الياس بجاني/نص وفيديو: تعيين جوزيف عون رئيساً وتسمية نواف سلام لتشكيل الحكومة يؤكدان أن لبنان موضوع تحت البند السابع وبأن لا عودة عن القرار الدولي والإقليمي بإنهاء حقبة إيران واقتلاع أذرعتها
الياس بجاني/نص وفيديو: تعيين جوزيف عون رئيساً وتسمية نواف سلام لتشكيل الحكومة يؤكدان أن لبنان موضوع تحت البند السابع وبأن لا عودة عن القرار الدولي والإقليمي بإنهاء حقبة إيران واقتلاع أذرعتها الياس بجاني/14 كانون الثاني/2025
تم اليوم في لبنان تكليف القاضي نواف سلام مهمة تشكيل حكومة جديدة هي الأولى في عهد الرئيس جوزيف عون. تكليفه حدث بشكل مفاجئ وغير متوقع، حيث حتى ساعات الصباح الأولى كان الرئيس نجيب ميقاتي متقدماً عليه بفارق كبير، وهناك ما يزيد عن 73 نائباً سيؤيدونه. فجأة انقلبت وتبدلت كل التقديرات التي كان حزب الله يسوق لها ويحاول فرضها، وخسر ميقاتي وهُزّم شر هزيمة وتم إبعاده كلياً ولم يصوت له سوى 9 نواب فقط، ولو كان هؤلاء التسعة تأخروا ساعتين قبل أن يذهبوا إلى قصر بعبدا ويسموا ميقاتي، لكانوا هم أيضاً غيروا خيارهم وسموا سلام. هذا الأمر يبين أن نواب لبنان هم مجرد دمى في أكثريتهم ومرتبطون بجهات محلية ودولية وإقليمية جاءت بهم نواباً وتمسك بقرارهم.
هذا التصرف التبعي للنواب الدمى اليوم كان فاضحاً أيضاً في عملية انتخاب جوزيف عون رئيساً قبل عدة أيام في 09 كانون الثاني/2025، حيث رضخ كل النواب، سياديين وغير سياديين، للإملاءات الدولية والإقليمية وانتخبوا عون رئيساً ب 99 صوتاً من أصل 128. وحتى نواب أمل وحزب الله لم يكن عندهم مرشح بعد انسحاب سليمان فرنجية، وأجبروا ربما من قبل نظام الملالي على خلفية اتفاق إيراني سعودي على القبول بعون مرغمين، وهم الذين خسروا الحرب مع إسرائيل ووقعوا على استسلامهم من خلال اتفاق وقف إطلاق النار. أما مسرحيتهم بتأجيل الدورة الثانية لساعتين للتفاوض مع جوزيف عون فكانت فضيحة وخزعبلة، فقط لحفظ ماء الوجه وغش بيئتهم بالقول لها بأنهم أقوياء ولا يعين رئيس دون موافقتهم.
هذا المشهد الهوليودي الفاشل تكرر اليوم، حيث حاول حزب الله ومعه نبيه بري إعادة استنساخه عندما طلبوا تأجيل ذهابهم إلى قصر بعبدا لاختيار مرشح لتشكيل الحكومة إلى يوم غد، ثم تراجعوا بعد أن حصل نواف سلام على الأكثرية وفشل مرشحهم ميقاتي. هذا وبعد لقائهم الرئيس جوزيف عون، قال رئيس كتلتهم محمد رعد بأنهم لم يسموا أحداً وهم غير راضين، معتبراً أن هناك شبه انقلاب ضد الميثاقية، وفُهم من كلامه أنهم لن يشاركوا في الحكومة وأنهم سيعطلونها لأسباب ميثاقية، أي بغياب ممثلين للطائفة الشيعية عنها حسب تفسيراتهم العوجاء.
من الواضح أن لبنان موضوع حالياً تحت البند السابع من قوانين الأمم المتحدة، حتى لو لم يُعلن ذلك رسمياً، وأن المجتمع الدولي ومعه الإقليمي هما من ينفذ بنود هذا البند في محاولة جدية وفاعلة لإنهاء زمن إرهاب واحتلال وبلطجة وفارسية حزب الله ومساعدة اللبنانيين على استعادة بلدهم واستقلاله وقراره ودولته.
أما الميثاقية التي يهدد بها حزب الله لإفشال نواف سلام، فهي عملياً ودستورياً بين المذاهب الإسلامية والمسيحية وليس بين الأحزاب، بمعنى أنه دستورياً يحق للرئيس المكلف سلام تعيين وزراء شيعة من غير المنتمين لحركة أمل أو حزب الله في حال لم تمثل باقي الأحزاب، وذلك ضمن مفهوم الميثاقية، هذا ما طالب به اليوم عشرات من السياسيين والإعلاميين الشيعة المعارضين لحزب الله ولتبعيته المطلقة لملالي إيران ولمفهوم ولاية الفقيه المذهبية.
نحن كنا نفضل أن يكلف بتشكيل الحكومة النائب اللواء أشرف ريفي أو النائب فؤاد مخزومي أو ألأكاديميي السيادي د. صالح المشنوق أو من هو من خامتهم الوطنية والمجربين في عالم السياسة والخدمات العامة. ولهذا لا نرى في اختيار نواف سلام أملاً كبيراً للسير بلبنان بمرحلة السلام المرجوة في الشرق الأوسط، لأن الرجل معروف بعروبته ويساريته وفلسطينيته وبكرهه لإسرائيل، ومن المسوقين القانونيين لمقاومتها محلياً ودولياً. كما إن كل مواصفات وتاريخ ومواقف سلام المعروفة علناً لا تتماشى مع حقبة السلام المتوقعة، ومع ضرورة إقفال لبنان الساحة في وجه تجار المقاومة والتحرير ورمي إسرائيل في البحر والاستمرار بعدائها إلى الأبد، كما أن نجاح لبنان في الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية السلمية العربية والإسلامية مع دولة إسرائيل سيكون صعباً إن لم نقل مستحيلاً في ظل رئيس حكومة لبناني حاقد ومؤدلج ويساري وعروبي وناصري وفلسطيني أكثر من الفلسطينيين.
من هو نواف سلام؟
نواف سلام هو من مواليد بيروت 15 ديسمبر 1953، وهو قاضٍ دولي انتخب رئيساً لمحكمة العدل الدولية في فبراير 2024. ظهر اسمه بشكل بارز خلال الانتفاضة الشعبية عام 2019 وبعد استقالة سعد الحريري، وطرح كمرشح تسوية حيادي، إلا أن حزب الله وحركة أمل رفضاه معتبرين أنه مرشح الولايات المتحدة. سلام له تاريخ طويل دعم القضية الفلسطينية وكان عضواً فاعلاً في حركة فتح وساهم مع محمود درويش في كتابة نص خطاب عرفات الشهير عام 1974 في الأمم المتحدة. يحمل دكتوراه دولة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس وماجستير في القوانين من جامعة هارفارد. مثّل لبنان في الأمم المتحدة بين 2007 و2017. إلا أنه رغم مؤهلاته العلمية المميزة، فإن مواقفه المعادية لإسرائيل تجعل فرص نجاح حكومته في مسار السلام مع إسرائيل ضئيلة. *الكاتب ناشط لبناني اغترابي **عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت https://eliasbejjaninews.com