برأينا المتواضع نحن نرى أن المناظرة يوم أمس بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس قد بينت بما لا يقبل الشك التباين في الأسلوب، والمضمون، والمصداقية بينهما، والفروقات كانت بوضوح شاسعة وكبيرة بين ترامب القائد الذي يتسم بالثقة والاقتناع والإقناع والبساطة في التعبير، وبين السيدة هاريس التي بدت أشبه بببغاء أكثر من كونها مرشحة لرئاسة أكبر وأقوى دولة في العالم.
أداء كامالا هاريس كان بكل صراحة، مخيباً للآمال. وردودها جاءت سطحية، وخالية من المصداقية، وبدلاً من أن تتعامل مع القضايا المطروحة، لجأت إلى الغرق الممل في نفس العبارات المكررة والقصص الشخصية المبتذلة التي سمعناها عشرات المرات. وكأنها كانت تعتقد أنه إذا كررت قصة نشأتها بما فيه الكفاية، فإن ذلك سيجعلها تبدو أكثر ارتباطًا بالفقراء وأصحاب البشرة السوداء، لكن بدلاً من التواصل مع الناس، بدت متوترة، وغير صادقة ومبتذلة، وغير مُقنعة على الإطلاق.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو الطريقة التي حاولت بها استخدام قصتها نشأتها الشخصية للتلاعب بعواطف شرائح من الأميركيين والتركيز على العرق والخلفية، بدلاً من التعامل مع القضايا الحقيقية التي تهم الأمريكيين. هذه الإستراتيجية لا تُهين ذكاء الناخبين فحسب، بل تثير أيضًا تساؤلات جدية حول مدى صدقها. إن محاولاتها تصوير نفسها كمدافعة عن حقوق الفقراء والأشخاص ذوي البشرة الملونة بدت وكأنها مجرد عمل مسرحي سياسي أكثر من كونها التزاماً حقيقياً بقناعات وثوابت.
في المقابل، أظهر دونالد ترامب الثقة والوضوح اللذين طالما ميزا مسيرته السياسية، وسواء اتفقنا مع سياساته أم لا، لا يمكن إنكار أنه يتحدث بيقين يترك مجالاً ضئيلاً للشك. فهو لا يختبئ وراء قناع الأدب أو يعتمد على العبارات المبتذلة، بل يواجه القضايا مباشرة وبصراحة تجد صدى لدى من يسمعه ويشاهده.
ومع اختتام المناظرة، أصبح واضحاً بشكل لا لبس فيه بأن كامالا هاريس ليست المرشحة الذي يمكن الوثوق بها لتقود مسيرة ومصير ومستقبل أميركا والعالم…وفي حال فازت بموقع الرئاسة فسيكون الأمر هذا بمثابة كارثة على الولايات المتحدة وعلى شعوب العالم ودوله، وستكون عبئًا أكبر حتى من الرئيس جو بايدن الذي طغت على فترة رئاسته حالة من التردد والانحدار وضعف القيادة والضياع والارتباك، وهو بالمناسبة من ترك إيران الإرهاب والملالي تتمدد وتقوى بواسطة البلايين التي سمح لها الحصول عليها.
في هذا الوقت الحرج، يجب أن ندرك مدى خطورة الموقف والفروقات الكبيرة بين المرشحين، ونحن نرى أن رئاسة هاريس لن تكون فقط غير مجدية وفاشلة، بل ستكون كارثية وستقود أميركا والعالم إلى مسارات محفوفة بالمخاطر، ولهذا دعونا نأمل من أجل أمريكا ومستقبلها، ومن أجل دول العالم كافة، ألا يتحقق مثل هذا السيناريو وألا تصل هذه السياسية الفاشلة والضعيفة وغير الصادقة والمتصنعة إلى البيت الأبيض.