الخوري مارون الصائغ: بين الدمار والدماء فسحة رجاء مع شهداء دمشق الأخوين المسابكيَّين

36

بين الدمار والدماء فسحة رجاء مع شهداء دمشق الأخوين المسابكيَّين
إعداد الخوري مارون الصائغ/فايسبوك/17 تشرين الأول/2024
وهم الرهبان الفرنسيسكان الثمانية والاخوة المسابكيين الموارنة الثلاثة الذي سيحتفل باعلان قداستهم نهار الاحد ٢٠ تشرين الاول ٢٠٢٤
ماجَرَيات دعوى تطويب الإخوة المسابكيِّين الثلاثة الشهداء
يعتبر الوقت ما بين رفع دعوى تطويب الإخوة المسابكيِّين الثلاثة الشهداء فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل إلى روما والإحتفال بتطويبهم هو الأسرع في تاريخ الكنيسة المارونيَّة (رفع الدعوى: 4-5-1926. التطويب: 10-10-1926) مقارنة مع دعاوى تطويب الأب شربل مخلوف (رفع الدعوى: 22-10-1928. التطويب: 5-12-1965)، الأخت رفقا الريّس (رفع الدعوى: 22-10-1928. التطويب: 17-11-1985)، الأب نعمة الله الحردينيّ (رفع الدعوى: 22-10-1928. التطويب: 10-5-1998) والأخ إسطفان نعمه (رفع الدعوى: 27-11-2001. التطويب: 27-6- 2010).
وهذا ملخَّص لماجَرَيات الدعوى:
-4 أيّار 1926: عريضة من المطران بشاره الشمالي رئيس أساقفة دمشق المارونيّ إلى البابا بيُّوس 11، يطلب فيها ضمَّ دعوى تطويب الإخوة المسابكيِّين الثلاثة الشهداء إلى دعوى رفاقهم الرهبان الفرنسيسكان الثمانية الذين استُشهدوا معهم في الموضع نفسه (دير الفرنسيسكان- باب توما في دمشق) والظروف الواحدة (حوادث 1860).
-16 أيّار 1926: برقيَّة من الكاردينال كسباري للمطران الشمالي يؤكّد فيها اهتمام البابا بموضوع تطويب الإخوة المسابكيِّين.
-16 تمّوز 1926: رسالة من أمين سرّ القصادة الرسوليّة في سورية ولبنان للمطران الشمالي تبشِّره بأنَّ قضيَّة الشهداء المسابكيِّين سائرة سيرًا حسنًا؛ وأنَّ قداسة البابا أمر بإجراء التحقيق، وتنظيم دعوى معجَّلة تكميليَّة لتُضمَّ إلى دعوى الرهبان الفرنسيسكان الشهداء وأنَّ محامي الإيمان نفسه يقوم بإجراء التحقيقات الواجبة.
-10 آب 1926: رسالة إلى المطران الشمالي من المونسنيور سالُتّي وهذا الأخير عيَّنه قداسة البابا كمحامي إيمان ومحقِّق في الدعوى. طلب سالُتّي تحضير المستندات ليتمكَّن من الاطِّلاع عليها فور وصوله والشهود للاستماع إليهم فور وصوله إلى بيروت ودمشق. وكان جواب المطران الشمالي بأنَّ المستندات مهيَّأة والشهود ينتظرونه.
-6 أيلول 1926: وصول المونسنيور سالُتّي ولجنة التحقيق إلى بيروت واستلامهم المستندات.
-9 أيلول 1926: توجَّهت اللجنة مع سالُتّي إلى زحله للاستماع للشاهد الأوّل الأب جورج انجلين اليسوعيّ. بعدها انتقلوا إلى دمشق للاستماع للشهود الكثر حتَّى 12 أيلول حيث اعتبرت اللجنة بأنَّ الدعوى استوفت شروطها القانونيَّة ولم يعد من حاجة للاستماع للبقيَّة وختمت التحقيق.
-13 أيلول 1926: غادرت اللجنة إلى روما.
-26 أيلول 1926: غادر المطران الشمالي مع وفدٍ إلى روما بعد تلقِّيه رسالة من المونسنيور سالُتّي يطلب منه الحضور فورًا إلى روما.
-7 تشرين الأوّل 1926: تلاوة البراءة الحبريَّة المؤذنة بتطويب الرهبان الفرنسيسكان الثمانية الشهداء مع البراءة الدمشقيَّة (Damascena) المؤذنة بتطويب الإخوة المسابكيِّين الثلاثة الشهداء.
-10 تشرين الأوّل 1926: الاحتفال بتطويب الإخوة المسابكيِّين مع الرهبان الفرنسيسكان.
ذخائر الشهداء
التحقيقات التي أجرتها لجنة التحقيق برئاسة المونسنيور سالُتّي في بيروت ودمشق لم تسفر عن نتيجة
في شأن ذخائر الإخوة المسابكيِّين الشهداء. في يوم الاحتفال بتطويبهم مع الرهبان الفرنسيسكان في 10 تشرين الأوَّل 1926 وزَّع الرهبان الفرنسيسكان كتيّب عن استشهاد رفاقهم ذكروا فيه استنادًا لشهادة الأب فولجنسيو رينيون مفوَّض الأراضي المقدَّسة في باريس عن حضوره رفع بقايا الرهبان الثمانية مع بقايا الأخوين المسابكيّين فرنسيس وعبد المعطي اللذين دفنا معهم أمّا رفائيل فلا ذكر له.
أمام هذه الشهادة رفع المطران الشمالي عريضة للبابا يلتمس فيها حقَّ الكنيسة المارونيَّة في الذخائر
وإعطاءها قسمًا منها لتكريمها في كاتدرائيَّة مار أنطونيوس في دمشق. فما كان من المونسنيور سالُتّي محامي الإيمان الطلب من القاصد الرسوليّ في سورية ولبنان تسليم الكنيسة المارونيَّة قسمًا من الذخائر بالرغم من عدم امتنان الرهبانيَّة الفرنسيسكانيَّة، على أن توزَّع تحت العبارة التالية: “من ذخائر شهداء دمشق الذين قتلوا لأجل الإيمان سنة 1860″، وذلك لصعوبة تحديد أيٍّ منها للأخوين المسابكيَّين.