هل صحيح إن 300 ألف امرأة لبنانية متزوجات من سوريين وفلسطينيين وعرب يسعى تيار المستقبل لإعطاء أولادهم الجنسية اللبنانية؟
الياس بجاني
08/11/15
من الاغتراب نسأل بصراحة وبصوت عال وعلى خلفية ديموغرافية، هل صحيح ما ذكره أمس البعض ومنهم نواب عن مسعى تيار المستقبل لإضافة بند تفجيري وملتبس على مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين اللبنانيين المفترض أنه وضع على قائمة المشاريع التي سيناقشها ويقرها مجلس النواب اللبناني يوم الخميس القادم في حال انعقاده.
وهل صحيح إن 300 ألف امرأة لبنانية متزوجات من رجال سوريين وفلسطينيين وعرب؟
في حال صح الخبر، المطلوب دون لف أو دوران ودون شعر ونظريات أن يوضح تيار المستقبل هذا الأمر.
وفي حال صح الخبر، فالأمر هنا يعتبر كارثة ديموغرافية تقضي على الوجود المسيحي في لبنان كلياً وهي سوف تكون كارثة مئة مرة أكثر تدميراً للوجود المسيحي هذا من قانون التجنيس لسنة 1994 الذي فرضه بالقوة الاحتلال السوري وأتباعه من اللبنانيين وأخل بالتوازن الطائفي حيث أن 85% من الذين منحوا الجنسية دون حق كانوا من المذاهب الإسلامية.
إن اقتراح تيار المستقبل في حال كان الخبر صحيحاً هو أولا يلغي أقرار مشروع تجنيس استعادة المغتربين لجنسيتهم لأن النواب المسيحيين في أكثريتهم لن يصوتوا عليه، وثانياً يخلق وضعاً خطير جداً سيبين دون لبس أن القيمين على تيار المستقبل هم ضد الوجود المسيحي في لبنان ويحاولون القضاء عليه عملياً.
أين هي الخطورة في الإقتراح على التوازن الديموغرافي وتحديداً على الوجود المسيحي؟
لو افترضنا أن كل أم لبنانية متزوجة من سوري أو فلسطيني أو عربي لديها 3 أولاد على أقل تقدير فهذا يعني أن 900 ألف إنسان سوف يمنحون الجنسية، 99.9% منهم هم من المذاهب الإسلامية.
الأمر خطير جداً وبالتالي المطلوب من تيار المستقبل ومن كل الشرائح اللبنانية المعنية بالأمر توضيح الأمر وإصدار مواقف رسمية وعلنية.
نشير هنا أن حقوق الإنسان شيء، والخطر الوجودي الديموغرافي للمسيحيين وغيرهم من اللبنانيين في وطنهم أمر آخر، مع التذكير أن القانون اللبناني لا يعطي الحق للأم اللبنانية منح جنسيتها لأولادها في حال كان زوجها من غير التابعية اللبنانية.
من جانبنا نتمنى من القلب أن يكون الخبر ملفقاً وغير صحيح.