دراسة موضوعية عن أسباب تحول حزب … من حركة مقاومة إلى حزب لصوص وعملاء وتجار مخدرات محمود شعيب كاتب وناشط سياسي معارض/فايسبوك/21 كانون الأول/2024
مقدمة
حزب …. تأسس في أوائل الثمانينيات كحركة مقاومة تهدف إلى محاربة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان. على مر العقود، تحول الحزب تدريجيًا إلى قوة سياسية وعسكرية داخلية لها أجندات تتخطى حدود لبنان. في السنوات الأخيرة، ظهرت أدلة وشواهد عديدة تشير إلى أن الحزب لم يعد يركز على المقاومة كما يدّعي، بل بات يتورط في أنشطة غير مشروعة تشمل الفساد، تجارة المخدرات، وحتى العمالة لأطراف خارجية. هذه الدراسة تحلل الموضوع بشكل موضوعي وتعرض الأسباب التي قادت الحزب إلى هذا التحول.
أولاً: الأسباب السياسية التبعية لإيران والعمالة لها منذ تأسيسه، ارتبط حزب …. بإيران أيديولوجيًا وماليًا.
مع تطور دوره، بات الحزب أداة لتنفيذ السياسات الإيرانية في المنطقة، خصوصًا في سوريا والعراق واليمن.
هذه التبعية أفقدته استقلالية القرار وجعلته يسعى لتنفيذ أجندة إقليمية على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية.
الانخراط في الصراعات الإقليمية مشاركة الحزب في الحرب السورية إلى جانب نظام الأسد أضرّ بسمعته، إذ ابتعد عن دوره كمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وانخرط في قمع شعوب المنطقة. هذا الدور الجديد جعل الحزب يُنظر إليه كقوة احتلال ومرتزقة تخدم مصالح الأنظمة القمعية، ما أدى إلى تآكل شرعيته داخليًا وخارجيًا.
ثانيًا: الأسباب الاقتصادية الأزمة المالية والبحث عن موارد بديلة العقوبات الدولية على الحزب وإيران أثرت بشكل مباشر على تمويله التقليدي.
في مواجهة هذه الضغوط، لجأ الحزب إلى أنشطة غير شرعية مثل تهريب المخدرات كأفراد وتبييض الأموال عبر شبكات عالمية.
الانهيار الاقتصادي في لبنان الأزمة الاقتصادية في لبنان زادت من الضغوط على الحزب، خصوصًا في ظل احتياجات عناصره وعوائلهم. أدت هذه الظروف إلى تورط العديد من عناصر الحزب في عمليات سرقة وابتزاز لتحقيق مكاسب شخص
ثالثًا: الأسباب الاجتماعية والتنظيمية تآكل القيم الأيديولوجية كانت عقيدة المقاومة تستند إلى خطاب ديني وأخلاقي يُلهم أتباع الحزب.
مع مرور الوقت، تآكل هذا الخطاب نتيجة التناقض بين أقوال الحزب وأفعاله، خصوصًا في ما يتعلق بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
تفشي الفساد داخل الحزب استغلال المناصب داخل الحزب لتحقيق مكاسب مالية شخصية أصبح أمرًا شائعًا، مما أدى إلى انعدام الثقة بين القاعدة الشعبية والقيادة. العديد من القادة المحليين وأفراد الحزب باتوا يتصرفون كميليشيات مسلحة تهدف إلى الربح بدلاً من خدمة القضية.
فقدان الانضباط الداخلي مع توسع الحزب وزيادة عدد عناصره، أصبح من الصعب السيطرة على السلوكيات الفردية. تحول بعض العناصر إلى ممارسات مثل السطو وفرض الإتاوات في المناطق التي يسيطرون عليها
رابعًا: الأسباب النفسية والاجتماعية للعناصر الإدمان وانتشار المخدرات خلال انخراط الحزب في الحرب السورية، اعتمد العديد من عناصره على المخدرات لتحمل ظروف القتال.
بعد عودتهم إلى لبنان، استمر الإدمان ليشكل دافعًا لانخراطهم في تجارة المخدرات وارتكاب الجرائم.
الإحباط وفقدان الهدف مع تراجع فكرة المقاومة وانكشاف فساد الحزب، يشعر العديد من عناصره بالإحباط وفقدان الهدف الذي كانوا يقاتلون من أجله. هذا الإحباط يدفعهم إلى البحث عن مصالحهم الشخصية بأي وسيلة.
خامسًا: العمالة لأطراف خارجية استغلال الفقر والطمع العقوبات والانهيار المالي دفعت بعض عناصر الحزب وقيادته إلى التعاون مع أطراف خارجية، بما في ذلك إسرائيل، لتأمين المال.
هذا التعاون يشمل تهريب الأسلحة والمخدرات وحتى تسريب المعلومات الاستخباراتية.
ضعف الولاء التنظيمي مع تزايد الانقسامات الداخلية، أصبح من السهل على الأطراف الخارجية تجنيد عناصر الحزب المستائين من قيادتهم.
خاتمة
تحوّل حزب …من حركة مقاومة إلى حزب لصوص وعملاء وتجار مخدرات كأفراد نتيجة تضافر أسباب سياسية، اقتصادية، وأخلاقية. هذا التحول لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات على مدى عقود من التناقض بين الخطاب والممارسة. اليوم، يشكل الحزب تحديًا داخليًا للبنان بسبب أفعاله التي باتت تضر بالوطن أكثر مما تنفعه، وتحوله إلى تهديد اجتماعي واقتصادي وأمني للشعب اللبناني.
رحم الله الشهداء الصادقين الذي سقطوا دفاعآ علن لبنان وعلى اهليهم عدم السكوت عن هذا الواقع المرير