رابط فيديو ونص تعليق للكاتب والصحافي نبيل بو منصف من موقع النهار: ماذا سيتغير في 2026؟/ لبنان في سنة الاختراق

3

رابط فيديو ونص تعليق للكاتب والصحافي نبيل بو منصف من موقع “النهار”: ماذا سيتغير في 2026؟/ لبنان في سنة “الاختراق”

29 كانون الأول/2025

نبيل بو منصف: بعد تجارب السنة الراحلة تتضاءل امالنا في ان تحمل السنة 2026 الحلول الجذرية التي يامل اللبنانيون بها ولا يكفي ان نحتفل بسنة مرت وسنة اتية لكي تتحول ظروفنا إلى الأحسن .. مع ذلك نتأمل !

لبنان في سنة “الاختراق”
نبيل بو منصف/النهار/29 كانون الأول/2025
لا تنزل بردا وسلاما ، او هكذا يفترض، مصادفة كهذه متعمدة كانت ام عفوية، ان تتزامن فقاعة الخلاف الحكومي والأبعد من الحكومي، على المشروع المزمن المتصل بأسوأ نتائج وتداعيات الانهيار المالي والمصرفي الذي زلزل لبنان منذ العام 2019، وذهب بودائع أجيال هائلة من لبنانيين مقيمين ومغتربين وغير لبنانيين أسرهم وسحرهم النظام المصرفي اللبناني الذي تجاوز في زمن ما شهرة النظام السويسري .. ان يصادف توقيت انفجار الانقسام أسبوع آخر السنة الحالية . لا يتصل الأمر هنا بمضمون الخلاف مقدار اتصاله بالبعد المعنوي الرمزي في بلد متطير بات يتراقص على وقع الأساطير والهرطقات والهلوسات، ولو انها غدت من صنع الذكاء الاصطناعي وليست من ابتكار الخلاقين المبدعين. هذه السنة الراحلة تشارف على إيداع السنة الجديدة إرثا قديما جديدا مختلطا، يتميز عن سابقاتها من السنوات بمذاق تغييري لا يمكن انكار اثره في مسار لبنان الذي كان في مثل هذا الوقت قبل سنة يلجأ إلى البصارات والمنجمين وضاربي المندل وقارئي الكف، ليستكشف ما إذا كان موعد التاسع من كانون الثاني، المحدد آنذاك، سيشهد نهاية حقبة قياسية أخرى من الفراغات الرئاسية ام سيبقى تحت احكام البدعة التي أباحت لبنان للاستباحة الدستورية اسوة بالاستباحة السيادية. هي لمحة تذكيرية لا اكثر للانخراط في خلاصات الأشهر ال12 من السنة الآفلة التي ملأت فراغ الرئاسة وجاءت برمزي الحكم من خارج نادي صراع المحورين ولكن لمصلحة المحور السيادي والا لكان لبنان الان في اثر بعد عين بعد كل الزلازل التي ضربته وضربت المنطقة .

هذه السنة كانت خليطا من اختراق لا ينكره إلا اهل الإنكار إياهم ، الذين لا تزال سياسيات إنكارهم تطارد لبنان بما تبقى من مراحل رحلته المضنية نحو استكمال تنفيذ قرارات تاريخيّة بكل ما للكلمة من معنى ، اتخذت على مرأى وتشجيع وتحفيز الغالبية اللبنانية السيادية الخالصة ومعها المجتمع الدولي بأسره ، ومنحت الشرعية الجديدة الممثلة برئيسي الجمهورية والحكومة ، درع تثبيت الصدقية الدولية ولو تحت رقابة مشددة من جهة وترك إسرائيل تمضي في نمط حربي هو مزيج من حرب وهدنة ، واضعة لبنان في يومياته في حالة العالق في نفق اختباره الصعب الشاق . لذا صار من الصعوبة بمكان ، قبيل الإطلالة على السنة الجديدة ، وما ادراك ما السنة الجديدة التي حتى عتاة قارئي الكف والمنجمين، يستعصي عليهم كشف المخبوء منها للبنان بعد مطلع السنة فيما نتنياهو يمضي من البارحة اسبوعاً بقضه وقضيضه عند المعلم الأكبر ترامب ، ان نفصل ما ينتظرنا عند الحدود ، الأرض المحروقة ، امتدادا إلى العمق في البقاع الشمالي وأبعد ، عن مجريات صدمة تفكك عرى الحدود الدنيا للحكومة امام اهتزاز ذاك المسمى قانون الفجوة . هي الفجوة بشقيها ، الداخلي والحدودي اذن ، نواكبها في الردح الأخير من سنة الاختراق الذي لا يزال يكابد الاختبار السيادي الصعب والشاق بين مطرقة إسرائيل وسندان “حزب الله ” ، علما ان معيار التجاهل لم يعد مقبولا اطلاقاً في ذكر الحزب الذي كان يوما حديديا من دون اقرانه براعيته الشرهة المتمسكة باستباحة لبنان حتى الرمق الشيعي الأخير ، أي ايران . عند مشارف الأيام الأخيرة من السنة 2025 هل ترانا سنبقى محكومين بمزيج من الاختراق والإخفاق كإدارة الأزمات ام نستولد تلك التجربة التاريخية التي سيحكم عبرها لبنان نفسه فعلا ؟

Share