لقاء الهوية والسيادة: واجب المسؤولين التوقف عن التردّد في اتّخاذ القرارات السياسية والعسكرية والمالية وتنفيذ الالتزامات الدولية والدستورية

14

لقاء الهوية والسيادة: واجب المسؤولين التوقف عن التردّد في اتّخاذ القرارات السياسية والعسكرية والمالية وتنفيذ الالتزامات الدولية والدستورية.
20 تشرين الثاني/2025
عقد المجلس السياسي للقاء الهوية والسيادة اجتماعه الدوري برئاسة الوزير السابق يوسف سلامه وفي نهاية الاجتماع صدر عن اللقاء البيان التالي:
توقّف لقاء الهوية والسيادة في اجتماعه الأسبوعي اليوم عند الأحداث والتطورات المحلية والخارجية التي تجلّت أبعادها وانعكاساتها على الشأن الوطني في نقاط عدّة.
أولًا: يهمّ اللقاء أن يعلن للراي العام أنّ منطقة الشرق الأوسط دخلت غرفة العناية الفائقة وتخضع لعملية جراحية لمداواتها من وجع مزمن تعاني منه منذ ما يقارب القرن على يد جراح أميركي اسمه الرئيس دونالد ترامب، وفي هذا السياق لاحظ اللقاء أنّ الرئيس ترامب أبدى ويُبدي اهتمامًا خاصًّا بالدور السوري المرتقب في المنطقة فأعطى توجيهاته بإزالة العقوبات عنها حسب قانون قيصر، ووقّع على شراكة استراتيجية مع المملكة العربية السعودية بما يخصّ أمن المنطقة وتطلّعاتها المستقبلية. بموازاة ذلك بدا المسؤولون في لبنان عاجزين عن استيعاب ومواكبة التغيّرات في الولايات المتحدة الأميركية التي تقود عمليات جراحية لفرض حلول نهائية للمشاكل المزمنة، لا إلى تدوير الزوايا من أجل كسب الوقت وتأجيل المواجهة كما في السابق، ففشلت الدبلوماسية اللبنانية في مجاراة الحدث مما أدى إلى عزلة ديبلوماسية حاصرت لبنان خلال انعقاد الهيئة العامة للأمم المتحدة وإلى إلغاء الولايات المتحدة الأميركية قبل 24 ساعة فقط زيارة قائد الجيش اليها في سابقة لم يعرفها لبنان من قبل.
ثانيًا: إنّ هاتين الواقعتين تشكّلان نتيجةً حتمية للتردّد في اتّخاذ القرارات السياسية والعسكرية والمالية المطلوبة وتنفيذ الالتزامات المعلنة.
وفي هذا الاطار، يذكّر اللقاء بأن علاقات لبنان الوثيقة بالغرب عمرها عدة قرون من الزمن، أعطته حكمًا ذاتيا عن الحكم العثماني الذي حكم المنطقة أربع مئة عام، كما أعطته لبنان الكبير الذي نتباكى على حمايته اليوم، علمًا أنّ هذه العلاقة عادت بالمنافع على الشعب اللبناني بمختلف مكوّناته، أكاديمياً، ثقافيًا، اجتماعيًا واقتصادياً، فساهمت بالنهضة اللبنانية التي ساهمت بدورها بالنهضة العربية.
فمن المؤسف أن يكون لبنان، الذي هو من مؤسسي جامعة الدول العربية وكان فاعلاً في صياغة نظامها التأسيسي كما شارك في صياغة شرعة حقوق الإنسان وفي ولادة المنظمات الأممية والعربية، بات متأخّراً جداً عن مواكبة مساعي الدول العربية والإقليمية لتعزيز الروابط مع العالم الغربي، يتعرّض اليوم لشتى أنواع العذاب والتدمير، ويقبع في غرفة الانتظار كي تقوم دولة غربية أو خليجية بالمبادرة الى تقديم مساعدة خجولة له تبقى دون طموح شعبه الى استعادة ثقة العالم به وثقته بنفسه.
على ما تقدّم يدعو اللقاء أركان السلطة اللبنانية والقوى السياسية المؤثّرة الى استدراك التأخّر الكبير الذي أصاب لبنان في مجاراة هذه التغيّرات الجوهرية، ويطالب في الوقت نفسه المجموعة المترددة من الشعب اللبناني والمتمسكة بطروحات عفا عليها الزمن أن تتوقف عن ممارسة الضغط على السلطة السياسية لثنيها عن المضي قدمًا في تنفيذ تعهداتها لأن البديل سيكون احتلالات جديدة تتناتش أعضاء من لبنان الكبير خلال العملية القيصرية الجارية لولادة مشرق جديد، أيها اللبنانيون، إنّ المسؤولية الوجودية تفرض علينا الخروج من ثقافة الارتهان والانتماء إلى رحم ثقافة المصير.
إنّ لبنان الرسالة وحده يستحق التضحية والشهادة، فتعالوا نضحي معًا بأنانيّتنا وغرائزنا لنحميه من كل سوء.

Share