رابط فيديو مقابلة من موقع “البديل” مع المعارض الشيعي حسين عطايا/المقاومات خربت الجنوب منذ اتفاقيّة القاهرة والجنوبيّون لا يريدون غير الدولة/اتفاقية وقف النار هي اتفاقية استسلام.اللبنانيّة/حزب الله وأوهام انتصاراته/إذا كان هذا انتصارًا فكيف تكون الهزيمة؟
رابط فيديو مقابلة من موقع “البديل” مع المعارض الشيعي حسين عطايا/المقاومات خربت الجنوب منذ اتفاقيّة القاهرة الجنوبيّون لا يريدون غير الدولة اللبنانيّة/حزب الله وأوهام انتصاراته/إذا كان هذا انتصارًا فكيف تكون الهزيمة؟/اتفاقية وقف النار هي اتفاقية استسلام.
**حسين علي عطايا هو كاتب وباحث سياسي لبناني، يحمل إجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية. كتب في العديد من المواقع الإلكترونية مثل: جنوبية، شفافية نيوز بيروت، السؤال الآن، بكرا أحلى (مصر)، المصرية للأخبار (القاهرة)، وصوت العروبة (رام الله). صدر له عدة مؤلفات منها: الاستحقاق الانتخابي ومراهنات قوى الثورة (مؤسسة ألف ياء – بيروت)، الترسيم الحدودي البحري (دار السعيد – القاهرة)، و*الترسيم البحري: خيانة لبنان وشعبه* (مؤسسة ألف ياء – بيروت). يركز في أعماله على قضايا الانتخابات، الثورة، والترسيم البحري للبنان.
في أسفل مقالات من الأرشيف للكاتب حسين عطايا
حزب الله وأوهام انتصاراته…حزب الله وخسائره في الداخل والخارج حسين عطايا/موقع الحقيقة/19 كانون الأول/2024 https://alhaqiqah.net/112036/
لا شك أن حزب الله حتى اليوم لم يُدرك حجم ما أصابه كحزب وكمقاومة، ولا حجم الخسائر التي لحقت به في الصميم. ولهذا السبب، فإنه حتى الآن لا يزال ينتظر انسحاب قوات العدو الصهيوني من باقي مناطق الجنوب، لكي يتقدم الجيش اللبناني، ومعه هيئات الإسعاف والدفاع المدني، التي تعاونه في سحب جثامين المقاومين والمدنيين اللبنانيين من تحت أنقاض المنازل، كما يسحب ما تبقى من جثامين مقاتليه الذين سقطوا في الأودية وأحراج الجنوب.
خطاب الأمين العام وأوهام النصر
رغم كل ذلك، لا يزال الأمين العام الجديد للحزب يظهر متشدقًا بكلامٍ أقل ما يُقال فيه إنه كلامٌ لا يفهمه ولا يصدقه. يُضاف إلى ذلك تصريحات أسياده في طهران عن انتصارات قادمة، وعن أن المقاومة ستبقى قوية وستنتصر. وأبرز تلك الأكاذيب أن خسارة سوريا ليست سوى تفصيل. وهنا تكمن قمة الوهم لدى الحزب الإلهي وأسياده في طهران.
الاقتراب من النهاية: صحوة الموت
من هنا، يتأكد للجميع أن حزب الله قد انتهى، أو شارف على النهاية، وهو في الساعات الأخيرة من النزاع، أو ما يُسمى “صحوة الموت”. فأمينه العام، بالإضافة إلى باقي الجوقة من رئيس كتلته النيابية محمد رعد إلى بقية الأزلام والمحاسيب، لا سيما إبراهيم الموسوي، الذي نزل مع بعض المحازبين للمطالبة ضد عدد ممن يتخذون صفة صحافيات، وهم كغيرهم من جماعة الحزب يتهمون المحطات الإعلامية والناشطين والمواطنين بالخيانة لمجرد اعتراضهم على أداء الحزب الإلهي وتصرفاته.
خسائر متتالية: من إسرائيل إلى سوريا
هذا الأمر يُظهر بوضوح أن خسارة الحزب للحرب مع إسرائيل ونتائجها الكارثية كانت الضربة الأولى، ثم أتت خسارة سوريا وفرار رأس النظام بشار الأسد وسقوط أركان نظامه والتغيير الذي حصل هناك، لتُشكّل الضربة القاصمة للحزب ولإيران. ورغم ذلك، لم تستوعب طهران وحزب الله ما جرى حتى الآن، بل يُكابرون ويحاولون تخطي ذلك.
الهلال الشيعي بين الوهم والانهيار
لكن في الواقع، الأزمة كبيرة ومميتة. فالهلال الشيعي، الذي عملت عليه إيران وصرفت ما يزيد عن مئة مليار دولار من مقدرات مواطنيها وعلى حسابهم، قد تبخّر في ليلة ظلماء، وأصبح كابوسًا لم تستيقظ منه قيادة طهران ومرشدها خامنئي حتى اليوم. كما أن حزب الله، نتيجة الخسائر الكبيرة التي تكبدها، أصيب قادته بعجز فكري واضح، وباتوا بحاجة إلى مصحات نفسية للعلاج، لفترات قد تطول حتى يصحو قادة الحزب على حقيقة أنهم فاقدو القدرة على القيادة والإدارة.
المتغيرات الإقليمية وسقوط الأوهام
إذن، هناك متغيرات أصابت المنطقة لن يفيق منها حزب الله والقائمون عليه، ومعهم القيادة الإيرانية الحالية في طهران، التي قد تتعرض لضربة تُطيح ببرنامجها النووي. وبالتالي، ستُصبح إيران عرضة لثورة شعبية تُطيح بحكم الملالي، ومعه الحرس الثوري والمُنظّرين، فتتحرر إيران، وينتهي هذا الكابوس الذي خيّم على المنطقة العربية لسنوات طويلة.
إذا كان هذا انتصارًا فكيف تكون الهزيمة؟ حسين عطايا/موقع الحقيقة/05 كانون الأول/2024 https://alhaqiqah.net/111922/
ثمة مشكلة عقائدية لدى حركات وأحزاب الإسلام السياسي، حيث إنهم لا يعتبرون للإنسان قيمة حقيقية، بل هو مجرد عدد في قائمة المستشهدين في سبيل مشروع إلهي فحسب، وكل أعمالهم تتوج بالنصر المؤزر من إله يتعبدونه دون سواهم من بني البشر.
وهنا تأتي مقولة حزب الله الحالية عن أنه انتصر في الحرب الأخيرة، التي توقفت منذ أيام، وقد وردت على لسان نواب الحزب في البرلمان اللبناني وقياداته الحزبية، وعلى رأسهم الأمين العام الحالي “الشيخ نعيم قاسم” في آخر كلمة له، حيث قال:
“إن النصر الحالي هو أهم وأكبر من نصر العام 2006”، أي حرب تموز التي احتفل فيها حزب الله بنصر إلهي عظيم. ولكن، في الوقائع على الأرض، التي تتجلى يوميًا للقاصي والداني، وخصوصًا لقيادات حزب الله، فإن الحزب، حتى اليوم، لا يعرف أعداد المفقودين، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا. كما أنه ليس لديه إحصاء رسمي بعدد الأسرى الذين وقعوا في يد جيش العدو الصهيوني.
هذا من ناحية الخسائر البشرية داخل صفوف الحزب. أما عن المدنيين، فقد بلغ عدد ضحاياهم، وفق وزارة الصحة، أكثر من أربعة آلاف ضحية، في حين تجاوز عدد المصابين أربعة عشر ألفًا، بين جريح ومعوّق. أما في الخسائر المادية، فقد زادت أضعافًا عما كانت عليه في حرب تموز عام 2006. عدا عن عدد القرى والبلدات الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة، التي يزيد عددها على ثلاثين قرية ومزرعة تم مسحها عن وجه الأرض، حيث أقدم العدو على تفجير منازلها وجرفها، مما جعلها خرابًا. وهذا ما لم يحدث في العام 2006. وإذا أضفنا قبولكم بورقة وقف إطلاق النار، التي أصبحت أساسًا لاتفاقية وقف الحرب، والتي تنص صراحة على انسحابكم إلى شمال نهر الليطاني بكامل عتادكم وسلاحكم، وهو ما كانت قيادتكم التاريخية، بزعامة حسن نصرالله، ترفضه. كما تنص الاتفاقية على فصل ساحة لبنان عن ساحة غزة، وهو الأمر الذي وافقتم عليه صاغرين بعد أن تمنعتم عنه سابقًا خلال الزيارات المتكررة للوسيط الأمريكي “أموس هوكستين”. وهذا غيض من فيض مما تنص عليه ورقة التفاهم، التي بقيت طي الأدراج والكتمان حتى تاريخه. عدا عن كل هذا، أيعقل أن يكون حزبًا منتصرًا وقد تم قتل قياداته من الصف الأول والثاني والثالث، فضلًا عن قتل كامل أعضاء المجلس الجهادي، الذي يُعتبر القيادة الأعلى والأبرز في حزب الله؟
فإذا كانت كل هذه الخسائر يُعتبرها حزب الله نصرًا، فحبذا لو يخبرنا كيف تكون الهزيمة، وكيف يتم قياس نتائجها. لعل في ذلك نظريات جديدة في العلوم السياسية والجغرافية والتاريخ والحروب العسكرية، تدرسها الأجيال القادمة للاستفادة منها.
شاركها.
الزلزال السوري وارتداداته على المحيط والإقليم حسين عطايا/موقع الحقيقة/24 كانون الأول/2024 https://alhaqiqah.net/112071/
لا شك أن الزلزال السوري، الذي ألقى بظلاله الثقيلة على المنطقة نتيجة التحولات الكبرى التي شهدتها سوريا، قد أحدث تغييرات جذرية. فقد أدى انهيار النظام السوري وهروب رأسه، بشار الأسد، إلى تداعيات خطيرة، أبرزها انهيار ما كان يُعرف بـ”الهلال الشيعي”. هذا الهلال كان يُعتبر محور الثقل في الاستراتيجية الإيرانية، التي استثمرت مليارات الدولارات وجلبت الميليشيات التابعة لها، وعلى رأسها حزب الله اللبناني، لدعم النظام السوري.
مع استمرار الصراع لعقد من الزمن، مُنيت إيران بفشل ذريع في تحقيق طموحاتها التوسعية، واضطرت للعودة إلى حدودها الجغرافية بعد سقوط استراتيجية الأذرع والقتال خارج أراضيها. وعلى الرغم من أن إيران ما زالت تحاول استيعاب ما حدث، إلا أن التطورات السريعة كشفت ضعف رؤيتها الاستراتيجية وعدم إدراكها لحجم التحولات.
ارتدادات الزلزال السوري على المحيط الإقليمي
1. لبنان: التحرر من الهيمنة السورية
اعتبرت قطاعات واسعة في لبنان أن انهيار النظام السوري، الذي هيمن على البلاد لعقود، يُشكّل فرصة لتحرير القرار السياسي الداخلي والخارجي. فقد دفع هذا الحدث اللبنانيين إلى مشاركة السوريين فرحتهم بالحرية، خصوصاً مع انكشاف الجرائم التي ارتكبها النظام في السجون والمعتقلات.
كما ساهم الانهيار السريع للنظام السوري في تخفيف العبء عن لبنان فيما يتعلق بملف المخدرات، خاصة تصنيع وتصدير الكبتاغون، الذي كان يُثقل كاهل الدولة اللبنانية ويُؤثر على أمنها الاجتماعي والاقتصادي.
2. الأردن: انتهاء التهديدات الأمنية الحدودية
ارتاح الأردن من العصابات الخارجة عن القانون، التي كانت تتمركز في سوريا وتحظى بدعم إيراني عبر الميليشيات الموالية لها. فقد كانت هذه العصابات تُهدد الأمن الأردني، مما كلّف المملكة أثماناً باهظة، خاصة على الحدود الشمالية. ومع انهيار النظام السوري، تحققت انفراجة أمنية على الحدود الأردنية.
3. إسرائيل: مخاوف من الفراغ الأمني
أثارت الأحداث المتسارعة في سوريا قلق إسرائيل، التي كانت تستفيد من وجود نظام الأسد في ضمان استقرار حدودها الشمالية الشرقية.
دفعت المخاوف الإسرائيلية إلى تعزيز وجودها في المناطق الحدودية، لا سيما في القنيطرة ومحيطها، وكذلك في المواقع الاستراتيجية مثل قمة حرمون. كما سارعت إلى استهداف ما تبقى من المطارات والقوات البحرية السورية، خشية وقوعها تحت سيطرة النظام الجديد.
هذا التحرك الإسرائيلي اعتُبر انتهاكاً لاتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، حيث تجاوزت إسرائيل الحدود المتفق عليها، مما ينذر بتصعيد محتمل في المستقبل.
انعكاسات الزلزال السوري على دول الإقليم
1. إيران: خسائر استراتيجية فادحة
تلقى النظام الإيراني ضربة قوية بانهيار النظام السوري، إذ فقد أحد أهم حلفائه في المنطقة. أدى هذا التحول إلى قطع التواصل الجغرافي بين طهران وبيروت، مما قوّض مشروع إيران التوسعي.
ما زالت طهران تحاول استيعاب الصدمة، وهو ما يظهر جلياً في التصريحات المتخبطة التي أطلقها المرشد الأعلى، علي خامنئي، والتي تعكس ارتباك القيادة الإيرانية وعدم إدراكها لحجم المتغيرات.
2. حزب الله اللبناني: عزلة وتراجع النفوذ
انعكست الأحداث في سوريا سلباً على حزب الله، الذي فقد الغطاء الاستراتيجي والدعم اللوجستي القادم من دمشق. كما أن الحزب يواجه اليوم تحديات اقتصادية وأمنية متزايدة، نتيجة انكشافه أمام الداخل اللبناني والإقليمي.
3. تحجيم الدور الإيراني في المنطقة
أجبرت التطورات إيران على الانكفاء داخل حدودها الجغرافية، بعد أن كانت تعبث باستقرار دول المنطقة. فمن المتوقع أن تتعرض إيران لضغوط متزايدة، قد تشمل استهداف برنامجها النووي وتقليص نفوذها الإقليمي، مما سيعيدها إلى حجمها الطبيعي داخل حدودها.
التطلعات الدولية تجاه سوريا الجديدة
أدى التغيير في سوريا إلى اهتمام دولي متزايد بمستقبل البلاد، حيث بدأت الوفود الدولية بزيارة دمشق لاستكشاف آفاق الحكم الجديد وتوجهاته. يُظهر هذا الاهتمام رغبة المجتمع الدولي في دعم الاستقرار وبناء نظام سياسي جديد يُحقق تطلعات الشعب السوري.
الخاتمة
لا شك أن الزلزال السوري أدى إلى تغييرات كبرى في المحيط الإقليمي والدولي. ففي حين منح الدول المجاورة، كلبنان والأردن، فرصة للتخلص من التهديدات الأمنية والاقتصادية، أثار قلق إسرائيل، التي تخشى من انهيار النظام السابق وظهور بديل غير مأمون الجانب. أما على المستوى الإقليمي، فقد أُجبرت إيران على إعادة حساباتها والتخلي عن استراتيجياتها التوسعية، مما يُنذر بمستقبل أكثر استقراراً للمنطقة. ومع استمرار التحولات، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح سوريا الجديدة في استعادة دورها الإقليمي وبناء نظام ديمقراطي يُلبي تطلعات شعبها؟