الياس بجاني/عربي وانكليزي، نص وفيديو: الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على شعوب ومؤسسات ودول الغرب العلماني

21

الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على شعوب ومؤسسات ودول الغرب العلماني
إلياس بجاني/24 كانون الأول / 2025

Click Here to read the English version of this piece اضغط هنا لقراءة المقالة بالإنكليزية

لم يعد الصمت عن قول «عيد ميلاد مجيد» في ذكرى ميلاد ابن الله المتجسد، الرب يسوع المسيح، واستبداله بقول «تحيات الموسم»، مجرد مجاملة اجتماعية، بل أصبح سياسة خبيثة غير معلنة، وخضوعاً ثقافياً، وتنازلاً علنياً من عدد كبير من دول وشعوب ومؤسسات غربية تدّعي العلمانية والشجاعة، بينما هي على خلفية الجبن والجهل وقلة الإيمان تمارس الذمية والتقية باسم “الحياد”.

إن ما يحدث اليوم في الدول الغربية العلمانية ليس عفوياً، بل هو قرار سياسي مقنّع بإفراغ الرأي العام من اسم المسيح، وتدجين المسيحية، وتحويلها إلى تراث صامت لا يحق له أن ينطق باسم المسيح ويسمّي الأعياد المسيحية بأسمائها علناً ودون عقد. إن ما نشاهده بغضب وحزن هو أن غالبية دول الغرب تتبرأ من جذورها، ومن قيم وحضارة وتقدّم وسلام وتعايش وامتيازات وذاكرة حضارية نشأت من ومع المسيحية، وتتعامى عن سبق تصوّر وتصميم عنها وتغيّب ذكر المسيح نفسه في ازدواجية ذمية جبانة. هم يريدون عطلة عيد الميلاد المجيد ويتنكرون للعيد نفسه، يريدون الزينة ويتبرؤون من اسمه، ويريدون التراث والتقاليد وبهجة العيد ولكنهم يزوّرون الحقيقة.

هذه الازدواجية في كل ما يتعلّق بعيد الميلاد المجيد هي نفاق سياسي كامل الأوصاف، وغرق في عدائية للمسيحية بقيمها وتعاليمها ورموزها. بالتأكيد فإن التعاليم المسيحية هي ضد “الدولة الخائفة”، وما لا يدركه هؤلاء الذميون أن الإنجيل المقدس لا يعرف لغة “التحيات العامة”، ولا يعترف بالخطاب الرمادي والفاتر والموارب الذي تفرضه الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية.

في هذا السياق الواضح الرؤية، الشجاع والمباشر، نلفت إلى الآيات الإنجيلية التالية:
«ليكن كلامكم: نعم نعم، لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير» (متى 5:37)
«أنا هو الطريق والحق والحياة» (يوحنا 14:6)
«تعرفون الحق، والحق يحرّركم» (يوحنا 8:32)
«من استحى بي وبكلامي قدّام الناس، يستحي به ابن الإنسان قدّام ملائكة الله» (لوقا 9:26)

إن ما نقوله ونؤمن به فيما يخص تغييب مقولة «عيد ميلاد مجيد» ليس وجهة نظر، بل إدانة صريحة؛ لأن خجل المسيحيين من المسيح في المجال العام ليس سياسة ذكية، بل خيانة روحية، وجهل وقلة إيمان. إن المسيحية ليست أقلية خجولة، وليست ضيفاً في الغرب، بل هي التي بنت لغته، وحضارته، وقوانينه، وتقويمه، وأخلاقياته.

في حين أن تعامل هذه الدول مع المسيحية كخطر محتمل ليس تقدّماً، بل انتحاراً حضارياً. ولهذا فإن قول «عيد ميلاد مجيد» في ذكرى ميلاد السيد المسيح ليس مجرد كلام للتهنئة، بل هو فعل إيمان، وشهادة للحق والحقيقة والتاريخ، ومقاومة أخلاقية وسياسية وتاريخية للشر والأشرار واليساريين والذميين، وللسلطات والمؤسسات والأفراد الذين يخافون من الحقيقة، ولخطاب منحرف يريد مسيحية بلا مسيح.

إن ما نطالب به المسيحيين في دول الغرب ومؤسساتها وحكامها هو تسمية الأعياد المسيحية بأسمائها دون خجل أو جبن، كما يتعاطون مع كل الديانات الأخرى التي تسمي أعيادها بأسمائها الحقيقية وبفخر ودون أي اعتراضات أو قوانين تمنع حريتهم: المسلم يقول: رمضان مبارك، أضحى مبارك، إلخ. اليهودي يقول: عيد حانوكا سعيد، ويسمي كل أعياده بأسمائها. الهندوسي يقول: عيد ديوالي سعيد، ويسمي كل أعياده بأسمائها. وهكذا هو حال التعاطي مع باقي الطوائف والمذاهب والأديان، ولا أحد في الغرب يطالبهم بتغيير أي اسم من أسماء أعيادهم أو الاعتذار عنها.

إن الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على الغرب المتلحّف بعلمانية من المفترض أصلًا أن تحترم الأديان. كما أنه من المعيب، بل المخزي، أن تصبح عبارة “عيد ميلاد مجيد” مصدر خوف في دول غربية تدّعي الحرية والتعددية.

تبقى، أن كلمتان بسيطتان، لا تحملان سلاحاً ولا تهديداً، ومع ذلك يتم الهروب منهما واستبدالهما بعبارات لا معنى لها مثل “تحيات الموسم”.

إن هذه التقية الجبانة ليست احتراماً للآخرين، بل ذمية وخوف وازدواجية وقلة إيمان.

في الخلاصة، الواجب هو رفض الذل والخوف والمساومات، والقول بحرية مطلقة: عيد ميلاد مجيد.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
https://eliasbejjaninews.com

Share