رابط نص وفيديو مقابلة الشيخ نعيم قاسم من قناة الميادين/Video Link To An Interview With Sheikh Naim Qassem from Al Mayadin TV Channel

35

رابط نص وفيديو مقابلة الشيخ نعيم قاسم من قناة الميادين

Video Link To An Interview With Sheikh Naim Qassem from Al Mayadin TV Channel

Qassem denies divisions within Hezbollah, says group ‘has recovered’
Naharnet/July 09, 2025
Hezbollah “has recovered and is now ready” to confront Israel in case of an attack on Lebanon, the group’s leader Sheikh Naim Qassem said in a televised interview. The interview was recorded on June 11 but only broadcast Tuesday on Lebanese pan-Arabist news channel al-Mayadeen. Qassem said that President Joseph Aoun is being “very pressured” by the U.S. and other Arab countries to disarm Hezbollah by all means, even by force. “But he knows this would lead to strife and would not be fruitful,” Qassem told journalist and director of al-Mayadeen Ghassan Bin Jeddo. “Lebanon is strong because of Hezbollah’s weapons and we will not accept that Lebanon becomes weak,” Qassem said, adding that the medium and heavy arms that have been destroyed during the war with Israel are south of the Litani River, in a hint that Hezbollah has weapons in other regions across the country. Qassem denied internal divisions within Hezbollah. “Usually, when there are wings, you can see them, right? Because they fly… I haven’t seen any wings yet,” he sarcastically said. Two months of full-fledged war with Israel last fall dealt heavy blows to Hezbollah, with its longtime leader Sayyed Hassan Nasrallah killed in a September Israeli airstrike. Hezbollah also lost a strategic ally when Islamist-led rebels ousted longtime Syrian ruler Bashar al-Assad. “Hezbollah communicated with the Lebanese army when problems occurred in the Hermel area” on the Lebanese-Syrian border, Qassem told Bin Jeddo. “There were armed men trying to enter Lebanese territory but Hezbollah was not involved and we have no intention of fighting them so we communicated with the army.”

الحوار الكامل للأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم مع قناة الميادين
النص مأخوذ من موقع الشيخ نعيم قاسم الألكتروني
08 تموز 2025
في مقابلةٍ مطوّلة مع شبكة الميادين الإعلامية أجريت بتاريخ 11 حزيران/يونيو الماضي، تحدّث الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، عن معركة إسناد غزة، والحرب على لبنان والوضع الحالي لحزب الله، سياسياً وعسكرياً، كاشفاً عن الخروقات التي تعرض لها الحزب، وتحديداً في ما يخصّ حادثة “تفجير البيجر”، وعن الوضع الداخلي والضغوط التي تتعرض لها البلاد، متطرقاً إلى الأوضاع الإقليمية، وتحديداً المستجدات في سوريا، ومشيراً إلى استراتيجيات العمل للمرحلة القادمة. ​
وهنا النص الكامل للحوار:
غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم. حزننا على فراق السيد الأمة الشهيد السيد حسن نصر الله لن يفارقنا مدى العمر، إنه يعني معظمنا كما نظن بمن فيهم أو في مقدمنا سماحته ضيفنا الموقّر، لكن الحزن هذا هو دافعٌ محرّضٌ محفّزٌ على الكدح، على المبادرة واستعادة زمامها، على الواقعية بثبات، والحكمة بذكاء، وما أكثرها من صفاتٍ هي متوفرةٌ لدى أصحاب الشأن أقلّه كما أظهرت أشهر الفراق التي مرّت.
المسؤولية عظيمةٌ صعبةٌ ومركّبة، ما أعقدها من مهمةٍ وما أثقله من واجب، التحديات خلطةٌ داخليةٌ وخارجيةٌ وحتى ذاتيةٌ بشكلٍ عميق، يزيدها تشابكٌ لا يريده أحدٌ أن يصبح اشتباكاً إلّا المتلذذون بنهج الإلغاء والاستئصال والدافعون نحو الاحتراب مع غير الشبيه، وما أقلّهم حتى وإن كانت أصواتهم هي الأعلى وتنفّذهم هو الأقوى.
فالحوار الصحافي هذه المرة صعبٌ، هذا طبيعيٌ مفهومٌ ومتفهَّم، فيه من العنة النفسية الكثير، واللاقدرة على التعبير والتشريح ما هو أكثر، لكن الثقة في ضيفنا صاحب السماحة الأمين الخليفة منعقدةٌ في مصداقيه الشخصية، وكفاءته على الشرح بشفافيةٍ، والإفادة بصراحةٍ، ووضع الإصبع على أي جرحٍ بأمانةٍ أمام الجماهير الناهمة بحقٍّ وأحقيةٍ على أن تعرف الحقيقة وأن تقف على مستقبلها، نقول بوضوحٍ على مستقبل وجودها بكرامةٍ واحترامٍ وأمان. ربّما هذا في بلده لبنان العظيم، حيث التنوع الداخلي الكامل الشامل مصدر غنىً وثراء هذه العظمة الموصوفة، لكنه تنوّعٌ فيه من الاختلاف الكثير والتناقض غير القليل. هذا يزيد في تعقيد المشهد والتحدّي، ويتطلّب كثيراً من الأجوبة لا شكّ، فهم مختلفون متباينون أكيد، لكنهم شركاء في الوطن ولهم حقٌ في السؤال والخلاف والمطالبة بأجوبةٍ وحلولٍ يعتبرونها هم أيضاً وجوديةً للبنان الكيان.
الرأي العام العربي يحتاج فهماً لما جرى ويجري، وإنسانية الأحرار وأصدقاء العروبة والنضال الأممي المشترك يتطلّعون الى معرفة جانبٍ من خيارات الأفق وإمكانات البقاء والثبات. بعد سنواتٍ، بل عقودٍ من الانتصارات التاريخية النموذجية خدشتها انتكاسةٌ أمنيةٌ خطيرةٌ بائنة لم يتسنى لصمودٍ عسكريٍ أسطوري عانق انتصاراً كبيراً غير ظاهرٍ من أن يشفي غليل الناس والأنصار وجماهير الأحرار أينما كانوا، بل نقول بجرأةٍ وصراحة لم يتمكّن حتى الآن من أن يبعث فيهم اطمئناناً جدياً أمام استمرار العدوان في غدره وحقده على لبنان، ومناطق محددةٍ معروفةٍ من أرضه وشعبه.
ربّما قليلون جداً ممن كانوا يتصورون مقاومةٍ بلا سيدها نصر الله، وحزبٍ بلا حسنه أحسنهم أحسننا، ربّما لا أحد منّا ونحن الغافلون عن سنن الله ومشيئته وما يُقدّره من خيرٍ لصاحب الخير شهيدنا الأسمى، لا أحد منّا كان يظنّ أنه سيعيش بقية زمنه بلا السيد حسن.
لكن في الوقت ذاته، إن من هم على تماسٍ مع المقاومة وحزبها في لبنان لم يُفاجؤوا أنّ خليفة الأمين الأكبر السيد حسن وبعده الأمين السيد هاشم هو الأمين الشيخ نعيم قاسم.
إنّ مقدّمة مقابلةٍ صحافية لا تجيز الاستفاضة ولا الحديث الإيجابي الشخصي، وما يمكن أن يلامس مديحاً حتى وإن كان واقعياً، لعلّ نجاح الرجل في إدارة المعركة العسكرية بطريقةٍ فاجأت الصديق والحليف قبل الخصم والعدو، تماماً كإعادة ترميم تنظيمٍ أُصيب في مقتلٍ، ولا نبالغ، وكإدارة تشييعٍ تاريخيٍ كان محفوفاً بمخاطر أمنيةٍ وهواجس فوضى بشريةٍ أمثلةٌ بسيطةٌ على ما سلف.
اليوم، هو مقام السؤال بحثٌ عن جوابٍ من صاحب أمانةٍ جدير وقرارٍ مسؤول، من مشهودٍ له بكفاءةٍ تنظيميةٍ إدارية، بمرونةٍ صلبةٍ وحكمةٍ وطنية، مع انتماء للقضية العامة باطمئنانٍ وطمأنةٍ لبيئةٍ ليس فقط قدّمت الغالي والنفيس، ولكنها بيئةٌ نادرةٌ في وفائها وشجاعتها ووطنيتها العالية، ربّما عدا بيئة غزة حيث الاستثناء الكوني النادر بحقّ.

حوارٌ خاصٌ هذا اليوم مع سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، في مقابلةٍ نتمناها جامعةً وإن كانت غير شاملة، نأمل أن تكون مقدّمةً لسرديةٍ ضروريةٍ تنتظرها الأجيال ليس فقط بعضٌ من نحن. حوارٌ خاص يتحدث أكثر عن لحظ الحاضر ريثما ينقشع الضباب كي نتحدث في وقتٍ لاحقٍ بإذن الله عن الرواية الكاملة لحكاية حزب الله ومحطاته الكبرى والصغرى، بحيراتها المُقلقة وإنجازاتها العظيمة المخفية غير المرويّة، ولكنها المطمئنة حتماً أقلّه كما نسمع ونفهم.

سماحة الشيخ نعيم قاسم أخلص الاحترام والتقدير، شكراً لوقتكم، وأنا أعرف أنكم تحت ضغوطٍ هائلة، وربّما من حسن الخيار أننا نتحدّث مع سماحتكم في الذكرى الثالثة عشرة لانطلاق الميادين، بتواضعها، بإمكاناتها المحدودة وقدراتها التي نتمنى أن تكون أكبر، أقول متواضع بحقّ، إنتاجاتٍ وأعمالٍ ينتظرها الكبير ويتوجّب منّا الكثير، مع ضروبٍ من قصورٍ وتقصير نعتذر عنها.

الشيخ نعيم قاسم: أولاً أنا أريد أن أرحّب بكم، بسم الله الرحمن الرحيم، وأريد أن أهنئ قناة الميادين وأهنئكم بالتخصيص، وكل العاملين، لأن قناة الميادين استطاعت أن تسدّ ثغرة كبيرة جداً في منطقتنا، وفي آنٍ معاً هي المتصدّي الأبرز لمشروع المقاومة ومشروع العزّة ومشروع الوحدة، ومشروع الأمة التي تتكاتف. اليوم مع وجود استكبار ومنهجيته في تعطيل قدرات الأمة وفي دعم الكيان الاسرائيلي، وفي محاولة إيجاد صيَغ ملتبسة في المنطقة وخاضعة، سيكون هناك إعلام مواكِب خطِر وواسع وقادر وعنده إمكانات كبيرة، أن تتمكّن الميادين في أن تكون الشمس التي تضيء في هذا العالم بشكل مؤثّر الى درجة أنّ اسرائيل لا تتحمّل أن تنقلوا صورة الواقع وليس أكثر من ذلك، وتمنع الميادين من أن تكون في فلسطين المحتلة، هذا وسام كبير على الأثر والمنهجية. مبروك لكم، مبروك للعاملين، وبصراحة أنا أقول مبروك للمشاهدين لأنّهم استطاعوا أن يسمعوا ويروا شيء يوضِح لهم الحقيقة حتى لا يأخذوا من الجهة الخاطئة.

غسان بن جدو: متفضّل سماحة الشيخ بهذا التقديم الجميل والمحفّز لنا بلا شك. سماحة الشيخ هناك سؤال منهجي، إنجازاتكم كبيرة وعظيمة على مدى سنوات طويلة، ومحطاتكم كبرى منذ اثنين وثمانين عام انطلاقة المقاومة في لبنان، هي معروفة عناصر استمرار حزب الله المقاومة ومحطاته الكبرى، من تحرير جنوب لبنان، الى حرب تموز، الى ما تسمونه التحرير الثالث في حرب تحرير الجرود، الى غير ذلك، لكن في المسيرة هذه أنتم في قيادة حزب الله كيف نظرتم الى معركة إسناد غزة؟

الشيخ نعيم قاسم: معركة الإسناد هي نِتاج طبيعي في رأينا لطوفان الأقصى، يوم طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول عرفنا بأنّه يوجد طوفان كما عرف العالم، يعني الإخوة في قيادة حماس في الداخل قاموا بهذا الإجراء العظيم والمؤثّر والإنقلابي والذي غيّر وضع المنطقة ولكن نحن لم نكن على علم. أتذكر بعد نصف ساعة من بداية طوفان الأقصى وصل خبر الى سماحة السيد الأمين العام السيد حسن رضوان الله تعالى عليه أنهم بدؤوا في فلسطين طوفان الأقصى من غزة ونريد أن نرى ماذا يمكن أن يفعل حزب الله مع التمنّي أن يفتح حزب الله المعركة بشكلٍ شامل على قاعدة أنّ هذه ستكون معركة استثنائية يمكن أن تعطي نتائج غير عادية.
للوهلة الأولى لا بدّ من التداول حتى نناقش القرار، وبالتالي لا يمكن أن تعطي القرار بنصف ساعة وربع ساعة، أوّل فكرة بادر بها سماحة السيد هي إعطاء الأمر في اليوم التالي الى القصف على مزارع شبعا، على قاعدة أنها أرض لبنانية محتلة، بالتأكيد سيردّ الاسرائيلي، نردّ نحن على الاسرائيلي بتوسعة أكبر، بانتظار أن نناقش ما هو المدى وما الذي يمكن أن نصنعه. اجتمعت الشورى قررت أن ندخل نحن بمعركة مساندة. لماذا مساندة وليست حرب شاملة؟ لأن الحرب الشاملة سيكون لها نتائج متوقَّعة وبالتالي يجب أن يكون هناك استعدادات موجودة لدينا قبلها، وهذا لم يكن متوفراً، فكان لا بدّ أن ندخل بعملية المساندة وبشكل محدود ونقرأ أين التطوّر الذي سيحصل خلال الأسبوع، الأسبوعين الأول والثاني وعلى أساسها نحسم خيارنا بشكل واضح أكثر.
عندما مرّ أسبوعان وثلاثة على مسار المساندة خلاص ترسّخ في قيادة الشورى عندنا برئاسة سماحة الأمين العام قدّس الله روحه، أننا يجب أن نخوض حرب مساندة وليست حرباً شاملة، السبب أنّ المساندة تحقّق الأهداف المطلوبة من دون حاجة الى الحرب الشاملة، لأنه إذا خضنا الحرب الشاملة سيكون هناك دمار وخراب وتدخّل أميركي وستكبر الأمور بشكل أكبر دون أن نحقق الأهداف المطلوبة، بينما إذا بالمساندة استطعنا أن نحقق الأهداف، ما هي الأهداف؟
– أولاً جذب قدرة كبيرة من قوات العدو الاسرائيلي الى منطقة الشمال
– ثانياً، تهجير السكان حتى يُخلَق أزمة اجتماعية، اقتصادية، أمنية في شمال فلسطين
– ثالثاً إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى بالجنود الذين يقاتلون على قاعدة أن هذا أيضاً يسبب بخطوات للهزيمة
وهذا يسحب من القدرات الموجودة في منطقة غزة وغلاف غزة ويخفّف عن الأهل في غزة، إضافة الى أنه يعطي رسالة واضحة للاسرائيليين أنّهم سيواجهون على جبهتين وبالتالي أفضل لهم أن يجدوا حلّا ويوقِفوا الموضوع، فتكون عملية المساندة قد حققت الأهداف بالتخفيف عن غزة وبدفع الاسرائيلي أن يذهب الى الحل.

غسان بن جدو: من فضلك سماحة الشيخ، عندما تقول إنه تم الاتّصال بكم بعد نصف ساعة، تمّ الاتصال بكم من لبنان أو من غزة؟ ثانياً عندما طُلب منكم بوضوح أن يدخل حزب الله هذه المعركة الشاملة من دون أي تنسيق مسبق!

الشيخ نعيم قاسم: لم يكن هناك أي تنسيق مسبق ببداية المعركة، ونحن لم نكن نعرف، وبالتالي لا نستطيع، إذا لم نكن على علم لا نستطيع أن ندخل في معركة شاملة، بالوقت الذي كما ذكرت لك بالتحليل الذي حللناه خلال الأسابيع الثلاثة بعد أن بدأنا، اقتنعنا بأنّ المساندة تحقق الأهداف.

غسان بن جدو: اتصلوا بكم من لبنان أو من غزة؟

الشيخ نعيم قاسم: لا، نحن وصلتنا رسالة أحد ما من لبنان نقلها من غزة، يعني الرسالة من محمد الضيف رحمة الله تعالى عليه شخصياً، وأنا نسيت إن كانت قد جاءت رسالة أخرى من يحيى السنوار رحمه الله، لأن الذي كان يتابع هذا الموضوع مباشرةً هو سماحة السيد بالاتّصالات التي يجرونها معه. فنحن كنا نعتبر أن هذه المساندة تحقق الهدف المطلوب..

غسان بن جدو: من فضلك هل أوضحتم لهم مقاربتكم بصراحة؟

الشيخ نعيم قاسم: بالحقيقة أكثر واحد تناقشنا معه وقتذاك الأستاذ خليل الحية مع مجموعة من المرافقين له كانوا يزورون لبنان ويغادرون، ويمكنني القول بعد مرور شهرين من المساندة قالوا لنا بوضوح بجلسة مع سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه “نحن الآن مقتنعون أنّ المساندة كافية وتؤدّي الغرض المطلوب”، وإلّا خلال الشهرين كان هناك نقاش أن المساندة غير كافية، لكن تبيّن بأنّ الإسرائيلي متغوّل جداً، صار هناك قواعد جديدة لم تكن موجودة في الكيان الاسرائيلي، الدعم الأميركي مفتوح بشكل مطلق حتى يفعل الاسرائيلي ما يريد في داخل غزة، فمع هذا الإجرام غير العادي أكثر من المساندة لن تحقق المطلوب لأنك لن تمنعه، يعني لو تمنعه كان عندنا مجال أن نفكّر، لكن نحن كانت قناعتنا أنه لن تمنعه لأن المساندة حققت الأهداف المطلوبة..

غسان بن جدو: الى أي مدى أخذتم أيضاً بعين الاعتبار بشكل جدّي الوضع اللبناني الداخلي؟ تباين الأطراف..

الشيخ نعيم قاسم: دعني أكون صريح معك وواضح. بالوقت الذي نحن لدينا فيه قناعة أنه يجب تحرير القدس وأنّ الانعكاس الموجود في الاحتلال الاسرائيلي هو أيضاً انعكاس على لبنان لأنه أيضاً جزء من لبنان محتل، لكن في آنٍ معاً كنا نراعي أنه إذا أردنا أن نقوم بأعمال نأخذ خصوصية لبنان بعين الاعتبار، يعني يوجد أفرقاء في لبنان لا يوافقونا على التحرّك الذي نريد القيام به، يوجد ناس في لبنان يجدون أن منهجيتنا نستطيع أن نقوم بها لوحدنا لكن لا يمكننا القيام بها في وطن مترابط مع بعضه، لذلك كنّا نأخذ بعين الاعتبار أنّ القرار يلحظ الداخل اللبناني. يعني الآن إذا أردت أن أترجم عملياً أقول أنّ المساندة أخذت بعين الاعتبار كيف نخدم غزة وفي آنٍ معاً كيف لا نضرّ بلبنان، وكان دائماً سماحة السيد قدّس الله روحه يكرر “نحن لا نريد حرباً في لبنان”، يعني لم تبقَ سرية أو ضمن النقاشات، صارت معلنة، وبناءً على تصريحات سماحة السيد “لا نريد حرباً في لبنان” يومذاك الأميركان سحبوا البارجة التابعة لهم على أساس كانوا قد هيّئوها حتى إذا دخل حزب الله يدخلون هم الى المعركة مباشرةً ليخففوا عن الاسرائيلي. هذا كله أدركه الآخرون، لكن عملياً نعم نحن كنا نأخذ بعين الاعتبار الوضع اللبناني بما لا ينعكس سلباً على طريقة الأداء في المواجهة.

غسان بن جدو: وقراركم كان قراراً جماعياً، يعني لم يكن قرار سماحة السيد حسن نصر الله لوحده.

الشيخ نعيم قاسم: هناك أمر ناس كثيرون لا يعرفونه عن سماحة السيد قدّس الله روحه، سماحة السيّد كان دائماً يطرح القضايا في داخل الشورى، وفي بعض الأحيان إن كانت لديه وجهة نظر وسمع رأي آخَر وكان مُقنع هذا الرأي الآخَر كان يعدّل ويغيّر، قرار المساندة هو قرار بالإجماع داخل الشورى.

غسان بن جدو: وفي اليوم نفسه؟

الشيخ نعيم قاسم: لا ليس أول يوم، قلنا أول يوم عُمل مبادرة في الثامن من تشرين الأول بضرب مزارع شبعا.

غسان بن جدو: متى اجتمعتم؟

الشيخ نعيم قاسم: بعد يومين، يعني حتى تجتمع العالم لأن هكذا أمر لا يؤخَذ قراره بالهاتف أو بالاتصالات، والمعرفة كلها كانت طارئة. فعملياً القرار كان جماعي، كل قراراتنا الأساسية كانت هكذا، بالنهاية هو يكمل إدارة المعركة بناءً على هذه التوجهات التي نحن متفقون عليها وآخذيها.

غسان بن جدو: معركة طوفان الأقصى كانت ضمن ما سُمي ومعروف بوحدة الساحات، لذا كان ربّما مفهوماً أن يطالبكم أو يرجوكم الإخوة في غزة بأن تنخرطوا في هذه المعركة ضمن ما يُعرَف بوحدة الساحات. لكن أنا سؤالي سماحة الشيخ بصراحة ووضوح هل كنتم أيضاً جزءاً مما يمكن أن نسميه اصطلاحاً “وحدة الأهداف”؟ يعني بمعنى آخَر وحدة الساحات أنتم تنخرطون في المعركة، وحدة الأهداف كما عندكن غرفة عمليات عسكرية يكون عندكم غرفة عمليات سياسية، تناقشون، أنتم جزء من مفاوضات وغيرها، هل هذا تمّ أم كلا؟

الشيخ نعيم قاسم: حتى أكون واضح معك، لا يوجد عندنا شيء اسمه غرفة عمليات لوحدة الساحات أو وحدة الأهداف تجتمع وتناقش وتوزع الأدوار وترسل تقارير وتتداول بالموضوع، هذا الشكل التنظيمي غير موجود، نشأت فكرة وحدة الساحات قبل سنة أو سنتين من طوفان الأقصى بالنقاشات والتداول، أنه نحن طالما أهدافنا محددة وموحدة في نفس الوقت وكلنا نقرأ في كتاب واحد، ألا يجب أن نقوم بطريقة أن يكون التنسيق بيننا تنسيق وحدة الساحات؟ كانت فكرة، وحدة الساحات فكرة، لكن لم تترجَم بشكل تنظيمي معيّن. نعم وجود الجمهورية الاسلامية الايرانية أساس في هذا الموضوع، وجود القضية المركزي أساس والتي هي قضية فلسطين والقدس، لكن لم يتبلور شكل تنظيمي. عندما جاء طوفان الأقصى تحت عنوان وحدة الساحات الطبيعية بسبب وحدة الأهداف التي نؤمن بها بشكل مشترك، يجب أن نبدأ التنسيق. من هنا تلاحظ أنّ كل ساحة قدّمت بمواجهة الكيان الاسرائيلي بحسب تقديراتها وظروفها، ليس أنّ هناك أحد يرسم ويقول أنتم تعطون كذا وأنتم تفعلون كذا والآن ننشئ تلاحم قوى وكذا، لا وجود لهذا، يوجد أن قيادة حزب الله اجتمعت، ما يمكن أن نفعل نحن في هذا الوضع كجزء من وحدة الساحات؟ جلس اليمنيون مع بعضهم، جلس العراقيون مع بعضهم، الايرانيون فكروا أيضاً ماذا يمكن أن يفعلوا، كل جهة هي فكّرت..

غسان بن جدو: إيران أيضاً لم تكن على علم بما حصل في طوفان الأقصى.

الشيخ نعيم قاسم: معلوماتي أن إيران لم تكن على علم، بل أكثر من ذلك، قسم من قيادة حماس في الخارج لم يكن على علم.

غسان بن جدو: وإيران في هذه الحالة كيف تصرّفت؟

الشيخ نعيم قاسم: إيران تصرّفت أنّنا لا يجب أن نناقش، كما نحن تصرفنا، لا يجب أن نناقش قالوا لنا أم لم يقولوا، نحن علينا مسؤولية، علينا واجب أن ننصر القضية الفلسطينية بكل محطاتها، الآن هي في محطة استراتيجية مهمة اسمها طوفان الأقصى، ماذا نستطيع أن نقدم في هذه المحطة؟ بالنهاية هم درسوا وقدموا بما اعتبروا أنهم يستطيعون أن يقوموا به في هذه المرحلة بالطريقة التي يقومون بها، ولا تنسَ أنه لم يتوقف الدعم الايراني العسكري والمالي والسياسي والاعلامي والنصيحة والمخابراتي وكل ما يرتبط بهذا الأمر كانت إيران تشتغله.

غسان بن جدو: سماحة الشيخ العزيز حفظكم الله، نصل الى المحطة الأصعب والأعقد، تعرف هذا اللقاء هو ليس لقاء رواية ولا لقاء السردية الكاملة، نحن نقدّم محطات حتى نصل الى … لعلّ المحطة الأكثر تعقيداً والأكثر عنةً وصعوبةً وألماً هي محطة البيجر وأجهزة اللاسلكي، حديثٌ كبير متشعب حول هذه المسألة، لا زالت حتى أقرب الى الخيال، هل أجريتم تحقيقا؟ اكتشفتم ما الذي جرى؟ هل هو خرقٌ بشري؟ هل هي عمالة؟ هو ماذا بالتحديد؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن شكّلنا لجنة تحقيق مركزية لا زالت تشتغل الى الآن ولم تنته بشكل نهائي، ومع لجنة التحقيق المركزية أنشأنا لجان تحقيق فرعية في كل موضوع من الموضوعات، يعني بيجر، مكان شهادة سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، مكان السيد الهاشمي رضوان الله تعالى عليه، وهكذا، يعني أنشأنا محطات متفرقة وأيضاً لجنة مركزية، اللجنة المركزية لا زالت تعمل. لكن أنا أستطيع أن أقول لك بعض القواعد العامة التي قد وصلنا إليها وهي واضحة تماماً بالتحقيق بما حصل.
موضوع البيجر هو موضوع يبدأ من ثغرة كبيرة كانت موجودة عندنا بعملية الشراء، لأن الشراء كان يحصل بطريقة كان يعتقد الإخوة أنه مموّه، غير معروف، له آليات معينة عبر عدة دول، بحيث لا يُعرَف أنها قادمة الى الحزب، تبيّن أنه لا كانوا مكشوفين الذين يشترون، أو الشركات التي تتابع هذا الموضوع الى الشركة الأم التي أنشأت علاقة مع الاسرائيليين أو أن الاسرائيليين تابعوها بطريقة معينة، وأخذوا خطوات للتصنيع، الى أن أرسلوها لنا.

غسان بن جدو: عندك فكرة هذا بأي سنة، عندك فكرة التحقيق متى اكتشف أن البيجر الذي تم شراءه مخترق؟ أم أنه في الأشهر الأخيرة…؟

الشيخ نعيم قاسم: الشراء كله حصل في السنة والسنة ونصف الأخيرة.

غسان بن جدو: هذا النوع من البيجر.

الشيخ نعيم قاسم: هذا النوع من البيجر. الأمر الثاني نحن عندنا فحص للبيجر، وعندنا فحص مهم، سواء للبيجر أو لأمور أخرى، وتمّ الفحص بالأدوات المتوفرة، بالطرق المعروفة، لكن تبيّن أن نوع المتفجرات التي وضعوها في هذا البيجر نوع استثنائي لا يستطيع هذا النوع من الفحص الذي كان يقوم به الإخوان أن يصلوا له، والآن يُحكى أنه كان يجب أن يقوموا بطرق أخرى أو ما شابه ذلك، يمكن أن تضعها في دائرة التقصير ويمكن أن تضعها في دائرة القصور، لكن نحن مصيبتنا بدأت من المكانين، لم نكن نعلم أنّ سلسلة الشراء مكشوفة ولم نستطع من خلال وسائلنا أن نكتشف وجود التفجير. لذلك حصلت هذه النتيجة السيئة وشملت حوالي ثلاثة آلاف أخ وأخت وطفل وامرأة ورجل، حسب مكان تواجد هذا البيجر، وكانت ضربة كبيرة جداً.
فقط للعلم، في السابع عشر من أيلول حصلت ضربة البيجر، في الثامن عشر من أيلول ضربة اللاسلكي، بعد الظهر من الثامن عشر كان عندنا اجتماع شورى، وهو آخر اجتماع عقدناه مع سماحة السيّد قدّس الله روحه، طبعاً كان غاضبا جداً، كلّف لجان تحقيق في هذا الموضوع، أمر كان غريب جداً ومفاجئ، لكن وددت أن أقول هذا المعنى.
الأمر الثاني حتى أُكمل الصورة في موضوع الخرق، نحن أيضاً كان عندنا ثغرة أخرى اسمها شبكة الاتّصالات، كان يصلنا أخبار من إخواننا المعنيين أن هنا يوجد تنصّت، هناك يوجد تنصّت، لكن المعلومة كانت أن التنصّت موضعي، لم يكن أحد قد وصل عندنا الى أن التنصّت شبه شامل، أو واسع بشكل كبير جداً، الى درجة أن الاسرائيلي يأخذ كل شيء ويطّلع على كل شيء ويعرف كل شيء. طبعاً هذه نحن لم نكن نعرفها بهذا المستوى.
الأمر الثالث، هذا الطيران الإسرائيلي الذي كان يخرج كل يوم على مدة سبع عشرة سنة ويصوّر في كافة الأنحاء في كل لبنان، كان يحتفظ بداتا معلومات عن متغيّرات جغرافية تحصل في هذا المكان أو في ذاك، أو في هذه المزرعة، أو في صخرة، أو محل بعيد أو قريب، فتجمّعت لديهم معلومات كافية حول أماكن وجود القدرة، بنسبة معيّنة حسبما وصل هو بالمعلومات التي لديه. أيضاً هذه السعة بالمعرفة نحن لم تكن متوفرة لدينا، نعرف بعض الأمور وقمنا ببعض الاحتياطات، ونقل الإخوان بعض الأشياء من أماكن الى أخرى، لكن الذي كان يعرفه الاسرائيلي أكثر. بكل صراحة أقول لك العمالة البشرية صارت أمر خفيفة جداً ومحدودة جداً أمام هذا الكم الضخم من المعلومات الذي كان متوفر بسبب التنصّت وبسبب الطيران المسيّر والإحداثيات التي أخذها.
نحن حتى الآن لم يظهر معنا أنه يوجد خرق بشري، دعني أكون دقيق، واسع، يعني..

غسان بن جدو: ولا نوعي.

الشيخ نعيم قاسم: لا، لا، لا يوجد.

غسان بن جدو: قيادة عليا، قائد كبير..

الشيخ نعيم قاسم: أعوذ بالله، لا عندنا معطيات عن خرق بشري واسع، ولا معطيات عن خرق بشري بشخصيات أساسية أو قادة في داخل الحزب، وحين ينتهي التحقيق أنا بصراحة سأحكي الرأي العام وأقول لهم إن كان يوجد خرق بشري أو لا، وكم مستوى هذا الخرق البشري، يهمّني أن يعرف الرأي العام، لكن الآن ابتداءً أقول لك أن الأمر الذي حصل بالتنصّت وبالطيران المسيّر وبكل الوسائل التي فيها التقاط معلومات كانت هي المقتل الأساسي بالنسبة لنا، وكانت بحجم كبير جداً أكثر مما كنّا نعرف وأكثر مما كنّا نتوقع.

غسان بن جدو: هل صحيح أن حزب الله كان قد اكتشف أو تلمّس أن أجهزة البيجرز كانت ملغومة، وحين أراد أن يحقق فيها أكثر تقنياً علم الاسرائيلي فضرب ضربته؟

الشيخ نعيم قاسم: في اليومين الأخيرين كان هناك محاولة للبحث في البيجر بطريقة مختلفة، يعني مثلاً أن يكسروا البيجر أو كذا، لأنهم شعروا أن هناك خلل معيّن الذي يجعل هناك علامات استفهام، هذا حصل، لكن هل الاسرائيلي صحيح بدأ لأنه خاف أن تنكشف هذا تقديره.

غسان بن جدو: لا فكرة لديكم في هذا الأمر.

الشيخ نعيم قاسم: لا، ليست لديّ فكرة إذا كان صحيح هذا هو السبب أو يضعها حجّة ليقول بدأنا في هذا الوقت ردة فعل، لا، ممكن ألّا يكون هذا السبب، السبب أنه أخذ قرار بالبدء.

غسان بن جدو: سماحة الشيخ هل صحيح أيضاً أنه كان هناك وجبة أخرى من الحاجيات العسكرية للحزب كانت هي أيضاً مفخخة ولكن لم تصلكم؟

الشيخ نعيم قاسم: صحيح، صحيح، أكبر مثال على ذلك، كان هناك وجبة من حوالي ألف وخمسمئة من البيجرز المفخخة كانت موجودة في تركيا، ويومذاك جرى اتّصال مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الأستاذ نجيب ميقاتي ليتصل مع الرئيس أردوغان ويطلب منه أن هذه الشحنة التي كادت تصل الى مطار تركيا أن يأخذوها ويفجروها، لأنها من هذا ال، لكن هذا جرى بعد تفجير البيجر، استدركنا هذا الموضوع حتى لا نحصل عليها، رغم أنها كانت قد تخطّت جزء من المسار.

غسان بن جدو: لست أدري إن كان دقيقاً، تعرف الكلام كثير، ولكن قيل أو هكذا بلغني أنه أيضاً كان هناك دروع للعسكر والمقاومين أيضاً كان يمكن أن تصلكم وكانت مفخخة، وهذه لو وصلتكم لكانت الكارثة الكبرى، نحن نتحدث عن الآلاف من الجنود.

الشيخ نعيم قاسم: هذا لا علم لي به، يعني لم بُطرَح بأن هذا الأمر موجود.
غسان بن جدو: سماحة الشيخ بكل محبة ووضوح، أنا كصحفي شاكر جداً لصراحتك وهذه الصراحة شجاعة، وهذا جزء من كلامكم يطمئن الرأي العام بلا شك أنكم أمين عام صريح وشفاف وشجاع وجريء ومطمئن، في الوقت نفسه قد يكون جزءاً من هذه البيئة ومن الأصدقاء والأنصار الذين ستنتابهم هواجس، أنتم في لحظةٍ كنتم أقوياء جداً وحصل ما حصل، الآن ربّما أنتم أقل قوة بحكم ما بعد الحرب، كيف يمكن أن تطمئنوا الى أنّ أيضاً ما لديكم ليس مخترقاً بهذا الشكل؟

الشيخ نعيم قاسم: انظر أستاذ غسان، أريد أن أسألك، هل يمكن لهذا الحزب الذي أُصيب بالبيجر، واللاسلكي، وانضربت قدرات نوعية له خلال يوم واحد ألف وستمئة غارة مئتي وخمسين طائرة اسرائيلية على مواقع مختلفة، واستشهد أمينه العام سيد شهداء الأمة قدّس الله روحه السيد حسن، واستشهد سماحة السيد الهاشمي قدّس الله روحه، ومجموعة من القادة الكبار بالمعاونين والصف الأول وبعض من الموجودين في الوحدات، كان بحسب النظرية الاسرائيلية سينتهي الحزب لأن ما أُصيب به خلال أيام يُفترَض أن هذا إنهاء الحزب، وهذا كان توقّعهم، طيّب عندما يعود الحزب ويقف على قدميه ويخوض معركة البأس، ويستطيع خلال شهرين أن يوصِل الاسرائيلي في السابع والعشرين تشرين الثاني من سنة 2024 الى اتّفاق وقف إطلاق النار، ويستمر هذا الحزب، ما معنى ذلك؟ يعني أن الطاقة الكامنة في داخل الحزب عدداً، وعدّةً، والأهم من الاثنين العقيدة والروحية والإيمان والصلابة التي تجعل الفرد بحجم عشرة وبحجم عشرين وثلاثين، لو ما وُجدت هذه القوة الكامنة، وتجربتها على الأرض موجودة ونحن لا نقول على مهلكم علينا سيحدث أمر ما، لا، حدث، حدث أنه عاد الحزب وقف على قدميه. الآن، تقول لي ليس قدر ما كان سابقاً، صحيح فيوجد تضحيات ضخمة أين تذهب هذه التضحيات؟ لكن أين يكمن الفرق؟ أن هذه التضحيات الضخمة هي رفعت مقامات أصحابها وإن شاء الله نالوا ما تمنون الشهادة التي أرادوها، وفي الوقت نفسه أعطتنا زخما حتى نحمل الأمانة ونربّي الأجيال القادمة ونسير نحن وأهلنا والمقاومون لمرحلة جديدة، وأنا قلت في التشييع، قلت نحن أمام مرحلة جديدة، المرحلة الجديدة لها معطياتها ولها أدواتها ولها إمكاناتها ولها خططها لكننا ثابتون.
بالحقيقة أنا لا أطمئن فقط، أنا أقول وهل تتوقعون أنتم إلّا أن نكون نحن موجودين وأقوياء وقادرين أن نحقق المستقبل الذي نريده نحن؟ هذا الحزب الذي عنده هكذا قادة ذهبوا شهداء، وعنده هكذا جرحى، اذهب واسمع ماذا يقولون جرحى البيجر، يقولون أمور لا تُصدَّق يا أخي قدر ما عندهم معنويات وروحانية والفرد منهم يكمل في المكان المناسب. اسمع الناس ماذا تحكي، أهلنا ماذا يحكوا، كم عندهم التفاف، كم هم سعداء حين يتحدثون عن شهادة أولادهم ويقولون لك أنا بعد عندي اثنين، راح ثلاثة بعد عندي اثنين، راح واحد بعد عندي واحد، الشاب، المرأة، الكبير، الصغير، الطفل، ابن ثماني سنوات وتسع سنوات، ابنة ثماني سنوات وتسع سنوات ماذا يقولون، كأن عندهم وعي سياسي وقد درسوا في جامعات عالمية، يفهمون ماذا يقولون. أنا أقول هكذا شعب، هكذا أمة، هكذا حزب، هكذا مقاومة، هل يتوقّع أحد أن تُهزَم؟ لا تُهزَم.
الآن، ضُربَت ضربة قاسية، صحيح، تضحيات كبرى، صحيح، نحن أعلنّا من البداية وقلنا أن الحزب انتصر، هناك ناس انتقدوا، لكنهم لم يسمعوا بماذا انتصر، نحن كنا دائماً نربط النصر بشيء، كنا نقول الحزب انتصر بالاستمرارية، الحزب انتصر بمنع اسرائيل أن تتقدم الى الداخل اللبناني وأن تصل الى بيروت أو الى صيدا، الحزب انتصر بأنّ الألفة الموجودة في الداخل اللبناني بقيت على أحسن وتيرة ولم تستطع اسرائيل أن تفتعل فتنة، الحزب انتصر بأنّ الإنهاء لم يحصل وتحقيق أهداف الاسرائيلي لم يحصل، ونحن مستمرون. هذا انتصارنا، هو الانتصار ليس دائماً انتصار والله أنت انتصرت عسكرياً يعني أنك منتصر، أنت منتصر بالاستمرار، وهل يتوقّع أحد أنّ مقاومة عندها هذه القدرات بهذه الإمكانات تواجه إسرائيل وأميركا وقسم من الدول الغربية بإمكانات، وهل من السهل حين يُقال وصل كل يوم ثلاث الى أربع طائرات محمّلة بأطنان من الذخائر للكيان الاسرائيلي! ما هذا، هذا أمر خيالي!، تحدّثوا عن ستمئة طائرة، وأكثر من مئة باخرة، كلها محمّلة صواريخ، كل الدنيا تواجه هذه المجموعة الصغيرة وبقيت واقفة على قدميها، ويُقيم الاسرائيلي معها اتّفاق من خلال الدولة اللبنانية، ولا زلنا الى الآن واقفين وصامدين، ماذا يقول المرء؟ يقول هذا انتصار باستمرارية المقاومة.
أنا أطمئن الناس، نحن باقون، صامدون، يعني ماذا سيفعل الاسرائيلي؟

غسان بن جدو: يستمر بأعماله، بضرباته، بغدره..
الشيخ نعيم قاسم: افترض الاسرائيلي استمر بالعدوان، أنا أقول لك أمراً، الآن هذا النوع من العدوان الذي يقوم به الاسرائيلي ويطوّر به رويداً رويدا، والضربات الأخيرة التي حصلت على الضاحية لتسع بنايات بلا مبرر، هي جزء من محاولة الاسرائيلي بالتعاون الكامل مئة بالمئة مع الأميركي وبإرشادات الأميركي، لأن الاسرائيلي قال أنا ضربت الضاحية بعد أن استشرت الأميركان، وهو دائماً سيقول إنه يستشير الأميركان…

غسان بن جدو: وصدّقتموه.
الشيخ نعيم قاسم: مئة بالمئة تشاوروا مع الأميركان، وهل هم يستطيعون أن يفعلوا ذلك بدون الأميركان؟ هو الأميركي مشروعه أنه دعونا نأخذ بالسياسة ما لم نأخذه بالحرب، إذاً حتى يستطيع الأميركان بالسياسة أن يأخذوا عليهم أن يمارسوا ضغوطات، الضغوطات يمارسونها من خلال اسرائيل. فعملياً نحن لا نستطيع أن نبقى صابرين الى ما شاء الله، يوجد حدود بالنهاية، متى وكيف وبأي طريقة؟ أنا لست بمحل لأحدد آليات ولا زمان، لكن إذا اعتقد الاسرائيلي ومن خلفه الأميركي ومن خلفه أيّاً كان أنه إذا ضغطوا علينا أكثر يحققون أهداف، لن يحققوا أهدافهم مهما كان الضغط، نحن أعلنّاها، سنواجه عندما يكون هناك قرار عندنا بالمواجهة، وعندنا خيارين لا ثالث لهما، النصر أو الشهادة، نحن لا خيار لدينا اسمه الاستسلام، هذا غير وارد، ولذلك إذا كانوا يريدون حل المشكلة المفروض أن يتوقفوا ويذهبوا الى تطبيق ما عليهم بالاتّفاق وبالتالي تسير الدولة اللبنانية بالطريقة المناسبة.
هنا أحب أن أحيي فخامة الرئيس جوزيف عون وأحيي المسؤولين اللبنانيين، دولة الرئيس بري، كل المسؤولين المعنيين، حتى لا أذكر كل واحد لوحده الآن، أنّه لاحظت بعد قصف الضاحية ما هذا المشهد الجميل، أنّ أركان الدولة اللبنانية على موقفٍ واحد، قائد الجيش على الموقف نفسه، المقاومة على الموقف نفسه، حزب الله وأمل، كثير من الحلفاء..

غسان بن جدو: ونحن في طريقنا الى هذا الحاضر سماحة الشيخ بدٌّ أن نتحدث عن محطة استشهاد سماحة السيد رحمه الله، نحن بالمناسبة لا نحب أن نتحدث عن قتل السيد حسن، نحب أن نتحدث عن استشهاد السيد حسن ربّما لاعتبارات دينية، عقائدية، إنسانية، وجدانية، الى غير ذلك. في وقت لاحق أكيد سماحتكم ستتحدثون في أكثر تفاصيل في هذه المسألة لكن من فضلك أوضح لي شخصياً سماحتك بعض كواليس استشهاد سماحة السيد، في تلك اللحظة، ذلك الانفجار، ما قيل عن مفاجأتكم بأنه كان في المكان ذاته الذي عادةً يُقيم فيه ويتحدّث فيه ويجتمع فيه ويُدير فيه غرفة عملياته، الى غير ذلك. وعلى المستوى الشخصي ما الذي انتابك في تلك اللحظة؟

الشيخ نعيم قاسم: استشهاد سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه لم يكن مفاجئ للعالم كله فقط، لا، نحن كان مفاجئ لنا أيضاً، إذا سألتني قبل ذلك الوقت ماذا تتصور؟ كنت قلت لك أتصور أن نموت كلنا ويبقى سماحة السيد، لأنه من ناحية العمر، من ناحية القوة والشجاعة، من ناحية التسديد الإلهي، مجموعة معطيات ربّما لها علاقة بالأمانة لأنه نحن لا نعرف الأجل متى يأتي، ما كنا نتوقع نحن أن سماحة السيد يُستشهد في هذا الوقت. ولكن بنفس الوقت ربّما من حقّه أن يرتاح، من حقّه أن يرتقي الى المكان الأعلى، يا عمّي الشهادة بالنسبة لنا الشهادة هي أعلى وسام، هو أخذ الوسام الأعلى، نحن هكذا نراه، لكن نحن خسرنا، الخسارة علينا.
نحن لا نبكي لأنه هو غادر، لا، هو ارتاح، هو في عليائه، هو رسم خط وهذا الخط مستمر، نبكي لأننا كيف نعوّض هذه الإمكانات، هذه القدرات، هذا الموقف، هذه اللهجة، هذا العطاء، هذا الزخم، لكن هذه سنة الحياة، نحن جماعة متديّنون، نخاف الله ونعرف الحق، نعرف أن الموت حقّ، نعرف أن هذه هي الشهادة.
أنا على المستوى الشخصي رحت أتساءل صحيح استشهد؟ يا عمّي ربّما الخبر غير صحيح، ربّما عندما يحفرون يجدون أنه في غرفة مثلاً لم يصله، الى أن أكّد الإخوة في اليوم التالي أن هذا الجثمان أخرجناه. حقيقةً أصعب شيء علينا بالموقع الذي نحن به أنه كيف نتابع بعده، لأنّه لا يوجد عندنا شهادة توقِف مسيرة، عندنا شهادة تغذّي مسيرة، كيف يمكن أن نكون نحن أهل حتى هذه الشهادة تغذينا لنقوم بالعمل الصحيح؟ أعاننا الله بإذنه على هذا العمل.

غسان بن جدو: أستميحك في فاصل سماحة الشيخ من فضلك.
مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا، فاصلٌ قصير نعود بعده لاستكمال حوارِ خاص مع سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله.

غسان بن جدو: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام الى هذا الحوار الخاص مع سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله.
سماحة الشيخ كنّا تحدنا قبل الى حين استشهاد سماحة السيد، بعدئذ بدأت الأمور تتضح، لم نكن على علم أن سماحة السيد هاشم صفي الدين قد اختير أميناً عاماً، ولكننا منذ الأيام الأولى، بل منذ اللحظات الأولى شاهدناك وعرفناك، ربّما بصفتك نائباً للأمين العام فكان طبيعياً. الإطلالة الأولى كانت بالنسبة للجمهور لافتة بعض الشيء، سأصدقك القول سماحة الشيخ وأقول تلك الإطلالة الأولى حتى وإن كانت على مستوى المضمون كانت صادقة وقوية، لكن على مستوى الشكل بدا كأنكم في وضعٍ غير طبيعي، وانعكست ربّما سلبية وعدم سلبية، سلبية لدى البعض، وراحة لدى البعض أنكم موجودون على الأقل، هل من كواليس لتلك الإطلالة الأولى إذا سمحت؟

الشيخ نعيم قاسم: الإطلالة الأولى كانت في ثلاثين أيلول، يعني بعد ثلاثة أيام من استشهاد سماحة السيد، لأنني كنت نائب أمين عام ولأنّ نائب الأمين العام يحلّ محل الأمين العام الى حين اختيار أمين عام جديد، فكان لا بد أن أخرج أنا أتكلم لأنه كنّا في الفترة لم نستقرّ بعد على نتيجة..

غسان بن جدو: من فضلك، قرار الإطلالة كان بمبادرةٍ منك؟

الشيخ نعيم قاسم: بمبادرة منّي بتنسيق أنا وسماحة السيد هاشم قدّس الله روحه، يعني أنا تحدثت معه قلت له أنا أفكر أنه يجب أن أخرج لنتحدث مع الناس لأن الناس وضعها جداً صعب، لا نستطيع ألّا نتكلم، قال لي أنا أؤيّد صحيح يجب أن تخرج وتتحدث، وبالتالي هذه المشورة التي كانت موجودة، وكان هناك صعوبة بعض الشيء مع الإخوان الباقين لأنه كان جوّنا صعب جداً.
أنا كنت قد وضعوني الإخوان في شقة مؤلفة من ثلاث غرف على أساس أن أبقى محمياً في الفترة التي كان سماحة السيد قدّس الله روحه، هو الإدارة عنده، أنا عندي الإدارة السياسية، يعني ما يطلبه منّي هو أنا أقوم به. لكن مع الشهادة صرت أنا معني بأن أتحدث. فاتّفقنا نحن والحاج محمد عفيف رحمة الله عليه وقدّس روحه، أرسلنا له خبر أن يرسل لنا واحد متخصص، أن يكون هو فقط مَن يعلم، ينقله الإخوة من الحماية ويحضرونه الى مكان، الإخوان قالول لي نأخذك الى مكان آخَر حتى تصوّر، قلت لهم حسناً، متى؟ قالوا غداً صباحاً إن شاء الله.
وإذ، أنا نمت، عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يدق عليّ الباب أحد الإخوان الذين كانوا معي، قلت في نفسي ربّما حصل أمر ما، قلت له خير؟ قال لي نريد تصوير المقابلة، قلت أي مقابلة أي لقاء؟ قال لي الكلمة التي كنّا سنصورها غداً علينا أن نصورها الآن، قلت الآن والساعة الواحدة بعد منتصف الليل وأنا نائم! على الأقل حتى أغسل وجهي وأرتاح بعض الشيء أحتاج لربع ساعة أو ثلث ساعة، قال لا مشكلة المصوّر أصبح هنا، قلت أيضاً أصبح هنا؟ قال نعم. خلاص أنا فهمت أنه يجب أن نتكلم.
هناك أمر جيد كنت قد قمت به أنني حضّرت قبل ليلة على أساس في اليوم التالي وليس في ذلك الوقت، فقلنا له حسناً، أين ستسجلون؟ قال في الغرفة الثانية. هناك غرفة كان فيها تحت غير مفروض، وهي غرفة صغيرة، قال نصوّر هنا لأنه لا يوجد مكان آخَر، قلت له كيف ذلك فلا تتسع الغرفة، قال لا عليك المصوّر خبير في هذا الموضوع.

غسان بن جدو: في ما سميتموها بعاشرة الزلزلة.

الشيخ نعيم قاسم: نعم لأنه مرّ علينا عشرة أيام من سبعة وعشرين الى سبعة الضربات تأتي وراء بعضها، يعني لم نلحق، وبالتالي فقط حتى نجمع بعضها، حتى تحكي العالم مع بعضها، خاصةً بدأ يخف التواصل عبر وسائل التواصل المعتادة بسبب أنها مخروقة، لكن الحمد لله تعالى.

غسان بن جدو: ما حصل سماحة الشيخ هو كان انعكاساً لوضعكم الصعب بشكل عام، بعدئذ استُشهد السيد هاشم صفي الدين وتوليتم المسؤولية. عند توليكم المسؤولية التحدي الأكبر تعلى شخصكم الكريم هو العمل العسكري، إدارة الحرب العسكرية، ومعروف عن سماحة الشيخ نعيم قاسم صحيح أنه رجل إداري لامع كما يُقال، سياسي، إداري، مهني، اجتماعي، علمي، لكن ليس معروف عنكم تخصصكم العسكري ولا حتى متابعتكم له. فجأةً وجدتم أنفسكم أميناً عاماً مسؤولاً عن العمل العسكري، بصراحةً وأمام الله سماحة الشيخ أنتم فعلاً كنتم تديرون العمل العسكري أم كما قيل لنا الجانب الايراني هو الذي جاء وأدار العملية العسكرية؟ القرار لمَن؟ التوجيهات ممن؟

الشيخ نعيم قاسم: الأمين العام في حزب الله هو رئيس المجلس الجهادي، يعني هو معني بإدارة العمل العسكري. عندما صرنا في هذا الموقع بات يجب أن نتعرف أكثر، نتواصل أكثر، نرى القادة المعنيين في هذا الموضوع ليستطيع المرء أن يدير هذا العمل. أنا سأقول لك أمراً قاله لي أحدهم.

غسان بن جدو: أحدهم من القادة العسكريين؟

الشيخ نعيم قاسم: أحدهم من القادة العسكريين إيراني، وآخَر لبناني لكنه ليس في الحزب، تكلما معي بشكل مباشر لكن هناك ناس تكلموا في أماكن أخرى. قال لي نحن متفاجئون بك، قلت له لماذا؟ قال كيف تدير معركة عسكرية؟ فأنت لا علاقة لك بالموضوع، قلت له أريد أن أسألك سؤال، إدارة حزب وإدارة مقاومة ما مقوّماتها الأساسية؟ أولاً أن يكون المرء عنده بعض الكفاءة بالقدرة الإدارية، ثانياً أن يكون عنده وعي سياسي يفهم هذا الحزب ماذا يريد وما هدفه، ثالثاً أن يكون عنده تجربة وخبرة بحيث أن عنده إطلالة إجمالية على ما في هذا الحزب وعلى قدراته وعلى وضعه حتى يستطيع أن يُدير، هذه الثلاثة متوفرة، أنا عضو شورى مع سماحة الأمين العام قدّس الله روحه، ونائب للأمين العام لاثنتي وثلاثين سنة، في داخل الشورى كان سماحة السيد قدّس الله روحه يحضر الهيكليات العسكرية تُقرَّر في الشورى، أسماء القيادات العسكرية تُقرَّر في الشورى، القرار السياسي..

غسان بن جدو: هكذا! عفواً أسماء القادة العسكريين!

الشيخ نعيم قاسم: نعم أسماء القادة العسكريين الأساسيين، المعاونين ومسؤولي الوحدات تُقرَّر في الشورى، ثالثاً كان موضوع المعارك المحتملة أو الخطوات التي تُجرى، فرضاً حين قمنا بحرب الجرود أو حين ذهبنا الى سوريا، أو حين نقاتل أو حين نرد على عمل عسكري اسرائيلي أو ما شابه، كل هذا يُعرَض في داخل الشورى ويُقال، نفكر كذا وعندنا هكذا اقتراح، المجلس الجهادي قال كذا، نضرب بهذه الطريقة، تُطلق مسيرة، يُطلق صاروخ وكذا. يعني عندنا شيء من الإلمام بكيف تصدر القرار العسكري. قلت أيضاً لهذا الأخ ليس مطلوب من القائد أن يعرف كم طول السبطانة، ويعرف الفرق بين عناوين القذائف أو الطائرات المسيّرة أو ما شابه، وإن كان عندنا فكرة إجمالية، هذه عادةً المختصون هم يقولون، يقول للمسؤول ماذا تريد؟ يقول الأمين العام أريد ضرب حيفا، يقول لك يمكنك أن تضرب حيفا بهذه الطريقة أو تلك الطريقة أو تلك، وهذه تفعل كذا وتلك تفعل كذا وتلك تفعل كذا، فبما أنه أمين عام يأخذ القرار اضربها بالطريقة الثانية، هذه لا تحتاج أن يكون عنده خبرة عسكرية كافية.
فالمهم أنا أحب أن أقول لك هذا الحزب كان يُدار كما يُدار الحزب الذي له أمين عام، لم يكن أحد يدير الحزب بدلاً منّا، لا، ومن اليوم الأول، وهذا الانتظام الذي كان في المعركة بين مئتي أو أقل بقليل أو أكثر بقليل كل يوم هذا كان تابع لقرارات تُتّخَذ، عندما تُضرب تل أبيب لوحدها كان لها قرارها وليس أي واحد يضرب، عندما يصل الى بيت بنيامين نتنياهو هذه تحتاج الى قرارها، حين جاء يوم الأحد الذي أسموه هم يوم الأحد الأسود الرابع والعشرين من تشرين الثاني، 370 بين صاروخ وطائرة والى آخره هذا أيضاً بقرار.

غسان بن جدو: يعني موضوع تل أبيب لم يكن صدفةً.

الشيخ نعيم قاسم: لا يوجد شيء صدفة، كله مبني على قرارات، والأمين العام كان يتابع من خلال القيادة العسكرية، نعم يوجد مشورة إيرانية نحن نشكرهم بكل المساعدة والمشورة، لكن القرارات كانت قرارات لها علاقة بالهيكلية التابعة لنا وبطريقة الإدارة بحمد الله تعالى، وحتى أذكر أنه الكلمة الثالثة مجرّد أن أنهيتها بدأ القصف، كيف يظهران سوياً؟ لولا وجود خطة مرسومة بالموضوع لا يظهرا سوياً.
بكل الأحوال الحمد لله كانت القيادة موجودة، أنا أريد أن أذكر هنا أمراً مهما، كل القيادة العسكرية كانت مملوءة وموجودة ولم يكن هناك موقع عسكري واحد شاغر، وضعنا بدائل بسرعة، الصمود الاسطوري الذي كان موجود على الجبهة له جانبين، جانب هم الشباب المتموضعون وهم القائمون بالحمل ويعرفون ماذا يفعلون حتى لو انقطعوا عن العالم، وقاموا بشىء أسطوري، يوجد قسم آخَر كان يأتي من الخارج واسمه الدعم، الذي اسمه القصف، وأقول لك أكثر من ذلك، الى آخر لحظة كان هناك مقاتلين مجاهدين يصلون الى الخيام وعلى أماكن أخرى من الجبهة الخلفية، لم ينقطع كل شيء، نعم هناك أماكن لم نكن نستطيع…

غسان بن جدو: يعني دعم بشري كان يصل!

الشيخ نعيم قاسم: دعم بشري نعم، ودعم عسكري، يعني كانت بعض الحاجات أيضاً تصل. هذا كله كان له علاقة بالإدارة العسكرية التي كانت موجودة، والأمين العام يتابع مع هذه الإدارة العسكرية، حاجاتها، متطلباتها، قرارها والى آخره. الحمد لله تعالى قدّرنا الله أن نعمل في هذه المسيرة، وبالنهاية ليست المسألة الفنية التي نتوقف عندها، فنحن كل حزبنا، نحن في حزبنا لا يوجد عسكر وسياسة، لأن الحزب عندنا كله عسكري وسياسي والى آخره، لكن هذا له وظيفة سياسية وذاك له وظيفة عسكرية، وإلّا كلنا سوياً.

غسان بن جدو: مع ذلك طبعاً سماحة السيد بالظروف الحالية لا يجوز لي ولا لأمثالي أن يغوصوا كثيراً في الأسئلة العسكرية، لطبيعة الأمور، ولكن مع ذلك الآن عندما تقول لي سماحة الشيخ أنّ كل شيء تمّ ملؤه، كل شغور تمّ ملؤه، هل يمكن أن تطمئن البيئة والجمهور والأنصار فعلياً أنّ حزب الله الآن مقاومته العسكرية بقطع النظر عن ماذا ستفعلون، على أهبة الجاهزية، قادرة، مقاومة حزب الله قادرة ولديها القدرات البشرية وغير البشرية؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا سأكون صريح معك وأتمنى على الناس أن تتقبّل هذا الموضوع. كل شيء له علاقة بالأعداد البشرية لن أتكلم عنه، كل شيء له علاقة بالإمكانات العسكرية لن أتكلم عنه، كل شيء له علاقة بنسَب مئوية كم قوتنا وكم بقي منها وكم راح وكم جاء لن أتكلم عنه، أكتفي بكلمة واحدة، نحن نرمم، ونتعافى، والآن جاهزون، فقط.

غسان بن جدو: الآن جاهزون؟

الشيخ نعيم قاسم: طبعاً.

غسان بن جدو: لماذا؟

الشيخ نعيم قاسم: افترض أن اسرائيل هجمت نتفرج عليها؟ لا نقاتلها.

غسان بن جدو: طيّب ما ذُكر عن تصفية خمسمئة مخزن من أسلحتكم المتوسطة والثقيلة، تصفيتها من قبل المعنيين هنا.

الشيخ نعيم قاسم: هم يتكلمون عن الشيء الذي رأوه في جنوب نهر الليطاني، البلد واسع الحمد لله. المهم، أنا في هذا التفصيل لن أتكلم..

غسان بن جدو: الرسالة وصلت.

https://naimkassem.com.lb/article.php?id=5422&cid=7

Share