قلقٌ مسيحي يخرق “صمت” أحزابهم.. ألفراد ماضي يحذّر من أن موجة النزوح تمهّد للأسوأ

138

قلقٌ مسيحي يخرق “صمت” أحزابهم.. ألفراد ماضي يحذّر: موجة النزوح تمهّد للأسوأ
هند سعادة/الكلمة أونلاين/25 أيلول/2024

في وقت آثرت الأحزاب المسيحية التزام “الصمت” لأسبابها وحساباتها الخاصة، سيطرت موجة من النّزوح غير المسبوق من المناطق الجنوبية وبيروت على المشهد الداخلي، مسبّبة حالة من الإرباك في صفوف أهل المناطق المضيفة للنازحين. وفي حين ما زالت أهداف العدو الاسرائيلي محصورة في المناطق الخاضعة لسيطرة “حزب الله”، بدأت تخرج أصواتٌ مسيحية متخوّفة من أن تصبح المناطق المضيفة ضمن بنك أهداف العدو أيضا.

وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس أكاديمية بشير الجميل المهندس ألفراد ماضي، في حديث خاص عبر موقع “الكلمة أونلاين” أنه “رغم تأخّر الأحزاب المسيحية، الا أنهم قادرون على المبادرة”، مذكّرا بأنه ومنذ 4 سنوات، كان قد دقّ أبواب معظم المراجع الدينية وعلى رأسها بكركي بالإضافة الى الأحزاب المسيحية، وحذّر من أننا سنصل الى ما نحن عليه اليوم، وتحديدا حركة النزوح الكبيرة التي تشهدها معظم المناطق ولكن لم يلقَ أي تجاوبٍ”.

ماضي حذّر في حينها من أن “المناطق والقرى المسيحية غير محصّنة وليست جاهزة لاحتواء هذا العدد الكبير من النزوح”، مضيفا: “طالبت بتأسيس ما هو معروف بـ “الهيئات الشعبية” والمجالس المحلية التي تدعم عمل البلديات في هذا الإطار. ولكن للأسف لم أجد آذانا صاغية”. وقال: “ما حذّرنا منه وقع واليوم هذه المناطق غير جاهزة”، موجها “نداء عاجلا لعقد إجتماع على مستوى الأحزاب المسيحية والكنيسة ووضع خارطة طريق لتحصين هذه المناطق فتكون إما قادرة على استقبال النازحين أو غير قادرة وذلك لمصلحة النازحين وأهل هذه المناطق على حدّ سواء”، بحسب قوله.

وأشار الى أنه “فيما أجهزة الدولة متحللة وغير قادرة على المساعدة في تنظيم هذا النزوح، بدأ بعض السكان بالتساؤل وحصلت اتصالات داخل الأحزاب المسيحية الا أنها لم تحرّك ساكنا حتى الان”. وذكر ماضي أنه “لا يوجد أي تنظيم لحماية أهالي هذه المناطق خصوصا أن إسرائيل تلاحق عناصر الحزب أينما تواجدوا وهذه المخاطر تنطبق أيضا على جميع المناطق ذات الأكثرية الدرزية والسنية”. وأردف: “على سبيل المثال إسرائيل شنّت غارة جوية على بلدة المعيصرة في قضاء كسروان كما ألقى الطيران المعادي بالونات حرارية فوق منطقة كفرسالة – عمشيت ولم يسجّل أي تحرّك”، كاشفا عن “تململ داخل بعض الأحزاب المسيحية”.

وتعليقا على الصمت اللافت الذي قرّرت الأحزاب المسيحية الالتزام به وعدم تسجيل أي تحرّك أو مبادرة سياسية للضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار، اعتبر ماضي أن “الأحزاب المسيحية لم تلعب هذا الدور منذ سنوات كما أنه كان يمكنها تشكيل “لوبي” في الدول الغربية للضغط ولكنها لم تبادر”.

وقال: “الأحزاب المسيحية اليوم خسرت قدرتها على أن تكون لاعبا مؤثّرا في المعادلة السياسية وجُلّ ما تستطيع القيام به اليوم هو الحفاظ على وجود وأمان أبنائها والاجتماع لوضع خطة تنظّم حركة النزوح الحالي”. وتابع: “على الأحزاب المسيحية تحصين المناطق التي تشكّل الغالبية فيها، مبدياً “تخوّفه من عدم عودة هؤلاء النازحين الى منازلهم عندما تنتهي الحرب، خصوصا أن عددا كبيرا منهم سكن داخل منازل وليس داخل مراكز إيواء”. وحذّر ماضي من أن “الضربات الإسرائيلية يمكن أن تطال مناطق ذات غالبية مسيحية، منوّها بـ “الاجراءات التي اتّخذها أهالي منطقة عين الرمانة بالسماح للنساء والأطفال فقط بالدخول والسكن أما الرجال فرفضوا استقبالهم”.

من جهة أخرى، ردّ ماضي على الحملات التي يشنّها البعض على البيئة المسيحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: “في حين اتّهمونا بالعمالة أظهرت الأحداث من هم العملاء الحقيقيون وفي أي بيئة يتغلغلون”. وقال: “لا أحد بادر لوضع خطة لمواجهة هذا الواقع، وصمت الأحزاب المسيحية ينبع من خوفها، كما أنهم ينتظرون ما ستؤول إليه الامور في اليوم التالي لـ “قطف المكاسب”. وختم، متسائلا: “في حال لم يعد هؤلاء في اليوم التالي ماذا سيحصل عندها وكيف ستواجه هذه الأحزاب هذا الواقع”؟