«صاروخ الغجر».. لا يموت «الحزب» ولا تفنى «إسرائيل»! علي الأمين/جنوبية/06 تموز/2023
يحوّل “حزب الله” لبنان تدريجياً، وبكل إرتياح و”أريحية” إلى ساحة مفتوحة على “قياسه” المحلي والإقليمي، الذي يحدده راعيه الإيراني، لخطف القرار اللبناني وما تبقى من سيادة ودولة، لتعزيز “الأنا” الوجودية والعسكرية، عبر إعتماده “حركات بهلوانية صاروخية”.. على قاعدة لا يموت “الحزب” ولا تفنى “إسرائيل”!
إطلاق صاروخ من قبل “حزب الله”، بالمباشر أو بالواسطة (لا فرق)، على المنطقة الحدودية اللبنانية في محيط بلدة الغجر، هي عملية مدروسة، ليست الغاية منها احراج الجيش الإسرائيلي ودفعه إلى رد عنيف، خصوصاً وانها استهدفت اراض غير مأهولة، لا موقعا عسكريا اسرائيلياً، فضلا عن ان سقوط الصاروخ كان في محيط بلدة الغجر، التي يتبع جزء منها إلى لبنان وتم الإتفاق بعد التحرير في العام ٢٠٠٠، على أن تبقى البلدة ضمن الاحتلال، بعدما رفض الاهالي المنتمين إلى الطائفة العلوية الانضمام إلى الكيان اللبناني، وبقيت هذه الوضعية معلقة من دون حل قانوني.
“حزب الله” بدأ منذ اكثر من عام، إعلان حضوره الامني والعسكري في مناطق القرار ١٧٠١، وبحسب مصادر قريبة من قوات الأمم المتحدة في الجنوب، ان “حزب الله” حرص منذ عام تقريبا، على عدم إخفاء وجوده الامني والعسكري، وركز أكثر من عشر مواقع عسكرية ظاهرة على طول الحدود مع اسرائيل، في وقت كان يحرص قبل ذلك على عدم الكشف عن مكان وجوده العسكري والامني على الحدود، فيما هو اليوم لا يخفي ذلك، ولا يتردد في اعلان وجوده العسكري والامني الصريح، وياتي نصب خيمتين على مقربة من الغجر، في سياق تظهير وجوده، ومحاولة ترسيخه كواقع وحقيقة، لا تخضع لأي جدل لا دولي ولا لبناني. بحسب مصادر قريبة من قوات الأمم المتحدة في الجنوب ان “حزب الله” حرص منذ عام تقريبا على عدم إخفاء وجوده الامني والعسكري وركز أكثر من عشر مواقع عسكرية ظاهرة على طول الحدود مع اسرائيل كان لترسيم الحدود البحرية، وموافقة “حزب الله” على تنازل الدولة اللبنانية برعايته عن خط ٢٩، عنصر دفع لترسيخ هذا الحضور العلني، بعدما أظهر قدرة على “تمرير” التنازل اللبناني عن حقوق في البحر لصالح اسرائيل، وقدم نفسه كضامن موثوق لأمن التنقيب عن الغاز على جهتي الحدود، فضلاً عن حماية الاستقرار، ومنع اي مغامرات عسكرية أو أمنية في المقلب الإسرائيلي من الحدود.
وسط ذلك، وبالتوازي مع استمرار التعطيل الرئاسي، ومسار الانحلال على مستوى السلطات الدستورية، يقدم “حزب الله” نفسه للمجتمع الدولي وللاطراف الخارجية، على أنه القادر على إعطاء الضمانات، وهو القوة التي تمتلك القرارات السيادية في لبنان، والجهة المؤهلة لإدارة الملفات السيادية، سواء في السياسة الخارجية أو الدفاعية وربما المالية لاحقا.
بهذا المعنى يمكن وضع إطلاق الصاروخ اليوم، بكل ما يحيط به والرد الإسرائيلي المدروس، ما يعزز فرضية أن وظيفة خيمة “حزب الله” وصاروخه، هي وظيفة داخلية لبنانية بالدرجة الاولى، فهي تستثمر الفراغ والشلل السياسي والدستوري، بتثبيت وقائع جديدة في ميدان الجنوب، وتعزز من “البروباغندا” التي يحتاجها “حزب الله”، كتعويض لجمهور الممانعة عن بؤس أحوال البلاد، وتأكيد على الوظيفة الأمنية والعسكرية له، ليس على الحدود بل في الداخل اللبناني ايضا.
وفي الخلاصة، تأتي الحركة الأمنية العسكرية على حدود الغجر، وسط معلومات عن بدء اتصالات دفع بها “حزب الله” تجاه الاميركيين عبر اللواء عباس ابراهيم، لبحث ترسيم الحدود البرية، ليس الهدف منها الوصول إلى اتفاق سريع، بقدر ما هو ترسيخ الحزب لموقعه، كمقرر في الشكل والمضمون على المستوى السيادي، في ظل اعتقاد لديه انه أنهى عمليا البحث في مسألة وجود سلاحه ومستقبله.. عملاً بمقولته الشهيرة “شاء من شاء وأبى من أبى”!