اتفاق نووي تاريخي بين ايران ومجموعة 5+1: رفع تدريجي للعقوبات مــع مراقبــة المنشآت وترحيب دولي ونتنياهو يصفه بالخطـــأ التاريخي
المركزية- 14 تموز/15
بعد مفاوضات شاقة وماراتونية في العاصمة النمساوية فيينا تخللتها جولات نجاح وتعثّر اثر 12 عاماً من الخلافات، نجحت مجموعة (5+1 ) والجمهورية الاسلامية الايرانية بالتوصل الى اتفاق “تاريخي” حول البرنامج النووي الايراني.
بنود الاتفاق: وفيما لم يخرج الى العلن ابرز بنود الاتفاق في شكل رسمي، اشارت “وكالة انباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية” الى ان “المنشآت النووية في البلاد ستستمر في العمل بمقتضى الاتفاق”.
واضافت في ما وصفته بنبذة عن الإتفاق، من دون الإشارة إلى مصدر: “كل المنشآت النووية ستستمر في العمل. لن يتوقّف اي منها او يجري التخلّص منها. إيران ستواصل التخصيب. كما ان ابحاث وتطوير اجهزة الطرد المركزي (اي.ار6 واي.ار-5 واي.ار4 واي.ار8) ستستمر.
ولفتت الوكالة الى أنه سيجري إنهاء تجميد مليارات الدولارات من ارصدة إيران بموجب الاتفاق النووي بين طهران والقوى الست الكبرى.
وقالت الوكالة الرسمية نقلاً عما وصفته بملخص للاتفاق من دون ذكر مصدر: “العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سترفع عندما يبدأ تطبيق الاتفاق. الحظر والقيود المفروضة على التعاون الاقتصادي مع إيران سترفع في جميع المجالات بما في ذلك الاستثمار في النفط والغاز. كما سيجري الإفراج عن مليارات الدولارات من ارصدة إيران المجمدة، وسيجري رفع الحظر المفروض على الطيران الإيراني بعد ثلاثة عقود. سيرفع الحظر المفروض على البنك المركزي الإيراني وشركة النفط الوطنية الإيرانية وخطوط الملاحة الإيرانية وإيران للطيران والكثير من المؤسسات الأخرى والأشخاص”.
وتابعت “حظر شراء بعض التقنيات والآلات ذات الاستخدام المزدوج سينتهي. ويمكن لإيران ان تحصل على ما تحتاجه من خلال مفوضية مشتركة بينها وبين مجموعة 5+1″، واوردت الوكالة انه سيجري رفع حظر الأسلحة عن إيران وإحلال بعض القيود الجديدة وسيكون في إمكان إيران استيراد وتصدير السلاح حالة بحالة. هذه القيود ستكون لمدة خمس سنوات فقط”.
اوباما: وفور الاعلان عن الاتفاق، خرج الرئيس الأميركي باراك اوباما بكلمة متلفزة حذّر فيها الكونغرس، من إصدار أي تشريع يمنع تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، مهددا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده.
وقال اوباما إنه يرحب بمناقشة مفتوحة في شأن الاتفاق النووي في الكونغرس، لكنه أوضح ان اي إجراء ضد الاتفاق في الكونغرس سيعدّ “غير مسؤول”. وأكد أنه سيستخدم حق النقض ضد اي تشريع يمنع تنفيذ الاتفاق”.
روحاني: وبعد دقائق من القاء اوباما كلمته حول الاتفاق، اطل الرئيس الايراني حسن روحاني بكلمة نقلها تلفزيون الحكومة مباشرة، رحّب فيها بالاتفاق النووي المبرم في فيينا مع الدول الكبرى، مؤكداً ان ايران “لن تسعى “بتاتاً” لحيازة السلاح النووي”.
وقال “لقد تحققت كل اهدافنا، لا سيما ان الإتفاق يتيح رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني منذ سنوات.”
واعتبر ان الاتفاق “نقطة انطلاق” لبناء الثقة بين بلاده والغرب. وقال “إذا تم تطبيق هذا الاتفاق بالشكل السليم يمكننا ان نزيل انعدام الثقة في شكل تدريجي. هذا اتفاق مشترك، ومتبادل”. اضاف “اليوم، استجاب الله لصلوات الامة”.
ردود فعل: وفيما حبس العالم انفاسه قبل اللحظات الاخيرة من توقيع الاتفاق، كرّت سبحة المواقف فور الاعلان عن توقيعه.
بان: الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امل ان “يؤدي الاتفاق مع ايران الى انفراج منطقة الشرق الأوسط”.
واذ رحّب بالاتفاق “التاريخي”، قال “يمكن ان يساعد في تحقيق السلام في الشرق الاوسط”.
واشاد “بتصميم والتزام” المفاوضين الذين ابرموا الاتفاق، فضلا عن “شجاعة القادة” الذين وافقوا عليه”. واضاف في بيان “على هذا النحو، يمكن للاتفاق ان يكون بمثابة مساهمة حيوية للسلام والاستقرار في كل المنطقة وخارجها”.
وقال بان الموجود في اثيوبيا لحضور قمة حول الفقر، ان الامم المتحدة “تقف على اهبة الاستعداد للتعاون الكامل مع الطرفين في عملية تنفيذ هذا الاتفاق التاريخي والمهم”.
بوتين: كذلك، رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “بالاتفاق التاريخي” حول البرنامج النووي الايراني، وقال “الاسرة الدولية تلقته “بارتياح كبير” بعد مفاوضات استمرت سنوات طويلة”.
وصرح بوتين في بيان صدر عن الكرملين بان المشاركين في المفاوضات بين ايران ومجموعة “5+1” “قاموا بخيار حاسم حول الاستقرار والتعاون”، واننا “واثقون بان الاسرة الدولية تلقته بارتياح كبير اليوم”.
هاموند: وفي لندن، اشاد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بـ”الاتفاق التاريخي” الذي ابرم، معتبرا انه “يُشكّل “تغييرا مهما” في العلاقات بين ايران والدول المجاورة والاسرة الدولية.”.
وصرح في بيان: “بعد اكثر من عقد من المفاوضات الصعبة ابرمنا اتفاقا تاريخيا يفرض حدودا صارمة وعمليات تفتيش للبرنامج النووي الايراني”.
الاسد: اما الرئيس السوري بشار الاسد الذي هنأ حليفته الرئيسية إيران بالاتفاق، اعتبر انه “نقطة تحوّل كبرى” و”انتصاراً عظيماً”، وفق ما اعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وقال الأسد في برقيتي تهنئة ارسلهما إلى قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي ونظيره الإيراني حسن روحاني: “حقّقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإنتصار العظيم بالتوصّل الى الاتفاق النهائي مع مجموعة (5+1) بشأن الملف النووي الإيراني”.
الجعفري: من جهته، اعتبر وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ان “تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني ضروري لتحقيق الإستقرار في المنطقة”.
السعودية: وفيما لم يصدر اي بيان رسمي عن المملكة العربية السعودية في شأن الاتفاق، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول سعودي ان “اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية سيكون يوماً سعيداً للمنطقة إذا منع طهران من امتلاك ترسانة نووية، لكنه سيكون سيئاً إذا سمح لطهران بأن تعيث في المنطقة فساداً”.
واضاف المسؤول ان “إيران زعزعت استقرار المنطقة كلها بأنشطتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وإذا منح الاتفاق تنازلات لإيران فإن المنطقة ستصبح اكثر خطورة”.
بينر: في المقلب الاخر، انتقد رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر الإتفاق”، معتبراً ان “الرئيس الاميركي تخلى عن اهدافه”.
نتنياهو: وعلى خط رفض الاتفاق، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق بالـ “خطأ التاريخي”، وقال انه “سيبذل قصارى جهده لعرقلة طموحات إيران النووية”.
واضاف في بداية اجتماع مع وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز في القدس “ستحصل إيران على مسار مؤكد صوب الأسلحة النووية. سيُرفع الكثير من القيود التي من المفترض ان تمنعها من الوصول إلى ذلك”.
وتابع: “ستحصل إيران على الجائزة الكبرى- جائزة حجمها مئات البلايين من الدولارات ستمكنها من مواصلة متابعة عدوانها وإرهابها في المنطقة وفي العالم. هذا خطأ سيئ له ابعاد تاريخية”.