مقالات وتعلقات تتناول مسرحية وهاب اللاهية المسخرة وتبين أن عسكره مستورد من سوريا وأن حزب الله وراء العروض العسكرية للحرتقة على تحالفات عون واثبات النفوذ الإيراني

398

الوهّابية الدرزية: الإستثمار الشيعي البائس
د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/21 تشرين الثاني/21 تشرين الثاني/16

تمهيد: أمّا وقد أعلن السيد وئام وهّاب عن قيام سرايا التوحيد كتنظيم مشابه لتنظيمات سرايا المقاومة المرتبطة بحزب الله، فقد أدخل الطائفة الدرزية في متاهة العصبيات المذهبية والطائفية المنفلتة من عقالها هذه الأيام مع بداية عهدٍ جديد لم تتوضّح حتى الآن معالم خياراته الداخلية والإقليمية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: ما جدوى هذا الاستثمار المكلف الذي يقوم به حزب الله داخل طائفة لا يمكن أن تجد لها ملاذاً آمناً سوى قيام الدولة الشرعية الموحّدة، والطائفة الدرزية تبدو هذه الأيام موحّدة ومتضامنة مع زعامتيها التقليديّتين الجنبلاطية والارسلانية.
أولاً: دور وهاب الإعلامي الطبيعي/لطالما شكّل السيد وهاب منبراً إعلامياً ناجحاً ومميزاً لقوى الثامن من آذار قبل انفراط عقدها، وفي كلّ المحطات ظلّ أميناً لعقيدة حزب الله وخياراته السياسية الداخلية والإقليمية تحت عنوان دعم جبهة المقاومة والممانعة في لبنان وسوريا، وفي هذا الاطار وضمن هذه المهام الإعلامية المحدودة ظلّ دور وهاب معقولاً ومبرراً، وحتى مقبولاً في أوساط لبنانية عديدة كانت تنتظر إطلالاته التلفزيونية الشيّقة في بعض الأحيان، فكان لا يتورع عن إظهار”الفحش اللفظي” بحقّ بعض خصومه السياسيين، وما زالت عالقة في أذهان الكثيرين تشبيهه المحكمة الدولية ب”صرمايته”. ويبدو أنّه كان راضياً عن هذا الدور إلى أن ظهر على المسرح السياسي طامحاً لإنشاء حزب سياسي تابع له، مترافقاً مع إنشاء بعض المؤسسات التي تتطلب موازنات ضخمة (مستشفى) تتعدى بما لا يقاس كل ما يُصرف ويُبذل لسائر الإعلاميين المرتبطين بمحور المقاومة والممانعة، وهذا فتح مجالاً للقول بأنّ وهاب يتلقّى دعماً مالياً مباشراً من الجمهورية الإسلامية في إيران.
ثانياً: الإستثمار الشيعي البائس/سارع زعيم الطائفة الدرزية الوزير وليد جنبلاط، ملك “الحرتقات” السياسية اللبنانية للسخرية من عروض وهاب في بلدته “الجاهلية” بالقول إنّها “جلسة تأمُّل تصاعدي” وأنّها “سهام ورقية طائشة”، فظهور القمصان السود في عرين الزعامة الجنبلاطية ما هي إلاّ سهام ورقية طائشة، أي أنّها لا يمكن أن تُقارن أو تُشبه بتلك القمصان السود التي ظهرت في قلب بيروت “السّنية” قبل إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عام ٢٠١١ . وهذا يعيد طرح السؤال بحدّة وجدّية هذه المرّة: كيف يمكن لحزب الله أن يُغامر بهذا الدعم المادي والسياسي والمذهبي للسيد وهاب في بداية عهدٍ يعتبره كثيرون “عهد حزب الله”، وهل تساعد مثل هذه العراضات البهلوانية على إنطلاقة مريحة للعهد؟ فضلاً عمّا يُتداول هذه الأيام عن أزمة مالية عند الحزب سببتها وتسبّبها نفقات الحرب السورية المتعاظمة، وأكثر ما يخشاه بعض الغيارى على الحزب والطائفة أن يتمخّض إعلان السرايا عن “خبطة” إعلامية من خبطات الإعلامي “المهرّج” وئام وهّاب، وأنّ ما أطلقه في سماء “الجاهلية” ما هي إلاّ أوراق طائشة لم تُدرك “الاسلام” بعد، وأنّ “بؤس” الإستثمار السياسي للوهابية سيذهب قريباً ب”نعيم” الاستثمار الإعلامي.

عن العراضات العسكرية الوهمية وطموحات وئام وهاب الوزارية
سهى جفّال/جنوبية/ 21 نوفمبر،
من عراضة القصير إلى عراضة الجاهلية ومن سرايا المقاومة إلى “سرايا التوحيد” الجديدة، لتكتمل المسرحية الهزلية في لبنان التي لا تمس سوى هيبة الدولة وكيانها. وتجعلنا أمام سؤال ملح، هل عاد زمن الميليشيات الذي خيّل للبنانيين أنهم انتهوا منه بعد إتفاق الطائف؟ بالأمس أطلق الوزير السابق وئام وهّاب سراياه العسكرية، في الجاهلية في 20 تشرين الثاني عشية عيد الاستقلال الوطني مستعرضاً العشرات من عناصرها الملثمين بلباسهم العسكري الأسود الموحّد ليوجّه من خلالهم ومن على منبر “الجاهلية” عبارات مذهبية تحريضية جمّة في محاولة لتجييش أبناء الطائفة ضد زعامتي “المختارة” و”خلدة” تحت شعار تحصيل حقوق الطائفة “المهدورة”. وكأن وهاب الزعيم هو الزعيم الأوحد في طائفة الموحدين الدروز، فجنبلاط وإرسلان عاجزان بنظره عن تحصيل حقوق الطائفة. هذا المشهد “الوئامي” المسلّح كان تحت إشراف الراعي الأكبر لميليشيات في البلد وهو حزب الله الذي افتتح عهد الميليشيات والسرايات منذ سنوات، وقد أرسل ممثلا عنه لحضور هذه العراضة حيث جلس إلى جانب وهاب عضو المكتب السياسي في حزب الله محمود قماطي. وليس هذا فقط فإن العرض العسكري الذي تمايل عليه جنود وهاب أمس على أنشودة “نحنا جيشك يا وهاب” تبرز مدى تأثر هؤلاء الفتية بحزب الله وسرياها إذ حاول هؤلاء تقديم عرضا عسكريا على أنغام خيّل للمشاهد للحظات أنها لإحدى الأناشيد التابعة للحزب. لكن من أين لوهاب هذا العدد الضخم من المتطوعين؟ سيما أن مؤكد أن شعبية رئيس حزب التوحيد شبه معدومة في طائفة الموحدين الدروز، فوهاب يحظى بشعبية في الطائفة الشيعية أكثر من طائفته الأم . ولفتت مصادر أخرى إلى أن العدد الأكبر من المشايخ الذي كان حاضراً، جاء من سوريا، وتحديداً من السويداء. إذ أكدت المصادر “وصول أكثر من عشر باصات لنقل المشايخ، بالإضافة إلى بعض المجموعات من هناك. وفي هذا السياق، أكّد أحد المسؤولين في حزب ينضوي في معسكر 8 أذار لـ “جنوبية” أن وهاب في الماضي كان يستعين بمئات من عناصر هذا الحزب فـ”يستأجرهم” ليظهروا في الاعلام وهم يتلون خطاب القسم للانتساب الى حزب التوحيد الذي يرأسه كل عام سعيا منه لإيجاد أعداد تحفظ ماء الوجه. ولكن انكشف كل شيء عند بداية أحداث 7 أيار 2008 حين اندلعت اشتباكات في عاليه وشويفات بين حزب الله وحزب التقدمي الاشتراكي، قام وهاب بتوجيه إنذار أن قواته سوف تقتحم بلدات وقرى في الجبل لكن سرعان ما تبين أن لا وجود لهذه القوات، ولم يظهر أحد من أفراد حزب التوحيد على الأرض، حتّى أن بعض المحسوبين على إرسلان قاموا بعملية فصل بين مسلحي حزب الله ومسلحي التقدمي عند انتهاء المعركة، وهذا ما كشف حقيقة مسرحية مئات المنتسبين وأنها كانت كذبةً استعراضية ليس إلا .ويقول العارفون ان من شبه المستحيل أن يخرج الدروز من كنف جنبلاط بالدرجة الأولى وكنف إرسلان بالدرجة الثانية، اللذين يرفضان تسليح الدروز بأي شكل من الأشكال ويساندهما في ذلك جميع مشايخ الدروز. وقد رأى مفوض الشوف وعضو المكتب السياسي السابق في حزب التوحيد الأمير سري الدين في حديثه لـ “جنوبية” أنه “وبما أننا في لبنان أصبحنا في العهد الجديد وعهد الرئيس القوي لا بدّ من تحرك بوجه ما رأيناه أمس من عرض عسكري”. وتابع “أو يكون هناك دولة أو لا يكون”. وفيما يتعلّق بعدد العناصر الذي لا يستهان به في العرض العسكري اكّد سري الدين ان ليس لديه أي معلومات بهذا الشأن”. معتبرا أن “عرض أمس المقصود منه توجيه رسالة للحلفاء والخصوم في آن وهي متعددة الإتجاهات أكثر من أن يكون المقصود منه رسالة عسكرية أو أمنية”. والجدير ذكره، أن وهاب كان طامحا بتعيينه وزيراً، لكن جرى تهميشه بشكل متعمّد من قبل العديد من الأفرقاء. وربما لجأ إلى هذا التحرك، وهو كان قد أعلن عن مقتل سبعة من عناصره في بلدة حضر السورية الى جانب الجيش النظامي السوري، وذلك كي يُكافأ من قبل حزب الله كما يُكافأ الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي يتردد أن المقعد الوزاري الذي سيحصل عليه سيكون تعويضاً له عن الخسائر التي يتكبدها في سوريا.

القماطي … يفسد مسرحية الجاهلية
عماد قميحة/لبنان الجديد/21 تشرين الثاني/16
لا أخفي عليكم أنني أستهضم الوزير السابق وئام وهاب، إن في مقابلاته التلفزيونية أو ندواته الاستراتيجية أو حتى في تغريداته التويترية، إلى أن جاء الدور على ” العرض ” العسكري بالامس فإنني أعلن أمامكم أنني لم أستطع ان اتمالك نفسي من شدة الضحك،، واعلمكم انني اعدت مشاهدة الحدث التاريخي مرات ومرات ومرات وفي كل مرة كنت الجأ لمسح دموع الضحك كأنني أشاهده للمرة الاولى، تماما كما يحصل معي عندما أشاهد مقاطع من مسرحية مدرسة المشاغبين. ولا بد من القول هنا أن مسرحية الجاهلية فاقت بهضامتها “مدرسة المشاغبين” ، فمنذ المشهد الاول، عندما تقدم المسؤول العسكري بوهرته وصوته النعنوع ليأخذ الاذن من القائد العام للبدء بانطلاق الجحافل، شباب ملثمين ( حياءا ) بلباس النينجا، مع مشية تشبه كل شيء الا المشية العسكرية، ولولا انهم بصفوف عامودية لظننا انهم “يعمرون” دبكة جبلية غير منتظمة لقلة التدريب، زاد من هضامة اللباس تلك العصبة البيضاء على جبابهمم ( لبيك يا سليمان )، مع التركيز أن اللون الابيض هو اللون الانسب عند المقاتلين خاصة بالليالي الحالكات حتى يميزوا بعضهم عن اعدائهم.الاجمل هو هبوط رجال ” الرابيل ” عن السطح من الطابق الاول، وكل تلك ” الجعلكة ” والتلبّك بالحبال الملكوكة عليهم والتي كان يمكن الاستغناء عنها ببساطة والقفز على الارض من دونها !! كل هذا كوم، والجماهير الغفيرة المحتشدة كوم تاني، والتي كادت تصل الى أعداد الجماهير التي تحضر ماتش كرة القدم عنا بالضيعة على ملعب النبعة، فيطل عليها القائد المفدى من دون شاشة عملاقة ومن دون حتى زجاج مضاد للرصاص، مكتفيا باعداد من المرافقين حوله، رافعا اصبعه في وجههم مهددا اسرائيل ومعها الارهاب بكل أصنافه وصولا الى وليد جنبلاط، معلنا وبالفم الملآن أن الوزارة لا تليق الا به وبأمثاله. من موقعي كناقد ” أدبي “، أستطيع الجزم أن مسرحية الجاهلية كانت ناجحة جدا، ومتضمنة لكل عناصر الكوميديا المطلوبة، وادخلت السرور والفرح على قلوبنا، ورسمت الضحكة الواسعة على وجوه المشاهدين، وأنها احتوت على كل متطلبات المسرحية الكوميدية،،، لولا وجود الحاج محمود قماطي .

العروض العسكرية: “حرتقة” على تحالفات العهد واثبات النفوذ الإيراني
المركزية” – 21 تشرين الثاني 2016/في معرض تحليلها لعرض “سرايا التوحيد” أمس، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”: للوهلة الاولى، يخال من تسنى له من اللبنانيين متابعة احتفال ” العزة والكرامة” في الجاهلية الذي اطلق خلاله رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب “سرايا التوحيد” انه في استعراض عسكري لحزب الله في احدى مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت. ملثمون بلباس اسود، يعصبون جباههم بربطات تحمل عبارة “لبيك يا سلمان” يتمايل اصحابها على وقع نشيد “نحنا جيشك يا وئام”، حبال يتدلّى عليها اطفال ورجال. المشهد لا ينقصه الا السلاح ليطابق مواصفات العروض العسكرية لحزب الله، لكن غيابه عن الصورة لا يعني حكما عدم امتلاكه “فسلاحنا ليس للعرض” ورئيس “السرايا” قال بلسانه انها جاهزة لاستخدامه دفاعا عن النفس. ما هي اذا وظيفة السرايا الحديثة الولادة في مطلع العهد الرئاسي المولود؟ وما مضمون الرسائل التي اراد وهاب توجيهها ومن خلفه طبعا حزب الله الذي حضر شكلا في الاستعراض ومضمونا من خلال مشاركة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي والقاء كلمة باسم “الأحزاب والقوى الوطنية”؟ تقول المصادر ان عراضة “سرايا التوحيد” التي اعقبت استعراض حزب الله في القصير ليست مجرد قوة اراد الوزير السابق ابرازها لاثبات هيبة “بني معروف” التي يتزعمها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والذي شكل محور خطاب وهاب في “اليوم المجيد” واستدعى سجالا “ورقيا وكرتونياً” حادا بين الرجلين، بل تذهب أبعد بكثير من النقطة الجغرافية الدرزية الى مساحة الوطن والجوار. فما يقف خلفه حزب الله وفق المصادر لا يمكن ان يحده الزمان والمكان، فهل هي الصدفة ان يعقب اطلاق سرايا التوحيد استعراض القصير العسكري ويأتي عشية العرض العسكري للجيش اللبناني في ذكرى الاستقلال بعد يومين؟ وهل هي الصدفة ايضا ان تتزامن الانطلاقة “الوهابية” مع “تقليعة” العهد الجديد الذي ينتظر حكومة لم تولد بعد تتجاذب مسار تأليفها النكايات السياسية والاشتباك السياسي “الماروني –الشيعي ، ويشكل التزام اتفاق الطائف عنوانه العريض وفق خطاب القسم الرئاسي ما يعني تنفيذ بنوده كاملة ومن بينها حصر السلاح في يد الشرعية اللبنانية؟ وتردف المصادر ان رسالة من يقف خلف “سرايا التوحيد” ويوزع “سرايا المقاومة” في المناطق، واضحة لا تحتاج الكثير من التمعن والقراءة المعمّقة، فنحن هنا في الداخل كما هناك في سوريا ودول الجوار، اياكم واللعب معنا او محاولة القفز فوق دورنا، نحن حالة وجودية ومعادلة صعبة لا يمكن لأي قوة او تحالف قوى سياسية ام طائفية في الداخل تطويقنا او ترويضنا، وسنتعامل مع اي حالة من هذا النوع بما يلزم على امتداد مساحة الوطن، ولا منطقة عصيّة علينا. اما للخارج فنقول بأن النفوذ الايراني حاضر بقوة على الساحة اللبنانية ان من خلال حزب الله اوحلفائه الذين “يشرف عليهم” سياسيا وامنيا وعسكريا وعلى القوى العظمى وتحديدا الولايات المتحدة وادارتها الجديدة القادمة، وان من غير الممكن تجاهل النفوذ الايراني وابرام صفقات حل في المنطقة بين الاميركيين والروس من دون اشراك ايران والاقرار بحجمها على مستوى العالم العربي والمنطقة، والا تضيف المصادر، فان ايران في كامل جهوزيتها وقادرة في اي لحظة على اطاحة أي تسوية حل تتجاوزها من خلال الخربطة والتعطيل عبر ادواتها المنتشرة في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين. فضمان امن التسويات لا يمكن ان يمر الا من المعبر الايراني.