إتيان صقر – أبو أرز/ لبنان بين محور الممانعة ومحور الحداثة والإنفتاح
21 أيار/2025
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
في العقود الأخيرة، تحوّل الشرق الأوسط إلى ساحة صراع كبرى بين مشروعَين متناقضين:
مشروع المقاومة العسكرية العقائدية، الذي تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران تحت شعار “الممانعة”، ومشروع التحديث والانفتاح السياسي والاقتصادي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. كل محور اتخذ مسارًا مغايرًا في التعامل مع الصراع العربي – الإسرائيلي، وفي بناء مجتمعاته، وفي تحديد موقعه من العالم. المحور الأول – محور الممانعة والإنغلاق.
تبنّى خيار المواجهة المسلحة لإزالة” إسرائيل، واستخدم الأرض اللبنانية والعربية كساحات حرب بالوكالة، فاستقطب كلًّا من العراق، وسوريا، ولبنان، وغزة، وصنعاء، من خلال تأسيس ميليشيات عقائدية تابعة للحرس الثوري الإيراني. هذه الدول، بدلاً من أن تبني أوطانها، تحوّلت إلى جبهات مشتعلة بالحروب، تُستنزف فيها الموارد، وتُزهق الأرواح، ويُسحق فيها الاقتصاد تحت وطأة الدمار والعقوبات والعزلة الدولية.
المحور الثاني – محور الحداثة والانفتاح
اختار طريق السلام، والدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وإبرام اتفاقيات تطبيع أو تعاون معها. انشغلت دول هذا المحور بإطلاق مشاريع النهضة، وتحديث البنى التحتية، وتطوير التعليم، والاستثمار في التكنولوجيا، حتى أصبحت مثالاً يُحتذى به في النمو والازدهار والريادة، وباتت تحتل مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية. وفي خضمّ هذا الانقسام الاستراتيجي، كان حظ لبنان العاثر، مضافًا إلى خيانات طبقته السياسية، أن أُلحق قسرًا بمحور الممانعة، ليصبح رهينة مشروع لا يشبهه ولا يمتْ إلى تاريخه الحضاري بصلة. لقد جُرّ لبنان إلى حروب لا تعنيه، وفُرض عليه سلاح غير شرعي صادر قراره، وابتُلعت مؤسساته تحت سلطة الميليشيات، فكانت النتيجة:
دولة فاشلة، اقتصاد منهار، شعب مهاجر ووطن مشلول. إن الانهيار الذي يعيشه لبنان اليوم هو نِتاج مباشر لهذا التوجّه السياسي الخاطئ، الذي عزل البلد عن دوره الحقيقي، وزجّه في محورٍ معادٍ للشرعية الدولية، وورّطه في صراعات إقليمية لا طائل منها سوى الدمار والخراب.
نحن في حراس الأرز، نرى أن مصائب لبنان تكمن في انتمائه الى المحاور الخارجية، ولا خلاص له إلا بقرار شجاع يحرره من التبعية للمحور الأيراني التخريبي، ويُعلن حياده التام بحسب النموذج السويسري، فيُعيد اليه دوره التاريخي كدولة حرّة ذات سيادة، مستقلة في قرارها، منفتحة على العالم، متجذّرة في هويتها اللبنانية، ومتصالحة مع ذاتها الحضارية.
فليسمع من له أذنان للسمع: لبنان هو بوابة الحرب وبوابة السلام في منطقة الشرق الأوسط المضطربة باستمرار، ولن يستقر السلام في هذه المنطقة ما لم يستقر في لبنان أولاً … أكرر اولاً … ومن يعش يرَ.
لبيكِ لبنان