جورج يونس/الكاتب والمخرج “يوسف ي. الخوري” لا يُهدّد

20

الكاتب والمخرج “يوسف ي. الخوري” لا يُهدّد.
جورج يونس/20 تشرين الثاني/2025
على أبواب العهد القديم دقّيتُ لأُخبر الأنبياء عن عُهر ثنائية هذه الأيام في وطننا. على أثر ذلك، رعدَ صوت موسى ليذكّرنا جميعًا بتحذير الربّ له عندما سأله عن جبال لبنان، وكان الجواب: “أغمض عينيك، فهذا الجبل وقفٌ لي. لن تطأه قدماك، لا أنت ولا الذي سيأتي بعدك.”
صوّبتُ نظري نحو السماء لأخبرهم عن تطاول صغار القوم على الأحرار منّا، ومن هناك وصلني صوت جهوري صارخ: “أنا معكم، لا تخافوا.”
بإسم نضالنا رفعنا رجاءنا للمسيح لنسمعه يكرّر قائلاً: “أنتم الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأكمل بناء كنيستي.”
انحنينا بتواضع على أبواب عنايا، وهناك ذكّرنا القدّيس بكلمته: “إن الصليب هو مفتاح باب السماء.”
وأمام تضحيات رفاقنا الذين لم يبخسوا بأرواحهم فداءً للبنان، يبقى كل تطاول وتشبيح من قبل مسوخ اللادولة والسلاح غير الشرعي على كل فكر وقلم حرّ في بلدنا، نيشان بطولة وجسارة في وجه خزمتشية “السيكي لح لح”.
بعد الوصايا السماوية المحفورة في وجداننا صلاةً، تقدّس بعطر الميرون عنفوانُنا وحريّتنا وإيمانُنا بديمومة وجودنا الحرّ والكريم في هذه الأرض المقدّسة. وتعلّمنا أنّ المسيح لم يستسلم تحت فرقعة أصوات الأسواط الرومانية ولا تحت تهويل الصلب.
لنعود فنمرّ صوب كلمة الحق التي لا نقدر إلّا أن نقولها، مهما كانت الحقيقة صعبة، لتبقى أجراس حريّتنا ومعتقداتنا وإيماننا تقرع في هذا الشرق، الذي يهرع “فُرُس” هذه الأيام السوداء لسرقة تاريخه وصلابته وصوته وتجذّره في الأرض التي نحن منها وهي منّا، مذ وطئ المسيح أرض قانا وبارك خمرها.
اسمعوا، غيضٌ من فيضكم يا رِعاع ما يُسمّى “مقاومة”:
لسنا نحن من تعاطف مع الفلسطيني، بل نحن قاومناه.
لسنا نحن من انبطح أمام السوري، بل نحن واجهناه.
لسنا نحن من ذابت نعالنا على أعتاب عنجر، بل نحن عانقنا النفي والهجرة والسجون.
لسنا نحن من صادر أملاك الأوقاف، بل نحن تغاضينا عن عهركم.
لسنا نحن من شرعن الفساد لنبني ترسانة سلاح غير شرعي، بل نحن من تمسّك بالدولة.
لسنا نحن من أمطر العالم بالـ”كبت.اغون” والمخ.دّرات، بل نحن من عانى من هلوَسات تجارتكم.
لسنا نحن من اغ.تال رموز السيادة والإعمار بعد 2005، بل أنتم من وزّع الحلوى بعد تنفيذها.
لسنا نحن من فجّر بيروت، بل نحن من دُمّرت منازلهم بسبب بطشكم.
لسنا نحن من أتمّ صفقة “البيجر”، بل عُهر عمالة أفرادكم هو ما نحر منظومتكم….
لسنا نحن من دَسَّّ على موقع “أسيادكم”، بل دود الخل منكم وفيكم.
لسنا نحن من قال إن مخيم نهر البارد خطّ أحمر، بل سيّدكم، وفي الليلة الظلماء تمّ تهريب شاكر العبسي.
لسنا نحن من أطلق النار على طائرة الجيش اللبناني في الجنوب، بل المتوارون منكم.
وليس “يوسف الخوري” من وشى بقياداتكم لتحلّلوا دمه، بل عملاء الداخل عندكم.
نحن، يا أشباه الرجال، لم نبخل بدمنا في سبيل تحرير لبنان من الاحتلالات.
نحن لم نستغلّ الأطفال لنَبثّ ثقافة الموت في عقولهم.
نحن نادينا بلبنان الدولة والشرعية والمؤسسات.
نحن تخلّينا عن البهورات والسلاح لنطلق يد الدولة.
فكفّوا عن تحريض أبواقكم ضد مناضلينا.
وإن كان “يوسف الخوري” اليوم قد قضّ مضاجعكم بقوله الحقيقة كما هي، فإنّ في خلفية الكثير منا وطنيةً وحريةً وعنفوان “يوسف الخوري”.
وعليه، فإنّ تهديدات الحثالة من بيئتكم ضد أحرار هذا الوطن ستُفرخ بيارق عزّ وكرامة على جبين كلّ حرّ منّا، في كل مرة تتطاولون فيها على أيّ منا، وعند كل مفترق عمالة آتٍ من صوبكم.

Share