تعليق للياس بجاني بالصوت/فورماتMP3/إين هي سجون حزب الله ومتعديات المحكمة العسكرية ومخابرات الجيش في خضم همروجة ارتكابات سجن رومية، وما هي اهداف الحزب من خلفها، وماذا أيضاً عن نتاق وهرار عون وقطعانه من الأغنام/22 حزيران/15
في أعلى التعليق بالصوت/فورماتMP3
تعليق للياس بجاني بالصوت/فورماتWMA/إين هي سجون حزب الله ومتعديات المحكمة العسكرية ومخابرات الجيش في خضم همروجة ارتكابات سجن رومية، وما هي اهداف الحزب من خلفها، وماذا أيضاً عن نتاق وهرار عون وقطعانه من الأغنام/22 حزيران/15
وماذا عن فظائع سجون حزب الله وتلك الواقعة تحت هيمنته
الياس بجاني/22 حزيران/15
حقيقة معاشة يعرفها كل لبناني دخل سجن أو مخفر من سجون ومخافر لبنان ومعه كل أهله، وأيضاً يدركها كل متعامل مع الجسم القضائي والعسكري والأمني، وهي حقيقة مفادها أن إهانة كرامة الموقوف أو السجين وحرمانه من حقوقه وضربه وتعذيبه هي ممارسات يومية ومستمرة في غالبية مخافر وسجون ومحاكم لبنان، والأسوأ والأكثر وحشية وظلماً منها يتم على مدار الساعة في كل مواقع الدولة الأمنية والقضائية التي هي تحديداً تحت نفوذ وسلطة مخابرات الجيش والمحكمة العسكرية الممسوكتان كلياً من قبل حزب الله الإرهابي ومن جماعته من المرتزقة والمأجورين.
أن ما شاهدناه من فظائع إنسانية في الفيديوهات المسربة لأهداف فتنوية عن التعذيب في سجن رومية هي جداً عادية طبقاً للمعايير اللاقانونية واللاانسانية واللاأخلاقية التي تطبق للأسف على مدار الساعة في غالبية السجون والمخافر اللبنانية، ولو بنسب متفاوتة ومختلفة.
نعتقد إن الأهداف الحقيقية من وراء تسريب فيديوهات ممارسات التعذيب في سجن رومية هي غير بريئة، كونها ممارسات جرت في ظروف معينة وغير اعتيادية ومنذ مدة غير قصيرة. نرى بالتحليل والمنطق أنها أهداف فتنوية تخدم أجندات حزب الله تحديداً لجهة تسعير الصراع السني الشيعي، والتعمية عن خسائر الحزب البشرية الكبيرة في سوريا، والأهم احتواء الثورة داخل بيئته التي هي تتعاظم يوماً بعد يوم وتقوى وتشتد وتتوسع أكثر وأكثر مع عودة النعوش من ساحات الحرب السورية.
ولأن الحزب مهيمن على الدولة وعلى مؤسساتها وممسك ب 90% من وسائل الإعلام اللبنانية فقد حققت عملية تسريب الفيديوهات وفي هذا الوقت بالتحديد أغراضها وأهدافها الفتنوية بامتياز والرابح منها هو فقط الحزب وراعيته دولة الملالي.
بالطبع إن ما أظهرته الفيديوهات هي أعمال مستنكرة ومدانة ومن واجب القيمين على الوضعين القضائي والأمني في لبنان التعامل معها طبقاً للقوانين المرعية الشأن والتأكد من عدم تكرارها ومعاقبة مرتكبيها ومن أمرهم ومن حماهم ولا يزال يحميهم.
ومهم جداً أن لا يُسمح لحزب الله أن يرفع المرتكبين هؤلاء إلى مصاف القديسين كما فعل مع المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
نسأل هل من يعرف ماذا يدور في سجون حزب الله، وكيف يتم التعامل مع المساكين والضحايا الذين يقعون في شباك نصرالله وقاسم ورعد ومرتزقتهم وجلهم من المعارضين لولاية فقيههم ومن داخل بيئتهم نفسها؟
ونسأل لماذا كل المسؤولين والسياسيين ورجال الدين في وطننا الأم، لبنان، بلعوا ألسنتهم ولم يحملوا لواء قضية الشقيقتان آمال ومنى شمص وهما علنية كشفتا مؤخراً وبجرأة عن واقع ووجود سجون حزب الله ووصفوها بدقة؟
ضميرياً وإيمانياً وأخلاقياً، انه لا مصداقية لأي مسؤول أو ناشط أو سياسي أو رجل دين لا يرى إلا بعين واحدة، فيما عينه الثانية مغلقة بشكل إرادي وانتقائي وتتعامى عما تراه، كما هو حال الساكتين عن سجون حزب الله وعن الإجرام والفظائع التي تتم بداخلها.
كما أن السكوت عن كل ما يمارسه القيمين على مخابرات الجيش وعن كل حواشي المحكمة العسكرية من انتهاكات قضائية مشينة هو عمل إجرامي بامتياز.
في الخلاصة، إن ما تم في سجن رومية مع السجناء الإسلاميين بالتأكيد هو جريمة إنسانية وهي مستنكرة ويجب محاسبة مرتكبيها عملاً بالأحكام والقوانين المرعية الشأن، ولكن إنصافا للحق فإن همروجة الانتقادات الحالية يجب أن تشمل أيضاً وبقوة واقع سجون حزب الله وكل الممارسات الوحشية التي تقوم بها مخابرات الجيش، وأيضاً كل أحكام المحكمة العسكرية الظلمة والانتقائية واللاقانيونية، وإلا فالج لا تعالج.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
الذين يساقون إلى الرابية ليخطب بهم عون هم قطعان من الأغنام
الياس بجاني/21 حزيران/15/اضغط هنا لقراءة التعليق باللغة الإنكليزية
https://eliasbejjaninews.com/2015/06/21/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%82%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84/
محزن أن نرى قطعان من الأغنام هي شرائح مغرر بها من شعبنا “الغفور” بدأت تساق مؤخراً كل يوم أحد إلى رابية المسيح الدخال حيث يقيم هذا الشارد والموهوم ميشال عون الذي يقوم بعملية نتاق وهرار خطابية أمامها . نعم هؤلاء اغنام وإلا كيف “يهوبرون” لمن خان وطنهم وداس على تضحيات شهدائهم وقبل أن يكون ملحقاً طروادياً ومرتزقاً ذليلاً بقوى الشر الإيرانية-السورية التي تحتل وطننا وتفكك كل مقوماته. وبعد.. أليس هذا هو زمن محل وبؤس وأشباه رجال ليس فيهم من الرجولة شيء؟
في اسفل تقارير وتحليلات وأراء ذات صلة بموضوع التعليق
سجن رومية: نكبة وطنية لا طائفية/محمد شبارو/المدن/22 حزيران/15
خفايا تسريبات رومية: عون وميقاتي خلفها/ربيع حداد/المدن/22 حزيران/15
صورة الأسدية اللبنانية: مساواة “التبويط” و”التدعيش”/روجيه عوطة/المدن/22 حزيران/15
الجنرال الصغير يهدد بالفيدرالية/محمد عبد الحميد بيضون/فيسبوك
من هي الجهة المستفيدة من تسريب أفلام التعذيب في رومية؟/حنان الصباغ/لبنان الجديد/22 حزيران/15
ابو غريب» اللبناني يستدعي الحرب السورية/محمد عقل/جنوبية/22 حزيران/15
لماذا خاف حزب الله من تحرك «17 حزيران »؟/عماد قميحة/جنوبية/22 حزيران/15
حاكموا_جلاد_رومية: حملة على المشنوق وحملة تحييه/محمد دنكر/جنوبية/22 وحزيران/15
إستقالة المشنوق لحماية العسكريين/نسرين مرعب/لبنان الجديد/22 حزيران/15
سجن رومية: نكبة وطنية لا طائفية
محمد شبارو/المدن/ الإثنين 22/06/2015
ليس ما كشف عن سجن رومية استثناء. ليست هذه الممارسات المقززة حكراً على بعض العناصر، والمستهدفون ليسوا إسلاميين من أتباع الطائفة السنية فحسب. يبدأ السقوط هنا، في الحصر. وفي ابقاء المساحة للفتنة، لتتحرك، على وقع تصوير الأمر بأنه جزء من استهداف “الطائفة”. لا شك أن المخطط أكبر بكثير مما يحصل داخل أروقة رومية. ثمة من أراد القول لهذه الطائفة أن الدولة غير موجودة، وهي عدو، وبالتالي لا خيار لكم سوى تنظيم “داعش” وجبهة “النصرة”.
على سوداوية ذلك، إنجر الجمع بغالبيته إلى ما يراد لهم ويخطط، على الرغم من أن ما سرّب، على قسوته، لا يمكن وضعه في سياق إستهداف الطائفة السنية. أبعد من ذلك كله، ثمة الكثير من التساؤل عن مردّ الإستغراب الذي أحيط به الفيديو المسرّب. كأن البعض أتى من كوكب آخر، ليُفاجأ بما هو ممارس في أقبية الدولة اللبنانية، أو كأن مشاهد التعذيب هي حكر على رومية، وغداً عندما يسرب أي جديد من أي مخفر، أو سجن، أو قبو، ستكون المفاجأة مضاعفة. ربما! وربما يصدق البعض أن الدولة التي فشلت في إنتخاب رئيس للجمهورية، هي دولة ديموقراطية تنافس سويسرا ودول أوروبا في قضايا حقوق الإنسان والدفاع عنها.
للتذكير، فقد نشأت هذه الدولة بين جيران، لا يؤمنون سوى بالعنف وسياسة العسكر وسلطتهم لفرض الأمن. نظرية سادت من ليبيا معمر القذافي، الى عراق صدام حسين، وما بينهما من مصر حسني مبارك وقبله جمال عبد الناصر، إلى سوريا الأسد. تاريخياً أيضاً، أجهزة الأمن اللبنانية، ربيبية هذه الأنظمة التي دربتها، وطورتها، وعملت على إدخال عقائدها التوتاليتارية الى صلبها. فكانت الدولة اللبنانية نموذجاً عنها، وإن بصيغ مستترة وأقل حدّة وأكثر مواربة، تحت ستار الدولة الفريدة في محيط عسكري.
وفق ذلك النهج أيضاً، نشأ “المكتب الثاني” أيام حكم اللواء فؤاد شهاب، قبل أن تدخل البلاد في عصر الحرب الأهلية التي أضافت الى ما سبق أساليب المليشيات ذائعة الصيت، وتخطت في ذلك الوقت أساليب “داعش” من دون أن يكون للطفرة الإعلامية الحالية وجود. ذاع صيتها، قبل الحرق الداعشي على نمط ما حصل مع معاذ الكساسبة. وانتشر أسلوب رمي الأحياء من أسطح البنايات، قبل أن يمارسه التنظيم المستجد. ولا يزال فندق “هوليدي إن” شاهداً، يقابله نظيره “برج المرّ”.
هذه الإرتكابات كلها لم تُمحَ بعد من أذهان اللبنانيين. وممارسات الحرب ما زالت حاضرة، وجاهزة للإستخدام متى دعت الحاجة، لأن نهج ما بعد الحرب الأهلية، لم يعمل على إزالة هذا العنف من النفوس، مدنياً وعسكرياً، خصوصاً في زمن الطوائف والجماعات وصراعاتها. أبعد من ذلك، ليست الممارسات في مؤسسات الدولة، ربيبة النظام السوري أو الأنظمة العسكرية العربية وحدها. هي ربيبة لبنانية صرفة أيضاً، ساهمت الأنظمة المحيطة في تغذيتها، وتجديدها. ولم يتم العمل بعد تأسيسها عن سابق تصميم وتصور، على العبور الى دولة حقيقية، تُكرّس فيها حقوق الإنسان، وتقوم مؤسسات مبنية على العدالة وانتظام العمل، ومحاسبة المخالفين والمرتكبين.
ليس ما ارتُكب استهدافاً للطائفة السنية. هو مشهد مكرر من 7 آب المسيحي، أو مار مخايل الشيعي، أو غيرها من التواريخ السوداء في أجندة القمع اللبناني الصرف، الذي تثور عليه الجماعات الطائفية فقط في حال استهدفها، فيما تصمت عنه أو ترحب به إن كان موجهاً ضد الآخر. لطالما كررت المنظمات الدولية، وجمعيات مدنية لبنانية، الإضاءة على هذه الإنتهاكات، والتنديد بها، من دون أن تستمع الدولة والمسؤولين. في العام 2014 صدر تقرير مفصل عن لجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة، اثر تحقيقات أجرتها بين العام 2012 والعام 2013، أشارت فيه إلى أن “التعذيب ممارسة متفشية في لبنان تلجأ إليها القوات المسلحة والأجهزة”، وهو ما عد إنتهاكاً لتوقيع لبنان على إتفاقية مناهضة التعذيب في العام 2000، لكن لجنة حقوق الإنسان النيابية كان ردها بشجب التقرير “الجائر وغير الموضوعي”!
هذا النقاش كله، اليوم، لم يبلغ حد الضرورة. ضرورة توسيع النقاش ليطاول كل الممارسات داخل المخافر، والسجون. نقاش يتعدى إطار مظلومية طائفة، ويتخطى إطار قضية محتجزين لم يحاكموا بعد، ليطاول كل أطر عمل المؤسسات اللبنانية قضائياً وأمنياً. لكن ثمة في الواقعية اللبنانية ما يدفع الى التشاؤم، طالما أن فيديو يسرب اليوم لغاية سياسية بعيدة من الإصلاح، لتُطمس غداً عشرات الإرتكابات الأخرى لغاية سياسية أخرى. ثمة في دولة اللادولة إجماع على رفض تأسيس دولة تحترم حقوق الإنسان، وإجماع على إبقاء كل طرف ميليشيا تسعى الى تحقيق مصالحها ضمن الدولة أو خارجها بأسلوب الميليشيات وليس العدل.
خفايا تسريبات رومية: عون وميقاتي خلفها
ربيع حداد/المدن/الإثنين 22/06/2015
خفايا تسريبات رومية: عون وميقاتي خلفها! من المؤتمر الصحافي للمشنوق تعليقاً على التسريبات
تأويلات وتحليلات كثيرة رافقت تسريب التسجيلات المصورة التي يظهر فيها عناصر من قوى الأمن الداخلي يقومون بتعذيب مهين للموقوفين الإسلاميين في سجن رومية. شملت التحليلات النواحي السياسية، المحلية والخارجية، ربطها البعض باستحقاقات إقليمية، فيما آخرون ربطوها بالأزمة الحكومية، وهناك من وضعها في سياق استهداف الحوار الدائر بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” عبر استهداف الشارع السني. سواء كانت هذه التحليلات صائبة أم لا، إلّا أن ما جرى لا يمكن التعاطي معه إلّا أنه صفعة على وجه الجميع، وإن لم تخلُ موجبات النشر والتسريب من الأهداف السياسية.
كان المستهدف الأول من التسريب وردّة الفعل التي أنتجها، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، بغض النظر عن التحفظات والملاحظات، والتسليم بجدلية فداحة ما حصل، إلّا أن المشنوق أعلن مسؤوليته عن ماجرى، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإحالة المرتكبين على القضاء، هذا في الشأن التقني الذي لن يعيد الإعتبار لمن امتهنت كراماتهم وأهينوا، أما في الشق السياسي فإن ما جرى على الأرجح سيستمر وإن بصيغة مختلفة.
بالتأكيد فإن المراد من استهداف المشنوق، استهداف فريق سياسي بكامله، ومن قام بذلك كان يريد شق صفوف هذا الفريق من جهة، وإبعاد الشارع عن ممثليه من جهة أخرى، وتوظيف كل ما جرى في سياقات سياسية مختلفة.
جميع خصوم “المستقبل” استفادوا من هذا التسريب والعاصفة التي أثارها. الحسابات السنية – السنية حاضرة، الصراع العوني – المستقبلي الخفي، أيضاً حاضر، ربطاً بما جرى بمسألة التعيينات الأمنية والتمديد، والمستمر فصولاً، وكذلك يبقى الحضور الأبرز لصراع “حزب الله” – المستقبل، المغلف بحوار معطل، خصوصاً أن “حزب الله” يحسن الإستثمار بأوراق كهذه، لا سيما محاولاته الجاهدة لترسيخ الشرخ والتصارع بين صقري “المستقبل” في الحكومة، أي المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي، اللذين يسعيان إلى القيام بـ”حركة مشتركة” لدحض هذه المزاعم، على غرار ما حصل في قضية ميشال سماحة.
في التفاصيل، تشير مصادر “المدن” إلى أن التقاء مصالح بين رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ومن خلفهما “حزب الله” دفع إلى اختيار هذا التوقيت للتسريب، خصوصاً أن هذه الأشرطة كان تم تداولها على نطاق ضيق في السابق، من دون أن تسرب. وتقول المصادر أنه “من الواضح أن ما حصل أتى بتنسيق بين جماعة الميقاتي وعون، والمستهدف فيها رأس المشنوق، ليستفيد منها “حزب الله”، وهدفت إلى حرف الأنظار عن معارك القلمون، وإشاحة النظر عن وثائق ويكيليكس السعودية، التي تبين أنها سخيفة، ولم تكشف شيئاً، ولا ترقى إلى مستوى الحملة الدعائية التي سبقتها، وصبت في صالح قوى 14 آذار، لجهة اقتصار الدعم السعودي على تمويل مؤسسات صحافية وليس ميليشيات، وثانياً شمولها شخصيات من “حزب الله” ونائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، وشخصيات أخرى كالنائب علي بزي، ما يعني أن الجميع كان على علاقة مع المملكة”.
عملياً، يريد ميقاتي تسجيل هدف في مرمى “المستقبل”، صراعهما مديد وخصوصاً على الساحة الطرابلسية وبشأن الموقوفين الإسلاميين، وأراد من ذلك إصابة رأس المشنوق ومن خلفه ريفي، وتالياً “المستقبل”، عبر تأليب الشارع، خصوصاً أن ميقاتي عمل سابقاً على استثمار شادي المولوي، المتواري عن الأنظار، وسعد المصري وزياد علوكي اللذين كانا موجودين في الأشرطة المسربة، والجميع يعلم مدى دعم ميقاتي لهما وحتى الأموال التي ترسل إليهما داخل السجن، وتوظيف هذه الأموال في استدراج مواقفهم والإدلاء بإفادات أثناء التحقيق معهما، تصوب بإتجاه المستقبل وأنه كان خلف تمويلهما خلال جولات القتال بين التبانة وجبل محسن، علماً أن تصريحاتهم السابقة كانت تتهم المستقبل بالتخلي عنهما. ويبرز إستثمار ميقاتي في سرعة ردة فعل ميقاتي بالأمس، بعيد التسريب، وفي الهجوم المركز الذي شنته الحلقة المحيطة به، والتي لم تحيد رئيس الحكومة تمام سلام.
أما بالنسبة إلى عون فهو يريد توجيه ضربة إلى المشنوق بعد الخيار الذي اتخذه في مسألة التمديد للقادة الأمنيين، وإصراره على تجزئة هذه التعيينات، وتوقيعه على قرار التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، وتعيين قادة وحدات، وهذا ما يعتبره عون خطوة قطع طريق اليرزة أمام العميد شامل روكز.
قد يكون استثمار “حزب الله” لما جرى محاولة لاستهداف الحوار، أو تمهيداً للإنقلاب على قواعد اللعبة في هذه المرحلة الهادئة، إلّا أن المصادر تعتبر خلاف ذلك، إذ تشير إلى أن الحزب لا يستطيع أن يشن معركة ولو إعلامية في جرود عرسال، من دون أن يكون لديه تواصل مع أحد في البلد يمثل تلك المنطقة، ويمثل الطائفة السنية، ومن هنا يأتي دفاع “حزب الله” ومنظومته الإعلامية عن المشنوق، وهو أكثر المتمسكين بالحوار في هذه المرحلة على الرغم من إستثماره بما جرى أولاً لضرب الشارع السني ببعضه البعض، وثانياً عبر الإيحاء للجمهور السني بأن قياداتكم ومسؤوليكم لا يمثلوكم، ليس لكم سوى التطرف.
أبعد من ذلك، قد يبدو هذا الإيحاء محاولة لشيطنة الشارع السني من قبل “حزب الله” على غرار شيطنته للحراك الشعبي السوري منذ بداية الثورة السورية وإلى اليوم عبر التأكيد أن من يتحرك في سوريا هم مجموعات متطرفة، أي “داعش” و”النصرة”، وهذه مسؤولية فريق “المستقبل” في تحصين شارعه وإعادة الأمور إلى نصابها.
صورة الأسدية اللبنانية: مساواة “التبويط” و”التدعيش”
روجيه عوطة/المدن/الإثنين 22/06/2015
صورة الأسدية اللبنانية: مساواة “التبويط” و”التدعيش” سجن “رومية” يجيب: نعم، من عندي ينطلق الإرهاب!
أول ما تجيب عليه فيديوهات تعذيب السجناء، المسرّبة من سجن رومية، هو سؤال لطالما طرحه اللبنانيون على أنفسهم وعلى آخريهم: “هل سيصل تنظيم داعش إلى لبنان؟”.
ترد الفيديوهات بـ”نعم”، وتضيف أن الوصول هنا لم يعد يدل على فعل يتطلب طريقاً من خارج البلاد إلى داخلها، بل يستلزم طريقة من داخل البلاد إلى داخلها. وبالتالي، تقول الصورة، المتحركة على قمع السجناء وإذلالهم، أن تلك الطريقة قد وُجدت، أي التعرية والتركيع والرص والضرب والشتم، وأن وسائلها قد وُفرت، أي النربيج الأخضر والبوط العسكري.
سُلمت الطريقة لشرطة السجن، الذي ظهر واحد من عناصرها، في حين تعذيبه الجاثين تحته، وبقربه عنصر آخر، عدا المُصوِّر، الذي التقط بعدسة كاميرا هاتفه مشهد الإخضاع والعسف.
أجاب هذا الفيديو بـ”نعم” عنيفة. لم تأتِ على لسان المعذَّب، بل من فم المعذِّب، الذي أحال المُشاهِدين إلى التنكيل الأسدي بحق معارضي النظام في دمشق، وأبقى على تلك الإحالة في سجنه، ليستحيل هو نفسه أسدياً بهوية لبنانية، تدور في ضيقها الطائفي، وتترسخ في مؤسستها. وبإنزال إحالته جلداً “بالنربيج” الأخضر على أجساد السجناء، الذين صاروا من المعتقلين هنا، ظهر “داعشياً” بأفعاله فوقهم، لا سيما عندما يمد أنبوبه فوق عنق المعذَّب، أو يمسك له صدره، مُحَيوِناً إياه بوصف “حلابة”.
بعد ذلك، ينتقل إلى معذَّب آخر، الذي التحى إسلامياً، فيواصل ضربه، ويوبخه بكلام عن الحوريات، التي، وبحسبه، إن رآها أمامه، فهو يرى أمه.
عندها، ينجلي وجه المعذِّب، ليس على وضوح تام، إذ أن المصوِّر يركز عدسته على أجساد السجناء المضروبة. لكن، في لحظة ما، يلتقط زميله، ليظهر بذقن كاملة. والأخير، لما يُضاف إلى بنطال صاحبه الزيتي ولون “تي-شيرته” الأسود، يبدو شرطياً بالمعنى التشبيحي وفعله، الذي يستمر في الإحالة إلى الممارسات الأسدية، وفي بعض حركاتها، إلى تلك “الداعشية”.
تالياً، بتعذيبه، يغرس معناه في أبدان السجناء، ساعياً إلى تهشيمها، وإطالة معاناتها، وفي الوقت ذاته، يهبها صورة عما يمكن أن تتغير إليه في حال تصديها له. فمن المستحيل صرف السمع، قبل النظر، عن الإهانات اللفظية، المصوبة نحو المقدس الديني، ونحو الشخوص العائلية. كل هذه الشتائم التي تهبط على الأجساد، مع “النربيج” والبوط، لا تكبح عنفاً، هو أضعف منها الآن، بقدر ما تطلب منه الظهور أقوى منها لاحقاً، وفي اللاحق القريب.
إلى أين تصل “داعش” إن وُجدت في لبنان؟ لا نعرف، لكننا نعلم أنها تنطلق من ذلك المعذِّب-الشرطي الشبيح، من يده، ومن جسمه، ومن إملائه على المعتقل أن يقبّل بوطه. إنها الأسدية اللبنانية، التي لا يمكن أن تصيب المعذَب فحسب، بل مُشاهده أيضاً، مثلما لا يمكنها ألا تنطوي على هوية مؤسساتية بلا أن ترتكز على أخرى عصبية، تسدد لكمةً لذات السجين فتشقها.
كأن تلك الفيديوات تريد أن تعلن لنا أن سجن رومية أصبح مُربّي التطرف، مُخَرِّجِه، مظهّره من عناصره، وناقله إلى سجنائه وإلى المشاهدين وإلى الجميع. فداخل هذا السجن، يتساوى “التبويط” مع “التدعيش” في فعل القمع الدولتي والكسر الطائفي والتأسيد اللبناني. إنها الأسدية اللبنانية، صحيح، لكنها اللبنانية الأسدية على حد سواء.
أجاب سجن رومية على سؤال وصول “داعش” باستبدال طريق الوصول بطريقة التعذيب والإرهاب. الفيديوهات تشير إلى ذلك، وتشير إلى أن السجناء فيها، وغيرهم كثر، يتعرضون لأقسى أنواع الإذلال والإنهاك. وفي حال لم يدخلوا إلى السجن كمتطرفين، فربما يخرجون منه على هذا الوضع. ذاك أن العنف الأمني، الذي يُمارس بحق السجناء، على اختلاف تُهمهم، سيشق أجسادهم وذواتهم بالنرابيج والرينجيرات. وهي، عندما تتحرر منها، لن تتطرف سوى لما تبقى في أجسادها العارية من جروح ومن وضوح.
محاسبة المسؤول عن ذلك كله؟ أكيد، ومحاكمه جسمه المؤسساتي أيضاً.
الجنرال الصغير يهدد بالفيدرالية
محمد عبد الحميد بيضون/فيسبوك
انتهى الأسبوع الماضي على تهديد ميشال عون بالفيدرالية ولكن هو يهدد من؟ وما معنى هذه الفيدراليةالتي يطرحها غاضباً؟
الفيدرالية هي عملياً تقسيم البلد الى ولايات او أقاليم مع حكم محلي لكل ولاية اي رئيس او حاكم لكل ولاية مع حكومته ومجلس نيابي محلي أيضاً له حق التشريع في الشؤون المحلية٠هل يقصد عون تقسيم لبنان الى ولاية مسيحية وولاية شيعية وولاية درزية وولاية سنية وكيف يحدد هذه الولايات؟ ام يقصد عون اعتبار كل محافظة حالية ولاية؟ في الحالتين سينكفئ الدور المسيحي لأن هذه الفدرالية ستعني انه سيكون للمسيحيين حاكم ولاية من سبعة ولايات بدلاً من رئاسة الجمهورية حالياً وان نفوذهم السياسي سيكون محصوراً في حدود هذه الولاية وهذا يعني أيضاً ان حضورهم على مستوى الحكومة الفدرالية التي تقرر سياسات الأمن والدفاع والمعاهدات الدولية والسياسة الخارجية والسياسة المالية وانظمة التعليم سيتراجع بنفس النسبة والاخطر انه لن يكون هنالك مناصفة على مستوى المجلس النيابي الفيدرالي ٠تهديد عون يعود بالمسيحيين الى شعار “من المدفون الى كفرشيما” وهو شعار رماه أصحابه الأصليون في سلة المهملات بعد ان عرفوا انه تقزيم للدور المسيحي وتفتيت للبنان ٠اليوم عون يقول انه اذا لم يصل الى رئاسة الجمهورية فإنه يقبل ان يكون حاكم ولاية ولو خسر المسيحيون كل حضورهم٠ تهديد عون هو إطلاق نار على المسيحيين٠ حرب إلغاء لدورهم ٠اما شركاء عون في المحاصصة والفساد تحت راية الوصاية فإنهم يصفقون له ولكل جنون يحميهم ويحمي الوصاية.
نعم… دفاعاً عن نُهاد
نديم قطيش/المدن/الإثنين 22/06/2015
سيسيل حبر كثير حول موضوع التسجيلات المسربة من سجن رومية، ومشاهد التعذيب المرعبة لعدد من الموقوفين الاسلاميين. فالفضيحة تناسب البلد المعدوم السياسة والاخبار والعائم على ثقافة النميمة والاحقاد وتطوير تقنيات الشتيمة واساليبها ولغاتها.
ما سرب من رومية فضيحة بلا شك. وجريمة من دون اي تجميل لواقعها ووقائعها. ووحشية لن تجد ما يبررها. الذهاب بها الى اقسى العقوبات لا مناص منه.
أبعد من هذا هي فضيحة تُشع باضاءات عديدة. هي اولاً تندرج في سياق تقاليد التخلف الحقوقي والانساني المرتبط بالبدلة العسكرية في هذا الجزء من العالم. البدلة بكل قطاعاتها. يصدف اننا امام نموذج علني اليوم، يحكي عن كثير مما لم يصلنا بالصوت والصورة، وبقي بين الجلاد وضحيته. هي جزء من التخلف العام للعسكر. لعقل العسكر. لثقافة العسكر. للبناء العلمي والحقوقي للعسكر، بالمقارنة مع ما نعرفه عن آليات الترقي في جيوش العالم حيث كبار الضباط هم جزء من النخبة الثقافية ومن نخبة المتعاطين بالشأن العام في بلدانهم.
وهي ثانياً تندرج في سياق تخلف فكرتنا نفسها عن السجن والتي نشترك فيها مع اصقاع كثيرة في العالم، دعك عن التخلف العام الذي ينطوي عليه مفهوم السجون حتى في أرقى الدول في العالم.
بهذا المعنى يحسب لوزير الداخلية نهاد المشنوق انه رفع منذ اليوم الاول لتعيينه وزيراً للداخلية، ملف السجون في لبنان بوصفه قنبلة موقوتة تهدد السلم الاجتماعي والاهلي في لبنان. ويحسب له انه حقق في حوادث سابقة واحال مرتكبيها على القضاء. ويحسب له انه فتح ابواب السجن امام منظمات دولية للمرة الاولى في تاريخ لبنان للاطلاع على واقع السجون. ويحسب له انه صال وجال بحثاً عن تمويل هنا ومنحة هناك لتعطيل هذه القنبلة قبل انفجارها في وجه الجميع. وهنا لا بد من سؤال بسيط لمديري الحملة على الوزير المشنوق: هل السجن اليوم، رغم وضعه المزري حالياً، هو افضل او أسوأ مما كان عليه قبل سنة؟
العجز عن الاجابة عن هذا السؤال بنزاهة، كونه يتطلب درجة عالية من التفكير النسبي والبراغماتية، في ظل خبر حادثة التعذيب، يكشف عن بعد أخطر في طبيعة تلقي الناس للخبر، وطبيعة ما أثارته من ردود فعل.
ردود الفعل على التسريب افرزت، شعبياً، نوعين منها، أكان بشكل معلن او مضمر.لا تهم هنا الهوية الدقيقة لمن قام بالتعذيب. أشارت مواد اعلامية الى كونهم ينتمون الى طوائف ومذاهب عدة، بمنطق تنصلي من البعد الذي ستتخذه الحادثة في ذهن الجمهور، هو لزوم ما لا يلزم. فمن نزل عليهم العذاب هم مساجين اسلاميون محددو الصفة والعقيدة والانتماء، في بلد يعيش على فالق الزلزال المذهبي بين السنة والشيعة. وبالتالي من عذبهم، هم شيعة في نظر الجمهور حتى ولو كانوا من غير اتباع المذهب الشيعي. لم يشذ عن هذا التصنيف المبتسر والمشحون اي من طرفي الجنون في لبنان، أكانوا شيعة او سنة.
متابعة المواد المرافقة للخبر على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد ذلك. جزء كبير من الجمهور الشيعي تداول الاشرطة بوصفه امتداداً ليد المُعَذِب، وبوصفه امتداداً لسلطته على جسد السجين الاسلامي السني المتهم بتفجير او بإعداد للتفجير في منطقة شيعية على الارجح. وأرفق التداول بالشريط بعبارات تؤكد هذا المنحى عبر التذكير بأن “اليد التي ستمتد الينا ستقطع”، او بوصفه المصير المحتوم “للتكفيريين والارهابيين”. اي إدغام الشريط ووقائعه بالمعركة الاوسع التي يخوضها، حزب الله، الحزب الحاكم للشارع الشيعي. فالشريط هنا جزء من عملية مقاومة التكفير والتكفيريين. ووقائعه تضع القائمين به في مصاف ابطال المقاومة التي تقاتل على الحدود والثغور. وهو بالتالي جزء من صورة “الانتصار” على الآخر، السني التكفيري.
أما الجزء السني من الشارع الذي تفاعل مع الشريط على مواقع التواصل الاجتماعي فكانت أكثريته تعبر عن ضيقها بكثرة العقلاء في الطائفة وفائض التسوويين وقلة المجانين الذين يوازنون جنون الشارع الاخر. الشكوى من الوزير المشنوق، هي شكوى من لا شعبويته ومن عقلانتيه ومن قدرته على التواصل مع الآخر، على قاعدة السياسة، وليس وفق تقاليد الحرب الاهلية القائمة، بين السنة والشيعة، والتي يرفض الاعتراف بها في عقله وسلوكه. والشكوى منه في انه ليس وزير السنة، اي ليس وزير المساجين المعذبين، ليس فقط بمعنى مسؤوليته عن حقوقهم، وهو مسؤول وحبة مسك، بل بمعنى أنه ليس وزير “قضيتهم”، بوصفهم يجسدون حجم الاعتداء على السنة في لبنان، او هكذا يريد السعار المذهبي لهم ان يكونوا.
المأخذ على نهاد المشنوق أنه وزير محترم، لا يزال يراهن على الحتمية التاريخية لانتصار مشروع رفيق الحريري بانتصار فكرة الدولة عند الناس اولاً، في الوقت الذي تعاني فيه طائفته من فوائض الجنون والمجانين المنتقل اليها من جنون ومجانين خصومها. وهذا يفتح أمامي ملاحظتين. الملاحظة الاولى أن الجهة التي سربت الشريط ورعت انتشاره لا تزال تقيم على ما أسميه “استراتيجية تجنين السنة” ودفعهم الى خانة التطرف، وتحويل اغلبيتهم الى بيئة حاضنة وشعبية للمشروع الاقصى بينهم. هذا “الحلم” عبرت عنه اليوم مادة اعلامية بالقول ان “الشارع للنصرة وداعش”!!! تخيلوا. الشارع! “حتة واحدة”.
كان هذا هو اساس الاستراتيجية ويبقى، وما الاضاءة عليه ونفخه في الاعلام الا اتساقاً مع النفس ومع المشروع الدافع بالسنة في هذا الاتجاه. هذه الاستراتيجية تقوم على “بهدلة” مشروع الاعتدال وفكرته وناسه وممثليه بدءاً من زعامة سعد الحريري مروراً بالوزير المشنوق ووصولا الى الجمهور السني الذي يراد لبعضه ان يخرج الى الشارع برايات التطرف والجنون، ثم يقال ان هذا البعض هو كل السنة في لبنان. وهو شارع السنة في لبنان.
وربما يكون هذا التجنين هو مقدمة لتبرير اي خطوات انقلابية في المستقبل القريب اذا ما مالت الدفة السورية بغير الاتجاهات التي يراهن عليها محور المقاومة. فيكون الانقلاب اذذاك ليس انقلابا على مكونات المشروعية السياسية لتيار المستقبل بل على مجانين الطائفة وارهابييها، الذين بحسب تلك المادة الاعلامية المشؤومة، بات الشارع لهم. اما الملاحظة الثانية، فهي ان مبالغة ٨ آذار، في احتضان ومديح “عقلانية واعتدال” الوزير المشنوق، لا سيما ممن لا يربطهم بالعقلانية والاعتدال الا اللغو الخطابي والاكثار من استخدام المفردات باعتبارها بديلا عن الوقائع، فهو يصب في السياق نفسه لضرب مشروعية الاعتدال وتعريته من الحاضنات الشعبية له. لا شك ان هذه المبالغة أساءت للوزير المشنوق عند جمهوره، وادخلت الشك فيه الى قلوب بعضهم، وانتقصت من جدية تمثيله لقضاياهم، على اعتبار ان حماية هذه القضايا لا تقاس الا وفق معادلة صفرية: ما يرضي اخصامنا سيء لنا وما يستفزهم جيد لنا. فكيف اذا كانت قوى محور المقاومة توحي بأن المشنوق وزيرها بمقدار ما هو وزير المستقبل. يعلم هؤلاء ان شخصية وسمعة وتكوين ومواقف الوزير المشنوق محرجة لمن يريد ان يختصر السنة بداعش والنصرة وانه يملك من السياسة والحكمة ما يعطل لديهم آلات التعبئة لشيطنة الاخر، بوصفه ممثلا أمينا للمعنى الحقيقي لزعامة سعد الحريري اللبنانية المعتدلة المنفتحة. من سيقتنع ان نهاد المشنوق أمير محور، في الوقت الذي يراد تصوير السنة بوصفهم طائفة من أمراء المحاور. من سيقتنع ان نهاد المشنوق داعشي وتكفيري في وقت يراد تصوير السنة بانهم طائفة من الداعشيين والتكفيريين. من سيقتنع بأن نهاد المشنوق ممثل لمشروع إفناء الشيعة وتهجيرهم، في الوقت الذي يراد تصوير السنة بأنهم طائفة من وحوش التهجير فقط. من سيقتنع بأن نهاد المشنوق رأس حربة إفناء للاقليات ووجودها في الوقت الذي يراد للسنة ان يكونوا طائفة من كارهي الاقليات والعاملين على إفنائها. لكل ذلك المطلوب احراق نهاد المشنوق، باحتضان مزيف له ومديح خبيث لادائه، ورعاية كل ما من شأنه الطعن في صحة تمثيله “لقضايا” طائفته. المجانين يريدون مجانين يقابلونهم. وتهمة نهاد المشنوق ان عقله يسبق غريزته.