نوفل ضو: ليتحرّك الوزراء والنواب المسيحيّون تجاه “التطهير العرقي”/مذكّرة الخليل تتفاعل وأهالي العاقــــورة يرفعون الصـوت
المركزية/31 آب/16
أثارت مذكرة نقل الملكيات الخاصة والمشاعات الى الجمهورية اللبنانية التي أصدرها وزير المال علي حسن خليل قبل نحو 10 أشهر حفيظة المسيحيين وخصوصاً سكان جبل لبنان ومناطق العاقورة ولاسا وكفردبيان وسواها. من أبرز المعترضين عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” نوفل ضو الذي أعلن عبر “المركزيّة” أن “على النواب المسيحيين معرفة ما يجري ومطالبة وزير المال بالتراجع عن المذكرة، من خلال التوجه إليه لمعرفو كيف أصدر مذكرة لا هي قانونية ولا دستورية، بل هي علم وخبر في نقل ملكية وشطب الملكية عن الصكوك العقارية الموجودة”.
وأضاف “على الوزراء المسيحيين مساءلة الخليل حول كيفية اتخاذ قرار كهذا. وعلى القوى الموجودة خارج الحكومة والمسؤولين في الكنيسة رفع الصوت وطرح السؤال أيضاً”. واعتبر أن قرار الخليل يهدف إلى “تأميم الأراضي بشكل واضح، عبر نقل ملكيّة عموم أهالي العاقورة مثلاً أو كفردبيان أو سواها إلى الجمهورية اللبنانية، وهذا ما لم يحدث في النظام الشيوعي. إنها مصادرة لأملاك المسيحيين واللبنانيين من قبل وزير تجاوز صلاحياته”.Z
وفيما تشمل المذكرة باقي الأراضي اللبنانية، برّر ضو التركيز على الوضع المسيحي بـ”أنه في حال وضعت الطائفة الشيعية يدها على أملاك معيّنة وتحكمت بها بموجب سلطة وزير المالية الوصي على السجل العقاري سيتغيّر الديموغرافي”. وشرح أن “ثمة خطر على باقي الطوائف منها الدرزية، خصوصاً أن سلسلة لبنان الغربية والشرقية التي تحيط برأس بعلبك والقاع وبشري وتنورين والعاقورة وكفردبيان وفاريا هي مناطق تماس مع الطائفة الشيعية وفيها إشكالات مع قوى الأمر الواقع التابعة للقوتين الشيعيتين التي تودّ وضع يدها على هذه الأملاك”.
وأشار إلى “أن الخطوة تأتي بإرادتهم أولا، في إطار خطة متكاملة تبدأ بأراضي الأوقاف ثم المشاعات ولا ندري إن كانت تنتهي بالتطهير العرقي الحاصل في سوريا والعراق. نحن ذقنا اللوعة في الضاحية الجنوبية حيث كان المسيحيون يملكون معظم الأراضي لكنها صودرت أو بيعت مقابل الترهيب”. وأكّد “أن لا يجوز المس بملكية خاصة لأي إنسان، إلا بموجب قانون أو قرار أو مرسوم استملاك يبرّر شرعية المنفعة العامة مع دفع التعويض للناس”.
ولفت إلى “أن قيمة الأراضي التي تتم مصادرتها تفوق عشرات المرات احتياطي مصرف لبنان”.
وعن توقيت اصدار المذكرة، قال: “كلنا نسأل، تزامنت مع محاولة قوى الأمر الواقع مصادرة أملاك مسيحيين وشراء أراضٍ وإنشاء تجمّعات سكنية تؤثّر على هويّة بعض المناطق. ستتحكم طائفة تحت وصاية وزير بحوالي 50 في المئة من الأراضي اللبنانية”. واعتبر ضو أنه “لا يوجد تملّك في الجمهورية اللبنانية”.
تحرّك العاقورة: وفي وقت عقدت اليوم سلسلة اجتماعات في العاقورة تستمر حتى الغد يتخلّلها اتصالات مع المسؤولين في الصرح البطريركي في بكركي. قال رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي، “إننا على أطراف اليمونة على بعد 2 كلم – خط نار – وهذه الأملاك لأبناء العاقورة منذ أكثر من ألف سنة. القانون منذ عهد الانتداب لا يزال ساري المفعول، إذ عدّل عام 1971 وبعد الطائف في عام 2000 ولا يزال محتفظاً بالبند الخامس، أي أن كل أراضي جبل لبنان القديم لا تزاال تسري فيها الأحكام والقوانين والأعراف القديمة، لذلك هذه الأرض أرضنا. كما أن كل القرى التي تحيط بنا محدّدة وبذلك فإنّ حدودهم تحدّد حدودنا ونحن نريدها حدود إلفة ومحبة وتعاون”.
توزياً، استنكر رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران في بيان “ما تعرض له مخاتير العاقورة لجهة ارغامهم على توقيع معاملة عقارية. وكان من الأجدى بالمسؤولين المختصين في هذا الملف، أن يقفوا على خاطر المخاتير والتشاور معهم والأخذ برأيهم، للمحافظة على المصلحة العامة وحرصا على العيش المشترك الذي ينعم به قضاء جبيل بكل بلداته وقراه، قبل اتخاذ التدابير في حق هؤلاء المخاتير”. واكدوا “الوقوف الى جانب كل مختار، لأي طائفة انتمى، ومنع التعرض له أو لزملائه”.