هذا ما قاله ظريف للسيّد نصر الله… فأغضبه
خاصّ جنوبية /الخميس، 13 أغسطس 2015
في إطار تداعيات زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى لبنان الّتي تخللت لقائه بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبحسب الصورة الفوتوغرافيّة التي وزّعها حزب الله، وهي تدرس بعناية قبل التوزيع، فإن الأجواء بدت معكّرة، ونصرالله بدا “متجهّماً” والزائر بدا غير مرتاح.. فما هو السيناريو الّذي يمكن أن يكون قد دار بين الزائر الإيراني ونصرالله؟ هنا اقتراح. في مقارنة سريعة بين زيارتي كلّ من علي أكبر ولايتي، وهو مستشار المرشد الأعلى في إيران، ووزير خارجية إيران الأسبق، وبين زيارة محمد جواد ظريف، وهو وزير خارجية إيران الحالي، ومهندس الاتفاق النووي مع الغرب، وبالاستناد إلى صور اللقائين التي وزّعت ونشرت بناءً على اختيار مدروس من قبل متخصصين، هناك الكثير ليُقال. بداية لا يُخفى على أحد أنّ الصّور التي تصدر عن إعلام حزب الله لها دلالات هامة. عند المقارنة نلاحظ أن نصر الله خلال اجتماعه بمستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي كان مبتسمًا وفي حالة ارتياح، في حين الصورة التي تجمعه بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف توحي بحالة مناقضة تماماً، فالسيد قد استقبل الضيف “بعبسة” و “مدّ رجليه ” وكأنّ بنصرالله يشم رائحة كيري تفوح من حديث ظريف، أو أنّه في قرارة نفسه “لم يعجبه” كلام ظريف عن إنجازه الدبلوماسي مع الأميركيين أو أنّ الصدمة انتابت نصرالله لفرح ظريف بعلاقة بلاده مع الشيطان الأكبر. وربما كان السبب أن مزاج نصرالله متعكّر بسبب إلغاء زيارة ضريح القائد الجهادي عماد مغنية. أمّا ظريف، وفي عزّ تخبّط نصرالله الداخلي، فكان يجود بروايته كيف أنّ مصلحة الإسلام المحمّدي الأصيل تقضي ذلك. وربما قال له: “من يضمن ردّ فعل الكونغرس عندما يروني أقرأ الفاتحة لمغنية وبرقبته قتل عشرات الامريكيين فيذهب الإتفاق النووي مع الريح؟”. الأكيد أن السّيد نصر الله كان غير مرتاح لكلام الزائر الإيراني بأنّ مصلحة الإسلام تقتضي مسايرة الشيطان ولو قليلاً. ولعلّ السيناريو الّذي استعان به لحفط ماء الوجه أمام نصرالله هو أنّ الأميركيين ‘خواجات’ وليسوا كالعرب “لا نستطيع الوثوق بهم”. أو ربما أخبره أنّ “موضوع إسرائيل أصبح ثانويّا وفي الأيام والسنوات المقبلة يجب ألا نخطئ بحقّ الإسرائيليين وإلا فكلّ ما حقّقناه اليوم مع الأميركيين سيذهب سدى ويتبخّر معه الإتفاق النووي الاستراتيجي”.
لكنّ السؤال الوحيد الّذي لم يسمع نصرالله جواب حوله من ظريف هو: “إيمتى بدنا نطلع من سورية؟”. وعلى ذمة الراوي، قال ظريف: “عندما تفكّ العقوبات سوف يُهدى كلّ شيعي من نائب الإمام المهدي مبلغاً كبيراً من المال”. وأيضًا هناك كلام عن أنّه من الممكن “إهداء كل شاب يتراوح عمره بين 17 و25 عاماً منزل زوجيّة”. وعلى ذمة الراوي نفسه: “أوباما هو من أصرّ على هذه الهدية كي يستمرّ الشباب في السير نحو القدس عبر الزبداني”. وأنّ كيري أخبر ظريف عن إشادة أوباما بالشّعار الجديد وتمنّى أن تصبح كل المناطق السورية اوتوسترادات نحو القدس…