Home تعليقات ومقالات مميزة احمد عياش/حزب الله” يغرق وإيران تبتعد/روزانا بومنصف/التجربة العونية تُسلّط الأضواء على الأحزاب...

احمد عياش/حزب الله” يغرق وإيران تبتعد/روزانا بومنصف/التجربة العونية تُسلّط الأضواء على الأحزاب الإنهاك يضرب الجميع مع تداعيات الفراغ/سميح صعب/خريف السلطان

374

حزب الله” يغرق وإيران تبتعد
احمد عياش/النهار/22 آب 2015
ما أوردته مجلة “الايكونوميست” البريطانية في عددها الجديد عن تورط “حزب الله” في الحرب السورية لا يفشي سرا بل يضيف شواهد. فقد نقلت المجلة عن مجنّد في قوات الحزب من الضاحية الجنوبية لبيروت أن عربات مكتظة بالمقاتلين الجدد تنطلق يوميا الى سوريا. وقال: “إن أعداد الجنود الجدد الذين ندرّبهم ونرسلهم الى سوريا غير مسبوقة”. في البقاع، حيث جبهة الزبداني المشتعلة والمجاورة للبنان، تتعدد روايات مقاتلي الحزب الذين يعودون في إجازات قبل التحاقهم مجددا بهذه الجبهة. فأحد هؤلاء يقول لأقربائه انه خلال فترة الهدنة التي شهدتها معارك الزبداني في الآونة الاخيرة كان مقاتلو الحزب يتحدثون عن قرب مع مقاتلي المعارضة السورية. وأوضح أنه فوجئ أن “عدوه” الذي يتمترس قبالته رجل طاعن في السن والذي تكشف عن عمره لحيته البيضاء. ويخلص مقاتل الحزب الى القول: “إذا أردنا أن نسيّطر على الزبداني علينا أن نخوض القتال فيها من مبنى الى آخر”. لم تطو بعد صفحة عدم زيارة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لضريح القائد العسكري في “حزب الله” عماد مغنية خلال وجود الوزير ظريف أخيرا في لبنان. فهذه الواقعة لا تزال تتفاعل في أوساط الحزب لما تنطوي عليه من دلالات، ومنها أن إيران بقيادة الرئيس حسن روحاني تتحضّر بعد اجتياز مرحلة التصديق على الاتفاق النووي في واشنطن وطهران لترتيب شؤون البيت الايراني الداخلي على عكس ما يروّج له المحافظون من أن أولويات إيران ستبقى خارجية. وفي هذا السياق بدأت إدارة الرئيس روحاني تخطط لما ستفعله بمليارات الدولارات التي ستعود الى إيران بعد رفع العقوبات انطلاقا من أن هذه المبالغ لا تتجاوز ربع ما تحتاج اليه عملية الانقاذ الفورية للاقتصاد الايراني والتي تبلغ كلفتها بحسب خبراء في بيروت أكثر من 500 مليار دولار أميركي. في اختصار، ان ما كان يهمّ وزير خارجية إيران أن يبقى مسار الاتفاق النووي مفتوحا فلا يجري إغلاقه بذريعة أميركية تتهم إيران بأنها تحتضن الارهاب بالرغم من أن المتهم به (مغنية) صار في العالم الآخر. لا زال كثيرون يتذكرون حقبة الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي الذي سعى ولم ينجح لتليين علاقات بلاده مع الغرب بسبب صعود نجم التشدد في إيران والولايات المتحدة الاميركية على السواء. ومن إبداعاته الفكرية في ذلك الوقت “حوار الحضارات” بدلا من “صراع الحضارات” وهي المقولة الشهيرة للمفكر الاميركي صامويل هنتنغتون. واليوم ابتدع الرئيس الايراني روحاني عبارة “قمر إسلامي” لتحلّ مكان عبارة “الهلال الشيعي” التي استخدمها العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني عام 2004 ليشير الى منطقة النفوذ الايراني الممتدة بين بحر قزوين والبحر الابيض المتوسط. وبحسب صحيفة “الوفاق” الايرانية فإن أساس ما يدعو اليه روحاني هو “المنطق والحوار الذي تنبثق منه قوة إيران وليس النهج القائم على أساس قوة العضلات والسلاح…”.

 

التجربة العونية تُسلّط الأضواء على الأحزاب الإنهاك يضرب الجميع مع تداعيات الفراغ
روزانا بومنصف/النهار/22 آب 2015
كشفت التجربة التي لم يخضها “التيار الوطني الحر” في انتخابات داخلية كان يفترض انها الاولى في تاريخه وتجنبها بالذهاب الى التوافق حرصا على عدم انقسامه في أزمة عميقة لا تقتصر على التيار وحده فحسب بل تشمل سائر الزعامات السياسية كما الاحزاب وزعماء الطوائف والطوائف نفسها. لكن كون التيار تجاوز الاستحقاق الانتخابي الذي كان مترتبا عليه متجاوزا شعارات يحاول ان يطبقها بالضغط على البلد لجهة ان يقول الشعب كلمته فينتخب رئيس الجمهورية مباشرة أو رفض التمديد لمجلس النواب ولسائر القيادات في الوقت الذي لا يستطيع أو يرفض تطبيقها على اهل بيته انما يعكس معايير مزدوجة أو على الاقل فان بين الشعارات والممارسة هوة شاسعة لجهة التساؤل لماذا يوفر العماد ميشال عون على بيته تجربة يفترض ان تكون ديموقراطية في الوقت الذي يعطل البلد لرفضه التوافق على رئيس جديد للجمهورية متجاوزا الاتفاق أو التوافق ما لم يسبغه على نفسه؟ وهو كان اسبغ على تياره طابعا ديموقراطيا مختلفا عن سائر الاحزاب الاخرى على رغم التوقع المسبق والمزمن لتوريث صهره جبران باسيل رئاسة التيار، لكنه اظهر انه يحاول ان يغلف تياره بإطار براق مختلف ليس الا. ثمة ظواهر انهاك تضرب الاحزاب استبق النائب وليد جنبلاط التوصيف في شأنها. لا مظلة فوق رأس أي منها في هذه المرحلة. وهذا الانهاك الذي يعتبره البعض افلاسا ينسحب على الجميع من دون استثناء تقريبا ولو فتحت الباب على ذلك التجربة العونية التي احتلت الواجهة في الاسابيع الاخيرة من باب تظاهرات لم يتم الاستجابة لها ومن باب انتخابات تهيب زعيم التيار اجراءها خشية تشرذم تياره. انهكت أزمة الفراغ المستمرة في الموقع الرئاسي الاول وعدم انتظام عمل المؤسسات الدستورية الجميع انطلاقا من ان الانتظام الدستوري للدولة هو من يحميهم جميعا ويحمي العمل السياسي للاحزاب لجهة تأطير حركتها وطموحاتها. وفي غياب هذا الانتظام وتنطح كل فريق أو حزب أو طائفة لفرض اجندته الخاصة ومصالحه، فان غالبية هؤلاء باتوا عرضة للاستنزاف في ظل انعدام أي اوراق يمكن ان يقدموها الى اللبنانيين وعجزهم الكلي عن المبادرة في ظل انتظار ممض للخارج لكي يعطي كلمة السر لانطلاق العملية السياسية في البلد. ففي موازاة هذا العجز ثمة هامش كبير متاح امام سياسات كيدية تهمل شؤون المواطنين وتزدري بحقوقهم ومصالحهم ومستقبلهم ما ساهم في المس بصدقية المطالب التي يرفعها البعض منهم وربما احقية هذه المطالب كما هي حال التيار الوطني الحر مثلا.
فالعناوين التي اطلقها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اخيرا واستقطبت كل الاهتمام لجهة الموقف من ترشح العماد عون حجبت “الانتصارات” المفترضة الموعودة للحزب ليس فقط في سوريا وعلى الحدود بل في دعم الحوثيين في اليمن والخسارة المرتقبة والمؤكدة للمملكة العربية السعودية كما كان قد قال والتي تسبب من خلالها بتوتر مع دول الخليج، فيما قوافل الشهداء الشباب من الحزب تظهر حجم ضريبة الدم التي يدفعها والاستنزاف الذي يعيشه على وقع تسيّب شارعي لا يمكن اغفاله في بعض مناطقه. وتاليا ذهب الامين العام للحزب في موضوع الرئاسة الى ما يشغل اللبنانيين عن وعوده الاخرى ويحيد انظاره عما يفترض حصوله من انتصارات وعد بتحقيقها بسرعة في المجال السوري والعربي. لم يسأله احد كما لم يعد احد يولي ضرورة انسحابه من سوريا اهتماما اوليا وترك وحده يبرر لجمهوره ومناصريه العدد المتزايد من الشهداء بين صفوفه في مقابل تراجع الحماسة الداخلية لجهة المخاوف التي اثارها في حملته على التكفيريين في عرسال أو جرودها.
واذا كان الاستنزاف يطاول الافرقاء السياسيين الذين في الواجهة اكثر من غيرهم فضلا عن ان الخسائر الكبيرة تتناسب غالبا والحجم السياسي أيضاً، فان تيار المستقبل ينتقل من تحد الى آخر ان على المستوى الداخلي للتيار أو على مستوى حضوره وقدرته على المبادرة السياسية. ثمة مشكلات مادية تثقل كاهل هذا التيار لكن على كتفه حمّالا من ضمن طائفته في ممارسة القدرة على قيادة جمهوره هو الآخر في ظل انتقادات وانقسامات لم تعد خافية بحيث بات غياب الرئيس سعد الحريري لأسباب مبررة في الغالب عاملا يساهم ليس في الفراغ في الساحة السياسية بل أيضاً من ضمن تياره لجهة حضوره السياسي وفاعليته من دون اهمال تعرضه لحملات سياسية تنجح في استقطاب العداء له في بعض الاوساط أو الطوائف ومن دون اهمال تفجر ملفات مؤذية كملف النفايات الذي طاول تياره بنسبة كبيرة كما طاول النائب وليد جنبلاط وتسبّبت بأذية سياسية لهما. وحدّث ولا حرج عن حال كل من قوى 8 و14 آذار والاهتراء الذي طاول كل منهما وساهمت فيه حال الافرقاء بالمفرق والجملة في هذا الجانب أو ذاك، لكن التباينات يتم اخفاؤها في حين انها باتت كبيرة. وهذا الاهتراء للفريقين الكبيرين الاساسيين (ثمة من يقول انهما لم يعودا قائمين فعلا) كان ليكون في الواجهة لولا ان حال الاصطفاف السياسي لا تزال العامل الاقوى الذي يشد بعض القواعد الشعبية التي ضعفت بدورها نتيجة غياب الرؤية والقيادة والمشروع السياسي.

 

خريف السلطان
سميح صعب/النهار/22 آب 2015
الانتحابات المبكرة في الاول من تشرين الثاني هي الرهان الوحيد للرئيس التركي رجب طيب اردوغان للعودة بقوة الى الامساك بالسلطة ومحو آثار الخيبة التي حصدها في انتخابات 7 حزيران الماضي. لكن الرجل يريدها انتخابات تحت النار أملا في شد عصب الناخبين حول حزب العدالة والتنمية مجددا. فلو جرت الانتخابات في ظل الظروف التي جرت فيها الانتخابات الاخيرة لكانت ستسفر على الارجح عن النتائج ذاتها. لذلك كان لا بد من ايجاد ظروف مختلفة الغاية منها تمكين العدالة والتنمية من الحكم منفردا كما كان يفعل منذ 2002.
الظروف الجديدة اقتضت ان يعلن اردوغان لفظيا الحرب على تنظيم “داعش” وان يحرك آلته الحربية فعلاً نحو “حزب العمال الكردستاني” وان يخطط لاقامة “مناطق آمنة” في شمال سوريا غايتها قطع الطريق على قيام اي تواصل جغرافي بين المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في سوريا. وهدف ذلك منع نشوء اي كيان سياسي للاكراد على الشريط الحدودي السوري المقابل للاراضي التركية بما يشجع اكراد تركيا على رفع سقف مطالبهم مستقبلا. وقد شكل الفوز الساحق لحزب الشعوب الديموقراطي الكردي في الانتخابات التركية في حزيران، رسالة لا لبس فيها عن المستوى الذي بلغته اليقظة السياسية للاكراد في تركيا. هذا الواقع الجديد دفع اردوغان الى معاودة الحرب على “حزب العمال الكردستاني” لتوجيه رسالة بالنار الى اكراد تركيا مفادها ان انقرة لا تزال غير مستعدة للتعامل مع الطموحات السياسية للاكراد سواء في تركيا او في سوريا او في العراق. ومقابل التصعيد ضد الاكراد دفع اردوغان ثمنا عسكريا وسياسيا للولايات المتحدة تمثل في فتح القواعد العسكرية التركية ولا سيما منها قاعدة انجرليك امام المقاتلات الاميركية التي تشن غارات على مواقع “داعش” في سوريا والعراق بعدما كان الرئيس التركي يعارض المطالبة الاميركية له بفتح قواعده العسكرية امام مقاتلات الائتلاف الدولي لمحاربة التنظيم الجهادي. وهكذا يخطو اردوغان الى الانتخابات حاصلا على الرضا الاميركي وهو ما لم يكن متوافرا في انتخابات حزيران. كما انه يقاتل الاكراد في محاولة للتصالح مع القوميين الاتراك الذين كانوا ينتقدونه على اجرائه محادثات سلام مع زعيم “حزب العمال الكردستاني” المسجون عبدالله اوج الان. والى كل ذلك دخل اردوغان الحرب اسميا على تنظيم “داعش” بينما عينه لا تزال على اسقاط النظام السوري من طريق “المناطق الامنة” التي ستكون عمليا منطلقا للمعارضة السورية المسلحة من “جبهة النصرة” الى “احرار الشام” وسائر التنظيمات التي يوظفها اردوغان لتقويض النظام في دمشق. ومن كل هذه الظروف الجديدة التي لا يستثنى منها تهديد “داعش” لاردوغان قبل ايام، يحاول الرئيس التركي قلب نتائج انتخابات حزيران. فهل ينجح؟