
إتيان صقر – أبو أرز/العِبرة في التنفيذ
26 آب/2025
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
تفاءل اللبنانيون عندما أعلن الجيش اللبناني بتاريخ ٢١ آب ٢٠٢٥ أنّه بدأ تنفيذ عملية سحب السلاح من المخيّمات الفلسطينية، بعد أن صادر كمية من الأسلحة من مخيم برج البراجنة، معتبرين أنّها قد تكون المقدمة المنتظرة لعملية شاملة لجمع السلاح غير الشرعي من لبنان. لكن سرعان ما تبدّد هذا التفاؤل بعدما تبيّن أنّ ما جرى لا يتعدّى كونه مسرحية، خصوصًا بعد تصريحات الفصائل_الفلسطينية الرافضة لتسليم سلاحها بذريعة أنه “شرعي” وضروري لحمايتها من إسرائيل.
إنّ أزمات لبنان كثيرة ومتشعّبة ومعقّدة، لكن تبقى أزمة السلاح غير الشرعي في مقدّمتها، باعتبارها العائق الأول أمام قيام الدولة واستعادة السيادة والحصول على المساعدات الخارجية. وقد أثبتت التجارب أنّ الدولة اللبنانية أغرقت نفسها في بحر من الوعود والقرارات من دون أي تنفيذ فعلي، الأمر الذي يثير شكوكًا جدّية حول نواياها، إذ إنّ هذه القضية المصيرية لا تحتاج إلى عشرات القرارات، بل إلى قرار واحد يتبعه التنفيذ على الأرض.
لقد ورد قرار جمع السلاح غير الشرعي بوضوح في اتفاق الطائف، ثم في القرارات الدولية 1559 و1701 و1680، وفي خطاب القسم للرئيس جوزيف عون، وكذلك في البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام الذي صادق عليه المجلس النيابي، وصولًا إلى قرار الحكومة الأخير الصادر بتاريخ 5 آب 2025 والقاضي بتكليف الجيش وضع خطة للتنفيذ. ومع ذلك، لم يتحقق شيء يُذكر.
إنّ هذا التراكم من القرارات غير المنفّذة يكشف بوضوح سياسة التهرّب التي تنتهجها الدولة، إذ تكثر من إصدار القرارات لتتجنّب التنفيذ. ولو كانت جادّة فعلًا، لكان يكفيها قرار واحد يتبعه حسم ميداني.
وإن ثبت أنّ عملية برج البراجنة لم تكن سوى مسرحية، فهذا يعني أنّ الدولة إمّا عاجزة وإمّا غير راغبة في مواجهة هذا الاستحقاق المفصلي، ما يطيح بمصداقيتها أمام شعبها، ويجرّدها من ثقة الرأي العام اللبناني والدولي معًا.
والأدهى من ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام من أخبار تفيد بأنّ “حزب الله” رفض اقتراحًا من مستشاري رئاسة الجمهورية يقضي بإجراء عمليات تسليم سلاح شكلية على غرار ما جرى في مخيم برج البراجنة. فإذا صحّت هذه المعلومات، تكون الدولة قد بلغت ذروة الذل والمهانة، وأسقطت ورقة التوت التي كانت تخفي عريها.
نحن، في حزب حراس الأرز، نحذّر #الحكومة اللبنانية من الاستمرار في هذه السياسة العقيمة من المماطلة والمخادعة والزحف على البطون امام منظمات إرهابية، ونطالبها بالمباشرة فورًا بتنفيذ قراراتها المتعلقة بجمع السلاح غير الشرعي، وإلّا فإنها ستفقد كل شيء، وتضيّع آخر فرصة إنقاذ للشعب اللبناني الذي يرزح تحت ثقل الأزمات المتراكمة منذ نصف قرن ونيّف… فحذارِ.
لبيك لبنان