المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 نيسان/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.april08.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ابليس يجرب يسوع/فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: «إنْ كُنْتَ ٱبنَ اللهِ فَقُلْ لِهذَا الحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا». فأَجَابَهُ يَسُوع: «مَكتُوب: لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان

  

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم التجربة انجيلياً، وفي عبر ومفاهيم تجربة يسوع في البرية

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الشحاذ الأعمى ابن برطيما وشرح لعبرّها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

السعودية والكويت تعلنان عودة سفيريهما إلى لبنان

"بشرى سعودية الى لبنان"... بيان "هام" عن الخارجية السعودية!

البخاري خلال أيّام في بيروت؟

مدير “الإسكان”: المظلة الخليجية لم تغب يومًا عن لبنان

صندوق النقد: اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة بقيمة 3 مليارات دولار

ميقاتي: الإصلاحات ضمن الاتفاق مع الصندوق «تأشيرة للدول المانحة»

بعثة الصندوق تُغادر لبنان من دون الشّروط الـ4

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هذا ما يُقلق "حزب الله"

بعد تقديم شكوى بحقه.. ميقاتي يوضح

"غرائب" التحالفات الانتخابية.. هل تكفي "المصلحة" لتبريرها؟!

غيابٌ لافت للبرامج الانتخابيّة... فما السّبب؟

"خسائر انتخابية" تُقلق لائحة جنبلاط.. مُرشحٌ قد "ينقلب" ويبدّل المشهد!

هل من أزمة طحين في لبنان؟ مدير مكتب الحبوب: البلد في أزمة بالنسبة للطحين

صراع اللوائح في الشوف - عالية على مقعدين للسنة والدروز... والثوار "آوت"

"ما يفعله هو توزيع الابتسامات"...تساؤلات برسم وزير الطاقة

إحذروا تاريخ 15 أيار!

هل استسلم اللبنانيّون؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

 قتلى وجرحى جراء إطلاق نار وسط تل أبيب

مراسل العربية: الأمن الإسرائيلي أطلق النار على مطلق النار في تل أبيب

استقالة في «يمينا» تزلزل حكومة إسرائيل

كوخافي: التحضير للعمليات في إيران يمضي قدماً

طهران تتحدث عن تقليص التخصيب وأجهزة الطرد بعد إحياء «النووي»

إسلامي أعلن تقديم إجابات ل «الطاقة الذرية » في قضية المواقع السرية

تصاعد انتقادات الديمقراطيين لإحياء الاتفاق النووي ونواب حذروا بايدن من استثمار طهران الأموال في وكلائها الإقليميين

إيران تنقل معدات تصنيع أجهزة الطرد المركزي إلى نطنز وتحويل الإنتاج من ورشة كرج إلى أصفهان

أغلبية البرلمان الإيراني تطالب بـ«ضمانات أقوى» في فيينا

تل أبيب تتحدث عن «استيطان إيراني» شرق الجولان..4500 عنصر في 120 موقعاً ومقراً عسكرياً بريف حمص

إيران توسع انتشار ميليشياتها وسلاحها في سوريا

الأطلسي يتوقع حرباً طويلة والعقوبات الغربية تتصاعد

بعد تعليق عضويتها.. روسيا تعلن الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان

93 صوتاً لصالح تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، مقابل 24 رفضا و58 امتناعا

روسيا تتهم أوكرانيا بتعطيل محادثات السلام.. وكييف: تغطية على مجزرة بوتشا

الكرملين: بوتين بحث مع مجلس الأمن الروسي ملف المفاوضات مع أوكرانيا والعملية العسكرية

رئيس الأركان الأميركي يعارض شطب فيلق القدس من قائمة الإرهاب

الجنرال مارك ميلي: فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية

إصابة عسكريين أميركيين بهجوم صاروخي في سوريا

الرئيس اليمني يعلن نقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي وأصدر قراراً بإعفاء نائب الرئيس علي محسن الأحمر من منصبه

طيار أوكراني يضحي بنفسه لـ"إنقاذ المئات"... إليكم ما فعله

هل تسقط مصر ودول عربية بفخ الإفلاس على الطريقة اللبنانية؟

إتجار بالمخدرات والدعارة.. صحيفة بريطانية تكشف خفايا "كمبيوتر الجحيم" لنجل بايدن!

أنهى حياته أثناء الصلاة في الكنيسة.. وفاة الخوري جورج حوش تهز سوريا ومخاوف من عودة زمن الاغتيالات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
3 ملايين ليرة للمندوب ومليونان ونصف للسيارة/غادة حلاوي /نداء الوطن

بهاء الحريري: حركة “سوا” ستكسر المحرّمات ورئيسها سيكون مسيحياً/فادي سمعان/ليبانون فايلز

شيوخ باريس وكفالة بعبدا: غادة عون بضيافة عمر حرفوش/بسام أبو زيد/نداء الوطن

البابا يزور دولة لبنان... وليس ولاية "عونستان"/آلان سركيس /نداء الوطن

مليارات عراقية “محتجزة” في لبنان: أرصدة عائلة صدام حسين وحسابات السلطة الجديدة/رامي الأمين/صحافي لبناني

جبران باسيل الذي لا ينام.. يخضع للإبتزاز/وليد خوري/ليبانون ديبايت

عون متّهم: "يستغلّ زيارة البابا"/كارولين عاكوم/الشرق الاوسط

"رواية" الكشف عن زيارة البابا.. والموعد مُحدّد/راكيل عتيِّق/الجمهورية

واحةٌ متجانسةٌ أو جُمهوريّةٌ متنافِرة/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

قاضية لبنانية "تنشر" رئيس الحكومة وزملاءها على ..."برج ايفيل"/فارس خشان/النهار العربي

استقالة الحكومة في الكويت... أين الخبر؟!/سليمان جودة/الشرق الأوسط

بوتشا بين الإبادة الجماعية والفبركة الإعلامية!/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

أوكرانيا والانتخابات الرئاسية الفرنسية/جمعة بوكليب /الشرق الأوسط


تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

بالأرقام والتواريخ : ماذا قال وزير الاتصالات عن رفع الاسعار

"إنتفاضات" لبنان... أحلامٌ انتهت بالفَشَل!

الثورة" تخسر 70 نائباً!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ابليس يجرب يسوع/فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: «إنْ كُنْتَ ٱبنَ اللهِ فَقُلْ لِهذَا الحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا». فأَجَابَهُ يَسُوع: «مَكتُوب: لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا04/من01حتى13/عَادَ يَسُوعُ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وكانُ الرُّوحُ يَقُودُهُ في البرِّيَّة، أَربَعِينَ يَومًا، وإِبلِيسُ يُجَرِّبُهُ. ولَمْ يأْكُلْ شَيئًا في تِلْكَ الأَيَّام. ولَمَّا تَمَّتْ جَاع. فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: «إنْ كُنْتَ ٱبنَ اللهِ فَقُلْ لِهذَا الحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا». فأَجَابَهُ يَسُوع: «مَكتُوب: لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان». وصَعِدَ بِهِ إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عَالٍ، وأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ المَسْكُونَةِ في لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَن، وقالَ لهُ: «أُعْطِيكَ هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ، ومَجْدَ هذِهِ المَمَالِك، لأَنَّهُ سُلِّمَ إِليَّ، وأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أَشَاء. فإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ كُلُّه لَكَ». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَكْتُوب: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُد، وإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُد». وقَادَهُ إِبليسُ إِلى أُورَشَليم، وأَقَامَهُ على جَنَاحِ الهَيْكَل، وقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فأَلْقِ بنَفْسِكَ مِنْ هُنَا إِلى الأَسْفَل، لأَنَّهُ مَكْتُوب: يُوصِي مَلائِكتَهُ بِكَ لِيَحْفَظُوك. ومكْتُوبٌ أَيضًا: على أَيْدِيهِم يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ بحَجَرٍ رِجلَكَ». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيل: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ ». ولَمَّا أَتَمَّ إِبليسُ كُلَّ تَجَارِبِهِ، ٱبتَعَدَ عَنْ يَسُوعَ إِلى حِين”. 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم التجربة انجيلياً، وفي عبر ومفاهيم تجربة يسوع في البرية

What was the meaning and purpose of Jesus’ temptations?”

آيات إنجيلية تحكي حقيقة وواقع التجربة

http://eliasbejjaninews.com/archives/18221/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85/

*لا تَقدِرونَ أنْ تَشرَبوا كأسَ الرَّبِّ وكأسَ الشَّياطينِ، ولا أنْ تَشتَرِكوا في مائِدَةِ الرَّبِّ ومائِدَةِ الشَّياطينِ. (رسالة كورنثوس الأولى21)

*نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا” (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 3-5)

*”أذن الرب أن تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره، كأيوب الصديق” (سفر طوبيا 2: 12)

*”اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ” (إنجيل متى 26: 41؛ إنجيل مرقس 14: 38)

*”اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ!” (إنجيل متى 7: 13)

*”اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلاَ يَقْدِرُونَ” (إنجيل لوقا 13: 24)

*”اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ” (رسالة يعقوب 1: 2)

*”رَضِيتَ يَا رَبُّ عَلَى أَرْضِكَ. أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ” (سفر المزامير 85: 1)

*”طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ” (رسالة يعقوب 1: 12)

*”كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ” (سفر المزامير 34: 19)

*”مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ” (إنجيل متى 7: 14)

*”يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ” (سفر المزامير 3: 1)

*”باركي يا نفسي الرب لان الرب الهنا خلص اورشليم مدينته من جميع شدائدها” (سفر طوبيا 13: 19)

*”هذَا فَضْلٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ. لأَنَّهُ أَيُّ مَجْدٍ هُوَ إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ، لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ” (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 19-21)

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الشحاذ الأعمى ابن برطيما وشرح لعبرّها

العمى عمى القلب وليس عمى البصر

الياس بحاني/03 نيسان/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/38018/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d8%ac%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%b4/

"جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون". (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا نذكره اليوم في كنائسنا المارونية ونسمي الأحد السادس هذا من الصوم الكبير باسم عجيبة شفائه، (أحد شفاء الأعمى).

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه. هذه العجيبة وردت في إنجيل القديس يوحنا 09(/01-41)، وفي إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52)، وفي إنجيل القديس متى (20/29-34)

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق".

يعطينا انجيل القديس يوحنا (09/08-34) المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل: ""فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: أما هو الذي كان يقعد ليستعطي؟ وقال غيرهم: هذا هو. وقال آخرون: لا، بل يشبهه. وكان الرجل نفسه يقول: أنا هو! فقالوا له: وكيف انفتحت عيناك؟ فأجاب: هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: إذهب واغتسل في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فأبصرت. فقالوا له: أين هو؟ قال: لا أعرف. فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين، وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الأعمى يوم سبت. فسأل الفريسيون الرجل كيف أبصر، فأجابهم: وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما أبصرت. فقال بعض الفريسيين: ما هذا الرجل من الله، لأنه لا يراعي السبت. وقال آخرون: كيف يقدر رجل خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع الخلاف بينهم. وقالوا أيضا للأعمى: أنت تقول إنه فتح عينيك، فما رأيك فيه؟ فأجاب: إنه نبي! فما صدق اليهود أن الرجل كان أعمى فأبصر، فاستدعوا والديه وسألوهما: أهذا هو ابنكما الذي ولد أعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟ فأجاب والداه: نحن نعرف أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. أما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. إسألوه وهو يجيبكم عن نفسه، لأنه بلغ سن الرشد. قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن هؤلاء اتفقوا على أن يطردوا من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح. فلذلك قال والداه: إسألوه لأنه بلغ سن الرشد.

وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: مجد الله! نحن نعرف أن هذا الرجل خاطئ. فأجاب: أنا لا أعرف إن كان خاطئا، ولكني أعرف أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟ أجابهم: قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون أن تسمعوا مرة ثانية؟ أتريدون أنتم أيضا أن تصيروا من تلاميذه؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذه، أما نحن فتلاميذ موسى. نحن نعرف أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعرف من أين هو. فأجابهم الرجل: عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من أين هو! نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته. وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى. ولولا أن هذا الرجل من الله، لما قدر أن يعمل شيئا. فقالوا له: أتعلمنا وأنت كلك مولود في الخطيئة؟ وطردوه من المجمع"

رغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له. رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات. مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان. ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

الأخبار اللبنانية الرئيسية

السعودية والكويت تعلنان عودة سفيريهما إلى لبنان

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/07 نيسان/2022

أعلنت السعودية والكويت، اليوم (الخميس)، عودة سفيريهما إلى بيروت بعد أكثر من خمسة أشهر على استدعائهما، وذلك استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان. كانت السعودية، استدعت أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سفيرها في بيروت، وطلبت من السفير اللبناني بالرياض المغادرة، وقررت وقف جميع الواردات اللبنانية إلى المملكة، بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات «التي طالما حرصت المملكة عليها من منطلق ما تكنه للشعب اللبناني العزيز من مشاعر أخوية وروابط عميقة».

السعودية تستدعي سفيرها في بيروت وتطلب مغادرة السفير اللبناني بالرياض

وأشارت وزارتا خارجية السعودية والكويت، في بيانين متطابقين، إلى الالتزام الذي قطعه رئيس الوزراء اللبناني باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسها. وأكدت الوزارتان أهمية جمهورية لبنان وعودتها إلى محيطها العربي بكافة مؤسساتها وأجهزتها الوطنية معربة عن الأمل بأن يعم الأمن والسلام لبنان. وزارة خارجية المملكة العربية السعودية تعلن عن عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان بدوره، ثمّن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، قرار عودة السفير السعودي، مؤكداً أن «لبنان يفخر بانتمائه العربي، ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد». نثمن قرار المملكة العربية السعودية عودة سفيرها الى لبنان، ونؤكد ان لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد.

 

"بشرى سعودية الى لبنان"... بيان "هام" عن الخارجية السعودية!

القناة 23 07 نيسان/2022

صدر عن وزارة الخارجية السعودية, بيان جاء فيه: "استجابة لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيدا لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، فإن وزارة خارجية". وأضاف, "المملكة العربية السعودية تعلن عن عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان الشقيقة". وتؤكد المملكة, في بيانها, "على أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي متمثلة بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبها بالاستقرار والأمان في وطنه". وفي هذا السياق علق المحلل السياسي نضال السبع على حسابه عبر تويتر كاتباً: "وهذه اجمل بشرى سعودية للبنان ، اهلا وسهلا بسعادة السفير وليد البخاري ، انت في وطنك الثاني بين اهلك ومحبيك ". لّق وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في تغريدة على حسابه عبر "تويتر", على بيان الخارجية السعودية التي اعلنت فيه عن عودة سفيرها وليد البخاري إلى لبنان. وكتب: "مجددا تثبت المملكة العربية السعودية من خلال عودة سفيرها الوزير المفوض وليد البخاري ان لبنان في قلبها ووجدانها وهي لن تتركه ابدا". تابع, "نرحب بك بين أهلك الاوفياء للعروبة لنشد أواصر الأخوة. سنواصل سويا العمل لتعزيز العلاقات التي لن نسمح لأي اذى او اساءة ان تمسها بعد اليوم". يس الحكومة نجيب ميقاتي في تغريدة على حسابه عبر "تويتر", على بيان الخارجية السعودية التي اعلنت فيه عن عودة سفيرها وليد البخاري إلى لبنان. وكتب: "نثمن قرار المملكة العربية السعودية عودة سفيرها الى لبنان، ونؤكد ان لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد".

 

البخاري خلال أيّام في بيروت؟

ليبانون ديبايت/الخميس 07 نيسان 2022     

عَلِمَ "ليبانون ديبايت"، أنّ السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، سيعود إلى لبنان في الأيام القليلة المُقبلة لمعاودة ممارسة مهامه من بيروت، ويفتتح بذلك مسيرة عودة سفراء دول الخليج التي سحبت سفرائها مؤخراً من لبنان.

 

مدير “الإسكان”: المظلة الخليجية لم تغب يومًا عن لبنان

صحيفة الراي الكويتية/07 نيسان/2022

كشف رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان اللبناني أنطوان حبيب، عن مبادرات نوعية وشيكة، ستساهم في استنهاض عمليات الائتمان بالتجزئة (Retail)، لصالح أصحاب المداخيل المتدنية والمتوسطة، بعدما تعرضت لانتكاسة حادة بفعل انفجار الأزمات النقدية والمالية في البلاد، وما خلّفته من تداعيات على الأنشطة المصرفية التقليدية. وعن ضيق الإمكانات المتاحة للبنوك، في ظل الضغوط الناشئة عن الأزمات وتقنين السيولة التي تعانيها البلاد، أكد حبيب لصحيفة “الراي الكويتية” أنه “إضافة إلى إمكاناتنا الخاصة المكوَّنة من رساميلنا، ومن المخصصات التي نعوّل على انسيابها، من مساهمينا الموزَّعين بين 80 في المئة لمصارف خاصة، و20 في المئة للدولة، سنعتمد على مصدر تمويل سخي يبلغ نحو 165 مليون دولار عبر الجهود المبذولة لإنعاش اتفاقية قرض ميسّر مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي (ومقره الكويت)، علماً ان اتفاقية القرض الميسر هي الثالثة من نوعها بين الصندوق والمصرف”.

وشدّد على “أن المظلة الخليجية عموماً والكويتية خصوصا لم تغب يوماً عن لبنان”.

 

صندوق النقد: اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة بقيمة 3 مليارات دولار

ميقاتي: الإصلاحات ضمن الاتفاق مع الصندوق «تأشيرة للدول المانحة»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/07 نيسان/2022

أعلن صندوق النقد الدولي، اليوم (الخميس)، توصله إلى اتفاق مبدئي مع السلطات اللبنانية على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات. وقال راميريز ريغو، الذي ترأس وفد صندوق النقد الدولي إلى لبنان، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إنه إذا تمت الموافقة على الخطة من جانب إدارة الصندوق ومجلس إدارته، ستندرج المساعدة المرسلة إلى لبنان في إطار «دعم خطة السلطات الإصلاحية لإعادة النمو والاستقرار المالي».وذكر البيان أن السلطات اللبنانية وافقت على إجراء «عدة إصلاحات حاسمة» قبل اجتماع مجلس إدارة المؤسسة المالية الدولية. تصريحات ملتبسة حول «إفلاس لبنان» تثير مخاوف البنوك والمودعين بدوره، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن الإصلاحات التي يتضمنها الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي تُعد بمثابة «تأشيرة» للدول المانحة لتتعاون مع بلاده الغارقة في انهيار اقتصادي منذ أكثر من عامين.وقال ميقاتي للصحافيين، إثر إعلان صندوق النقد الدولي عن الاتفاق المبدئي، إن «الاصلاحات هي لمصلحة لبنان وبما أنها لمصلحة لبنان نحن سنقوم بالالتزام بها»، مضيفاً «اليوم مفاوضاتنا (...) ليست فقط في ما يتعلق بالمواضيع المالية، بالمواضيع الإصلاحية اللازمة لأنها هي في الواقع تأشيرة للدول المانحة أن تبدأ بالتعاون مع لبنان وإعادة لبنان إلى الخارطة الطبيعية المالية العالمية».

 

بعثة الصندوق تُغادر لبنان من دون الشّروط الـ4

المركزية/07 نيسان/2022

 تستكمل بعثة صندوق النقد الدولي لقاءاتها في الساعات الـ48 قبل أن تغادر لبنان غداً الجمعة حاملة نتائج لقاءاتها إلى طاولة مجلس إدارة الصندوق... على وقع تداعيات تصريح نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الذي أعلن فيه إفلاس الدولة ومصرف لبنان.

مصادر حكومية تؤكد لـ"المركزية" أن إطار الاتفاق مع صندوق النقد قد أنجِز، لكن المفاوضات لا تزال قائمة حول بعض النقاط. وتقول "عندما نتوصّل مع الفريق المفاوِض الممثَل بموظفي صندوق النقد، إلى اتفاق حول المسائل التقنية والأرقام، سننقل ورقة الاتفاق إلى مجلس الوزراء ليوافق بدوره عليها. إنما كي ينقل فريق صندوق النقد ورقة الاتفاق إلى مجلس إدارته للغاية ذاتها، يجب أن تكون مُرفقة بشروط أربعة مُسبَقة، وهي:

1- تصويت مجلس النواب على مشروع موازنة 2022.

2- تصويت مجلس النواب على تعديل قانون السريّة المصرفيّة.

3- تصويت مجلس النواب على مشروع قانون الـ"كابيتال كونترول".

4- تصويت مجلس النواب على مشروع قانون إطار إعادة هيكلة القطاع المصرفي.

وتُشير في السياق، إلى أن "المشاريع الثلاثة الأولى قيد البحث في مجلس النواب ويُفترض أن يصوّت عليها لاحقاً، فيما يطالب صندوق النقد بأن يكون مشروع قانون إطار إعادة هيكلة المصارف قد صوّت عليه مجلس النواب، في حين أننا لا نضمن ضمن أي مدة سيُصدر البرلمان مشروع قانون إطار إعادة هيكلة المصارف، لكن ما نستطيع أن نضمنه هو موافقة مجلس الوزراء على هذا المشروع القانون وإحالته إلى مجلس النواب...

وإذ تؤكد أن "المفاوضات لا تزال جارية مع الصندوق حول هذا الموضوع"، تقول المصادر: إن إطار الاتفاق مُنجَز، والمفاوضات تجري الآن على محاور عديدة كالمصارف والمالية العامة والكهرباء وهيكلة القطاع العام...، إنما هناك بعض النقاط لا تزال قيد البحث وتبادل الآراء... على سبيل المثال، يقترح الجانب اللبناني أن هذا المؤشر لا يمكن إنجازه في حزيران 2023 إنما في كانون الأول 2023.

وتلفت إلى "مؤشرات عديدة على الدولة اللبنانية الالتزام بها، وتتم مراجعتها كل ثلاثة أشهر، وفي حال تأكدت المؤسسة الدولية من التزام لبنان بها تُعطيه قسماً من الأموال المُخصَصة له. فالدفع إذاً يحصل على حقبات وفي مواعيد محددة تتزامن مع تطبيق الالتزامات المطلوبة من الدولة".

وتُضيف في السياق: وضعنا برنامج "خطة التعافي" ونناقش مع صندوق النقد على أساسه، علماً أن لدى بعثة الصندوق اقتراحات وآراء عدة مختلفة، على سبيل المثال، في حال وُقِّع الاتفاق في شهر حزيران يَفترِض الصندوق أن يتراجع العجز نهاية 2022 بمعدّل 3%، في حين أنه لا يمكننا خفضه إلى هذا المستوى بل بمعدَّل 2%،  فالمفاوضات تجري حول هذه المواضيع. طُرح العلاج ضمن خطة الدولة... والبرنامج سيُطبَّق على مدى 4 سنوات وعلى مراحل متتالية. وفي كل منها على الدولة أن تُحقق بعض الإنجازات والإصلاحات.

أين المحاسبة...؟

ورداً على سؤال عن سبب تعويض الخسائر من أموال المودِعين وترك مَن عبَثَ بالمال العام فساداً وهدراً طوال سنوات، تُجيب المصادر: لا علاقة لصندوق النقد بمحاسبة الفاسدين وناهِبي المال العام، إنما ذلك من مسؤولية الددولة اللبنانية وحدها... فالبحث مع صندوق النقد يقتصر على إيجاد علاج للأزمة المالية والاقتصادية التي يرزح لبنان تحتها.

وفيما تعتبر أن أموال المصارف لا تنحصر فقط بأموال المودِعين "بل هناك رؤوس أموال أصحاب المصارف وأموال مالكي الأسهم... وأخيراً الودائع"، تُفنّد توزيع الخسائر على النحو الآتي: إن حقوق المودِعين في المصارف التجارية تبلغ 103 مليارات دولار، فيما هناك 86 مليار دولار أقرضتها المصارف لمصرف لبنان الذي بدوره استعمل هذا المبلغ في دعم الليرة وقروض السكن والتكنولوجيا... ودعم استيراد المواد الأساسية كالفيول أويل للكهرباء والمازوت والقمح... كذلك استعملها لشراء سندات الخزينة الـ"يوروبوند" بقيمة 5 مليارات دولار... فوقع في خسارة مالية.

وتتابع: كما أن الدولة بقدر ما زادت في معدّل التوظيف في القطاع العام، ورفعت سقف الاستدانة إلى حدّ لم تعُد قادرة على إيفائه، وقعت تحت ضغط مالي هائل. والآن الدولة مجبرة على إعادة هيكلتها وهيكلة مصرف لبنان كونه ملك الحكومة.

كذلك المصارف، بحسب المصادر، "قد موَّلَت الدولة وساهمت بـ 16 مليار دولار في سندات الـ"يوروبوند" لكنها خسرتها بفعل تعثّر الدولة عن سداد ديونها".

وتخلص إلى أن "الخسارة تتحمّلها الفئات الأربع مجتمعةً، إنما هدف برنامج خطة التعافي هو تحميل أقل خسارة ممكنة للمودِعين الذين لديهم حتى الآن حقوق بما يفوق الـ100 مليار دولار، لكنها لم تعُد موجودة في المصارف... فالخسارة وقعت وصاحب الوديعة الأكبر سيتحمّل الجزء الأكبر منها.

وتقول: وصلنا إلى حالة لا يمكن الاستمرار فيها... لقد تزعزعت أعمدة الهيكل كلها، أكان لجهة انهيار سعر العملة أو تعثّر القطاع المصرفي وتجميد الودائع، كذلك تأثّر المالية العامة هبوطاً فتعثرت الدولة عن تسديد ديونها... وزادت ديونها طوال 20 سنة بفعل السياسات الخاطئة، حتى رزحت الدولة تحت وزر ديون ثقيلة لم تتمكّن من تسديدها. إضافة إلى تردّي البنى التحتية كافة من كهرباء وطرقات... إلخ. وصولاً إلى موضوع الحوكمة والفساد...

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

هذا ما يُقلق "حزب الله"

لبنان 24/07 نيسان/2022

يبدو أنّ "حزب الله" ومعه "حركة أمل" أبرز المطمئنين من نتائج الانتخابات النيابيّة، وخصوصاً داخل بيئتهما الشيعيّة، في دوائر الجنوب الثانيّة والثالثة، وفي بعلبك – الهرمل. ونتيجة ذلك، أعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أنّ المعركة أصبحت مساعدة حلفائه وتوحيدهم، من أجل ضمان الاكثريّة النيابيّة لكافة أفرقاء الثامن من آذار. وبعد اكتمال تسجيل اللوائح، وبلورة مشهد التحالفات، فاجأ المجتمع المدنيّ "الثنائي الشيعيّ" في "الجنوب الثالثة" بلائحة موحّدة، بعدما كان التعويل على تشرذم هذه القوى في أكثر من لائحتين.  في السياق، يُشير مراقبون إلى أنّ "حزب الله" أصبح يُركّز بشكل أساسيّ على نسبة الاقتراع. وهذا العامل الوحيد الذي يُؤثّر عليه في الانتخابات النيابيّة. ولعلّ قول عضو المجلس المركزي في "الحزب" الشيخ نبيل قاووق إنّ "المقاومة ستثبت في الانتخابات أنّ شعبيتها هي الاكثريّة"، خير دليل على تجييش الشارع الشيعي لزيادة نسب الاقتراع، لمنع المعارضين له من خرق لوائحه، وبشكل خاص في مراكز نفوذه. وتبقى الصعوبة في تمكّن المواطنين في الوصول إلى مراكز الاقتراع، وخصوصاً في الجنوب والبقاع. وهذا ما يراه المراقبون تحدّياً لـ"الثنائيّ الشيعيّ". فالأزمة الاقتصاديّة أثّرت على كافة الاحزاب والقوى التي تخوض المعركة، بعد شحّ الدولار الانتخابيّ، وارتفاع أسعار المحروقات.

 في الاطار عينه، تتّجه أنظار قوى التغيير إلى الفوز بالمقعد المسيحي الارثوذكسيّ في دائرة مرجعيون – حاصبيا، وخرق لائحة "حزب الله" لاوّل مرّة. ورغم صعوبة هذا الامر، فإنّ العامل الوحيد الذي يخدم المجتمع المدنيّ هو تدنيّ نسبة الاقتراع، أي إنخفاض الحاصل الانتخابيّ. ويُذكّر مراقبون من أنّ أحزاب السلطة في العام 2018، (تيار المستقبل والوطنيّ الحرّ والتّقدميّ الاشتراكيّ) فشلوا في خرق لائحة "الثنائيّ الشيعيّ". في المقابل، يبقى لـ"حزب الله" أنّ يزيد من نسب الاقتراع، للمحافظة على عدد نوابه، ونواب حلفائه. وهذا ما ينسحب أيضاً على معركة البقاع الثالثة. فإنّ نجح "الحزب" بزيادة أعداد ناخبيه، والتي كانت قياسيّة في العام 2018، فإنّه سيصيب عصفورين بحجر لعدّة أسباب: أوّلها، "القوات اللبنانيّة" تخوض إنتخابات بعلبك – الهرمل من دون "المستقبل" والاصوات السنيّة التي أعطت لائحتها حاصلين في الانتخابات الماضيّة، ما يُصعّب على النائب أنطوان حبشي تأمين الحاصل. ثانياً، من شأن "حزب الله" مع زيادة نسبة الاقتراع أنّ ينتزع مجدّداً المقعد المارونيّ من "القوات"، ويُعيده إلى "التيّار الوطنيّ الحرّ". وثالثاً، يكون "الحزب" منع لوائح المجتمع المدنيّ في هذه الدائرة من تحقيق خرقٍ بأي من المقاعد الشيعيّة.  ويلفت مراقبون إلى أنّ معركة "حزب الله" مع نسب الاقتراع، ليست فقط بزيادتها. فمن مصلحته في دوائر أخرى أنّ تكون منخفضة، وبشكل خاص في بيروت الثانيّة، وخصوصاً بعد انسحاب الرئيس سعد الحريري من الانتخابات. وتجدر الاشارة إلى أنّ أصوات "المستقبل" المرتفعة كانت تحول دون خرق "الحزب" للمقاعد السنّية في بيروت، باستثناء النائب عدنان طرابلسي في الانتخابات الاخيرة. أمّا التعويل على فشل لائحة الرئيس فؤاد السنيورة في المحافظة على مقاعد "التيّار الازرق" الخمسة، مع تقيّد جمهور "المستقبل" بأغلبيته بقرار رئيسهم، فسيُسهل من مهمّة "الحزب" بالفوز بمقاعد سنّية إضافيّة، وصولا إلى ضمّ المقعد الدرزيّ الخاص بالنائب

فيصل الصايغ لصفوفه.

 وكما في بيروت، الحال مماثلة في دائرتي الشمال الاولى والثانيّة. فمع إنسحاب "المستقبل"، وانخفاض نسب التصويت، من المرجّح أنّ يُعزز "حزب الله" و"الوطنيّ الحرّ" خاصة من حظوظ فوزهما بمقاعد سنّية إلى جانب المسيحيّة في عكار. بالاضافة إلى أنّ لحليفي "الحزب" في طرابلس والضنيّة، النائب فيصل كرامي وجهاد الصمد، فرصاً أكبر لزيادة عدد حواصل لائحتهما، وفوز المرشّح طه ناجي الذي كان قريباً جدّاً عام 2018 لولا تفوّق النائبة ديما جمالي بفارق بسيط جدّاً في الكسر. ما يُعزز من امتداد "الحزب" سنّياً من بيروت إلى البقاع وصولا إلى الشمال. أمّا في كسروان – جبيل، حيث التواجد الخجول شيعيّاً، فيسعى "حزب الله" إلى حصر المقعد ضمن كتلته النيابيّة. والامر لا يزال صعباً بالنسبة إليه، على الرغم من كلّ ما يقال أنّه قريبٌ بالفوز به هذه المرّة. والعائق الابرز أمامه، يتمثل في الصراع الانتخابيّ القويّ بين الاحزاب المسيحيّة في هذه الدائرة، وما ستُرجحه الكسور للفوز بالمقعد الشيعيّ. ولكن، تجدر الاشارة إلى أنّ عدد الناخبين ارتفع من جهة. وكون المعركة حاميّة بين الافرقاء، من المتوقع أنّ يرتفع الحاصل ونسب الاقتراع من جهة ثانيّة. ولهذا السبب، فعلى "الحزب" العمل على زيادة المشاركة الشيعيّة في هذه الدائرة، ورفع حواصل لائحته التي يتشاركها مع "الوطنيّ الحرّ".

 

بعد تقديم شكوى بحقه.. ميقاتي يوضح

وطنية/07 نيسان/2022

صدر عن المكتب الأعلامي لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي البيان الآتي: تقدم أحد المحامين بشكوى ضد دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمام قاضي التحقيق الاول في بيروت معتمداً فيها ترهات وأضاليل واستعادةً لأمور ثبت عدم صحتها وفبركتها من بعض المتسلّقين ومدّعي الحرص على العدالة، فيما هم النموذج الأسوأ في تاريخ القضاء اللبناني المحترم والحريص على إحقاق الحق والبعيد تماماً عن المسرحيات والإطلالات الإعلامية غير المألوفة. ومنعا لتمادي البعض ممن يقفون خلف المحامي المذكور، أو يوجّهونه لتضليل الرأي العام ليس الا، وجدنا من المناسب التوضيح أن موضوع الشكوى التي قدمها هذا المحامي كان نفسه محل شكوى جرى التحقيق فيها على مدى أشهر لدى قاضي التحقيق الاول في بيروت السيد شربل ابو سمرا الذي اصدر قراره باسقاط الملاحقة وفق مطالعة النائب الإستئنافي في بيروت القاضي السيد زياد ابو حيدر، بعد ان تحققا من عدم وجود اي اثراء غير مشروع وعدم وجود أي مس بالأموال العامة. كذلك فقد سبق وتم تقديم إخبار الى حضرة النائب العام المالي القاضي السيد علي ابراهيم الذي قرر حفظه، والواضح انه قرر ذلك لعدم إحتوائه على ما يستحق السير بالتحقيق به. أما المفارقة الملفتة في الدعوى الجديدة فهي تفتق عبقرية وذهنية من يقفون وراء المحامي المذكور عبر إستخدام مصطلح "جمعيات أشرار" المعروف قانونا لمحاولة اسباغ نوع من الشرعية القانونية على ما يفعلونه، فيما الشر بعينه هو استخدام بعض القضاء للاساءة الى القضاء نفسه  والغالبية العظمى من القضاة قبل اي أحد آخر".

 

"غرائب" التحالفات الانتخابية.. هل تكفي "المصلحة" لتبريرها؟!

لبنان 24/07 نيسان/2022

مع تبلور الصورة الانتخابية بشكل واضح، بعيد إقفال مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية بموجب القانون، ظهرت جليًا التحالفات التي ستخوض على أساسها القوى السياسيّة المختلفة، من الموالاة والمعارضة والمجتمع المدني، الاستحقاق الموعود والذي يصفه كثيرون بـ"المصيري والمفصليّ"، وقوامها "المصلحة الانتخابية" أولاً وقبل كلّ شيء، وربما أخيرًا أيضًا. أكثر من ذلك، تمخّضت اللوائح النهائية التي دخلت السابق عن "غرائب" بالجملة كما يرى البعض، إذ إنّ بعض القوى السياسية لم تتحالف فقط مع "خصوم" تقليديّين وتاريخيّين بداعي "تقاطع المصالح"، كما حصل في دورة العام 2018أساسًا، وهو ما ينطبق على الكثير من الأحزاب التي عانت "داخليًا" نتيجة ذلك، ولكنّ بعضها ذهب إلى حدّ التحالف مع من كان يجاهر قبل شهر فقط، بـ"العداء" له، بكلّ بساطة.  وكما "أحزاب السلطة"، لم تسلم قوى المجتمع المدني من الانتقادات في هذا السياق، التي أضيفت للانتقادات التي وُجّهت لها على خلفيّة "التشتّت والشرذمة" الذي ظهر في "كمّ" اللوائح التي تمثّلها، علمًا أنّ مسألة التحالفات بالتحديد لطالما شكّلت "نقطة إشكالية" قسّمت هذه القوى بين معسكرين، أحدهما يدعو إلى "الانسجام مع الذات"، ويرفض التحالف مع أيّ من القوى التي تعاقبت على السلطة، وآخر "ينفتح" عليها، من باب "البراغماتية والواقعية السياسية".

"التيار الوطني الحر" نموذجًا!

 عند الحديث عن "غرائب" التحالفات الانتخابية، قد يكون "التيار الوطني الحر" مرّة أخرى نموذجًا لافتًا، وربما نافرًا بالنسبة إلى البعض، ولو أنّه ليس الوحيد الذي اعتمد "تكتيك المصلحة"، علمًا أنّ قياديّيه دأبوا في الآونة الأخيرة على التصريح جهارًا بأنّ "التحالف السياسي شيء والتحالف الانتخابي شيء آخر"، بل إنّ بعض قادته لم يتردّد في القول إنّ "التقاطع" مع "الحلفاء الانتخابي" سينتهي مع إقفال صناديق الاقتراع في 15 أيار بطبيعة الحال.  وإذا كان "التيار" بهذا "الدفاع الاستباقي" حاول تلقّف وربما احتواء ردود الفعل التي كان يتوقّعها سلفًا، فإنّه لم ينجح في "إخفائها أو حجبها"، حيث طُرِحت الكثير من التساؤلات حول "مبدئية" التحالف مع شخصيّات يعتبرها الجمهور "العونيّ" من "رموز" الفساد، ولو كانت تندرج تحت خانة "حليف الحليف"، أو من وصفه رئيس "التيار" الوزير السابق جبران باسيل يومًا بـ"البلطجي"، في ظلّ "حروب طاحنة" لا يزال الجمهور الحزبي الافتراضي يخوضها. وفي وقت قيل إنّ "حزب الله" لعب دورًا في "تبرير" هذه التحالفات، باعتبار أنّ "التيار" متمسّك بالتحالف والتفاهم معه، ما أفضى إلى "تحالف قسري بالضرورة" مع حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإنّ "التحالف" الذي أثار "الصدمة" حصل في صيدا مع المرشّح الإسلامي علي الشيخ عمار، الذي كان قبل أسبوعين فقط يقول إنّ "التيار الوطني الحر يضمّ في جنباته قادة ومسؤولين أقلّ ما يقال فيهم إنّها أعداء لكل ما هو حقيقة وعدالة وحرية وكرامة"، في تغريدة لم تُحذَف!

 ما "السرّ"؟!

 صحيح أنّ الشيخ عمار أعلن نفسه، بعد "البلبلة"، مرشحًا مستقلاً ضمن لائحة، متنصّلاً بشكل أو بآخر من التحالف مع "التيار" ربما، إلا أنّ الحقيقة التي لا لبس فيها أنّه يخوض الانتخابات على لائحة واحدة مع "الوطني الحر"، فيساعدهم ويساعدوه للوصول إلى الندوة البرلمانية، بعدما قيل إنّ "التيار" كان يعاني من "أزمة جوهرية" في صيدا تحديدًا، حيث لم يجد "حليفًا حقيقيًا"، ما كان من شأنه أن يلحق به "الهزيمة" حتى في جزين، بكلّ ما تنطوي عليه من رمزية. قد يكون هذا التفصيل أساسيًا لشرح خلفيّات بعض التحالفات "الغريبة"، والتي يعزوها البعض إلى طبيعة القانون الانتخابي الساري، بل إلى "تعقيداته"، فهو فرض الانضواء للوائح لخوض السباق، ووضع بعض "الشروط" التي قد تفرض الذهاب إلى "ائتلافات هجينة"، وعلى رأسها تأمين الحاصل الانتخابي، من دون أن ننسى الإنفاق الانتخابي، الذي دفع بعض التيارات إلى التحالف مع رجال أعمال و"متموّلين"، لأغراض "الدعاية"، إن جاز التعبير.

 ومع أنّ النظام النسبي الذي يفترض أنّ القانون الانتخابي يعتمده، ولو أنّ الكثير من الخبراء يعتبرونه في الواقع، وعلى العكس من ذلك، نظامًا أكثريًا مقنّعًا، يفترض أنّ اللوائح تشكّل "مجموعات عمل" منسجمة مع نفسها، ما يحوّل المنافسة من الأشخاص إلى البرامج، فإنّ الواضح من خلال هذه التحالفات "الهجينة" أنّ المنافسة لم تعد فقط بين الأشخاص، بل حتى بين "رفاق اللائحة الواحدة"، وهي تتركّز على الأصوات التفضيلية بطبيعة الحال. لا شكّ أنّ التحالفات الانتخابية هي من "غرائب" استحقاق 2022 الانتخابي، وإن كان بعضها مكرَّرًا عن استحقاق 2018، بفعل القانون الانتخابي الذي تطلّب مقاربات مختلفة عن السابق. لكنّ مثل هذه التحالفات، التي تنطوي على المصلحة قبل كلّ شيء، تطرح الكثير من الأسئلة عن أحزاب تصف نفسها بـ"المبدئية"، لكنّها لا تتوانى عن التحالف مع قوى تناصبها "العداء" من أجل مقعد نيابي بالزائد، لا أكثر ولا أقلّ!  

 

غيابٌ لافت للبرامج الانتخابيّة... فما السّبب؟

المركزية/07 نيسان/2022

حماوة المعركة الانتخابية في الشوط الاخير نحو المعركة الكبرى يوم الاقتراع في الخامس عشر من ايار المقبل، لم تحجب نيران الازمة المعيشية الخانقة التي اتخذت منها القوى السياسية والحزبية المتنافسة منصة للهجوم على الخصوم، وتحميلهم مسؤولية الانهيار الحاصل، حيث تبدى للمراقبين ان الازمة وعلاجاتها هي الغائب الاكبر عن المشهد الانتخابي وان هذه القوى لا تملك سوى عناوين صدام سياسي مع بعضها البعض، كما لا تملك اي رؤية جدية وواقعية وعلمية لأي حل، وان من الطبيعي الا يقدم اي منها برنامجا انتخابيا يحدد المسارات الحقيقية التي ينبغي سلوكها لوضع لبنان على سكة الخروج من المشكلات التي يتخبط فيها. وبالتالي فان العلاجات التي يمكن ان تساهم في الحلول دخلت في بازار السياسة والمزايدات بحيث بدا كل فريق كامنا للآخر على الكوع لرشقه بتهمة جديدة. عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ"المركزية": "نحن كحزب تقدمي نكاد نكون الوحيدين الذين تقدموا ببرنامج يحدد رؤيتنا للبنان الغد، علما ان الوزير جنبلاط يؤكد في مواقفه شبه الاسبوعية العناوين والبنود الاساسية الواجب احترامها للحفاظ على الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك التي يمتاز بها لبنان". ويضيف: "في اعتقادي ان الازمة التي انحدرت اليها البلاد باتت اكبر من برنامج انتخابي ومن قدرة فريق على معالجتها، فهي تحتاج الى توافق وطني يؤكد معالم لبنان الجديد وعلى الاقل التطبيق الكامل لاتفاق الطائف الذي لا يزال محط اجماع خصوصا لجهة العمل باللامركزية الادارية، وانشاء مجلس الشيوخ، وسد الثغرات التي ظهرت خلال الممارسة". ويختم: "المؤكد، على ما يرشح من معلومات، أن سائر الحلول في لبنان مؤجلة الى ما بعد الانتخابات النيابية التي نأمل ان تكون فاتحة خير لمعالجة مجمل المشكلات التي تعاني منها البلاد".

 

"خسائر انتخابية" تُقلق لائحة جنبلاط.. مُرشحٌ قد "ينقلب" ويبدّل المشهد!

لبنان 24/07 نيسان/2022

في زحمةِ اللوائح الانتخابيّة في الشوف - عاليه والبالغ عددها سبعة مع إقفال باب تسجيل اللوائح رسمياً ليل 4 - 5 نيسان الجاري، باتَ رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط أمام واقعٍ انتخابي يتطلب تحركاً إضافياً من قِبله لتطويق اللائحة التي يدعمها. حالياً، تشيرُ التقديرات إلى أن لائحة "الشراكة والإرادة" التي تتألف من تحالف "الحزب التقدمي الإشتراكي - القوات اللبنانية - حزب الوطنيين الأحرار - سعد الدين الخطيب"، قد تنالُ 8 حواصل انتخابية. هنا، يبقى الرهان كبيراً على قدرة جنبلاط في تمكين تلك الحواصل من دون حصول أي خروقاتٍ مفاجئة، لاسيما أن اللائحة انطلقت بخسائر لم تُعوّض حتى الآن.

في انتخابات العام 2018، كان تيار "المستقبل" إلى جانب جنبلاط ضمن تحالف عريض مع "القوات اللبنانية"، إذ قدم للائحة "المصالحة" آنذاك قرابة الـ15 ألف صوتاً (10003 أصوات للنائب محمد الحجار، و 4998 صوتاً للوزير السابق غطاس خوري). مع هذا، فإنه خلال الانتخابات الماضية أيضاً، تحالف "الإشتراكي" مع الوزير السابق ناجي البستاني الذي استطاع تقديم 5245 صوتاً للائحة. كذلك، استعان جنبلاط بحركة "أمل"، إذ صوّت مناصروها في الشوف للنائب نعمة طعمة، ناهيك عن دعم الجماعة الإسلامية للمرشح السنّي على اللائحة بلال عبدالله ومرشحين آخرين. فعلياً، فإن جنبلاط فقد كل عناصر القوّة هذه، وتشير التقديرات إلى أن اللائحة المدعومة من "الاشتراكي" انطلقت يوم الثلاثاء من دون 30 ألف صوتٍ، وهو رقمٌ كانت اللائحة حاصلة عليه في انتخابات العام 2018 بسبب كل العناصر المذكورة آنفاً. ما الذي يمكن تعويضه في انتخابات 2022؟ في ما خصّ تيار "المستقبل"، كان هناك كلامٌ واضح بعدم المشاركة في الانتخابات إما بتشكيل لائحة أو عبر دعم أي مرشح بشكل علني. أما في الإطار غير المباشر، فالحكاية تختلف تماماً. ففي الوقت الحالي، تشيرُ معلومات "لبنان24" إلى أنّ التيار سينطلقُ باتجاه لائحتين: الأولى وهي لائحة "الشراكة والإرادة" التي يدعمها جنبلاط بغض النظر عن تحالف الأخير فيها مع "القوات اللبنانية". أما اللائحة الثانية التي قد تحصل على أصوات "المستقبل"، فستكون من ضمن اصطفاف لوائح المجتمع المدني، أي أن لائحة من اللوائح الـ5 المسجلة ستحصل على دعمٍ من التيار، على أن تكون الأصوات موجهة باتجاه مرشح واحد.

قول مصادر سياسية مواكبة لـ"لبنان24" إنّ "تيار المستقبل ورغم خلافه العميق مع القوات اللبنانية، لن يعمق التباعد مع جنبلاط خلال الانتخابات الحالية، علماً أن جمهور تيار المستقبل وبشكل أكيد، لن يصبّ باتجاهِ لائحة الجبل المدعومة من التيار الوطني الحر"، وتضيف: "كذلك، فإنّ تيار المستقبل لن يكونَ مع كافة لوائح المجتمع المدني باعتبار أن الكثير من الناشطين في الجبل وجهوا السهام المباشرة ضد الرئيس سعد الحريري في تشرين الأول 2019 إبان اندلاع الثورة، وطالبوا بإسقاطه فوراً". أوضحت المصادر أنّ "اللائحة التي تتحالف معها الجماعة الإسلامية (لائحة إرادة وطن)، قد لا تلقى دعماً من المستقبل، والسبب هو أنّ مرشح الجماعة في الشوف محمد عمار الشمعة كان وجّه كلاماً غير مقبول باتجاه الحريري إبان انتفاضة 17 تشرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي استنفر الجماعات المحسوبة على المستقبل في الشوف، وجعل اسم مرشح الجماعة غير مقبول انتخابياً بالنسبة لهم".

كذلك، فإن التحالف بين المستقبل والجماعة مستبعدٌ، باعتبار أن التقارب انعدم منذ فترة طويلة نظراً لحسابات سياسية عامة، في حين أن المخاوف كبيرة من استفادة مرشح الجماعة من الحاصل الانتخابي، ما يعني وجود إمكانية لفوزه. ولهذا، فإن "المستقبل" ولكي يضمن عدم قفز الجماعة فوقه "انتخابياً"، قد يختار عدم دعم أي لائحة تنضم إليها الجماعة الإسلامية. في المقابل، من الممكن أن ينصبّ تركيزٌ طفيف على مرشحين ضمن اللائحة نفسها التي تنتمي إليها الجماعة الإسلامية، خصوصاً أولئك الذين لا يعتبرهم "التيار" في عداد النافرين.

على صعيد ناجي البستاني، فقد بات محسوماً أنّ أصواته ستصبّ عند لائحة "الجبل" التي تتألف من تحالف "التيار الوطني الحر - الوزير السابق وئام وهاب - النائب طلال أرسلان". حالياً، فإن البستاني يعملُ على إعادة حشد "جمهوره القديم" في ساحل الشوف، وذلك من أجل تشكيل حالة ضغطٍ. في المقابل، فإنّ هناك امتعاضاً من البستاني في الأوساط المسيحية كونه لم يكن حاضراً خلال السنوات الـ4 الماضية على الصعيد الخدماتي، في حين أن هناك مخاوف من انقلابه على التحالف الذي ينتمي إليه حالياً بحال فاز في الانتخابات. عن هذا الأمر، تتخوف مصادر سياسية بأن يكون البستاني وديعة لجنبلاط، بمعنى أنه في حال فاز الأول، من الممكن أن ينحازَ للائحة "الشراكة والإرادة"، خصوصاً أنه كان قريباً جداً من جنبلاط خلال الفترة الماضية، وقد سعى الأخير لجذبه إلى لائحته. وانطلاقاً من هذا الأمر، فإنه من الممكن تماماً أن يكون "التيار الوطني الحر" قد عارضَ انضمام ناجي البستاني إلى التحالف بسبب الثغرة الكبيرة التي جرى ذكرها، لكن تمسك وهاب بالبستاني بسبب الحاصل الانتخابي الذي سيقدّمه للائحة، كان العامل الأساس والأولي لتثبيته". أما في ما خصّ حركة "أمل"، فإن التوجه القائم حالياً هو عدم تحالفها مع "الإشتراكي" بسبب تحالف الأخير مع "القوات اللبنانية". ففي العام 2018، صدر أمرٌ للحركيين في الشوف لانتخاب نعمة طعمة، إلا أن هذا الأمر لن يتجدّد حالياً باتجاه لائحة جنبلاط. ووفقاً لمعلومات لبنان24"، فإنّه "لا قرار حتى الآن" لدى الحركة بشان مرشح مُحدد ستتوجه الحركة لدعمه في أي لائحة، والسيناريو الأقرب هو أن المحسوبين على حركة "أمل" قد تترك لهم حرية الاختيار في التصويت، واللائحة الأقرب للبعض منهم هي التي تجمع "الوطني الحر - أرسلان - وهاب"، في حين أن البعض الآخر من المناصرين غير المنتمين للحركة قد يصبون فعلاً عند اللائحة المدعومة من جنبلاط وتحديداً لدى المرشح السنّي بلال عبدالله، نظراً للتقارب المناطقي أو العائلي بين الطرفين.

على صعيد الجماعة الإسلامية، فإنّ توجّهها للتحالف مع شخصيات في المجتمع المدني، جعلها تبتعدُ تماماً عن جنبلاط، إذ أنه خلال الانتخابات الماضية، استطاع الأخير استمالة جزء كبير من أصواتها للائحته. وبشكل أساس، فإن هناك قراراً مركزياً لدى الجماعة الإسلامية بالتصويت لصالح مرشحها السنّي محمد عمار الشمعة ضمن لائحة "إرادة وطن"، ما يعني أن هناك ما يقارب نسبة تصل إلى 4000 صوت، خسرها جنبلاط بعدما استطاع قطف جزء منها في العام 2018. في المقابل، تتحدث مصادر سياسية عن إمكانية وجودِ ثغرات ضمن الجماعة الإسلامية، بمعنى أن حشداً منها قد تتم استمالته في لحظة من اللحظات باتجاه جنبلاط، الأمر الذي يعني تحصيناً لبعض المرشحين ضمن اللائحة التي يدعمها، وعلى الأغلب المرشح عن المقعد الدرزي مروان حماده الذي سيتم تجيير الأصوات التي كانت محسوبة على النائب نعمة طعمة باتجاهه، في حين أنه سيحظى أيضاً بأصواتٍ كانت تصبّ للنائب تيمور جنبلاط.

 

هل من أزمة طحين في لبنان؟ مدير مكتب الحبوب: البلد في أزمة بالنسبة للطحين

الأنباء/07 نيسان/2022

فيما تصدّرت أزمة الطحين اهتمامات اللبنانيين، وتعقيباً على كلام وزير الاقتصاد، أشار مدير مكتب الحبوب والشمندر السكري، جرجس برباري، في اتصالٍ مع "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ البلد في أزمة بالنسبة للطحين، متحدثاً عن النقص الحاصل في هذه المادة: "الطحين موجود في بعض المطاحن، وهناك مطاحن لا يوجد فيها طحين منذ فترة، وهناك كمية من القمح تكفي لمدة شهر، لكنها ليست مدعومة من مصرف لبنان، وعلى الحكومة معالجة هذا الأمر كذلك هناك بواخر أفرغت حمولتها من الطحين، وأخرى ما زالت تنتظر قرار مصرف لبنان فعندما تُحوّل الاعتمادات تحلّ الأزمة". وفيما تتراكم الأزمات دون حلول عملية، الناس تريد أفعالاً، وليس أقوالاً، لأنّ الأمور تتجه من السيء إلى الأسوأ، ولم يتحقق شيئاً من كل الوعود، واللبنانيّون القلقون على مستقبلهم يحتاجون إلى أفعالٍ تطمئنهم أنّ الآتي ليس أعظم.

 

صراع اللوائح في الشوف - عالية على مقعدين للسنة والدروز... والثوار "آوت"

لبنان الكبير/07 نيسان/2022

سجلت في دائرة الشوف - عاليه 6 لوائح، 4 منها على إسم "الثورة"، ولائحتان للأحزاب والقوى السياسية الأولى لتحالف "التقدمي الاشتراكي" و"القوات"، والثانية لتحالف "التيار الوطني الحر" وأفرقاء 8 آذار المدعومة من النظام السوري و"حزب الله"، وجميعها غير مكتملة. ويبلغ عدد نواب هذه الدائرة 13 نائباً، موزّعين وفقاً للآتي: الشوف: 3 مقاعد مارونية، مقعدان درزيان، مقعدان سنيان ومقعد كاثوليك. وعاليه: مقعدان مارونيان، مقعدان درزيان ومقعد أورثوذكس. وتعتبر معركة دائرة الشوف - عالية معركة قاسية ومن الواضح أنها ستجري بشكل أساس بين لائحتي تحالف جنبلاط - "القوات": "الشراكة والارادة" ولائحة 8 آذار: "الجبل"، فيما اللوائح الأخرى المحسوبة على "الثورة" وبعد فشل توحيد الجهود لجمعها في لائحة تنافسية واحدة، يجعل امكانات الخرق التي كان يراهن عليها كثيرون شبه معدومة إن لم نقل مستحيلة، واللوائح الأربع هي: "صوتك ثورة"، "توحدنا للتغيير"، "سيادة وطن" و"الجبل ينتفض". وتضم لائحة "الشراكة والإرادة": تيمور جنبلاط ومروان حمادة عن المقعدين الدرزيين، جورج عدوان وحبوبة عون وايلي قرداحي عن المقاعد المارونية، بلال عبد الله وسعد الدين الخطيب عن المقعدين السنيين وفادي معلوف عن المقعد الكاثوليكي. وفي عاليه: أكرم شهيب عن المقعد الدرزي، راجي السعد وجوال فضول عن المقعدين المارونيين ونزيه متى عن المقعد الأرثوذكسي. وكالعادة ترك جنبلاط في عاليه مقعداً درزياً شاغراً مراعاة لخصمه طلال ارسلان. في المقابل، تتألف لائحة "الجبل" في الشوف من: أنطوان عبود وناجي البستاني وفريد البستاني عن المقاعد المارونية، وئام وهاب عن المقعد الدرزي، أحمد نجم الدين وأسامة المعوش عن المقعدين السنيين وغسان عطا الله عن المقعد الكاثوليكي. وفي عاليه: طلال ارسلان عن المقعد الدرزي، سيزار أبي خليل وأنطوان البستاني عن المقعد الماروني وطارق خير الله عن المقعد الأرثوذكسي. أما اللائحة الثالثة "صوتك ثورة" فضمت في الشوف: محمد سامي الحجار وسمير العاكوم عن المقعدين السنيين، ميشال أبو سليمان وجمال مرهج وغابي القزي عن المقاعد المارونية، معضاد أبو علي وجهاد ذبيان عن المقعدين الدرزيين. وفي عاليه: رائد عبد الخالق ووسيم حيدر عن المقعدين الدرزيين وعماد الحاج عن مقعد للموارنة. وضمّت اللائحة الرابعة "توحّدنا للتغيير" في الشوف: غادة عيد ونجاة صليبا وصعود أبو شبل عن المقاعد المارونية، حليمة القعقور وعماد سيف الدين عن المقعدين السنيين، شكري حداد عن مقعد الروم كاثوليك ورانيه غيث عن المقعد الدرزي. وفي عاليه: زويا جريديني عن مقعد الروم أرثوذكس، مارك ضو عن المقعد الدرزي، فادي أبي علام وجاد بجاني عن مقعدي الموارنة. وتألفت اللائحة الخامسة "سيادة وطن" في الشوف من: دعد ناصيف القزي وجويس جوزف مارون وجورج سلوان عن مقاعد الموارنة، محمد عمّار ابراهيم الشمعة ومأمون أحمد المأمون ملك عن المقعدين السنيين. وفي عاليه: عطا الله كامل وهبي عن المقعد الدرزي، ونبيل يزبك ووليد شاهين عن مقاعد الموارنة. واللائحة السادسة "الجبل ينتفض" ضمّت في الشوف: عن الموارنة عبد الله أبو عبد الله ونبيل مشنتف، وعن الدروز أكرم بريش وزينة منصور. وفي عاليه: ليون سيوفي عن مقعد الروم أرثوذكس، وتابت تابت عن المقعد الماروني وسلمان عبد الخالق ومحسن العريضي عن المقعدين الدرزيين.

ويبدو أن حماوة المعركة في هذه المنطقة، سيكون عنوانها عدم السماح لـ "حزب الله" بالخرق عبر أسماء نواب محسوبين على فريقه، ليحقق نجاحات في السيطرة على المجلس من خلال الحصول على كتلة نيابية يطمح الى أن تشكل ثلثي عدد الأعضاء. وعليه، فهو يرى في غياب تيار "المستقبل" عن ساحة المنافسة فرصة له لا سيما في منطقة اقليم الخروب، حيث عدد المرشحين من كل اللوائح يصل الى 10، موزعين على خمس لوائح بينها لائحة "الجبل ينتفض" التي خلت من مرشحين سنة، وتضم 4 مرشحين من برجا، 4 مرشحين من شحيم، مرشحة من بعاصير ومرشح من بسابا. وجاء توجه "الاشتراكي" الى ترشيح المحامي المستقل سعد الدين الخطيب من بلدة برجا، بعدما لم يتوصل الى اتفاق مع "الجماعة الاسلامية" التي جرّبت حظها بالانضمام الى تحالف قوي يوصل لها مرشحاً، علماً أنها كانت في صفوف داعمي لوائح "التيار الوطني الحر" في انتخابات 2018، وعلى علاقة طيبة بفريق 8 آذار، لكن تغيير البندقية وارد في كل لحظة لديها وفقاً لقياسات تؤمن مصالحها الخاصة في المواقع البلدية والبرلمانية. وفقاً لمتابعين فإنه من الصعب وضع تقديرات عن حظوظ الفوز لبعض المرشحين لا سيما بالنسبة الى المعارضة و"الثوار"، فالتنافس الأساس هو بين لائحة جنبلاط و"القوات" ولائحة التيار العوني مع تنظيمات 8 آذار وأزلام النظام السوري، وقد تكون للائحة واحدة للمعارضة قدرة على التنافس مع هاتين اللائحتين من بين اللوائح الأخرى وهي لائحة "توحدنا للتغيير" التي قد يؤمن لها تمويل أكثر من غيرها، مع أن تعدد لوائح المعارضة سيشتت الأصوات ولن يحدث خروقاً كما كان يحكى سابقاً في الكواليس اذا ما اتحد المعارضون و"الثوار"، وهو أمر لم يحصل لا بل برزت خلافات مشينة دفعت بالجمهور الناخب الى الابتعاد عن "الثوار" والعودة الى النظام السابق أي العائلية وابن البلدة والطائفية والمذهبية.

ويتساءل البعض كيف جرت ترشيحات "الثوار"؟ فهل يكفي مثلاً أن يكون المرشح أستاذاً جامعياً أو ناشطاً في جمعية أو منضماً الى حزب حديث النشأة وعدد أعضائه لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة حتى يصوّت له جمهور ناخب مسيّس يعرف "البيضة من باضها"، حسب تعبيرهم. ويبدو أن التنافس على المقعدين السنيين سيكون قوياً، فهناك على لائحة جنبلاط النائب بلال عبد الله الذي يعتبر البعض أن التجديد لنيابته أمر محسوم، في حين أن المرشح سعد الدين الخطيب سيكون عليه بذل جهود أكبر لاقناع الجمهور الناخب، فهو مرشح مستقل الا أنه لم يكن يتواجد في بلدته برجا، علماً أنه كان مرشحاً لأمانة سر نقابة المحامين على لائحة ملحم خلف الفائز حينها باسم "الثوار"، لكنه منذ شهر بدأ يتواجد هناك ويجري لقاءات سياسية ويكثف نشاطاته عبر اتصالات مع العائلات لطرح أفكاره وبرنامجه الانتخابي وهو يلقى تجاوباً، لا سيما وأن له قاعدة عائلية متينة اضافة الى أن نشاطه كمحام معروف وكان مقرباً من تيار "المستقبل" في السابق، ولذلك فهو قد يكسب أصواتاً من جمهور المستقبليين غير الملزمين بقرار المقاطعة وترك الساحة السنية للاعب خطير هو "حزب الله".

اما المرشح عماد سيف الدين في لائحة "توحدنا للتغيير" فكان مديراً لـ "مدرسة الايمان" وأستاذاً جامعياً في "جامعة الجنان"، وقد رشحه الحزب "الشيوعي"، علماً أنه كان عضواً سابقاً في "الجماعة الاسلامية" ويتردد أنه ترك هذا التنظيم في العام 2005، لكن بعض العارفين يشير الى وجود أصوات مؤيدة له داخل "الجماعة" وخارجها. ومن برجا أيضاً هناك المرشح أسامة المعوش على لائحة "الجبل"، وهو مقاول وشخصية ثرية ينشط عبر عقد لقاءات، ويقال ان ترشيحه جاء بإيعاز سوري اذ يراهن عليه في مشاريع لاحقة لاعمار سوريا كونه يعمل على استيراد شاحنات من الخارج، وطبعاً مدعوم من "التيار الوطني الحر" كونه يملك محطات وقود، وأثناء أزمة البنزين كان يتجول بحماية مرافقين.

وهناك مرشح رابع من التيار المتشدد في "الجماعة الاسلامية" هو محمد عمّار ابراهيم الشمعة على لائحة "سيادة وطن"، ويبدو أن المعركة بين هؤلاء المرشحين ستكون على الحاصل الانتخابي. والواضح من الصورة أن موقف تيار "المستقبل" سيكون مؤثراً في هذا الأمر خاصة مع توقع البعض أن تكون هناك دعوة للمشاركة في الاقتراع، اذ بدا أن هناك مؤشرات اقليمية جديدة تفرض تغيراً في المواقف. من الواضح أن أهالي برجا يطمحون الى تمثيلهم بنائب، والمرشح الخطيب هو الأقرب الى تطلعاتهم من بين المرشحين وان كان يعتمد في الأساس على عائلة الخطيب الكبيرة وبالطبع وفقاً للتقليد ستصب أصواتها لصالحه، علماً أن جمهور تيار "المستقبل" أمام حدة المعركة والرغبة في عدم ايصال مرشحي "حزب الله" ضمناً قد يتحمس للتصويت لمرشح مستقل يرضيه وقريب من توجهاته كلما تقدم موعد الانتخابات، وحتى تكون له كلمة في مواجهة مشروع "حزب الله" بالتمدد والهيمنة، وبحسب متابعين "كل شي بوقتو حلو".

وينظر هؤلاء الى واقع المعركة في هذه الدائرة المعقدة في تركيبتها، الى لائحة "جنبلاط الذي لديه هاجسان: الأول هو تأمين سني في الأقل ومروان حمادة، أما عنصر الضعف عند وئام وهاب فهو كونه دخل في لائحة واحدة مع التيار العوني وارسلان وهنا صارت مسألة فوزه متعلقة بالحواصل الانتخابية، أي من سيأخذ المقعد الدرزي أو الماروني من هنا أو هناك". ويشيرون الى عدم انسجام في لائحة "الجبل" بين وهاب والعونيين "الذين لا مصلحة لهم بتقوية وهاب، فاذا نجح يخسرون مقعداً من الحاصل، ووهاب في الوقت نفسه يحاول إضعاف مرشحيهم وتقوية نفسه حتى يضمن حاصلاً يؤهله للفوز على مروان حمادة. المعركة صعبة هنا علماً أن جماعة ارسلان قد لا تصوّت لوهاب أيضاً في الشوف لأن ارسلان لا يطيق لوهاب على الرغم من أنهما تصالحا، ولا يقبل أن يخرج منافس له بين الدروز على الزعامة الدرزية". ويذكرون بأن "وهاب مرتبط بالدعم السوري له وبالمقترعين الذين يأتون من السويداء. فكم يستطيع السوريون اليوم إرسال ناخبين له من السويداء مثلما فعلوا في الانتخابات الماضية؟ هنا السؤال فعدد الأصوات التي حصل عليها وهاب ليست من دروز الشوف والمنطقة وانما من دروز جاؤوا بالبولمانات من سوريا وانتخبوا تحت تهديد من لا يريد الذهاب الى الانتخاب يخرج من سوريا".

بالنسبة الى بلدة شحيم، هناك مرشح عن المجتمع المدني هو محمد سامي الحجار الذي ترشح عن تحالف "وطني" في العام 2018 ونال 1000 صوت، علماً أن المعركة كانت صعبة على المستوى السني، اذ كان هناك مرشحان قويان محمد الحجار وبلال عبد الله فضلاً عن وجود تمويل. اما اليوم وحسب مصادر متابعة في شحيم فهذا المرشح "قد يحصل على ما فوق الـ1500 صوت أو 2000 من شحيم اضافة الى أصوات يأخذها من أبناء المنطقة لا سيما المستقبليين الأصدقاء حسب رهانات البعض". وتنتقد هذه المصادر التنظيمات الهشة لـ "الثورة" التي تنقسم على بعضها مثلاً "لحقي" الذي أعلن انسحابه من اللوائح بعد خلافات مع حليمة القعقور وكثرة الترشيحات باسم "الثورة" من قبل شربل نحاس وغيره مما جعل الناس تفقد الثقة بهم وفضلت الابتعاد عن "خبيصة الثوار" وادعاءات كل منهم أن باستطاعته تأمين حاصل للفوز، علماً أن أحداً منهم لا يستطيع تأمينه، ومن المتوقع أن تقسم الحواصل على اللوائح الأساسية بالتساوي.

وبتقدير هذه المصادر أنه في المعركة الحالية اما يخسر جنبلاط مقعداً درزياً ويربح 2 سنة أو يخسر مقعداً سنياً ويربح اثنين درزيين. وفي عاليه الأمر محسوم لسيزار أبي خليل وطلال ارسلان والبقية للائحة الجنبلاطية.

 

"ما يفعله هو توزيع الابتسامات"...تساؤلات برسم وزير الطاقة

الأنباء/07 نيسان/2022

أشار عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي محمد بصبوص، إلى أنّ خطّة الكهرباء أصبحت مثل قصة إبريق الزيت. وسأل في حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، وزير الطاقة كيف يمكن الذهاب لإنشاء معامل من دون استدراج عروض، ومن دون مناقصات؟ وكيف يمكن التنفيذ في ظل الوضع الراهن؟ ومن سيأتي بالتمويل؟ ومَن هي الشركات التي ستتولى التنفيذ؟ وأين الآلية ودفتر الشروط؟ وما هو رأي إدارة المناقصات التي ستتولى الدراسة وإبداء الملاحظات؟ واصفاً ما يجري بـ"بروباغندا".  وقال: "لا أمل بالكهرباء الأردنية، وكل ما يمكن أن يفعله الوزير فياض هو توزيع الابتسامات، واختبار موهبته الصوتية، وإطراب الجماهير".

 

إحذروا تاريخ 15 أيار!

ليبانون ديبايت/07 نيسان/2022

يقول مصدر نيابي بارز، أنّ "أكثر الأوقات خطرًا على حصول الإنتخابات النيابية هو تاريخ 15 أيار، هذا اليوم قد يحمل مُفاجآت تدفع المعنيين إلى توقيف عملية الإقتراع ليُصار بعدها إلى التأجيل".

ويضيف، "الإنتخابات حاصلة على الورقة والقلم، لكنّ لا أحد غير الله يعلم ما ستحمله الأيام المُقبلة من نكبات وكوارث، لذلك لن يُصدِّق أحد أنّ الإنتخابات ستحصل إلّا بعد إعلان النتائج، وقبل هذا الموعد لا شيء مؤكد".

 

هل استسلم اللبنانيّون؟

جيسيكا حبشي/أو تي في/07 نيسان/2022

انعكست مُختلف الأزمات الخانقة التي يعيشُها اللبنانيّون على مفاصل حياتهم وتصرُّفاتهم، ويبدو أنّ زمن الثّورة على الأرض وفي النفوس ولّى الى غير رجعة، وحلّ مكانها الإحباط الشّديد الذي قضىى على كلّ ذرّة أملٍ وبداية حُلمٍ في لبنان.  في ظاهرة يعتبر البعض أنّها تعكس حالة عدم الإكتراث واللامبالاة في صفوف اللبنانيّين، تعجّ المطاعم والملاهي بالزّوار الذين يحاولون أن ينسووا همومهم ومشاكلهم من خلال ما يُشبه السياحة الداخلية، ولكن مقابل هذا المشهد المُستغرب في بلدٍ منهارٍ إقتصاديّاً، تُشخَّص يوميّاً عشرات الحالات النفسيّة في العيادات لمواطنين لجأوا إليها كملاذٍ أخير لهم لمداواة جروحهم الدّاخليّة.

وفي محاولةٍ لتوصيف المَشهَدين المُتناقضين، تعتبرُ الاختصاصيّة في الطبّ النفسي دزيري قزّي أنّ "الحالات المُشتركة بين جميع اللبنانيّين هي النقص بالحماسة في ظلّ كل ما يحصل من حولهم، فضلاً عن غياب الأمل والشّعور باللامبالاة وغياب اللّذة"، لافتةً الى أنّ "الأفكار السلبيّة تُسيطر على غالبيّة المواطنين فهم يشعرون بعجزٍ كبيرٍ وبإحباط شديد نظراً لعجزهم عن إيجاد الحلول والمخارج لمختلف المشاكل التي يعيشونها". وتُفنّد قزّي في مقابلة مع موقع mtvمعظم الحالات النفسيّة التي تُعاينها، قائلة: "تنقسم هذه الحالات الى ثلاث فئات بشكلٍ خاصّ، أوّلا القلق الدّائم ممّا يحصل ومن الآتي من مفاجآت، ثانياً، الملل الدّائم والإستسلام التامّ، وثالثاً، الإكتئاب الذي يؤدّي الى أفكارٍ إنتحاريّة، والمفارقة هي أنّ الرجال هم الأكثر شعوراً بالاكتئاب ويرغبون بإنهاء حياتهم إذ يعتبرون أنّ مسؤوليّاتهم كبيرة وهم يعجزون عن تأمين حاجات أفراد عائلاتهم". وتتطرّق قزّي الى الشباب في لبنان، وهنا على حدِّ قولها، هي "الظاهرة الأخطر"، إذ إنّ هؤلاء باتوا يسألون: "لماذا لا يحقّ لنا أن نتعلّم في جامعات محترمة؟"، "لماذا ندرس ونتعلّم إن كنّا سوف نتقاضى راتب مليوني ليرة بعد التخرّج؟"، والأسوأ "هو أنهم باتوا يتشبّهون بالزعماء في لبنان، ويعتبرون أن الفساد والسرقة هما الطريقة الوحيدة للوصول ولعيش حياة كريمة في هذا البلد"، تُضيف. وردّاً على سؤالٍ حول الأطفال، تُجيب أنهم باتوا يطرحون على أهاليهم سؤالاً موحَّداً "لشو جبتونا على هالحياة؟"، معتبرة، في ختام حديثها أنّ "الحروب التي عاصرتها الأجيال القديمة كانت أقل حدّة نفسيّاً، إذ إنّ المواطن كان يعيش بكرامته في تلك الحقبة وكان يعرف أنّ الحرب سوف تنتهي في نهاية المطاف، على عكس ما يحصل اليوم. باختصار، إنها حالة استسلام جماعيّة". يعيش اللبنانيّون الاستسلام بكلّ أبعاده، على عكس السياسيّين والزّعماء الذين لا يزالون يعملون بحماسة لتجديد عهودهم السياسية بدلاً من تطبيق العهود التي قطعوها للناس وأمام مذبح الوطن... فمتى يستسلم هؤلاء؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قتلى وجرحى جراء إطلاق نار وسط تل أبيب

مراسل العربية: الأمن الإسرائيلي أطلق النار على مطلق النار في تل أبيب

العربية.نت، وكالات/الخميس 07 نيسان 2022

أفاد مراسل العربية في الأراضي المحتلة مساء اليوم الخميس، بمقتل شخصين وإصابة 16 إسرائيلياً 6 منهم في حالة حرجة جراء إطلاق نار وسط تل أبيب. وتتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن انفجار في موقع إطلاق النار بوسط تل أبيب، فيما أفاد مراسل العربية أن الأمن الإسرائيلي أطلق النار على مطلق النار في تل أبيب. فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن إصابة "5 أشخاص على الأقل، في عملية إطلاق نار في تل أبيب، حالة 3 منهم خطرة"، كما أكدت وسائل إعلام محلية وجود "إطلاق نار متواصل في ثلاثة مواقع، في شارع ديزنكوف في تل أبيب". وأفادت القناة الإسرائيلية الرسمية عن شهود عيان، عن "دوي انفجار كبير في موقع إطلاق النار، في شارع ديزنكوف". وفي السياق، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، عن عملية إطلاق النار في شارع ديزنكوف في تل أبيب، وأن أحد المهاجمين لاذ بالفرار.

 

استقالة في «يمينا» تزلزل حكومة إسرائيل

تل أبيب: «الشرق الأوسط/الخميس 07 نيسان 2022

ألَمَّت بالحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة وُصفت بأنها «زلزال سياسي»، وذلك في أعقاب انسحاب النائب عيديت سيلمان، وهي رئيسة «كتل الائتلاف البرلمانية»، بعد رضوخها لتهديدات اليمين المتطرف، وإعلانها الدرامي المفاجئ، صباح أمس (الأربعاء)، استقالتها من حزب «يمينا»، الذي كانت تقوده مع رئيس الوزراء نفتالي بنيت، ووزيرة الداخلية أيليت شاكيد، والانضمام إلى المعارضة. وقد عقد بنيت سلسلة اجتماعات مع بقية النواب في حزبه، حتى يمنع انسحاباً آخر، خصوصاً بعدما سرت إشاعات بأن النائب نير أوروباخ يمكن أن ينسحب أيضاً. كما عقد اجتماعات مع شركائه في الحكومة لمنع انسحاب أحد الأحزاب والتسبب بتفككها. وقالت مصادر سياسية إن رفاق بنيت في الائتلاف وجهوا له انتقادات شديدة في الجلسة، وقالوا له إنه يصرف الوقت على الوساطات لوقف الحرب في أوكرانيا، ويسافر كثيراً إلى الخارج، وينسى الحرب التي يخوضها حزبه وائتلافه داخل إسرائيل مع أوساط المعارضة. وكانت سيلمان تعرضت لحملة ضغوط شرسة من نشطاء في اليمين المتطرف، طيلة الشهور الماضية، منذ تشكيل الحكومة في يونيو (حزيران) الماضي، وتقدمت بعشرات الشكاوى إلى الشرطة حول تلقيها تهديدات بالقتل وتهديدات لأولادها وعائلاتها. وكشفت، أمس، عن نص رسالة موجهة إلى بنيت تعلمه فيها بقرارها الاستقالة من الائتلاف، ونشرتها في وسائل الإعلام قبل أن تصل إليه. وبررت سيلمان استقالتها بأنها لم تعد تحتمل الانحراف عن مبادئ اليمين. وقالت: «حاولت تحقيق الوحدة، وعملت من أجل الائتلاف الحالي، لكني أرفض المشاركة في إلحاق أضرار بالهوية اليهودية لإسرائيل وشعب إسرائيل؛ فالهوية اليهودية لدولة إسرائيل هي جوهر وجودنا هنا، والمساس بذلك من دون أي اعتبار للجمهور الذي أمثله، والقيم التي أومن بها، بمثابة خط أحمر بالنسبة لي». ووعدت سيلمان بأن تقنع نواباً آخرين بالانسحاب من الائتلاف و«العودة إلى معسكر اليمين، وتشكيل حكومة يمينية، يهودية صهيونية صرف، فأنا أعرف أنني لست الوحيدة في هذا السياق. يمكن تشكيل حكومة أخرى خلال ولاية (الكنيست) الحالية». وتبين أنّ انسحاب سيلمان تم بحملة مكثفة أدارها رئيس حزب الصهيونية الدينية، يبتسليل سموترتش، وعندما «استوت الطبخة»، توجه إلى رئيس «الليكود»، بنيامين نتنياهو، واقترح عليه مفاوضتها على ضمان مستقبل لها في الحلبة السياسية. وتوجه النائب ياريف لفين، إلى سيلمان، وعرض عليها أن تكون مرشحة في المرتبة العاشرة في لائحة «الليكود» الانتخابية، والحصول على منصب وزيرة الصحة في حال عودة «الليكود» إلى الحكم. ولكي تضمن هذه الوعود تلقت وعداً مكتوباً من سموترتش بأن ينسحب من التحالف مع نتنياهو في حال عدم الالتزام. وكُشف النقاب عن أن وزير القضاء، غدعون ساعر، حذر بنيت من تحركات سيلمان، لكن الأخير لم يأخذ التحذير بجدية، وقال: «رغم عدم وجود أغلبية للائتلاف، فإن ولاية الحكومة ستستمر في عملها لشهور وسنين». ورحب نتنياهو بإعلان سيلمان، وقال في شريط مسجل: «أهلاً بك في البيت، في (المعسكر الوطني). وأدعو كل مَن تم انتخابه بأصوات المعسكر الوطني للانضمام إلى عيديت والعودة إلى بيتنا، سيتم استقبالكم بكل الاحترام وبذراعين مفتوحتين». وفيما بعد، ألقى نتنياهو خطاباً في جلسة خاصة لـ«الكنيست» شبَّه فيها خروج سيلمان من الحكومة بخروج اليهود من مصر في زمن النبي موسى.

ووجهت من داخل الائتلاف الحكومي، خصوصاً من أحزاب اليسار الصهيوني، انتقادات شديدة اللهجة لقرار سيلمان. وقال عضو «الكنيست» عن حزب «ميرتس»، يائير غولان، إن خطوة سيلمان هي «قمة الانتهازية السياسية، ومن النوع المنحط، لكن ليس بالضرورة ستفكك الحكومة». وقال وزير الرفاه الاجتماعي، مئير كوهين، من حزب «ييش عتيد»: «يمكن أن يكون الأمر قد انتهى (بالإشارة إلى الائتلاف الحكومي). لكن الوقت ما زال مبكراً، ونحتاج إلى أن نرى التطورات. وبلا شك فإن الوضع أصبح أكثر تعقيداً. وأقترح ألا نبدأ بنعي الحكومة. إعلان سيلمان دراماتيكي للغاية، ولم أكن أتوقعه».

في المقابل، رحّب أعضاء كنيست من اليمين ومن أحزاب المعارضة بقرار سيلمان، وتوجهوا للمزيد من أعضاء الكنيست من الجناح اليميني في الائتلاف، وخاصة في حزب «يمينا»، لانتهاز هذه الفرصة والانسحاب من الائتلاف وإسقاط حكومة بنيت. واقترح الوزير عيساوي فريج والنائب موسي راز، وكلاهما من «ميرتس» اليساري، على الحكومة، أن تتوجه إلى «القائمة المشتركة للأحزاب العربية»، برئاسة النائب أيمن عودة، لتنضم إلى الائتلاف الحكومي، أو تدعمه من الخارج، مثلما فعلت «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»، برئاسة النائب توفيق زياد، و«الحزب الديمقراطي العربي»، برئاسة النائب عبد الوهاب دراوشة، عام 1993، عندما دعما حكومة إسحق رابين، من خارج الائتلاف، وحسمت بذلك فرصة تشكيل حكومة لليمين المتطرف. لكن قادة «المشتركة» رفضوا ذلك. ورأى النائب عودة أن هذه الحكومة برئاسة بنيت لا تقل سوءاً عن حكومة نتنياهو، وأفضل حل الآن هو الذهاب إلى انتخابات. واتفق معه على ذلك رئيس كتلة «القائمة المشتركة» في «الكنيست»، النائب سامي أبو شحادة، الذي قال: «السيناريو الأفضل بالنسبة لـ(القائمة المشتركة) هو الذهاب إلى انتخابات، ونحن لن نمنح شبكة أمان لبنيت ولا لنتنياهو. وفي الأيام القريبة سنجتمع ونبحث الخيارات والأدوات والإمكانيات الماثلة أمامنا».

 

كوخافي: التحضير للعمليات في إيران يمضي قدماً

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الخميس 07 نيسان 2022

مع إعلان أن نفتالي بنيت سيحتفظ لنفسه بمعالجة الملف الإيراني، حتى عندما يترك منصب رئيس الحكومة، ويسلمه إلى حليفه ووزير الخارجية الحالي يائير لبيد، خرج رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، والقائد الجديد لسلاح الجو الذي تسلم منصبه أمس الثلاثاء، بتصريحات موجهة إلى إيران، تتحدث عن العمليات التي نفذتها قواتهما في الماضي والجاهزية للمستقبل. وقال اللواء تومار بار، القائد الجديد لسلاح الجو، إن قواته «جاهزة للعمليات في الأماكن القريبة والبعيدة». وقال كوخافي إن «عملية التحضير للعمليات في إيران تمضي حالياً بوتيرة سريعة». وأضاف كوخافي، في حفل تنصيب القائد الجديد لسلاح الجو الإسرائيلي: «لقد تحسن سلاح الجو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة؛ لكن لا يزال يتعين علينا التكيف مع المستقبل». وأشار إلى الضربات التي يوجهها جيشه للمواقع الإيرانية وأذرعها وميليشياتها في سوريا، وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. وصرح كوخافي في هذا الصدد: «لقد عززنا قدراتنا على شن ضربات جوية على العدو، وسنواصل القيام بذلك، وسيستمر سلاح الجو في لعب دور مركزي خلال هذه الحروب»، مشدداً على أن «سلسلة الهجمات هذه لعبت دوراً مهماً في منع الانتشار العسكري الإيراني في سوريا، وتهديد إسرائيل ومواطنيها». وأكد كوخافي وبار أن قواتهما تجري تدريبات مستمرة لضمان هذه الجاهزية، وذلك بمعدل مرة في الأسبوع. وللدلالة، بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، مناورة عسكرية جديدة في مدينة إيلات، لبضع ساعات، استُخدمت فيها الآليات والمركبات العسكرية والطائرات الحربية. وأوضح الجيش أن المناورة مخطط لها ضمن تدريبات 2022 للوقوف على استعداد وجهوزية الجيش.

من جهة ثانية، أعلن مكتب رئيس الحكومة، نفتالي بنيت، أنه تحدث أمس مع الرئيس الهندي، ناريندرا مودي، حول عدد من الأمور، في مقدمتها الملف النووي الإيراني؛ مشيراً إلى أن بنيت مهتم بهذا الملف أكثر من أي ملف آخر. وكشف أن الاتفاق الائتلافي لحكومته يقضي بأن يبقى هذا الملف ضمن صلاحيته في الحكومة حتى بعد أن يُستبدل به في رئاسة الحكومة، وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل، يائير لبيد. المعروف أن الاتفاق الائتلافي للحكومة ينص على أن يتم تبادل منصب رئاسة الحكومة بين بنيت ولبيد بعد سنتين وشهرين من تشكيل الحكومة، أي في شهر أغسطس (آب) من سنة 2023. ومع أن بنيت سيصبح بموجب هذا الاتفاق وزيراً للداخلية، فإنه طلب الإبقاء على الملف النووي الإيراني ضمن صلاحياته. واعتُبر هذا البند من الاتفاق سرياً إلى حين تم الكشف عنه أمس. وقالت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، إن هذا الاتفاق بين بنيت ولبيد يعتبر «قراراً استثنائياً وغير مسبوق في التاريخ الإسرائيلي»، إذ إن القضايا المتعلقة بإيران كانت دائماً منوطة بقرار رئيس الحكومة. ورأت أن «تخلي لبيد عن هذا الملف يثير عدة علامات استفهام، حول مدى التزامه بالموضوع وتدريجه في سلم الاهتمام. ولذلك حرص على التوضيح أن تخلِّيه عن هذا الملف جاء لتعزيز مكانة بنيت في الحكومة عندما يتولى لبيد رئاستها». وبحسب تحليل القناة «يريد لبيد أن يدرك الجميع أنه الشخصية الثانية في الائتلاف. ولكن هذا التوجه يزعج وزير الدفاع بيني غانتس الذي يعتبر الموضوع الإيراني أمنياً بامتياز، ولذلك يجب أن يكون ضمن صلاحياته كوزير دفاع، وإن كان لا بد من التنازل عنه فلصالح رئيس الحكومة وليس وزير الداخلية».

وقال مقرب من غانتس إن هذا هو موضوع آخر يتسبب في توتر في الائتلاف الحكومي. وأضاف: «معظم أعضاء الائتلاف الحكومي يقدرون أن اتفاق التناوب بين بنيت ولبيد لن ينفذ».

 

طهران تتحدث عن تقليص التخصيب وأجهزة الطرد بعد إحياء «النووي»

إسلامي أعلن تقديم إجابات ل «الطاقة الذرية » في قضية المواقع السرية

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/الخميس 07 نيسان 2022

قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، أمس، إن طهران ستعود إلى تقليص تخصيب اليورانيوم وعدد أجهزة الطرد المركزي إذا توصلت إلى اتفاق في مفاوضات فيينا بشأن اتفاق 2015، معلناً في الوقت نفسه، أن إيران سلمت وثائق مرتبطة بقضايا عالقة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن جزيئات اليورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع سرية. ونقلت مواقع إيرانية عن إسلامي، أن إيران ستقلص مخزونها من اليورانيوم المخصب وعدد أجهزة الطرد المركزي إذا توصلت إلى اتفاق في محادثات فيينا، بشأن إحياء الاتفاق النووي، موضحاً أن بلاده ستعود إلى السقف المحدد في اتفاق 2015. وتمثل تصريحات إسلامي تراجعاً عن مواقف إيران السابقة بشأن حفظ أجهزة الطرد التي أقدمت على تشغيلها بعد التخلي من قيود الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2019. وينص الاتفاق على أن إيران لا يمكنها إنتاج من اليورانيوم المخصب إلا فيما يصل إلى 5060 جهاز طرد مركزي (آي آر – 1) في محطتها لتخصيب الوقود تحت الأرض في نطنز. وقال إسلامي في مؤتمر صحافي «سلمنا الوثائق في 20 مارس (آذار) إلى الوكالة. يراجعون تلك الوثائق وربما يسافر ممثلو الوكالة إلى إيران لإجراء المزيد من المحادثات، ثم ستعرض الوكالة ما خلصت إليه»، حسب «رويترز». واتفقت إيران والوكالة الدولية الشهر الماضي على خطة مدتها ثلاثة أشهر تهدف إلى حل المسألة طويلة الأمد المتعلقة بجسيمات اليورانيوم المكتشفة في مواقع قديمة، لكن لم تبلغ إيران بوجودها خلال المحادثات النووية التي انتهت باتفاق 2015. وسيزيل حل هذه القضية عقبة في سبيل إحياء اتفاق 2015 النووي بين طهران والقوى العالمية. وصرّح إسلامي بأن «المسائل المتعلّقة بأربع مواقع ستُحلّ بحلول يونيو (حزيران)، بموجب اتفاقنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأشار إلى أن «الغموض حول أحد المواقع المذكورة أُزيل، و(ملفات) المواقع الثلاثة الأخرى يُفترض أن تُغلق بحلول يونيو». وألقى باللوم على العدو الإقليمي اللدود إسرائيل في «إثارة الشكوك» حول طبيعة برنامج إيران النووي، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية عن إسلامي بقوله، إن «الموضوع الذي يحظى بأهمية في الحوار مع الوكالة الدولية هي الاتهامات والوثائق المزيفة التي تنتجها إسرائيل بشكل مستمر». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الوكالة الدولية تعتمد وثائق «تجسس وغير مبررة» بشأن البرنامج الإيراني، قال إسلامي، إن «الوكالة الدولية تتابع عادة معلومات تحصل عليها من أي مصدر». يأتي تشكيك رئيس «الذرية» الإيرانية ووسائل الإعلام الحكومية في طهران، بعدما أكد مسؤولون إيرانيون صحة حصول الموساد على الوثائق الإيرانية. وفي أبريل (نيسان) العام الماضي، وجّه محسن رضايي، نائب الرئيس الإيراني الحالي، وأمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام السابق، انتقادات لاذعة إلى ما سماه «التلوث الأمني»، وأشار إلى وقوع ثلاثة أحداث أمنية: انفجاران في منشأة نطنز، واغتيال محسن فخري زاده، مسؤول برنامج الأبحاث في وزارة الدفاع الإيراني، والذي يعدّ العقل المدبر لبرنامج التسلح النووي الإيراني، إضافة إلى «سرقة» وثائق. وقالت إسرائيل، إنها تعتقد أن إيران ستسعى لامتلاك سلاح نووي رغم تقديرات المخابرات الغربية التي تشير إلى خلاف ذلك. ولعبت وثائق الأرشيف النووي الإيراني التي كشفت عنها إسرائيل في أبريل 2018 دوراً أساسياً في كشف المواقع التي أخفت إيران وجود أنشطة فيها عن الوكالة الدولية. وكانت إسرائيل قد حصلت على تلك الوثائق بعد عملية لجهاز الموساد في قلب العاصمة طهران. واكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2019 لأول مرة آثار يورانيوم من صنع الإنسان، تشير إلى أنها كانت مرتبطة في السابق ببرنامج إيران النووي. وقالت وكالات المخابرات الأميركية والدول الغربية، إن إيران تدير برنامج أسلحة نووية منظماً حتى عام 2003. وبصفتها عضواً في معاهدة حظر الانتشار النووي، فإن إيران ملزمة بشرح آثار المواد المشعة، وتقديم تأكيدات بأنها لن تستخدم كجزء من برنامج الأسلحة النووية. ولطالما انتقد الوكالة التابعة للأمم المتحدة عدم حصولها على أجوبة شافية من إيران بشأن هذه الأمور، لكن في مطلع مارس أعلن الجانبان عن خطة من أجل سلسلة من الاتصالات. وفي الشهر الماضي، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إنه يسعى لإعلان نتائجه بحلول يونيو 2022 في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يبدأ في السادس من يونيو.

تقوم طهران حالياً بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة - أعلى مستوى لها على الإطلاق وخطوة فنية قصيرة من مستويات تصنيع الأسلحة بنسبة 90 في المائة وأكبر بكثير من سقف الاتفاق النووي البالغ 3.67 في المائة. وتأتي هذه المبادلات بين إيران والوكالة بالتزامن مع مفاوضات في فيينا ترمي إلى إحياء اتفاق العام 2015. وصدرت في الأسابيع الأخيرة تصريحات متناقضة وذهب المفاوضون أحياناً إلى حدّ إعلان التوصل إلى تفاهم وشيك. ومنذ نحو 11 شهراً، تخوض إيران وأطراف الاتفاق محادثات في فيينا تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، وتهدف لإعادة واشنطن إليه ورفع العقوبات التي فرضتها على إيران بعد انسحابها منه، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها التي تراجعت عنها ردا على الانسحاب الأميركي. وسمحت مباحثات فيينا بإزالة العقبات الأساسية، لكنّها لا تزال متعثّرة بسبب مسائل شائكة، بينها خصوصاً مسألة شطب الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية السوداء «للمنظمات الإرهابية الأجنبية» التي أُدرج عليها في عهد ترمب. في غضون ذلك، أفادت وكالة «أرنا» الرسمية عن مصدر مطلع أمس، بأن «قسماً كبيراً من الأصول الإيرانية المجمدة، سيتم الإفراج عنها على خلفية اتفاق جديد بعيداً عن الاتفاق النووي»، واصفاً الأمر بأنه «ثاني انفراجة في الأسابيع الأخيرة». وأشارت الوكالة إلى معلومات تناقلها ناشطون في مجال الإعلام بشأن الإفراج من الموارد الإيرانية المحتجزة في الخارج تعادل أضعاف 470 مليون يورو أفرجت عنها بريطانيا بموجب صفقة إطلاق محتجزين بريطانيين من أصل إيراني.

 

تصاعد انتقادات الديمقراطيين لإحياء الاتفاق النووي ونواب حذروا بايدن من استثمار طهران الأموال في وكلائها الإقليميين

واشنطن: رنا أبتر/ الشرق الأوسط»/الخميس 07 نيسان 2022

مع مرور عام على مفاوضات فيينا، تزداد معارضة المشرعين للرئيس الأميركي جو بايدن ولسعيه إلى العودة للاتفاق النووي مع إيران. وأتت المعارضة هذه المرة من صفوف حزب الرئيس نفسه؛ الحزب الديمقراطي، في موقف به دلالات رمزية كبيرة رغم عدم تأثيره فعلياً حتى الساعة على عرقلة أي صفقة محتملة مع طهران. وبعد تحفظ كبير من قبل الديمقراطيين في انتقاد بايدن علناً، سقطت ورقة التوت، وعقدت مجموعة من النواب الديمقراطيين مؤتمراً صحافياً أمس، للإعراب بشكل واضح عن معارضتهم أي اتفاق محتمل مع طهران يعيدها إلى الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وقد تحدث النواب في المؤتمر؛ الذي شارك فيه أكثر من 15 ديمقراطياً، عن «قلقهم المتزايد من الاتفاق النووي الوشيك»، محذرين بأن رفع العقوبات عن النظام الإيراني سيؤدي إلى «الإفراج عن أموال ستخصصها طهران لأنشطتها الإرهابية». وقال النائب الديمقراطي جوش غوتيمير الذي ترأس المؤتمر إن «إيران أثبتت أنه لا يمكن الثقة بها»، لافتاً إلى أن برنامج إيران النووي وأنشطتها الإرهابية «لا تقتصر فقط على المنطقة مع (حزب الله) و(حماس) و(الجهاد الإسلامي)، لكنها تتخطاها إلى بقية العالم، وتستمر في تهديد حلفائنا والمنطقة بأكملها». وهذا ما وافقت عليه النائبة الديمقراطية ‘يلين لوريا التي شاركت هي أيضاً في المؤتمر، محذرة: «لا يمكننا تحمل تكلفة اتفاق فاشل جديد». وأبدت معارضتها الشديدة أي اتفاق «لا يمنع إيران كلياً من الحصول على سلاح نووي، ولا يحمي منطقة الشرق الأوسط والعالم». وأضافت: «أنا قلقة للغاية من أن تكرار الاتفاق النووي السابق والفاشل والذي تفاوض عليه إدارة بايدن سوف يقوي من إيران ويهدد أمن إسرائيل والأمن العالمي». ورأت أن «أي اتفاق يمهد الطريق أمام طهران للحصول على سلاح نووي أو يسمح لها بالاستثمار في وكلائها الإرهابيين غير مقبول». ويمهد هذا المؤتمر الصحافي لمزيد من الأصوات المعارضة للاتفاق، خصوصاً في صفوف الديمقراطيين المتحفظين، لينضموا بذلك إلى الجمهوريين الذين أعربوا في أكثر من مناسبة عن معارضتهم الشديدة العودة إلى الاتفاق. وتضامن النواب الجمهوريون مع زملائهم الديمقراطيين المعارضين للاتفاق، وعقدوا بدورهم أمس مؤتمراً صحافياً منفصلاً للإعراب عن معارضتهم أي اتفاق مع طهران. وقال الجمهوريون؛ وهم أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وعلى رأسهم مايك مكول: «يبدو أن إدارة بايدن على شفير التوصل إلى اتفاق نووي ضعيف مع إيران، وانتهاك القانون الأميركي؛ لأنها لن ترسل الاتفاق إلى الكونغرس للتصويت عليه».

- هل يستطيع الكونغرس عرقلة الاتفاق؟

الجواب باختصار: لا. وهذا ما نقلته مصادر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط»، قالت إنه رغم أن الكونغرس أقر قانون «مراجعة الاتفاق النووي مع إيران (إينارا)» في مايو (أيار) من عام 2015 بعد إقرار إدارة أوباما الاتفاق، فإن إدارة بايدن عملت جاهدة كي يظهر أي اتفاق (جديد) مع طهران كأنه (استمرارية) للاتفاق الأول معها، بهدف عدم طرحه أمام الكونغرس للتصويت».

فقد أقر الكونغرس في 14 مايو 2015 قانون «إينارا» بأغلبية ساحقة في المجلسين بعد أن دعمه 98 سيناتوراً من أصل 100 في مجلس الشيوخ، و400 نائب من أصل 435 في مجلس النواب، ويلزم هذا القانون الإدارة الأميركية بطرح أي اتفاق نووي جديد مع إيران للتصويت أمام الكونغرس. لهذا يتخوف المشرعون، بحسب المصادر نفسها، من أن إدارة بايدن ستستخدم حجة أن الاتفاق هذا غير جديد لعدم طرحه للتصويت.

وقد يعمد المشرعون المعارضون إلى مناورة أخرى لمحاولة عرقلة الاتفاق؛ وهي طرح مشروع للاعتراض على الصفقة، كما فعلوا في عام 2015 حين صوت 269 نائباً ضد الاتفاق في مجلس النواب، و56 سيناتوراً ضده في مجلس الشيوخ. لكنهم لم يتمكنوا من عرقلته؛ لأن العرقلة بحاجة إلى أغلبية ثلثي الأصوات للإقرار في مجلسي الشيوخ والنواب، وحتى الساعة ليس هناك ما يكفي من الديمقراطيين المعارضين للحصول على هذه النسبة. على سبيل المثال؛ مجلس الشيوخ بحاجة إلى 60 صوتاً للاعتراض رسمياً على صفقة من هذا النوع، ما يعني أنه على 10 ديمقراطيين التصويت ضدها مع كل الجمهوريين، وبحسب المعطيات الحالية؛ هذا العدد غير متوفر.لكن رغم أن أيادي المشرعين مقيدة في هذا الإطار، فإن الجمهوريين يحذرون بأن الرئيس الجمهوري المقبل سينسحب من الاتفاق، على غرار ما فعل الرئيس السابق دونالد ترمب. وقد كتب أكثر من 200 جمهوري رسالة إلى بايدن الشهر الماضي، قالوا فيها إن «أي اتفاق في فيينا من دون موافقة الكونغرس سيواجه المصير نفسه الذي واجهه اتفاق عام 2015». وكان السيناتور الجمهوري تيد كروز قد أبلغ «الشرق الأوسط» أن المعارضين نهج بايدن في الاتفاق النووي سيلجأون إلى كل الأدوات التي بحوزتهم لعرقلة أجندة الإدارة. وتحدث الديمقراطيون عن قلقهم من تكرار سيناريو من هذا النوع وتأثيره على مصداقية الولايات المتحدة. فقال النائب الديمقراطي ريتشي توريس: «أقلق من الحلقة المفرغة التي سنعيشها في كل مرة سيفاوض فيها رئيس ديمقراطي للعودة إلى الاتفاق. يجب أن يكون هناك اتفاق يتخطى امتحان الزمن».

ويقول المشرعون إن الطريقة الوحيدة لمنع الرئيس المقبل من التخلي مجدداً عن الاتفاق هي طرحه بصفته «معاهدة» في مجلس الشيوخ، والتصويت عليها رسمياً.

 

إيران تنقل معدات تصنيع أجهزة الطرد المركزي إلى نطنز وتحويل الإنتاج من ورشة كرج إلى أصفهان

لندن: «الشرق الأوسط»/الخميس 07 نيسان 2022

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن إيران نقلت معدات تستخدمها في تصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي من ورشة العمل المتوقفة في كرج إلى منشأة نطنز وذلك بعد ستة أسابيع فقط من إنشائها موقعا آخر في أصفهان لتصنيع الأجزاء نفسها. وسمحت إيران لمفتشي الوكالة بالدخول إلى كرج في ديسمبر (كانون الأول) لإعادة تركيب كاميرات المراقبة هناك بعد مواجهة استمرت شهورا بشأن دخول الموقع، بعدما قالت طهران إن عملا تخريبيا إسرائيليا دمر إحدى الكاميرات وألحق أضرارا بالغة بأخرى، مما دفع إيران إلى إزالة الكاميرات الأربع. وأبلغت إيران الوكالة في يناير (كانون الثاني) الماضي، بأنها ستنقل تصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي المتطورة، والآلات التي تخصب اليورانيوم، إلى موقع جديد في أصفهان، ووضعت الوكالة كاميرات هناك لمراقبة هذا العمل. ويقول دبلوماسيون إن الورشة الجدية في أصفهان أكبر بقليل من كرج. وأفادت «رويترز» نقلا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس بأن إيران نقلت جميع المعدات من كرج إلى موقع غير محدد في نطنز، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت ستزيد الإنتاج باستخدام كل من نطنز وأصفهان. وقالت «الطاقة الذرية» في بيان يلخص تقريرا سريا إلى الدول الأعضاء «في التاريخ نفسه(الرابع من أبريل) تأكد مفتشو الوكالة من أن هذه الآلات ما زالت تحت ختم الوكالة في هذا الموقع في نطنز وبالتالي فهي لا تعمل». ولم يصف البيان ولا التقرير الموقع في نطنز، وهو موقع يضم مصنعا كبيرا للتخصيب تحت الأرض وعددا من الأبنية فوق الأرض. وبموجب اتفاق مضى عليه أكثر من عام، لا تستطيع «الطاقة الذرية» الحصول في الوقت الحالي على البيانات التي تم جمعها بواسطة بعض كاميراتها، مثل تلك الموجودة في ورشة أصفهان الجديدة. وجاء في التقرير الموجه إلى الدول الأعضاء في الوكالة «من دون الحصول على البيانات والتسجيلات التي جمعتها هذه الكاميرات، لا تستطيع الوكالة تأكيد ما إذا كان إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي في ورشة العمل في أصفهان قد بدأ».

 

أغلبية البرلمان الإيراني تطالب بـ«ضمانات أقوى» في فيينا

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/الخميس 07 نيسان 2022

طالب غالبية من نواب البرلمان الإيراني في رسالة إلى حليفهم الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، بـ«ضمانات أقوى» من الولايات المتحدة، و«حفظ الخطوط الحمر» في إحياء الاتفاق النووي، وسط تبادل طهران وواشنطن إلقاء مسؤولية تأجيل المفاوضات على الطرف الآخر. ووقّع نحو 190 من أصل 290 نائباً رسالة تدعو الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى «حفظ الخطوط الحمر وتأمين مصالح الأمة» من الطرف الآخر في المفاوضات النووية، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري». وقال النائب المحافظ عن مدينة يزد محمد صالح جوكار، لوكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن «النواب وقّعوا بيانات يشدد على مراعاة الإطار المحدد من المرشد (علي خامنئي) لفريق المفاوضين في مفاوضات فيينا مع مجموعة 4+1»، مضيفاً أن البيان «يؤكد أن المفاوضات يجب أن تأخذ رفع جميع العقوبات بعين الاعتبار، بما في ذلك بيع النفط الإيراني بحرية». وطالب بـ«أخذ الضمانات المطلوبة لكي لا تنسحب أميركا مجدداً من الاتفاق النووي وأن يتحقق من تنفيذ جميع التزامات الطرف الآخر من الفريق المفاوض الإيراني». وأفادت وكالة «مهر» الحكومية بأن ممثل مدينة عبادان، النائب مجتبى محفوظي، وجّه إنذاراً شفوياً إلى الفريق المفاوض النووي الإيراني في مستهل جلسة أمس، قائلاً إن «يجب ألا يتراجع الفريق المفاوض النووي عن الحقوق والخطوط الحمر للبلاد». وقال: «إصرارنا على إلغاء غير مشروط لجميع العقوبات». ونقلت الوكالة عن النائب المتشدد نصر الله بيجمانفر الذي يمثل مدينة مشهد، قوله: «من الضروري رفع العقوبات النفطية، بما يسمح لنا بيع النفط بحرّية لأي بلد نريد بعد التوصل لاتفاق»، مشدداً على ضرورة التحقق من الجانب الإيراني وليس الآخرين. وكان لافتاً أن الوكالات الرسمية الإيرانية لم تتطرق إلى قضية «الحرس الثوري» في المواقف المنقولة من نواب البرلمان. أتت الخطوة البرلمانية بعدما انتقد نواب في البرلمان في نهاية الأسبوع الماضي، مسودة من 27 صفحة للاتفاق المحتمل بين إيران والقوى الكبرى. وقال النائب حسن شجاعي، رئيس لجنة المادة 90 التي تراقب تطبيق قرارات البرلمان، إن «عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من الاتفاق السيئ». والجمعة، نشرت وكالة «فارس» مقالاً من النائب محمود نبويان الذي نقل فقرات من المسودة، ومنها رفع العقوبات عن المبيعات النفطية. وحسب المقال، فإنه بعد التوصل لاتفاق يمكن لإيران أن تُصدِّر ما يصل إلى 50 مليون برميل في غضون الـ45 يوماً الأولى من الاتفاق، منتقداً عدم حصول إيران على ضمانات كافية لتحويل مواد النفط إلى العملة التي تريدها. كما انتقد النائب عدم مشاركة إيران في عملية التحقق من رفع العقوبات. وتجري في فيينا منذ أشهر مفاوضات بين إيران من جهة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من جهة أخرى لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تبخرت مفاعيله بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018، وأُوقفت، في المقابل، إيران العمل بالكثير من التزاماتها النووية.

وتشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر عبر وسيط من الاتحاد الأوروبي. وصرح مسؤولون من دول عدة مشاركة بينها إيران خلال الأسابيع الأخيرة بأن الاتفاق بات قريباً جداً، لكنه لم يرَ النور رغم ذلك، بسبب عراقيل مختلفة. وتبادلت واشنطن وطهران، أول من أمس، تحميل الطرف الآخر مسؤولية تعطل وإطالة المفاوضات. وحمّلت وزارة الخارجية الأميركية طهران مسؤولية التقدم بطلبات لا صلة لها بالملف النووي، وقالت إنه لا يمكن وصف محاولة طهران رمي الكرة في ملعبها بالعمل «النزيه». وخلال الأسبوعين الماضيين، هيمن النقاش بشأن الطلب الإيراني لإزالة «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية، على المشاورات والجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق فيينا، بعدما توقفت المحادثات في أعقاب طلب روسي مفاجئ الشهر الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، ليل (الاثنين): «جميع المعنيين بالمحادثات يعرفون بالضبط من الذي تقدّم باقتراحات بناءة ومن تقدّم بطلبات لا صلة لها بالاتفاق حول النووي، وكيف وصلنا إلى هنا»، في إشارة واضحة إلى أن العرقلة سببها الموقف الإيراني. أتى تعليق برايس بعد ساعات من انتقادات وجهها وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، إلى الجانب الأميركي، وقال لنظيره العماني بدر البوسعيدي، إن واشنطن «مسؤولة عن إطالة المفاوضات»، قبل أن يغرّد على «تويتر»، إن «سبب توقف محادثات فيينا هي مبالغة الجانب الأميركي في مطالبه». وبدوره انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده «تأخر» واشنطن في الرد على المقترحات التي نقلها المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا. وقال برايس في مؤتمره الصحافي (الاثنين): «لا أعتقد أنه يمكن وصف رد الكرة هذا إلى ملعبنا بالنزيه». وأضاف: «لا نزال نعتقد أنه من الممكن تجاوز خلافاتنا الأخيرة»، محذراً من أن ذلك «لن يكون ممكناً» عندما يقترب البرنامج النووي الإيراني كثيراً من صنع قنبلة، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. ومع ذلك، نقلت «رويترز» عن برايس قوله إن الإدارة الأميركية ما زالت تعتقد أن هناك فرصة للتغلب على الخلافات المتبقية مع إيران، لكنه حذّر من أن استمرار تطور البرنامج النووي الإيراني، وتقليص زمن الاختراق قد يجعل إحياء الاتفاق النووي عديم الفائدة للولايات المتحدة. أما المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، فقد ألقت بمسؤولية إبرام الاتفاق «مباشرةً» على إيران. وقالت: «نحن وحلفاؤنا مستعدون لإبرام اتفاق قوي إذا كانت إيران مستعدة لفعل الشيء نفسه». وفي إشارة إلى ملف «الحرس الثوري»، قالت ساكي إن إيران «أثارت عدداً من القضايا التي لا علاقة لها بالامتثال المتبادل بموجب الاتفاق النووي»، مشدداً على أن الإدارة الأميركية تركز على الملف النووي» وبذلك، حضّت إيران على التركيز على إحياء الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في فيينا، «بدلاً من السعي لفتح قضايا خارج سياق فيينا أو إلقاء اللوم على الآخرين من أجل التوقف في المحادثات».

 

تل أبيب تتحدث عن «استيطان إيراني» شرق الجولان..4500 عنصر في 120 موقعاً ومقراً عسكرياً بريف حمص

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الخميس 07 نيسان 2022

أعدت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، دراسة حول الأوضاع في سوريا، طرحت على هيئة رئاسة الأركان مؤخراً، حذرت من «استيطان إيراني زاحف ونشر واسع لأفكار المذهب الشيعي والعلوي». وقالت إن هذا «الاستيطان» يقترب من حدود إسرائيل في الجزء الشرقي من الجولان.

وحسب هذه الدراسة، من أن هذا التطور يشكل «أرضية خصبة وبيئة دافئة حميمة لنشاط (حزب الله) اللبناني وغيره من الميليشيات الإيرانية. فالإيرانيون يستغلون ضائقة السكان وفرار الكثيرين منهم ويستوطنون في البيوت المهجورة ويرفضون في كثير من الأحيان إعادتها ويمارسون الضغوط عليهم لتغيير المذهب السني ويجندون شبانهم إلى الميليشيات». وأضافت أن هذه التطورات، تجري في كل أنحاء سوريا و«بدأت تحدث تغييرات ديمغرافية كبيرة. فعندما كان عدد سكان سوريا 21 مليون نسمة قبل الحرب الأهلية في عام 2011. كانت نسبة السنة 59 في المائة والعلويين 11 في المائة والشيعة 4 في المائة. وأما اليوم فعدد السكان على الأرض السورية التي يسيطر فيها نظام بشار الأسد، وتبلغ 60 في المائة من البلاد، لا يزيد عدد السكان عن 10 ملايين ويشكل العلويون منهم نحو 30 في المائة والشيعة 10 في المائة. فإذا كانت نسبة الشيعة والعلويين معاً 15 في المائة في الماضي تصبح نسبتهما اليوم 40 في المائة».

وتقول الدراسة الإسرائيلية إن الرئيس بشار الأسد، «يسيطر اليوم على 60 في المائة من أراضي سوريا، في حين تسيطر على البقية تركيا والأكراد المدعومون من الولايات المتحدة ومن تبقى من المتمردين في إدلب. وأن التغيير الديمغرافي بات عقبة أمام الاستقرار الطبيعي للبلد، حيث إن هناك تذمراً شديداً من النشاط الإيراني». وأشارت الدراسة إلى بلدات سورية تعاني بوجه خاص من هذا التغيير، مثل قرفة والسيدة زينب وسعسع. ويخشى أهالي البلدات القريبة من خط وقف النار مع إسرائيل، ما بين الهضبة المحتلة من الجولان وبين الجهة الشرقية منه، أن يصبحوا في خط النار في حال تدهورت الأوضاع الأمنية مع إسرائيل. وهم يرون أن النظام السوري لا يوفر لهم الحماية من هذه السيطرة. وفي بعض المواقع، مثل البلدات الدرزية، هناك توتر داخلي ينذر بحرب أهلية أخرى في المنطقة. وتقول إن الأسد نفسه صار يضج ويتذمر من هذا الوضع، ويرى فيه «عقبة كأداء» أمام عودة سيطرته على البلاد. وتتحدث الدراسة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سوريا، وتقول إن السكان عبروا الشتاء بأعجوبة، إذ لم تتوفر لهم حماية من الأمراض ولا حماية من الضيوف الجدد ولا حماية من الفقر. والتجربة في لبنان تدل على أن «حزب الله» يعرف كيف يستغل ضائقة الناس لتجنيدهم إلى حروبه. وعندما رأت إيران أن سيطرتها العسكرية في سوريا تواجه بحرب مدمرة من إسرائيل، خفضت وجودها إلى الحد الأدنى ولجأت إلى وسيلة جديدة هي هذا الاستيطان الشيعي.

 

إيران توسع انتشار ميليشياتها وسلاحها في سوريا

إدلب: فراس كرم الشرق الأوسط»/الخميس 07 نيسان 2022

تسارع إيران إلى تعزيز دورها في سوريا، والتوسع في بسط نفوذها على أكبر مساحة من الجغرافيا السورية في وسط وشرق وشمال البلاد، عبر نشر أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات المحلية والأجنبية الموالية لها، وآليات عسكرية بينها منصات صواريخ وطائرات مسيرة ومقرات قيادية يديرها ضباط من «الحرس» الإيراني، في ظل انشغال روسيا في حربها ضد أوكرانيا، والتي حددت على مدار السنوات الأخيرة الماضية دور إيران ونفوذها في سوريا بعد تزايد الغارات الجوية الإسرائيلية واستهدافها مواقع عسكرية إيرانية. وفي تكتيك عسكري إيراني جديد، يهدف إلى بسط نفوذ إيران على أكبر مساحة من الأراضي السورية، عزز «الحرس الثوري» مؤخراً، وميليشيات موالية لإيران، بينها «حزب الله» اللبناني، وميليشيات «لواء فاطميون» الأفغاني، إضافة إلى «حركة النجباء» وميليشيات «عصائب أهل الحق» العراقيتين، و«لواء الباقر» السوري، تواجدهم في نحو 120 موقعاً ومقراً عسكرياً في مناطق ريف حمص الشرقي وبادية حماة وبادية الرقة ودير الزور ومحافظة حلب، وعززت هذه المواقع بنحو 4500 عنصر من الميليشيات الموالية لها، وبأعداد من منصات الصواريخ والأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة وأجهزة اتصالات، واستولت مؤخراً على مستودعات «مهين» الاستراتيجية شرقي حمص عقب توسع نفوذها في مطار النيرب العسكري في محافظة حلب على حساب القوات الروسية وقوات النظام، وأنشأت معسكرات لتدريب المتطوعين في صفوف الميليشيات الموالية لها من السوريين.

البداية

في بادية حمص وشرقي حماة، قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إنه «جرى اتفاق مطلع العام الحالي 2022. بين قادة عسكريين في الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وقياديين من الحرس الثوري الإيراني، على إنشاء نحو 11 مقراً قيادياً، يترأسها ضباط وخبراء عسكريون من الطرفين، في مناطق حسياء وتدمر ومهين والقريتين والسخنة والكم والطيبة، شرقي حمص، ومناطق سلمية والسعن وأثريا والشيخ هلال، شرقي حماة». وأضافت المصادر أنه «عقب الاتفاق وإنشاء المقرات القيادية في شرقي حمص وحماة، بدأت الميليشيات الموالية لإيران، ومنها (لواء فاطميون) الأفغاني، و(حركة النجباء) و(عصائب أهل الحق) العراقيتين، و(حزب الله) اللبناني، وقوات تابعة للفرقة الرابعة في قوات النظام السوري، بالانتشار في المناطق الممتدة من منطقة حسياء جنوب شرقي حمص، مروراً بمناطق مهين والقريتين وتدمر والسخنة، وصولاً إلى مناطق جب الجراح في ريف حمص ومناطق السلمية وأثريا والشيخ هلال شرقي حماة». ولفتت إلى «تزامن انتشار الميليشيات الموالية لإيران والفرقة الرابعة مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وبدء انسحاب القوات الروسية من بعض المواقع العسكرية في شرقي حمص، وانسحابها مؤخراً من مستودعات مهين وتسليمها للحرس الثوري الإيراني، و(حزب الله) اللبناني، اللذان قاما بتعزيزها بأعداد كبيرة من عناصرهما وبآليات متوسطة وثقيلة وأجهزة اتصالات ومنظومات استطلاع إيرانية الصنع، كما جرى تعزيز مواقع عسكرية دفاعية تابعة للفرقة الرابعة بصواريخ (كورنيت) مضادة للآليات في محيط منطقة السخنة شرقي تدمر، ومناطق الكوم والطيبة».

وفي محافظة حلب، قال نشطاء إن «الميليشيات الإيرانية تسلمت خلال الأيام الأخيرة الماضية أجزاء جديدة داخل مطار النيرب العسكري في محيط مدينة حلب من الجهة الشرقية، وأجبرت أصحاب نحو 32 منزلاً محاذياً للمطار على إخلاء منازلهم لأسباب أمنية، عقب جولة قام بها ضباط إيرانيون وآخرون من قوات النظام، وذلك بعد إخضاع نحو 38 موقعاً ومنطقة في محافظة حلب خاضعة بشكل كامل للنفوذ الإيراني، وبينها مخيم النيرب وكرم الطراب، واستحداث مقرات عسكرية إيرانية على طريق حلب - دير حافر، ومناطق الكابلات ومعمل الجرارات (فرات)، ورحبة صيانة الدبابات ومعمل السيراميك من الجهة الجنوبية الشرقية لحلب، ومقرات في كرم الوقاف والعزيزية، ومنطقة الراموسة ومعمل الإسمنت وعين العصافير وكلية المدفعية في منطقة الراموسة، ومناطق الأنصاري وخان طومان والسفيرة وطريق خناصر ومناطق الوضيحي، ومستودعات الذهيبية جنوب شرقي حلب. هذا بالإضافة إلى قواعد الوضيحي وجبل عزان، ومناطق الحاضر ومسكنة وطريق خناصر - أثريا، وتلة الشيخ يوسف والشيخ نجار، ومخيم حندرات شمال شرقي حلب، ومقرات عسكرية في مناطق نبل والزهراء ومعارة الأرتيق والليرمون شمال غربي حلب. وينتشر في تلك المناطق أعداد كبيرة من ميليشيات (لواء القدس) الفلسطيني، و(لواء فاطميون) الأفغاني، و(لواء الباقر) و(حزب الله السوري)، ومجموعات من (الحرس الثوري) الإيراني».

وسحبت إيران في 27 مارس (آذار) 10 طائرات إيرانية مسيرة من نوع «مهاجر» من مستودعاتها في مدينة تدمر شرقي حمص، إلى معسكر خاص بالطائرات المسيرة تم إنشاؤه مؤخراً في منطقة التبني جنوب غربي دير الزور، وأنشأت عقب ذلك مشروعاً تدريبياً على تلك الطائرات، ترافق مع فرض طوق أمني حول المنطقة. وقال مصدر في محافظة حمص إن إيران و«حزب الله» اللبناني باتا يسيطران على كامل المساحة الممتدة من مناطق في جبال القلمون وعرسال السورية المحاذية للحدود اللبنانية لجهة مناطق بعلبك وعرسال اللبنانية، مروراً بمناطق دير عطية والنبك في ريف دمشق، ومناطق حسياء والقريتين ومهين وتدمر والسخنة شرقي حمص، وصولاً إلى مناطق حماة وخناصر ومطار النيرب شرقي حلب، أي بمسافة تتجاوز 300 كيلومتر وبعرض بنحو 120 كلم في عمق البادية السورية التي تصل محافظات حماة وحمص ودير الزور والرقة ومناطق شرقي حلب، وصولاً إلى الحدود اللبنانية».

ميليشيات جديدة

وقال نشطاء سوريون إن «الحرس الثوري الإيراني شكل مؤخراً ميليشيا جديدة باسم (فجر الإسلام) بقيادة ضباط إيرانيين، واعتمد في تشكيلها على عناصر النخبة من (لواء فاطميون) الأفغاني و(حركة النجباء) العراقية و(حزب الله) اللبناني، بالإضافة إلى مجموعات من العلويين الموالين لإيران وشبان شيعة سوريين»، مهمتها حراسة المستودعات العسكرية الإيرانية في كل من حماة وحمص وحلب ودير الزور وتدمر والسخنة شرقي حمص. وقالت مصادر في منطقة اللاذقية في الساحل السوري غربي البلاد، إن «وفداً إيرانياً ضم خبراء عسكريين وخبراء في الاقتصاد زار منتصف شهر مارس (آذار) الماضي مدن اللاذقية وطرطوس الواقعتين على البحر المتوسط غربي سوريا، والتقى ضباطاً في قوات النظام ومسؤولين حكوميين، وزار ميناء اللاذقية ومناطق أخرى في مدينتي اللاذقية وطرطوس». وأشارت المصادر إلى أن «زيارة الوفد العسكري والاقتصادي الإيراني إلى مدن اللاذقية وطرطوس تهدف إلى إنشاء مشاريع اقتصادية واستثمارية إيرانية، بينها معامل للأخشاب والعصائر الطبيعية، وتأمين مستودعات داخل ميناء اللاذقية لتبرير عودة إيران إلى الميناء وإيجاد موطئ قدم لها مجدداً، واستخدامه لنقل المعدات العسكرية واللوجيستية من إيران إلى سوريا ولبنان بحراً، بعد أن فرضت روسيا سيطرتها على الميناء في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وأخرجت القوات الإيرانية منه، وسيرت دوريات للشرطة العسكرية الروسية في داخل الميناء بشكل دوري، وذلك إثر غارات جوية إسرائيلية وقعت في7 و28 من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، استهدفت حينها شحنات أسلحة إيرانية مخزّنة في ساحة الحاويات داخل الميناء».

 

الأطلسي يتوقع حرباً طويلة والعقوبات الغربية تتصاعد

الشرق الأوسط/07 نيسان/2022

صعّدت الولايات المتحدة وبريطانيا من حدّة العقوبات الاقتصادية على روسيا، في الوقت الذي رجّح أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، حرباً طويلة في أوكرانيا قد تستمر «لأشهر وحتى سنوات». وأعلن البيت الأبيض، أمس، فرض عقوبات على ابنتي الرئيس فلاديمير بوتين، ماريا وكاترينا، مشيراً إلى أن أفراد عائلة الرئيس الروسي يخفون ثروته. كما أعلن عقوبات على أكبر مصرف روسي حكومي «سبيربنك» وأكبر مصرف روسي خاص «ألفا بنك»، لافتاً إلى أن كل الاستثمارات الأميركية الجديدة في روسيا أصبحت ممنوعة. بدورها، شدّدت بريطانيا عقوباتها على موسكو، وحظرت أي استثمار بريطاني في روسيا، مستهدفة قطاعي المصارف والطاقة، إضافة إلى المتمولين. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، في بيان، إن الرزمة الجديدة من العقوبات تهدف إلى «تدمير آلة حرب» الرئيس الروسي. وأضافت: «مع حلفائنا، نبيّن للنخبة الروسية أنه لا يمكنهم التنصل من الفظائع التي ارتكبت بناء على أوامر بوتين». في سياق متصل، تواصلت أمس تداعيات «حرب السفارات» بين روسيا والغرب، ولوّح الكرملين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بلدان أوروبية في حال استمرت عمليات طرد الدبلوماسيين الروس من العواصم الغربية. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن بلاده سترد على الخطوات «العدائية» التي اتخذتها بلدان غربية، مشيراً في الوقت ذاته إلى فشل رهان الغرب على تراجع روسيا عن مواقفها. وقال إن العمليات العسكرية الروسية ستتواصل حتى تحقق كل أهدافها. من جانبها، دعت كييف سكان شرق أوكرانيا إلى إخلاء المنطقة «فوراً» وسط مخاوف من هجوم كبير للجيش الروسي على حوض دونباس. ونقلت وزارة الاندماج على «تلغرام» عن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك أن السلطات الإقليمية «تدعو السكان إلى مغادرة هذه الأراضي وبذل قصارى جهدهم لضمان أن تجري عمليات الإجلاء بطريقة منظمة».

 

بعد تعليق عضويتها.. روسيا تعلن الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان

93 صوتاً لصالح تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، مقابل 24 رفضا و58 امتناعا

العربية.نت، وكالات/07 نيسان/2022

أعلن نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة غينادي كوزمين انسحاب روسيا من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتبارا من اليوم الخميس. وقال كوزمين في أعقاب تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بتعليق عضوية روسيا في المجلس اليوم الخميس: "اتخذت روسيا الاتحادية قرارا استباقياً بوقف عضويتها في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتبارا من 7 أبريل 2022". وأضاف أن روسيا تعتبر قرار الجمعية العامة خطوة غير مناسبة ومسيسة. وأكد مع ذلك أن روسيا ستواصل الالتزام بتعهداتها الدولية في مجال حقوق الإنسان وستواصل "المساهمة في الحوار البناء" حول هذا الموضوع.

تعليق عضوية روسيا

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت اليوم الخميس لصالح تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية.وأيد القرار 93 عضوا مقابل معارضة 24 عضوا وامتناع 58 عضوا عن التصويت.

 

روسيا تتهم أوكرانيا بتعطيل محادثات السلام.. وكييف: تغطية على مجزرة بوتشا

الكرملين: بوتين بحث مع مجلس الأمن الروسي ملف المفاوضات مع أوكرانيا والعملية العسكرية

العربية.نت، وكالات»/07 نيسان/2022

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث اليوم الخميس مع مجلس الأمن الروسي ملف المفاوضات مع أوكرانيا والعملية العسكرية. واتهمت روسيا، الخميس، أوكرانيا بالتراجع عن الاقتراحات التي قدمتها في مفاوضات إسطنبول. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن أوكرانيا تقدمت بمشروع اتفاق جديد مع موسكو، مشيرا إلى أن كييف في هذه الوثيقة تخلت عن بعض اقتراحاتها السابقة المطروحة على طاولة التفاوض. ومن جانبها، ردت كييف بأن "اتهامات لافروف لأوكرانيا بالتراجع عن مقترحات جولة إسطنبول تهدف للتغطية على مجزرة بوتشا". وقال لافروف إن روسيا ستواصل المحادثات مع أوكرانيا، وستقدم مسودة اتفاق جديدة. وذكر أن أوكرانيا طلبت اجتماعا بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي لمناقشة دونباس والقرم، وهو أمر غير مقبول، مذكّرا بأن زيلينسكي سبق أن أعلن مرارا أنه لا يمكن عقد اجتماع القمة هذا إلا بعد وقف الأعمال القتالية.

وزير الخارجية الروسي أكد أن أوكرانيا تسعى إلى تقويض المفاوضات، مشدداً على أن واشنطن تدفع زيلينسكي إلى مواصلة القتال. وقال لافروف إن مسودة الاتفاق الجديدة التي طرحتها كييف أمس، تعكس تراجع الجانب الأوكراني عن البنود التي تم تنسيقها بين الطرفين في اجتماع استضافته اسطنبول التركية الأسبوع الماضي. وأوضح الوزير أن الوثيقة الأوكرانية الجديدة لا تتضمن تأكيدا على أن الضمانات الأمنية التي ستتلقاها أوكرانيا من مجموعة من الدول لن تشمل شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبل. وتابع الوزير: "سيطلب الجانب الأوكراني في المرحلة القادمة، على الأرجح، سحب القوات، وسيمضي قدما في طرح المزيد من الشروط المسبقة. هذا المخطط واضح وهو غير مقبول". وشدد لافروف على أن القوات الروسية "بعد ظهور بوادر الواقعية في الموقف الأوكراني" خلال اجتماع اسطنبول اتخذت خطوات لخفض التصعيد في محوري كييف وتشيرنيغوف "كإشارة حسن نية ترمي للتشجيع على السير نحو إبرام تفاهمات".

وحمل الوزير كييف في المقابل المسؤولية عن "تدبير استفزاز في مدينة بوتشا" (في إشارة إلى اتهام القوات الروسية بقتل عشرات المدنيين هناك)، لافتا إلى أن الغرب "سرعان ما استغلها لفرض حزمة جديدة من العقوبات" على روسيا. كما لفت لافروف إلى وقائع تعرض عسكريين روس أسرى لـ"فظائع وحشية على أيدي النازيين الجدد الأوكرانيين". وشدد لافروف على أن هذه التطورات تظهر عجز كييف عن التوصل إلى اتفاقات وتسلط الضوء على "نواياها الحقيقية ونهجها الرامي إلى المماطلة وحتى تقويض المفاوضات من خلال التراجع عن التفاهمات المبرمة". وفسر لافروف هذا الأمر بـ"خضوع نظام كييف لسيطرة واشنطن وحلفائها الذين يدفعون الرئيس زيلينسكي إلى مواصلة القتال".وتابع: "بغض النظر عن جميع الاستفزازات، سيواصل الوفد الروسي العملية التفاوضية بتمرير مسودة اتفاق خاصة بنا تتضمن بشكل واضح ومفصل جميع مواقفنا ومطالبنا الرئيسية".

 

رئيس الأركان الأميركي يعارض شطب فيلق القدس من قائمة الإرهاب

الجنرال مارك ميلي: فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية

العربية.نت»/07 نيسان/2022

أكد رئيس أركان الجيش الأميركي اليوم الخميس، أنه يعارض شطب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية، وهو أحد شروط طهران للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015. وقال الجنرال مارك ميلي أمام الكونغرس: "برأيي الشخصي، أعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية". وتحاول إدارة الرئيس جو بايدن إنقاذ الاتفاق النووي الذي يهدف إلى الحيلولة دون أن تطور إيران أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات عنها. ويبدو أن المفاوضات دخلت مرحلتها النهائية لكنها ما زالت متعثرة بخصوص عدد من النقاط الرئيسية. وبالإضافة إلى رفع العقوبات المتعلقة بالملف النووي، تطالب طهران بشطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية" التي أدرج فيها الحرس في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. وبإشارته تحديداً إلى فيلق القدس وليس إلى الحرس الثوري ككل، ربما يكون رئيس الأركان الأميركي يعطي مؤشراً إلى حل وسط محتمل. وحرص الجنرال ميلي الذي لا يشارك في المفاوضات على التوضيح أن هذا رأيه الشخصي فقط وأنه يعبّر عنه علناً لأنه كعسكري عليه أن يلتزم الإجابة عن الأسئلة التي يوجهها له المشرّعون الأميركيون. وأضاف ميلي أن "الأمر مختلف بالنسبة للسياسيين". وقد رفض وزير الدفاع لويد أوستن أن يجيب عن هذا السؤال. وقال أوستن: "لن أعلق على المفاوضات الجارية أو الرأي الذي سأقدمه للرئيس".

 

إصابة عسكريين أميركيين بهجوم صاروخي في سوريا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/07 نيسان/2022

قال مسؤولون أميركيون، اليوم (الخميس)، إن عسكريين أميركيين أصيبا بجروح طفيفة إثر هجوم صاروخي على قاعدة في شرق سوريا. وأضاف المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، أن أحد العسكريين عولج وخرج من المستشفى، بينما يخضع الثاني لفحوص للكشف عن إصابة في الدماغ.

وأشار المسؤولون إلى أن المعلومات تستند إلى تقارير أولية ويمكن أن تتغير. وفي حين لم يتضح بعد من نفذ الهجوم الأخير، فقد استهدفت قوات مدعومة من إيران القوات الأميركية في العراق وسوريا من حين لآخر. وتقع حقول النفط الرئيسية في سوريا في مناطق تسيطر عليها قوات مدعومة من الولايات المتحدة وتشكل عوائدها مصدراً رئيسياً لتمويل «قوات سوريا الديمقراطية». وتتركز الفصائل المدعومة من إيران بشكل كبير إلى الغرب من نهر الفرات في محافظة دير الزور، حيث تحصل على الإمدادات من العراق عبر معبر البوكمال الحدودي.

 

الرئيس اليمني يعلن نقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي وأصدر قراراً بإعفاء نائب الرئيس علي محسن الأحمر من منصبه

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/07 نيسان/2022

أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم (الخميس)، قراراً رئاسياً بنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، معلناً تفويض المجلس «تفويضاً لا رجعة فيه» بكامل صلاحياته وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كما أصدر قراراً رئاسياً بإعفاء نائب الرئيس علي محسن الأحمر من منصبه. وأوضح هادي في إعلان رئاسي تلاه وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن مجلس القيادة الرئاسي يختص بالإضافة لصلاحياته، بكافة صلاحيات نائب الرئيس. ويتولى رشاد العليمي رئاسة المجلس بحسب البيان الرئاسي، وبعضوية سبعة أعضاء هم: «سلطان العرادة، طارق صالح، عبد الرحمن أبو زرعة، عبدالله باوزير، عثمان مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج البحسني». ويكون كل عضو في مجلس القيادة الرئاسي بدرجة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ويلتزم رئيس وأعضاء المجلس بمبدأ المسؤولية الجماعية وسعيهم لتحقيق أعلى درجة من التوافق فيما بينهم.

وحدد الإعلان الرئاسي اختصاصات المجلس، في إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية، واعتماد سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا للدولة وبنائها على أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة بما يحفظ سيادة الدولة وأمنها وحدودها، إضافة إلى تيسير ممارسة الحكومة لاختصاصاتها بكامل صلاحياتها طوال المرحلة الانتقالية، واعتماد السياسات اللازمة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية. وتشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال اعتماد السياسات التي من شأنها أن تمنع حدوث أي مواجهات مسلحة في كافة أنحاء الجمهورية، وتهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون، وإنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه، وإنهاء جميع النزاعات المسلحة، ووضع عقيدة وطنية لمنتسبي الجيش والأجهزة الأمنية، وأي مهام يراها المجلس لتعزيز الاستقرار والأمن.، إضافة إلى تعزيز المساواة بين المواطنين في كافة الحقوق والواجبات وتحقيق الشراكة الواسعة.

وخص القرار الرئاسي رئيس المجلس بصلاحيات واختصاصات حصرية تتمثل في :

- القيادة العليا للقوات المسلحة.

- تمثيل الجمهورية في الداخل والخارج.

- تعيين محافظي المحافظات ومدراء الأمن وقضاة المحكمة العليا ومحافظ البنك المركزي.

- المصادقة على الاتفاقيات التي لا تحتاج إلى تصديق مجلس النواب بعد موافقة مجلس الوزراء.

- نشاء البعثات الدبلوماسية وتعيين واستدعاء السفراء طبقاً للقانون.

- دعوة مجلس الوزراء إلى اجتماع مشترك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

- إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة وفقاً للدستور والقانون مالم يرى مجلس القيادة الرئاسي بأغلبية الثلثين عدم الإعلان.

- الدعوة إلى انعقاد الجلسات الاعتيادية وغير الاعتيادية لمجلس القيادة الرئاسي.

كما أعلن هادي، إنشاء هيئة التشاور والمصالحة، تجمع مختلف المكونات لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي والعمل على توحيد وجمع القوى الوطنية بما يعزز جهود المجلس وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات بين كافة القوى والتوصل لسلام يحقق الأمن والاستقرار في كافة أنحاء الجمهورية.

وجدد الإعلان الرئاسي، الثقة بالحكومة المشكلة بموجب اتفاق الرياض مع قيام مجلس القيادة الرئاسي باتخاذ ما يراه بموجب صلاحياته لإجراء تعديلات أو تغييرات في الحكومة، أو تشكيل حكومة جديدة.

وفوض الإعلان المجلس بالتفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء اليمن، والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام. وتنتهي ولاية مجلس القيادة الرئاسي، وفقاً للحل السياسي الشامل وإقرار السلام الكامل في كافة أنحاء اليمن، والذي يتضمن تحديد المرحلة الانتقالية ومتطلباتها، أو عند إجراء الانتخابات العامة وفقاً للدستور الجديد وتنصيب رئيس الجمهورية الجديد.

 

طيار أوكراني يضحي بنفسه لـ"إنقاذ المئات"... إليكم ما فعله

وكالات/07 نيسان/2022

قرر طيار أوكراني، أصيبت طائرته بنيران روسية، أن يضحي بنفسه لإنقاذ مئات الأشخاص، عبر البقاء داخل طائرته لإبعادها من فوق المناطق السكنية، إلى منطقة غير مأهولة.

وقالت إيميني دزيبار، نائبة وزير الخارجية الأوكراني، في منشور على تويتر، الأربعاء، إن الطيار يدعى "دميترو تشوماتشينكو". وأوضحت دزيبار أن تشوماتشينكو كان يقود طائرته دفاعا عن أوكرانيا ضد "الغزاة الروس"، عندما تعرضت لنيران روسية فوق مدينة "جيتومير". وأضافت أنه "كان يمكنه أن يخرج من الطائرة، لكنه لم يفعل. وقام بتحويل مسار طائرته لإنقاذ حياة مئات الأشخاص". وأشارت إلى أنه "بطل" و"وطني"، وسيبقى في ذاكرة الأوكرانيين إلى الأبد. وأرفقت المسؤولة الأوكرانية تعليقها بوسم (هاشتاغ) "إدعموا أوكرانيا"، بالإضافة إلى صورة للطيار مع امرأة، دون تحديد هويتها.

 

 هل تسقط مصر ودول عربية بفخ الإفلاس على الطريقة اللبنانية؟

القناة 23 /07 نيسان/2022

أثار حديث نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعادة الشامي، عن إفلاس الدولة والبنك المركزي ردود فعل صادمة في الأوساط السياسية والاقتصادية العربية. وفجر حديث المسؤول اللبناني تساؤلات واسعة حول مستقبل بلدان عربية أخرى تعاني اقتصاديا وسياسيا وبينها اليمن التي تشهد أراضيها مواجهات عسكرية منذ العام 2015، والسودان التي تواجه اضطرابات سياسية، وتونس التي تعيش أزمة سياسية واقتصادية خانقة، وكذلك مصر التي تعاني أزمات خانقة. خبراء، توقعوا سقوط مصر وبلدان عربية أخرى في فخ الإفلاس، بينهم الخبير الاقتصادي الدكتور عبد النبي عبد المطلب الذي تساءل: "هل بدأ مسلسل إفلاس الدول العربية؟"، مضيفا: "لبنان لن تكون الدولة العربية الأخيرة، إنها فقط البداية، وأخشى أن يليه إعلان إفلاس اليمن، ثم السودان، ثم تونس". "على خطى لبنان"، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمود وهبه أن إفلاس مصر "مسأله وقت"، مضيفا عبر "فيسبوك"، أن "حكام الخليج وصندوق النقد يساعدون على التأجيل لأسابيع وشهور، وبالتأكيد يزيدون في التعقيد حتى يصبح الإفلاس حتميا".

"مؤشرات كارثية"

وفي مؤشر على خطورة الحالة المصرية، كشف البنك المركزي المصري الأحد الماضي، عن استمرار أزمة البلاد مع العملات الأجنبية، معلنا عن انخفاض حاد في صافي الأصول الأجنبية في شباط الماضي، وللشهر الخامس على التوالي. وأظهرت بيانات المركزي المصري، أن صافي الأصول الأجنبية المصرية شهد تراجعا حادا، مسجلا انخفاضا بنحو 60 مليار جنيه مصري، ما يعادل (3.29 مليارات دولار)، منخفضا إلى سالب 50.3 مليار جنيه، من 186.3 مليار جنيه هي قيمة صافي الأصول الأجنبية في نهاية أيلول الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2017. إعلان المركزي المصري جاء قبل يوم واحد من إعلان إفلاس لبنان ومصرفها المركزي رسميا، ما يثير المخاوف على الاقتصاد المصري الذي يعاني مع الديون الخارجية (أكثر من 150 مليار دولار)، وفق مراقبين. وأكد الخبير الاقتصادي المصري ممدوح الولي، ‏3 نيسان الجاري، أن الدين الخارجي المصري يصل 145.5 مليار دولار بنهاية العام الماضي، لافتا في ذلك إلى بيانات حكومية. لكن الولي، قال عبر "فيسبوك"، إن "رقم الـ 145.5 مليار دولار للدين الخارجي، جاء قبل طرح سندات الساموراي البالغ قيمتها نصف مليار دولار، وقبل وديعة السعودية البالغة 5 مليارات دولار، وقروض أخرى من بنوك إقليمية مثل بنك الاستثمار الأوروبي ودول مثل فرنسا بالربع الأول من العام الحالي".

وأوضح أن "هذا يعني تجاوز الدين الخارجي حاليا الـ151 مليار دولار، انتظارا للقرض الجديد من صندوق النقد الدولي، والذي لم تتحدد قيمته بعد, والوديعة الكويتية المرتقبة".

"تحذير سابق"

وحذر تقرير نشره "مشروع الديمقراطية للشرق الأوسط" (بوميد)، من تكرار السيناريو اللبناني بمصر، ومن العواقب المدمرة للانهيار الاقتصادي للقاهرة، وصف فيه مصر بعهد عبد الفتاح السيسي بـ"الدولة المتسولة". التقرير المنشور 7 كانون الثاني 2022، جاء بعنوان: "إذا كنت تريد معرفة حال مصر في عهد السيسي تتبع الشؤون المالية"، ورصد فيه الكاتب حالة البذخ التي يعيشها النظام بمقابل الفقر المدقع الذي يعانيه الشعب. ولفت التقرير إلى أن "المصريين يعانون من ركود الأجور وارتفاع الأسعار والبطالة المرتفعة، حيث يعيش حوالي 30 مليون مواطن على دخل يقل عن 3.20 دولارات في اليوم". وخلص إلى القول: "هناك أوجه تشابه ملحوظة بين الاقتصاد اللبناني الفاشل الآن بشكل مريع والاقتصاد المصري المتعثر"، مؤكدا أن "العواقب المدمرة للانهيار الاقتصادي في لبنان ستكون أسوأ إذا تكررت على نطاق مصري". وفي تحليل، نشرته وكالة (رويترز)، الأحد الماضي، قال إن "تداعيات حرب روسيا وأوكرانيا دفعت بلدانا من أفقر دول العالم إلى أزمات شاملة، وكشفت عن قائمة الدول المعرضة للخطر، وأيضا قائمة الانتظار عند باب صندوق النقد الدولي". وأشارت إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز والمواد الغذائية الأساسية، مثل القمح والذرة، بين 25 و40 بالمئة هذا العام، ووضعت عدة دول تحت ضغط شديد. وأضاف التحليل: "التكاليف المتزايدة للواردات والدعم لتلك الضروريات اليومية دفعت القاهرة لخفض قيمة عملتها بنسبة 15 بالمئة، وطلب مساعدة صندوق النقد الدولي". ووجهت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، تحذيرا صارخا من أن "الحرب في أوكرانيا تعني الجوع في إفريقيا"، معربة عن مخاوفها من تفاقم الأوضاع في مصر.

وقال البنك الدولي، إن عشرات من أفقر دول العالم قد تتخلف الآن عن سداد ديونها خلال العام المقبل، وهو ما سيكون "أكبر موجة من أزمات الديون في الاقتصادات النامية خلال جيل واحد".

"محاولات إنقاذ"

ويواجه اقتصاد مصر تبعات سلبية نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت 24 شباط 2022، وسحب مستثمرون أجانب نحو 15 مليار دولار من أسواق أدوات الخزانة المصرية، وفق ما نقله موقع "بلومبرغ"، عن بنك "جولدن مان ساكس"، 21 آذار 2022. تلك الأوضاع دفعت الحكومة المصرية في 21 آذار 2022، لرفع سعر الفائدة بنسبة 1 بالمئة، وخفض قيمة عملتها المحلية بحوالي 14 بالمئة، والدخول في محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض محتمل ما بين 8 و10 مليارات دولار. وفي ظل تفاقم الأزمة المصرية واتساع عجز الحساب الجاري مع ارتفاع تكاليف الواردات وتضاؤل عائدات السياحة، وفي محاولة لإنقاذ نظام السيسي وفق مراقبين، خصصت دول الخليج العربية ما يصل إلى 22 مليار دولار لمصر لمساعدتها في التغلب على أزمة العملة الأجنبية في ثالث إنقاذ من نوعه خلال عقد من الزمن. وفي 30 آذار 2022، أودعت السعودية وديعة بقيمة 5 مليارات دولار، لدى البنك المركزي المصري، فيما اتفق صندوق مصر السيادي وصندوق الاستثمارات السعودي، على استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار بمجالات التعليم والصحة والزراعة والقطاعات المالية. وقبلها بيوم وفي 29 آذار/ مارس 2022، أعلنت قطر عن استثمارات بنحو 5 مليارات دولار في مصر، وذلك بعد أن أعلنت الإمارات في 22 آذار 2022، عن صفقة استحواذ مالي على 5 شركات مصرية بتمويل يبلغ 2 مليار دولار. وقال محللون في تقرير لـ"رويترز" 4 نيسان 2022، وبرغم الدعم الخليجي فإن العملة المصرية قد تتعرض لمزيد من الضغوط حيث يؤدي ارتفاع أسعار السلع الأساسية العالمية إلى زيادة التضخم، مما يزيد من الضغط على الجنيه.

"أشد خطورة"

وحول أسباب إفلاس لبنان، ومدى انطباقها على أوضاع مصر المالية والاقتصادية، قال الخبير الاقتصادي والأكاديمي المصري الدكتور أحمد ذكر الله: "لبنان دولة تعتمد على السياحة واقتصادها غير ريعي أو إنتاجي، وتعتمد على مساعدات دول الخليج التي أدى توقفها لخلافات سياسية أدت إلى هذا السقوط".

أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، أكد لـ"عربي21"، أن "ما حدث كان متوقعا من انخفاض حاد ومتوال في قيمة العملة، واختفاء بعض السلع الأساسية والأدوية، وتجميد البنك المركزي للودائع، وجميعها إرهاصات لما حدث من إفلاس". وبشأن احتمالات انزلاق مصر في هذا الفخ، يرى الخبير واستشاري التدريب ودراسات الجدوى، أن "الاقتصاد المصري يختلف كثيرا عن اللبناني، حيث أن وضعه أشد خطورة، لأنه يعتمد في استقراره على الأموال الساخنة والتي سُحبت من مصر بالأشهر الأخيرة ولذلك فإن الحكومة قامت بخفض قيمة العملة في خفض لن يكون الأخير". وعن خطورة النموذج المصري خاصة أن المركزي المصري كشف الأحد الماضي، أن صافي الأصول الأجنبية لديه بسالب ٥٠ مليار دولار في شباط/ فبراير الماضي، أشار ذكر الله، إلى وجود "خطورة كبيرة على الدولة المصرية". وأكد أن أمامها "مسارات إجبارية سواء في بيع وخصخصة ما تبقى من شركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام، أو الاقتراض الخارجي، واتباع سياسات تقشف محلية، في مسارات تطبق في وقت واحد، خاصة ببيع الأصول السيادية لجهات أجنبية وعربية بصورة متسارعة". ويعتقد الخبير الاقتصادي أن "الاقتصاد المصري على موعد مع صعوبات جديدة مع ارتفاع أسعار الفائدة المتوقع رفعها مجددا بأمريكا، وبالتالي انسحاب جزء من الأموال الساخنة من السوق المصرية".

"سيناريو مستبعد"

وعلى الجانب الآخر، استبعد الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي المصري محمد الحويطي، وقوع مصر في فخ الإفلاس، مؤكدا أن الوضع اللبناني مختلف لأن بيروت لديها مشكلة بإيرادات العملة الصعبة وظروفها سياسيا واقتصاديا صعبة، وهي أقرب للنموذج اليوناني الذي حدث قبل سنوات.

وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح أن "النموذج المصري مختلف تماما"، مستبعدا حدوث ما جرى في لبنان بمصر. وقلل الحويطي، من خطورة إعلان المركزي المصري أن الأرصدة الأجنبية لديه بالسالب، مبينا أن "هذا الأمر حدث بالعام 2016، وبأعوام سابقة، وليس معناه أن مصر ليس لديها دولارات، ولكن الأمر هنا هو الفرق بين متطلبات البلاد وما لديها من عملات". وتابع: "هذا الموقف متغير ولن يستمر هذا العجز لأن أي بيع بالدولار معناه أن يتحول الموقف من السالب للموجب، وهي مسألة غير مزعجة لأن أي وديعة دولارية من الدول الصديقة والمانحة تغير الموقف، خاصة وأن الديون المصرية مرتبطة بآجال تصل لـ30 سنة وليس مطلوبة جميعها الآن".

"أخطاء وحلول"

وكتب السفير فوزي العشماوي روشتة عن هروب مصر من المصير اللبناني، قائلا: "نحن أبعد ما يكون عن نموذج لبنان إذا انتهجنا مسارا مختلفا، وأولويات إنتاجية استثمارية، وفتحنا الأبواب للقطاع الخاص والاستثمارات الحقيقية المنتجة، وأوكلنا السياسة الاقتصادية للخبراء المحترفين". وأضاف: نحن أقرب ما نكون لنموذج لبنان "إذا استمرت أولوياتنا مركزة في الاستدانة للإنفاق غير المنتج، وواصلنا الإنفاق على العقار والمشروعات غير العاجلة أو الضرورية، وتوسعنا بالاستدانة، وظلت الأموال الساخنة هدفنا وغايتنا، واستمر ذات المسؤولين عن الأزمة مسؤولون عن الإصلاح".

 

إتجار بالمخدرات والدعارة.. صحيفة بريطانية تكشف خفايا "كمبيوتر الجحيم" لنجل بايدن!

القناة 23 /07 نيسان/2022

ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن نحو حوالى 450 غيغابايت من البيانات على الكمبيوتر المحمول "السيء السمعة" والذي يخص نجل الرئيس الأميركي هانتر بايدن قد تم حذفها بما في ذلك 80,000 صورة ومقطع فيديو. وقالت الصحيفة، إن الشخص الذي وزع نسخا من القرص الصلب لكمبيوتر هانتر بايدن لعدة جهات، ويدعى جاك ماكسي، تمكن من الفرار إلى سويسرا خوفا من الانتقام من إدارة بايدن. وقدم ماكسي نسخا ومواد من القرص الصلب لصحيفتي واشنطن بوست ونيويورك تايمز، إضافة إلى السيناتور تشاك غراسلي بصفته جمهوريا بارزا في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، بحسب الصحيفة، كان ماكسي يختبئ في زيوريخ، حيث عمل مع خبراء تكنولوجيا المعلومات لاستخراج المزيد من البيانات من "الكمبيوتر المحمول ". وتنقل الديلي ميل عن ماكسي أنه وزملاؤه عثروا على "450 غيغابايت من المواد المحذوفة" بما في ذلك 80,000 صورة ومقطع فيديو وأكثر من 120,000 بريد إلكتروني مؤرشف، مشيرا إلى أنه يعتزم نشر تلك البيانات على شبكة الإنترنت في الأسابيع المقبلة. ويحتوي الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن على أدلة دامغة بوجود نشاط إجرامي واضح من قبل نجل الرئيس الأميركي وشركائه بما في ذلك الاتجار بالمخدرات والدعارة. وقال ماكسي إنه بعد الاتصال بصحيفة الديلي ميل بشأن الكمبيوتر المحمول العام الماضي، ظهرت سيارات الدفع الرباعي السوداء التابعة لأجهزة إنفاذ القانون خارج منزله، وأخبره أصدقاؤه وهم ضباط سابقون في المخابرات الأميركية الذين قدم لهم نسخا من القرص الصلب أنهم تلقوا أيضا مكالمات "غير معهودة". وقال ماكسي إن أحد أسباب اختياره سويسرا كمخبأ هو أن موقع مشاركة الملفات الوحيد الذي لم يحذف ملفات الكمبيوتر المحمول هو Swiss Transfer ، وهي خدمة لمشاركة الملفات مقرها في سويسرا كبلد محايد سياسيا وتاريخيا. ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، أصبحت الملفات من الكمبيوتر المحمول الآن جزءا من الأدلة في محاكمة هانتر بايدن بتهمة الاحتيال الضريبي المزعوم وغسيل الأموال وتشكيل جماعات ضغط أجنبية بشكل غير قانوني. ومن بين الملفات الموجودة على الكمبيوتر المحمول مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني والوثائق التي تظهر تعاملات هنتر مع بوريسما، وهي شركة غاز أوكرانية والتي أصبحت محورا في مساءلة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في كانون الأول 2019. واتهم ترامب آنذاك بدفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للإعلان عن تحقيقات مع بايدن وبوريسما بتهم الفساد.ويدعي ماكسي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يملك رسائل البريد الإلكتروني كأدلة والتي تظهر تفاصيل عمل هانتر لصالح بوريسما، حيث سيتم تبرئة ترامب في الحال، إلا أنه تعرض للخيانة. وأضاف أن "المجموعة الثانية من الأشخاص الذين تعرضوا للخيانة كانوا جميعا من المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية في ذلك العام". وتابع "لقد تعرض الشعب الأميركي للخيانة التامة، لأنني أضمن لك أن جو بايدن لن يستطع الترشح لصيد الكلاب إذا كان الشعب الأميركي يعرف عن هذا الكمبيوتر المحمول". في رسائل البريد الإلكتروني من القرص الصلب، يشير هانتر وشركاؤه التجاريون بوضوح إلى تورط جو في صفقة بملايين الدولارات مع شركة النفط الصينية العملاقة CEFC المرتبطة بالحكومة.

 

أنهى حياته أثناء الصلاة في الكنيسة.. وفاة الخوري جورج حوش تهز سوريا ومخاوف من عودة زمن الاغتيالات

step News/الخميس 07 نيسان 2022      

https://stepagency-sy.net/2022/04/07/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%ad%d9%88%d8%b4/?fbclid=IwAR3mgA8UxSjn86Hb9V-uWs_fG7XIPsMDuPnNspzcyPSy2oz-PMSEHzgjRjE

شهدت سوريا، يوم أمس الأربعاء، حادثة غريبة، لم يسبق وأن حصلت في “تاريخ المسيحية المشرقية”، حيث أعلنت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري عن “انتحار الخوري جورج حوش، بإطلاق النار على نفسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذوكس” بشكل مفاجئ وصادم.

وفاة الخوري جورج حوش تثير الجدل

وأصدرت الوزارة بياناً قالت فيه إن: “حوش أطلق النار على نفسه من مسدسه الخاص، بسبب ضغوطات نفسية واجتماعية”. وذكر البيان أنه وبعد إرسال دورية من “فرع الأمن الجنائي” إلى الكاتدرائية “شوهد الخوري جورج حوش جالسا على كرسي، ومصاب بطلق ناري في الصدر والمسدس ملقى على الأرض بجواره”.

وأضاف البيان أن “هيئة الكشف الطبي والقضائي حضرت بعد ذلك، وتبيّن أن سبب الوفاة صدمة رضية نازفة تالية لطلق ناري نافذ بالصدر باتجاه الظهر”.

هل هو انتحار أم قتل

تفاعل السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تفاصيل الحادثة بعدم التصديق، حيث شكك كثيرون بالرواية الرسمية، معتبرين أن ما حصل “جريمة قتل وليس انتحاراً”، وكذلك “رسالة ترهيب”. وأثارت هذه الحادثة منذ الإعلان عنها، في الساعات الماضية، الكثير من الغرابة والتساؤلات، فيما أصدرت “أبرشية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس” بياناً جاء فيه أن “الخوري جورج حوش أنهى حياته بإطلاق النار على نفسه داخل كاتدرائية القديس جاورجيوس”. وأضافت “الأبرشية” في البيان: “قد أتى هذا التصرف المستغرب، نتيجة ضغوطات نفسية واجتماعية متراكمة”. وكان “الأب جورج” في قرية حلوز بريف إدلب الغربي، قبل أن ينتقل منها إلى مدينة اللاذقية، في أثناء المعارك التي أفضت إلى انسحاب قوات النظام السوري من تلك المنطقة.  وتعتبر كاتدرائية “القديس جاورجيوس” من أقدم وأكبر الكنائس لطائفة الروم الأرثوذكس في مدينة اللاذقية، ووفق الإعلامي السوري، أيمن عبد النور فإن “الخوري كان قد أوقفت خدمته بما يشبه تقاعده قبل 8 أشهر تقريباً”. وبينما يقول عبد النور إن “الأمور المتعلقة بالحادثة غير واضحة” حتى الآن، تعتقد الباحثة والأكاديمية السورية، الدكتورة سميرة مبيض أن “الترويج لرواية إطلاق الأب جورج الرصاص على نفسه هو ساذج يتبنى أكاذيب النظام السوري، والتي تكررت عند اغتيالات عديدة قام بها”.

وتتابع مبيض: “كيف بالأحرى إذا كان اغتيال رجل دين مسيحي والنظام يدّعي حماية المسيحيين، وبالأخص لوقوعها في اللاذقية وضمن حرم الهيكل، أي لا يمكن حصولها بشكل اعتباطي”. وتضيف الأكاديمية السورية: “هي ترتبط بجهة أمنية ولها هدف واضح، وهو ترويع المسيحيين في المنطقة وتهجيرهم أو دفعهم لليأس والتوجّس”. وأضافت: “يؤكد ذلك كيفية إخراج المشهد الإجرامي الذي يحاكي مشاهد عديدة قام بها النظام في أحياء وبلدات مسيحية بالتواطؤ مع التنظيمات الإرهابية للتنكيل بالمسيحيين وترهيبهم باستمرار”. وبدوره، كتب جورج أنطون عبر “فيس بوك”: “قضية (انتحار) الأب جورج حوش غريبة جداً، وقد تكون السابقة الوحيدة في التاريخ أن يقوم رجل دين بقتل نفسه”. وأضاف أنطون الخميس: “الغريب بالقصة أيضاً أن رجل دين يملك مسدساً. رجل دين يدخل الكنيسة وبحوزته مسدس. من المتعارف عليه أن من ينتحر يطلق الرصاصة على رأسه وليس في صدره. من يريد الانتحار ينتحر في بيته وليس في الكنيسة”.

وتابع: “من أكبر المعاصي في جميع الديانات ومنها الديانة المسيحية للشخص العادي هو الانتحار فلا يصلى عليه ولا يُدخل جثمانه من باب المقبرة، فكيف لرجل دين عرف بطيبته وإيمانه ومساعدته للجميع أن يرتكب هذه المعصية الكبرى!”. من جهته قال سليمان يوسف وهو باحث وناشط آشوري سوري مهتم بقضايا الأقليات وحقوق الإنسان إنه “ثمة شكوكاً وتساؤلات كثيرة تطرح نفسها حول حقيقة انتحاره أم هناك جريمة قتل؟”. مواضيع ذات صِلة : حسين الجسمي مدح بيروت فانفجرت.. وكنيسة تنهار على راهب ببث مباشر ودول تهرع للمساعدة وأوضح يوسف: “لم يحصل في تاريخ المسيحية المشرقية أن كاهناً انتحر داخل هيكل الكنيسة وأثناء الصلاة”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

3 ملايين ليرة للمندوب ومليونان ونصف للسيارة...

بقلم غادة حلاوي /نداء الوطن/الخميس 07 نيسان 2022

ليست الدولة وحدها في مأزق ناجم عن تدهور الوضعين المالي والاقتصادي في البلد مما يصعب عليها ايجاد التمويل الكافي لتغطية تكاليف العملية الانتخابية، فالمرشحون بدورهم يعانون من شح المال وارتفاع التكاليف وبالعملة الصعبة هذه المرة. من غير المعروف ما اذا كان مقترح فتح حساب «الحملة الانتخابية «في المصرف تلقى ضمانات من المصارف بتسهيل أمور المرشحين المالية، والسماح لهم بالسحوبات النقدية. الارجح ان الخطوة لم تكن مدروسة بدليل الصعوبات التي يواجهها المرشح في سحب مبالغ مالية نقدية لتغطية مصاريف حملته الانتخابية وليس شيكات مصرفية. والسبب ان القانون لم يجز للمرشح قبض أو دفع أي مبلغ يفوق المليون ليرة الا بموجب شيك، في حين هناك مصاريف تستوجب دفع مبالغ نقدية وليس من خلال شيك مصرفي كنفقات المندوبين وسائقي التاكسي التي تفوق تكاليفها الحد الاقصى الوارد في قانون الانتخاب. المصاريف الانتخابية تأثرت بدورها بالشح المالي وتدني قيمة العملة الوطنية ما جعل الكلفة بالدولار أقل من كلفتها بالعملة الوطنية، ما فرض تسعيرة جديدة للعاملين المشاركين في الانتخابات من مندوبين ومفاتيح انتخابية وبدل نقل ومطاعم وغيرها. مقارنة مع ارتفاع سعر الدولار تدنت كلفة الانتخابات النيابية بالنسبة للمرشحين من المتمولين. فارتفعت اجور العاملين مقارنة مع الدورة الماضية من 500 الف كحد اقصى الى ثلاثة ملايين ليرة وهو السعر المعتمد للمندوب في اكثرية المناطق اللبنانية، كما ارتفع بدل ايجار السيارات من 100 الف او مئتي الف الى مليونين ونصف المليون ليرة، كما ارتفعت بالمقابل كلفة البنزين من 20 الفاً للصفيحة الى نصف مليون ليرة، وهو مبلغ قد لا يجعل توزيع الكوبونات متيسراً على الجميع اللهم الا اذا كان الدفع سيتم بالعملة الصعبة.

وبخلاف الدورة الماضية حيث كانت نسبة المتمولين هي الطاغية بين المرشحين، فان مرشحي هذه الدورة وان كان بينهم عدد لا بأس به من المتمولين لكن هناك ايضاً من يصعب عليه تغطية نفقات حملته الانتخابية، الاتكال هنا على الاحزاب ورؤساء اللوائح من المتمولين وعلى المنصات الانتخابية التي تخوض معركة ما يسمى المجتمع المدني والتي تتكفل بنفقات المرشحين الانتخابية. وهذه كلها تتعاطى بالعملة الصعبة وليس بالليرة اللبنانية. على ان الدفع بالدولار سهّل العملية وجعل التكاليف اقل. فمن كان يشترط مليون ليرة صارت كلفته 50 دولاراً. كل القطاعات استنفرت عشية الانتخابات. احد الاحزاب استأجر «فانات» النقل لثلاثة ايام قبل يوم الانتخاب لنقل المقترعين الى بلداتهم للادلاء بأصواتهم، كوبونات البنزين تم تحضيرها، كلفتها صارت اقل والاحزاب والمرشحون بصدد البدء بتوزيعها بالجملة هذه المرة، كما حُجزت آلاف الوجبات الجاهزة من محلات «السناك»، بكلفة 2 دولار للوجبة اي اقل من الدورة الماضية.

وبفاصل اقل من شهرين على يوم الانتخاب، تزداد وتيرة الدفع في كل الاتجاهات، ليبلغ حدها الاقصى حالياً مئتي دولار بدل الصوت الواحد. وكلما كثر عدد المرشحين في الدائرة وكثر المتنافسون زاد الدفع حتى صار المرشح عبداً عند الناخب في اماكن معينة له، ما يرضيه شرط الالتزام وعائلته بالتصويت على ان الدفع يكون بتقسيط المبلغ على دفعتين قبل وبعد العملية الانتخابية بضمانة حجز بطاقة الهوية. وإذا كان القانون حدد سقف الصرف الانتخابي فان الجميع لن يلتزم بالحدود القصوى للصرف الانتخابي الذي حددته الدولة والتي ستكون بدورها عاجزة عن مراقبة مصاريف المرشحين في كل الدوائر، وما تنفقه الاحزاب وما تتقاضاه وسائل الاعلام من المرشحين. ورغم وجود هيئة للإشراف على الانتخابات ومراقبة الشق المتعلق بالانفاق المالي للمرشحين وما فرضته الدولة من فتح حساب مصرفي للحملة الانتخابية يتم إيداع الأموال والإنفاق من خلاله، الا ان شراءالاصوات لا يزال السمة التي تطبع الانتخابات في لبنان في كل دوراتها بما يصعب مراقبته او الحد منه بالنظر الى السقف العالي الذي حدده القانون للمرشح لتغطية نفقات حملته الانتخابية. ولن تخرج دورة انتخابات 2022 المقررة في 15 أيار عمّا بات مألوفاً في الدورات السابقة، بالنظر الى الأزمة الاقتصادية الكبيرة وتطلع المواطنين الى كون الانتخابات فرصتهم لجني مبلغ من المال بالعملة الصعبة. وبتعديل قانون الانتخابات ارتفع سقف الإنفاق الإنتخابي الاقصى المسموح لكل مرشح انفاقه اثناء فترة الحملة الانتخابية وفقاً لما يأتي:

- 750 مليون ليرة لبنانية لكل مرشح.

- 50 الف ليرة عن كل ناخب من الناخبين المسجلين في قوائم الناخبين في الدائرة الانتخابية.

- 750 مليون ليرة عن كل مرشح ضمن اللائحة.

عموماً لا يتم الالتزام بالسقف الذي تحدده الدولة. وهل يمكن لأي هيئة ان تراقب هذا المرشح في دائرة كسروان الذي اشترى كل ما في متجر الخضار والفاكهة وطلب توزيعها على اهالي المنطقة، او ذاك المرشح الذي تبرع ببدل تبليط جدران المسجد الخارجية. وماذا عن ابن احدى العشائر الذي أقام إفطاراً كلفَتُه آلاف الدولارات وهو بالكاد يملك سيارة وجلس الى جانبه احد المرشحين في العشاء والقى خطاباً بالمدعوين من «الاصدقاء». انه موسم الانتخابات، موسم جني الرزق لكثيرين، يكفي ان كل لائحة يتوجب عليها ان تستعين بما يقارب 900 مندوب في الدائرة يتقاضى كل منهم ثلاثة ملايين ليرة، ليكون ذلك مبعث خير على المواطنين، اما ما الذي تفرزه الانتخابات فرب ضارة نافعة، واذا كان التغيير مستحيلاً في بلدنا فلتكن الانتخابات باباً لتحريك الاقتصاد طالما لا فائدة اخرى مرجوة.

 

بهاء الحريري: حركة “سوا” ستكسر المحرّمات ورئيسها سيكون مسيحياً

فادي سمعان/ليبانون فايلز/الخميس 07 نيسان 2022

في أول إطلالة إعلامية له بعد إطلاق حركة سوا رسمياً في لبنان، أكد رجل الأعمال المقيم في الخارج بهاء رفيق الحريري أن مشروعه من خلال "سوا" هو مشروع وطني، لا طائفي. وقال الحريري في مقابلة (منشورة بالفيديو) لموقع "جبلنا ماغازين": "أفتخر بأنني أنتمي إلى الطائفة السنية، ولكن قبل كل شيء أفتخر بأنني لبناني، وأنا أسعى لكسر المحرمات عبر سوا وتركيبتها وطبيعة العمل السياسي الديمقراطي الذي ستقوم به، ولن أتدخل في عملها، ولكنني أوصيت بأن يكون أول رئيس لها مسيحياً". ورداً على سؤال، أكد بهاء الحريري أن لبنان لطالما كان موجوداً في قلبه، ولذلك قام مع شركاء له باستثمارات كبيرة في لبنان في السنوات الأخيرة بقيمة 800 مليون دولار قبل أن يكون له أي اهتمام بدخول العمل السياسي. مشيراً إلى أنهً: "على الرغم من عدم وجودي جسدياً في لبنان ولكنني تمكنت من تحقيق إنجازات جدية ومنها بالطبع مؤسسة نوح الإنسانية ومن بعدها صوت بيروت إنترناشونالSBI  ومنذ أيام أطلقنا حركة سوا للعمل السياسي".

وعن حركة سوا، قال إن ما يميزها هو استقلاليتها، كونه لن يكون رئيساً لها أو رئيساً لأية لجنة فيها رغم أنه مؤسسها وراعيها والممول الوحيد لها "وما سعينا إليه من خلالها هو تحقيق نموذج ديمقراطي لا يتحكم به شخص، بل رئيس سوا والمكتب السياسي هم الذين سيرسمون السياسات ويتخذون القرارات".

وأشار إلى أن "سوا" تضم مجلس أمناء من أربعين شخصية من كل الطوائف اللبنانية ومن مختلف المناطق "وهم يتمتعون بسمعة جيدة وخبرة عالية، كل في مجال اختصاصه، وسيكون هناك ثماني لجان ضمن الحركة ومنها اللجنة الدستورية والقانونية التي ستدرس طرق تطبيق اتفاق الطائف ومحاربة الفساد ووضع مخطط كامل لتحقيق القضاء المستقل، وسيكون رئيس هذه اللجنة القاضي حاتم ماضي، وهناك المكتب السياسي الذي سيتألف من رؤساء اللجان. ولن أتدخل أبداً في أية قرارات تتخذها اللجان أو المكتب السياسي أو حتى الرئيس الذي سينتخبه لجنة أعضاء مجلس الأمناء. ولكن كل ما أوصيت به - وبقوة - هو أن يكون رئيس حركة سوا مسيحياً، وذلك بهدف كسر المحرمات".

أما عن الأهداف، فقال: "أن يكون لبنان حراً سيداً مستقلاً يعتمد مبدأ الحياد الذي دعا إليه البطريرك الراعي وناقشته معه عندما التقيته في روما، وأن يستعيد لبنان العلاقات الجيدة والمميزة مع الدول العربية والخليجية وتعود الأمور إلى طبيعتها بين لبنان والمجتمع الدولي كون لبنان أصبح اليوم في عزلة دولية كاملة".

ورفض بهاء الحريري الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات معتبراً أن التصويت فيها "هو الطريق الوحيد للتغيير، لذلك نصر على إجرائها وندعو المواطنين إلى المشاركة والتصويت "ضدهم". وكشف أنه سيعلن في الأسبوعين المقبلين عن استراتيجية سوا بالنسبة للانتخابات ومن ستدعمهم فيها. وقال :"حزنت لعدم وصول الثورة إلى لوائح موحدة في الانتخابات، ولكنني أرفض أن أصف ذلك بخيبة الأمل. ونحن لن نساند في هذه الانتخابات السياديين وحسب، بل من يقولون أننا - مسلمين ومسيحيين - نريد أن نتقدم بلبنان إلى الأمام. وسوف نواصل جهودنا من أجل توحيد صوت الثورة".

وأضاف الحريري: " ما نعمل عليه الآن ليس لـ15 أيار بل لـ16 ايار وما بعدها. لذلك سنعمل كحركة سوا بعد الانتخابات مع أي فريق - طبعاً من خارج المنظومة - يكون لديه مشروع لمحاربة الفساد مثلاً أو تطبيق الطائف أو استقلالية القضاء أو مشروع اقتصادي متكامل أو أي أمر نتوافق ونتطابق معه في الرأي".

وعن العلاقة مع بكركي، قال "إنني أعتبر الكاردينال الراعي أعتبره أباً روحياً لي وخلال لقائي معه في روما كان هناك تطابق وتوافق كامل في وجهات النظر. ولدى انتهاء اللقاء قلت له ممازحاً (صحيح أنا مسلم سني ولكن هذه زيجة مارونية) والتواصل دائم بيننا وبين بكركي. واتفقنا على أن هذه العلاقة ستبني على الصدق وحفظ الأمانة". ورداً على سؤال عما يريده للبنان وما تعلمه من والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال: "أريد أن يتعافى لبنان ويتعافي شعبه ويستعيد كرامته وما أريده هو ما كان يريده والدي للبلد، أي أن يكون بلدأ حراً مستقلاً. ما أريده هو استكمال مسيرة رفيق الحريري وأنا أتطابق معه في الرأي والأفكار".

أما عن أخيه الرئيس الأسبق للحكومة سعد الحريري، فقال: "أخي أحبه وأحترمه وأريده، والعائلة لها حرمتها. ولكن الفرق شاسع جداً بيننا بالتفكير وبالآراء". وعن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال والده، قال: "فرحت جداً بالقرار الأخير لمحكمة الاستئناف التي وجدت أن مرعي وعنيسي، العضوين في حزب الله مشاركان في اغتيال الوالد، خاصة وأن القرار اتخذ بالإجماع وثبت بدون أي شك ضلوع هؤلاء الأشخاص ومن وراءهم حزب حزب الله بتنفيذ الجريمة". وإذ خص الحريري جزءاً من الحوار للحديث عن المغتربين ودورهم، أعتذر عن عدم تواصله مع الانتشار في السنوات السابقة، ولكنه أعلن أنه سيزور الولايات المتحدة في خلال هذا الشهر حيث سيعقد عدداً من اللقاءات مع الجالية اللبنانية وواعداً بأنه سيكون أقرب إلى اللبنانيين المغتربين في المرحلة المقبلة. واعتبر الحريري أن "المغترب اللبناني تعرض للغدر وخسر أمواله في لبنان. واليوم قبل أن نطلب من المغترب أن يأتي لإنقاذ البلد علينا أن نعطيه". وأضاف: "أنا أحد هؤلاء المغتربين، وأنا كغيري أنتظر أن أرى استقراراً وأماناً ونظاماً ديمقراطياً، وكما تعلمين معظم المغتربين اللبنانيين لا يعيشون في الصين أو روسيا، بل في دول الغرب، وهي دول ديمقراطية منفتحة يسودها القانون والمحاسبة. فإذا استطاع لبنان أن يعطي المغترب راحة البال وأن يصبح بلداً ديمقراطياً ومنفتحاً وفيه محاسبة ومحاربة للفساد وتستطيع أن تطمئن إذا استثمرت فيه، وأصبح يتمتع باستقلالية القضاء، عندها نستطيع أن نقول للمغترب اللبناني "لقد أعطيناك كل المقومات فتفضل لتستثمر في بلدك". وأكد أنه عندما يستعيد لبنان ثقة المغترب، فسيأتي المغتربون راكضين للعيش أو للاستثمار فيه.

 

شيوخ باريس وكفالة بعبدا: غادة عون بضيافة عمر حرفوش

بسام أبو زيد/نداء الوطن/الخميس 07 نيسان 2022

ضج لبنان منذ أيام قليلة بخبر النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون بأنها تحدثت عن مكافحتها للفساد أمام مجلس الشيوخ الفرنسي وبدعوة منه، وحتى هذه اللحظة ما زال البعض يتداول الخبر في هذه الصيغة مضللاً مجموعة كبيرة من اللبنانيين الذين صدقوا هذه التفاصيل من دون تكليف أنفسهم معرفة حقيقة ما حصل. في الواقع أن القاضية عون ليست مدعوة من قبل أي جهة او لجنة في مجلس الشيوخ الفرنسي، وأن صاحب الدعوة هو المرشح عن أحد المقاعد السنية في طرابلس عمر حرفوش، والذي استأجر قاعة في مجلس الشيوخ الفرنسي من أجل تنظيم هذه المحاضرة التي شارك فيها عضو واحد فقط من مجلس الشيوخ الفرنسي وهي ناتالي غوليه. وقد كتب عمر حرفوش على صفحته على «فايسبوك» باللغتين العربية والفرنسية قائلاً: «نظمت اليوم مؤتمراً لمحاربة الفساد وتجميد الأموال وإعادتها إلى الضحايا في صالة ميديسيس بمجلس الشيوخ الفرنسي، بمشاركة القاضية غادة عون»(مرفق صورة المشاركين في الندوة وصورة ما كتبه حرفوش). وقبل أن تطأ قدما القاضية غادة عون أرض فرنسا بناء لدعوة من المرشح عمر حرفوش، كانت التطورات القضائية تسجل في لبنان حدثين مهمين في الملفات التي تلاحقها القاضية عون. الأول هو أن قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور وافق على إخلاء سبيل رجا سلامة شقيق الحاكم رياض سلامة بكفالة بلغت قيمتها ٥٠٠ مليار ليرة، وبغض النظر عن قيمة الكفالة التي شكلت سابقة في تاريخ القضاء اللبناني، فإن مجرد الموافقة على إخلاء سبيل سلامة يعني أن ليس في الملف من عناصر وأدلة تستوجب إبقاءه موقوفاً، وفي أحسن الأحوال فإن الشبهة التي قد تكون بحقه ليست أكثر من جنحة لا يصل حكمها إذا ثبتت شهراً واحداً. في القانون، إذا ما قيل عن رجا سلامة لا يتناسب مع الواقع ولكنه مع ذلك بقي في السجن إذ إن قيمة الكفالة شكلت عائقاً أمام إطلاق سراحه، ويسأل مقربون من سلامة هل كان هذا الأمر مقصوداً كي يبقى في السجن لاستكمال الضغط على الحاكم وتسجيل المزيد من النقاط في السياسة؟ الحدث الثاني هو أن القاضية عون قد رفعت قرار منع السفر عن رئيسي مجلسي إدارة بنك عوده سمير حنا وبنك لبنان والمهجر سعد الأزهري، والسؤال هنا هل جاء هذا القرار بعدما تأكدت القاضية غادة عون أن حنا والأزهري لن يفرا من لبنان للإلتحاق بالأموال التي أوهموا بها الناس أنهم هربوها إلى الخارج؟ كل ما سبق ليس دفاعاً عن أحد ولا هجوماً يطال أحد بل هو مجرد سرد لوقائع تثبت أن الكثير مما أُوهم به الناس لم يكن سوى مجرد ذرّ للرماد في العيون، للتغطية على من يواصلون سرقة المال العام والخاص.

 

البابا يزور دولة لبنان... وليس ولاية "عونستان"

آلان سركيس /نداء الوطن/الخميس 07 نيسان 2022

في ظل صخب المعارك الإنتخابية الذي بدأ يُسمع في مختلف الدوائر، خرق الإعلان عن خبر زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى لبنان الأجواء الإنتخابية الملبّدة والمتشنّجة. للبنان مكانة كبيرة في وجدان الكرسي الرسولي، كذلك فإن الشعب اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً أحبّ البابا فرنسيس نظراً إلى محبته لبنان ومتابعة قضاياه وأزماته التي لا تنتهي. يتأمل الشعب خيراً بهذه الزيارة، إن تمّت، بغضّ النظر عن محاولات الإستغلال السياسي لها والتي قام بها فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأغضبت الكرسي الرسولي، ففي أيار من العام 1997 كان لبنان واقعاً تحت الإحتلال السوري وكان اليأس هو السمة الغالبة على المسيحيين بعد اضطهادهم من الإحتلال وسلطاته اللبنانية، فأتت زيارة البابا يوحنا بولس الثاني كمفتاح أمل لبلد ظنّ الجميع أنه بات محافظة سورية يحكمها الأسد إلى أبد الآبدين. وفي أيلول من العام 2012، وبينما كانت نيران الحرب السورية تشتعل والربيع العربي يجتاح الدول العربية، خرقت زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الأجواء اللبنانية، وأتت تكملةً لاهتمام الفاتيكان ببلاد الأرز وللقول «إنكم غير متروكين». أما اليوم، فان لبنان يواجه خطر زوال الكيان، الدولة تنهار، المؤسسات تتفكّك، الشعب يجوع، الأزمة الإقتصادية تتعمّق، «الدويلة» تسيطر على الدولة، العزلة العربية والدولية تتفاقم، وحكّام لبنان لا يصغون إلى صوت الشعب، لذلك فإن زيارة البابا فرنسيس ستكون إستثنائية.

وبغضّ النظر عن «خبصات» السلطات اللبنانية، وإذا تمّت زيارة البابا في حزيران أو في موعد آخر، فإن البابا فرنسيس يأتي إلى لبنان للإطمئنان إلى شعبه وليس كرسالة دعم إلى العهد العوني أو لتقوية فريق على حساب فريق. ويستغرب مصدر مقرّب من الكرسي الرسولي كل محاولات الإستغلال من قِبل الفريق الحاكم، فالبابا فرنسيس أكثر من واضح في مواقفه ويعبّر عنها في عظاته أو في بياناته، فهو أولاً ناقم على السلطة الحاكمة من رأس الهرم حتى أصغر مسؤول، وهو أول من بارك انتفاضة الشباب اللبناني في 17 تشرين ودعا إلى الإستماع إلى مطالبهم، ولذلك فإنه يعتبر أن جميع الحكّام مسؤولون عمّا وصل إليه الوضع اللبناني ومن ضمنهم رئيس الجمهورية. والنقطة الثانية أن منطق الفاتيكان مغاير تماماً لما يحاول العهد العوني و»التيار الوطني الحرّ» الترويج له، فالعونيون يطلقون الشائعات بأن الفاتيكان مع حلف الأقلّيات، وذلك لتبرير تحالفهم مع «حزب الله» وللإستمرار بتغطية سلاحه من أجل مصالحهم ومصالح محور «الممانعة»، في حين أن البابا يعتبر لبنان مختبراً لحوار الأديان وملتقى للحوار الإسلامي ـ المسيحي، ويتمسّك بنموذج «إتفاق الطائف» الذي يضمن المناصفة في الحكم، وهذا الأمر يتنافى مع من يطرحون «المثالثة». ومن جهة أخرى، يحاول التيار العوني التسويق بأن الفاتيكان هو مع سلاح «حزب الله» وهذا السلاح يحمي المسيحيين من التطرف، في وقت يدعم الكرسي الرسولي الدولة والجيش اللبناني كقوّة وحيدة قادرة على حماية الجميع. لا شكّ أن الفاتيكان لا يتدخّل في التفاصيل اللبنانية، لكنه يدعو إلى الإصلاح ووقف الهدر ومكافحة الفساد، وفي المقابل يعلم أن العهد العوني بات الشريك الأول في الفساد وسياساته أدّت إلى حرمان الناس من الخدمات الأساسية وعلى رأسها الكهرباء بعدما استلم تكتل عون وزارة الطاقة منذ العام 2009 فيما البلاد تغرق بالعتمة الشاملة. وأمام كل هذه الوقائع، فإن زيارة البابا فرنسيس تأتي كرسالة دعم لدولة لبنان ولشعب لبنان، وليس لمباركة سياسات ولاية «عونستان» التي أوصلت الشعب إلى الحضيض، وعزلت البلاد عن محيطها العربي، في حين أن الفاتيكان يتخوّف من موجة الهجرة المسيحية الكبيرة التي حصلت في عهد عون والشبيهة بالموجة التي أحدثها عندما تسلّم الحكومة الإنتقالية العام 1988، من هنا فإن البابا هو مع إنقاذ البلاد وليس مع إنقاذ حكّامه.

 

مليارات عراقية “محتجزة” في لبنان: أرصدة عائلة صدام حسين وحسابات السلطة الجديدة

رامي الأمين/صحافي لبناني/الخميس 07 نيسان 2022

الرقم الدقيق لحجم المبالغ العراقية المرتبطة بنظام صدام حسين المحتجزة في المصارف اللبنانية موجود فقط لدى رياض سلامة ولدى النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم. الخبر يقول إن “ملايين الدولارات من عائدات نفط إقليم كردستان- العراق محتجزة في لبنان”. وهو يستند إلى تقرير نشرته شركة “ديلويت” الدولية للتدقيق حول صادرات نفط الإقليم للعام 2021، وفيه ملاحظة (رقم 10) تفيد بـ”إعادة تصنيف مبلغ وقدره 310 ملايين يورو سبق أن دفعها مشترٍ واحتفظ بها في حساب ضمان في حساب مصرفي في لبنان كدفعة مقدّمة. لم يتم الإبلاغ عن هذا المبلغ حتى الآن في صافي الحركة في أرصدة حساب المشتري أو الرصيد الإجمالي المستحق من حكومة إقليم كردستان… ولم يتم الإفراج عن الأموال إلى حكومة إقليم كردستان بعد”. وتضيف الملاحظة العاشرة من التقرير أن “البنوك في لبنان تواصل تقييد حركة العملات الأجنبية خارج البلاد”، كما يكشف التقرير عن وجود مبلغ آخر من عائدات نفط اقليم كردستان محتجز في أحد المصارف اللبنانية ويبلغ 294 مليون دولار أميركي. نتحدث هنا عن رصيدين في حسابين مصرفيين فقط، من أصل عشرات، بل ربما مئات الأرصدة التي تعود إلى رجال أعمال عراقيين ومسؤولين سياسيين وأموال عامة عائدة للدولة العراقية عالقة في المصارف اللبنانية. وهذه الأموال يقدّرها مصدر حكومي التقى به فريق “درج” أثناء زيارته العراق لمتابعة ملف “وثائق إريكسون”، بـ17 مليار دولار، ويقول المصدر إن من بينها ملياراً و300 مليون دولار تعود للحكومة العراقية عالقة في المصارف اللبنانية.

لا نعرف على وجه الدقّة ما إذا كانت أموال عائدات نفط اقليم كردستان محسوبة ضمن هذا المبلغ (مليار و300 مليون دولار)، لكن الأكيد أن المبلغ الاجمالي الهائل للاموال العراقية العالقة في لبنان (17 مليار دولار) يتوزع بين أموال مجمّدة بفعل العقوبات الدولية (أموال صدام حسين وعائلته)، وأموال أخرى تعود لرجال أعمال عراقيين قرروا الاستفادة من السرية  المصرفية اللبنانية لتخبئة أموالهم، وكثير منها قد يكون موضوع مساءلة داخل العراق نفسه. وطبعاً لا يخلو الأمر من أموال “نظيفة” أخطأ أصحابها في وضع ثقتهم بالنظام المصرفي اللبناني، فخسروا أموالهم على غرار المودعين اللبنانيين.

في 22 آذار/ مارس الماضي، تقدمت الدائرة القانونية لمجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام” بإخبار أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وذلك “ضد كل من يظهره التحقيق من المصارف والأشخاص المعنويين والطبيعيين بجرائم الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال وإساءة الأمانة ومخالفة أحكام قانون النقد والتسليف ومخالفة القرارات الإدارية وذلك على خلفية ما يعرف بأموال الرئيس صدام حسين المجمدة والتي تقدر بمليارات الدولارات. هذه الأموال، بحسب المجموعة “تم وضعها في مصارف لبنانية بأسماء موالين للنظام العراقي السابق بعد غزو الكويت عام 1990 وصدور قرارات دولية حاصرت العراق على جميع المستويات ومنها القطاع المصرفي، وقد توافرت معلومات عن استعمال هذه الودائع في العمليات المصرفية في لبنان ثم تبخرت بفعل الأزمة التي ضربت القطاع المصرفي في لبنان”.

المحامي حسن عادل بزي تابع هذه القضية مع مجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام”، وبحكم توكيله من قبل أحد العراقيين المحتجزة أموالهم في لبنان، لمحاولة استعادتها، وهو يمتلك معلومات وتفاصيل وأرقام حسابات تثبت وجود أرصدة له في عدد من المصارف اللبنانية تزيد على 300 مليون دولار. يقول بزي لـ”درج” إن التقديرات تتحدث عما يزيد على ستة مليارات دولار لما يسمى “أموال صدّام”، و”الداتا” الخاصة بهذه الأموال موجودة لدى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان التي يرأسها الحاكم رياض سلامة. وبالتالي الرقم الدقيق لحجم المبالغ العراقية المرتبطة بنظام صدام حسين المحتجزة في المصارف اللبنانية موجود فقط لدى رياض سلامة ولدى النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم، المطّلع عن كثب على الملف. وهذه الأموال محتجزة في المصارف اللبنانية بقرار من هيئة التحقيق الخاصة يمنع التصرف بها. بمعنى آخر يلزم القانون المصارف بالإبقاء على هذه الأموال “كاش” في خزائنها، وعدم استثمارها من ضمن أموال المودعين. لكن خلال التحقيقات التي أجرتها القاضية غادة عون مع عدد من المصارف تبين أن الأموال النقدية بالعملات الأجنبية بما فيها الأموال العراقية”تبخّرت” مع بقية أموال المودعين وأن المصارف تصرفت بها واستثمرت فيها لمدة تزيد على 25 عاماً.

قضية الأموال العراقية المحتجزة في لبنان أثيرت خلال زيارة الوفد العراقي الأخيرة إلى بيروت، خصوصاً مع الحديث عن مساهمة عراقية في إعادة إعمار مرفأ بيروت، وهو ما استهجنه عراقيون يرون أن حكومتهم مقصّرة في إعادة إعمار المناطق التي دمّرها “داعش”، وفي الوقت نفسه تتنطح للمساهمة في إعمار مرفأ بيروت. لكن خبراء اقتصاديون رأوا ان مصالح العراق في إبقاء علاقة جيدة بلبنان، عبر هذه المبادرة، تأخذ بعين الإعتبار الأموال العراقية المحتجزة في المصارف اللبنانية. “درج” سأل الخبير الاقتصادي العراقي همام الشماع عن معلوماته حول أموال عراقية محتجزة في لبنان، فتحدّث عن متابعته قضية أرصدة تتعلق بـ”بنك كردستان” حصراً، وهي عالقة في ثلاثة مصارف لبنانية، وتبلغ 40 مليون دولار أميركي. وهذا المبلغ يعتبر صغيراً مقارنة بالمبالغ التي يتحدث عنها المصدر الحكومي الذي التقاه فريق “درج” في بغداد، والبالغة 17 مليار دولار.

صحافيون عراقيون التقيناهم خلال زيارتنا العراق، تحدثوا عن أموال بملايين الدولارات مرتبطة برئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي عالقة في المصارف اللبنانية. فيما قال أحد الصحافيين إن بحوزته معطيات عن تحويلات مالية لاتباع المالكي إلى لبنان منذ عام 2015 وحتى الانهيار الاقتصادي في لبنان عام 2019، لشراء فلل وأراضٍ ومنازل وعمارات وفنادق في لبنان، لمحاولة إخراج أموال و”تبييضها” خوفاً من العقوبات الأميركية. لكننا لم نستطع التأكد بشكل قاطع من هذه المعطيات. كما علم “درج” أن رغد صدام حسين، ابنة الديكتاتور العراقي المخلوع كلفت أحد المحامين في بيروت بمتابعة أموال تفوق المليار دولار باسم زوجها حسين كامل الذي قتله النظام العراقي عام 1996، وبعض هذه الحسابات موجود في “بنك لبنان والمهجر”. لكن المصرف بحسب ما أكد أحد محامي رغد لـ”درج” أنكر وجود الأموال. المحامي الذي تحفظ على ذكر اسمه أكد أن عائلة حسين كامل لا تمتلك اي مستندات لإثبات وجود هذه الأموال، خصوصاً أن رغد هربت من العراق مع الغزو الأميركي عام 2003، لتستقر بعدها بين الأردن والإمارات.

 

جبران باسيل الذي لا ينام.. يخضع للإبتزاز!

وليد خوري/ليبانون ديبايت/الخميس 07 نيسان 2022

تغيّرت الأحوال بالنسبة إلى رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل. الرجل الحديدي الذي فاز بإنتخابات 2018، أكلت منه 17 تشرين 2019، حتى حوّلته إلى ضحية في العام 2022! يجهد باسيل في الحفاظ على وضعيته كرئيس أكبر تكتل مسيحي على الإطلاق. من جهة ثانية، يجهد "حزب الله" بدوره في دعمه للحفاظ على هذه الوضعية، وفي الطريق إلى ذلك، ينمو العشب ويكبر بين الحلفاء، الرافضين تحسين وضعية "جبران" على حسابهم. في المقابل، لم يبخل الحزب على رئيس التيّار، حتى بالأصوات، تماماً كما لم يبخل جبران على نفسه في التضحية، حتى ولو كلّف ذلك إدخال تغييرات وتعديلات جوهرية على خطابه وسلوكه حدّ التناقض. كان صوت باسيل يهدر كلما تمّ التطرّق إلى الوضعية المسيحية في صلب النظام. من ينسى كيف كان باسيل، وقبله عمه رئيس الجمهورية ميشال عون، يرفعان الصوت عالياً في معرض الدعوة الدائمة إلى تحرير المقاعد المسيحية من هيمنة وتأثير الصوت المسلم؟ الآن، تغيّرت الأحوال، أضحى جبران اليوم يسعى خلف الأصوات المسلمة، وإنما يطلبها في سبيل رفد المقاعد المسيحية بقوة الحواصل. أبعد من ذلك، جبران باسيل الذي كان خلال إنتخابات 2018، الآمر الناهي في موضوع التحالفات وصَوغها، فيمنح الموافقات على مرشحين، ويحجبها عن آخرين، تحوّل في عام 2022 إلى راضخ لأمر غيره. الذي حصل خلال تكوين لائحة الشوف – عاليه مؤخراً نموذج واضح، على صعيد تفسير الحالة أو التحوّلات التي دخلت على طبيعة رئيس التيار السياسية.

عملياً، يقول البعض أن ما حاول تحقيقه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في الشوف، لناحية سيناريو الفرض و الإملاء على رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، متسلّحاً بالعلاقة مع السعودية، كان لافتاً من حيث القدرة والتوقيت، تماماً كحال مع حصل مع باسيل، أمام اندفاعة كلّ من رئيس تيّار "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهّاب، وشريكه الدرزي الثاني رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان. عملياً، أدّى ذلك إلى خلق توازنٍ "نوعاً ما" على صعيد العلاقة بين المكوّنين، فلم تختلّ لمصلحة طرف دون آخر.

خلال دوران مسار تركيب اللائحة التي جمعت الثلاثي، بدا جبران باسيل ضعيفاً في فرض مرشحيه، على عكس ما كان عليه سابقاً. بداية، حاول وهاب دفعه خارج اللائحة، لعلّة ظاهرية إسمها "الخلاف على البساتنة" تخفي في باطنها رغبةً لدى "أبو هادي" في دخول مجلس النواب كقطب. كانت خشية باسيل حينها تتمثل في فقدان الحاصل الثاني، مما يؤدي للإطاحة بمرشحه عن المقعد الكاثوليكي في الشوف غسان عطالله، المستهدف بحملات إنتخابية جنبلاطية. قضى ذلك على جبران أن يقدم تنازلات، كان إحداها الضغط على فريد البستاني للإنضمام إلى اللائحة إلى جانب ناجي البستاني، فحصل ذلك بعد جهد. وطوال مسار تأليف اللائحة، كان الإبتزاز سيد الموقف. من إحدى الأمثلة، أن طرح باسيل أن ينضوي ناجي البستاني في تكتله النيابي في حال فوزه. رُفض الطلب وإنما رُفض مراراً، ليعود باسيل ويرضخ إلى رغبة الحلفاء، وإنما زادها باتفاق "تنازل" يقضي بدعم التيّار لـ"الثنائي الدرزي" في الحصول على وزارة الداخلية، وهذا ما لم يحقّقه وليد جنبلاط أقلّها خلال الفترة من العام 2005 وحتى اليوم. قضية أخرى لها دلالات هامة جداً، ففي اللائحة التي حملت إسم "لائحة الجبل"، يمكن ببساطة تقدير أن جبران دخل عليها كشريك غير مضارب، أو شريك ضعيف، مقارنة بوئام وهاب مثلاً، الذي فُرض على تلك اللائحة، مرشحين إثنين على الأقل، عداك عن فرض ناجي البستاني، ما ساواه مع باسيل من الناحية العددية. في دائرة صيدا – جزين، واجه باسيل إبتزازاً داخلياً من نوع آخر، هذه المرة مصدره "التيار الوطني الحر"، تحديداً النائب زياد اسود، الذي تمكّن بدايةً من أن يفرض على باسيل الضغط في سبيل الإطاحة بالمرشح عن المقعد الماروني الثاني أمل ابو زيد، قبل أن يتدخل الرئيس ميشال عون ويعود لاعادة فرضه مجدداً. وباسيل الفاقد للقدرة على إيجاد مرشحين أقوياء محسوبين على أطراف سياسية، بدت عليه الخشية من خسارة ما تبقّى له في جزين، في حالة إغضاب أسود الذي مارس السياسة إنطلاقاً من قاعدة: "عرف مقامه فتدلّل"، فأعطاه ما أراد. في جبيل كسروان، بعلبك – الهرمل الأمر ذاته. تمثّلت خشية جبران في عدم القدرة على إيجاد حلفاء لتركيب لوائح، فرضخ لأمر حلفائه أيضاً، ومضى شريكاً معهم في لوائح. هل هي بداية السقوط، أم بداية التصحيح للصعود من جديد، أم هي قراءة ضروية للأحداث حكمتها الاحداث والضرورات؟

 

عون متّهم: "يستغلّ زيارة البابا"

كارولين عاكوم/الشرق الاوسط/الخميس 07 نيسان 2022

اتهمت «القوات اللبنانية» رئيس الجمهورية ميشال عون بمحاولة استغلال زيارة مرتقبة للبابا فرنسيس للبنان انتخابياً. وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت أول من أمس الثلاثاء أن البابا سيزور بيروت في حزيران المقبل. لكن ماتيو بروني، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، رد على هذا الإعلان، قائلاً إن «الزيارة لا تزال فرضية قيد الدرس». وسرعان ما كتب رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر «تويتر»، قائلاً: «زيارة البابا فرنسيس ليست للاستثمار الانتخابي الرخيص، نريدها رافعة أمل ورجاء لخلاص الشعب اللبناني القابع في قعر جهنم. احترموا الأصول ولا تقحموا الحبر الأعظم في الاستغلال السياسي والشعبوي السخيف». وقال قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «مجرد الإعلان عن الزيارة هي خطوة مخالفة للأصول، إذ يجب أن يكون الإعلان الرسمي من الفاتيكان أو في بيان مشترك بين الطرفين»، واضعاً الأمر في خانة «الاستغلال الانتخابي والسياسي لتعويم وضعهم وموقعهم السياسي والقول إن الرئيس عون نجح في دعوة البابا إلى زيارة بيروت، علماً بأنه أعلن سابقاً أنه ينوي المجيء إلى لبنان». وذكّر قيومجيان بزيارة عون إلى الفاتيكان الأخيرة، قائلاً: «لا ننسى محاولة الرئيس عون التسويق ضمناً للتحالف مع (حزب الله) في روما والادعاء أن تحالفهما هو لحماية الوجود المسيحي».

في المقابل، جددت مصادر مقربة من الرئاسة التأكيد على حصول الزيارة، معتبرة أن الذين ينتقدون الإعلان عنها يركّزون على الشكل ويتجاهلون أهمية حصولها. وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «سفير الفاتيكان في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتري أبلغ الرئاسة بحصول الزيارة واتفقنا على الإعلان عنها في شهر حزيران من دون تحديد التاريخ، وذلك بعدما انتشر الخبر في الإعلام ومنعاً لحصول اللغط». وشددت المصادر على أنه «كالعادة سيتم تشكيل لجنة مشتركة من البلدين لترتيب تفاصيل الزيارة، ثم يعلن عن اليوم تحديداً والبرنامج». من هنا تعتبر المصادر أن ما قاله مدير الصحافة في الفاتيكان لا يتعارض أو يتناقض مع ما أعلنته الرئاسة، داعية إلى «التركيز على أهمية الزيارة»، ومذكرة بأن «الإعلان عن تلبية البابا للزيارة جاء بعد شهر واحد على دعوته من قبل الرئيس عون».

ورحب مجلس المطارنة الموازنة بزيارة البابا. وأعرب المطارنة في بيان بعد اجتماعهم الدوري عن «فرحهم بإعلان زيارة قداسة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى لبنان في شهر حزيران المقبل. وفي انتظار إعلان تفاصيل البرنامج الرسمي، يسألون الله أن يباركها ويحقق أمنيات البابا بما فيه خير لبنان واللبنانيين».

كذلك رحّب مجلس المطارنة الكاثوليك في بيان بـ«رغبة البابا فرنسيس زيارة لبنان في شهر يونيو المقبل». وعبّروا عن تطلّعهم إلى أن «تكون هذه الزيارة نقطة تحوّل في تاريخ لبنان ينتقل على أثرها إلى نهضة حقيقيّة في مختلف الميادين».

 

"رواية" الكشف عن زيارة البابا.. والموعد مُحدّد

راكيل عتيِّق/الجمهورية/الخميس 07 نيسان 2022      

على رغم كلّ ما أثير حول إعلان رئاسة الجمهورية أنّ البابا فرنسيس سيزور لبنان في حزيران المقبل، والحديث عن استياء فاتيكاني من هذا الإعلان، فضلاً عن تصريحات تشير الى أنّ الفاتيكان لم يجزم بموعد الزيارة بعد، الّا أنّ القصر الجمهوري يؤكد أنّ ما أعلنه تَمّ بـ»التفاهم مع السفير البابوي»، كذلك أتى بيانا كلّ من المطارنة الموارنة وأساقفة الروم الكاثوليك، أمس، ليؤكدا هذه الزيارة في حزيران. أعلنت رئاسة الجمهورية، أمس الأول، أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استقبل السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور جوزف سبيتري الذي سلّمه رسالة خطية، أعلمه فيها أنّ قداسة البابا فرنسيس قرّر زيارة لبنان في حزيران المقبل، على أن يُصار الى تحديد تاريخ الزيارة وبرنامجها وموعد إعلانها رسمياً، بالتنسيق بين لبنان والكرسي الرسولي. لكن على أثر هذا الإعلان، قال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني، مجيباً عن أسئلة الصحافيين عن زيارة البابا للبنان، إنّ «هذا احتمال قيد الدرس»، فيما كان مراسل صحيفة «ناشونال كاثوليك ريبورتر» كريستوفر وايت في الفاتيكان، قد رَدّ على إعلان رئاسة الجمهورية اللبنانية، في «تغريدة»، وقال: «حتى الآن، الفاتيكان لم يؤكد الزيارة».

كلام كلّ من بروني ووايت استند إليه البعض ليعتبر أنّ إعلان الرئاسة موعد زيارة البابا واستباق إعلانها رسمياً من الفاتيكان، يشكّل «استغلالاً واستثماراً مسبقاً لهذه الزيارة، لتعويم العهد ولتسييلها انتخابياً لمصلحة فريقه و»التيار الوطني الحر». وفي حين أنّ الفاتيكان لم ينفِ الخبر الصادر عن رئاسة الجمهورية بخصوص الزيارة، إلّا أنّ الفكرة، بحسب مصادر مطّلعة، «لم تتبلور بعد في الفاتيكان ولا زالت الأمور غير واضحة، خصوصاً أنّه وفق الأعراف والتقاليد، تُعلن في العادة، زيارة رسمية كهذه من الكرسي الرسولي». على رغم كلّ هذا اللغط، لم يتلقَّ القصر الجمهوري أمس أي اتصال أو مراجعة من الفاتيكان أو السفارة البابوية في هذا الخصوص، بل إنّ الترتيبات والتحضيرات للزيارة ولبرنامجها بدأت وستتواصل وفق التاريخ المحدّد لها. وتعتبر دوائر القصر الجمهوري أنّ كلّ الكلام و»الزوبعة» التي أثيرت حول إعلان الزيارة، «معيب» وهدفه كالعادة «ضرب وشيطنة كلّ ما يتعلّق برئيس الجمهورية». وتوضح مصادر معنية أنّ تصريح بروني لا يعني أنّ الزيارة غير قائمة، إذ إنّه لا يمكنه قَول غير ذلك، لأنّ الفاتيكان يعتمد أسلوب عدم إعلان الزيارة الّا قبل شهر من موعدها وبعد أن يوضع برنامجها ويوافق عليه البابا ويُحدّد كلّ تفاصيلها. أمّا كلام وايت فلا يدلّ الى شيء، بحسب ما توضح المصادر نفسها، إذ إنّه مراسل وليس بالضرورة أن يكون مطّلعاً على خبر رسمي كهذا خصوصاً أنّ الفاتيكان لم يعلن الزيارة رسمياً بعد. في التفاصيل، بدأت «رواية» الكشف عن زيارة البابا، مع نشر أحد المواقع الالكترونية أمس الأول خبراً عاجلاً عن أنّ «قداسة البابا يزور لبنان في 12 و13 حزيران المقبل»، ونسخت مواقع أخرى هذا الخبر وتناقلته، عند الساعة الواحدة ظهراً، أي قبل زيارة السفير البابوي للقصر الجمهوري، وإعلان الرئاسة زيارة البابا. وقد يكون هذا الموقع عَلم بالزيارة من مسؤولين سياسيين أو روحيين مطّلعين أيضاً عليها لأنّ البابا سيلتقيهم.

وبُعَيد نشر هذا الخبر، تلقت الدوائر المعنية في القصر الجمهوري اتصالاً من سبيتري يطلب فيه لقاء عون، وعلى أثره استقبل رئيس الجمهورية السفير البابوي وتسلّم منه رسالة خطية رسمية أبلغه فيها أنّ البابا سيزور لبنان في حزيران مع تحديد يوم الزيارة، وطلب إجراء ترتيبات مشتركة للتحضير لها. وأتى البيان الصادر عن الرئاسة والذي أعلنت فيه عن زيارة البابا، بالتفاهم مع السفير البابوي، بحسب مصادر القصر، التي تقول: «إنّ بيان القصر صدر بالتفاهم مع السفير البابوي الذي التقطت له صورة وهو يسلّم الرسالة الى عون، ولو لم يرِد إعلان الزيارة لكانَ طلب ذلك، إلّا أنّه زار الرئيس، وتفاهمنا على صيغة إعلان أنّ البابا سيأتي في حزيران، ولم نعلن التاريخ أو اليوم المحدّد للزيارة، على رغم أنّه محدّد في الرسالة الخطية، كذلك لم نعلن لا برنامج الزيارة ولا لقاءات البابا، وذلك احتراماً للفاتيكان الذي يعود إليه إعلان ذلك».

كذلك تشير مصادر القصر الجمهوري الى أن «لا استياء لدى الفاتيكان بل افتراء من البعض»، وتشدّد على «أنّنا موضع احترام وثقة، و»لا نلعب» مع الفاتيكان والسفير البابوي، وكان هناك تفاهم مع السفير حول ما صدر في النص الذي راعى كلّ المعايير». وتكشف عن أنّ الترتيبات لزيارة البابا بدأت، من مقرّ إقامته الى الأماكن التي سيزورها وأين سيحتفل بالقداس، وبالتالي يُحضّر الآن مشروع برنامح أولي يُرسل الى الفاتيكان، وحين يوافق عليه البابا، يعلن الفاتيكان الزيارة وبرنامجها، إذ إنّ قداسته عادةً يعلن تفاصيل برنامج زيارته قبل أن يقوم بها لكي يُطلع الناس عليها. هذا في الشكل، أمّا في المضمون وهو الأساس، فتأتي زيارة أي بابا عادةً في ظروف ومواقيت معيّنة لدعم البلد الذي يزوره، ولتاريخ زيارة البابا فرنسيس لبنان في حزيران دلالات عدة، وأبرزها أنّ هذه الزيارة ستأتي بعد شهر على إجراء الانتخابات النيابية في أيار، وبالتالي يوجّه البابا رسالة الى الداخل اللبناني والمجتمع الدولي، بأنّ هذه الانتخابات يجب أن تُجرى وأن تليها مرحلة استقرار، بحيث يزور فيها لبنان. كذلك، بحسب مصادر مواكبة لزيارة أكثر من بابا للبنان، تأتي زيارة البابا فرنسيس المرتقبة، على رغم وضع صحته، وفي هذا الظرف الذي يمرّ فيه لبنان، والذي هو ربما الأسوأ في تاريخه، لكي «يفلش» المظلّة الفاتيكانية على هذا البلد بكلّ ما تعني من معنى وحضور دولي ونفوذ، تماماً كما فعل البابا يوحنا بولس الثاني عام 1997، والبابا بينيدكتوس السادس عشر عام 2012، فقداسة البابا فرنسيس يزور لبنان في حزيران في هذا الظرف ليتوّج كلّ المواقف التي اتخذها والنداءات التي وجّهها والمبادرات التي قام بها، ولكي يكرّس الرعاية أو المظلة البابوية لوطن الرسالة، وليقول إنّ هذا البلد تحت رعايتنا ومظلتنا. وهذه الرسالة تؤثر كثيراً معنوياً، إذ إنّ الفاتيكان لا يملك قوة عسكرية وجيشاً لكنّه يملك قوة معنوية وديبلوماسية فاعلة ومبادرات عدة أطلقها من أجل لبنان.

 

واحةٌ متجانسةٌ أو جُمهوريّةٌ متنافِرة

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/07 نيسان 2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/107693/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%a9%d9%8c-%d9%85%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d9%86%d8%b3%d8%a9%d9%8c-%d8%a3%d9%88-%d8%ac%d9%8f%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%91%d8%a9/

إلى إيران كلُّ الاحترامِ وأقصى التوقِ إلى أفضلِ العَلاقات معها. لكنَّ إيران حَجَبت الكثيرَ الذي يَجمعُنا بها وأبْرزَت القليلَ الذي يُفرِّقُنا. توَغُّلُ القوميّةِ الفارسيّةِ في الحالةِ اللبنانيّةِ عَكّرَ الفكرةَ اللبنانيّةَ التاريخيّةَ وكَدّرَ انتماءَ لبنان إلى المحيطِ العربيّ. وما خَلا بيئةَ حزبِ الله اللصيقةَ، لا يَشعرُ اللبنانيّون بهذه القوميّةِ في وِجدانهم ولا يَعتبرون أنّها كانت يومًا جُزءًا من لبنانيّتِهم رغمَ جَلالِ بلادِ فارس عبرَ التاريخ. هذا الشعورُ شَملَ "الشيعيّةَ اللبنانيّةَ" التي كانت تُشكِّلُ أكثريّةَ المجتمعِ الشيعيِّ لغايةِ سيطرةِ حزبِ الله عليه، إذ نَقل علاقةَ الشيعةِ بإيرانِ من التواصلِ الدينيِّ الحرّ إلى التبعيّةِ القوميّةِ. إلا أنَّ لبنانَ انْتقلَ منذ عقودٍ من صراعِ العقائدِ القوميّةِ إلى صراعِ العصبيّاتِ المذهبيّة. وإذ أساءَ الصراعُ الأوّلُ إلى الولاءِ للبنان، فإنّه، بالمقابل، أغنى الحياةَ الفكريّةَ والثقافيّة. أما الصراعُ الثاني فأفْسدَ لبنانَ وأدْرجَه على لائحةِ التَصَحُّرِ الفكريِّ والثقافيِّ والانهيارِ الاقتصاديّ.

صِرنا، نحن اللبنانيّين، نَنتمي إلى قوميّاتِ الحنين. قوميّاتُنا المبتكَرةُ التي شاغَبَت على دولةِ القانون في لبنان، أمْسَت في مُتحَفِ الوِجدان. ومع ذلك لا نزالُ نُناغيها كأنّها حديثةُ الولادةِ وبدونِ أن نَتأكّدَ ما إذا كانت من لحمِنا ودمِنا أو اعتَنقناها بالتبنّي أو فُرِضَت علينا بالتسوياتِ أو صادَرتْنا بالشَهيّةِ والشُبهةِ. نُناظِرُ من أجل فينيقيا، والفينيقيّون غافِلون عنا. نقاتلُ من أجل العروبة، والعربُ ساهون عنّا. ونَهدِمُ وطنَنا من أجلِ بلادِ فارس والفُرسُ يَستخْدِمونَنا. و"اللبنانيّةُ" التي جَمعَتنا ووَحّدَتنا، وسَـمَت بنا إلى العُلى، وحَجَزت لنا مَقعدًا بين الأمم، نَتنكّرُ لها. نَتعلّقُ بالغائبين ونُهمِلُ لبنانَ الموجودَ أمامَ أعينِنا. نُحوِّل عمدًا البديهيّاتِ اللبنانيّةَ إشكاليّاتٍ. وعِوضَ أن نُضيفَ كلَّ سنةٍ حَجرًا على بُنيانِ لبنانَ لنُدعِّمَ أركانَه، نروح نَقتلِعُ كلَّ يومٍ حَجرًا منه حتى يَتهدَّم.

لقد وَفّرَ لبنانُ الكبيرُ المستقِل وَضعًا فريدًا للمسلمين والمسيحيّين لا نظيرَ له في الشرقِ الأوسط. قبلَ السنواتِ الأخيرة، كان وضعُ المسيحيّين في لبنان، من ناحيةِ حرّياتِهم وحقوقِهم، أهمَّ من وضعِ المسيحيّين في الدولِ المسيحيّة. وكان وضعُ المسلمين فيه أفضلَ من وضعِ المسلمين في أيِّ بلدٍ مُسلم. مَن يغامِرُ فيُسمّي بلدًا مسلِمًا يَتمتَّعُ فيه المواطنون المسلمون بالحرّياتِ الشخصيّةِ والجماعيّةِ والسياسيّةِ والاقتصاديّةِ وبالكرامةِ والعنفوانِ أكثرَ من مُسلمِي لبنان؟ لو لم يَتأسّس لبنانُ الكبير لما سطعَ نَجمُ الشخصيّاتِ اللبنانيّة العظيمةِ، ولَكانت الفئاتُ الرافضةُ كيانَ لبنان رعايا مضافةً إلى كِياناتٍ أخرى وأنظمةٍ أخرى، وما أدراكُم ما الأنظمة؟

لم يَنشأ لبنانُ من العَدَم. وهو ليس كِيانًا "مُرْتَجلًا" بل وُلدَ من رُسوماتِ التاريخِ على الجغرافيا، ومن صمودِ شعبِه بوجْهِ الاضْطهادِ، ومن أيقوناتِ الحضارةِ والحرْفِ والشِراع. شرعيّتُه التاريخيّةُ تفوقُ شرعيّتَه الدستوريّة. لبنانُ وطنٌ تَرقْرقَ في العصور دَمًا. ورغمَ ذلك، يَلتبسُ على البعضِ الفارقُ بين العنوانِ الجغرافيِّ والانتماءِ الوطنيّ، وبين الحدَثِ التاريخيِّ العابِر والشعورِ القوميِّ الثابت. ليس كلُّ ما يَحدُثُ حَولنا عبرَ التاريخِ يَصنعُ قوميّةً ولو اسْتوطنَ الذاكرة. القوميّةُ الأمّ تَـمتَصُّ جميعَ الأحداثِ، تُنقّيها، تُفرِزُها وتَحتفظُ بالإيجابيِّ منها وتَلفِظُ السلبيَّ. هكذا تَقوى القوميّاتُ، وتَضَعُ طاقتَها في الدولةِ وتُطِلُّ على الحداثةِ. لكن ما نُعايِنُه اليوم ــــ ونُعاني منه ـــ أنَّ المجتمعاتِ التي حاولت تجاوزَ الفكرِ القوميِّ، عادت إلى جاذبيّتِه، لاسيّما في أوروبا وأميركا وآسيا، مع عنفٍ يُشبِه عنفَ القرنِ التاسعَ عشرَ ونِصفِ القرنِ العشرين (أوكرانيا/روسيّا، مقدونيا/الجبل الأسود، إسبانيا/كتالونيا، فرنسا/كورسيكا)، إلخ...

عبرَ تاريخِنا بَرزت ثلاثُ مراحلَ عظيمةٍ: فينيقيا بحضارتِها، إمارةُ الجبلِ الدُرزيّةُ/المارونيّةُ باستقلالِها الذاتيِّ النسبيّ، ودولةُ لبنان الكبير بديمقراطيّتِها وصيغتِها المسيحيّةِ/الإسلاميّة. الباقي فتوحاتٌ واحتلالاتٌ وطَمْسُ هُويّة. لكنَّ مشكلةَ لبنان أن الصراعَ يدورُ بين الّذين يؤمنون بالمراحلِ العظيمةِ الثلاثِ والّذين يوالون الفتوحاتِ والاحتلالاتِ وطَمْسَ الهُويّة. وكلّما وَقَع اللبنانيّون في أزمةٍ مصيريّةٍ وواجَهوا مأزِقَ تعايشٍ ـــ كما حالُهم اليوم ـــ يَشُدُّ الحنينُ غالِبيّةَ اللبنانيّين إلى تلك المراحلِ العظيمةِ الثلاثِ، وتَعِنُّ على بالِـهم استعادةُ إحْداها كأنَّ الماضي عِلاجُ الحاضرِ والمستقبَل، وكأن تلك النماذجَ تنتظرُ مذكرّةَ استِدعاء. في العُمقِ، اللبنانيّون يَبحثون عن واحةٍ أكثرَ مـمّا يَبحثون عن وطن، ويُفتِّشون عن الجماعةِ المتجانِسةِ أكثرَ مما يُفتِّشون عن الجُمهوريّةِ المتنافِرة. تَعِبوا من وطنِ الأزَماتِ والحروب.كان الفيلسوفُ الفرنسيُّ أوغست كونت (1798/1857) يقولُ: "إنَّ المجتمعاتِ السياسيّةَ الناجحةَ تعتمدُ المحبّةَ مبدأً والنظامَ قاعدةً والتقدّمَ هدفًا".

مع "اتفاقِ الطائف" اعتقدَ البعضُ أنّنا انتَقلنا إلى الجُمهوريّةِ الثانية، وأنَّ الآتيةَ ستكونُ الجمهوريّةَ الثالثة. الحقيقةُ أنّنا هُجِّرنا إلى ما قبلَ الجُمهوريّةِ الأولى، ولم نَحُطّ على أرضِ الثانية، بل انتَقلنا إلى "الجُمهوريّاتِ الثانيةِ" التي هي نقيضُ الجمهوريّةِ الشرعيّة. ولا أخالُ آباءَ "الطائف" وأبناءَه يَقبَلون بأنْ توسَمَ الجُمهوريّةُ الحاليّةُ بجمهوريّةِ الطائف، ولا بأن يكونَ دستورُ الطائف الطريقَ الأقرَبَ إلى تَبعثرِ لبنان. اللبنانيّون اليومَ أمامَ خِيارِ تثبيتِ هذه الجُمهوريّات، وهي ليست جُزءًا من الحنينِ القوميِّ ولا من الطائف، أو الانتقالِ إلى جُمهوريّةٍ جديدةٍ تَحترمُ في دستورِها التعدّديّةَ الحضاريّةَ والخصوصيّاتِ الثقافيّةَ والمناطقيّة. الخِيارُ النهائيُّ يَتوقّفُ على مصيرِ مشروعِ حزبِ الله: مع حزبِ الله اللبنانيِّ يُمكننا أن نَبنيَ بلدًا ميثاقيًّا بدستورٍ لامركزيٍّ موسَّع، لكن مع حزبِ الله الإيرّانيِّ لا مجالَ لذلك. والمؤسِفُ أنّنا نُعاني من الثاني ولم نَتعرّف بعدُ على الأوّلِ.

نشأت الميثاقيّةُ لتكمِّلَ الدستورَ المدنيَّ لا لتَنقُضَه. واسْتُؤْنِس بالتوافقيّةِ لتُخفِّفَ من حِدّة التباينِ بين القوى السياسيّةِ لا بديلًا عن الأكثريّةِ والأقليّة. لكن الحاصلَ أنَّ قوى معيّنةً تَلتَفُّ على هذه القيمِ الديمقراطيّةِ السامية، فتعُطِّلُ ما يُمكن تعطيلُه، وتُلغي ما يُمكن إلغاؤه، وتُشوِّهُ ما يُمكن تشويهُه وتُقسِّمُ ما يُمكن تقسيمُه حتى صارت دولةُ لبنان مَحلَّ خُرْدَةٍ بعدما كانت حَبّةَ الخَــرْدَلِ التي نَبتَت في هذا الشرق. إنَّ فشلَ التجربةِ اللبنانيّةِ لا يَطالُ الكيانَ السياسيَّ، فقط، بل يمتدُّ إلى الأديانِ المكوِّنةِ هذا الكيان. سقوطُ لبنان هو إدانةٌ تاريخيّةٌ للبنانيّين كأتباع أدياٍن أكثرَ مـمّا هو إدانةٌ إياهم كمواطنين في دولة عادية. وزيارةُ البابا فرنسيس المرجحةُ قريبًا إلى لبنان مزدوجةُ الأبعاد: إنقاذُ الجمهوريّةٍ وإحياءُ الأُخُوّةِ المسيحيّة/الإسلاميّة. هل يأتي البابا باكرًا أم متأخّرًا؟

 

مقالة لفارس خشان يحكي من خلالها المخالفات القانونية الفاضحة التي ارتكبتها القاضية غادة عون خلال زبارتهاا لفرنسا حيث كانت تسوّق  لثري لبنان مرشح للإنتخابات النيابية

قاضية لبنانية "تنشر" رئيس الحكومة وزملاءها على ..."برج ايفيل"

فارس خشان/النهار العربي/07 نيسان 2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/107699/%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%a7%d9%84/

لم يسبق أن حوّل قاض لبناني وليمة عشاءً أُقيمت على شرفه إلى ندوة مفتوحة، كما فعلت، أوّل من أمس النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان غادة عون، في مطعم لبناني لا يبعد عن "برج إيفيل" الشهير أكثر من ثلاثمائة متر.

عموماً، يلتزم القضاة، في أيّ موقع كانوا بواجب التحفّظ، وهم إذا قرّروا الكلام في موضوع محدّد، يستأذنون رؤساءهم، لكنّ القاضية عون، ومنذ أن جمّد رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تعرّف إليها عندما كانت عضواً في محكمة الجنايات في بيروت التي برّأته، في لحظة سياسية "متّفق عليها"، من التهم المسوقة ضدّه، باتت تنبذ الإلتزام بسلوك "الصامت الأكبر". ولكنّ هذه المدّعية العامة، في وليمة العشاء الباريسية التي أتت في إطار برنامج أوصلها إلى إحدى قاعات مجلس الشيوخ الفرنسي، نظّمه لها ثري لبناني مرشّح للإنتخابات النيابية، نافست نفسها.

سابقاً، كانت تتحدّث أمام الكاميرات التي تواكب "مداهماتها" عن موضوع محدّد يقع ضمن صلاحياتها. هذه المرّة، لم تترك موضوعاً "من نِعَمِها"، فتولّت الدعاية الإنتخابية وسمّت للناخبين القوى التي يجب أن يختاروا منها تلك التي سوف يقترعون لها، و"فضحت" رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ساخرة من قرار أصدره القاضي شربل أبو سمرا مَنَع بموجبه المحاكمة عنه في الادعاء الذي كانت قد نظّمته ضدّه، ونالت من رئيس الحكومة السابق سليم الحص على اعتبار أنّ لديه "واسطة قوية" أدخلته الى المستشفى فـ "شو ع َبالو هيدا"، وتطاولت على زملاء لها لأنّهم لا يسيرون وفق ادّعاءاتها "المثبتة بالأدلة"، ولم تنسَ أن تنقضّ على رئيسها الحالي، وهو المدّعي العام التمييزي غسّان عويدات "الذي أوقفني عن العمل مرّتين"، شاكية من أنّ "يداً وحدها لا تُصفّق"، ناعية القضاء الذي تنتمي إليه ، عن سابق تصوّر وتصميم، "فهو ليس حرّاً"، وحقّرت ثلاثة أشخاص بالإسم على غرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا والمديرة العامة في الدولة اللبنانية هدى سلّوم، على الرغم من المبدأ القضائي العالمي حيث "كلّ متهم بريء حتى تثبت إدانته"، ولم تنسَ أن "تفش" خلقها بأحد الزملاء الإعلاميين بالحديث عن شقيقه الذي قالت إنه كان، "من دون أن يضرب ضربة" يتقاضى 12 ألف دولار أميركي من صندوق كازينو لبنان.

باختصار، لم تترك النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان "ستراً مغطّى"، عمّا وافقت على وصفه بأنّه فعلاً "مغارة علي بابا".

في دولة القانون، يُعتبر ما أقدمت عليه القاضي غادة عون جرماً جزائياً لا بدّ من محاكمة مرتكبه، وخرقاً لموجبات الوظيفة يقتضي الملاحقة المسلكية الفورية، ولكنّ لبنان، ومنذ مدّة، ترسّخ في مراتب متقدّمة في قائمة "الدول الفاشلة"، وتكرّس كياناً فوضوياً لا ترعاه القواعد والمبادئ والدستور، حيث "الفاجر يأكل مال التاجر"، و "القوي يقتل الأضعف" و" كل ديك على مزبلته صيّاح".  ولأنّ لبنان أصبح كذلك، فإنّ شيئاً لا يحول دون أن تُقدِم القاضية عون على ما أقدمت عليه، فهي "دخلت السوق" مثلها مثل الآخرين، واقتحمت ميدان "فش خلق" المستمعين، وأدمنت تصفيق هؤلاء الذين ينسبون الى عدد محدود من الأشخاص المصائب الكبيرة التي ألمّت بهم وبذويهم وبسائر الشعب اللبناني. في المبدأ والممارسة، ما أقدمت عليه القاضية عون في العشاء الباريسي فضيحة من شأنها أن تضمّها الى قائمة الفاسدين في لبنان، إنطلاقاً من أنّ للفساد وجوهاً كثيرة تبدأ باستغلال الوظيفة، وتمر بخرق القواعد المسلكية وتصل الى هدر المال العام وسرقته واختلاسه. والغالبية العظمى من قضاة لبنان يلتزمون بهذا المبدأ، فلم يتعرّض قاض لما تعرّض له المحقق العدلي في ملف مرفأ بيروت طارق البيطار، وما كان قد تعرّض له سلفه فادي صوّان، ناهيك عن الهجومات التي تستهدف بين الحين والآخر رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود والنائب العام التمييزي غسان عويدات وآخرين، ولكنّ هؤلاء لم ينبسوا، إلّا في حالات استثنائية جداً، ببنت شفة.

وعلى الرغم من ذلك، إنّ تقييم ما أقدمت عليه القاضية عون ليس مسألة صحافية أو تحليلية، بل مسألة سلطوية وقانونية وقضائية، وهذا يعني أنّ مجلس القضاء الأعلى وهيئة التفتيش القضائي والنائب العام التمييزي ووزير العدل ومجلس الوزراء ومن استهدفتهم بالإسم، في حال لم يجدوا أنّ هناك ما يستدعي التحرّك ضدّها، تكون عون قد حقّقت إنجازاً، بحيث فضحت بعض من يجب فضحهم، وأعطت الرأي العام مادة دسمة قد تعينه على إنارة الطريق أمام خياراته الانتخابية والسياسية، وفتحت الطريق أمام قضاة آخرين ليحذوا حذوها.

في أسبقياتي الصحافية، أجريتُ قبل سنوات مقابلة صحافية مع قاض كبير كان قد أحيل، لتوّه، على التّقاعد فهاجم السلطات السياسية وعدداً من القضاة. عندما جرى توزيع الصحيفة وفي متنها هذه المقابلة، تحرّكت السلطات المعنية، فوراً، فإذا بالقاضي يسارع الى الدفاع عن نفسه بتوجيه تهمتين إليّ: الأولى أنّني أسكرتُه، والثانية أنّني وضعتُ في فمه كلمات لم يقلها. وقبل أن أرد مدافعاً عن نفسي "مستنجداً" بالتسجيل الكامل للمقابلة الذي بحوزتي، اتّصل بي، طالباً منّي أن أخدمه بالصمت على اتّهامه الظالم لي، لأنّ مجلس القضاء الأعلى سوف يحرمه، في حال لم أفعل، من لقب "الشرف".

لم أتردّد في تقديم هذه الخدمة لذاك القاضي، ليس خوفاً ممّن أصبح خارج إطار الخدمة الفعلية، بل احتراماً لسلطة كان الإنتماء إليها، ولو بعد الخروج منها، شرفاً يخسره من يصنّف نفسه كما لو كان "الأجرأ" و"الأنظف" و"الأطهر" فيما الآخرون "ما بخلّوه"، لأنّهم "جبناء" و"ملطّخون" و"فاسدون".

إنّ ما فعلته القاضية عون، بغض النظر عن "الكلام الكبير" الذي يمكن أن يُحكى عن منظّمي جولتها الباريسية، يحتاج الى جواب شاف من المرجعيات المعنية التي إن صمتت أدانت نفسها وإن تحرّكت سمحت بالتمييز بين "الغثّ والسمين"، في بلد طالما شكا من أنّ النفايات المتراكمة والمجارير المتفلّتة لا تتوقف عن تلويث مياهه العذبة! تحت "برج إيفيل"، انقسم من عرفوا بما نطقت به القاضية عون الى فئتين: واحدة اعتبرته "غثّاً" وثانية اعتبرته "ثميناً". المراقبون لم ينضمّوا الى أيّ من هاتين الفئتين، لأنّ هناك مرجعيات يفترض أن تملك كلمة الفصل، فلسان عون قد يكون قد نطق ب"الغثّ" إن تحرّكت هذه المرجعيات وفق نصوص قانونية واضحة، وقد يكون لسانها قد قدّم "السمين" إن تصرّفت هذه المرجعيات، كما لو كانت مجرّد نسخة بشرية عن تمثال "أبي الهول" الحجري!

 

استقالة الحكومة في الكويت... أين الخبر؟!

سليمان جودة/الشرق الأوسط/07 نيسان/2022

ليس أشبه بحكومات الشيخ صباح الخالد الأربع، التي قام بتشكيلها في الكويت مرة من وراء مرة، سوى الحكومات الأربع التي تشكلت في القاهرة في الأشهر الستة الأولى من عام 1952.

ففي وقتها تشكلت في البداية حكومة علي ماهر، ثم حكومة نجيب الهلالي، ثم حكومة حسين سري، ثم حكومة نجيب الهلالي من جديد. وقد جرى هذا كله في حيز زمني لم يتجاوز نصف السنة، وكان ذلك في الفترة التي أعقبت حريق القاهرة الشهير الذي شب في السادس والعشرين من يناير (كانون الثاني) من ذلك العام. والقصة كاملة بين الملك فاروق وبين حكوماته الأربع المتوالية موجودة في كتاب أصدره موسى صبري بعنوان: قصة ملك وأربع وزارات! وعندما تقدم الشيخ صباح الخالد باستقالة حكومته هذا الأسبوع، إلى ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بدا الزمان كأنه يعيد نفسه ما بين منتصف القرن العشرين، وبدايات القرن الحادي والعشرين، في كل من القاهرة والكويت العاصمة. وقد قيل عند تقديم الاستقالة من جانبه أن هذه هي الحكومة الرابعة التي يقودها الشيخ صباح في بحر عامين ونصف العام، منذ أن تلقى تكليفاً من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بتشكيل أولى حكوماته في خريف 2019.

ومعنى هذا أن كل حكومة من حكومات الرجل بقيت في مقاعدها ستة أشهر تقريباً، وهي فترة تساوي ما بقيته حكومات فاروق الأربع معاً. وقد جرى العرف على أن بدء محاسبة أي حكومة من جانب الرأي العام، أو حتى من جانب الصحافة، لا يكون قبل مرور مائة يوم على وجودها في مكانها، لأنها خلال المائة يوم الأولى لها تكون في حاجة إلى فهم ملفاتها، وتكون في حاجة أكثر إلى أن تتحسس مواقع أقدامها.

وقيل في ذلك هذه العبارة: «لا تذمّ ولا تشكر... قبل مُضيّ ستة أشهر». وهي عبارة بدت، ولا تزال، كأنها تلخّص كتاب حساب ومساءلة الحكومات.

وكان سبب الاستقالة أن نواباً في البرلمان أيّدوا طلباً يدعو إلى «عدم التعاون» مع رئيس الحكومة، وقد وصل عددهم إلى 25 نائباً في مجلس الأمة، وحين يكون العدد على هذا النحو فهو ليس قليلاً بأي معيار كويتي.

وما تواجهه حكومات الشيخ صباح منذ تكليفه بالحكومة الأولى، لا يقتصر عليه هو ولا على حكوماته في عمومها، ولكنه يمتد إلى وزرائه أنفسهم وزيراً من بعد وزير، وقد وصل الأمر مع وزير الدفاع السابق إلى حد أنه تلقى استجواباً من مجلس الأمة بعد أدائه اليمين الدستورية مباشرةً، فقال على سبيل الدعابة إنه أول وزير في الكويت يتعرض للاستجواب بعد تسلمه مهام منصبه بستّ ساعات! وما حدث معه تكرر مع وزراء آخرين في الحكومة، وكانت النتيجة أنه قدم استقالته مع وزير الداخلية في وقت واحد قبل أسابيع، ولم يجد الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مفراً وقتها من أن يكلف وزيرين في الحكومة بالقيام بأعمال الوزيرين المستقيلين، إلى أن جاء في مكانيهما وزيران جديدان، ولكنهما ما لبثا أن وجد نفسيهما مستقيلين ضمن الحكومة المستقيلة كلها قبل يومين اثنين! ورغم أن الاستجواب هو ذروة أدوات الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة، فإن عدداً لا بأس به من نواب مجلس الأمة الكويتي قد أساء فهمه وفهم دوره في أداء الرقابة من هذا النوع إلى أبعد مدى، وبدا الاستجواب في الكثير من الأحوال كأن الذين يتقدمون به في قاعة عبد الله السالم التي تنعقد فيها الجلسات، إنما يتقدمون به كغاية في حد ذاته، لا بوصفه وسيلة أو أداة رقابية برلمانية يستطيع بها النواب المنتخبون ممارسة الرقابة الجادة على أعمال الحكومة!

وقد عانى الأمير الراحل من وضع كهذا كثيراً، وكان يواجهه بحل البرلمان نفسه لا بتشكيل حكومة جديدة، كلما جرى تقديم استجواب جديد سواء لرئيس الحكومة وقتها أو لوزير فيها، ولم يكن الشيخ صباح، يرحمه الله، يجد حرجاً في حل البرلمان لإنهاء المشكلة بين المجلس وبين الحكومة، وقد وصل الأمر معه إلى درجة أنه حل مجلس الأمة مرتين في عام واحد! ولكنّ الأمير الحالي الشيخ نواف يؤمن بالعكس، وهذا العكس هو استقالة الحكومة في كل مرة تتأزم فيها الأمور، لا حل البرلمان، ربما لأنه يرى أن الشيخ صباح الخالد هو الأنسب لرئاسة الحكومة، ولذلك، فإنه يعيده إلى رئاسة مجلس الوزراء في كل المرات!

وإيمان الشيخ نواف بهذا النهج المعاكس ربما يكون راجعاً إلى أن عودة رئيس الحكومة نفسه في كل مرة، إنما تنطوي على الرغبة في تحقيق شكل من أشكال الاستقرار في عمل الحكومة بشكل غير مباشر.

هذه مدرسة أو هي وجهة نظر في موضوعها، ولكنها لا تنفي أن البرلمان لا يزال غير قادر في الغالبية من أعضائه على استيعاب حقيقة قانونية برلمانية ثابتة تقول إن الاستجواب وسيلة من وسائل العمل البرلماني، وليس هدفاً أو غاية، ويجب ألا يكون، وإلا فلن تبقى حكومة في مكانها إذا كان هذا الفهم لطبيعة الاستجواب هو الفهم السائد في قاعات البرلمانات! ورغم أن التجربة البرلمانية في الكويت من أقدم التجارب البرلمانية في الخليج، بل هي أقدم هذه التجارب، فإنها لم تؤسس تقاليد مستقرة في العمل البرلماني على طول المسافة الزمنية من استقلال البلاد إلى اليوم، ولو كانت قد نجحت في ذلك ما كان البرلمان قد ذهب إلى طريق الحل كلما تشكَّل، في أيام الأمير الراحل الشيخ صباح، وما كانت الحكومة قد واجهت استقالتها في كل مرة بدا لها شبح استجواب جديد من بعيد، في زمن الأمير الحالي الشيخ نواف!

الكويت بلد صاحب تجربة برلمانية كبيرة في تشريع القوانين وفي ممارسة الرقابة على أعمال الحكومة، ولكنها تجربة يهدرها هذا الشد والجذب بغير نهاية، بين الحكومة من ناحية وبين طائفة من النواب في كل برلمان جديد من ناحية أخرى، كما أن ما يتواصل بلا سقف في قاعة مجلس الأمة يفرغ التجربة ليس من مضمونها ولكن من تاريخها الطويل! وليس سراً أن السياسة التي لعنها الأستاذ الإمام محمد عبده، ولعن كل مفرداتها من ساس، إلى سائس، إلى يسوس، إلى مَسوس، هي التي تقف وراء البرلمانات المتلاحقة في الكويت في زمن، والحكومات المتتابعة فيها في زمن آخر. هي السياسة لا القانون الذي يحكم عمل البرلمان في الكويت وفي غير الكويت. هي السياسة لأن حاصل جمع اثنين زائد اثنين في لغة القانون المنضبطة بطبيعتها لا يساوي غير أربعة، ولكن حاصل الجمع نفسه في نظر الساسة والسياسة يمكن جداً أن يكون أي رقم إلا أن يكون أربعة!

 

بوتشا بين الإبادة الجماعية والفبركة الإعلامية!

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/07 نيسان/2022

في مدينة بوتشا الأوكرانية عُثر على عشرات الجثث، في مشهد مروع ومفجع للعالم عامة، ولأوروبا وللأوروبيين خاصة، وإن كان المشهد ليس بغريب ولا مفجع لهم لو كان في العراق وسوريا وليبيا. شوهدت عشرات الجثث؛ بل المئات، مدفونة قرب كنيسة قديمة في مدينة بوتشا، بينما المتهم الروسي ينفي بالقول إنه انسحب قبل نهاية مارس (آذار). القوات الروسية انسحبت من بوتشا كلياً في 30 مارس، وتم نشر صور الجثث بعد 4 أيام من الانسحاب الروسي، وبالتالي لو كانت الجثث تعود إليه، لكانت متحللة وظهرت عليها علامات التحلل، بينما ما ظهر من الصور هو لجثث قُتل أصحابها حديثاً، في إشارة من الجانب الروسي لاتهام الجانب الأوكراني بالحادثة، عبر شن الجيش الأوكراني حملة «انتقامية» ضد الذين تعاونوا مع الجيش الروسي، بينما نشرت شركة «ماكسار تكنولوجي» الأميركية، صوراً من الأقمار الصناعية لبلدة بوتشا، تظهر جثثاً ملقاة في الشوارع قبل انسحاب القوات الروسية من المدينة الأوكرانية المدمرة، بينما يؤكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن هذه الصور مفبركة. في ظل الاتهامات المتبادلة بين الأوكرانيين والروس، بين الاتهام بالإبادة الجماعية، وبين الفبركة الإعلامية، بين الاتهامات الغربية والنفي الروسي، تبقى هناك حقيقة واحدة، هي وجود أكثر من 400 جثة في مقابر جماعية في بوتشا، ومنها جثث لنساء عاريات، قتلن بالرصاص في الشوارع وأياديهن مقيّدة خلف ظهورهن، في ظل غياب شخصية الفاعل. السلطات الأوكرانية كشفت عن الجثث والمقابر، وذكرت أن أصحابها قُتلوا برصاص «القوات الروسية» قبيل الانسحاب من بوتشا، ما دفع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقول: «ما رأيناه في بوتشا ليس عملاً منفرداً لوحدة منحرفة. إنها حملة متعمَّدة للقتل والتعذيب والاغتصاب وارتكاب فظائع»، بينما وصف نظيره الروسي لافروف، اتهام القوات الروسية بقتل مدنيين في بوتشا الأوكرانية بـ«الهجوم الوهمي»، إذ تسوق روسيا ما تسميه «أدلة» على اتهام للفصائل الفاشية النازية التابعة للنظام الأوكراني.

ومن ناحيته، يصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما حدث في بوتشا بالقول: «هذه إبادة جماعية» وتعتبر «جريمة خطيرة» بمقتضى اتفاقية عام 1948؛ حيث تعرف الإبادة الجماعية (genocide) بأنها «فعل محدد يرتكب بنية التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية بصفتها هذه». وتنص الاتفاقية على أنه «يجوز للدول الأطراف أن تطلب من أجهزة الأمم المتحدة المختصة أن تتخذ، طبقاً لميثاق الأمم المتحدة، ما تراه مناسباً من التدابير لمنع وقمع أفعال الإبادة الجماعية». عندما نشأت الأزمة الأوكرانية، كانت الجهود الغربية والأميركية موجهة لوضع خطط لمعاقبة روسيا وإضعافها؛ خصوصاً اقتصادياً، ولم يكن هناك أي جهود لمنع وقوع الحرب أو التوسط لإيقافها. بعد الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، أصبحت نهاية الحرب المندلعة لن تقف بمجرد تحييد السلاح في أوكرانيا، ونزع سلاحها. لا أعتقد أن الأمر بات يمكن تسويته بهذا الشكل فقط؛ بل سيتجاوزه إلى تقسيم الجغرافيا الأوكرانية التي لن تعود كما كانت قبل الحرب. فالأزمة جزء من جذورها إعادة رسم خريطة المنطقة، وإعادة توزيع ديموغرافيا السكان وفق المنظور الروسي المتحالف مع الانفصاليين في المنطقة، وهي أحد مسببات الحرب، الأمر الذي يجد معارضة قوية من الغرب، وكذلك من «النازيين» من منظور روسي.

الحقيقة التي يحاول كثيرون القفز عليها هي أن الأزمة الأوكرانية لم تعالج غربياً بشكل يسمح بمنع الحرب ونزع فتيلها؛ بل كانت جميع القرارات وحتى المفاوضات الخجولة تدفع نحو مزيد من التصعيد بين الطرفين، حتى وصلنا إلى مرحلة «الإبادة الجماعية»، وإن كانت باتهامات متبادلة من الجانبين.

 

أوكرانيا والانتخابات الرئاسية الفرنسية

جمعة بوكليب /الشرق الأوسط/07 نيسان/2022

لم يعد يفصلنا عن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة يوم 10 أبريل (نيسان) الحالي سوى أيام قليلة. استبيانات الرأي العام الفرنسية، على اختلافها، كلها تشير إلى احتمال فوز الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، وبقائه في قصر الرئاسة لفترة ثانية. نجاح «مانو» (Manu)، كما يسميه أنصاره تَحبباً، سوف يجعل منه أول رئيس فرنسي، بعد عقدين من الزمن، يتولى الرئاسة للمرّة الثانية. ثلاثة رؤساء قبله فشلوا في تحقيق ذلك، ولم يحظوا بالإقامة في قصر الإليزيه سوى لفترة واحدة (خمس سنوات). اثنان منهم تعرَّضا لمحنة الإذلال، بصدور أحكام قضائية بالسجن ضدهما، بتهم استغلال السلطة والفساد.

سجلّ السنوات الخمس الماضية يشير إلى أن الرئيس ماكرون لم يحظَ بإقامة هانئة في ذلك القصر الباريسي التاريخي، وفشل في تنفيذ ما وعد به من إصلاحات ووجِهَت برفض شعبي هائل، وسبَّبت غضباً شعبياً هائلاً، تحول إلى اضطرابات خطيرة في العاصمة باريس، وفي غيرها من المدن الأخرى، واستمر لشهور عديدة، ولولا تدخل الفيروس الوبائي، «كوفيد»، لما توقف. الغضب الشعبي العاصف قادته حركة السترات الصفراء، احتجاجاً على تفاقم الهوّة بين مختلف فئات المجتمع، وخاصة بين النخبة الباريسية وباقي المقاطعات. لكن، من جهة أخرى، يشير السجل الشخصي للرئيس ماكرون في الحكم، إلى أنه، وعلى عكس من سبقوه من الرؤساء، أفلح، خلال سنوات إقامته في قصر الإليزيه، في تقليص نسبة البطالة. النسبة الحالية هي 7.4 في المائة، وهي الأقل خلال الـ15 عاماً الأخيرة، حسب الإحصاءات الرسمية. حظوظ الرئيس ماكرون في الفوز بالانتخابات، والحكم لخمس سنوات أخرى، لا يرجع الفضل فيها لانتشار شعبيته؛ فهو، كما يؤكد خبراء في الساحة الفرنسية، مكروه من اليمين ومن اليسار ومن الشعبويين، بل لضعف منافسيه بشكل ملحوظ.

تفجّر الأزمة الأوكرانية، في الأسبوع الأخير من شهر فبراير (شباط) الماضي، كان له تداعيات ملحوظة في سير الانتخابات. بعضها كان إيجابياً، وأغلبها كان سلبياً، فيما يخص قائمة المرشحين للرئاسة. وعلى سبيل المثال، انعكست الأزمة بالإيجاب على حظوظ الرئيس الحالي، ماكرون، وكانت بمثابة حبل نجاة أنقذه من غرق محقَّق؛ بأن ضخّت دم الحياة مجدداً في شعبيته لدى الناخبين الفرنسيين، فارتفعت فجأة، على حساب منافسيه الآخرين. كان ذلك نتيجة الدور المميز الذي قام به محاولاً إطفاء الحريق الأوكراني، وسعيه الدائب إلى إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة وقف الحرب، والعمل على إيجاد حلول لها عبر التفاوض. تلك المبادرات السياسية الجريئة، لدى اشتعال نيران الأزمة، جعلت منه بطلاً قومياً في عيون مواطنيه، ومصدر فخر لفرنسا. استبيانات الرأي العام الفرنسية مؤخراً منحته 28.5 في المائة من دعم الناخبين، وهي نسبة مرتفعة، آخذين في الاعتبار عدد المرشحين.

وعلى عكس الرئيس ماكرون، تراجعت للخلف حظوظ منافسته اليمينية ماري لوبان، بسبب الأزمة الأوكرانية؛ فهي، إلى حدّ الآن، أقرب المنافسين إليه، وبنسبة دعم شعبي تصل إلى 17.5 في المائة. إلا أن مواقفها المتعاطفة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسياسته، في المرحلة التي سبقت الأزمة الأوكرانية، تدخلت سلبياً في حملتها الانتخابية، وألقت بظلال كثيفة على مصداقيتها. واستناداً إلى تقارير إعلامية، قام مديرو حملتها الانتخابية بإتلاف مليون كتيب دعائي، بعد طباعتها، لاحتوائها على صورة لها تجمعها بالرئيس الروسي بوتين.

اليساريون الفرنسيون يزدرون الرئيس ماكرون وماري لوبان في آن معاً، ويقولون بعدم وجود فوارق بين الاثنين، سوى أن الأول ينظر بازدراء إلى الطبقات الفقيرة، والثانية تنظر بازدراء إلى بقية الأجناس. ولعل المتضرر الأكبر من الأزمة الأوكرانية هو مرشح اليمين المتطرف، إريك زيمور، الذي يصفه بعض المعلقين بأنه النسخة الفرنسية من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. ومن المعروف عنه أنه كان لا يخفي إعجابه بالرئيس بوتين. وسبق له إن قال في أحد خطاباته إن فرنسا بحاجة إلى بوتين. لكن دخول الأزمة الأوكرانية على خط الانتخابات الرئاسية الفرنسية لم يكن في صالحه، وأدى، كما تقول التقارير الإعلامية، إلى انخفاض كبير في شعبيته، وانفضاض كثير من أنصاره من حوله، والتوجه بدعمهم إلى مرشحة الحزب الجمهوري. المشكلة التي تواجه الرئيس ماكرون في حالة فوزه بالانتخابات في الجولتين المقررتين، حسب تحليلات المعلقين، تتمثل في ضرورة فوزه بالانتخابات التشريعية في شهر يونيو (حزيران) المقبل؛ إذ لو فشل أنصاره في تحقيق الفوز، فلن يتمكن ماكرون من حكم فرنسا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

"إنتفاضات" لبنان... أحلامٌ انتهت بالفَشَل!

أنطون الفتى/وكالة "أخبار اليوم/الخميس 07 نيسان 2022     

لا يُمكن لثورة أو لانتفاضة حقيقية، أن تكون أضعف من السلطة، في أي بلد كان. فالدّيكتاتورية نفسها، ليست قوّة، بل هي دليل على الضّعف، وذلك رغم أنها تُبقي من يعتمدها كمنهج لحكمه في السلطة، لسنوات وسنوات.

الخوف

فمن المعلوم أنه كلّما ازداد الشّعور بالخوف، كلّما ارتفع منسوب العنف. وبالتالي، كلّما شعر الحاكم بدنوّ أجله، أو بأن حركة شعبية، أو سياسية، أو عسكرية... تتحضّر للإطاحة به من الدّاخل، كلّما ازداد بطشه وعنفه، لإخمادها، ولمنع تكرارها. والأمر نفسه، بالنّسبة الى الشّعور بالتهديدات الخارجية. فكلّما شعرت بعض الأنظمة بالمخاطر الخارجيّة، كلّما زادت تسلّحها، واستعرضت قواها العسكرية، بسبب ومناسبة، أو من دونهما.

"نصف"

نعود الى لبنان، بلد الحريات والديموقراطيات بنسبة مقبولة، بالمقارنة مع ما هو موجود في منطقتنا. ولكن رغم ذلك، نجد أن لا ثورة أو انتفاضة شعبيّة، نجحت في إحداث التغيير السياسي المطلوب في البلد. فعلى سبيل المثال، نزل اللبنانيون الى ساحة الشهداء، بين شباط وآذار عام 2005، وبما بلغ ذروته في 14 آذار (2005)، للمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان. وكان لنا ما أردناه، ولكن مع "نصف" تغيير سياسي.

تهديد

فالى جانب عَدَم إسقاط الولاية المُمَدَّدَة للرئيس الأسبق إميل لحود آنذاك، شكّلت الاتّفاقات الداخلية بين بعض الأطراف التي طالبَت بانسحاب الجيش السوري من لبنان، والفريق "المُمَانِع"، ضربة موجِعَة للانتفاضة الشعبية، وللتحرّر الكامل من سطوة الاحتلال السوري. وفي أي حال، يؤكّد مُطَّلِعون أن السبب الرئيسي لانسحاب الجيش السوري من لبنان، كان تهديداً أميركياً تلقّاه الرئيس السوري بشار الأسد، في هذا الشأن، وليس زخم الانتفاضة الشعبية اللبنانية، بحدّ ذاته.

2019

وبالعودة الى ماضٍ أقرب، أي الى 17 تشرين الأول 2019، نجد انتفاضة لبنانية شعبيّة في الشارع، تكوّنت من حزبيّين وغير حزبيّين، فيما الزّخم الأكبر فيها كان للفئة الأولى. وفي الانتفاضة الشعبية تلك، رأينا الـ "ميني" تغيير مجدّداً، وهو الاكتفاء بسقوط حكومة الرئيس سعد الحريري، وبتهاوي تسوية عام 2016 الرئاسية، معها، ولكن من دون وضع الإصبع على الجرح الأصلي، والذي هو أن الفقر (الذي كان بدأ يزداد أكثر منذ ذلك الوقت)، وارتفاع الأسعار... وباقي المشاكل والانهيارات، لا تُحَلّ من الداخل فقط، بل تحتاج أيضاً الى تحرير لبنان من المفاعيل السياسية والعسكرية للسياسة الإيرانية، التي أتت بالانهيار الى لبنان.

السلطة

"نصف" تغيير في عام 2005، و"ميني" تغيير في عام 2019، لم يُترجَما سياسياً، رغم نزول أكثر من نصف الشعب اللبناني الى الشوارع، ورغم أننا نتمتّع بنسبة مهمّة من الحريات. وهو ما يعني أن "في شي غلط"، في البلد. أمر آخر، يُكمل مشهد "تدمير" الانتفاضات الشعبيّة في لبنان، وهو شهوة السلطة التي فرّقت في ما بين "السياديّين"، في عام 2005، منذ ما قبل الانتخابات النيابية في ذلك العام، وصولاً الى حدّ اعتبار بعضهم آنذاك أن السوريّين خرجوا من لبنان، بتجاهُل تامّ لتأثيرهم الذي كان لا يزال موجوداً فيه، وذلك لأسباب وأهداف سلطوية بعيدة المدى. فيما شهوة السلطة نفسها، هي التي فضحت الكثير من مكوّنات انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وأسقطتهم بالضّربة "النيابية" القاضِيَة، اليوم.

فشلَت

اعتبر مصدر سياسي أن "المشهد الانتخابي لـ "المجتمع المدني"، على أبواب انتخابات نيابية كان يُفتَرَض أن تكون مهمّة، يستحقّ علامة "صفر". وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "انتفاضة 17 تشرين الأول انتهت بالمعنى الانتخابي، ومن حيث الترجمة السياسية. فتجربة المجتمع الأهلي في الثّورة نجحت، ولكن تجربة المجتمع المدني السياسية، فشِلَت".

مدّة زمنيّة

وشدّد المصدر على أن "اللبنانيين هم شعب مذهبي، وطائفي. وهذا سبب مهمّ للفَشَل في الانتفاضات والتحرّكات الشعبيّة، رغم النّسبة المهمّة من الحريات التي يتمتّع بها لبنان". وأضاف: "انتفاضة عام 2005، ارتبطت بلحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكان زخمها كبيراً، وضمن مدّة زمنيّة قصيرة ومضغوطة، انتهت بالانتخابات النيابية في ربيع ذلك العام". وختم: "أما ما بين انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وأيار 2022، وهو موعد الانتخابات النيابية القادمة، فمدّة زمنيّة من عامَيْن وسبعة أشهر، وهي طويلة عملياً، رافقتها صراعات طائفية ومذهبيّة وسياسية، مع تنامي شهوة السلطة لدى مكوّنات الانتفاضة. ومجموع هذا كلّه أدى الى إسقاط ثورة 17 تشرين الأول، وإفراغها من مضمونها".

 

"الثورة" تخسر 70 نائباً!

نادر حجاز/ـم تي في/الخميس 07 نيسان 2022

أقفل باب تسجيل اللوائح لانتخابات 2022 على رقم كبير مع 103 لوائح، قياساً بانتخابات 2018 والتي تنافست فيها 77 لائحة فقط، ما يدلّ على نسبة الاقبال الكبير على الترشّح هذا العام لاعتبار وحيد وهو حراك 17 تشرين 2019 وما أفرزه من مناخ جديد فرض نفسه على الاستحقاق الانتخابي.

إلا ان الاقبال الكبير للتغييريين على الترشح، أفراداً ولوائح، لا يبدو أنه سيكون في صالح الحراك والأهداف التغييرية التي انطلق منها وقرر دخول معترك العمل السياسي والانتخابات من أجل تحقيقها، لا بل أن المشهد الانتخابي من ضفة "الثورة" يعكس تشتتاً وانقسامات كان يمكن للواقع أن يختلف كثيراً من دونها.

أكد الخبير الانتخابي كمال فغالي أن ارتفاع عدد الترشيحات واللوائح المسجّلة في وزارة الداخلية يعود الى إقبال قوى الحراك على الترشّح، كاشفاً أن عدد لوائح "الثورة" بلغت حوالى 60 في المئة من مجمل عدد اللوائح، وأن متوسط عدد لوائح "الثورة" هو حوالى 4.1 في الدائرة، مع تفاوت العدد الفعلي بين دائرة وأخرى.

إلا ان فغالي اعتبر، في حديث لموقع mtv، أن هذا الأمر سلبي بالنسبة لقوى الحراك طبعاً، لكنه إيجابي للقوى السياسية، لافتاً الى ان عدم توحّد هذه القوى والمجموعات في لوائح موحّدة خسّرها القدرة على الخرق.

ولكن كم نائب كانت هذه المجموعات قادرة أن تحصد لو كانت موحّدة؟

يجيب فغالي برقم صادم، مؤكداً ان الاحصاءات كانت تشير الى ان "الثورة" قادرة على الفوز بـ70 نائباً، فقبل 17 تشرين كانت الأجوبة الطاغية في كل الاحصاءات عشية الانتخابات هي "لا أحد" أو "ورقة بيضاء"، وبعد 17 تشرين كانت هناك حالة رفض كبيرة للاقتراع للقوى السياسية التقليدية، لافتاً الى ان هذه الموجة كانت قادرة على الفوز. وصحيح أن "الثورة" لم تنجح بأن تنتج قائداً لها، إلا ان الأسوأ من ذلك، بحسب فغالي، كان عدم قدرتها على وضع برنامج موحّد، عازياً السبب الى عدم وجود خبرة لدى مجموعات "الثورة" بالإضافة الى وجود قوى تعمل على تفرقتها. وبالحصيلة فقد فقدت "الثورة" قدرتها على تحقيق فوز كاسح في استحقاق 15 أيار، رغم انشاء منصتين كان هدفهما توحيد أكبر عدد ممكن من مجموعات الحراك، إلا أن تشتت المرشحين في هذا العدد الكبير من اللوائح أكّد فشل كل هذه المحاولات باستثناء عدد قليل من اللوائح في بعض الدوائر، والتي تحظى بفرص كبيرة للخرق والفوز، هذا بالاضافة الى اللوائح المدعومة من أحزاب وقوى تدور في فلك "الثورة" والتي تم رفض التحالف معها من قبل بعض قوى الحراك، والتي سيكون الفوز حليفها لكن انطلاقا من قواعدها الشعبية وليس بناءً على مرجعية 17 تشرين.

وكنتيجة عملية لعدم توحّد قوى الحراك انتخابياً، يشير فغالي الى تراجع في نسبة الاقتراع ستشهدها معظم الدوائر وعلى امتداد الطوائف، بالاضافة الى المقاطعة السنية الكبيرة ايضا، لافتاً الى ان حزب الله سيفوز في هذه الانتخابات أيضاً ولكن بشرعية أقل، كاشفاً عن تراجع في الاقتراع لدى السنّة بنسبة 51 في المئة، لدى الدروز والمسيحيين بنسبة 25 في المئة ولدى الشيعة بنسبة 20 في المئة.

 

بالأرقام والتواريخ : ماذا قال وزير الاتصالات عن رفع الاسعار

الشرق الاوسط/07 نيسان/2022

اقتربت ساعة رفع تعريفة خدمات الإنترنت والاتصالات والبطاقات المسبقة الدفع في لبنان، إذ أعلن وزير الاتصالات جوني القرم أنه اتخذ قرار رفع التعريفة بدءاً من 1 حزيران المقبل، وأحاله إلى مجلس الوزراء لمناقشته والموافقة عليه، مشدداً على "ضرورة تلك الخطوة لتوفير استمرارية قطاع الاتصالات ومنعه من الانهيار نتيجة ارتفاع أسعار التكلفة". وأوضح القرم في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن "شركتي الخلوي (ألفا) و(تاتش) أكدتا أنهما لا تستطيعان رفع الأسعار قبل الأول من أيار ، وبما أن الانتخابات النيابية ستجري في 15 أيار، ارتأيت تأجيل رفع الأسعار حتى الأول من حزيران لتمرير الانتخابات، لكن بطبيعة الحال القرار النهائي في الموضوع يعود لمجلس الوزراء". وعن طريقة احتساب الفاتورة بعد رفع التعريفة، أشار القرم إلى أن "الموضوع ما زال يناقش داخل مجلس الوزراء. أحد المشاريع هو أن تقسم الفاتورة على 3 أو 4، ومن ثم تدفع بالليرة على سعر منصة صيرفة"، لافتا إلى أنه سيقدم كل الأرقام إلى مجلس الوزراء الذي بدوره يتخذ القرار المناسب. وأضاف "فاتورة 100 دولار ستصبح بين 500 ألف و600 ألف ليرة لبنانية إذا ما احتسبنا سعر منصة صيرفة على أساس 20 ألف ليرة لبنانية كسعر وسطي". وحالياً، يسجل سعر صرف الدولار الواحد على منصة صيرفة نحو 20 ألف ليرة لبنانية، علما بأن السعر يختلف باختلاف سعر صرف الدولار في السوق الموازية، وبالتالي فإن فاتورة الهاتف التي تبلغ 100 دولار، ستصبح 551 ألف ليرة لبنانية إذا ما قرر مجلس الوزراء أن يتم قسم الفاتورة على 4، أما في حال تم اعتماد قسم الفاتورة على 3 فستصبح التكلفة 735 ألف ليرة لبنانية. وإذ أكد القرم أنه يقدر "أوضاع المواطنين"، أشار بالمقابل إلى أن "شركتي الخلوي (ألفا) و(تاتش) هما شركتان مساهمتان، أي لا تستطيع الوزارة طلب سلفة من الدولة لتمويل قطاع الاتصالات، كما يحصل في قطاعات أخرى كالكهرباء". وتابع: "إفلاس الشركة سيعني إغلاق أبوابها، وبما أننا لا نستطيع الاتكال على الدولة ولم نتلق دعما دوليا علينا الاتكال على أنفسنا، والأولوية اليوم هي لاستمرارية القطاع".

وعن رفع تعريفة الإنترنت في أوجيرو وشركتي "ألفا" و"تاتش" أكثر بمرتين ونصف، شرح القرم أن "معدل الزيادات سيكون بهذا القدر، أما تفصيليا، فإن تكلفة إنترنت الشركات ستكون أكثر من مرتين ونصف، أما إنترنت المنزل والباقات الشعبية فستكون الزيادة عليها أقل".

وفيما يخص باقات الإنترنت المسبقة الدفع، أكد القرم أنه طلب من شركتي الخلوي أن تكون هناك بطاقة مسبقة الدفع بـ4.5 دولار، وأن تحتوي على 500 ميغابايت للإنترنت ما يؤمن للمواطنين الاتصال بالواتساب على مدار الشهر، وتابع: "مثل ما يحتم علينا الواجب تأمين استمرارية قطاع الخلوي من واجباتنا أيضاً القيام بالمستحيل لتأمين إمكانية اتصال المشتركين بالشبكة". ويوضح القرم أن "قرار دفع جمارك الهواتف الخلوية كان مجمدا في الفترة الماضية وتم استئناف العمل به عندما كنا ندرس الموازنة وذلك بعدما طلبت الجمارك اللبنانية إعادة تفعيل القرار". ويلفت القرم إلى أن "جمرك الهاتف الخلوي هو ما نسبته 5 في المائة من سعر الهاتف على سعر الصرف الرسمي (1500 ليرة لبنانية) أي أن الهاتف الذي ثمنه 1000 دولار تكون تكلفة جمركه 50 دولارا على سعر صرف الـ1500 ليرة أي 75000 ليرة لبنانية"، ناصحا جميع المتخلفين عن الدفع بتسديد تكلفة الجمارك بأسرع وقت قبل تنفيذ قرار رفع الدولار الجمركي.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 07 و 08 نيسان /2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 07 نيسان/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/107678/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1384/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/April 07/2022/Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/107680/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-april-07-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin