الياس بجاني/نص وفيديو: آن أوان لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد سفيرها وختم سفارتها في بيروت بالشمع الأحمر

32

الياس بجاني/نص وفيديو/آن أوان لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد سفيرها وختم سفارتها في بيروت بالشمع الأحمر
الياس بجاني/22 نيسان/2025

اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية/Click here to read the English version of this piece

في خرق فاضح للأعراف الدبلوماسية، وتصعيد خطير يتجاوز كل الخطوط الحمراء، كان أطلق السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، تصريحاً استفزازياً يوم 20 نيسان الجاري، اعتبر فيه أن “نزع سلاح حزب الله مؤامرة واضحة تستهدف أمن الدول واستقرارها”. لم يكن تصريحه هذا مجرد رأي عابر، بل فجوراً وعهراً يمثل تدخلاً سافراً في الشأن اللبناني، وتهديداً مباشراً لما تبقى من مفهوم الدولة اللبنانية التي يحتلها سلاح “الحزب” الإرهابي التابع مباشرة للحرس الثوري الإيراني.

ما قاله أماني هو تكرار مفضوح لرؤية إيران القائمة على الهيمنة والإستكبار والاحتلال، والسعي لتحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية للحرس الثوري الإيراني، تحت ستار ما يُسمّى نفاقاً “المقاومة”. ولأن الكيل قد طفح، فقد جاء الرد الرسمي من الدولة اللبنانية ولو متأخراً على شكل استدعاء عاجل من وزير الخارجية السيد يوسف رجي للسفير الإيراني، احتجاجاً على خروجه الفجّ عن الأعراف الدبلوماسية وخرقه لاتفاقية فيينا التي تنظم عمل البعثات الدبلوماسية. وهو موقف لبناني جريء طال انتظاره في وجه التغول الإيراني.

لكن ما يجب أن يعرفه اللبنانيون والعالم، أن هذا السفير ليس مجرد دبلوماسي، بل هو منخرط فعلياً في صفوف قادة شبكات حزب الله الإرهاب، وكان تعرض لإصابات بالغة في تفجيرات البيجر التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية وطاولت قادة ومسؤولين لحزب الله في مناطق عدة من لبنان. السفير هذا كان يحمل جهاز pager عند إصابته، ما يكشف تورطه المباشر في البنية الأمنية والإستخبارتية التابعة للحزب. وقد ظهر حينها علناً إلى جانب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تأكيد على وظيفته الأمنية والعسكرية تحت غطاء دبلوماسي.

الوقائع كلها تؤكد أن السفارة الإيرانية في بيروت قد تحولت ومنذ سنوات إلى ما يشبه “غرفة عمليات حربية”، تُدار منها أجندة الحرس الثوري، وتُنسّق من خلالها أعمال التهريب والتخريب، سواء عبر الطائرات الإيرانية التي مُنعت لاحقاً من الهبوط في مطار بيروت بعد انكشاف استخدامها لتهريب السلاح والمال، أو من خلال شبكات الاتصالات غير الشرعية التي تسيطر على لبنان أكثر مما تفعل الدولة نفسها.

إن تصريح السفير الإيراني الإرهابي والمعادي للبنان واللبنانيين لا يمكن عزله عن مناخ التهديد والوعيد الذي أطلقه قادة حزب الله مؤخراً، وفي طليعتهم الأمين العام نعيم قاسم، والقياديان وفيق صفا ومحمود قماطي، الذين بوقاحة هددوا بشكل صريح بأن “اليد التي تمتد إلى سلاح الحزب ستُقطع”.
نسأل بصوت عال هل نحن نعيش في جمهورية الخوف؟ أم أن الدولة ستستعيد حقها المسلوب في السيادة والقرار؟

الأدهى من ذلك أن حزب الله، وبعد أن أدخل لبنان في مغامرة عسكرية كارثية ضد إسرائيل، تسببت بدمار شامل في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، وبتهجير ومقتل عشرات الآلاف من الشيعة بشكل خاص ومن اللبنانيين عموماً، عاد ليبرر هزيمته تحت شعار “الصمود”، في حين أن قرار وقف إطلاق النار فُرض عليه فرضاً، ورضخ له صاغراً، رغم كل محاولات الإنكار الإعلامي والتعبوي.

يبقى، إن استمرار وجود هذا السفير، واستمرار عمل السفارة الإيرانية في لبنان، لم يعد مسألة سيادة فقط، بل أصبح تهديداً مباشراً للأمن القومي اللبناني، ولهذا نطالب، وبأعلى صوت، بما يلي:
إقفال السفارة الإيرانية فوراً باعتبارها مركز عمليات عسكرية لا علاقة لها بالدبلوماسية.
طرد السفير مجتبى أماني، الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه ضابط في الحرس الثوري أكثر مما هو دبلوماسي.
قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني الذي يحتل لبنان ويهدد وحدته ويعيق قيام دولته.

في الخلاصة، لا يمكن أن يُبنى لبنان من جديد طالما سلاح حزب الله هو فوق الدولة ودويلته تتحكم بالدولة وتهيمن على قرارا حكامها، وطالما أن لبنان بكل مناطقه مخترق من ضباط مخابرات الحرس الثوري الإيراني. فلا لا إصلاح، ولا إعمار، ولا إنقاذ، ولا انتخابات حقيقية… قبل إسقاط المشروع الإيراني وسحب غطاء الشرعية الدبلوماسية عن أدواته في لبنان واعتقال قادة حزب الله ومحاكمتهم وتجريد الحزب من سلاحه وتفكيك كل بناه العسكرية والتعليمية والمالية ومنعه من ممارسة أي نشاط سياسي ومجتمعي وثقافي وعسكري ونيابي وبلي..

لقد آن أوان لتحرر لبنان من الاحتلال الإيراني وتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار والقرارات الدولية اتفاقية الهدنة و1559 و1701 و1680 بكامل بنودهم وغن لزم الأمر وضع لبنان تحت البند السابع الأممي والبدء بخطوات فعلية لفرض هيبة الدولة، ولو مرة واحدة، قبل أن ينطفئ الضوء الأخير في هذا الوطن.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com

Share