A handout photo made available by Iran's Supreme Leader's office on February 12, 2012, shows Iranian supreme leader Ayatollah Ali Khamenei greeting Ismail Haniya (L), Palestinian Hamas premier in the Gaza Strip, during a meeting in Tehran. AFP PHOTO/HO/KHAMENEI.IR ++ RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / KHAMENEI.IR" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS ++ (Photo by - / KHAMENEI IR / AFP) (Photo by -/KHAMENEI IR/AFP via Getty Images)
هل ينتهي الارهاب بتسليم حماس للرهائن؟ الكولونيل شربل بركات/04 تشرين الأول/2025
مرة تلو الأخرى كنا حذّرنا جماعة حماس وبالتالي بقية الارهابيين في المنطقة بأن هذا الطريق لن يستمر إلى الأبد والعالم سيتعب أخيرا من تصرفاتهم التي لن تؤدي إلى نتيجة، وهم يتسببون بقتل ودمار جماعتهم بدون التوصل إلى أي هدف. في حالة حماس أو حزب الله وبقية المنظومة والافرازات الإيرانية، التي كانت تنادي “بوحدة الساحات” وبأنها سوف تنتصر وتلقي اليهود بالبحر، وفي أفضل الحالات ستعيدهم إلى الدول التي قدم أجدادهم منها، وتسترجع فلسطين من البحر إلى النهر، كما يقول المدّعون بالمعرفة، فاسرائيل، كما حددها المرحوم سيد المقاومة “نصرالله”، هي “أوهى من بيت العنكبوت” وسوف تسقط عند بدء عمليات “المقاومة”، وقد بدأت تلك العمليات في السابع من تشرين الأول سنة 2023 ولن تنتهي إلا بسقوط كل جبهات ما يسمى بالمقاومة هذه؛ في غزة أولا حيث بدأت، ومن ثم في لبنان واليمن والعراق وغيرها من أوكار الشر، وصولا إلى رأس الأفعى نظام الملالي في طهران.
ألم يكن أولى بحماس، ولو بعد العملية التي قامت بها وأظهرت تخلّفها وثقافة الموت والحقد الأعمى التي تتاجر بها وتربّي الأجيال عليها في غزة، والتي قامت بقتل أكثر من 1200 ضحية مدنية وخطفت نحو 300، أن تفاوض فورا وتعيد هؤلاء وتعتذر عن الجرائم التي ارتكبت بحق من لم يقاوم ولا كان يحارب، وجريمته الوحيدة أنه وجد في تلك المناطق القريبة من حدود غزة، وأغلب سكانها من المستعمرات التي فككها شارون، الذي يسمونه الأكثر تطرفا، ليعطيها لعرفات يبني عليها قسما من دولته، وقد فرض على هؤلاء السكان المقيمين في القطاع منذ 1967 أن يخرجوا ويعيشوا داخل دولة اسرائيل كبادرة باتجاه السلام بين الشعبين؟
ولكن حماس وثقافة الموت التي تحملها، منذ أن طردت عرفات وجماعته من غزة، فضّلت سياسة الاستعداء والتحرّش المتكررة وقصف المدن الاسرائيلية بين الحين والآخر، وصرف أموال المساعدات العربية على بناء ترسانة عسكرية ومصانع صواريخ وشبكة أنفاق تحت الأرض لم تفد أي من السكان الآمنين بل ساهمت بالمزيد من الدمار والقتل، وذلك لفرض سلطتها على الشارع الفلسطيني ودغدغة بقايا المتطرفين العرب والأخوان المسلمين بعملياتها الاعلامية التي تشبه عمليات حزب الله في لبنان. وماذا كانت النتيجة؟ حرب دامت نحو سنتين لتنتهي بدمار غزة ومقتل الألوف من سكانها تحت الردم، وبالنتيجة الاستسلام وتسليم السلطة لادارة دولية قد تعيد اعمارها واسكان أهلها، في عملية طويلة وجهد لا يقدّر بثمن، وضياع الفرص العديدة للشعب الذي لا يزال يعاني من رواسب ثقافة العنف والحقد التي تعتمدها تلك المنظمة وأمثالها.
الاعلام العربي بكل جوانبه، من دول الخليج التي كانت أظهرت نوعا من بعد النظر لانهاء الصراع بين الجيران وتجاوز سياسات الحقد الأعمى، التي تولّد في الجانب الآخر أيضا تطرفا يصبح مفهوما لا بل مبررا، إلى دول تعاني من نفس التأثير وقد سقطت عدة مرات بالتجربة؛ كمصر والأردن ولبنان والاعلام فيه الذي يدّعي العمل من أجل “سيادة الدولة” والانتهاء من تحكّم المنظمات المسلحة، كلهم هللوا للعملية وسايروا الارهابيين وهاجموا الضحية التي دافعت عن نفسها، ولو بالعنف الشديد، وكأنها تحاول الانتهاء مرة واحدة من عصر تسلّط التخريب، والانتقال إلى عصر جديد يعتمد التفاوض والقبول بالآخر، وتحويل المنطقة من حقل صراع دائم إلى مجال تعاون وتفاهم وتثبيت للعلاقات الحسنة بين الجيران.
لقد انتهى العمل بمشروع حماس وشبيهاتها، واليوم يجب أن يركّز المجتمع الدولي أكثر فأكثر على مشاريع التفاهم والبناء والتعاون والانطلاق نحو “الشرق الأوسط الجديد”، الذي يكره المجترّون لثقافة الحقد حتى ذكر اسمه، ويعتبرون من ينادي به متخلفا “عميلا للاستعمار”، وهم لا يفقهون معنى الاستعمار اي البناء والعمران والانتقال من حالة البداوة القاتلة التي تعتمد على الغزو، إلى الحضارة الفاعلة والمتحركة التي تعتمد على الانتاج والبحبوحة والفرص المتنوعة في مجالات العمل والفكر، واستنهاض الهمم للبناء بدل التحسر وحسد الناجحين وشحذ السيوف للقتل والدمار.
على لبنان وخاصة الطائفة الشيعية الكريمة فيه أن تتخذ العبر مما جرى في غزة ومن نتائج الحروب، وتستوعب المستقبل، فتسعى لتغيير الوضع والالتحاق بركب الدول صانعة القرار، والتي تعرف مصالحنا أكثر من تلك التي علّمتنا الخنوع والخضوع للتخلّف المفرط وانتظار الهبات أو العمل في الممنوعات ومد اليد إلى مقتنى الغير. على لبنان والطائفة الشيعية الكريمة التخلّص من أدران حزب السلاح وزعامته والمطالبة بمحاكمتهم على فعلتهم أو ابعادهم إلى إيران، كي يتمكن المواطنون من العيش مع أخوتهم في الوطن ومتابعة عملية النهوض من الكبوة بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة، لا التباكي على الماضي وانتظار الهبات الإيرانية التي تذلّ وتدمّر. شعار الشيعة بعد هذه التجربة السيئة الذكر يجب أن يكون لبنان أولا وأخيرا، ولا للشعارات التي تفرّق بل لما يجمع وينهض بالبلد باتجاه الخير والرفاه والتصالح مع الجيران، فخير الجنوب هو بالسلام الدائم والتطبيع الكامل والانفتاح صوب الجار وتنظيم العلاقة معه، لا محاربته والدعوة إلى تهجير أبنائه، فالتجربة أظهرت أننا نحن من يهجّر ويدمّر بينما جيراننا ودولتهم قادرون على استيعاب الصعوبات والانطلاق مجددا نحو الازدهار.
ولهؤلاء الذين يتباكون من حين لآخر على سياسات رخيصة وأحقاد قاتلة ويروّجون في الاعلام بأن المشكلة مع رئيس وزراء اسرائيل السيد نتانياهو شخصيا نقول وبدون تعصب أو ادعاء بل بنظرة واضحة لما آلت اليه الأمور، إن هذا الرجل وكما يدل أسمه هو عطية من الله لدولة اسرائيل وسوف يسجل اسمه في السجل الذهبي لقادة شعبه، فقد عرف مكامن الخطر على أمته مسبقا وسعى لاجتثاثها بكل تصميم وبدون خوف، ونجح في تخليص العالم، وليس فقط المنطقة، من شرور الارهاب وزبانيته، وسوف يكون، إذا أطال الله بعمره واعترف الشعب الاسرائيلي بأفضاله، أحد بناة السلام الحقيقي في طول الشرق الأوسط وعرضه وستنعم هذه البلاد بالاستقرار أكثر فأكثر نتيجة لصلابة مواقفه ووضوح رؤيته.
إن حماس ورفاقها إلى الجحيم سائرون بينما سينعم الشرق الأوسط بعدهم بالاستقرار والرفاه وسيعمل الجميع على دفع الازدهار بالتعاون والمثابرة وبالسلام الحقيقي والتطبيع الكامل بين الأفرقاء حتى ولو اختار السيد نتانياهو اعتزال العمل السياسي فقد أدى واجبه بكل اندفاع واصرار على دفع الحقيقة لانهاء الحروب التي كانت تبدأ ثم تؤجل لحين يتمكن الارهاب وأسياده من اعادة تأهيل عنصره ليقوم باندفاعة جديدة. ولذا فنحن اليوم نتأمل بأن زمن التراخي إلى نهاية وبالتالي ما يتبعه من زهوة الارهاب وتجدده، وإن زمن السلام والتعاون هو الذي سينجح بقيام شرق أوسط يكون واحة للاستثمار والمشاريع الكبرى ومركز استقرار نحسد عليه.
يبقى أن الطاقم السياسي في لبنان يجب أن ينتظر توجه الأنظار باتجاهه في القريب العاجل ليقوم بما يجب عليه القيام به ويتحمل مسؤولياته، وإلا فمصير حماس الذي سينتهي إلى مزبلة التاريخ يهدد الكل ولا مجال للتراجع عنه…
السيرة الذاتية للكولونيل شربل بركات
خبير عسكري، كاتب، شاعر، مؤرخ، ومعلق سياسي *ضابط متقاعد من الجيش اللبناني *متخرج من المدرسة الحربية ومجاز بالعلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية *كلف كأحد الضباط لتنظيم الدفاع عن القرى الحدودية منذ 1976 *تسلم قيادة تجمعات الجنوب *تسلم قيادة القطاع الغربي في جيش لبنان الحر وأصبح مساعدا للرائد سعد حداد ثم تسلم قيادة الجيش بالوكالة عندما مرض الرائد حداد واستمر بعد وفاته حتى مجيء اللواء أنطوان لحد فأصبح مساعده ثم قائدا للواء الغربي في جيش لبنان الجنوبي *ترك العمل العسكري في 1988 وتسلم العلاقات الخارجية *شهد أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مرتين *كاتب سياسي وباحث في التاريخ له الكثير من الكتب والمقالات السياسية التاريخية والانسانية نشر كتابه الأول “مداميك” (1999) الذي يحكي عن المنطقة الحدودية ومعاناة أهلها، ترجم إلى العبرية ونشرته معاريف (2001) والانكليزية (2012) Madameek – Courses – A struggle for Peace in a zone of war موجود على Amazon Books *نشر كتابه الثاني “الجنوب جرحنا وشفانا” الذي يشرح الأحداث التي جرت في المنطقة بين 1976 – 1986 *الكتاب الثالث “Our Heritage” كتاب بالانكليزية يلخص التراث اللبناني مع رسومات لزيادة الاستيعاب موجه للشباب المغترب *كتابه السياسي الثالث “لبنان الذي نهوى” (2022) جاهز للطبع *كتاب مجزرة عين إبل 1920 وهو بحث تاريخي عن المجزرة التي ساهمت في نشوء وتثبيت لبنان الكبير *كتاب “المقالات السياسية 2005 – 2013” مئة ومقالة منشور على صفحته *كتاب “الشرق الأوسط في المخاض العسير” مجموعة مقالات سياسية (2013 – 2025) *كتاب “العودة إلى عين إبل” بحث تاريخي بشكل قصصي عن تاريخ المنطقة بين 1600 – 1900 *كتاب شعر عن المعاناة خلال الحرب الكبرى 1914 – 1918 من خلال قصيدة زجلية نقدية جاهز للطبع *كتاب “تاريخ فناء صور الخلفي” بحث تاريخي عن المنطقة الجنوبية – قيد الانجاز *كتاب المقالات الانسانية وكتاب عينبليات قيد الانجاز