الكولونيل شربل بركات: التصعيد من وعلى اليمن وارتباطه بالحلول المرتقبة/Colonel Charbel Barakat: Escalation from and on Yemen and its Link to the Expected Solutions
Escalation from and on Yemen and its Link to the Expected Solutions Colonel Charbel Barakat/January 14/2025
التصعيد من وعلى اليمن وارتباطه بالحلول المرتقبة الكولونيل شربل بركات/14 كانون الثاني/2025
بعد قطع الأذرع الإيرانية الرئيسية في المنطقة، خاصة حزب الله والنظام السوري، بدأ الحوثيون سلسلة تحرشات جديدة باسرائيل لا سبب لها سوى تنفيذ أجندة إيران وزيادة ضغوطها على الجبهة الوحيدة المتبقية قبل البر الإيراني، علها تكسب مشاركة ما، قبل رحيل ادارة بايدن، على طاولة مفاوضات قد تؤمن لها مستقبلا تأثيرا ما في شؤون المنطقة. وما نراه في هذه الأيام من ردود عسكرية أميركية وبريطانية على قواعد في اليمن، لا تزال تتحرش بالسفن العابرة للبحر الأحمر، ترافقها محاولة التبرؤ من المشاركة مع عمليات الاسرائيلين في الرد على قصف الصواريخ لأراضيهم، ما هو إلا من قبيل مسايرة إيران بأن قرار قطع كامل أذرعها لم يؤخذ بعد، ما يعطيها المزيد من الوقت للتفكير بتقديم تنازلات في شأن أمن المنطقة ومشاركتها ربما على طاولة التفاوض. ولا يختلف رأي النظام اليمني، الذي عانى من التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية لدرجة شن الحرب عليه وتقسيم البلاد، بالرغم من محاولة المملكة السعودية ودول الخليج منع ذلك باستعمال القوة، والتي لم تنجح إلا بحماية مناطقه من هجمات الحوثيين، لا يختلف إذا في شأن الردود الإسرائيلية التي يعتبرها انتقاما لما تتعرض له اسرائيل ولكنها ليست بالكافية لردع هؤلاء عن القيام الاعمال العدوانية أو تحجيم دورهم في تخريب استقرار اليمن.
في هذه الأجواء المشحونة يتسائل المراقبون عن جدوى الطلعات الاسرائيلية والتي تقطع مسافة حوالي ال2000 كلم لتصل إلى أهدافها بدون أن تكون لها النتيجة الحتمية بوقف التعدي واطلاق المزيد من الصواريخ. ولكن رأي البعض بأن هذا الموضوع بالضبط هو الهدف من هذه الطلعات الاسرائيلية لأن القوات الجوية بحاجة للتمرين على القيام بعمليات مهاجمة داخل الأراضي الإيرانية والتي تبعد حوالي نفس المسافة فيما لو تطلب الأمر ردع نظام الملالي أو تدمير منشآته النووية. وما هذه العمليات المنسقة مع قوات “حلف حارس الازدهار” إلا مناورات حية في أرض العدو لتدريب الطيارين على القيام بمهمات بعيدة المدى مع الحمولة اللازمة من الذخائر والصواريخ الهجومية ومع ضرورة التزود بالوقود في الجو ومستلزماتها في حال اضطرت لذلك اثناء تنفيذ مثل هذه العمليات.
من هنا نرى بأن الإيرانيون يأخذون هذه التحضيرات على محمل الجد وهم يقومون بمناورات تحاكي هجومات من هذا القبيل. وليس هذا فحسب بل فهم يسرّبون معلومات عن الخطط والتحضيرات للقيام باغلاق مضيق هرمز بوجه الملاحة الدولية، والتي قد تخلق أزمة عالمية في مجال الطاقة في حال استمرارها مدة طويلة لأن ثلث الانتاج العالمي للطاقة يمر عبر هذا المضيق. وبالرغم من أن الامارات العربية المتحدة قامت في 2008 بمد خط أنابيب بطول حوالي 400 كلم يمكنها من تجنب المرور عبر مضيق هرمز وقد انتهى العمل فيه ودشن في 2012 وتبلغ طاقته اليومية 1.5 مليون برميل ويعمل بين حقل حبشان في أبو ظبي والفجيرة على خليج عمان، بينما قامت المملكة السعودية ايضا وخلال الحرب العراقية الإيرانية بمد خط أنابيب من حقل بقيق في المنطقة الشرقية إلى ينبع على البحر الأحمر بطول حوالي 1200 كيلومتر وبطاقة استيعابية تبلغ 5 مليون برميل يوميا زيدت في 2023 إلى 6.5 مليون برميل إلا أن النفط الآتي من الكويت والعراق وإيران وبقية دول الخليج لا يزال يشكل الكمية الكبيرة التي تقدر بثلث الانتاج المطروح في السوق العالمي كما سبق ذكره. وقد حاولت إيران استعمال الدرون لقصف الخط السعودي في 2019 حيث أعلن الحوثيون عن استهداف محطات الضخ رقم 8 و9 على هذا الخط وهي عينة مما تخطط إيران للقيام به في حال تعرضها لأي نوع من الأعمال الحربية.
من هنا دقة الموقف ومحاولة الولايات المتحدة تجنب الحل العسكري مع إيران. هذا وتهدد إيران بالاعلان عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا في العشرين من هذا الشهر أي يوم تسلم الرئيس ترامب لمهامه في البيت الأبيض خوفا من قيام الولايات المتحدة بمساندة اسرائيل في حال ضربها المنشآت النووية الإيرانية. ولكن هل إن هذا التهديد لا يمكن تجنبه؟ أو في حال حدوثه هل إن إيران قادرة على الاستمرار باغلاق هذا الممر العالمي الرئيسي لمدة طويلة؟ وهل سيتمكن نظام الملالي من تحمّل أي ضربة على منشآته النووية أو قواعده العسكرية أو آبار النفط أو ربما اسطوله الحربي؟ وهل ستكون الحرب بين البلدين حربا واسعة النطاق؟
يقول بعض المراقبين بأن النظام الإيراني مخلخل من الداخل ولا يمكنه تحمّل إية خضة أو ضربة خارجية، ومن هنا محاولاته، خاصة بعد سقوط ذراعه الأساسي حزب الله اللبناني، ومن ثم حليفه الآخر النظام السوري، الذي كان استثمر في مساندته الكثير من الأموال والعتاد والعناصر المستقدمة من افغانستان وباكستان ولبنان والعراق وحتى من اليمن وغيرها، والتي عملت لمدة طويلة تحت اشراف الحرس الثوري وكلفت الكثير من أموال الشعب الإيراني بدون جدوى، من هنا، نقول، محاولته تجنب الكأس المرة أي تلقي أية ضربة من قبل اسرائيل بمساندة الولايات المتحدة، التي طالما ادّعى بأنه يعمل على إخراجها من المنطقة وانهاء اسرائيل من الوجود، وهو كان قام بالتخطيط لعملية طوفان الأقصى من هذا القبيل. فهل أن صانع السم يواجه اليوم القرار بشربه؟ وهل إن الشعب الإيراني الذي تحمّل أكثر من 900 حكم بالاعدام، نفذوا خلال السنة الفائتة وحدها، سيرحم قادة هذا النظام وسيسمح لهم عند تلقيهم أية ضربة أن يعاودوا الوقوف والتقاط الأنفاس؟
إن الأيام القادمة لا بد أن تحمل معها الكثير من التطورات وسوف تنتهي إلى غير رجعة مصائب شعوب المنطقة وأحلام بعض الطغاة أو المغرر بهم، والذين ينتظرون أن يعود الملالي ليغدقوا عليهم الأموال بدل استعمالهم كدمى في لعبة المصالح والقوى داخل المنطقة، وحيث ينتظر البعض اعادة اعمار بيوتهم المهدمة وتلقي التعويضات عن الدمار الذي تسببوا به في تلك الحروب. ولكن بانتهاء الملالي وحكمهم لا نعتقد بأن أحدا سوف يلقى جوابا لانتظاره أو تعويضا عن خسارته، لأن الأغبياء والحاقدين لن يكون لهم مكان ولا مقعد على طاولة التفاهمات والمصالح في الشرق الأوسط الجديد. وسوف يصمت المتشدقون حتى الأمس والمتشاوفون الذين كانوا يتباهون بتنفيذ أوامر الملالي وبدفع أبنائهم للموت في سبيلهم، والذين عادوا كل الجيران والأحبة في سبيل رضى الولي الفقيه وتحسس تمنياته لتنفيذها بدون أي حساب، هؤلاء سيغيبون إلى الأبد ولن يستمع أحد لحشرجتهم ولا لتململ أتباعهم.
الحرب القادمة بدون شك ستغير المنطقة، فهل سيفهم اللاعبون الجدد أهمية تبديل المواقف وتحسين العلاقات وتفهم خيوط المستقبل؟ وبالتالي سيسعون لتسهيل عملية انضمام لبنان إلى قطار الحركة والتطور؟ أم أننا ما زلنا بحاجة للكثير من التغييرات في الاشخاص والسلوك، لننتقل من زمن الخسائر والتضحيات بدون سبب وبدون ثمن، إلى زمن الرؤية البعيدة والتخطيط لمستقبل واعد نلتحق معه بالركب العالمي ونبدأ بجني ثمار التضحية في سبيل بقاء الوطن وتماسك أبنائه وتعاونهم مع جيرانهم بكل ثقة ووضوح وبدون مركبات التبعية والانانية والاستزلام لطروحات ونظريات لا تمت لبلدنا بأية صلة؟..
Escalation from and on Yemen and its Link to the Expected Solutions Colonel Charbel Barakat/January 14/2025 (Freely translated from Arabic by Elias Bejjani, editor and publisher of the LCCC website)
Introduction
Colonel Charbel Barakat, a retired Lebanese Army officer, historian, terrorism expert, and author of numerous works on Lebanon, the Iranian regime’s schemes, and jihadist movements, has testified multiple times before the U.S. Congress on critical issues, including Iranian and Syrian terrorism, the Syrian occupation of Lebanon, jihadist threats, and the pursuit of Middle East peace. In his below analysis of today Barakat focuses on the “Escalation from and on Yemen and its Link to the Expected Solutions”
After severing Iran’s primary armed aproxies in the region, particularly Hezbollah and the Syrian regime, the Houthis have launched a new wave of aggressions against Israel, driven solely by Tehran’s agenda. This escalation aims to pressure the only remaining active front before reaching Iran itself, seeking leverage before the Biden administration exits office, hoping to secure influence at future negotiation tables.
The ongoing U.S. and British military responses to Houthi bases in Yemen, which continue to harass Red Sea shipping routes, alongside a distancing from Israel’s defensive operations, suggest a hesitation to fully cut off Iran’s proxies. This delay grants Tehran additional time to consider concessions regarding regional security.
The Yemeni regime, long a victim of Iranian interference and military aggression despite Saudi and Gulf efforts to curb Houthi advances, shares a similar stance with Israel’s retaliations. While defensive strikes aim to prevent further attacks, they fall short of fully deterring aggression or curbing Yemen’s destabilization.
Observers question the efficacy of Israeli airstrikes, which cover nearly 2,000 kilometers yet fail to halt aggression or missile launches. Some argue, however, that these operations serve a dual purpose: they provide live training for potential long-range strikes against Iran’s nuclear facilities, requiring similar distances, ammunition loads, and mid-air refueling capabilities.
Iran has taken these preparations seriously, conducting drills to simulate such attacks and leaking threats of closing the Strait of Hormuz, a critical chokepoint for global energy supplies. While the UAE and Saudi Arabia have developed pipelines bypassing the Strait, much of the region’s oil—particularly from Kuwait, Iraq, and Iran—still relies on this passage. Iran’s use of Houthi drones to target Saudi infrastructure in 2019 highlights the threat it poses in potential conflicts.
The U.S. continues efforts to avoid direct military confrontation with Iran, particularly as Tehran threatens a military cooperation pact with Russia on January 20, coinciding with President Trump’s return to the White House. This timing signals Iran’s fear of increased U.S. support for Israel should conflict erupt.
However, Iran’s internal fragility raises doubts about its capacity to endure external strikes. Following the weakening of Hezbollah and the Syrian regime—both heavily backed by Tehran with finances, arms, and foreign fighters under IRGC supervision—its influence has dwindled. Iranian aggression has drained its national resources, with minimal returns for its people. Should a joint U.S.-Israeli strike occur, Iran’s threats to destroy Israel could backfire, exposing the regime to internal collapse.
The Iranian people, who faced over 900 executions last year alone, are unlikely to show sympathy for a regime that has long oppressed them. Should Tehran face a devastating blow, it is doubtful the populace would support its leaders’ survival.
The coming days may bring irreversible changes, ending the turmoil of the region and the ambitions of tyrants who hoped for renewed Iranian funding. The era of militias and mercenaries may finally close, leaving those who once glorified the mullahs’ commands powerless and forgotten.
The next conflict will reshape the Middle East. The question remains whether new leaders will recognize the necessity of shifting alliances, improving relations, and facilitating Lebanon’s reintegration into progress and stability. Or will the region require further transformations—moving from a legacy of senseless sacrifices to one of strategic vision, where national interest, unity, and cooperation replace blind loyalty and destructive ideologies? The time for clarity, sovereignty, and collaboration with neighboring nations has come, demanding the abandonment of failed theories and foreign dependencies.
The evolving landscape also calls for a renewed focus on the aspirations of the Lebanese people, who yearn for a future free from foreign intervention and sectarian strife. Stability and progress in Lebanon can only be achieved when the grip of Iranian influence is fully dismantled, allowing for national unity and prosperity to take root.