إتيان صقر – أبو أرز/ التفاوض المباشر… بين الترحيب والحذر

14

إتيان صقر – أبو أرز/ التفاوض المباشر… بين الترحيب والحذر
14 كانون الأول/2025
صدر عن رئيس حزب حراس الأرز، حركة القومية اللبنانية البيان التالي:
رحّب اللبنانيون بتعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للجنة اللبنانية المكلّفة بالتفاوض مع إسرائيل ضمن إطار “الميكانيزم”، ولكن بمزيدٍ من الخشية والحذر لما يحمل في طيّاته من مفاعيل سياسية قد تكون مفصلية في تاريخ لبنان الحديث.
وللإنصاف، فإنّ هذا القرار يحمل إيجابيات لا يمكن تجاهلها، كما يحتوي في المقابل على سلبيات قد تعيدنا إلى دوّامة الأخطاء نفسها التي دفع الشعب اللبناني ثمنها غالياً.
أولاً: الإيجابيات
١ – إنّ تعيين شخصية ديبلوماسية مخضرمة وسيادية على رأس وفد رسمي يُعدّ خطوة أولى نحو كسر الجليد بين لبنان وإسرائيل ،قد تمهّد لمعاهدة سلام تُنهي عقودًا من الصراع المصطنع الذي فُرض على لبنان بفعل الاحتلالات الغريبة.
٢ – يحمل اسم السفير سيمون كرم رصيداً من المهنية والوطنية، ما أثار ارتياحاً داخلياً وخارجياً، ووفّر فرصة لإعادة لبنان إلى الخارطة الديبلوماسية العالمية بعد سنوات من العزلة والتقهقر والانهيار.
٣ – هذا التعيين، إن تمّ التعامل معه برصانة وجدية، قد يشكّل بوابة واسعة لحلول اقتصادية وسياسية واستراتيجية كان لبنان محرومًا منها في ظل الاحتلالات المجرمة التي ضربت البلاد طوال خمسين سنة.
ثانياً: السلبيات
١ – من خلال خبرتنا الطويلة مع المنظومة السياسية، نخشى أن يكون قرار التفاوض، كما العادة، جزءًا من فنّ المماطلة وشراء الوقت، وُضع فقط لامتصاص الضغط الأميركي–الإسرائيلي المتزايد.
٢ – هناك خوف حقيقي من أن تكون هذه الخطوة محاولة للالتفاف على جوهر القضية، أي التهرّب من نزع سلاح حزب الله، لأن لا معنى لأي مفاوضات أو معاهدات في ظل وجود سلاح غير شرعي يهيمن على قرار الدولة.
٣ – قد يكون التعيين مناورة لتخفيف التوتر الحدودي وإبعاد الضربة العسكرية الإسرائيلية التي تُحذّر منها التقارير، بدل أن تكون خطوة استراتيجية جدّية تنتشل لبنان من قعر الهاوية.
٤ – إنّ تجربة ١٩٨٢ لا تزال ماثلة أمامنا، وجرحاً مفتوحاً لم يندمل بعد: مفاوضات طويلة انتهت باتفاق مبدئي، تم الانقلاب عليه في اللحظة الأخيرة، فدفع لبنان ثمناً رهيباً من دمه واستقراره وسيادته… وما زال يدفع حتى اليوم.
فكيف نثق بمنظومة خيّبت آمال شعبها مرارًا وتكراراً؟
نحن أمام قرار قد يكون بوابة خلاص… أو بوابة خيبة جديدة.
لذلك، نؤكد أنّ حزب حراس الأرز سيتابع هذا المسار بدقة وصرامة، وسنكون الصوت الذي يفضح التلاعب إن وجد، ويدعم الحقيقة إن ظهرت.
فالإيجابيات موجودة… والسلبيات موجودة.
والمعركة اليوم بين النية الصادقة… والمكر السياسي. ولن نقبل بتكرار أخطاء الماضي، لأنّ الشعب اللبناني لم يعد يحتمل مغامرات فاشلة من منظومة_فاشلة… فحذارِ من لعنة الأجيال.
التفاوض مع اسرائيل
معاهدة سلام
لبيك لبنان،
إتيان صقر – أبو أرز

Share