ومعهم غصة ذلك العجوز الذي شارفت حياته على الأفول قبل أن يبنى الوطن.
والشبيبة التي نالت شهادات أضحت مدفونة بالمحسوبيات.
والتي شردتهم البطالة والتهجير والغطرسة بزوايا شوراعنا الغارقة بالظلمة.
وجبال الصوان التي حرقوا أشجارها ليزرعوها بالمطامر.
والادمغة التي غابت عنا نحو السماء او صوب بلاد الله الواسعة.
ومن غصة كل من حمل وجعه بصمت خلف حيطان التجاهل.
ومن اصغر ضيعة لأكبر مدينة طاولهم الحرمان.
من حسابات المصارف النازفة تحويلات إلى حيث السلام يصادق الطمأنينة.
من خيبة كل مريض رفض المستشفى استقباله لأنه لا يمتلك المال.
لا زالت كل ساحات الوطن تصرخ منذ 25 يوم أطردوهم، إعزلوهم، إنبذوهم.
فإيديهم الملوثة بدماء شعبهم منذ ال 1975 زينها الفساد إلى أن أدمت الصفقات عيونهم فباتوا غارقين بغيبوبة العظمة، وحلقوا بعيداً في غياهب بَطَرِهم، فصار الفقراء وذوي الكرامة هم المشكلة في اي وقت يرفعون فيه الصوت بمعاناتهم.
الحق أقول لكم يا سادة: “انه لأسهل أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غني ملكوت الله”، وعليه فإن ساحات الوطن ستلاحقكم إينما كنتم وعدل السماء سيميل ميزانه لمصلحة أشراف هذا الوطن لأنه بإجرامكم وفسادكم سفلتتم درب الجنة لكل مواطن شريف وزفتتم دروب جهنم لتصبح طرقاً سريعة لكم نحو أتون النار.
فهل ستمعنون بإصراركم على صَّم أذانكم عن معاناة الناس ونبذهم لكل ما يمت لكم بصلة؟ من الواضح بعد “ثورة الكرامة” أنكم لا زلتم غارقين في رهاناتكم الخاطئة وعليه فإن جزمات الثوار لن ترحم تجاهلكم وهم اليكم حتماً لقادمون، فزمن الخنوع قد ولّى، وإن غداً لناظره قريب.
هلقد بحبك يا لبنان