شبل الزغبي/لبنان: عصابات مُسلحة تُدير الدولة.. سلاح الفساد وحكاية السرقة المنظمة

2

لبنان: عصابات مُسلحة تُدير الدولة.. سلاح الفساد وحكاية السرقة المنظمة
شبل الزغبي/21 كانون الأول/2025
سياسيو لبنان ليسوا مجرد فاسدين، بل عصابة متكاملة الأدوار، تتقن الكذب كما تتقن السرقة. يتعاركون أمام الكاميرات كذئاب جائعة، ثم يتقاسمون الغنائم خلف الأبواب المغلقة كأصدقاء قدامى. خلافاتهم وهم، وعداواتهم مسرح، أما الحقيقة فهي شراكة كاملة في نهب الدولة وتدمير ما تبقّى من وطن. لا أحد يجرؤ على الاقتراب من ثروة الآخر، ولا فاسد يُحاسَب، لأن الجميع متورط والجميع مكشوف.
هذه الطبقة لم تكتفِ بسرقة المال العام، بل باعت السيادة وتحالفت مع ميليشيا حزب الله المسلح غير الشرعي ليحميها من أي مساءلة. سلاح خارج الدولة مقابل سلطة داخلها، صفقة قذرة يدفع ثمنها اللبنانيون فقراً وذلاً وعزلة. وفي رأس هذه المنظومة يقف نبيه بري، رمز الفساد المزمن، الذي يدير مجلس النواب كقطيع غنم، يروّض النواب، يكسر المؤسسات، ويمنع أي تغيير، حارساً أميناً لمنظومة النهب والانحطاط.
وحين أفلسوا الخزينة، مدّوا أيديهم إلى البنك الدولي، لا لإنقاذ لبنان، بل لإطالة عمر سرقتهم. ديون جديدة تُراكَم على أكتاف شعب مسحوق، فيما ملياراتهم المنهوبة مخبأة في الخارج، بعيدة عن الانهيار الذي صنعوه بدم بارد. هؤلاء لا يحكمون، بل يبتزون، لا يديرون دولة بل يديرون خراباً مقصوداً.
لكن ما لا يفهمه هؤلاء أن اللبنانيين لم يعودوا خائفين ولا مخدوعين. الغضب يتراكم، والوعي يكبر، والساعة تقترب. هذه الطبقة الفاسدة ستُواجه، وستُسقط، ليس بالشعارات بل بالمحاسبة. الأيام القادمة ليست بعيدة، والشارع الذي صبر طويلاً لن يقبل بعد اليوم أن يُحكم من لصوص. انتهى زمن الإفلات من العقاب، ومن يظن نفسه محصّناً بالسلاح أو بالمال، سيكتشف قريباً أن إرادة الناس أقوى من كل منظومة فاسدة.
**شبل الزغبي/عضو مجلس القيادة المركزية في حزب حراس الأرز

Share