنة بما كان عليه قبل عشر سنوات، صار الوضع أكثر خطراً، حيث تواصل كوريا الشمالية إطلاق مزيد من الصواريخ الباليستية. لذا اتفقنا على أن اليابان ينبغي أن تمتلك قدرات شن هجمات مضادة؛ للدفاع عن نفسها». وقالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن إعلان المشروع الدفاعي المشترك سيأتي قبل أن تصدر اليابان استراتيجية جديدة للأمن القومي، وخطة مشتريات عسكرية في منتصف ديسمبر (كانون الأول). وهذا التعزيز العسكري، الذي يمكن أن يضاعف ميزانية الدفاع في البلاد إلى نحو خمسة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الخمس المقبلة، سيشمل دفع ثمن أسلحة جديدة، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى المصممة لردع الصين عن اللجوء إلى العمل العسكري في وحول بحر الصين الشرقي.

وذكرت المصادر أن المحادثات بين اليابان وبريطانيا وإيطاليا بشأن المقاتلة النفاثة الجديدة ستستمر في العام المقبل. وفي سياق متصل كشفت الولايات المتحدة للمرة الأولى، الجمعة، عن جوانب من قاذفة «بي 21 رايدر» النووية الشبحية البعيدة المدى بعد سنوات من التطوير السري، باعتبارها جزءاً من الرد على المخاوف المتزايدة من نزاع مستقبلي مع الصين. وسافر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى منشأة تابعة للقوات الجوية بمدينة بالمديل في ولاية كاليفورنيا، من أجل إزاحة الستارة عن القاذفة الاستراتيجية الجديدة والأولى من نوعها منذ 30 عاماً، والتي لم يصدر أي تفصيل عنها سوى الرسوم الفنية الخاصة بها.

وتظهر الصور القليلة المتوافرة أن «بي 21 رايدر» تشبه القاذفة «بي 2 سبيريت» النووية السوداء التي ستحل مكانها في النهاية. وكانت التقديرات عام 2010 تفيد بأن «بي 21 رايدر» ستكلف نحو 550 مليون دولار لكل طائرة، ولكن التقديرات الحالية تشير إلى أن المبلغ يصل إلى 750 مليون دولار.

وتعد القاذفة الجديدة التي تصنعها شركة «نورثروب» جزءاً من جهود وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لتحديث كل الأضلع في ثالوثها النووي، والذي يتضمن صواريخ نووية تطلق من الصوامع، ورؤوساً حربية تطلق من الغواصات، بهدف الانتقال في العقود المقبلة من حملات مكافحة الإرهاب إلى التعامل مع التحديث العسكري السريع للصين.

وقالت إيمي نيلسون، الخبيرة في معهد بروكينغز الأميركي للأبحاث ومقره واشنطن، إن القاذفة «مصممة للتطور». وأشارت إلى أن «بنيتها الهندسية المفتوحة» ستتيح خصوصاً في المستقبل «إدخال برامج» قادرة على تحسين أدائها «بحيث لا تصبح الطائرة عتيقة بسرعة». وأضافت: «إن (بي 21 رايدر) جرى العمل عليها أكثر بكثير من سابقاتها، وهي حديثة حقاً». وعلى عكس القاذفة «بي 2»، تمتلك الطائرة الجديدة «قدرة مزدوجة»؛ إذ يمكنها الضرب بصواريخ نووية وبأسلحة تقليدية. كما أنها تستطيع «إطلاق صواريخ طويلة وقصيرة المدى». وكشف البنتاغون أن الصين في طريقها لامتلاك 1500 سلاح نووي بحلول عام 2035، كما أن مكاسبها في مجال تفوق سرعة الصوت والحرب الإلكترونية والقدرات الفضائية وغيرها من المجالات تمثل «التحدي الأكثر أهمية ومنهجية للأمن القومي للولايات المتحدة والنظام الدولي الحر والمفتوح». وقالت أمينة القوات الجوية الأميركية ديبوراه لي جيمس، عندما أعلن العقد عام 2015، إن «بي 21 رايدر أكثر قابلية للبقاء، ويمكنها مواجهة التهديدات الأكثر صعوبة». وعلى غرار معظم التصاميم العسكرية الأميركية الحديثة، بما فيها الطائرات المقاتلة «إف 22» و«إف 35»، ستكون «بي 21» طائرة متخفية. وهذه التكنولوجيا التي تقلل من إمكانية اكتشاف الطائرات عبر الرادار موجودة منذ عقود. لكن وفقاً للشركة المصنعة، فإن القاذفة ستكون من طراز «الجيل الجديد من الطائرات الشبح» التي تستخدم «تقنيات ومواد جديدة» لم يسبق أن كشف عنها حتى الآن. أما اسمها (رايدر) فمستوحى من الغارة التي شنها الكولونيل جيمس دوليتل لقصف طوكيو في عام 1942، وكانت تلك الضربة الأميركية الأولى على الأراضي اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، رداً على هجوم الطائرات اليابانية على قاعدة بيرل هاربور في هاواي قبل عام من ذلك. وأفادت الرئيسة التنفيذية لـ«نورثروب»، كاثي واردن، بأنه على الرغم من أن «بي 21 رايدر» تشبه «بي 2» شكلاً، فإن الداخل مختلف، موضحة أن «الطريقة التي تعمل بها داخلياً متقدمة للغاية مقارنة بالطراز بي 2؛ لأن التكنولوجيا تطورت كثيراً من حيث القدرة على الحوسبة التي يمكننا الآن تضمينها في برنامج بي 21». ويحتمل أن تشمل التغييرات الأخرى المواد المستخدمة في الطلاء لجعل القاذفة أكثر صعوبة في الكشف عنها، وطرقاً جديدة للتحكم في الانبعاثات الإلكترونية، بحيث يمكن للمهاجم أن يخدع الرادارات المعادية ويتنكر في هيئة كائن آخر، واستخدام تقنيات دفع جديدة، كما قال عدد من الخبراء الدفاعيين. وقالت واردن: «عندما نتحدث عن ضعف الملاحظة، تكون ملاحظة منخفضة بشكل لا يصدق»، مضيفة: «ستسمعها، لكنك لن تراها حقاً».

وهناك ست قاذفات من طراز «بي 21» قيد الإنتاج حالياً. ويخطط سلاح الجو الأميركي لبناء 100 يمكنها نشر أسلحة نووية أو قنابل تقليدية، ويمكن استخدامها مع أو من دون طاقم بشري. ويشير كل من سلاح الجو و«نورثروب» أيضاً إلى التطور السريع نسبياً لـ«رايدر». لن تقوم «بي 21 رايدر» بأول رحلة لها حتى عام 2023. ومع ذلك، باستخدام الحوسبة المتقدمة، تختبر «نورثروب غرومان» أداء «رايدر» باستخدام توأم رقمي، وهو نسخة افتراضية من الطائرة التي كشف عنها.

 

حرب أوكرانيا... «سوق سوداء» للسلاح في أفريقيا

القاهرة: تامر الهلالي/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

aبآثارها الضارة والمدمرة جميع مناحي الحياة في العالم، وتعاني أفريقيا جراء هذه الحرب من آثار أمنية واقتصادية عديدة. ويرصد مراقبون مكمناً للخطر يتمثل في «سوق سوداء» للسلاح خلقتها الحرب، تستفيد منها الجماعات الإرهابية في أفريقيا، لا سيما منطقة الساحل التي تملك منافذ لأوروبا.

وسابقاً، أعربت قوى غربية عن مخاوفها من احتمال تسرب السلاح الذي يتم ضخه إلى أوكرانيا، إلى عصابات التهريب، ومن ثم إلى عصابات إجرامية وحركات إرهابية. الأمر الذي دعمه الرئيس النيجيري محمد بخاري، الأربعاء الماضي، حين قال إن «الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسمح بتدفق الأسلحة والمقاتلين إلى منطقة بحيرة تشاد، مما يعزز قوة الجماعات الإرهابية». وخلال حديثه في أبوجا أمام قمة رؤساء دول لجنة حوض بحيرة تشاد، قال بخاري: «يتم تحويل مسار الأسلحة المخصصة لحرب أوكرانيا إلى غرب أفريقيا، وينتهي بها الأمر في أيدي الجماعات الإرهابية». وقال إيزينوا أولومبا، الباحث في شؤون الصراعات في جامعة لندن، إن منطقة الساحل الأفريقي «تعج بالمهربين وتجار الأسلحة الذين يستفيدون من الحروب والصراعات بالتنسيق مع تجار الأسلحة في «السوق السوداء» للسلاح التي تنشأ بشكل تلقائي بالتزامن مع الحروب».

ورأى أولومبا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجماعات المتطرفة في الساحل ربما تعمل على التنسيق مع مهربي الأسلحة في أوروبا، للحصول على طائرات مسيّرة من مخلفات الحرب الروسية – الأوكرانية». وأضاف: «في ظل تصاعد الصراع المسلح بين الدول والجماعات المتطرفة في غرب أفريقيا، لا سيما في نيجيريا، وفي ظل امتلاك تلك الجماعات المتطرفة الأسلحة، مثل المدافع المضادة للطائرات والصواريخ، فإنه من المرجح سعيها الآن للحصول على مسيّرات أو تكنولوجيا متطورة لهذه الطائرات من أي جهة، ونحن نشهد استخداماً مكثفاً لـ(الدرونز) في الحرب الروسية – الأوكرانية». وأقر الرئيس النيجيري في وقت سابق باستخدام مسلحي جماعة «بوكو حرام» لـ«الدرونز» في شن هجمات ضد قوى الأمن النيجيرية. وفي تصريحات لموقع «فويس أوف أميركا»، قال جايي جاسكيا، رئيس مبادرة «الشراكة ضد التطرف العنيف» في نيجيريا، إن «الحرب في أوكرانيا تمثل مصدر إمداد وقوة للجماعات المتطرفة في منطقة الساحل الأفريقي».

وأضاف جاسكيا، أن «الحرب تشكل تهديداً للأمن في القارة الأفريقية، وكلما طال أمدها زاد انفتاحها على جميع أشكال الجماعات التي تشتبك معها، إن لم يكن بشكل مباشر من خلال التمويل، فمن خلال بناء التعاون والتضامن». وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كشفت الشرطة الفنلندية عن تهريب أسلحة من أوكرانيا إلى «السوق السوداء»، وفقاً لما ذكره مكتب التحقيقات الوطني الفنلندي (NBI). وخلصت النتائج الأولية للتحقيق الذي أجراه المكتب، إلى أنه «يمكن أن تكون كمية كبيرة من الأسلحة التي تم تزويد كييف بها سابقاً في أيدي خارجين على القانون». وقال مسؤولون بالمكتب، إنه بعد بدء عمليات تسليم الأسلحة على نطاق واسع إلى أوكرانيا، زاد تهريب الأسلحة التي تذهب إلى أوروبا بشكل كبير. وفي مايو (أيار) الماضي، أعربت مديرة «اليوروبول» (الشرطة الأوروبية)، كاثرين دي بول، عن مخاوفها من أن تؤدي الحرب إلى زيادة تدفق الأسلحة إلى الأسواق السوداء في القارة، وقالت إن الأسلحة قد تصل إلى مناطق مضطربة، ومنها الصومال ومنطقة الساحل الأفريقي. ووفق تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن العواصم الغربية تشعر بالقلق من احتمالات تهريب بعض الأسلحة إلى قوى أخرى غير الجيش الأوكراني، ومن بين تلك الأسلحة صواريخ «جافلين» و«ستينجر». وفي يوليو (تموز) الماضي، رصد مكتب الأمن الاقتصادي الأوكراني، حالات بيع مساعدات إنسانية ومعدات عسكرية قادمة من دول غربية، وقام بتحرير 10 دعاوى قضائية جنائية بهذا الخصوص. ويرى محمد الأمين ولد الداه، الخبير في شؤون الساحل الأفريقي، أن «(السوق السوداء) والتهريب من أهم مصادر التسليح للجماعات المتطرفة في غرب أفريقيا والساحل، علاوة على الأسلحة التي تُنهب من جيوش الدول الهشّة في غرب أفريقيا». وقال ولد الداه لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطع الأسلحة المصادَرة من قبل وكالات إنفاذ القانون في غرب أفريقيا، تبين أن تلك الجماعات تحصل على سلاح مصنّع في شرق أوروبا، ومن غير المستبعد أن تكون الحرب الدائرة في أوكرانيا فرصة كبرى لسماسرة ومهربي السلاح من أوروبا إلى أفريقيا؛ إذ إن عملية التهريب تتسم بسهولة كبيرة». ورأى ولد الداه، أن «الصراعات المسلحة وزيادة نفوذ الجماعات المتطرفة وهشاشة الحكومات، جعلت من منطقة الساحل وِجهة مفضلة لتهريب السلاح؛ إذ إن ثمة ارتباطاً وعلاقات بين الجماعات المتطرفة وسماسرة وتجار ومهربي السلاح من كل مناطق العالم». وتابع: «يسهّل منفذ سيراليون عمليات التهريب؛ إذ لا وجود لرقابة ولا حاجة لرخصة للتجارة في السلاح».

 

بوتين سيزور منطقة دونباس الأوكرانية «في الوقت المناسب» وميليشيا لمتطوعين على الجبهة الشرقية تريد «القتال حتى النهاية»

كييف - موسكو - لندن/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

أكد الكرملين، السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيزور منطقة دونباس «في الوقت المناسب»، علماً بأن بوتين لم يتوجه بعد إلى هذه المنطقة في شرق أوكرانيا، التي أعلن ضمها نهاية سبتمبر (أيلول). وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، رداً على سؤال عن احتمال قيام بوتين بزيارة مقبلة لدونباس، «في الوقت المناسب، ستتم (هذه الزيارة). إنها منطقة من روسيا». وحذر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية اليومية من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يستغل محادثات السلام مع الجنود الروس في أوكرانيا لإعادة تجهيز قواته قبل شن هجوم آخر. وذكرت الصحيفة أن كليفرلي كشف عن مخاوف من أن بوتين قد يتظاهر بالمشاركة في مفاوضات، بينما يقوم بالفعل بتدريب المزيد من القوات وإرسال المزيد من الذخيرة. ونقلت الصحيفة عن كليفرلي قوله إن ثمة احتمال «أن يستغل بوتين فحسب وقف إطلاق النار لتدريب المزيد من القوات، وإنتاج المزيد من الذخيرة، وإعادة تجهيز وتسليح قواته المسلحة بعد الأضرار التي لحقت بها». وميدانياً، قال الخبراء العسكريون البريطانيون إن القوات الروسية في أوكرانيا دخلت في معركة مكلفة بشكل غير متناسب على بلدة باخموت الواقعة في دونتيسك. وأفاد التحديث الاستخباراتي اليومي بشأن الحرب الأوكرانية الصادر عن وزارة الدفاع في لندن أمس السبت، بأن ميزة الاستيلاء على البلدة الواقعة في منطقة دونيتسك التي يبلغ تعداد سكانها نحو 70 ألف نسمة، غير متناسب مع الثمن الذي تدفعه موسكو. وجاء في التحديث أن أغلب الجهود الروسية والقوة النارية منذ أغسطس (آب) 2022 تركزت على قطاع من جبهة محصنة يبلغ طولها نحو 15 كيلومتراً. وكانت الخطة على الأرجح تطويق البلدة، مضيفاً أنه كانت هناك عمليات تقدم صغيرة في الجنوب. وأضاف التقييم الروسي أنه رغم أن الاستحواذ على باخموت سوف يعطي روسيا فرصة تهديد مناطق عمرانية أكبر مثل مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، إلا أنها سوف تكون ذات «قيمة عملياتية محدودة». وتابع: «هناك احتمال واقعي بأن يصبح الاستحواذ على باخموت هدفاً سياسياً ورمزياً لروسيا». ومنذ بداية الحرب في نهاية فبراير (شباط)، تنشر وزارة الدفاع البريطانية معلومات استخباراتية يومياً عن مسار الحرب في أوكرانيا. وتتهم موسكو، لندن، بشن حملة تضليل.

كما أعلن مسؤولون في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا أمس السبت، أنهم سيساعدون المواطنين على إخلاء أجزاء من الأراضي التي تحتلها روسيا على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وسط مخاوف من اشتداد القتال. وقال ياروسلاف يانوشيفيتش حاكم المنطقة، إن المسؤولين رفعوا مؤقتاً الحظر المفروض على العبور للسماح للأوكرانيين الذين يعيشون في القرى على الجانب الآخر من نهر دنيبرو باجتيازه خلال ساعات النهار وإلى نقطة محددة. وكتب على تطبيق المراسلة «تلغرام»: «الإخلاء ضروري نظراً لاحتمال تكثيف الأعمال العدائية في هذه المنطقة». وحررت القوات الأوكرانية، مدينة خيرسون، الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، من الاحتلال الروسي في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن القوات الروسية لا تزال تسيطر على باقي المنطقة على الضفة الشرقية. وقال مسؤولون أوكرانيون، إن القوات الروسية واصلت قصف خيرسون والمناطق المحيطة بها من هناك، ما أدى لمقتل مدنيين. وقال يانوشفيتش، إنه سيتم رفع الحظر المفروض على المعابر النهرية حتى يوم الاثنين.

في سياق متصل، يقول فولوديمير ريغيشا، الذي يقود ميليشيا من المقاتلين المتطوعين في شرق أوكرانيا، إنه مستعد «للقتال حتى النهاية» ضد الجيش الروسي، ولا يخطط أبداً «للاستسلام». ومنذ 2014، كان زعيم «وحدة سانتا» يقاتل في حوض دونباس الأوكراني. في البداية ضد الانفصاليين الذين سلحتهم موسكو ثم منذ نهاية فبراير ضد الجيش الروسي. ويقول ريغيشا ذو اللحية الرمادية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الدافع بسيط. جاء عدو إلى أراضينا، ولم تعد هناك ضرورة لدوافع أخرى» للقتال. وأضاف وهو يدخن سيجارته بينما يسمع دوي الانفجارات من بعيد: «بالنسبة لنا، النجاح يترجم في الواقع بأننا لم نضطر للتراجع. نحن ندافع عن مواقفنا بأسناننا». ويؤكد ريغيشا الذي كان هاتفه يرن باستمرار ليتلقى رسائل من الجبهة للاستعلام عن الموقف، «ستهدأ الأمور»، قبل أن يلتزم صمتاً طويلاً. وكان هذا الجندي المتطوع البالغ من العمر 48 عاماً يقاتل في دونباس منذ ثماني سنوات، عندما تم تشكيل ميليشيات من المدنيين لمقاومة التمرد المسلح الموالي لموسكو في شرق البلاد. ويوضح سيرغي زغوريتس المحلل المقيم في العاصمة الأوكرانية، أن «ظهور كتائب المتطوعين هذه كان له دور إيجابي» بالنسبة لكييف، معتبراً أن ذلك «كان رد فعل طبيعي من المجتمع على التهديد الذي نشأ». ويرى عدد كبير من المقاتلين مثل ريغيشا أن هذه الميليشيات هي أسرع طريقة للقتال على الخطوط الأمامية، بالسلاح، من دون انتظار تجنيدهم رسمياً في الجيش النظامي. ومنذ ذلك الحين، تم دمج العديد من هذه الكتائب تدريجياً في الحرس الوطني، تحت قيادة القوات المسلحة، في محاولة لإضفاء طابع احترافي على القوات. وتم استبعاد العناصر الذي يعدون الأكثر تطرفاً من هذه الوحدات. وفي البداية، انضم ريغيشا إلى صفوف كتيبة «برافي سيكتور» القومية المتطرفة، قبل أن ينسحب منها ويؤسس «وحدة سانتا» التي لا يزال يقودها حتى اليوم. ومع ذلك، فقد طغت الخلافات على تاريخ المجموعة، إذ اتهم البعض وحدة ريغيشا بأنها تضم عدداً كبيراً من أعضاء اليمين المتطرف. وهذه التأكيدات كررها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي برر مراراً غزو أوكرانيا بضرورة «تخليصها من النازيين». وينفي ريغيشا رسمياً هذه الاتهامات، واصفاً نفسه ومقاتليه بالوطنيين. وانتقد الخطاب الذي تستعمله موسكو ضدهم. وقال «إذا أحب الروس بلدهم، فهم يحبون الوطن الأم لكن عندما يحب الأوكراني بلده، فإنه يُعد قومياً أو حتى نازياً». وفي غياب لائحة رسمية لإحصاء المقاتلين، يصعب معرفة العدد الدقيق لأفراد هذه الميليشيا. وقال ببساطة إن لديه «عدداً كافياً» من المقاتلين، بما في ذلك أجانب ومن أصحاب الاحتياجات الخاصة وحتى كبار السن. ويقول أحدهم ويلقب بـ«الجد» داخل المجموعة، ويبلغ من العمر 71 عاماً، إنه لم يتم قبوله في الجيش. ويضيف: «لهذا التحقت بكتيبة المتطوعين هذه». ويعتبر ريغيشا جهود رجاله مفيدة للجيش الأوكراني، رغم أنهم لا يعملون معاً. في فبراير، عندما شنت موسكو هجوماً شرساً باتجاه كييف، توجه ريغيشا ورجاله بسرعة إلى العاصمة للدفاع عنها. لكن القيادة العسكرية طلبت منهم العودة إلى دونباس للدفاع عن المنطقة التي تطمح روسيا إلى انتزاعها، وهذا ما فعلوه. ويصر على أن «الحرب مستمرة هنا منذ ثماني سنوات لهذا السبب لم تكن هناك صدمة أو ذعر. فقد كنا مستعدين للدخول فيها». من جهة أخرى، يعني وجود الميليشيا بموازاة الجيش أن «وحدة سانتا» لا تستطيع الحصول سوى على القليل جداً من الأسلحة والذخيرة الثقيلة. وتذكر قصة ريغيشا بكتيبة آزوف، وحدات المتطوعين التي تم دمجها بالجيش الأوكراني في 2014، ودافعت لأسابيع في الربيع عن مجمع الصلب في آزوفستال في ماريوبول (جنوب). وهذه المقاومة التي لم تكن تملك سوى القليل من الأسلحة والذخيرة، أكسبت عناصر «آزوف» ثناء العديد من الأوكرانيين الذين يفخرون بصمودهم أمام القوة النارية الروسية. لكن ريغيشا يقول إنه تذكر شيئاً آخر هو شهادات مقاتلين أُسروا في الحرب وتحدثوا عن حرمان من الطعام وتعذيب أثناء احتجازهم في السجون الروسية. ويقول «بات من الواضح أنه يجب ألا نسمح بأسرنا»، مؤكداً قناعته بأن معاملة مماثلة أو حتى أسوأ من ذلك، ستكون بانتظار المقاتلين إذا اعتقلوا. وأكد ريغيشا «سيكون ذلك موتاً طويلاً ومؤلماً (...) لا أحد منا يستطيع الاستسلام. (...) علينا القتال حتى النهاية».

 

أردوغان: لا تراجع عن “الشريط الأمني” على الحدود مع سوريا

وكالة الاناضول/03 كانون الأول/2022

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، أن بلاده لن تتراجع إطلاقا عن إكمال “الشريط الأمني” على طول حدودها مع سوريا. وقال أردوغان، خلال مشاركته في حفل افتتاح مجموعة من المشاريع التنموية في ولاية شانلي أورفة (جنوب تركيا): “حتما سنكمل الشريط الأمني، البالغ عمقه 30 كيلومترا والذي نقوم بإنشائه على طول حدودنا الجنوبية”. كما شدد على أنّ “الهجمات التي تتعرض لها تركيا لن تتمكن من ثنيها عن تحقيق هذا الهدف”.

 

ماسك يعد بنشر وثائق خطيرة تتعلق بفضيحة نجل بايدن

عربية/03 كانون الأول/2022

نشر المالك الجديد لـ”تويتر” الملياردير الأميركي إيلون ماسك، وثائق تلقي الضوء على كيفية قيام الإدارة السابقة لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي بحظر قصة اتهام هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن بالفساد. وكان ماسك قد قال في تغريدة سابقة: “ما حدث مع قصة إخفاء تويتر قصة هانتر بايدن سيتم نشره على تويتر في الساعة 5 مساء بالتوقيت الشرقي”. ونشر مؤسس شركة “تيسلا”، اليوم السبت، سلسلة تغريدات للكاتب والصحافي الأميركي “مات تايبي”، قال فيها إن “تويتر” نهج خطوات غير عادية لمنع قصة كمبيوتر نجل بايدن. ووعد ماسك بكشف مزيد من “ملفات تويتر” غداً.

وتشير الوثائق التي كشف عنها ماسك، إلى أنه في عام 2020 كانت الطلبات التي تأتي إلى “تويتر” بحذف التغريدات تعتبر أمراً روتينياً وكانت تأتي من البيت الأبيض والحزبين. وقال تايبي: “ملفات تويتر تحكي قصة مذهلة من داخل واحدة من أكبر منصات الوسائط الاجتماعية وأكثرها تأثيراً في العالم”. ولفت إلى أنه قد يكتب أحد المديرين التنفيذيين في “تويتر” إلى آخر حول تغريدة معينة “لمراجعتها من فريق بايدن” ثم يصله الرد “تم التعامل معها”. وعندما نشرت صحيفة “نيويورك بوست” تقريراً عن الكمبيوتر المحمول لهانتر بايدن قبل أيام من الانتخابات الرئاسية 2020، اتخذ “تويتر” خطوات غير مسبوقة لإخفاء القصة وإزالة الروابط ونشر تحذيرات بأنها قد تكون “غير آمنة”. وتعود قضية هانتر بايدن إلى منتصف تشرين الأول 2020، حين نشرت “نيويورك بوست”، قبل أسابيع معدودة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تقريراً عن بيانات مثيرة للتساؤلات عثر عليها في كمبيوتر محمول نساه هانتر بايدن في نيسان 2019 في ورشة إصلاح في مدينة ديلاوير. وأفاد التقرير، بأنه عثر في هذا الحاسوب، على عدد كبير من الرسائل الإلكترونية وصور ووثائق مالية تبادلها هانتر مع عائلته وشركائه، وهي تسلط الضوء على كيفية استخدام نجل جو بايدن نفوذه السياسي في ممارسة أعمال في دول أخرى، خصوصاً أوكرانيا والصين. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد جمع أدلة كافية لاتهام هانتر بايدن بارتكاب جرائم ضريبية والإدلاء ببيانات كاذبة لشراء سلاح، وفقاً لما ذكرته قناة “سي بي أس نيوز” الأميركية في تشرين الأول الماضي. ويخضع نجل الرئيس الأميركي لتحقيقات فيدرالية منذ عام 2018.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مَن يعطّل "الطائف؟ أنا، لا سمح الله، أم أمّي رحمها الله؟

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/03 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113798/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d9%8e%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d8%b7%d9%91%d9%84/

- لاستكمال تطبيق الطائف (البطريرك الماروني)

- فلنطبّق أولاً ما ورد في اتّفاق الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا (نعيم قاسم)

- قبل البحث في تعديل الطائف علينا تطبيقه أولًا (وليد جنبلاط)

- العودة إلى الدستور وتطبيقه هو الحلّ الوحيد للبنان (نوّاب التغيير)

- لرئيس لديه انفتاح على العالم العربي، والأهم أن يحافظ على اتّفاق الطائف (نبيه برّي)

- نحن وحدنا نُحافظ على الطائف (جبران باسيل)

- من لديه أفضل من الطائف فليطرحه (سمير جعجع)

- نحن جزء من الطائف، وحلفائي ليسوا ضد الطائف (سليمان فرنجيّة)

- اتّفاق الطائف هو الحلّ الحقيقي لمعالجة المشكلات، ومن الضروري أن يكون للرئيس العتيد ايمان كامل بهذا الاتّفاق (فؤاد السنيورة)

ممّن تطلبون تطبيق اتّفاق الطائف؟ منّي أم من أمّي رحمها الله!!؟ أوَلستم أنتم الأولى والأجدر بالتطبيق؟ مِن بينكم مَن يحكم شعب لبنان منذ "اندلاع" هذا الاتّفاق عام 1989. ومِن بينكم مَن بذل النفيس وكاد يضحّي بالنفس، نفيًا وسجنًا، كي يجد له كرسيًّا ضمن تركيبة الطائف، ويشارك هو الآخر في حُكم الشعب. وأخيرًا، تطعمّتم بفتيةٍ مراهقين ناموا بالأمس وهم يهتفون "الشعب يريد تغيير النظام"، واستيقظوا اليوم يقولون "دستور الطائف هو الحلّ الوحيد للبنان"، وهم لا يزالون مراهقين.

الحلّ والربط بمتناولكم، فعلى مَن تتكلون لتطبيق الطائف؟؟؟

 ومِمّن تخشون أن يتلاعب بالطائف، وأنتم المتلاعبون به والعابثون فيه؟ أوَلَستم أنتم أنفسكم مَن سكت عن الاحتلال السوري وغطّاه، ومَن انغمس في فساد الكليبتوقراطيّة الحريريّة قبل اغتيال رفيق الحريري، ومَن استقوى على الشعب بالله وحزبه بعد اغتياله، بما يتناقض مع دستور الطائف بغضّ النظر إذا كان يصلح هذا الدستور للبنان الوطن أم لا؟

أوَليس من بينكم مَن شكر الاحتلال السوري البعثي وهو يُغادرنا مطرودًا ذليلًا؟

أوَليس مِن بينكم مَن رفض توديع هذا الاحتلال، بل قال له "إلى اللقاء وليس وداعًا"، وها هو اليوم يعود إلينا من أبواب أخرى أخطر؟

أوَليس مِن بينكم مَن عطّل القرار 1701، القاضي بتطبيق الطائف ونزع سلاح حزب الله، برفضه وضع هذا القرار تحت الفصل السابع وبإصراره على ترك مسألة السلاح ليحلّها اللبنانيون بين بعضهم البعض؟

أنتم تُمسكون بالعصمة بالتكافل والتضامن، فمَمّن تخشون أن يتلاعب بالطائف؟ "العدو الصهيوني"، أم أفراد جيش لبنان الجنوبي المهجّرين إلى إسرائيل وهم باتوا منسيين، أم بطريرك الموارنة الذي لم نعد نسمع له صوتًا في قضيّة إهانة المطران موسى الحاج؟

عام 1912 قرّر الايطاليون تلقين الوالي العثماني درسًا لأنّه يحتقرهم، فأقفلوا من البحر مداخل مرفأ بيروت، وقصفوا بارجتين حربيتين للأتراك، وتوسعوا بالقصف إلى عمق المدينة متسبّبين بمقتل أربعين وجرح ثمانين لبناني. عام 1914، استشرت المجاعة في جبل لبنان وراح ضحيّتها مئات الآلاف من أهلنا، ولمّا سُئل الوالي نفسه عن أسباب المجاعة، قال: "الحق على الطليان" لأنّهم قصفوا بيروت قبل سنتين. (منقولة عن "رواية بيروت" لألكسندر نجّار)

بهذا النهج من الاستحقار يتعامل معنا هؤلاء الكليبتوقراطيين حلفاء المحتلّ الخارجي (البعثي السوري) تارة، والداخلي (حزب الله) طورًا. لماذا لم يُطبّق الطائف، لا نعرف! مَن يمنع تطبيقه، لا نعرف! على مَن تقع مسؤوليّة تطبيقه، لا نعرف!

الوالي العثماني كان أقلّ استخفافًا بعقولنا من المسؤولين اللبنانيين اليوم، أقلّه هو حمّل مسؤوليّة المجاعة للطليان، أما هم فيحمّلون مسؤوليّة عدم تطبيق الطائف لمجهول.

لنسلّم جدلًا أنّ الطائف مُنزلٌ ويجب تطبيقه، فماذا علينا أن نطبّق؟

- اتّفاقية الهدنة مع إسرائيل كما ينصّ "الطائف"، أم واقع أنّ إسرائيل عدوّة حتّى تحرير القدس؟

- الفصل بين السلطات كما تنصّ الفقرة هـ. من مقدّمة الدستور، أم التعاون بين السلطات كما تنصّ الفقرة نفسها؟

- الفصل بين السلطات، أم "يجوز الجمع بين النيابة ووظيفة الوزراء" كما تنصّ المادة 28 من دستور الطائف؟

- جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة تحتاج إلى نصاب الثلثين أو لا تحتاج؟

- "لبنان عربيّ الهويّة والانتماء" بحسب الفقرة ب. من مقدّمة دستور الطائف ورغمًا عن أكثر من 10 جماعات إثنية لا تتصل بالعروبة، أم لبنان يضمن "حرّية الرأي والمعتقد" بحسب الفقرة ج. من المقدمة نفسها؟ 

ماذا تُريدون أن تطبّقوا؟؟ اللامركزية الإدارية الموسّعة وهي أصلًا لم تُدخّل في الدستور وبقيت حبرًا جافًّا في متن وثيقة الوفاق الوطني؟

ناهيك عن أنّ اللامركزية الإداريّة الموسّعة، كما هي واردة في نص الوثيقة، لا تعدو كونها مجرّد "توسيع لصلاحيّات المحافظين والقائمقامين وتمثيل إدارات الدولة في المناطق الاداريّة تسهيلًا لخدمة المواطنين"، هل يعلم كلّ الذين يعقدون المؤتمرات مطالبين بتطبيقها، أنّها لن تُقدّم ولن تؤخّر طالما ستكون مرتبطة في النهاية بالسلطة المركزيّة؟ وهل يعلم هؤلاء، من الكتائب، إلى تقدُّم، إلى لقاء الهويّة والسيادة، إلى الجبهة السيادية والقوّات والتيّار الوطني، أنّه لا تقوم لامركزيّة فاعلة ومنتجة إلّا إذا خلت السلطة المركزيّة من الفساد؟ وهل أخذوا بالاعتبار هذا الأمر في لقاءاتهم وندواتهم؟

اسمحوا لي هنا أن أسأل سؤالًا في السياق نفسه، لنحسب أن اللامركزيّة الإدارية الموسّعة تطبّقت بحسب "الطائف" والدولة الكليبتوقراطيّة هي نفسها، والبنك المركزي واتّحاد المصارف نفسهما، فهل كان الشعب اللبناني سينجو من سرقة ودائعه وتهجيره؟ أبدًا! فعلى ماذا تبحثون إذًا!!؟

وتعلو الأصوات أيضًا مطالبةً بمجلس للشيوخ، وكلٌ من إخواننا الدروز والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك، يمنّن النفس بأن تكون رئاسة هذا المجلس من نصيبه. كان عندنا مجلس شيوخ عام 1926، وتمّ حلّه بعد 7 أشهر من تشكيله، هل سأل أحد لماذا تمّ حلَّه، وقد حلّه الرئيس شارل دبّاس بشحطة قلم!؟ ببساطة، لأنّه كان يعرقل عمل السلطة التشريعية لأهداف غير سويّة، وبالتالي كان يشلّ عمل السلطة الاجرائيّة. راجعوا مذكّرات الرئيس بشارة الخوري في هذا الشأن قبل أن تتحمّسوا لإنشاء مجلس للشيوخ.

ما أوردناه اليوم من عراقيل تمنع تطبيق اتّفاق الطائف الدستور، هي تُشكّل مع تبعاتها أكثر من 30% من هذا الاتّفاق، ماعدا مواد كثيرة غيرها يجب إعادة النظر فيها بسبب ما وصلت إليه البلاد من انهيار في الثلاثين سنة الماضية، ما يعني في المحصّلة أنّنا بحاجة لتغيير أكثر من نصف هذا الدستور، فما الداعي إذًا للتمسّك به وتطبيقه؟ الخوف على المناصفة وحقوق المسيحيين وإعادة العدّ الذي أوقفه رفيق الحريري؟؟

خسِئتم وهزُلت هرطقاتكم! أَيَتمسّك المسيحيون باتّفاق قضى عليهم مخافةَ أن يقضي عليهم أكثر!!؟

الطائف لم يُطبّق ولن يُطبّق لأنّه افترى على المسيحيين وسحقهم بتبنيه، من جهة، برنامج الحركة الوطنية الذي وُضع بداية حرب الـ 1975على طريقة "الحق على الطليان" للتغطية على السلاح الفلسطيني، وبإسقاطه، من الجهة المقابلة، مبادئ الجبهة اللبنانيّة السيادية والرافضة للوجود المسلح الفلسطيني.

اليوم يُعيد التاريخ نفسه، يتغاضون عن سلاح حزب الله، وكلّ يغنّي على مصيبة ظنًا منه أنّها "المُصيبة"، فيضيّعون الشعب أين الحلّ؛ في تطبيق الطائف؟ في اللامركزية الموسّعة؟ في إحقاق العدالة لضحايا انفجار المرفأ؟ في استرجاع أموال المودعين؟ في استقلاليّة القضاء؟... الخ.

يُلهّون شعبي بأمور كثيرة والمطلوب واضح:

- تدمير حزب الله ومحاكمته.

- تدمير المنظومة ومحاسبتها.

- التحرّر من دستور الطائف وقبعه من جذوره.

وعليه،

"صار بدها جبهة لبنانية".

#hezbollah_delendum

#systema_delendum_est

#constitutio_taif_delenda_est

 

باسيل "ييمشي" بجوزاف عون ..ضمانة باريس -الدوحة افضل له من الحزب

 سيمون ابو فاضل/الكلمة أونلاين/03 كانون الأول/2022

بدأ إلى حدّ ما، يتجلّى مصير الاستحقاق الرئاسي الذي يدور في حلقة الفراغ على ما كانت عليه الجلسات الانتخابية الثمانية التي انعقدت حتى حينه.

حتّى إنّ المؤيدين للمرشح الرئاسي النائب ميشال معوّض من قوى سياسية ونيابيّة لا يترددون بالقول ، بأنّ خرقًا سيحصل في هذا المجال وهو ما دلّت عليه تراجع أصواته في الجلسة الأخيرة، لان عددا من النواب استشعر بوادر تسوية تعدّ في الخارج ففضل انتظار التوجيهات ..

ولا يخفي هؤلاء بأنّ الجلسة الإنتخابيّة الأخيرة حملت في نتائجها هذا التّحول الذي سيكون لصالح قائد الجيش العماد جوزاف عون ،وأنّ النوابً الذين عزفوا عن الاقتراع لمعوّض لعلمهم بأنّ الاتصالات الإقليميّة الدّوليّة بدأت حول هذا الاستحقاق، ولذلك عمدوا إلى وضع قرارهم تحت سقف هذه الاتصالات التي تتّجه نحو إنتاج تفاهم إقليمي- دولي ينسحب على الداخل اللبناني، بحيث يتمّ انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّة.

وترافق هذا التفاهم الدّولي الاقليمي، أي أميركا، والتي أوكلت الى باريس بهذه المهمّة نظراً لتواصلها مع حزب الله، في وقتٍ دخلت الدّوحة على خطّ معالجة قرار رئيس التّيار الوطني الحرّ النّائب جبران باسيل،واقناع ايران بضرورة فصل الملف الرئاسي اللبناني عن خلافات ايران مع الولايات المتحدة الاميركية، وعدد من الدول التي توترت علاقة طهران بها على خلفية تزويدها روسيا بمسيرات استعملت في اوكرانيا ، وذلك لكي لا تعمل ايران على عرقلة هذه التسوية من خلال حزب الله ..

وفي ظلّ هذا الواقع، تحركت الدّيبلوماسية الفرنسية التي عدّلت سياستها مؤخرًا تجاه الممانعة لجملة ابعاد ، في اتّجاه تأمين الظروف المناسبة لوصول قائد الجيش إلى بعبدا، فشهدت العاصمة باريس، نشاطًا للدّيبلوماسيّة الفرنسية في اتّجاه تهيئة ظروف انتخاب جوزاف عون ،فكانت الاتّصالات التمهيدية مع حزب الله الذي يربط قراره بتسهيل هذا الامر ،بمدى حصوله على ضمانات من الإدارة الفرنسية بألّا يكون جوزاف عون في قصر بعبدا هو غير جوزاف عون الذي هو حاليًا في وزارة الدّفاع، لأنها عانت من تجربة مرّة مع الرّئيس الاسبق ميشال سليمان.

فحزب الله، حسب اوساط الفريق الفرنسي المتابع للملف اللبناني يأخذ بعين الاعتبار ظروف وعوامل الانتخابات الرئاسية الحالية المختلفة عما كانت عليه في العام ٢٠١٦ ،ولم يعد سهلا عليه ايصال رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ،وبات يريد ضمانة فرنسا بالا يحصل إنقلابًا عليه في المستقبل من قبل جوزاف عون ..في حين ان التوازنات النيابية -السياسية التي فرزتها مؤخرا الانتخابات النيابية بعدما كان يراهن على ان تكون الاكثرية البرلمانية لصالحه تفرض عليه عدم التهاون اذا امكنه ذلك ، في دعم مرشحه للوصول الى رئاسة البلاد...

أمّا على خط الدوحة ، التي كثف زياراته اليها مؤخرا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، فيعمد وفق مصادر عليمة في اجتماعاته مع القيادة القطرية المتابعة للملف الانتخابي اللبناني، إلى استعادة روحيّة اتفاق الدوحة لناحية تحديد وتعزيز موقعه في المعادلة، عملا بما طالب به زمن اتفاق الدوحة العماد ميشال عون للقبول بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ..

واضافة" للاحاطة والعناية "القطريّة بعون ومعظم الفرقاء على كافة الأصعدة زمن اتفاق الدوحة ، طالب عون أن يبقى هو الفريق الأقوى، وصاحب القرار المسيحي الأول في عهد ميشال سليمان ، فيما يتعلق بالتعيينات وما له علاقة بالحضور المسيحي في المؤسسات لامتلاكه كتلة نيابية واسعة.

وتقول المعطيات في هذا الإطار، بأنّ باسيل الذي سيحسم أمره لصالح التجاوب مع طلب القيادة القطرية وتسهيل وصول جوزاف عون إلى قصر بعبدا، لا ينطلق فقط من اتكاله على الدوحة للعب دور مع الجانب الأميريكي لرفع العقوبات عنه، بل أيضًا بأن يكون له دورًا في المعادلة وفق حجمه مباشرة من قبل جوزاف عون إذا ما تولّى رئاسة الجمهورية، وان تعزيز موقعه من شأنه ايضا ان يؤمن مصالح قطر وفرنسا في مجال الغاز من موقعه في التركيبة ، اذا ما كان يمتلك نفوذا ولم تتم مواجهته و تطويقه من قبل العماد جوزاف عون اذا ما انتخب رئيسا للجمهورية بحيث سيعمد باسيل الى تسهيل وصول قائد الجيش الى بعبدا من خلال عدم مواجهته وتأمين النصاب الدستوري دون اقتراع نواب تكتل التيار الوطني الحر له... فلا يرفض باسيل تسليمه بتسوية الدوحة، لكي يؤمّن رفع العقوبات عنه ويحظى بحماية خارجية له ولتياره وعدم فتح ملفات فساد المرتبط بها وصفقات عمل على عقدها، لاعتباره إنّ الدوحة وفرنسا قادرتان على تأمين هذه الضمانة من خلال علاقتهما مع قائد الجيش جوزاف عون، فيما فرنجية سيكون منافس سياسي له وسيواجهه نيابيًا وشعبيًا، وفي هذا الوقت يتحضر للترشح مستقبلا ،اذا ما توفرت هذه العوامل له .

ولا يرى باسيل بأن عدم تجاوبه مع حزب الله بدعم المرشح الرئاسي سليمان فرنجية انقلابا على هذا التحالف ،وانه يخرق التفاهم القائم بينهما، لاعتباره على ما ينقل عنه ،بأن حزب الله لم يسعى جديا لحماية عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ،من هجمات رئيس مجلس النواب نبيه بري عليه ، وكان تبريره بأنه لن يصطدم مع بري ويوتر الساحة الشيعية من اجل تأمين هذه الحماية ،في حين ان التيار الوطني الحر بات يخون في بيئته المسيحية لعلاقته بحزب الله وانعكس ذلك عليه تراجعا في مؤيديه ،وانزال واشنطن عقوبات على رئيسه " باسيل " نتيجة تفضيله تحالفه مع حزب الله على علاقة جيدة مع واشنطن ..

وامام هذا الواقع في الملف الرئاسي، والتفاهم الأوليّ بين القوى الإقليميّة والدّوليّة بامتداداتها إلى السّاحة الداخلية وبلوغه هذا الحد من مقاربة الحل للاستحقاق الرئاسي، فإنّ قرارًا أساسيًا منظرا يبقى هو المتوّج لأي تفاهم ،وتمتلكه المملكة العربية السعودية التي وضعت من خلال عدّة لقاءات عقدها ولي العهد محمد بن سلمان مع رؤساء الدول وتبعها البيان الثلاثي من نيويورك، المعايير التي يجب أن تتوفّر في النظام المقبل ، المُتكامل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء وصولًا إلى البيان الوزاري، وذلك بوضع حدود لتمدد حزب الله على حساب الدولة اللبنانية وضرورة احترام القرارات الدّولية -العربية.

اذ عندها تطلق الرياض العنان لدعم لبنان على ما هو كلامها العلني ،في المحافل الدولية ودوائر القرار ،وهي حاليا في واقع مغاير عن المرحلة التي رافقت انتخاب عون في العام ٢٠١٦، ويدل تحرك سفيرها في لبنان وليد البخاري وانعقاد لقاء الاونيسكو على مدى حضورها واهتمامها ، دون اغفال الاصطفاف الرئاسي لحلفائها الذي يقوّي اوراقها ، مع الاخذ بعين الاعتبار عدم ادخال حتى حينه الاحتياطي اي النواب السنة وربما عدد من التغييريين ، بانتظار الشوط النهائي ، عندما يكتمل المشهد النهائي ،والذي لا يراه الفريق المؤيد لفرنجية حاصلا بهذه السهولة ...

 

يا مسيحيي لبنان... لا تُلدغوا من جحر واحد للمرة المائة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

عندما يكون الابتزاز السياسي عادة، والتعصب المقيت خللاً جينياً، والمزايدة الطائفية استراتيجية سياسية... يغدو مفهوماً موقف «التيار الوطني الحر»، أي «التيار العوني»، رفضاً مجلس وزراء تمثله «حكومة تصريف أعمال»، في ظروف معيشية عصيبة يمرّ بها لبنان.

بعد ست سنوات كارثية من الرئاسة «العونية»، التي قادت لبنان -على لسان الرئيس السابق شخصياً- «إلى جهنم»، قد ينفع بعض التواضع وبقية باقية من الضمير الحيّ في إبداء التعاطف مع شعب منكوب بقياداته المحلية، وأيضاً بتقاطع المؤامرات الإقليمية والدولية على أرضه وفي بحره وعلى امتداد سمائه.

إن أحداً من الملمّين بالكيمياء اللبنانية لا ينخدع بما يرى، غير أن المشكلة ليست في ضعف الرؤية بقدر ما هي في رفض التعلّم والاتعاظ. ومع أن الأعراف والمواثيق، وكذلك القوانين التي يتصدّرها الدستور اللبناني، تشدد على أسس «العيش المشترك» وروحه، يتوجّب على «حكومات تصريف الأعمال» تنفيذ ما ينص عليه الدستور، أي بالضبط... «تصريف الأعمال». أما السبيل الوحيد لمنع الاستمرار في حكومات «تصريف الأعمال» فيكمن -بكل بساطة- في إنهاء مبرّر وجودها، أي الشغور في رئاسة الدولة. ذلك أنه بمجرد ملء هذا المنصب يتوجب، دستورياً، على الرئيس الجديد الدعوة مباشرةً إلى مشاورات برلمانية مُلزِمة، تنتهي بتكليف رئيس حكومة أصيل يشكل حكومة أصيلة بصلاحيات كاملة.

هذا، باختصار شديد، منطق الأشياء في أي بلد سويّ، ومع أي طبقة سياسية وقاعدة شعبية يتوافر فيهما التوافق الحقيقي على هوية البلاد، ومصيرها. لكن ما يعاني منه لبنان جملة من الآفات، أبرزها:

- أنه ليس بلداً سويّاً تتفق مكوّناته الفئوية على هويته ومصيره.

- أنه لا وجود عند هذه المكوّنات لثقافة متجذّرة تؤمن صدقاً بالتعايش غير المشروط وغير القائم على الغلبة؛ كي لا نقول الاستئثار.

- أنه حوّل «التعددية»، التي غدت في العديد من دول العالم قيمة ثقافية ومناعة سياسية، إلى سلاح هدم لكل المفاهيم المؤسساتية، من تنزيه القضاء... إلى توحيد الكتاب المدرسي.

- أنه يرزح تحت نفوذ جماعات بنت قاعدة تأييدها على «غسل الأدمغة» ومصادرة الإرادات. وبالتالي، استطاعت أخذ بيئاتها الطائفية رهائن لمغامراتها العبثية أو ارتباطاتها التبعية أو فسادها الداخلي.

- أن المغامرات والارتباطات، المشار إليهما أعلاه، أسهمتا في عقد «تحالف» مصلحي انتهازي أوصل لبنان قبل ست سنوات إلى ما وصل إليه؛ إذ تلاشت «الدولة» أمام «دويلة الاحتلال»، وتبخّرت السيادة أمام منطق «حلف الأقليات»، ووُئد الاستقلال في تراب إمبراطورية «الولي الفقيه» الممتدة من خراسان وبلوشستان شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط غرباً.

راهناً، بحجة «الميثاقية» وحماية حقوق المسيحيين، يرفض «التيار العوني» الانعقاد الاستثنائي لـ«حكومة تصريف الأعمال»، ويتعمّد تعطيل اجتماعها وسط البؤس والجوع والأمراض، محاولاً منع معالجات مطلوبة إنسانية طارئة؛ كتأمين أدوية ضد الأمراض المزمنة والخطيرة.

منطق «التيار» أن انعقاد الحكومة (نصف أعضائها مسيحيون)، وسط الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، يشكّل «مخالفة دستورية». وتعمّم «أدبيات» العونيين ومزايداتهم ذرائع وتهويلات تتباكى -كالعادة- على حقوق المسيحيين، وتلمّح إلى «مؤامرة» عقدها رئيس الحكومة «السنّي» نجيب ميقاتي مع «الثنائي الشيعي» (المكوّن من «حزب الله» اللبناني وحركة «أمل») من أجل وضع اليد على السلطة التنفيذية.

للعلم، شهدت سنوات صعود «التيار» -متوّجة بسنوات رئاسة مؤسسه ميشال عون- أعلى أرقام هجرة للمسيحيين من لبنان، وأسرع خسائر لملكياتهم العقارية، وأسوأ انقسام في حياتهم السياسية، وأمرّ عداوات داخل بيئتهم الاجتماعية والطائفية، ناهيك عن ممارسة «التيار» أفظع انقلاب على «ثوابتهم» السياسية والثقافية. إذ إنه عبر عقده صفقة «تفاهم مار مخايل» (في فبراير/شباط 2006) مع «حزب الله» اللبناني، تناسى مسائل كالسلاح غير الشرعي، و«الدولة داخل الدولة» و«الحرية والسيادة والاستقلال»، وزجّ بالمسيحيين من دون مبرّر طرفاً في الصراع الشيعي السنّي الذي تغذّيه القيادة الإيرانية. ثم ذهب أبعد من ذلك، بتغطيته حرب 2006، التي أمنت لـ«حزب الله» تحويل سلاحه من جبهة الجنوب إلى «جبهتي» بيروت وجبل لبنان عام 2008، ثم إلى الداخل السوري منذ 2011، حيث أسهم في ترسيخ الاحتلال الإيراني لسوريا.

مضحك أن يتهم «التيار»، أي الطرف المسيحي في تفاهم مار مخايل، اليوم سياسياً سنّياً «بالتآمر مع الثنائي الشيعي» على حقوق المسيحيين، بينما ينسى تباهي رئيسه بقطعه «تذكرة سفر بلا عودة» (ون واي تيكيت) لرئيس وزراء سنّي، بينما كان الأخير ينتظر في واشنطن الاجتماع بالرئيس الأميركي (يومذاك) باراك أوباما. ومضحك رفض «التيار» شرعية «حكومة تصريف الأعمال»، بينما يقترع نوابه باستمرار بأوراق بيضاء في سلسلة جلسات مخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية.

ومضحك ادعاء «التيار» تمثيل غالبية المسيحيين، مع أن نتائج الانتخابات الأخيرة -التي اعتُمد فيها النظام الانتخابي الذي يؤيده «التيار» و«الثنائي الشيعي»- أثبتت أنه لم يعد القوة المسيحية الأكبر. بل إن مجموعة من نواب «التيار» الحاليين... إنما انتخبوا بأصوات «الثنائي» نفسه!

وأخيراً، مضحك أن تطالب «قاضية التيار»، في أحدث فقرات مسلسل إهاناتها نزاهة القضاء اللبناني وتجاوزاتها وتسريباتها التي يعاقب عليها القانون في أي دولة محترمة، بالتحقيق في ممتلكات سياسي لبناني تعود ثروة أسرته الإقطاعية إلى القرن الميلادي الثامن عشر. لكنها، في الوقت ذاته، لا تنبس ببنت شفة عن حديثي النعمة من «محاسيب» جماعتها، و«منجزاتهم» المليارية في أرقام المديونية العامة منذ وضعوا أيديهم على الدولة وطاقاتها الكهربائية والمائية... وخلافه.

عبثيات من هذا النوع قد تبدو استغباءً للناس، لكنها -للأسف- قابلة للتصديق، بل لا تقبل الشك بالنسبة لبيئة مُدجّنة ومُروّضة تصدّق أي شيء من مرجعية تعتبرها فوق مستوى البشر. عليه، يستحيل توقع أي تغير في سلوك هذه البيئة.

إن المطلوب سلوك مسؤول وتاريخي من مرجعية أعلى وأكثر وعياً، حريّ بها إدراك أن لا بقاء لمسيحيي لبنان إذا ما فرّطوا في لبنان الوطن.

إن خطاب «حقوق الطائفة» و«الميثاقية» و«مقام الرئاسة»، مع الاحترام للمرجعيات الدينية المسيحية التي تكرّره، لا يجدي نفعاً، إذا ما واصلت السكوت عن المقامرين بمصير المسيحيين... والتغاضي عن رهاناتهم ومغامراتهم وأنانياتهم وفسادهم.

لا يجوز أن يُلدغ المسيحيون اللبنانيون من جحر واحد مائة مرة... بينما يتداعى الوطن تحت ضربات «حلف الأقليات».

 

لبنان إن حكى!

مشعل السديري/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2022

خلال عشرة أيام أخذت فقط عناوين الأخبار عن لبنان، وتركت التفاصيل وها هي أمامكم (كحلوا أعينكم بها):

1 - تراجع الأوراق البيضاء وانقسام نواب التكتل العوني، سجال دستوري سياسي في لبنان حول (تشريع الضرورة)، توجه بري للدعوة إلى جلسة تشريعية مع (الفراغ الرئاسي)، وفشل الجولة (السادسة) لانتخاب الرئيس!!

2 - الليرة تهوي مجدداً بفعل (ضبابية) تدابير (المصرف المركزي)، نصر الله يقحم لبنان في مواجهة سياسية مباشرة مع أميركا، توافق بين ميقاتي وبري على صيغة في ملف الكهرباء!

3 - البطريرك قال للنواب: خربتم الدولة وفككتموها، غير أن كتلة بري أكدت أن (المشكلة مسيحية/ مسيحية)، والراعي يدعو الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر خاص بلبنان، أما رعد يقول: لا يخيفنا منطق من يتعاطى معنا كميليشيا، و(حزب الله) بجلالة قدره يتمسك برئيس (لا يطعن المقاومة في ظهرها)!!

4 - لبنان يلجأ إلى أموال (النقد الدولي) ليبدأ تطبيق خطة الكهرباء، لقاء (سيدة الجبل مع حزب الله) يضع النواب أمام خيارين كلاهما سيئ وخطير، سياسيون وتجار ومطورون عقاريون مستفيدون من الأزمة المالية!!

5 - نواب لبنانيون يؤسسون لـ(كتلة معارضة ثالثة): تمسك بانتخاب الرئيس ورفض التشريع، زيادة الرسوم الجمركية في لبنان إلى (عشرة أضعاف)!!

6 - انقسامات تمنع إجماع نواب المعارضة اللبنانية على دعم معوض، مناورة (حزب الله) الرئاسية من الدعوة للتوافق إلى (سنأتي بمن نريد)، لبنان يبدأ البحث في (الصندوق السيادي) لعائدات النفط!!

7 - معسكر الورقة البيضاء يعيد باسيل إلى (بيت الطاعة)، جلسة انتخاب الرئيس اليوم، وتوقعات بتمديد (مسرحية التعطيل)، نائب رئيس البرلمان يدعو إلى حوار مع سوريا لترسيم الحدود البحرية والخلاف كبير بين البلدين، والمفاوضات مع قبرص انتهت في يوم واحد!!

8 - التباين يتسع بين (الوطني الحر والقوات) والحرب الإعلامية تحتدم، باسيل: لا اتفاق مع بري بمعزل عن (حزب الله)، سفير اليابان لدى لبنان يقول: مر بلدانا بأضخم انفجارين، لنا (هيروشيما) ولكم (المرفأ)، النواب اللبنانيون يذهبون إلى البرلمان اليوم (كي لا ينتخبوا رئيساً)!!

المهم أنه بعد هذه (المانشتات) السيئة المحبطة اللاعقلانية، يخرج علينا من تحت الأرض وزير السياحة اللبناني، ليبشرنا وهو يبتسم (بموسم أعياد واعد) - صدقوني إذا قلت لكم: إنني لا أدري بماذا أرد عليه - ليس لأن في فمي ماء ولكن لأن في فمي علقماً!!

وأختم بهذا التصريح (المضحك المبكي) المكتوب بالمانشيت العريض، الذي جاء فيه: (حزب الله) يتهم خصومه بأنهم (أخذوا لبنان إلى الفتنة) - أما هو فيأخذه إلى (الفردوس)!!

 

باسيل يحشر نفسه برفضه انعقاد الحكومة والحزب يستنفر

بولا أسطيح/الكلمة أونلاين/03 كانون الأول/2022

حسم حزب الله أمره بموضوع المشاركة في جلسة مجلس الوزراء التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حتى قبل ان يبحث مع حليفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في طريقة اخراج هذه المشاركة كي لا تبدو على انها نكاية بالحليف او انضمام لحلف ميقاتي - بري- جنبلاط الذي بات يتقن احراج باسيل واخراجه، وان كان الاخير أصلا يتفنن بكيفية حشر نفسه بالزاوية. قرار الحزب المشاركة في الجلسة لم يأخذ منه الكثير من الوقت والتفكير، فاقرار الاعتمادات المالية اللازمة لوزارة الصحة ومن ضمنها الاموال المرصودة لادوية مرضى السرطان أمر لا يمكن لقيادة حزب الله تجاوزه خاصة انه وبحسب المعلومات نصف اعداد المرضى ال٨٠٠ الذين ينتظرون ادويتهم من وزارة الصحة والتي ستتأمن فور اقرار مجلس الوزراء الاعتمادات اللازمة هم من بيئة الحزب. وتقول مصادر مواكبة للملف ان الاتصالات والمشاورات ناشطة منذ ساعات الصباح على خط حارة حريك- ميرنا الشالوحي لصياغة مخرج لائق للازمة المستجدة بينهما. اذ ان آخر ما يريده باسيل ان يظهر وحيدا بمظهر المعارض لاقرار هذه الاعتمادات، فكل حديث عن مسار غير دستوري يسلكه ميقاتي لن يكون مقنعا للناس حتى ولو سعى رئيس "الوطني الحر" للعب على الوتر الطائفي من خلال حديث عن مسعى سني- شيعي-درزي للانقضاض على صلاحيات الرئاسة الاولى. وتشير المعلومات الى ان المخرج الذي يتم العمل عليه هو الاعلان، سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، عن تفاهم بين التيار والحزب على مشاركة وزيري حزب الله بالجلسة لاقرار البند المرتبط بوزارة الصحة وان وجد بنود ملحة جدا مماثلة، على ان ينسحب الوزيران فيكسرا النصاب عند البدء ببحث بنود لا يعتبرها الحزب ضرورية جدا. وتعتبر المصادر ان "التيار" سيبقى على موقفه الرافض للمشاركة في الجلسة لكنه لن يلجأ الى تصعيد في الشارع، لسببين، الاول انه غير قادر اصلا على الحشد بملف بخلفيات طائفية، رغم اعتماده على نصوص دستورية، في وقت لم يعد يعني الناس وبخاصة في شهر العيد الا تأنين لقمة عيشها ومستلزماتها الملحة. اما السبب الثاني، فهو عدم رغبة باسيل وضع جمهوره بمواجهة مرضى السرطان واهاليهم الذين لن يتوانوا على تنفيذ وقفة مضادة في حال عمد العونيون للتظاهر رفضا لانعقاد جلسة مجلس الوزراء.

ولكن وفي كل الاحوال، لن يتمكن باسيل قريبا من الخروج من الزاوية التي حشر فيها نفسه ومناصريه. وهنا تقول مصادر مطلعة على موقف حزب الله ان خطأ باسيل الاساسي كان في كيفية مقاربته لعملية تشكيل الحكومة، فبعد موافقة ميقاتي على كل شروطه بما يتعلق بالحصص الوزارية بقي على موقفه المتشدد بموضوع رفض اعطاء الحكومة الثقة، وهنا قمة التناقض. ولا يقتصر الاحراج الذي يعاني منه باسيل عى تمسكه بتشدده في موضوع عدم جواز انعقاد مجلس الوزراء انما ينسحب بشكل اساسي على استمراره وفريقه السياسي بالتصويت بأوراق بيضاء في الانتخابات الرئاسية. وهنا تشير المعلومات الى ان كل القوى التي عطلت نصاب الدورات الثانية لجلسات الانتخاب التي تمت الدعوة اليها، اي "التيار" وحزب الله و"أمل" وحلفاؤهم يدرسون جديا عدم تأمين نصاب الجلسات المقبلة منذ الدورة الاولى لتجنيب نوابهم احراج كسر النصاب كل مرة في الدورة الثانية، وان كان هكذا خيار لا يشكل حلا لهذا الفريق المتخبط في خلافه حول مرشحه الرئاسي المقبل.

 

الأمن في ظل الفراغ الرئاسي: خطر الإنفجار ودور الجيش

نجم الهاشم/نداء الوطن/03 كانون الأول/2022

أكثر من مرّة حصل الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية منذ العام 1988، وفي كل مرّة كان الفراغ مرادفًا لاهتزاز أمني كبير. صحيح أنّ القوى الأمنية والعسكرية لا تزال تتابع بعض الأوضاع المتفلّتة وبعض الحوادث التي لا تخرج عن النطاق الفردي والشخصي، ولكن ماذا يمكن أن تفعل هذه القوى إذا حصل تفلّت أمني كبير في أكثر من منطقة؟ وهل يمكن أن يكون أي تفجير محاولة لاستدراج الجيش واستهداف قائده؟ استطاع الجيش اللبناني بقيادة العماد جوزاف عون تجاوز قطوعات أمنية كبيرة وخطيرة لا شكّ في أنّ أهمها كان تحدّي الحفاظ على الأمن خلال انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 في منتصف عمر ولاية الرئيس ميشال عون. هل كان على الجيش أن يقمع الثورة ويفتح الطرقات المقطوعة بالقوة أم أن يراعي المطالب التي رفعها الشعب الذي نزل إلى الشوارع ووحّدت حولها مناطق كثيرة بولاءات وانتماءات متعدِّدة؟

في ذلك الوقت لم تكن مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية مطروحة ولم يكن تصرّف الجيش مرتبطاً بحسابات رئاسية ولا يسود اليوم أي اعتقاد بأنّ قيادة الجيش الحالية تتحرّك وتتّخذ قرارات قياساً على طرح العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية. فطريقة تصرّف الجيش منذ العام 2016 هي التي تطرح اسم العماد عون من خلال وعي القيادة للخطر الذي كان يهدد الأمن والحفاظ على تحركات الشارع ومنع تطوّرها إلى انفلات أمني. وكما يأخذ البعض على القيادة أنها تساهلت في موضوع عدم فتح الطرق بالقوة خلال الأسبوعين الأولين من “الثورة”، فهناك أيضاً من يأخذ عليها أنّها لم تمنع الإعتداءات التي تعرّضت لها “الثورة” في أكثر من مكان خصوصاً عند جسر الرينغ وفي ساحة الشهداء. فهل كان هناك حذر موضوعي من أن يؤدي أي اشتباك مع المعتدين إلى اشتباك أكبر مع “حزب الله” لأنّ هويتهم كانت واضحة وخلفياتهم واضحة وقد أوضحها أكثر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطاب 11 تشرين الثاني عندما اتهم “ثورة 17 تشرين” بالتآمر على “الحزب” وبأن السفارة الأميركية هي التي كانت تحرِّكها؟ ما قاله نصرالله عن دور السفارة الأميركية في تحريك “الثورة” قاله أكثر من مرة عن علاقة الجيش بالسفارة الأميركية وبالإدارة الأميركية التي ترعى الجيش وتزوّده بالدعم اللازم ويسرح ويمرح ممثلون عنها في اليرزة.

تفجيرات تحت الضبط

إذا كانت مواجهة مرحلة “الثورة” لم ترتدِ طابعاً أمنياً تفجيرياً بحكم أنّ “الثورة” كانت سلمية فإنّ الجيش نجح في احتواء أكثر من انفجار أمني كبير:

الأول حصل في خلده على دفعتين في آب 2020 ثم في آب 2021 بين عشائر المنطقة وبين “حزب الله” وقد سقط فيها عدد من القتلى ولا يزال الملف في عهدة المحكمة العسكرية حيث تمّ توقيف متّهمين من العشائر من دون توقيف أي متّهم من “حزب الله” الأمر الذي يمكن أن يهدِّد بتوتر جديد في حال لم تكن الأحكام التي ستصدر عن المحكمة العسكرية مخفّفة وقادرة على إقفال الملف.

الثاني كان حادث قبرشمون في 30 حزيران 2019 الذي حصل خلال محاولة عبور موكب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في المنطقة وتصدّي مسلحين من أبناء المنطقة و”الحزب التقدمي الإشتراكي” لموكب الوزير صالح الغريب الذي كان باسيل سيزوره ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى. والملف لا يزال أيضاً أمام المحكمة العسكرية حيث يوجد عدد من الموقوفين ويمكن أيضاً اعتبار أنّ الأحكام التي قد تصدر يمكن أن تقفل الملف وتنهي القضية خصوصاً أنّ هذا الأمر يمكن أن يؤدّي أيضاً إلى إقفال ملفات قضايا عالقة بين “الحزب التقدمي الإشتراكي” و”الحزب الديمقراطي اللبناني” الذي يرأسه الوزير السابق طلال أرسلان.

الثالث كان في الطيونة في 14 تشرين الأول 2021 الذي حصل بسبب دخول المتظاهرين المطالبين بـ”قبع” المحقِّق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، المؤيّدين لـ”حزب الله” وحركة “أمل” أحد الشوارع المؤدية إلى عين الرمانة وتصدّي عدد من الأهالي لهم وسقوط عدد من الإصابات. ولكن هذا الحادث عاد وتطور عندما تدخل الجيش لإعادة فرض الأمن، الأمر الذي أدّى إلى مزيد من الإصابات. وهذا الملف أيضاً أمام المحكمة العسكرية ويمكن أن يكون الحكم فيه مقدمة لإنهاء ذيوله.

طبعا كانت هناك حوادث أخرى متفرّقة ولكن هذه الحوادث كانت الأخطر وقد لعب فيها الجيش دور الضامن للأمن مع فارق كبير في مسألة حادث الطيونة حيث كان الجيش حازماً في التصدّي للمسلحين الموالين لـ”حزب الله” الذين أطلقوا القذائف والرصاص ولم يلتزموا بالخروج من الشارع.

نصب مكامن

ولكن إذا كان صحيحاً أنّ احتواء هذه الحوادث وأيّ حوادث أخرى بهذا الحجم وبهذه الخطورة كان ممكناً، إلا أنّ الصحيح أيضا أن عوامل تكرار مثل هذه الحوادث بغير أمكنة ممكنة نتيجة بقاء عوامل التفجير قائمة ونتيجة انتشار السلاح في ظل السلاح الأساسي الذي يمتلكه “حزب الله”.

صحيح أيضاً أنّ الجيش مستمر في ملاحقة مهرّبي المخدرات وكانت له خطوات أساسية وجريئة في ملاحقة عدد من الرؤوس الكبيرة، ولكن هذا لا يمنع أن تتدهور بعض هذه الملاحقات إلى انتكاسات أكبر في حال أرادت بعض الجهات نصب كمائن أمنية للجيش ولقائده يمكن أن تشكِّل تهديداً خطيراً للأمن في ظل الفراغ خصوصاً أذا تمّ الأخذ بالإعتبار أن الجيش في كل هذه الحوادث وغيرها ممّا حصل في أكروم وفنيدق مثلا وفي طرابلس ومشغرة وبعض شوارع الضاحية الجنوبية وبلدات بعلبك والهرمل كان يتحرك في ظل العهد والرئيس والحكومات التي تعاقبت. ولذلك إن ما يمكن أن يحصل من انهيارات أمنية في ظل الفراغ يبقى أخطر والأمثلة كثيرة.

من تمرد عون إلى جرود القاع

في العام 1988 لو لم يحصل الفراغ ولو لم يتم تكليف العماد عون برئاسة الحكومة العسكرية لما كانت حصلت “حرب التحرير” ولا “حرب الإلغاء” ولكان العماد عون أنهى مدة قيادته للجيش وخرج إلى تقاعده كأي ضابط آخر خصوصاً أنّ الوضع الأمني في ظلّ الإنقسام الذي كان حاصلًا بعد العام 1987 كان هادئاً ولم تكن هناك أي معارك على خطوط التماس، وكان يمكن أن تحصل التسوية السياسية على البارد وفي ظل استمرار الإلتزام بعدم التفجير. في العام 2007 في ظل الحصار الذي كان مفروضاً على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والقطيعة مع الرئيس أميل لحود في قصر بعبدا قبل ستة اشهر من انتهاء ولايته، وفي ظل وقوع الفراغ قبل انتهاء الولاية، حصلت حرب نهر البارد وكان الجيش اللبناني مضطراً إلى دفع الثمن الكبير للقضاء على حالة “فتح الإسلام”. ولكن في تلك المرحلة كان قرار الحكومة هو الذي غطّى الجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال سليمان على رغم أنّ الجيش لم يكن مجهزًا لمواجهة عسكرية امتدّت من أيار حتى أيلول. الإنهيار الأمني الأكبر حصل في 7 ايار 2008 بعد سبعة اشهر على انتهاء ولاية الرئيس أميل لحود وفي ظل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة المحاصرة والمتّهمة بالتآمر على “حزب الله” في حرب تموز 2006، وقد كانت هذه العملية هي الأخطر بسبب زجّ سلاح “حزب الله” في حرب داخلية بعدما كان الأمين العام لـ”حزب الله” قد أعلن أنّه لا يحتاج إلى توافق داخلي حول سلاحه وأنّ هذا السلاح هو الذي يحمي السلاح وأنّه سيقطع اليد التي ستمتدّ إلى المقاومة. التطور الأمني الأكثر خطورة في ظل الفراغ الذي نشأ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 24 ايار 2014، كان في حرب الجرود بعد الغزوة التي نفذتها التنظيمات الأصولية الآتية من سوريا على عرسال في 2 آب واستهدفت مواقع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في ظلّ تدخل “حزب الله” في الحرب السورية والذي بدأ قبل انتهاء ولاية الرئيس سليمان، وفي ظل تنفيذ عدد من العمليات الإنتحارية في قلب بيروت والضاحية الجنوبية والبقاع. هذه الحرب استمرت حتى العام 2017 عندما تمّ حسمها في معركة فجر الجرود التي حقّق فيها الجيش اللبناني انتصاراً نظيفاً على المسلحين في جرود رأس بعلبك والقاع ولكن تمّ منعه من الإحتفال بهذا النصر نتيجة قرار سياسي أتاح لآخر مجموعة من المسلحين الإنسحاب بباصات مكيفة إلى مناطق سيطرة الأصوليين داخل سوريا كتسوية مع “حزب الله” أدّت إلى إطلاق عدد من مقاتليه الأسرى.

الخطر قائم

من بين هذه الإنفجارات الأمنية كان لعملية 7 أيار تأثير على المسار السياسي الداخلي ونتجت عنها “تسوية الدوحة” التي تضمّنت انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة من ثلاثين وزيراً مع إعطاء وزارة المالية للثنائي الشيعي مع الثلث المعطِّل لـ”حزب الله” وحلفائه. وهي التي حكمت عهد الرئيس سليمان واستتبعها “حزب الله” بانقلاب سياسي على هذا التفاهم نتيجة الإنقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري قبل أن يصير الحريري في خلال عهد العماد عون متماشياً مع العهد وحليفه “حزب الله”. في ظل الفراغ الحالي ووجود حكومة تصريف أعمال يبقى الخطر الأمني وارداً. قد لا يكون هناك خطر مماثل لما حصل في جرود عرسال وراس بعلبك والقاع نتيجة التطورات العسكرية داخل سوريا وابتعاد التنظيمات الأصولية إلى داخل الشمال السوري. ولكن هذا لا يمنع حصول اختراقات أمنية من خلال خلايا إرهابية كما حصل في موضوع “خلية كفتون” التي تمّ القضاء عليها في 28 أيلول 2020 بعد محاصرتها في وادي خالد. وضمن هذا الإطار أيضًا تدخل الحوادث التي تحصل بين العشائر والعائلات في البقاع أو في بعض شوارع الضاحية الجنوبية التي يتدخّل فيها الجيش للتطويق وليس للضبط ومنع تكرارها باعتبار أنّ هناك حدوداً لا يمكنه تخطّيها لأنّها تحتاج إلى قرارات سياسية وغطاء كبير وتوافق. وضمن هذا الإطار أيضاً تدخل عمليات تسوية الإشكالات التي حصلت في الطيونة وقبرشمون وخلده، بسبب إرادة الأطراف التي لها علاقة بها باحتوائها. ولكن ماذا يمنع أن تحصل عمليات اغتيال بهدف كسر التوازن السياسي السلبي القائم؟ ومن يمتلك القدرة على تنفيذ مثل هذه الإغتيالات؟ وماذا يمنع حصول فوضى أمنية نتيجة التفلّت السياسي والطرق المقفلة نحو انتخاب رئيس وبداية سلوك طريق للحل؟ وماذا يمنع أن تتدهور حوادث أمنية صغيرة إلى تفلّت أمني كبير نتيجة الإحتقان الموجود في أكثر من منطقة خصوصاً إذا كان بعض الأطراف يفكّر في إحراق ورقة العماد جوزف عون ونصب كمين أمني سياسي للجيش وقائده؟ وهل التسريبات المتعلّقة بتوافق دولي عربي محلي على انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية تعتبر مقدمة لأحداث من هذا النوع لقطع الطريق عليه وعلى مثل هذا الإحتمال من خلال محاولة إبرازه قبل أوانه؟ هذا إذا كان احتمال ترشيحه حقيقياً.

 

حزب الله للمسيحيّين: أنا صانع الرؤساء

راكيل عتيّق/نداء الوطن/03 كانون الأول/2022

“صفر” رئاسيات. هكذا تختصر مصادر مطّلعة مسار انتخاب رئيس الجمهورية. إذ بعد ثلاثة أشهر على بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الدولة وشهر وثلاثة أيام على انتهائها، لم يُعثر بعد على مفتاح الباب الرئاسي، فلا مبادرة خارجية واضحة وجديّة ولا توافق داخلي على الرئيس العتيد. وبالتالي سيستمرّ الجمود الرئاسي حتى نهاية العام الحالي أقلّه، على أن يأخذ الحراك منحى مغايراً مع مطلع السنة الجديدة، مع توقُّع حصول تحرّكات ناشطة رئاسياً من مسعى فرنسي إلى لقاء سعودي – فرنسي مروراً بمؤتمر سيُعقد خلال الشهر الجاري في العاصمة الأردنية عمان بمشاركة الرئيس الفرنسي وعدد من الدول من بينها إيران والسعودية، ما يفتح باب تشاور فرنسي – سعودي وفرنسي – إيراني حيال الاستحقاق الرئاسي. وبالتالي، لا يظهر أنّ “الستاتيكو” الرئاسي قد يُخرق قبل نهاية هذا العام، فالصورة الرئاسية لا تزال نفسها: رقم مرشح “المعارضة السيادية” النائب ميشال معوّض بات معروفاً، وضع رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية رئاسياً لا يزال نفسه، لا جديد على خط “حزب الله” – رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ولا مبادرات خارجية أو اتصالات سعودية – فرنسية حاسمة أو موقف سعودي واضح.

لكن حركة الاتصالات النشطة المتوقّعة بعد الأعياد، ستشكّل زخماً لـ”حزب الله”، لعقد لقاء رئاسي مع باسيل مجدداً وإجراء إعادة تقويم للملف الرئاسي. هذا لا يعني أنّ “حزب الله” لا يملك “خطة ب” رئاسياً، لكنّه يؤثر عدم الانتقال إليها، فحتى الآن، وعلى رغم رفض “المسيحيين” انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، لا يزال “الحزب” متمسّكاً بمرشحه، ويحاول بـ”الترغيب” و”التعطيل”، إيصاله الى القصر الجمهوري.

ويؤكد “الحزب” أنّه سيواصل جهده لإقناع باسيل بانتخاب فرنجية حتى لو أنّ رئيس “التيار” لا يزال غير مقتنع بذلك، فـ”الزمن” قد يكون كفيلاً بـ”تغيير رأيه”، خصوصاً أنّ الظروف تغيّرت بين اللقاء الرئاسي الأول الذي عُقد بين الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وباسيل منذ نحو شهر وأسبوع وبين اللقاء الثاني الذي قد يجمعهما، فالرئيس ميشال عون غادر القصر الجمهوري وبالتالي غادر باسيل معه ولم تؤلّف حكومة جديدة. وبالتالي، يتمسّك “حزب الله” بفرنجية رئيساً للجمهورية محاولاً تعبيد طريق بعبدا أمامه، على غرار ما فعل لوصول عون، مراهناً على توقيت مناسب وتسويات تسمح بفرض اسم فرنجية، خصوصاً أنّ هناك معطيات عدّة داخلية وخارجية تسمح لـ”الحزب” بهامش من الحركة رئاسياً، فالفرنسيون الذين يقودون الحوار الرئاسي مع المعنيين في الخارج والداخل يؤكدون أن لا مرشح لديهم ولا مانع لديهم من وصول فرنجية وأنّ ما يهمّهم هو أن يُنتخب رئيس ولا يطول أمد الفراغ. أمّا إيران وسوريا فليستا جزءاً من النقاش الرئاسي بل تقولان لكلّ من يسأل رئاسياً: راجع “حزب الله”، بحسب مصادر قريبة من “الحزب”.

لذلك، حتى هذه اللحظة، لا يزال “الحزب” يقول للجميع في الداخل والخارج: لدينا مرشح واحد اسمه فرنجية. أمّا “التوافق” الذي يدعو إليه سائر الأفرقاء في البلد، فلا يعني الاتفاق على مرشح ثالث، بل المقصود “الاتفاق معنا على اسم فرنجية”. ويستند “الحزب” بدعوته هذه الى التسوية التي أنتجت معادلة عون رئيساً للجمهورية ورئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري رئيساً للحكومة. وبالتالي إنّ “الحزب” يدعو الآن بوضوح، الى “التوافق على اسم مرشحنا”، وفق معادلة: نحن مرشحنا فرنجية، فمن الذي تريدونه أنتم؟ أمّا فكرة التوافق على مرشح ثالث فليست لغة “الحزب” في الوقت الحاضر. هذا التوافق على اسم فرنجية لا يعني أيضاً أن يكون رئيس الحكومة من الفريق المعارض وتحديداً الديبلوماسي نواف سلام، فدعوة “الحزب” لا تعني إنتاج معادلة: فرنجية مقابل سلام، بل يعتبر “الحزب” أنّ فرنجية لديه قدرة على التواصل مع الجميع ومن بينهم قوى الرابع عشر من آذار وسائر القوى الداخلية والخارجية بما فيها السعودية. وبالتالي يدعو “الحزب” الجميع الى الجلوس مع فرنجية والاستماع الى مشروعه وأفكاره ورؤيته للبلد وتبيان أي تسوية يُمكن أن تُجرى معه. مسار “حزب الله” الرئاسي هذا، ترى مصادر مسيحية أنّه “تحدٍ” للمسيحيين وتوجيه رسالة لهم مفادها بأنّه “صانع الرئيس”، فهو يتمسّك بإيصال مرشح لم ينجح في الامتداد شعبياً خارج دائرة الشمال بل تراجعت شعبيته وانحسر مستوى تمثيله النيابي نتيجة الانتخابات الأخيرة، فضلاً عن أنّ أكبر كتلتين مسيحيتين لا تؤيّدانه، فحزب “القوات اللبنانية” لن يسير بانتخاب فرنجية مهما كانت التسوية التي ستُجرى على هذا المستوى، وباسيل لا يزال على موقفه المعارض لوصول فرنجية، وحتى لو تمكّن “الحزب” من إقناعه، فذلك سيكون بمثابة “ترغيب” أو “ترهيب” مقابل مكاسب سُلطوية، ولن يغيّر من رفض “العونيين” هذا الرئيس. لكن لـ”الحزب” وجهة نظر أخرى، إذ إنّه يعتبر أنّ فرنجية لن يصل من دون إرادة المسيحيين، وهو لذلك يبذل جهداً لإقناع باسيل بانتخاب فرنجية، وإذا “مشي حالو”، هناك أيضاً كتلة فرنجية النيابية ونواب مسيحيون في كتل متفرّقة، وبالتالي تتأمّن الميثاقية المسيحية لمرشح “الحزب”، خصوصاً إذا منح البطريرك الماروني الغطاء المسيحي لفرنجية لاحقاً. وحتى بروز إشعار جديد، سيستمرّ “الحزب” في بذل الجهود مع باسيل لتوفير الميثاقية المسيحية من جهة والأكثرية اللازمة من جهةٍ ثانية لانتخاب فرنجية.

 

«إنذارات» للقوى المسيحية: تنازلوا!

طوني عيسى/الجمهورية/03 كانون الأول/2022

كما كان متوقعاً، منسوب الاحتقان الطائفي إلى ارتفاع. فغالبية القوى المسلمة تقترب من التوافق حول العديد من الاستحقاقات الداهمة. وفي المقابل، غالبية القوى المسيحية تمارس منطق الرفض وتتوقف عنده. فإلى أين؟ تتقاطع القوى المسيحية اليوم على 3 لاءات: رفض المرشح المدعوم من الثنائي الشيعي الوزير السابق سليمان فرنجية، رفض جلسات الرقابة والتشريع بعدما تحوَّل المجلس النيابي هيئةً ناخبة، ورفض انعقاد مجلس الوزراء في وضعية تصريف الأعمال والفراغ الرئاسي. فوق ذلك، تجتمع القوى المسيحية على العديد من المسائل، ولاسيما في ما يتعلق بالتشكيلات والتعيينات الآتية، ومنها موظفو الفئة الأولى، والعديد من الملفات السياسية والإدارية والقضائية والأمنية والإنمائية والمالية. وثمة مَن يقول: لا يمكن الاستهانة بهذا الحجم من التقاطع بين القوى المسيحية حول الملفات الأساسية الساخنة. ويمكن البناء عليه لتغيير توازنات القوى القائمة وحسم العديد من المسائل العالقة. ولكن، من المثير أنّ هذه القوى التي يجمعها هذا المقدار من الرفض والاعتراض، لا تتوافق على الملف الأساسي الذي يهمّ المسيحيين حالياً، أي رئاسة الجمهورية. وهنا يكمن تحديداً مأزق بكركي التي سحبت يدها من مساعي التوافق المسيحية قبل سنوات، بعدما أيقنت أنّها عبثية.

اليوم، وصل الملف الرئاسي إلى المأزق الكامل. فالقوى غير المسيحية، التي تمتلك قوة اتخاذ القرار واقعياً، تطرح مرشحاً واحداً هو فرنجية. وأما القوى المسيحية، الفاقدة للقوة واقعياً، فترفض هذا الخيار، على اختلافاتها ونزاعاتها. ولكن، لا القوى المسلمة تجرؤ على تحدّي الغالبية المسيحية وانتخاب رئيس يرفضه المسيحيون، ولا القوى المسيحية قادرة على تحقيق معجزة التوافق في ما بينها. ويبدو المخرج الأقرب هو أن تنجح القوى المسلمة في خرق الرفض المسيحي باجتذاب أحد الطرفين الأساسيين «التيار الوطني الحر» أو «القوات اللبنانية».

ولذلك، يسعى «حزب الله» إلى إقناع فرنجية والنائب جبران باسيل بالتوافق على ترشيح موحَّد. ومن جهته، يسعى الرئيس نبيه بري إلى إقناع «القوات اللبنانية» بتأمين «النصاب الميثاقي» للجلسة، على الأقل. ولكن، منطقياً، يُفترض أن تتوافر الميثاقية في الأصوات المسيحية التي سينالها الرئيس المقبل لا في عدد النواب المسيحيين الذين سيشاركون في الجلسة. وفي تقدير المطلعين أنّ القوى المسلمة بدأت، بعد شهر من الفراغ الرئاسي، مرحلةً جديدة من الضغط في اتجاه القوى المسيحية عموماً: بكركي، «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» وسواها، بهدف الحصول على تغطية ميثاقية للرئيس العتيد. وهي تعتمد مع كل من هذه القوى تكتيكاً مناسباً.

وخلاصة الاتجاه في هذه المرحلة هو الآتي: إذا لم يكن المسيحيون مستعدين للتنازل والقبول بخيارات «واقعية» في موقع الرئاسة، فإنّ القوى الأخرى ستتجاوز موقع الرئاسة وتدير البلد من دونه. وهي تمتلك المبررات والذرائع ما يكفي للقيام بذلك. وفي الدستور مواد تتحمَّل الاجتهاد والتأويل، ويمكن الاستعانة بها لتحريك العمل التشريعي والرقابي في ظلّ الفراغ الرئاسي، كما يمكن للحكومة أن تتوسّع في استخدام منطق صلاحيات الضرورة إلى حدود يصعب ضبطها، خصوصاً مع تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى حدود أكثر خطراً. وأساساً، باتت النصوص في لبنان حبراً على ورق، والدستور وجهة نظر. ولطالما ارتضت القوى السياسية جميعاً بهذا الخلل في الممارسة. وعلى الأرجح، بدأت القوى المسلمة توجيه «الإنذارات» بتحريك العمل في المجلس والحكومة، لدفع القوى المسيحية إلى التنازل عن سقوفها العالية. فكلام الرئيس بري على جلسة رقابية أو تشريعية سيعقدها المجلس الأيام المقبلة هو جزء من عملية الضغط للسير بخيار فرنجية أو أي خيار آخر يحظى بالتوافق. وكذلك، إعلان الرئيس نجيب ميقاتي التوجّه إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء. وفي المرحلة الأولى، سيقتصر الأمر على توجيه «الإنذار»، ولكن، لاحقاً، سيتحرّك المجلس النيابي والحكومة فعلياً بمعزل عن وجود رئيس للجمهورية. وهذه الصيغة ستضع القوى المسيحية في مأزق صعب: إما أن يُدار البلد من دون مشاركتها، وفي غياب موقع رئيس الجمهورية، وإما الرضوخ لخيار الرئيس المقبول «واقعياً». وفي المبدأ، هذا الرئيس يُفترض أن يكون حليفاً لـ«حزب الله»، أو يحظى بثقته.

ماذا ستفعل القوى المسيحية إزاء هذا التحدّي؟

يخشى مرجع مسيحي أن تقود هذه المعطيات إلى ضياع الموقع الرئاسي بفعل الاهتراء وعامل الوقت، ومعه يضيع العديد من أوراق القوة المسيحية في السلطة والنظام. وقد يكتشف المسيحيون أنّ المسؤول عن هذا الضياع ليس القوى المسلمة بل هو هوس بعض قادة المسيحيين بالسلطة والغنائم.

 

ما هي حصة لبنان من القمة الأميركية ـ الفرنسية؟

جورج شاهين/الجمهورية/03 كانون الأول/2022

مُخطىء من يعتقد أنّ ملف لبنان ساكن حاضراً على طاولة القمة الفرنسية – الاميركية بحجم مجموعة الازمات البينية، الاقليمية والدولية المطروحة على البلدين. فانهماكهما بمعالجة أزمات أوكرانيا والتباين القائم حول شكل ونوع العلاقة مع الصين وفي الشرق الاوسط وما بين واشنطن والعواصم الاوروبية وتداعيات أزمتي الطاقة والمناخ سيحجم طموحاتهما ويضع حداً للمبالغة. ولكن ان يتوقف الرئيسان بايدن وماكرون في ختام القمة عند ملفي الترسيم البحري وانتخاب رئيس جديد للجمهورية فإنّ ذلك يُعد إنجازاً. فلماذا وكيف؟ للمرة الاولى قد لا يكون الرهان كبيرا وشاملا لدى معظم القيادات اللبنانية على القمة الاميركية – الفرنسية التي جمعت الرئيسين جو بايدن وايمانويل ماكرون أمس الأول في واشنطن، فقد علّمتهما التجارب ان مثل هذه الرهانات في ظل تعقيدات الداخل ان كانت انعكاساً لموازين الخارج، دونها حسابات اقليمية ودولية. وقد لا يكون منطقياً البناء عليها توصّلاً الى اي اتفاق يمكن ان يشكل مبادرة دولية توفر مخارج وحلول لمجموعة الازمات التي يعانيها لبنان. وإن كان الاستحقاق الرئاسي ابرزها – وإن لم يكن اشد خطورة من حجم الازمات المالية الاقتصادية التي تعانيها البلاد – ولكنه يشكل بوابة إجبارية لتكون الخطوة الاولى التي لا بد منها على الطريق الطويل المؤدية الى التعافي المالي والاقتصادي عدا عن اعادة انتظام العلاقات بين المؤسسات الدستورية بعد اكتمال عقدها. فالبلاد التي دخلت منذ شهر مرحلة خلو سدة الرئاسة من شاغلها، تعاني مجموعة من الأزمات الخانقة والمتناسلة الى درجة رفعت نسبة التعقيدات الى الحدود القصوى بطريقة يصعب فصلها بعضها عن بعض وتفكيكها. فإن وجدت دولة تعاني ازمة مالية أو امنية او سياسية، فلا توجد دولة تعاني مجموعة هذه الأزمات كالتي يعيشها لبنان، وهي حال وضعته على جدول اهتمامات الدول بنسَب مختلفة إلى درجة بات رهان اللبنانيين على البعض منها مقبولا، بعد ان ثبت لديه فشل المنظومة السياسية في مواجهة اي منها او حلها بالطريقة التي تضمن تفكيكها او اعادة برمجتها بطريقة تسهل مواجهة أي منها بالطريقة التي تضمن حلاً نهائياً ومُستداماً.

وعليه، وبالاستناد إلى هذه الصورة الفسيفسائية، فقد رصدت المراجع السياسية والديبلوماسية الصديقة للبنان هذه الصورة، وهي تسعى بجد الى البحث عن مخارج وفق سلّم أولويات مبرمجة، مخافة تطورها الى درجة تمسّ أمن دول الجوار التي تغرق في بحور الدم أصلاً، بل الى ابعد منها وتحديدا الى مجموعة دول البحر المتوسط وأوروبا خصوصا عدا عن تلك التي ارتبط اسمها بأزمة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر والممنوعات، والتي تتجاوز تردداتها لتتحول عابرة للدول والقارات. وانطلاقاً من هذه الوقائع التي لا يرقى إليها اي شك، كبر الرهان على اي حراك دولي او اقليمي، فالعجز الداخلي المتمادي، دفعَ الى النظر إن كان ممكنا ولادة مبادرة عربية في ظل الشلل الذي أصاب الجامعة العربية منذ اكثر من عقدين من الزمن بعد دخول بعض بلدانها مدار ما سمّي «الربيع العربي»، ولما فقد هذا المولود، فقد توجهت الانظار الى المجموعات الاقليمية كتلك التي قادت اليها القرارات السعودية الاخيرة بمقاطعة المنتجات الزراعية اللبنانية واستدعت تدخّل مجموعة من دول مجلس التعاون الخليجي التي تعاطفت وتضامنت مع الرياض بمبادرة كويتية أنجزت نصف الطريق الى اعادة إحياء العلاقات الطبيعية بين لبنان وهذه الدول.

ولذلك، فقد بات الحل المتكامل رهناً بتنفيذ اللبنانيين الخطوات التي تعهدوا بها. فبعض ما كان مطلوبا من أجل بلوغ المراحل النهائية لم يتحقق. وليس خافيا على أحد ان اللبنانيين لم ينجحوا بعد – على رغم من النيات الحسنة الموجودة لدى البعض منهم بتنفيذ ما تعهّدوا به في ظل مجموعة الأزمات الحكومية والسياسية والإقتصادية الكبرى، والتي لم تسمح سوى بتنفيذ القليل منها. وقد ترجمتها خطوات متواضعة أمنية واقتصادية لم تكتمل فصولها بعد. وكذلك، فإن الحل ما زال ينتظر التغيير المطلوب في مواقف بعض القوى التي تجاوزت خطواتها مساحة الاراضي اللبنانية الى ربط الساحة الداخلية مجددا بالساحات العربية المتفجرة والخليجية تحديدا. وهو أمر نَسبته الأحداث الى «حزب الله» المطالب ايضا بوقف الحملات الاعلامية التي تستهدف بعضها، ووقف كل اشكال التدخل في شؤونها الداخلية من سوريا والعراق الى اليمن والبحرين عدا عن الشبكات التي اتهم بتشكيلها في الكويت والإمارات العربية المتحدة.

عند هذه المحطات الفارغة من اي جديد، توجهت الأنظار الى التحرك الثلاثي الاميركي ـ السعودي – الفرنسي بعدما قاد سفراء البلدان الثلاثة اكثر من مبادرة مشتركة استهلّت بالصندوق المشترك للشؤون الإنسانية، وتلك المتصلة بأزمة الطاقة والاستشفاء واعادة بناء ما دمّره تفجير مرفأ بيروت ومواجهة جائحة كورونا. ولم يقف الرهان على هذا الحراك عند هذه المحطات، الى ان عبّرت باريس عن استعداداتها لقيادة حراك سياسي كبير بدأ باللقاءات التي عقدها ماكرون على هامش قمتي بالي وبانكوك الشهر الماضي ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل ان تقوده هذه الحركة الى واشنطن لعقد القمة مع نظيره الأميركي أمس الاول مع المسؤولين الكبار على اكثر من مستوى. وعليه، فقد توقفت المراجع الديبلوماسية امام ما تسرّب من هذه القمة من معلومات ـ في انتظار الأكثر دقة منها ـ فتحدثت عن الالتفاتة التي خَص بها الرئيسان لبنان من بوابتي الإشادة باتفاق الترسيم البحري وما قام به البلدان من جهد لإتمامه، وضرورة حَض اللبنانيين على انتخاب رئيس الجمهورية. وقالت إن هذين الموضوعين عَبّرا عن اهتمام مزدوج بالخطوات السياسية بعد الإقتصادية منها. فرؤيتهما الموحدة لِما أنجزه اتفاق الترسيم من احتمال تحسين الوضع الاقتصادي للدولة اللبنانية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، فإنها لا تكفي ما لم يقدم اللبنانيون على انتخاب رئيس لجمهوريتهم لتنطلق ورشة الاصلاحات المطلوبة على اكثر من مستوى في ظل اكتمال عقد المؤسسات الدستورية. فمن دونها سيستمر الشلل في الدولة ومؤسساتها وتعجز عن مواكبة الاتفاقيات والتفاهمات التي بوشِر بها سواء مع صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي وصولاً الى مجموعة الدول والمؤسسات المانحة التي تنتظر هذه الانجازات المفقودة الى حين ترجمتها. على كل حال، وفي انتظار التثبّت ممّا أدت اليه القمة الأخيرة، تجدر الإشارة الى ان التوافق على النظرة الى لبنان بعينين اميركية وفرنسية لا يكفي، وان هناك عيوناً وعقولاً أخرى على يمينهما وشمالهما يجب ان تقول كلمتها. وان ثبت انّ الخلافات بين ماكرون وبايدن ما زالت قائمة في بعض الملفات الدولية فإنّ ذلك لن يسهل إمرار الخطوات المسهلة للحل في لبنان فأيّ نفور أميركي ـ إيراني وفرنسي تظهر في شأن ما يجري في إيران يتساوى في نتائجه السلبية مع اي خلاف إيراني – سعودي وهي امور كافية ليبقى القديم على قدمه في لبنان، ومعه استمرار خلو سدة الرئاسة لوقت أطول ومزيد من الاهتراء المالي والنقدي والاداري الى آخر المعزوفة السلبية ما لم يُلملم اللبنانيون أطرافهم لتحقيق أي انجاز يسجّل على لائحة عجائب الدنيا الإضافية.

 

ماذا لو توقف التعاون الاستخباري الأميركي-العراقي وتصاعد نشاط "داعش"؟

رياض قهوجي/النهار العربي/03 كانون الأول/2022

تتوقع مصادر أمنية غربية مطلعة عودة حوادث التفجير وعمليات تنظيم "داعش" الى العراق بسبب توقف التنسيق الاستخباري بين واشنطن وبغداد نتيجة التعيينات الأمنية التي قام بها رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني. وبحسب هذه المصادر فان إقدام السوداني على استبدال ضباط جدد ينتمون الى مجموعات الحشد الشعبي التابعة لايران بمسؤولي جهاز الاستخبارات الذين كان عينهم رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، أدى الى خفض مستوى التعاون الأمني والعسكري بين العراق والولايات المتحدة بشكل كبير سيؤثر حتماً في الجهد المشترك لمكافحة الارهاب ومنع تحركات مقاتلي "داعش" داخل العراق.

وكان العراق شهد تراجعاً كبيراً في نشاطات التنظيم الإرهابي خلال عهد الكاظمي الذي احتفظ بمنصب مدير الاستخبارات الذي كان يشغله قبل توليه رئاسة الوزراء وأشرف بنفسه عليه معظم ولايته قبل أن يعين مديراً له قبل خروجه من السلطة بشهر واحد.

 ولا تزال خلايا "داعش" تنشط في المناطق الصحراوية في جنوب العراق ووسطه، بخاصة قرب الحدود السورية. ومع تصاعد التوتر على الحدود السورية-العراقية-التركية نتيجة القصف التركي والتهديدات بعملية برية كبيرة ضد مناطق نفوذ الجماعات الكردية المسلحة، فان عمليات رصد وردع خلايا "داعش" تراجعت بشكل كبير، بحسب المصادر ذاتها. توقف التعاون الاستخباري الأمريكي-العراقي سيفاقم الوضع وسيعطي الفرصة لخلايا "داعش" في سوريا والعراق لإعادة تنظيم صفوفها وشن عمليات في مناطق عدة داخل البلدين، بخاصة في العراق حيث يستمر الانقسام الداخلي الذي يرفع من منسوب التوتر المذهبي بين الحين والآخر، الأمر الذي يسمح بتوفير بيئة حاضنة لمقاتلي "داعش".

 وتضيف المصادر الأمنية أن رسائل أميركية وجهت الى السوداني بضرورة عدم تعيين ضباط من الحشد الشعبي في مواقع قيادية حساسة في المؤسسات الأمنية والعسكرية لما سيكون لذلك من تداعيات قد تطال برامج تسليح القوات العراقية بعتاد حديث. فقد تعمد واشنطن إلى تأخير عمليات تسليم الأسلحة التي كان العراق تعاقد على شرائها بانتظار تصحيح الوضع وتسلم قادة غير مرتبطين بالحشد الشعبي المراكز الحساسة واستئناف التعاون العسكري بشكل كامل. وقد تمارس واشنطن ضغوطاً على حلفائها الأوروبيين للحد، بدورهم، من التعاون الأمني والعسكري مع العراق. 

ستكون لعودة نشاط "داعش" تداعيات كبيرة على العراق وجيرانه، وتحديداً المناطق التي تنشط فيها الجماعات الموالية لإيران. ولقد عززت أميركا أخيراً مواقع قواتها في سوريا تحسباً لأي هجمات. هذا في وقت سحبت روسيا عدداً كبيراً من قواتها وطائراتها الحربية من سوريا لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وستشكل عودة عمليات "داعش" تحدياً أمنياً لروسيا وللنظام السوري على حد سواء، بخاصة إذا ما كانت على مستوى كبير. فالتنظيم يحاول جاهداً اطلاق سراح الآلاف من مقاتليه في معسكرات الاعتقال في المناطق الكردية، وقد ينجح في ذلك نتيجة العمليات العسكرية التركية التي تستنزف "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) وغيرها من المجموعات الكردية في القامشلي والحسكة وريف حلب.

 تجدر الاشارة إلى أن الظروف التي ساهمت بظهور "داعش" وانتشاره قبل ثمانية أعوام لم تتغير كثيراً. فالنظام السوري لا يزال يقاتل مجموعات المعارضة ضمن انقسام يغلب عليه الطابع المذهبي الذي يعززه دعم الحرس الثوري الايراني والمليشيات الشيعية للنظام. ولقد اشترطت أميركا والقوى الغربية الوصول الى حل سياسي تحت إشراف الأمم المتحدة لرفع العقوبات ودعم عملية إعادة اعمار سوريا. الا أن النظام لم يوافق حتى الآن على أي من مقترحات المفاوض الأممي لوضع دستور جديد وإجراء إصلاحات سياسية تشكل انطلاقاً للحل السياسي للأزمة السورية. كما أن عمليات المصالحة التي قام بها النظام بمساعدة موسكو في درعا ومحافظات أخرى تشهد تراجعاً نتيجة عمليات التصفية المتبادلة ما سيفتح المجال لـ"داعش" لاستغلال الأوضاع فيها لمصلحته.

 طبعاً وفي حال حدوث أي تمدد لـ"داعش" من العراق باتجاه سوريا فان ذلك سيشكل تهديداً للبنان الذي يعيش حالة انهيار اقتصادي وفراغ في السلطة وانقسامات داخلية واستمرار لعمليات التهريب عبر الحدود البرية. ويعمل الجيش اللبناني مع القوى الأمنية على شن عمليات استباقية ناجحة ضد خلايا "داعش". الا أن التحدي سيزداد في حال عودة حراك "داعش" بقوة داخل العراق وسوريا. وهذا سيتطلب تعزيز القدرات الاستخبارية للجيش والقوى الأمنية والتنسيق مع الجهات الاستخبارية الاقليمية والدولية. فالوضع في لبنان هش وسيتأثر كثيراً في حال عودة نشاطات "داعش".

 من المؤكد أن أي عودة قوية لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا ستطرح علامات استفهام عديدة حول كيفية التعامل معه في ظل استمرار وجود المليشيات التابعة لإيران بشكل يضعف الحكومات المركزية والسلطات الشرعية في بغداد ودمشق وبيروت.

فطالما يسود مناخ الانقسام المذهبي في هذه الدول وينتشر الفساد في مؤسساتها الحكومية وتسيطر الأحزاب والقيادات التابعة أو المتحالفة مع ايران على القرارات السياسية فيها، ستبقى هناك أماكن توفر بيئة حاضنة لـ"داعش" وتبقيه نشطاً. فالتحالف الدولي تمكن من إلحاق الهزيمة بدولة "داعش" وتفتيتها الا أنه فشل في محو أثر التنظيم بسبب فشل الحلول السياسية للأزمات في كل من هذه الدول الثلاث. ومن المرجح أن تضغط واشنطن مع حلفائها لتعديل قانون الانتخابات واجراء انتخابات تشريعية في العراق خلال عام – بحسب الاتفاق بين الأحزاب الذي أتى بالسوداني الى السلطة – آملة بحكومة لا تسيطر عليها القوى المؤيدة لايران. ومع تصاعد التوتر بين إيران والغرب نتيجة فشل المفاوضات النووية ودعم طهران لموسكو عسكرياً في أوكرانيا، فان ساحات المواجهة الأساسية، وتحديداً العراق وسوريا، ستشهد المزيد من التطورات والتأزم. وقد يمتد الوضع الى الساحة اللبنانية في حال طالت أزمة الفراغ الرئاسي التي ستمنع الوصول الى أي حلول اقتصادية وسياسية وأمنية. وتراهن بعض الجهات السياسية اللبنانية والغربية على استمرار زخم اتفاقية ترسيم الحدود مع اسرائيل وتحرك شركات التنقيب عن النفط والغاز باتجاه لبنان لتشكل شبكة أمان تحميه من تداعيات أي تطورات أمنية، بخاصة مع استمرار أزمة اللاجئين السوريين. الا أن الفراغ في السلطة اذا ما طال سيسقط أي مكاسب كانت ممكنة من خطوة ترسيم الحدود. 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ميقاتي يرد على من “عرّض عضلاتو”: جلسة الإثنين لتيسير أمور الناس!

صحف/03 كانون الأول/2022

اعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن دعوته مجلس الوزراء الى الانعقاد الاثنين مردها الى وجود ملفات اساسية تتعلق بصحة المواطن يقتضي البت بها. وعن قول البعض أن ميقاتي حاكم بأمر “الثنائي الشيعي”، اعتبر أن “من يقول هذا الكلام يعلم ان الدعم هو لتيسير امور الناس وما يتعلق بصحة المواطن. ومن يطلق هذه التهمة فليتذكر كم “عرّض عضلاتو” عندما كان الثنائي الشيعي داعما له”. موقف ميقاتي جاء في تصريح في ختام رعايته افتتاح معرض الكتاب في بيروت.

وقال: “منذ يوم الثلثاء الفائت كنا اعلنا النية لعقد جلسة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، بسبب وجود ملف ملح يقتضي البت ويتعلق بصحة المواطن وخاصة مرضى غسل الكلى والسرطان. طلبت من الامانة العامة لمجلس الوزراء اعداد جدول اعمال الجلسة وقد وصلني  الجدول الخميس متضمنا 318 بندا، وهذا لا ينسجم مع التوجه لبت الملفات الملحة والاستثنائية، فطلبت تخفيض العدد حتى وصلنا الى جدول اعمال بـ65 بندا بعد طلب عدد من الوزراء وضع بعض الملفات الاساسية لوزاراتهم، ولكن  اقول اليوم ايضا انه بعد الاطلاع على الجدول يمكن بسهولة استبعاد اكثر من 40 بندا عن الجدول، ولن نقر الاثنين الا الامور التي نعتقد ويعتقد الوزراء انها ضرورية.وقبل موعد الجلسة سنعيد ابلاغ السادة الوزراء الجدول المعدل لكي نقوم بما هو مطلوب، وهو بت الملفات الطارئة والاساسية”. وأضاف: “سمع البعض يتحدث عن حكومة بتراء او غير بتراء. الحكومة كاملة وما تقوم به هو تصريف الاعمال بهدف خدمة المواطن، ومن لديه بديل آخر فليتفضل، واي امر سيكون معروضا على مجلس الوزراء، يجب ان يكون الوزير المختص حاضرا لمناقشته، واذا كان الوزير غير حاضر في الجلسة فحتما لن نعرضه للمناقشة”. وشدد على أنه “أقوم بواجبي كاملا في ما يتعلق بالدعوة الى الجلسة، وحسب معرفتي بالوزراء طوال الفترة الماضية، فهم يتمتعون بالحس الوطني ذاته وربما اكثر، ولذلك اعتقد انه ستكون هناك مشاركة واسعة”. وتابع ميقاتي: “قبل طرح السؤال لماذا ندعو الى عقد جلسة لمجلس الوزراء، فليقم المعنيون بالاستعجال بانتخاب رئيس للجمهورية وتستقيم المؤسسات الدستورية كاملة وتقوم بواجبها. يحز في نفسي ان يضع احد دعوة مجلس الوزراء في اطار طائفي او كأنه استهداف لفئة معينة. فهل نحن نفرق في التقديمات والمساعدات التي نقدمها بين مريض وآخر؟ هذا كلام غير مقبول”.

 

مسيرة احتجاجية لأهالي وسكان مار مخايل- الجميزة تحت شعار "عيرونا راحتنا"

وطنية/03 كانون الأول/2022

نفذ أهالي وسكان منطقة مار مخايل- الجميزة مسيرة احتجاجية حاشدة تحت شعار "عيرونا راحتنا"، انطلقت من الجميزة مرورا بمار مخايل وصولا الى درج الفاندوم. وحمل الأهالي خلال المسيرة لافتات وشعارات تدعو الى تطبيق القوانين، لناحية ضبط مستوى صوت الموسيقى، وسحب رخص الحانات المخالفة وكل Roof Top، وحصر عمل الفاليه باركينغ داخل المواقف ومعالجة كل الفلتان الأخلاقي. شارك في المسيرة، الى الاهالي، النائبان غسان حاصباني ونقولا الصحناوي وفاعليات المنطقة والمخاتير. ولوح الأهالي "بتحركات تصعيدية إن لم تتم الاستجابة لمطالبهم المحقة"، وانتهى التحرك السلمي بشكر كل من شارك، وبتوجيه تحية خاصة لمواكبة القوى الأمنية والعسكرية للمسيرة، ولكل من دعم وتضامن وساهم في إيصال الصوت ومن عَمل لتحقيق مطالب سكان المنطقة.

 

الراعي ترأس قداسا في معاد بدعوة من جمعية "رسالة سلام" باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة

وطنية/03 كانون الأول/2022

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في بيت الكاهن في معاد، بدعوة من جمعية "رسالة سلام"، وذلك لمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، عاونه فيه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، المطران غي نجيم ولفيف من الكهنة والاباء، وحضره وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور حجار، النائب سليم الصايغ، ممثل النائب زياد الحواط مدير مكتبه جيرار ياغي، المدراء العامون جورج معراوي، اورور فغالي وروني لحود، قائمقام جبيل نتالي مرعي، ممثل اليونيسف edouard beigdeda، مدير مكتب النائب جبران باسيل غسان الخوري، رئيسة مركز الصليب الأحمر رندا كلاب، رئيسة الجمعية منال نعمة والاعضاء، منسق العلاقة بين "التيار الوطني الحر" والمرجعيات الروحية غابي جبرايل، رئيس جمعية "آنج" الاجتماعية المحامي اسكندر جبران وفاعليات.

عون

في بداية القداس القى عون كلمة رحب فيها بالراعي "في الابرشية التي احبها وخدم فيها لسنوات عدة يوم كان مطرانا"، سائلا الله "ان يساعده للخروج بلبنان من ازمته". ونوه بما تقوم به الجمعية في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، داعيا المقتدرين الى "ضرورة مساعدتها للاستمرار برسالتها".

العظة

وبعد الانجيل القى الراعي عظة قال فيها: "بحسب التسلسل الليتورجي في كنيستنا، يأتي تذكار مولد يوحنا المعمدان بعد زيارة مريم لاليصابات بعد أن بشرها الملاك وأعلنها لها أن إاليصابات في شيخوختها وهي عاقر أنعم الله عليها أن تلد مولودا اسمه يوحنا، وفي هذا الاحد –غداً- هو تذكار مولد يوحنا. اسمه يوحنا وهو الاسم الذي اختاره الملاك وبلّغه لزكريا لأنه يعني، "الله رحوم". ويأتي هذا الانجيل ونحن هنا في هذا البيت حيث رحمة الله تتجلى بكل مفاهيمها، الله الرحوم هو اللقب الكامل لله، الله محبة يعني الله رحوم، ولا يوجد محبة في الهواء، المحبة تتجسد في أعمال الرحمة والخدمة والمساعدة والغفران وقبول الآخر، والعيش بسلام مع الجميع، وانفتاح القلب على كل انسان، المحبة هي الكلمة، أما الرحمة فتتجسد".

أضاف: "يسوع الاله المتجسّد هو الرحمة المتجسدة، أصبحنا نرى الرحمة بشخص يسوع وبأعمال يسوع، بآياته وأقواله، الرحمة هي هذا التجسيد المنظور، دعوة لنا جميعاً لا أقول كمسيحيين فقط، بل كل الناس، فكل انسان يولد على صورة الله وينبغي أن يعيش على هذه الصورة أي الرحمة. بالنسبة إلينا كمسيحيين، لأننا نؤمن بالمسيح، فنحن جماعة الرحمة. المحبة والرحمة هذه هويتنا، العالم لا يستطيع أن يعيش من دون رحمة لا في المجتمع ولا في العائلة ولا في الدولة، الرباط بين الناس إسمه "الرحمة". عالمنا اليوم بحاجة الى رحمة من كبيرنا الى صغيرنا، والحاجات التي يمرّ بها الانسان هي حاجات روحية ومعنوية، كل واحد منا بحاجة لأن يفهمه ويقبله ويحترمه ويشجعه الآخر ويكون الى جانبه. المريض بحاجة الى رحمة، المعوّق بحاجة الى رحمة، الفقير بحاجة الى رحمة. إذًا عالمنا لا يستطيع أن يعيش بدون رحمة، كل جيل بشري بحاجة الى الرحمة".

وتابع: "في هذا الاطار ولدت جماعة "رسالة سلام" التي ولدت من مشروع الأمم المتحدة عندما أسس منذ ثلاثين سنة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة. الاحتياجات المعنوية والروحية والأخلاقية، وليس فقط الجسدية، ومن 25 سنة تأسست جمعية رسالة سلام على يد معالي الوزير هيكتور حجار، وتم اختياره لاحقا ليكون وزيراً للشؤون الاجتماعية. أنا أحييك معالي الوزير وأحيي كل الذي يخدمون معك في هذه الجمعية واحيي رئيستها السيدة منال نعمة، وكل العاملين معكم أكان في المركز الأساسي في بكفيا أم هنا في معاد، أم في الأشرفية - بيروت. أنا أحيي أخي المطران غي – بولس نجيم الذي هو بركة عندكم في مركز بكفيا وهو من الذين خدموا ويخدمون الرحمة في العديد من المؤسسات التي تواصل الرسالة. أحيي أخي المطران ميشال عون راعي الأبرشية الذي بقلبه الكبير فتح المجال أن يكون مركز الجمعية في مؤسسة بيت الكاهن. طبعاً أنتم تعرفون أن 15% من سكان العالم هم من أصحاب الاحتياجات الخاصة، و180 دولة وقعت شرعة حقوق أصحاب الاحتياجات الخاصة، وهذه علامة جيدة في التقدم الانساني، وجمعية رسالة سلام تعمل من أجل إخوتنا الحاملين في جسدهم وأرواحهم جرحاً، وأنا أحب أن أحييهم وأقول لهم أنهم يواصلون آلام وجراح يسوع المسيح من أجل خلاص العالم، وعلى هذا الاساس جميعنا مدعوّون كي نكون بقربهم كما تفعل الجمعية من خلال الاهتمام بهم وتأهيلهم وتمكينهم وفتح الباب أمامهم كي يستطيعوا تحقيق ذواتهم وكي لا يعيشوا عقدة نقص لأنهم يحملون إعاقة. يجب علينا أن نشعر أن علينا واجب تجاههم، وعلى الدولة والمسؤولين وأصحاب الامكانيات أن يشعروا بذلك أيضاً. يجب على الجميع أن يدركوا أن هؤلاء الأشخاص مثلنا، يتمتعون بجميع الحقوق، وليس لأن الرب أنعم عليّ أن أكون كاملاً جسديّاُ أحسب أن كل الناس هكذا واحتقر غيري. هذه المؤسسة تحمل رسالة كبيرة لمجتمعنا اللبناني، لأن هناك عائلات ما زالت تخجل بوجود أصحاب الاعاقة، هناك أشخاص اذا عرفوا بوجود جنين يحمل إعاقة، يقومون بالتخلص منه علما أنهم بركة في هذا العالم ونعمة الله في هذا العالم، إنهم كالحربة التي تجنّب العالم الضربات، هؤلاء هم اخوتنا المجروحون، الحربة في وجه شرور العالم، وكما قال مار بولس، أكمّل في جسدي ما نقص من آلام المسيح من أجل الكنيسة. نقدم لهم كل الاحترام والمحبة، وندعمهم مادياً واجتماعياً ومعنوياً، ولا يجب أن يشعروا أبداً أننا نشفق عليهم، على العكس يجب أن يدخلوا من الباب العريض كشخص بشري يتمتع بكل الحقوق، ونسبة التقدم والحضارة في الدول تقاس  من خلال كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص".

وختم الراعي: "نصلي من أجل دولتنا ومن أجل لبنان كي يُخرجنا الله من هذه الأزمة التي نمرّ بها، بدءًا من انتخاب رئيس وصولا الى المؤسسات الدستورية كي يتحمل لبنان مسؤولية نفسه والاّ سيكون كل الناس للأسف في حالة إعاقة. تكفينا إعاقة الفقر، وإعاقة الحرمان والهجرة، ونحن نعيش هذه الاعاقة. نحن نقدم هذه الذبيحة ونتأمل بسرّ المسيح الذي تألم ومات وصلب من أجل خلاصنا، ولكنه قام من بين الأموات، نصلي من أجل إخواننا المجروحين كي يكون الله سلواهم ومخاطب قلبهم من خلال كل المحبين في هذه الجمعية وفي مثيلاتها، ونصلي كي يدركوا أهمية حياتهم وأن يقبلوا واقعهم بروح الصلاة وبروح الايمان. نصلي كي يكافىء الله كل المحسنين الى هذه الجمعية والى كل الجمعيات الخيرية والانسانية وأن يبقي شعلة الرحمة مضاءة. "اسمه يوحنا"، هذا اسم كل واحد منا. آمين".

نعمة

وفي ختام القداس القت نعمة كلمة اشارت فيها الى ان "الامم المتحدة اختارت 3 كانون الاول يوما عالميا للاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة حرصا منها على تكريم اصحاب الهمم، وهو حرص لا يقل ثباتا وتصميما يميز التزامنا بالرسالة التي ارتضيناها لانفسنا في "رسالة سلام" وذلك في سبيل خدمة هؤلاء الاشخاص وتأهيلهم وتدريبهم وتأمين فرص عمل ومسكن لهم طيلة ايام السنة". وقالت: "انها شريحة من المجتمع لا تزال في بلدنا مهمشة ومحرومة من ابسط حقوقها الحياتية، الاجتماعية، التربوية والمهنية بالرغم من انها فئة لو عرف مجتمعنا قيمتها لاغتنى وانتعش وعاش".

 حجار

وبعد عرض فيلم وثائقي عن اعمال الجمعية، القى حجار كلمة اكد فيها ان "رسالة سلام هي مسيرة محبة بدأت منذ 25 عاما عملت خلالها على تنمية القدرات والمهارات معتمدة الخدمة والعطاء للاشخاص الاكثر حاجة في مجتمعنا ووطننا لبنان، وهي فسحة من فسحات الامل، وما احوجنا اليه لنمنح قوة لمن يحتاجون اليها لمواجهة ظروف الزمان. هي الرسالة التي لم نبنها على الغنى المادي بل على الغنى الانساني والروحي والاجتماعي".

أضاف: "رسالة سلام لا تملك المباني لكنها علت بنيانا ولا تملك الحجر بل يتملكها بناء البشر وكل همها كان توفير الامكنة التي تحترم كرامة الانسان خصوصا اولئك الذين لم يتبق لهم سوى الله ولطفاء القلوب من اخوتهم في الانسانية. مستهلمين هذه الكرامة الانسانية، دأبنا على اعادة احياء مبان كانت موجودة، فرممناها واعطيناها الطابع والرونق الذي يسمح للانسان العيش بكرامة، هذا ما قمنا به في مركز بكفيا حيث طورنا المبنى والمشاغل والمكان بشكل يلائم ويعطي نوعية عيش للشبيبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما عملنا عليه من تاريخ توقيع العقد لاستلام هذا المركز في 3 كانون الثاني 2020، وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهتنا على الصعيد الصحي والامني والاقتصادي فتأقلمنا بشكل يسمح لنا بخدمة بلدنا فوضعنا المركز بتصرف الدولة للحجر الصحي خلال جائحة كورونا وخدمنا 500 مصاب مجانا بمساعدة ودعم عدد كبير من المؤسمات المحلية والدولية ثم جهزناه ليصبح مكان اقامة دائمة للاشخاص البالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقفنا بوجه الرياح ورفضنا الاستسلام ايمانا منا ان شبيبتنا وبلدنا بحاجة الينا في هذه الظروف اكثر من اي وقت مضى وايمانا منا بان الله سيضع يده بيدنا لنستمر في هذه المسيرة".

وتابع: "عينت وزيرا وابعدتني الشؤون الاجتماعية الداهمة في الجسد لكن الروح والارادة بقيتا ملتصقتين بعائلة رسالة سلام وحملت معي وما زلت ذكرى الاب امبروسيوس الحاج الراهب اللبناني الماروني الذي كرس حياته لخدمة الشبيبة ولارشادهم فتحول الى قدوة في حياته وملهم بعد مماته . هذا الراهب المؤسس لمعهد طريق المحبة للتنشئة والتعليم المسيحي والذي عاش على بساطة الايمان وعمق المحبة فغاب عنا منذ تسع عشرة سنة ليبقى حاضرا في كل مبادرة نقوم بها من اجل انسانية الانسان".

وقال: "نستظل بركة غبطة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لنجدد التزامنا الدائم في خدمة الله من خلال خدمة الانسان مستذكرين ما قاله القديس بطرس من ان المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ".

وختم حجار: "كل عام ورسالة سلام بخير من اجل السلام والمحبة التي نحتفل بقدومهما في هذه الاعياد حتى نتبارك بولادة المخلص وبولادة متجددة للبناننا الحبيب".

درع

وتسلم الراعي درعا تقديرية من الجمعية، ثم قص شريط الافتتاح لمعرض الميلاد من نتاج شبيبة الجمعية وكانت جولة في ارجائه.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 03 و 04 كانون الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 03 كانون الأول/2022

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113786/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1617/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 03/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113789/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-december-03-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/