إتيان صقر– أبو أرز: بين نقاوة الشعب… ودَنَس أهل السياسة

10

إتيان صقر– أبو أرز: بين نقاوة الشعب… ودَنَس أهل السياسة.
06 كانون الأول/2025
‏بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
‏استقبل الشعب اللبناني قداسة_الحبر الأعظم البابا ليو‬ بحفاوة استثنائية قلّ مثيلها. هبّ اللبنانيون من كل الطوائف والمناطق، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، فازدانت الطرقات بالمهرجانات والترانيم، وارتفعت الأهازيج التي حملت في طياتها طيبة هذا الشعب وصدقه وبراءته.
‏لقد كان المشهد الشعبي لوحةً وطنية تعبق بالإيمان والرجاء، لوحةً تجسّد وحدة اللبنانيين حين يجتمعون على الخير والحق ومصلحة الوطن.
‏لكن المشهد الثاني، المشهد «الرسمي»، كان على النقيض تماماً.
‏فالاستقبال الرسمي جاء بارداً وباهتاً، مثقلاً بالتناقضات، مشوَّهاً بحضور طبقة سياسية فقدت ثقة الشعب واحترامه. معظم من تصدّر الصفوف الأمامية هم أنفسهم رموز منظومة نالت الجائزة العالمية الأولى بالفساد المنظّم، وغطّت صفقات النهب والزبائنية والمحاصصة بالسلاح غير الشرعي.
‏لقد حاول هؤلاء ـــ بلا خجل ـــ وأمام الحبر الأعظم‬ أن ينتحلوا صفة تمثيل لبنان وشعبه، فشوّهوا قدسية الزيارة ورونقها، وبدّلوا رسالة المحبة التي حملها البابا إلى مجرد لقطة بروتوكولية يبتغون منها تلميع صورتهم الباهتة. فأيُّ مفارقةٍ هذه؟ شعبٌ يمتهن الإبداع… وسلطةٌ تمتهن الخيانة.
‏ومع ذلك، فإن الأيام الثلاثة التي قضاها قداسة البابا في لبنان كانت عرسًا وطنيًا جميلًا، أعادت إلى اللبنانيين نفحة أمل كانوا قد افتقدوها، وأضاءت شعلة رجاء في النفوس المثقلة باليأس والإحباط. لقد خاطب البابا الشعب… لا السلطة، واحتضن لبنان الحقيقي… لا لبنان الزائف الذي صنعه تجار السياسة.
‏هذا التناقض الصارخ بين نقاء الاستقبال الشعبي ودَنَس الاستقبال الرسمي يختصر أزمة لبنان:
‏شعبٌ أصيل يستحق الحياة… وسلطةٌ فاسدة تستحق الملاحقة.
‏وفي هذه اللحظة الفارقة، يبقى الرجاء أن تتحوّل زيارة الحبر الأعظم إلى دعوة للاستفاقة الوطنية، ولعودة لبنان إلى ذاته ورسالته الحضارية التي تحاول المنظومة قتلها كل يوم.
‏ويبقى أن نردّد مع قداسة البابا: طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعون.
‏لبيك لبنان
‏إتيان صقر – أبو أرز

Share