شبل الزغبي/زيارة نتنياهو إلى ترامب: ساعة كسر المشروع الإيراني… وإنقاذ لبنان بالقوة

2

زيارة نتنياهو إلى ترامب: ساعة كسر المشروع الإيراني… وإنقاذ لبنان بالقوة
شبل الزغبي/27 كانون الأول/ 2025
زيارة رئيس وزراء دولة إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الـ 29 من هذا الشهر ليست لقاءً سياسياً عادياً، بل غرفة عمليات لرسم ضربة تاريخية قد تُنهي أخطر مشروع تخريبي في الشرق الأوسط: المشروع الإيراني وميليشياته، وعلى رأسها حزب الله. نشير هنا إلى أنه بعد 27 تشرين الثاني 2023، سقطت كل الأوهام. إسرائيل حسمت خيارها: الهجوم الاستباقي هو العقيدة الوحيدة. لا انتظار، لا ردود فعل، لا بيانات. من يريد الحرب سيُضرب في عقر داره، ومن يزرع الصواريخ سيحصد ناراً. هذه ليست رغبة إسرائيلية فقط، بل نتيجة طبيعية لفشل المجتمع الدولي في لجم إيران وأذرعها.

إن إيران اليوم ليست دولة، بل مافيا إقليمية مسلحة. لا تبني، لا تُطعم شعوبها، لا تعرف سوى التمدد، التفجير، وتخريب الدول من الداخل. العراق، سوريا، اليمن، ولبنان… كلها نماذج لدولة تُغتال ببطء على يد ميليشيا تدّعي “المقاومة” بينما تدمّر الإنسان والحجر. إنهاء هذا المشروع لم يعد مسألة إسرائيلية، بل حاجة عربية وجودية. السلام الإبراهيمي لن يتقدم شبراً واحداً طالما الحرس الثوري الإيراني يزرع راياته السوداء فوق العواصم العربية. لهذا، نعم: إسرائيل القوية اليوم ضرورة لوقف الطاعون الإيراني، لا خطراً على المنطقة.

أما لبنان، فالحقيقة أكثر فظاعة. البلد مخطوف؛ دولة بلا قرار، جيش بلا سيادة، اقتصاد منهوب، وشعب رهينة سلاح غير شرعي. حزب الله لم “يحمِ” لبنان يوماً، بل جرّه من حرب إلى حرب، ومن عزلة إلى عزلة، حتى حوّله إلى دولة فاشلة. للمرة الثانية في تاريخ لبنان الحديث، يُطرح “التدخل الإسرائيلي” كخيار خلاص؛ في السابق من عرفات وسلاحه التخريبي، واليوم من إيران ووكلائها. الفرق أن الاحتلال الحالي أخطر: احتلال العقول، والمؤسسات، والقرار الوطني.

إن اقتلاع حزب الله ليس عدواناً على لبنان، بل تحرير له؛ تحرير من عقيدة موت، من اقتصاد حرب، من ثقافة السلاح، ومن كذبة “المقاومة” التي لم تُنتج سوى المقابر والفقر. من دون حزب الله، يُفتح الباب أمام ما حُرِم منه اللبنانيون منذ عقود: السلام، السيادة، والدولة.

إن اتفاق سلام مع إسرائيل لم يعد خيانة، بل مصلحة وطنية تحصّن لبنان، تنهي دوره كساحة، وتعيده بلداً طبيعياً يريد الحياة لا الشهادة المجانية.
زيارة نتنياهو إلى ترامب قد تكون لحظة كسر عظم؛ إما أن يُدفن المشروع الإيراني، أو يُدفن ما تبقّى من الشرق الأوسط. واللبنانيون؟ إما دولة… أو ميليشيا. إما مستقبل… أو قبر مفتوح.

شبل الزغبي/عضو مجلس القيادة المركزية في حزب حراس الأرز

Share