رابط ونص فيديو مقابلة مطولة وشاملة من موقع الحدث مع العلامة علي الأمين/بين أنقاض الجنوب وصمت السلطة العلامة علي الأمين يدعو إلى بسط سيادة الدولة وإنهاء السلاح غير الشرعي
رابط ونص فيديو مقابلة مطولة وشاملة من موقع الحدث مع العلامة علي الأمين/بين أنقاض الجنوب وصمت السلطة العلامة علي الأمين يدعو إلى بسط سيادة الدولة وإنهاء السلاح غير الشرعي 23 نيسان/2025
في حوارٍ خاصٍ لقناة “الحدث”، حذر العلامة السيد علي الأمين من تداعيات الحرب الأخيرة على لبنان، مؤكّدًا أن قرار دخول البلاد في هذه المعركة لم يصدر لا عن الدولة اللبنانية ولا عن مواطنيها، بل عن “تنظيمات مسلحة مرتبطة برؤية خارجية” على رأسها حزب الله.استهلّ السيد الأمين حديثه بالتعبير عن ألمه العميق لخسارة الآلاف من الشباب والأرواح التي زهقت، ولبيوت الجنوب التي دُمّرت والتي أصبحت أنقاضًا لا مأوى لأهلها. وقال: “على نفسها تجني براقش” في إشارة إلى من جرّ أهل لبنان إلى ورطةٍ لم يكونوا مستعدين لعواقبها. ولم يتردد في تحميل حزب الله المسؤولية الكاملة، مشيرًا إلى أنه “اتخذ قرار المساندة لغزة بارتباطٍ وثيق بولاية الفقيه في إيران، في حين نفت الدولة اللبنانيّة صِلتها بقرار الحرب”. واعتبر أن استمرار السلاح خارج سلطة الدولة لا مبرر له اليوم، “فهو لا يدفع العدوان عن الشعب، بل يزيد من مأساته ويعرقِل طريق السلام”. ودعا السيد الأمين أبناء الجنوب للتعبير عن غضبهم ورفضهم “لكي لا يبقَ صمتهم غطاءً لسياسات خاطئة أوصلتهم إلى التشرّد على أنقاض منازلهم”. كما شدّد على ضرورة عودة الدولة اللبنانية وحدها مرجعيةً وحيدة في قضايا الأمن والدفاع، تمامًا كما طالبت بذلك المرجعية الدينية في النجف للعراق.ختامًا، أعاد العلامة التذكير بالمبادرة العربية التي أطلقها الراحل الملك عبد الله في قمة بيروت، معتبرًا أنها الإطار الأصدق لمستقبلٍ يضمن للبلد “السلام أو الحرب ضمن منظومة القرار العربيّ الموحد”، بعيدًا عن أي مغامراتٍ أحادية تخوضها كيانات مسلحة.
نص المقابلة/نقلا عن موقع العلامة علي الأمين الألكتروني 22 نيسان/2025 حوار خاص لقناة الحدث مع العلامة السيد علي الأمين – أجرى الحوار الإعلامي معن حبيب الأستاذ معن حبيب: أهلا بكم مشاهدينا أنا معن حبيب أحييكم من العاصمة اللبنانية بيروت وهذه مقابلة خاصة مع العلامة السيد علي الأمين. أهلاً بك سماحة السيد على شاشة الحدث. العلامة السيد علي الأمين: أهلاً ومرحبًا بكم.
الاستاذ معن حبيب: نتشرف بك. سماحة السيد أبدأ معك من موضوع الحرب الذي هو الأبرز اليوم لربما في لبنان. من قرر دخول الحرب: الدولة أم حزب الله أم محور خارجي؟ العلامة السيد علي الأمين: ابتداء نرحب بكم في لبنان، (الاعلامي: شكرا جزيلا) وشكرًا للحدث على هذه الاستضافة، ولتجشم عناء السفر. الاعلامي معن حبيب: شكرا جزيلا العلامة السيد علي الأمين: لا شك بأن الحديث عن الحرب الأخيرة التي وقعت في لبنان ولا تزال تداعياتها موجودة في كل يوم هو حديث مؤلم وموجع، وخصوصاً يعني من الذين كانوا قد نصحوا بعدم الدخول في مثل هذه الحروب. فأنا قد كنت من الدعاة إلى عدم الدخول في الحرب منذ عدوان 93 في الجنوب وبعده 96، وكنت دائمًا أطالب دائما بأن تتولى الدولة شؤون الدفاع عن الجنوب وأهله، ونرفض التدخلات الخارجية من خلال عناوين حزبية وتنظيمات مسلحة. لكن مع الأسف يعني أشعر بالألم الشديد لأنني كنت من الذين نصحوا بعدم الدخول في مثل هذه الحروب التي دفع أهلنا في لبنان الأثمان الباهظة لها ولا يزالون. لم تكن بقرار منهم ولا من دولتهم، وإنما كانت من خلال تنظيمات مسلحة مرتبطة برؤية خارجية. يعني حزب الله هو كان يعلن دائمًا بأنه مرتبط بولاية الفقيه وبالدولة الإيرانية، فهو لا ينطلق فيما يقوم به من أعمال إلا من خلال تحالفه وإطاعته لولاية الفقيه الدولة أعلنت مرارًا أنها لم تكن هي صاحبة القرار في الدخول في الحرب، وأعلن حزب الله بأنه هو اتخذ قرار المساندة للعدوان على غزة وجرى ما جرى. الاعلامي: يعني هنا فقط أؤكد على كلامك، بيوت هُدمت، أناس شُردوا، ويعني الجنوب يعاني اليوم الضاحية الجنوبية وشمال شرق لبنان إذا ما أردنا أن نتحدث عن بعلبك. هل ما زال السلاح خارج إطار الدولة مبررا سماحة السيد؟ العلاّمة السيد علي الأمين: الان المسألة ليست مسألة الديار هدمت هناك ارواح ازهقت بالآلاف.. خسرنا الالاف من الشباب ومن الابناء والرجال الذين تحتاجهم البلاد. فبطبيعة الحال الخسائر كبيرة جدًا، ولا شك بأن هذا الأمر كما قلنا بأنه لا يزال يلقي بظلاله على المشهد في مختلف المناطق، سواء في الجنوب أو في شرق لبنان أو في الضاحية أو في غيرها. كل لبنان هو لا يزال متأثرًا بما حصل وما حدث، ولم يكن هناك لمعظم اللبنانيين كشعب رأي، ودولتهم لم تكن أيضًا هي التي اتخذت قرار الحرب وانما اتخذ حزب الله قرار هذه الحرب تحت عنوان الإسناد لغزة بتنسيق وبتحالف مع الرؤية الايرانية في المنطقة وعندئذ وقعت الواقعة هذه التي لا زلنا نعاني منها.
الأستاذ معن حبيب: طيب يعني كل الميليشيات بعد الحرب الاهلية سلمت سلاحها الى الدولة وانخرطت في المؤسسة العسكرية جزء كبير منها بعد عام الفين عندما خرج الاحتلال الاسرائيلي انتفى وجود سلاح حزب الله يعني كانت الشرعية هي وجود صراع وانتهت الشرعية. سماحة السيد لماذا أبقي السلاح؟ هل هو أداة ربما للابتزاز الداخلي او الاقليمي أم ماذا؟ ما التفسير؟ العلاّمة السيد علي الأمين: هو لا شك أبقي السلاح من خلال الارتباطات الخارجية لهذا السلاح. لأنه هذا السلاح مرتبط خارجيًا كان بالرؤية الإيرانية ولا يزال. وبسنة 2000 عندما انتهت وظيفته يعني بشكل عام، كنت أنا من المطالبين بأن يندمج حزب الله فيه في مشروع الدولة ويسلم سلاحه إلى الدولة، وعندئذ إذا كان يدعي بأن الدولة هي ضعيفة فهو بتسليم السلاح إلى الدولة وإلى الجيش اللبناني يصبح أقوى وعندئذ لا يكون هو تسليمه للسلاح للدولة من باب الضعف لأنه حقق الانتصار بالانسحاب الاسرائيلي في عام 2000. لكن أيضا لم يسمعوا لهذه النصيحة واستمروا إلى أن انخرط هذا السلاح فيما بعد في صراع داخلي في داخل لبنان لا علاقة له في الصراع العربي الاسرائيلي وأصبح سلاحا واضح أنه يؤثر على المعادلات الداخلية عندما انخرط هذا السلاح في أحداث سبعة أيار التي أسقطت الدولة في سبعة أيار 2008.
الأستاذ معن حبيب: سماحة السيد يعني إذا أردنا أن نتحدث عن الدور الإيراني اليوم، خامنئي مقربون من خامنئي يدعون الأميركيين وهم يتفاوضون معهم الى الاستثمار بمليارات الدولارات. هنالك جنوبيون اليوم يعيشون على أنقاض منازلهم المهدمة. كيف تقرأ هذا وأنت تشاهد هذا المشهد السريالي ربما؟ العلاّمة السيد علي الأمين: لا شك أن أهل الجنوب ينبغي أن يأخذوا الدروس والعبر. السياسة التي تقودهم ينبغي أن تكون نابعة من مصلحة شعبهم ووطنهم ودولتهم، وليس من خلال السياسات للأحزاب التي فرضت رأيها عليهم من خلال الارتباطات الخارجية. فأهل الجنوب طبعًا يتساءلون، لكن عليهم أن لا يكونوا غطاء لهذه السياسات الخاطئة التي أوصلتهم إلى أن يمكثوا على أنقاض ديارهم وقراهم ومناطقهم. يجب أن يقولوا لهؤلاء: لماذا أوصلتمونا إلى ما وصلنا إليه؟
الأستاذ معن حبيب: هل باستطاعتهم القول؟ هل باستطاعتهم الاعتراض؟ العلاّمة السيد علي الأمين: أنا أعتقد أن ثمن الاعتراض هو أقل بكثير من الأثمان التي دفعوها ثمنًا لصمتهم عن السياسة التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه.
الأستاذ معن حبيب: هل باستطاعتهم القول؟ هل باستطاعتهم الاعتراض؟ العلاّمة السيد علي الأمين: أنا أعتقد أن ثمن الاعتراض هو أقل بكثير من الأثمان التي دفعوها ثمنًا لصمتهم عن السياسة التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه.
الأستاذ معن حبيب: هل نبالغ أو هل يبالغ المشاهد اليوم او المتابع للملف اللبناني يبالغ بقوة حزب الله وأيضًا بعد أحداث السابع من أكتوبر، أنه انتهى خلال أيام قليلة ولربما هذا الحزب ظهر أنه أضعف مما كان يدعو له من ناحية تهديد اسرائيل وغيرها وهل نبالغ أيضا اليوم في ضعفه سماحة السيد؟ العلاّمة السيد علي الأمين: لا شك بأن حزب الله وصل الى حالة من حالات الضعف التي اصابت قدراته واصابت قياداته ايضا وهذه الدرجة طبعا من الضعف يفترض أن يعيد النظر من خلالها من أجل أن يندمج كليًا بالمشروع الوطني باعتماد الدولة مرجعية وحيدة لقضايا الوطن الداخلية والخارجية. فمن هنا يعني سواء أنه أصيب بمعظم قدراته أم لم يصب هذه القدرات هي عندما كانت كاملة لم يتمكن أن يدفع الضر عن أهله وعن بلاده وعن وطنه، فكيف بعدما أصابه ما أصابه من تدمير لمعظم هذه القوة. فلذلك المطلوب هو أن يعود إلى الدولة اللبنانية لتكون هي صاحبة القرار.
الأستاذ معن حبيب: بالمناسبة سماحة السيد، ما رأيك بالخطاب الأخير أمين عام حزب الله نعيم قاسم كيف تقرأه خصوصا هو قال: “إن الجيش غير قادر على حماية لبنان”. وبرر للسلاح؟ العلاّمة السيد علي الأمين: يعني هل هو بالاخر الجيش اللبناني هل هو مطلوب منه وحده ان يواجه دولة اسرائيل؟ هي دولة اسرائيل جيشها معد لمواجهة معظم الدول العربية مجتمعة. المطلوب الجيش اللبناني والدولة اللبنانية هي جزء من العالم العربي. إذا اختار العالم العربي حربًا فهم جزء من هذه الحرب، وإذا لم يختر العالم العربي الحرب لا يمكن أن نختار الحرب وحدنا. فلذلك المسألة يعني إذا هو وكأنه يريد أن يجعل عقبة أنه حتى يصبح الجيش اللبناني قادرًا على مواجهة إسرائيل وحده عندئذ نحن نسلم السلاح! ما هذا غير موجود لا في سوريا موجود، لا في الأردن موجود، لا في مصر موجود. هناك جيوش قوية ولا يمكنها أن تواجه إسرائيل وحدها. لكن هذا لم يبرر وجود تنظيمات مسلحة هي تختار الحرب بدون الدول العربية الأخرى.
الأستاذ معن حبيب: في العراق موجود الفصائل المسلحة وكانت فتحت جبهة اسناد الى جانب حزب الله والحوثيين أيضا؟ العلاّمة السيد علي الأمين: وأيضًا صمتت في نهاية الأمر، يعني لم تبق على دعمها لحزب الله ولإسناد غزة توقف هذا الاسناد.
الأستاذ معن حبيب: ولكن هنا هل نريد صمتًا من هذه الفصائل أم نريد تسليم سلاح والانخراط ؟ العلاّمة السيد علي الأمين: نحن نريد أن تكون مرجعيتها الدولة وأنا ممن طالب المرجعية الدينية في العراق أن تصدر فتواها الى مقلديها في لبنان وفي العراق. أنه كما هي قالت المرجعية الدينية في النجف بأن تكون مرجعية الفصائل المسلحة هي الدولة العراقية، عليها أن تقول أيضًا لمقلديها في لبنان من حزب الله ومن التنظيمات الأخرى التي تغطي هذه المجموعات أن تقول لهم أيضًا فلتكن دولتكم هي المرجعية الوحيدة في هذه القضايا.
الأستاذ معن حبيب: المرجعية في النجف هل استلمت الرد منها؟ العلاّمة السيد علي الأمين: أنا يعني طلبت المرجعية عبر وسطاء وعبر الإعلام ايضا، قلت بالإعلام: أنه نحن نطالب المرجعية في النجف أن تصدر فتواها بالنسبة إلى لبنان بأن يكون السلاح مرتبطا بالدولة اللبنانية وحدها كما صدر ذلك في العراق.
الأستاذ معن حبيب: سماحة السيد دعني آخذك لنعبر الحدود ونذهب الى قطاع غزة الذي يشهد دمارا كبيرا اليوم. اسرائيل مستمرة في عملياتها العسكرية، مئات الالاف شردوا من منازلهم وحماس لا تزال مستمرة، وفي نفس الوقت إسرائيل تقدمت في قطاع غزة، احتلت تقريبًا 40% من القطاع، واليوم تفاوض إسرائيل على اعادة الرهائن مقابل وقف الحرب إذا ما أردنا ان نتحدث عن الهدف الأساس من دخول حزب الله الحرب حرب بالإسناد. كيف ترى المشهد اليوم؟ العلاّمة السيد علي الأمين: يعني هناك وكأنه تقديم أضاحي وليس تضحيات. يعني حركة حماس قدمت أضاحي في هذه العملية مش تضحية لأنه الشعب يحتاج إلى من يدافع عنه، إلى من يدفع الأذى عنه. كيف يمكنك أن تخوض حربًا وأنت لا تتدبر عواقب الأمر؟ كيف يمكنك أن تقوم بعملية تُحرك فيها العدو وتعلم بأنه أقوى منك وأنه قادر على إيذائك، ثم أنت تريد أن تستمر وتبقى؟ هذا تعريض… لذلك قلت لبعضهم يعني سألني بعض الإيرانيين التقيت بهم في مكة قبل عامين تقريبًا وكانت الحرب واقعة، قال: ما رأيك؟ وهو ممن يخرجون إلى عالم الصحافة عندكم في الحدث وفي العربية ويستضاف.. قلته له يعني كيف يمكن أن تدخل إلى أوكار الذئاب ولا تنهشك الأنياب؟ يعني كيف يمكن؟ عندنا مثل نحن في اللغة العربية يقول: “على نفسها تجني براقش”، على نفسها وأهلها جنت براقش. وقلت له قصة براقش انا كانت قصة عند العرب حتى يعرفها.. فكيف يمكن؟ طبعا أنا أعتقد يعني هم يضحون بشعوبهم من خلال تقديمهم أضاح. ليست تضحيات هذه في مواجهة العدوان وإنما هي تقديم أضاحي.
الأستاذ معن حبيب: الآن ما الحل؟ وهل تعتقد أن لبنان اليوم مستعد إلى السلام بين مزدوجين تطبيع هنالك من سيعترض. العلاّمة السيد علي الأمين: قضية التطبيع قضية مرتبطة بالعالم العربي ليست بلبنان وحده. عندما يختار العرب السلم مع العدو الإسرائيلي وتستجيب إسرائيل للحلول المطلوبة منها للدول العربية عندئذ لبنان هو جزء من العالم العربي لا يمكنه أن ينطلق باتجاه ما يسمى بالتطبيع منفردا. كما ليس له أن يخوض الحرب منفردًا، عليه أيضًا أن لا يدخل في التطبيع منفردًا. عليهم أن يعودوا جميعًا هؤلاء إلى المبادرة العربية التي تقدم بها الراحل رحمه الله الملك عبد الله وانعقدت القمة آنذاك عندنا في بيروت. هذه المبادرة عندئذ على ضوئها يسير لبنان. أما أن هذا يطبع، ذاك لا يطبع، المهم المبادرة العربية نحن جزء منها.
الأستاذ معن حبيب: إذا ما أردنا أن نتحول إلى المحور الثاني من هذا الحوار، سماحة السيد، من الذي صادر القرار السياسي في لبنان هل هو الفراغ الدستوري أم انهيار ممنهج مارسته قوى كانت تسيطر على المشهد من وجهة نظرك؟ العلاّمة السيد علي الأمين: طبعا ليس الفراغ فقط، يعني الفراغ الذي حصل، ضعف الدولة الذي استمر وحصل، انما هو طبعًا هيمنة السلاح في الداخل هو الذي أدى إلى التعطيل وإلى الفراغ وإلى مصادرة قرار الحرب والسلم وإلى السياسة الخارجية. فطبعًا السلاح الخارج عن سلطة الدولة هو الذي أثر على هذا المشهد وهو الذي أوصلنا إلى ما أوصلنا إليه
الأستاذ معن حبيب: وهذا السلاح نتحدث عن سلاح الطائفة الشيعية، هل كانت شريكة في هذا الانهيار أم كان مغلوبا على أمرها؟ العلاّمة السيد علي الأمين: لا هي عندما احتفظت بهذا السلاح واستخدمته في صراعاتها الداخلية فهي يعني في 2008 لم تكن الحرب مع إسرائيل وإنما كانت مع الدولة اللبنانية. أسقطوا الدولة اللبنانية عندما اجتاحوا بيروت في السابع من أيار بسلاحهم وهذا السلاح هو الذي لا يزال موجودًا واستمر بعد السابع من أيار، بعد أن أسقطوا الدولة بقوة السلاح استمرت هيمنتهم على كل المشهد السياسي وعلى كل المواقع في السلطة.
الأستاذ معن حبيب: هل باقي الطوائف مغلوبة على أمرها؟ العلاّمة السيد علي الأمين: هي ليست باقي الطوائف انما في الآخر القيادات الطائفية الموجودة في لبنان طبعًا هي ساهمت.. يعني مثلًا 14 آذار تحالفت مع الثنائي.. مع هذا السلاح وتشاركوا معه في السلطة …من 2008 عندما حصل اجتياح بيروت، بدل أن يتركوا الأمر للذي اجتاح بيروت هو يتولى الأمر ومن أجل أن يقاطعه المجتمع الدولي، بالفعل هم ذهبوا وتحالفوا معه في الدوحة وبالدوحة أصبحوا شركاء في السلطة. يعني شرعنوا اجتياح بيروت وما انبثق عنه واستمر هذه الشرعنة وليس قصة بقية الطوائف هي القيادات السياسية في الحقيقة. يعني الان ليس الشيعة هم مهيمنون وإنما القيادات السياسية التي تمتلك السلاح هي التي هيمنت على الوضع وشاركها أخرون من القيادات الطائفية والأحزاب الأخرى في لبنان.
الأستاذ معن حبيب: لماذا تشعر الطائفة الشيعية في لبنان بأنها خارج الحضن العربي أو المحور العربي؟ العلاّمة السيد علي الأمين: يعني يجب أن نفرق أن الطائفة الشيعية لا، بالعكس يوجد منها الكثير في العالم العربي يسكنون ويقيمون ويعملون …
الأستاذ معن حبيب: نتحدث عن لبنان عن الطائفة الشيعية في لبنان سماحة السيد، لماذا هناك من يرى أنهم باتوا خارج الحضن العربي … هذه هي الصورة النمطية عن الشيعة في لبنان.. العلاّمة السيد علي الأمين: لأن قياداتهم يعني القيادات السياسية التي تحكمت بالطائفة الشيعية وبلبنان عموما هي ترتبط بالسياسة الايرانية الخارجية، ولذلك وجد هذا الشق عندئذ وهذا الشرخ … لكن كان من المفترض، أنا هذا ما قلته قديمًا أنه ينبغي أن لا يكون التعاطي مع الشيعة من خلال قياداتهم وحدها وإنما يجب أن يتم التعاطي مع الرأي الآخر داخل الطائفة الشيعية التي عارضت هذا الرأي الذي استند الى السلاح طيلة هذه الفترة واعتمد الرؤية الإيرانية في لبنان. فكنا نرى بأنهم اعتبروا أن الواجهة الشيعية التي استأثرت بالسلطة من خلال السلاح هي وحدها تمثل الشيعة وتمثل يعني لبنان فيما بعد أيضًا …
الأستاذ معن حبيب: بالمناسبة سماحة السيد من خلال الشواهد التاريخية لديك ما علاقة شيعة جبل عامل بنقل التشيع إلى بلاد فارس هل هذا صحيح؟ هل كان لهم علاقة؟ العلاّمة السيد علي الأمين يعني العلاقات القديمة حسب ما درسنا في أيام النجف أنه كان هناك علماء من جبل عامل انتقلوا إلى إيران، حاولت أن تستفيد منهم السلطات في إيران آنذاك من خلال موقعهم الديني والعلمي ومن أجل أن يعني تعطي شرعية أكثر يمكن لسلطتها في تلك المرحلة. هذا ما كنا نسمع به بأن الدولة الصفوية وغيرها وكان هناك علماء من جبل عامل في تلك المرحلة لهم علاقة متميزة مع السلطان ومع الشياه عباس الصفوي وغيره.
الأستاذ معن حبيب: وهنا لماذا انقلبت الصورة؟ يعني أصبح شيعة لبنان ذراعًا إيرانية؟ العلاّمة السيد علي الأمين: الشيعة ليسوا ذراعا لإيران. الشيعة في لبنان هم لبنانيون وجزء لا يتجزأ من شعبهم ويخضعون لدولتهم. والشيعة في العراق أيضًا هم عراقيون وفي الكويت أيضًا الشيعة كويتيون. الشيعة ينتمون إلى أوطانهم. أما ارتباط بعض الأحزاب وقياداتها بالمشروع الإيراني هذا لا يختزل الشيعة. يعني لا يمكن أن يختزل حزب طائفة معينة أو مذهبا معينا. فلذلك نحن لا نرى بأن الشيعة في لبنان مرتبطون بإيران وإنما المرتبط هي الأحزاب السياسية التي لا تمثلهم جميعًا وإنما تمثل المنتمين إلى تلك الأحزاب.
الأستاذ معن حبيب: هناك من يرى لو قدر أن الإمام موسى الصدر بيننا اليوم، لكان دعا إلى لبننة الشيعة أي إعادتهم الى الحضن العربي وأن لا يسمح بالتدخل في مستقبل الطائفة الشيعية في لبنان، هل تتفق مع هذا الرأي؟ العلاّمة السيد علي الأمين: لا شك بأن الإمام موسى الصدر كان قيادة متميزة سعت في مرحلة من المراحل إلى رفض الدويلات والتنظيمات المسلحة وإلى إرجاعهم إلى الدولة الواحدة. فأعتقد أنه لو كان طبعًا في هذه المرحلة هو مع هذه الرؤية التي تجعل الشيعة مرتبطين بدولهم وأوطانهم وليس بمشاريع خارجة عن دولهم وأوطانهم.
الأستاذ معن حبيب: الآن سماحة السيد نتحول إلى محور آخر نتحدث عن ظهور قيادات شيعية.. هناك من يتساءل لماذا لا تظهر قيادات شيعية وطنية تتصدر المشهد؟ العلاّمة السيد علي الأمين: قلنا بأن السبب في ذلك يعود فيه إلى الهيمنة الحزبية التي أُطلقت يدها والدولة لن تواجهها. مثلاً نحن كنا من أنصار مشروع الدولة منذ الثمانينات. أنا عندما جئت من العراق ومن إيران ذهبت إلى منطقة صور وبقيت في تلك المرحلة هناك وكنا في تلك المرحلة مع أهلنا والناس الموجودون هناك من مختلف المكونات يعني الطائفية.. كنا نؤمن بمشروع الدولة ورفضنا آنذاك التدخلات الخارجية واستمرينا على هذا النهج أيضًا فيما بعد في التسعينات وفي غيرها. ويوجد هناك كان أيضًا مكونات يعني شيعية في داخل الوطن تؤمن بالمشروع الوطني لكن الهيمنة الحزبية المدعومة بالسلاح طبعًا هي التي غيبت الرأي الآخر الرأي الآخر داخل الطائفة الشيعية يعني الرأي الوطني الذي يؤمن بلزوم انتماء الشيعة إلى أوطانهم وإلى دولهم وأن لا يرتبطوا بالخارج قمعوا من خلال القوى المسلحة.. الأحزاب المسلحة التي أضعفت الدولة والدولة التي لم تدافع عن الرأي الآخر أيضًا … كنا نحن من المدافعين عن الدولة ونرفض التدخلات الأخرى في مواجهة هذه الأحزاب، فأخرجت أنا من الجنوب في أحداث أيار لأنني رفضت اجتياح بيروت في أحد ايار 2008 مع أنني أنا من المؤيدين لمشروع الدولة والرافضين لوجود سلاح خارج الدولة اللبنانية، لكن لم تتمكن الدولة آنذاك أن تدافع عنا لأنهم هجموا علينا آنذاك بالسلاح الذي كان منتشرا ولا يزال السلاح موجودا.
الأستاذ معن حبيب: هذا آنذاك اليوم نتحدث عن اليوم يعني العلامة السيد علي الأمين بخلفيته الدينية والثقافية والسياسية، ألم يحن الوقت لسماحتكم أن تتصدروا المشهد على الأقل في هذه الفترة، اليوم هنالك تغييرات، لبنان يدخل عهد جديد وأن تؤسسوا لمرحلة جديدة ساحة السيد؟ العلاّمة السيد علي الأمين: أنا ما فيه مصلحة لأهلي ولشعبي ولوطني أقوم به يعني بحيث أنني أرفض إخراجهم عن مشروع الدولة، أرفض أن يوجدوا لهم خصومات مع شركائهم في الوطن في العيش المشترك، هذا أقوم به، لكن أكثر من هذا لا أمتلك القدرات من أجل أن أواجه هؤلاء. أنا واجهتهم بالكلمة وهذا هو ما أتمكن عليه ولا زلت أحمل هذه الرؤية إلى يومنا هذا وأقف معهم أقف مع أهلي ومع أحزانهم ومع آلامهم ومع تطلعاتهم نحو بناء الدولة السيدة المستقلة ولا زلت أسير على هذا الخط وعلى هذا النهج.
الأستاذ معن حبيب: تطالبون الدولة ايضا اليوم بالحماية أليس كذلك سماحة السيد؟ العلاّمة السيد علي الأمين: نحن نطالب الدولة بأن تبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية في الجنوب وفي بيروت وفي الشمال وفي الشرق وفي كل الأماكن. الذي ينقذنا في لبنان هو مرجعية الدولة. لذلك أنا قلت في بعض المناسبات في رسالة إلى اللبنانيين في تلك الأحداث التي مضت: لبنان يجمعنا والدولة مرجعنا. لبنان هو الذي يجمعنا جميعًا والدولة هي مرجعنا ويجب أن تكون هي المرجعية في كل القضايا التي تتولاها الدول في شعوبها وأوطانها في الثقافة في الاقتصاد في السياسة في العسكر بالأمن بالسلاح هي تكون مرجعية في كل هذه القضايا.
الأستاذ معن حبيب: إذا ما أردنا أن نعرج على مسألة ولاية الفقيه، سماحة السيد، هل ولاية الفقيه عقيدة تفرض أم مسألة فقهية خلافية؟ العلاّمة السيد علي الأمين: ولاية الفقيه هي أصبحت الآن نظامًا سياسيًا. لكن نحن عندما كنا ندرسها في العراق في النجف كنا ندرسها على أنها مسألة من المسائل الفقهية التي ترتبط يعني بولاية الفقيه والعدول في القضايا ما تسمى بالأحوال الشخصية. مثل الأوقاف، مثل الأيتام الصغار الذين فقدوا أولياءهم، مثل الزوجة التي غاب عنها زوجها ماذا تصنع هل تتزوج أو تبقى منتظرة مثلاً؟ هذه الأمور كنا قضايا ندرسها أنه يمكن أن يكون الفقيه وليًا فيها. وأذكر عندما كنا في النجف أصدر الإمام الخميني آنذاك كتابًا اسمه الحكومة الإسلامية ويتحدث فيه عن الفقيه وولايته فيومئذ النجف لم يهتم لهذا الكتاب نهائيًا، كتيب هو حينها عن الحكومة الإسلامية الذي كان هو في تلك المرحلة معارض للشاه وكان يتحدث في أثناء درسه – كان درسه باللغة الفارسية- فعندما نشر هذا الكتيب، موقف المرجعية الكبرى في النجف مثل السيد الخوئي، السيد الصدر، العلماء الآخرين، كبار المرجعيات لم يكترثوا لمثل هذا الكتاب-الكتيب- لأنه لا يرون أن للفقيه ولاية سياسية. لأن الولاية يعتبرونها مسألة فقهية لا علاقة لها بالسياسة ولا علاقة لها بالاعتقاد. يعني ليست عقيدة دينية.
الأستاذ معن حبيب: وهنا هل نحتاج إلى تحرير الدين من السياسة داخل البيت الشيعي؟ العلاّمة السيد علي الأمين: طبعا يجب ابعاد الدين ليس فقط عند الشيعة، ابعاد الدين عن المشهد السياسي لأن التجربة التي عشناها في العقود الأخيرة تجربة أضرت بالدين ولم تعطِ صورة عن الدين. الدين كانت صورته فيما مضى كثيرًا هي صورة نقية في نفوس المسلمين عمومًا. استخدام الدين في السياسة أساء للدين ولم يصلح السياسة.
الأستاذ معن حبيب: كيف تقيمون أداء حكومة نواف سلام والعماد جوزاف عون وهل يستطيعان فرض مرجعية الدولة من وجهة نظرك؟ العلاّمة السيد علي الأمين: لا شك أن خطاب القسم الذي ألقاه فخامته رئيس الجمهورية الرئيس جوزيف عون ودولة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام حول البيان الوزاري، طبعًا هذا ما يطمح إليه عموم اللبنانيين ويعبر عن آمالهم وعن تطلعاتهم. طبعا هي بالعمل يعني أنه عندما تأخذ الدولة هذه الخطوات الشعب سيكون معها مؤيدًا في خطواتها من أجل بسط سلطتها وسيادتها على أراضيها كاملة.
الأستاذ معن حبيب: نحن مقبلون على انتخابات في لبنان يعني بعد سنة ونصف. السؤال هو هل ترى ان الانتخابات المقبلة هي فرصة لكسر احتكار الثنائي الشيعي؟ العلاّمة السيد علي الأمين: لا شك بأن الانتخابات القادمة هي فرصة من الفرص التي تمر على اللبنانيين في كل فترة. لكن المرة يجب أنه من خلال المأساة التي حصلت في اللبنانيين في لبنان وفي الجنوب وفي معظم المناطق التي حصلت فيها الحرب، أعتقد بأن هذا الجيل والجيل الذي مضى وعاشر الحروب السابقة، سوف يغير نظرته إذا أتيحت له حرية الاختيار. لذلك إذا بسطت الدولة سيادتها الكاملة وسلطتها على كامل أراضيها بحيث لم يبق هناك ترهيب بالسلاح، أنا أعتقد بأن فرص التغيير عند الناخب اللبناني كثيرة جدا.
الأستاذ معن حبيب: إذا خير شيعة لبنان اليوم بين الدولة والمقاومة، إلى أين ستتجه بوصلتهم؟ العلاّمة السيد علي الأمين: لا شك بأنهم يذهبون إلى الدولة، لا يذهبون الى حزب الله يعني السلاح. السلاح إذا وقفوا معه، وقفوا معه من أجل أن يدفع عنهم العدوان، لكنه لم يدفع عنهم العدوان. هذا اوصلهم إلى الدمار وإلى القتل وإلى التشريد وإلى التهجير، وظيفة السلاح أن يدفع العدوان وهذا السلاح لم يدفع العدوان.
الأستاذ معن حبيب: اللقاء شرف على الانتهاء، سماحة السيد أود أن أختم هذا اللقاء، كان لك لقاء بالسيد الصدر الأول في النجف وقال لك يعني حسب ما سمعت “زجونا وعافونا”، ماذا تريد أن تقول في نهاية هذا الحوار؟ العلاّمة السيد علي الأمين: يعني هذه حصلت أعتقد في سنة 80 قبيل استشهاد السيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه عندما كان محكوما عليه بالإقامة الجبرية فذهبت إليه رحمه الله وقلت له عن أوضاع هذا الحصار وهذا الوضع وكذا وكيف.. فيومها قال هذه الكلمة التي بقيت أحفظها من تلك الجلسة الموجزة ” زجونا وعافونا” يعني كان يتحدث عن الايرانيين، أنه هم زجونا في هذه المسألة وتركنا يعني هم تصوّر كان التصوّر العام كان لدى الموجودين في النجف -وأنا كنت من الرافضين للتحرك لمجيء المسيرات والمظاهرات إلى النجف- كانوا يتصورون أن إيران أصبح لديها طائرات ودبابات فهي ستأتي إلى النجف وتنقذ السيد الصدر وتنقذ الآخرين…لا، هذه أمور غير معقول تصوّرها… بس على كل حال … فهو يومها أنه التصور اللي كان موجود أنه يعني “زجونا وعافونا” أنه أدخلونا في هذه الورطة والصراع مع السلطة ومع النظام وعافونا بدون أن ينقذونا فهذه كانت تعبير ” زجونا وعافونا” .
الأستاذ معن حبيب: سماحة السيدأنا أشكرك شكرا جزيلا على هذه الفرصة… العلاّمة السيد علي الأمين: اهلا وسهلا أهلاً ومرحبًا. الأستاذ معن حبيب: وأنتم مشاهدينا، شكرًا جزيلاً لكم على كرم المتابعة. السلام عليكم.