ذكرى 13 تشرين وحبة الأسبرين
الدكتورة رندا ماروني/14 تشرين الأول/17
تشرين وحبة الأسبرين، أم تشرين وهلوسة الهرويين، كالجرعات المهدئة نقولها تهذيبا إذا لم نقل كجرعات الهرويين المهلوسة تأتي الخطابات الرنانة المزورة للتاريخ والمعاكسة للوقائع والراسمة في عقول الأتباع رسما وهميا مزينا مزيفا لا يمت إلى الحقيقة بصلة، جرعات تليها جرعات تصور واقعا إفتراضيا لتجعل منه حقيقة مثبتة في عقول مخدرة منفصلة تماما عما يدور حولها، مسلمة أمرها دون أدنى مقاومة ولو حتى تحليلية ناقدة أو فاحصة لمحتوى مفقود، مطمئنين ساكنين فالحق عاد لأصحابه وسيد القصر متربعا في قصره والقافلة تسير والناطق خائن. يا لهول ما وصلنا إليه من تدجين وتلقين وإدمان على التحريف، تحريف للأهداف والمعاني وإستخفاف بتاريخ طويل من النضال في سبيل الحرية والقضية.
فتاريخ 13 تشرين ليس حدثا تفصيليا في تاريخ لبنان ولا تاريخا لنصر محقق، بل ذكرى لهزيمة ألحقها بنا العدو إستبسل فيها شهداء دفاعا عن الوطن، حبذا لو كانوا يدرون حينها أن من قادهم وخرج مناهضا أنه سيعود مواليا حليفا ساعيا إلى التطبيع تحت عناوين ومسميات وهرطقات عدة، نعم نقول هرطقات لأن من يسترجع تاريخ العلاقات اللبنانية -السورية يفهم أنه لا جدوى من أي محاولة لبناء علاقة تصب في الإتجاه الصحيح.
في عشرين كانون الأول من العام 2000 نفى العماد ميشال عون مقتل أي من العسكريين خلال المعركة مع جيش النظام السوري، الذين كانوا متمركزين في دير القلعة التابعين للواء العاشر في الجيش اللبناني، وكذلك الراهبان الأنطونيان ألبير شرفان وسليمان أبو خليل، حيث شاهدهما الأهالي وتحدثوا معهما بعد هدوء المعارك، لكن الجيش السوري أسرهم واختفت آثارهم جميعاً، وشوهدوا في قافلة للجيش السوري في بلدة قرنايل وجرى تجميعهم في بحمدون تحت إشراف الأمن السياسي ونقلوا من هناك إلى السجون السورية، وأضاف، إذا قتلوا خلال المعارك كما يدعون فأين رفاتهم؟ وهل يعقل أن يختفي رماد 35 عسكريا وراهبين هكذا؟ وتابع، إن المعتقلين ليسوا مفقودين ولا مخطوفين بل أسرى لدى الجيش السوري وخصوصا أنهم لم يفقدوا في ظروف مجهولة، ومن أسرهم معروف جدا وليس ميليشيا بل القوات السورية.
ما جاء على لسان العماد عون أتى مناقضا لمعلومات موثقة ولشهود عيان أفادت عن قيام جيش النظام السوري بأسر جنودا ومدنيين وكهنة في دير القلعة في بيت مري ثم جمعهم في غرفة صغيرة ورمى عليهم الرمانات اليدوية ثم نقل جثثهم إلى مكان مجهول.
هذا عدا عن جريمة ضهر الوحش في حق سبعة عشر عسكريا من الكتيبة 102 المجوقلة حيث أعدمهم نظام الأسد بعد الإستسلام برصاصة في اليد اليمنى وأخرى في العين كما ورد في تقارير وفاتهم، كما سجل ذلك التاريخ إرتكاب مجزرة بسوس حيث أعدم ثلاثة عشر مدنيا بينهم طفلان، وإعدام الرائد جورج زعرب بعد إستسلامه في الحدث في الفيلا ماريا.