الهتيكة والعار الأب سيمون عساف/28 تشرين الثاني/2020
من بيتنا الأب سيمون عساف/27 تشرين الثاني/2020
ربَّاه الأب سيمون عساف/26 تشرين الثاني/2020
الهتيكة والعار الأب سيمون عساف/28 تشرين الثاني/2020
مرور خاطف على رجال تاريخيين رسموا للقارىء اشنع صور الفظاظة للطبع البشري في أمرغ كرنفالات المجازر والإجرام. لن اتوغل في قِدَم حضارات الأباطرة الفراعنة والكلدو-اشور والفرس و الرومان وبعدهم الخلفاء الأمويون والعباسيون والمماليك والأتراك. وجوه جاءت من الغيب وراحت الى الغيهب.
لكني اكتفي بذكر الأسماء التالية:
فلاديمير ألييتش أوليانوف المعروف بـ لينين (1831-1886) مؤسس المذهب اللينيني السياسي الرافع شعاره: الأرض والخبز والسلام. ترك خلفه إرثًا من القتل والإرهاب أثناء سعيه لتحويل روسيا من دولةٍ رجعية إلى قوة عظمى عالمية يَندى له الجبين، فأطلقت في30 آب 1918 فانيا كابلان النار عليه وأصابته في رئتيه وكتفه قائلةً: “اليوم أطلقت النار عليه لأنه خان الثورة”، وبذلك قضت عليه فقَضَى نَحْبَهُ.
اما جوزيف ستالين المسؤول عن موت أكثر من 20 مليون شخص، فكان ايضا طاغية مرعبا ( رغم عشقه الأفلام لدرجة أنه كان يملك منازل احتوت على قاعة سينما وعازفة البيانو ماريا يودينا Maria Yudina الموسيقية المفضلة لديه)،
لا يقل استبدادا وبطشا عن سالفه فكانت نهايته معقدة يكتنفها الريب والغموض والبُهتان.
وماذا عن نيكولاي تشاوتشيسكو الاكثر جَوْرا وكفراً وقمعية. حكم بشكل دكتاتوري بموجب الأحكام العرفية من عام 1972 حتى عام 1981. اكتسب سمعة سيئة بسبب فساده الشديد ووحشيته. قام بتعيين زوجته والكثير من أفراد عائلته بمناصب رسمية رفيعة المستوى. في 25 – ديسمبر – 1989 تم إعدامه مع زوجته رميًا بالرصاص، بعد إدانتهما بتهمة الإبادة الجماعية وتذكر عنه بعض السجلات أن حكمه كان الأقسى بين الحكومات الستالينية في الكتلة السوفيتية.
ونختم بالدكتاتور الفلبيني فرديناند ماركوس وزوجته ايميلدا إلى جانبه. أعلن الأحكام العرفية في البلاد عندما قربت نهاية فترة ولايته الثانية مستخدما العنف والقمع والإرهاب ضد المعارضة السياسية، ويمنعه الدستور من الترشح لثالثة. في يوم 21 أيلول 1972هرب ماركوس وحلفاؤه إلى هاواي وإلى المنفى، زوجته إيميلدا ماركوس، بلغت من التجاوزات خلال فترة حكم زوجها ما لا يُحتمل من البذخ والبطر والأبهة. هذه الوجوه اذاقت شعوبَها الأمَرّين من الويلات. فلاقت مصيرا من العقاب يُذكر بالاشمئزاز واللعنة ولا يُشكر.
ولبنان الحبيب الوطن الذي تغنَّى الكتاب المقدس بارضه وسمائه وجمال طبيعته، وادباء وشعراء فُتِنوا في سحره، ومواهب زوار وسيَّاح وسياسيون ذُهلوا بسكينته وسكانه.
أطرح السوآل! الى اين أوصله السادة الساسة عندنا؟ وهل ممارساتُهم تختلف عن ممارسات الذين وردت اسماؤهم الكريهة في مستهل الكلام؟ بموضوعية مطلقة، ماذا ستقول الأجيال الطالعة عنهم؟ ماذا تخبر الأخلاق عن سلوكياتهم والسِيَر؟
ماذا يتركون من إرث سوى الذل والهتيكة والعار؟ اليست تصرفاتهم ابشع من مجازر لينين وستالين الروسييَن وجرائم توشيسكو الروماني ومركوس الفيليبيني؟
قتلوا سلبوا سرقوا نهبوا خدعوا خانوا قهروا وافقروا امَّة برمَّتها ولم يجف الدمّ بعد عن اكفهم الملطخة!
هؤلاء السفاحون السفلة، افتعلوا بالشعب الوادع فسطوا حتى على ودائعه وكرامته وتجاوزوا حدود المعقول فاستحى نيرون ابن كلوديوس بالتبنى، وانتحى الفوهرر النازي أدولف هتلر وارتعد جوزيف بروز تيتو وارتعش الفاشي بنيتو موسوليني من معائبهم والمقابح. «لا تسأل الطغاة لماذا طغوا بل اسأل العباد لماذا ركعوا»! لو الشعب اللبناني متناغم ومنسجم لكان اجترح المعجزات، ولكن للأسف كلُّ قطيع خلف راعيه الفاسد!
زعماء سياسيون وعسكريون، سعوا إلى فرض مبادئهم على جميع أوجه الحياة عندنا، فبانوا قساة الرقاب، لا يتوقفون عن إشباع رغباتهم الأنانية في السلطة والمجد والسؤدد، وإن كلف ذلك دماء الملايين من أبناء الوطن.
فالزعيم الحقيقي هو من يسعى إلى ما فيه خير أبناء قومه منتهجا طريق العدل والحرية.
متى ينتهي ليل الشرق المعتَّم، وتبزغ شمسٌ يرتاح لبنان في نورها من كوابيس الهجران والإفقار والقهر والتعنُّت الرجعي والتخلف الغبي؟ نحن انتظار. طريقُ انقاذ البلد الآن مقطوعه تحتاج الى كاسحة الغام أي قضاء نزيه يشق للغدِ دروبا أمنة تسلكها الأجيال القادمة.