رسالة إلى صديق عزيز،
عميد لبناني متقاعد
عن الفايسبوك/أحد الأصدقاء الحاليين ورفاق النضال السابقين، وهو يعرف أنني أعرف أنه يقرأ صفحتي من حين إلى حين، ومع محبتي الفائقة له لأنه إنسان حباب وطيب القلب، وكونه من المناضلين السابقين ضد الإحتلال السوري وضد الميليشيات المسلحة خارج الدولة، ومع الدولة ضد الدويلة، أوجه له هذا البوست بعدما شاهدته على إحدى وسائل الإعلام:
1) إن المسلمين السنـة اللبنانيين وتحديداً تيار المستقبل ليسوا داعش لا من بعيد ولا من قريب ومن الخطر جداً إلصاق هذه التهم والأكاذيب بهم بهذه الخفة، ولي من بينهم أصدقاء وأحبة بالمئات. الله يعرف والكثيرون يعرفون كمية المآخذ التي لي على تيار المستقبل، ليس الآن الوقت المناسب لتعدادها، ولكنني أعي تماماً أن مشروع لبنان لا يمكن أن يقوم بدون تيار المستقبل الذي هو اليوم أحد الأعمدة الرئيسية لفكرة لبنان، وهي الفكرة نفسها التي ناضلنا لأجلها منذ العام 1975. هذا الشحن الإعلامي يا صديقي هو خطر جداً على كل لبناني صادق، وعلي وعليك وعلى أحبائك أولاً، وعلى الطائفة الشيعية التي نحب ونقدر.
2) الخلافات في مجلس الوزراء تحل في مجلس الوزراء وليس في الشارع. والتعطيل في إنتخابات رئاسة الجمهورية يأتي من جهة أنت تنتمي إليها الآن وأنت تعرف أنني أعرف كم من المآخذ لديك في خصوص هذا الموضوع، وبخصوص إذابة نفسك وإذابة غيرك في مستنقع الزعيم وإلغاء الفرد في سبيل الزعيم وفي سبيل من يراه الزعيم مناسباً للمناصب، في وقت الأولوية فيه هي للتكاتف لدرء الأخطار. نحن لسنا في بيزنطيا 1453 ولا يهمني أن أعرف إذا كانت الملائكة ذكوراً أم إناثاً.
3) إن أقرب المقربين إليك وصف المارونية وصفاً رائعاً. أهذه هي المارونية الواسعة الفكر والمحبة وغير المتزمتة والتي تناصر الحق والتي تصبو إلى العدالة؟ أهذه هي طموحاتنا من أجل لبنان الإنسان؟
4) من قال أن إيران اليوم لا تفعل ما تشاء؟ أهي تنتظر الإتفاق النووي لتفعل أكثر؟ إن إدائها في سوريا والعراق مدعاة تساؤل كبير عن حقيقة القوة الإيرانية التي لم تستطع أن تحقق الكثير على حدودها المباشرة مع العراق … الإتفاق النووي يا صديقي لن يغير شيئاً.
ما زلت صديقك وسأبقى إلى آخر لحظة من عمري، بالرغم من أننا لم نعد في نفس الخندق، كما أريد أن أذكرك أنني لم أترك الخندق نفسه منذ 13 نيسان 1975، أي مناضل من أجل الحرية والمحبة، وساع للمعرفة، وقد نضجت بين الخنادق والكتب والمفكرين والمطالعات ومعاشرة اللبنانيين كافة والتعرف عليهم عن كثب من سنـّة وشيعة ودروز وتعلمت أن أشاركهم همومهم وهواجسهم التي هي نفسها هواجسنا وهمومنا، كما تعلمت أن أحبهم وأن أعمل لهذه المحبة المجانية كل يوم لمحاربة الحقد الذي عشعش في قلوبنا وهو ليس من الله وأكيد ليس من مدرسة مارون الناسك.
دمت يا صديقي