اكاديمية بشير الجميل/تقرير نص وفيديو في ذكرى معركة قنات 12 شباط/1980/من أشرس المعارك بين القوات اللبنانية والجيش السوري

186

اكاديمية بشير الجميل/في ذكرى معركة قنات 12 شباط/1980/من أشرس المعارك بين القوات اللبنانية والجيش السوري
12 شباط/1980/اكاديمية بشير الجميل/Bachir Gemayel Academy

في وقتٍ كان نصرالمقاومة في عرف السوريّين مستحيل، يومَها حُطِّمَت الوحدات السوريّة، فأكَّدَت المقاومة اللبنانيّة على ال “لا مستحيل” في قاموسها.
قنات، “الضيعة الزغيرة بالشمال…” حسب قول الرئيس الشهيد بشير الجميّل، الواقعة في قضاء بشري، كانت هدف من أهداف النظام السوري، لاعتقادهم بسهولة إسقاطها عسكريًّا لاعتبارات جغرافيّة وعسكريّة.

منذ بداية سنة 1978، كان أكثريّة الأهالي يدخلون ويخرجون من قنات من ناحية مزرعة بني صعب وبيت كساب حتى لا يمرّوا على الحواجز السوريّة، تفاديًا لأيّ احتكاكات، وبالرغم من هذا، كان الجيش السوريّ يفتعل المشاكل. وفي أحد الأيام خطفوا أحد أبناء البلدة، فما كان من مسؤول “المقاومة” في قنات إلا أن فاجأهم وتمكّن من تحرير ابن بلدته بعمليّة شجاعة وانسحب دون أيّ إصابات.

أحداث المعركة:
نهار الثلثاء 12 شباط 1980، وعلى أثر دخول دوريّة سوريّة الى قنات، قام شباب البلدة بالتصدي لها وأعطبوا ناقلة جند. فابتدأت المناوشات بين الجيش السوري والمقاومين من اهل البلدة. وبما ان عدد المقاومين من الأهالي كان محدودًا، استنجدوا بالوحدات المركزيّة للمساعدة في الدفاع عن البلدة. بدأ القصف الشديد واستمرّت الاشتباكات العنيفة طوال الليل. وفي اليوم التالي توجّهت “وحدات أدونيس” وعناصر من “المغاوير” برفقة دليل إلى قنات عن طريق نيحا تحت وابل من القذائف المتساقطة عشوائيًّا، فكانوا يهربون منها بالإنبطاح أرضًا في طريقٍ مكشوفة بشكلٍ كاملٍ، ساعدهم الضباب بحجبهم عن المهاجمين حتى وصولهم إلى مزرعة بني صعب. فقطعوا الوادي الفاصل بين المزرعة وقنات الذي تمتد فيه البساتين وحيث حفرت القذائف فوهات عميقة ومتقاربة جدًّا.

يوم السبت 16 شباط 1980 عند الساعة السادسة صباحًا، بدأ الهجوم الكبير. انتشر السوريّون بكثافة في الأحراج معلِّقين سلاحهم بأكتافهم وكأنّهم في رحلة صيد، أو لاعتبارهم ان القرية ساقطة بعد دخولهم مزرعة بني صعب، التي كانت تشكل خط الإمدادات الوحيد بين قنات ونيحا. استمرت المواجهة من الصباح حتى ما قبل حلول الليل بقليل، على إثرها فشل الهجوم في تطويق المقاومين وفي احتلال البلدة. وفي الظلام الدامس، وبرغم الثلج المتساقط والمتكاثف، مشى المقاومون اللبنانيّون صعودًا على طريق المزرعة – نيحا بعد نهار مضنٍ من القتال.

مع شروق شمس الاحد، وبعد إفشال الهجوم وعمليّة التطويق في اليوم السابق، قرروا الانسحاب من قنات وصرحت الشعبة الثانيّة عن نتيجة المعركة: استشهاد 15 مقاومًا وجرح 12 آخرين، وقُتِل للسوريّين 62 جنديًّا و10 مفقودين إضافة الى عدد كبير من الجرحى.

وبرغم موازين القوى، اختارت قنات المواجهة رفضًا للانصياع، فكرّست معنى المقاومة و”خربطت” كل الحسابات العسكريّة والمعادلات السياسية.
#المقاومة_اللبنانية
#معركة_قنات
#اكاديمية_بشير_الجميل
#بشير_الجميل
#الحرب_اللبنانية