المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 كانون الأول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december04.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال العذارى الحكميات والجاهلات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/حلقة البويجي مرسال التاجر اليوم هي حفلة تلميع لصورة وسجل وتحالفات الياس أبو صعب لنيله رضى الإمارات وباقي دول الخليج. اعلام مأجور

الياس بجاني/عرفت عون الجنرال عن قرب حتى العام 2006. عون بعبدا الرئيس لا يمت لعون الذي عرفته بغير الشكل. عون المنفى والمقاومة بقي في باريس.

الياس بجاني/ميشال عون ع غير كوكب

الياس بجاني/طبول وصنوج حزب الله الإعلاميين الأوباش هم عملياً فرقة عكاظية مهمتها الدجل والقدح والمدح بالأجرة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ظاهرة قضائية واعدة/اتيان صقر ـ أبو أرز

وزارة الصحة : 1765 إصابة جديدة و 10وفيات

إسرائيل تهدد: الدولة اللبنانية ستكون مسؤولة عن أي تصرف يقوم به "حزب الله" ضد إسرائيل

البابا شدد على تجديد الأخوة في قداس حضره الآلاف في نيقوسيا

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 3 كانون الأول 2021

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 03/12/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحزب” لعون وميقاتي: “التذاكي” لن يحلّ الأزمة!

على “مسرح الأونيسكو”… باسيل “يحضر ولا يصوّت” على عزل البيطار

أول رد خليجي على استقالة قرداحي!

قرداحي يستقيل: فرنسا أرادت استقالتي قبل زيارة ماكرون للسعودية

دعوى جديدة ضد البيطار تعمّق أزمة تحقيقات المرفأ

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اعتقال رجل يحمل سكينا عند موقع البابا في قبرص

واشنطن: إيران غير جادة في المفاوضات.. وقد نبحث خيارات أخرى

البيت الأبيض: موقف إيران خلال محادثات فيينا لم يكن يهدف لحل الخلافات النووية

إيران: إسرائيل لن تجرؤ على “الحلم” بمهاجمتنا… ستكون نهايتها!

طهران وواشنطن تشتركان في «رؤية متشائمة» بمحادثات فيينا

باقري قدم مسودتين بشأن الالتزامات النووية والعقوبات... وغروسي يلتقي المبعوثين الإيراني والأميركي

مسؤولون أوروبيون يُبدون قلقهم إزاء موقف إيران في المحادثات النووية

بايدن يعد «مجموعة من المبادرات» لحماية أوكرانيا من هجوم روسي

الكرملين: العمل جارٍ لترتيب لقاء عبر الفيديو بين بوتين وبايدن

أوكرانيا ترفض أي طلب روسي للحصول على «ضمانات»

الصدر يتمسك بحكومة أغلبية بعد لقاء «الإطار التنسيقي»

«وساطة غامضة» جمعت قادة «البيت الشيعي المنقسم» للمرة الأولى منذ سنوات

عشرة قتلى بينهم مدنيون في هجوم لمتشددين شمال العراق

حزب بارزاني يلتحق «متأخراً» بالمعترضين على نتائج الانتخابات

بدء محاكمة ضابط سوري في ألمانيا بـ«جرائم ضد الإنسانية»'

تفاقم معاناة النازحين والأهالي في إدلب جراء «تراكم الأزمات»

انخفاض سعر صرف الليرة التركية ساهم في رفع الأسعار

أين هو هبة الله أخوند زاده القائد الأعلى الغامض لحركة «طالبان»؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خطاب مفترض للسيد حسن نصرالله في حلم يقظة/محمد فران/منتدى صور الثقافي

تأجيل الانتخابات ينسف المساعدات/وليد شقير/نداء الوطن

الياس الزغبي: إضاءة على الانتخابات وتحالفاتها/أجرت الحديث جومانا نصر/وكالة الأنباء المركزية

الوعد الفارغ… بطاقة تمويلية من دون تمويل/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

ثمن ترئيس باسيل ليس رأس البيطار… بل لبنان كله/منير الربيع/المدن

على طريق التحرير الثاني/ الياس الزغبي/فايسبوك

بربارة... الحقيقة والشفافية/دير مار الياس للآباء الأنطونيين

في صبيحة اليوم ال778 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

خارطة طريق طويلة وشاقة للخروج من الأزمة/بروفسور غريتا صعب/الجمهورية

الأولوية الرئاسية تتصدّر المشهد السياسي/شارل جبور/الجمهورية

إسرائيل تريد اتفاقاً في الناقورة خلال أسابيع/طوني عيسى/الجمهورية

المطلوب إسقاط الطائف... فقط/نبيل بومنصف/النهار

رحلة مع المهربين من لبنان إلى سوريا… أي الطرق يسلكون ولمن يعملون؟/علي الإبراهيم -محّمد بسيكي - أحمد عبيد/موقع درج

فيينا وسوء التقدير الأميركي/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

حماس والتصنيف البريطاني... رأس الحيّة وذنبها/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الانتخابات العربية: مشكلة أم حل لمشكلة؟/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

زمن الانقضاء وزمان الجديد؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

بديل بايدن في الأمم المتحدة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

«البوليفارد» مسرح التغيير الكبير/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي زار مركز إيريدا لذوي الحاجات الخاصة في نيقوسيا

رئيس الجمهورية تسلم من قرداحي كتاب استقالته واكد حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية

رئيس الجمهورية وقع مرسوم قبول استقالة قرداحي

عون استقبل رئيس اساقفة مطرانية القدس الانغليكانية مع وفد: آمل ان تصبح القدس مدينة تحضن كل الطوائف وتتمتع بصفة دولية والمسيحيون لا يعرفون اليأس ولا الاحباط

قرداحي أعلن استقالته من الحكومة: مصلحة بلدي واهلي واحبائي هي فوق مصلحتي الشخصية وأتمنى ان تفتح كوة في الجدار نحو علاقات افضل مع دول الخليج

"صفقة؟"... منيّر يكشف "كواليس" إستقالة قرداحي

بو حبيب استكمل اجتماعاته في روما

الرئيس الجميل في مؤتمر الحوكمة على الطريقة اللبنانية: عقد التدقيق مع الفاريز ومارسيل وضع بعناية لتأمين حمايات سياسية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال العذارى الحكميات والجاهلات

انجيل القدّيس متّى25/من 01حتى13: قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس، خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات. فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا. أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ. وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ. وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ! حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ. فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ. فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ.

ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب. وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ! إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة.

 

القدّيسة بربارة الشهيدة (235)

السبت 04 كانون الأوّل/ديسمبر 2021

وُلدت القدّيسة بربارة في بعلبك. كان أبوها ديوسقورُس غنيٌّا ووثنيٌّا متعصّبًا. فأَحسن تربيتها بالعلوم والآداب. واستقدم لها أشهر المعلّمين ومن بينهم فالنتيانُس الذي أخذ يشرح لها أسرار الديانة المسيحيّة. شعر والدها بميلها إلى الإيمان المسيحيّ فسجنها في برجٍ حصين، وأقام من حولها تماثيل الأصنام لتعبدها. أمّا هي فظلّت تتلقّى التعاليم المسيحيّة من خلف الجدران على يد فالنتيانُس. وراحت تمارس الصلاة والصوم والتأمّل. ثمّ طلبت من خدّامها أن يحطّموا التماثيل الموضوعة في البرج. علم أبوها بالأمر فغضب وأوسعها شتمًا وضربًا وألقى بها في قبو مظلم. وفي اليوم التالي، استحضرها أمام الوالي مركيانُس علّها تخاف وتعود إلى عبادة الآلهة. فأمر بجلدها، فتمزّق جسدها وتفجّرت دماؤها وهي صابرة صامتة مسلّمة أمرها للّه. وفي الليل ظهر المسيح لها وشفى جراحها. وفي صباح اليوم التالي، استقدمها الوالي ورآها معافاة فقال لها: «إنّ الآلهة شفقت عليك وشفتك». فأجابته: «هو المسيح يسوع الذي شفاني، وهو سيّد الحياة والموت». فأمر بجلدها ثانية ثمّ بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة سنة 235.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

عرفت عون الجنرال عن قرب حتى العام 2006. عون بعبدا الرئيس لا يمت لعون الذي عرفته بغير الشكل. عون المنفى والمقاومة بقي في باريس.

الياس بجاني/02 كانون الأول/2021

عون لم يكن صادقاً ولا مؤمناً بلبنان وقضية قداسته ولهذا اغرته السلطة وتعرى وسقط تماما كلسيفورس رئيس الملائكة الذي طرده الله من الجنة ويسمى الآن ابليس

 

ميشال عون ع غير كوكب

الياس بجاني/01 كانون الأول/2021

عون وللأسف لا يهمه ما ينتج من عواقب وكوارث جراء ممارساته الطروادية. الرجل وكما تبين من خلال مقابلته التعتير مع الجزيرة هو منسلخ عن واقع لبنان واللبنانيين وراضي بفرح لعب دور البوق والصنج والأداة ووج البربارة للمشروع الإيراني التدميري. حقده قاتل وقد قتله وقتل معه لبنان...تبقى المصيبة الكبيرة كامنة في سخافة وتزلم قطعانه الذين فقدوا حريتهم وكرامتهم وعقولهم وتحولوا إلى مخلوقات عدائية وغبية مسيرة وغير مخيرة.

 

طبول وصنوج حزب الله الإعلاميين الأوباش هم عملياً فرقة عكاظية مهمتها الدجل والقدح والمدح بالأجرة

الياس بجاني/01 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104500/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b7%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%88%d8%b5%d9%86%d9%88%d8%ac-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84/

من أسوأ وأقذر أعراض وظواهر فجور الاحتلال الملالوي والهمجي والإرهابي  للبنان، يتصدر عارض تعهير وسائل الإعلام الممنهج، وتحويله بالقوة، وعن طريق الإرهاب إلى أداة تسفيه، وتخويف، وشتم وتعدٍ فاجر وفاضح وعاهر ومستمر على كرامات الناس ووطنيتهم وخياراتهم السيادية وحريتهم وحقوقهم.

إنها عملياً ظاهرة غزو الشاشات الإعلامية بطبول وصنوج وفرق إعلاميين عكاظيين هم أجراء وخدم وعبيد يعملون بأمرة حزب الله.

 قداحون ومداحون بالأجرة… لا أكثر ولا أقل.

وجوههم مقززة ومستفزة، وألسنتهم وسخة وقذرة، ولهذا اختارهم الحزب اللاهي المجرم، وهم للأسف من كل الطوائف.

هؤلاء العهار يفرضهم حزب الله بالقوة والتخويف على كل وسائل الإعلام من محطات تلفزيون وصحف ومواقع تواصل.

لن نعدد أسمائهم أو نذكرها، لأن الناس تعرفهم جيداً، وتلعنهم كلما أطلوا من على شاشة، وتلعن زمن المّحل والاحتلال التدميري والطروادية الذي جاء بهم.

نعم، لن نذكر أسمائهم حتى لا نلوث موقعنا بقاذوراتهم ووسختّم، وحتى لا نعطيهم أي قيم…لأن لا قيمة لهم لا أخلاقية ولا إنسانية.

في الخلاصة، فإن لا نهاية لهذا العارض السرطاني والبوقي الإعلامي بغير عودة الدولة الكاملة، واسترداد السيادة ومعها الاستقلال، والانتهاء من زمن حزب الله المحتل الإيراني، وتنفذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وهي اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل، وال 1559 وال 1701 وال 1680.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية 

ظاهرة قضائية واعدة.

اتيان صقر ـ أبو أرز/03 كانون الأول/2021

عندما اقترب القاضي فادي صوان من كشف الحقيقة في جريمة تفجير المرفأ، قامت المنظومة السياسية القيامة عليه ولم تقعد إلّا بعد أن تمكّنت من تنحيته واستبدالِه بالقاضي الحالي طارق البيطار.

وسرعان ما وصل هذا الأخير إلى الحقيقة نفسها التي وصل إليها سلفُه، وما ان بدأ يستدعي كبار المتورطين من رتبة وزير وما فوق حتى أعلنت هذه المنظومة- العصابة بزعامة "حزب الله" حرباً شعواء متعددة الجبهات، اعلامية، سياسية، أمنية، وقضائية هدفُها "قبع" هذا القاضي من موقعه.

اعلامياً؛  كل وسائل الإعلام التابعة "لحزب الله" وحلفائه شنّت حملة مركزة ضد البيطار مُتهمةً اياه بالتحيّز والاستنساب وتسييس التحقيق بهدف تبرير عملية قبعه.

سياسياً ؛طلبت من وزرائها تقديم استقالتهم من الحكومة اذا تمنّعت عن إقالة القاضي المذكور، ما ادّى إلى شلّها وتعطيلها في مهدها، وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال ليس اكثر.

امنياً؛  ارسلت عناصرها مدجّجين بالسلاح في" تظاهرة  احتجاجية "سلمية" أمام وزارة العدل، ما لبثت ان تحولت إلى غزوة عسكرية استهدفت محور الطيونة _عين الرمانة، غير ان السحر انقلب على الساحر ومُنيت هذه الغزوة بهزيمة نكراء.

قضائياً؛ أغرقت القضاء بوابل من الدفوع الشكلية لإقصاء البيطار بحجة الارتياب المشروع، فإنقلب السحر مرة جديدة على الساحر بفضل نخبةٍ من القضاة الشرفاء الذين قرروا، في وقفةٍ بطلة، رد كل هذه الدفوع وتثبيت القاضي المذكور في موقعه من جديد.

لن ينجح  "حزب الله" و معه منظومة الفساد في إنكار مسؤوليته عن كارثة المرفأ مهما حاول، لأن آخر غبي في العالم بات يُدرك ان هذا الحزب هو من استقدم  شحنة نيترات إلامونيوم الى بيروت، وهو من أمر بافراغها في المرفأ و تخزينها في العنبر رقم ١٢، و ذلك لاستخدامها في نشاطاته الأمنية و العسكرية و الإرهابية  مع شريكه بشار الأسد، وان جميع المشرفين على  شؤون المرفأ من وزراء و إداريّين وأمنيّين هم متورطون في هذه الكارثة بشكل مباشر او غير مباشر، لانهم تكتّموا على وجود هذه المواد المتفجرة من العام ٢٠١٤ الى ٤ آب ٢٠٢٠، او تلكّأوا في نقلها الى مكان آمن، إمّا من باب التواطؤ مع  "حزب الله" او خوفاً من سطوته او من باب مسايرته او استرضائه.

كل الشرفاء في لبنان، وما أكثرهم، يقفون اليوم صفاً واحداً الى جانب هذه النخبة القضائية الشجاعة في معركتها الطاحنة ضد هذه المنظومة - العصابة باعتبارها معركة وجودية بين الحق والباطل، وبين الخير والشر. 

ان هذه الظاهرة القضائية المُشرقة تذكرنا بحركة" الأيادي البيضاء" الإيطالية التي استطاعت بزعامة القاضي  antonio de pietro انطونيو دي بياترو و بمبادرة فردية منه ان تقضي على وحش الفساد الذي كان ينهش في جسم الدولة الأيطالية، آملين ان تنهض في لبنان حركة مشابهة تنقَضّ سريعاً على وحش الفساد اللبناني وتقضي عليه قبل أن يستكمل عملية إفتراس الوطن والتهام لحمِه و العظام. 

لبيك لبنان،

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

وزارة الصحة : 1765 إصابة جديدة و 10وفيات

وطنية/03 كانون الأول/2021

 أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "  1765 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 675765 ، كما تم تسجيل 10 حالات وفاة."

 

إسرائيل تهدد: الدولة اللبنانية ستكون مسؤولة عن أي تصرف يقوم به "حزب الله" ضد إسرائيل

الجمهورية/03 كانون الأول/2021

أشارت الجمهورية الى ان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة غلعاد أردان هدّد الدولة اللبنانية بأنها ستكون مسؤولة عن أي تصرف يقوم به “حزب الله” ضد إسرائيل. وقال أردان عبر “تويتر” إنه التقى نائب الأمين العام للأمم المتحدة المسؤول عن عمليات حفظ السلام، جون بيير لاكروا، وطالب الأمم المتحدة خلال اللقاء، بوجوب ما سمّاه بـ “تعزيز إنفاذ القانون ضد “حزب الله” في لبنان”. وطلب أردان من المسؤول الأممي “عرض الوضع الحقيقي على الأرض بين الحدود اللبنانية الإسرائيلية أمام مجلس الأمن”، وقال إن لبنان “سيكون مسؤولاً عن أي نتائج”.

 

البابا شدد على تجديد الأخوة في قداس حضره الآلاف في نيقوسيا

وطنية/03 كانون الأول/2021

شدد البابا فرنسيس في القداس الذي أحياه في الهواء الطلق في الملعب البلدي في نيقوسيا في اليوم الثاني من زيارته قبرص، في حضور آلاف المؤمنين من جنسيات مختلفة، على "تجديد الأخوة لمواجهة التحديات والمشاكل"، بحسب ما نقلت "وكالة الصخافة الفرنسية". بدأ القداس عند الساعة العاشرة (00،8 ت غ). واستقبل المشاركون البابا بالتصفيق والتلويح بأعلام بلادهم.  وقال البابا في عظته: "نحن مدعوون، أمام كل ظلمة شخصة وأمام التحديات التي نواجهها في الكنيسة والمجتمع، إلى تجدد الأخوة. إن بقينا منقسمين في ما بيننا، وإن فكر كل واحد في نفسه فقط أو في مجموعته، وإن لم نجتمع معا، ولم نتحاور، ولم نسر سويا، لا يمكننا أن نتعافى تماما من كل عمى فينا". تابع: "يأتي الشفاء عندما نحمل جراحنا معا، وعندما نواجه مشاكلنا معا، وعندما نستمع ونتكلم مع بعضنا".  وركز البابا منذ وصوله الخميس الى قبرص على أهمية الحوار في جزيرة منقسمة منذ العام 1974 بسبب اجتياح تركي لثلثها، وعلى قبول الآخر والتنوع واستقبال المهاجرين، وسط أزمة مهاجرين تواجهها أوروبا، وبينها قبرص. كذلك، شجع مجددا على الحوار بين المذاهب المسيحية المختلفة، وهو الموضوع الذي يركز عليه منذ بدء حبريته في العام 2013. والتقى صباحا في نيقوسيا القديمة الأساقفة الأرثوذكس في الكاتدرائية الأرثوذكسية. وقال: "أتمنى من قلبي أن تزداد الفرص كي نلتقي، ونتعرف بعضنا على بعض بشكل أفضل، فنستمع إلى خبراتنا الإيمانية. سيكون ذلك إرشادا محفزا لكل واحد منا، لكي نعمل بصورة أفضل، وسيحمل إلى كلنا ثمرة تعزية روحية". ويلتقي البابا في وقت لاحق بعد الظهر، مجموعة من المهاجرين وطالبي اللجوء إلى قبرص ليصلي معهم في كنيسة الصليب المقدس الكاثوليكية في نيقوسيا القديمة الواقعة قرب خط التماس مع الشطر الشمالي من الجزيرة.  وفي مبادرة رمزية، سينقل البابا من قبرص خمسين مهاجرا، في إطار التشديد على أهمية هذه القضية، وتشجيع أوروبا على استقبال المهاجرين وهدم الجدران.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 3 كانون الأول 2021

وطنية/03 كانون الأول/2021

البناء

كواليس

قال دبلوماسيون يتابعون مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني عن قرب، إن الوفدين الأميركي والإيراني يتقدمون بأوراق متقابلة لمعالجة نقاط الخلاف تظهر جدية السعي للتفاهم مع فارق تمسك إيراني بضوابط شديدة حول العقوبات وتمسك أميركي بضوابط مماثلة تجاه القيود النووية على إيران.

خفايا

أظهرت دراسة انتخابية احصائية انقسام معسكر المعارضة إلى أربع جماعات يصعب جمعها في لوائح انتخابية واحدة، هي مرشحو الأحزاب والعائلات التقليديون وجماعات «كلن يعني كلن» المسماة بالسيادية والمعادية لحزب الله والجماعة اليسارية المناهضة للمصارف وأخيراً مجموعة شخصيات مستقلة.

النهار

يُحكى عن حالة ارتباك وضبابية تحيط بوزارة التربية والمدارس حول عودة اعتماد التدريس عن بُعد، إضافة إلى بلبلة مالية وإدارية تسود الوزارة والمدارس.

تشكيل لجنة فنية

صدر عن رئيس الحكومة قرار بتشكيل لجنة فنية لدراسة الجانب الامني والسيبراني لمنصة "impact" تضم ممثلين عن الاجهزة الامنية التي تتعامل في حفظ امنها الالكتروني مع الشركة نفسها التي تعمل لمصلحة المنصة موضوع البحث.

غياب الحماس للعيد

عُلم أنّ حجوزات الأعياد في الفنادق، هي الأدنى منذ سنوات طويلة، ربطاً بأجواء البلد المزرية، وكذلك الأزمة مع الخليج وعدم حماسة اللبنانيين الموجودين فيه للمجيء خلال فترة الأعياد إلى لبنان.

اللواء

همس

تهتم دولة آسيوية بكيفية التعاطي مع مشكلة أثنية - دينية تواجهها في الشرق البعيد، للتقرب من دول الطاقة في المنطقة..

غمز

لا يزال مسؤول حكومي يعتبر أن مرجعاً وازناً بإمكانه السير باتجاه تسوية ممكنة، وهذا ما قاله لمرجع كبير..

لغز

بلغ الشلل في الإدارات حداً، باتت معه مصالح المواطنين في أبسطها مهددة بالتوقف، والسؤال: لمصلحة مَنْ ومن المسؤول؟

الجمهورية

كشف موفدون دوليون أن الخلاف بين اللبنانيين على مواعيد استحقاق دستوري هو مجرد مناكفات ونكايات سياسية لا مبرر لها.

تتخوف جهات سياسية من أن يسبق طرح الوضع اللبناني على البحث الأزمات والانتخابات النيابية الموعودة.

وعدت مرجعية عالمية لبنان ببذل الجهود في كل الاتجاهات لإحداث انفراج لأنها ربطت تلبية دعوة وجهت اليها لزيارة لبنان بأن  تكون تتويجاً لهذه الجهود.

نداء الوطن

بعد مرور أكثر من أسبوع على زيارة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إلى روسيا وتسلمه صوراً فضائية لم يعرف مصير هذه الصور التي قال الوزير انه وضعها في مغلف وأقفل عليها في خزنته وسيسلمها إلى وزير العدل.

يبدي ناشطون من عكار استياءً واعتراضاً واسعاً على زيارة وزير الزراعة عباس الحاج حسن إلى المنطقة، ويؤكدون أن زيارات وزراء الزراعة السابقة إلى عكار لم تكن إلا لتقديم الوعود غير القابلة للتنفيذ للمزارعين والمنطقة.

أكدت مصادر مطلعة ان أيا من اعضاء نادي رؤساء الحكومات لن يترشح الى الانتخابات.

الأنباء

سحب الفتيل

كان لافتة حركة مرجع روحي عبر اتصاله بمرجعين آخرين لسحب فتيل التوتر الذي نتج عن تصريح أحدهما.

خشية من مقايضة

تخشى جهات متابعة ان تكون خطوة يقدم عليها وزير مرتبط بخيار سياسي في إطار مقايضة على خطوة مقابلة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 03/12/2021

وطنية/03 كانون الأول/2021

*مقدمة نشرة اخبار  "تلفزيون لبنان"

استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي أصبحت نافذة ما يفتح كوة في جدار الازمة مع بعض دول الخليج عموما والمملكة العربية السعودية تحديدا  وهي ستكون في مباحثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال جولة الرئيس الفرنسي الخليجية وهو ما أكد عليه ماكرون من اكسبو دبي 2020  قائلا أمنيتي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي أن أكون قادرا على إعادة علاقات جميع دول الخليج مع لبنان  للمساعدة في الخروج من هذه الأزمة.

رئيس الجمهورية جدد خلال تسلمه كتاب استقالة قرداحي التأكيد على حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة عموما ودول الخليج خصوصا فيما شدد رئيس الحكومة بعد تسلمه كتاب الاستقالة انها كانت ضرورية بعد الازمة التي نشأت مع  المملكة العربية السعودية  ومع عدد من دول مجلس التعاون الخليجي ومن شأنها أن تفتح بابا  لمعالجة إشكالية العلاقة مع الاشقاء في المملكة ودول الخليج مؤكدا ان لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء.

المفارقة في السراي الحكومي ان كتاب استقالة الوزير قرداحي  مؤرخ في الثالث من تشرين الثاني 2021، فتوجه الرئيس ميقاتي الى قرداحي ممازحا يبدو ان معالي الوزير كان قد إتخذ قراره بالإستقالة منذ شهر لكنه تريث على ما يبدو لأسباب مجهولة.

الاستقالة التي أكد فيها قرداحي أن مصلحة الوطن اكبر من مصلحة الاشخاص وأن الظلم على فرد أفضل من الظلم على شعب.

تبقى فرصة  كبيرة لالتقاطها علها تحرك الجمود القاتل في الازمة الحكومية   فعلى الرغم من كل الاجتماعات الوزارية واهمية القرارات تبقى معضلة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت ضاغطة  في الافراج عن استئناف جلسات الحكومة وكان اللافت في هذا الاطار دعوة وزير الثقافة رئيس  الجمهورية العمل على تصويب المسار الدستوري.

صحيا اصابات كورونا لا زالت  صعودا نحو الالفين أما ماليا اقتصاديا  فوزير الاقتصاد في واشنطن بعد محطته في جنيف وهو بدأ لقاءاته مع مسؤولين في البنك الدولي.

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

بين الإستقالة واللا إستقالة...حذف جورج قرداحي الإحتمال الثاني وأعلن جوابه النهائي بإستقالته من الحكومة ، لعل هذه الخطوة تضع لبنان أمام تطورات جديدة تساعد على عودة الحرارة إلى خطوط حوار مع السعودية عبر الإستعانة الميدانية بصديق هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وبإنتظار أن تفتح إستقالة قرداحي كوة في الجدار نحو علاقات أفضل مع دول الخليج ، مازالت طريق عودة إجتماعات مجلس الوزراء مسدودة الأفق بإنتظار معالجة الملف القضائي وفق ما أكدت مصادر سياسية للNBN

وفي هذا الإطار دعا وزير الثقافة محمد المرتضى رئيس الجمهورية الذي أقسم اليمين على احترام الدستور وصون المؤسسات أن يعمل على تصويب المسار ، لا بالتدخل في شؤون السلطة القضائية لأن هذا ما لا يرضاه عاقل ، ولكن بإخراج الطاغوت من دار العدالة التي من المفترض أن تكون مسكونة بعبق الملكوت ، وبإيجاد وسائل تنفيذية لتوكيد احترام الدستور والقوانين من قبل جميع السلطات ، معلنا ان العدالة بوابة انتصار الحقيقة قبل أن يتساءل : كيف لطالبي الحق أن يدخلوا إلى رحابها إذا أحكمت أقفالها ورميت مفاتيحها في بحر المشاريع الشخصية والسياسية والسلطوية الخارجية والداخلية؟

تشريعيا ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري إجتماع هيئة مكتب المجلس وكان نقاش مستفيض بجدول أعمال الجلسة التي دعا اليها الثلاثاء المقبل ، وتم الإتفاق على جدول الاعمال مع الحاق بعض إقتراحات القوانين التي كانت قد صدقت في اللجان بصورة متأخرة.

وفيما تشكل البطاقة التمويلية نجم جدول الأعمال ، فإن الكابيتال كونترول سيكون موضع نقاش في جلسة للجان المشتركة الاثنين بانتظار حضور الحكومة مع جمعية المصارف على أمل أن يدرج على الجدول أيضا اذا تم الاتفاق حوله

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد شهر ونيف انتهت ازمة جورج قرداحي باستقالته من الحكومة.

لكن هل  انتهت ازمة لبنان مع دول الخليج عموما, ومع المملكة العربية السعودية خصوصا؟ حتى الان المؤشرات غير واضحة لا بل متناقضة.

لكن الثابت ان صفقة ما متكاملة تعد، ليس جورج قرداحي سوى البداية فيها .

الدليل على وجود صفقة ان حزب الله صامت صمت ابي الهول عما يجري، متخليا عن سقفه المرتفع في الدفاع عن وزير الاعلام المستقيل.

فكلنا نذكر ان الحزب اكد اكثر من مرة ان استقالة قرداحي خط احمر ، كما ان السيد حسن نصر الله اعتبر في خطاب القاه في 11 تشرين الاول ان استقالة قرداحي او اقالته تعني ان الدولة اصبحت بلا سيادة وبلا كرامة.

فكيف رضي الحزب اذا بما حصل ؟ وهل باع رأس قرداحي لميقاتي وماكرون  أملا في الحصول على رأس طارق البيطار؟ والسؤال الاهم: اذا كان حزب الله ربط سيادة لبنان وكرامته ببقاء قرداحي في الوزارة فهل يعني سكوته انه رضي ببيع سيادة لبنان وكرامته الى ماكرون، وربما الى غير ماكرون؟    

واذا كان انتهاء ازمة قرداحي لا يعني انتهاء مشكلة لبنان مع محيطه العربي، فانه لا يعني ايضا ان الازمة الحكومية على طريق الحلحلة.

لذا فان صفقة التخلي عن قرداحي، يواكبها حديث يقوى عن صفقة اخرى تعد للتضحية بالتحقيق في جريمة المرفأ .

اذا صفقة داخلية تواكب الصفقة الخارجية،  وترتكز معالمها الاساسية على تأمين التيار الوطني الحر الميثاقية المسيحية لجلسة نيابية تؤمن تشكيل لجنة تحقيق برلمانية،  مقابل سير المجلس الدستوري بالطعون التي قدمها تكتل لبنان القوي بقانون الانتخابات النيابية.

والظاهر ان اللمسات الاخيرة توضع على الصفقة،  لكنها لا تزال تصطدم باصرار  نبيه  بري على تصويت التيار مع لجنة التحقيق البرلمانية ، في حين يصر جبران باسيل على الاكتفاء بتأمين النصاب والميثاقية لعلمه بالنتائج السلبية للتصويت على الشارع المسيحي، وخصوصا على ابواب انتخابات نيابية.

اذا الصفقات تبرم على حسابكم ايها اللبنانيون، وعلى حساب الحقيقة والعدالة، وعلى حساب حاضركم ومستقبلكم... لذلك عندما تصبحون امام صندوقة الاقتراع اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

إذا كان التصريح الشهير لوزير الإعلام قبل توزيره هو المشكلة، فقد استقال، معلنا أن لبنان أهم من جورج قرداحي، وأن مصلحة اللبنانيين اهم من موقع وزاري، في وقت جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله له في قصر بعبدا، تأكيد حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة عموما، ودول الخليج خصوصا، متمنيا ان تضع الاستقالة حدا للخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية – الخليجية.

أما إذا كانت المشكلة في مكان آخر، وهي كذلك، أي في الموقف من حزب الله، فالتعويل على المساعي التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي في الرياض، لمحاولة إيجاد حل، علما أن الأخير بدا متفائلا من الامارات، حيث أعرب عن أمله في حدوث تقدم بشأن الأزمة اللبنانية في غضون الساعات المقبلة، قائلا: سنفعل ما في وسعنا لإعادة إشراك منطقة الخليج من أجل صالح لبنان.

وفي وقت عبر البابا فرنسيس من قبرص عن قلق شديد إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان المجاور، مشددا أمام البطريرك الماروني على أنه يشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم، يتفاقم القلق اللبناني يوما بعد يوما بفعل الأجوبة الغائبة على أكثر من سؤال، لعل آخرها حول مصير الحكومة، وإمكانية عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، ذلك أن القضايا الحياتية على اختلافها تتصدر السياسة على سلم هموم الناس.

واليوم، شدد الرئيس عون على ان هناك عملا اكبر يجب القيام به على الصعيد الإنساني البحت، واساسه المحبة والإرادة، مؤكدا في اليوم العالمي لذوي الحاجات الخاصة على أن قضيتهم تشكل بحد ذاتها مدرسة يتعلم فيها الكثيرون كيفية التغلب على الصعاب، والأنتصار عليها بعزم وتأن ومثابرة، معتبرا أننا بأمس الحاجة الى هذه القيم للانطلاق في مسيرة التعافي الوطني.

أضاف الرئيس عون: فلنجعل من كل يوم من أيامنا، يوما للاحتفال بالتغلب على صعوبة، فنتحقق جميعنا، انه يدا بيد نستطيع ان نقيم مجتمعنا من صعوباته. وهذا اكبر تحد لنا. أما بداية النشرة فمن استقالة وزير الاعلام.

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

من وزير للاعلام، الى علم وطني وانساني من لبنان ارتقى جورج قرداحي، الناطق بالحق زمن النفاق، والمتقن للمصلحة الوطنية لا التجارة السياسية والانبطاحية والارتهان .

استقال بشجاعة حماية وطنه وابنائه من الذئاب الشاردة في المنطقة، فيما بعض اللبنانيين ما زال قلبه على مشاعر الذئب ومصالحه لا على المصلحة الوطنية ..

استقال الوزير قرداحي متمسكا بمواقفه الانسانية والاخلاقية – وستثبت الايام انه على حق، ومحق عندما قال ان في لبنان شعبا لا تزال لديه عزة نفس ويؤمن باستقلال وطنه وحريته وسيادته.

وما قدم الوزير استقالته الا بعد حديث رئيس الحكومة معه عما يشبه ضمانات فرنسية لاستثمار الاستقالة لحل الازمة التي اختلقتها السعودية، فقدمها الى رئيسي الجمهورية والحكومة لانقاذ لبنان واللبنانيين المنتشرين في الخليج ..

استقال الوزير جورج قرداحي، فهل يستقيم البعض ويسارع الى الاستثمار الصحيح بروح سيادية ووطنية؟ لا بتزلف ودونية ؟ فتكون الاستقالة هذه طريقا لحل الازمة الخارجية وتداعياتها الداخلية؟

داخليا حزب الله مهتم باستمرار الحكومة وانعقاد جلساتها، لكن هناك اسباب معطلة لا بد من معالجتها كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا القضاء الى وحدة المعايير للوصول الى الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت وكذلك مجزرة الطيونة..

في المجزرة الاقتصادية اللبنانية الامور على نزفها، وفي الواقع الصحي ارهاصات خوف من عداد اصابات كورونا الذي عاود الارتفاع مع رفع حالة الحذر العالمية من المتحور أميكرون السريع الانتشار.

في المنطقة انتشار للعويل الاسرائيلي وغير الاسرائيلي على وقع مفاوضات فيينا النووية، وان كانت الاخبار القادمة من الجولات المتعددة تتحدث عن تقدم بطيء، الا ان اداء المفاوض الايراني والتمسك بالحقوق السيادية للجمهورية الاسلامية الايرانية يزيد من رعب هؤلاء، ومعه الصفيح الساخن الذي تتقلب عليه الضفة الغربية وكامل الاراضي الفلسطينية المحتلة، التي تنذر الاحتلال ومشاريع التطبيع باسوأ السيناريوهات..

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

إيران تريد فرنسا، فرنسا بحاجة إلى ورقة لتنجز صفقات التسلح مع الخليج ، بعدما خسرت صفقة الغواصات مع اوستراليا إذا ذهب ماكرون إلى الخليج من دون أي ورقة في يده ، قد يخسر صفقات الخليج مثلما خسر صفقة الصين.

أعطته إيران الورقة التي هي في يد حزب الله. وقعت الصفقة مع الخليج ، فأفرج حزب الله عن القرداحي.

ما عدا ذلك ، أساطير وفولكلور ، فالدولة لم تكن موجودة في هذه الصفقة:

الرهينة جورج قرداحي في يد حزب الله .

قرار بإطلاقه في يد إيران .

المحتاج إلى إطلاقه ماكرون .

باعتها إيران لماكرون .

هل ظهرت الدولة اللبنانية في أي محطة من محطات الصفقة؟ أبدا ، لقد أبلغ أركانها من قبيل رفع العتب .

العبرة الأساس مما جرى هي : إذا كانت إستقالة أو إقالة وزير تستلزم شهرا ، على الرغم من مطالبات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والبطريرك الماروني وعدد من الوزراء، فكيف عند معالجة ملف أهم من القرداحي، وسبب انقسام في البلد ، فكيف تتم المعالجة ؟

في البلد مشكلة تطبيق النظام ومشكلة هيبة مفقودة ومشكلة قرار مشتت ، ليس موجودا في المقرات الرسمية ، بدليل أن الوزير قرداحي لم يستمع إلى مناشدات المقرات الرسمية بل كان " كله سمع" لمكان آخر لم يلفظ إسمهم بل سماهم " الحلفاء". طويت صفحة قرداحي في الحكومة ، وزير التربية يتولى حقيبة الإعلام إلى حين تعيين وزير أصيل أو وزيرة اصيلة.

لكن هل انتهت مرحلة " الحكومة ماشية، مجلس الوزراء مش ماشي؟

من بيروت إلى فيينا ، الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة بين طهران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015، والتي بدأت هذا الأسبوع، ستختتم اليوم الجمعة باجتماع رسمي يضم أطراف الاتفاق على أن تستأنف الاجتماعات الأسبوع المقبل.وفي اليوم الرابع من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إعادة البلدين إلى الالتزام الكامل بالاتفاق،

أبدى الجانبان تشاؤما.

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

جورج قرداحي اعتبارا من اليوم وزيرا سابقا للاعلام .. والاستقالة  وقع عليها رئيسا الجمهورية والحكومة  من دون مراجعة وبسعادة غامرة .. لكن هل توافق السعودية على تقديم الأضاحي اللبنانية؟

وهل أعطى قرداحي الرئيس الفرنسي تأشيرة عبور لفتح ملف لبنان في الرياض؟

ففي المواقف السعودية التي أعقبت مقابلة الحرب العبثية لم تورد المملكة يوما أن شرطها لعودة العلاقات يقف على استقالة وزير ، لا بل كان وزير خارجيتها يؤكد مرارا أن الازمة سببها هيمنة حزب الله على المشهد في لبنان، ويحث القيادة السياسية اللبنانية على التصدي لهذه الهيمنة بشكل قاطع ونهائي .

لكن الرئيس ايمانويل ماكرون سيعتبر كأنه لم يسمع وسيطرق الأبواب السعودية حاملا بيده ورقة الاستقالة " دفعة على الحساب" وعربون مرونة ، وسيطلب إلى المملكة إعادة التزام دول الخليج مساعدة لبنان ، وهو قال إنه يبقى حذرا لكنه يتمنى اخراج هذا البلد من وضعه واصفا الامر بأحد أهداف زيارته ، وماكرون العارف بالتركيبة اللبنانية وضع آماله على استعادة جلسة مجلس الوزراء بعد الاستقالة ، وتمنى  أن يتمكن الرئيس ميقاتي بسرعة من عقد اجتماع الحكومة كي يعمل بأقصى الجهود .

وهي رسالة فرنسية لميقاتي تحثه على التحرك داخليا وهز العصا للمعطلين وجمع الحكومة غاب من غاب وحضر من حضر فكابوس السعودية أزيل عن أكتافه بإخراج فرنسي .. وعليه اليوم أن يتولى تخريج الكابوس الداخلي فقد اتخذ  جورج قرداحي القرار  وأرخه بمفعول رجعي من دون الوقوع في السهو بل عن خطأ مقصود .. وساعد في ذلك كلا من ميقاتي وماكرون في نجاح المهمة إذا قدر لها أن تمر عبر الحواجز السعودية .

وفي مؤتمر صحافي أراده من وزارة الإعلام وليس من أي مقر رسمي اخر شرح قرداحي اسباب خطرها وارتباطها بزيارة ماكرون ، رافضا أن يكون سببا في فشل مهمته وقال في كتاب الاستقالة ؛لا اريد أن أكون جسر عبور للانتقام من بلدي وأهلي .

والمساهمة في التنحي التي قدمها وزير الاعلام ستكون يوم الأحد في مفاوضات الرياض الفرنسية السعودية ، لكن مع توقعات بأن ترد المملكة هذه الاستقالة بدفوعها الشكلية وأن تطلب كف يد ماكرون عن القضية لأنها لم تطلب الاستقالة في الأساس .. فأزمتها مع لبنان بدأت منذ بدء العهد .. ولم تكن وليدة اليوم بل استمرت مع حكومات سعد الحريري ونجيب ميقاتي ولم يحدث أن فتحت أبوابها لأي من القيادات الرسمية .

لكن الإغلاق السعودي لا يمنع المحاولات وبينما ينتظر لبنان رياح الأحد وعاصفة الصحراء فإنه يعصف داخليا بصفقة " مددلي تمددلك" التي تشتمل على تسويات في عزل " نصفي" للبيطار والمجلس الدستوري وإحياء عظام المجلس الأعلى وهي رميم .. وصولا الى " قبع الانتخابات" النيابية .

وعلامات قيام الساعة السياسية بدأت من هيئة مكتب المجلس اليوم وتستكمل في جلسة مجلس النواب الثلاثاء لكن التسوية على الحل لم تنضج بعد .. ولا يزال ينقصها الصوت العوني المتمم  للحضور والصفقة هذه في حال إنجازها ستجهز على الاستحقاق النيابي وستعزل  قاضي تحقيق جريمة المرفأ عن الشأن السياسي وتحصر عمله بالموظفين والمديرين من دون الرؤساء والوزراء.

هي اذا مرحلة على الميزان السياسي غير العادل وبالمطرقة الحاسمة التي توزع التمديد بالعدل: مجلس النواب مع رئاسته..تقابله رئاسة الجمهورية .. والهندسات السياسية لهذه الصفقة تلزم لكل من نبيه بري وجبران باسيل .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحزب” لعون وميقاتي: “التذاكي” لن يحلّ الأزمة!

نداء الوطن/03 كانون الأول/2021

على “همّ مشترك”، التقى البابا فرنسيس والبطريرك الماروني بشارة الراعي في جزيرة قبرص حيث تبادلا الهواجس والمخاوف المتصاعدة على مصير لبنان تحت وطأة اشتداد الخناق عليه وعلى شعبه سياسياً ومالياً واقتصادياً واجتماعياً، فحرص البابا على أن يستهل زيارته القبرصية من “كاتدرائية سيدة النعم” المارونية، ليعبّر عن “قلق شديد” حيال أزمة لبنان ومعاناة شعبه “المتعب والممتحن بالعنف والألم”. بينما لفت البطريرك الراعي الانتباه إلى أنّ “المشكلة الأساسية في لبنان هي سياسية تتبعها الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، ومكمن الحل ليس بين أيدينا، فالشعب في مكان والسياسة في مكان آخر”.

ولأنّ السلطة في واد والناس في واد، تواصل الأكثرية الحاكمة لعبة شد الحبال في ما بينها، مستنزفةً أوجاع اللبنانيين وأعصابهم تحت طائل الإيغال في معارك “تسجيل النقاط” بين أركان الحكم بعدما تعذر على أي منهم اقتناص أي “ضربة قاضية” على حلبة الاشتباك المحتدم حكومياً ونيابياً وقضائياً.

وعلى مضض، يبدو أنّ “حزب الله” استسلم أمام الضغط الفرنسي لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي أكد مساءً أنه سيستقيل اليوم من الحكومة، وفق ما كانت “نداء الوطن” قد تفرّدت بالكشف عنه أمس، عشية زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية… لكن في المقابل، لم يخفِ “الحزب” حنقه المتعاظم إزاء استرسال رئيسي الجمهورية والحكومة في معاكسة توجهاته “القضائية”، حسبما برز في تشديد بيان كتلته البرلمانية أمس على أنّ “محاولة التذاكي” لن تحلّ الأزمة التي تعصف بالحكومة. وإذ رأت أن “الأزمة الحكومية كشفت المزيد من مواطن الخلل التي تحتاج إلى معالجة قانونية ووفاقية”، صوّبت كتلة “الوفاء للمقاومة” في مقاربتها للأزمة القائمة على ما وصفته بـ”ازداوجية المعايير وانعدام الثقة والاستقواء بالخارج لتوسيع هوّة التباينات”، معتبرةً أنّ أسباب الأزمات التي تعصف بالبلاد تكمن في “محاولة التذاكي وتغليب المصالح الشخصية أو الفئوية واعتماد الاستنسابيّة في تنفيذ ما جرى التفاهم والتوافق حوله”. وأعادت التشديد من هذا المنطلق على أنه، ما لم يحصل تعديل دستوري “لن يكون من صلاحيّات المحقق العدلي مقاضاة الوزراء ورؤساء الحكومات تحت ضغط قوى خارجية أو موجة انفعال مفهومة تحاول قوى في الداخل استثمارها لمآرب سياسيّة خاصّة (…) والمخرج للأزمة الحكوميّة الراهنة يبدأ من العودة إلى الدستور واحترام الأصول الدستوريّة”.

 

على “مسرح الأونيسكو”… باسيل “يحضر ولا يصوّت” على عزل البيطار

نداء الوطن/03 تشرين الثاني/2021

تحت الستار الدستوري، يتحضّر “مسرح الأونيسكو” لاحتضان مشهدية تشريع “كف يد” المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار عن مساءلة النواب والوزراء والرؤساء في الجريمة، وحصر نطاق تحقيقاته واستدعاءاته وادعاءاته ضمن إطار الموظفين والإداريين والأمنيين. غير أنّ “الطبخة” النيابية لقبع البيطار لم تنضج كلياً بعد، لا سيما في ظل عدم وصول الاتصالات الجارية بين الثنائي الشيعي ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى صيغة نهائية حول “حبكة” تطيير البيطار. وفي هذا السياق، أكدت مصادر مواكبة لهذه الاتصالات، أنها خلصت حتى الساعة إلى تأمين باسيل عبر كتلته النيابية “الميثاقية المسيحية” للجلسة التشريعية المنوي إقرار بند تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية في جريمة المرفأ لسحب صلاحية التحقيق مع النواب والوزراء والرؤساء من يد المحقق العدلي “لكنّ مسألة المشاركة في التصويت على هذا البند لا تزال موضع أخذ ورد بينه وبين الثنائي الشيعي”، موضحةً أنّ “رئيس المجلس النيابي نبيه بري يصرّ على أن يحظى إقرار تشكيل اللجنة بأصوات عدد من نواب تكتل “لبنان القوي”، بينما باسيل ما زال يحاذر المضي قدماً بمغامرة عزل البيطار نيابياً لأن ارتداداتها ستكون كارثية عليه على الساحة المسيحية”. وعلى ذلك، رأت المصادر أنه “حتى ومع طيّ صفحة استقالة قرداحي، فإنّ أزمة الحكومة ستبقى قائمة لأنّ “حزب الله” يربط استئناف جلسات مجلس الوزراء مباشرةً بحلّ قضية البيطار”، متوقعةً أن يحتدم “الكباش” الحكومي في المرحلة المقبلة بين الثنائي الشيعي من جهة، والعهد وتياره من جهة ثانية، ما لم يتم التوصل بين الطرفين إلى “صيغة تسووية نيابية” تفصل مسار التحقيقات في جريمة المرفأ، بعدما أوصد القضاء بابه أمام محاولات عزل البيطار وتنحيته عن القضية.

 

أول رد خليجي على استقالة قرداحي!

صحف لبنانية/03 تشرين الثاني/2021

في رد واضح وغير مباشرة على إعلان وزير الإعلام جورج قرداحي استقالته في مؤتمر صحافي ظهر الجمعة كان في امتناع الفضائيات السعودية والإماراتية عن النقل المباشر باستثناء لثوان معدودة ليس أكثر، كما أن ترتيب الموضوع ضمن التغطيات الإخبارية لهذه الفضائيات (العربية، الحدث-العربية، بومبيرغ الشرق وسكاي نيوز) أظهر تجاهلاً شبه كامل لخبر الاستقالة، بما أتى بمثابة رد واضح لعدم اكتراث السعودية والإمارات لهذه الاستقالة.

 

قرداحي يستقيل: فرنسا أرادت استقالتي قبل زيارة ماكرون للسعودية

صحف لبنانية/03 تشرين الثاني/2021

أعلن وزير الإعلام جورج قرداحي استقالته من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وقال، في مؤتمر صحافي: “قصتي أصبحت معروفة ولا أعتقد أن هناك حاجة لتكرار تفاصيلها والأراء التي قلتها في المقابلة الشهيرة لا تلزم موقف الحكومة اللبنانية وحملات التطاول عليّ وعلى عائلتي أزعجتني. ولكن كيف يمكن تحميل شعب بأكمله مسؤولية كلام قلته؟ رفضت الاستقالة لأقول إن لبنان لا يستحق هذه المعاملة وإن شعب لبنان له كرامته وعزّة نفسه واستقلاله”. وأضاف: “قررت التخلي عن موقعي الوزاري وسأستمر بخدمة وطني حيث أكون وأشدد حرصي على أفضل العلاقات مع الدول الخليجية لأن مصلحة بلدي وأهلي وأحبائي فوق مصلحتي الشخصية”. وقال: “أوجّه تحية كبيرة إلى “الوزير الفارس” سليمان فرنجية على ثقته بي وشهامته وليعذرني إن أحرجته فلن يصح إلا الصحيح، وأتوجه بتحية حارة للحلفاء الذين وقفوا إلى جانبي بكل ثقة ووطنية”. وأردف: “أعتقد أن ميقاتي لديه ضمانات أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيفتح موضوع إعادة العلاقات بين لبنان والدول الخليجية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وفهمت من رئيس الحكومة قبل أيام أن فرنسا تريد استقالتي قبل زيارة ماكرون للسعودية لحل الأزمة. أتمنّى أن تفتح استقالتي الكوّة في الجدار نحو علاقات أفضل مع دول الخليج وبقائي في هذه الحكومة أصبح عبثيًّا لأنّني مُطالَب بالاستقالة لذلك أصبح من الأفضل أن نترك مجالاً للمساعي الأخرى”. وختم: “حرب اليمن لن تستمر إلى الأبد، وسيأتي يومٌ يجلس فيه المتحاربون على الطاولة، وأرجو أن يتذكروا أنه قام رجلٌ من لبنان ودعا إلى وقف الحرب محبة باليمن وبجميع العرب”.

 

دعوى جديدة ضد البيطار تعمّق أزمة تحقيقات المرفأ

يوسف دياب/الأنباء الكويتية/03 تشرين الثاني/2021

تقدم وكلاء الدفاع عن الوزير السابق يوسف فنيانوس بدعوى جديدة أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز لمخاصمة الدولة عن أخطاء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، الناجمة عن رده الدفوع الشكلية المقدمة منه وإصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه. واعتبر مصدر قضائي أن «توالي الدعاوى ضد البيطار، وكل من يتعاطى بملف المرفأ، سيعمق المشكلة ويدخل التحقيق في متاهات النزاعات التي لا طائل منها». في هذا الوقت، استحصل ممثلو نقابة المحامين، ووكلاء المتضررين من انفجار المرفأ، على نسخ من قرارات الهيئة العامة التي رفضت الدعويين المقدمتين من رئيس الحكومة السابق حسان دياب ومن النائب نهاد المشنوق، ونسخة عن قرار الهيئة العامة التي حددت فيه محكمة التمييز، مرجعا مختصا لتقديم دعاوى رد المحقق العدلي، وأفادت مصادر مطلعة لـ«الأنباء»، أن الوكلاء «سيبلغون هذه القرارات إلى الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف القاضي حبيب رزق الله». وأكدت أنه «فور تبلغ المحكمة مضمون قرارات الهيئة العامة، يفترض بمحاكم الاستئناف أن تعلن عدم اختصاصها، وترفع يدها عن دعاوى الرد المقدمة أمامها ضد القاضي البيطار»، مشيرة إلى أن «هذا الاجراء يفسح المجال أمام المحقق العدلي لاستئناف تحقيقاته في الملف، وتحديد مواعيد جديدة لاستجواب المدعى عليهم من سياسيين وعسكريين ومدنيين».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

اعتقال رجل يحمل سكينا عند موقع البابا في قبرص

قناة الحرة/03 تشرين الثاني/2021

أعلن مسؤول في الشرطة القبرصية أنه “تم إلقاء القبض على رجل كان يحمل سكينًا حاول الدخول إلى ملعب مكشوف حيث كان البابا فرنسيس، يرأس قداسًا في العاصمة نيقوسيا”. وأضاف: “خلال عملية تفتيش عند مدخل الملعب، ألقي القبض على رجل أجنبي يبلغ من العمر 43 عامًا وبحوزته سكين”، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقال مصدر أمني لـ”رويترز”، طلب عدم نشر اسمه: “إن السكين للاستخدام الشخصي ولا علاقة له بوجود البابا في قبرص”.

 

واشنطن: إيران غير جادة في المفاوضات.. وقد نبحث خيارات أخرى

البيت الأبيض: موقف إيران خلال محادثات فيينا لم يكن يهدف لحل الخلافات النووية

العربية.نت/03 تشرين الثاني/2021

قال البيت الأبيض، الجمعة، إن إيران لم تقدم "اقتراحات بنّاءة" خلال الجولة الحالية من مفاوضات فيينا حول برنامجها النووي، مضيفاً أن "موقف إيران خلال المحادثات لم يكن يهدف لحل الخلافات النووية".وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض إن حل هذه المسائل يمكن أن يكون في متناول اليد إذا التزمت إيران. وتابعت: "لا نزال نأمل بمقاربة دبلوماسية، إنها دائماً الخيار الأفضل"، لكنها تداركت أن "مقاربة إيران هذا الأسبوع لم تتمثل، للأسف، في محاولة معالجة المشاكل العالقة". وأضافت: "الأكثر أهمية أيضاً أن إيران باشرت هذه الجولة الجديدة من المفاوضات مع جولة جديدة من الاستفزازات النووية، كما نقلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم ينجح (الإيرانيون) في التفاهم مع الوكالة لإعادة إرساء التعاون والشفافية اللذين تسببوا بتدهورهما في الأشهر الأخيرة". وقالت ساكي أيضاً: "نعلم لماذا وصلنا إلى هنا. الحكومات (الإيرانية) السابقة قررت الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة وأدى ذلك إلى توسع دراماتيكي وغير مسبوق للبرنامج النووي الإيراني. لا يمكن أن يستمر هذا الأمر، والرئيس (جو بايدن) لا يزال يؤمن بأن ثمة بديلاً أفضل". بدوره قال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الجمعة إن "إيران تبدو غير جادة في المحادثات النووية، لذلك أنهينا الجولة الحالية". وحذّر قائلاً: "لو وصلنا إلى طريق مسدود مع إيران سنبحث خيارات أخرى". وحذر بلينكن ، الذي كان يتحدث في مؤتمر "رويترز نكست"، من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتأجيل العملية مع الاستمرار في تعزيز برنامجها وأن واشنطن ستتبع خيارات أخرى إذا فشلت الدبلوماسية. وقال بلينكن: "ما رأيناه في اليومين الماضيين هو أن إيران لا تبدو الآن جادة في اتخاذ ما يلزم لمعاودة الامتثال، ولهذا السبب أنهينا جولة المحادثات في فيينا". وأضاف: "سنتشاور عن كثب وباهتمام كبير مع كل شركائنا في العملية نفسها.. وسنرى ما إذا كان لدى إيران أي قدر من الاهتمام بالمشاركة على نحو جاد". وتابع بلينكن: "إذا تبين أن الطريق مسدود أمام عودة الامتثال للاتفاق، فسنسعى لخيارات أخرى"، لكنه امتنع عن توضيح طبيعة هذه الخيارات. يأتي هذا بينما قال كبير المفاوضين الإيرانيين الجمعة إن الأطراف الأوروبية يمكن أن تقترح مسودات خاصة بها للمناقشة، بعد أن عبّر مسؤولون أوروبيون عن استيائهم من مطالب إيران خلال المحادثات التي تهدف لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. وقال نائب وزير الخارجية ورئيس وفد التفاوض الإيراني علي باقري كني، قبل مغادرته فيينا: "لا توجد مشكلة إذا قدم الأوروبيون أيضاً مسودات، ويمكن مناقشتها، لكن يجب أن تستند إلى مبادئ وافق عليها الجانبان".

وكانت المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة على شفا أزمة اليوم الجمعة قبل أن تتوقف حتى الأسبوع المقبل. في هذا السياق قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف الجمعة إن هناك "استراحة فنية" في محادثات فيينا قبل أن تستأنف الأسبوع المقبل.

وأوضح عبر "تويتر" أن هذه الاستراحة "فرصة لكل مشارك (في المحادثات)، بما في ذلك إيران والولايات المتحدة، للتشاور مع العواصم والتفكير في كيفية المضي قدماً، مع الأخذ في الاعتبار مواقف الأطراف الأخرى النظيرة". والجولة السابعة من المحادثات في فيينا هي الأولى مع المندوبين الذين أوفدهم الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي. وتسبب انتخابه في يونيو في توقف المحادثات خمسة أشهر، مما زاد الشكوك بين المسؤولين الأميركيين والأوروبيين حول أن إيران تسعى لكسب الوقت بينما تحقق تقدماً نووياً. وقال دبلوماسيون إن الوفد الإيراني اقترح تغييرات جذرية على نص اتفاق تم التفاوض بشأنه في الجولات السابقة. ورفض المسؤولون الأوروبيون إجراء التعديلات المقترحة على نص تمت صياغته بشق الأنفس، وقالوا إنه تم الانتهاء منه بنسبة تتراوح بين 70% و80%. وقال مسؤولون بارزون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان "قبل أكثر من خمسة أشهر، أوقفت إيران المفاوضات. ومنذ ذلك الحين، مضت إيران قدماً في برنامجها النووي بسرعة، ثم تراجعت هذا الأسبوع عن التقدم الدبلوماسي الذي تم إحرازه.. طالبت إيران بإجراء تعديلات كبيرة".

تقرير: الموساد جنّد علماء إيرانيين لتفجير منشأة نطنز النووية

وأضافوا: "من غير الواضح كيف يمكن سد تلك الثغرات الجديدة في إطار زمني واقعي على أساس المسودات الإيرانية" المقدمة في المحادثات. وعبر ثلاثتهم عن "خيبة أملهم وقلقهم"، مضيفين أن بعض هذه التعديلات المقترحة لا تتفق مع الاتفاق النووي الموقع عام 2015. ويتمثل موقف باقري كني المتصلب في أنه يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ الخطوة الأولى برفع جميع العقوبات المفروضة على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، بما في ذلك تلك التي لا علاقة لها بالأنشطة النووية لطهران.

 

إيران: إسرائيل لن تجرؤ على “الحلم” بمهاجمتنا… ستكون نهايتها!

وكالات/03 تشرين الثاني/2021

أكد كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري أن “مقترحاتنا للقوى الدولية لا يمكن رفضها، وتعتمد على بنود الاتفاق النووي عام 2015، مشيرًا إلى “أننا لدينا مقترح ثالث، سيقدم فور قبول القوى الدولية للمقترحين الأولين”. ىوأضاف، في حديث لـ”الجزيرة”: “هناك لاعبون خارجيون يبذلون جهودًا لتعطيل المحادثات”، معلنًا أن “إسرائيل لن تجرؤ على الحلم بمهاجمة إيران، لأن ذلك سيكون نهايتها”.

 

طهران وواشنطن تشتركان في «رؤية متشائمة» بمحادثات فيينا

باقري قدم مسودتين بشأن الالتزامات النووية والعقوبات... وغروسي يلتقي المبعوثين الإيراني والأميركي

واشنطن: علي بردى - لندن- فيينا- طهران: «الشرق الأوسط»

في رابع أيام محادثات إحياء الاتفاق النووي، أبدت إيران ما سمته مؤشراً على «الجدية» في مفاوضات فيينا، معلنة تقديم مسودتين للأوروبيين بشأن الالتزامات النووية، والعقوبات، لكن التعقيدات تأكدت، عندما أفصح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، عن «عدم التفاؤل» بشأن مواقفهما في المفاوضات غير المباشرة بشأن عودة البلدين للامتثال الكامل لشروط الاتفاق النووي لعام 2015. وقال بلينكن، أمس، إنّ الولايات المتحدة ليست متفائلة كثيراً بشأن استعداد إيران للعودة إلى التزاماتها النووية، وذلك في رد على أسئلة حول المقترحات الإيرانية. وصرح بلينكن على هامش اجتماعات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا «أعتقد أنه في المستقبل القريب جداً، في اليوم التالي أو نحو ذلك، سيكون في وضع يسمح له بالحكم على ما إذا كانت إيران تنوي بالفعل الانخراط بحسن نية»، مؤكداً أن التصريحات الإيرانية الأخيرة، «لا تمنحنا الكثير من أسباب التفاؤل». ولكنه أضاف، أن «الأوان لم يفت بعد لكي تعكس إيران مسارها وتنخرط بشكل هادف في محاولة للعودة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة». ونبّه إلى أن إيران «لا تستطيع الحفاظ على الوضع الراهن المتمثل في بناء برنامجها النووي بينما تتباطأ في المحادثات»، مؤكداً أن «هذا لن يحدث». وأكد أن هذه هي أيضاً وجهة نظر الأوروبيين، معتبراً أن «روسيا تشاركنا وجهة نظرنا الأساسية حول هذا الأمر». وكانت مسألة إيران على جدول أعمال بلينكن في اجتماعين مع نظيريه الروسي والإسرائيلي أمس. وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي من بلينكن خلال مكالمة هاتفية «الوقف الفوري» للمحادثات فيينا. وفي رد ضمني على مطلب إسرائيل وقف المفاوضات فوراً، نوه بلينكن أن «الأمر متروك لإيران لتظهر وتثبت بسرعة أنها جادة في اتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الامتثال، وليس محاولة الجرجرة أثناء البناء». وزاد «سنعرف بسرعة كبيرة جداً، على ما أعتقد، في يوم أو يومين، ما إذا كانت إيران جادة أم لا». ولم يتأخر رد طهران، أورد الإعلام الحكومي في طهران موقفاً مماثلاً من وزير الخارجية الإيراني. وقال عبداللهيان لنظيره الياباني في اتصال هاتفي «ذهبنا إلى فيينا بعزيمة جادة، لكننا لسنا متفائلين إزاء إرادة ونوايا الولايات المتحدة وأطراف الاتفاق الأوروبية الثلاثة».

مسودتان إيرانيتان

قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، في إفادة لوسائل إعلام إيرانية، إنه قدم لوفود الترويكا الأوروبية (فرنسا، وألمانيا وبريطانيا) مسودتين بشأن رفع العقوبات والالتزامات النووية، خلال اجتماع الأربعاء. وأكد دبلوماسي أوروبي في فيينا تسليم المسودتين. وأوضح باقري، أن «الوثيقتين دليل على جديتنا، بل إننا عرضنا لمحة من مقاربتنا ومواقفنا بشأن أجزاء مختلفة من الوثيقة». وتابع، أن الأوروبيين «يحتاجون بالطبع إلى دراسة فحص النصوص التي قدمناها لهم. إذا كانوا مستعدين للانخراط في محادثات جدية، نحن في فيينا لاستكمالها، ليس لدينا عقبات في هذا المجال». ونقلت «رويترز» عن باقري كني قوله «نريد رفع كل العقوبات دفعة واحدة»، مضيفاً أن مقترحاً إيرانياً بشأن كيفية التحقق من رفع العقوبات، والذي يمثل الأولوية القصوى لطهران في المحادثات، سيتم تسليمه للأطراف الأوروبية في وقت لاحق. جاء التحرك الإيراني بعدما وجّه مسؤولون أوروبيون، تحذيراً إلى الفريق الإيراني بشأن تقديم مؤشرات جدية على خوض المفاوضات التي بدأت الأثنين. وقالوا «إذا لم يظهر (الإيرانيون) لنا أنهم ملتزمون جدّيّاً بهذا العمل، فستكون هناك مشكلة». ولم يستبعد الدبلوماسيون احتمال «توقف» المفاوضات في حال غياب التقدم. وحذروا «سيكون قد حان الوقت لإعادة النظر في النهج الدبلوماسي، لكننا لسنا في هذه المرحلة بعد»، وأشاروا إلى استكمال ما بين 70 و80 في المائة من مسودة اتفاق في ست جولات بدأت في أبريل (نيسان) وتوقفت في يونيو (حزيران). والثلاثاء، أبدى الجانب الإيراني تحفظاً على الموقف الأوروبي، بعدما بدأت مجموعات خبراء مناقشة مسألة العقوبات الأميركية الحساسة، قبل التطرّق، أمس إلى الشقّ المتعلّق بالتزامات طهران النووية بموجب الاتفاق. ومرة أخرى، ترك باقري كني الباب النقاش مفتوحاً على حصيلة الجولات السابقة، ونسبت «رويترز» إلى عضو في الوفد الإيراني، إن «عناصر في المسودة المتفق عليها سابقاً تتعارض مع الاتفاق النووي تم تعديلها وإنه تم سد ثغرات» في المسودتين اللتين قدمتهما إيران.

وقال باقري «هناك حكومة جديدة في إيران وصلت إلى السلطة، وفريق جديد مسؤول عن المفاوضات، وعلى هذا الأساس نواجه تعديلات في النص، وبطبيعة الحال يمكن للطرف الآخر أن يبدي ملاحظات بشأن التعديلات». وعقد الوفد الإيراني أمس، اجتماعات بالوفدين الروسي والصيني، قبل أن يجتمع بالوفد الأوروبي. وقال باقري، إنه الاجتماع سيحدد كيفية مراجعة الوثيقتين، والجدول الزمني. ومع ذلك، أضاف «كم تستغرق مراجعة الوثائق، يعتمد على الطرف الأوروبي». وقال باقري، إنه وجّه تحذيراً إلى ممثلي وفود «4+1» بشأن ضرورة بذل الجهود لعدم السماح لوجهة نظر ومقاربات الجهات الفاعلة خارج المحادثات، بالتأثير سلباً على عملية التفاوض. وفي نهاية اليوم الرابع من المفاوضات، توجه باقري كني والوفد الإيراني إلى مقر «الطاقة الدولية»، وأجرى مشاورات بمديرها العام رافائيل غروسي. وأفادت وكالة «ايسنا» الحكومية، بأن أول لقاء يجمع غروسي وكبير المفاوضين الإيرانيين في حكومة رئيسي. ووصف المسؤول الإيراني لقائه بغروسي بـ»المؤثر». قال «أكدت في هذا إن إيران مصممة على المشاركة الفعالة والإيجابية في المفاوضات». وأضاف «بإمكان الوكالة الدولية أن تعلب دوراً إيجابياً». وبحسب موقع «الطاقة الدولية»، أجرى غروسي، أمس، مشاورات مع المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روب مالي، بعد لقائه بالوفد الإيراني.

اتفاق في متناول اليد

وفي وقت متأخر الأربعاء، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن الاتفاق، في «متناول اليد» لكنّه مرتبط بـ»حسن نية» الدول الغربية، معتبراً أن المفاوضات التي استُؤنفت مطلع الأسبوع في فيينا «جدّيّة».وكتب الوزير على «تويتر» أن «اتفاقاً جيداً في متناول اليد إن أبدى الغرب حسن نية. نسعى إلى إجراء حوار منطقي ومتّزن وهادف للوصول إلى نتيجة». وأشار إلى أن «محادثات فيينا جارية بجدّيّة ورفع العقوبات لا يزال الأولوية الأساسية»، لافتاً إلى الخبراء «يواصلون أعمالهم»، مضيفاً «أنا على تواصل يومي مع كبير المفاوضين (الإيراني) علي باقري» في فيينا.

جاء هذا التطور على وقع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن بدء إيران عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 20 في المائة في سلسلة واحدة تتألف من 166 جهاز طرد مركزي من طراز «آي.آر - 6» في موقع فوردو. وتعادل كفاءة أجهزة الطرد المركزي «آي.آر - 6» عشرة أضعاف طاقة «آي.آر - 1» التي يسمح بتشغيلها الاتفاق النووي.

وكان غروسي قد أعرب عن قلقه بشأن هذا التطور. وقال لتلفزيون «فرانس24» الفرنسي «هذا (زيادة مستوى التخصيب) يعاود دق جرس الإنذار. الأمر ليس عادياً. إيران يمكنها فعله، لكن إذا كان لديك هذا الطموح فعليك بقبول التفتيش. إنه ضروري». ورغم تأكيد الوكالة الدولية نجاح إصرارها على الجانب الإيراني بالسماح لوصول أكثر في منشأة فوردو، فإن الخطوة في المنشأة النووية الواقعة تحت الأرض، تمثل انتهاكات عدة للاتفاق النووي، بدءاً من دخول غاز اليورانيوم إلى المنشأة، وتشغل أجهزة الطرد المركزي من الجيل السادس، تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة.

ولا يسمح الاتفاق النووي بأي نشاط تخصيب في منشأة فوردو التي تثير الأنشطة الإيرانية فيها مخاوف المجتمع الدولي. ويخشى المفاوضون الغربيون من أن تخلق إيران حقائق على الأرض لزيادة أوراق الضغط التي تملكها أثناء المحادثات. وقللت إيران من شأن التقرير باعتباره تقريراً روتينياً على الرغم من أن وكالة الطاقة الذرية تصدر تقاريرها عادة لإبراز التطورات المهمة مثل الانتهاكات الجديدة للقيود النووية التي ينص عليها الاتفاق. وكتبت بعثة إيران الدائمة لدى منظمات الأمم المتحدة في فيينا على «تويتر»، «التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية هو مجرد متابعة اعتيادية لآخر المستجدات بما يتماشى مع عملية التحقق المنتظمة في إيران». في غضون ذلك، حذر قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، أمس، من أن الولايات المتحدة «ستتهشم أسنانها» إذا اتخذت أي خطوة ضد طهران مهما كانت بسيطة. وأوردت «رويترز» عن الإعلام الرسمي الإيراني، أن قاآني قال «قوة هذه الأمة وقدرتها... بلغت مستوى أنه إذا اتخذتم (الولايات المتحدة) أبسط الخطوات، فإن أسنانكم ستتهشم في أفواهكم». وأضاف «ولّى زمان فعل ما يحلو لكم». وتحذر الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من أنه «في حال عدم نجاح المحادثات، فإن جميع الخيارات مطروحة».

 

مسؤولون أوروبيون يُبدون قلقهم إزاء موقف إيران في المحادثات النووية

فيينا: «الشرق الأوسط أونلاين»/03 كانون الأول/2021

أبدى دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا يشاركون في المحادثات الرامية لإحياء اتفاق إيران النووي، اليوم (الجمعة)، شعورهم «بالإحباط والقلق» إزاء التعديلات التي تقترح طهران إدخالها على النص الذي تم الاتفاق عليه في جولات سابقة. وقال المسؤولون في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، إن إيران «تطالب بتغييرات كبيرة» يتعارض بعضها مع اتفاق 2015، وأضافوا أن «من غير الواضح كيف يمكن سد الفجوات الجديدة في إطار زمني واقعي بناءً على المسودات الإيرانية».

وأشار الدبلوماسيون إلى أن «طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة» خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران). وأضافوا أن المحادثات ستُستأنف «الأسبوع المقبل لمعرفة ما إذا كانت هذه الخلافات يمكن التغلب عليها أم لا».

 

بايدن يعد «مجموعة من المبادرات» لحماية أوكرانيا من هجوم روسي

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/03 كانون الأول/2021

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، إنه يعد «مجموعة من المبادرات» التي تهدف إلى حماية أوكرانيا من هجوم روسي في حين تتهم كييف وواشنطن موسكو بحشد قوات عسكرية ضخمة على الحدود والاستعداد لغزو. وأوضح الرئيس الديمقراطي في خطاب ألقاه في البيت الأبيض أن هذه المبادرات هدفها «أن تجعل من الصعب جدا بالنسبة إلى بوتين أن يفعل ما يخشى الناس أن يفعله»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية . ومعلوم أن أوكرانيا خرجت من العباءة الروسية، ويطالب رئيسها فلوديمير زيلينسكي بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ومن المقرر أن يبحث الرئيس الأميركي ونظيره الروسي قريبا التوترات حول أوكرانيا بشكل مباشر، بعد سبع سنوات من ضم روسيا شبه جزيرة القرم وسيطرة القوات الانفصالية الموالية لروسيا على جزء من شرق الجمهورية السوفياتية السابقة.

 

الكرملين: العمل جارٍ لترتيب لقاء عبر الفيديو بين بوتين وبايدن

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/03 كانون الأول/2021

أعلن الكرملين اليوم (الجمعة)، أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تنظيم اجتماع عبر الفيديو بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، في ذروة التوتر بين البلدين حول أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، رداً على سؤال عن شكل اللقاء، «العمل جارٍ. إنه مؤتمر عبر الفيديو»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «لم يتم الاتفاق على الموعد الدقيق بعد»، موضحاً أن «الجانبين لديهما مقترحاتهما بشأن المواعيد لكن لم يتم الاتفاق عليها بعد». وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، صرح الخميس، أن «الاتصال» بين الرئيسين الروسي والأميركي يمكن أن يتم «خلال الأيام المقبلة» بدون أن يضيف أي تفاصيل. وجاء تصريح ريابكوف يوم اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف وأنتوني بلينكن، في أوج توتر مرتبط بأوكرانيا التي تتهم واشنطن موسكو بالتحضير لغزوها. وقال بيسكوف يوم الجمعة إن هذا الاجتماع «كان فرصة جيدة للطرفين لشرح موقف كل منهما بطريقة واضحة ومفهومة»، مشيراً إلى أن «المواقف متباينة في عدة مواضيع».

 

أوكرانيا ترفض أي طلب روسي للحصول على «ضمانات»

ستوكهولم: «الشرق الأوسط أونلاين»/03 كانون الأول/2021

صرح وزير الخارجية الأوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الجمعة، أن كييف ترفض رفضاً قاطعاً أي التزام بالتخلي عن خطتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأي «ضمانات» أخرى تطالب بها روسيا. وقال دميترو كوليبا على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم إن «وعداً من هذا النوع ليس خياراً»، داعياً الولايات المتحدة وحلفاءها إلى رفض المطالب التي قدمتها موسكو لخفض التوتر على الحدود الأوكرانية. وقال «أرفض هذه الفكرة بأن علينا تقديم ضمانات بشأن أي أمر كان لروسيا... أصر أن روسيا هي التي عليها ألا تواصل عدوانها ضد أي بلد». وأشار إلى أنه من «غير الوارد» أن تتخلى أوكرانيا عن سعيها للانضمام لحلف شمال الأطلسي وهو أمر تقدمت بطلب من أجله عام 2008 ولم يبت فيه بعد، مشدداً على أن الدستور الأوكراني ينص على انضمام كييف إلى الحلف والاتحاد الأوروبي. وخلال لقاء في ستوكهولم، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بـ«ضمانات أمنية» بشأن حدود روسيا. وتطالب موسكو على وجه الخصوص بتجميد تقدم حلف الأطلسي شرقاً بعدما انضم جزء كبير من أوروبا الشرقية إلى الحلف عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. ودعا كوليبا حلفاء بلاده الغربيين إلى عدم إبرام اتفاق من هذا النوع مع موسكو، محذراً من أن كييف لن تعترف به قط. وقال: «لدينا قاعدة ذهبية في السياسة الخارجية الأوكرانية: لا يتم إبرام قرار بشأن أوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا... إذا توصل أي طرف كان، حتى ولو كان من أقرب حلفائنا، إلى اتفاق متعلق بأوكرانيا من وراء ظهرنا، فلن نعترف بهذا القرار». ومن المقرر أن يناقش الرئيس الأميركي جو بايدن الملف الأوكراني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قريباً بعد سبع سنوات من ضم موسكو شبه جزيرة القرم وسيطرة انفصاليين مؤيدين لروسيا على جزء من شرق أوكرانيا.

 

الصدر يتمسك بحكومة أغلبية بعد لقاء «الإطار التنسيقي»

«وساطة غامضة» جمعت قادة «البيت الشيعي المنقسم» للمرة الأولى منذ سنوات

بغداد: «الشرق الأوسط»/03 كانون الأول/2021

بينما استمر التصعيد من قبل القوى الرافضة لنتائج الانتخابات، بمواصلة نصب خيم الاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء، التقى قادة البيت الشيعي المنقسم على نفسه، أمس، في بغداد في منزل زعيم «تحالف الفتح» هادي العامري وبحضور زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، وكلٍ من زعيم «ائتلاف دولة القانون» رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، أعلن بعدها الصدر تمسكه بـ«حكومة أغلبية وطنية»؛ ما عنى فعلياً عدم انتهاء اللقاء باتفاق. هذا الاجتماع على هذا المستوى يأتي بعد مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على إجراء الانتخابات في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث أظهرت نتائج الانتخابات تبايناً حاداً في النتائج أثارت غضب القوى الخاسرة التي أطلقت على نفسها قوى «الإطار التنسيقي». وبينما يضم «الإطار التنسيقي» «تحالف الفتح» و«دولة القانون» و«عصائب أهل الحق» و«تيار الحكمة الوطني» بزعامة عمار الحكيم و«تحالف النصر» بزعامة حيدر العبادي وتحالف «العقد الوطني» بزعامة فالح الفياض، فإن «التيار الصدري» بزعامة مقتدى الصدر الفائز على أعلى المقاعد في الانتخابات يقف بالجهة المقابلة له. وكان الصدر زار بغداد بعد إعلان النتائج الأولية في الشهر العاشر، حيث التقى عدداً من الزعامات السياسية، بمن فيها اثنان من قادة «الإطار التنسيقي»، وهما عمار الحكيم وحيدر العبادي. لكنه لم يفلح بعد لقاءات عقدها مع القادة السنّة والكرد في تشكيل حكومة أغلبية وطنية. وحتى قبل يومين من إعلان النتائج النهائية للانتخابات أول من أمس من قبل مفوضية الانتخابات ورفعها إلى المحكمة الاتحادية لغرض المصادقة عليها، كان الصدر ينادي بحكومة أغلبية. بينما يعمل خصومه في قوى «الإطار التنسيقي» على تشكيل حكومة توافقية. لكنّ المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد هي في موافقة الصدر على عقد اجتماع مع كل قادة «الإطار التنسيقي»، وبينهم خصماه العنيدان المالكي والخزعلي الذي انشق قبل نحو عشر سنوات عن التيار الصدري. وبينما يجري الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي عن وساطة غامضة يقودها رجل دين هي التي قادت إلى موافقة الجميع على اللقاء، إلا أنه لا معلومات عن هذه الشخصية وفيما إذا كانت عراقية أم خارجية.

وكانت الصراعات بين الصدر وقوى «الإطار التنسيقي» احتدمت بشأن تشكيل الكتلة الأكبر التي ترشح رئيس الوزراء من بين أعضائها. ففيما يصر الصدر على إنه الكتلة الأكبر كونه الفائز الأول (73 مقعداً)، فإن قوى «الإطار التنسيقي» تستند في مفهوم تشكيل الكتلة الأكبر إلى تفسير سابق للمحكمة الاتحادية، يذهب إلى القول، إنه بموجب الدستور فإن الكتلة الأكبر هي إما القائمة الفائزة بأعلى المقاعد، أو تلك التي تتشكل داخل البرلمان وتعلن في الجلسة الأولى. والقائمتان تحتاجان إلى «النصف +1»؛ لكي يُضمَن تصويت البرلمان على الحكومة.

إلى ذلك، وفي حين انتهى اجتماع البيت الشيعي (الصدر و«الإطار التنسيقي») إلى مجموعة من القرارات الأولية، طبقاً لما أعلنته مصادر متطابقة مقربة من أجواء الاجتماع، ومنها أن «يكون رئيس الوزراء المقبل توافقياً والوزراء طبقاً للاستحقاق الانتخابي»، إلا أنّ التغريدة التي نشرها الصدر بعد نهاية الاجتماع وبخط اليد والتي تنص على أنه «لا شرقية ولا غربية... حكومة أغلبية وطنية» تعني عدم الاتفاق بين القادة الشيعة على أهم استحقاق لهم، أي منصب رئاسة الوزراء. وباستثناء هذه النقطة الجوهرية، فإن بقية النقاط مثل «الخروج برؤية موحدة لمعالجة الانسداد السياسي أو تشكيل لجان لمتابعة مخرجات الاجتماع» تكاد تكون إجرائية. إلى ذلك، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، إلى أن يكون استقرار البلد وحماية أمن المواطن أولوية قصوى. وقال خلال لقائه أمس وفداً من النواب المستقلين في البرلمان العراقي المقبل «إن استقرار البلد وحماية أمن المواطنين أولوية قصوى، كما الشروع في عملية إصلاحات واستكمال الملفات المتعلقة بالأوضاع المعيشية والخدمية المرتبطة بشكل وثيق مع احتياجات المواطنين». وأضاف صالح، طبقاً لبيان رئاسي، إن «مجلس النواب الجديد يكتسب أهمية كبيرة واستثنائية؛ كونه جاء بعد انتخابات مبكرة استجابة لرأي عام وطني واسع يطالب بالإصلاح وتحسين الأوضاع العامة في البلد، وذلك يستدعي تكاتف الجميع ورص الصف الوطني من أجل الشروع في هذه الاستحقاقات الكبرى، وتشكيل حكومة مقتدرة فاعلة تعكس تطلعات العراقيين».

 

عشرة قتلى بينهم مدنيون في هجوم لمتشددين شمال العراق

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/03 كانون الأول/2021

أعلنت القوات الكردية في بيان اليوم (الجمعة)، مقتل عشرة أشخاص على الأقل هم ثلاثة مدنيين وسبعة من المقاتلين الأكراد (البشمركة) في هجوم نسب إلى تنظيم «داعش» في شمال العراق. وقال البيان إن المتشددين هاجموا قرية خدر خيجة، جنوب أربيل، وقتلوا ثلاثة مدنيين، موضحاً أن قوات البشمركة شنت بعد ذلك عملية «لكن انفجرت عبوة ناسفة زرعها عناصر (داعش) وأدت إلى مقتل سبعة من البشمركة»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

 

حزب بارزاني يلتحق «متأخراً» بالمعترضين على نتائج الانتخابات

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/2021

في حين كان قادة «البيت الشيعي المنقسم» يحاولون التوافق لطي صفحة الاعتراضات على نتائج الانتخابات، أمس، كان الحزب «الديمقراطي» الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني يلتحق «متأخراً» بقافلة المعترضين على النتائج النهائية التي تنتظر المصادقة عليها من قبل المحكمة الاتحادية. وجاء رفض «الديمقراطي» بعد انتهاء مفوضية الانتخابات من النظر في الطعون التي قدمتها الكتل والائتلافات على نحو 6 آلاف محطة انتخابية. وكان الحزب «الديمقراطي» يدافع بقوة عن النتائج الأولية، ويعتبر أنّ العملية الانتخابية جرت بطريقة جيدة قبل أن يخسر المقعدين الأخيرين، وهي أكبر خسارة يتعرض لها بعد الانتهاء من الطعون وإعلان النتائج النهائية التي أظهرت أنه حصل على 31 مقعداً. وهو لم يكتف برفض هذه النتائج، بل وجّه اتهامات «خطيرة» بالتلاعب بنتائج الانتخابات إلى رئيسَي الجمهورية برهم صالح ومجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، وهي الهيئة التي تعاملت قانونياً مع الطعون. وقال المكتب السياسي للحزب في بيان، أمس «إن عملية الانتخابات المبكرة لمجلس النواب العراقي التي جرت في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، كانت نزيهة وديمقراطية إلى حين تمديد مدة الطعن بشكل غير قانوني، وبقرار سياسي وتدخل من رئيس الجمهورية ورئيس الهيئة القضائية؛ بهدف التلاعب بالنتائج لصالح جهات عدة محددة». أضاف «وبعدما اجتمعت اللجنة السياسية والفنية لحزبنا مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والهيئة القضائية، تبين أنّ جميع الأدلة أثبتت وجود خروقات. لذا؛ نحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني نرفض هذا التدخل والتغيير والخروقات وندافع عن حقوق مرشحينا وناخبينا». وعلى غرار جماعات «الإطار التنسيقي» التي اعترضت على نتائج الانتخابات في وقت مبكر، أكد بيان «الديمقراطي» على «ضرورة استرداد حقوقنا المسلوبة... من هذا المنطلق، ومن أجل تحقيق العدالة وإعادة الحقوق لأصحابها، سنواصل جهودنا باتخاذ الإجراءات القانونية من أجل استحصال تلك الحقوق ورفع الانتهاكات، وسنعلن خطوتنا المقبلة في وقتها». ولم تُعرف بعد طبيعة الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الحزب، وإذا ما كان سيدعو أتباعه إلى الخروج بمظاهرات واعتصامات أمام المنطقة الخضراء في بغداد مثلما فعلت جماعات «الإطار التنسيقي» الشيعية. ويأتي الجدل بين الحزب «الديمقراطي» الذي حصل على 33 مقعداً أصبحت 31 مقعداً و«الاتحاد الوطني» الذي كان حصل على 17 مقعداً فأصبح بموجب التعديل الجديد إلى 19 مقعداً، في وقت يتمسك كل منهما بمنصب رئيس الجمهورية. إذ يعتبره «الديمقراطي» استحقاقاً له، في حين «الاتحاد الوطني» يصرّ على أن الرئيس صالح مرشحه لدورة ثانية.

وسارعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى نفي اتهامات بارزاني ضد صالح وزيدان، وقالت في بيان، إنها «حريصة على استقلاليتها، وما تتخذه من قرارات يكون بالتداول والنقاش من قِبل جميع أعضائها الممثلين أطياف المجتمع العراقي كافة، ولا يملي أو يؤثر عليها أي شخص بصرف النظر عن منصبه أو موقعه في الدولة». وأضاف البيان، أنه «لا يوجد قرار من المفوضية بعنوان (تمديد مدة الطعن)؛ كون هذه المدة قانونية ولا تملك المفوضية أو غيرها صلاحية تمديدها، وإنما سمحت المفوضية للمعترضين من المرشحين تقديم أدلة لطعونهم المقدمة خلال المدة القانونية البالغة 3 أيام لإثبات طعنهم؛ لذا اتخذ مجلس المفوضين قراراً بفسح المجال لهم لمدة ثلاثة أيام لتقديم تلك الأدلة ضمن عنوان (ملحق الطعن). وهذا إجراء كفله القانون، ولا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال تمديد مدة الطعن والذي يثبت ذلك أن عدد الطعون لم يزد عن العدد المعلن من المفوضية والبالغ 1436».

وأكد البيان، أن «رئيس الجمهورية ورئيس مجلس القضاء الأعلى لم يتدخلا بعمل المفوضية مطلقاً، وإنما كانا من الداعمين لاستقلالية المؤسسة وممارسة عملها بمهنية بعيداً عن أي ضغط من أي جهة». كذلك، أصدرت «حركة عصائب أهل الحق»، أمس، بياناً بشأن ما وصفته بـ«إساءة» الحزب «الديمقراطي» للسلطة القضائية، قالت فيه «في سابقة خطيرة تطعن بالركن الأساس الذي ترتكز إليه الدولة العراقية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية، التي تعاني خلال المرحلة الحالية من حالة الشلل، بسبب حل مجلس النواب، وفقدان الحكومة صلاحياتها، طالعنا المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، ببيان يتهم السلطة القضائية، ورئاسة الجمهورية باتخاذ قرار وصف بالسياسي، بعد إعلان الهيئة القضائية كشف تلاعب بنتائج الانتخابات، أدى إلى اتخاذها قرار قضائي لفقدان هذا الحزب مقعدين، وإعادة الحق للمرشحين الفائزين، بعد اتخاذ مفوضية الانتخابات الإجراءات اللازمة».

وأضاف البيان «نحن في حركة (عصائب أهل الحق)، في وقت نستنكر فيه التجاوز على السلطة القضائية ورئيسها؛ لما يمثله القضاء العراقي العادل من ركن وثيق، يحمي ويثبت أركان الدولة ومؤسساتها؛ فإننا نطالب الأطراف جميعها بمنع هذه التجاوزات، والتصدي لها، والاحتكام إلى العقل والمنطق، وتغليب مصلحة الوطن التي يحميها القضاء العادل ومؤسسات الدولة البقية، على المصالح والمكاسب الحزبية الضيقة، خصوصاً تلك التي حُصِلَ عليها عبر الرضا والسكوت عن نتائج الانتخابات». يذكر، أن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي أعلنتها المفوضية قبل يومين، لم تسجل تحولاً حاسماً لمصلحة القوى المعترضة. إذ لم تتغير فيها سوى 5 مقاعد في عموم البلاد، في حين أبقت صدارة التحالفات والكتل الفائزة لمصلحة «الكتلة الصدرية» برصيد 73 مقعداً، ثم تلاها تحالف «تقدم» بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي برصيد 37 مقعداً، ثم ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي بـ33 مقعداً، و«الديمقراطي» الكردستاني بزعامة بارزاني بـ31 مقعداً.

 

بدء محاكمة ضابط سوري في ألمانيا بـ«جرائم ضد الإنسانية»

كوبلنتز - لندن: «الشرق الأوسط»/03 كانون الأول/2021

بدأت الخميس المرافعات في أول محاكمة جنائية على مستوى العالم - بحسب الادعاء العام الاتحادي بألمانيا - ضد جرائم الدولة في سوريا. واستهل الادعاء العام الاتحادي المرافعات صباح أمس، المحاكمة أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنتز الألمانية. وقال المدعي العام ياسبر كلينجه، إنه من المهم في ألمانيا بصفة خاصة بسبب المسؤولية التاريخية ألا يتم قبول أي جرائم ضد الإنسانية - كالتي يتم وصفها في صحيفة الادعاء المعروضة. وأضاف، أن مبدأ القانون العالمي في القانون الجنائي الدولي يسمح بالمقاضاة هنا ضد أي جرائم حرب مشتبه فيها ارتكبها أجانب في دول أخرى.

ويتهم الادعاء العام المدعى عليه أنور ر. (58 عاماً)، الذي لا يمكن ذكر هويته بالكامل طبقاً للقانون الألماني، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الفترة بين عامي 2011 و2012. وجاء في صحيفة الاتهام ضده، أنه يشتبه أنه كان مسؤولاً عن تعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص بسجن المخابرات العامة في العاصمة السورية دمشق بصفته رئيساً للتحقيقات، ويشتبه أن 58 سجيناً على الأقل لقوا حتفهم إثر ذلك. ونفى «أنور ر» هذه الادعاءات في بداية المحاكمة. يذكر، أن هذه المحاكمة المرتقبة عالمياً بدأت بالفعل في أبريل (نيسان) من العام 2020 بمتهمين اثنين. وفي فبراير (شباط) من العام الحالي تمت إدانة المتهم الأصغر سناً منهما، وهو السوري إياد أ. (45 عاماً)، بالسجن لمدة أربعة أعوام ونصف العام بتهمة المساعدة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وبحسب قناعة القاضي، كان إياد أ. قد أسهم خلال وجوده في سوريا في عام 2011 في إدخال 30 متظاهراً في مظاهرات الربيع العربي بسوريا إلى سجن التعذيب الذي كان يرأسه المتهم «أنور ر». يشار إلى أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار بشأن الاستئناف الخاص بـ«إياد أ» ضد الحكم الصادر ضده.

وتم التعرف على أنور أر. وإياد أ. من جانب ضحايا محتملين بعد هروبهما إلى ألمانيا، وتم إلقاء القبض عليهما في برلين وتسفايبروكن في العام 2019. بدأت الخميس المرافعات في أول محاكمة جنائية على مستوى العالم - بحسب الادعاء العام الاتحادي بألمانيا - ضد جرائم الدولة في سوريا.

واستهل الادعاء العام الاتحادي المرافعات صباح أمس، المحاكمة أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنتز الألمانية. وقال المدعي العام ياسبر كلينجه، إنه من المهم في ألمانيا بصفة خاصة بسبب المسؤولية التاريخية ألا يتم قبول أي جرائم ضد الإنسانية - كالتي يتم وصفها في صحيفة الادعاء المعروضة. وأضاف، أن مبدأ القانون العالمي في القانون الجنائي الدولي يسمح بالمقاضاة هنا ضد أي جرائم حرب مشتبه فيها ارتكبها أجانب في دول أخرى. ويتهم الادعاء العام المدعى عليه أنور ر. (58 عاماً)، الذي لا يمكن ذكر هويته بالكامل طبقاً للقانون الألماني، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الفترة بين عامي 2011 و2012. وجاء في صحيفة الاتهام ضده، أنه يشتبه أنه كان مسؤولاً عن تعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص بسجن المخابرات العامة في العاصمة السورية دمشق بصفته رئيساً للتحقيقات، ويشتبه أن 58 سجيناً على الأقل لقوا حتفهم إثر ذلك. ونفى «أنور ر» هذه الادعاءات في بداية المحاكمة.

يذكر، أن هذه المحاكمة المرتقبة عالمياً بدأت بالفعل في أبريل (نيسان) من العام 2020 بمتهمين اثنين. وفي فبراير (شباط) من العام الحالي تمت إدانة المتهم الأصغر سناً منهما، وهو السوري إياد أ. (45 عاماً)، بالسجن لمدة أربعة أعوام ونصف العام بتهمة المساعدة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وبحسب قناعة القاضي، كان إياد أ. قد أسهم خلال وجوده في سوريا في عام 2011 في إدخال 30 متظاهراً في مظاهرات الربيع العربي بسوريا إلى سجن التعذيب الذي كان يرأسه المتهم «أنور ر». يشار إلى أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار بشأن الاستئناف الخاص بـ«إياد أ» ضد الحكم الصادر ضده. وتم التعرف على أنور أر. وإياد أ. من جانب ضحايا محتملين بعد هروبهما إلى ألمانيا، وتم إلقاء القبض عليهما في برلين وتسفايبروكن في العام 2019.

 

تفاقم معاناة النازحين والأهالي في إدلب جراء «تراكم الأزمات»

انخفاض سعر صرف الليرة التركية ساهم في رفع الأسعار

إدلب: فراس كرم/الشرق الأوسط أونلاين»/03 كانون الأول/2021

يعاني نازحون ومواطنون على حد سواء، في شمال غربي سوريا، من صعوبات بالغة في تأمين مستلزماتهم الحياتية اليومية من غذاء وخبز، بسبب الغلاء الفاحش، وضعف أجور العمال، وارتفاع معدلات الفقر، بسبب انهيار العملة التركية المتداول بها، وتراجع قيمتها السوقية أمام الدولار الأميركي.

ويقول أبو مصطفى، وهو نازح من جبل الزاوية «أقف يومياً لأكثر من ساعتين في طابور ربما يمتد إلى أكثر من 100 متر، أمام فرن الخبز في مدينة الدانا شمال إدلب، من أجل الحصول على ربطتين من الخبز (المدعوم)، بسعر 2.5 ليرة تركية للربطة الواحدة بوزن 600 غرام، لأوفر ليرة تركية من كل ربطة، حيث تباع في الأفران الغير مدعومة بـ3.5 ليرات تركية». هكذا وصف مشهد تردي الأوضاع المعيشية، بعد تهاوي قيمة الليرة التركية، في شمال غربي سوريا. ويضيف «أعمل حلاقاً وأكسب يومياً ما يقارب 40 ليرة تركية، ومع تراجع قيمة الليرة التركية وبقاء الأجور على ما كانت عليه سابقاً، لم يعد هذا المبلغ يكفي لسد حاجة أسرتي المؤلفة من 9 أفراد، من غذاء وحليب أطفال؛ ما دفعني إلى السعي يومياً وراء ما رخص ثمنه من غذاء وخضراوات، وغالباً ما أشتري خضراوات غير طازجة بأسعار تتناسب مع دخلي اليومي المحدود». من جهته، قال ماهر الحسن، وهو مالك بسطة لبيع الخضراوات في سوق سرمدا شمال إدلب، إن «بدء انحدار قيمة الليرة التركية مؤخراً، انعكس على أسعار السلع (الزيوت والسمون والخضراوات والحبوب والسكر) في الأسواق، في حين قامت شركة (وتد) المسؤولة عن استيراد وبيع الوقود في مناطق المعارضة برفع أسعار البنزين والديزل والغاز المنزلي لمرات عدة، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز مؤخراً إلى 168 ليرة تركية؛ ما عمّق من معاناة سكان إدلب الأصلين والنازحين على حد سواء، وزاد الأعباء والمشاكل، وارتفاع معدلات الفقر والحاجة، لا سيما لدى العاملين بالأجرة اليومية وذوي الدخل المحدود». ويضيف «ما تشهده الأسواق اليوم مختلف تماماً عما كانت عليه سابقاً قبل الغلاء، حيث اليوم تكاد الأسواق بمختلف أنواعها، تنعدم فيها الحركة السوقية، وغالباً ما يتوجه المواطن إلى البسطات المعروفة برخص بضائعها، لشراء ما يحتاج إليه من مستلزمات يومية. واللافت أكثر أن غالبية المواطنين يدخلون مع البائع بعملية التفاوض على السعر في محاولة منهم الحصول على ما يلزمهم بأدنى كلفة مادية».

وقال عمر حاج حمود، وهو ناشط في إدلب، إن أسعار المواد الغذائية (السمن والزيت والسكر والرز والألبان) والأدوية، ارتفعت خلال الآونة الأخيرة بشكل حاد، وبلغت 400 في المائة، بينما بلغت نسبة ارتفاع أسعار المواد غير الغذائية والألبسة 200 في المائة، بينما مادة الخبز وهي المادة الغذائية الأساسية للمواطنين في المنطقة فقد ارتفع سعر الكيلو منه بنسبة 300 في المائة، ووصل سعر ربطة الخبز الواحدة بوزن 600 غرام إلى ثلاث ليرات ونصف تركية. ويضيف، أنه مع ارتفاع أسعار الوقود إلى أعلى مستوياتها خلال الآونة (بنزين مستورد أول 12.05 ليرة تركية والمازوت المستورد الأول 11.21 ليرة والمازوت المحلي المكرر أول إلى 7.07 ليرة والمازوت المحسن بـ8.85 ليرة وسعر أسطوانة الغاز 168 ليرة تركية)، ساهم في تقليص الحركة التجارية والسوقية وكميات الإنتاج؛ ما دفع بعدد من أصحاب المنشآت التجارية والمصانع إلى التوقف عن العمل، وأخرى قلصت كميات الإنتاج، ما ساهم ذلك أيضاً بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، إلى مستويات قياسية تجاوزت 91 في المائة، ما يعكس ذلك حجم الوضع الاقتصادي والمعيشي السيئ وتدني مستوى الدخل لدى المواطن في شمال غربي سوريا؛ الأمر الذي أجبر العوائل على تخفيض عدد الوجبات اليومية وحالة تقشف غير مسبوقة، في حين ارتفعت نسبة العوائل التي وصلت إلى حد الانهيار خلال الفترة السابقة إلى ما بين 52 و59 في المائة. وأوضح، أنه رغم حالة الفقر والعوز لدى شريحة كبيرة من المواطنين والنازحين في مخيمات الشمال السوري على حد سواء، فإن حجم المساعدات الإنسانية من قِبل المنظمات الدولية والمحلية، لا يتناسب مع هذه النسبة من الفقر، حيث تقتصر المساعدات على مناطق ومخيمات محددة، من خلال دعم مادة الخبز واعتماد عدد من أفران الخبز بتقديم نصف الكلفة المطلوبة لإنتاج مادة الخبز، بينما مناطق ومخيمات أخرى، لا تشملها خطط المنظمات الإنسانية، ويعتمدون في سد حاجتهم اليومية من غذاء ومستلزمات أخرى على بعض الأعمال الحرة بأجور لا تتناسب مع متطلباتهم الحياتية.

 

أين هو هبة الله أخوند زاده القائد الأعلى الغامض لحركة «طالبان»؟

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»/03 كانون الأول/2021

يحكم أفغانستان منذ أكثر من ثلاثة أشهر رجل غير مرئي، هو القائد الأعلى لحركة «طالبان» الملا هبة الله أخوند زاده المتواري في معقله بجنوب البلاد، والمتحفظ إلى درجة أن بعض الخبراء يشكون في أنه ما زال حيّا. في وقت مبكر من مساء 30 أكتوبر (تشرين الأول) في قندهار «عاصمة الظل» للنظام الجديد في جنوب أفغانستان، سَرَت شائعات بأن «القائد الأعلى» سيلقي كلمة في مدرسة لتحفيظ القرآن بالمدينة، في أول ظهور علني رسمي له منذ تعيينه عام 2016. في كابل، أكد عناصر «طالبان» أخيرا الخبر في الساعة 11:30 مساء، ونشروا تسجيلا صوتيا له مدته 10 دقائق و30 ثانية. برز في التسجيل صوت رجل مسن وسط صدى التهاليل قائلا «بارك الله في أهل أفغانستان الذين قاتلوا الكفار والطغيان طوال عشرين عاماً». لم يشهد على وجود الزعيم الذي بايعه تنظيم «القاعدة» حتى ذلك الحين سوى الرسائل المكتوبة النادرة المنسوبة إليه خلال الأعياد الإسلامية. وإلى أن استولت الحركة على السلطة في منتصف أغسطس (آب)، لم يعرف أحد من خارج دوائر «طالبان» المقربة مكان وجوده. نشرت صورة واحدة فقط له عام 2016 ويعود تاريخها إلى حوالي 20 عاما وفق «طالبان»، تظهره بلحية بدأ يغطيها الشيب وأنف عريض ونظرة قاتمة. ويبلغ أخوند زاده الآن بين 60 و70 عاما، وفق شهادات متطابقة. يؤكد المقربون منه أنه حي وبصحة جيدة، وهو في قندهار التي يقود منها حركة «طالبان».

في إحدى أفقر ضواحي قندهار، بين جبل من القمامة وممر ترابي، يقف عنصران من «طالبان» في حراسة أمام البوابة الزرقاء والبيضاء لمدرسة دار العلوم الحكيمية حيث يتجمع بعض الفضوليين من بعيد منذ زيارة زعيم الحركة في 30 أكتوبر (تشرين الأول). في ذلك اليوم، رافق القائد الأعلى ثلاثة حراس و«كان هو نفسه مسلحاً»، كما قال مدير الأمن في مركز الدراسات القرآنية معصوم شكر الله لوكالة الصحافة الفرنسية. وأكد الملا سعيد أحمد، مدير المركز الذي يدرس فيه 600 فتى وشاب، أنه اختار مدرسة في حي فقير مدّ «طالبان» على مدى «20 عاما بعدد من المقاتلين الشباب الذين سقطوا شهداء». هل القائد الأعلى لـ«طالبان» هو الذي تحدث ذلك المساء؟ أجاب محمد (19 عاما): «كنا جميعا ننظر إليه ونبكي»، مضيفا أنه كان متأثرا في ذلك الوقت فلم «أطل النظر في وجهه». أما محمد موسى (13 عاما) الذي كان وقت الخطاب على مسافة «100 أو 200 متر» من القائد الأعلى، فأكد لنا أن الأخير «يشبه تماماً» الصورة المتداولة له منذ عام 2016. قالوا جميعا إنه كان يرتدي ثيابا بيضاء ويضع عمامة سوداء، وبعضهم قال إنها بيضاء. لم ينشر أي مقطع فيديو أو صورة للزيارة غير المسبوقة التي صادرت قبلها «طالبان» الهواتف المحمولة لمئات الحاضرين. وفيما يشدد مدير المدرسة على أن هذا الظهور «أسكت الشائعات والدعاية عنه»، فإن الأمر سيتطلب المزيد لإقناع بعض المسؤولين التنفيذيين في النظام الأفغاني السابق الذين يشتبهون في أن أخوند زاده مات قبل سنة أو حتى قبل سنوات. ويرى هؤلاء في قصة المدرسة مسرحية تذكر بأخرى: وفاة المؤسس الأسطوري لحركة «طالبان» الملا عمر عام 2013. فقد أخفت «طالبان» الأمر مدة عامين، قبل أن تؤكده عام 2015 بعدما كشفه أعداؤها من أجهزة الاستخبارات التابعة للحكومة في ذلك الوقت. وفي هذا السياق، صرح مسؤول في إدارة الأمن الوطني لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد مات منذ فترة طويلة ولم يكن له دور في السيطرة على كابل»، مؤكدا أن أخوند زاده قتل في أغسطس 2019 في هجوم انتحاري بمدينة كويتا التي تعد معقلًا لحركة «طالبان» في باكستان. وعلمت الوكالة أن أجهزة استخبارات أجنبية تعتبر هذا السيناريو موثوقا. ويقر مصدر أمني إقليمي أن شائعات الوفاة لم يتم تفنيدها أو تأكيدها، لكنه يميل إلى تصديق رواية إدارة الأمن الوطني، معتبرا أن أخوند زاده غائب عن شؤون النظام الجديد.

ورفضت وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) التعليق على هذا الموضوع.

*قرية القائد

في منطقة بانجواي القاحلة والشاسعة خارج قندهار، يعرف الجميع قرية أخوند زاده التي خرجت منها مجموعة علماء دين. هي سبروان، مسقط رأس القائد الأبرز في «طالبان». قال المقاتل الشاب من المنطقة نعمة الله الذي تابع تعليمه في باكستان: «وقت الغزو السوفياتي (أواخر عام 1979)، اندلع القتال في القرية وغادر هبة الله إلى باكستان». و هناك توسّع في دراسة الدين. وفي مطلع التسعينات، عندما برزت الحركة الإسلامية من تحت أنقاض الاحتلال السوفياتي، عاد أخوند زاده إلى بلدته وهو في الثلاثينات من عمره. في مسجد سبروان حيث استقر «بين خمس وست سنوات» بحسب شهادات، «جاء العلماء من المدينة ومن باكستان لمقابلته واستشارته»، وفق عبد القيوم (65 عاما). وحسب مقتطفات من سيرته الذاتية الرسمية، عندما وصلت «طالبان» إلى السلطة للمرة الأولى عام 1996، صار الشاب اللامع ضليعا في علوم الشريعة، وعُيّن عام 2001 رئيس المحكمة العسكرية في كابل.

خلال الغزو الأميركي نهاية عام 2001، فر أخوند زاده إلى كويتا وأصبح مسؤول قضاء «طالبان» ومدرّسا. يروي مسؤول في حركة «طالبان» يعيش في باكستان أنه منذ وفاة الملا عمر ثم الملا منصور خليفته عام 2016، صار أخوند زاده «مركز ثقل الحركة وتمكن من صون الجماعة».

ويقال إن هبة الله لعب في السنوات الأخيرة دورا دبلوماسيا حاسما، كما دعا عام 2017 كل أفغاني إلى «زراعة الأشجار» من أجل «حماية البيئة والتنمية الاقتصادية». وفق القيادي في «طالبان» المقيم في باكستان والذي يقول إنه التقى أخوند زاده ثلاث مرات آخرها عام 2020، فإن القائد الأعلى الذي يقوم ببعض التمارين البدنية بين الصلاة وخطبه وجلسات الاستشارة الصباحية، معروف برفضه استخدام التكنولوجيا الحديثة ويفضل المكالمات الهاتفية أو مراسلة أعضاء حكومة «طالبان» الذين تربطه بهم علاقة وطيدة. يتحدث أخوند زاده أربع لغات وطوله 1,75 متر، يرتدي السلوار وهو القميص التقليدي وصدرية، وغالبا ما يضع شالا. في الصيف الماضي، أفادت تقارير أنه أعطى الضوء الأخضر للهجوم الأخير وتابع العمليات من قندهار حيث كان متخفيا منذ أشهر، وفق ما أفاد المسؤول في «طالبان».

يضحك المسؤول في «طالبان» قائلا «أترى، الرجل الذي لم يظهر في العلن أبدا غزا دولة».

تؤكد العديد من المصادر في «طالبان» أن تواريه عن الأنظار يعود في المقام الأول إلى الخوف من تصفيته. فرغم مغادرة الأميركيين أفغانستان في نهاية أغسطس، ما زالت «طالبان» تخشى ضربات الطائرات المسيّرة وهجمات تنظيم «داعش». تستغرب الباحثة كيت كلارك من شبكة المحللين الأفغان قلة ظهور أخوند زاده، وتقول: «حتى الملا عمر الذي لم يسمح بتصويره، أدلى بتصريحات ومقابلات عبر الإذاعة والتقى مسؤولين أجانب». لكن على عكس الأعوام 2013-2015، عندما أقر العديد من عناصر «طالبان» سرا أنهم لا يعرفون مكان الملا عمر وإذا كان ما زال على قيد الحياة، يؤكدون جميعهم الآن أن هبة الله حيّ وبصحة جيدة. بالنسبة للمسؤول الأمني الإقليمي، إذا مات قائد «طالبان» فلا مصلحة للحركة في إعلان ذلك والمخاطرة ببدء حرب خلافته التي «ستزيد انقسام»حركة «طالبان» ويمكن أن يستغلها تنظيم «داعش». إن كان الأمر كذلك، يرى المسؤول الأمني الأفغاني السابق أن «طالبان» لن تكشف عن وفاته «حتى تصبح الأمور أكثر استقراراً» ويكون لديها شكل من أشكال الاعتراف الدولي، ولا أحد يعرف متى سيحدث ذلك». متى يظهر القائد الأعلى على مرأى من العالم؟ يشير رد «طالبان» الرسمي إلى أن الأمر لن يكون بتلك السرعة. يجيب نائب المتحدث باسم الحكومة أحمد الله وثيق: «ليس من الضروري أن يظهر الشيخ صاحب (وهو لقب آخر لأخوند زاده)، لأنه حتى بهذه الطريقة (التواري) قادر على القيادة بطريقة منظمة وفعالة»، وإن وعد بأنه سوف يظهر "عندما يكون ذلك ممكنا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خطاب مفترض للسيد حسن نصرالله في حلم يقظة

محمد فران/منتدى صور الثقافي/02 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/103822/103822/

وانا ممدد على الكنبة مقابل التلفزيون، مقاوما ملاك النوم، استمعت إلى خطاب سماحته. كان كلامه صريحا مباشرا دون أي حاجة لانتقاء الكلمات التي تحجب ما لا يريد اظهاره وتبرز نقاط قوة حجته. تحدث عن انفجار المرفأ وقال انه لا يريد الخوص بالتفاصيل. فالاعلان عن مسؤولية إسرائيل عن الانفجار كان سيجر إلى رد قد يشعل حربا شاملة يكون العدو قد حدد توقيتها بما يناسب خططه. كما أن ذلك كان سيفشل المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وايران وهذا هدف اسرائيلي، لم ننجر اليه. آثرنا استبعاد مسؤولية اسرائيل،وتجنبنا حربا ليس الآن اوانها. رحبنا بالتحقيق اللبناني الا ان المحقق العدلي صوان بدأ بإستدعاء عددا ممن يؤاذروننا في مهام المقاومة ويسهلون نشاطنا. عبرنا عن استيائنا وقدمنا اعتراض عليه ففهم الرسالة وانسحب من التحقيق.. ثم جاء المحقق العدلي طارق البيطار وسار على ذات الدرب. وجهنا له عدة رسائل ولم يتوقف، حذرنا مجلس القضاء الاعلى والحكومة وكل من يعنيهم الامر، ولم يستجب أحدا منهم إلى تحذيراتنا حتى وصلنا إلى تجميد عمل الحكومة وشل البلد. وهنا لا بد من الكلام الصريح. جميعكم تذكرون ومنذ تشكيل حكومات العهد الأولى كم قاتلنا من أجل تثبيت معادلة الثالوث الذهبي، شعب، وجيش، ومقاومة. وهذا الثالوث يعمل مع بعضه ويؤاذر بعضه ولا يواجه بعضه. المقاومة تدافع عن الشعب والجيش، والجيش يدافع عن الشعب والمقاومة ويسهل ويغطي نشاطات الأخيرة، والشعب يحتضن المقاومة والجيش وعند اللزوم يواجه اي قوة تحاول الوصول إلى مناطق واماكن تواجد المقاومة.

 

تأجيل الانتخابات ينسف المساعدات

وليد شقير/نداء الوطن/03 كانون الأول/2021

سواء صحّت التكهنات والتسريبات عن أنّ تأجيل الانتخابات النيابية أو عدم إجرائها من أجل التسبّب بالفراغ في البرلمان وفق بعض السيناريوات التي يجرى الحديث عنها تمهيداً للتسبب بالفوضى، أم لم تصحّ، فإن التفكير بعدم إجرائها لن يكون توقيتاً جيداً أو مناسباً للطبقة الحاكمة والفرقاء الذين سيتسبّبون بالفوضى السياسية والدستورية التي ستنجم عن تطيير الانتخابات. ففي الوقت الذي يتطلّع لبنان إلى مساعدة المجتمع الدولي ويطلبها من أجل الخروج من أزمته الاقتصادية والمالية والمعيشية الحادة وغير المسبوقة في تاريخه، وبينما تلحّ الدول كافة وتصرّ على أن تجرى في موعدها القانوني، وعلى أن تكون نزيهة وشفافة، فإن هذين الإلحاح والإصرار ينطلقان من حرص هذه الدول على ألّا يخطر في بال أي من الفرقاء اللبنانيين التفكير بخيار الحؤول دون إتمامها. المرجح أن تفقد الدول المانحة الرغبة في المساعدة على إنقاذ الاقتصاد إذا جرى نسف الانتخابات النيابية والتمديد للبرلمان. ويبدو أن التركيز من قبل الدول الفاعلة منذ أشهر على أهمية إجراء هذه الانتخابات يستبق تلك السيناريوات التي تؤدي إلى الفراغ والتي يجرى الحديث عنها في بعض الصالونات السياسية. هذا فضلاً عن أن المجتمع الدولي ينظر إلى البلد انطلاقاً من مراقبته للتطورات المتلاحقة التي شهدها. فالعواصم المعنية تعتبر أن ما شهده لبنان في الساحات منذ 17 تشرين الأول حتى يومنا يتطلب إفساح المجال أمام اللبنانيين لأن يعبّروا عنه في صناديق الاقتراع لأنهم يتطلّعون إلى تغيير ما. وصناديق الاقتراع هي الاختبار الأمثل له في بلد اعتاد أن يمارس قدراً من الديموقراطية في بناء مؤسساته الدستورية، حسب هذه العواصم، التي تنظر إلى البلد على أن تاريخه السياسي يقوم على تقاليد الاحتكام لأصوات مواطنيه مهما قيل في أوضاعه السياسية.

واحد من أسباب ردّ الفعل السلبي من قبل المجتمع الدولي حيال احتمال تطيير الانتخابات النيابية المقبلة وما يحكى عن وصول الأزمة إلى درجة الفراغ في المؤسسة التشريعية ثم في رئاسة الجمهورية، وفق السيناريوات المتداولة، هو أن الدول المعنية، ولا سيما المانحة منها، تسعى منذ مدة إلى إزالة حجة عدم قدرة الدولة اللبنانية على تحمل مصاريف إجراء الانتخابات اللوجستية والإدارية والأمنية لضمان تمكين المؤسسات الرسمية من أن تجريها في أفضل حال. فالاتحاد الأوروبي وفّر مبلغاً محترماً من المال لدعم مصاريف الآلية الانتخابية، والولايات المتحدة الأميركية منحت مليوني دولار لتغطية مصاريف تقنية ولوجستية، فيما تسعى الأمم المتحدة المتنبهة لأهمية تأمين الدعم إلى الاحتياط لهذا الأمر منذ ما يقارب السنتين.

ويبدو أن الدول المانحة تعتقد أن على الحكومة اللبنانية أن تؤمّن قيمة الرواتب وبدل الأتعاب للموظفين الرسميين الذي سيشرفون على عمليات الاقتراع. وهذه الدول متشددة في هذا الرأي لأن على الدولة اللبنانية أن تثبت جديتها والتزامها في شأن الاستحقاق، على رغم أن بعض الدول الأخرى يميل إلى إزالة أي نوع من الذرائع من يد من يمكن أن يستخدم قصور الدولة المالي سبباً لعدم إجراء الانتخابات وتأخيرها، سواء كانت في 27 آذار أو في شهر أيار. فالسجال حول تقديمه أو تأخيره ربما يكون حجة من أجل التأجيل بعد خلق أزمة سياسية في شأن التاريخ. وفي كل الأحوال تخضع عملية تمويل إجراء الانتخابات لمراجعة مستمرة حيث تتولى الأمم المتحدة التنسيق بين الدولة اللبنانية وبين الدول المانحة، فيما يخشى بعض المسؤولين من أن تعاني قوى الأمن الداخلي، التي يفترض أن يتواجد عناصرها في آلاف أقلام الاقتراع المنتشرة على الأراضي اللبنانية، من نقص في العديد ومن تأمين مصاريف انتقال العسكريين وإقامتهم لمدة يومين في المناطق التي سيرسلون إليها قبل يوم من تاريخ الاقتراع. والأوساط الديبلوماسية التي تراقب عملية التحضير للانتخابات ومراحلها القانونية والإدارية واللوجستية تصف نظرية المؤامرة، التي تتحدث عن أن الدول المصرة على الوفاء بالاستحقاق الانتخابي تسعى إلى إنجاح مرشحين معارضين للقوى السياسية الحالية ولـ”حزب الله” كما يقول قادته، بأنها أقرب إلى الخيال والتبريرات التي لا تستند إلى قرائن واقعية. فلا ناقة ولا جمل للدول المانحة بتفضيل هذا أو ذاك من المرشحين، لأن الأمر يتعلق بصندوقة الاقتراع التي وحدها ستحسم من يختاره الناس وفقاً لتطلعات المقترعين وليس وفقاً لموقف الدول، التي لا قدرة لديها على التأثير في المقترعين.

 

الياس الزغبي: إضاءة على الانتخابات وتحالفاتها

أجرت الحديث جومانا نصر/وكالة الأنباء المركزية/03 كانون الأول/2021

في قراءة تمهيدية لاستحقاق الانتخابات النيابية ومشكلات القوى السياسية في تحالفاتها وخصوماتها، رأى الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي في حديث ل"وكالة الأنباء المركزية" أنّ " هناك مشكلة مزدوجة عند الرئيس سعد الحريري سياسية ومالية تحكم حتى الآن قراره بالمشاركة في الإنتخابات النيابية أو عدمها، وخياره الأخير يبدأ بالتبلور في الأيام المقبل".

وقال: "لكن في المنطق السياسي يمكن الاستدلال بأن ابتعاده عن غمار السياسة غير مبرر بصورة منهجية ومنطقية، إلاّ إذا أراد أن يوجّه رسالة للحلفاء القدامى قبل الأخصام". وشدّد على أهمية "تحديد الحريري خياراته السياسية قبل أن يقرر ما إذا كان سيشارك في الإنتخابات أم لا، لأن المسألة لم تعد تتوقف على جمع عدد من النواب في تحالفات غير منطقية كما حصل في الإنتخابات الأخيرة ٢٠١٨، وتقديم هدايا مجانية في إطار " تسوية" ثبت فشلها لاحقاً، إنما بالخيار السياسي المبدئي والتحالف على أسس وطنية".

من هنا اعتبر الزغبي أن "التحالف الطبيعي والسيادي لتيار المستقبل سيكون مع الإشتراكي والقوات. وقبل هذه الخطوة، لا بد من انتظار المتغيرات لأن المسألة مرهونة تقنياً على الأقل بقرار المجلس الدستوري في مسألة الطعن بتعديلات قانون الانتخاب، والذي من شأنه أن ينقل المشهد الإنتخابي من ضفة إلى أخرى، لناحية تحديد موعد إجراء الإنتخابات وتهرّب الثنائي حزب اللّه والعهد من مسألة اقتراع المغتربين على أساس 128 نائباً، وحصره في الدائرة 16، أي بانتخاب 6 نواب في القارات الست، لتفادي أكثرية اغترابية تصب في خانة خصومهما".  

هذا في العقدة التقنية - السياسية التي تحول حتى اللحظة دون تظهير خريطة التحالفات. لكن في المشهد الأمامي تابع الزغبي "هناك قوى حسمت أمرها لناحية تحديد خياراتها من التحالفات، ويأتي في الصدارة حزب القوات اللبنانية مع أحزاب معدودة أُخرى في التحرر من عقدة التحالفات بالاعتماد على الطاقات والقواعد الشعبية واتفاقات ذات طابع سياسي سيادي، ومع القوى الشبيهة. وفي حين ترفض "القوات" التحالف مع قوى من خارج المنطق السيادي والوطني، ثمة قوى وأحزاب اتخذت خيارات سياسية لا تشبهها في الإنتخابات الأخيرة، وأبرزها 'تيار العهد" بهدف تجميع أكبر عدد من النواب، وقد أدّى هذا النوع من التحالفات المصلحية البحتة إلى التفكك المعروف في تكتله". وانطلاقا من مبدأ التغيير الذي يعوّل عليه السياديون في انتخابات الـ 2022 أكد الزغبي

"أن لا تغيير إلا إذا انطلقت عجلة الإنتخابات على أساس سيادي وطني. وهذه الحقيقة يدركها حزب القوات، من هنا نلاحظ أنه لا يراهن كثيراً على التحالفات ضمن البيئة المسيحية كونه الفريق الأقوى شعبياً، وهذا ما أثبتته نتائج الإنتخابات النقابية والجامعات، كما انه لا يرهن حركته الانتخابية بمتغيرات مثل عودة الحريري كما يفعل سواه". وعن التحالف بين القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، اعتبر الزغبي "أن القراءة في الواقع تؤشر إلى حرص الحزب التقدمي الإشتراكي على التحالف مع المستقبل والقوات، وهذا الموقف لافت لأنه يؤكد أن الإشتراكي لن يذهب في التحالف مع نقيضه في السياسة".

وفي غربلة عامة للقوى السياسية يتبين بحسب الزغبي" بأن التحالف بين القوات والإشتراكي هو تحالف ذو طابع وطني سياسي سيادي طبيعي، يمكن البناء والنسج على منواله في أكثر من منطقة".

وعن إمكان التحالف مع "حركة أمل" قال الزغبي: "من يراقب جيدا العلاقة الحساسة بين حزب الله وحركة أمل يتأكد أكثر فأكثر أن التحالف بينهما لن يكون راسخا جدا كما الحال في الإنتخابات السابقة، أضف إلى ذلك الصراع القائم بين أمل و "تيار العهد". وعلى رغم المساعي التي يبذلها الحزب لرأب الصدع بين الفريقين إلا أن المسألة شديدة التعقيد". إنطلاقا من ذلك رأى الزغبي أنّ "من المرجح أن يدخل بري في تحالفات موضعية مع قوى محسوبة سابقاً على 14 آذار، لكن هذه المسألة مرتبطة بما ستؤول إليه مساعي الحزب في شأن المصالحة بين أمل والتيار"، وفي أي حال، يبقى سعي الضاحية وبعبدا إلى نسف الانتخابات احتمالاً وارداً بقوة".      

 

الوعد الفارغ… بطاقة تمويلية من دون تمويل!

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/03 كانون الأول/2021

سرّعت الحاجة الماسة إلى إنجازات إجتماعية، الافراج عن البطاقة التمويلية. ففُتح الباب للتسجيل على المنصة، على أن يبت بالطلبات بعد انتهاء مهلة التسجيل المحددة في نهاية كانون الثاني من العام القادم، من دون أن يتم تحديد تاريخ البدء بالدفع. وذلك على عكس قرض الحماية الاجتماعية الممول من البنك الدولي، الذي وُعد بان يبدأ الدفع لـ150 ألف عائلة في آذار 2022. وعلى قاعدة “البكي على رأس الميت” أُجلت المباحثات في كيفية تمويل بطاقة المساعدات المالية إلى أجل غير مسمى. إذ إن المهم امتصاص النقمة الشعبية المتصاعدة… ولوقتها، لكل حادث حديث.

تأخير إعطاء البطاقة التمويلية إلى آذار القادم لا يفقدها فعاليتها ويقلل من فرص حمايتها للفقراء الذين تتزايد نسبتهم باضطراد فحسب، إنما يؤكد كل المخاوف السابقة عن “تقصد السلطة تحويلها إلى بطاقة إنتخابية”، تقول مصادر متابعة، فهي ستسبق الانتخابات النيابية “إذا تأمن التمويل لها، وتوزع على الأزلام والمحسوبين للمساعدة في التجييش وتكريس بقاء مسؤولي السلطة وحكام الأمر الواقع”. العقدة الثانية التي لا تقل خطورة هي عدم إيجاد مصادر لتمويلها. ففي ظل رفض استعمال القرض المخصص للنقل العام من البنك الدولي بقيمة 300 مليون دولار، واستعمال نحو 250 مليوناً أخرى من حقوق السحب الخاصة في مصرف لبنان، لا يبقى أمام الحكومة إلا 3 مصادر رئيسية لتمويلها: الأول من الموازنة العامة بمساعدة مشروطة من البنك الدولي. الثاني، من طباعة الاموال. والثالث من حقوق السحب الخاصة بشكل كامل. والحلول الثلاثة تعجيزية. ففيما خص الطريقة الأولى، يشترط البنك الدولي لتقديم المساعدة أن تدمج الحكومة تمويل البطاقة في ميزانيتها العمومية، بعدما تكون قد أجرت الاصلاحات اللازمة المتعلقة بتخفيض النفقات وزيادة الواردات، وتحقيق عجز لا يتجاوز 100 في المئة من الناتج المحلي بدلاً من العجز المحقق حالياً، والذي يتجاوز 170 في المئة. ومع انعدام الاصلاحات وعدم وجود نية في تخفيض النفقات ولا زيادة الايرادات بشكل علمي وسليم، فان هذا الاحتمال يصعب تحقيقه. أما الشرط الثاني فهو سيزيد التخضم بشكل هائل، خصوصاً أن احتساب قيمة التمويل المحددة بـ556 مليون دولار على سعر منصة صيرفة سيولد كتلة نقدية ضخمة جداً من المستحيل امتصاصها. أما في ما يتعلق بالحل الثالث فمن المستبعد أن يوافق مصرف لبنان على إعطاء نصف مليار دولار بالعملة الاجنبية لتصرف على البطاقة لمدة سنة. وأمام هذا الواقع تبدو كل الحلول مقفلة، و”الهمروجة” الاخيرة لا تتعدى كونها إبرة مخدر جديدة، لن تسكّن طويلاً وجع المواطنين الذين يئنون من الفقر والجوع.

 

ثمن ترئيس باسيل ليس رأس البيطار… بل لبنان كله!

منير الربيع/المدن/03 كانون الأول/2021

في أوائل العام 2017، وبعد أشهر على إنجاز التسوية الرئاسية وانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وتشكيل سعد الحريري حكومته، تفاءل اللبنانيون وتأملوا خيراً. لماذا؟ لأنهم وضعوا ذلك في سياق التسويات الإقليمية والدولية، التي نجم عنها الاتفاق النووي الإيراني في ولاية باراك أوباما.

رجل الطمأنينة والقلق

ودفعت هذه الوقائع أحد اللبنانيين المطمئنين إلى إيداع 70 ألف دولار أميركي نقداً في أحد المصارف. قبل التسوية كان الرجل ينظر إلى الوقائع الجارية في المنطقة، وتحديداً في سوريا، مستشعراً خطر انعكاسها على لبنان، فعمل على إبقاء وديعته المالية في متناول يده، خوفاً من الآتي ومن احتمال سوء الأحوال، فيضطر إلى ترك منزله وبلده، أسوة بالسوريين. لذا، كان لا بد من اكتناز مبلغ معتبر من المال، ليستخدمه الرجل في حال هُجّر من منزله. وبحلول التسوية أعاد المبلغ إلى المصرف. وبعد سنتين وقعت الواقعة. فخسر ثروته وغرق في قلق مقيم. وعلى وقع الأزمة المالية والاقتصادية والانهيار الكبير، أقلقه مجدداً احتمال خروجه من منزله، ولكن فارغ اليدين هذه المرّة.

رهان الفريق

تستعاد هذه الواقعة حالياً على وقع تجدد مفاوضات فيينا، ورهان اللبنانيين على انعكاساتها الإيجابية على الواقع اللبناني. ربما يكون الرهان من الأمنيات، أو خيطاً سرابياً يبصره في الأفق غريق في بحر متلاطم. فلبنان في سنة الاستحقاقات الكبرى، وفي خضم الانهيار الأكبر والتطورات الأسرع والتحولات الأخطر. وينتظر اللبنانيون مصير المفاوضات النووية، وتجتاحهم أسئلة كثيرة: هل يُسلم لبنان لإيران وحزب الله، لاعتبارات دولية؟ أم هناك مجال للدخول في تسوية جديدة تعيد التوازن العربي مع الوجود الإيراني، ما يؤدي إلى بعض التفاؤل والاستقرار؟ والأرجح أن التسوية الإقليمية لن تقلب الأحوال في لبنان رأساً على عقب. ولا يمكنها أن تستعيد أموال اللبنانيين وتنقذ لبنان من الغرق. فالقوى السياسية لا تزال على حساباتها ومشاريعها المعروفة والواضحة. وكان الانهيار نتاج تحالف التيار العوني وحزب الله، الذي أدى إلى تكريس تنازل الطرف المعارض لهذا التحالف -أي السنّة- وانخراطه فيه. وتفاقم التدهور على وقع تقدّم إيران مع حزب الله في المنطقة. والأرجح أن ذلك مرشح لأن يتمدد ويتوسع أكثر في المرحلة المقبلة، ومع تجدد الاتفاق النووي. وفي العام 2015 كان الاتفاق على وقع التقدم الإيراني العسكري. واليوم أي اتفاق سيكون مقدمة تفاهم على ترسيم النفوذ الإيراني وقبض ثمنه سياسياً.

حزب الله وباسيل

هذه هي خلفية المعضلة اللبنانية، وانعدام أي تقدم سياسي، وعرقلة عمل الحكومة، واحتمال تأجيل استحقاقات آخرى، كالانتخابات الرئاسية والتي يريد حزب الله أن تكون في غمرة انتصاره السياسي، فلا يريد التفريط بها. لذا، ستكون المعركة الرئاسية هي الأكبر، ويخيم عليها طموح جبران باسيل في استكمال عهد الرئيس ميشال عون. لذا تتركز الأنظار كلها على حزب الله، وإليه توجه الأسئلة. ويشير مسار الحزب السياسي إلى أن إيصال باسيل إلى رئاسة الجمهورية، هو خياره الأفضل، لما يمثله باسيل من غطاء مسيحي واسع. ولكن المشكلة بين الطرفين حتى الآن هي استعجال باسيل انتزاع الموقف من حزب الله، الذي يفضّل التريث والانتظار. تقتضي مصلحة حزب الله انتخاب باسيل رئيساً للجمهورية. لكنه لا يفضل إطلاق أي موقف حتى الآن بهذا الخصوص. فهو يبعث عداوات مجانية له، سواء من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أو من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أو القوى الأخرى، إسلامية ومسيحية. فأي خطوة مبكرة في إعلان دعم باسيل تؤدي إلى جمع المسيحيين ضد حزب الله وخياره. أما ترك أمر الحسم إلى اللحظة الأخيرة، فقد يوفر له تخريجة ما وأرضية سياسية معينة قائمة على وقائع مستجدة، قد تسهل هذا الخيار. فحزب الله لا يمكنه الالتزام بباسيل قبل الانتخابات النيابية المجهولة النتائج. وهو يحتاج إلى خوضها بكل دقة لتوفير فوز حلفائه، وبقائه محتفظاً بالأكثرية النيابية. لذا، لن يتورط في بموقف قد يؤدي إلى التسبب بخسائر.

عون وثمن البيطار

قد يعتبر عون أن ثمن البيطار مرتفع، أي يساوي ترئيس باسيل. لكن حزب الله لا يمكن أن يدفع ثمناً مرتفعاً إلى هذا الحدّ. فهناك أوراق قضائية وقانونية كثيرة يمكن اعتمادها ويتم البحث فيها، لتعطيل التحقيق أو تجميده أو حرفه عن مساراته. لذا، لا داعي لأن يكبل حزب الله خياراته السياسية.

بمعنى أوضح: الثمن الذي يريده عون لا يبدو موازياً للواقع الذي تفرضه المسألة القضائية. فالمسألة تتعلق بدور لبنان وكيفية تغييره. وهذه قاعدة المقايضة الأساسية بالنسبة إلى حزب الله.

 

على طريق التحرير الثاني

 الياس الزغبي/فايسبوك/03 كانون الأول/2021

إذا كان المشهد اللبناني تكاد تختصره اليوم استقالة (بل إقالة) القرداحي، فإنّ الحقائق السياسية الإقليمية والدولية بمشهدها المتداخل تجعل من هذه (الإست...إقالة) تفصيلاً صغيراً، كان من الممكن أن يكون لها وقع أقوى وصدى أبعد لو حصلت في وقتها المناسب.

أمّا توقيتها الآن فيكشف هشاشة صاحبها كأداة مقارعة على قارعة المصالح، كما يكشف هشاشة الفريق السياسي - العسكري الذي تبنّاه واستخدمه حتّى الرمق الأخير.

وأشدّ ما يُثير الاستخفاف بسقوط وزير هو جعله ورقة في جيب الزائر الفرنسي إلى المملكة العربية السعودية، لأن الملفّات الفرنسية الخليجية، بما فيها من دسم الاستثمارات والأموال والصفقات التجارية الكبرى، تحوّل هذه الورقة إلى تفصيل عابر على هامش الأساسيّات، وجيوب ماكرون مليئة إلى درجة التخمة.

لكنّ المشهد الأوسع يكمن في إثبات قدرة المجتمع الدولي على تقليم أظافر إيران مقابل تشدّدها في مفاوضات ڤيننا، وهي تدفع الآن في لبنان، مع ذراعها "حزب اللّه" وملحقاته، ثمناً سياسياً واضح المعالم، برضوخها لقرار قبع القرداحي بدلاً من قبع البيطار، والبحث عن ترضية ما بمقايضة فاقعة بين اجتزاء صلاحيات القاضي العدلي والطعن في تعديلات قانون الانتخاب، فينال "حزب اللّه" بعض العزاء عن إخفاقاته، ويحصل "تيّار العهد" على حصر خطر اقتراع المغتربين في الدائرة ١٦، وربّما بوعد ضمني في شأن الوراثة الرئاسية.

هذه الترضية التي يبحث عنها طرفا "تفاهم شباط" فرضت إطاحة وزير الإعلام من جهة، وإصدار بيان لافت من وزارة الخارجية يدين الاعتداءات "الإرهابية" الحوثية على السعودية (عبارة يستخدمها لبنان الرسمي للمرّة الأُولى).

في الظاهر، يمكن إدراج هذين التراجعَين في خانة التكتيك السياسي الداخلي لاحتواء الأزمة مع الخليج العربي، لكنّهما مؤشران عميقان إلى مدى فاعليّة المجتمع الدولي في إدارة الأزمات الإقليمية والدولية حين يحزم أمره.

وهنا لا يمكن تجاهل حضور الڤاتيكان ودبلوماسيته الهادئة والقوية في تحديد الاتجاهات وبسط المظلات الوقائية حين يتعلّق الأمر بمصير لبنان.

ويسهل تلمّس هذا التأثير الڤاتيكاني في دفع فرنسا ومرجعيات دولية أُخرى نحو العمل لكسر شوكة القوى الضاغطة على القرار اللبناني.

إنّ (است... إقالة) القرداحي، وما وراءها وبعدها وحولها، تشكّل حلقة صغيرة في مسيرة انتشال لبنان من براثن إيران.

فمرّةً ثانية، بعد ال٢٠٠٥، يتّجه المجتمع الدولي ومعه الدول العربية الطليعية، إلى تخليص لبنان وتحريره من الاحتلال الذي يخنقه.

                                             

بربارة... الحقيقة والشفافية 

دير مار الياس للآباء الأنطونيين/03 كانون الأول/2021

نتذكر ونحتفل بعيد القديسة بربارة، ومجتمعنا يعيش "حالة" من الضياع والاضطرابات النفسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والأخلاقية.

تتصارع الاضداد في ما بينها: ما بين الخير والشر، التعاون والأنانية، الشفافية والغش (الفساد)، الحقيقة والكذب، النور والظلام، الإيمان والإلحاد، وغيرها من الاضداد التي تسيّر (ترسم) مسيرة الانسان نحو النجاح او الفشل. هل يختار أفراد مجتمعاتنا، حقًا ودومًا، القيم الانسانية والمبادئ الاخلاقية؟ حبذا

لو نتمثل ونقتدي بشهيدة بلاد أرض ارز الكتاب المقدس! نعم، الشهيدة بربارة، عاشت ومارست الإيمان المستقيم والراسخ والعميق والمستمر... نعم، تعلمنا الحقائق والمبادئ، التي بات عصرنا يفتقدها... والتي لا يريد حتى البحث عنها، او الاهتمام باعادة اكتشافها، من خلال تربية الذات والأجيال، التي باتت تعاني من "فقر الروح"، تلك الاجيال التي باتت متمسكة ومتعلقة "بالغنى المزيف والزائل". نعم، تدلنا القديسة بربارة على الحقيقة، التي طمرتها أهواء "وبشاعات" الانسان الفاسد. تعلمنا المصداقية والصراحة... الجرأة على قول الحق، إن كان عبر الكلام او الممارسة.

فليكن عيدها، مناسبةً. مناسبةٌ لكي نتضامن معاً، من أجل الضغط على الكثير من الناس، اولئك الذين يلبسون "أقنعة" مزيفة و... فلنسقط أقنعتهم من خلال إعلان المواقف الجريئة والبناءة... والصبر والنضال والمثابرة. من خلال إعلاء كلمة الحق وممارسة القيم وعيش المبادئ، والثبات في الايمان الواعي والناضج والراسخ، الذي لا يضعف امام الرذيلة او الاهواء، او الترهيب والترغيب، بل يبقى ثابتًا بقوة بالمخلص، بالرغم من الصعوبات والاضطرابات والاضطهادات. لنكشف حقيقة هؤلاء المزيفين "والدجالين" والمستبدين والمستغلين للنفوس الطيبة، وذلك من خلال ازالة "أقنعتهم المزيفة والغشاشة"، علّهم يخجلون من أنفسهم... إن خجلوا!..من هنا، كان لا بدّ من مواجهتم، بطرق سلمية وحضارية، ومعاقبتهم، ومقاضاتهم وإجبارهم على التعويض. بالرغم من حالة المجتمعات "المستفحلة" والمريضة، فلنحافظ على "وجه" الصدق والشفافية والبشاشة...لنعد إلى الإنجيل، ونبثّ القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، التي هي، مسيحيّة بإمتياز...

أ.ن.ب.

 

في صبيحة اليوم ال778 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/03 كانون الأول/2021

تذكرون إسم الوزير الملك؟ لم أتذكره، لكن يعرف كثيرون أنه قبل أكثر من عقد من الزمن كان كلما ذكر الإسم أرفق بالشتيمة لوضاعته! لكن مهلاً، سيبقى لبعض الوقت إسم مذيع "من سيربح المليون". عمّت شهرة الحوثي اللبناني مناطق سيطرة هذه الميليشيات التي استبدلت تسمية شارع الرياض في صنعاء باسمه! ونال مدائح  ميليشيات الحشد الشعبي المرزولة من الشعب العراقي، وورد إسمه في عدة أناشيد عندما تم تعييش البلد لأسابيع تحت وطأة عراضات السيادة الوطنية، وممن؟ ممن من اختطف الدولة واستباح الحدود! نعم السيادة ولا شيء أقل من ذلك يتغنى بها عصابة مجرمة من محترفي النصب، عصابة "نيرونية" أحرقت البلد وتتلذذ بالمشهد! كلهم كانوا يعلمون أن مثله أشبه بعود ثقاب "يولع مرة واحدة"، إلاّ هو، كبرت الخسة براسه وراح يردد ببغائياً، كما ما كان يُلقن تلفزيونياً عبارات من نوع : ما الثمن وهل الإستقالة تحل أزمة الحكومة..وأزمة البلد؟

توهم أن إستقالته ستترك بعداً خارجياً، وفاته أنه وهو ما زال وزيراً فإن رئيس الحكومة استقبله سراً وبعيداً عن الأضواء، وأنه بالنهاية بعدما تفاقمت الأذية الناجمة عن بقائه، كان لا بد لحزب الله ولو على مضض القبول بإخراجه عشية زيارة ماكرون للسعودية، وبلع كل القصائد عن السيادة والإستقلالية وما إليهما، هذا مع العلم أن فرنجية سعى باكراً لدفعه إلى لإستقالة خوفاً من إحتراق أوراقه مع بلدان الخليج(..)، لكن القرار كان في مكانٍ آخر! وبالنهاية لم يكن باليد إلاّ هذا الإخراج الركيك، والكل مدرك أن الإستقالة أقل من فاصلة في الأزمة الخانقة التي تسببت بها سياسات حزب الله، ولا يبدل في الموضوع أن تكون الرئاسة الفرنسية طلبت ذلك قبل الجولة الرئاسية، فمقاربات الرئيس ماكرون تقفز دوماً فوق الأساس في الأزمة اللبنانية، والأساس يكمن في تسلط حزب الله وتغطية منظومة الفساد لنهج وضع البلد في موقع متقدم ضد العرب المناوئين لمشروع طهران المذهبي، ووكالة عن ملالي طهران! كما لا ينسى الشارع اللبناني أن المقاربات الفرنسية عوّمت طبقة الفساد والإجرام بعد جريمة تفجير المرفأ!

2- تأكيد الإستقالة اليوم، ترافق مع فتح الباب واسعاً على ما يشاع من تحقيق تقدم في صفقة المقايضة التي تطعن التحقيق العدلي في جريمة تفجير المرفأ، إستناداً إلى تراجع جزئي في إمكانية نجاح كل رغبات بعبدا الدفينة، بربط الملفات ببعضها وحسم التوجه لجهة الإستحقاق الرئاسي، على قاعد تمديد العهد العوني سواء بالتمديد 3 سنوات لشاغل القصر أو توريث الرئاسة لصهره!

وهكذا فإن جديد الصفقة، بدء تحضير مسرح الأونيسكو لتمرير تشريع مشهدية "كف يد" المحقق العدلي طارق البيطار عن مساءلة الرؤساء والوزراء والنواب في جريمة تفجير المرفأ، وحصر مهمته ضمن إطار الموظفين والأمنيين، طبعاً المقصود الأمنيين المتقاعدين لأن اللواء ابراهيم ومثله اللواء صليبا باتا تحت الحصانة! بهذا السياق يتردد أن باسيل وافق على حضور الجلسة فيؤمن لها النصاب والميثاقية، لكنه يقاوم الضغوط، من جانب حزب الله وبري، رافضاً التصويت بالموافقة على تشريع يستهدف البيطار والتحقيق، لما سيكون له من إرتدادات على فريقه! والأكيد أن منظومة الفساد والإجرام، في سعيها للإنقضاض على العدالة والحقيقة، لم يعد أمامها إلاّ هذا الخيار بعدما أقفل القضاء كل الأبواب أمام المحاولات الآثمة ل"قبع" البيطار وتنحيته عن القضية مهما كان الثمن!

وبعد، التحقيق ما زال معطلاً والمفتاح بيد رئيس محاكم الإستئناف حبيب رزق الله الذي بيده إبطال قرار كف اليد المتخذ من جانب القاضي حبيب مزهر، وتمر الأيام دون أن يتخذ القرار المفترض أنه من مسؤوليت! بالمقابل تتسع الحملات المغرضة تحت عنوان "قضية البيطار"، وليس قضية جريمة الإبادة الجماعية التي ضربت بيروت، وما كان يمكن لها أن تتم لولا إرتكابات مختلفة من المدعى عليهم بالجناية، وما يمكن أن يكشفه التحقيق معهم عن آخرين، لا هم لهم إلاّ منع المحقق العدلي من وضع القرار الإتهامي!

الأمر الأكيد أن ما يرسم نيابياً تحت عنوان حماية الحصانات ونظام الإفلات من العقاب، من هذه الجريمة التي تعد الأكبر على المستوى العالمي، فإن نجح المخطط تكون منظومة المتجبرة وحزبها القائد، قد ذهبوا بعيداً في منحى طعن القضاء والدولة.. وهذا ما ينبغي منحه الأولوية الشعبية لتعرية وعزل كل نائب يتجرأ على السير بهذه الجريمة.. والخطير بالأمر أنه مع كل الإنهيارات التي تضرب معيشة الناس وتحاصرهم بالجوع والموت، ومع إستنفار العالم لمواجهة المتحور البلغ الخطورة "أوميكرون"، والإجراءات الإستباقية التي تتخذ شرقاً وغرباً، لا هم للمتسلطين الفاسدين إلاّ المضي في مخطط مصادرة الحقيقة ونحر العدالة.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

خارطة طريق طويلة وشاقة للخروج من الأزمة

بروفسور غريتا صعب/الجمهورية/03 كانون الأول/2021

الهدف الرئيسي من إستراتيجية إعادة هيكلة المصارف هو إعادة الجسم المصرفي إلى الربحية والملاءة المالية. وتنطوي هذه الإستراتيجية على تعزيز المصارف القادرة على البقاء، وتحسين بيئة التشغيل لجميع المصارف وحلّ المتعثرة أو غير القابلة للحياة.

تحتاج عملية إعادة الهيكلة الى مسار طويل لسنوات عدة، وتتطلب تنقيح القوانين والمؤسسات ووضع إستراتيجيات لتصفية البنوك أو دمجها، واسترداد الأصول المصرفية وإنشاء تدفقات نقدية إيجابية.

مع العلم أنّ إعادة الهيكلة تؤدي إلى تقلص كبير في النظام وتغييرات في الملكية. لذلك يتطلب الامر إنشاء سلطة واحدة رفيعة المستوى لهذه الغاية، تتمتّع بالإلتزام والحيادية وعلى مستوى رفيع. سلطة من هذا النوع، قد تكون قادرة على هذا العمل الذي بات ضرورياً في ظل إنهيار دور المصارف كملاذ آمن، وكونها أصبحت تفتقر العنصر الأساس، والذي هو الأمان والصدقية. ونظراً لضرورة التحرّك بسرعة، قد يكون الإعتماد على المؤسسات القائمة فعّالاً من حيث التكلفة، لا سيما وأنّ إنشاء هيئات متخصّصة جديدة تكون مسؤولة عن تنفيذ إعادة هيكلة المصارف قد يؤدي إلى تشتيت الإنتباه وقد تستغرق وقتاً طويلاً. من هنا، يجب إنشاء مؤسسات متخصصة تتولّى إدارة المصارف المتداخلة وإعادة هيكلتها مؤقتاً. كذلك ينبغي إستعراض الأطر القانونية وتعديلها عند الضرورة، وقد تكون هناك حاجة إلى إدخال تغييرات على القوانين لأسباب عديدة قد يكون أبرزها:

- تسهيل التدخّل في المصارف الضعيفة.

- تنظيم تقييم الأصول ونقل حقوق الملكية وحقوق الدائنين دعماً لإستراتيجية إعادة هيكلة البنوك.

- تحديث قواعد الممارسة والتدقيق وقواعد تقييم القروض والضمانات.

- تعزيز قوانين الإفلاس بما في ذلك تحسين التوازن في حقوق المدينين والدائنين.

- تعزيز التشريعات المتعلقة بالعقود والممتلكات والشركات. وتبقى العملية الأساس وهي تشخيص الحالة المالية الخاصة لكل مصرف.

وتتمثل هذه المهمة في تحديد حجم الخسائر. وبما أنّ البيانات قد تكون قديمة ولا تعكس الأثر الإقتصادي الكامل للأزمة، فقد يحاول المشرفون تحديث المعلومات المتاحة إستناداً الى معايير تقييم موحّدة.

كذلك سوف يعمد المشرفون إلى تجميع المعلومات المتعلقة بملكية المصارف العامة أو الخاصة الأجنبية أو المحلية للمساعدة في تحديد نطاق الدعم المقدّم من المالكين الجدد.

لذلك، لا بدّ من القول إنّها عملية تستغرق وقتاً طويلاً، ولا نفعل الآن سوى إضاعة الوقت في ظل غياب أي رقابة واختفاء الدور الأساسي للمصارف.

كذلك، ومنذ أن قرّر لبنان التخلّف عن سداد ديونه برزت المصارف المحلية إلى الواجهة، نظراً لتعرّضها الشديد لمخاطر الديون السيادية، ولكي تستطيع البقاء يجب إعادة الهيكلة. كذلك سيكون من الضروري إعادة تقييم مبلغ الرسملة اللازم لتحقيق الحدّ الأدنى من نسبة الملاءة المالية البالغة 8% والمطلوب بموجب شروط "بازل l".

الظروف كما هي

للمرة الأخيرة، تبقى الظروف كما هي. خطة إنقاذ بالتعاون مع صندوق النقد الدولي وإعادة هيكلة شفافة للدين العام، بما في ذلك الميزانية العمومية للمصرف المركزي، ونعني في القول إنّ القطاع المصرفي قد يواجه سنوات صعبة جداً قبل أن يتمكن من التعافي بشكل كامل.

لقد تخلّفت بلدان كثيرة عن سداد ديونها وتعافت (تخلّفت الأرجنتين عن السداد 8 مرات)، ولكن الأهم من ذلك هو تعلّم الدروس من الماضي من أجل عدم تكرارها مرة أخرى. كل هذا مع قائمة طويلة من الإصلاحات التي تحتاج إلى إجراءات عاجلة، خصوصاً أنّ البلاد بدأت محادثات مع صندوق النقد الدولي وتواجه إحتياطات اجنبية ضئيلة جداً، وفي ظل تقديرات لـ"غولدمن ساكس" حول خسائر البنوك اللبنانية التي تبلغ 65 مليار دولار. ويعتقد تقدير المؤسسة المالية أنّ الجزء الأكبر من هذه الخسائر سوف يقع على عاتق المودعين. كذلك، لا مفرّ من إقتطاعات على سندات اليوروبوند، ومن المرجح أن تكون كبيرة جداً.

لذلك، تبدو الأمور معقّدة وطويلة الأمد، ويبدو أنّ الدولة اللبنانية غائبة عن السمع في ظل تناحر قائم بين أعضاء حكومتها العتيدة، والذين يصّرون على إقحام القضاء في الأمور السياسية. علماً أنّ المحادثات مع الصندوق لا تزال في مراحلها الأولى، وقد تواجهها عقبات كبيرة أقلّها كاف لزعزعة ثقة الصندوق في صدقية الدولة للقيام بإصلاحات طويلة الأمد. هذه الاصلاحات المطلوبة قد تستغرق وقتاً طويلاً، إلّا أنّها قد تعيد لبنان إلى خط طبيعي، كما فعلت اليونان والأرجنتين وغيرهما من الدول التي تخلّفت عن سداد ديونها، واستطاعت إستحضار مساعدات من صندوق النقد الدولي والمؤسسات المانحة، ضمن إستراتيجية للتعامل مع الخسائر المتأصلة في النظام المالي، وتحقيق الإستقرار في الإقتصاد والمالية العامة، وضمان بقائها على أساس مستدام.

إنّها أمور تقنية وتتطلب وقتاً ومجهوداً مضنياً، إلاّ أنّها بارقة أمل لإعادة بلاد نخرها الفساد والمحسوبية والسرقة، والمسؤولون فيها موضع شبهة من قِبل المؤسسات العالمية، وبعضهم متهم بتهريب الأموال وعرضة للعقوبات. هذا هو القليل القليل مما نراه منهم ومن أسلوبهم في التعاطي مع الشأن العام. إنّها رحلة الألف ميل، لكنها تبقى ضرورية وملحّة وتستلزم فريق عمل من أخصائيين حياديين ولفترة طويلة، علماً إنّها رحلة مضنية.

 

الأولوية الرئاسية تتصدّر المشهد السياسي

شارل جبور/الجمهورية/03 كانون الأول/2021

لن ينتظر الرئيس ميشال عون الانتخابات النيابية ونتائجها لفتح المعركة الرئاسية خشية من أي تأخير يفقده زمام المبادرة في استحقاق لطالما شَكّل، بالنسبة إليه، أولوية الأولويات.

إقتحم الاستحقاق الرئاسي المشهد السياسي على رغم الحكومة المجمّدة والمعطلة بسبب إصرار «حزب الله» على منع انعقاد جلساتها قبل ان تتدخّل خلافاً لصلاحياتها ودورها مع السلطة القضائية لكفّ يد المحقِّق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وعلى رغم الأزمة المالية المتفاقمة والتدني المتواصل في سعر الليرة وغياب الحلول لهذه الأزمة، وعلى رغم تفاقم غضب الناس بسبب أوضاعها المعيشية والحياتية وتبدّل نمط عيشها، وعلى رغم انّ الأنظار مشدودة باتجاه الانتخابات النيابية كمحطة مفصلية بفعل التحولات التي شهدتها البلاد، بدءا من الثورة الشعبية، وصولا للانهيار الحاصل، وتطلُّع الناس إلى هذه الانتخابات كمناسبة تغيير فعلية وحقيقية.

ففي الوقت الذي يجب ان تكون الأولوية لمعالجة الأزمات الحياتية المتفاقمة من خلال ورشة حكومية مفتوحة ومتواصلة، وإبقاء الأنظار مركزة على الانتخابات النيابية التي تشكل مطلبا شعبيا عارما وتفتح باب التغيير لإعادة إنتاج سلطة جديدة على أثر التحولات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، أدخل الرئيس عون الاستحقاق الرئاسي إلى صلب الفضاء السياسي والإعلامي كونه يشكل همّه الأول، خصوصا انه يفتقد إلى 4 أوراق أساسية:

- إفتقاده الورقة الشعبية عموما والمسيحية خصوصا في ظل اعتبار الناس ان نهاية ولايته تشكل نهاية للأزمة القائمة أو بداية للخروج من هذه الأزمة، ولا يمكن للرأي العام الذي يحمِّل العهد الحالي، عن خطأ او صواب، مسؤولية ما آلت إليه أوضاعه وأوضاع البلد، أن يقبل بأي تمديد لهذا العهد مباشرة من خلال عون او مداورة عن طريق النائب جبران باسيل، لأن التمديد مباشرة أم مداورة هو تمديد لأزماته.

- إفتقاده ورقة «حزب الله» التي شكلت رافعة أساسية في انتخابه مع رفع الحزب معادلة «إما عون وإما استمرار الفراغ الرئاسي»، حيث من الواضح ان الحزب ليس في وارد، حتى الآن أقله، تكرار هذه التجربة التي تواجه برفض شعبي وسياسي وشيعي تحديداً يبدأ من داخل بيئته ولا ينتهي مع موقف الرئيس نبيه بري الرافض بشدة هذا الخيار الذي واجهه مع عون ولن يتساهل به مع باسيل.

- إفتقاده الورقة السياسية مع غياب اي حليف موضوعي له مسيحيا وسنيا وشيعيا ودرزيا قادر على تزكيته ودعم خياره الرئاسي ليس فقط بسبب الخلافات العميقة مع القوى السياسية، إنما بفعل تجنُّب هذه القوى أيضا دعم خيار غير شعبي.

- إفتقاده الورقة الخارجية مع العقوبات الأميركية على باسيل ووصول العلاقات الخليجية مع لبنان إلى مستويات غير مسبوقة من الانقطاع والتردي واتهامه بانه ألغى مساحة الفصل بين الدولة و»حزب الله» بعدما أفسح للأخير التمدُّد على كامل الدولة ومؤسساتها. والموقف الدولي الحاسم من العهد لا يلغي محاولات الأخير استخدام ما يملكه من أوراق من أجل تغيير هذا الموقف، بدءا من ورقة الترسيم، وصولا إلى ورقة كلامه عن ضبطه للحزب ضمن ثلاثية احترام القرار 1701 وعدم التعدي على بعثات الدول التي تصنِّفه بالإرهابي والحفاظ على الاستقرار.

ويخطئ من يتوقّع ان يتراجع الملف الرئاسي في سلُّم الأولويات، بل من المرجّح ان يبقيه العهد من الآن فصاعدا في طليعة الاهتمامات بسبب شعوره للأسباب أعلاه وغيرها ان عهده سينتهي بعد أقل من سنة من دون ان يتمكّن من الاحتفاظ بموقع الرئاسة الأولى تمديدا أو تجديدا او استمرارا من خلال باسيل، وهذا ما يفسِّر فتحه المواجهة باكرا في محاولة لتخيير «حزب الله» بين ثلاثية تبني ترشيح باسيل او التمديد او انتقال «التيار الوطني الحر» من موقع الحليف إلى موقع الخصم.

ويبدو ان الرئيس عون مصمِّم على عدم ترك موقع الرئاسة الأولى قبل ان يضمن من سيخلفه في هذا الموقع، وهذا ما يفسِّر كلامه عن رفضه تسليم الفراغ في حالتي عدم تمكُّن مجلس النواب من انتخاب البديل، وغياب حكومة أصيلة لا حكومة تصريف أعمال، ومن ثمّ حديثه عن رغبته بالتمديد نزولاً عند رغبة مجلس النواب، علما انه لو كان حريصا على الدستور وساهرا على تطبيقه لكان رَفض التمديد صدر عنه مباشرة لا من عند غيره تماماً كما فعل الرئيس فؤاد شهاب الذي رفض اقتراحا بغالبية نيابية لتمديد ولايته.

وبما انّ انتخاب باسيل لن يحصل، فإنّ الرئيس عون لن يتردّد في البقاء في القصر الجمهوري خلافاً للدستور بحجة عدم انتخاب رئيس وحكومة غير مكتملة الأوصاف وتصريف للأعمال في الرئاسة الأولى شأنها شأن ما يحصل في الرئاستين الثانية والثالثة، وخطوة من هذا النوع ستفاقم الاحتقان الشعبي والانقسام السياسي وتعطِّل العمل المؤسساتي بشكل كامل وتدخل البلد في أزمة نظام فعلية لا يمكن الخروج منها سوى بمؤتمر دولي يبحث الأزمة اللبنانية ويرعى الاتفاق اللبناني-اللبناني على الخروج منها.

ويُمسك الرئيس عون باليد التي تؤلم «حزب الله» في ملفي الغطاء المسيحي والمؤتمر الدولي من باب التحلُّل المؤسساتي، خصوصاً ان الانهيار الذي انزلقت إليه البلاد أفقد الحزب القدرة على المناورة والمبادرة، حيث أقفلت في وجهه كل الخيارات والاحتمالات، فلا هو قادر على إخراج لبنان من أزمته، ولا قادر على الإمساك بالبلد، ولا قادر على مجاراة عون ولا مواجهته، خصوصاً ان حليفه رئيس الجمهورية أضاف إلى أزمات الحزب القضائية والحكومية والنيابية والشعبية الأزمة الرئاسية.

ولا تقلّ أزمة «حزب الله» الذي يعيش انهيار مشروعه وعدم قدرته على إنقاذه، عن أزمة عون الذي دخل إلى رئاسة الجمهورية في وضع مختلف كلياً عن خروجه من هذا الموقع، ولكنه لا يأبه لذلك، وسيستخدم كل الطرق والوسائل من أجل ان يحتفظ بهذا الموقع، ما يعني دخول البلاد في أزمة جديدة كفيلة لوحدها من دون الأزمات الأخرى المالية والحكومية والقضائية بتسخين الوضع ومزيد من شلّ المؤسسات، لأنّ أصحابها لن يتوانوا عن أي شيء تحقيقاً لهدفهم الذي أصبح هذه المرة بعيد المنال كلياً.

والسؤال الذي يطرحه البعض هو حول مدى قدرة البلاد على الصمود حتى الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً في ظل الجمود الحكومي والأزمة المالية المتدحرجة واستحقاق نيابي سيفاقم من أزمة العهد وحليفه «حزب الله» في حال إتمامه أو عدمه، لأنّ حصول الانتخابات يعني فقدانه للأكثرية النيابية والمسيحية، وعدم حصولها يعني سقوط الشرعية المؤسساتية ودخول البلاد في فوضى دستورية على غرار الفوضى التي دخلتها مع حكومة عون الانتقالية في العام 1988.

 

إسرائيل تريد اتفاقاً في الناقورة خلال أسابيع

طوني عيسى/الجمهورية/03 كانون الأول/2021

هذه المرّة، يبدو الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أكثر استعجالاً. المسألة تتعلَّق بمصالح كبرى للنافذين إقليمياً ودولياً، في مجال الغاز، شرقَ المتوسط. وإذا استمرَّ لبنان «حجرَ عثرة» هناك، فسيضع نفسه على ممرِّ الفِيَلة، حيث الخوف من وقوعه «تحت الدعس» أو إزاحته «بالقوة» وفتح الطريق.

ثمة مغزى استراتيجي للدعوة التي أطلقتها سفيرة الولايات المتحدة، دوروثي شيا إلى لبنان، في شكل مفاجئ، من أجل الحصول على الغاز من مصر وعلى الكهرباء من الأردن، عبر سوريا، ثم منحها الغطاء الكامل للقاءات والاتصالات الجارية بين الرباعي: مصر، الأردن، سوريا ولبنان في مجال الطاقة.

الأمر لا يتعلق فقط بالردّ على بواخر البنزين والمازوت الإيرانية التي وصلت أو ستصل إلى لبنان عبر سوريا، بل يتجاوزه إلى الرغبة الأميركية في تحديد موقع لبنان وسوريا على خريطة الطاقة في الشرق الأوسط، حيث التنافس يبلغ الذروة بين المعسكرين الغربي والشرقي، والحلفاء الإقليميين لكل منهما. وقبل أسبوع، استضافت القاهرة اجتماعاً مُهمّاً لمنتدى غاز شرق المتوسط، ضمّ إضافة إلى مصر، إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية واليونان وقبرص، وممثلين عن فرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي. كما شاركت الولايات المتحدة وممثلون عن البنك الدولي.

وخلال المؤتمر، تم توقيع مذكرات تفاهم جديدة تقضي باستيراد مصر لكميات إضافية من الغاز الطبيعي من إسرائيل، ورفع حجم الكميات المصدّرة إلى اليونان، بعد تسييلها. كما سيتم التخطيط لمدّ خط أنابيب جديدة عبر المتوسط يفترض أن يتم تدشينها بين 2024 و2025.

وسيقود هذا الحراك المكثف إلى إطلاق سوق شرق أوسطية للغاز، وللطاقة عموماً، تكون مصدراً أساسياً لأوروبا. وترغب القوى المعنية في جعل هذه السوق إطاراً موحّداً. لكن هناك عثرتين في الطريق: لبنان وسوريا. فكلاهما يرفضان الانضمام إلى المنتدى بسبب عضوية إسرائيل فيه. وكذلك، هناك إشكالات عميقة يجدر حلها معهما، خصوصاً لجهة ترسيم الحدود وتقاسم الموارد.

توازياً، تتجه إسرائيل إلى بدء استثمار حقل «كاريش» المختلف عليه مع لبنان. وشركة «إنرجين» الأميركية على وشك إرسال سفينة للحفر هناك بدءاً من آذار المقبل. ويسعى الإسرائيليون إلى ضمان تفاهم سريع مع الحكومة اللبنانية، يشكل حماية لانطلاق العمل هناك… وإلا فالضغط سيتضاعف.

من هذا المنطلق، بدأ الأميركيون يسوِّقون الطرح الجديد: فليكن «كاريش» بكامله لإسرائيل و»قانا» بكامله للبنان. وبدلاً من التفاوض الصعب على خط الحدود، يتم التفاوض على كميات الغاز مباشرة، وإبرام اتفاق. وبعد ذلك، يصبح التوصل إلى اتفاق على الحدود أسهل. وهذا ما سيحاول هوكشتاين إقناع اللبنانيين به خلال زيارته، إذا بقيت في موعدها المنتظر هذا الشهر.

المشكلة هي أن إيران، التي تمتلك غالبية القرار السياسي والعسكري والأمني في لبنان حالياً، قادرة على الخربطة. كما أن هناك قوى دولية وإقليمية أخرى تريد تأمين مصالحها في أي صفقة، كروسيا وتركيا. والقوى الثلاث تمتلك أوراقاً قوية قادرة على تحريكها في سوريا.

وبالتأكيد، ليس في مصلحة الإيرانيين أن يخسروا الورقتين الثمينتين، اللبنانية والسورية. وهم لن يُفرجوا عن الغاز في شرق المتوسط، لمصلحة الخصوم والأعداء مجاناً. وما دام «حزب الله» يمتلك السلاح وله القرار الأساسي في السلطة، فهذا يشكل عامل اطمئنان لإيران في البقعة الأكثر حيوية من الشرق الأوسط.

ولذلك، سيقاتل «الحزب» بكل الوسائل ليحافظ على عناصر قوته. وتبدو إيران اليوم في أمسّ الحاجة إلى الورقتين اللبنانية والسورية، على طاولة المفاوضات مع الأميركيين في فيينا. وعلى الأرجح، لن يُدفع لإيران أي ثمن يوازي خروجها من لبنان وتخلّيها عن موقعه الاستراتيجي البالغ الأهمية.

هنا تتّخذ المواجهة بين المحورين في لبنان طابع «كسر العظم». وفي لعبة عضّ الأصابع هذه، ثمة مَن سيصرخ ألَماً في النهاية. هل هو التحالف الأميركي مع أوروبا وإسرائيل والعرب، أم إيران وحلفاؤها؟

وبديهي أن يستخدم كل معسكر ما يملك من طاقات في هذه المعركة: الأميركيون يضاعفون الضغط على لبنان، والعرب يتشدّدون في الحصار، وإسرائيل تمتلك أدواتها. أما إيران فقدرتها واضحة على الصبر والتعطيل في لبنان. في الحدّ الأدنى، يعني ذلك أن الأزمة في لبنان ستتّجه إلى المزيد من التعقيد والتصاعد، وطبعاً المزيد من الانهيار الاقتصادي، لأن البلد سيبقى ممنوعاً من استثمار الغاز، الثروة الوحيدة الباقية له كي يخرج من النفق، بعدما خسر كل ثرواته الأخرى.

ولكن، ربما يذهب البلد إلى وضع أشدّ سوءاً، إذا قرّر الإسرائيليون استغلال مفاوضات الناقورة لإشعال مواجهةٍ تُجبر الأميركيين على التصادم مع إيران. ولذلك، سيُظلل لبنان مزيد من القلق في الأسابيع المقبلة.

 

المطلوب إسقاط الطائف... فقط!

نبيل بومنصف/النهار/03 كانون الأول/2021

يغدو ضربا من ضروب طمر الرؤوس في الرمال ان يجري التقليل من خطورة الدلالات الدستورية لازمة تعطيل انعقاد جلسات مجلس الوزراء مع حكومة تحظى بأكثرية نيابية ساحقة كحكومة الرئيس نجيب ميقاتي . هذه التجربة الجديدة في الأرشيف الطويل للازمات الحكومية المتعاقبة في لبنان اقله منذ اتفاق الطائف وفي ظل تعديلاته الدستورية ليست ابدا من النوع الطارئ العابر كما يجري تعميم الانطباعات عنها من المتورطين في تعطيلها او من العهد ورئيس الحكومة . بل لعلها احدى الازمات التي قد تقود عبر السنة 2022  الانتخابية المفصلية والمصيرية في لبنان الى ما يضع المصير الدستوري للنظام بمجمله على محك الخطورة المتناهية وليس اقل من ذلك . المسألة لم تعد تقف عند حدود تمويهية يتعطل عبرها العصب الرئيسي للسلطة التنفيذية التي ناطها اتفاق الطائف بمجلس الوزراء مجتمعا تحت ستار مطلب لفريق حزبي مذهبي بعينه يريد ظاهرا "قبع" طارق البيطار فيما أضحت شبهة قبع الطائف برمته هي المسألة التي لا يمكن إدارة الظهر لها ولا التعامل معها بسياسات الانكار والتستر والتخفي . ليست مسألة عابرة اطلاقا ان تتوغل ولاية الرئيس ميشال عون في مطالع سنتها الأخيرة الى ازمة نظام تدور كل الشبهات حول افتعالها وتعميقها وجعلها مستعصية على الحلول والتسويات قبل ان يرسم الخط البياني لموازين القوى الذي يمسك به الان تحالف العهد و"حزب الله" والذي لن يكون مضمونا اطلاقا استمراره بعد الانتخابات النيابية بل ان احتمالات تعرضه لضربة قاصمة انتخابية تتعاظم باطراد . حتى ان كبير نواب كتلة "حزب الله " محمد رعد بادر بنفسه الى استباق الاستحقاق الانتخابي النيابي بما يوحي باستعداد حزبه لافراغ نتائج الانتخابات سلفا من أي تطور انقلابي شرعي ومشروع قد يكسر او يطيح الغالبية الحالية حين جزم بان أي أكثرية جديدة لخصومه لن تتمكن من الحكم وحدها كما جرى الامر مع أكثرية 14 اذار سابقا .  والحال ان هذا الكلام ليس حقيقيا فحسب بل هو عصارة ما ينبغي التوقف عنده لانه ينطوي واقعيا على أساس التوجه الى افراغ اتفاق الطائف من مضمونه كما يجري منذ اكثر من عقد ونصف عقد تباعا بالممارسات والأعراف القسرية لكي يغدو تراكم الانتهاكات الدستورية ارثا تراكميا بذاته يهئ للفرصة للإطاحة النهائية به في اللحظة الإقليمية المطلوبة . بعد 32 عاما على ولادة اتفاق الطائف وصل الانسداد السياسي في لبنان الى درجة استعصاء القدرة لدى رئيسي الجمهورية والحكومة على عقد جلسة لمجلس الوزراء في بلد يشهد انهيارا قلما عرف العالم مثيلا له بما يحتاج معه الى مجلس الوزراء "مقاتل" مستنفر لا ينام ولا يفض جلساته ليلا نهارا على مدى الساعات الأربع والعشرين في سباق مصيري مع الوقت الضائع والتعطيل القاتل . وبعد 14عاما من مؤتمر سان كلو في فرنسا لممثلي القوى اللبنانية عام 2007 استعصت الحيلة على فرنسا ماكرون الذي على رغم انهماكه وبلاده في المعركة الرئاسية الفرنسية لا يزال يضع لبنان في أولويات اجندته وتحركاته الخارجية فاذا بفريقه الاستشاري يعود الان الى استيحاء تجربة سان كلو مجددا علها تحيي العظام وهي رميم في ما يسمى حوارا لبنانيا لبنانيا ! اذا كان عقد جلسة لمجلس الوزراء اللبناني صار بهذه الصعوبة الكأداء فلا ضير اذن ان ننبه السذج من بيننا الى انه آن الأوان لان تستفيقوا على هذا الدجل التمويهي وان تسقطوا تصديقه . المطلوب واحد اسقاط الطائف وقد اقترب !

 

رحلة مع المهربين من لبنان إلى سوريا… أي الطرق يسلكون ولمن يعملون؟

علي الإبراهيم -محّمد بسيكي - أحمد عبيد/موقع درج/03 كانون الأول/2021

"التهريب شغّال بكل الطرق، سواء عبر الصهاريج أو الدرّاجات أو الحمير أو بسيارات خاصة للجيش السوري والمحمّلة ببنزين ومازوت، وقفت على 150 صهريج؟".

في ساعة متأخرة من مساء كل يوم، ينطلق كريم (اسم مستعار) وهو شاب لبناني في نهاية عقده الثالث من منطقة البقاع الشمالي في لبنان، بشاحنته مخترقاً الحدود باتجاه سوريا في الجروف الوعرة ضمن أراض ترابية شقّها البشر.

منذ بداية هذا العام، كان ينقل شحنات من الوقود اللبناني مقابل 250 دولاراً لكل شحنة في خزان شاحنته التي يبلغ حجم استيعابها 45 ألف لتر، لينتهي بها المطاف في خزانات فارغة صممت لتستقبل الوقود اللبناني، علماً أن البلدين يعانيان من أزمة نقص محروقات شديدة.

قبل الوصول إلى الحدود، يمرُّ كريم بشاحنته على حواجز القوى الأمنية، كحاجز بلدة البزّالية البقاعية من دون أن يتم إيقافه أو حتى تفتيشه.

يقول الشاب الذي خبر الطريق الجبلية إلى سوريا جيئة وذهاباً أنه نقل أكثر من 150 صهريجاً (سعة الصهريج 45 ألف ليتر) من البنزين والمازوت منذ بداية العام الحالي وحتى حزيران/ يونيو، قبل أن يتوقف عن العمل، وفي الوقت ذاته كانت عشرات صهاريج الوقود تتوجّه يومياً إلى سوريا محمّلة بالوقود المدعوم في تصاعد غير مسبوق لعمليات التهريب من لبنان إلى سوريا.

وهو ما دفع عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس، للقول في تصريحات، “أكثر من مليوني ليتر من المازوت تُهرّب يومياً إلى سوريا، من ضمن 5 ملايين ليتر يحتاجها السوق اللبناني يومياً”، مشيراً إلى قرابة المليار ليتر من المازوت يُهرّب سنوياً من لبنان الى سوريا، بحسب تقديراته.

الحكومة اللبنانية بحثت في أيلول/ سبتمبر الماضي، مسودة قانون يسمح للمركزي اللبناني باستخدام الاحتياطيات الإلزامية لمواصلة تمويل واردات الوقود المدعوم.

تموّل الحكومة اللبنانية واردات الوقود بالقطع الأجنبي وتبيع المادة بسعر مدعوم للمواطنين ما يساعدهم على تحمل أعباء ارتفاعات أسعار الوقود.

وكانت السلطات أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي عن تسوية تقضي باستيراد المحروقات بسعر 8 آلاف ليرة/ للدولار حتى نهاية الشهر ذاته. وكانت هذه المرة الثانية التي تعدل فيها السلطات سعر استيراد المحروقات، إذ بدأت في نهاية حزيران/ يونيو تمويل استيراد المحروقات وفق سعر 3900 ليرة للدولار بدلاً من السعر الرسمي المثبت على 1507.

يضحك الشاب رداً على سؤال عن سبب إدخال هذه الكمية إلى سوريا وبصوت متقطع: “التهريب شغّال بكل الطرق، سواء عبر الصهاريج أو الدرّاجات أو الحمير أو بسيارات خاصة للجيش السوري والمحمّلة ببنزين ومازوت، وقفت على 150 صهريج؟”.

لا يُعدّ التهريب على طرفي الحدود بين الدولتين اللتين تنتشر بينهما معابر غير الشرعية كثيرة، أمراً جديداً، غير أن “وجهة” التهريب بين البلدين وسلاسل الإمداد Supply chain، قد تغيّرت في السنوات الأخيرة بسبب الحرب السورية والأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان بعد ثورة 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

يقول كرم شعار، الباحث في “مركز الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن”: “إنّ التهريب بين البلدين تغيّر اتجاهه مرات عدة، خلال السنوات الماضية، وهذا التغيّر كان بحسب تغير مستوى الدعم في كلا البلدين، بمعنى أنه عندما يكون سعر الوقود أرخص في بلد ما، يكون هناك حافز أعلى للتهريب باتجاه البلد الآخر”.

قبل عام 2011 وعلى الجانب السوري، كانت تصل البضائع المهرّبة من لبنان كالتبغ والكحول والجلود والالكترونيات والألبسة والشوكولا الفاخرة إلى بلدات قريبة من الحدود كمضايا وسرغايا، وكانت تصل البضائع في ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته إلى وسط دمشق وتباع في أسواقها، كسوق التهريب الشهير في حي القابون الذي شيّد عشوائياً ويقع بالقرب من مقرات القوات الخاصة الحساسة التابعة للجيش السوري.

تغيّر الحال بعد اندلاع الثورة السورية، وفرض الغرب عقوبات صارمة على النظام السوري بسبب القمع، طاولت بنيته المالية الصلبة وأركانه من رجال أعمال ومؤسسات حكومية، وهو ما أصاب بشكل مباشر الخزينة وأدى إلى صعوبات في توفير القطع الأجنبي والمحروقات، بعدما خرجت أهم آبار النفط شرق البلاد عن السيطرة الحكومية، لمصلحة “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة.

أصبح الاعتماد على لبنان يتنامى مع مرور الوقت من عمر النزاع السوري، كانت بيروت ومرافئ البلد بمثابة نافذة النظام السوري على العالم، وتم تأسيس شركات واجهة وكذلك شبكات إمداد برية عبر الحدود لتجاوز آثار الحصار والعزلة الدولية على النظام، لكن انفجار مرفأ بيروت في آب/ أغسطس 2020 خرّب هذه الخطط الاستثنائية التي صنعها النظام مع حلفائه هناك، ولضمان استمرار الإمدادات، كان لا بد من الاعتماد على التهريب بعيداً من المعابر الرسمية والعيون.

تنامي عمليات التهريب دفعت السفارة البريطانية في لبنان إلى الإعلان في كانون الثاني/ يناير الماضي، عن تزويد لبنان بمئة مركبة دورية مدرعة من طراز Land Rover RWMIK، لتعزيز دور أفواج الحدود البرية، “والمساهمة في تحقيق الاستقرار على الحدود اللبنانية”.

على رغم ذلك، استمرت عمليات التهريب حتى بات الجيش يعلن دورياً عن إلقاء القبض على مهربين، على سبيل المثال، أوقفت وحدات الجيش اللبنانية المنتشرة في كلٍّ من البقاع والجنوب في تاريخ 8 تموز/ يوليو الماضي، سبعة لبنانيين وفلسطينياً واحداً لمحاولتهم القيام بعمليات تهريب إلى خارج الأراضي اللبنانية، وضبطت 3000 ليترٍ من مادة البنزين وكمية من التبغ  كانت معدة للتهريب ومحملة في سيارة وآلية نوع فان، وخمس آليات نوع “بيك أب” وشاحنة.

طريق الصهاريج

أزمة معيشية واقتصاد هشّ

تعيش سوريا ولبنان واقعاً اقتصادياً ومعيشياً هشاً يجعل البلدين مهددين بمخاطر انعدام الأمن الغذائي، وفق ما نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، في آذار/ مارس الماضي.

ويتشارك البلدان بحدود برّية يبلغ طولها 375 كيلومتراً، تخترقها رسمياً خمسة معابر برية هي: معبر العبودية، والعريضة وجسر قمار (قبيعة)، وهي معابر شمالية، إضافة إلى معبري المصنع وجوسيه القاع، وهي معابر شرقية في منطقة البقاع اللبناني، يديرها الجيش والأمن اللبناني، إنما ثمة طرق ومعابر أخرى للمهربين وسلسلة المستفيدين والوسطاء قول آخر فيها على جانبي الحدود، نكشفها في هذا التحقيق، ونحدد عبر مقابلات حصرية مع سكان على الطرف السوري من الحدود وشهود عيان وسائقين حجبنا أسماءهم الوجهات النهائية لما يُهرب من لبنان إلى سوريا.

يُجمع من التقينا بهم، على أنّ المعابر غير الشرعية يستغلّها أشخاص يحظون بالتغطية من أحزاب لبنانية وتحقق هذه التجارة أرباحاً طائلة، وهو ما أشار إليه في نيسان/ أبريل الماضي وزير الطاقة اللبناني السابق، ريمون غجر، عندما قارن بين التفاوت في أسعار البنزين بين لبنان وسوريا، وهو ما يشير إلى إمكانية تحقيق المهربين أرباحاً ضخمة، على حد قوله.

لكن كيف يتم نقل السلع الأساسية وبخاصة المحروقات (المازوت والبنزين) وهل من تسهيلات داخل لبنان أو قرارات يستغلها المهربون؟ ولمصلحة من تذهب الشحنات؟

إيصالات شحن تحت الطلب 

في وقت سابق من هذا العام، بدأ سائقون ومهربون يتحركون بشاحنات ويحملون إيصالات تسهيل حركة مرور ممهورة بأختام رسمية، قالوا إنهم حصلوا عليها من جهات رسمية في مرفأ طرابلس، ليملأها المهربون وسائقو الشاحنات بالمعلومات وفق وجهتهم لتسهيل العبور.

الإيصالات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتم تداولها على أنها تسهيلات. وقد عرضها علينا سائقون نقلوا المشتقات النفطية من لبنان إلى سوريا، وتأكد صحافيون من موقع “درج”، شركاء “الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية”- سراج، من صحتها.

وأكد من التقينا بهم أن عملية الحصول على هذه الإيصالات تمت مقابل مبالغ مالية.

يقول السائق كريم: “حصلنا وقتها على إيصالات فارغة وموقعة، لنكتب عليها معلومات عن جهة وصول نحددها.

في إحدى المرات كتبت أنّ جهة الوصول هي نقطة مقابلة لبلدتي زيتا وبلوزة الحدوديتين مع الأراضي اللبنانية ومن ثم بعد الوصول أدخلت الصهاريج من هناك إلى سوريا عبر الجيش السوري (مفرزة تابعة للفرقة الرابعة)”.

في أحد مقاطع الفيديو، تمكن رؤية صف من الشاحنات التي وضعت لصاقات على الصهاريج على أنها زيت نباتي مع إيصالات تشير إلى أن محتوى الصهريج زيوت نباتية لتلافي تفتيشها على الحواجز في لبنان، بيد أن محتواها الأساسي هو مشتقات نفطية سيتم نقلها إلى سوريا”.

في دراسة أجرتها منتصف العام الحالي، قدّرت مؤسسة “الدولية للمعلومات” كلفة تهريب المحروقات التي خرجت من الأراضي اللبنانية إلى سوريا، وكانت مدعومة على حساب ودائع اللبنانيين، بـ235 مليون دولار سنوياً.

يبلغ سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان في لبنان بحسب لائحة أسعار وزارة الطاقة 308 آلاف و600 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 318 ألفاً و200 ليرة، أي أكثر من عشرة دولارات بحسب سعر الصرف في السوق السوداء، في حين يتراوح سعرها في سوريا 140 ألف ليرة سورية، أي 40 دولاراً. (1 دولار أميركي = 3500 ليرة سورية).

يقول الشاب كريم: “شاهدت مستودعات كتب عليها الفرقة الرابعة في منطقة القلمون وأفرغنا حمولتنا هناك”.

ولم نتمكن من التواصل مع مسؤولين في الفرقة الرابعة في قوات النظام السوري للتعليق على المعلومات التي لدينا.

يشير كريم إلى أنّ مالكي الوقود هم من يتكفلون بعملية تسهيل نقله وتحديد الطريق التي سيسلكها وصولاً إلى الأراضي السورية. 

ويضيف: “الوقود الذي ننقله كان مملوكاً من قبل تجار بينهم مقربون من حزب الله ورجال أعمال سوريين. وهناك أكثر من 50 شاحنة كانت تعمل على هذه الخطوط بشكل يومي”.

عدد الشحنات يعكس حجم الطلب على البنزين داخل السوق السورية وفي الوقت نفسه حجم المعروض داخل السوق اللبنانية، إذ أشارت “الدولية للمعلومات” في دراستها إلى إنّه بين عامي 2018 و2019 ارتفع استيراد لبنان من البنزين بمقدار 89316 طناً بنسبة 4.4 في المئة، وبين العامين 2015 و2016، بلغ 137034 طناً أي بزيادة 2.7 في المئة.

الزبداني… ملتقى خطوط التهريب

طرق تهريب المحروقات من الأراضي اللبنانية إلى سوريا تسلك مسارات عدة، وتتم معظم العمليات ليلاً، أبرزها يمّر بالقرب من مدينة الزبداني وبلدات القلمون الغربي، وأخرى في ريف حمص.

تُقدر نسبة شحنات المحروقات التي تمر بين البلدين، بنحو 80 في المئة من عدد الشحنات الكلي، فيما يعمل المهربون على تهريب نسبة تُقارب 20 في المئة من عدد الشحنات الكلي، لكن في كلا الحالتين، تعتبر الفرقة الرابعة السورية اللاعب الأبرز في جميع عمليات التهريب، والمنسق الرئيسي لإدخال الشحنات إلى سوريا.

حازم (36 سنة) وهو أحد أبناء بلدة “عسال الورد” في القلمون الغربي، قال: “إن جرود عسال الورد تعتبر من أبرز جرود القلمون لتهريب المحروقات بين لبنان وسوريا”.

هذه الجرود، هي جرد شعبة الجوز، وطريق الصهريج، وعقبة صالح، ووادي عربية.

وأشار إلى أن طريق التهريب تبدأ من سهل البقاع اللبناني، ومنه إلى منطقة “رأس الجوزة” الحدودية داخل الأراضي اللبنانية، ثم تدخل الأراضي السورية عبر معبر غير شرعي في منطقة تُعرف محلياً باسم “المبحص”، وصولاً إلى عسال الورد، مؤكّداً أن هذا المعبر عمره عشرات السنوات، و تم تعبيده وإجراء صيانة له عام 2018، لتسهيل عبور الشاحنات بين البلدين.

يعتبر حاجز رأس العين، المتمركز في أراضي منطقة “رأس العين” التابعة لبلدة عسال الورد، إلى جانب حاجز الكرت التابع للفرقة الرابعة، والذي يقع جنوب المفرزة الحدودية في عسال الورد، من أبرز الحواجز المشتركة على الطرق القريبة من ممرات التهريب، إذ نصب في أرض زراعية تبعد من المفرزة نحو 200 متر فقط، تعود ملكيتها لأحد أبناء المنطقة.

حاجز الكرت

وبطبيعة الحال، فإن الشحنات تدخل الأراضي السورية عبر صهاريج لا تحمل لوحات مرورية، وعادة ما تتألف القافلة الواحدة من 4 صهاريج.

وبحسب حازم، فإن الصهاريج تدخل من معبر المبحص بحماية عناصر تابعين لـ”حزب الله”، وعادة ما يكون التسليم في منطقة تعرف باسم “مزرعة الدرة”، وتقع بين بلدة عسال الورد والجرود الحدودية، لتقوم عناصر “أمن الرابعة” التي تتسلم الصهاريج بنقلها إلى ثلاث مزارع على أطراف البلدة كنقطة موقتة قبل نقلها إلى خارج المنطقة باتجاه العاصمة دمشق.

“عملية التسليم تكون منسقة بالوقت بين قوات أمن الرابعة وحزب الله، كون أمن الفرقة الرابعة يستقدم الصهاريج التي عمل على إفراغها إلى منطقة مزرعة الدرة، وبذلك تستلم الفرقة الصهاريج الممتلئة وتُسلم الفارغة في النقطة المذكورة”، وفقاً لحازم.

بحسب مصدر مطلع على عمليات التهريب في المنطقة، فإن الاعتماد الأكبر في عمليات تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا خلال العام الأخير، أصبح على معبر الزبداني، وهو معبر غير شرعي، كان طريق تهريب بين البلدين منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أنه لم يكن مخصصاً لعبور الشاحنات قبل تعبيده في تموز/ يوليو 2020.

الطريق تمر فيه صهاريج المحروقات بمعدل شحنتين أسبوعياً، ويتراوح عددها بين 4 و10 صهاريج في كل دفعة.

وأكّد أنّ هذه الشحنات عادة لا تكون للتجارة في السوق السوداء، بل تكون لخدمات الجيش السوري، ويتم تخزينها موقتاً في مستودعاً يقع بالقرب من الشريط الحدودي بين مدينة الزبداني وبلدة سرغايا، في منطقة تُعرف محلياً باسم “منطقة الخرابات”.

بعد التخزين، تنقل معظم الشحنات إلى مستودعات إدارة الوقود في بلدة “جديدة عرطوز” في ريف دمشق الغربي، ليتم توزيعها على القطع العسكرية في ما بعد، وهناك شحنات تباع في السوق السوداء لتجار في دمشق وريفها.

مهربون من أبناء المنطقة

على طول الحدود السورية- اللبنانية ينشط المهربون لكن هناك طرقات بارزة تشكل مفاصل أساسية وخدمية في العمل على الجانبين، كطرقات مدينة قارة السورية في القلمون الغربي.

تبدأ طريق التهريب إلى قارة، من معبر “الزمراني” الحدودي، وهو معبر رسمي في المنطقة، يقع تحت سيطرة “حزب الله” منذ عام 2015، وبدأ يُستخدم في نقل أسلحة الحزب وذخائره، إضافة إلى المحروقات منذ ذلك الحين.

أبو علي (52 سنة) أحد المزارعين من أبناء البلدة، أكد أنّ الشحنات تدخل بمعدل يقارب شحنة واحدة شهرياً، لكن أصغرها يتكون من 10 صهاريج.

ويضيف: “بعد دخول الشحنات من معبر الزمراني كانت الصهاريج تتوجه إلى مدينة قارة عبر جرودها، وتتم عملية التسليم في مقرات الحزب داخل المدينة، إلا أن الآلية تغيرت بعد انسحاب حزب الله من مقراته في المدينة العام الماضي، فأصبحت عملية التسليم تتم في منطقة ميرا الواقعة بين قارة ومعبر الزمراني”.

أمّا ما يحدث في بلدتي “رنكوس” و”فليطة” الحدوديتين، فهو أنّ عمليات التهريب من جرود البلدتين غالباً ما تكون لمصلحة مهربين من أبناء المنطقة، وفق شهادات من سكان محليين.

وعمليات التهريب من هذه الطرق تكون بكميات قليلة نوعاً ما، أي بمعدل شحنة واحدة أسبوعياً، ولا تتجاوز الشحنة حمولة صهريج واحد.

ويعتبر حاجز قرية الطفيل، وهو حاجز مشترك بين الأمن العسكري والفرقة الرابعة، ويتمركز فيه أيضاً، عناصر تابعون لـ”حزب الله”، من أهم ممرات تأمين الشحنات بين القلمون والطفيل وبالعكس.

تتم عمليات التهريب من جرود رنكوس و”فليطة” عبر سيارات رباعية الدفع في معظم الأحيان، وفي مرات أخرى تكون بوساطة دراجات نارية تحمل كل منها 4 غالونات بسعة 50 ليتراً لكل منها، أي أن كل دراجة تنقل قرابة 200 ليتر فقط، وذلك يعود إلى التشديد الأمني على الشريط الحدودي، بحسب المصادر.

حاجز الطفيل

إلى الجنوب قليلاً وعلى طول الحدود السورية- اللبنانية، هنا منطقة جديدة يابوس، وفق شهادات من السكان يتم إدخال المحروقات عبر الدراجات النارية أو الحيوانات في بعض الأحيان، من طريق جبل “الصويري” في البقاع اللبناني، وهو جبل مجاور لنقطة المصنع الحدودية (المعبر الشهير بين سوريا ولبنان)، ويتم إفراغها في مستودعات أحد المهربين المقربين من النظام في جديدة يابوس.

ليس هذا فحسب، بل إنّ ما تورده الأجهزة الأمنية من أرقام حول التهريب يوضح أنه يسجّل يومياً ما بين 200 و300 نقلة بخزانات وقود السيارات، من لبنان إلى سوريا.

تتم تعبئة 60 ألف ليرة لبنانية للتنكة، ويبيعونها بـ40 ألف ليرة سورية أي بحدود 130 ألفاً، بحسب سعر الصرف، وتباع في دمشق بـ70 ألف ليرة سورية، وذلك وسط تواطؤ من بعض محطات الوقود على الطريق الدولية من شتورا الى منطقة المصنع وجوارها.

تمت مقاطعة شهادة السائق كريم مع شهادات أخرى للتعرف إلى حجم اعتماد النظام السوري على البنزين والمحروقات الآتية من لبنان إلى سوريا، وعبر المعابر غير الرسمية لتلبية حاجته وحاجة السوق المحلية حيث تظهر أزمة المحروقات وتتشكل الطوابير أمام مراكز التوزيع العامة والخاصة بين فترة وأخرى في مناطق سيطرة النظام السوري.

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، رفعت في تموز/ يوليو الماضي أسعار البنزين “أوكتان 95” (غير المدعوم) بنحو 20 في المئة ليصبح سعر الليتر 3 آلاف ليرة ارتفاعاً من 2500 ليرة، بعدما رُفع سعره سابقاً من 2000 ليرة إلى 2500 ليرة منتصف نيسان/ أبريل الماضي، وهو ما يفسر الحاجة إلى ضرورة خفض الاستهلاك باعتماد سياسة رفع الأسعار، وسط نقص المعروض من المادة. 

المعابر الأكثر استخداماً

 المعابر الأكثر استخداماً لتهريب المحروقات تقع في مدينة حمص، في القرى المجاورة لمنطقة “عكار” الحدودية، وتل كلخ والدبوسية وغيرها.

وتضم مدينة القصير في ريف حمص، التي أعاد النظام السوري السيطرة عليها من المعارضة بمساعدة “حزب الله” في حزيران/ يونيو 2013، طرقاً رئيسية لتهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا، تم من خلالها تمرير مئات الشحنات خلال السنوات الماضية.

الطريق بشكل كامل تقع تحت سيطرة “حزب الله” من الجانب اللبناني والجانب السوري، إضافة إلى متعاونين ومسؤولين عن تصريف المحروقات في الجانب السوري.

تضم مدينة القصير منافذ غير شرعية، جميعها تستخدم لتهريب المحروقات، وغالباً ما تكون الشحنات آتية من بلدة “القصر” الواقعة إلى الجهة الشمالية من قضاء الهرمل.

يتم تهريب الشحنات من لبنان إلى سوريا، على صهاريج متوسطة وكبيرة، يتم مبادلتها بصهاريج سورية في مدينة القصير، ضمن مستودعات مخصصة لهذا الشأن.

كان معدل الشحنات المهربة قبل أزمة الوقود في لبنان، يتراوح بين 50 إلى 60 صهريج وقود يومياً، ثم بدأ عددها يتراجع تدريجاً في ظل تفاقم الأزمة في لبنان.

التهريب العكسي يعود

خلال الشهرين الماضيين، توقفت شحنات التهريب من لبنان إلى سوريا بشكل شبه كامل، بسبب التشديد على المعابر وإغلاق منافذ وممرات جبلية من قبل دوريات الجيش اللبناني، لكن بات التهريب العكسي هو الظاهر على المشهد، حيث بدأت الصهاريج بنقل المحروقات من بانياس إلى لبنان عبر الطريق ذاتها. وهو ما جعل النظام السوري يرفع الدعم بشكل شبه كامل عن البنزين.

لا يوجد مؤشرات قوية تشير إلى أزمة المحروقات في سورية في طريقها إلى النهاية طالما بقيت العقوبات قائمة وآبار النفط الأساسية خارج سيطرة النظام، ما يعني أن البدائل لتوفير المادة ستكون مجرد تكرار المحاولات السابقة لتأمين المحروقات، وهي التهريب إلى سورية ورفع الأسعار رويداً رويداً لخفض الاستهلاك.

لتبقى الوقائع على جانبي الحدود تشير إلى وجود عمليات تهريب للمشتقات النفطية من لبنان إلى سوريا بعدما كانت في الماضي عملية عكسية عبر الحدود من سورية إلى لبنان، لكن يبقى من الصعب معرفة حجم المشتقات النفطية التي يتم تهريبها سنوياً، وهو ما أشارت إليه “الدولية للمعلومات” في دراستها التي رصدت فيها هذه الظاهرة.

يقول كرم شعار، الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، إن لاستمرار التهريب بين البلدين أثرين سلبيين:

الأول، يتمثل بتغيّر عملية المستفيد الفعلي من الدعم الحكومي، حالياً التهريب من لبنان إلى سوريا يعني أن الحكومة اللبنانية تدعم المحروقات لمصلحة الشعب السوري، ما يخلق إشكاليات حوكمية ومجتمعية.

الأثر الثاني، مرتبط باستدامة الصراع، عملياً الشبكات المرتبطة بتهريب المحروقات والمواد الأخرى مرتبطة بميليشيات تقاتل في سوريا وهي بالدرجة الأولى “حزب الله”، وهي تستفيد من عمليات التهريب، ما يحقق استدامة الصراع لفترة أطول.

ويقترح الشعار حلاً طالما نادت به المنظمات الدولية والمانحون الدوليون للتقليل من أثر التهريب وتنامي هذه الظاهرة على البلدين، مفاده أن يتم ربط سعر المحروقات محلياً في كلا البلدين بالسعر العالمي، لكن هنا يُفترض دعم السكان ببطاقات دعم لمواجهة أثر الغلاء وفروقات الأسعار، لأن وضع السكان في البلدين لا يحتمل المزيد من التكاليف والأعباء، أو أن يتم توحيد سعر المحروقات في البلدين.

*تم إنجاز هذا التحقيق بإشراف الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية،” سراج”، بمشاركة الزميل أحمد حاج حمدو.

 

فيينا وسوء التقدير الأميركي

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/2021

الحديث عن فشل المفاوضات سبق وصول وفود الدول المشاركة إلى فيينا، لكن بالنسبة لبعض المشاركين فإن مبدأ العودة إلى طاولة المفاوضات يحمل أيضاً بعض التفاؤل بإمكانية أن يصل الطرفان الأساسيان في مفاوضات فيينا «الولايات المتحدة وإيران» إلى تسوية ما تؤسس لجولات تفاوضية مستقبلية إذا نجحا في اختبار النوايا، ولكن هل لدى الطرفين نوايا حقيقية للحل، وهل بإمكانهما تقديم تنازلات صعبة ومؤلمة، أم أن ظروفهما الداخلية والخارجية تعرقل فرصة فيينا السابعة.

من الجهة الإيرانية تماسك الفريق المفاوض واضح، ويحظى هذه المرة بدعم من كافة أركان النظام، حيث وضعت طهران بنك أهداف تريد تحقيق جزء أساسي منها، كما أن أصحاب القرار لديهم خططهم في حال عاد فريقهم التفاوضي خالي اليدين من فيينا، في المقابل يبدو الفريق الأميركي مرتبكا، وذلك بسبب انقسام الإدارة في طريقة تعاطيها مع إيران بالعام ومع ملفها النووي بالخاص، هذا الانقسام يتوسع على مستوى مؤسسات الحكم في أميركا خصوصاً الكونغرس، الذي ينقسم أيضاً ما بين جمهوريين معارضين لأي اتفاق جديد أو رفع للعقوبات، وديمقراطيين حائرين بين ضرورة الانتهاء من الملف الإيراني، وبين غياب الرؤية الاستراتيجية لدى إدارة بايدن، الأمر الذي يدفع بعضهم إلى الحذر من أي خطوة تقوم بها إدارة البيت الأبيض إذا كانت تؤثر على الانتخابات النصفية، وذلك بسبب أن إدارة الرئيس السابق ترمب نجحت في تحويل إيران إلى قضية رأي عام أميركي داخلي.

عملياً يمكن القول إن جهة الخلل في المفاوضات هو الطرف الأميركي، الذي يسعى إلى تمرير اتفاقية جزئية مع طهران تهيئ تدريجياً للعودة إلى الاتفاق الأول بغض النظر عن تداعياته على الأمن الجماعي في الشرق الأوسط، إلا أن هناك طرفاً في إدارة بايدن يسعى إلى تقديم تنازلات كبرى لطهران تحت حجة احتوائها نووياً، وهذا ما دفع بالسيناتور الجمهوري بيل هاغرتي إلى القول إن «من المثير للغضب أن روب مالي، مفاوض بايدن، يريد أن يتفوق على الاتفاق النووي ويرشو النظام الإيراني من خلال رفع تام للعقوبات».

قبل وصول وفدها المفاوض إلى فيينا رفعت القيادة الإيرانية من سقف شروطها، قامت بتحديد أهداف مشاركتها في هذه الجولة بضرورة رفع العقوبات، لذلك لن تقبل بمبدأ الخطوة مقابل الخطوة ولن تقدم أي التزامات نووية جديدة خارج بنود الاتفاق. ورغم شروطها المستحيلة، لا يمكن لطهران إخفاء رغبتها في التوصل إلى اتفاق يلبي جزءاً من شروطها، نظراً لظروفها الاقتصادية والمعيشية، لكن طبيعة نظامها لا يمكن أن يتراجع تحت وطأة استحقاقات داخلية وضغوط خارجية، فصناع القرار الإيرانيون ورغم حاجتهم الملحة للمنافع التي يقدمها الاتفاق ولو المبدئي، إلا أنهم ليسوا بوارد تقديم تنازلات كبيرة، وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن هذه الجولة ستنتهي كما سابقاتها، وبأن طهران لم تزل مُصرة على أن تأخذ أكثر مما يمكن أن يعطيه الطرف الآخر.

فعلياً لا تبدو طهران مستعدة للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي، قبل رفع العقوبات عنها، إلا أن المفاوض الإيراني يريد تأكيدا من الإدارة الأميركية بسرعة تنفيذ قرارها برفع العقوبات، فبالنسبة لطهران فإن الالتزام السريع والكامل بالاتفاق، يقابله التزام أميركي برفع سريع للعقوبات وضمان عدم الانسحاب من الاتفاق.

ورغم صعوبة المفاوضات والقلق من تفاصيلها، لم تتوقف طهران عن ممارسة ابتزازها لمجموعة الدول الخمس إضافة إلى الولايات المتحدة، حيث أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء الفائت أن إيران بدأت عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 في المائة بأجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة فوردو المبنية داخل جبل، وهذه خطة تكشف عن حجم التحدي الإيراني وعن تراجع الموقف الأميركي، وعليه فإن التبسيط الذي يتبعه بعض أركان إدارة بايدن في قضية احتواء إيران النووية قد يتسبب في إعادة تعويم الاتفاق السابق بكل مساوئه على المنطقة.

 

حماس والتصنيف البريطاني... رأس الحيّة وذنبها

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/2021

بعد القرار البريطاني بتصنيف حركة «حماس» الإخوانية الحاكمة لقطاع غزة الفلسطيني والموالية للنظام الإيراني، كياناً إرهابياً محظوراً، هل يمكن الفصل بين الحركة والجماعة؟

يعني هل من العملي والمنطقي للسلطات البريطانية، أن تمنع «حماس» من النشاط على أراضيها وتصنفها إرهابية، في حين أن مركز قيادة الإخوان الأساسي بلندن حالياً، مع تسلم القيادي التاريخي المصري إبراهيم منير لشؤون الجماعة مرشداً قائماً بالأعمال بعد اعتقال المرشد محمد بديع؟!

هل يمكن الفصل بين الجسد والعضو الحيوي الذي لا يعيش الجسد من دونه؟

فوق ذلك وكما يتقصّى تحقيق دقيق للزميل أشرف عبد الحميد في «العربية. نت»، فإن جماعة «الإخوان» لم تلتزم بالقرار البريطاني، وواصل قيادات التنظيم الدولي برئاسة إبراهيم منير تخصيص نسبة 30 في المائة من عوائد الكيانات الاقتصادية والمالية التابعة للجماعة في بريطانيا وأوروبا لـ«حماس».

يخبرنا التقرير المزيد، ففي بريطانيا، ما زالت «منظمة الإغاثة الإسلامية» تثير الجدل حول علاقتها بـ«الإخوان» وكونها باباً خلفياً لتلقي التبرعات وتمويل أنشطة الجماعة و«حماس». ومن خلال 13 منظمة وجمعية فى لندن، كان يديرها إبراهيم منير وعصام الحداد، كانت الأموال تتدفق على «حماس»، كما كانت هذه المنظمات تتولى إدارة استثمارات الجماعة والحركة رغم الحظر البريطاني. وزاد من التأكيدات حول ارتباط المنظمة بـ«الإخوان» و«حماس» أن القيادي في المنظمة حشمت خليفة استخدم صفحته على «فيسبوك» لوصف حركة «حماس» بأنها أطهر حركة مقاومة في التاريخ الحديث، وأن تصنيف جناحها العسكري بالإرهابي عار على كل المسلمين. وأثيرت بسبب تلك التصريحات ضجة كبيرة، اضطر على أثرها إلى التنحي من منصبه كمدير لصندوق مالي يتحكم في 7 ملايين إسترليني.

وأيضاً حسب معلومات «العربية. نت»، فقد كان محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان»، والقيادي الإخواني خيرت الشاطر، يضخان أموال التبرعات التي ترد لحركة «حماس» في عدة شركات بمصر وخارجها لاستثمارها، مقابل نسبة 30 في المائة للحركة.

عطفاً على كل ما سبق وغيره، يتضح أن القرار البريطاني ضد «حماس»، فاقد للعملية والنجاعة، إذا ما لم يتم قطع خطوط التمويل كافة والدعم السياسي والقانوني والإعلامي في شبكات «الإخوان» الدولية عن «حماس»، فلا معنى لهذا القرار، فهل تقدر على فصل الشيء عن نفسه... عن هويته... عن وجوده؟! «حماس» هي كل جماعات ومنظمات وشركات وجمعيات وشخصيات «الإخوان» في الدول الغربية والشرقية، الكل يفضي للكل، الجميع يقود للجميع، الكل للواحد والواحد للكل، كما هو شعار الفرسان الشهير.

قال أبو أذينة وهو أحد شعراء الجاهلية العرب: قتلت عمراً وتستبقي يزيد لقد رأيت رأياً يجر الويل والحربا لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا!

 

الانتخابات العربية: مشكلة أم حل لمشكلة؟

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/2021

إلى أي حدٍّ ما زال الرهان ممكناً على قدرة العملية الانتخابية في الدول العربية على إحداث التغيير السياسي وتبديل الأنظمة والحكومات وفقاً لرغبات شعوب هذه الدول، وبما يحترم نتيجة الأصوات التي تُدلي بها الشعوب في صناديق الاقتراع؟

كيفما نظرت حولك في الدول التي تستعدُّ لما صار متعارفاً عليه باسم «الاستحقاق الانتخابي»، أو التي جرت فيها الانتخابات، سوف يصدمك حجمُ الفشل الذي تواجهه هذه التجربة المسمّاة «ديمقراطية».

بعد الجدل الحاصل بشأن نتائج انتخابات العراق، واحتجاج الكتل التي تعرضت لخسائر كبيرة، ومعظمها كتل خاضعة للنفوذ الإيراني. وفي ظلِّ الخلافات بين أطراف الصراع الليبي، حيث تجري الاستعدادات لتجربة انتخابية هي الأولى بعد سقوط نظام معمر القذافي، والأمر نفسه في لبنان، حيث الرهان على انتخابات الربيع المقبل لإخراج ذلك البلد من الكارثة الاقتصادية، أو وضعه على الأقل على طريق الخروج، وإنهاء حالة الشلل السياسي فيه... بعد كل ذلك يصبح السؤال البديهي والمنطقي: هل تستطيع العملية الديمقراطية تسوية، أو حل أزمة الحكم في العالم العربي؟ وهل هناك في هذه الدول بنية سياسية واجتماعية متينة وقادرة على تحمّل الصدمات التي لا بد أن تأتي بها العملية الانتخابية، سواء كانت صدمة الفوز وكيفية التعامل معه، انطلاقاً من أنَّه ليس فوزاً أبدياً، بل هو فوز سوف يخضع لامتحانٍ لاحق، يمكن أن ينتهي بسحب ثقة الناخبين. أو كانت صدمة الفشل، والاستعداد للقبول بنتائجه، بعيداً عن اتهامات التزوير، أو الدعوة إلى «تصحيح النتائج»، حسب النداء المستهجن، الذي أطلقه الخاسرون في انتخابات العراق.

إضافة إلى الحاجة إلى اعتراف الخاسرين بنتائج الانتخابات، هناك ما يسبق ذلك، وهو إتاحة فرص متساوية أمام المرشحين والقوى السياسية التي تخوض هذه التجربة. بحيث لا تخوض الميليشيات وحاملو السلاح المعركة في وجه مرشحين لا يملكون من القوة سوى صوتهم وبرنامجهم الانتخابي. في ليبيا، الحافلة بالميليشيات الموزعة بين المواطنين والمرتزقة، صار يجري الحديث جدياً عن احتمال تأجيل الانتخابات، المقرر إجراؤها في 24 من هذا الشهر، وذلك رغم استعداد الأمم المتحدة لتقديم المساعدات اللازمة لإنجاحها. غير أن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش اعترف بأن هذه الانتخابات يمكن أن تتحول إلى مشكلة، بدلاً عن أن تكون جزءاً من الحل. في حين حذّر وزير الداخلية الليبي خالد مازن من أن عرقلة الخطة الأمنية سوف تجعل إجراء الانتخابات في موعدها أمراً صعباً. يضاف إلى ذلك طبعاً الجدل الدائر حول الطعون المقدمة بحق عدد من المرشحين، وأهليتهم لخوض المعركة.

وفي العراق، حيث حاصر الخاسرون «المنطقة الخضراء» في بغداد مهدّدين بالعنف احتجاجاً على النتائج، حمّل تكتل القوى الخمس المعترضة على النتائج مفوضية الانتخابات المسؤولية عن فشل الاستحقاق الانتخابي. وقال زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، إن هذه الانتخابات «ستنقل البلد إلى الأسوأ». والسبب؟ أنَّ المفوضية لم تأخذ برأيهم وتعلن هزيمة المرشحين الذين فازوا ونقل أصواتهم إلى المرشحين الخاسرين! بل إن المفوضية التي قامت بعملها كما يجب، أكدت بعد الفرز اليدوي وجود أخطاء في 5 مقاعد فقط، بين كل دوائر العراق، تثبتت منها بعد إعادة احتساب الأصوات.

أما في لبنان، حيث الرهان على قيام طبقة سياسية جديدة بعد الانتخابات، إلى حد السعي وراء أصوات المغتربين لأحداث هذه النقلة النوعية، فقد تحولت المنافسة الانتخابية إلى صراع على هوية الدولة ووجهتها السياسية في المرحلة المقبلة، وأصبح «حزب الله» والقوى المتحالفة معه يعتبرون المشاركة القوية لقوى المعارضة والدعم الخارجي لضرورة التغيير بعد الفشل الذريع للطبقة الحاكمة في إدارة شؤون البلد، والوصول به وبالمواطنين إلى الإفلاس، أصبحوا يعتبرونها ضمن الحملة القائمة لإضعاف الحزب، ويتهمون سفارات واستخبارات غربية... إلى آخر المعزوفة، بدعم المعارضين وقوى «المجتمع المدني» لكسب المعركة ضد «حزب الله». وبلغ الأمر بعدد من قادة هذا الحزب حدَّ التهديد بالقوة لوقف هذه التدخلات المزعومة. وليس مستبعداً في أجواء التشنج الداخلي التي تسيطر على الوضع اللبناني أن يضع «حزب الله» المجتمع أمام أحد خيارين: التضحية بالانتخابات أو التضحية بالسلم الأهلي، إذا وجد أن نتائج الانتخابات لن تكون في مصلحته ومصلحة حلفائه. في ظروف مثل التي نتحدَّث عنها في هذه الدول العربية، يصبح خيار الانتخابات هماً قائماً بذاته، بدلاً عن أن يكون مخرجاً وتسوية للهموم الأخرى التي تعاني منها المجتمعات. ويصل الأمر أحياناً إلى حد إرغام هذه المجتمعات على القبول بأمرها الواقع، والموافقة على فوز الحاكم بـ99 في المائة من الأصوات، باعتباره أهون الشرين. وبالطبع، فمن الظلم والإجحاف أن نقارن التجارب التي أتينا على ذكرها، وغيرها كثير في العالم العربي، مع تجارب دول غربية تذهب شعوبها إلى الانتخابات كما تذهب إلى مأدبة عشاء، ولا يرافق إعلان النتائج انقلاب عسكري أو معركة بين الميليشيات المتنازعة أو دعوات لتصحيح النتائج! ولأنَّ المقارنة مجحفة، يظلُّ السؤال مطروحاً عما إذا كانت مجتمعاتنا مؤهلة لخوض هذه التجربة الديمقراطية، أم أنها يمكن أن تفاقم المشاكل بدل أن تكون طريقاً إلى الحل، حسب تعبير الأمين العام غوتيريش؟

 

زمن الانقضاء وزمان الجديد؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/2021

بعد أن كتبتُ مقالة قصيرة عن أستاذي الألماني جوزف فان أس المتوفى في عشرينيات الشهر الماضي بعنوان: «وفاة فان أس وانقضاء الاستشراق» وأرسلتُها للنشر، سيطر علي الرَوع، فقد اكتشفتُ أنّ العنوان ليس لي رغم كثرة كتاباتي عن الاستشراق، إذ سبق لي أن قرأتُ قبل قرابة العقدين مقالات مجموعة لأستاذنا سمير عطا الله عنوانها هكذا مرة واحدة: انقضاء الشرق (!)، كما قرأت كتيباً للأستاذ غسان تويني بالاشتراك مع مفكر فرنسي عنوانه (وهو يشير إلى العرب): قرنٌ للا شيء (!) يتكرر فيه كثيراً مفرد: الانقضاء. الاستشراق تخصص أكاديمي وإذا كان قد انقضى، فإنّ الاهتمام العالمي بالمشرق والعرب والإسلام لم ينقض رغم تغير العناوين والتسميات والمناهج. أما «الانقضاء» عند سمير عطا لله فهو مروِّعٌ بالفعل، لأنه إنذارٌ بنهاية عالم. عطا الله يتحدث عن انقضاء المشرق الكوزموبوليتي المتعدد والمنفتح والباعث على البهجة والازدهار الإنساني. وقد رأيت قبل أيام مقابلة تلفزيونية مع الأستاذ عطا الله قال فيها تقريباً عن لبنان ما سبق له قوله عن الشرق بأجمعه. وأنا نفسي شكوت في مقالة بصحيفة «الشرق الأوسط» من العجز عن استشراف الجديد وليس في لبنان فقط، بل وفي سوريا والعراق وليبيا وبلدان أخرى لا حاجة لتردادها أو تعدادها.

إنّ ظواهر الأسى واليأس العربي لا تبدو في مقالات الصحف اليومية وحسب، بل وفي الروايات والشعر وعروض الأكاديميين في الاقتصاد والعلوم الاجتماعية والسياسية. فهل هي أزماتٌ يشهد العالم كله مثائل لها، أم أنها بالفعل «حقبة» انقضت بمعالمها الإيجابية والسلبية أو أنه بالأحرى عصرٌ ضاع فيه ملايين البشر ومظاهر الحضارة - أو التمدن - التي بنوها وعمّروها؟!

عندما ينعى المفكرون والصحافيون لبنان يذكرون خراب معالم المدنية والحداثة فيه: المدارس والجامعات والمستشفيات والمصارف والمرفأ العالمي والمطار وشركة طيران الشرق الأوسط، والكهرباء والمياه، وعجز معظم ناسه عن الوصول إلى الدواء والغذاء والمحروقات، وسيطرة هَمّ الهجرة على كل الشبان. وهم ينسبون ذلك كلّه أو هذا الفقدان المروِّع للطبقة السياسية السائدة التي لا تتزحزح ولا تتبدل ولا يستقيل أحدٌ منها توبة أو نواتج أزمة ضمير. وما نقرؤه ونشاهده عن لبنان وفيه، نقرؤه ونشاهده عن ليبيا واليمن وسوريا والعراق ولا أدري أين وأين أيضاً! وميزة لبنان - وللبنان دائماً ميزات في نظر اللبنانيين وحدهم - أنه ما نشبت فيه حتى الآن نزاعات أو فوضى شاملة. لكن آخرين لا يعتبرون ذلك ميزة، بل يعلِّلون الخمود بأنّ طرفاً واحداً هو الذي يملك السلاح، وهو يستعمله بطرائق انتقائية، أما في البلدان العربية الأخرى فإنّ الجميع يمتلكون السلاح ويستعملونه دون توقف!

لكن وأعود إلى التساؤل ذاته: هل هي أزماتٌ سياسية كبرى ناجمة عن اختلالات عميقة في إدارة الشأن العام، أم أنها صارت بالفعل تأزماً حضارياً شاملاً؟

لقد كنتُ أميل - وليس على سبيل التفاؤل فقط - إلى أنها أزمات سياسية كبرى وهائلة في البلدان المعنية ولا علاقة لها بالوضع الحضاري العربي، بدليل حضور نهضات مشهودة في مواطن عربية بارزة مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومصر والمغرب. وبدليل أنه حتى في حالات اللاجئين والمهاجرين البؤساء وقد صاروا بالملايين، سرعان ما ينتظم هؤلاء في مجتمعاتهم الجديدة، بل ويزدهرون فيها دونما ظهور أمائر على الافتقار للحسّ المدني أو الحضاري.

إنما لماذا ظهرت تلك التأزمات الكبرى - التي يبدو أنه لا نهاية لها - في بلدان الاضطراب المعنية؟ هل لأن العسكريين حكموها فكسّروا المؤسسات، وخلخلوا التماسك الاجتماعي المديني؟ لكنّ مصر حكمها العسكريون وما حدث اختلال، كما أنّ لبنان لم يسيطر فيه العسكريون والأمنيون.

كان الأستاذ نزيه الأيوبي قد أصدر عام 1994 كتاباً رجعتُ إليه مراراً عنوانه: تضخيم الدولة العربية، درس فيه الانسدادات في الأنظمة السياسية العربية، وتوقّع تغييراً أو تفجرات. وما حدث التغيير السلمي المنشود من خلال حركات التغيير البادئة عام 2011، ولذلك حدثت التفجرات والانهيارات في البلدان التي استعصى فيها التغيير ومنها لبنان. ففي عام 2011 بالذات أسقط حزب الله (ومعه حليفه الجنرال عون) الحكومة المنتخبة، وما حدثت انتخاباتٌ حقيقية مُذ ذاك، ولذلك صارت الطبقة السياسية اللبنانية خالدة. وما حدث في لبنان أخيراً يحدث في سوريا وليبيا مثله منذ عقودٍ وعقود. أمّا في العراق فسادت فئاتٌ بعد إسقاط حكم صدام حسين، وعندما حصلت انتخاباتٌ حرة نسْبياً أخيراً، ما اعترف بنتائجها السائدون. فحتى الثورة الشعبية في العراق ولبنان ما استطاعت إحداث التغيير. ولا يبدو أنّ الانتخابات النيابية والرئاسية في ليبيا ستتمكن أخيراً من إحداث التغيير بالسلم، وكذلك في لبنان!

والاستنتاج الذي يمكن أن يتوصل إليه المستطلع أنّ العلّة بالفعل في الطبقة السياسية السائدة، التي لا تستطيع الاستمرار في الغلبة والسواد إلا بالتدخل الخارجي، وهو أظهر ما يكون في سوريا، التي تعاون مع النظام الخالد في إحباط ثورتها الهائلة الإيرانيون وميليشياتهم والروس والدواعش، وما يزالون. وما يقال عن سوريا يقال عن العراق وليبيا. وقد كنا نقول عن لبنان إنّ المافيا والميليشيا تحالفتا على شعبه ونظامه. والمافيا هم السياسيون ورجال الأعمال، أما الميليشيا فتتمثل في الحزب المسلح من إيران، الذي يتبادل المصالح مع الطبقة الثنائية المتضامنة والمتكافلة من سياسيين ورجال أعمال.

يحتاج الأمر إلى تغيير وإصلاحٍ كبيرين. وهو الذي يحدث في المملكة ومصر والإمارات. فهناك حكمة في الإدارة. وهناك سيرٌ حثيثٌ باتجاه التنمية المستدامة. أما بلدان الاضطراب فإنّ المسيطرين يأبون التغيير لصالح الإنسان ويستعينون على الخلود في مواقعهم بالتدخل العسكري الخارجي.

إنّ الشرق الذي انقضى هو الشرق الاستعماري الذي ترك مفاعيل إيجابية على بلدان وحكومات الاستقلال الأولى حتى في ليبيا والعراق. وهي حقبة تستحق التذكر والأسى عليها مقارنة بالذي حدث ويحدث منذ عقود وعقود. فالأزمة أزمة حكمٍ وإدارة وتدخلات أجنبية وليست أزمة حضارية. هل في ذلك عزاء؟ بالطبع لا، لأنّ التغيير لا بد أن يحدث كما يجري في البلدان العربية المنطلقة، لأنّ حوالي المائة مليون عربي مأزوم لا يستطيعون الهجرة جميعاً بالطبع، وسيظلون يحاولون التغيير بالسلم، بدلاً من السلاح الذي استقوى به خصومهم وحكامهم دائماً عليهم: «والله غالبٌ على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون».

 

بديل بايدن في الأمم المتحدة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/2021

ما العامل المشترك بين الهند والعراق وجزر سليمان؟ الجواب: أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد صدق على الثلاثة باعتبارهم «ديمقراطيات»، إلى جانب 106 دول أخرى، وذلك من خلال توجيه الدعوة إليهم للمشاركة في قمة عالمية «ديمقراطية» افتراضية المقرر انعقادها في 9 و10 ديسمبر (كانون الأول).

وتذكرني هذه الخطوة التي اتخذها بايدن بإحدى العبارات الفرنسية المأثورة المفضلة لدي: تأثيث الفراغ. في هذه الحالة، يبدو أن الفكرة الرئيسية تدور حول أنه عندما تفتقر إلى سياسة خارجية، فلماذا إذن لا تتظاهر بأن لديك سياسة خارجية من خلال عقد قمة عالمية؟ وماذا ستناقش القمة؟

حسناً، جرى تحديد ثلاثة أهداف: التصدي في مواجهة الاستبداد ومحاربة الفساد وتعزيز حقوق الإنسان. تكمن المشكلة في أن المشروع بأكمله، وهو مجرد محاولة متسرعة ورديئة للتحايل بمجال العلاقات العامة، قائم على مفاهيم لم يجر تحديدها إطلاقاً حتى هذه اللحظة.

دعونا نبدأ بما يعنيه بايدن بالديمقراطية؟

نظراً لعدم طرحه تعريفا محددا، ليس أمامنا سوى افتراض أنه يقصد الديمقراطية على النحو الذي يقوله. في هذه الحالة، فإن الديمقراطية التي هي في حقيقتها نظام حكم يأتي عبر العديد من الأشكال المختلفة، يجري اختزالها في كونها آيديولوجية، الأمر الذي يجعلها بدورها مناهضة للديمقراطية. يذكرنا هذا الأمر باختراع ستالين للشيوعية الدولية (الكومنترن)، والذي تظاهر بأنه وحده من يملك القدرة على تحديد من هو «الاشتراكي الحقيقي». لكن إذا تبنينا التعريف غير الآيديولوجي للديمقراطية باعتبارها نظاماً يحكم فيه الناس أنفسهم، أو يكون لهم على الأقل نصيب في حكم أنفسهم عبر مجالس تشريعية منتخبة بحرية إلى حد ما، فإن استبعاد بعض الدول من قائمة بايدن يبدو مثيراً للحيرة. على سبيل المثال، كيف يمكن استبعاد الكويت والأردن وتونس والمغرب وحتى الجزائر مع تضمين العراق؟ أما استبعاد تركيا والمجر، وهما حليفتان عسكريتان للولايات المتحدة، فيلحق الضعف بادعاء بايدن بأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) «تحالف مؤلف من أنظمة ديمقراطية». كما أن استبعاد روسيا يبدو مثيراً للحيرة بشدة. ربما يكون فلاديمير بوتين زميلاً سيئاً، لكن تظل الحقيقة أن روسيا تملك نظاماً متعدد الأحزاب، وتجري انتخابات منتظمة، بجانب أقل قمعاً وبها سجناء سياسيون أقل من الفلبين في عهد الرئيس دوتيرتي الذي وجه إليه بايدن الدعوة للمشاركة. وإذا كانت الاستبدادية تمثل الخطيئة الأصلية في هذه الحالة، فلماذا ندعو الكثير من «الرجال الأقوياء» الأفارقة، ناهيك عن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو؟ أيضاً، لم توجه الدعوة إلى تشيلي. ومع ذلك، فإنه في غضون 10 أيام فقط من قمة بايدن، فإن الأمر قد ينتهي بوصول خوسيه أنطونيو كاست، الوريث السياسي لأوغوستينو بينوشيه، لرئاسة البلاد. وبطبيعة الحال، غني عن القول إن جمهورية الصين الشعبية مستبعدة هي الأخرى.

من المؤكد أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال اعتبار دولة الحزب الواحد في بكين ديمقراطية. ومع ذلك، ووفقاً لإحصاءات خاصة بنا، فإن 20 دولة على الأقل من التي جرى توجيه الدعوة إليها للمشاركة بالقمة، بما في ذلك جزر سليمان المذكورة أعلاه، ليست سوى دويلات تدور في فلك جمهورية الصين الشعبية.

على الجانب المقابل، تستثني دعوة بايدن ما لا يقل عن 20 من الدول التي تعد حلفاء قدامى للولايات المتحدة. في الواقع، تبدو قمة بايدن أشبه ببندقية ذات ماسورة مزدوجة. ومن المفترض أن «الماسورة» الثانية تتعلق بجمع ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص للمساعدة في تحقيق الأهداف الثلاثة للقمة ـ وهو أمر محير. إذا كان أولئك الذين ستجري دعوتهم قادمين من دول معتمدة بالفعل باعتبارها أنظمة ديمقراطية، فلا معنى لفصلهم عن حكوماتهم الديمقراطية. أما إذا كانوا قادمين من دول مستبعدة، فإن إدراجهم في قمة بايدن يعني تحويلهم إلى مجموعات سياسية معارضة...

ويكمن الخطر الأكبر وراء خطة بايدن في أنها قد تؤدي إلى إعادة آيديولوجية العلاقات الدولية، الأمر الذي اعتقد الكثيرون أنه انتهى بنهاية الحرب الباردة.

جدير بالذكر أنه بعد قرون من الحروب الدينية، كانت أوروبا أول من اختار نظاماً دولياً يقوم على القواعد من خلال معاهدات ويستفاليا التي أثمرت ما يقرب من ثلاثة قرون من السلام والاستقرار النسبيين.

بعد الحرب العالمية الثانية، كانت هناك مساعٍ لنزع الطابع الآيديولوجي عن العلاقات الدولية. وفي هذا السياق، قادت الولايات المتحدة جهود إنشاء نظام عالمي جديد يتمحور حول الأمم المتحدة وميثاقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الأمر الذي يعني حقوقاً متساوية لجميع الدول الأعضاء، بغض النظر عن نظام الحكم والدين والآيديولوجيا المهيمنة.

وجرى تطوير نظام ويستفاليا القائم على القواعد ليصبح نظاماً عالمياً يقوم على القانون، وهو نظام، رغم عدم اكتماله بالتأكيد، وضع نهاية حركات الاستعمار وحال دون عودة ظهور الآيديولوجيات التي تدعو إلى تمجيد العرق أو الدين أو الحروب الطبقية...

وعلى امتداد عقود، عملت القيادة الأميركية، حتى في اللحظات التي انتهكت خلالها الولايات المتحدة نفسها النظام العالمي، بمثابة عنصر محوري في الحفاظ على هذا النظام القائم على القانون. والآن، ربما يشير توجه بايدن إلى حدوث تحول جذري في طموحات الولايات المتحدة على صعيد القيادة العالمية -من قيادة نظام عالمي قائم على القانون إلى قيادة مزيج من «الديمقراطيات» المعتمدة من قبل واشنطن. وهنا تحديداً يكمن السبب في أن بايدن وفريقه يتحدثون عن «القيم»، مفهوم يتسم بطبيعة ذاتية، بدلاً عن القوانين الملموسة التي جرى تطويرها على امتداد عقود بفضل الإجماع الدولي الذي تشكل بصعوبة بالغة.

في الأصل، كانت محاولة استنساخ الأمم المتحدة جزءاً من برنامج جماعات محافظة متطرفة داخل الولايات المتحدة وغرب أوروبا. إلا أنه في عهد الرئيس باراك أوباما، تحولت هذه الفكرة إلى طموح غير معلن لليسار المتطرف.

ويمثل ذلك السبب محاولات أوباما الالتفاف حول الأمم المتحدة ووكالاتها في التعامل مع عدد من القضايا، بما في ذلك «الاتفاق النووي» مع ملالي طهران، والكارثة الإنسانية في سوريا، والخدعة القائمة بمجال العلاقات العامة المعروفة باسم مهمة «إنقاذ الكوكب».

وعلى ما يبدو، فإن بايدن، الذي يطرح نفسه باعتباره وسطياً، ربما يعيد استراتيجية أوباما من خلال محاولة إنشاء نسخة مماثلة للأمم المتحدة. وقد جرى تسويق نسخة أقل جرأة من هذا الهدف لفترة وجيزة من جانب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في شكل تحالفات من الدول الناطقة بالإنجليزية.

في الواقع، لم أكن قط من المعجبين بالأمم المتحدة كمنظمة، فقد كتبت عن أوجه القصور بها منذ عقود. ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي لعبته ويجب أن تستمر في لعبه في دعم وإنفاذ فكرة العلاقات الدولية القائمة على القانون. أما ما نحتاجه هنا، فيكمن في النهج المحافظ الذي يعني الحفاظ على ما هو ناجح، وقطع ما هو غير ناجح من خلال عدد من الإصلاحات التي جرت مناقشتها على مدار عقود لدفع الأمم المتحدة لتبني متطلبات عالم متغير. أما تأسيس كيان موازٍ يتسم بطابع آيديولوجي زائف يستبعد أكثر عن 80 دولة عضوا في الأمم المتحدة، بما في ذلك عضوان دائمان في مجلس الأمن، وقرابة 40 في المائة من البشر، فإنه لن يحقق شيئاً من ذلك. الحقيقة أن هذه النسخة البديلة للأمم المتحدة لن تؤدي سوى إلى مجرد تزيين شكل الفراغ وتزويد إدارة دونما توجه واضح ببعض العناوين الإعلامية البراقة. إلا أنها لن تقدم إجابة على المشاكل التي يواجهها العالم اليوم، وهي مشكلات لا يمكن معالجتها دون مشاركة جميع الدول في إطار نظام عالمي قائم على القانون، وليس الآيديولوجية.

 

«البوليفارد» مسرح التغيير الكبير

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/2021

عندما ظهرت عبارة «جودة الحياة» في المرة الأولى بدت للبعض مثل حملة علاقات عامة في السعودية الجديدة، وإلا فكيف يمكن الحديث عن الجودة حيث لا توجد حياة؟ إن زيارة واحدة إلى «موسم الرياض» هذه الأيام، ومنذ إطلاقه قبل ثلاث سنوات، تعكس الحياة والناس والبيئة الجاذبة التي تطورت كثيراً، وتدعو للسرور والتفاؤل. من مشاهداتي في موسم الرياض، تلمس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، والأفكار التحديثية والإبداعية في مثل احتفاليات البوليفارد، التي هي واحدة من إحدى أربع عشرة منطقة داخل الرياض. هل الحياة هنا أصبحت جاذبة، بعد أن كانت في الماضي القريب طاردة؟ اليوم إقبال ملايين الزوار في ظرف أسابيع هو تصويت جماعي على نجاح التبدلات الإيجابية. دائرة الاقتصاد ازدادت بمئات الآلاف من الوظائف الجديدة، التي لم تكن ممكنة في الماضي القريب. فقد كان السعوديون أكثر الشعوب هجرة في الإجازات بحثاً عن حياة أفضل، اليوم صارت عندهم خيارات محلية أيضاً.

نحن نرى موسم الرياض مسرحاً صغيراً لنجاح التغييرات. الآن نفهم معاني «جودة الحياة» للمواطن والمقيم، في بلد فيه أكثر من ثلاثين مليون نسمة بقدرات اقتصادية هائلة لم تكن مفعّلة. كانت المملكة، مثل دول المنطقة، تختصر المعادلة الاقتصادية والسياسية في اكتشاف النفط أو الهجرة إلى مناطق النفط.

اليوم، الجميع يعلم أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو صاحب مشروع التطوير وحامل المشعل، بأفكاره الكبيرة، وطموحه اللامحدود يبني دولة ناجحة وبشكل مستدام. بخريطة طريق دفعت نحو تغيير وتطوير كل أدوات الدولة من الأنظمة والقوانين إلى قياس النتائج والأداء. العديد من الدول سعت للتطور، تبحث لنفسها عن مكان في العالم تحت الشمس، معظمها عملت بخطط خمسية، أو بمشاريع إسمنتية ذات أهداف تخدم حاجاتها المباشرة؛ إما مطار كبير أو شوارع سريعة. لكن مشروع التطوير السعودي يختلف؛ إنه ينشد أن يكون واحداً من اقتصادات العالم الكبرى العشرة، ولا يكتفي أن يبقى من اقتصادات الدول العشرين كما هو اليوم، ولا يرضى أن يعيش على مورد النفط وحده. التبشير بهذا الطرح في بداياته، قبل خمس سنوات، كان مثل دعاية سياسية، ومن شاهد مسار الخط الزمني لما حدث في السنوات الخمس، واستمع لحديث ولي العهد في أبريل (نيسان) الماضي الذي قدم فيه مرافعة موضوعية ومقنعة حول رؤيته، يرى أنه أمام دولة باقتصاد قوي تحت التأسيس. وكل دولة لا بد أن فيها طاقات كامنة غير مستغلة، وتبقى رهينة قدرات قيادتها... قدرتها على التفكير، والطموح، والتنفيذ، وتحفيز الجميع للعمل معها. وفي الأخير، هناك طموحات وهناك طموحات أقل.

لم يكن ممكناً تحقيق أي شيء من دون معركة إدارية وبيروقراطية واجتماعية. تغيير القوانين والتشريعات أدى إلى تغيير السلوك الاجتماعي، والتغيير الاجتماعي أسهم في التطور الاقتصادي، الذي بدوره عزز قدرات الدولة حتى في زمن الانهيار الخطير لأسعار النفط، حيث استمر العمل وفق الوعود. نلمس التبدلات الإيجابية على كل الأصعدة، ومست فئات مختلفة، فالمرأة تبدلت فرصها في الحياة، مما كانت عليه في السعودية القديمة، مائة وثمانين درجة؛ من حقها في قيادة سيارتها إلى فتح كل مجالات الدراسة وفرص العمل في كل ميادين التوظيف، وانعكاس ذلك على الاقتصاد. ولهذا كان الموسم مسرحاً كبيراً يعرض الأفكار والتغيير والنتائج.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي زار مركز إيريدا لذوي الحاجات الخاصة في نيقوسيا

وطنية/الجمعة 03 كانون الأول 2021

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرعائية لجزيرة قبرص.  وزار بعد القداس الاحتفالي مع البابا فرنسيس مركز ايريدا لذوي الحاجات الخاصة في نيقوسيا برفقة المطارنة: بولس الصياح، يوسف سويف، وبولس روحانا، امين سر البطريركيةالمارونية الأب هادي ضو، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو أبو كسم وكهنة، مدير دائرة الاعلام في البطريركية المحامي وليد غياض، عضو المجلس التنفيذي وممثل الرابطة المارونية المهندس طوني منعم ووفد منها، وفد من اعضاء "رابطة قنوبين للرسالة والتراث".

وكانت في استقباله المسؤولة عن ادارة المركز ومؤسسته ماري كاتشولوديس والقائمون عليه.  وألقت مديرة المركز ماري كلمة رحب فيها بالبطريرك والوفد المرافق وأثنت على زيارته التي "تحمل دلالات ومعاني انسانية كبيرة، ولا سيما تزامنت مع اليوم العالمي للإعاقة". وقدمت عرضا عن تأسيس المركز والمراحل التي مر بها وطريقة عمله.  البطريرك الراعي أثنى على "العمل الانساني التي تقوم به ادارة المركز"، وحض الجميع على "الاهتمام بالأخ المعوق لأنه انسان ولديه مشاعر توجب علينا احترامها وصون آلامه واوجاعه، لذلك أردت ان تتزامن زيارتي لهذا المركز مباشرة بعد الانتهاء من القداس الاحتفالي مع البابا فرنسيس، لأنها تعتبر تكملة للقداس الذي يحضنا على احترام الآخر والوقوف الى جانبه". بعد ذلك، بارك البطريرك المركز وأقسامه وذوي الاحاجات الخاصة الذي انشدوا باقة من الترانيم الميلادية، وسط اجواء من الفرح والرجاء.

 

رئيس الجمهورية تسلم من قرداحي كتاب استقالته واكد حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية

وطنية/الجمعة 03 كانون الأول 2021

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الخامسة يعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الاعلام المستقيل جورج قرداحي وتسلم منه كتاب استقالته من الحكومة، وشرح له الأسباب التي دفعته الى اتخاذ خطوته.

 وشكر الرئيس عون الوزير قرداحي على مبادرته، مجددا تأكيد "حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة عموما، ودول الخليج خصوصا"، متمنيا ان "تضع استقالة الوزير قرداحي حدا للخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية - الخليجية".

 وفي ما يأتي نص كتاب استقالة الوزير قرداحي: "فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحية وبعد، لأن مصلحة الوطن اكبر من مصلحة الأشخاص، ولأن حماية اهل وطني اهم من أي اعتبار آخر،ولأن الظلم على فرد افضل من ظلم على شعب، ولأن التضحية بالذات في سبيل الخير العام تبقى أنبل  التضحيات، ولأني لا اريد ان أكون جسر عبور للأنتقام من بلدي وأهلي... لكل هذه الاعتبارات وغيرها مما احتفظ به لنفسي، أتقدم منكم باستقالتي من الحكومة، متمنيا لكم التوفيق، وللبنان النجاة مما يحاك له من مؤمرات كنت وياللأسف احدى ضحاياها."وينتظر ان يصدر بعد قليل عن قصر بعبدا، مرسوم قبول استقالة الوزير قرداحي".

 برقية تهنئة

الى ذلك، تلقى الرئيس عون برقية تهنئة بالاستقلال من رئيسة اليونان كاترينا ساكيليروبولو، جاء فيها: "أنني اغتنم هذه الفرصة لأؤكد لكم ان اليونان تقف متحدة مع شعب لبنان الصديق في مواجهة الأوقات الصعبة التي يمر بها."

 

رئيس الجمهورية وقع مرسوم قبول استقالة قرداحي

وطنية/الجمعة 03 كانون الأول 2021

 وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء اليوم، المرسوم الرقم 8519 تاريخ 3 كانون الاول 2021، الذي يقضي بقبول استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي. وحمل المرسوم توقيع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

 

عون استقبل رئيس اساقفة مطرانية القدس الانغليكانية مع وفد: آمل ان تصبح القدس مدينة تحضن كل الطوائف وتتمتع بصفة دولية والمسيحيون لا يعرفون اليأس ولا الاحباط

وطنية/الجمعة 03 كانون الأول 2021

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "أهمية القدس وأمله في ان تصبح "مدينة تحضن كل الطوائف وتتمتع بصفة دولية، وهذا ما يجب ان نسعى جميعا من اجله كي يتحقق".  ودعا الرئيس عون المسيحيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة الى عدم اليأس، لان "المسيحيين لا يعرفون اليأس ولا الاحباط، ولا يمكن ان نيأس ونحن على قيد الحياة".  موقف الرئيس عون اتى في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس اساقفة مطرانية القدس الانغليكانية المنتخب حديثا الاسقف الخامس عشر لمطرانية القدس الاسقفية المطران حسان نعوم، وعقيلته السيدة رفاء قفعيتي، يرافقهما القس الارشديكون عماد زعرب راعي كنيسة جميع القديسين في بيروت ومدير مركز القديس لوقا لذوي الاحتياجات الخاصة في بيت مري، والقس الكنن دوبندر، والقس الكنن فؤاد داغر راعي كنيسة القديس بولس في مدينة شفاعمرو الجليلية والكنن على كرسي المُصالحة في كاثدرائية القديس جورج الشهيد في القدس. وكان برفقة الوفد الانغليكاني النائب القس ادكار طرابلسي الذي نوه بدور الكنيسة الانغليكانية في دعم الشهادة الانجيلية والوجود المسيحي العربي في الاراضي المقدسة والشرق الاوسط.  ونقل رئيس الاساقفة المطران نعوم تحيات الرعاة والرعايا من مطرانية القدس، رعاة ورعايا ومؤسسات، لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، ونقل اليه اهتمام رئيس أساقفة كانتربري رئيس الكنيسة الانغليكانية في العالم، الدكتور جاستن ولبي، "بلبنان في محنته التي يمر فيها ورغبته بزيارته في وقت قريب للتضامن مع شعبه ولمساندة عمل الكنيسة الاسقفية والطائفة الانجيلية في الحقول الروحية والتربوية والانسانية المختلفة".

 كلمة المطران نعوم

والقى المطران نعوم كلمة في مستهل اللقاء، نقل فيها تحيات رعايا مطرانية القدس وبيت لحم، وتمنياتهم للبنان واللبنانيين بالصحة والسلام، كما تقدم باسمهم بالتهاني لمناسبة الذكرى الـ78 لاستقلال لبنان، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والعالم اجمع، مؤكدا "الرغبة في استمرار العمل وتقديم المساعدة وفق الامكانات المتاحة، وفي شتى المجالات"، لافتا في هذا المجال الى المؤسسات والكنائس التي تعمل في لبنان". وأوضح المطران نعوم "أن وجوده في لبنان هو أيضا للتحضير لزيارة رئيس اساقفة كانتربري الذي يرغب في زيارة لبنان قريبا للاطلاع على اوضاعه وامكانية المساعدة على الصعد كافة".  وشكر المطران نعوم للرئيس عون تعاونه واهتمامه الدائم.

 الرئيس عون

ورحب الرئيس عون بالوفد، مشيدا ب"العمل الذي تقوم به الكنائس الانغليكانية اينما حلت، مقدرا ما تقوم به الكنيسة خصوصا في القدس والصعوبات التي تعترضها. وقال:"انا اتابع عمل الكنائس في القدس". ولفت الى انه كان ارسل كتابا الى السينودوس المشرقي الذي عقد عام 2010 سأل فيه عن تداعيات تفريغ الارض المقدسة من سكانها الاصليين، وجعل مهد السيد المسيح من دون مسيحيين، وشطب الهوية الجامعة للقدس". وتابع :"سألت: هل يمكننا تصور المسيح والمسيحية من دون القدس وبيت لحم وغيرها من المعالم المقدسة". وتوجه الرئيس عون الى اعضاء الوفد قائلا:"الوضع هناك يضعكم في خطر، ليس فقط جسديا، انما روحيا ايضا، وآمل ان نصل قريبا الى حل فتعود القدس مدينة تحضن كل الطوائف وتتمتع بصفة دولية، وهذا ما يجب ان نسعى جميعا من أجله كي يتحقق. والمسيحيون لا يعرفون اليأس ولا الاحباط، ولا يمكن ان نيأس ونحن على قيد الحياة".

 

قرداحي أعلن استقالته من الحكومة: مصلحة بلدي واهلي واحبائي هي فوق مصلحتي الشخصية وأتمنى ان تفتح كوة في الجدار نحو علاقات افضل مع دول الخليج

وطنية/الجمعة 03 كانون الأول 2021

أعلن وزير الاعلام جورج قرداحي، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة، استقالته من الحكومة. استهل قرداحي مؤتمره بالقول: "شكرا لتلبيتكم هذه الدعوة العاجلة التي لها علاقة بالمطالبة بإستقالتي من الحكومة".  اضاف: "قصتي أصبحت معروفة، ولا أعتقد ان هنالك من داع لتكرار تفاصيلها والتطورات التي رافقتها منذ بث تلك المقابلة المشهورة في إحدى المحطات الخارجية... ولا اعتقد أن هناك من داع للتذكير بأن المقابلة كانت قد أجريت معي قبل اكثر من شهر من تعييني وزيرا للاعلام، وبأن ما ورد فيها من مواقف لا تلزم الحكومة بشيء، كما انني لم أقصد في كلامي عن حرب اليمن الاساءة لأحد، بل كانت دعوة صادقة من القلب الى وقف هذه الحرب لمصلحة الاطراف كافة. تلك المقابلة، بثت، بعد ثلاثة اشهر من إجرائها، وعلى الفور، فتحت علي حملة شعواء ومقصودة في بعض الاعلام اللبناني وفي بعض المواقع الالكترونية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر ما قلته جريمة بحق السعودية وسرعان ما انتقلت هذه الحملة الى الخليج ووسائله الاعلامية". وتابع: "لا أخفيكم، ان هذه الحملات المسعورة التي تضمنت الكثير من التحامل والتجني والتطاول علي وعلى عائلتي أزعجتني في الشخصي وأزعجتني في مشاعري تجاه أناس أحبهم في السعودية وفي الامارات وفي دول الخليج ولم يكن بيني وبينهم الا المحبة والتقدير والاحترام والوفاء.. وأزعجتني اكثر، لانه وبسبب هذه الحملة اللاخلاقية، والمؤذية باشرت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى الفور إجراءات مقاطعة ديبلوماسية واقتصادية وتجارية بحق لبنان، وطالبت بإستقالتي من الحكومة. أزعجتني اكثر وأكثر، لانها تسببت بحالة من القلق لدى إخواني اللبنانيين في دول الخليج الذين خافوا على اعمالهم واقاماتهم ومصالحهم في تلك الدول.. وما ازعجني فوق كل ذلك انه كيف يمكن تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قلته بحسن نية وصدق ومحبة. لذلك، وجدت من المنطقي والواجب الوطني ان أرفض الاستقالة تحت هذا الضغط الهائل وهذا التحامل الجائر، وهذا الظلم المتعمد".

وقال: "رفضت الاستقالة لاقول ان لبنان، أولا لا يستحق هذه المعاملة، وثانيا لأقول انه، ولو كان يمر بصعوبات كبيرة ولو كان يبدو للاشقاء بأنه دولة ضعيفة، إلا ان فيه شعبا له كرامته وعزة نفسه واستقلاله وحريته وسيادته. للأسف، أكثر الذين تحاملوا عليّ في لبنان من سياسيين واعلاميين هم الذين رفعوا في وقت من الاوقات شعار: الحرية والسيادة والاستقلال".

اضاف: "المهم، إستقالة جورج قرداحي تصدرت منذ أكثر من شهر الاخبار الرئيسية في الاعلام اللبناني. كل يوم.. كل ساعة.. ربما سياسيون واعلاميون ومعلقون يطالبونني بالاستقالة، لانهم يرون فيها (عن قناعة أولا) مصلحة لبنان واللبنانيين..وكل يوم، وكل ساعة ربما، سياسيون واعلاميون ومراقبون يطالبونني بعدم الاستقالة لانهم يعتبرون ذلك موقفا وطنيا مشرفا وسياديا ومرتبطا بالكرامة الوطنية". وتابع: "أما الناس، وبكل صراحة وصدق، بأكثريتهم، هنا في لبنان، وفي جميع انحاء العالم العربي، فكانوا يطالبون بعدم الاستقالة. وعندي مئات القصائد، وآلاف الرسائل بهذا المعنى. وسط كل ذلك، أين نحن اليوم؟.

وقال: "نحن اليوم امام تطورات جديدة. الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ذاهب الى السعودية بزيارة رسمية، وقد فهمت من السيد رئيس الحكومة الذي قابلته، قبل يومين بناء على طلبه، بأن الفرنسيين يرغبون في ان تكون هناك استقالة لي، تسبق زيارة الرئيس ماكرون الى الرياض، وتساعد ربما على فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان، ومستقبل العلاقات اللبنانية السعودية. تشاورت مع الوزير فرنجية، ومع جميع الحلفاء حول هذا الامر، وتركوا لي حرية اتخاذ الموقف المناسب". اضاف: "لذلك، وبعد التفكير العميق، وحرصا مني على استغلال هذه الفرصة الواعدة، والمتاحة، مع الرئيس ماكرون، دعوتكم اليوم لاقول بأنني لا اقبل بأن استخدم سببا لأذية لبنان واخواني اللبنانيين، في المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج الاخرى. وبين ان يقع الظلم والأذية على اهلي في لبنان، ودول الخليج، وبين ان يقع علي انا، فضلت ان اكون انا، فمصلحة بلدي واهلي واحبائي هي فوق مصلحتي الشخصية".

واكد ان "لبنان هو اهم من جورج قرداحي، ومصلحة اللبنانيين اهم من موقع وزاري، لذلك قررت، التخلي عن موقعي الوزاري، على ان اظل في خدمة وطني، حيثما اكون". وقال: "أتمنى للحكومة التي استقيل منها التوفيق والنجاح كما اتمنى افضل العلاقات بين لبنان ومحيطه العربي، القريب والبعيد وخاصة مع دول الخليج". وقال: "وفي الختام، أتوجه بتحية شكر خالصة الى الوزير الفارس والاخ الحبيب سليمان فرنجية على ثقته بي ومحبته وشهامته، وليعذرني اذا تسببت له بأي جرح ولن يصح الا الصحيح. كما اتوجه بالتحية الحارة الى الحلفاء والاصدقاء الذين وقفوا الى جانبي بكل ثقة واخلاص ووطنية. اما احبابي في لبنان والعالم العربي، الذين دعموا موقفي السيادي فأقول لهم انني لم اخذلهم ولن اخذلهم وانا واثق بأنهم سيتفهمون موقفي الوطني، النابع من حرصي على مصلحة بلدي واهل بلدي، كما هو حرصي على سيادته واستقلاله".  وتابع: "اما حرب اليمن التي تسببت لنا كل هذه الازمة فلن تستمر الى الابد وسيأتي يوم، يجلس فيه المتحاربون على الطاولة ويتصافحون ويوقعون سلام الشجعان، عندئذ ارجو ان يتذكروا انه ذات يوم قام رجل من لبنان، ودعا الى وقف تلك الحرب، محبة باليمن واهل اليمن... ومحبة بالسعودية واهل السعودية، ومحبة بالامارات واهل الامارات... ومحبة بلبنان، واهل لبنان ... ومحبة لجميع العرب. شكرا لكم احبائي الاعلاميين على حضوركم. عشتم وعاش لبنان"

اسئلة واجوبة

وردا على سؤال عن الضمانات من قبل ميقاتي بأن تكون استقالته خطوة نحو تحسين العلاقات مع دول الخليج، قال قرداحي: "لان الرئيس ميقاتي فاتحني بهذا الموضوع، فأنا اعتقد بأن لديه ضمانات بأن الرئيس ماكرون سوف يفتح الحوار مع المملكة العربية السعودية ومع سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان حول اعادة العلاقات مع لبنان".  وعما اذا تخلى حزب الله عنه خصوصا وان الثنائي الشيعي هددا بالاستقالة من الحكومة في حال استقال، قال: "القرار ترك لي انا، من الزعيم سليمان فرنجية وجميع الحلفاء، حتى أقرر ما هو مناسب. وبعد التفكير قررت بأن هذا الوقت هو مناسب لاقدم شيئا ربما يخرج لبنان من هذه الازمة، ولا اعتقد ان "حزب الله" او الحلفاء تخلوا عني". اضاف: "أتمنى ان تفتح هذه الاستقالة النافذة او الكوة في ذلك الجدار نحو علاقات افضل مع دول الخليج.  وردا على سؤال عن حديث وزير الخارجية السعودي ان الازمة مع لبنان تجاوزت الوزير قرداحي وهي ازمة مع مكون سياسي في لبنان، قال: "يمكن ان يكون ورد في مقابلتي كلام مني يستفز الرياض، ولكن ما قاله وزير الخارجية السعودي كان واضحا بأن الازمة بين السعودية ولبنان تتجاوز تصريحات الوزير وهي تذهب الى أمر آخر، بحسب ما قال سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية".

وسئل عما اذا كان هو اقرب الى حزب الله من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي طالبه بالاستقالة في حين يحكى عن تسوية بين فرنسا وحزب الله، فأجاب: "هذا كلام معيب، فالبطريرك الراعي هو رأس كنيستنا وانا اكن له كل الاحترام وهو تحدث معي وطالبني بالاستقالة وقال ما قاله، ولكنني في ذلك الوقت سألت البطريرك عن ضمانات لاستقالتي، فسأل البطريرك ولم يعد لي. وانا لم استجب لحزب الله ولا لاحد بل قمت بتقييم الموقف بعد ان كلمني الرئيس ميقاتي واستخلصت النتيجة، وقلت انه يجب ان نعطي فرصة لان بقائي في هذه الحكومة اصبح نوعا ما عبثيا، لانني مطالب بالاستقالة من رئيس الحكومة وبعض الوزراء فيها، شعرت ان هناك تضامنا حكوميا حول استقالتي لذلك اصبح من الافضل ان نترك مجالا للمساعي الاخرى". وقال ردا على سؤال: "وضعت حلفائي في اجواء استقالتي منذ الامس".

 

"صفقة؟"... منيّر يكشف "كواليس" إستقالة قرداحي

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 03 كانون الأول 2021

لَنْ تكون إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، "تحرّكاً يَتيماً" لبثّ الروح في المياه الحكومية الراكدة فهُناك مجموعة تحرّكات مُترابطة بدأت معالمها تتضح شيئاً فشيئاً. وفي هذا الإطار، يُوضِح الإعلامي والمُحلّل السياسي جوني منيّر في إتصالٍ مع "ليبانون ديبايت " أنّ "مجموعة من الترتيبات ساهَمت فيها باريس إلى حدّ ما أَفضت إلى مجموعة من الإجراءات المُتتالية خلال الفترة المُرتقبة، حيث جاءت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسة عامّة لدرس جدول الأعمال في الظاهر أمْ في الباطن هي مُخصّصة لتلقف الإدعاء على الرئيس حسان دياب والنواب والوزراء المُتهمين بقضيّة المرفأ أمام المجلس الأعلى لمُحاكمة الرؤساء والوزراء". ويأتي ذلك، وفق ما يَراه منيّر، "ضمن صفقة واحدة حيث يتعهد رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل بتأمين الشرعيّة الميثاقية للجلسة يُقابله تسهيل من الرئيس برّي للبتّ بالطعن المُقدّم من التكتل ـمام مجلس شورى الدولة لإلغاء التعديلات على القانون الإنتخابي". وبذلك يُكمِل منير، "تُكف يَد المُحقق العدلي عن مُلاحقة الرؤساء والوزراء، وتنتهي مقاطعة "الثنائي الشيعي" لجلسات مجلس الوزراء الذي يعود بدوره للإنعقاد، ويَكسب باسيل موضوع تصويت المغتربين الـ 6 نواب بابطال المجلس الشورى لتعديلات القانون الانتخابي. هذه هي المُعادلة التي يستشفها منيّر من الترابط الواضح في سَير الأمور على الخط السياسي الداخلي والخارجي. أمّا عن ما ستَحمِله إستقالة قرداحي على مستوى العلاقات مع الخليج، يتوّقع أن "تُوقف على الأقل التدهور في العلاقات أمّا تحسّنها وعودتها إلى ما كانت عليه فإنّ ذلك بعيد الآن وتحتاج هذه الأمور إلى وقت أطول، ولا بدّ أنّ الرئيس الفرنسي يقوم بالضغط لتصحيح الأمور".

 

بو حبيب استكمل اجتماعاته في روما

وطنية/الجمعة 03 كانون الأول 2021

استكمل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب اجتماعاته في روما والتقى كلا من رئيسة أجهزة الاستخبارات الايطالية السفيرة اليزابيتا بيللوني وقائد القوات المسلحة الايطالية الجنرال جوزيبي كافو دراغوني حيث تم التطرق الى كيفية تعزيز دعم  الجيش والقوى الامنية اللبنانية ودور اليونيفيل الاساسي في الجنوب اضافة الى  ملف الهجرة غير الشرعية.  كما التقى الوزير بوحبيب المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة تشو دونيو حيث  تناولا كيفية زيادة الدعم للمشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة في لبنان والتي يبلغ  عددها الاجمالي 31 مشروعا بقيمة حوالي 52 مليون دولار. كما تمنى الوزير بوحبيب على  دونيو ان يخصص لبنان بمساهمة اكبر من المنظمة لدعم القطاع الزراعي في الظروف الحالية.

 

الرئيس الجميل في مؤتمر الحوكمة على الطريقة اللبنانية: عقد التدقيق مع الفاريز ومارسيل وضع بعناية لتأمين حمايات سياسية

وطنية/الجمعة 03 كانون الأول 2021

افتتح مؤسس ورئيس "بيت المستقبل" الرئيس أمين الجميل، بالتعاون مع مؤسسة "كونراد ادناور"، مؤتمرا في مقر "بيت المستقبل"، بعنوان "الحوكمة على الطريقة اللبنانية- مراجعة عقد التدقيق مع الفاريز ومارسال".

الجميل

وألقى الرئيس الجميل كلمة أكد فيها "أن موضوعي السيادة والحوكمة من ثوابت عمل بيت المستقبل الذي يشكل مساحة حوار حر لجميع اللبنانيين". وقال: "إن الحوكمة السيئة أو غياب الحوكمة تبقى آفة يجب نزعها، لكنها ليست قدرا لا مفر منه، فلبنان شهد في الخمسينات حوكمة أنتجت مؤسسات رقابة وشكلت نموذجا متقدما من الحوكمة يحتذى به في المنطقة". ورأى ان "المرحلة هي مرحلة تفكك المؤسسات الدستورية، وان هذا الجنوح بمثابة غربة الحكام عن الاخلاقيات والضمير المهني".  وتطرق الجميل الى "الظروف الحقيقية التي حملت الدولة على استبعاد شركة التدقيق "كرول"، وتدخل المعنيين لصوغ عقد وضع بعناية لتأمين حمايات سياسية"، متسائلا عن "جهوزية وقدرة القضاء اللبناني على الشروع بمحاكمة من تثبت مسؤوليته، في حال سمح للتدقيق بتحديد حالات جرمية". وقال: "ان المعوقات التي توضع أمام المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ لا تبشر بالخير".

 وخلص الى القول: "ان هذا المؤتمر هو لتبديد الاوهام التي باعتنا اياها السلطة".

 باور

من جهته، أعلن الممثل المقيم لمؤسسة "كونراد اديناور" مايكل باور "ان هذا المؤتمر مع شريكنا بيت المستقبل يركز على التدقيق الجنائي في حسابات البنك المركزي وفي المالية العامة"، مشددا على "مهمة ورؤية المؤسسة في العمل والتعاون والحوار مع الشركاء، ومن اهدافه دعم  الجهود الايلة الى الاصلاح السياسي في العالم، وتعزيز مبدأ الحوكمة الجيدة وحكم القانون".  ولفت باور الى أن "لبنان يعاني من أزمة غير مسبوقة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي"، معتبرا ان "الخطوة الأولى في مسار معالجة هذه الأزمة تكمن في تنظيم البيت الداخلي من خلال إطلاق الإصلاحات والتدقيق في حسابات البنك المركزي".

 وعالجت حلقات المؤتمر الثلاث، كل نواحي العقد الموقع بين الدولة اللبنانية وشركة الفاريز ومارسال الشرق الأوسط. الحلقة الأولى، ناقشت "الواقع عند توقيع العقد مع الفاريز ومارسال"، شارك فيها المدير العام السابق لوزارة المالية آلان بيفاني، والمستشار السابق للحكومة اللبنانية هنري شاوول، وأدارها المحامي عادل نصار. الحلقة الثانية عالجت "مضمون العقد" وشارك فيها عضو نقابة المحامين في كيبيك- كندا جوزيف شامي، والمحامي الدولي كريم ضاهر، وأدارها استاذ العلوم الاقتصادية ايلي يشوعي. وناقشت الحلقة الثالثة موضوع "اطلاق عجلة الاقتصاد" بمشاركة مدير مركز الابحاث في معهد باريس للعلاقات الدولية والاستراتيجية كريم بيطار والمستشار المالي والاقتصادي جو عيسى الخوري، وأدارها الخبير المالي والاقتصادي جان طويلة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 03– 04 كانون الأول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/December 04/2021

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/104535/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-december-04-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 04 كانون الأول/2021

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/104538/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1259/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية