إلياس بجاني/الذكرى الـ42 لجريمة تفجير حزب الله مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت بعمليتين إرهابيتين عام 1983

139

الياس بجاني/نص وفيديو: الذكرى الـ42 لجريمة تفجير حزب الله لمقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت عام 1983
إلياس بجاني/23 تشرين الأول 2025

To read the below piece in English Click Here/اضغط هنا لقرارءة التعليق باللغة الإنكليزية

في مثل هذا اليوم، نتذكر بألمٍ ووجعٍ وطنيٍ عميقٍ، وبصلواتٍ حارةٍ، الذكرى الثانية والأربعين لجريمةٍ إرهابيةٍ استهدفت أصدقاءَ فرنسيين وأميركيين أتوا لنجدة لبنان ومساعدة شعبه في مواجهة الإرهاب السوري والإيراني والفلسطيني، ومن ورائهم اليسارُ العالمي والإسلامُ السياسي بشقيه السني والشيعي.
يومها، في 23 تشرين الأول 1983، فجّر نظامُ الملالي الجهادي والمجرم في طهران، وذراعُه الإرهابية المسماة زوراً “حزب الله”، مقريّ القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت، ما أدى إلى استشهاد 241 جندياً أميركياً و56 جندياً فرنسياً وعددٍ كبيرٍ من المدنيين اللبنانيين الأبرياء.
لم تكن تلك الجريمة عملاً عفوياً أو حادثاً معزولاً، بل كانت البيان التأسيسي الأول لإرهاب الحرس الثوري الإيراني خارج حدوده، وإعلاناً رسمياً لولادة مشروع “تصدير الثورة” عبر ميليشيات مذهبية متطرفة تعمل بالوكالة، هدفها ضرب السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتثبيت النفوذ الفارسي في العالم العربي.
لقد أثبتت الأدلة القاطعة أن النظام الإيراني هو من أمر وخطّط ومَوّل ودَرّب ونفّذ تلك الجريمة عبر أداته العسكرية الجديدة آنذاك: “حزب الله”. ومنذ ذلك التاريخ، لم يتغيّر الحزب قيد أنملة في جوهره وسلوكه ووظيفته، فهو لا يزال حتى اليوم الذراعَ الإرهابية والاحتلالية لإيران داخل لبنان وفي العالم الحر بأسره.
إنّ حزب الله الذي قتل الجنود الأميركيين والفرنسيين عام 1983، هو نفسه الذي يقتل اليوم اللبنانيين ببطء، من خلال سيطرته على الدولة، وتعطيله لمؤسساتها، وإغراقها في الفساد والعزلة والانهيار. وبعد هزيمته المدوّية الأخيرة في حربه العبثية ضد إسرائيل، عاد بوقاحةٍ وفجورٍ إلى ممارسة إرهابه الداخلي، فاستأنف سياسة التخويف والتخوين والإنكار والهلوسات والاغتيال والتجويع بحق كل لبناني يرفض الخضوع لمشروع “ولاية الفقيه”.
من هنا، يجب أن يُقال بوضوح لا لبس فيه: “حزب الله لم يكن يوماً مقاومة، ولن يكون.”
إنه ليس حزباً لبنانياً، ولا يمثل الطائفة الشيعية الكريمة، بل يخطفها ويأخذها رهينة، ويزجّ شبابها في حروب إيران الإرهابية والتوسعية. كما أنه يفرض تمثيله لها نيابياً بالقوة والقتل والإرهاب، ويكمّم أفواه المعترضين من أبناءها قبل سواهم.
حزب الله هو عصابةٌ إيرانيةٌ إرهابيةٌ إجراميةٌ جهاديةٌ مأجورة، لا علاقة لها بالدفاع عن لبنان أو تحرير أرضه. تأسس لخدمة مصالح النظام الإيراني وتنفيذ أوامره الأمنية والعسكرية، وليس لحماية لبنان أو صون كرامته. فالمقاومة الحقيقية هي التي تدافع عن شعبها ودولتها، لا تلك التي تحتلها وتنهبها وتدمرها وتكون أداة ومرتزقة تابعة لقوى أو دول خارجية.
لقد أثبتت الوقائع عبر أربعة عقود أن الحزب لم يحرّر شبراً من أرض لبنان، بل يحتله ويجرّه إلى حروبٍ عبثية دمّرت الاقتصاد، وشرّعت الحدود، وأفقدت اللبنانيين سيادتهم وكرامتهم.
ولذلك، فإنّ بقاء “حزب الله” مسلحاً ومهيمناً يعني استمرار جريمة 1983 بأشكالٍ جديدة كل يوم. فكما استهدف آنذاك القوات الدولية التي كانت تسعى لتثبيت السلام، يستهدف اليوم الدولة اللبنانية نفسها، ويمنع قيامها، ويرهن مستقبلها للقرار الإيراني.
إنّ المجتمع الدولي مدعوّ اليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى، إلى مساعدة لبنان عملياً لا كلامياً في معركته لاستعادة سيادته، وذلك من خلال:
*دعم التنفيذ الكامل للقرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 1559 الذي يطالب بحلّ جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، والقرار 1701 الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة وحدها، إضافة إلى القرار 1680 والدستور اللبناني واتفاقية الهدنة مع إسرائيل.
*تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعه الحزب بعد هزيمته أمام إسرائيل واستسلامه، وضمان ألّا تبقى الحدود الجنوبية رهينةً لإرهابه وسلاحه.
*تعزيز قدرات الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة الشرعية لتكون وحدها صاحبة القرار والسيطرة على الأرض.
*وضع لبنان تحت الوصاية الدولية عملاً بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، في حال بقي الحكّام الحاليون مترددين أو خائفين أو غير قادرين على مواجهة حزب الله وتفكيك تركيباته العسكرية والأمنية والاستخبارية والثقافية والإعلامية.
*فرض عقوبات دولية صارمة على الحزب وعلى كل من يموّله أو يغطيه سياسياً، وملاحقة قياداته كمجرمي حربٍ وإرهاب، ومحاسبتهم أمام القضاء الدولي.
إنّ العالم الحر، إذا كان حقاً يريد السلام في الشرق الأوسط، فعليه أن يساعد لبنان في تفكيك منظومة الاحتلال الإيراني المتمثّلة بـ”حزب الله”، وأن يمنح الشعب اللبناني الفرصة ليبني دولته الحرّة، السيّدة، والمستقلة.
وفي هذه الذكرى الأليمة، نرفع صلواتنا من أجل راحة أرواح الجنود الأميركيين والفرنسيين، ومن أجل اللبنانيين الأبرياء الذين سقطوا في تلك الجريمة الإرهابية، ونصلي من أجل خلاص لبنان من الاحتلال الإيراني وهيمنة ميليشياه المجرمة، ليعود وطناً حراً، سيداً، مستقلاً، ينعم بالسلام والكرامة التي يستحقها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
https://eliasbejjaninews.com

Share