ردا على تهجمات الشيخ أحمد قبلان التي غمز فيها من قناة غبطة البطريرك
الكولونيل شربل بركات/22 آب/2025
يهمنا دوما أن يكون راس الكنيسة المارونية محترم وموقعه مصان من أي تعد أو تجني إن بالاشارة المباشرة أو بالغمز المبطن لا فرق. ومن هنا فإن الكلام المبني على تصورات واهية والموجه إلى صاحب الغبطة ردا على المقابلة التي أجراها مع قناة “العربية” مردود من أصله، ولو جاء على لسان من يدّعي تمثيل طائفة كريمة تشكّل جزءً اساسياً من شعب لبنان، وقد صودر قرارها وباع المنظورون فيها أنفسهم لنظام اقليمي يخطط للسيطرة على جيرانه بقوة السيف وسلاح التخريب والمتاجرة بالممنوعات والمخدرات. فرؤية البطريرك بالنسبة للسلاح وقرار الحكومة واضحة، وهي تمثل رأي أغلبية اللبنانيين، ولو أن بعض المستفيدين من مبايعة السلاح والدفاع عن مواقف نظام الملالي في طهران لا يرون باجماع اللبنانيين إلا مؤامرة على الطائفة الشيعية الكريمة.
إن الادعاء بمحاربة اسرائيل لا يغني هذا الحزب عن تعهّده لباراك رئيس وزرائها سنة 2000 حفظ أمنها ومنع اي كان من التعدي على حدودها مقابل دخوله الجنوب دون الجيش اللبناني الذي منع من قبل المحتل السوري من العودة لحفظ هذه الحدود وحماية المواطنين وسيادة الدولة ما بقي مستمرا حتى حرب “لوكنت أعلم”، لا بل حاول الظهور بمظهر القوي والقادر على ارهاب الجنوبيين وطردهم من بيوتهم، فقط لأنهم منعوه من الادعاء بالنصر يوم حاربهم ليمثّل أمام العالم بأنه يحارب اسرائيل.
إن قتل الجنوبيين من الشيعة وغيرهم وخراب بيوتهم بافتعال الحروب وقصف القرى الهانئة في داخل اسرائيل لتنفيذ مخطط المحتل السوري والإيراني في مرات متتالية، لم تأت بالعز والكرامة لهؤلاء؛ ففي “عناقيد الغضب” تهجّر نصف الجنوب بدون سبب إلا لفت الأنظار عن الانتخابات التي أجراها عرفات وشارك فيها مليوني فلسطيني وكادت أن تنهي مقولة سوريا وإيران “بالصمود والتصدي”، أما في “عملية الحساب” فهو لم يقدر أن يكسب أي موقف ما دفعه للقيام بقتل حوالي مئة مواطن من أبناء قانا عمدا بافتعال تفجير اسطوانات الغاز في مطعم للأمم المتحدة، وماذا فعلت “حرب 2006” التي دمرت الجنوب وهجرت أهله بدون سبب سوى شراء الوقت لطهران في المفاوضات الجارية مع الأوروبيين حول البرنامج النووي، وكان قادها “قاسم سليماني” قائد ما يسمى بفيلق القدس نفسه بحسب تصريح السيد نصرالله، وأخيرا كل مسلسل “حرب الاسناد” التي لا يزال الجنوبيون يعانون من نتائجها والتي ذهب ضحيتها زهرة شباب الشيعة وكل قادتهم الميدانيين ولا يزال.
إن هذا التاريخ الحافل بالحقد على شيعة لبنان أولا، وبالمؤامرات على بقية اللبنانيين ثانيا، قبل أن يتخطى الحدود التي حاولوا عبرها التدخل بكل دول المنطقة؛ من سوريا التي شاركوا في قتل أبنائها وتشريدهم إلى العراق والبحرين والكويت واليمن والسعودية وبقية دول العرب دون أن ننسى مصر والسودان، فإن هذه الحثالة ممن يدّعون الانتساب إلى لبنان ليسوا بأهلا لذلك ولو لفلفوا رؤوسهم بالعمامات وفتشوا بالقواميس عن العبارات المغرية واستعانوا بالكتب الدينية وسير الأولياء والأنبياء.
إن عدم مواجهة هذه الفئة الضالة هي بالضبط ما أخّر قيامة لبنان واستعادته للازدهار والتقدم. فهم تعمّدوا ارجاع أبناء الطائفة الشيعية إلى عصور الظلام وافقارهم لكي لا يعرفوا سوى العمل كمجندين في قوات الحرس الثوري أو مد اليد على كل شيء وأي كان فيسقط الوطن ولا يعود للشيعة مكان في هذا الشرق إلا حيث يوجههم أئمة طهران ليقوموا بالعمل الرديء ويعيقوا استعادة لبنان لعافيته.
إن البطريرك الماروني قد تأخر كثيرا ليقول كلمته، وهو وغيره من رجال الدين اللبنانيين يتحمّلون جزءً كبيرا من المسؤولية لأنهم سكتوا عن أمثال هؤلاء المدّعين المعرفة والذين يتاجرون بالله ورسله وأنبيائه ويعمون عيون الأتباع عن رؤية الحق ورفض الباطل والتعاون مع أخوتهم في الوطن لحمايته وصون كرامتهم التي هي جزء لا يتجزأ من كرامة لبنان.
أيها المعمم الذي كنا نكن لعمامته بعض الاحترام كونه كما أعتقدنا يمثل موقعا يبعد قليلا عن العملاء والمأجورين وهو ابن قرية جنوبية عزيزة، ونعذر تقاعسه عن المواجهة لعدم وجود من يسنده لا في الدولة ولا في الطائفة المنكوبة، وهو مضطر على مسايرتهم. ولكن ما صدر عنه اليوم يفضح اعتقادا عميقا بمقولة الجناة الذين استسهلوا السير في طريق الشر وتعاموا عن منائر الهدى والصلاح والرشد.
نسأل الله أن يعطي شيعة لبنان أئمة متنورون يعرفون الحق وينهون عن الباطل، يرشدون الناس إلى طرق الخير ويبعدونهم عن الضلال..
فهلا استيجبت صلواتنا ورجع أمثال السيد موسى والسيد علي الحكيم والسيد علي الأمين لتصدّر منابر الطائفة والعودة بها نحو العمل المجدي في بناء قواعد الخير المشترك وقيامة وطن التعددية التي تحمي الجميع وتمنع الخراب والتدمير وتبعد القتل وتوئد الحقد؟..
السيرة الذاتية للكولونيل شربل بركات
خبير عسكري، كاتب، شاعر، مؤرخ، ومعلق سياسي
*ضابط متقاعد من الجيش اللبناني
*متخرج من المدرسة الحربية ومجاز بالعلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية
*كلف كأحد الضباط لتنظيم الدفاع عن القرى الحدودية منذ 1976
*تسلم قيادة تجمعات الجنوب
*تسلم قيادة القطاع الغربي في جيش لبنان الحر وأصبح مساعدا للرائد سعد حداد ثم تسلم قيادة الجيش بالوكالة عندما مرض الرائد حداد واستمر بعد وفاته حتى مجيء اللواء أنطوان لحد فأصبح مساعده ثم قائدا للواء الغربي في جيش لبنان الجنوبي
*ترك العمل العسكري في 1988 وتسلم العلاقات الخارجية
*شهد أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مرتين
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ له الكثير من الكتب والمقالات السياسية التاريخية والانسانية
نشر كتابه الأول “مداميك” (1999) الذي يحكي عن المنطقة الحدودية ومعاناة أهلها، ترجم إلى العبرية ونشرته معاريف (2001) والانكليزية (2012) Madameek – Courses – A struggle for Peace in a zone of war موجود على Amazon Books
*نشر كتابه الثاني “الجنوب جرحنا وشفانا” الذي يشرح الأحداث التي جرت في المنطقة بين 1976 – 1986
*الكتاب الثالث “Our Heritage” كتاب بالانكليزية يلخص التراث اللبناني مع رسومات لزيادة الاستيعاب موجه للشباب المغترب
*كتابه السياسي الثالث “لبنان الذي نهوى” (2022) جاهز للطبع
*كتاب مجزرة عين إبل 1920 وهو بحث تاريخي عن المجزرة التي ساهمت في نشوء وتثبيت لبنان الكبير
*كتاب “المقالات السياسية 2005 – 2013” مئة ومقالة منشور على صفحته
*كتاب “الشرق الأوسط في المخاض العسير” مجموعة مقالات سياسية (2013 – 2025)
*كتاب “العودة إلى عين إبل” بحث تاريخي بشكل قصصي عن تاريخ المنطقة بين 1600 – 1900
*كتاب شعر عن المعاناة خلال الحرب الكبرى 1914 – 1918 من خلال قصيدة زجلية نقدية جاهز للطبع
*كتاب “تاريخ فناء صور الخلفي” بحث تاريخي عن المنطقة الجنوبية – قيد الانجاز
*كتاب المقالات الانسانية وكتاب عينبليات قيد الانجاز