سعود السمكة/الجارة إيران ودول الجوار

310

الجارة إيران ودول الجوار

سعود السمكة/السياسة/04.01.15

لا شك ان هناك مواثيق وقوانين ودساتير وأعرافا وقيما ناهيك عن الجوار الجغرافي تحدد علاقة الدول مع بعضها, يأتي في مقدم هذه العلاقة حرمة التدخل في الشؤون الداخلية, لكن من الواضح ان تلك القوانين والمواثيق والاعراف السائدة بين دول العالم, والتي هي محل احترام بالغ لا مكان لها عند الجارة المسلمة جمهورية ايران الاسلامية, وهذا يتضح من التدخلات الدائمة والمستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين! إن احداً لا ينكر ما تتمتع به ايران من سعة جغرافية وثقل سكاني وموارد طبيعية, الا ان هذا لا يعطيها الحق بأن تمارس دور المسؤول عن السياسات الداخلية لجيرانها في الاقليم, او يمنحها حق الوصاية على احتكار معرفة نوع السياسة التي تحقق مصلحة هذه الدول! لم يحدث في اي يوم ان تدخلت اي من دول منظومة “مجلس التعاون” الخليجي في الشأن الداخلي الايراني رغم الملاحظات الكبيرة والكثيرة التي تتمثل بممارسات الدوائر الايرانية السلبية في ادارة الشأن الايراني والتي تتحدث عنها الدوائر والمؤسسات الانسانية في العالم وذلك بسبب أن دول مجلس التعاون تنظر بعين الاحترام للمواثيق الدولية التي تمنع التدخل في الشأن الداخلي للدول الاخرى. إن امام الجارة المسلمة ايران بدل أن تضع نفسها وصيا على سياسات دول الاقليم الداخلية وهو امر مرفوض ومحرم دوليا أن تمد يدها الاسلامية والاخوية لهذه الدول التي تشترك معها في الدين والجوار الجغرافي للتعاون على الطريق الذي تسير عليه وهو تسخير مواردها في تطوير عملية التعليم وفي صناعة انسان متعدد المهارات ليكون حاضرا ومستعدا لمواجهة المستجدات العلمية والتطورات الاقتصادية والتنموية العالية. ان على الجارة المسلمة ايران ان تدرك ان الزعامة لم تعد متوقفة على قوة الآلة الحربية وحكما ليس على الصناعات النووية التي تستنزف ثروات البلاد من دون ادنى مردود, بل إن القادم وما يحمله من اعتماد اخلاقي على العلم سوف يجعل من الآلة العسكرية مهما تطورت تكنولوجياً مجرد خردة لا تقدم ولا تؤخر على صعيد التقدم الانساني, بل سوف يكون جل الاهتمام في القادم من الزمن لدى المجتمعات الانسانية منصبا على المستجدات العلمية المتسارعة باعتبار ان عنصر القوة المقبل يكمن في مدى متانة القوة الأخلاقية للعلم, اي مدى ما ينفع الانسان ويرفع من مستوى الخدمات التي تقدم اليه وان الاعتماد على الالة العسكرية بتكنولوجيتها التدميرية ليس سوى علم منزوع من بلاغته الاخلاقية! إن على الجارة المسلمة ايران ان تقرأ جيدا تلك الدراسات التي تتحدث عن مفاجآت منتصف هذا القرن الذي سوف يتضاعف فيه كم المعرفة بما يعادل سبعة اضعاف عما عرفه الانسان من معرفة علمية منذ ان بدأ التعليم لدى الانسان حتى اليوم وبالتالي تصبح مسألة الاستمرار في تربية العضلات والتظاهر بالالة العسكرية ضربا من العبث الموغل بالغباء!