
لقاء الهوية والسيادة: متى سيرتفع الإنسان اللبناني إلى رتبة المواطن الصالح، حتى نُصبح على دولة عِوَض أن نبقى صندوق بريد مجاني لرسائل الخارج اللامتناهية؟
بيروت في 11 كانون الأول 2025
عقد لقاء الهوية والسيادة اجتماعه الدوري برئاسة الوزير السابق يوسف سلامه والأعضاء وفي نهاية الاجتماع صدر عن اللقاء البيان التالي:
حفِل هذا الأسبوع بظاهرتين مرتبطتين شغلتا اللبنانيين: في الظاهرة الأولى، شهدت الساحة اللبنانية إحتفالات في الذكرى السنوية الأولى لسقوط الرئيس بشار الأسد في سوريا، احتفالات أعادتنا إلى مرحلة كان فيها لبنان ساحة مفتوحة لجميع أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية، تتقاسم فيما بينها ولاء اللبنانيين وعواطفهم ودماءهم، مما يؤكد أنّ شعبنا لم يتعلّم من دروس التاريخ في ماضيه القريب والبعيد رغم الكلفة الباهظة التي دفعها، حربًا، وهجرة وتهجيرًا. وفي هذا المجال، امتلأت الساحات في بعض مناطق لبنان وعاصمته بأعداد كبيرة من السوريين يحتفلون بولادة نظامٍ جديد، رافعين الأعلام السورية مرحبين بالتغيير الذي طال بلدهم. بناءً عليه نسأل ونتساءل بموضوعية لماذا لا يعود هؤلاء إلى سوريا للعيش فيها والاحتفال هناك على طريقتهم؟ ولماذا تتباطأ السلطة في لبنان بمعالجة هذا الملف الضاغط على البنية التحتية واليد العاملة اللبنانية والخدمات الصحية، والمتسبّب بزيادة الجريمة في لبنان، وبقيام توتّرات بين اللبنانيين والسوريين دفعت وتدفع بالجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى استنفاذ معظم طاقتهم في معالجتها.
الظاهرة الثانية، تميّزت بدور الجيش اللبناني الذي لعبدورًا مفصليًا عند نزول المتظاهرين في شوارع العاصمة وباقي المدن، هذه المؤسسة التي تدافع باللحم الحي عن وحدة الوطن واستقراره، وفي هذا الاطار، يلفُت اللقاء نظر الجميع بصراحته المعهودة إلى أنّ معظم عناصر الجيش اليوم من ضباط ورتباء وأفراد التحقوا بالمؤسسة بعد اندلاع الحرب الداخلية وفي زمن عانى خلاله الجيش من انقسامات اللبنانيين وضغط المليشيات وسلطات الوصاية على تنوّعها.لذلك كله، نطالب العالم الحر بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أن يلطف بلبنان الذي هو جزء منه، ولا يُمكن له أن يكون غير ذلك، كي يساعدَه على تأهيل نفسه عبر إعداد بنية قياداته ومؤسساته الإدارية والسياسية والعسكرية ليتمكّن من مواكبة التموضع الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في هذا المشرق المثقل بالجراح والأوجاع. وأخيرًا يبقى السؤال الأكثر إيلاما والذي لا نملك له جوابا حتى الآن، متى سيرتفع الإنسان اللبناني إلى رتبة المواطن الصالح، حتى نُصبح على دولة عِوَض أن نبقى صندوق بريد مجاني لرسائل الخارج اللامتناهية؟