شبل الزغبي/لبنان وفزاعة “إسرائيل الكبرى”: بين الحقيقة والوهم

24

لبنان وفزاعة “إسرائيل الكبرى”: بين الحقيقة والوهم
شبل الزغبي/07 تشرين الأول/2025

إلى الذين يُخيفون اللبنانيين بشعار “إسرائيل الكبرى”، نقول: كفى تضليلاً وخداعاً. هذه الفكرة لم تكن يوماً مشروعاً واقعياً موجهاً نحو لبنان، بل خرافة سياسية تُستخدم لتخويف الناس، ولتبرير سلاح غير شرعي، وتحالفات مدمّرة، واحتلال إيراني مقنّع.

لم تخض إسرائيل يوماً حرباً توسعية ضد لبنان. فكل الأعمال العسكرية التي قامت بها كانت ردّاً على اعتداءات انطلقت من الجنوب اللبناني، لا سيّما من الفصائل الفلسطينية التي استخدمت أرضنا منصةً لصراعاتها منذ الستينيات. حرب 1967 لم تكن مع لبنان، بل مع دول عربية أخرى. أما اجتياحا 1978 و1982 فكانا نتيجة مباشرة لتحويل الجنوب إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ والعمليات عبر الحدود.

ولمن يتحدّث عن “الطمع الإسرائيلي بالأرض والمياه”، فلينظر إلى الوقائع: إسرائيل لم تحتل شبراً واحداً من لبنان بغرض الضمّ أو التوسع، ولم تبنِ مستوطنة، ولم تسعَ إلى تغيير حدود. انسحبت عام 2000 باعتراف الأمم المتحدة، فيما بقي سلاح حزب الله ذريعة لاستمرار النفوذ الإيراني داخل الدولة اللبنانية.

أما الحديث عن “إسرائيل الكبرى” فهو مجرّد رسم أسطوري يُستعمل في أدبيات الأنظمة والمليشيات لتخويف الشعوب من السلام، تماماً كما فعلت الدعاية البعثية والإيرانية لعقود. الحقيقة التاريخية تظهر بوضوح في الخرائط القديمة: منذ فجر الحضارات، كانت فينيقيا — أي لبنان — كياناً مميزاً بذاته، بمدنه، وثقافته، وأبجديته، ونفوذه البحري الممتد نحو الغرب.

لبنان كان دائماً صاحب رسالة، لا ساحةً لحروب الآخرين. من هنا نقول: حان الوقت أن يقود لبنان عملية سلام عقلانية جريئة وشجاعة، تفتح أمامه أبواب الاستقرار والازدهار، وتعيد إليه مكانته الرائدة منارة في شرق المتوسّط وكمركز حضاري واقتصادي وثقافي. فلبنان لا يُبنى بالخوف من السلام، بل بالثقة بنفسه وبإرادة أبنائه الأحرار.
لبيك لبنان

Share